اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله واما بعد فهذا هو الدرس هذا من برنامج الدرس الواحد السادس. والكتاب المقروء فيه هو شرح دعاء العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين في المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد. المقصد الاول جسده هو الشيخ العلامة محمد ابن صالح ابن محمد التميمي يثنى بابي عبد الله. ويغرف لابن عثيمين. نسبة الى لاجداده وبعلامة القصيم في زمانه. المقصد الثاني ثالثا ولده وبالعلامة من رمضان توفي رحمه الله في الخامس عشر من شهر شوال سنة احدى وعشرين بعد هنيئا في الالف وله من العمر اربع وسبعون سنة رحمه الله رحمة واسعة. المقدمة الثانية بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا. المقصد الاول تحقيق عنوانه شرعت هذه الرسالة اللطيفة في حياتي صاحبها مثل شرح دعاء المقصد الثاني بيان موضوعه موضوع هذه الرسالة هو ايضاح المباني وكشف المعاني التي وردت في دعاء قنوت الوتر المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي ذكر هذا الدعاء في اول الرسالة. المقصد توضيح منهجه. عمد المصنف رحمه الله تعالى بعد ذكر سياق الحديث الى تفصيله جملة جملة وبيان معنى كل جملة على وجه الافراد لقد ظهر بجلاء في هذا الشرح عنايته لايضاح عقيدة اهل السنة والجماعة وكمان معرفته بها فانطوت كثير من الجمل في الايضاح والبيان على قواعد عدة تتعلق بالمعتقد الصحيح. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله صحبه اجمعين. اما بعد فقال الامام رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحديث ورد في مسند الامام احمد عن الحسن ابن ابي رضي الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات اقولهن في قناة يوسف اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما اعطيت وقني من شر ما قضيت فانك تقضي ولا يقضى عليك. انه لا يذل من واليت انه لا يذل من ذلك تباركت ربنا وتعاليت. ذكر المسند رحمه الله تعالى قدر هذا الكتاب الحديثة الواردة في دعاء الوتر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث في اصله صحيح فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تعليمه الحسن هؤلاء نافعا يدعو بهن الا ان الرواة اختلفوا في جنة في قنوت الوتر فمنهم من ذكرها ومنهم من اسقطها. والمفروض ان هذا من الدعاء العام. وان زيادة في حروف الغسل ساوية كما ذهب اليه بعض الفساد ومنهم الدار قطنية العلل كالحديث مفهوم علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات اقولهن. دون تقييم ذلك القول بقنوت واذا قالها الانسان في قنوت الوتر كان ذلك مشروعا باجماع لانها من جنة الدعاء الثابت عنه صلى الله عليه وسلم. على ان قنوت الوتر لا يحفظ فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذهب اليه جماعة من الحفاظ منهم ابو بكر ابن خزيمة وانما ثبت هذا عن الصحابة رضوان الله عنهم فمن بعدهم من التابعين واتباع التابعين. فهذه دلالة على ان اليسر محل للدعاء فيه وذلك حال القنوت. نعم اللهم اهدنا فيمن هديت اي دلنا على الحق ووفقنا للعمل به وذلك لان الهداية السامة النافعة هي التي يجمع الله فيها للعبد بين العلم والعمل. لان الهداية بدون عمل لا تنفع بل هي ضرر. لان الانسان اذا لم يعمل بما علم ما رأيناه وبالا عليه. مثال الهداية العلمية بدون العمل قوله تعالى واستحب العمى على الهدى اي بينا لهم الطريق وابلغناهم العلم ولكنهم والعياذ بالله استحقوا لنا على الهدى ومن ذلك ايضا من الهداية التي هي العلم وبيان الحق قول الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم وانك لتهديني الى صراط مستقيم. اي تدل وتبين وتعلم الناس الصراط المستقيم الهداية التي بمعنى التوفيق فمثل قوله تعالى هذه هداية التوفيق للعمل فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يستطيع ان يوفق احدا للعمل الصالح ابدا. ولو كان يستطيع ذلك لاستطاع ان يهدي عمله انه ابا طالب وقد حاول معه حتى قال له عند وفاته اي قال لانه عند وفاة عمه يا عم قل لا لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله. ولكن قد سبقت من الله عز وجل الكلمة لانه اهل النار والعياذ بالله فلم يقل لا اله الا الله وكان اخر ما قاله على ملة عبد المطلب لا ان الله عز وجل اذن لرسوله صلى الله عليه وسلم ان يشفع له لا لانه ام لا لانه عمه ناس لانه قام بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الاسلام. فشفع النبي صلى الله عليه وسلم في عمه اذا كان في ضحضاح من النار وعليه نعلان من نار يروي منهما دماغه. وانه لهو نهي وانه لهون اهل النار قال النبي صلى الله عليه وسلم ولولا انا لكان في الدرس الاسفل من النار. فاذا قلنا في دعاء القنوت اللهم اهدنا فيمن هديت فاننا نسأل الهدايتين هداية العلم وهداية العمل كما ان قوله تعالى صراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم. يشمل الهدايتين هداية العلم وهداية العمل. فينبغي للقارئ ان يستحضر انه يسأل هدايتين هداية العلم وهداية العمل. وقوله فيمن هديت هذه من بعد التوسل بانعام ليس على من هداه ان ينعم علينا نحن ايضا بالهداية ويعني اننا نسألك الهداية فان ذلك بالمقتضى رحمتك حكمتك ومن سابق فضلك فانك قد هديت اناسا اخرين. دين المصنف رحمه الله تعالى هنا سلطة ايضاح الجملة الاولى من الحديث. وهي قول الداعي اللهم اهدنا فيمن هديت. فذكر ان اذا دعا بهذا الدعاء فانه ينتظر في دعائهم سؤال وتوكل. لان السؤال ففي قوله اللهم اهدنا فانه يسأل الله سبحانه وتعالى ان يهديه. والهداية المسؤولة هنا هي الهداية التامة النافعة. ولا تكون الهداية تامة نافعة حتى تجمع نوعين اثنين احدهما هداية العلم والاخر هداية العمل اما اذا وفق الانسان الى علم بلا عمل او رزق عملا بلا علم فانه لا يكون مهديا. بل هذا حال الضلال والمغضوب عليهم من اليهود والنصارى فانما يكون العبد مهتديا اذا رزقه الله الهداية في العلم والعمل جميعا وهذه حال السنة للناس من عباد الله المخلصين. وهاتان الهدايتان وهما هداية العلم والعمل هي التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى هو الذي اوصى رسوله بالهدى ودين الحق فان الهدى اشارة الى العلم النافع ودين الحق اشارة الى العمل الصالح. فالهدايتان مندومتان فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم واما الامر المتوكل به فهو توسل العبد الى ربه سبحانه وتعالى تفضله وانعامه على من هدى. فان الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء من خلقه. ومن صفاته سبحانه هدايته بدايته للخلق. فالعبد يتوسل الى الله سبحانه وتعالى بما يقدر عليه عز وجل من الهداية وهي بيده وامره ان يجعله من اولئك المهديين. ومن النكت اللطيفة في هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ارشد الحسن بن علي الى الدعاء ابتدعه بامر جامع فارشده الى سؤال الهداية لان ان العبد اذا هدي حصل له كل خير في الدنيا والاخرة الدنيا والاخرة. اسأل الله لي لم يكن ولذلك فان الله سبحانه تعالى رد سورة الفاتحة الى ايتين منها هما لبها وجوهرها احداهما قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين والاخرى قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم. فالاولى اخبار عنا يجب على العبد في توحيد الله سبحانه وتعالى. والاية الثانية اخبار عما يحسن بالعبد طلبه. وهو سؤال الله وتعالى الهداية ولذلك فان هذه السورة وهي سورة الفاتحة التي هي اصل القرآن بل هي اصل الكتب المنزلة كما جاء ذلك عن الحسن البصري وبسطه ابن القيم في كتاب مدابز السالكين اصل السؤال فيها هو سؤال الله سبحانه وتعالى الهداية فهذا ينبئ عن عظيم مرتبتها وعلوم منزلتها اذ يكرر العبد في صلواته كلها قوله اهدنا الصراط المستقيم. وعافنا في من اتيت عافنا من امراض القلوب وامراض الابدان فينبغي لك يا اخي ان تستحضر وانت تدعو ان الله يعافيك من امراض البدن وامراض القلب. لان امراض القلب اعظم من امراض ولذلك نقول في دعاء القنوت. اللهم لا تجعل مصيبة ناسي دينا. امراض الابدان معروفة لكن بعد القلوب تعود الى شيئين. الاول امراض الشهوات التي ننشأها الهوى. الثاني امراض الشبهات التي ننشأها للجهل اول امراض الشهوات التي ننشأها الهوى ان يعرف الانسان الحق. لكن لا يريده لان له هوى مخالف لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. والثاني امراض الشبهات التي ننشأها الجاهل. لان الجان لا يفعل الباطل يظنه حقا وهذا مرض خطير فانت تسأل الله المعافاة والعافية من امراض الابدان ومن امراض القلوب. التي هي امراض الشبهات امراض الشهوات. ذكر المسند رحمه الله تعالى هنا بيان الجنة الثانية من الدعاء وهو قول الداعي واتنا انا عافيت وقد جمعت الشريعة في غير حديث بين سؤال العفو والعافية لان العبد بين حالين احدهما خائن قضى منها وفاتت عليه. والاخرى هل هو فيها ويستقبل ما بعدها. فهو فقر في الحال التي سلفت الى عصر الله سبحانه وتعالى. ومفتقر في الحال الباقية الى العافية من الله سبحانه وتعالى فاذا دعا الداعي ربه فقال اللهم اني اسألك العفو تعلق هذا بما رضى واذا قال واسألك العافية تعلق هذا بما بقي مما هو حاضر فيه ام مستقبل او مستقبل له؟ فلذلك ما اعطي العبد من الدعاء كما اعطي في سؤال العفو والعافية فقلت العبد الى تكرار الدعاء به في طرفي النهار صباحا ومساء اذ يقول في دعائه اذا اصبح واذا امسى اللهم اني اسألك فالعفو والعافية في الدنيا والاخرة. اللهم اني اسألك العفو والعافية في ديني ودنياي الى اخر الذكر المعروف الثابت عن نبيه صلى الله عليه وسلم وجاء الحديث هنا مختصرا في الدعاء على العافية لان مناسبة هل تقتضي ذلك؟ فان الزملا كلها يراد بها فيما يستقبل. اللهم اهدنا فيمن هديت فيما تقدمه اخواننا وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت. وقد بين المصنف رحمه الله تعالى ان العافية المسؤولة تجمع او طلب السلامة من امراض القيود وامراض الابدان. لان العبد تعتبره نوعان من الامراض احدهما امراض بدنية والاخر امراض قلبية روحانية. وهذه الامراض اشدها الامراض القلبية لان ان الامراض الحسية قد يصبر العبد عليها. ولكن الامراض القلبية قد لا يقدر العبد عليها. وربما انسلخ الانسان بمرض شهوة او اكتبها من الاسلام الى الكبر وقل ان ينطلق الانسان بسبب مرض بدن من الاسلام الى الكفر. وقد ذكر رحمه الله تعالى ان امراض القلوب نوعان احدهما امراض الشهوات التي منشأها الهوى والثاني امراض الشبهات التي منشأها الجهل واذا كانت امراض الشهوات يحمل عليها الهوى فانها تدفع بالصبر. واذا كانت امراض الشبهات يحمل عليها يحمل على وقوع الانسان فيها اتباع امراض الشبهات يحمل عليها فانه يدفعها العلم. ولذلك فان العبد اذا رزق العين اندفعت عنه امراض الشبهات واذا رزق الصبر اندفعت عنه امراض الشبهات. والعلم يشار اليه في الخطاب القرآن كثيرا باليقين. لان انفع العلم هو العلم الراشد الثابت واليقين اصل دال على الثبات. كما يقال يقين نفسه الان يعني استقرت يوسف بعد موته من الناس يقينا بان نفس الميت تسكن. وبهذا قال الله سبحانه وتعالى في سورة السجدة قال فجعلنا منهم ائمة بامرنا لما صبروا اذ بصبرهم دفعوا امراض الشبه الشهوات وكانوا باياتنا يوقنون بيقينهم بذعوا امراض الشبهات. ومن هنا قال جماعة من اهل العلم منهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بفضل اليقين بلال الامامة بالدين. لان العبد لا يقيده عن الامامة الا الذنوب. فكما ان القيود تدخل الانسان عن نفسه وسعيه اذا وضعت في يديه ورجليه فكذلك الذنوب اذا اثقلت قلبه قيدته. وهذه الذنوب اما ان تكون ناشئة من شهوة فتجزع بفضل بصبر فان ان تكون قد حمي عليها الشبهة ويتبعها العلم واليقين. نعم. وقولنا تولنا فيمن توليت اي وليا لنا والولاية نوعان عامة وخاصة والولاية خاصة للمؤمنين خاصة. كما قال تعالى الله ولي الذين امنوا ويخرجهم من الظلمات الى النور. والذين كفروا اولياءهم الطاغوت وتسأل الله فتسأل الله تعالى الولاية الخاصة التي تقتضي العناية بمن تولاه الله عز وجل والتوفيق ما يحبه ويرضاه. اما الولاية العامة فهي تشمل كل احد. والله ولي فالله ولي كل احد. كما قال قال تعالى حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون هذا عام لكل احد ثم قال ثم ردوا الى الله مولاهم الحق. لكن عندما نقول اللهم اجعلنا من اوليائك او اللهم تولنا فاننا نريد بها الولاية الخاصة وهي ثقتك بالعناية والتوفيق ويحبه ويرضاه رحمه الله تعالى في هذه الجملة بيان قوله صلى الله عليه وسلم تولنا فيمن وان معناها قلنا الله وليا لنا. والولاية المضافة الى الله سبحانه وتعالى نوعان اثنان احدهما ولايته للمؤمنين. والاخر ولايته للخلق اجمعين اما النوع الاول وهي ولاية الله سبحانه وتعالى للمؤمنين ويراد بها التوفيق والنصر والتعذير والتأييد اما النوع الثاني وهو ولايته للخلق اجمعين فهي كونه سبحانه وتعالى ربهم ومالكهم ومتفرغهم ولا ريب ان العبد اذا دعا ولا سيما اذا كان الدعاء قادرا ممن اودي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم فانه لا ولاية يشاركنا فيها الكافر والفاجر. وانما يريد هداية خاصة وهي ولاية الله سبحانه وتعالى للمؤمنين بتأييدهم ونصرهم وتثبيتهم وتوفيقهم بمحابه وماضيه. ولذلك فان الداعي اذا دعا بمثل هذا كقوله اللهم اجعلنا من اوليائك فانما يلاحظ هذا المعنى الخاص الذي هو من اعظم المطالب وقولنا وبارك لنا فيما اعطيت. البركة هي الخير كثير والثابت. ويعيد العلماء ذلك الى اشتقاق هذه كلمة فانها من الجرسة لكسب رداء وهي مجنونة فهي البركة هي الخيرات الثالثة والمعنى اي انزل انزل لي البركة فيما اعطيتني فيما اعطيت اي اعطيت من المال والولد العلم وغير ذلك مما اعطى الله عز وجل فتسأل الله البركة فيه. لان الله اذا لم يبارك لك فيما اعطاك حرمت خيرا ما اكثر الناس الذين عندهم مال لكنهم في عباد الفقراء لانهم لا ينتفعون بمال يجمعونه ولا وهذا من نزع البركة. كثير من الناس عنده اولاد لكن اولاده لا ينفعونه لما فيهم من عقوق هؤلاء لم يبارك لهم في اولادهم تجد بعض الناس اعطاه الله وان من كثر لكنه بمنزلة الام لا يظهر اثر العلم عليه وعبادتي ولا في اخلاقي ولا في سلوكي ولا في معاملتي مع الناس. بل قد يكتب العلم استكبارا على عباد الله وعليا واحتقارا لهم وما علم هذا ان الذي من عليه بالعلم ان الذي من عليه بالعلم هو الله وجده لم يمتثل الناس بعلمه بلاد تدريس ولا بتوجيه ولا بتأليف بل هو منحسر على نفسه مع ان العلم من نظرة بان العلم اذا علمته غيرك ونشرته بين الناس نذرت على ذلك من عدة وجوه. الاول ان في نشرا لدين الله عز وجل فتكون فتكون من المجاهدين في سبيل الله لانك تفتح القلوب بالعلم كما يفتح المجاهد استنادا للسلاح والايمان الثامن من بركة العلم والتعليم النفي حفظا لشريعة الله عز وجل وحماية لها. لانه لولا العلم لم تحصوا الشريعة. الثالث من بركة مشروعه انك تحسن الى هذا الذي علمته. لانك تبصره في دين الله عز عز وجل فاذا عبد الله على بصيرة كان لك مثل اجره. لانك انت الذي جلسته على الخير والدال على الخير كفاعله الرابع ان في نشر العلم وتعليمه زيادة الموقع المالم يزيد اذا علم الناس لانه استبكاء لما حفظ وانفتاح لما لم يحفظ كما قال القائل يزيد بكثرة الانفاق منه وينقص عنده اي اذا امسكته ولم تعلمه نقص ذكر المستمع رحمه الله تعالى بما سلف بيان معنى الجملة الرابعة من الدعاء وهو قوله وذلك لنا فيما عطيف تبين رحمه الله تعالى ان البركة هي الخير الكثير بناء عن الاصل الموضوع بهذا المعنى في انسان العرب وانهم اشتقوا من الجلسة التي هي مجمع الماء. فالبركة هي الخيرات الكثيرة الثابتة. فقول الداعي ذلك بما اعطيت اي انزل علينا خيرا كبيرا مباركا فيما اعطيتنا اياه. فالعطاء الذي يمنحه العبد تنوعوا الى انواع كثيرة في ذلك المال والولد والعلم كما ذكر المصنف. وليست منفعة العطاء لكونه في يد الانسان ولكن منفعة العطاء لسانه مباركا فيه. ولذلك فان الانسان لا يفرح لوصول المدد اليه من مال او علم اولا. وانما يفرح اذا حلت فيه البركة. فاذا كان علمك مباركا وولدك مباركا ومالك مباركا فعند ذلك حق لك ان تبرأ. اما مجرد وجوده في يدك جريان حكمك عليك فهذا لا يفرح به ان الانسان قد يكون له مال فيبخل به ولا ينفقه في وجوه الخير. وربما رزق ولدا كان عاقا له لا ينتفع به ابدا ومن الناس من يعصي الله هذا في العلم فيرزق علما لكن لا تظهر اثار ذلك العلم عليه لكن خلقه ولا في نسكه بل يكون اجنبيا عن العلم في مظهره ومنطقه ومعاملته للناس وربما تكبر على الناس بذلك. واستطرد المصنف رحمه الله تعالى الى بيان ان العلم من اشد الاشياء بركة التعبير عن افعل التفضيل في هذا البناء بقول ابغض وهو الذي استعمله المصنف في قوله مع ان العلم من ابرز ما يعطيه الله العد هذا لحن فهو خلاف اللسان العربي فانه لا يفضل به على هذا لان دماءه ليس ثلاثيا وانما اضافة اليه فعل دال على التفضيل. فقول الناس ابرز الاشياء كذا او ابرز العيون كذا نحن ثم بين رحمه الله تعالى ان العلم له بركة بنجمه بين الناس وذكر من وجوه بركته ولها ان في نشر العلم نشرا لدين الله سيكون المعلم من المجاهدين في سبيل الله لانك تفتح القلوب بالعلم كما يفتح المجاهد البلد بالسلاح والايمان. فلا ريب ان الجهاد في نشر العلم اشق من الجهاد في مقاتلة استفراغ. لان قائم به قليل والمساعد عليه نادر كما ذكر ابن القيم في مفتاح دار السعادة ومن مخاسن كلام مسجد ديار الاسبق هنا ابن باز رحمه الله تعالى قوله الحياة في سبيل الله اصعب من الموت في سبيل الله عندها كلامه فصدأ فان الحياة ففي سبيل الله لنشر العلم وتعليم الخير وتنبيه الغافلين وهداية الضالين اشق على النفس واثقل من ان يخرج الانسان مساحات الورى كما هي الا طلقة حتى يموت في سبيل الله سبحانه وتعالى. ولا ريب ان من عاش في سبيل الله انتشر على يده من الخير اكثر مما يجري على ايدي هؤلاء لا ريب انه ارفع من ذلك صارت فراسة الانبياء في العلماء ولم يجعلها الله سبحانه وتعالى للمجاهدين بالسلاح. ثم ذكر من بركة نشر العلم ان فيه حفظا لشريعة الله عز وجل وحماية لها العلم يقصد الشرع وهذا هو نسق هذه الامة والشمس الذي استحيا عليه كما روى ابو داوود باسناد صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمعون ويسمع منكم ويسمع من من سمع فهؤلاء هم القائمون بحفظ الدين بنفس العلم باسماعه لمن يخلفهم في قرون الامة. ثم ذكر وجها ثالثا من بركة العلم وهو انك تحسن الى من علمته وتبصره بدين الله ويقول ما يعمله من الخير في ميزان عملك لانك انت الذي دللته عليه قد قال الله سبحانه وتعالى واحسن كما احسن الله اليك. وكثير من الناس لا يفهم من معنى هذه الاية ان الاحسان بالانفاق بالمال واعظم من ذلك الاحسان الى الناس بما فيه صلاح قلوبهم واصل ذلك ورأسه هو ونشر العلم وبيان الشريعة واعلاء معالم الملة الملة الحنيفية. ثم ذكر وجها رابعا من بركة العلم وهو ان نشر العلم ان تعليمه هو زيادة الله فيحصل للعالم من ازدياده العلم لم يكن عنده من قبل. ذلك انه نشر علما فاثمر له او علما جديدا كما قال ابو اسحاق الايوبي المشهورة في نصيحة ولده قال يجوز بكثرة الانفاق منه وينقص فاذا انفق الانسان من العلم زاده الله عز وجل علما واذا قبض قبض العلم عنه. اذا فرغنا من بيان هذا المعنى فانكم سمعتم ان في الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم انه قال وذلك لنا فيما اعطيت. فعداه النبي صلى الله عليه وسلم بخرث الجر وهو وقد حصل لعالم في هذه اللفظة في تصرف الشرع فان الادعية التي وردت في الشرع جاءت لتعديتها اما بعلى كما بقول اللهم بارك على محمد واما في كقول الداعي اللهم قوله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لهم في اموالهم. اذ كان يدعو بذلك لمن جاء للزكاة. واما ان تعد لعلان سبب هذا الحديث او تعدى بعلى واجتمع في الدعاء عند تزوج بارك الله لك ما وبارك عليكم. واضح؟ هل جاء في الشرع باركك الله بارك الله فيك بارك فيك بارك عليك لكن هل جاء بارك في باركك الله فليعرف يا سيد الوالد هذا خبراء ما الجواب؟ الجواب لا نعلم شيئا في الشرع جاء بذلك وهذا هو منتهى العلم. المنتهى لماذا لم يأتي هذا الشرف؟ لماذا يدعو الانسان بارك الله لك بارك فيك بارك عليك. ويدل هذا على ان الدعاء المفتوح هو ما كان هكذا. واما الدعاء بقول باركك الله هذا هو محل النظر. ما الجواب انا ان تبارك وضع البركة وضع البركة رد علينا ممنوع البركة لكن هذا الموضع نفس الكلام وابن القيم نعم يعني اذا تحدث الواحد والثاني لا يتحدث الا هو اتفضلوا نعم طيب الجواب بانك اذا كنت تفهم وانتم تفهمون ما تكتبون انتم الحين لانك اذا قال الداعي باركك الله اقتضى ان تكون تلك النفس نفسا خيرة كثيرة البركة وهذا خلاف ما طبعت عليه النفس. لان الله عز وجل قال وحملها الانسان انه كان ولينا جهولا فلا يمكن ان تكون النفس البشرية مقتصرة على الخير. بل لابد ان يكون فيها الشر والخير. لان المعصية منه والمعصية من الشر. فامتناع وجود هذا قدرا امتنع انشاءه دعاء. فهمتم نعيد البيان نقول لانك اذا قلت باركك الله يعني جعل ذاتك كثيرة الخير فلا يفتر عنها الا الخير. وهل يتصور وجود ذات بشرية لا يصدر عنها الا الخير؟ الجواب لان الله عز وجل لما ذكر اصل البشر قال وحملها الانسان انه كان ذليلا ذليلا في ان اخر تدل على اصل هذا فلما كان هذا ممتنعا قدرا امتنع شرعا بالدعاء بخلاف قوله تبارك الله فيك وبارك لك وبارك عليك يعني اوجد فيك البركة الخارجة التي هي تفضل ومحض من الله سبحانه وتعالى. وضحت المسألة لذلك لا يصلح ان يدعو الانسان بقول بارك في الله. وانما يقول عليه وبارك او بارك لك كما جاءت في ذلك الاحاديث. نعم وقنا شر ما قضيت. الله عز وجل يقضي بالخير ويقضي بالشر. اما قضائه في الخير فهو خير مقض في القضاء والامن والطمأنينة والهداية والنصر الى اخره هذا خير في القضاء القضاء بالشر خير في القضاء شر في النقض. مثال ذلك القحط امتناع المطر هذا شر لكن قضاء الله به خير. كيف يكون القضاء بالقحط خيرا؟ لو قال قائل ان الله يقدر علينا الحق والجدة فتموت المواشي وتفسد الزروع فما وجه الخير؟ نقول استمع الى قول الله سبحانه وتعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. اذا لهذا القضايا رعاية حميدة وهي الرجوع الى الله سبحانه وتعالى من معصيته الى طاعته. فصار المقضي شرا والقضاء خيرا. وعلى هذا كما هنا اسم الموصل والمعناق من شر الذي قضيت فان الله تعالى يقضي بشك بحكمة دامغة حميدة وليست ما هنا مصدرية اي شر قضاء ولكنها اسمي موصول بمعنى الذي لان قضاء الله ليس فيه منكر. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما اثنى به على ربه والخير بيديك لهذا لا ينسب الشر انت بالشر الى الله سبحانه وتعالى. نشر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة انا دعائي صلى الله عليه وسلم في قوله وقنا شر ما قضيت. فاخبر ان الداعي اذا دعا يسأل الله سبحانه وتعالى ان يقيه شر قضاءه شر قضائه عز وجل الله سبحانه وتعالى يقضي بالخير والشر. وقضاؤه سبحانه وتعالى بالخير والشر. لا يكون موصوفا بكونه شرا في حقه. وانما يكون شرا باعتبار المسئول الذي هو المخلوق. واما فعل الرب سبحانه وتعالى فانه خير على كل حال. لانه سبحانه وتعالى على اكمل الصفات فاقتضى ان تكون الافعال الصادرة ومنه هي اكمل الافعال. فقضاء الرب سبحانه وتعالى لا يتوجه اليه الشر. وانما يكون الشر في المضي وهو المفعول اعني المخلوق الذي خلقه الله سبحانه وتعالى. فنزلا من قضاء الله سبحانه وتعالى انزال وهذا المطلوب الذي هو المخلوق قد يكون خيرا اذا التوت به الارض ونبت الزروع فقد يكون سرا اذا كان مشتملا على الهدم والنحشي للدور والزروف ثم بين المصنف رحمه الله تعالى انسانا زائدا عما ذكره من الفحص وهو قوله استمع الى قول الله تعالى ظهر الفساد في البر والبحر الى اخر الاية فذكر ان قضاء الله سبحانه وتعالى بضوء الناس بعض ما عملوا من عقوبات لهم غاية حميدة. وهي التفافهم عن معصية الله سبحانه وتعالى ومسارعتهم للتوبة فجميع قضاء الله سبحانه وتعالى خير باعتبار الحكم الذي جعل لها ان المقضي وهو المفعول المطلوب سيتوجه اليه الوفد بالخير والشر. فلذلك لا يضاف الشر الى الله سبحانه وتعالى وان كان هو فاعله بل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليه ليس معناه لست انت خالقه بل الله خالقه. ولكن لا يضاف اليه سبحانه وتعالى لان فعل القضاء الذي نتج منه الشرع هو خير على كل حال فان قضاء الله سبحانه وتعالى كله حكيم قال المصنف رحمه الله تعالى في بيان هذه الجملة استمع الى قول الله تعالى وهذا الترتيب لا غظاء فيه لان مأمور باستماعهم والاية ويقع من بعظ الوعاظ قولهم استمع الى الله وهو يقوم وباستعمال هذا الترتيب نظر لانه يوهم ان المتكلم حينئذ هو الذي يضاف اليه الكلام فالادب ان يقال استمع الى قول الله عز وجل ليكون الاستماع الى تلك الاية التي قالها الله سبحانه وتعالى ولا الاجتماع الى الله سبحانه وتعالى في ذلك الحين لان الله عز وجل تكلم بهذه الاية فيما سلف فيما انزله على النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. انك تقضي ولا يقضى عليك. الله عز وجل يقضي قضاء شرعيا وقضاء سانيا. فالله تعالى يقضي على كل شيء وبكل شيء. لان له الفتنة التامة ولا يقضى عليك الى يقضي عليه احد. والعباد لا يحكمون على الله والله يحكم عليهم. العباد يسألون عن نعم وهو لا يسأل لا يسأل عن ما يفعل وهم يسألون. انه لا سلموا عليك ولا يعز من عاديت. وهذا كالسعين لقولنا فيما سبق. وتولنا فيمن توليت. فاذا تولى الله فانه لا يزن. واذا عاد الله من كان فانه لا يعيب. ومقتضى ذلك اننا نطلب العجز من الله سبحانه ونتقي من الذل بالله عز وجل فلا يمكن ان يذل احد والله تعالى وليه فليمل هو تحقيق هذه وبماذا تكون هذه الولاية؟ هذه الولاية تكون لوصفين بينهما الله عز وجل في كتابه فقال عز وجل الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا كانوا يتقون. وصفات احدهما في القلب والثاني في الجوارح. الذين امنوا في القلب وكانوا يتقون ابي في قال طرق الرهبان واهل البدع. واهل البدع الذين يبتدعون في شرع الله ما ليس منه. ويقولون نحن الاولياء وولاية الله عز وجل التي بها العزة هي مجموعة فيها دين الوصفين الايمان والتقوى. قال شيخ الاسلام ابن قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اخذا من هذه الاية الذين امنوا وكانوا يتقون. من كان مؤمنا ان كان لله وليا وصدق رحمه الله لان هذا الذي دل عليه القرآن ولا يعز من عاديت يعني انك من كان عدوا لله فانه لا يعيب. بل حاله الذل والخسران والفشل. قال الله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين وكل المسافرين في دينه وهم اذلة. ولهذا لو كان عند المسلمين عز الاسلام وعز الدين وعز وعزة لم يصم هؤلاء على هذا الوضع الذي نحن فيه الان. حتى اننا ننظر اليهم من طرف خصم. ننظر اليهم من طريق البر لنا لان اكثر المسلمين اليوم مع الاسف لم يعتزوا بدينهم ولم يأخذوا بتعاليم الدين الى ما ادت الدنيا ولماذا اصيب ضد صار الكفار في نفوسهم اعز منهم لكننا نؤمن ان الكفار اعداء الله وان الله كتب الذل على كل عدو له. قال الله تعالى ان الذين يحاجون الله ورسوله رسوله اولئك في الاذى. وهذا خبر مؤكد ثم قال كتب الله انا ورسولي ان الله قوي عزيز. فمن اذى الله عز وجل فهو دليل لا يمكن ان يكون عزيز الا في نظر من لا يرى العزة الا في مثل ما كان عليه هذا الكافر. واما من نظر ان العزة لا تكون الا بولاية وجل والاستقامة على دينه فانه لا يراها غلائي الا اجل خلق الله. تباركت ربنا وتعاليت فهد ثناء على الله عز وجل بامرين احدهما التبارك للمبالغة لان الله عز وجل هو اهل البركة تباركت وكثرت خيراتك وامنك واسماك وخلقك. لان البركة كما قلنا فيما سبق ان الخير كثير من الداعم. وقوله يا ربنا فهو منادا شربت منه ياء النداء. وقوله وتعاليت من العلو الذاتي والوصف. فالله سبحانه وتعالى عليم علي بذاته فوق جميع الخلق وعلوه سبحانه واسم ذاته من اجل من ابدي. اما استماعهم وعلى العرش فانه وصفا فعلي يتعلق بمصنفه سبحانه وتعالى. والعرش هو اعلى المخلوقات وعليه استوى الله عز وجل نحن على عليه علوا يليق بجلاله وعظمته. هذا العلو اجمع عليه السلف الصالح. لدلالة القرآن والعقل والفطرة على ذلك. واما العلو ووصله فمعناه ان الله له من صفات كما لاعلى هوى ثمها وانه لا يمكن ان يكون في صفاته نقص بهدم من الوجوه لما فرغ نبي صلى الله عليه وسلم من تعليم حسن من تعليم من فشل ما يدعو به حسن ذلك بالتوكل الى الله سبحانه وتعالى بجملة من صفاته وذلك في قوله انك ولا يقضى عليك انه لا يدل من عليك ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت. فكل هذه الجمل هي توسل الى الله سبحانه وتعالى في قبول ذلك الدعاء. ويجوز ان يكون التوسل بها متعلقا بالجملة الاخيرة بالدعاء لقوله وقنا شر ما قضيت انك تقضي ولا يقضى عليك. ويجوز وهو اكمل ان يكون التوكل متعلقا بالجمل جميع هاد الثمن على وطلب في اوله. واشتمل على توتر وثناء في اخره. وهذا اكمل. وقد توسل الداعي الى الله سبحانه وتعالى بجملة من اوصافه عز وجل فقال وانك تقضي ولا يقضى عليك يعني ان الله سبحانه وتعالى هو الذي بيده القضاء لان الحكم كله له كما قال تعالى وما الحكم الا لله ولا يقدر على الله سبحانه وتعالى من خلقه لان القلب لا موت بايدينا ثم تيسر اليه بقول انه لا يدل من واليه ولا يعز من عاديت وهذا توسل الى الله سبحانه وتعالى بهذه الصفة وهو انه سبحانه وتعالى نعز اوليائه ومذل اعدائه فمن اعزه الله من يريد الله احد ومن اذله الله لم يعزه لم يعزه احد ولا يحصل للعبد عزة الا بتحقق ولاية الله سبحانه وتعالى له فاذا كان الله وليك ومعك فانه سبحانه وتعالى يعزك وناصرك كما قال تعالى ولله العزة وللرسول وللمؤمنين ولكنهم المنافقين ما يفقهون. وهذه الولاية انما تتحقق القادم اكملها ان يدخل في قوله تعالى الا ان اولياء الله عليهم ولا هم يحزنون ثم قال الذين امنوا وكانوا يتقون فبالايمان والتقوى بمحقق ولاية الله سبحانه وتعالى بذلك العبد المتقي المؤمن فيقول الله سبحانه وتعالى ناصره واما من عادى الله سبحانه وتعالى فانه مذل غير عزيز. كما قال في توكله ولا يعزه من ومن كان عدوا لله سبحانه وتعالى فان الله عز وجل يجله ويجعله في الازلين كما قال تعالى ان الذين تحاجين الله ورسوله اولئك في الاذلين. ثم ختم توكله بقوله تباركت ربنا وتعاليت والمعنى كثرت خيراتك التي تصل الى خلقك وعمتهم ووسعتهم جميعا. فاذا قال الداعي تباركت ربنا يعني زادت بركتك وكثرت. وقوله ربنا كما ذكر الثالث رحمه الله تعالى تقديرها يا ربنا والعصم في الدعاء المعمول بالقرآن الكريم والسنة ان العبد اذا دعا الله سبحانه وتعالى بهذا الاسم العظيم الرب فانه لا يقدم بين يديه اياه. فلا يقول يا ربنا اغفر لنا بل يقولوا ربنا اغفر لنا. واذا تأملت دعاء الانبياء وجدته فدالك. وقد ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى في الموافقات مكة لطيفة. في كون الداعي اذا دعا الله سبحانه وهو ياء مع كونه مقدرا لغة. وذلك لشيئين اثنين. احدهما ملاحظة تقديم اسم الله سبحانه وتعالى بحيث لا يتقدمه شيء فانك اذا قلت ربي اغفر لي قدمت اسمه واذا قلت يا رب اغفر لي قدمت ان جاء اداة النداء عليك. وثانيهما ان اداة الندائيات موضوعة بنداء والله سبحانه وتعالى قريب غير بعيد. فهو غير محتاج الى مناداته بهذه الالة التي اصطلح عليها ولذلك قال الله عز وجل في هذا الموضع واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فهذه نكتة اللطيفة مزية على هذين المعنيين كما ذكر الشافعي في كتاب الموافقات. وقد اورد غني احد الاخوة قول الله وتعالى وقال الرسول ايش؟ يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا بسورة يرادوا للمديرات قدر انه ليس بدعاء وانما هو صبر. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى معنى قوله وتعاليت وانه عن حدود الله سبحانه وتعالى الذات والوصف. وهذا طريقة بعض اهل العلم وهو الصحيح. احدهما واشرنا الى ذلك لقولنا لدى الثقاف ايش؟ علو ذات وان الذين يقولون ان هناك قسما ثالثا وهو علو القهر فيجاب عنهم بان علي القهر مردود الى علو ولذلك قلنا وان ذلك قلنا ان علو قهره فردوا لسابق اذ منه يعني بعلو الثبات. نعم. وفي دعاء يقولون ان هذا من باب الشفاعة يعني ان هذا الزمان كبير فيه من المسيء وفيهم المفتي. فاجعل المسيء هدية للمحسن بشفاعته انه قيل تم صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وعلى آله واصحابه واتباعه الى يوم الدين رحمه الله تعالى هذا الصرح اللطيف بجانب جملة يدعو بها الناس كثيرا خاصة وهي تبني منا تبين ان المراد بها سؤال الشفاعة بان يقبل الله سبحانه وتعالى شفاعة الصالحين بدعائهم من الحضور في مسيئين الحاضرين لذلك الدعاء. فهذا من الادعية التي يتناقلها الناس. وادعية القنوط التي يدعو بها الناس في رمضان خاصة الفاظها تنقسم الى اربعة اقسام القسم الاول الفاظ مأثورة وهي البركة التامة بان يدعو الانسان بما جاء في القرآن والسنة. ولا اجمع ولا الطف ولا انفع من دعاء والدي الوحي. القسم الثاني الفاضل بجائزة. بان يدعي كان يدعو الداعي بشيء من مرادات الناس بلفظ لا محظور منه ولا محظور منه. فيدعو لقوله مثلا اللهم امنا في دورنا واصلح ائمتنا وولاة امورنا فهذا دعاء جائز فالطفل الثالث محزورة بالداء وهي ندعية التي قد توهم معنى باطلا ومعنى الحق فيكون فيها من الادمان ما يوجب اهمالها والحسرة منها. ولو قالها الانسان وقصد المعنى الصحيح كان دعاؤه صحيحا. ومن هذه الادعية المحظورة ايقاع الافعال في غير مواقعها. فانني قد صليت خلف فقال اللهم اقذف الايمان في قلوبنا. وهذا خلاف طريقة الشرع فان القذف في الخطاب القرآني لا يكون الا فيما هو شديد. الايمان اليقين ان يكون مقذوفا. ولهذا جاء قول الله سبحانه وتعالى قال من سورة الحجرات وحبب ايش؟ اليكم الايمان وبينها في قلوبكم. فيدعو الانسان لقوله اللهم حبب الينا الايمان بذنوب قلوبنا واما بخلقهم فهذا خلاف الشرع. فالدعاء هذا محذور واما القسم الرابح فهي الادعية المحظورة. يعني الممنوعة. وهي الادعية التي تشتمل على معنى باطل ليس غير كقول الداعين يا من لا يصفه الواصفون ولا تراه العيون فان هذا دعاء باطل لان الله سبحانه وتعالى وصف نفسه ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم فكيف يقال لا يصر الواقفون؟ ثم ان قول القائل لا تراه العيون بعد لان عقيدة اهل السنة ان رؤية الله في الاخرة تكون عيانا باعين الرأس وفي المأثور بركة كثيرة واغنية عن تتبع مثل هذه الالفاظ فهذا اخر التقييم على هذا الدرس الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه