السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل مهمات الديانة في جمل والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد قدوة العلم والعمل وعلى آله وصحبه ومن دينه حمل اما بعد فهذا شرح الكتاب التالت في برنامج جمل العلم في سنته الاولى اثنتين وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بدولته الاولى دولة دولة الكويت وهو كتاب مختصر في اصول العقائد الدينية للعلامة عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله بن سعدي رحمه الله المتوفى سات ست وسبعين بعد الثلاثمائة الف الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال العلامة عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله تعالى ونفعنا بعلومه وبعلومكم في الدارين قال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه واتباعه الى يوم الدين. اما بعد فهذا مختصر جدا في اصول العقائد الدينية والاصول الكبيرة المهمة. اختصرنا فيها على مجرد الاشارة والتنبيه. من غير بسط كلام ولا ذكر ادلتها اقرب ما يكون لها انها من نوع الفهرست للمسائل. لتعرف اصولها ومقامها ومحلها من الدين ثم من له رغبة في العلم يطلب بسطها وبراهينها من اماكنها. وان يسر الله وفسح في الاجل بسط هذه المطالب وضحتها بادلتها ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان هذه الاكتوبة هي مختصر جدا في اصول العقائد الدينية والمختصر ما قل لفظه وجل معناه ومن طوى عليه هذا المصنف الوجيز هو حقيق بهذا الوصف فهو قليل المباني جليل المعاني ضمنه مصنفه رحمه الله اصول العقائد الدينية مقتصرا على مهماتها الكبيرة جاريا على الاقتصار على الاشارة والتنبيه من غير بسط للكلام ولا ذكر لادلتها جعله شبيها بالفيزيت للمسائل اي الكشاف المبين لمسائل الاعتقاد والفهيس اعجمي عرب بمعنى الكشاف وبديله المعروف في لسان العرب هو الكشاف والحامل له على جعله على هذه الصورة هو لتعرف اصولها ومقامها ومحلها من الدين ثم من له رغبة في العلم يطلب بسقها وبراهينها من اماكنها اي من الكتب المطولة في علم الاعتقاد. وتمنى المصنف رحمه الله ان ييسر الله له فسحة في الاجل اي سعة في عمره حتى يتمكن من بسط هذه المطالب وايضاح ادلتها ولم يقدر له رحمه الله تعالى ذلك فلم يعرف انه قيد شرحا ان على هذه المطالب المذكورة في هذا المختصر نعم احسن الله اليكم الاصل الاول التوحيد. حد التوحيد الجامع لانواعه هو اعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بصفات الكمال وافراده بانواع العبادة. فدخل في هذا توحيد الربوبية الذي هو اعتقاد انفراد الرب سبحانه بالخلق. والرزق وانواع التدبير وتوحيد الاسماء والصفات الخلق والرزق سبحانه بالخلق والرزق وانواع التدبير وتوحيد الاسماء والصفات وهو اثبات ما اثبته لنفسه واثبته له رسوله من الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا من غير تشبيه ولا تمثيل. وبغير تحريف ولا تعطيل. وتوحيد الالوهية والعبادة وهو افراده وحده باجناس العبادة وانواعها وافرادها من غير اشراك به في شيء منها مع اعتقاد كمال الالوهية مع اعتقاد كمال الوهيته فدخل في توحيد الربوبية اثبات القضاء والقدر. وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم كن وانه على كل شيء قدير وانه الغني الحميد وما سواه فقير اليه من كل وجه. ودخل في ودخل في توحيد اسماء وصفاته اثبات جميع معاني الاسماء الحسنى لله تعالى الواردة في الكتاب والسنة والايمان بها ثلاث درجات. ايمان بالاسماء وايمان بالصفات وايمان باحكام صفاته. كالعلم بانه عليم ذو علم ويعلم كل شيء قدير ذو قدرة ويقدر على كل شيء الى اخر ما له من الاسماء المقدسة. ودخل في ذلك اثبات علوه على خلقه واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته. ودخل في ذلك الصفات الذاتية التي لا ينفك عنها كالسمع والبصر والعلم والعلو ونحوها وصفات الفعلية وهي الصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته كالكلام والخلق والرزق والرحمة والاستواء على العرش والنزول الى السماء الدنيا كما يشاء وان تثبت لله من غير تمثيل ولا تعطيل. وانها كلها قائمة بذاته وهو موصوف بها. وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل وانه فعال لما يريد. ويتكلم بما شاء اذا شاء. كيف شاء. لم يزل من كلامي موصوفا والاحسان معروفا ودخل في ذلك الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. منه بدأ واليه يعود وانه المتكلم به حقا وان كلامه لا ينفد ولا يبيت ودخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب وانه مع ذلك كالي اعلى وانه لا منافاة بين كمال علوه وكمال قربه. لانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته. ولا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة. من الاسماء والصفات والافعال واحكامها على وجه يليق بعظمة الباري ويعلم انه كما انه لا يماثله احد في ذاته فلا يماثله احد في صفاته. ومن ظن ان في بعض ومن ظن ان في بعض العقليات ما يوجب تأويل بعض الصفات على غير معناها المعروف فقد ضل ضلالا مبينا. ولا يتم وتوحيد الربوبية حتى يعتقد العبد ان افعال العباد مخلوقة لله وان مشيئتهم تابعة لمشيئة الله وان لهم افعالا وارادة تقع بها افعالهم. وهي متعلق الامر والنهي وانه لا يتنافى اثبات مشيئة الله العامة الشاملة للذوات والافعال والصفات. واثبات قدرة العبد على افعاله واقواله. ولا يتم توحيد العبد حتى يخلص العبد لله تعالى في ارادته واقواله وافعاله. وحتى يدع الشرك الاكبر المنافي للتوحيدات. المنافي توحيد كل المنافاة وهو ان يصرف نوعا من انواع العبادة لغير الله تعالى. وكمال ذلك ان يدع الشرك الاصغر وهو قل وهو كل وسيلة قريبة يتوصل بها الى الشرك الاكبر. كالحلف بغير الله ويسير الرياء ونحو ذلك. والناس في التوحيد على درجات متفاوتة بحسب ما قاموا به من معرفة الله والقيام بعبوديته. فاكملهم في هذا في هذا الباب من عرف من توصيل اسماء الله وصفاته وافعاله والائه. من عرف من تفاصيل اسماء الله وصفاته وافعاله وآلائه ومعانيه الثابتة بالكتاب الكتاب والسنة وفهمها فهما صحيحا فامتلى قلبه من معرفة الله وتعظيمه واجلاله ومحبته والانابة اليه وانجذاب جميع قلبه الى الله تعالى متوجها اليه وحده لا شريك له. ووقع الجميع حركاته وسكناته في كمال الايمان والاخلاص الذي لا يشوبه شيء من الاغراض الفاسدة فاطمئن الى الله فاطمئن الى الله معرفة وانابة وفعلا وتركا قيل لنفسه وتكميلا لغيره بالدعوة الى هذا الاصل العظيم. فنسأل الله من فضله وكرمه ان يتفضل ان يتفضل علينا بذلك رتب المصنف رحمه الله تعالى كتابه هذا في خمسة اصول من مهمات اصول الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة. ابتدأها باصل عظيم وهو التوحيد واستفتح بيانه له بقوله حد التوحيد الجامع لانواعه هو اعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بصفات الكمال وافراده بانواع العبادة مريدا بيان حقيقة التوحيد الشرعية والمستخرج من الكتاب والسنة ان التوحيد يطلق على معنيين شرعا احدهما معنى عام وهو افراد الله بحقه والاخر معنى خاص وهو افراد الله بالعبادة. فان التوحيد يقلب في الخطاب الشرعي على هذا وهذا ودل عليه بالنص بحديث معاذ رضي الله عنه في الصحيحين وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اتدري ما حق الله على العباد ثم ذكر له ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فجعل التوحيد حقا لله. فاحسن ما قيل في بيان التوحيد الشرعية باعتبار عمومه هو افراد الله بحقه. واما بالاعتبار الثاني وهو الاعتبار الخاص فهو الله بالعبادة فان اكثر ذكر التوحيد في الكتاب والسنة فان اكثر ذكر التوحيد في الكتاب والسنة انما فيجيء على ارادة توحيد العبادة. فكل اية او حديث ذكر فيها التوحيد فان مدخله الاول هو توحيد العبادة ومنه قوله تعالى قل هو الله احد يعني احد في عبادته وتبعه بقية متعلقات التوحيد ومنه في صحيح مسلم في صفة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قول جابر فاهل بالتوحيد يعني بقوله لبيك اللهم لبيك الى تمام التلبية والمذكور بالتلبية هو توحيد العبادة فالتوحيد شرعا يجيء على هذين المعنيين العامي والخاص. ثم ذكر المصنف بعد انه يدخل في هذا توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء وتوحيد الالوهية والعبادة على الترتيب. ووجه دخوله هو ان التوحيد كما تقدم شرعا هو افراد الله بحقه وتتبع دلائل الوحيين مبين ان لله عز وجل ثلاثة حقوق. اولها حق وثانيها حق الاسماء والصفات. وثالثها حق الالوهية. وبني على هذه الحقوق الثلاثة. وجوب افراده سبحانه وتعالى بها فقيل في تحقيق هذا الافراد توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات ثم بين رحمه الله تعالى حقيقة كل فقال في توحيد الربوبية هو اعتقاد انفراد الرب سبحانه بالخلق والرزق وانواع التدبير يعني بافعاله عز وجل وهو الذي يشار اليه بقولهم توحيد الربوبية هو افراد الله بافعاله. وهذا اذكر في كثير من الكتب غير واف بحقيقة توحيد الربوبية. فان توحيد الربوبية مركبة من افراد الذات وافراد الافعال. والصواب ان يقال توحيد الربوبية هو افراد الله في ذاته وافعاله. واما توحيد الاسماء والصفات فاشار اليه المصنف بقوله اثبات ما اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء الحسنى والصفات الكاملة فتوحيد الاسماء والصفات شرعا هو افراد الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى وهذا الافراد يقتضي ردها الى اصول شرعية كلية جماعها ثلاثة. اولها اثبات ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم وثانيها تنزيه الله عما لا يليق به من النقائص والعيوب. وثالثها قطع الطمع عن ادراك كيفية الصفات. فتوحيد الاسماء والصفات مبني في حقيقة افراده على وجود هذه الاصول الثلاثة ثم قال المصنف ذاكرا توحيد الالوهية والعبادة هو افراده وحده باجناس العبادة وانواعها وافرادها اي فتوحيد العبادة هذا هو أفراد الله بالعبادة ويسمى توحيد الألوهية لما فيه من أفراد الله بالتأليف أي بالحب والتعظيم فإن التأليف فيها مبني على الحب والخضوع لله سبحانه وتعالى والى ذلك اشرت بقولي وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قطبان وهذان اللفظان هما المعبر بهما شرعا اما لفظ الذل فاجنبي عن الكتاب والسنة مفارق لمقصود العبادة كما بين في غير هذا المحل فتلخص مما مضى ان توحيد الربوبية هو افراد الله في ذاته وافعاله وان توحيد الاسماء والصفات هو افراد الله باسمائه الحسنى وصفاته العلا وان توحيد الالوهية افراد الله بالعبادة. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى مما يندرج في هذه الانواع الثلاثة من التوحيد ويرجع اليها فذكر ان توحيد الربوبية فيه اثبات القضاء والقدر وجه ذلك هو ما ذكره الامام احمد بقوله القدر قدرة الله وكان ابو الوفاء ابن عقيل ثم ابو العباس ابن تيمية يستحسنان هذه الكلمة من الامام احمد في بيان حقيقة القدر وانه مبني على ما لله سبحانه وتعالى من كمال ونفوذ قدرته سبحانه وتعالى. فيكون الايمان بالقضاء والقدر راجع الى الاقرار بربوبية بربوبية الله عز وجل. وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ الله لم يكن. ثم ذكر رحمه الله تعالى مما يدخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات جميع معاني الاسماء الحسنى لله تعالى الواردة في الكتاب والسنة. والمعنى هو ما دل عليه المبنى. والذي يتعلق به اهل السنة والجماعة جماعة في حقيقة الاثبات هو التعلق بالمعاني لا بالكيفيات فان كيفيات الصفات مطوية عنا كما سيأتي بيان عند موضعه من كلام المصنف وانما يقر منها معانيها. لاننا خوطبنا بلسان عربي مبين. ومقتضى خطاب بناء ان يكون بذلك ان يكون ما جاء في الكتاب والسنة من الصفات وضع على المعنى المتبادل منها مما تعرفه العرب في لسانها مع تنزيه الله عز وجل عما لا يليق به. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الايمان بالاسماء والصفات ثلاث درجات وهذه الدرجات الثلاث هي اركان الايمان بالاسماء والصفات. فان الايمان بالاسماء والصفات مشيد على ثلاثة اركان. اولها والايمان بالاسم الالهي. وثانيها الايمان بالصفة الالهية. وثالثها الايمان بحكم الصفة. فاما الاسم الالهي فهو شرعا ما دل على ذات الله مع كمال يتعلق بها. ما دل على ذات الله مع كمال يتعلق بها. واما الصفة الالهية شرعا فهي ما دل على كمال يتعلق بذات الله. واما حكم الصفة فان انه يطلق على معنيين احدهما اثرها الناشئ عنها والاخر النسبة بين الصفة ومتعلقها وبيان ذلك ان من اسماء الله سبحانه وتعالى العليم. فاول مراتب الايمان به ان تؤمن باثبات هذا الاسم لله سبحانه عانوا وتعالى ثم تؤمن بعد ذلك بما تضمنه من صفة وهي صفة العلم فان من قواعد هذا الباب عند اهل للسنة والجماعة ان كل اسم الهي من اسماء الله يتضمن صفة او اكثر بحسب ما يدل عليه الوضع اللغوي تساعد عليه الخطاب الشرعي والى ذلك اشرت بقولي اسماء ربنا على الصفات من الادلة لذي الاثبات فالاسماء الالهية دالة على الصفات ايضا والاسم المتقدم العليم دال على صفة العلم. واما دلالته على حكم الصفة فانه بالنظر الى معناها الاول بل وهو اثرها فان من اثار علم الله سبحانه وتعالى علمنا نحن. فان العلم الذي يفوز به المخلوق هو من جملة الله عز وجل الذي وفقه الى الاحاطة به. وباعتبار المعنى الثاني وهي النسبة بين الصفة ومتعلقاتها. فان صفة علم تعلقها المعلومات والنسبة الكائنة بين الصفة والمتعلق تسمى حكما للصفة. فهذه الاركان الثلاثة هي اركان الايمان بالاسماء والصفات ومحلها اذا كان الاسم متعديا. اما اذا كان الاسم لازما فانما يدل على اثبات الصفة الاسم وعلى اثبات الاسم لله على اثبات الصفة لله عز وجل. فمن اسماء ربنا سبحانه وتعالى ما يكون لازما غير متعلق بغيره كاسمه سبحانه وتعالى الحي. فالايمان به يتضمن اثبات هذا الاسم له عز وجل. ثم اثبات الصفة التي تضمنها وهي الحياء والمصنف رحمه الله تعالى اقتصر على الاعلى وهو ما تعلق بالايمان بالاسماء المتعدية وما يتبع ذلك من الصفات وحكم الصفة. ثم ذكر المصنف بعد ان مما يدخل في الايمان بالاسماء والصفات اثبات علو الله على خلقه لوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى السماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته وقول اهل العلم على الوجه اللائق بجلاله وعظمته لبيان المفارقة بينما يصلح للخالق وما يصلح للمخلوق فان الخالق يناسبه ما يليق بكماله والمخلوق يناسبه ما يصلح لحاله فان الخالق له الكمال لوقوا له النقص وهذا من اعظم البراهين في ابواب التوحيد سواء فيما يتعلق بتوحيد العبادة او توحيد الاسماء والصفات او توحيد الربوبية لله كمال يليق بجلاله وللعبد امر يناسب حاله. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى مما يندرج في ذلك اثبات الصفات في يدي والصفات الفعلية والصفات الذاتية هي الصفات الملازمة لذات الله عز وجل فلا تنفك عنه ابدا كالعلم والحياة وغيرها وضبطها ابن الحاج من المالكية انها الصفة التي لا يوصف الله بمقابلها. فصفة العلم لا يوصف الله مقابلها وهو الجهل وصفة الحياة لا يوصف الله بمقابلها وهو الموت وهلم جرا. واما الصفات الفعلية فهي التي تتعلق وبمشيئة الله عز وجل واختياره. فان شاء الله عز وجل اتصف بها وان لم يشأ الله عز وان شاء الله عز وجل لم يتصف بها. وفي مثلها يجوز ان يوصف الله عز وجل بالصفة ومقابلها فان الله عز وجل يوصف بالرحمة ويوصف بمقابلها وهو الغضب ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان كل صفات الله عز وجل قائمة بذاته اي غير غير بائنة منه فان سبحانه وتعالى بالصفات ان يقتضي ان تكون هذه الصفات تابعة لذاته وهو موصوف بها. ولذلك قال المصنف في لتحقيق الصفات الفعلية مبينا معناها وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل انه فعال لما يريد الى اخر ما ذكر. فالله عز وجل لا يزال موصوفا بالفعل غير منفك عنه عز شأنه وتعالى سلطانه. ثم ذكر مما يدخل في الايمان بالاسماء والصفات الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ. وهذه الكلمة تظبط بظبطين صحيحين احدهما منه بدأ بالهمز من البداية والاخر منه بدا بالالف دون همز من البدو يعني الظهور والمقصود ان الله عز وجل تكلم بالقرآن فيضاف اليه ثم قال واليه يعود وفي معناها ثلاثة اقوال لاهل السنة اقواها ان معنى اليه يعود انه يرفع والى الله سبحانه وتعالى من الصدور والسطور في اخر الزمان لصحة الاحاديث الواردة في ذلك مع انعقاد الاجماع عليه وصنف الضياء المقدسي كتابا مفردا في بيان هذه المسألة وذكر المأثور فيها عن اهل العلم. ثم ذكر بعد ذلك انه المتكلم به حقا وان كلامه لا ينفذ ولا يبيد ومعنى قوله انه المتكلم به حقا اي بحروفه يعني ردا على من يقول ان المعاني من الله وان الحروف من غيره على خلاف في من اضيفت اليه تلك الحروف فهو جبريل او محمد صلى الله عليه وسلم او غيرهما ومعنى قوله وان كلامه لا ينفذ ولا يبيد يعني لا ينقضي ولا يبيد لا ومحل ذلك كلامه القدري. واما كلامه الشرعي فقد انتهى الى القرآن الكريم. فلا يكون بعد القرآن الكريم شيء من كلام الله سبحانه وتعالى بل اخر الكلام الشرعي النازل على الانبياء هو ما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن واما الكلام الكوني وهو الذي تتعلق به احكام الله عز وجل القدرية الكونية فان الله عز وجل لا يزال متكلما سبحانه وتعالى ثم ذكر انه دخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب وانه علي وانه مع ذلك علي اعلى ولام فما فات بين كمال علوه وكمال قربه وهو الذي اشار اليه ابو العباس ابن تيمية الحبيب رحمه الله تعالى في عقيدته اذ قال علي في دنوه قريب في علو ومما ينبه اليه ان القرب الالهية ليس متعلقه جميع الخلق وانما متعلقه المؤمنون فمن الخطأ القول بان القربى الالهية نوعان احدهما قرب عام لجميع المخلوقين بالعلم والاطلاع والاخر قرب خاص للمؤمنين بالنصر والتأييد فان الذي جاء في القرآن والسنة من معنى القرب انما هو قرب النصر والتأييد واذا هذا اشار ابو العباس ابن تيمية الحفيد وحفيده بالتلمذة ابو فرج ابن رجب وما جاء من ظواهر الايات في اثبات قرب الله سبحانه وتعالى للخلق كافة فانما يراد به الملائكة ومنه قوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد يعني ملائكتنا اقرب اليه من حبل الوريد. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه لا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى يؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من الاسماء والصفات والافعال والاحكامها على وجه يليق بعظمة الباري يسلموا لله عز وجل ما وصف به نفسه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم معتقدا ان الله لا يماثله احد في ذاته فلا يماثله احد في صفاته. فان الفرق الاسلامية قاطبة مجمعة على ان ذات الله عز وجل سر مكنون عنا لا سبيل الى العلم بكيفيته. وينبغي ان يكون القول في صفاته كالقول في ذاته. فان في الصفات فرع عن القول في الذات. وهذا معنى قولهم رحمهم الله تعالى القول في صفات الله فرع عن القول في ذاته ذكر هذه القاعدة جماعة من الاقدمين من الشافعية منهم الخطيب البغدادي منهم الخطابي ثم الخطيب البغدادي رحمهم الله تعالى ثم ثم شيدها جماعة بعدهم منهم ابو العباس ابن تيمية الحفيد وهذه القاعدة توجد في كلام جماعة من الشافعية قبل ابي العباس ابن تيمية منهم سمينا من الخطاب والخطيب وقوام السنة الاصبهاني التيمي وهؤلاء كلهم من الشافعية من اهل السنة والحديث وقد اشاروا الى هذه القاعدة وشهرت نسبتها الى شيخ الاسلام ابن تيمية ظنا ان عقائد اهل السنة لا توجد الا في كلام ابي العباس وعقائد اهل السنة والجماعة ليست بكلام ابي العباس وحده بل هي بكلام من تقدمه من الائمة رحمهم الله تعالى. فمن نفائس القواعد في هذا الباب انه كما يقال ان ذات الله عز وجل غير معلومة لنا بل هي مجهولة في كيفيتها فكذلك كيفية صفات الله عز وجل مجهولة لنا. واذا ذلك اشار ابن في نظمه في مجمل الاعتقاد اذ قال وما نقول في صفات قدسه فرع الذي نقوله في نفسه فان يقل جهميهم كيف استوى كيف يجي فقل له كيف هو؟ فكما يمتنع على منكر الصفات ان يقول في ذات الله ما يريد فانه يمتنع عليه ان يقول في صفات الله عز وجل ما يريد. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان من ظن ان في بعض العقليات ما يوجب تأويل بعض الصفات على غير معناها المعروف فقد ضل ضلالا مبينا لان العقل الصحيح لا يخالف النقل الصريح. فان النقول الصحيحة من الكتاب والسنة لا تأتي بما يخالف العقل ومن هنا قال اهل العلم ان الانبياء لا يأتون بمحالات العقول وانما يأتون بما حارات العقول يعني ما يحير العقول ويظهرها. اما ما تحيله العقول ولا تقبله فلا يمكن ان يكون ذلك من دعوة الانبياء والمرسلين ثم ذكر رحمه الله تعالى ان توحيد الربوبية لا يتم حتى يعتقد العبد ان افعال العباد مخلوقة لله الى اخر ما ذكر وهذه المسألة تعرف بمسألة افعال العباد وحاصل ما ذكره المصنف تبعا لغيره من اهل السنة والحديث ان اهل السنة والحديث يثبتون للعبد مشيئة وارادة واختيارا تابعا لمشيئة الله عز وجل وقدرته واختياره فهم لا يقولون ان العبد فعله بقدرة واختيار مستقل ولا يقولون ايضا ان العبد مجبور على فعله كالالة بيد محركها بل له اختيار وقدرة خاضع لاختيار الله وقدرته. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه لا يتم توحيد العبد حتى يخلص العبد لله تعالى في ارادته واقواله وافعاله. وحقيقة الاخلاص شرعا هي تصفية القلب من ارادة غير الله. تصفية القلب من ارادة غير الله. فاذا اخلي من القلب التطلع الى غير ارادة الله عز وجل صار ذلك اخلاصا ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما يترتب على توحيد العبادة والاخلاص لله من البراءة من الشرك الاكبر والشرك الاصغر وذكر المصنف رحمه الله تعالى ما يفرق به بين الشرك الاكبر والشرك الاصغر وهما قسمان متقابلان بيان قسمة الشرك باعتبار قدره. فان الشرك يقسم باعتبارات عدة. منها تقسيمه باعتبار قدره في قسم الى قسمين اولهما الشرك الاكبر وثانيهما الشرك الاصغر. وهذه المقالة ليست من مقالات الوهابية واصحابهم. بل هذه موجودة في كلام الصحابة رضي الله عنهم فقد روى الحاكم المستدرك بسند صحيح عن شداد ابن اوس قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر فعين الشرك الاصغر وبين واحدا من انواعه فتقسيم الشرك الى اكبر واصغر شيء قديم موجود في كلام الصحابة فمن بعدهم رحمهم الله تعالى الا ان الجهل بتوحيد العبادة هو الذي آل بالناس الى استنكار هذه المقالات ونسبتها الى ابن تيمية او ابن عبد الوهاب معا هذين الرجلين لو جاءا بشيء لم يأتي به من قبله من الائمة ترك واضطرح فان العبرة في الاتباع الاتباع للصحابة وللتابعين واتباع التابعين وائمة الهدى من القدامى ممن كانوا في الصدر الاول من علماء اهل السنة والجماعة والحديث. فينبغي للعبد ان يحرص على معرفة عقيدته وان هذه العقيدة لا تنسب لاحد من الناس دون احد بل هي عقيدة المسلمين التي اخذها الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم واخذها الصحابة عن واخذها التابعون عن الصحابة واخذها اتباع التابعين عن التابعين ولا توجد بحمد الله مسألة من المسائل المقيدة في كتب اهل السنة والجماعة الا ولها اصل في كلام الاولين. وربما مر على احدنا كلام بعض المصنفين من المتأخرين من اهل السنة والجماعة بما عرفت ربك؟ قال باياته ومخلوقاته ويظنون ان هذه الكلمة وليدة القرن الثاني عشر وهي مروية عن ابي يوسف القاضي احد اصحاب ابي حنيفة عند ان ذكائه في شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة. فالمقصود من هذه الجماعة ان تعرف ان المقيدات في علوم الاعتقاد عند اهل السنة جماعة هي اثرية سلفية مأخوذة عن الصحابة والتابعين واتباع التابعين وليست دينا لمن نشأ في القرن السابع والثامن او من نشأ في الحادي عشر والثاني عشر الى يومنا هذا. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما ينضبط به الشرك الاكبر والاصغر. فجعل الشرك الاكبر هو صرب نوع من انواع العبادة لغير الله عز وجل. وجعل الشرك الاصغر هو كل وسيلة قريبة يتوصل بها الى الشرك الاكبر. واحسن من هذين الضابطين وابين ان يقال الشرك الاكبر هو جعل شيء من حق الله لغيره مما يتعلق باصل الايمان جعل شيء من حق الله لغيره مما يتعلق باصل الايمان. وان يقال في الشرك الاصغر هو جعل شيء من حق الله لغيره مما يتعلق بكمال الايمان فهذا ضابط حسن مفرق للشرك الاكبر والشرك الاصغر بعضهما عن بعض وذكر المصنف رحمه الله تعالى في انواع الشرك الاصغر يسير الرياء وهو تابع في هذا كلام ابي عبد الله ابن القيم في مدارج السالكين وفي الجواب الكافي والصحيح ان الرياء كله شرك وشرك اصغر وليس يسيره وهو الوارد في الاثار ومنها اثر شداد ابن اوس المتقدم من قوله كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر فلم يقل يسير الرياء الامامين مع غيرهما من متأخر اهل السنة دخل عليهما الداخل من عدم التفريق بين اثر الرياء في الفعل واثره في الفاعل في الفعل لا يفرق فيه بين يسيره وكثيره. واما اثره في الفاعل فجاء الكتاب والسنة بالتفريق بين جريانه قلة وكثرة في فاعله المقصود ان تعرف ان هذه الجملة متعقبة متعقبة وابين شيء يبين لك عن تعقبها ان الاثار صحت بذكر ان الرياء كله شرك اصغر وليس يسيره ثم بين رحمه الله تعالى ان الناس في التوحيد على درجات متفاوتة بحسب ما قاموا به معرفة الله وعبوديته فهم متفاوتون في ذلك بحسب ما يجدونه في قلوبهم من عبودية الله عز وجل فان التوحيد مبني على اقبال القلب على الله عز وجل والميل عما سواه ولاجل هذا سميت ملة التوحيد بالملة الحنيفية لتضمنها اقبال القلب على الله وحده والميل عما سواه. فاذا حاد المرء عن ذلك وتعلق قلبه بغيره فقد ضعف معنى التوحيد الذي هو مخلوق له وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته هربوا من الرق الذي خلقوا له فبولوا برق النفس والشيطان. فالرق الذي خلق له الانسان ان يكون عبدا لله عز وجل. واذا خرج الى رق سواه فقد حصل له النقص لان الرق لله كمال والرق لغيره نقص. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان اكمل الناس حالا امتلأ قلبه من معرفة الله وتعظيمه واجلاله ومحبته والانابة اليه الى ان قال فاطمئن الى الله معرفة وانابة وفعلا وتركا وتكميلا لنفسه وتكميلا لغيره بالدعوة الى هذا الاصل العظيم الذي هو توحيد الله سبحانه وتعالى. ولهذا دعوة التوحيد اتباعا للانبياء والمرسلين في تحصيل الاصل الاعظم الذي يصلح به الناس. فان الناس لا تستقيم امورهم ولا تنتظم احوالهم في امور دينهم ودنياهم الا بالتوحيد. نعم احسن الله اليكم ونفع بكم. قال المؤلف رحمه الله تعالى الاصل الثاني الايمان بنبوة جميع الانبياء عموما ونبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم خصوصا. وهذا الاصل على ان يعتقد ويؤمن بان جميع الانبياء قد اختصهم الله بوحيه وارساله وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ شرعه ودينه وان الله ايدهم بالبراهيم الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به. وانهم اكمل الخلق علما وعملا. واصدقهم وابرهم واكملهم اخلاقا اعمال وان الله خصهم بخصائص وفضائل لا يلحقهم فيها احد وان الله برأهم من كل خلق رزيل. وانهم معصومون فيما بلغونا عن الله تعالى وانه لا يستقر في خبرهم وتبليغهم الا الحق والصواب. وانه يجب الايمان بهم وبكل ما اوتوه من الله ومحبتهم وتعظيمهم وان هذه الامور ثابتة ثابتة لنبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم على اكمل الوجوه وانه يجب معرفة جميع ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا. والايمان بذلك والتزام طاعته في كل شيء. بتصديق خبره وامتثال واجتناب نهيه ومن ذلك انه خاتم وخاتم النبيين. قد نسخ قد نسخت شريعته جميع الشرائع وان قوته وشريعته باقية الى قيام الساعة. فلا نبي بعده ولا شريعة غير شريعته في اصول الدين وفروعه. ويدخل في الايمان بالرسل والايمان بالكتب فالايمان بمحمد صلى الله عليه واله وسلم يقتضي الايمان بكل ما جاء به من الكتاب والسنة الفاظها ومعانيها لا يتم الإيمان به الا بذلك. وكل من كان اعظم علما بذلك وتصديقا واعترافا وعملا. كان اكمل ايمانا. والإيمان بالملائكة والقدر داخل في هذا الاصل العظيم ومن تمام الايمان به ان يعلم ان ان ما جاء به حق لا يمكن ان يقوم دليل عقلي او حسي على خلافه كما لا يقوم دليل نقلي على خلافه فالامور فالامور العقلية او النافعة تجد تجد دلالة الكتاب والسنة والسنة مثبتة مثبتة لها حاسة على على تعلمها وعملها وغير النافع من المذكورات ليس فيها ما ينفي وجودها وان كان الدليل الشرعي ينهى ويذم الامور الضارة منها. ويدخل في الايمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه واله وسلم. بل وسائر بالرسل ذكر المصنف رحمه الله تعالى الاصل الثاني من الاصول الخمسة المذكورة في هذا الكتاب وهو الايمان بنبوة الانبياء عموما ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا ومبنى هذا الاصل كما قال ان يعتقد ويؤمن بان جميع الانبياء قد اختصهم الله بوحيه وارساله وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ شرعه ودينه. فان الله عز وجل لما خلق الخلق امرهم بعبادته ولكن عقولهم لا تستقل بمعرفة ما يجب لله من العبادة. فجعل عز وجل من الخلق من نبلغهم ما يجب عليهم من العبادة وهم الانبياء والرسل فالانبياء والرسل هم وسائط للتبليغ بين الله وبين خلقه فعلم ان ما عدا ذلك من معنى الواسطة للرسول منفية وانما المعنى المثبت شرعا للواسطة في حق الرسل والانبياء انهم وسائط في تبليغ الدين بين الله وخلقه. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الله ايد الانبياء بالبراهين يعني بالادلة الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به. مما يسمى بالمعجزات. وهذه لفظة اجنبية عن الكتاب والسنة مبنية على الخارق عند المعتزلة وقاعدة الخارق عند المعتزلة قاعدة طويلة الزرع كثيرة الفروع يتعلق بمعجزات الانبياء وبكرامات الاولياء وباحوال السحرة والمشعوذين. وصار لها مدد من الاثر في مقالات اهل السنة والجماعة حتى دخل هذا اللفظ الاجنبي بينهم. وكان القدماء من اهل السنة والجماعة يسمونها دلائل النبوة. ولا يسمونها معجزات في النبوة ودلائل النبوة عندهم شرعا هي الايات العظيمة الدالة على صدق الانبياء هذا هو حد ايات الانبياء واعلامهم ودلائل نبوتهم. واما تسميتها بالمعجزات ثم قولهم بان المعجزة هي الامر المخترع المقترن هو الامر الخالق للعادة المقترن بدعوى النبوة فهذا عليه اعتراضات كثيرة ليس هذا محل بيانها لكن الذي ينبغي ان تعرفه ان الذي دل القرآن والسنة ان اعلام النبوة وادلتها هي الايات العظيمة التي دلت على صدق الانبياء. ثم كان رحمه الله تعالى ان الانبياء اكمل الخلق علما وعملا واصدقهم وابرهم واكملهم اخلاقا واعمالا. وان الله عز وجل خصهم وفضائل لا يلحقهم فيها احد وان الله برأهم من كل خلق رزيل. فهم اكمل الناس حالا. واتمهم ايمانا ثم ذكر انهم معصومون فيما يبلغون عن الله تعالى وانه لا يستقر في خبرهم وتبليغهم الا الحق والصواب. ولفظ العصمة اجنبي عن الكتاب والسنة بهذا المعنى لا بالمعنى اللغوي فان المعنى اللغوي موجود في قوله تعالى والله يعصمك من الناس لكن على ارادة انه لا يدخل عليهم الخلل في البلاغ فهذا غير موجود وانما الموجود في الكتاب والسنة هو الصدق ولهذا سمي النبي صلى الله عليه وسلم في عرف الصحابة والتابعين واتباعهم بالصادق المصدوق. ولم يسمى صلى الله عليه وسلم بالمعصوم. وانما وقعت تسميته صلى الله عليه وسلم بالمعصوم في كلام جماعة من المتأخرين وهم يريدون المعنى المقدم لكنه لفظ اجنبي ليس بالكتاب والسنة كما اشار اليه شيخ الاسلام ابن تيمية في النبوات في كلام الله وعن العصمة ثم ذكر انه يجب الايمان بالانبياء وبكل ما اوتوه من الله ويجب على العبد محبتهم وتعظيمهم وان هذه امور ثابتة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم على اكمل الوجوه. ثم ذكر انه يجب معرفة جميع ما جاء به من الشرع جملة والايمان بذلك والتزام طاعته في كل شيء بتصديق خبره وامتثال امره واجتناب نهيه. ومعرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما المعرفة الاجمالية والاخر المعرفة التفصيلية. فاما المعرفة الاجمالية فهي الاحاطة كليات الدين مما لا يصح دين العبد الا به. الاحاطة بكليات الدين مما لا يصح الايمان الا فهذا قدر واجب على كل احد من المسلمين لا يستثنى منه احد. واما المعرفة التفصيلية فلا حد لها. فالعلم بتفاصيل ما ابي النبي صلى الله عليه وسلم لا ينتهي الى حد محدود. والناس فيه متفاوتون وما يجب عليهم يختلف بحسب اقدارهم. فما يجب على والقاضي والمعلم غير ما يجب على احد الناس. ثم ذكر ان من الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم الايمان وانه خاتم النبيين وهذه الكلمة تجيء على ضبطين احدهما انه خاتم اسم فاعل يعني اخر الانبياء والاخر انه خاتم اسم الة بمعنى الطابع الذي طبع به على الانبياء فلا يأتي احد بعده البتة. وقد نسخت شريعته صلى الله عليه وسلم جميع الشرائع. وان قوته وشريعته باقية الى قيام الساعة. ونسخ الشريعة الذي يذكر عند اهل العلم. لا يريدون به ان جميع ما في الشرائع السابقة من اديان الانبياء قد نسخ وقد يبقى في دين الاسلام منه شيء وانما يريدون ان العبادة صارت مرهونة بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز للعبد ان يتعبد بشيء ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك قال المصنف ولا شريعة غير شريعته في اصول الدين وفروعه. يعني في الامور كلها. ثم قال ويدخل في الايمان بالرسل الايمان بالكتب ان الكتب تنزل على الانبياء والرسل ولا تنزل على غيرهم. ولهذا صار الايمان بالكتب تابعا للايمان بالرسل. لانه لا يوجد كتاب بلا طول وانما يوجد رسول معه معه كتاب وقد يوجد رسول ليس له كتاب ثم قال فالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم يقتضي الايمان بكل ما جاء به من الكتاب والسنة الفاظها ومعانيها فلا يتم الايمان به الا بذلك. فلا يصير العبد مؤمنا حتى يؤمن بجميع ما في الكتاب والسنة ولا ينكر شيئا منه. لان الكتاب والسنة كلاهما وحي من الله سبحانه وتعالى. كما قال تعالى في وصف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. والكتاب والسنة كلاهما وحي وفي ذلك انشد حافظ الحكمي وسيلة الحصول فسنة النبي وحي ثاني عليهما قل اطلق الوحيان. ثم ذكر ان العبد كلما كان اعظم علما بذلك واعترافا وعملا كان اكمل ايمانا. فمن مقاصد طلب العلم ان يحصل الانسان كمال الايمان فان كمال الايمان لا يحصله العابد ولو صام نهاره وقام ليله وانما يحصله من كان عارفا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الدين له بالعمل ثم ذكر ان الايمان بالملائكة والقدر داخل في هذا الاصل العظيم. لان الكتب النازلة على الانبياء والرسل نزلت عليهم بواسطة ملائكة بواسطة ملك هو جبريل عليه الصلاة والسلام فهو الذي ينزل بالوحي على الانبياء وربما نزل ببعض الوحي بعض الملائكة لكن الاصل ان النازل بالوحي هو جبريل عليه الصلاة والسلام. فيؤمن العبد بالملائكة تبعا لنزول وهو جبريل على الانبياء بذلك ولتظمن كتب الانبياء الايمان بالملائكة والقدر صار تابعا لهذا الاصل العظيم. ثم ذكر ان من تمام الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ان يعلم ان ما جاء به حق لا يمكن ان يكون دليل عقلي اي مرده الى العقل او حسي مرده الى حسي على خلافه كما لا يقوم دليل نقدي على خلاف الامور العقلية او الحسية النافعة تجد دلالة الكتاب والسنة مثبتة لها حادة على تعلمها وعملها. فكل ما يحتاج اليه الناس من امور دينهم ودنياهم فان القرآن والسنة متضمن للامر به والحث عليه ولا تجد في دلائل الوحي ما يخالف الادلة العقلية او الحسية لكن مدارك الخلق في فهم الكتاب والسنة ومعرفة ما يكون من منازل الدليل العقلي والحسي فيها تختلف. فربما ادعى دعي ان هذا الدليل العقي يخالف ما جاء في القرآن او السنة. واوتي الرجل من فهمه ولو انه سلم للكتاب والسنة لجعل الله عز وجل له نورا وبصيرة يفهم بها مرتبة ذلك الدليل العقلي او الحسي من دلالة الكتاب والسنة ثم ذكر ان غير النافع من المذكورات جاء في الشرع ما ينهى عنه ويحذر منه فالامور المذمومة الضارة جاءت بكليات تحذر منها والدين مبني على الاصول والكليات لكماله فان الدين لم يأتي تفريعا بالاجزاء فان الاجزاء المتجددة تتجدد للناس بحسب ازمانهم وبلدانهم واحوالهم فمن تطلب ان يجد في الكتاب والسنة حكم فرع باسمه فانه سيفقد كثيرا منه لان هذا من الفهاهة وقلة البلاغ قلة البلاغة والبيانة والبيان لكن من التمس الاصول الكليات والقواعد الكاملة في الكتاب والسنة فسيجد ما يبين حكم كل شيء يحتاجه الناس. فالدين الشرعي واف للناس في كل زمان ومكان بما يحتاجونه لابواب السياسة والحكم او في ابواب الاقتصاد والمال او في ابواب الاخلاق والثقافة او غيرها من ميادين الحياة ومن يظن اليوم ان الدعوة الى الحكومات المدنية والحريات العامة مما ينسب الى مواثيق الامم المتحدة وحقوق الانسان ان الشريعة لا لم تأتي بما ينظم وهذا ويكفله فان هذا من الايمان بالطواغيت والذين كانوا من قبل ينهون عن الايمان بالطواغيت صاروا اليوم يؤمنون بهذه الطواغيت فانما خرج عن والسنة مما يتحاكم اليه الناس من جهات معقود عليها الامر مما تعرفون ولا يخفى عنكم هذه جهات لم يأمر الشرع بالتحكم بالتحاكم معها وجاءت دلالة الكتاب والسنة بما يميل بما يبين كيفية التعامل منها وكيف يمكن للحاكم المسلم ان يكون على تواصلي معها دون اضرار باهل بلده ولا وقوع فيما حرمه الله سبحانه وتعالى ولكن الشأن انصار اليوم بعض المتشرعة يدعو الى مواثيق الانسان والحريات العامة تحت مظلة الامم المتحدة او غيرها من المظلات التي يجزم كل مسلم بان الله عز وجل ما تعبد ولا امرنا بالتحاكم اليها وهذا من جملة الخلل في الايمان بالانبياء والرسل. فدين النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء به كفيل بكل ما يصلح تستقيم له به حياتهم في الاولى والاخرة. نعم احسن الله اليكم ونفع بكم قال المؤلف علامة المسليدي رحمه الله تعالى الاصل الثالث الايمان باليوم الاخر فكل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فان نوع من الايمان باليوم الاخر كاحوال البرزخ واحوال يوم القيامة وما فيها من الحساب والثواب والعقاب والشفاعة والميزان والصحف مأخوذة باليمين والشمال والصراط واحوال الجنة والنار واحوال اهلها وانواع ما اعد الله فيها لاهلها اجمالا وتفصيلا وكل ذلك داخل في الايمان باليوم الاخر. ذكر المصنف رحمه الله تعالى الاصل الثالث من اصول كتابه وهو الايمان باليوم الاخذ ثم اشار الى ضبطه بقوله فكل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه من الايمان باليوم الاخر اليوم الاخر هو اسم لما يكون بعد الموت. هو اسم لما يكون بعد الموت والايمان يكون والايمان باليوم الاخر يكون بالايمان بما جاء في الكتاب والسنة من الخبر عما يكون بعد الموت مما ذكر المصنف طرفا منه بقوله احوال البرزخ واحوال يوم القيامة وما فيها من الحساب الى ان قال فكل ذلك داخل في الايمان باليوم الاخر. فكل ما جاء في الكتاب والسنة من ما يبين ما يكون بعد الموت فهو مما يندرج في حقيقة الايمان باليوم الاخر. وها هنا سؤال وهو لماذا ضبط وقبله ابو العباس ابن تيمية في العقيدة الواسطية ان الايمان باليوم الاخر يكون الايمان بما بعد الموت ولم يذكر الايمان بالموت ما الجواب لماذا قال الايمان بما يكون بعد الموت؟ ولن يقول الايمان بالموت وما يكون بعده نعم يدخل امام الموت مع امام الملائكة احسنت لان الموت لا يمكن ان يجحده احد. فان الناس جميعا على اختلاف مللهم ونحلهم واممهم مقرون بان واقع بهم لكن الشأن فيما يكون بعده. نعم احسن الله اليكم ونفى بكم. قال المؤلف العلامة المسيبي رحمه الله تعالى الاصل الرابع مسألة الايمان. فاهل السنة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة من ان الايمان هو تصديق القلب المتضمن لاعمال الجوارح. فيقولون الايمان اعتقادات القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان انها كلها من الايمان وان من وان من اكملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان ومن ومن انتقص شيئا منها افقد انتقص من ايمانك وهذه الامور بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء من الايمان ويرتبون على هذا الاصل ان الناس في الايمان درجات مقربون واصحاب يمين وظالمون لانفسهم بحسب ما قام من الدين والايمان وانه يزيد وينقص فمن فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه الواجب ما لم يتب ما لم يتب الى الله ويرتبون على هذا الاصل ان الناس ثلاثة اقسام منهم من قام بحقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقا ومنهم من ترك كلها هذا كافر بالله تعالى ومنهم من فيه ايمان وكفر او ايمان ونفاق او خير وشر. ففيه من ولاية الله واستحقاقه لكرامته بحسب لما معه من الايمان وفيه من عداوة الله واستحقاقه لعقوبة الله بحسب ما ضيعه من الايمان. ويرتبون على هذا الاصل العظيم ان كبائر والذنوب وصغائرها ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل بصاحبها الى الكفر تنقص ايمان العبد من غير ان تخرجه من خيرة الاسلام ولا يخلد في نار جهنم ولا يطلقون عليه الكفر كما تقول الخوارج او ينفون عنه الايمان كما تقول المعتسلة معتزلة بل يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. فمعه مطلق الايمان واما الايمان المطلق فينفى عنه. وبهذه طول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة. ويترتب على هذا الاصل ان الاسلام يجب ما قبله. وان التوبة ما قبلها وان من اشتد ومات على ذلك فقد حبط عمله. ومن تاب تاب الله عليه ويرتبون ايضا على هذا الاصل صحة الاستثناء في الايمان فيصح ان يقول انا مؤمن ان شاء الله لانه يرجو من الله تعالى ايمانه فيستثني لذا فيستثني لذلك ويرجو الثبات على ذلك الى الممات فيستثني من غير شك منه بحصول اصل الايمان ويرتب هنا ايضا على هذا الاصل ان الحب والبغض اصله مقداره تابع للايمان وجودا وعدم وتكميلا ونقصا ونقصا ثم يتبع ذلك الولاية والعداوة ولهذا من الايماء ولهذا من الايمان الحب في الله. والبغض لله والولاية لله والعداوة لله. ويترتب على الايمان ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه. ولا يتم الايمان الا به. ويترتب على ذلك ايضا محبة اجتماع المؤمنين. والحث على والتحابب وعدم التقاطع. ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض. ويرون ان هذه القاعدة من اهم قواعد ايمان ولا يرون الاختلاف في المسائل التي لا تصل الى كفر او بدعة موجبة للتفرغ ويترتب على الايمان محبة اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم بحسب مراتبهم وعملهم وان لهم من الفضل والثوابق والمناقب ما فضلوا به عن سائر الامة ويدينون بمحبتهم فضائلهم ويمسكون عما شجر بينهم وانهم اولى اولى الامة بكل خصلة حميدة. واسبقهم الى واسبقهم الى كل خير وابعدهم عن كل شر ويعتقدون ان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها ويدفع عنها عادية المعتدين ولا تتم امامته الا بطاعته في غير معصية الله تعالى. ويرون انه لا يتم الايمان الا بالامر المعروف والنهي عن المنكر باليد. والا باللسان والا فبالقلب على حسب مراتبه الشرعية وطرقه المرعية. وبالجملة فيرون القيام بكل الاصول الشرعية على الوجه الشرع من تمام الايمان والدين ومن تمام هذا الاصل. ذكر المصنف رحمه الله تعالى الاصل الرابع من اصول كتابه الخمس مظمنا اياه مسألة الايمان. وبين ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة. من ان الايمان هو تصديق القلب المتضمن لاعمال الجوارح. فيقولون الايمان اعتقادات القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان. وانها من الايمان فالايمان مركب عندهم من تصديق جازم ومن قول لساني ومن عمل فلا يوجد الايمان الا باجتماع هذه الثلاثة كلها. وقد ينقص ويقوى ويقل ويضعف ما يكون من معانيها في القلب. والتصديق المراد عند اهل السنة والجماعة ليس هو التصديق المجرد. ولذلك فانهم يقولون التصديق الجازم. فهو ليس تصديق عارض بل لابد ان يكون مجزوما به ولم يوجد الايمان في الكتاب والسنة الا على معنى التصديق الجازم كما بسطه ابو العباس ابن تيمية في كتاب بالايمان وان كان اختاره رحمه الله تعالى في بعض كلامه التعبير عنه بالاقرار وبذلك نظر لان الاقرار هو عمل اللسان فالصواب ان يتعلق بالقلب من الايمان هو التصديق الجازم. وهذه القاعدة يشير اليها اهل السنة بقولهم الايمان قول وعمل ودلائل ذلك بحمد الله متوافرة في الكتاب والسنة. ثم ذكر ان من اكملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان ومن انتقص منها شيئا فقد انتقص من ايمانه وهذه الامور التي ترجع الى القلب واللسان والعمل بضع وسبعون شعبة كما جاء في حديث ابي هريرة في صحيح مسلم مجزوما به ووقع في رواية عند مسلم ايضا ستون بضع وستون شعبة او بضع وسبعون شعبة عند البخاري بضع وستون شعبة وهو الصحيح من جهة الرواية. فالرواية المتقنة هي رواية البخاري وفيها الاقتصار على ان الايمان بضع وسبعون شعبة وشعب الايمان يعني اجزاؤه وخصاله التي يتركب منها وهي ثلاثة انواع احدها شعب قلبية والاخر اللسانية وتارك شعب عملية وهن مدرجات في الحديث المتقدم بذكر كل واحد منها فقال اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة اذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان اهل السنة والجماعة يرتبون على هذا الاصل ان بالايمان درجات متفاوتة. فهم منهم المقربون ومنهم اصحاب اليمين ومنهم ظالمون لانفسهم. بحسب بحسب مقاماتهم من الدين والايمان. ثم ذكر ان الايمان يزيد وينقص. فمن فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه الواجب ما لم يتب الى الله فزيادة الايمان تكون بالطاعات ونقصه يكون بالمعاصي تفضل بعد ان بين المصنف رحمه الله تعالى ان الايمان منقسم على تصديق القلب الجازم قول اللسان وعمله وعمل الجوارح وانه يزيد وينقص بين ان الناس في هذا العصر ثلاثة اقسام في القسم الاول من قام حقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقا. والقسم الثاني من تركها كلها فهذا كافر بالله تعالى. ومنه من فيه ايمان وكفر ايمان او ايمان ونفاق او خير وشر ففيه من ولاية الله واستحقاقه لكرامته بحسب ما هو معه من الايمان وفيه من عداوة الله لعقوبة الله بحسب ما ضيعه من الايمان فيجتمع فيه موجب المحبة الايمانية وهو طاعة الله وموجب للبغض الايماني وهو معصية الله عز وجل. وهذا الثالث يشار اليه عند اهل السنة والجماعة بعبارتين كما اشار الى ذلك ناقلا انه مذهب اهل السنة والجماعة في العبارتين سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد ويوجد هذا لغيره لكن متفرقا من غير تنصيصه على ان هاتين العبارتين هما مؤديتان الى معنى واحد عند اهل السنة والجماعة. فالمعنى فالكلمة الاولى ان يقال انه مسلم ولا يقال مؤمن. فينزل عن الرتبة العليا من الدين الى المرتبة الدنيا. ويقال هو مسلم والثانية ان يقال مؤمن بايمانه فاسق بمعصيته وكبيرته. والاولى تدل على مرتبة هي حقيقة والثانية تدل على موجب تلك المرتبة. فانه بقي مسلما لاجل ما معه من الايمان. وخرج من الايمان الكامل لاجل ما هو عليه من المعصية. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان في السنة والجماعة يرتبون ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل الكفر تنقص ايمان العبد من غير ان تخرجه من دائرة الاسلام. ولا يخلد في نار جهنم. فاذا اصاب العبد كبيرة من كبائر الذنوب فانه لا يخرج من الاسلام الى الكفر. بل يكون في دائرة الايمان. وذكر انهم لا يطلقون عليه كما تقول الخوارج او ينفون عنه الايمان كما تقوله المعتزلة. لان الخوارج والمعتزلة يجتمعون في اخراج العاصي بكبيرته من الايمان. الا انهم يفترقون فيما يخرجونه اليه. فان الخوارج يخرجونه في الدنيا من دائرة الاسلام الى دائرة الكوفر. واما المعتزلة فانهم يخرجونه من دائرة الايمان لا الى دائرة الكفر. وهذا النفي اقتضى منهم منزلة بينهما سموها بالمنزلة بين المنزلتين وجعلوها من اصولهم الخمسة المشهورة عندهم. فهم مجتمعون في الاخراج من دائرة الايمان للعاصي بكبيرته لكنهم مغتربون فيما يخرج اليه في الدنيا واما في الاخرة فانهم مجمعون على انه يكون مخلدا في النار. واما اهل السنة والجماعة فانهم يقولون ان فاعل الكبيرة مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. فمعه مطلق الايمان اي الايمان الكلية واما الايمان المطلق يعني الكامل الذي لا ينقص فانه ينفى عنه. وموجب هذه المسألة هي الكبيرة فما هي الكبيرة شرعا نعم كل ما نهوي عنه على وجه التعظيم احسنت وش دليله طيب طيب غيره كل ما ترتب عليه ارفع الكتاب الله يهينك كل ما ترتب عليه وعيد طيب او وعيد او حد في الدنيا او ايش عذاب في النار او طرد من رحمة الله او نفي ايمان او لعن وبعد لا تنتهي الاقوال هذه علامات الكبيرة وليست حقيقة كبيرة والتعريف بالانواع سائغ لكن اذا امكن التعريف بما يدل على الحقيقة فهو اولى. فالحد الكبيرة كما بينا في دروس اخرى اخرى ولعل الاخ مما حضرها قلنا ان الكبيرة شرعا هو ما نهي عنه على وجه التعظيم لقول الله تعالى ان تجتنبوا كبائر تنهون عنه فالكبيرة اسم لما نهي عنه شرعا على وجه تعظيمه ومن طرائق تعظيمه ما ذكره الاخ مما هو مشهور في كلام تكلميه وعلامات التعظيم تبلغ اكثر من ثلاثين علامة لمن تتبعها في القرآن والسنة ثم ذكر انه بهذه الاصول يحصل الايمان بجميع ما في الكتاب والسنة ويترتب على هذا الاصل ان الاسلام يجب ما قبله وان التوبة تجب ما قبلها وان ارتد ومات على ذلك فقد حبط عمله ومن تاب تاب الله عليه. فاذا وقع الانسان شيئا من الكفر والمعصية ثم تاب الى الله عز وجل او دخل في الاسلام جب ذلك عنه ما قبله يعني هدم ما قبله ولم يؤاخذ به. وان من ارتد ومات على ذلك فقد حبط عمله ومن تاب الله تاب تاب الله عليه. والجملة الاولى الاسلام يجب ما قبله هي قطعة من حديث عمرو بن العاص في صحيح مسلم. واما الجملة الثانية وهي تجوب ما فيها فهي قطعة من حديث من ها ابن مسعود رضي الله عنه اين ابن مسعود للسنن التوبة ندم واما هذه الجملة التوبة تجب ما قبلها فلم تروى في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما هي معاني احاديث ومن الغلط نسبتها الى الى حديث عمرو بن العاص في صحيح مسلم فان المذكور في حديث عمرو ابن العاص انما هو الاسلام والحج والهجرة واما هذه الجملة فلا تعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ وان كان معناها صحيحا ثم ذكر انهم يرتبون على هذا الاصل في حقيقة الايمان صحة الاستثناء في الايمان ومسألة الاستثناء في الايمان هو الاتيان به ان شاء الله بعد ذكره. وهذه المسألة لها شذور متفرقة فتكون في مواضع ممنوعة وتكون في مواضع جائزة ومن المواضع التي تجوز فيها ما ذكره المصنف ان من قالها يرجو من الله تكميل ايمانه لنقصانه ويرجو الثبات على ذلك فذلك جائز في حقه. ثم ذكر انهم يرتبون على هذا الاصل ان الحب والبغض اصله ومقداره تابع للايمان. وجودا وعدما وتكميلا ونقصا فبحسب ما يكون من الايمان في العبد يحب وبحسب ما يكون فيه من المعصية يبغض ثم قال ويترتب على الايمان ان يحب لاخيه ما يحب ولنفسه يعني من الخير كما وقع مصرحا به في حديث اليس في رواية عند النسائي وابن حبان؟ ولا يتم الايمان الا به ومحل ذلك الامور الدينية. فان الامور الدينية هي التي يجب يجب على العبد ان يحبها لاخيه كما يحبها لنفسه. واما الامور الدنيوية فانها تختلف بحسب ما يكون من اثرها فيه. فان غلب على ظنه او علم انها لا تكون مضلة له احبها لاخيه كما يحبها لنفسه وان علم انها قد تضر به لم يجب عليه ان يحبها لاخيك ما يحبها لنفسه فحديث لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه من العامي المخصوص. فلا يراد به كل خير لان الخير يكون مطلقا ومقيدا والخير المطلق هو ما تعلق بالامور الدينية والخير المقيد هو ما تعلق بالامور الدنيوية فالاول يجب كله واما الثاني فبحسب بما يكون من اثره ثم ذكر انه يترتب على ذلك محبة اجتماع المؤمنين والحث على التآلف والتحابب وعدم التقاطع فاهل السنة والحديث يدعون الى محبة اجتماع المؤمنين ولكنهم لا يدعون الى وحدة المسلمين لماذا يدعون الى اجتماع المسلمين والتآلف بينهم لكنهم لا يدعون الى وحدة المسلمين لان وحدة المسلمين اكذوبة مخترعة في القرون الاخيرة. ولا يوجد شيء في الشرع اسمه وحدة المسلمين. انما يوجد اجتماع المسلمين بان الاختلاف بينهم بحسب بلدانهم واحوالهم وطرائقهم ودياناتهم في داخل الاسلام موجود فاسم الاسلام لا يسلب من كل من خالف في بدعة وضلالة فيبقى له حق الاسلام ولذلك جاء الشرع ببيان ما ينبغي ان يكون من الالفة والاجتماع اما الوحدة لا يمكن وهو مخالف لما اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من افتراق هذه الامة فان هذه الامة ستفترق بخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الى ثلاث تابعين فرقة كلها دائرة في دائرة الاسلام ومن خرج عن دائرة الاسلام فلا يعد فرقة بل يعد يعد ملة ولذلك لا تجد في كلام الراسخين الدعوة الى وحدة في المسلمين. بل الدعوة الى الفة المسلمين. فان المسلمين قد يختلفون في امور دنياهم. ويكون هذا مخلا بالوحدة لكنه لا لا يخل بامر الاجتماع والتآلف وهو الذي ينبغي ان يدعو اليه الانسان لان الدعوة الى الوحدة خيال واذا علق الناس بانهم سيكونوا جميعا على شيء واحد فهذا لا يكون ابدا وانما يعلق الناس بان يكون بينهم اجتماع وتآلف وتراحم ومحبة لبعضهم البعض مع بذل النصيحة ثم قال بعد ذلك ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض ويرون ان هذه القاعدة من اهم قواعد الايمان فاهل السنة والجماعة هم من اعظم الدعاء الى الفة المؤمنين ومحبتهم ورحمة بعضهم بعضا فانهم كما وصفهم ابو العباس ابن تيمية اهل السنة يعرفون الحق ويرحمون الخلق وهو الحقيق ان يكون وسط بالسني ان يكون متصفا بالاخلاق النبوية والشمائل من سماحته ويسره ودينه ورحمته صلى الله عليه وسلم بالمسلمين. من دون تعصب ولا دعوة للتفرق والتباغض فان الحالقة التي تحلق الامم ثم ذكر ان اهل السنة والجماعة لا يرون الاختلاف في المسائل التي لا تصل الى كفر او بدعة موجبة للتفرق فما كان من الخلاف جاريا فيما لا يصل الى الكفر او بدعة مفرقة فان هذا مما يسع العذر فيه ولذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية ما ذكر الفضلة بين علي وعثمان وان بين اهل السنة فيما سلف خلاف قديم قال ولا يضلل المخالف في هذه المسألة وانما يضلل وانما يضلل المخالف في مسألة الخلافة. يعني عندما اعتقد عليا افضل من عثمان فان هذا لا يضلل. ولكن من اعتقد ان خلافة علي او اولى واصح من خلافة عثمان فهذا يضلل. فالمسائل التي يجري فيها الخلاف على درجات متفاوتة. وليست على درجة واحدة. ولا ينبغي ان جعل الانسان المسألة المحتملة للخلاف موجبة للشقاق والتفرق فان ذلك من ضعف الدين وقلة العقل وهي من اعظم صفات الناس فتجد من الناس من يعظم مسألة يسيرة ويجعل لها بناء مشيدا ويعقد عليها الولاء والبراء ويحب فيها ويبغض فيها فاذا رأيت الى مرتبتها من الدين وجدت انها من الطبوليات التي تظهر في سنوات ثم تختفي في سنوات ولا ينبغي للمرء ان يجعل دينه العوبة للخلق بل يجعل دينه حقا لرب العالمين يقبل منه ما ظهرت عليه دلائل الكتاب والسنة وما لم تظهر عليه دلائل الكتاب والسنة فانه لا يقبله ويقتضي ويقتدي في ذلك بالعلماء الراسخين المتمكنين فان التفريق في هذه المسائل بين الحق والباطل والصواب والخطأ والصدق والكذب ومآلات الامور انما يحوزه من كبر علمه كبر علمه عمره ورسخ علمه وامتدت به المدة في تجارب الايام ثم ذكر رحمه الله تعالى انه يترتب على الايمان محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بحسب مراتبهم وعملهم وان لهم من الفواضي من الفضل والسوابق والمناقل ما فضلوا به عن سائر الامة يعني عن بقية الامة. ثم ذكر انهم يدينون بمحبتهم ونشر فضائلهم ويمسكون عما شجر بينهم يعني من النزاع والخلاف وانهم اولى الامة بكل خصلة حميدة واسبقهم الى كل خير وابعدهم عن كل شر. فمن طرائق اهل السنة والجماعة في في معاملة الصحابة رضي الله عنهم فيما شجر بينهم ان يمسك الانسان عن ذلك وهم حريون بما قاله عمر ذكر الصحابة كمس العيون ان مسستها اضر اضررت بها وان تركتها بريئة. فالصحابي من زلزلة العين اذا انتهبها خلل فاذا ادخلت اصبعك فيها محركا لها ازداد المها وان تركتها شفيت فكذلك ينبغي ان يكون المؤمن وقافا عند هذا القدر ومن يقول من اهل العصر باخر ان هذا من القراءات النقدية التاريخية المجردة عن الارادة فهذا من الجهل في مكان عظيم. فان المجرد من ارادة لا وجود له فانه لا يوجد في الخلق انسان يتحرك بدون ارادة. قال ابو العباس ابن تيمية الحميد والتلميذ ابن القيم اصل كل حركة بالوجود الحب والارادة. فهذا الذي يدعو الى قراءة تاريخية لتلك الحقبة انما يدعو الى الكلام في الصحابة وهو اليوم يسره وغدا يعلنه بحسب مقتضيات الحال ومتغيرات الساحة والدين الذي كان عليه الاباء والاجداد ومن سبق سبقهم من ائمة الهدى ومن سبقهم من السلف الاول ينبغي ان يكون عليه الانسان فيمسك عما شجر بعين الصحابة ولا يكون له ذكارا. فان الانسان اذا اجرى لسانه فيهم فوالله ليرين الانسان بالدنيا واولئك الذين خرجوا تلك المخرجات من الكلام في الصحابة تحت دعوة حقبة تاريخية قابلة للتصحيح والرد فسيرون في الايام ما ينبئهم عن حقائق افعالهم. واذا كان واذا كان ابن عساكر رحمه الله تعالى قال في تبيين كذب المفتري في كلام الله لحوم العلماء وعادة الله بهتك استار منتقصيهم معلومة. فمن اعمل لسانه فيهم بالتلف فسيبتليه الله قبل موته بموت القلب. واذا كان هذا في لحوم العلماء فاذا فكيف يكون الحال اذا كان في لحوم الصحابة رضي الله عنهم؟ فينبغي ان يحرص الانسان على الامساك عما شجر من بين الصحابة رضي الله عنهم ويكل امرهم الى ربهم. ويكفيهم انهم احظ الناس واولاهم بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر رحمه الله تعالى ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها يعني حاكما ويدفع عنها عادية المعتدين ولا تتم امامته الا بطاعته في غير معصية الله تعالى. فاهل السنة والجماعة يرون هذا اصلا دينيا لا يلحظ فيه حكم قائم اليوم هنا او هناك وانما يلحظ فيه متابعة الدلائل الشرعية من القرآن والسنة التي امرت بطاعة تأتي الارض بطاعة ولي الامر فيما لم يكن فيه معصية لا لله سبحانه وتعالى. ولا يراد بهذا الطاعة حفظ عرشه وسلطانه وانما يراد حظ الحاكم وحظ المحكوم. فمن كان عاقلا عرف ان اشادة هذا الاصل وبقاءه في نفوس الناس هو خير لهم من التغيير عليهم ثم ذكر رحمه الله تعالى انهم يرون انه لا يتم الايمان الا بالامر والمعروف. بالمعروف والنهي عن المنكر باليد والا باللسان والا بالقلب على حسب ما الشرعية وطرقه المرعية بحسب ما يستطيعه الانسان وهو معنى قول ابي العباس ابن تيمية الحديث في العقيدة الواسطية وهم مع هذه الاصول يرون الامر بالمعروف والنهي عن النهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة انتهى كلامه اي براء من الاهواء والاراء فهم يرون ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر شريعة اسلامية وفريضة دينية وفق ما امر به الشرع لا وفق ما امرت به الاهواء. وقد خرج الناس في الكوفة على ابن العاص حتى طردوه منها فعابهم حذيفة ابن اليمان فقال رجل ما تقول في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ فقال ان الامر بالمعروف والنهي يعني المنكر اذا حسن ولكن ليس من السنة ان تشهر السلاح في وجه امامك رواه ابن ابي شيبة وغيره ثم قال رحمه الله تعالى وبالجملة اذا يرون القيام بكل الاصول الشرعية على الوجه الشرعي من تمام الايمان والدين. نعم احسن الله اليكم ونفى بكم الاصل الخامس طريقهم في العلم والعمل. وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويلتزمون الا طريق الى الله والى الا طريق الى الله والى كرامته الا بالعلم النافع والعمل الصالح. فالعلم النافع هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه واله وسلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيجتهدون في معرفة معانيها والتفقه فيها اصولا وفروعا. ويسلكون جميع طرق الدلالات فيها. دلالة المطابقة ودلالة ضم ودلالة الالتزام. ويبذلون قوى وهم في ادراك ذلك بحسب ما اعطاهم الله. ويعتقدون ان هذه هي العلوم النافعة وكذلك ما تفرع عنها من اقيسة صحيحة ومناسبات حكيمة وكل علم اعان على ذلك او ازره او ترتب عليه فانه علم شرعي كما ان وناقضه فهو علم باطل فهذا طريق في العلم. واما طريق في العمل فانهم يتقربون الى الله تعالى بالتصديق. والاعتراف التام بعقائد الايمان التي هي اصل العبادات واساسها. ثم يتقربون له باداء فرائض الله المتعلقة بحقه. وحقوق عباده مع الاكثار من وبترك المحرمات والمنهيات تعبدا لله تعالى. ويعلمون ان الله تعالى لا يقبل الاكل عمل خالص لوجهه الكريم. مسلوكا فيه طريق النبي الكريم ويستعينون بالله تعالى في سلوك هذه الطرق النافعة التي هي العلم النافع والعمل الصالح والعمل الصالح الموصل الى كل خير وفلا وسعادة عادلة وآجلة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ختم المصنف رحمه الله تعالى بذكر العصر الخامس من الاصول التي اعتنى ببيانها في هذا المختصر وهو بيان طريق اهل السنة والجماعة بالعلم والعمل. فان دين اهل السنة والجماعة ليس عقائد قلبية فحسب. بل دين اهل السنة والجماعة هو عقائد قلبية وحقائق ايمانية تبدو على الجوارح والاركان ولهم طريق يسلكونه في تحصيل العلم والعمل وما اشار اليه رحمه الله تعالى بقوله وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويلتزمون ان لا طريق الى الله والى كرامته الا بالعلم النافع والعمل الصالح فالعلم النافع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيجتهدون في معرفة معانيها والتفقه فيها اصولا وفروعا. فالموصل الى معرفة الدين هو العلم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فان الانسان لا مكنة له على عبادة ربه الا بمعرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الدين اولا. ثم يعمل به بعد ذلك. ولاجل ذلك فان احسن الاقوال في معرفة الواجب من العلم ان كل ما توقف العمل عليه فان العلم به واجب اشار والى هذا الاجر في رسالته في فضل العلم وابن القيم في اعلام الموقعين والقرافي في القروب في الفروق فكل عمل وجب عليك فانه يجب عليك ان تتعلم كيفية الاتيان به شرعا. فاذا وجب عليك الحج مثلا لاستطاعتك فانه لا يجوز لك ان تعمل بالحج حتى تتعلم احكامه. والذين يذهبون الى الحج دون تعلم احكامه اثمون. فاذا وقعوا في مخالفة صار الاثم عليهم مضاعفا فانهم اثموا من جهة عدم تعلم ما يجب عليهم ثم اثموا ثانية في تبليطهم بايقاع المخالفة على خلاف الامر الشرعي. ثم ذكر يصنف انهم يسلكون جميع طرق الدلالات فيها ويقصد بذلك الدلالات اللفظية فان الدلالات نوعان احداهما الدلالات غير اللفظية والاخر والدلالة اللفظية وهي التي ذكرها المصنف ها هنا وهي ثلاثة انواع اولها دلالة المطابقة وهي دلالة اللفظ على معناه دلالة المطابقة وهي دلالة اللفظ على جميع معناه. والاخرى دلالة التضمن وهي دلالة على جزء معناه وهي الدلالة اللفظ على جزء معناه وثالثها دلالة الالتزام وهي دلالة اللفظ على امر خارج عنه لازم له. دلالة اللفظ على امر خارج عنه لازم له فهذه الدلالات الثلاث يسمونها دلالات المطابقة الالتزام والتضمن والالتزام والى ذلك اشار الاخضري في السلم المنورة اذ قال دلالة اللفظ على ما وافقه يدعونها دلالة المطابقة او جزئه تضمنا وما التزم فهو التزام بعقل التزم ثم معنى ذكر هذه الدلالات ان فهم النصوص يكون باعمال هذه الدلالات فيستنبطون من الكتاب والسنة علومهما برعاية هذه الانواع من الدلالة فيها. ثم قال ويبذلون قواهم في ادراك ذلك بحسب ما اعطاهم الله فهم يصرفون من قواهم البدنية والعقلية والمالية في ادراك العلم بحسب ما اعطاهم الله وهذا يبين ثقل امر على من حباه الله عز وجل بنعمته في ماله وصحته في بدنه وفسحة في وقته كيف يضيع معرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهذا من الحرمان المستبين فان الله اذا وهب لك نعمة فينبغي ان تعمل له سبحانه وتعالى شكرا فاذا وهبك الله ومن ذلك ما تقدر به على طلب العلم فينبغي ان تجد في طلبه ثم قالوا يعتقدون ان هذه هي العلوم النافعة وكذلك ما تفرع عنها من اخيسة صحيحة ومناسبات حكيمة وكل علم اعان على ذلك وازره يعني ناصره او ترتب عليه فانه علم شرعي كما ان مضاده وناقضه فهو علم باطل فهذا طريقهم في العلم فطريقهم في العلم استنباط معارف الكتاب والسنة بالالات التي توصل اليها ثم ذكر طريقهم في بل فقالوا اما طريقهم في العمل فانهم يتقربون الى الله تعالى بالتصديق والاعتراف التام بعقائد الايمان التي هي اصل العبادات واساسها فان حاجة المرء الى العقيدة لكونها محركة للعمل فان الانسان اذا عرف عقائد اهل السنة والجماعة اوجبت له من تحريك عزيمته واعلاء همته في العمل ما لا يكون قبل ذلك. فان المرء اذا شاهد الاثار المترتبة على صفة واحدة من صفات الله عز وجل وهي رحمته او رزقه او قدرته او قوته حصل له من الاقبال على العمل ما لا يكون له قبل ذلك. ثم ذكر انهم يتقربون باداء ايظا الله المتعلقة بحقه وحقوق عباده مع الاكثار من النوافل وبترك المحرمات والمنهيات تعبدا لله تعالى ويعلمون ان الله تعالى لا يقبل الا كل عمل خالص لوجهه مسلوكا به طريق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. بشرط قبول العمل ان يكون خالصا لله سبحانه وتعالى الا وان يكون على هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما قال حافظ الحكم في سلم الاصول شرط قبول السعي ان يجتمعا فيه اصابة في في في اصابة واخلاص مع والمراد بالاصابة اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال ويستعينون بالله تعالى في سلوك بهذه الطرق النافعة التي هي العلم النافع والعمل الصالح الموصل الى كل خير وفلاح وانما نوه المصنف رحمه الله تعالى الى امر الاستعانة لانه اذا لم يكن لك عون من الله سبحانه وتعالى فان نفسك تخذله. واعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك. اذا لم يكن من الله عون للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده ولاجل هذا عظم قدر قول الله سبحانه وتعالى اياك نعبد واياك نستعين لما فيه من من تمحيض الاستعانة بالله عز وجل ومن دلائل ذلك التمحيض ان هذا الضمير المنفصل اياك لم يأتي بالقرآن مفردا الا بهذه الاية على وجوب افراد الله عز وجل بالعبادة والاخلاص وافراده سبحانه وتعالى بالاستعانة وفي تحقيق معناها يقول ابو العباس ابن تيمية الحبيب اياك نعبد تدفع داء الرياء واياك نستعين تدفع داء الكبرياء فاذا لم يكن الانسان مستعينا بربه فانه لا ينفعه قوة حفظه ولا جودة ذهنه ولا قوة اقباله ولا كثرة ماله ولا سلالة نسبه وحسبه وانما بحسب ما يكون في العبد من الاستعانة بالله والتوكل عليه وتفويض الامر اليه فان الله عز وجل يبادر عبده بالاكرام ومن احسن الى الله احسن اليه الله قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله فيما نقله عنه تلميذه في مدارج السالكين اذا عملت لله طاعة فلم تجد لها اثرا فاتهم نفسك فان الرب شكور ومن شكره سبحانه وتعالى ان يوفق الصادق في طلابه على تحصيل مطلوبه. فمن بذل قوته وقوته ونفسه ونفيس في طلب الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فان الله لا يرده ولكن الشأن في صلاحية المحل ووجود قابلية في من الاقبال على الله سبحانه وتعالى. فالانسان اذا صدق كان قليل من العلم مزكيا له. واذا كذب فانه يحمل من العلم كثيرا ويكون له حظ من قول الله سبحانه وتعالى كمثل الحمار يحمل اسفارا. اسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا جميعا بما قلنا وان يجعله حجة لنا ولكم ويجعله حجة علينا وعليكم واكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع لمن حضر الجميع والذي حضر الاكثر يكتب الاكثر ويعرف موضع السخط عنده لعله يستدركه في دولة ثانية ان شاء الله وفي غير هذا المقام. سمع علي جميع الكتاب المختصر في العقائد الدينية بقراءة غيره والقارئ يكتب بقراءته صاحبنا ويكتب اسمه كاملا وتم له ذلك في مجلس واحد فاجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين بالاسناد المذكور في الثبات المذكور واكتبوا تاريخ هذه الليلة ليلة الثلاثاء الرابعة ليلة الاثنين الرابع عشر ليلة الاثنين الرابعة عشر من شهر جمادى الاولى بحسب التاريخ عندنا في السعودية الخامس عشر يا شيخ رايح تكتب حسب التاريخ خامس عشر من شهر جمادى الاولى سنة اثنتين وثلاثين بعد الاربع مئة والالف في مسجد حصة الهاجري بمدينة الكويت وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وبعد الصلاة ان شاء الله تعالى الكتاب الثاني يا شيخ اي كتاب طب في كتاب العصر كتاب العصر الذي حضروا يكتبون تقيد السماع في مثل هذه الطريقة ويكون في وقت العصر بعد الصلاة ان شاء الله تعالى كتاب ذوق الطلاب في علم برافو