السلام عليكم الله وبركاته جعل بل والصلاة الصلاة والسلام على امل على اله واحبه امل بعد هذا شرح الكتاب العاشر برنامج وللعلم ثانية اربع وثلاثين بعد الف فته الثانية دولة قطر وهو كتاب مقتصر في قائد الدين لا متيعا ان ناصر ابن سعدي رحمه المتوفى سنة وسبعين بعد الثلاثمائة الف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين يا رب العالمين قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله وصحبه واتباعه الى يوم الدين اما بعد فهذا مختصر جدا في اصول العقائد الدينية والاصول الكبيرة المهمة اقتصرنا فيها على مجرد الاشارة والتنبيه. من غير بسط للكلام ولا ذكر ادلتها. اقرب ما يكون نهى انها نوع انها من نوع الفهرسة للمسائل لتعرف اصولها ومقامها ومحلها من الدين ومقامها احسن الله ومقامها ومقامها ومحلها من الدين ثم من له رغبة في العلم يطلب بسطها وبراهينها من اماكنها وان يسر الله وفسح في الاجل بسط هذه المطالب. ووضحتها بادلتها. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هذه الرسالة هي مختصر ادا باصول قائد الدين قولوا الكلية اياه جعله موسى على وجه الاختصار قوله مختصر جدا والمختصر من الكلام اقل لفظه وجل معناه ومن طوى عليه هذا المصنف الوجيز حقيق بهذا الوصف فهو قليل المباني جليل المعاني ضمنه مصنفه اصول العقائد الدينية مقتصرا على المهمات الكبرى جاريا على الاختصار على الاشارة والتنبيه من غير بسط للكلام ولا ذكر ادلتها تبيها بالفهرست للمسائل اي الكشافي المبين بمسائل الاعتقاد فالفهرست اسم اعجمي يراد به اسم اعجمي يراد به ما يكشف عن الشيء وينبئ عن مضامينه والتعليم الاوفق له ان يقال عوضا عنه الكشاف وقد تحذف التاء من اخره فيقال الفهرس وهو بكسر الفاء وفتحها والحامل له على جعله على هذه الصورة هو ما اخبر عنه بقوله لتعرف اصولها ومقامها ومحلها من الدين ثمن له رغبة في العلم يا طلوب السهى وبراهينها من اماكنها اي من الكتب المطولة في علم الاعتقاد وتمنى المصنف رحمه الله تعالى ان يجد فسحة في اجله وسعة من عمره يتمكن من بسط هذه المطالب وايضاح ادلتها ولم يقدر له ذلك بخصوص هذا الكتاب فليس له عليه جرح وانما يستفاد مما كتبه رحمه الله تعالى في كتب عدة صنفها في الاعتقاد ما يكون معينا على تفهم مسائل هذا الكتاب وله رحمه الله تعالى يد طولى في تذليل مسائل اعتقاد وتبيينها باسهل عبارة واوجز بيان وكتبه رحمه الله تعالى عامة مرقاة يترقى بها ملتمس العلم الى فهم كلام الاوائل كابي العباس ابن تيمية وابي عبدالله ابن القيم وابي الفرج ابن رجب رحمهم الله فمن تكملة تأسيس ما يلزمه بقراءة مختصرات العلم على الاشياخ حفظا وفهما فان من احسن الكتب التي تبلغه رتبة اعلى لفهم ما وراء ذلك هو مطالعة كتب هذا الرجل الصالح رحمه الله تعالى انه كان طالحا حسن القصر في التعليم فنفعه الله عز وجل بحسن قصده بما وهبه من جمع الفوائد الكثيرة بالعبارات الوجيزة ومن خالط كتبه ومازج تأليفه انس هذا في كلامه رحمه الله تعالى الاصل الاول التوحيد ادوا التوحيد الجامع لانواعه هو اعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بصفات الكمال وافراده بانواع العبادة فدخل في هذا التوحيد فدخل في هذا توحيد الربوبية فدخل في هذا توحيد الربوبية الذي هو اعتقاد انفراد الرب سبحانه بالخلق والرزق وانواع التدبير وتوحيد الاسماء والصفات وهو اثبات ما اثبته لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الحسنى والصفات الكاملة العليا من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل وتوحيد الالوهية والعبادة وهو افراده وحده باجناس العبادة وانواعها وافرادها من غير اشراك به في شيء منها مع اعتقاد كمال الوهيته. فدخل في توحيد الربوبية اثبات قضائي والقدر وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه على كل شيء قدير. وانه ودخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات جميع معاني الاسماء الحسنى لله تعالى الواردة في الكتاب والسنة والايمان بها ثلاث درجات. ايمان بالاسماء وايمان بالصفات. وايمان احكام صفاته كالعلم بانه عليم ذو علم ويعلم ذو قدرة ويقدر على كل شيء الى اخر ما له من الاسماء المقدسة ودخل في ذلك اثبات علوه على خلقه واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى سماء دنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته. ودخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية التي لا ينفك عنها كالسمع والبصر والعلم والعلو ونحوها. والصفات الفعلية وهي الصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته كالكلام والخلق والرزق والرحمة والاستواء على العرش والنزول الى السماء الدنيا كما يشاء وان جميعها اتثبت لله من غير تمثيل تثبت وان احسن الله وان جميعها تثبت لله من غير تمثيل ولا تعطيل. وانها كلها قائمة بذاته. وهو موصوف بها وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل وانه فعال لما يريد. ويتكلم وبما شاء اذا شاء كيف شاء لم يزل بالكلام موصوفا. وبالرحمة والاحسان معروفا. ودخل في ذلك الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. منه بدأ واليه يعود انه المتكلم به حقا. وان كلامه لا ينفد ولا يبيد. ودخل في ذلك الايمان بانه قريب كن مجيبا وانه مع ذلك علي اعلى. وانه لا منافاة بين كمال علوه لقربه لانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته ولا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة. من الاسماء والصفات والافعال احكامها على وجه يليق بعظمة الباري ويعلم انه كما انه لا يماثله احد في ذاته فلا يماثله احد في صفاته ومن ظن ان في بعض العقليات ما يوجب تأويل بعض الصفات على غير معناها المعروف. فقد ضل ضل مبينا ولا يتم توحيد الربوبية حتى يعتقد العبد ان افعال العباد مخلوقة لله مشيئتهم تابعة لمشيئة الله. وان لهم افعالا وارادة تقع بها افعالهم وهي متعلق الامر والنهي وانه لا يتنافى الامران. اثبات مشيئة الله العامة الشاملة للذوات الافعال والصفات واثبات قدرة العبد على افعاله واقواله ولا يتم توحيد العبد حتى يخلص العبد لله تعالى في ارادته واقواله وافعاله وحتى يدع الشرك الاكبر المنافي للتوحيد كل المنافاة. وهو ان يصرف نوعا من انواع العبادة لغير لله تعالى وكمال ذلك ان يدع الشرك الاصغر. وهو كل وسيلة قريبة يتوصل بها الى الشرك الاكبر كالحلف بغير الله ويسير الرياء ونحو ذلك والناس في التوحيد على درجات متفاوتة بحسب ما قاموا به من معرفة الله والقيام فاكملهم في هذا الباب من عرف من تفاصيل اسماء الله وصفاته وافعاله والائه ومعانيها الثابتة في الكتاب والسنة سنة وفهمها فهما صحيحا. فامتلأ قلبه من معرفة الله وتعظيمه واجلاله ومحبته والانابة اليه. وانجذاب جميع دواعي قلبه الى الله تعالى. متوجها اليه وحده لا شريك له ووقعت جميع حركاته وسكناته في كمال الايمان والاخلاص التام الذي لا يشوبه شيء من الاغراض الفاسدة. فاطمئن الى معرفة فطمأن الى الله معرفة وانابة وفعلا وتركا وتكميلا لنفسه وتكميلا لغيره بالدعوة الى هذا الاصل العظيم. فنسأل الله من فضله وكرمه ان يتفضل علينا بذلك رتب المصنف رحمه الله تعالى كتابه هذا في خمسة اصول من مهمات اصول الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة وابتدأها ببيان التوحيد بجلالة قدره وعظم شأنه فان المقدم يقدم وطليعة بيانه التوحيد قوله رحمه الله حد التوحيد الجامع لانواعه هو اعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بصفات الكمال وافراده بانواع العبادة مريدا بهذه المقالة بيان حقيقة التوحيد الشرعية وتقدم ان جماع الادلة من القرآن والسنة تدل ان التوحيد يطلق على معنيين احدهما عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب والاخر معنى خاص وهو افراد الله بالعبادة فان التوحيد يرد في خبر الشريعة على هذا المعنى وذاك ثم ذكر المصنف بعد انه يدخل في هذا توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد الالوهية والعبادة ووجه دخولها ان التوحيد كما تقدم هو افراد الله بحقه وحق الله عز وجل مرجعه الى الحقين السابقين حق المعرفة والاثبات وحق الارادة والطلب والقصد وثبوت هذين الحقين انتج ان العبد مطالب بتوحيد الله عز وجل في ثلاثة موارد ترجع الى الحقين المذكورين احدها توحيده في ربوبيته وثانيها توحيده في الوهيته وثالثها توحيده في اسمائه وصفاته فانواع التوحيد الثلاثة مفرعة عما ثبت لله من حق ثم بين المصنف رحمه الله حقيقة كل فقال في توحيد الربوبية هو اعتقاد انفراد الرب سبحانه بالخلق والرزق وانواع التدبير يعني افعاله والمذكور منها هو اكثر ما يدور ذكره في القرآن فان اكثر افعال الربوبية دورانا في القرآن اربعة احدها الملك وثانيها الخلق وثالثها الرزق ورابعها التدبير ويشار اليه بالامر رابعها التدبير ويشار اليه بالامر فاذا ذكرت هذه الافراد دالة على توحيد الربوبية لم يرد انحصار افعال الله فيها لكن لما كانت هي اكفى في القرآن الكريم ذكرت هذه الافراد في جملة توحيد الربوبية ولا يختص توحيد الربوبية بافراد الله بافعاله بل لا بد من ضم شيء اخر وهو افراد الله بذاته في ذاته وتوحيد الربوبية هو افراد الله في ذاته وافعاله فيعتقد العبد وحدانية الله بالذات والافعال واما توحيد الاسماء والصفات فاشار اليه المصنف بقوله وتوحيد الاسماء والصفات وهو اثبات ما اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء الحسنى والصفات الكاملة فتوحيد الاسماء والصفات شرعا هو افراد الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى وهذا الافراد يقتضي بناء اعتقاد العبد فيها على اصلين هذا الافراد يقتضي بناء اعتقاد العبد فيها على اصلين احدهما اثبات ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم والآخر تنزيه الله عز وجل عما لا يليق به مما نفاه عن نفسه او نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم وهذان الاصلان يذكران باسم الاثبات والنفي وهما في الخطاب الشرعي باسم التحميد والتسبيح فالتحميد يتضمن اثبات الكمالات والتسبيح يتضمن نفي الافات فالتحميد يتضمن اثبات الكمالات والتسبيح يتضمن نفي الافات ثم قال المصنف ذاكرا توحيد الالوهية والعبادة هو افراد الله وحده باجناس العبادة وانواعها وافرادها فتوحيد العبادة شرعا هو افراد الله بالعبادة ويسمى توحيد الالوهية لما فيه من افراد الله بالتأليه اي بالحب والخضوع فان العبد يعظم ربه عز وجل حبا وخضوعا له. والى ذلك اشرت بقوله وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قطبان فتلخص مما سلف ان توحيد الربوبية شرعا هو ايش وافراد الله بذاته وافعاله وان توحيد الالوهية شرعا ها عبد الرحمن هو أفراد الله بالعبادة وان توحيد الاسماء والصفات شرعا هو افراد الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ثم بين المصنف رحمه الله طرفا مما يندرج في هذه الانواع الثلاثة من التوحيد ويرجع اليها فذكر ان توحيد الربوبية فيه اثبات القضاء والقدر لما في توحيد الربوبية من اعتقاد كمال سلطان الله عز وجل وتمام ملكه فاذا كان ملكه كاملا وحكمه نافذا كان قضاؤه وقدره جاريا فالقدر راجع الى الاقرار بالربوبية وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ الله لم يكن ثم ذكر رحمه الله مما يدخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات جميع ما جميع معاني الاسماء الحسنى لله تعالى الواردة في الكتاب والسنة فالمعول عليه فيما يضاف الى الله عز وجل من الاسماء والصفات هو الوحي الصادق لان الاحاطة بذلك محجوبة عن مدارك الخلق فلا سبيل الى معرفتها الا بدليل مرشد عنها. والدليل المرشد عنها منحصر في خبر الله عن نفسه او لرسوله صلى الله عليه وسلم عنه وهذا منشأ قول اهل العلم لان اصله في الاسماء والصفات التوقيف اي انها موقوفة على ورود الدليل. فما ورد الدليل به قيل وما لم يرد الدليل به امتنع القول به قال السفارين في الدرة لكنها بالحق توقيفية لنا بذا ادلة وفية وهذا الايمان المذكور بما جاء في الكتاب والسنة من خبر الله عز وجل عن نفسه وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم عنه مرده الى اثبات الاسماء والصفات ونفي ما نفي منها وفق ما جاء فيهما دون زيادة عليهما فليس للعبد ان يتمادى بالقول فيما جاوز المنقول لان الاصل في الباب انه غيب فباب الاسماء والصفات غيب محجوب عن الخلق الا ما جاء الخبر الصادق به. ثم ذكر المصنف رحمه الله ان ايمان بالاسماء والصفات ثلاث درجات وهذه الدرجات الثلاث هي اركان الايمان بالاسماء والصفات فالايمان بالاسماء والصفات مشيد على ثلاثة اركان اولها الايمان بالاسم الالهي الايمان بالاسم الالهي وثانيها الايمان بالصفة الالهية وثالثها الايمان بحكم الصفة فاما الاسم الالهي شرعا فهو ما دل على ذات الله مع كمال يتعلق بها ما دل على ذات الله مع كمال يتعلق بها واما الصفة الالهية شرعا فهي ما دل على كمال يتعلق بذات الله ما دل على كمال يتعلق بذات الله واما حكم الصفة فانه يطلق على معنيين واما حكم الصفة فانه يطلق على معنيين احدهما اثرها الناشئ عنها اثرها الناشئ عنها والاخر النسبة بين الصفة ومتعلقها النسبة بين الصفة ومتعلقها ذكر هذين المعنيين ابن القيم الكافية الشافية وابن عيسى في شرحها ومحمد قليل الهراس الازهري بشرح النونية وبيان ذلك ان من اسماء الله عز وجل اسم العليم فيكون الايمان باسم العليم مشيدا على ثلاثة اركان فاولها الايمان بان اسم العليم من اسماء الله عز وجل لقوله تعالى وهو العليم الحكيم وثانيها الايمان بصفة العلم الايمان بصفة العلم المستكنة بالاسم لان اسماء الله عز وجل تدل على كمالات قائمة به كما تقدم ان الاسم الالهي شرعا ايش ما دل على ذات الله مع كمال يتعلق بها فالاسماء الالهية دلائل للصفات الالهية فالاسماء الالهية دلائل للصفات الالهية فكل اسم من اسماء ربنا فيه صفة او اكثر من صفات الله عز وجل والى ذلك اشرت بقول اسماء ربنا على الصفات من الادلة لذي الاثبات اسماء ربنا على الصفات من الادلة لذي الاثبات ومعنى لذي الاثبات اي لصاحب الاثبات واما الايمان بحكم الصفة المتعلقة باسم العليم فانها تقع على معنيين احدهما الاثر الناشئ عنها ومن اثار صفة العلم ان الله يعلم حركاتنا وسكناتنا والاخر الايمان بالنسبة بين الصفة ومتعلقها والصفة هنا صفة العلم مات متعلقها المعلومات فيؤمن العبد بما بين الصفة ومتعلقها من نسبة هذه الصفة الى ذلك المتعلق وان علم ربنا سبحانه وتعالى يتعلق بافراد المعلومات وهذا القول المذكور انفا من تشييد الايمان بالاسماء الالهية على ثلاثة اركان محله بالاسماء والصفات الالهية على ثلاثة اركان محله اذا كان الاسم متعديا اما اذا كان الاسم لازما فليس له الا ركنين احدهما فليس له الا ركنان احدهما الايمان بالاسم الالهي والثاني الايمان بالصفة الالهية فيه فمثلا من الاسماء اللازمة اسم الحي فيكون الايمان به له ركنان احدهما الايمان بالاسم وهو اسم الحي والاخر الايمان بالصفة وهي صفة الحياة وليس وراء ذلك ركن ثالث لان فعله لازم وهو حي اي الله فلا يتعلق بمفعول به بخلاف اسمي العليم ففعله متعد علم الله احوالنا فاذا كان الاسم متعديا فاركان الايمان به ثلاثة واذا كان الاسم لازما فاركان الايمان به اثنان. ثم ذكر المصنف بعد ان مما يدخل في الايمان بالاسماء والصفات اثبات ذات علوه على خلقه واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته كما صحت بذلك الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن الجاري عند ذكر الصفات الالهية قول اهل العلم على الوجه اللائق بجلال الله لان اصل الصفة قد يقع مشتركا بين الخالق والمخلوق قال الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقال تعالى انا خلقنا الانسان من نطق امشاد امشاد نبتليه فجعلناه جميعا بصيرا لكن الصفتين المذكورتين بينهما فرق فان لله منهما ما يليق بجلاله وللمخلوق منهما ما يناسب حاله فان لله منهما ما يليق بجلاله وللمخلوق منهما ما يناسب حاله. فاذا ذكرت الصفات الالهية كان من كمال الادب مع الله ان يقول العبد على ما يليق بجلاله تنويها بوقوع الفرق بين الخالق والمخلوق. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى مما يندرج في ذلك الصفات في الذاتية والفعلية والصفات الذاتية هي الصفات الملازمة ذات الله فلا تنفك عنها هي الصفات الملازمة ذات الله فلا تنفك عنها كالعلم والحياة والصفات الفعلية هي الصفات التي تتعلق بمشيئة الله واختياره هي الصفات التي تتعلق بمشيئة الله واختياره. فان شاء الله اتصل بها وان شاء الله عز وجل لم يتصف بها وقد ذكر ابن الحاج من فقهاء المالكية ضابطا حسنا بالصفة الذاتية يستفاد منه ما يتعلق بالصفة الفعلية فذكر ان الصفة الذاتية لا يمكن ان يوصف الله بمقابلها فالعلم صفة لله فلا يمكن ان يوصف بالجهل والحياة صفة لله. فلا يمكن ان يوصف بالموت. واما الصفة الالهية الفعلية التي ترجع الى اختيار الله. فيمكن ان يوصف الله بالصفة ومقابلها فمن صفاته سبحانه وتعالى الغضب فمن صفاته سبحانه وتعالى الغضب ومن صفاته سبحانه وتعالى ايضا صفة الرحمة وصفة الرحمة تكون ذاتية باعتبار فعلية باعتبار. فهي ذاتية باعتبار اتصاف الله بها وفعلية باعتبار ما يتجدد من افرادها فما يكون من رحمته من رحمته في الاخرة غير ما يكون من رحمته سبحانه وتعالى في الدنيا. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان كل صفات الله قائمة بذاته. اي غير بائنة منه ولا منفصلة عنه فاتصاف الله بالصفات يقتضي ان تكون تابعة للذات لانها هي الموصوفة بها ولذلك قال المصنف في تحقيق الصفات الفعلية وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل وانه فعال بما يريد الى اخر ما ذكر ثم ذكر مما يدخل في الايمان بالاسماء والصفات الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وهاتان الجملتان الاخيرتان منه بدأ واليه يعود يقال في بيانها اما الجملة الاولى وهي منه بدأ فلها ففيها لغتان صحيحتان احداهما ان الفعل فيها بدأ من البداية فيكون المعنى ان القرآن صدر من الله سبحانه وتعالى وابتدأ به والاخرى ان الفعل فيها بدا من البدو اي الظهور فيكون المعنى ان القرآن الكريم ظهر من ربنا عز وجل وتكلم به وكلاهما يدل على ان القرآن كلام الله فيضاف اليه واما الجملة الثانية وهي قوله واليه يعود ففي معناها عند اهل السنة ثلاثة اقوال اصحها انه اصحها ان معناها انه يرفع قبل يوم القيامة من السطور والصدور انه يرفع قبل يوم القيامة من السطور والصدور. فلا يبقى منه في مصحف شيء ولا يبقى منه في صدر احد شيء كما ثبتت بذلك دلائل القرآن والسنة وانعقد عليه اجماع وافرد الضياء المقدسي في ذلك رسالة لطيفة اسمها اختصاص القرآن الكريم بعوده الى الرحمن الرحيم اي برفعه اليه سبحانه وتعالى. ثم ذكر المصنف بعد انه يعني الله المتكلم به حقا وان كلامه لا ينفذ ولا يبيد. ومعنى قوله انه المتكلم به حقا اي بحروفه ومعانيه والحروف والمعاني كلها من الله ليست المعاني منه والحروف من غيره ولا الحروف منه ولا الحروف من غيره والمعاني منه بل القرآن حروفه ومعانيه كلها من الله ومعنى قوله وان كلامه لا ينفد يعني لا ينقضي ولا يبيد اي لا ينتهي ثم ذكر انه دخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب. وانه مع ذلك علي اعلى وانه لا منافاة بين كمال علوه كمال قربه فهو سبحانه علي في دنوه دنوه قريب بعلوه والقرب الذي يضاف الى الله عز وجل من خصائص المؤمنين وصفة القرب الالهي هي للمؤمنين وحدهم دون غيرهم وهذا اختيار ابي العباس ابن تيمية وحفيده بالتلمذة ابي الفرج ابن رجب رحمهما الله تعالى فليس من معنى القرب معنى عام يراد به الاحاطة وانما القرب يراد به النصر والرعاية والتأييد وهذا مما يناسب المؤمنين دون غيرهم وما جاء في القرآن مما يوهم خلاف ذلك فانه عند السلف على ارادة الملائكة كقوله تعالى ونحن اقرب اليه منكم وغير ذلك من الايات فكل تلك الايات يراد بها القرب من المحتضر بالملائكة وليس قرب الله سبحانه وليس قرب الله سبحانه وتعالى ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من ظن ان في بعض العقليات ما يوجب تأويل بعض الصفات على غير معناها المعروف فقد ضل ضلالا مبينا لان العقل الصحيح لا يخالف لان العقل الصحيح لا يخالف النقل الصريح فاذا جاء شيء في ان نقول على وجه ثابت فان العقول تسلم بذلك والانبياء لم يأتوا بما تحيله العقول وانما جاءوا بما تحاروا فيه العقول ولهذا يقال جاء الانبياء بمحارات العقول لا بمحالاتها جاء الانبياء بمحارات العقول لا بمحالاتها اي بما تحتار فيه العقول لا بما تحيله العقول وتنفيه. ثم ذكر رحمه الله تعالى انه لا يتم توحيد الربوبية حتى يعتقد العبد ان افعال الله مخلوقة اذا اعرفوا بمسألة افعال العباد وحاصل ما ذكره المصنف تبعا بغيره من اهل السنة والحديث انهم يؤمنون بان للعبد اختيارا ومشيئة تابعين لاختيار الله ومشيئته فهم لا يقولون ان العبد مجبور على فعله. ولا يقولون ان العبد يستقل باختياره ولكنهم يجعلون للعبد اختيارا تابعا لاختيار الله عز وجل ومشيئته ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه لا يتم توحيد العبد حتى يخلص العبد لله تعالى في ارادته في ارادته و اقواله وافعاله وتقدم ان حقيقة الاخلاص شرعا هي تصفية القلب ايش يا وليد تصفية القلب من ارادة غير الله يحفظ الضابط والى ذلك اشرت بقول اخلاصنا لله صفي القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن اخلاصنا لله صفي القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن. ثم ذكر المصنف رحمه الله ما يترتب على توحيد الالهية والعبادة من البراءة من الشرك الاكبر والشرك الاصغر وذكر ما يفرق به بينهما والاكبر والاصغر قسمة للشرك باعتبار قدره. فان الشرك يقسم باعتبارات متعددة منها قسمته باعتبار قدره. فالشرك باعتبار قدره نوعان احدهما الشرك الاكبر والاخر الشرك الاصغر وهذه المقالة مقالة ترجع اصولها الى الوارد في خطاب الشرع ومن جملته ما رواه الحاكم بسند حسن عن شداد ابن اوس رضي الله عنه قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله الله عليه وسلم من الشرك الاصغر فقسمة الشرك الى اصغر واكبر واردة في خطاب الشرع. وليس من مفترعات المتكلمين بالتوحيد في التوحيد. لكن ان الجهل بالمنقول في ذلك هو الذي سير بعض الناس يستنكرون مثل هذه المقالات توهما انها من مقالات فلان او فلان واهل السنة والحديث لا يدينون لله الا بما جاء في الكتاب والسنة. ويرون ان من اخبر عن ذلك من اهل العلم انما يرشدون عن الوارد فيهما وما افترعوه من شيء لم يكن في الكتاب والسنة فهو مردود عليهم. لكن غلبة الجهل والشلفي وضعف اعلام التوحيد ومعالمه في الناس اوجد في نفوس بعد بعض الخلق ظنونا بان هذا دين فلان او دين فلان او دين فلان. لكن من جرد قلبه من هواه ثم نظر في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والمأثور عن السلف وجد ان هذه المقالات لا اختص بفلان او فلان بل هي الدين الذي جاء في خطاب الشرع وهو الذي كان عليه الصحابة والتابعون واتباعهم رحمهم الله تعالى من القرون الثلاثة الفاضلة. وفي كلامهم ما يرشد اليه كالمنقول انفا عن شداد ابن اوس في ذكر الشرك الاصغر وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما ينضبط به الشرك الاكبر به الشرك الاكبر والاصغر. فجعل الشرك الاكبر نوع من انواع العبادة لغير الله. وجعل الشرك الاصغر كل وسيلة قريبة يتوصل بها الى الشرك الاكبر واحسن من هذين وابين ان يقال ان الشرك الاكبر هو جعل شيء من حق الله لغيره يزول معه اصل الايمان جعل شيء من حق الله لغيره يزول معه اصل الايمان وان الشرك الاصغر هو جعل شيء من حق الله لغيره يزول به كمال الايمان يزول به كمال الايمان فكلاهما يؤثر في الايمان لكن الاول يؤثر في الايمان نقضا. والثاني يؤثر في الايمان نقصا وذكر المصنف رحمه الله في انواع الشرك الاصغر يسير الرياء وهو تابع في مقالته هذه جماعة تقدموا كابي عبدالله ابن القيم في الجواب الكافي ومدارج السالكين وسليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد والصحيح ان الرياء قل له يسيره وكثيره كله من الشرك الاصغر. وهو الوارد في النصوص وانما حمل هؤلاء على التعبير بذلك بنظرهم الى الفاعل بنظرهم الى الفاعل وان المسلم لا يتصور منه الا يسير الرياء واما غلبة الرياء واستيلاؤه فهي حال المنافقين كما اخبر الله سبحانه وتعالى. فهذا مورد مقالتهم وهو مورد صحيح لكن الرياء من حيث هو ينظر الى ما جاء فيه. والوارد في الرياء انه جميعا اصغره ان يسيره وكثيره كله كله من الشرك الاصغر ثم بين رحمه الله تعالى ان الناس في التوحيد على درجات متفاوتة بحسب ما قاموا به من معرفة الله والقيام بعبوديته فهم متفاوتون في ذلك بحسب ما يجدونه في قلوبهم من عبودية الله لان اصل التوحيد ومنشأه لان اصل التوحيد منشأه هو اقبال القلب على الله عز وجل والناس في ذلك على طبقات متفاوتة فمنهم من كمل اقباله وعظم تعلقه وبالله ومنهم من هو دونه الى درجات لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى ثم ذكر المصنف رحمه الله ان اكمل الناس حالا من امتلأ قلبه من معرفة الله وتعظيمه واجلاله ومحبته والانابة اليه الى ان قال فاطمئن الى الله معرفة وانابة وفعلا وتركا وتكميلا لنفسه وتكبيلا لغاية بالدعوة الى هذا الاصل العظيم. يعني توحيد الله سبحانه وتعالى. واعظم الاعمال منفعة للعبد في العاجل والاجل هو توحيد الله عز وجل. ولو لم يكن من نفع التوحيد الا انه يجرد قلب صاحبه من النظر لغير الله لكان كافيا في اعظامه واجلاله. لان نظر القلب الى غير الله يؤثر فيه رقا لسوى الرب سبحانه وتعالى. واذا سرى الرق الى قلب العبد صار ذليلا لغيره. واذا غفل العبد عن هذا ربما استولى عن قلبه فابعده عن عبودية الله سبحانه وتعالى. كما قال ابن القيم هربوا من الرق الذي خلقوا له فبولوا برق النفس والشيطان هربوا من الرق الذي خلقوا له فبولوا برق النفس والشيطان. فاذا فرغ قلب العبد من من الخضوع لله سبحانه وتعالى صار فيه رق لغير الله عز وجل فيكون مقيدا لهواه مأسورا بشهوته دليلا لشيطانه الاصل الثاني الايمان بنبوة جميع الانبياء عموما ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا وهذا الاصل معناه على ان يعتقد ويؤمن بان جميع الانبياء قد اختصهم الله بوحيه وارساله وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ شرعه ودينه وان الله ايدهم بالبراهين الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به وانهم اكمل الخلق علما وعملا. واصدقهم وابرهم واكملهم اخلاقا واعمالا وان الله خصهم بخصائص وفضائل لا يلحقهم فيها احد. وان الله برأهم من كل خلق رذيل وانهم معصومون فيما يبلغون عن الله تعالى وانه لا يستقر في خبرهم وتبليغهم الا الحق والصواب وانه يجب الايمان بهم وبكل ما اوتوهم من الله ومحبتهم وتعظيمهم وان هذه الامور ثابتة لنبينا ثابتة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم على اكمل الوجوه. وانه يجب معرفة ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا. والايمان بذلك والتزام طاعته في كل شيء. بتصديق وامتثال امره واجتناب نهيه ومن ذلك انه خاتم النبيين. قد نسخت شريعته جميع الشرائع وان نبوته وشريعته باقية الى قيام الساعة. فلا نبي بعده ولا شريعة غير في اصول الدين وفروعه ويدخل في الايمان بالرسل الايمان بالكتب فالايمان فالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم يقتضي الايمان بكل ما جاء به من الكتاب والسنة الفاظها ومعانيها فلا يتم الايمان به الا بذلك وكل من كان اعظم علما بذلك وتصديقا واعترافا وعملا كان اكمل ايمانا. والايمان الملائكة والقدر داخل في هذا الاصل العظيم. ومن تمام الايمان به ان يعلم ان ما جاء به حق لا يمكن ان يقوم دليل عقلي ولا حسي على خلافه. كما لا يقوم دليل نقلي على خلافه. فالامور العقلية او الحسية النافعة تجد تجد دلالة الكتاب والسنة مثبتة لها. حاسة على تعلمها وعملها. وغير النافع من المذكورات ليس فيها ما ينفي وجودها. وان ويذم ويذم الامور الضارة منها ويدخل في الايمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بل وسائر الرسل. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه جملة الاصل الثاني من الاصول الخمسة المذكورة في هذا الكتاب وهو الايمان بنبوة جميع الانبياء عموما ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا ومبنى هذا الاصل كما قال ان يعتقد ويؤمن ان جميع الانبياء اختصهم الله بوحيه وارساله وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ شرعه ودينه. فان الله لما خلق الخلق امرهم بعبادته وعقولهم لا تستقل بمعرفة ما لله من حق لحجبها عن الاحاطة به. فاحتاجت الى معرف يعرفها حقه. فبعث الله عز وجل الانبياء والرسل مبشرين ومنذرين وصاروا وسائط بين الله وبين خلقه. وهذه الوساطة محلها تبليغ فهم وسائط في التبليغ ليس غير فليس احد منهم واسطة في نفع او ضر وانما هو واسطة بين الخالق والمخلوق في تبليغ امر الله سبحانه وتعالى الى الخلق. ثم ذكر المصنف رحمه الله ان الله ايد الانبياء بالبراهين يعني الادلة الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به. مما يسمى في عرف كثيرين بالمعجزات واسم المعجزة والاعجاز لم يرد في خبر الشريعة. وهو مبني على اصل عند المعتزلة. وهو الخارق ولهم فيه كلام يتعلق بالنبوة والولاية والسحر ليس هذا محل بيانه لكن المقصود ان تعرف فان هذا اللفظ غير وارد ولا واف بمراد الشرع. وانما الذي جاء في خطاب الشرع تسمية ما دل على وصدق الانبياء بايات النبوة ودلائلها. وعلى هذا الاسم صنف الاوائل من اهل العلم كمحمد ابن جعفر الطبري محمد جعفري الفريابي و ابي نعيم الاصبهاني وابي بكر البيهقي رحمهم الله تعالى ودلائل النبوة عندهم شرعا هي الآيات العظيمة الدالة على صدق الأنبياء هي الايات العظيمة الدالة على صدق الانبياء ولما وعى هذا الصحابة اخبروا عن النبي صلى الله عليه وسلم بالصادق والمصدوق ولم يخبروا عنه بالمعجز صلى الله عليه وسلم لان المقصود من تأييده بالادلة هو بيان صدقه صلى الله الله عليه وسلم ثم ذكر رحمه الله تعالى انهم اكمل الخلق علما وعملا واصدقهم وابرهم الى اخر ما قال فهم اكمل الناس حالا واتمهم ايمانا ثم ذكر انهم معصومون فيما يبلغون عن الله تعالى وانه لا يستقر في خبرهم وتبليغهم الا الحق والصواب ولفظ العصمة اجنبي عن الكتاب والسنة بهذا المعنى والوارد فيهما انما يراد به المعنى اللغوي كقوله تعالى الله يعصمك من الناس والمراد بذلك ان الله يحفظك من السوء الذي يريد الناس ان يلحقوه بك. اما العصمة الذي التي تطلق على ارادة الحفظ من مواقعة الكبائر والصغائر ووقوع الخطأ في البلاغ فانها ليست في الكتاب والسنة كما بسطه ابو العباس ابن تيمية في كتاب عبوات وانما المذكور بالكتاب والسنة هو الصدق. فالانبياء موصوفون بالصدق وهو كاف في الدلالة على انهم محفوظون من الخطأ في البلاغ عن الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر انه يجب الايمان بهم وبكل ما اوتوه من الله. ويجب وعلى العبد محبتهم وتعظيمهم وان هذه الامور ثابتة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم على اكمل الوجوه ثم ذكر انه يجب معرفة جميع ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا. الى اخر ما ذكر. ومعرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الدين نوعان ومعرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الدين نوعان احدهما المعرفة الاجمالية والاخر المعرفة التفصيلية والمراد بالمعرفة الاجمالية معرفة ما لا يصح دين العبد الا به معرفة ما لا يصح الا دين العبد الا به وهذا قدر واجب على كل احد وهذا قدر واجب على كل احد والى ذلك اشرت بقوله في بعض نظمي وبعد فالتوحيد علم ينبل على العلوم كلها ويفضل قد اوجب الرحمن منه قدرا ليس ايصح الدين حتى يدرى فهذه المعرفة يشترك فيها جميع الخلق واما المعرفة التفصيلية فلا حد لها فالعلم بتفاصيل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لا ينتهي الى قدر. وما يجب منها يختلف باختلاف احوال الخلق فالواجب على الحاكم والقاضي والعالم والمفتي والمعلم غير الواجب على سواهم من احاد الناس فكل ما اشتد امر العبد في مقامه في الولاية الدنيوية او الدينية عظم الواجب عليه. من المعرفة بتفاصيل ما جاء النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر ان من الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم الايمان بانه خاتم النبيين وهذه الجملة خاتم النبيين تجيء على لغتين الاولى قاتل بكسر التاء على انه اسم فاعل يعني اخر الانبياء والاخر خاتم بفتح التاء اسم الة بمعنى الطابع الذي الطابع بمعنى الطابع الذي طبع به على الانبياء فلا يأتي احد بعده بمعنى الطابع الذي طبع به على الانبياء فلا يأتي احد بعده ثم ذكر ان شريعته صلى الله عليه وسلم نسخت جميع الشرائع وان نبوته وشريعته باقية الى قيام الساعة ثم قال ويدخل في الايمان بالرسل الايمان بالكتب. لان الكتب تنزل على الانبياء والرسل ولا تنزلوا على غيرهم فلا ينزل كتاب الهي الا على الا على رسول او نبي ولهذا صار الايمان بالكتب تابعا للايمان بالرسل ثم قال فالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم يقتضي الايمان بكل ما جاء به من الكتاب والسنة الفاظها ومعانيها فلا يتم الايمان الا بذلك. فلا يصير العبد مؤمنا حتى يؤمن بجميع ما في الكتاب والسنة لا ينكر من ذلك شيئا لان الكتاب والسنة كلاهما وحي من الله عز وجل. فان القرآن وحي والسنة وحي وقال الله عز وجل في بيان ان السنة وحي وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى والى ذلك اشار شيخ شيوخنا حافظ الحكمي بقوله فسنة النبي وحي ثاني عليهما قد اطلق الوحيان فسنة النبي وحي ثاني عليهما قد اطلق الوحيان. ثم ذكر ان كل من كان اعظم علما بذلك وتصديقا اعترافا وعملا كان اكمل ايمانا فمن مقاصد طلب العلم ان يحصل الانسان كمال الايمان فان كمال الايمان لا يحصل الا بالعلم فالايمان اصله وكماله موقوف على العلم. قال الله تعالى ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وقوله الا الذين امنوا دليل على توقف الايمان على العلم في اصله وكماله. فلا يمكن ان يحصل للعبد اصل الايمان الا بعلم اي باقرار بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم. ثم لا يتزايد هذا الايمان فيكون كاملا الا علم فمن زاد علمه زاد ايمانه. والمراد منه العلم النافع المقرب الى الله سبحانه وتعالى. اما اسم العلم الذي يكون على اللسان ولا يكون في الجنان فان صاحبه لا يستحق به هذه الرتبة وان كان كثير من المنسوبين الى العلم قديما وحديثا يوجد فيهم هذا لشغلهم بصورة العلم دون حقيقته. قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في فصل له وفي صيد خاطر رأيت اكثر الناس واقفين مع صورة العلم لا حقيقته انتهى كلامه. اي انهم مشغولون بالزور والزخرف الذي يحتفظ وبدعوى العلم دون تحقق قلوبهم في حقيقة العلم الموجبة خشية الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر ان مال بالملائكة والقدر داخل في هذا الاصل العظيم لان الكتب التي نزلت على الانبياء انما نزلت بواسطة نبي مبلغ وهو جبريل عليه الصلاة والسلام فانه هو الذي ينزل على آآ الانبياء بالوحي فصار الايمان به وبمن بعده من الملائكة تابعا للايمان بالرسل. فان جبريل افضل الملائكة فيؤمن العبد به وبقية الملائكة تبعا لايمانه بالرسل. وكذلك هو لان احوال الخلق تدبيرا بجعل رسل منهم ملائكة لهم وانقسامهم بين مصدق بار وكاذب فجار هو بتقدير الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر ان من تمام الايمان به ان يعلم ان ما جاء به حق. لا يمكن ان دليل عقلي اي دليل مرده الى العقل او حسي اي دليل مرده الى الحس على خلافه. كما لا يقوم دليل نقلي على خلافه فالامور العقلية او الحسية النافعة تجد دلالة الكتاب والسنة مثبتة لها حاسة على تعلمها وعملها. فكل ما يحتاج اليه وكل ما يحتاج الناس اليه في امور دينهم ودنياهم فالقرآن والسنة تتضمن ذلك وتحث عليه ولا تجد في القرآن والسنة ما يخالف دلائل العقل والحس لان الخطاب الشرعي وقع على ما يوافق العقول الصحيحة والحس المقطوعة به. وما توهمه احد من وجود مصادمة بين عقل ونقل او بين نقل وحس فانها دعو مكذوبة لا حقيقة لها. فمهما زور الانسان في في نفسه شيئا يتوهم عقلا او حسا دل عليه فانه كاذب في دعواه. لان الذي قدر العقل والحس هو الذي انزل النقل. فلا يمكن ان يكون ما يستولي عليه العبد من عقل. او يحيط به من حس مخالفا لما نزل من خالقهما وهو الله سبحانه وتعالى ثم ذكر ان غير النافع من المذكورات جاء الشرع بالنهي عنه وذمه فكل شيء نافع فاصله في القرآن والسنة. وكل شيء مردود فقد جاء النهي عنه في الكتاب والسنة ان ذكر النافع ودفع الضار يجيء باصوله لا يجيء بافراده. لان الافراد المتجددة كثيرة واذا اراد احد ان يطلب كل شيء لفرضه لم يكن ذلك مناسبا للكمال. فان المناسب للكمال هو ذكر الاصول العامة وهو الذي وقع عليه خطاب الشريعة فان خطاب الشريعة لم يعتنى فيه ببيان المفردات وانما اعتني فيه ببيان الاصول الكلية فما تجدد للناس اليوم في احوالهم السياسية او الاقتصادية او الثقافية او الاخلاقية او الاجتماعية دلائل وبراهينه فيما ينفع منه هي في الكتاب والسنة وما يضر منه هي في الكتاب والسنة. لكن نزع الخلق من ذلك متفاوت. والسر في تفاوت الخلق في نزعه ان عامة المسلمين اليوم حتى من المنسوبين الى العلم يقل اقبالهم على القرآن الكريم والسنة النبوية بما حال بينهم بين ذلك من العلوم التي اريد ان تكون موصلة اليهما فصارت حاجبة عنهما. ومن لزم القرآن والسنة تفجرت له ينابيع الفهم منهما فيجد في القرآن والسنة كل بيان لما تجدد من الحوادث والنوازل وضيق النظر فيهما هو الذي انشأ في المسلمين اقواما يريدون الفزع الى المنظمات الدولية في مواثيقها وانظمتها فيها طلبا لما يصلح تصلح به حال الناس من المسلمين في سياسة او اجتماع او ثقافة او غير ذلك فليس منشأ ذلك ضيق القرآن والسنة عن الوفاء به. وانما ضيق علم الخلق بهما. ومن اراد ان يكون له حظ من الفهم في القرآن والسنة فانه ينبغي له ان يعتني بتأصيل نفسه في الالات المعينة على فهمهما فاذا قيض له ذلك فاقبل عليهما ليلا نهارا قال عبدالله بن وهب المصري سألت جارية سألت اخت مالك عن نزع مالك عن نزع مالك من القرآن يعني استغربت من نزعه ان يستدل بادلة في القرآن على مسائل فسألت اخته فقالت انه اذا كان في البيت لم يكن له شغل الا النظر في القرآن يعني اذا دخل البيت ليس له هم الا قراءة القرآن الكريم فمثل هذا يستنبط من القرآن الكريم والناس اليوم يتكلمون في مسائل متعددة كالانتخابات او المظاهرات او العلاقات الدولية ثم لا يخرجونها على للقرآن والسنة وانما تجد اعتقادا سابقا بالقبول او الرفض ثم لين لاعلاق النصوص فيما يوافق هذا او وافقوا ذاك مع القطع بان بيان القرآن والسنة كاف في بيان ما يحتاج اليه الناس لكن ضعف المغلوب وانبهاره بالغالب سير الناس يلتمسون شفاء الادواء التي فيهم في ابواب السياسة والثقافة والفكر والعلم والاخلاق الى شيء يذكر في المواثيق والمنظمات الدولية. واذا اراد هذا على احد الناس فلا ينبغي ان يروج على طالب العلم. فان الله الله عز وجل قد اختار لنا كتابا عظيما. وقد اصطفى لنا نبيا كريما. فمن كمال الايمان بالله عز وجل وبكتابه وبرسوله صلى الله عليه وسلم ان يكون عند صاحب العلم نبعين فرين لا تنتهي معارفهما ولا تنقضي احكامهما. ومتى وجد هذا الايمان في القلب فتح الله عز وجل عبدي المعارف منهما. اما اذا ضعف هذا الايمان انقطع العبد عن فهم مداركهما. ولما سئل العلامة عبد الرحمن الدوسي رحمه الله تعالى عن الة المفسر قال اولها الفرح بالقرآن يعني ان يكون الانسان راغبا في القرآن محبا له مقبلا عليه. وكذا القول في الانتفاع بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا كان الانسان فرحا بها راغبا فيها مقبلا عليها فتح الله له ابواب الفهم نسأل الله سبحانه وتعالى ان يفتح علينا وعليكم بفتوح العارفين عارفي والعلوم نعم الاصل الثالث الايمان باليوم الاخر فكل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه من الايمان باليوم الاخر كاحوال البرزخ واحوال يوم القيامة وما فيها من الحساب والثواب والعقاب والشفاعة والميزان والصحف المأخوذة باليمين والشمال والصراط واحوال الجنة والنار واحوال اهله وانواع ما اعد الله فيها لاهلها اجمالا وتفصيلا. فكل ذلك داخل في الايمان باليوم الاخر ذكر المصنف رحمه الله الاصل الثالث من اصول كتابه وهو الايمان باليوم الاخر. ثم اشار الى ضبطه بقوله فكل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه من الايمان باليوم الاخر فاليوم الاخر اسم لكل ما يكون بعد الموت اسم لكل ما يكون بعد الموت والايمان به يكون بالايمان بما جاء في الكتاب والسنة من الخبر عن ذلك مما ذكر المصنف طرفا منه بقوله كاحوال البرزخ واحوال ياما الى ان قال فكل ذلك داخل في الايمان باليوم الاخر. فكل ما جاء في الكتاب والسنة مما يقع بعد الموت فهو مندرج في حقيقة الايمان باليوم الاخر وانما وقت المصنف اليوم الاخر بالايمان بما يكون بعد الموت وسبقه الى ذلك ابو العباس ابن تيمية لان حقيقة الموت لا ينكرها احد من قلق فان الخلق جميعا مؤمنهم وكافرهم يقرون بالموت ولكنهم يفترقون فيما يكون بعد الموت فصار الايمان باليوم الاخر مخصوصا الايمان بما يكون بعد الموت الاصل الرابع مسألة الايمان فاهل السنة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة من ان الايمان هو تصديق القلب المتضمن المتضمن لاعمال الجوارح فيقولون الايمان اعتقادات القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان وانها كلها من من الايمان وان من اكملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان. ومن انتقص شيئا منها فقد انتقص من ايمانه وهذه الامور بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان ويرتبون على هذا الاصل ان الناس في الايمان درجات مقربون واصحاب يمين وظالمين لانفسهم بحسب مقاماتهم من الدين والايمان وانه يزيد وينقص فمن فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه الواجب. ما لم يتب الى الله يرتبون على هذا الاصل ان الناس ثلاثة اقسام. منهم من قام بحقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقا. ومنهم من تركها كلها فهذا كافر بالله تعالى. ومنهم من فيه ايمان وكفر او ايمان ونفاق. او خير وشر ففيه من ولاية الله واستحقاقه لكرامته بحسب ما معه من الايمان وفيه من عداوة الله واستحقاقه لعقوبة الله بحسب ما ضيعه من الايمان ويرتبون على هذا الاصل العظيم ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل بصاحبها الى الكفر تنقص ايمان العبد من غير ان تخرجه من دائرة الاسلام ولا يخلد في نار جهنم ولا يطلقون عليه الكفر كما تقول الخوارج او ينفون عنه الايمان كما تقوله المعتزلة؟ بل يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. فمعه مطلق واما الايمان المطلق فينفى عنه. وبهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة ويترتب على هذا الاصل ان الاسلام يجب ما قبله. وان التوبة تجب ما قبلها. وان من ارتد على ذلك فقد حبط عمله. ومن تاب تاب الله عليه. ويرتبون ايضا على هذا الاصل صحة الاستثناء الايمان فيصح ان تقول انا مؤمن ان شاء فيصح ان فيصح ان يقول انا مؤمن ان شاء الله لانه يرجو من الله تعالى تكميل ايمانه فيستثني لذلك ويرجو الثبات على ذلك الى مات فيستثني من غير شك منه بحصول اصل الايمان ويرتبون ايضا على هذا الاصل ان الحب والبغض اصله ومقداره تابع للايمان وجودا وعدما وتكميلا ثم يتبع ثم يتبع ذلك ثم يتبع ذلك الولاية والعداوة. ولهذا من الايمان الحب في الله والبغض في الله والولاية لله والعداوة لله ويترتب على الايمان ان ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه ولا يتم ولا يتم الايمان الا به. ويترتب على ذلك ايضا محبة اجتماع المؤمنين والحث على التآلف والتحابب وعدم التقاطع ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض ويرون ان هذه هذه القاعدة من اهم من قواعد الايمان ولا يرون الاختلاف في المسائل التي لا تصل الى الكفر او بدعة موجبة للتفرق ويترتب على الايمان محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بحسب مراتبهم وعملهم. وان لهم من الفضل والسوابق والمناقب ما فضلوا به عن سائر الامة ويدينون بمحبتهم ونشر فضائلهم. ويمسكون عما شجر بينهم. وانهم اولى الامة بكل خصل بكل خصلة حميدة واسبقهم الى كل خير وابعدهم عن كل شر ويعتقدون ان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها. ويدفع عنها عادية المعتدين ولا تتم ولا تتم امامته الا بطاعته في غير معصية الله تعالى ويرون ان ويرون انه لا يتم الايمان الا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد وباللسان والا فبالقلب على بمراتبه الشرعية وطرقه المرعية. وبالجملة فيرون القيام بكل الاصول الشرعية على الوجه الشرعي من امام الايمان والدين ومن تمام هذا الاصل ذكر المصنف رحمه الله تعالى الاصل الرابع من اصول كتابه الخمسة مظمنا اياه مسألة الايمان وبين ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة من ان الايمان هو تصديق القلب المتضمن لاعمال الجوارح فيقولون الايمان اعتقادات القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان عند اهل السنة والجماعة مركب وعمل فلا يوجد الايمان الا باجتماع هذه الثلاثة كلها. والتصديق اذا اطلق عند اهل السنة لا يراد به تصديق المجرد. وانما يراد به التصديق الجازم. الذي ينفى عنه كل شك اشار الى هذا ابو العباس ابن تيمية في كتاب الايمان فاللائق عند ذكر التصديق في حقيقة الايمان ان يقال ضيق الجازم تنبيها الى نفي كل شك وتردد عنه. ثم ذكر ان ما يتعلق بالتصديق والقول والعمل يرجع الى شعب من اكملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان ومن انتقص شيئا من فقد انتقص من ايمانه والمراد شعب الايمان خصاله واجزاؤه الجامعة ايصاله واجزائه الجامعة فالايمان مركب من خصال هي جمله وهذه الخصال وقع ذكر عدها في حديث ابي هريرة في الصحيحين واختلف في لفظه الايمان بضع وستون عند البخاري والايمان بضع وسبعون عند مسلم وعنده ايضا رواية على الشك ستون او سبعون والصحيح من هذه الروايات ان شعب الايمان بضع وستون تعبة فالخصال الجامعة للايمان عدتها ثلاث وستون شعبة وهي ثلاثة انواع احدها شعب قلبية والاخر شعب وثانيها شعب لسانية وثالثها شعب عملية فمن القلبية الحياء ومن اللسانية قول لا اله الا الله. ومن العملية اماطة الاذى. وجاء ذكرهن في حديث ابي هريرة انف الذكر ليكتمل في نظامه عدد الشعب مع بيان انواعها. ثم ذكر المصنف رحمه الله ان اهل السنة والجماعة يرتبون على هذا الاصل ان الناس في الايمان درجات اي متفاوتون فمنهم مقربون ومنهم اصحاب يمين ومنهم ظالمون لانفسهم ثم ذكر ان الايمان يزيد وينقص فمن فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه الى اخر ما ذكر. فزيادة الايمان تكون بالطاعات ونقصه يكون بالمعاصي ثم ذكر رحمه الله تعالى ان الناس في هذا الاصل ثلاثة اقسام القسم الاول من قام بحقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقا والقسم الثاني من تركها كلها فهو كافر والقسم الثالث من فيه ايمان وكفر او ايمان ونفاق او خير وشر فيجتمع فيه موجب للايمان موجب للمحبة الايمانية وهو طاعة الله. وموجب للبغض الايماني وهو معصية الله سبحانه وتعالى ومن واقع معصية من المؤمنين فانه يخرج عن اسم الايمان الكامل لكن لا يخرج عن مطلق الايمان بل يبقى في دائرة الايمان لكنه ناقص الايمان. والخبر عنه وقع في كلام اهل السنة والجماعة العبارة الاولى انه مسلم والعبارة الثانية انه مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته انه مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته اشار اليهما العلامة سليمان ابن عبد الله ابن محمد ابن عبد الوهاب في تيسير العزيز الحميد ان اهل السنة تارة يخبرون عنه بهذا وتارة يخبرون عنه ولا فرق بينهما. الجملة الأولى اخبار عن حقيقته انه مسلم والجملة الثانية اخبار عن ما اوجب تلك الحقيقة وهو كونه مؤمنا في اصله لكنه واقع كبيرة من كبائر الذنوب. ثم ذكر ان اهل السنة والجماعة يرتبون نسمة الذنوب الى كبائر وصغائر. وانه لا يخرج بذلك اذا اصاب شيئا منها عن دائرة الاسلام فلو وقع في كبيرة من كبائر الذنوب فانه لا يكون كافرا كما تقول الخوارج ولا ينفع عنه الايمان كما تقول المعتزلة فالخوارج يجعلون افاعي الكبيرة كافرا والمعتزلة يخرجونه من الايمان لكنهم لا يدخلونه في الكفر فينزلونه منزلة توهموها وجعلوها بينهما وسموها المنزلة بين المنزلتين. فالمنزلة بين المنزلتين هي منزلة واقعة بين الايمان والكفر عندهم من وقع الكبيرة. فيخرج من الايمان ولا يدخل في الكفر. وتتفق الطائفتان الخوارج والمعتزلة على انه في الاخرة يكون من اهل النار وكلا المقالتين مقالة زائغة عن الحق. فان الامر فيه ما سبق انه مسلم لا يخرج من الاسلام بمواقعته الكبيرة والكبيرة شرعا هي ما نهي عنه على وجه التعظيم ما نهي عنه على وجه التعظيم فمتى جاء في دلائل القرآن والسنة ما يخبر عن عظمة ذنبه صار ذلك ذنب كبيرا كان فيه الايمان او نفي دخول الجنة او اعيدي بالنار ثم ذكر رحمه الله تعالى انه بهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة ويترتب على هذا الاصل ان الاسلام يجب ما قبله ان التوبة تجب ما قبلها اي يزيلان ما قبلهما من معصية وذنب وكفر والجملة الاولى وهي الاسلام يجب ما قبله واردة في حديث عمرو ابن العاص مرفوعا عند مسلم في صحيحه الاسلام يجب ما قبله والجهاد يكاد يجب ما قبله والهجرة والهجرة تجب ما قبلها والحج يجب ما قبله. ثلاث جمل. واما الجملة الثانية وهي التوبة تجب ما قبلها فهي واردة في اي حديث ها ها لا بهذا اللفظ التوبة تجوب ما قبلها بعد الغامدية ايه ايش امنة هذا الحديث ليس واردا عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما هو من معاني احاديث ووقع في الوهم فيه بعض كفار الحفاظ كالحافظ ابي الفداء ابن كثير رحمه الله في تفسيره ومعناها صحيح لكن ورودها لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر رحمه الله تعالى انهم يرتبون على هذا الاصل صحة الاستثناء في الايمان والمراد بالاستثناء في الايمان قول ان شاء الله. وهذه المسألة لها فروع متفرقة. فتكون في مواقع سائغة وفي مواقع اخرى غير سائغة والذي اراده المصنف منها موضع سائغ بان العبد يقولها يرجو من الله تكميل ايمانه ويرجو الثبات على ذلك. ثم ذكر انهم يرتبون على هذا الاصل ان الحب والبغض اصله ومقداره تابع للايمان وجودا وعدما وتكميلا ونقصى ثم قال ويترتب على الايمان ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه كما وقع مصرحا به في حديث انس في الصحيحين من رواية قتادة عنه ولا يتم الايمان الا به. ومحله الامور الدينية. فالامور الدينية هي التي يجب على العبد ان يحبها لاخيه كما يحبها لنفسه. اما الامور الدنيوية فانه ينظر في مآلاتها. فان كان يقطع او يغلب على ظنه انتفاع اخيه بها وجب عليه ان يحبها له. وان قطع او غلب على ظنه انه يفسد بها لم يجب عليه ان يحبها له. ثم ذكر رحمه الله انه يترتب على ذلك ايضا محبة اجتماع المؤمنين على التآلف والتحابب وعدم التقاطع. فاهل السنة يدعون الى محبة المؤمنين والتآلف بينهم ولا يدعون الى وحدة المسلمين لماذا ها مو كلها واحدة كيف تكون كلها واحدة؟ ليست واحدة الجواب الين وحدة المسلمين شيء متخيل لا يمكن وقوعه ولذلك لم يرد في الكتاب ولا في السنة انظروا هذا الاصل بعض الناس يعظمه لكن اذا كان هذا الاصل عظيما اين هو في القرآن والسنة ما تجد الأمر جاء فيه انما جاء الأمر فيه بالتحابب والتآلف والإجتماع وعدم التقاطع اما وحدة المسلمين الذي التي تقتضي اتفاقهم من كل وجه فهذه لا تمكن. والصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم اخبر عن ان هذه الامة تفترق ثلاثا وسبعين فرقة فمع هذا الخبر الصادق لا يمكن الوحدة وانما يمكن التحابب والتآلف وعدم التقاطع بحسب ما تستدعيه الادلة واذا اراد المرء ان يدعو الى شيء فيدعو بما جاء في الكتاب والسنة لان الالفاظ التي قد يولدها المرء قد تصادم حديث اخرى كحديث الافتراق الذي ذكرنا وهذه الفرق هي من امة الاسلام ليست خارجة عنها قال السفاريني رحمه الله تعالى في درته اعلم هديت انه جاء الخبر عن النبي المصطفى خير البشر بان للامة سوف تفترق بضعا وسبعين اعتقادا والمحيط ما كان في نهج النبي المصطفى وصحبه من غير زيغ او جفا وليس هذا الوصف جزما يعتبر في فرقة الا على اهل الاثر اي السائلين على اثر النبي صلى الله عليه وسلم. فالناجي هو من اقتفى طريقة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال بعد ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض ويرون ان هذه القاعدة من اهم قواعد الايمان فاهل السنة جماعة من اعظم الدعاة الى الفة المؤمنين ومحبتهم ورحمة بعضهم بعضا. فهم كما قال ابو العباس ابن تيمية اهل السنة يعرفون الحق ويرحمون الخلق. اهل السنة يعرفون الحق ويرحمون الخلق. وهذه الرحمة لا تعني عدم الانباه الى خطأ المخطي واحداث المحدث بل ذلك من رحمته فانه يرحم بالانباه الى مخالفته الشريعة لئلا يتمادى فيها. فان رجع فذلك خير وان اصر فقد ادى الانسان ما عليه. ثم ذكر ان اهل السنة والجماعة لا يرون الاختلاف في المسائل التي لا الى كفر او بدعة موجبة دون ذلك مما يسع العذر فيه فانهم لا ابن تيمية الفرق بين اعتقاد تقديم علي في الخلافة على عثمان وبين اعتقاد كونه افضل من عثمان. فالمسألة الاولى وهي تقديمه في احقية الخلافة يضلل المخالف فيها لمخالفته اجماع الصحابة. واما المسألة الثانية وهو اعتقاد افضلية على عثمان فهذا قول قال به جماعة من اهل السنة وان كان الراجح ان عثمان افضل منه رضي الله عنهما فالمسائل التي يجري فيها الخلاف ليست على درجة واحدة بل هي درجات متفاوتة ولا ينبغي ان يجعل الانسان المسألة محتملة للخلاف موجبة للشقاق والتفرق. والذي يمكنه ان ينأى بالعبد عن مثل هذه المتاهات هو اياده بالعلماء الاكابر الذين جمعوا كمال العلم مع كمال السن كما تقدم بيانه في المعجم المختار فان رد اليهم مما يقلل الشر بين المسلمين. واذا رد الى غيرهم فان من كان شابا فالامر كما ذكر ابن قتيبة الشيطان اليه اقرب وحظه في رؤية ما له في نفسه قوي فلا يمكن ان يتجرد من ذلك الا من وفقه الله الى كمال بعلمه مع كبر سنه ثم ذكر رحمه الله انه يترتب على الايمان محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بحسب مراتبهم وعملهم وان لهم من الفضل والسوابق والمناقب ما فضلوا به عن سائر الامة. ثم ذكر انهم يدينون بمحبتهم ونشر فضائلهم. ويمسكون عما بينهم يعني من الخلاف والنزاع وانهم اولى الامة بكل خصلة حميدة واسبقهم الى كل خير وابعدهم عن كل شر فمن طرائق اهل السنة اعظام الصحابة بمحبتهم. وحبس الالسنة عن اجرائها فيما شجر بينهم من الخلاف لجنابهم فانهم صفوة الخلق الذين اختارهم الله لنبيهم صلى الله عليه وسلم. فكما ان المرء لا يجرأ على ان ينسب اصحاب حاكم متملك الى النقص بما فيه من الخبر عن نقصه هو فان المؤمن يعلم ان هذا في حق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اولى. فالقدح فيهم معراج الى القبح فيه صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر رحمه الله ان اهل السنة يعتقدون ان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها او دنياها يعني حاكما يحكمها ويدفع عنها عادية المعتدين. ولا تتم امامته الا بطاعته بغير معصية الله. فاهل السنة والجماعة يرون هذا اصلا دينيا لا واقعا سياسيا. فان المرء يدين لله عز وجل بما امره الله به وامر رسوله صلى الله عليه وسلم من طاعة ولي امره في غير معصية الله لا يريد بها ان يتقرب اليه وانما يريد بها ان يتقرب الى الله سبحانه وتعالى وان يلقى رضاه ثم ذكر رحمه الله انه لا يتم الايمان الا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد وايه واللسان والا فباللسان والا فبالقلب على حسب مراتبه الشرعية وطرقه المرعية وهي معنى وهو معنى ما اشار اليه ابو العباس ابن تيمية في اخر الواسطية لما ذكر من اصول اهل السنة والجماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال على ما توجبه الشريعة اي لا ما تستدعيه الاراء والاهواء فهو يأمر بالمعروف عملا لخبر الشريعة وينهى عن المنكر عملا بخبر الشريعة. ثم قال رحمه الله وبالجملة فيرون القيام بكل الاصول الشرعية شرعية على الوجه الشرعي من تمام الايمان والدين. فمن كمال ايمان العبد ان يكون ممتثلا اقامة جميع دين الله عز وجل اصلا وفرعا على ما امر الله عز وجل به نعم ومن تمام هذا الاصل الاصل الخامس طريقهم في العلم والعمل وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويلتزمون ان طريق ان الا طريق الى الله ولا الى كرامته الا بالعلم النافع والعمل الصالح العلم النافع هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيجتهد في معرفة معانيها والتفقه فيها اصولا وفروعا ويسلكون جميع طرق الدلالات فيها. دلالة دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الالتزام ويبذلون قواهم في في ادراك ذلك بحسب ما اعطاهم الله ويعتقدون ان هذه هي العلوم النافعة وكذلك ما تفرع عنها من اقيسة صحيحة ومناسبات حكيمة وكل علم اعان على ذلك او ازره او ترتب عليه فانه علم شرعي كما ان ما ضاده وناقصه فهو علم باطل. قضاه الله اليك كما ان ما ضاده وناقضه فهو علم باطل. فهذا طريقهم في العلم واما طريقهم في العمل فانهم يتقربون الى الله تعالى بالتصديق والاعتراف التام بعقائد الايمان التي هي اصل العبادات واساسها ثم يتقربون له باداء فرائض الله المتعلقة بحقه وحقوق عباده مع الاكثار من النوافل المحرمات والمنهيات تعبدا لله تعالى ويعلمون ان الله تعالى لا يقبل الا كل عمل خالص لوجهه الكريم مسلوكا فيه طريق النبي صل فيه طريق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ويستعينون بالله تعالى في سلوك هذه الطرق النافعة التي هي العلم النافع والعمل الصالح الموصل الى كل خير وفلاح وسعادة عاجلة واجلة والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. ختم المصنف رحمه الله بذكر الاصل الخامس من الاصول التي اعتنى ببيانها في هذا المختصر وهو بيان طريق اهل السنة والجماعة في العلم والعمل. فان دين اهل السنة والجماعة ليس عقائد قلبية فقط. بل دين اهل السنة والجماعة عقائد قلبية وحقائق ايمانية واحوال سلوكية. لا يكمل المرء الا بها. ومن جملة ذلك كالمذكور في هذا الاصل من طريقهم في العلم والعمل. واستفتح بيانه بقوله وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ولا ويلتزمون الا طريق الى الله والى كرامته الا بالعلم النافع والعمل الصالح. فالموصل الى معرفة الدين الذي جاء به الرسول صلى الله الله عليه وسلم هو العلم بما جاء به صلى الله عليه وسلم ثم امتثال ذلك العلم بالعمل فيه وذكر بالعمل به ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى انهم في طلب العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم يسلكون جميع طرق الدلالات فيها. ويقصد بها الدلالات اللفظية وهي الانواع الثلاثة التي ذكرها. فاولها دلالة المطابقة وهي دلالة اللفظ على جميع معناه دلالة اللفظ على جميع معناه وثانيها دلالة التظمن وهي دلالة اللفظ على جزء معناه وثالثها دلالة الالتزام وهي دلالة اللفظ على امر خارج عنه لازم له دلالة اللفظ على امر خارج عنه لازم له. فهم يعملون هذه الدلالات في استنباط معارف الكتاب والسنة ثم قال ويبذلون قواهم في ادراك ذلك بحسب ما اعطاهم الله فهم يصرفون قواهم البدنية والعقلية والمالية لادراك العلم بحسب ما يفتح الله لهم ويعطيهم ثم قال ويعتقدون ان هذه هي العلوم النافعة وكذلك ما تفرع عنها من اقيسة صحيحة ومناسبات حكمية او حكيمة ثم ذكر بعد ذلك طريقهم في العمل فقالوا اما طريقهم في العمل فانهم يتقربون الى الله بالتصديق والاعتراف التام بعقائد الايمان التي هي اصل العبادات واساسها فمدار العمل على ما يكون في قلب العبد من الاعتقاد فمن قوي اعتقاده قوي عمله ثم ذكر انهم يتقربون الى الله باداء الفرائض فرائض الله وحقوق عباده مع الاكثار من النوافل مخلصين في ذلك لله متابعين رسول الله صلى الله عليه وسلم لان قبول العمل متوقف على الاخلاص والمتابعة. قال شيخ شيوخنا حافظ الحكمي شرط قبول السعي ان يستمع فيه اصابة اخلاص مع والمراد بالاصابة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ويستعينون بالله تعالى في سلوك هذه الطرق التي هي العلم النافع والعمل الصالح لان العبد لا قدرة له على شيء الا بعون الله عز وجل. قال الشاعر اذا لم يكن من الله عون للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده ولهذا فان مدار القرآن كله على قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين قال ابو العباس ابن تيمية اياك نعبد تدفع داء الرياء واياك نستعين تدفع داء الكبرياء فالمرء لا له على الاخلاص الا بتجريد العبادة لله ولا قدرة له على العمل الا بعون الله سبحانه وتعالى وبتمامه نكون قد فرغنا من التعليق على هذا الكتاب بما يناسب المحل. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع مختصر في اصول العقائد بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان فتم له ذلك في مجلس واحد من ميعاد المثبت في محله من نسخته وجزت له روايته عني اجازة خاصة معين لمعين بالاسناد المذكور في بوارق الامل لاجازة طلاب الجمل والحمد لله رب العالمين. صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الاخر سنة اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف لقاؤنا ان شاء الله تعالى بعد المغرب في كتاب القريظ المبدع نسأل الله عز وجل ان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته