الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فهذا هو الدرس الثاني عشر من برنامج الدرس الواحد الثاني والكتاب المقروء فيه هو اصول العقائد الدينية العلامة ابن سعدية رحمه الله تعالى رحمة واسعة وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة القدوة عبدالرحمن ابن ناصر ابن عبدالله السعدي بكسب السين المهملة المشددة كما هو مسموع من اهل بيته وتلامذته يكنى بابي عبد الله ويعرف بابن سعدي نسبة الى احد اجداده المقصد الثاني تاريخ مولده ولد ثاني عشر محرم الحرام سنة سبع بعد الثلاث مئة والالف المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله قبل طلوع فجر يوم الخميس الثالث والعشرين من جمادى الاخرة سنة ست وسبعين بعد الثلاثمائة والالف وله من العمر تسع وستون سنة فرحمه الله رحمة واسعة المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا المقصد الاول تحقيق عنوانه اهمل المصنف رحمه الله تعالى تسمية كتابه هذا كما تشهد بذلك نسخته الخطية المكتوبة بيده رحمه الله وقد سماه سبقه الذي سعى في نشره مختصر ابن سعدي في اصول العقيدة والتوحيد والتقى ناشره طباعته باسم اصول العقائد الدينية واولى منهما التسمية المستفادة من مقدمته بان يسمى مختصر جدا في اصول العقائد الدينية والاصول الكبيرة المهمة وما يؤخذ من عبارة المصنف اولى مما يؤخذ من عبارة غيره المقصد الثاني بيان موضوعه اشتملت هذه الرسالة اللطيفة على اصول خمسة عظيمة هي التوحيد والنبوات واليوم الاخر والايمان وطريق اهل السنة والجماعة في العلم والعمل المقصد الثالث توضيح منهجه رتب المصنف رحمه الله تعالى رسالته وفق الاصول الخمسة المتقدمة مترجما لكل اصل بما يدل عليه حيث يقول الاصل الاول كذا وكذا الى تمام الاصول الخمسة وقد صاغ المصنف رحمه الله تعالى عبارته على ما يناسب حال المختصرات من ايجاد الكلام وتقليل الالفاظ من غير ذكر لادلة المسائل الواردة في الاصول الخمسة فجاء هذا المختصر كما قال شيخنا ابن عقيل في تقريضه تحفة لطيفة في اصول الدين بمثابة متن مختصر وهو كما قال وننبه ها هنا الى ان اقراء هذه الرسالة الوجيزة لن يجري على وفق ما تحتاجه قراءة المتون لان العلم له طرق وفنون وللمختصرات طريق في الشرح غير هذه الطريق وانما سنعلق بنكت جامعة ومسائل مستنطفة استغناء بما سبق تقريره على كتاب المصنف رحمه الله تعالى المسمى بسؤال وجواب في اهم المهمات فان جل ما في هذا الكتاب قد ذكر في ذلك وقد اخذنا بالكلام عليه في درس ماض بسم الله الرحمن الرحيم. يقول العلامة ابن سعدي الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد واله وصحبه واتباعه الى يوم اما بعد فهذا مختصر جدا في اصول العقائد الدينية والاصول الكبيرة المهمة اقتسمنا فيها على مجرد الاشارة والتنبيه من غير بسط بالاكلام ولا ذكر ولا ذكر ادلتها اقرب اقرب ما يكون لها انها من نوع للمسائل لتعرف اصولها ومقامها ومحلها من الدين قوله رحمه الله من نوع الفهريستي للمسائل كلمة اعجمية عربت بالفهرس واصله الكتاب الذي تجمع فيه اسماء الكتب كما ذكره صاحب القاموس المحيط ويغني عنه في لسان العرب الكشاف فكشاف المسائل بمنزلة فاغرس المسائل لتعرف اصولها ومقامها ومحلها من الدين. ثم من له رغبة في العلم يتطلب وسطها وبراهينها من اماكنها. وان يسر الله وفسح في الاديب صته فهذه المطالب ووضحتها بادلتها. قوله رحمه الله وفسح في الاجل يعني امد في العمر والظاهر انه لن تتحقق امنيته رحمه الله وكم من حسرات في بطون المقابر. فمن العلماء من يتمنى شيئا ثم لا ييسر له ذلك كما اتفق هذا في جماعة من اهل العلم منه ابن القيم رحمه الله تعالى فانه غير مرة ذكر في تصانيفه انه يتمنى ان يصنف كتابا في كذا وكذا ثم لم يقع له ما كان يتمنى ومنهم المصنف رحمه الله تعالى فانه لا يعرف له شرح على هذا المختصر الاصل الاول التوحيد. حد التوحيد الجامع لانواعه هو اعتقاد العبد وايمانه بتفرج الله بصفات الكمال. وافراده بانواع عبادة تقدم ان الحج الجامع للتوحيد ان يقال ان التوحيد له معنيان اثنان المعنى الاول المعنى العام وهو افراد الله بحقوقه وقولنا افراد مبني على معنى كلمة التوحيد بلسان العرب وهو الافراد وقولنا بحقوقه مأخوذ مما ثبت في الصحيحين من حديث معاذ رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اتدري ما حق الله على العباد؟ ثم ذكر التوحيد فسماه حقا وقد دل استقراء القرآن والسنة على ان حقوق الله عز وجل ثلاثة اولها حق الالوهية وثانيها حق الربوبية وثالثها حق الاسماء والصفات والمعنى الثاني معنى خاص وهو افراد الله عز وجل بالعبادة اذ قد يطلق التوحيد على ارادة هذا المعنى في نصوص الوحيين وهو اكثر ما يجيء فيها تنبيها الى عظيم شأن امر افراد الله عز وجل بما يستحق من انواع العبادة فدخل في هذا توحيد الربوبية الذي هو اعتقاد انفراد الرب بالخلق وتسدو انواع التدبير. واجمع من هذا في تعريف توحيد الربوبية ان يقال توحيد الربوبية هو افراد الله بافعاله وتوحيد الاسماء والصفات وهو اثبات ما اثبته لنفسه واثبته له رسوله من الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العلى العليا واجمع من هذا ان يقال في تعريف توحيد الاسماء والصفات هو افراد الله باسمائه الحسنى وصفاته العلا من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل. وتوحيد الالوهية والعبادة وهو افراده وحده باجناس العبادة وانواعها وافرادها. وافراد من غير اشراك به في شيء منها مع اعتقاد كمال الوهيته. وهذا معنى قولنا ان توحيد الالوهية يعرف بانه افراد الله بالعبادة فدخل في توحيد الربوبية اثبات القضاء والقدر وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه على كل شيء قدير. وانه الغني الحميد وما سواه وفقير اليه من كل وجه ودخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات جميع معاني الاسماء الحسنى لله تعالى الواردة في الكتاب والسنة والايمان بها ثلاث درجات ايمان بالاسماء وايمان بالصفات وايمان باحكام صفاته. كالعلم بهذه الدرجات الثلاث هي اركان الايمان بالاسماء الحسنى وصفاته العلى كما تقدم بيانه واولها الايمان بالاسماء وثانيها الايمان بالصفات وثالثها الايمان باحكام الصفات وسبق ان حكم الصفة يطلق على معنيين اثنين الاول الاخبار عن اثار الصفة كمن يحدث عن اثار رحمة الله عز وجل فيقال ان هذا الخبر عن هذه الاثار هو حكم بصفة رحمة ربنا عز وجل والمعنى الثاني ان حكم الصفة هو نسبة هو نسبة الصفة الى متعلقاتها لان لكل صفة متعلقة مثاله من صفات ربنا عز وجل العلم ومتعلق هذه الصفة هو المعلومات بالنسبة بين المتعلق والصفة يقال لها حكم الصفة وقد نص على هذين المعنيين جماعة منهم ابو عبد الله ابن القيم في الكافية الشافية والعلامة ابن عيسى في شرحها ومحمد خليل هراس رحمه الله في شرحها العلم بانه عليم ذو علم. ويعلم كل شيء قدير ذو قدرة. ويقدر على كل شيء الى اخر ما له من الاسماء المقدسة. ودخل في قوله رحمه الله الاسماء المقدسة ابلغوا منه واجل ما جاء في القرآن الكريم من انها اسماء حسنى كما قال الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى يعني التي بلغت من حسن غايته والتقديس هو التنزيه والتطهير الا ان متابعة اللفظ الوارد في الشرع اولى من استحداث لفظ اخر وان كان في نفسه صحيحا ودخل في اثبات علوه على خلقه واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته ودخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية التي لا تنفك عنها التي لا ينفك عنها كالسمع والبصر والعلم والعلو ونحوها والصفات الفعلية وهي الصفات المتعلقة بمشيئة تأتيه وقدرته كالكلام والخلق والرزق والرحمة والاستواء على العرش والخلق والرزق والرحمة والاستواء على العرش والنزول الى السماء الدنيا كما يشاء ذات ربنا سبحانه وتعالى تقسم باعتبارات عدة منها ما ذكره المصنف وها هنا انها تنقسم الى قسمين اثنين اولهما الصفات الذاتية وهي التي لا ينفك اتصاف الله عز وجل بها وقد ظبطها ابن الحاج رحمه الله تعالى بان صفات الذات لا يوصف الله عز وجل بها وبمقابلها فمثلا العلم لا يوصف الله عز وجل بالعلم وبمقابله. والحياة لا يوصف الله عز وجل بالحياة ومقابلها ينصب بواحد من هذه وهو ما دلت عليه النصوص العلم والحياة واما النوع الثاني وهو الصفات الفعلية فهي التي تتعلق بمشيئة الله واختياره فاذا شاء الله سبحانه وتعالى كان موصوفا بها. واذا لم يشأ كان متصفا بضدها فان الله عز وجل يتصف بالرحمة ويتصف بما يقابلها وهو الغضب والمقت وغير ذلك وقوله رحمه الله تعالى في امثلة الصفات الفعلية كالكلام الكلام هو صفة فعلية باعتبار الاحاد التي تحجز شيئا فشيئا واما باعتبار جنس الصفة فان الله عز وجل لم يزل متكلما ولا يزال متكلما ولذلك يقول اهل العلم ان الكلام صفة ذاتية باعتبار جنسها وصفة فعلية باعتبار احادها فقولهم صفة ذاتية باعتبار جنسها يعني ان الله عز وجل لم يزل متكلما بما شاء كيف شاء وقولهم صفة فعلية باعتبار احدها يعني ان افراد الكلام لا تزال تحدث شيئا فشيئا فان الله عز وجل تكلم بالقرآن بعد ان تكلم بالانجيل وتكلم بالانجيل بعد ان تكلم بالتوراة وان جميعها تثبت لله من غير تمثيل ولا تعطيل. وانها كلها قائمة بذاته وهو موصوف بها. قوله رحمه الله وان كلها قائمة بذاته يعني غير بائنة منها بل هو سبحانه وتعالى متصف بها وهو موصوف بها وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل وانه فعال لما يريد. يتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء. لم يزل بالكلام موصوفا وبالرحمة والاحسان معروفا ودخل في ذلك الايمان بان القرآن كلام الله منزل وغير مخلوق. منه بدأ واليه يعود. وانه المتكلم به حقا. وان كلامه لا ينفد ولا يبيد رحمه الله تعالى منه بدأ هذا الحرف فيه ضبان اثنان احدهما بدأ بالهمز من البداية فيكون بمعنى ان الله عز وجل تكلم بهذا الكلام حقيقة فمنه خرج وثانيهما بدا بلا همز من البدو وهو الظهور وهو بمعنى ما سبق وقوله رحمه الله واليه يعود لها ثلاثة معان اولها ان معنى قول اهل السنة اليه يعود اليه يضاف وينسب فهو سبحانه وتعالى المتكلم به وثانيها ان معنى ذلك انه يرفع اليه سبحانه وتعالى كما قال الله عز وجل اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وثالثها ان معناه انه يرفع في اخر الزمان من السطور والصدور فلا يبقى في مصحف حرف ولا في صدر حرف واصح هذه المعاني هو المعنى الثالث وان كان المعنيان السابقان صحيحين الا ان المراد عند اهل السنة اثبات رفع القرآن في اخر الزمان وقد ثبت في ذلك احاديث واثار عدة ونقل عليه الاجماع وصنف اضياء المقدسي رحمه الله تعالى رسالة مفردة في هذا وانما يقع لان القلوب لم تعد صالحة لحمل القرآن وقد هجر الناس العمل به والتحاكم اليه سيكون من معاجلتهم بالعقوبة ان الله عز وجل يعظم القرآن برفعه عن مثل هؤلاء ولهذا لا تقوم الساعة الا على اسرار الخلق كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله رحمه الله تعالى لا ينفد وبالتالي المهملة يعني لا ينقضي ولا ينتهي واما ينفذ بالزار المعجمة فمعناها يخترق الشيء ويخرج منه ومنه نفاذ السهم وقد صنف ابن ام قاسم منظومة لطيفة في الفرق بين الاسماء التي تجيء بالدال والدال وشرح شرحا لطيفا تسمى بمنظومة الدال والدال ودخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب. وانه مع ذلك علي اعلى وانه لا منافاة بين كمال علوه وكمال قربه. لانه ليس كمثله شيء في جميع بنعوثه وصفاته. ولا يتم كما قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد في الواسطية بعبارة موجزة علي في دنوه قريب في علوه فلا تناقض بين اتصافه سبحانه وتعالى بالعلو والقرب لان الله عز وجل ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته ولا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من الاسماء والصفات والافعال واحكامها على وجه يليق بعظمة الباري. ويعلم انه كما انه لا يماثله احد في ذاته فلا يماثله احد في صفاته. ومن ظن ان في بعظ العقليات ما يوجب تأويل بعظ بعظ الصفات على غير معناها المعروف. فقد ظل ضلالا مبينا. ولا يتم توحيد الربوبية حتى يعتقد العبد ان افعال العباد مخلوقة لله. وان مشيئتهم تابعة لمشيئة الله وان لهم افعالا وارادة تقطع بها افعالهم وهي متعلق الامر والنهي وانه لا يتنافى الامران اثبات مشيئة الله العامة الشاملة للذوات والافعال والصفات واثبات قدرة العبد على افعاله واقواله. ولا يتم توحيد العبادة حتى مخلص العبد لله تعالى في ارادته واقواله وافعاله. وحتى يدع الشرك الاكبر المنافي للتوحيد كل المنافاة وهو ان يصرف نوعا من انواع العبادة لغير الله تعالى. واجمع من هذا الذي ذكره المصنف بتعريف الشرك الاكبر ان يقال ان الشرك الاكبر هو صرف شيء من حقوق الله يخرج به العبد من الاسلام وقولنا صرف شيء من حقوق الله مأخوذ من الدلالة اللغوية بهذا الاصل الشين والراء والكاف. وقولنا يخرج به العبد من الاسلام اخذ من الادلة المستفيضة على ان من فعل شيئا من الشرك الاكبر فانه يخرج من الملة وكمال ذلك ان يدع الشرك الاصغر وهو كل وسيلة قريبة يترسل بها الى الشرك الاكبر كالحلف بغير الله ويسير الضياع ونحو ذلك والناس هنا مسألتان مهمتان اولاهما تبيين ضابط الشرك الاصغر عند المصنف رحمه الله تعالى فمجموع كلامه في القول السديد وفي اهم المهمات يدل على ان الشرك الاصغر عنده يضبط بشيئين اثنين اولهما الا يبلغ رتبة العبادة وثانيهما ان يكون وسيلة مفضية الى الشرك الاكبر فمتى وجد هذان الشيئان او احدهما كان ذلك عنده من جملة الشرك الاصغر والمسألة الثانية ان تعريف الشرك الاصغر يقال فيه بعبارة اجمع وامنع هو صرف شيء من حقوق الله لغيره لا يخرج به العبد من الاسلام فحصل في هذا القيد التمييز بين الشرك الاكبر والاصغر الشرك الاكبر ترك شيء من حقوق الله لغيره يوجب للعبد ارتجاجا عن الدين وخروجا من الملة واما الشرك الاصغر فانه صرف شيء من حقوق الله لغيره لكنه لا يوجب للعبد خروجه من الدين بل يكون متصبا بالشرك الاصغر وقوله رحمه الله تعالى ها هنا ويسير الرياء تبع فيه جماعة من اهل العلم كابي عبدالله ابن القيم في مدارج السالكين والجواب الكافي ممن يرى ان يسير الرياء هو الشرك الاصغر وان الرياء اذا استفحل كان شركا اكبر فيضبطون الاصغر منه بانه اليسير واما المستكمل منه الغالب على النفوس فهو عندهم شرك اكبر والذي تدل عليه الاحاديث والاثار المنقولة في الشرك الاصغر هو ان الرياء كله شرك لا فرق بين يسيره وكثيره وانما الفرق بين غلبته على العبد وقلته في حقه فاذا كان الرياء في افعاله يسيرا فهذا من اهل الاسلام واما اذا كان الرياء في اعماله كثيرة فهذا من اهل النفاق كما يدل على ذلك ظواهر القرآن الكريم والناس في التوحيد على درجات متفاوتة بحسب ما قاموا به من معرفة الله والقيام بعبوديته. فاكملهم في هذا الباب من عرف من تفاصيل اسماء الله وصفاته افعاله والاءه ومعانيه الثابتة في الكتاب والسنة وفهمها فهما صحيحا فامتلأ قلبه من معرفة الله وتعظيمه واجلاله ومحبته والانابة اليه وانجذاب جميع دواعي قلبه الى الله تعالى. متوجها اليه وحده لا شريك له. ووقعت جميع حركاته وسكناته في كمال الايمان والاخلاص التام. الذي لا شيء من الاغراض الفاسدة فاطمئن الى الله تعالى معرفة وانابة وفعلا وتركا وتكميلا لنفسه وتكميلا لغيره. بالدعوة الى هذا الاصل العظيم. فنسأل الله من بفضله وكرمه ان يتفضل علينا بذلك. ولاجل هذا الاصل وهو ان الناس بالتوحيد على درجات متفاوتة فان القائمة بتحقيق توحيده لا يزال ملتفتا اليه معتنيا به مستزيدا باستبانة مسائله وتصور حقائقه وفهم مداركه والاطلاع على تصرف الشرع في احوال القلوب زيادة لهذا التوحيد ونقصا له واذا اهمل العبد تطلعه وتشوفه الى تعلم التوحيد جره ذلك الى نقص حاله فيه وربما استهان بهذا الشأن فانخلع من الملة والدين بالكلية ومنها هنا لا يزال العبد محتاجا الى النظر في توحيد الله عز وجل وقد ذكر شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى من الادلة على ذلك ببعض رسائله شخصية ان الله عز وجل قال لرسوله صلى الله عليه وسلم في سورة محمد وهي سورة مدنية فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات قال فالنبي صلى الله عليه وسلم بعد جهاده الذي جاهده في بيان التوحيد في مكة انزل عليه الامر بتعلم التوحيد في المدينة وبهذا لفت للانظار الى العناية بتوحيد الله عز وجل واما قول بعض الناس التوحيد فهمناه فهي شبهة قديمة ذكرها امام الدعوة رحمه الله تعالى في كشف الشبهات وقال واما قولهم التوحيد فهمناه فمن اكبر الجهل ومكائد الشيطان انتهى كلامه لان من قال هذه المقالة فهو جاهل فالعبد لا يزال محتاجا الى الوقوف على افراد التوحيد فنحن في كل صلاة نقول اهدنا الصراط المستقيم. لان العبد لا يزال مفتقرا الى هداية الله عز وجل له في كل دقيقة دقيق وجليل وكذلك هو مفتقر الى تعلم التوحيد والى النظر في مسائله حتى يثبت له توحيده ولا فقه نقص وقوله رحمه الله ومن مكائد الشيطان يعني من الشرائك التي يضعها الشيطان ويستجر بها الناس كي ينصرفوا عن توحيد ربهم عز وجل. فانهم لا يلتفتون الى تعلمه هذا لهم الجهل باحكامه فيقعون في مخالفته وقد قال الله عز وجل مخبرا عن حال الناس وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون واحق الناس بالقيام بتعلم التوحيد وبذل النفس والنفيس فيه هم طلاب العلم. واذا رأيت طالب