نعم فصل واعلم ان دينا واعلم ان دين الاسلام كامل وان الله وان الله رضيه لنا فلا يقبل من احدنا دينا سواه. فلا يقبل من احد دينا سواه. والاديان كلها باطلة الا الاسلام. قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وقال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. وعن ابي ابن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله امرني ان اقرأ عليه. فقرأ عليه لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب فقرأ فيها ان ذات الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية من يعمل خيرا فلن يكفره. رواه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الحاكم والدين الحق هو من هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى واين هذا صراط مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. الاية. وعن ابي هريرة وعن ابي هريرة الدوسي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه ثم يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار رواه مسلم. وقال ابو برزة الاسلمي رضي الله عنه ان الله انقذكم بالاسلام. وبمحمد صلى الله عليه وسلم رواه البخاري. والاهواء والبدع ليست من دين من دينه صلى الله عليه وسلم ومن زاغ عن الهدى فهو شيطان يدعو الى الردى. فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه انه قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما ثم خط عن يمينه وعن شماله ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو اليه ثم قرأت وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. رواه النسائي في السنن الكبرى واحمد في المسند واللفظ له واسناده حسن. ومن اعظم النعم نعمة الاسلام والسنة والعافية من الاهواء. قال مجاهد المكي رحمه الله ما ادري اي النعمتين علي اعظم ان هداني للاسلام او عافاني من هذه الاهواء. رواه الدارمي. الدارمي فصلا رواه رواه الدارمي. عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر. يدعو فيه الى مسعى اخر من المساعي فقال واعلم ان دين الاسلام كامل اي لا نقص فيه. وان الله رضي لنا فدين الاسلام مرضي وغيره مسكوت عليه. قال فلا يقبل من احد دينا سوى. فما تعبد به احد الله عز وجل من الاديان سوى دين الاسلام فان طه لا يقبله منه. ثم قال والاديان كلها باطلة الا الاسلام. قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وقال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فالاديان التي يتبعها الخلق سوى دين الاسلام ويتعبدون الله بها لا يقبلها الله عز وجل منهم. فهي اديان باطلة مسخوط عليها وعلى اهلها فلا فوز عند الله الا بدين الاسلام. ثم ذكر حديث ابي ابن بن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله امرني ان اقرأ عليك. فقرأ عليه سورة البينة لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب الاية. وقرأ فيها اية كانت منها ثم نسخ لفظها وبقي حكمها ان ذات الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية. من يعمل خيرا فلن يكفره. فالدين المعتد به عند الله هو دين الاسلام الذي هو دين الحنيفية المسلمة. وما عداه من الاديان بيهودية او نصرانية او غيرهما فان الله لا يعتد به ولا يقبله من العبد. ثم قال والدين الحق اي اللازم الثابت الذي يجب علينا اي اللازم الثابت الذي يجب علينا هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرقا بكم عن سبيله فامرنا الله عز وجل باتباع صراطه المستقيم الذي هو دين الاسلام مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من ربه ووقع التصريح بهذا في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه عند احمد باسناد حسن في حديث طويل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم فالصراط الاسلام. فيكون معنى الاية المذكورة وان هذا صراطي مستقيما اي وان هذا ديني دين مستقيم وهو دين الاسلام فاتبعوه ثم ذكر حديث ابي هريرة الدوسي رضي الله عنه عند مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال والذي نفسه محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة. اي من امة الدعوة اي من امة الدعوة التي بعث اليها النبي صلى الله عليه وسلم يدعوها الى دين الاسلام بمن فيها من اليهود والنصارى والمشركين قال لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار لان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم اذا اتبعه العبد انتهى به الى الجنة ذلك اذا اعرض عنه العبد انتهى به اعراضه الى النار. فالنبي صلى الله عليه وسلم محنة الخلق في التفريق بين اهل الجنة واهل النار. فمن صدق به وامن واتبعه كان من اهل الجنة. ومن وكذب به صلى الله عليه وسلم واعرض عنه كان من اهل النار. وقوله في الحديث لا يسمع بي احد اي سماعا موافقا لما انا عليه من الدين. اي سماعا موافقا لما انا عليه من الدين ثم ذكر قول ابي برزة الاسلمي رضي الله عنه عند البخاري ان الله انقذكم بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم. خبرا عما وقع من الخير للعرب. خبرا عما وقع من الخير للعرب فان الله انقذهم بالاسلام وببعثة محمد صلى الله عليه وسلم. فهدوا به من الشرك الى التوحيد ومن الضلالة الى الهدى. ثم قال والاهواء والبدع ليست من دينه الله عليه وسلم فان الدين الذي جاء به الينا هو ما ذكره الله في كتابه او ذكره لنا صلى الله عليه وسلم في سنته. فما احدث مما ليس فيهما من البدع والاهواء فليس من دين صلى الله عليه وسلم قال ومن زاغ عن الهدى فهو شيطان يدعو الى الردى اي الى الهلاك وذكر حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده اي في الارض ثم قال هذا سبيل الله مستقيما. ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطا صغارا. ثم قال هذه ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو اليه. فكل سبيل معدول به عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم انتصب على بابه شيطان يدعو اليه. فكل سبيل معدول عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم انتصب على بابه شيطان يدعوه اليه. وهؤلاء الشياطين منهم شياطين انس اياه ومنهم شياطين جنية يميلون بالخلق عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الحق ثم قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل اي لا تتبعوا الطرق الخارجة عن السبيل الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. رواه النسائي في السنن الكبرى واحمد في المسند واللفظ له اسناده حسن. ثم قال ومن اعظم النعم نعمة الاسلام والسنة والعافية من الاهواء. لان النعم التي يغمر بها العبد نوعان. لان النعم التي يغمر بها العبد نوعان. احدهما نعم ظاهرة وهي التي يحاط بها العبد في ظاهره. وهي التي يحاط بها العبد في ظاهره. من صحة في بدنه وسعة في رزقه وكثرة في ذريته واشباه ذلك. والاخر نعم باطنة وهي التي يحظى بها العبد في باطنه. وهي التي يحظى بها العبد في باطنه. من اسلام وسنة واتباع هو ذكر لله سبحانه وتعالى وغير ذلك والنعم الباطنة اعظم من النعم الظاهرة. والنعم الباطنة اعظم من النعم الظاهرة. لاختصاصها باهل الاسلام لاختصاصها باهل الاسلام. فان النعم الظاهرة قد تمنح لحكمة الهية لاهل الكفر فان النعم الظاهرة قد تمنح لحكمة لالهية لاهل الكفر. فيكونون في صحة من ابدانهم وسعة من ارزاقهم وكثرة من دلالهم. واما النعم الباطنة فهي نعم مخصوصة باهل الايمان. واما النعم الباطلة فانها نعم مخصوصة باهل الايمان. ومن تلك النعم نعمة الله سبحانه وتعالى بتوفيق العبد الى الاسلام والسنة والسلامة من الاهواء. فان من هدي الى ذلك احيط باطنه بنعمة عظيمة جليلة من كون قلب العبد لا يتوجه عبادة الا الى الله وحده. وانه لا يجعل احدا من الخلق متبوعا سوى النبي صلى الله عليه وسلم ثم هو سالم القلب من الاهواء التي تتجارى به فتميل به تارة يمنة وتميل به اخرى يسرة فهي نعمة عظيمة ينبغي على العبد ان يعرف قدرها اذا وصلت اليه لان الله سبحانه وتعالى انعم عليه بهذه النعمة العظيمة بان جعله مسلما حنيفا وانه لم يتخذ متبوعا من الخلق سوى الرسول الذي بعثه الله الينا وامرنا باتباعه وهو محمد صلى الله عليه وسلم ثم تمم له هذا الاتباع بتخليص نفسه من الاهواء فلا يجد في نفسه منازعة بهوى يطلب بذلك الهوى الميل عن شيء مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر المصنف قول مجاهد المكي وهو ابن جبر صاحب ابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه الدارمي انه قال ما اي النعمتين علي اعظم؟ ان هداني للاسلام او عافاني من هذه الاهواء. اي ان الله سبحانه وتعالى قد تفضل عليه بنعمتين عظيمتين. احداهما نعمة الاسلام اذ اداه اليه فحلاه به. والاخرى نعمة العافية من الاهواء اذ خلى قلبه من وجود هوى يميل به عن شيء مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الاسلام. فالفرق بين النعمتين ان نعمة من باب التحلية ان نعمة الاسلام من باب التحلية. وان نعمة العافية من الاهواء من باب التخليل وان نعمة العافية من الاهواء من باب التخلية. فاذا حلي العبد بهدايته الى الاسلام وخلي من قلبه وجود الاهواء فافرغ قلبه منها تمت عليه النعمة الكاملة من الله عز وجل. نعم