السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذا هو الدرس الرابع والعشرون من برنامج الدرس الواحد السابع. والكتاب المقروء فيه هو زاد الداعية الى الله. العلامة محمد ابن عثيمين رحمه الله. وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين. المقدمة الاولى التعريف بالمصنف في ثلاثة مقاصد. المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة الفقيه محمد ابن ابني محمد ال عثيمين يكنى بابي عبد الله ويعرف بابي عثيمين نسبة الى احد اجداده. المقصد الثاني تاريخ اجداده. المقصد الثاني تاريخ مولده ولد في السابع والعشرين ولد في السابع والعشرين من شهر رمضان سنة سبع واربعين بعد الثلاثمائة والالف. المقصد الثالث تاريخ وفاة توفي رحمه الله في الخامس عشر من شهر شوال سنة احدى وعشرين بعد الاربعمائة والالف وله من العمر اربع وسبعون سنة رحمه الله رحمة واسعة. المقدمة الثانية تعريفه بالمصنف. وتنتظم في ثلاثة مقاصد رضا المقصد الاول تحقيق عنوانه اصل هذا الكتاب هو محاضرة القيت باسم زاد الدال الى الله ثم ارتضى ممليها رحمه الله طباعة تلك المحاضرة باسم زاد الداعية الى الله وطبعت في حياته مرارا. المقصد الثاني بيان موضوعه تشتمل هذه الرسالة اللطيفة على بيان الالة التي يفتقر اليها الداعية الى الله. وينتظم بها زاده الذي يمكنه من اداء رسالته المقصد الثالث توضيح منهجه جادة هذه الرسالة هي جادة المحاضرات التي تبنى على السرد الا انها صارت فصولا باعتبار تعداد انواع الزاد فيها. فانه جعل لكل نوع من الزاد جملة تدل على مبتدأه. فيعد الزاد الاول ثم ازداد الثاني وهكذا. وفيها طريقة علماء هذه البلاد من الاكثار من الادلة النقلية. والعناية بالتقاسيم العلمية نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في لا يحق جهاده وترك امته على محجة بيضاء ليلها كنهارها. لا يزيغ عنها الا هالك. فصلوات الله وسلامه عليه على اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. واسأل واسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم من اتباعه باطلا وظاهرا ان يتوفانا على ملته وان يحشرنا في زمرته وان يدخلنا في شفاعته وان يجمعنا به في جنات النعيم مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فايها فايها الاخوة اما بعد. اما بعد فايها الاخوة انه ليسرني ان التقي باخواني المسلمين هنا وفي اي مكان اخر يرجى منه الخير ونشر هذا الدين. لان الله تعالى اخذ كل من اعطاه علما ان اخذ لان الله تعالى اخذ على كل من اعطاه علما اخذ عليه ميثاقا بما اعطاه من العلم ان يبينه ولا يكتمهم كما قال الله تعالى واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فهذا الميثاق الذي اخذه الله ليس وثيقة تكتب ويشاهد ويشاهدها الناس. ولكنها وثيقة لكنها وثيقة لكن وثيقة تعلم بما اعطى الله الصاحب من العلم. فاذا اعطاه الله العلم فان هذه هي الوثيقة التي وثق الله بها هذا الرجل او هذه المرأة التي اعطاه الله علما فعلى كل من عنده علم ان يبلغ ما علمه من شريعة الله سبحانه من شريعة الله سبحانه تعالى في اي مكان وفي اي مناسبة. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الموجب ذكر هذه المقاصد الشرعية المتعلقة بالزاد الدعوة هو الوفاء بالميثاق الذي اخذه الله سبحانه وتعالى على الذين اتاهم الكتاب. وهذا الميثاق هو ميثاق البيان. بان يبينوا الدين الذي بعث الله عز وجل به الرسل. والله عز وجل قد اخذ على العلماء خصوصا ميثاق البيان واخذ على المسلمين عموما ميثاق النصح كما في حديث تميم في صحيح مسلم الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله الحديث ولا ريب ان اكد الناس واجبا في اداء حق النصح هم العلماء فيجتمع في حقهم ميثاق البيان وميثاق النصح معا. بما يعلم به ان حمل العلم ليس شيئا يتزين به وتطلب به الرئاسات والمناصب والحظوة عند الخلق. وذكر محامد العبد والثناء عليه وانما يراد من بث العلم و نشره والحرص على طلبه هو القيام بهذا الميثاق. رضي من رضي من الناس وسخط من سخط من الناس ومن انصرف بصره من المشتغلين بالعلم عن هذين الميثاقين وتعلق باهداب غيرهما لحقه من النقص في الدنيا والاخرة بقدر ما يفوته من اداء فريضة البيان والنصح ثمان اهل العلم رحمهم الله تعالى وقد علموا ان الله عز وجل قد كتب عليهم هذين الميثاقين يسلكون فيهما الطريقة الشرعية التي رضيها الله سبحانه وتعالى. ولا يأبهون بما يراه الناس بيانا ولا نصحا ان الناس يعبرون عن مراداتهم بما يشاؤون اصابته من حظوظ الدنيا بانها مما يجب بيانه. والنصح فيه وقد لا تكونوا كذلك في الشرع. فالعالم الكامل لا يلحظ مآخذ الناس ومراداتهم. وانما يلاحظ ماخذ شريعة ومرادها. وانه اذا رعى هذا نجا وانجى. واذا مال بصره الى لذلك فانه يهلك ويهلك معه غيره. وقد كان الفضاء يقول اني اسى على رجلين رجل يريد العلم ولا فهم له. ورجل اتاه الله العلم ولا عقل له فحجب العقل عن معرفة طريقة الشريعة في الوفاء بميثاق البيان وميثاق النصح ربما جرى من المنتسبين الى العلم ما هو خلاف الطريقة الشرعية؟ ومن وعى هذا من ملتمسة العلم وحملته من الطلبة ادرك ان مقصود الجلوس الى الاشياخ ليس هو مجرد اخذ المعلومات فان المعلومات تزاحم فيها الاشياخ تزاحم فيها الاشياخ الكتب المصنفة. وفي الكتب ما يفوق علوم الاشياء فان الكتب حصيلة فان الكتب حصيلة علم قرون الامة المتطاولة ولكن مقصودة من الجلوس الى الاشياخ اخذ الدين لمعرفة مسالك البيان والبلاغ والنصح واقامة الحجة وافتاء الناس وهدايتهم وارشادهم ومعاملتهم على اختلاف طبقاتهم. ولما وعى السلف رحمهم الله تعالى هذا الاصل طالت مدد صحبتهم لشيوخهم. كما قال ما لك كان الرجل يختلف الى الرجل ثلاثين سنة في طلب العلم. لانهم يدركون ان العلم ليس هو مجرد المعلومات بل العلم هو الدين كله فربما رأوا من سكنة عالم او او تحريكته ما كان فيه ما يغني عن من البيان بل في احوال العلماء بافعالهم ما يحصل به تأديب النفوس ابلغ من تأديبها عقوبات كما ذكروا في احوال العلامة محمد بن ابراهيم ال الشيخ ان بعض طلبته اساء في مجلسه فقام وانصرف وترك المجلس. العلامة ابن حميد لما كان في بريدة وكان في مجلس الدرس فدخلت دابة من دواب اهل البلد وانصرفت ابصار بعض الناس اليها واحث الشيخ وكان ضريرا لكنه كان مخلص الذكاء بانشغالهم بها. قام وختم فالمجلس انصرف من بينهم وهذه الاحوال يحصل بها من التأديب ما هو اشد من العقوبة وفيها من البيان ما هو ابلغ من من محاضرة تستغرق اوقات والانتفاع بالاحوال اعظم من الانتفاع بالاقوال. كما قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى نعم ايها الاخوة ان موضوع محاضرتنا هذه زاد الداعية الى الله عز وجل وزادوا لكل مسلم هو ما بينه الله عز عز وجل في قوله وتزودوا فان خير الزاد التقوى. فزاد كل مسلم هي تقوى الله عز وجل التي التي كرر الله تعالى ذكرها بالقرآن امر وثناء على من قام بها وبيانا لثوابه. وغير ذلك من اساليب الكلام. قال الله تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم جنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون اولئك جزاء مغفرة من ربهم وجنة تجري من تحتها الانهار خالدين فيها اجر العاملين. ايها الاخوة الكرام ربما تقولون ما هي التقوى؟ فالجواب ما اثر عن طلق ابن حبيب رحمه الله. حيث قال التقوى ان تعمل لطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك ما نهى الله ان تترك ما نهى الله على نور من الله تخشى عقاب الله فجمع فيها هذه العبارات بين العلم والعمل واحتساب الثواب والخوف من العقاب فيها فهذه هي التقوى. واننا واننا لنعلم جميعا ان الداعية الى الله عز وجل او الى الناس يتحلى بهذا الخلق. بتقوى الله في السر والعلن في السر والعلن وانني اذكر الله عز وجل في هذا المقام ما يتعلق بالداعية وما ينبغي ان يتزود به. الزاد الاول ويرى المصنف رحمه والله تعالى ها هنا ان موضوع هذه المحاضرة التي هي اصل هذه الرسالة وزاد الداعية الى الله تعالى الزاد هو ما يتقوت به. فكل ما يتقوث به يسمى زادا. وازواد الخلق نوعان اثنان احدهما ازواج الابدان من مأكل ومطعم ومشرب. الثاني ازواج القلوب والارواح من نور وهداية وطاعة واحسان. والناس يشتركون في ازواجهم البدنية مؤمنهم وكافرهم برهم وفاجرهم الا ان يقع في الازواج القلبية الروحية الايمانية فهم يتفاوتون فيها كما بين السماء اي والارض ولهذا اعتنت الشريعة ببيان الازواج الدينية الروحانية القلبية وجعلت من ذلك قدرا مشاعا مشتركا. ثم جعلت لكل طائفة ما تختص به من انواع الزاد فمن الزاد المشترك بين المسلمين جميعا في احوال قلوبهم وتكميل ايمانهم تقوى الله سبحانه وتعالى كما اشار المصنف فقال والزاد لكل مسلم هو ما بينه الله عز وجل في قوله وتزودوا فان خير الزاد التقوى فان هذا زاد قلبي روحي عام المؤمنين جميعا. ووراء ذلك انواع من الزاد تختلف باختلاف طوائف ما يشتغل به الناس. فالدعاة الى الله لهم زاد والمجاهدون لهم زاد وولاة الامر لهم زاد الى اخره ثم عرف المصنف رحمه الله تعالى الطلقة التقوى ناقلا ذلك عن طلق ابن حبيب العنزي رحمه الله تعالى وهذه كلمة مأثورة شهيرة عن طلق امتدحها الذهبي رحمه الله تعالى فقال جمع فاوعى وهي من اوجز ما قيل في تعريف التقوى وبيان معناها. الا انها على طريقة السلف رحمهم الله تعالى في المسامحة في ما يراد حده لان الصناعات العقلية لم يكن يحتاج اليها لكمال العقول وعدم استقالها الى جمع ومنع في تعريف الاشياء ثم لما ضعفت مدارك الناس احتيج الى الجمع والمنع في الحدود ان ذكرنا ان التقوى هي اتخاذ العبد وقاية بينه وبين الله. بامتثال الشرع اتخاذ العبد وقاية بينه وبين الله بامتثال خطاب الشرع وفصلنا فهذا التعريف وذكرنا ما يعترض به على بعض التعريف المشهورة نعم الزاد الاول ان يكون الداعية على علم فيما يدعو اليه. على علم صحيح مرتكز على كتاب الله وسنة رسول الله ورسوله سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لان كل علم ان كل علم يتلقى من سواهما فانه يجب ان يعرض عليهما اولا. وبعد عرض اما ان يكون موافقا او مخالفا. فان كان موافقا قبل وان كان مخالفا وجب رده على قائله كائنا من كان. فقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء. اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر اذا كان هذا في قول ابي بكر وعمر الذي الذي يعارض به قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بالكم بقول من ما بالكم من او لمن دونهما في العلم والتقوى وصحبة والصحبة والخلافة. ان رد قوله اذا خالف كتاب الله سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من باب اولى. ولقد قال عز وجل فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم قال الامام احمد رحمه الله تعالى اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك. لعله اذا رد بعض قوله ان يقع في قلبه شيء من الزيغ زي اهلك وان اول زاد يتزود به الداعية الى الله عز وجل ان يكون على علم مستمد من كتاب الله تعالى. ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة المقبولة دعوة بدون علم فانها دعوة على جهل ودعوة على الجهل ضررها اكبر من نفعها لان هذا الداعية قد نصب نفسه موجها ومرشدا فاذا كان جاهلا فانه بذلك يكون ضالا مضلا والعياذ بالله. ويكون جهل هذا جهلا والجهل المركب واشد من الجهل البسيط فالجهل البسيط يمسك صاحبه ولا يتكلم. ويمكن رفعه بالتعلم ولكن المشكلة كل المشكلة في عن الجاهلي المركب ان هذا الجاهل ان هذا الجاهل المركب لن يسكت بل سيتكلم ولو عن جهل وحينئذ يكون مدمرا اكثر ما يكون منورا ايها ايها الاخوة ان الدعوة الى الله على غير علم خلاف ما خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. ومن اتبعه استمعوا الى قول الله تعالى امر النبي محمدا صلى الله عليه وسلم حيث قال قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني فقال ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني اي من اتبعه صلى الله عليه وسلم فانه لابد ان يدعو الى الله على بصيرة الله وتأمل ايها الداعية لله قول الله تعالى على بصيرة اي على بصيرة في ثلاثة امور الاول على بصيرة فيما يدعو اليه بان يكون عالما بالحكم الشرعي فيما يدعو اليه. لانه قد يدعو الى شيء يظنه واجبا وهو في شرع الله غير واجب. فيلزم عباد الله بما لم يلزمه الله به وقد يدعو الى ترك شيء يظنه محرما. وهو في دين الله غير محرم فيحرم على عباد الله ما احله الله لهم الثاني على بصيرة في حال المدعوم ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن قال له انك انك ستأتي قوما اهل كتاب ليعرف حاله ويستعد لهم فلا بد ان تعلم حال هذا المدعوما. ما ما مستواه العلمي؟ ما مستواه الجدلي حتى تتأهب لهم فتناقشه وتجادله لانك اذا دخلت مع مثل هذا في جدال. وكان عليك بقوة جدله صار في في هذا عظيمة على الحق وانت سببها. ولا تظن ان صاحب الباطن يخفق بكل حال فان الرسول صلى الله عليه وسلم قال انكم تختصمون الي ولعل بعضكم ان يكون الحن بحجته من بعض. فاقضي له على نحو مما اسمع منه. فهذا يدل على ان المخاصم وان كان مبطلا قد يكون الحن بحجة من اخر فيقضى بحسب ما تكلم به هذا المخاصم فلابد لا يكون عالم بحال المدعو. الثالث على بصيرة في كيفية الدعوة. قال الله تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة بالتي هي احسن وبعض الناس قد وبعض الناس قد يجد المنكر فيهجم عليه ولا يفكر في العواقب الناتجة عن ذلك لا بالنسبة له وحده. ولكن بالنسبة له ولنظأ ولنظائره من من من الدعاة الى الحق اذا يجب على الداعية قبل ان يتحرك ينظر الى النتائج ويقيس. وقد كونوا في تلك الساعة ما ما يضحي لها بغيرته فيما صنع. ولكن سيخمده هذا هذا الفعل نارا لكن سيخمد هذا الفعل نار غيرته وغيرة غيره فالمستقبل قد يكون في المستقبل القريب دون البعيد. لهذا احذر اخواني الدعاة الدعاء لهذا احد اخواني الدعاة على استعمال الحكمة والتأني. والامر وان تاخر قليلا لكن العاقبة جيدة بمشيئة الله تعالى اذا كان هذا اعني تزود الداعية بالعلم الصحيح المبني على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومدلول النصوص الشرعية فانه كذلك مجنون العقل الصريح التي ليس فيها هو مدلول العقول هو مجنون العقول الصريحة التي ليس فيها شبهات ولا شهوات لان انك كيف تدعو الى الله عز وجل وانت لا تعلم الطريق الموصل اليه. لا تعلم شريعته كيف يصح ان تكون داعية. فإذا لم يكن الانسان ذا علم فان الاولى به ان يتعلم اولا ثم يدعو ثانيا قد يقول قائل هل قولك هذا يعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو آية فالجواب لا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول بلغوا عني اذا فلا بد ان يكون ما ما نبلغه قد صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا لا نريده لسنا عندنا ما نقول ان الداعية ولسنا ولسنا عندنا ولسنا عندما نقول ان الداعية الى العلم لسنا نقول انه لا بد ان يبلغ شوطا لن يبلغ شوطا بعيدا في العلم. ولكننا نقول لا يدعو الا بما يعلم فقط ولا يتكلم الا بما ولا يتكلم بما لا يعلم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا الزاد الاول من ازواج داعية وهو ان يكون الداعية على علم فيما يدعو اليه. لان الدين قائم على امر ونهي ومن لم يحق بالامر والنهي فالى ما يدعو. فيحتاج الداعية الى علم يميز الامر والنهي وهذا العلم هو علم الشريعة. فاذا اطلع على علم الشريعة وادرك المأمور فيها والمنهي كان على علم فيما يدعو اليه واصل العلم في هذه الشريعة واصل العلم في هذه الشريعة هو القرآن والسنة فمن القرآن والسنة تتفجر انهار المعارف والعلوم. وما عدا الكتاب والسنة وما عدا الكتاب والسنة. فاما مسألة لفهمها وهو الضالة المطلوبة واما اجنبي عنهما وهو الضارة المغلوبة كما قال ابن حجر في فتح الباري قد اشار الى هذا المعنى ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية بقوله والكل في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان والله ما قال امرئ متحرق بسواهما الا من الهديان. فاصل العلم الذي ينبغي ان يشتغل بطلبه الداعية يحصنه هو علم الكتاب والسنة. والدعوة بلا علم دعوة تضر ولا تنفع اعظم من نفعها فان الجاهل لا يميز مراتب الامر والنهي فلا يفرق بينما دعت الى الشريعة وامرت به وبينما نهت عنه الشريعة وحذرت منه. والناس في الجهل كما تقدم في اصول الفقه منهم منهم من هو جاهل جهلا بسيطا لا يدرك الشيء على ما هو عليه ومنهم من هو جاهل جهلا مركبا فهو لا يدرك الشيء بل يدركه على خلاف ما هو عليه. واذا تكلم في العلم من كان على هذا النحو اعني الجهل الموكل حصل الضرر كما قال علي رضي الله عنه العلم نقطة كثرها الجاهلون وقال الشافعي لو سكت الجاهل لقل الخلاف. مما يدل على ان العلم مما يؤلف قلوب الناس ويغسلها من ادران الاحقاد. فاذا بث العلم ونشر ورغبوا فيه انتفى عن نفوسهم تلك الاضران لان العلم يجعل لهم نورا يهتدون به. ومن جملة نور العلم انه يأمر اهله لا يتكلم فيما لم يحيطوا به علما. ثم ذكر ان هذا الاصل مبني على قوله تعالى في سورة يوسف قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. والبصيرة تشير الى العلم وذكر المصنف رحمه الله تعالى ان البصيرة يتعلق بها ثلاثة امور اولها بصيرة فيما يدعو اليه وثاني والثاني بصيرة في من يدعوه والثالث بصيرة فيما يدعو به. فاما الاول وهو البصيرة فيما يدعو اليه فذلك بان يكون عالما بالاحكام الشرعية عارفا بحكم الله عز وجل في ابواب الديانة. واما الثاني وهو البصيرة في من يدعوه. فبالاطلاع على حاله فانه اذا عرف حال المدعو عرف الطريق الى دعوته واذا كان جاهلا بحال المدعو فانه يقع في الغلط في دعوة من اراد دعوته. وقد ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا الاصل لما بعث معاذا فقال له انك تأتي قوما اهل كتاب كما في الصحيحين فاخبره الى حال الناس ليعرف كيفية دعوتهم. ثم ذكر النوع الثالث وهو البصيرة فيما يدعو به وهو الذي اشار اليه بقوله في كيفية الدعوة فان كيفية الدعوة هي فيما يدعو به وحاصل ما تحرظ من الادلة الشرعية في هذا المحل ان الناس لا يخرجون عن قسمين اثنين احدهما المسلم والثاني الكافر. ثم كل واحد منهما له قسمان ايضا. فالمسلمون ينقسمون الى قسمين اولهما مسلم مطيع. والثاني مسلم عاص. واما القسم الثاني وهو من الكفار ينقسمون الى قسمين ايضا اولهما كافر معرض وثانيهما كافر معارض فتحصلت اربعة اقسام احدها مسلم مطيع والثاني مسلم عاص والثالث كافر معرض والرابع كافر معارض وقد رتبت الشريعة لكل واحد من هؤلاء طريقا تحصل به دعوته فاما المسلم وهو الذي يكون عنده قبول فقد رتبت الشريعة دعوته بالحكمة. واما المسلم العاصي وهو الذي يكون عنده اقبال وقد رتبت الشريعة دعوته للموعظة الحسنة. واما الكافر المعرض فقد رتبت شريعة دعوته بالمجادلة بالتي هي احسن. واما الكافر المعارض فقد رتب شريعة دعوته في مقاتلته. فهذه هي الطرائق الاربع التي الشريعة في كيفية دعوة كل احد بملاحظة حاله نعم ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ها هنا اشكالا يرد على بعض الناس وهي هل يلزم من هذا ان نترك الدعوة والنبي صلى الله عليه وسلم قال بلغوا عني ولو آية. فأجاب بأن النبي صلى الله عليه وسلم امر تبليغ بتبليغ العبد الاية التي يعلمها. فهو يبلغ بقدر علمه. فقوله صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية اي مما تعلمون وليس في الشريعة الاذن بان يدعو الى ما لا يعلم الانسان. فمن يظن ان المرء يكفيه علم يسير ثم يدعو الى كل شيء. ويأتيه الفتح من الله عز وجل على دعوته. فهذا كلام باطل مخالف للكتاب والسنة كما ان من يظن ان المرء يمكث مدة طويلة لا يدعو حتى يحصل قدرا يقوم في ذهنه ان هذا لم يأتي به الكتاب والسنة. ولكن الذي جاء به الكتاب والسنة هو ان يدعو الانسان بعلمه وحاله وقولنا بحسب علمه يعني بحسب ما اشتملت عليه نفسه من العلم. وقولنا بحسب حاله اي بحسب تعلق الواجب به فان الدعوة واجب على الكفاية في اصح قولي اهل العلم. واذا نظر الانسان الى نفسه عرف منزلتها في القيام بفضل كفاية هذا. فالواجب على احاد الناس ليس كالواجب على طلبة العلم. والواجب على طلبة العلم ليس كالواجب على العلماء. والواجب على احاد العلماء ليس كالواجب على العلماء الذين منهم ولي الامر ويدخلون عليه. كما ان المؤذن لا يجب عليه في دعوة الناس ما يجب على الامام والامام لا يجب عليه في دعوة الناس ما يجب على الخطيب. والخطيب لا يجب عليه في دعوة الناس ما يجب على العالم. فالناس متفاوتون في تعلق الامر بهم بتعلق بحسب قدرهم فان الواجب يتعلق بالقدرة. فاذا ظن الناس ان الله سبحانه وتعالى او وجب عليه ان يدعو باستنفاذ قوته ووقته فان ذلك نوع من الضلال لانه بقلبه الى الفساد فان من استعجل شيئا قبل اوانه عوقب بحرمانه. ومن تصدى لهداية الناس وارشادهم في بواكير من غير علم تام ولا عقل كامل فهو بين حالين اثنين. لا ثالث لهما. احدهما ان يضعف ايمانه زلزل يقينه وربما انسلخ من الديانة وهذا امر قد شاهدناه. وثانيهما ان يتسارع الى الدعوة الى ضلالة فكل ما زينت له نفسه من هداية الناس فانه يرى انه سبيل سائغ فيقوم بدعوة الناس اليه من غير بيان ولا تمحيص والواجب على العبد ان يلاحظ ما يجب عليه من الدعوة بحسب حاله وقوته. فاذا كان عندك مكنة والة في البيان والبلاغ فانت تدعو بحسب هذه الالة. واذا لم تكن عندك تلك الالة فانت لا تكلف نفسك ما لا تطيع. فانها تكليف النفس ما لا تطيق يرجع عليها بالفساد. الذي هو الفترة المعبر عنه في اللسان ايضا بالفتور فان هذه الفترة انما تهجم على القلوب لان القلوب تحمل فوق طاقتها وكما ان الابدان اذا حملت شيئا ثقيلا ضعفت به وربما اضر بها. فان من العلل التي تعتري بعض الاجساد منشأها ان يقوم الانسان برفع ثقله الا طاقة له به وكما ان هذا يقع في الامور المحسوسة بالابدان فكذلك يقع في الامور المعنوية في القلوب فيضعف الانسان بانه حمل نفسه فوق طاقته فيما يتعلق بالبيان والبلاغ. فلا بد من ملاحظة الحال واشبه شيء يشبه به هذا الامر كما ذكرته غير مرة لكم حال الانسان في ملابسه فان الانسان وهو في السنة الاولى يلبس لباسا لا يصلح له في السنة الثانية ويلبس في السنة الثانية لباسا لا يصلح له في الثالثة. فاذا بلغ السابعة لم يكن شيء لباسه في مبتدأ عمره صالحا له. فاذا بلغ لم يكن ما سبق من اللباس صالحا له بالكلية. فاذا شب وترعرع عن وصار رجلا لم يكن شيء من اللباس الذي سبق صالحا له. ولو قدر انه اراد ان يلبس وهو ابن ثلاثين سنة لباسه وهو ابنه خمسة عشر سنة لكان ذلك نقصا في عقله. وكذلك الاحوال الايمانية فان الانسان اذا حمل قلبه او ما لم تتهيأ له بالاحوال الايمانية فانه لا يقدر على ذلك. وكثير من الناس يعرض نفسه للبلاء وهو لم يمتحنها فهو يظن انه حصل الة من الايمان تحمله على الكمالات فاذا اختبر نفسه فيها صارت قواه. وتتبدد وضعف ايمانه واعتبر هذا في احوال الناس. فكم من امرئ طلب الدنيا وهو صاحب طاعة؟ فلما تسارع فيها انخلع من الطاعة وضعف ايمانه. وكم من الناس من رأى انه يتفرغ لطلب العلم لكن لم تكن له الة ايمانية كاملة فلما تفرغ له اما بترك وظيفته او بترك دراسته واذا هي اشهر قليلة والامر يرجع عليه بالعثرة والفترة وكذلك من الناس من هيأ نفسه للخروج الى الجهاد فلما حل مرابع في الطريق وقع فيما حرمه الله الله سبحانه وتعالى وكل هؤلاء منشأهم من انفسهم فانهم لم يعرفوا اقدارهم في الايمان. فاذا لم يعرف الانسان قدره في الايمان فاياه وامتحان نفسه. فان امتحان النفس بالاعمال التي لا تطيقها. ضرره على الانسان وخيم. كضرر الاب كضرر الدواء الذي يشربه الانسان يريد دفع علة لكنه لا يعرف هل يقع هذا الدواء موقعه من المرض ام لا فربما رجع عليه بالهلاك. وكذلك الاحوال الايمانية التي يريد الانسان ان يدخل فيها. ثم لا يعرف نفسه وهو قادر عليها ام لا فاذا دخل فيها اضر بايمانه. ومن رأى احوال السلف رحمهم الله تعالى وكمال عقولهم بعد نظرهم وتمييزهم لمراتب الاعمال عرف سيرة الصالحين حقا وان الصلاح ليس بظاهر يرى وانما الصلاح بباطن يخفى يجعله المرء بينه وبين الله سبحانه وتعالى. فانه اذا وردت المحن او المنح وابتلي بها انكشف له غطاءه وتميز له ايمانه وعرف منزلة نفسه. فينبغي للعاقل الا يدخل نفسه بشيء من الامور الا وهو يعرف قدرها. ومن جملة ذلك الدعوة الى الله سبحانه وتعالى فان التصدي للناس ونفعهم سواء بعلم او افتاء او امامة او تدريس او غير ذلك لابد ان يزن الانسان نفسه فيه وزنا عظيما فكم من انسان افتتح على نفسه الباب فكان انفتاح باب فتنة عليه. لانه لم يفتحه بالنظر الى صلاحية نفسه انما افتتحه اما لملائمة طبع او لموافقة حال الناس فجرى على هذا المجرى دون ان ينظر في نفسه اتصلح لهذا ام لا تصلح لهذا؟ فان من الناس من يجلس للتعليم ثم يكون هذا التعليم مفتاح باب الدنيا عليه والشهرة والحظوة وهو لا يحسن تصفية نفسه من اكدارها. ولا تطهير قلبه من ادرانه. ولا يتفطن الى احوال الناس في صلتهم بالمعلمين والمدرسين. ولا يقع له فهم في تمييز كيفية معاملة الخلق في هذه الابواب يقع عليه بالعطب وربما خرج من التعليم الى ضده وقل هذا في كل باب من ابواب الديانة والمقصود ان الانسان ينبغي عليه ان يقيس ديانته وايمانه والا يخاطر بايمانه في اي باب من الابواب حتى يعرف مرتبة نفسه نعم الزائد الثاني ان يكون داعية صابرا على دعوته صابرا على ما يدعو اليه صابرا على ما يعترض دعوته صابرا على ما يعارضه هو من الاذى صابرا على ما يعترضه هو من هو من الاذى ان يكون صابر على الدعوة اي مثابرا عليها لا يقطع ولا يمل بل يكون مستمرا في دعوته الى الله بقدر المستطاع. وفي وفي المجالات التي يكون الدعوة فيها انفع واولى وابلغ وليصبر على الدعوة ولا يمل فان الانسان اذا طرقه الملل استحسر وترك. ولكن اذا كان مثابرا على دعوته فانه ينال اجر الصابرين من وجه وتكون له العاقبة من وجه آخر. واستمع الى قول الله عز وجل مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم. تلك من انباء غيب نوحها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر ان العاقبة للمتقين ولابد ان يكون الانسان صابرا على ما يعترض دعوته من معارضات ومجادلات. لان كل انسان يقوم داعيا الى الله الله عز وجل لا بد ان يعارض. قال الله تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصرا معارض لابد ان يقوم لها ممانع ومجادل فيها ولكن يجب على الداعية ان يصبر على ما يعترض على ما يعترض دعوته حتى ولو وصف حتى ولو وصفت تلك الدعوة الدعوة بانها خطأ او انها باطل وهو يدرك انها مقتضى كتاب الله. وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليصبر على ذلك ولكن هذا لا يعني ان الانسان يصير على ما يقول وما يدعو اليه ولكن هذا لا يعني ان الانسان يصر على ما يقول وما يدعو اليه وان تبين له الحق. فان الذي يصر على ما يدعو اليه وان تبين له الحق يشبه ما قال الله يشبه من يشبه من قال الله فيهم يجادلونك في الحق بعد كما تبين كأنما يساقون الى الموت وهم ينظرون. والمجادلة في الحق بعد ما تبين صفة مذمومة وقد قال الله فيمن اتصف بها ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. فما يعترض دعوتك ايها الداعية ان كان حقا فالواجب عليك الرجوع اليه. وان كان باطلا فلا يثني عزمك عن قدما في دعوتك كذلك لابد ان يكون الداعية صابرا على ما يعترضه هو من الاذى لان الدعوة لا بد لان الداعية لابد ان يؤذى اما بالقول واما بالفعل وهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم. اوذوا بالقول واودوا بالفعل اقرأ قول الله عز وجل كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون. ما رأيكم في من يأتيه الواحد من ربه ويقال في وجهه انك ساحر او مجنون. لا شك انه يتأدب مع هذا فالرسل صبروا على ما اوذوا بالقول وعلى ما اوذوا بالفعل انظر الى اول الرسل نوح عليه الصلاة والسلام. كان قومه يمرون به وهو يصنع الفلك ويسخرون به فيقولون له فيقول لهم ان تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه ولم يقتصر الامر ولم يقتصر الامر بهم على السخرية به بل توعدوه بالقتل نوح لتكونن من المرجومين. اي من المقتولين رميا بالحجارة. هنا توعد هنا توعد بالقتل مع تهديد مع تهديد مع تهديد بان مع تهديده مع تهديد بانها قد قد رجمنا غير اظهارا لعزتهم وانهم قد رجموا اخرين وانت منهم. ولكن هذا لم يدن نوحا عليه الصلاة والسلام عن دعوته بل استمر حتى فتح الله بينه وبين قومه. وهذا ابراهيم عليه الصلاة والسلام قابله قومه بالرب بل شهروا به بين الناس قالوا فاتوا به على اعين الناس لعلهم يشهدون ثم توعدوهم بالاحراق قالوا حرقوه وانصروا آليتكم ان كنتم فاعلين. فاوقدوا نارا عظيمة ورموه بالمنجنيق بعد لبعدهم عنها لشدة حرارتها ولكن قال رب العزة والجلال. قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. فكانت بردا وسلاما ونجا منها فكانت العاقبة لابراهيم. وارادوا به كيدا فاجعل لهم الاخسرين. وهذا موسى عليه الصلاة والسلام توعده توعده فرعون بالقتل ذروني اقتل موسى وليدعو ربه اني اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر في ارض الفساد فتوعدوا بالقتل ولكن اخر ولكن اخر الامر كانت العاقبة نمو ولكن كانت العقبة لموسى عليه الصلاة والسلام وحاق بآل فرعون سوء العذاب وحاق بآل فرعون سوء العذاب. وهذا عيسى عليه الصلاة والسلام حصل له من الاذية ما حصل حتى رماه اليهود انه ابن بغي وقتلوه على زعمهم وصلبوه ولكن ولكن الله تعالى يقول وما قتلوه وما صلبه ولكن لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل الله اليه وكان الله عزيزا حكيما. فنجا فنجا منهم وهذا خاتم الرسل وامامهم وسيد بني ادم محمد صلى الله عليه وسلم قال الله عنه واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين وقال تعالى وقالوا يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون. وقال تعالى ويقولون انا الهتنا لشاعر مجنون. وحصل من اذيتهم القولية والفعلية ما هو معلوم لدى العلماء في التاريخ ومع هذا صبر كانت العاقبتنا اذا فكل داعية لابد ان يناله اذى ولكن عليه ان يصبر ولهذا لما قال الله تعالى لرسوله الله عليه وسلم انا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا كان من المتوقع ان يقول الله كان من المتوقع ان يقول الله فاشكر نعمة الله على تنزيل هذا القرآن ولكن قال له لحكم ربك ولا تطع منهم اثما ولا تطع منهم اثما او كفورا. اشارة الى ان كل من قام بهذا القرآن فلا بد ان يناله ما يناله من الامور التي تحتاج الى صبر عظيم. فعلى الداعية الى الله ان يكون صبورا وان يستمر حتى يفتح الله له وليس من الضروري ان يفتح الله له في حياته بل ان المهم ان تبقى دعوته بين الناس ناصعة متبوعة ليس المهم الشخص ولكن المهم الدعوة فاذا بقيت دعوته ولو بعد موته فانه يحيا فانه حي قال الله عز وجل اومن كان ميتا فحينه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك من اهل الكافرين ما كانوا يعملون. ففي الحقيقة ان حياة الداعية ليس معناها ان تبقى روحه في جسمه فقط. بل ان تبقى مقالته حية بين الناس. وانظر الى قصة ابي سفيان مع هرقل. وقد كان سمع بمخرج النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ذاته ونسبه وما يدعو اليه واصحابه فلما اخبره ابو سفيان عما سأله عنه فان كان ما تقول حقا فسيمهلك موضع قدمي هاتين فسيملك موضع قدمي هاتين سبحان الله يتصور ان ملكا امبراطوريا كما يقولون يقول مثل هذا القول في محمد صلى الله عليه وسلم وهو مع ذلك لم يحرر العرب من رق الشيطان والهوى ومن يتصور ان مثل هذا الرجل يقول مثل هذا القول. ولهذا لما خرج ابو سفيان قال لقومه قد امر لقد امر امر ابن ابيك لقد امر امر ابن ابي امير امر عميرة امر ابن ابي جهل لقد امر امر ابن ابي كبشة انه لا يخاف ملك بريء ملئ ملك بني الاصفر يعني امرا يعني امرا يعني عظم ومنه قوله تعالى لقد جئت لقد جئت شيئا امرا اي عظيما وقد ملك النبي صلى الله عليه وسلم تحت قدمه رقلا بدعوته لا بشخصه لان دعوته اتت على هذه الارض واكتسحت الاوتان والشرك واصحابه وملكه وملكها الخلفاء الراشدون بعد محمد صلى الله عليه وسلم. ملكوها بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وبشريعة النبي صلى الله عليه وسلم اذا على الداعية ان يصبر وستكون العاقبة له اذا كان صادقا مع الله سواء في حياته او بعد مماته. ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. وقال الله تعالى انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين ذكر المصنف رحمه الله وها هنا الزاد الثاني من ازواج الداعية الى الله وهو الصبر ان الصبر هو حبس النفس على حكم الله عز وجل. وان ممن يتعلق بهم الصبر هكذا التعلم من نصب نفسه لدعوة الناس وهدايتهم. فان الناس الى سياسة في اصلاحهم وملاحظة لاحوالهم بغية ايصالهم الى الهدى والنور رعاية هذا الاصل اشد من رعاية الدواب بالعجماء كما قال الشافعي رحمه الله تعالى سياسة الناس اشد من سياسة الدواب والمعنى ان ملاحظة خواطرهم ومعرفة تصرفات انفسهم امر يتقلب على الناظر فيه. فهم يقبلون تارة ويعرضون اخرى ويمدحون تارة ويقدحون اخرى الى اخر احوالهم البشرية. ولا يدفع مثل هذا الا بالصبر عليهم. وكأنه والله اعلم استفاض الامر بالافراد للنبي صلى الله عليه وسلم بالصبر في القرآن. فلو قال قائل انه لم يأتي امر مفرد موجها الى النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من الصبر. كما قال الله سبحانه وتعالى له فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل وقال له فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. وقال سبحانه وتعالى واصبر لحكم ربك ولا تطع منهم اثما او كفورا فكأنه لتقرير هذا الاصل كان من اعظم ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم عن الافراد وكرر عليه الامر بالصبر. لانه ما من داع يدعو الى الله سبحانه وتعالى الا وهو يدعو الى حكم الناس عما لوفاتهم وخلعهم عن شهواتهم وذلك شاق على انفسهم فلابد ان يكون فيه فيهم من يعارضه ويناقض دعوته. كما قال الله عز وجل وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وفي خبر ورقة ابن نوفل في الصحيح يا ليتني فيها جدع انصرك اذا اخرجك قومك فقال صلى الله عليه او مخرجي او مخرجي هم فقال انه لم يأتي احد بمثل ما جئت به الا اخرجه قومه وكل صاحب دعوة حق فانه له اعداء مرصدون كما بينه امام الدعوة في كشف الشبهات وذكرنا جملة فرحة من التعليق عليه في التقرير على شرح العلامة ابن فوزان وهو من برنامج اليوم الواحد ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان هذا هو حال الانبياء جميعا. فما من نبي الا وقد ابتلي بقومه وصار بينه وبينهم احوال ولكنه لما صبر نصره الله سبحانه وتعالى عليه المصنف من خبر اولي العزم عليهم الصلاة والسلام ما يدل على ان الداعية يعرض له من يعارضه ويجادله فلا مناص له من الصبر ولتأكيد هذا جاء الامر بالصبر على زنة الموضوعة للفعل اصلا على زنة افعل الموضوعة للامر اصلا وعلى زنة فاعل الموضوعة مقابلة فقال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا فالامر لقوله اصبروا ابتداء بالامر وقوله عز وجل وصابروا اي على وجه المقابلة فانه سيعرض لكم من يعارضكم ويناقضكم فلابد من وجود مصادرة. نعم الزاد ثالث الحكمة فيدعو الى الله بالحكمة وما امر الحكمة على غير ذي الحكمة والدعوة الى الله تعالى تكون بالحكمة ثم بالموعظة الحسنة ثم الجدال بالتي هي احسن لغير الظالم ثم بالجدال بما ليس احسن للظالم. فالمراتب اذا اربع قال الله تعالى ادعوا الى سبيل بك من الحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. وقال تعالى ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم ان الحكمة اتقان الامور واحكامها بان بان تنزل الامور منازلها وتضع وتوضع في مواضعها ليس من الحكمة ان تتعجل تريد من الناس ان ينقلبوا من حالهم التي هم عليها. الى الحال التي كان عليها الصحابة بين عشية وضحاها ومن اراد ذلك فهو في عقله بعيد عن الحكمة لان حكمة الله عز وجل تأبى ان يكون هذا الامر ويدلك ويدلك ويدلك ويدلك لهذا ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي ينزل عليهم الكتاب. وهو الذي ينزل عليه الكتاب الذي ينزل عليهم الكتاب نزل عليه الشرع متدرجا فرضت الصلاة في المعراج قبل الهجرة بثلاث سنين. وقيل سنة وقيل سنة ونصف وقيل خمسة سنين على خلاف بين العلماء في هذا ومع هذا لم تفرض على وضعها الان اول ما فرضت كان ركعتين من الظهر والعصر والعشاء والفجر. وكانت المغرب ثلاثا لاجل ان تكون وترا للنهار. وبعد الهجرة وبعد ان امضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة في مكة تزيد صلاة الحضر فصارت اربعا في الظهر والعصر والعشاء وبقيت صلاة الفجر على ما هي عليه لا تطول فيها القراءة وبقيت المغرب ثلاثا لانها وتر النهار. والزكاة فرضت في السنة الثانية من الهجرة او فرض وفي مكة لكنها لم تقدر تقديرا في انصبائها في انصبائها وواجبها. ولم يبعثوا ولم يبعثوا النبي ولم يبعثوا ولم يبعثوا النبي صلى الله عليه وسلم السعاة لاخذ الزكاة الا في سنة التاسعة من الهجرة فكان تطور الزكاة على ثلاث مراحل في مكة واتوا حقه يوم حصاده ولم يبين الواجب مقدار ما يجب فيه ذلك الواجب؟ وجعل الامر موكولا الى الناس وفي السنة الثانية من الهجرة بينت الزكاة بانصبائها وبالسنة التاسعة من الهجرة صار النبي صلى الله عليه وسلم يبعث السعاة الى اهل المواشي والثمار لاخذها فتأمل مراعاة احوال الناس في تشريع الله عز وجل وهو احكم الحاكمين. وكذلك في الصيام تطور في تشريعه فكان اول ما فرض. فكان اول ما فرض قير الانسان بين ان يصوم او يطعم ثم تعين الصيام وصار الاطعام لمن لم صار الاطعام لمن لا يستطيع الصوم على وجه مستمر اقول ان الحكمة تابى يتغير العاء ان يتغير العالم بين عشية وضحاها فلابد من طول النفس واقبل واقبل اخيك الذي تدعوه ما عنده اليوم من الحق وتدرج معه شيئا فشيئا حتى تنتشله من الباطل. ولكن ولكن فلا يكن الناس عندك على حد سواء فهناك فرق بين الجاهل والمعاند ولعل من المناسب ان نضرب امثلة من دعوة الرسل دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم. المثال الاول دخل رجل اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم دخل رجل اعرابي والنبي صلى الله عليه وسلم جالس جالس جالس في اصحابه في المسجد. فبال الاعرابي في طائفة من والنبي صلى الله عليه وسلم جالس جالس جالس في اصحابه نعم جالس في اصحابه في المسجد فبال الاعرابي في من المسجد فزجره الناس وزجر هو النهر بشدة ولكن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي اعطاه الله تعالى من الحكمة نهى نهاهم فلما قضى بوله امره امر صلى الله عليه وسلم ان يراق على بوله ذنوبا من ماء يعني دلوا فزالت فزالت المفسدة فدعاها الرسول صلى الله عليه وسلم الاعرابي فقال له ان هذه المساجد لا تصنع لشيء من هذا ولا ولا القدر انما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن. او كما قال صلى الله عليه وسلم صدر الاعرابي لهذه المعاملة الحسنة ولهذا رأيت بعض ولهذا رأيت بعض اهل العلم نقل ان هذا نقل ان هذا الاعرابي قال اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا. لان محمدا صلى الله عليه وسلم عامله هذه المعاملة هذه المعاملة الطيبة من صحابة رضوان الله عليهم فسعوا في ازالة المنكر من غير تقدير لحال هذا الرجل الجاهل. المثال الثاني معاوية ابن الحاكم معاوية بن الحكم رضي الله عنه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس. فعطس فعطس رجل من القوم قال الحمد لله فإذا عطس احد في الصلاة فليقل الحمد لله سواء في القيام او في الركوع او في السجود قال هذا الرجل الحمد لله قال له معاوية يرحمك الله وهذا خطاب لادمي يبطل الصلاة يبطل الصلاة. فرماه الناس بابصارهم وجعلوا ينظرون اليه فقال معاوية وساكن الفقد وهذه كلمة تقال ولا يراد معناها. وقد قال له وقد قالها النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل رضي الله عنه حين فقال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا نبي الله؟ فاخذ بلسانه قال كف عليك هذا فقلت يا نبي الله وانا مؤاخذون بما نتكلم به. فقال ثكلتك امك يا معاذ. وهل يكب الناس في النار على وجوههم او على مناخرهم الا حصائد بالالسنتهم. لحظة ثم مضى معاوية رضي الله عنه في صلاته فلما اتم الصلاة دعاه النبي صلى الله دعاه النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معاوية قال معاوية رضي الله عنه فوالله ما رأيت معلما احسن تعليما منه. اللهم صلي وسلم عليه والله ما كاهرني ولا نهرني وانما قال هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس. انما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. او كما قال صلى الله عليه وسلم انظر الى المحببة الى النفوس يقبلها الانسان وينشرح بها صدره. ونأخذ من الحديث من الفوائد الفقهية ان من تكلم في الصلاة وهو لا يدري ان الكلام يبطل الصلاة فان فان وهو لا يدري ان ان الكلام يبطل الصلاة فان صلاته صحيحة ثالث ثالث جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت قال ما اهلكك؟ قال وقعت على امرأتي في رمضان وانا صائم امره النبي صلى الله عليه وسلم ان يعتق رقبة فقال لا اجد ثم امر ان يصوم شهرين متتابعين قال لا استطيع ثم امر وان يطعم ستي انا مسكينا فقال لا استطيع. فجلس الرجل فاتى النبي فاتى النبي صلى الله عليه فاتي النبي صلى الله عليه وسلم بتمر فقال خذ هذا فتصدق به. ولكن الرجل طمع في كرم النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو اعظم كرم المخلوق. فان رسول الله صلى الله عليه وسلم اكرم الناس فقال الرجل اعلى افقر مني يا رسول الله؟ والله ما بين لابتيها اهل بيت افقر مني فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت انيابه او نواجده لان هذا الرجل لان هذا الرجل جاء خائفا يقول هلكت فذهب فقال النبي صلى الله عليه وسلم اطعموا اهلك فذهب الرجل مطمئنا غانما فرحا بهذا الدين الإسلامي. وبهذا يسأل بهذا اليسر من الداعية الأول لهذا الدين الإسلام اسلامي صلوات الله وسلامه عليه. المثال الرابع ولننظر كيف عامل النبي صلى الله عليه وسلم مرتكب الاثم. رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وبيده خاتم ذهب فنزعه النبي صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة وطرحوا في الارض وقال يعمد احدكم الى جمرة من نار فيضعها في يده. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعامله معاملة الاولين بل نزعه. الاولين بل نزعه من يده وطرحه في الارض. فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قيل للرجل خذ خاتمك انتفع به فقال والله خاتما طرحه النبي صلى الله عليه وسلم الله اكبر هذا الامتثال العظيم من الصحابة رضوان الله عليهم المهم انه يجب على الداعية ان يدعو الى الله عز وجل بالحكمة فليس الجاهل كالعالم وليس المعاند كالمستسلم فالكل او الكل فلكل مقام فلكل مقام مقال ولكل منزلة حال. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا الزاد الثالث وهو الحكمة والحكمة نوعان اثنان احدهما الحكمة العلمية وهي اصابة الحق والثاني الحكمة العملية وهي وضع الامور في مواضعها. والداعية الى الله عز وجل محتاج الى هذا وهذا والحكمة احدى الالات التي يدعى بها الناس فيما تقدم بحسب حال صاحبها فان المسلم المطيع الذي عنده قبول يدعى بالحكمة. وما بعده من اصناف يدعى بما يناسبه كما تقدم وعامة المسلمين عندهم قبول للطاعة. لان عقد الديانة في نفوسهم فاولى ما يصرف به امر دعوتهم ان يكون بالحكمة. فيبين الانسان لهم امر الديانة ويعظم لهم الشريعة ويعرف ما يلائم نفوسهم من ذلك يقع امر دعوته في نفوسهم موقع القبول والاذعان ومقتضى هذا ان يكون الانسان عارفا الناس وقدرهم وطاقاتهم حتى يعامل كل احد بحسبه. كما رأيتم في الاحوال النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام. وكيف انه عامل الاعرابي بما لم يعامل به من دامت صحبته معه. فالاعرابي عمله بلين وتلطف ومن طال صحبته معه لما اراه اذنب ذنبا بلبس الخاتم نزعه منه صلى الله عليه وسلم بقوة وهكذا حاله صلى الله عليه وسلم. ومن يظن ان الدعوة الى الله مبنية كلها على التلطف والرحمة فقد خالف الشريعة. ومن يظن ان الدعوة الى الله كلها كلها مبنية على الغلظة والشدة فقد خالف الشريعة. الشريعة جعلت مواقع من الدعوة تكون بالتلطف والرحمة. ومواقع اخرى ومن الدعوة تكون بالشدة والغلظة. فيضع الانسان ما وضعته الشريعة في منزلته. فانه اذا وافق الدواء الداء حسمه. واذا لم يوافقه لم ينفع فيه. فاذا استعملت الرحمة واللطف في مقام الغلظة شدة او استعملت الغلظة والشدة في مقام الرحمة واللطف اضر ذلك بالمدعو فينبغي ان يتفطن المرء الى هذا وان يلاحظ ما يصلح فيه هذا او هذا اتباعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. الزاد الرابع ان يتخلق الداعية بالاخلاق الفاضلة بحيث يظهر على اثر بحيث يظهر عليه اثر العلم في معتقدي وفي عبادته وفي جميع مسلكه حتى يمثلوا دور الداعية الى الله. اما يكون على العكس من ذلك فان دعواته سوف تفشل وان نجحت فانما قليل فعلى الداعية ان يكونوا متخلقا بما يدعو اليه من عبادات او معاملات او اخلاق وسلوك. حتى يكون دعوته ومقبولة وحتى لا يكون من اول من تسعر بهم النار. ايها الاخوة اننا اذا نظرنا الى احوالنا وجدنا اننا في الواقع قد ندعو الى شيء لكننا لا ولكننا لا نقوم به. وهذا لا شك انه خلل كبير. اللهم الا ان يحول بيننا وبينه النظر الى ما هو اصلح لان لكل من مقال فالشيء الفاضل قد يكون مفضولا لامور تجعل المفضول راجحا ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الى بعض الحصان لكنه يشتغل احيانا بما هو اهم منها وربما يصوم حتى يقال لا يفطر ويفطر حتى يقال لا يصوم ايها الاخوة انني اريد من كل داعية ان يكون متخلقا بالاخلاق التي تليق بالداعية حتى يكون داعية حقا وحتى يكون قوله اقرب الى القبول ذكر المصنف ها هنا الزاد الرابع من ازواج الداعية وهو التخلق بالاخلاق الفاضلة والاخلاق تطلق على معنيين اثنين احدهما عام وهو الدين كله. كما في قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم يعني دين عظيم والثاني على معنى خاص وهو ما يتعلق بمعاملة العبد لغيره من الناس فالعبد مأمور في هذا وهذا بان يكون على الاكمل الاتم بتحسين خلقه والاية والاحاديث في حسن الخلق وفضائل مكارم الاخلاق مستفيضة وقد افرد اهل العلم رحمهم الله تعالى هذا الاصل ومن كان مقتديا فليقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم. ولتكن اخلاقه اخلاق النبوة فمن كان ذا بصر وبصر لهدي النبي صلى الله عليه وسلم واخلاقه ثم امتثلها حصل له الكمال فمحاسن الاخلاق انما تجتمع في الرجل بحسب قوة الاقتداء باكمل الخلق خلقا وهو النبي صلى الله عليه وسلم اذا فرط في العلم بها او علمها ولم يمتثل حصل من نقص اخلاقه بقدر ما يفوته من ذلك. نعم زادوا الخامس ان يكسر الداعية الحواجز التي بينه وبين الناس. لان كثيرا من اخواننا الدعاة اذا رأى قوما على منكر قد تحمله الغيرة وكراهة هذا المنكر على الا يذهب الى هؤلاء ولا ينصحهم وهذا خطأ وليس من الحكمة ابدا. بل الحكمة ان تذهب وتدعو وتبلغ وترغب وترهب ولا تقل هؤلاء فسقة لا يمكن ان امشي حولهم. اذا كنت انت ايها الداعية المسلم لا يمكن ان تمشي حول هؤلاء ولا ان تذهب اليهم لدعوتهم الى الله فمن الذي يتولى؟ يتولاهم. ايتولاهم احد مثلهم؟ ايتولاهم قوم لا يعلمون ابدا ولهذا ينبغي للداعية ان يصبر وهذا من الصبر الذي ذكرناه سابقا. اي يصبر نفسه ويكره ويكرر ويكسر الحواجز بينها وبين الناس حتى يتمكنوا من ايصال من ايصال دعوته الى من هم في حاجة اليها. اما يستنكفه لهذا فهذا خلاف ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعله. والنبي صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم كان يذهب في ايام في يذهبوا في ايام منى الى المشركين في اماكنهم ويدعوهم الى الله وقد اثر وقد اثر عنه وقد اجر عنه انه صلى الله عليه وسلم من قال الا رجل يحملني الى قومه فان قريشا قد منعوني ان ابلغ كلام ربي. فاذا كان هذا دأب نبينا صلى الله عليه وسلم هو امامنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم. فانه من الواجب علينا ان نكون مثله في الدعوة الى الله. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ها هنا الزاد الخامس من ازواج الداعية وهو ما عبر عنه بكسر الحواجز التي بينه وبين الناس وهذه الكلمة مجملة يراد بها احد معنيين اثنين. اولهما ان يقال ان كسر الحواجز هو الانغماس في الناس والانغمار في جماعتهم ودوام معاشرتهم والثاني ان يقال ان كسرى الحواجز هو التواصل معهم. ومعاشرة كل واحد منهم بحسب ما يصلحه من المعاشرة. فاما الاول فان الشريعة لم تأتي به. واما الثاني فهو الذي رعته الشريعة ولم تكن صحبة النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر وعمر كصحبته لغيرهما من احادي الصحابة كما ان تكن صحبته صلى الله عليه وسلم لاحاد الصحابة كصلته بغيرهم ممن لم يدخل في الاسلام من يهودي والمشركين فلابد ان يعرف الداعية ان الذي امر به شرعا انما هو التواصل مع الخلق هدايتهم ويعاشرهم بحسب ما يصلحون به. واما الاول فانه خطر عليه. فربما ملائمة طبع او صلاح شكل او موافقة اكل الى ان يديم صحبة الخلق فيحجبونه عن الله سبحانه وتعالى. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في اغاثة الله وغيره كلاما حسنا في مراتب المعاشرين. فجعلهم على اربعة مراتب اولهم من يعاشر كالغذاء وهم العلماء الربانيون والثاني من يعاشر كالدواء وهم من يفتقر اليه الناس من يفتقر اليه المرء في مصالح الدارين والثالث من يعاشره كالداء وهم عموم الخلق فيحذر منهم كما يحذر من ان يصيبه الداء. ورابعهم من هم في معاشرة كالسم القاتل. وهؤلاء اهل البدع والضلال والهوى نعم الزاد السادس ان يكون ان يكون قلب الداعية منشرحا لمن خالفه. لا سيما اذا علم ان الذي خالفه حسن النية وانه لم يخالفه الا بمقتضى قيام الدليل عنده. فانه ينبغي للانسان ان يكون مرنا في هذه الامور وان لا يجعل من هذا الخلاف مسارا للعداوة والبغض اللهم الا رجل خالف معاندا بحيث يبين له الحق ولكن يصر على باطله. فان هذا يجب ان يعامل بما يستحق وان يعامل به من التنفيذ عنه وتحذير الناس منه لانه تبين عداوته حيث بين له حيث بين له الحق فلم يمتثل وهنا هناك مسائل فرعية يختلف فيها الناس وهي في الحقيقة مما وسع الله فيه على عباده. واعني مسائل ليست من الاصول التي تبلغ الى تكفير تكفير مخالف فهذه مما وسع الله فيها على العباد وجعل الخطأ فيها واسعا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا حكم الحاكم فاجتهد ثم اصاب فله اجران. واذا حكم فاجتهد ثم اخطأ فاخطأ فله اجر فالمجتهد لا يخرج عن دائرة الاجر ابدا فاما اجراني ان اصاب واما اجر واحد ان اخطأ. واذا كنت لا تريد ان يخالفك غيرك ان غيرك ايضا يريد ان لا يخالفه احد. فكما انك تريد ان يأخذ الناس ان يأخذ الناس ان يأخذ الناس بقولك فالمخالفون فالمخالفون لك يريدون ايضا ان يأخذ الناس بقولهم. والمرجع عند التنازع ما بينه الله عز وجل في قوله وما وما اختلفتم من شيء فحكمه الى الله. ذلكم الله ربي عليه توكلت واليه انيب. ويقول عز وجل يا ايها الذين امنوا واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خيره واحسن تأويلا فيجب على كل المختلفين والمتنازعين ان يرجعوا الى هذين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يحل لأحد ان يعارض كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بكلام احد من البشر مهما كان. فاذا تبين لك الحق فالواب فاذا تبين لك الحق فالواجب ان ان تضرب ان تضرب بقول من خالفه عرض الحائط والا تلتفت اليهما ما كانت منزلة من ما كان مهما كانت منزلته من العلم والدين. لان البشر اخطأ لكن كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ليس به خطأ ويؤسفني ان اسمع من قوم يعتبرون جادين فيها يعتبرون جادين في طلب يعتبرون جادين في طلب الحق والوصول قولي اليه ومع ذلك نجدهم متفرقين. لكل واحد منهم اسم معين او وصف معين. وهذا في الحقيقة خطأ. ان دين الله عز وجل واحد وامة الاسلام واحدة. يقول الله عز وجل وان هذه امتكم امة وامة واحدة وانا فاتقون. ويقول الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ان الذين ان الذين ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء. انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون. وقال عز شرع لكم من الدين وموسى وعيسى ان اقم ولا تتفرقوا فيه. فاذا كان هذا توجيه الله عز وجل لنا فالواجب علينا ان نأخذ بهذا التوجيه. وان نجتمع على بساط وان يناقش بعضنا بعضا على سبيل الاصلاح. لا على سبيل انتقاد او الانتقام. فان اي انسان يجادل غيره ويحاجه ويحاج بقصد انتصار لرأيه واحتقار رأي غيره. او لقصد الانتقاد دون الاصلاح فان الغالب ان يخرج على وجه لا يرضي لا يرضي الله ورسوله فالواجب علينا في مثل هذا الامر ان نكون امة واحدة. والا والا وان لا نقول وانا لا اقول انه لا يخطئ احد. كل يخطئ ويصيب. ولكن الكلام في في الطريق الى الى اصلاح هذا الخطأ. ليس ليس الطريق الى اصلاح الخطأ ان اتكلم في في غيبتي واقدح فيه. ولكن الطريق الى اصلاح اصلاحه ان اجتمع به واناقشه فاذا تبين بعد ذلك ان الرجل مصر على عناده. وعلى ما هو عليه من باطل فحينئذ لي العذر وليلحق بل يجب علي ان ابين خطاه وان احذر الناس من خطأه. وبهذا تصلح الامور اما التفرق والتحزب فان هذا لا فاما التفرق والتحزب فان هذا لا تقر به عينه. لا تقر به عين احد الا من كان عدوا للاسلام والمسلمين. والله اسأل ان يجمع قلوبنا على طاعته. وان يجعلنا من المتحاكمين الى الله اسمه يقول ايه؟ وان يخلص وان وان يخلص لنا النية ويبين لنا ما خفي علينا من شريعته. انه جواد كريم. والحمد لله العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ختم المصنف رحمه الله تعالى بذكر الزاد السادس من ازواج الداعية وهو ان يكون قلب الداعية منشرحا لمن والخلاف الواقع في ابواب الدعوة قسمان اثنان اولهما الخلاف السائغ ومحله المسائل الاجتهادية. والثاني الخلاف الممنوع. ومحله المسائل التي لا تقبل الاجتهاد فما كان من جنس الاول فان العاقل ينبغي ان ينشرح صدره للمخالف فيها ان يكون بينه وبين غيره فيها رد وعذر. واما النوع الثاني وهو ما يصوغ الخلاف فيه بل يمنع؟ فان الانسان يؤمر ببيان الحق فيه. ودحض الباطل ورده وان يضيق صدره بفشو مثل هذه الاقوال في الامة. ولا يعني صدور قول من داع من الدعاة ان يكون صحيحا لاجل انه داع فليعرض قوله على الكتاب والسنة فان وافق الكتاب والسنة قبل وان كان مخالفا للكتاب والسنة رد عليه كائنا من كان. والله سبحانه وتعالى قد امرنا بالسعي في لزوم الجماعة وحذرنا من التفرق. كما قال الله عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واخبر عن حال المتفرقين فقال ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء و اخبر سبحانه وتعالى ان الامم اذا تفرقت انقسمت الى احزاب يرضى كل بما له كما قال تعالى كل حزب بما لديهم فرحون فيضيع الدين شتتا بين هؤلاء وهؤلاء والواجب هو السعي في تأليف القلوب كما امرت به الشريعة ومن دقائق الفهم للخطاب الشرعي ان الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لم يأمر بتوحيد القلوب. فما اما بدعوة توحيد المسلمين لا اصل لها بالكتاب والسنة. وانما الذي جاء في الكتاب والسنة هو الدعوة الى تأليف قلوبهم. لانه من المقطوع به ان الخلق مع اختلاف مداركهم وتفرق مكنتهم وتفاوت قدرهم يستحيل ان يوحدوا على شيء واحد لا يختلفون فيه. ولكن يقع التأليف بين قلوبهم. كما قال الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم وممتنا عليه ولكن الله الف بينهم. وقال في الاية الفائتة واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم والتأليف لا الا برعاية هذا الاصل وهو الاعذار فيما يسوغ فيه الاعذار. فاذا خالف مخالف فيما يسوق فيه الخلاف كان معذورا. وبقيت الالفة بين المسلمين. وهذا امر قد دب في نفوس الخلق انقسموا شيعا واحزابا. والله عز وجل لم يأمر الا بجماعة واحدة. وحزب واحد. والنبي صلى الله عليه وسلم لما اخبر في حديث الافتراق الموي في السنن عن تفرق هذه الامة اخبر ان الناجية هي جماعة واحدة فلما سئل من هي يا رسول الله قال الجماعة ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم الجماعات وانما اخبر عن جماعة واحدة فليس بالاسلام الا جماعة واحدة ينبغي لزومها وهي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضوان الله عنهم. واذا غير الناس وبدلوا الاحوال واخترعوا طرائق فان الحقيقة بمن يطلب رضا الله سبحانه وتعالى ان يستمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعدل عنه قيد انمرة وان يعلم ان الخير كل الخير هو في ثباته على هذه الشريعة وان يسعى في هداية الخلق بقدر وسعه وان يرحم اولئك المخالفين فان اهل السنة كما قال شيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى يعرفون الحق ويرحمون الخلق فهم يميزون مراتب الصواب والخطأ والحق والباطل ويرحمون المخالفين. حتى في تحذيرهم منهم هم يرحمونهم فانهم يرجون بهذا التحذير قطع الاثم عنهم لانه اذا حذر من تلك الاخطاء تجافاها الناس واذا سكد عنها تداعى اليها الناس. والواجب على العبد ان يخرج من حظ نفسه الى حكم الشريعة. فلا يطلب لنفسه في هذه الامور حظا وان يظع شهوة قلبه وميل نفسه تحت قدمه ولا يقدم ولا ان يقدم على امن الشريعة في الاجتماع والتآلف شيئا. وان يخلص قلبه من الحقد والغل وغشهم وان يديم سؤال الله سبحانه وتعالى لهم بالهداية والرشاد واثر عن احمد رحمه الله تعالى انه كان يقول اللهم من كان من هذه الامة على غير الحق وهو يظن انه على الحق فاهده الى الحق. وهذا من كمال ايمانه رحمه الله تعالى وهذا هو اللائق بالعبد ان يدعو لاخوانه المسلمين ممن انغمس في شيء من هذه البلايا ان يدعو له بالهداية والرجوع الى طريقة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا اخر التقرير على هذا الدرس والله اعلم وصلى الله عن عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين