الى الدين القويم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى اله وصحبه خيرة رب الحاجة. اما بعد فهذا شرط الكتاب التاسع من برنامج تعليم الحجاج في سنته الثانية اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. والكتاب مقروء فيه هو مختصر في اصول العقائد الدينية. العلامة الرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمه الله المتوفى سنة ستين وسبعين بعد الثلاثمائة والالف. نعم بسم الله وحده وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين سبحانك اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. قال العلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد واله وصحبه واتباعه الى يوم الدين اما بعد فهذا مختصر جدا في اصول العقائد الدينية والاصول الكبيرة المهمة. اختصرنا على مجرد الاشارة والتنبيه من غير بسط للكلام ولا ذكر ادلتها اقرب ما يكون لها انها من نوع الفكر لتعرف اصولها ومقامها ومحلها من الدين. ثم من له رغبة في العلم يطلب بسطها وبراهينها من اماكنها وان يسر الله وفسح في الاجل بصد هذه المطالب ووضحتها بادلتها. ذكر المصنف رحمه الله ان هذه الرسالة هي مختصر جدا. في اصول العقائد الدينية والاصول الكبيرة المهمة والمختصر من الكلام ما قل مبناه وجل معناه. ما قل مبناه وجل معناه اي عظم وشرف. ومن طوى عليه هذا المصنف الوجيز هو حقيق بهذا الوصف. فهو قليل جليل المعاني. وضمنه مصنفه رحمه الله اصول العقائد الدينية. مقتصرا على مهماتها الكبيرة جاريا على الاشارة والتنبيه من غير لصق للكلام ولا لادلتها جعله رحمه الله تعالى شبيها بالفهرست. والفهرست اسم للكشاف المنبئ عن رؤوس المسائل اسم للكشافي المنبئ عن رؤوس المسائل. فكأنه جعله كشافا مبينا لمهمات مسائل الاعتقاد. والحامل له على جعله على هذه الصورة هو المذكور في قولها لتعرف اصولها ومقامها ومحلها من الدين. فان الشيء اذا كل دعاءه سامعه واذا بسط ربما ذهب عنه مع تطويره ثم قال ثم من له رغبة في العلم يطلب بسطها وبراهينها من اماكنها اي في كتب العلم المبسوطة بعلم وتمنى المصنف رحمه الله فسحة بالاجل اي سعة في العمر حتى يتمكن من بسط المطالب وايضاح ادلتها ولم يقدر له هذا فلم يعرف له تقييد لشرح لمضامينه هذا الكتاب. نعم. قال رحمه الله الاصل الاول التوحيد. حد التوحيد الجامعي انواعه هو اعتقاد العبد ايمانهم بتفرد الله في صفات الكمال وافراده بانواع العبادة. فدخل في هذا توحيد الربوبية الجديدة اعتقاد انفراد للرب سبحانه بالخلق والرزق وانواع التدبير وتوحيد الاسماء والصفات وهو اثباتنا فته لنفسه واثبته له صلى الله عليه وسلم من الاسماء الحسنى وصفاته الكاملة العليا من غير تشبيه ولا سمت ومن غير تحريف ولا تعطيل وتوحيد الالوهية والعبادة وهو العبادة وانواعها وافرادها وافرادها من غير اشراك به في شيء منها مع اعتقاد مع اعتقاد كمال الوهيته. فدخل في توحيد الربوبية اثبات القضاء والقدر. وانه ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن وانه على كل شيء قدير وانه الغني الحميد وما سواه فقير اليه من كل وجه ودخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات جميعها للاسماء الحسنى لله تعالى الواردة في الكتاب والسنة والايمان بها ثلاث درجات ايمان بالاسماء وايمان بالصفات وايمان باحكام صفاته. كالعلم بانه عليم ذو علم ويعلم كل شيء قدير ذو قدرة ويغفر دعاء كل شيء الى اخر هذا ومن الاسماء المقدسة دخل بذلك اثبات علوه على خلقه واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا عن الوجه الله بجلاله وعظمته ودخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية التي لا ينفك عنها كالسمع والبصر والعلم والعلو ونحوها وصفات فعلية وهي صفات متعلقة بمشيئته وقدرته كالكلام والخلق والرزق والرحمة والاحتواء على العرش والنزول الى السماء الدنيا كما يشاء وان جميعها تثبت من غير تمثيل ولا تعطيل. وانها كلها قائمة بذاته. وهو موصوف بها. وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول وانه فعال لما يريد ويتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء لم يزل بالكلام موصوفا وبالرحمة والاحسان معروفا ودخل في ذلك الايمان بان القرآن كلام الله منزلا غير مخلوق منه فجأة واليه يعود وانه المتكلم فيه حقا وان كلامه انه لا ينفث وان كلامه لا ينفذ ولا يدين. ودخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب. او مع ذلك علي اعلى وانه لا منافاة بين كمال علوه وكمال قربه. لانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته. ولا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى يؤمن بكل ما جاء به. حتى يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة. من الاسماء والافعال واحكامها على وجه يليق بعظمة الباري. ويعلم ويعلم السماء انه لا يمثله احد في ذاته. ولا يماثله احد انتم في صفاته ومن ظن انه في بعضه العقليات ما يوجب تأويل بعض الصفات على غير معناها المعروف. فقد ضل ضلالا مبينا. ولا ثم توحيد الربوبية حتى يعتقد العبد ان افعال العباد مخلوقة لله. وان مشيئتهم تابعة وتابعة لمشيئته. وان وان وان مشيئته تابعة لمشيئة الله وان وان لهم افعال وارادة تقع بها افعالهم وهي وهي متعلق الامر والنهي وانه لا يتنافى الامران اثبات بمشيئة الله العامة الشاملة للذوات والافعال والصفات واثبات قدرة على افعاله واقواله ولا يتم توحيد العبد حتى يخلص حتى يخلص العبد لله تعالى في ارادته واخواله وافعاله يدع الشرك الاكبر المنافي للتوحيد نوعا من انواع العبادة لغير الله تعالى وكمال ذلك يدع الشرك قيد عشر شرك الاصغر وهو كل وسيلة قريبة يتوصل يتوصل بها الى الشرك الاكبر. الحلف بغير الله تسير الرياء ونحو ذلك والناس في والناس في التوحيد على درجات متفاوتة بحسب ما قاموا به من معرفة الله والقيام فاكملهم في هذا الباب لمن عرف من تفاصيل اسماء الله وصفاته وافعاله والائه ومعانيه الثابتة في الكتاب والسنة وفهمها فهما صحيحا امتلا امتلأ قلبه من معرفة الله وتعظيمه واجلاله ومحبته والانابة اليه وانجذاب جميع دواعي قلبه الى الله تعالى متوجها اليه وحده لا شريك له وقعت جميع حركاته وسكناته كم الله اعلم وقعت جميع حركاته وسكناته في كمال الايمان والاخلاص التام الذي لا يشوبه شيء الذي لا هو شيء من الاغراض الفاسدة واطمئن الى الله معرفة وانابة وفعلا وتركا وتكميلا لنفسه وتكميلا لغيره بالدعوة الى هذا الاصل العظيم فنسأل الله من فضله وكرمه ان يتفضل علينا بذلك. رتب المصنف رحمه الله تعالى كتابه في خمسة فصول جامعة من اصول اهل السنة والجماعة في الاعتقاد. قدم ما اولها وهو التوحيد فجعله رأسا لان المقدم يقدم. فاعظم الاصول الدينية بالعقائد الاسلامية هو توحيد الله سبحانه وتعالى. فلا ينبغي ان تتقدمه معرفة اخرى فيما يطلبه العبد من علمه او فيما يحققه من عمله. واستفتح المصنف رحمه الله تعالى بيان هذا الاصل في قوله حد التوحيد الجامع بانواعه هو اعتقاد العبد. وايمانه بتفرد الله صفات الكمال وافراده بانواع التوحيد. فمدار توحيد الله عز وجل على الافراد ان حقيقة التوحيد في المواظعة اللغوية عند العرب هو جعل الشيء واحدا مفردا عن غيره. وذكر رحمه الله تعالى بعض المعاني الشرعية المتعلقة بالافراد المراد بالتوحيد. والجامع لمن ان يقال ان التوحيد شرعا يقع على معنيين. احدهما معنى عام وهو افراد الله بحقه. فكل شيء ثبت انه من حق الله سبحانه وتعالى فانه من التوحيد الذي يجب ان يفرز الله سبحانه وتعالى به. والاخر اخر معنى خاص وهو افراده سبحانه وتعالى بالعبادة. اي بما يجعله العبد من القرب والطاعات فلا ينبغي ان تكون الا لله وحده لا شريك له. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى ان اقسام هذا التوحيد ثلاثة احدها توحيد الربوبية وثنيها توحيد الالوهية وثالثها توحيد الاسماء والصفات. وهذه القسمة مستنبطة من استقراء دلائل الوحيين. فان تصفح افراد للادلة الشرعية من القرآن والسنة النبوية يفضي الى ذلك. فانك اذا سمعت قول الله سبحانه وتعالى وهو رب كل شيء علمت ان المراد في هذه الاية اثبات الربوبية له سبحانه وتعالى واذا سمعت قوله تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين علمت ان المطلوب منك هو سبحانه وتعالى بتوحيد العبادة والالهية. واذا سمعت قوله تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. علمت ان الله عز وجل نزه نفسه عما يصفه المشركون فقال سبحان ربك رب العزة عما يصفون ثم سلم على المرسلين لكمال ما وصفوه به من ثم اكد استحقاقه تلك الاوصاف التي وصفها التي وصفه بها النبيون فقال والحمد لله رب العالمين اي على اثبات الكمالات له وتنزيه النقائص والابات عنه. فاستفادة هذه الانواع الثلاثة للتوحيد هي مستقاة من القرآن الكريم والخبر عنها موجود في جماعة كلام في كلام جماعة من الاوائل كابي حاتم في مقدمة اوضة العقلاء وابي جعفر ابن جرير في تفسيره وابي عبدالله ابن منجة في كتاب التوحيد والايمان. ثم ترى ان المصنف رحمه الله تعالى حقائق هذه الانواع. فقال في توحيد الربوبية هو اعتقاد انفراد الرب سبحانه وتعالى بالخلق والرزق وانواع التدبير. الربوبية يرجع تحقيقه الى افراد تعلقات به من جملتها ما ذكر المصنف في قوله بالخلق فلا خالق الا الله قال الله تعالى الله كل شيء ومنها افراده سبحانه وتعالى في الرزق. قال الله تعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. ومن منها منها افراده سبحانه وتعالى بالامر وهو التدبير المذكور في قول المصنف وانواع التدبير. قال الله تعالى في الامر في ايات اخرى فافراد الله عز وجل في هذه المعاني المتعلقة بالربوبية يفضي الى اعتقاد وحدانيته سبحانه وتعالى فيها المسمى بتوحيد الربوبية. وهذه الافراد المذكورة ليست هي جماع توحيد للربوبية لكنها من اعظم مشاهد الربوبية في القرآن فان الله عز وجل افاض في تقرير توحيد الربوبية فانت تجد اول المصحف الحمد لله رب العالمين. وتجد اخر المصحف قل اعوذ برب الناس. فالسورة المستفتح بها والسورة بها في رسم المصحف كلاهما يتظمنان افراد الله عز وجل بالربوبية. واعظم مشاهد ربوبية مذكورة في القرآن اربعة احدها الخلق. وتانيها الرزق. وثالثها الملك ورابعها الامر اي التصريف التصريف والتدبير ومن مظاهر الربوبية اشياء اخرى لكن ما يقرأ يذكر في هذا القرآن هي هذه المشاهد الاربعة. وجماع توحيد الربوبية شرعا انه في ذاته وافعاله. انه افراد الله في ذاته وافعاله. فتعتقد وحدانية سبحانه وتعالى في ذاته وتعتقد وحدانيته سبحانه وتعالى في افعاله فلا يشاركه في كمال احد ثم بين المصنف رحمه الله تعالى توحيد الاسماء والصفات فقال وتوحيد الاسماء والصفات وهو اثبات ما اثبته الله واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء الحسنى والصفات الكاملة فحقيقة توحيد الاسماء والصفات هو افراد الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى فان الله عز وجل جعل له اسماء قال الله تعالى الحمد لله رب العالمين. فسمى نفسه الله وسمى نفسه ربا العالمين وهو سبحانه وتعالى قد وصف نفسه بصفات قال الله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة قال الله عز وجل وكان الله بكل شيء عليما. فالله عز وجل جعل له اسماء وجعل له صفات والاسم الالهي هو ما دل على ذات الله مع كمال متعلق بها والاسم الالهي ما دل على ذات الله مع كمال متعلق بها الصفة والصفة الالهية الكمال المتعلق بربنا سبحانه وتعالى. الكمال المتعلق برب سبحانه وتعالى ثم بين المصنف رحمه الله تعالى حقيقة التوحيد الالهية والعبادة فقال هو مراده وحده باجناد العبادة وانواعها وافرادها. اي كمال تأليه القلب لله سبحانه وتعالى بان لا يجعل العبد شيئا من اعماله التي يتقرب بها لغير الله سبحانه وتعالى. مما هو حقيقة التأليف. والتأليف امرين والتأليف يجمع امرين احدهما الحكم والاخر الخضوع احدهما الحب والاخر الخضوع. والى ذلك اشرت بقوله وعبادة الرحمن غاية حبه. وخضوع قاصده هما وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما خطبان فان الذي يسوق احدنا الى عبادة الله عز وجل كالحج هو محبته ربه سبحانه وتعالى وخضوعه له. ثم بين المصلي رحمه الله تعالى طرفا مما يندرج في هذه الانواع الثلاثة من التوحيد. فذكر ان توحيد الربوبية فيه اثبات القضاء والقدر ووجهه ما ذكره الامام احمد في قوله القدر قدرة الله القدر قدرة الله وكان ابو الوفاء ابن عقيل وابو العباس ابن تيمية يستحسنان هذه الجملة من كلام الامام احمد في بيان حقيقة القدر وان القدر هو قدرة الله سبحانه وتعالى فانه ما لقدرته ونفوذ حكمه ما شاء الله وما شاء لم ينظر اليه وذلك راجع الى كمال ربوبيته سبحانه وتعالى ثم ذكر رحمه الله مما يدخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات جميع معاني الاسماء الحسنى لله تعالى بالكتاب والسنة والمراد بالمعاني ما دلت عليه من حقائق في كلام العرب. والمراد بالمعاني ما دلت عليه من حقائق في كلام العرب. فاهل السنة والجماعة يثبتون معاني ما اثبته الله لنفسه من الاسماء والصفات وهم يعلمون ان صفة السمع لربنا عز وجل تتضمن اثبات سمعه المسموعات سبحانه وتعالى وان بصره يتضمن اثبات اطلاعه ورؤيته للمرئيات. فهم يثبتون من الصفات التي تعرفها العرب في لسانها لان الله عز وجل انزل علينا قرآنا عربيا فادراك معانيه متوقف على الاحاطة بمواضع القول عندهم. وما زاد عن ذلك فهم يقطعون اطماعهم عنهم. فلا يتطلعون الى معرفة كيفية الصفات الالهية. لان الله سبحانه وتعالى كما حجب عنا ذاته حجب ان حقائق حجب عنا كيفيات صفاته. فنحن نقطع بوجود الله سبحانه وتعالى. لكن اننا لا ندرك حقيقة ذاته. ونقطع كذلك تبعا لما اقبل الله به عن نفسه. واخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم بما جاء في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات الالهية. لكننا نمنع انفسنا من وادعي الى كيفياتها لحلبها عنا. فالله سبحانه وتعالى اخبرنا عن صفاته. لكنهم لم يخبرنا عن كيفيات تلك الصفات. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الايمان بالاسماء والصفات له ثلاث درجات. وهذه الدرجات الثلاث هي اركان الايمان بالاسماء والصفات. فان الايمان بالاسماء والصفات مشيد على ثلاثة ارجال احدها الايمان بالاسم بالاسم الالهي احدها الايمان بالاسم الالهي وثانيها الايمان بالصفة الالهية. وتانيها الايمان بالصفة الالهية. وثالثها الايمان بحكم وثالثها الايمان بحكم الصفة. وتقدم بيان ان الاسم الالهية هو ما دل على عن كمال المتعلق بها وان الصفة الالهية هي الكمال الم تعلق بالله سبحانه وتعالى. واما حكم الصفة فانه ويطلق على معنيين واما حكم الصفة فانه يطلق على معنيين. احدهما اثرها الناس احدهما اثرها الناشئ عنها. والاخر النسبة بين الصفة ومتعلقها النسبة بين الصفة ومتعلقها. ذكر هذين المعنيين لحكم الصفة ابو عبد الله ابن القيم في الكافية الشافية. ذكر هذين المعنيين بحكم الصفة ابو عبد الله ابن القيم في كتابه الشابية وابن عيسى الخضار في شرحها ومحمد خليل هراس الازهري في شرحها وبيان هذين المعنيين ان الاول وهو اثرها الناشئ عنها ما يوجد من اثار تلك الصفة مما ينشأ عنها فمثلا من صفات ربنا سبحانه وتعالى الرحمة. ومن اثار تلك الرحمة ما ينزله الله سبحانه وتعالى من الغيث والمطر على الارض. فيكون نزول المطر على الارض رحمة من الله سبحانه وتعالى ويقال هو حكم لصفة الرحمة لانه اثر من اثارها. واما المعنى الثاني وهو النسبة بين الصفة ومتعلقاتها فان صفات الله سبحانه وتعالى لها متعلقات في صفة العلم ومتعلقها المعلومات كصفة العلم فمتعلقها المعلومات. بالنسبة بين الصفة ومتعلقها اي صلة بينهما تسمى حكم الصفة ايضا وهذا هو المعنى الثاني لها فكل اثم الهي يجري فيه الايمان بالاسماء والصفات وفق هذه الاركان مثلا اذا قرأت قول الله سبحانه وتعالى وهو العليم الحكيم. علمت ان من اسماء الله عز وجل العلم. ثم علمت ايضا ان من صفاته سبحانه وتعالى ان من اسماء الله عز وجل وان وعلمت ان من صفاته سبحانه وتعالى ايش؟ العلم. علمت ان من صفاته سبحانه وتعالى العلم ثم امنت باثار هذه الصفة. من احاطة الله عز وجل بالخلق علما ومن تعلق هذه الصفة بالمعلومات فكل اسم اله نية يكون الايمان به على هذا الوجه. ومحل ذلك اذا كان متعديا. اما اذا كان الاسم لازما فيقتصر على الركنين الاولين. فمثلا اسم الحي. قال الله تعالى وهو الحي او قال تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم. فتؤمن ان من اسماء الله عز وجل الحي ان من صفاته سبحانه وتعالى الحياء. لكن فعلها لا يتعدى. فلا بها حكم صفة بخلاف احياء فان احيا فعل يتعدى اما حيا فانه فعل لازم ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى بعد ان مما يدخل في الايمان بالاسماء والصفات اثبات علوه على خلقه واستوائه على ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته لان الله عز وجل اخبر بذلك او اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى اانتم اعلم ام الله؟ وقد ارتضى الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ناقلا للوحي عنه وقال وما ينطق عن الوحي وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فخبر الله عز وجل عن نفسه. وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم خير من خبر غيره واكمل فهو اولى بالقبول والاذعان فما اقبل الله عز وجل به من نفسه واخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من علوه واستوائه على عرشه ونزوله الى سماء الدنيا في الثلث الاخير كل ذلك مما يجب على العبد المؤمن ان يسلم به ويدعم ويؤمن كما اخبر الله واخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك كما قال المصنف على الوجه اللائق بجلال الله عز وجل وعظمته لان الله عز وجل له لا يليق بجلاله. وللمخلوق ما يناسب حاله. فان الله وتعالى اخبر عن نفسه فقال وهو السميع البصير وقال تعالى مخبرا عن الانسان ان خلقنا الانسان من نصرة من امجاد نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. فالله سميع بصير. والمخلوق سميع بصير. الا ان سمع الله وبصره على ما يليق بجلاله. وسمع احدنا وبصره على ما يناسب حاله فلله سبحانه وتعالى من الكمالات ما لا تفي بالخبر عنه اعظم العبارات. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى مما يندرج في ذلك الايمان بالصفات الذاتية والصفات الفعلية. فان صفات الله فان صفات الله سبحانه وتعالى ينقسم الى قسمين احدهما الصفات الذاتية وهي الملازمة للذات فلا تنفك عنه وهي الملازمة للذات فلا تنفك عنها. كالحياة والعلم والقدرة والاخر الصفات الذاتية. الصفات الصفات الفعلية. والاخر الصفات الفعلية وهي التي تتعلق بمشيئة الله سبحانه وتعالى واختياره. وهي التي تتعلق بمشيئة الله سبحانه وتعالى واختياره كنزوله سبحانه وتعالى في الثلث الاخير الى السماء الدنيا واتيانه يوم القيامة. ثم ذكر رحمه الله ان كل صفات الله قائمة بذاته اي غير بائنة منه بل هو متصل بها وصفات تابعة للموصول وهو الله سبحانه وتعالى. ولذلك قال المصمم في تحقيق الصفات الفعلية وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل وانه فعال لما يريد الى اخذ ما ذكر ثم ذكر مما في الايمان بالاسماء والصفات الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ. اي تكلم به سبحانه تعالى على الحقيقة اي تكلم به سبحانه وتعالى على الحقيقة فظهر منه فظهر منه فهذه الكلمة في اعتقاد اهل السنة والجماعة منه بدأ لها وجهان ضبطا لها وجهان ضبطا احدهما انها بدأ بالهم من البداية انها بدأ بالهمز من البداية والمعنى ان الله تكلم بالقرآن حقيقة فمنه ابتدأ. والاخر انها بدا بلا همز من انها بدا الى همز من البدو وهو الظهور. والمقصود ان الله تكلم بالقرآن فيضاف اليه ثم قال واليه يعود واتموا المعاني فيها انه يرجع الى الله سبحانه وتعالى برفعه من والصدور برفعه من الصدور والسطور فان الله عز وجل يقضي في اخر دنيا ان يسرى على القرآن في ليلة فلا يبقى منه في مصحف سطر ولا في صدر ارظ وقد نقل الاجماع على ذلك جماعة من الاقدمين والمتأخرين وافرد الظياء المقدسي في ذلك كتابا نابعا اسمه اختصاص القرآن الكريم بعوده الى الرحمن الرحيم. قصاص القرآن الكريم بعوده الرحمن الرحيم ذكر ما جاء من الايات والاحاديث والاثار في هذا المعنى. ثم قال المصنف بعد ذلك وانه المتكلم به حقا اي بحروفه ومعانيه. والله عز وجل تكلم بالقرآن حرفا ومعنى. فالحرف والمعنى كله من الله سبحانه وتعالى ثم قال وان كلامه لا ينفذ اي لا ينفظم ولا يبيت اي لا ينتهي فلا ينفذ كلام ربنا سبحانه وتعالى ولا يبيد. ثم ذكر انه دخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب وانه مع ذلك علي اعلى وانه لا منافاة بين كمال علوه وكمال قربه. والقرب الالهي مختص بالمؤمنين والقرب الالهي مختص بالمؤمنين. في اصح قولي العلماء لانه يتضمن الرعاية والنصرة والتأييد فهذا حظ للمؤمنين فقط لانه يتضمن نصرة والرعاية وهذا حظ للمؤمنين فقط اختاره ابو العباس ابن تيمية وحفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب رحمهم الله الله تعالى ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه لا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى يؤمن اي العبد بكل ما فجاء به الكتاب والسنة من الاسماء والصفات والافعال واحكامها على وجه يليق بعظمة الباري فيسلم العبد لربه بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم معتقدا ان الله لا يماثله احد في ذاته ولا يماثله احد في صفاته. فكما اننا نقطع انفسنا عن الاطلاع على الذات. لمعرفة موازينها فان اننا نقطع طمع انفسنا عن معرفة كيفيات الصفات لمعرفة مماثلها فان الله عز وجل اختص بعلم كيفيات صفاته فالسبيل في السلامة الدينية ان يعتقد المرء في صفات الله ما يعتقد في ذات الله. فكما يعتقد ان جزاة الله سبحانه وتعالى لا شبيه لها ولا مثيل لها ولا يحاط بها علما فكذلك يعتقد العبد ان كيفيات صفات الله سبحانه وتعالى لا يحاط بها علما ولا سبيل اليها فيبتلع العبد عن ذلك. وهذا معنى قول اهل العلم القول في الصفات فرع عن المولد فلان. القول في الصفات فرع عن القول في الصفات. وهذه قاعدة قديمة موجودة في كلام حمد الخطاب وابي بكر الخطيب البغدادي وقوام السنة وقوام السنة الاصدمان في اخرين ثم شيدها من شيدها من المحققين من علماء اهل السنة من المتأخرين وبسطها بما يناسب بيان معناها فاذا اشكل عليك شيء من كيفيات الصفات الالهية فرد علمه الى الله سبحانه وتعالى لانه لا سبيل الى ذلك وامن بما اقبل الله عز وجل به عن نفسه وبما اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال محمد سالم بن عدوز الشنقيطي رحمه الله تعالى في اعتقاده فان يقل جهميهم كيف استوى؟ كيف يجي فإن يقل جهيهم كيف استوى كيف يجي؟ ايش؟ ايش فان يقل جمعيهم كيف استوى كيف يجي فقل له كيف هو؟ يعني اذا ادعى طلبا منك سؤالا عن الكيفيات فطالبه بالسؤال عن الدال. ولا سبيل لاحد للاطلاع على الجاز. فحين اذ يمتنع العبد عن القول في كيفيات الصفات الالهية. قال قبل ذلك وما نقول في صفات قدسه فرع الذي نقوله في نفسه فإن يقل جمعيهم كيف الثرى كيف يجيء فقل له كيف هو؟ ثم ذكر رحمه الله ان من ظن ان في بعض العقليات ما يوجب تأويل بعض الصفات على غير معناها المعروفة فقد اضن ضلالا مبينا. لان العقل الصحيح لا يخالف النقل الصريح. فان الانبياء لم يأتوا بمحالات العقود. وانما جاء الانبياء بمحارات العقول. اي ما تحار فيه العقول. من كمال العلم. واما الشيء الذي تحيله العقول ولا يمكن ان تقبله فهذا لا يمكن ان يكون في علوم الانبياء. ومن جملتها خبرهم عن ربهم سبحانه وتعالى في صفاته ثم ذكر المصنف رحمه الله انه لا يتم توحيد العبد حتى يخلص لله تعالى في ارادته في اراداته واقواله وافعاله. وتقدم ان حقيقة الاخلاص شرعا هي تصفية القلب من ارادة غير الله هي تصفية القلب من ارادة غير الله. والى ذلك اشرت بقول اخلاصنا لله صف القلب منه ارادة سواه فاحذر يا فطن اخلاصنا لله صف القلب من ارادة سواه فاحذر ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما يترتب على توحيد العبادة والاخلاص من البراءة من الشرك الاكبر والشرك الاصغر. وذكر رحمه الله تعالى ما يفرق بين الشرك الاكبر والشرك الاصغر لانهما قسمان متقابلان في بيان قدر الشرك. فان الشرك ليس على قدر واحد واقداره متفاوتة وجماع هذه الاقدار ما يرجع الى هذه القسمة الثنائية ان الشرك ينقسم باعتبار قدره الى نوعين احدهما شرك اكبر والاخر شرك اصغر. وهذا التقدير هو الوارد في خطاب الشرعي فقد روى الحاكم باسناد حسن عن شداد ابن اوس رضي الله عنه قال كنا نعد الرياء على عهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الاصغر. فاخبر عن ان الرياء عندهم على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من الشرك الاصغر. فقسمة الشرك الى اكبر واصغر قسمة قديمة مأثورة في الاثار قديما عن الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم فالشرك متفاوت القدر. وذكر المصنف رحمه الله تعالى كلاما حسنا ببيان حقيقتهما واوفى من هذا ان يقال الشرك الاكبر هو جعل شيء من حق الله لغيره يخرج به العبد من الملة جعل شيء يتعلق جعل شيء من حق الله لغيره يخرج به من الملة والشرك الاصغر هو جعل شيء من حق الله لغيره لا يخرج به العبد من الملة جعل شيء من حق الله لغيره لا يخرج العبد به من الملة. فهما مشتركان في اشتمالهما على جعل شيء من حق الله لغيره بان من في الشرك الاكبر خرج من الملة. وان من وقع في الشرك الاصغر لا يخرج من الملة فتقدم في نفس القول السديد ان من الشرك الاكبر المخرج من الملة دعاء غير الله سبحانه وتعالى فان الله من دعا غيره وسأله وهنا في هذا الكتاب ان الرياء من الشرك الاصغر فلا يخرج العبد به من الملة ثم بين رحمه الله تعالى ان الناس بالتوحيد على درجات متفاوتة بحسب ما به من معرفة الله والقيام بعبادته. فهم متفاوتون في ذلك بحسب ما يجدونه في قلوبهم من عبودية الله عز وجل. فان الله عز عز وجل اراد من الخلق ان تخضع قلوبهم له وان تتعبد متقلبة اليه وهم يتفاوتون في تحصيل هذا المقصود ومنهم من يتمرد على امر الله سبحانه وتعالى فيخرج من عبودية الله الى عبودية رواه قال ابن القيم رحمه الله تعالى هربوا من الرق الذي خلقوا له فبولوا برق النفس والشيطان هربوا من الجن الذي خلقوا له فبولوا برفق النفس والشيطان اي تمردوا على ما اراد الله عز وجل منهم من العبودية فوقعوا في عبودية انفسهم وشياطينهم. ثم ذكر رحمه الله ان اكمل الناس حالا من امتلأ قلبه من معرفة الله واجلاله ومحبته والانابة اليه الى ان قال فطمأن الى الله معرفة وانابة وفعلا وتركا وتجويدا لنفسه وتكويلا لغيره الدعوة الى هذا الاصل العظيم الذي هو توحيد الله سبحانه وتعالى. فمدار انتظام احوال الناس واستقامة امهم الخاصة والعامة على العناية بهذا الاصل من توحيد الله سبحانه وتعالى اعتقادا وعلما وعملا ودعوة اليه. نعم قال رحمه الله الاصل الثاني الايمان بنبوة جميع الانبياء عموما ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا. وهذا وهذا الاصل مبناه على ان يعتقد ويؤمن بان جميع الانبياء قد اختصوا الله بوحيه وارساله وجعلهم وسائط بينهم وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ شرعه ودينه ان الله ايدهم بالقرائن الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به وانهم اكملوا الخلق علما وعملا واصدقهم واقرهم واكملهم اخلاق واعمالا وان الله خصهم بخصائص وفضائل لا يلحقهم فيها احد وان الله برأهم من كل خلق رديد وانهم فيما يبلغون عن الله وانه لا يستقر في خبرهم وتبليغهم الا الحق والصواب. وانه يجب وانه يجب الايمان وبكل ما وبكل ما اوتوهم وبكل ما اوتوهم من الله ومحبتهم وتعظيمهم وان هذه الامور ثابتة نبينا صلى الله عليه وسلم ثابتة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم على اكمل الوجوه. وانه يجب معرفته جميع ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا والايمان بذلك والتزام طاعته في كل شيء بتصديق خبره وامتثال امره ومن ذلك انه خاتم النبيين قد نسختني قد نسخت شريعته جميع الشرائع وان نبوته وشريعته له باقية الى قيام الساعة فلا نبي بعده ولا شريعة غير شريعته في اصول الدين وفروعه. ويدخل في الايمان بالرسل الايمان بالكتب فالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم يقتضي الايمان يقتضي الايمان بكل ما جاء به من الكتاب والسنة الفاظها ومعانيها فلا يتم الايمان به الا بذلك. وكل ما كان اعظم علما وكل من كان اعظم وكل من كان اعظم علما بذلك وتصديقا وترافا وعملا كان اكمل ايمانا. والايمان بالملائكة والقدر داخل في هذا الاصل العظيم ومن تمام الايمان به ان يعلم ان ما جاء به حق لا يمكن ان يكون دليل عقلي او حسي على خلافه كما لا يقوم دين نقي على خلاف فالامور العقلية او فالامور العقلية او الجسية النافعة تجد تجد دلالة الكتاب والسنة مثبتة لها ابحاث مثبتة لها حاسة على تعلمها وعملها. وغير النافع من المذكورات ليس في فيها ما ينفي وجودها وان كان الدليل الشرعي ينهى ويذم الامور الضارة منها. ويدخل في الايمان بما جاء فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بل وسائر الرسل ذكر المصنف رحمه الله تعالى الاصل الثاني من الاصول الخمسة وهو الايمان بنبوة جميع الانبياء عموما ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا. ومبنى فهذا الاصل كما قال ان يعتقد ويؤمن بان جميع الانبياء قد قد اختصهم الله بوحيه وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغه تبليغ شرعه ودينه فان الله عز وجل لما خلق قد بلغ لعبادتهم علم ان الخلق لا يستقلون بانفسهم في معرفة ما لله سبحانه وتعالى من حق فالعقول لقصورها لا تحيط علما بحق الله سبحانه وتعالى. فبعث الله سبحانه وتعالى رسلا منه يبشرونهم وينذرونهم ويخبرونهم في حق الله سبحانه وتعالى عليهم. فجعلهم الله عز وجل وسائر بينه وبين الخلق في تبليغ الرسالة. الرسل والانبياء وسائط تبليغ وبيان. وليسوا نفع واحسان الى الخلق. فلا يتجه منهم الانسان ان يوصلوا اليه نفعا يتوسطون فيه الى الله عز وجل. وان كما جعلهم الله عز وجل وسائط فيما يتعلق بالبلاغ والبيان فليس للمرء ان يطلب شفاعتهم بسؤالهم في نفع وانما يطلب اتباعهم فيما اخبروا عنه من امر الله سبحانه وتعالى ووحيه. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الله ايد الانبياء بالبراهين. يعني الادلة الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به مما يسمى بالمعجزات. وهذا اللفظ وهو لفظ الاعجاز اجنبي عن الكتاب والسنة. وانما تذكر هذه الدلائل باسم الايات والبينات والحجج. فدلائل النبوة هي الايات العظيمة الدالة على صدق هي الايات العظيمة الدالة على صدق النبي. فدلائل النبوة تجمع امرين دلائل النبوة تجمع امرين احدهما عظمتها فانها امر عظيم كانفلاق القمر للنبي صلى الله عليه وسلم بشقه او انفلات البحر لموسى عليه الصلاة والسلام. والاخر ان تلك الاية تدل على صدق النبي. ان تلك الاية العظيمة تدل على صدق النبي المؤيد بها. تدل على صدق النبي المؤيد بها. ثم ذكر المصنف رحمه الله ان الانبياء اكمل الخلق علما وعملا واصدقه واكملهم اخلاقا واعمالا. وان الله خصهم بخصائص وفضائل لا يلحقهم فيها احد وان الله برأهم من كل خلق رذيل فهم اكمل الناس حالا واتمهم ايمانا. ثم ذكر انهم معصومون فيما يبلغون عن الله عز وجل اي محفوظون اي محفوظون وانه لا يستقر في خبرهم وتبليغهم الا الحق والصواب ولفظ العصمة في هذا المعنى لم يأتي مختصا بالتبليغ. وانما جاء على معنى الحفظ العام. قال الله تعالى الله يعصمك من النار يعني يحفظك من الناس. واما المعنى المذكور فقد اخبر عنه في الكتاب والسنة بالصدق فقد اخبر عنه بالكتاب والسنة بالصدق. فقولنا الانبياء صادقون افضل من قول الانبياء معصومون لان الدلالة على هذا المعنى في القرآن والسنة جاءت باسم الصدق ولم تجد باسم العصمة وانما ذكر اسم العصمة بمعنى الحفظ فيما يتعلق ببعض الاحوال كحفظ زمنه صلى الله عليه وسلم من تسلط الناس عليه في قوله تعالى والله يعصمك من الناس يعني فلا يتسلطون عليك بايذاء ثم ذكر انه يجب الايمان بهم اي للانبياء وبكل ما اوتوه من الله ويجب على محبتهم وتعظيمهم وان هذه الامور ثابتة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم على اكمل الوجوب فيجب وعلى العبد ان يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وان يحبه وان يعظم قدره ويرفع ذكره كما امر الله عز الا به فانه اختاره واصطفاه وبعثه الينا رسولا نبيا. ثم ذكر المصنف انه يجب معرفة جميع ما جاء به النبي من الشرع وتفصيلا والايمان بذلك والتزام طاعته بكل شيء بتصديق خبره وامتثاله امره واجتناب نهيه. ومعرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما المعرفة الاجمالية احدهما معرفة الاجمالية وهي الاحاطة باصول الدين مما لا يصح العبد مما لا يكون العبد مسلما الا به. وهو الاحاطة باصول الدين مما لا يكون العبد مسلما الا به والاخر المعرفة التفصيلية. وهي الاحاطة بتفاصيل اصول ما جاء به الرسول صلى الله عليه عليه وسلم وهي الاحاطة بتفاصيل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. والفرق بين المعرفتين ان المعرفة الاولى واجبة على كل احد. ان المعرفة الاولى واجبة على كل احد. اما المعرفة الثانية في وجوهها بمن قام به سبب داع لذلك. فيختص وجوبها بمن قام به سبب جاع ذلك كولاية التعليم او الافتاء او القضاء او الحكم او غير ذلك فانه يجب على العبد حينئذ من من معرفة تفاصيل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فوق ما ينبغي ويجب عليه من المعرفة الاجمالية. وهذه المعرفة الاجمالية واجبة على كل احد من المسلمين. فلا يجوز للعبد ان يفرط في العلم بها مع تمكنه منها واذا فرط في ذلك لم يكن صادقا في دعواه انه من اهل الاسلام. فلو قدر انك سألت احدا ينتسب الى الاسلام فقلت له من الرب؟ فقال لا ادري فهذا كاذب في دعواه وليس مسلما لان القدر الواجب عليه من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأتي به فلابد ان يعرف ان ربه في دين الاسلام هو الله عز وجل واذا قيل له هل ما اسم هذا الرجل الذي ارسله الله عز وجل لنا؟ فقال لا اعرف اسمه فهذا ملحق بالاول لان جهله باسمه مؤذن بجهله بوصفه وانه رسول ارسله الله سبحانه وتعالى الينا. فمن قطعيات ما ينبغي على العبد في معرفة هذا الدين ان يعرف ان الله عز وجل ارسل الينا رجلا اسمه محمد صلى الله عليه وسلم. وكذا لو قيل هل لله عز وجل ملائكة؟ فقال لا ليس لله ملائكة. فهذا مفرط فيما يجب عليه من المعرفة الاجمالية للدين. فالاحاطة ما يجب على العبد من الدين واجبة على كل احد من المسلمين. ولهذا درج المسلمون في ما اختلف على تلقين غلمانهم اصول الدين. فكان الناشئ صغيرا في كل بلاد المسلمين شرقا وغربا يتنقل ما يلزمه من اصول دينه ولو لم يتم بعد ذلك تعلمه لاحكام الدين كاملة لكنه يحيط علما بما يجب عليه من اصول في دين الاسلام الذي لا يكون مسلما الا به. وصار اليوم ينشأ الناس فلا يلقن هذه الاحكام. فربما سألت من نشأ وترعرع وفي بلاد المسلمين كم عدد الصلوات؟ فقال صلاتين او قال ثلاثة. فمثل هذا لم يحط علما بما يجب عليه من المعرفة الاجمالية وقد ذكر اهل العلم من نوافظ الاسلام الاعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به. والقدر الذي يحصل به هذا الناقض هو الاعراض عما لا يكون مسلما الا به. هو الاعراض عما لا يكون مسلما الا افاده عبد اللطيف ابن عبدالرحمن ابن حسن ال الشيخ رحمه الله تعالى. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من الايمان بنبينا صلى الله عليه وسلم الايمان انه خاتم النبيين. يعني اخر الانبياء وليس بعده احد ثم ذكر من الايمان به الاعتقاد بان شريعته نسخت جميع الشرائع وان شريعته باقية الى قيام الساعة كل دين بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو دين باطل مردود على اهله لان الله عز وجل قضي لنا الاسلام دينا. قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وقال ومن يبتغي غير الاسلام فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فكل دين بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فهو دين باطل وان كان اصله من قبل دينا صحيحا فدين اليهود ودين النصارى ودين المشركين ودين المجوس كلها اديان باطلة وان كان بعضها اصله صحيحا فيما سلف فان الله عز وجل جعل الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم ناسخا مهيمنا على ما تقدمه من الاديان. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه يدخل في الايمان بالرسل الايمان بالكتب. لان الكتب على الرسل فان الله عز وجل لما اصطفى من خلقه رسلا مبلغين يبلغون وحيهم الى الخلق كان من وسائل ذلك ما انزله من الكتب. فيجب على العبد ان يؤمن بما انزل الله عز وجل من الكتب والدورات والتوراة والانجيل. ثم قال المصنف فالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم يقتضي الايمان بكل يقتضي الايمان بكل ما جاء به من الكتاب والسنة الفاضلة ومعانيها فلا يتم الايمان الا بذلك. فلا يصل العبد مؤمنا حتى يؤمن بجميع بالكتاب والسنة ولا ينكر شيئا من ذلك. لان سنته صلى الله عليه وسلم وحي كالقرآن. قال الله تعالى وما ينطق علينا هو ان هو الا وحي يوحى. فقوله صلى الله عليه وسلم وفعله هو جميع سنته كلها وحي من وحي الله عز وجل كالقرآن الكريم ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان كل من كان اعظم علما بذلك وتصديقا واعترافا وعملا كان اكمل قال فان ايمان العبد يزيد بمعرفته ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم بامتثاله ما علمه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومما يمثل يمثل به من سلف في درس الليلة الماضية. من ذكر الاذكار المأذورة عن النبي صلى الله عليه وسلم مما كان يقوله بعد الصلوات المفروضة او المتنفل بها فان العالم بها اكمل حالا ممن يجهلها واذا زاد العالم بها حاله في العمل بها كمل حاله فوق غيره فينبغي ان يحرص العبد على معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وان يمتثل لان هذا من دلائل كمال الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم فان المدعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه يجب ان يبادر الى معرفة الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ويمتثله. ولذلك ابتلى الله سبحانه وتعالى الخلق في ادعاء محبة الله عز وجل باتباع النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني الله فكان الحسن البصري يسمي هذه الاية اية المحنة لان الله عز وجل امتحن الخلق في صدق دعوة المحبة بصدق الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم. قال ابو عبدالله ابن القيم لما كثر المدعون للمحبة طولبوا باظهار الحجة والحجة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الايمان بالملائكة والقدر داخل في هذا الاصل لان الكتب النازلة عن الانبياء والرسل نزلت عليهم بواسطة ملك هو جبريل عليه الصلاة والسلام فهو الذي ينزل للوحي على الانبياء ربما نزل ببعض الوحي بعض الملائكة ثم ذكر ان من تمام الايمان به ان يعلم ان ما جاء به حق لا يمكن وان يقوم دليل عقلي او حسي على خلافه. اي لا يمكن ان يقوم دليل مرده الى العقد. ولا دليل مرده الى الحزب على بخلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فكل ما اخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم هو حق لا مرية به ولو ادعي ان حكم العقلاء او حكمة او حكما حسي يخالفه لان الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وحي من وهذه الاحكام العقلية او الحسية انما هي احكام تبدر ممن تبدر منه من الخلق وعلم الخلق ناقص عن علم وحي ثم ذكر المصنف ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان غير النافع من المذكورات جاء الشرع عد ينهى عنه ويحذر منه فالامور الضارة بالناس جاء الشرع بالنهي عنه والامور النافعة جاء الشرع بالامر بها فكل شيء نافع فان اصله في الكتاب والسنة وكل شيء ضار فان القرآن والسنة ينهيان عنه مهما تجدد من الحوادث والوقائع لان دين الاسلام دين كامل فما استجد للانسان في ابواب السياسة او الاقتصاد او الاجتماعي او العلم او الثقافة او الرياضة او غير ذلك يتبين نافعه وضاره باحكام الله عز وجل في دينه مما جاء في القرآن او في سنة النبي صلى الله عليه وسلم لكن ادراك ذلك مرهون بكمال الاقبال على الله سبحانه وتعالى وصدق الاعتقاد بان دين الله عز وجل كامل فلا يتأتى اليه نقص ومن وفقه الله عز وجل بتمام النظر وتقليب الفكر في القرآن والسنة احاط علما بدلائل النافع والله مما يستجد من احوال الخلق. نعم. قال رحمه الله الاصل الثالث الايمان باليوم الاخر فكل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه من الايمان باليوم الاخر وليوم القيامة وما قيامنا الحساب والثواب والعقاب والشفاعة والميزان والصحف المأخوذة باليمين والشمال والصراط واحوال الجنة والنار واحوال اهلها وانواع ما وانواع ما اعز الله فيها لاهلها اجمالا وتفصيلا. فكل ذلك داخل بالايمان باليوم الاخر. ذكر المصنف رحمه الله الاصل الثالث من اصول كتابه الخمسة وهو الايمان اليوم الاخر ثم اشار الى ضبطه فقال فقلت ما جاء في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه من الايمان باليوم الاخر فاليوم الاخر اسم لما يكون بعد الموت. فاليوم الاخر اسم لما يكون بعد الموت والايمان به يكون في الايمان بما جاء من الخبر عنه في القرآن والسنة. ومثل المصنف لذلك بقوله في احوال البرزخ وهو الحاجز الذي يكون بين الدنيا والاخرة في حال العبد فان الانسان اذا مات جعل بالقبر ابتدأ في حال البنزق حتى يبعثه الله سبحانه وتعالى. وكأحوال يوم القيامة مما يكون فيها من اهوال وما فيها من الحساب والجزاء والثواب والعقاب والشفاعة والميزان الى ان قال فكل ذلك داخل في الايمان باليوم الاخر فكل شيء اخبر عنه الله او اخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فانه من جملة الايمان باليوم الاخر ولا يجوز للعبد ان يقول انه غيب لا اعلمه فكيف اؤمن به؟ لان من دلائل صدق المؤمنين تصديقهم بالغيب الذي اخبر عنه الله او اخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم فانه يؤمنون بالغيب ويؤمنون بما انزل الله على نبيهم وما انزل الله سبحانه وتعالى من قبل. قال الله تعالى الذين يؤمنون بالغيب فهم يسلمون بخبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم عما اخبر منهم من احوال اليوم الاخر ويقطعون عقولهم عن منازعة ذلك ولا يقيسون عالم الشهادة بعالم ولا يخذلون عالم الغيب لعالم الشهادة فان من اعظم الفاسدة التي تضر بدين العبد في اليوم الاخر ان يقايس عالم الغيب الشهادة فيحاكم ما ذكر في الكتاب والسنة مما يتعلق باليوم الاخر بما يدركه بعينه في عالم الشهادة وهذا باطل لانه لا يستوي الغيب والشهادة وان اتفق شيء غائب بشيء مشهود في اثم فان الحقيقة بينه مفترقان. نعم. قال رحمه الله الاصل الرابع مسألة الايمان فاهل السنة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة من ان الايمان هو تصديق القلب المتضمن المتضمن لاعمال الجوارح فيقولون الايمان القلوب اعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان وانها كلها من الايمان. وان من اهملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان ومن انتقص شيئا بنا فقد انتقص من ايمانه. وهذه الامور بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى الطريق والحياء شعبة من الايمان ويرتبون على هذا الاصل ان الناس في الايمان ان الناس في الايمان درجات مقربون واصحابهم ظالمون لانفسهم بحسب مقاماتهم من الدين والايمان. وانه يزيد وينقص. فمن فعل محرما ترك واجبا نقص ايمانه الواجب ما لم يتوب الى الله ويرتبون على هذا الاصل لان الناس ثلاثة اقسام منهم من قام بحقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقا ومنهم من تركها فكلما فهو كافر بالله تعالى ومنهم من فيه ايمان وكفر او ايمان ونفاق او خير وشر واستحقابه لكرامته باتى بما معه من الايمان وفيه من عداوة الله واستحقاقه لعقوبة الله بحسب ما ضيعه من الايمان ويرتبون على هذا الاصل العظيم ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل في صاحبها الى الكفر تنقص ايمان العبد من غير ان تخرجه من دائرة الاسلام ولا يخلد في نار جهنم ولا يطلقون عليه الكفر كما تقول الخوارج او او ينفون عنه الايمان كما تقول والمعتزلة بل يقولون مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فمعه مطلق ايمانه وليضم الايمان المطلق خير فاعل. وبهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة ويرتب ويترتب على هذا الاصل ان الاسلام يدب ما قبله وان التوبة تجب ما قبلها وانما اذا ارتد ومات على ذلك فقد حبط عمله ومن تاب تاب الله عليه ويرتبون ايضا على هذا الاصل صحة الاستثناء في الايمان فيصح ان يقول انا مؤمن ان شاء الله لانه يرجو من الله على تحميل ايمانه فيستتر لذلك. وينجو الثبات على ذلك الى الممات فيستثني من غير شك منه بدخول اصل الايمان يرتبون ايضا على هذا الاصل ان الحب هو البغبغ اصله ومقداره تابع للايمان وجودا وعزما وتكميلا ونقصا ثم يتبع ذلك الولاية والعداوة ولهذا من الايمان حب في الله والبغض لله والولاية لله والعداوة لله. ويترتب على الايمان ويترتب على الايمان ان يحب لاخيه لنفسه ولا يتم الايمان الا به ويترتب على ذلك ايضا محبته محبة اجتماع المؤمنين والحث على التآلف والتحابب وعدم ويبرأ ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتفاؤل ويرون ان هذه القاعدة من اهم قواعده الايمان ولا يرون الاختلاف في المسائل التي لا تصل الى كفر او بدعة موجبة موجب موجبة للتفرق ويترتب وعلى الايمان محبة واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بحسب مراتبهم وعلمهم وان لهم من الفضل والسوابق والمناقب ما فضلوا على سائر الامة ويدينون بمحبتهم ونشر فضائلهم ويمسكون عما شجر بينهم وانهم وانهم اولى الامة وانهم اولى الامة بكل خصلة حميدة واسبقوهم الى كل خير وابعدهم عن كل شر. ويعتقدون ان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها عادية المعتدين ولا تتم امامته الا بطاعته في غير معصية الله تعالى ويرون انه لا يتم الايمان الا بالامر بالمعروف والنهي عن عن المنكر باليد والا باللسان والا ففي القلب على حسب ما رأت على حسب مراتبه الشرعية وطرقه المرعية وبالجملة فيرون بكل الاصول الشرعية على الوجه الشرعي من تمام والدين ومن تمام هذا الاصل. ذكر المصنف رحمه الله الاسماء من اصوله في هذه الخمسة مظمنا رياه مسألة الايمان. وبين ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة من ان الايمان هو تصديق القلب المتضمن لاعمال الجوارح فيقولون الايمان القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان. وانها كلها من الايمان. فالايمان عند اهل السنة والجماعة مركب من تصديق لازم ومن قول وعمل. واطلاق التصديق في كلام جماعة منهم يحمل على الجزم فان الايمان لا يقع في كلام العرب على ارادة مجرد التصديق. وانما يختص بتصديق معين وهو هو التصديق اللازم احمده ابو العباس ابن تيمية في كتاب الايمان وبثق دلائله والتصديق ها هنا هو تصديق الجازم فالايمان عند اهل السنة والجماعة منقسم على ما يرجع الى القلب وما يرجع الى اللسان وما يرجع الى الجوارح ولذلك فانهم يقولون الايمان قول وعمل. ويجعلون لكل واحد من الثلاثة المذكورة حظه. فللقلب قوله وعمله وللانسان قوله وعمله وللجوارح اعمالها. فاما قول القلب فهو اعتقاده واقراره. فاما قول القلب فهو اعتقاده واقراره. واما عمل القلب فهو حركاته واراداته. واما عمل القلب فهو حركاته واراداته. فمثلا اعتقاد وجود الرسل. هذا قولا للقلب ام عملا ايش؟ قولا لانه اقرار واعتقاد بوجود الرسل. مثال اخر التوكل على الله سبحانه وتعالى هذا قول للعمل للقلب ام عمل؟ عمل للقلب. وكذا للسان قول وعمل. فقول اللسان هو الاقرار بالشهادة اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. واما عمل اللسان فهو ما لا يؤدى من الاعمال الا به وهو ما لا يؤدى من الاعمال الا به. مثل ماذا؟ احسنت. كالذكر للتسبيح والتهليل والتعميد وقراءة القرآن فان هذه اعمال لا تؤدى الا للسان وثالثها وهو عمل الجوارح يعني عمل الجوارح الانسان من الايدي والارجل وغيرها العمل فقط بالجوارح وينقسم على القلب واللسان فلهما قول وعمل. وها هنا نكتة لطيفة. وهي ان بعض المصنفين في الاعتقاد يقولون عمل الجوارح وبعضهم يقول عمل الاركان. فما الفرق بين العبارتين؟ من فرق بينهما القلب ما يكون من الجوارح. انما من الظاهر هم يقولون ان بعد ذكر القلب بعد ذكر اللسان فمغايرة لها جزما بينهما ان من يذكر الجوارح فهو بالنظر الى الحقيقة اللغوية. وهي ان هذه الاعضاء واي تكتسب عملا وهي ان هذه الاعضاء تجتنب اي تكتسب عملا. فسميت جوارحا باعتبار الاكتساب فهو مأخذ لغوي. واما الاركان فبالنظر الى الحقيقة العقلية. وان الانسان مؤلف من اركان فبالنظر الى الحقيقة العقلية وان الانسان مؤلف من اركان ولذلك يقول بعض اهل العلم وعمل الجوارح والاركان من جمع بينهما وهذا جمع صحيح لان كلا منهما بمعنى اخر لكن مع اختلاف المعقد والاكمل هو التعبير بمواضعة اللغوية فيغتسل الانسان على قوله وعمل الجوارح. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من اكملها بما يتعلق القلب واللسان والجوارح ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان ومن انتقص شيئا منها فقد انتقص من ايمانه وهذه الامور بضع وسبعون شعبان يعني لا يرجع الى القلب واللسان والجوارح هو بضع وسبعون شعبة كما جاء في حديث ابي هريرة عند مسلم وهو عند بضع وستون شعبة. والاظهر ان المحفوظ هو لفظ البخاري. ان الايمان بضع دون شعبة والشعب هي اتصال الايمان واجزاؤه والشعب هي خصال الايمان واجزاؤه وهي ثلاثة انواع احدها شعب قلبية احدها شعب قلبية وثانيها شعب انسانية وثانيها شعب لسانية وكارثها شعب عملية. ووقع الخبر عنها في الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. فالاول بل من الشعب القولية معناها قول لا اله الا الله وثانيها اماطة الاذى عن الطريق من الشعب العملية واخرها والحياء شعبة من الايمان من الشعب من الشعب القلبية. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان اهل السنة يواكبون على هذا الاصل ان الناس بالايمان درجات مقربون واصحاب اليمين وظالمون لانفسهم بحسب مقاماتهم من الدين والايمان. فالناس هدوء متفاوتون في حظه من الايمان واحدهم يزيد ايمانه وينقص فيزيد بالطاعة وينقص المعصية ثم ذكر بعد ذلك ان الايمان يزيد وينقص فمن فعل محرما ترك واجبا نقص ايمانه الواجب ما لم يتب الى الى الله سبحانه وتعالى. ثم رحمه الله تعالى ان الناس منقسمون في هذا الاصل الى ثلاثة اقسام. القسم الاول من قام بحقوق الايمان فهو المؤمن حقا. والقسم الاول من قام بحقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقه. والقسم الثاني من تركها كلها فهو كافر بالله تعالى. والقسم الثالث من فيه ايمان وكفر او ايمان ونفاق او خير وشر. ففيه من ولاية الله واستحقاقه لكرامته بحسب ما معه من الايمان وفيه من عداوة الله واستحقاقه لعقوبته بحسب ما ضيعه من الايمان الناس متفاوتون في ذلك ليسوا على رتبة واحدة. ثم ذكر رحمه الله ان اهل السنة والجماعة يرتبون على هذا الاصل العظيم كأن كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تفصل من صاحبها الى الكفر. تنصت ايمان العبد من غير ان تخرجه من دائرة اسلام ولا يخلد في نار جهنم. فالعبد اذا اصاب كبيرة من كبائر الذنوب لم يخرج بذلك من الاسلام كمن يشرب الخمر او يأكل ربا او يزني فان هذه من كبائر المنهيات المحرمة لكن لا يخرج بها من الاسلام ولا يكون بذلك كافرا ثم ذكر انهم لا يطلقون عليه الكفر كما تقول الخوارج او ينبون عنه الامام كما تقول المعتزلة لان هاتين الطائفتين البالغتين يزعمون ان فعلا كبيرة يؤثر بالعبد سلما سلبا بما يخالف ما جاء به الشرع فان الخوارج يكفرون حتى بتبيع له الكبيرة فمن شرب الخمر او اكل ربا او زى فانه كافر عندهم. وكذا المعتزلة يخرجونه بفعل الكبيرة من الاسلام لكنهم لم يجعلوه في دائرة الكفر وانما اخرجوه من دائرة الاسلام وزعموا انه ينزل منزلة هي بين المنزلتين اخترعوها من بنيات اذهانهم واهل السنة والجماعة يعتقدون ان فاعلا كبيرة ناقص الايمان وانه لا يخرج من الاسلام بذلك. ثم بين هذا رحمه الله تعالى من قوله مؤمن بايمانه فاسق كبيرته اي ان عنده من اصل الايمان ما بقي به ايمانه وعنده من الفسق ما اوجب ذلك وهو فعله للكبير ثم ذكر انه بهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة ويترسب على هذا الاصل ان الاسلام يجب ما قبله يعني يهدم ما قبله فينحى عنه. التوبة تجب ما قبلها. يعني تمحو ما قبلها وان من امتد ومات على ذلك منحبط عمله ومن تاب تاب الله عليه فاذا وقع الانسان في شيء من الكفر والمعصية ثم تاب تاب الله سبحانه وتعالى عليه ثم ذكر انهم يرتبون ايضا على هذا الاصل صحة الاستثناء بالايمان. والمراد بالاستثناء بالايمان هو قول ان شاء الله عند الايمان هو قول ان شاء الله عند ذكر الايمان كقول احدنا انا مؤمن ان شاء الله فان هذا يسمى استثناء في الايمان وله مواقع مختلفة منها ما يؤذن به ومنها ما يمنع منه. فمما ذكره المصنف رحمه الله تعالى مما يؤذن ان المرء يقول انا مؤمن ان شاء الله بالنظر الى نقص تكبيره ايمانه بالنظر الى نقص تكميله لايمانه فهو على رجاء ان يكون مؤمنا ان شاء الله. ولا يجزم بانه استوفى مراتب الايمان كلها مراتب الايمان كلها وكذا يمنع ان يقول انا مؤمن ان شاء الله على موقع الشك. لانه مراد من انه متردد في ايمانه فان الايمان لا يصح الا بالجنة. ثم ذكر المصنف انهم يرتبون على هذا الاصل ان الحب والبغض اصله ومقداره متابع للايمان وجودا وعجبا وتحميلا ونقصا فبحسب ما يكون عند العبد من الايمان محب وبحسب ما يكون عنده من المعصية ثم قال يترتب على الايمان ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه فلا يتم ايمان العبد الا بان يحب لاخيه المسلمة لاخيه المسلم ما يحبه لنفسه. ثم ذكر انه يترتب على ذلك ايضا محبة اجتماع المؤمنين والحث على التآل والسحاب وعدم التقاطع فاهل السنة والجماعة يدعون الى محبة المؤمنين والتآلف بينهم. كما امر الله سبحانه وتعالى به فان الله عز وجل امرنا بان نجتمع وان نعترف مع القطع بان الناس لا يمكن جمعهم على شيء واحد لتفاوت عقولهم ومداركهم مع ما قظى الله عز وجل به من وقوع الافتراق بينهم كما صحت بذلك الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال بعد ويتبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض ويرون ان هذه القاعدة من اهم قواعد الايمان فاهل السنة والجماعة يدعون الى الفة المؤمنين ويتبرأون مما يوقع بينهم الفرقة ومن التعصبات التي تورث التي تورث التفرق والتباغض ومن جملة ذلك ما بث بين من استيقاظ الاحزاب فان اتخاذ الاحزاب من اسباب الفرقة والبغض والبغضاء بين المسلمين فان الله عز وجل امرنا ان نكون مجتمعين مغتربين متحابين نسعى في مصالح بعضنا بعض واما الاحزاب فان اهلها انما يسعى كل واحد منهم في مصلحة حزبه والله سبحانه وتعالى جعل له حزبا واحدا هو حزب المؤمنين. فلا ينبغي للمؤمنين ان يفرقوا انفسهم لما ينتج عن ذلك من افتراقهم وتباغضهم وربما ارضى الى تغافلهم. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان اهل السنة لا يرون الاختلاف في المسائل التي لا تصل الى كفر او بدعة موجبة للتفرق مما يسع العذر فيه مما يختلف في قيام الدليل عليه فان المسائل ليست على درجة واحدة. اما ما كان كفرا او بدعة فان العبد يفارق فيها ويزاين عنه فان اهل السنة والجماعة برآء من كل كفر وبدعة. ثم ذكر رحمه الله تعالى انه يترتب على الايمان نتحدث اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بحسب مراتبهم وعملهم لان الله عز وجل اختصهم بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم فمن توقير مقامه وتعظيم جنابه صلى الله عليه وسلم حفظ مقادير اصحابه. فينبغي على المؤمن ان حذر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويحفظ حقهم وان يحفظ لسانه اركانه من كل قول او او فعل يكون انتقاصا لواحد منهم ثم ذكر انهم يدينون بمحبتهم يعني الصحابة ونشر فضائلهم ويمسكون عما شجر بينهم اي ما وقع بينهم من الخلاف وانهم اولى بالامة بكل خصلة حميدة واسبقهم الى كل خير وابعدهم عن كل فمن طرائق باب السنة والجماعة في تعظيم الصحابة انهم ينفقون عما وقع بينهم من الخلاف صيانة لاعراض وتعظيما لجنابهم. وما تهور به بعض الناس من ادعاء عرض وقائع الصحابة على النقد التاريخي هذه جهالة مخالفة طريق اهل السنة والجماعة. فان اهل السنة والجماعة من حبهم للرسول صلى الله عليه وسلم يحب اصحابه ويعظمون اصحابه ويرون يرون لهم من المقام الكريم والمنزلة الرفيعة ما ليس لغيرهم. فلا ينبغي ان يتعرض لهم بشيء وتعرض المرء لهم دليل على رقة دينه وثقافة عقله فاما رقة دينه فلتكليبه بما في القرآن والسنة من فضائلهم. واما ثقافة عقله فلانه اذا علم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خير خلق الله وصفوته فان الله لا يصطفي للمصطفى الا المصطفى. فان الله عز وجل لا يختار للنبي صلى الله عليه وسلم ممن يصحبه الا صفوان الخلق فهم اكمل الخلق حالا واتمهم مقالا وفعالا فيجب ان يصون انوره نفسه عن هذه الترهات وان يحفظ لاصحاب صلى الله عليه وسلم قدرهم. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها. يعني حاكما يحكمها ويدفع عنها عالية المعتدين. فان انتظام الناس مؤمنين من مكابرهم انه لا يكون الا برجوعهم الى رئيس يدبرهم ومتول يتولاهم يحكم بينهم ثم قال ولا تتم امامته الا بطاعته بغير معصية الله. فاهل السنة والجماعة يرون هذا اصلا دينيا لا يلحظون فيه حقوق الحكام ولكنهم يلحظون فيه انتظام جماعة اهل الاسلام الله سبحانه وتعالى رتب هذه الاحكام حفظا لجماعة المسلمين. فمن يعظمه امر الله سبحانه وتعالى يرعى هذه الاحكام كما امر الله سبحانه وتعالى بها. اما من يرعى حظه من فلان او حظه من فلان فانه تارة يذكرها وتارة وهذا علامة الهوى واما المؤمن الصادق فانه يمر ما امره الله سبحانه وتعالى عليه ولو كان خلافا ما تهواه نفسه وترهبه فان النفوس تتنازع الناس بحظوظهم من الدنيا في الولاية والمال وغيرها ولكن المؤمن يجب له ان ينزع نفسه من هواها فان الامر كما ذكر الشاطري ان الله سبحانه وتعالى عندما جعل الدين ليخرج الخلق من اهوائهم الى طاعة الله سبحانه وتعالى فالمطيع لله عز وجل هو الذي يمتثل ما امر الله عز وجل به من الاحكام التي تتعلق ويعلم قطعا ان الله عز وجل لم ينطعها لم يضعها الا لمنفعة المسلمين كافة فان الله عز وجل لم يجعل الحكم احد من الخلق سرمجة والله عز وجل ينزع الملك ممن يشاء ويؤتي الملك ممن يشاء ولكن القصد من وضع هذه الاحكام هو حفظ قبيلة المسلمين وتقوية جماعتهم وصيانتهم عن الذلة والصغار. وما تهور الخلق بشيء مما يتعلق بهذا الامر الا فكان وبال ذلك عليهم وجنايته وخيمة فيقع بينهم من الشرور والاحقاد والضغائن ما لا يخفى على احد مما ممن يرى حال المسلمين اليوم وانما يسلم المرء من هذه العوادي كمال الاستسلام لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وقد جعل الله عز وجل لنا في من قبلنا عبرا. ولكن الامر كما قال شاعر مصر اقرأ التاريخ اذ فيه العبر. ظل اقوام يدرون الخبر فعند ابن سعد في الطبقات ان رجلا جاء الى حذيفة ابن اليمان وابي مسعود الانصاري رضي الله عنهما وهما في المسجد. فقال لهما انتم هنا اي يعني ايه؟ في المسجد. يعني تاركين الشأن العام انتما هنا وقد اخرج الناس اميرهم فسكت شوف العلماء والعقلاء والصحابة رضي الله عنهم فقال الرجل متهورا والله انا لعن السنة. شف يعني ما كفاه ايظا انهم اعتزلوا وسكتوا جاء اليهم ثم قال ما قال ثم لما سكت قال والله انا لعن السنة. فقال حذيفة والله لا تكونون على السنن يعني الدين والله لا تكونون على السنة حتى يشفق الراعي وتنصح الراعي. والله لا تكونون على السنة حتى يشفق الراعي يعني الحاكم وتنصح الرعية فاذا وجد هذا كنتم على السنة وان لم يوجد هذا فانكم انتم وحكامكم على السنة فيجب على العبد ان يتمسك بما جاء في الدين القويم من الاحكام المتعلقة بتدوير بتدبير الولاية ثم ذكر رحمه الله انه لا يتم الايمان الا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد والا باللسان والا فبالقلب على حسب مراتبه الشرعية وطرقه المرعية اي بما يستطيعه الانسان فان اهل السنة والجماعة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر عن المنكر على ما تجبه الشريعة اي وقت ما بينته الشريعة لا وفر اهوائهم ثم قال رحمه الله وبالجملة فيرون القيام بكل الاصول الشرعية على الوجه الشرعي من تمام الايمان والدين فمن كمال دين الانسان ان يؤدي الاصول الشرعية على وجهها الشرعي. فاذا اداها على غير وجهها الشرعي فانه لا يكون موافقا لما اراد الله سبحانه وتعالى منه. واذا اردت ان تمثل ذلك لنفسك فانظر غضبك لحرمات الله عز فان الغضب لحرمات الله عز وجل اذا انتهكت واجب. لكن ايقاع ذلك لابد ان يكون على وجه شرعي. فاذا اظهر الانسان غضبه على غير الوجه الشرعي فان ذلك محرم لا يجوز. نعم. قال رحمه الله الاصل الخامس طريقهم للعلم والعمل وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويلتزمون ان لا طريق الى الله والى كرامته الا بالعلم النافع الا بالعلم النافع والعمل الصالح. فالعلم النافع هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى عليه وسلم يجتهدون في معرفة معانيها واتفقوا في اصولها واتفقوا فيها اصولا وفروعا ويسلكون جميع طرق الدلالات فيها دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الاتزان. ويبذلون قواهم في ادراك ذلك بحسب ما اعطاهم الله ويعتقدون ان هذه هي العلوم النافعة وكذلك ما تفرع عنها من صحيحة ومناسبات حكيمة كل علم اعان على ذلك وازره وترتب عليه فانه علم شرعي. كما ان ما كما ان ما طاده وناقضه فهو علم باطل. فهذا طريقهم في العلم واما طريقهم في العمل فانهم يتقربون الى الله تعالى بالتصديق والاعتراف التام في عقائد الايمان التي هي اصل واساسها ثم يتقربون له باداء الفرائض ثم يتقربون له باداء فرائض الله المتعلقة بحقه وحقوق عباده مع الاكثار من النوافل وبترك المحرمات والمنهيات تعبدا لله تعالى ويعلمون ان الله تعالى لا يقبل الا كل الا كل عام الخالص لوجهه الكريم نسألك فيه طريق النبي الكريم ويستعينون بالله تعالى بسلوك هذه الطرق النافعة التي هي العلم والعمل الصالح الموصل الى كل خير وفلاح وسعادة عاجلة واجلة. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد على اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. ختم المصنف رحمه الله بذكر العصر الخامس من الاصول الخمسة التي ببيانها في هذا المختصر. فقال الاصل الخامس طريقهم في العلم والعمل. تنويها بان يلجأ للسنة والجماعة لا يقتصر على عقائد قلبية او اعمال ظاهرة بل يرد ذلك الى اصل جامعي وطريق يقضي للوصول الى ذلك من العلم والعمل وهو المذكور في كلام المصنف في قوله ذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويلتزمون ان لا طريق الى الله والى كرامته الا بالعلم النافع والعمل الصالح. فالعلم النافع هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالموصل الى معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قوى العلم فانه لا سبيل الى ان تعرف دين الرسول صلى الله عليه وسلم الا بطلب العلم فينبغي ان يجتهد المرء بعلم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. ويتأكد ذلك فيما يريد المرء ان يعمله. فان احسن الاقوال فيما فيجب من العلم ان كل ما وجب العمل به وجب تقدم العلم عليه ان كل ما وجب العمل به وجب تقدم العلم عليه ذكره الاجري في رسالته في طلب العلم وابو عبدالله ابن القيم في اعلام والبراقي في الفروق ومحمد علي ابن الحسين المالكي في تهذيب الفروق وهذه قاعدة عظيمة وبيانها ان جما غفيرا منكم هم يؤدون الان فرض الحج عليهم. فيجب عليهم قبل في مناسكهم ان يتعلموا احكام الحج. ولا يجوز لاحدهم ان يمشي مع الناس ويقول افعلوا بك كما فعلوا فان الناس فيهم العاقل والسفيه وفيهم العالم والجاهل فينبغي ان يتعلم المرء احكام نسكه حتى تبرأ ذمته فان الذي يؤدي عملا في الحج دون علم يأثم عند وقوع المخالفة منه اثمين لاتما واحدا فيقع في اثم عدم العلم اولا ويقع في اثم مخالفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ثانيا فلو قدر مثلا ان رمى في اليوم العاشر والحادي عشر ثم ترك ما بعد ذلك من الرمل فانه اثم اولا بعدم تعلمه احكام الرمي. ثم اثم ثان ثانية بزوجه ما امر ومنه الرسول صلى الله عليه وسلم من رمي الجمال في ايامها سوى اخرها لمن خرج متعجلا فينبغي للمرء ان يتعلم ما يجب عليه من العمل قبل الدخول فيه. وسيكون ان شاء الله تعالى غدا في مجالس هذا الدرس بعد الفجر وبعد العصر وبعد المغرب شرط في بيان مناسك الحج. ثم ذكر المصنف رحمه رحمه الله تعالى انهم في سبيل تحصيل العلم النافع يسلكون جميع طرق الدلالات فيها. واراد بالدلالات فيها الدلالات اللفظية. وانواعها ثلاثة هي المذكورة في كلام المصنف فاولها دلالة المطابقة وهي دلالة اللفظ على جميع معناه فاولها دلالة المطابقة وهي دلالة اللفظ على جميع معناه. وثانيها دلالة التظمن. وهي دلالة اللفظ على معناه دلالة اللفظ على جزء معناه. وثالثها دلالة التزام. دلالة الالتزام وهي دلالة اللفظ على امر خارج عنه لازم له. وهي سلالة اللفظ على امر خارج عنه لازم له فهم يعملون هذه الانواع الثلاثة في استنباط معاني الكتاب والسنة. ثم قال ويبذلون قواهم في اجلاس في ادراك ذلك بحسب ما اعطاهم الله. فهم يصرفون من قواهم البدنية والعقلية. والمالية ما يصرفون ابتغاء ادراك العلم تقربا الى الله سبحانه وتعالى فانه من اعظم الكرب الموصلة اليه. ثم قال ويعتقدون ان هذه هي العلوم نافعة فانفع العلم العلم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وكل علم نافع فهو دونه. فالعلوم التي ينتفع بها الناس مهما عظمت فانها دون العلم الديني. لان العلم الديني هو علم الوحي فهو العلم مأخوذ عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يقاربه علم ابدا. ثم قال رحمه الله تعالى وكذلك ما تفرع عنها من في صحيحة ومناسبات حكيمة وكل علم اعان على ذلك او ازره يعني ناصره او ترتب عليه فانه علم شرعي كما ما ضاده ولا قدره فهو علم باطل فهذا طريقهم في العلم. ثم ذكر طريقهم في العمل فقال واما طريقهم في العمل فانهم يتقربون الى الله تعالى بالتفصيل والاعتراف التام بعقائد الايمان التي هي اصل عبادات واساسها فالاعتقاد محرك للعبد ان الاعتقاد يدير في النفس المحبة والارادة. فاذا قوي اعتقاد العبد في قلبه حرك قلبه محبته وارادته فقدر الانسان على العمل. ثم ذكر انه يتقربون لله عز وجل باداء فرائضه المتعلقة بحقه وحقوقه عباده مع الاكثار من النوافل وبترك المحرمات والمديات تعبدا لله ويعلمون ان الله تعالى لا يقبل الا كل عمل خالص الكريم مسلوكا فيه طريق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. فلا يقبل العمل الا بشرطين احدهما الاخلاص. وهما القلب من ارادة غير الله. والاخر الاتباع وهو اقتفاء هدي النبي صلى الله عليه وسلم. فلا سبيل الى للعمل الا بوجود هذين الامرين فيجب ان يكون العبد مخلصا في عمله لله متابعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحصل له تقبل عمله ثم قال ويستعينون بالله في سلوك هذه الطرق النافعة التي هي العلم النافع والعمل الصالح الموصل الى كل خير وفلاح. لان العبد لا قدرة له على شيء الا بعون الله سبحانه وتعالى. قال الشاعر اذا الم يكن من الله عون للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده. فلا قدرة قدرة لك على ما تؤمنه من العلم والعمل الا بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى. قال ابو العباس ابن تيمية تأملت افضل الدعاء. فاذا هو سؤال والله المعونة على ما يرضاه. تأملت افضل الدعاء. فاذا هو سؤال الله العون على المعونة على ما يرضاه. انتهى كلامه فاعظم الدعاء هو دعاء الله عز وجل ان يعين العبد على ما يريده من الاعمال. ولذلك فان الفاتحة ان ترجعوا الى قول الله عز وجل اياك نعبد واياك نستعين. فقوله اياك نعبد تحقيق لعبادة الله عز وجل وقوله اياك نستعين تحقيق للاستعانة به وحده سبحانه وتعالى. قال ابو العباس ابن تيمية اياك نعبد تدفع داء الرياء واياك نستعين تدفع داء الكبرياء. اياك نعبد تدفع داء الرياء واياك نستعين تدفع انتهى كلامه والمعنى ان العبد اذا حقق اياك نعبد في قلبه ارادة غير الله عز وجل. واذا حقق اياك نستعين ان لم يكن في قلبه تكبر وتجبر لانه يعلم انه لا سبيل له في تحصيل مطالبه العاجلة والعاجلة الا بالاستعانة بالله عز وجل هذا تمام البيان لمعاني هذا الكتاب على ما يناسب المقام. اكتبوا طبقة سماعه سمع علي جميع لمن سمع الجميع وبعضهم يستمع البعض مختصر في اصول العقائد الدينية بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك في مجلس واحد بميعاد النخبة في محله من نسخته له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين من اسناد المذكور في عقود هذه اجازة وفود الحجاج والحمد لله رب العالمين. صحيح ذلك صالح ابن عبدالله بن حمد العصيمي يوم الثلاثاء الثالث من ذي الحجة سنة اربع وثلاثين بعدها اربع مئة والالف من المسجد الحرام في المسجد الحرام في مدينة مكة المكرمة واسناده اخبرنا زهير بن مصطفى الشاويش قراءة عليه. قال اخبرنا المصنف اجازة اخبرنا مصطفى زويل ومصطفى الشاويش قراءة قال اخبرنا المصنف اجازة