العلم يستقل مسائل التوحيد ويرى انها مسائل مفهومة بينة. مستغن عن تعلمها فاعلم انه عبد يوشك ان يخذل فان كمال التوحيد ان تعظمه ولهذا من طالع التراجم ورأى المنقولة عن بعض اهل العلم في تعظيم توحيد الله عز وجل ربما عجب من ذلك ولا غرابة في ذلك لمن ميز رتب التوحيد فهو يعرف لكل لفظ دلالته ومن هذا ان بعض علماء هذه البلاد زاره ملكها في زمن من الازمان فنصحه العالم ووعظه فلما قام الملك من عنده قال نسأل الله ان يعاملنا بعدله فقال الموحد لربه العارف بقدره قل نسأل الله ان يعاملنا بفضله فان الله لو عاملنا بعدله ولكن فتأمل هذه الدقيقة اللطيفة التي لا ينتبه اليها الا احاد الراسخين في توحيد الله عز وجل الاصل الثاني الايمان بنبوة جميع الانبياء عموما ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا. وهذا الاصل مبناه على ان يعتقد ويؤمن بان جميع الانبياء قد اختصهم الله بوحيه جعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ شرعه ودينه. وان الله ايدهم بالبراهين الدالة على صدقه. وصحة ما جاءوا به. قوله رحمه الله وجعلهم سائط بينه وبين خلقه في تبليغ شرعه ودينه يعني واسطة تبرير كما سيأتي بيانه في رسالة ابي العباس ابن تيمية الحفيد الواسطة بين الحق والخلق وهذه الواسطة ثابتة في القرآن والسنة والاجماع فمن انكرها فهو كافر وقوله رحمه الله وان الله ايدهم بالبراهين الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به احسن منه قول المصنف رحمه الله تعالى في سؤال وجواب وايدهم بالايات الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به فان اكثر ما يدل به على صدق الانبياء هو اسم الايات ولهذا كانت تصانيف السلف رحمهم الله تعالى دائرة حول هذا المعنى فصنفوا دلائل النبوة ولم يسموها معجزات النبوة. لان المعجزة مصطلح حادث ليس بالقرآن ولا في السنة وانما اصطلح عليه المعتدلة ثم سرى الى غيرهم من اهل القبلة والاستغناء بحقائق الالفاظ الموجودة في الكتاب والسنة اولى فالتعبير بانها ايات الانبياء اولى من التعبير بانها معجزات الانبياء وانهم اكمل الخلق علما وعملا. واصدقهم وابرهم واكملهم اخلاقا واعمالا. وان الله خصهم بخصائص وفضائل لا يلحقهم فيها احد ان الله برأهم من كل خلق قدير وانهم معصومون فيما يبلغون عن الله تعالى قوله رحمه الله تعالى وانهم معصومون فيما يبلغون عن الله تعالى لفظ العصمة ليس في كلام الله ولا بكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على ارادة هذا المعنى كما بينه ابو العباس ابن تيمية الحفيدي في كتاب النبوات وانما في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم الدلالة على هذه الحقيقة فتن الصدق ولهذا يقال في وصف النبي صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق كما قال ابن مسعود رضي الله عنه في حديث التخليق المشهور المروي في الصحيحين فالاولى بالعبارة ان يقال وانهم صادقون مصدوقون فيما يبلغون عن الله تعالى وانه لا يستقر في خبرهم وتبليغهم الا الحق والصواب. وانه يجب الايمان بهم وبكل ما اوتوه من الله. ومحبتهم وتعظيمهم. وان هذه الامور لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم على اكمل الوجوه. وانه يجب معرفة جميع ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا. والايمان بذلك والتزام وطاعته في كل شيء بتصديق خبره وامتثال امره واجتناب نهيه. قوله رحمه الله وانه يجب معرفة جميع ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا يعني على مجموع الامة لا على كل فرد من افرادها فان معرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ينقسم الى قسمين القسم الاول المعرفة الاجمالية وهذه لابد منها في حق كل مسلم فلا يكون مسلما الا بمعرفة قدر مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والنوع الثاني المعرفة التفصيلية وهي القدر الزائد عما يجب على كل مسلم وتختلف باختلاف احوال الناس وقدرهم فما يجب على الذكي غير ما يجب على البليد وما يجب على العالم والقاضي والمفتي والامير غير ما يجب على احادي الناس ومن ذلك انه خاتم النبيين قد نسخت شريعته جميع الشرائع. وان نبوته وشريعته باقية الى قيام الساعة. فلا نبي بعده ولا شريعة غيره شريعته في اصول الدين وفروعه. قوله رحمه الله خاتم النبيين قاتم فيها ضبان اثنان احدهما على زنة فاعل يعني الذي ختم النبيون به فكان هو صلى الله عليه وسلم اخره والثاني خاتم على اسم الالة المعروف كأنه كالطابع عليهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين فبه ختموا ويدخل في الايمان بالرسل الايمان بالكتب كالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم يقتضي الايمان بكل ما جاء به من الكتاب والسنة الفاظها ومعانيها فلا يتم الايمان به الا بذلك وكل من كان اعظم علما بذلك وتصديقه واعترافا وعملا كان اكمل كان اكمل ايمانا والايمان الملائكة والقدر والقدر داخل في هذا الاصل العظيم. ومن تمام الايمان به ان يعلم ان ما جاء به حق لا يمكن ان يقوم دليل عقلي او حسي على الى اخره. كما لا يقوم دليل نقلي على خلافه. فالامور العقلية او الحسية النافعة تجد دلالة الكتاب والسنة مثبتة لها حاسة على تعلمها وعملها وعملها. قوله رحمه الله تجد قالت الكتاب دلالة مثلثة الجان فيجوز فيها الكسر والفتح والضم والكسر هو افصحها وغير النافع من المذكورات ليس فيها ما ينفي وجودها وان كان الدليل الشرعي ينهى ويذم الامور الضارة منها ويدخل في في الايمان بما جاء به الرسول بل وسائر الرسل قوله رحمه الله بل وسائر الرسل هذا التركيب غير فصيح بل يقتصر على احد الحرفين كان يقول بما جاء به الرسول بل سائر الرسل او يقول بما جاء به الرسول وسائر الرسل الاصل الثالث الايمان باليوم الاخر. فكل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت. فانه من الايمان باليوم الاخر. كاحوال البرزخ واحوال يوم القيامة وما فيها من الحساب والثواب والعقاب والشفاعة والميزان. والصحف المعقودة باليمين والشمال والصراط واحوال الجنة والنار واحوال اهلهما. وانواع ما اعد الله فيهما لاهلهما اجمالا وتفصيلا فكل ذلك داخل في الايمان باليوم الاخر عد المصنف رحمه الله تعالى الايمان الاخر لانه الايمان بكل ما جاء بالكتاب والسنة مما يكون بعد الموت وهو الحج الذي نص عليه ابو العباس ابن تيمية بالعقيدة الواسطية ووصفه المصنف رحمه الله تعالى في شرحها لانه ضابط جامع وهو احسن ما قيل في بيان حد ما يدخل تحت الايمان باليوم الاخر الاصل الرابع مسألة الايمان. فاهل السنة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة من ان الايمان هو تصديق القلب المتضمن لاعمال الجوارح. فيقولون الايمان اعتقادات القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان. وانها كلها من الايمان وان من اكملها ظاهرا وظاهر السنة يعتقدون ان الايمان قائم على امور ثلاثة احدها تصديق القلب والمراد بالتصديق التصديق المستقر بالجزم وليس مجرد التصديق فهو تصديق مجزوم به وثانيها قول اللسان وثالثها عمل الجوارح والاركان كما قال السفاريني رحمه الله تعالى في الدرة ايماننا قول وقصد وعمل تزيده التقوى وينقصه الزلل فقوله رحمه الله تعالى قول وقصد وعمل اشارة الى هذه الامور الثلاثة واراد بالقصد تصديق القلب وان من اكملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان. ومن انتقص شيئا منها فقد انتقص من ايمانه. وهذه الامور بضع وسبعون شعبة. اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. ويرتبون على هذه الجملة في بيان عد شعب الايمان ببضع وسبعين شعبة هي قطعة من حديث ابي هريرة رضي الله عنه المروي في الصحيح الا ان روايته في الصحيحين افترق لفظها فلفظ البخاري وستون ولفظ مسلم وسبعون والمحفوظ من هذين اللفظين والله اعلم هو لفظ الستون فالايمان بضع وستون لعبة والشعبة هي الجزء والقطعة من الشيء والفرق بين شعب الايمان واركانه من وجهين اثنين الاول ان كل ركن من اركان الايمان فهو شعبة من شعبه وليست كل شعبة من شعب الايمان هي ركنا من اركانه فالايمان بالله وباليوم الاخر وبالقدر خيره وشره الى تمام الاركان الستة هذه من شعب الايمان وهي اركان واما الحياء واماطة الاذى عن الطريق واشباهها فهي شعب وليست باركان والفرق الثاني ان من ترك ركنا من اركان الايمان الستة فقد كفر اما من ترك شعبة من شعب الايمان فقد لا يكبر كمن ترك الحياء فصار سخيفا قليل الحياء هذا لا يقال انه كافر وانما ينقص من ايمانه على قدر نفسه بهذه الخصلة الجليلة ويرتبون على هذا الاصل ان الناس في الايمان درجات مقربون واصحاب يمين وظالمون لانفسهم بحسب مقاماتهم من الدين والايمان. وانه يزيد وينقص فمن فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه الواجب ما لم يتب الى الله. ويرتبون على هذا الاصل ان الناس ثلاثة ثلاثة اقسام. منهم من قام بحقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقا ومنهم من تركها كلها فهو كافر بالله تعالى ومنهم من فيه ايمان وكفر او ايمان ونفاق او خير وشر فيه من ولاية الله والسحر لكرامته بحسب ما معه من الايمان وفيه من عداوة الله واستحقاقه لعقوبة الله بحسب ما ضيعه من الايمان. فالناس في هذا الاصل كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى ثلاثة اقسام الاول المؤمن وهو من قام بحقوق الايمان كلها. والثاني والثاني الكافر وهو من تركها كلها الثالث من اجتمع فيه سبب ايمان وكفران او ايمان ونفاق او خير وشر ففيه من ولاية الله واستحقاق كرامته ما مع بحسب ما معه من الايمان. وفيه من عداوة الله واستحقاقه بعقوبة الله بحسب ما ضيعه من الايمان فاهل السنة يجوزون على العبد ان تجتمع فيه اسباب ايمان واسباب كفران ويرتبون على هذا الاصل العظيم ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل بصاحبها الى الكفر تنقص ايمان العبد من غير ان تخرجه من دائرة الاسلام ولا يخلد في نار جهنم. بين المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة اثر الكبائر والذنوب عند اهل السنة وان اثرها هو اثر نقص لا اثر نقض فهم يرون ان ايمان العبد ينقص بما يأتي من الزلات والخطايا ولا ينتقض ولو فعل كبيرة من الكبائر وانما ينتقض اذا وقع في نوع من انواع الردة المخرجة من الدين اما الكبائر والذنوب التي ليست بمكفرة فهي لا تنقض ايمان صاحبها وانما تنقصه ولا يطلقون عليه الكفر كما تقوله الخوارج او ينفون عنه الايمان كما تقوله المعتزلة بل يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فمعه مطلق الايمان اما الايمان المطلق فما ينفى عنه وبهذه الاصول اذا اراد المصنف رحمه الله تعالى بهذه الجملة بيان الحكم على من اتصف بشيء من الكبائر وان اهل السنة لا يطلقون عليه الكفر كما تقوله الخوارج ولا ينفون عنه الايمان فيجعلونه في مرتبة بين المرتبتين كما تقوله المعتزلة فان الخوارج يكفرون بالكبيرة والمعتزلة يزعمون انه في مرتبة بين الايمان والكفر وتجتمع الخوارج والمعتزلة على القول بتقليده في النار واما اهل السنة فانهم لا يحكمون بكفره ولهم بالحكم عليه عبارتين اثنتين كما ذكر الشيخ سليمان ابن عبد الله رحمه الله تعالى في تيسير العزيز الحميد الاولى انهم يسمونه مسلما فلا يطلقون عليه اسم الايمان وثانيهما انهم يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فيطلقون عليه اسم الايمان لكن مع التقييد لكونه فاسقا بهذه الكبيرة فهو كما قال المصنف معه مطلق الايمان واما الايمان المطلق فينفى عنه يعني معه حقيقة الايمان ومسماه واما الايمان الكامل التام فانه منفي عن وبهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة ويترتب على هذا الاصل ان الاسلام يدب ما قبله وان التوبة تجب ما قبلها رحمه الله وان التوبة تجب ما قبلها هذه الجملة دلت عليها نصوص كثيرة لكنها لا تعرف من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فما يذكره بعض الناس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال التوبة تجب ما قبلها لا اصل له وقد وقع في هذا جماعة من الاكابر منهم ابو الفداء ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره وانما المعروف بسنة النبي صلى الله عليه وسلم مما يجب ما قبله مما جاء بصريح اللفظ هو ان الاسلام يجب ما قبله والحج يجب ما قبله والهجرة تجب ما قبلها كما جاء التصريح بهذه الثلاثة في حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه في صحيح مسلم وان من ارتد ومات على ذلك فقد حبط عمله. ومن مات ومن تاب تاب الله عليه. ويرتبون ايضا على هذا الاصل. صحة الاستثناء في الايمان. فيصح ان قل انا مؤمن ان شاء الله لانه يرجو من الله تعالى تشمل ايمانه فيستثني لذلك. ويرجو الثبات على ذلك الى الممات فيستثني. من غير شك منه بحصول اصل الايمان نعم. قوله رحمه الله تعالى ويرتبون ايضا على هذا الاصل صحة الاستثناء بالايمان يعني قول العبد انا مؤمن ان شاء الله والمستثني في الايمان له حالان الحال الاولى ان يكون الباعث له على استثنائه الشك فهذا محرم وقد يكون كفرا لان العبد مأمور ان يكون ايمانه مجزوما به والحال الثانية ان لا يقولها على ارادة الشك بل باعتبار واحد من معان ثلاثة اولها ان يكون على جهة الاجراء بالنفس وترك تزكيتها وبيان تقصيرها في جنب الله عز وجل وهذا مأمور به وثانيها ان يقوله على وجه التعليل اي بمشيئة الله امنا فلو شاء الله عز وجل لم يكن العبد من اهل الايمان سيكون قوله انا مؤمن ان شاء الله يعني بمشيئة الله عز وجل الذي شاء لي الايمان بحمده وفضله وتالدها ان يكون على ارادة التبرك بذكر الله عز وجل سيذكر الاستثناء بالايمان قاصدا التبرك بذكر الرب سبحانه وتعالى وهاتان المرتبتان الاخيرتان من قبيل المباح والجائز فللعبد ان يعلل ايمانه بالمشيئة وله ان يتبرك بذكر الله عز وجل عند ذكر ايمانه به سبحانه وتعالى ويرتبون ايضا على هذا الاصل ان الحب والبغض اصله ومقداره تابع للايمان وجوده وعدما وتثمينا ونقصا ثم يتبع ذلك الولاية والعداوة ولهذا من من الايمان الحب في الله والبغض في الله والولاية في الله والعداوة في اسم الله ويترتب على الايمان ولا يتم الا بان يحب لاخيه ما يحب لنفسه. ويترتب على ذلك ايضا. محبة اجتماع المؤمنين والحث على التآلف وعدم التقاطع ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض ويرون هذه القاعدة من اهم قواعد الايمان ولا يرون الاختلاف في المسائل التي لا توصل الى كفر او بدعة موجبة للتفرق. بين المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجمل اثر ما تقدم من اجتماع اسباب الكفر والايمان بالعبد او غلبة الايمان عليه او غلبة الكفر عليه بان الحب والبغض يتعلق بها فالعبد يحب في الله ويبغض فيه ويوالى بالله ويعادى على قدر ما عنده من الايمان فمن كان مؤمنا قائما بشرائع الايمان لزمت محبته من كل وجه ومن كان كافرا بالله عز وجل لزم بوضه من كل وجه ومن اجتمع فيه سبب للكفر وسبب للايمان فانه يحب لاجل ما معه من الايمان ويوالى ويبغض لاجل ما عليه من الفسق والمعصية ويعادى ثم نبه رحمه الله تعالى ان من اثار هذا ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك كما امر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم واهل السنة على هذا الاصل ولهذا فهم يحبون اجتماع المؤمنين ويحثون على التآلف والتحابب وعدم التقاطع لان المؤمنين بينهم حقوق ومنها هذه المحبة القلبية التي تعبدنا بها ومن اثار هذه المحبة اذا صدق فيها العبد ان يكون اجتماع المؤمنين احب اليه من تفرقهم ومنها هنا تبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرغ والتباغض ويرون هذه القاعدة من اهم قواعد الايمان يعني قاعدة لزوم الجماعة وعدم التفرق وقد تقدم من كلامي العلامة ابن باز رحمه الله تعالى في كتاب العلم واخلاق اهله تارة بأمثال هذه هذه الجمل ولا يرى اهل السنة الاختلاف يعني التنازع في المسائل التي لا توصل الى كفر او بدعة موجبة للتفرق فاذا كانت المسألة غير مبدع بها ولا مكفر بل هي من مسائل الجهاد فلا تكون موجبة للتفرق اما اذا كانت المسألة مما تدور عليه رحى البدعة او الكفر فانها موجبة للتفرق وقد ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى ضابطا نافعا فيما يحصل به التطرف وهو المخالفة في اصل عظيم من اصول الاسلام فاذا خالف بعض الناس او احدهم في شيء من الشرعة نظر هل هذا الشيء الذي خالفوا فيه من الاصول العظام فانهم عندئذ يفارقون ويكونون من اهل الفرق وان كانت من المسائل التي دون الاصول فان ذلك لا يوجب تفرقا وتباغضا ولما اخطأ الناس هذا الاصل العظيم وبنوا في كثير من امورهم احوالهم على التعصب والتفرق والتباغض وقعت بينهم المنازعة والمشاحة والعداوة وربما بلغ الامر الاقتتال بالسيوف كما يعرفه من قرأ تاريخ المسلمين واهل السنة ينهون عن هذا كله ويدعون الى الاجتماع على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ويرون ان الجماعة واحدة وانها هي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وليس بالاسلام الا تلك الجماعة الواحدة فينبغي على العبد ان يأطر نفسه على الوصف الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم لهم وهو انهم قائمون بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضوان الله عليهم ويترتب على الايمان محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بحسب مراتبهم وان لهم من الفضل والسوابق والمناقب ما فضلوا فيه ما فضلوا فيه سائر الامة. ويدينون بمحبتهم ونشر فضائلهم. ويمسكون عما شجر بينهم وانهم اولى الامة بكل قصة حميدة واسبقهم الى كل خير وابعدهم من كل شر. ويعتقدون ان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها. ويدفع عنها المعتدين ولا تتم امامته الا بطاعته في غير معصية الله تعالى. ويرون انه لا يتم الايمان الا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد والا باللسان والا فبالقلب. على حسب مراتبه الشرعية وطرقه المرعية. رحمه الله تعالى على حسب مراتبه الشرعية وطرقه المرعية يوافق قول ابي العباس ابن تيمية الحبيب في الواسطية بوصف اهل السنة وهم مع هذه الاصول يرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة وبذلك اشارة الى ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يرجع فيه الى الرغبات والاهواء والنزعات وانما يرجع فيه الى خطاب الشرع فاذا كان هذا الامر معروفا بالشرع امر به اذا كان منكرا نهي عنه وفق ما بين الشرع الحكيم باليد والا فباللسان والا فبالقلب على ما قرره اهل العلم في احوال المنكر عليهم واذا اخطأ العبد هذا الطريق جل وظل كما اتفق هذا للمعتزلة وغيرهم الذين اخطأوا في هذا الباب فتصرفوا فيه على غير ما توجبه الشريعة والعبد اذا رأى منكرا خاصة حصل له تغير واحتراق لكنه مأمور بان يقيد هذا التغير والاحتراق الذي يعتريه بخطام الشريعة فيتصرف في انكار المنكر كما بينته الشريعة لا كما يريده هو فارادة الله عز وجل مقدمة على ارادة العبد متابعة شرع الله عز وجل اولى واسلموا واعلموا واحكم مما يريد ان يحققه العبد بفعله وكثير من الناس يخلطون في هذه المسائل فيقعون في مخالفة طريقة اهل السنة والجماعة ويزعمون ان ذلك من الشجاعة في الحق وقد نبه شيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في كلام نفيس له في تفسير اية الكرسي ان الشجاعة على الحق تتنوع فتارة تكون الشجاعة على الحق بالحق وهذا هو المطلوب شرعا وتارة تكون الشجاعة في الحق لا على غير الحق فهذه مذمومة شرعا فينبغي ان تنظر الى كل شجاعة بالحق هل جاءت وفق ما تريده الشريعة ام لا فان جاءت وفق ما تريده الشريعة فهي شجاعة في الحق محمودة. وان جاءت على غير الشريعة فهي شجاعة في الحق. لكنها مذمومة ولهذا تجر على صاحبها وعلى الامة اذيالا من النكاد والشقاء. كما بين هذا جماعة من الاكابر منهم ابو العباس ابن تيمية في المنهاج وتلميذه ابن القيم باعلام الموقعين وبالجملة سيرون القيام بكل الاصول الشرعية على الوجه الشرعي من تمام الايمان والدين. ومن تمام هذا الاصل صديقهم في العلم والعمل الاصل الخامس طريقهم في العلم والعمل. وهذا الاصل الخامس هو انفع ما في هذه الرسالة وقد تميزت به عن نظائرها. ففيه بيان طريق اهل السنة في العلم والعمل فان لهم فيهما طريقا ليس لغيرهم وينبغي لطالب العلم ان يتفقه في هذا الطريق حتى يسير عليه فيسلم وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويلتزمون ان لا طريق الى الله والى كرامته الا بالعلم النافع والعمل الصالح. فالعلم النافع هو ما جاء به الرسول من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فيجتهدون في معرفة معانيها. الامر كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى العلم معرفة الحق بدليله والنافع منه ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم انتهى فجماع العلم النافع هو ما جاء في الشرع الحكيم ويدل على هذا حديث معاوية رضي الله عنها المروي في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فالفقه مخصوص بكونه في الدين والنبي صلى الله عليه وسلم قد جاء بالقرآن الكريم والسنة النبوية وقد سبق بيان حد العلم النافع من هذا في درس ارشاد الطلاب سيجتهدون في معرفة معانيها والتفقه فيها. اصولا وفروعا. ويسمحون جميع طرق الدلالات فيها دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الالتزام وهذه الانواع الثلاثة هي انواع الدلالة اللفظية فان الدلالة تتنوع عند علماء الاصول والمنطق الى انواع منها الدلالة اللفظية وهي ثلاثة انواع النوع الاول دلالة المطابقة وهي دلالة اللفظ على جميع معناه والثاني دلالة التضمن وهي دلالة اللفظ على جزء معناه والثالث دلالة الالتزام وهي دلالة اللفظ على امن خارج عنه لازم في الذهن وقد اشار الى هذه الانواع الثلاثة الاخضري في السلم المنور بقوله دلالة اللفظ على ما وافقه يدعونها دلالة المطابقة وجزئه تضمنا وما التزم وهو التزام ان بعقل التزم ويخدمون في سوى ويبذلون قواهم في ادراك ذلك بحسب ما اعطاهم الله. ويعتقدون ان هذه هي العلوم النافعة. وهي ما تفرع عليها من اقيسة صحيحة ومناسبات حكمية. وكل علم اعان على ذلك او وازره او ترتب عليه فانه علم شرعي. كما ان ما ضاقه وناقضه فهو علم باطل فهذا وفريقهم في العلم. واما طريقهم فجماع هذا كما تقدم ان وكدهم واشتغالهم هو بعلم الكتاب والسنة وما عدا هذا من العلوم فان كان من العلوم الالية الخادمة لهما فهو الضالة المطلوبة وان كان اجنبيا عنهما فهو الضارة المغلوبة كما اشار الى هذا المعنى ابو الفضل ابن حجر في كتاب العلم من فتح الباري واما طريقهم في العمل فانهم يتقربون الى الله تعالى بالتصديق والاعتراف التام بعقائد الايمان التي هي اصل العبادات واساسها ثم فيتقربون له باداء فرائض الله المتعلقة بحقه وحقوق عباده. مع الاكثار من من النوافل وبترك المحرمات والمنهيات تعبدا لله تعالى فهم يجمعون في تقربهم بين القيام بالامر وترك النهي فهم يقومون باداء فرائض الله عز وجل التي افترضها عليهم ويستكثرون من النوافل ويتركون ما نهاهم الله عز وجل من المحرمات والمكروهات ويتناولون من المباحات قدر الحاجة فلا يفضي بهم تناولهم للمباح الى البلوغ الى القدر الزائد منه وهو المسمى بفضول المباح فان فضول المباحات يجر العبد الى الوقوع فيما لم يأذن به الله عز وجل ولهذا كانت كبار ابوابها كالكثرة من الكلام او الطعام او الخلطة كانت اسبابا من اسباب قسوة القلب كما بينه ابن القيم رحمه الله تعالى في اغاثة الله فان وغيره ويعلمون ان الله تعالى لا يقبل الا كل عمل صالح لوجهه الكريم. متلوكا فيه طريق النبي الكريم. ويستعينون بالله تعالى في بهذه الطرق النافعة التي هي العلم النافع قوله رحمه الله ويعلمون ان الله تعالى لا يقبل الا كل عمل خالص لوجهه الكريم مسلوكا فيه طريق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ارشاد الى اخذهم بهذين العصرين في كل عمل وهما الاخلاص لله والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقبل العمل حتى يجتمع فيه هذان الاصلان كما قال شيخ شيوخنا حافظ الحكمي رحمه الله تعالى لسلم الوصول شرط قبول السعي ان يجتمع فيه اصابة واخلاص مع قوله رحمه الله فيه اصابة ارشاد الى الاتباع وقوله واخلاص اشارة الى الاخلاص وحقيقة الاخلاص هو تصفية القلب من قصد غير الله فاذا كان العبد مصفيا لقلبه من قصد غير الله كان مخلصا وقد اشرت الى هذا الضابط في الاخلاص بقول اخلاصنا تصفية للقلب من واصدني لغير الله فاحفظ يا فطن واما الاتباع فحقيقته الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وكلما اشتدت عناية العبد باتباع اثار النبي صلى الله عليه وسلم كان ذلك اكمل لحاله واحق الناس بتتبع اثار النبي صلى الله عليه وسلم هم طلاب العلم واهله وحملته. فينبغي لطالب العلم ان يمتثل سنة النبي صلى الله عليه وسلم كلها ولا يهمل شيئا منها بدعوى انه امر صغير فليس في الدين صغير بل كل امور الدين عظيمة كما قال الله عز وجل وانك لعلى خلق عظيم في قول من فسرها بان الخلق في هذه الاية هو الدين كما هو قول مجاهد بن جبر وغيره ويستعينون بالله تعالى في سلوك هذه الطرق النافعة التي هي العمل النافع والعمل الصالح الموصل الى وفلاح وسعادة عادلة واجلة قولوا رحمه الله ويستعينون بالله فيه تنبيه الى عظيم اثر الاستعانة بالله عز وجل في سلوك هذه الطرق من العلم والعمل وان العبد اذا لم يركن الى ربه سبحانه وتعالى ويستمطر المدد والعون منه فانه يخذل وقد امرنا بان نقول في كل صلاة اياك نعبد واياك نستعين تقريرا لهذا الاصل العظيم فلا غنى للعبد عن استعانته بربه عز وجل كما قال الشاعر اذا لم يكن من الله عون للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده فلا يغتر احد بقواه فما بفصاحة لسانك ولا بقوة ذكائك ولا بجودة حفظك وحسن فهمك حسن ما حز وانما هو محض فضل الله سبحانه وتعالى عليه واذا غاب العبد عن شهود هذا الاصل وقع في الكبر والخيلاء قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى اياك نعبد تدفع داء الرياء واياك نستعين تدفع داء الكبرياء. انتهى كلامه ومعناه ان قول العبد في صلاته اياك نعبد تخليص للقلب من الالتفات في عمله الى غير الله عز وجل اذ مقصوده هو واحد وهو الرب سبحانه وتعالى وقوله اياك نستعين فيه تخليص للعبد من الركون الى غير الله عز وجل من القوى والقدر وكم من امرئ اغتر بقواه فخذل كما روى الخرائطي في كتاب الشكر ان رجلا كتب المصحف في ثلاثة ايام وكان سريع الكتابة جيد الخط فمر به بعض اصحابه فعرظ عليه المصحف الذي كتب فقال له صاحبه فيما في كم كتبت هذا المصحف فقال معجبا بقوته مغترا بقدرته كتبته في ثلاثة ايام وما مسنا من لغوب فاجب الله سبحانه وتعالى يديه لان المسيكين اغتر بماله من القوة فشبه نفسه بالرب سبحانه وتعالى الذي لا يلحقه تعب ولا نصب فاذا التفت العبد الى قدرته خذل واذا جعل هذه القدرة منة ربانية ومنحة الرحمنية وانها محض فضل الله سبحانه وتعالى وتاله المزيد منها فانه يبلغ الخير وما بلغ من بلغ ولا وصل من وصل منكم للعلماء والعباد والصالحين المجاهدين الا بكمال استعانتهم بربهم سبحانه وتعالى وعدم التفاتهم الى قواهم وقدرهم علمهم ان هذه القوى والقدر بيد الله سبحانه وتعالى. فاذا شاء الله عز وجل سلبك اياها. واذا شاء الله سبحانه وتعالى زادك منها كما وقع لبعض الحفاظ ومنهم برهان الدين ابن العجمي رحمه الله تعالى فانه كان حافظا يشار اليه بالحفظ والتقدم فجرى عليه من البلاء مرض الفارج فقال رحمه الله تعالى بعد ذلك تغير حفظي حتى اني اريد ان اقرأ سورة الفاتحة فلا استطيعها ثم لم يزل عمره يتراجع رحمه الله تعالى حتى رجع اليه حفظه. لكن تأمل حال انسان كان يوصف بالحفظ ثم جرى عليه نوع من انواع القدرة الالهية وهو الابتلاء بالمرض. فضيع حتى سورة يسيرة يحفظها صبيان المسلمين وهي سورة الفاتحة فضاعت منه رحمه الله تعالى. ولذلك ينبغي للعبد ان يكثر من سؤال الله عز وجل الاعانة والتوفيق. وان لا يركن الى قواه فانه متى ركن اليها في علم او عمل او رزق او جاه او نسب فانه يخذل لانها محض فضل الله سبحانه وتعالى. واذا نسبت هذا الفضل اليك كنت مخزولا مرزولا فنسأل الله العلي العظيم ان يرزقنا الاستعانة به والاستغناء به سبحانه وتعالى عما سواه وندعوا كما قال بعض السلف اللهم اغننا بالافتقار اليك ولا تفطرنا بالاستغناء عنك نعم. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه وسلم سلم تسليما كثيرا في الخامس من رمضان عام سبع وسبعين سبعة وخمسين سبعة وخمسين وثلاث مئة والف من الهجرة ما وقع من التسليم بعد الصلاة هو زائد ليس بالمخطوطة كما تراه في صدري القدر المصور منها في اول كتاب فصواب العبارة وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما وبهذا ينقضي التقرير على هذه الرسالة الماتعة والتحفة اللطيفة للعلامة ابن السعدي رحمه الله تعالى نسأل الله ان ينفعنا بها وان في قنا لصالح العلم والعمل والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين