السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين يسرا بلا حرج والصلاة والسلام على محمد المبعوث بالحنيفية السمحة دون عوج وعلى اله وصحبه ومن على سبيلهم درج اما بعد فهذا شرح الكتاب الثالث عشر من المرحلة الاولى من برنامج تيسير في سنته الثانية وهو كتاب مقدمة في اصول التفسير لشيخ الاسلام احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية ابن مي الحراني رحمه الله تعالى المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وهو الكتاب الثالثة عشر في التعداد العام لكتب البرنامج. نعم. احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ربي يسر واعن برحمتك الحمد لله الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما. اما بعد فقد سألني بعض الاخوان ان اكتب له مقدمة تتأملوا قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه والتمييز في منقول ذلك ومعقوله بين الحق وانواع الاباطيل والتنبيه على الدليل الفاصل بين الاقاويل فان الكتب المصنفة بالتفسير مشحونة بالغثل والسمين والبعاطل والحق المبين. والعلم اما نقل مصدق عن معصوم واما قول عليه دليل معلوم. وما سوى هذا فاما مزيغ واما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود. وحاجة الامة ماسة الى فهم القرآن الذي هو حبل الله المتين. والذكر الحكيم والصراط المستقيم الذي لا تزيغ به الاهواء ولا تلتبس به الالسن الالسن ولا يخلق على كثرة الترديد. ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع العلماء من قال به صدق ومن عمل به اجر ومن حكم به عدل ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم ومن تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربي ما حشرتني اعمى فقد كنت بصيرا قال كذلك اتت اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وقال تعالى رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام. ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه. ويهديهم الى صراط فقال تعالى كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الارض. وقال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري الكتاب ولا الايمان الله الذي له ما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور. وقد كتبتم وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بخشم لله تعالى من املاء فؤاد. والله الهادي الى سبيل الرشاد. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في دباجة كلامه ان هذه المقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن الكريم. وهذه القواعد المشار اليها مندرجة في علم التفسير لكن من الناس من يسميها اصولا فيقول اصول التفسير اذ تسمية المقدمة بهذا الاسم مقدمة في اصول التفسير ليست من وضع المصنف وانما وضعها الناشر الاول للكتاب من علماء ال الشط ثم اشتهر هذا وفشى عند الناس نسبة هذه المقدمة الى علم اصول التفسير. وقد تطلق القواعد الى علم التفسير فيقال قواعد التفسير ويراد بها معنى اخر غير المعنى المعروف عند اطلاق اصول التفسير ولا يزال هذا العلم بكرا يحتاج الى تحرير فان الناس قد خلطوا فيه بين الاصول القواعد ولن تتميز الاصول والقواعد عند اهل التفسير. كما تميزت عند الفقهاء. فان صنعة الفقه ان تكون الاصول هي الاسس الاسس التي يبنى عليها الفقه. والقواعد هي الاثار التي انتجها النظر الفقهي. فان الفقهاء تتبعوا المعاني التي بني عليها الفقه وسموها اصول الفقه ثم لما استقر الفقه استقرأوه وجمعوا كلياته وسموها قواعد الفقه. فالاصول متقدمة والقواعد ناتجة. وكذلك ينبغي ان تكون الحال فيما يتعلق بالتفسير فتطلق اصول التفسير على ما يتقدم عليه فيكون من الالة التي تعين على فهم القرآن وتطلق قواعد على النتائج الناشئة من النظر في التفسير. ويتبين ذلك بالمثال. فمثلا اذا قلنا ان من العموم دخول على المفرد كالانسان في قوله تعالى ان الانسان لفي خسر فان الانسان يشمل جميع افراد هذا الجنس من الناس فان هل دخلت فهذه الكلمة وافادت عمومها وهذا من الالة التي يستعان بها على فهم القرآن واذا قلنا مثلا كما صح عن ابن عباس فيما رواه الثيابي في تفسيره انه قال كل سلطان في القرآن فهو حجة فهذا من قواعد التفسير لا من اصوله. لانه نتج من تتبع ايات الكتاب التي يذكر فيها سلطان ان المراد به هو الحجة. والمقصود ان تعرف ان بين اصول التفسير وقواعده فرقا. وان اسم القواعد الذي اطلقه ابو العباس ابن تيمية ها هنا في قوله تتضمن قواعد كلية اراد به المعنى اللغوي للقاعدة ولم يرد به الحقيقة الاصطلاحية لها في هذا في هذا الفن. فان القاعدة الاصطلاحية فان القاعدة الاصطلاحية في التفسير ليست على هذا المعنى اذ الكتاب موضوع لما ينبغي ان يكون في اصول التفسير وفيه اشياء تتعلق بقواعد التفسير الا انها يسيرة وقديما ذكر الزركشي رحمه الله في قواعده ان علم التفسير من العلوم التي لم تنضج ولم تحترق ولا يزال اليوم محتاجا الى تمييز مسائله وبناء اصوله وتحقيق قواعده على الوجه المرضي. ولبيان هذا الامر اطالة في اطلالة ليس هذا محلها. والمقصود ان تعرف ان اصل وضع الكتاب لم يكن مرادا به اصول التفسير. كما وقع في تسميته من الاول وانما هي مقدمة تتضمن بيان جملة من الاصول والقواعد التي تعينه على معرفة تفسير كتاب الله وقد ذكر المصنف في جملة ما ذكر ان العلم اما نقل مصدق عن معصوم واما قول عليه دليل معلوم وما سوى هذا فاما مزيف مردود واما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود. والبهرج على زنة جعفر هو الشيء الرديء. يقال للرديء من الدراهم بهرج. ويقال للمميز منها ثابت منقود وهذا معنى قوله فاما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود اي لا يتوقف اي يتوقف عن قبوله لا يعلم انه رديء في ترك ويطرح ولا يعلم انه مميز فيقبل ويصح ولكنه يتوقف عن قبوله ثم وذكر نعوثا لكتاب الله سبحانه وتعالى جاءت في حديث علي رضي الله عنه وسيذكره المصنف فيما يستقبل. منها قوله لا به الاهواء اي لا تميل به الاهواء. وقوله ولا تلتبس به الالسن. اي تختلط به الالسن وقوله لا يخلق عن كثرة الترديد اي لا يبلى وتذهب جدته كلما ردد ان شاء الله فصل في ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن يجب ان ليعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن كما بين لهم الفاظه. فقوله تعالى لتبين للناس ما نزل اليهم يتناولون هذا وهذا فقد قال ابو عبد الرحمن السلمي حدثنا لحدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن كعثمان ابن عفان وعبدالله ابن مسعود وغيره انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة. فقال انس كان الرجل اذا قرأ البقرة وال عمران جد في اعيننا واقام ابن عمر على حفظ البقرة عدة سنين طيل ثماني سنين. ذكره مالك وذلك ان الله تعالى قال كتاب انزل اليك مبارك ليتدبروا اياته. وقال افلا يتدبرون القرآن وقال افلم يتدبروا القول. وتدبر الكلام بدون فهم ما وكذلك قال تعالى انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وعقل الكلام متضمن لفهمه ومن المعلوم ان كل كلام فالمقصود منه فهم اعانيه دون مجرد الفاظه فالقرآن اولى بذلك. وايضا فالعاجزة تمنع ان يقرأ قوم كتابا في فن من الطب والحساب ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا. وهو وان كان للتابعين اكثر منه في الصحابة فهو قليل بالنسبة الى من بعدهم. وكلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والاختلاف والعلم والبيان فيه اكثر ومن التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة كما قال مجاهد اردت المصحف على ابن عباس اوقفه عند كل في اية منه واسأله عنها ولهذا قال الثوري اذا جاء في التفسير عن مجاهد فحسبك به. ولهذا يعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري وغيرهم من اهل العلم وكذلك الامام احمد وغيره ممن صنف التفسير يكرر الطرق عن مجاهد اكثر من غيره. والمقصود ان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة كما علم السنة وان كانوا قد يتكلمون في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال كما يتكلمون في بعض السنن بالاستنباط والاستدلال المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن كما بين لهم الفاظه فبيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن نوعان الاول بيان الالفاظ في كيفية قراءتها والثاني بيان المعاني بمعرفة تفسيرها كيف بيان الالفاظ بكيفية قراءتها لا مو التجويد. تجويد بعض هذه الحقيقة. كيفية تلقي القرآن. كيفية تلقي القرآن يعني مثلا البسملة في اول ايش في اول السورة. نعم. طيب وفي نصف السورة هم وش يقولون القراء؟ يقولون وفي الاجزاء خيرا من تلى بروف الاجزاء خير من تلى. لكن مر علينا حديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم اين تكون البسملة فرض علينا في التفسير في سورة الكوثر انزلت علي سورة انفا ثم قال الله الرحمن الرحيم انا اعطيناك الكوثر. هذا من بيانه صلى الله عليه وسلم لقراءة القرآن. هذا تجويد لا ليس من التجويد. هذا من التلقي. تلقي قرآن التجويد بعظ هذه الحقيقة بعظ حقيقة تلقي القرآن النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لما قرأ قرأ في بعض احكام الاحرف على وجه مثل النون الساكنة والتنوين هذه مما يندرج في هذا الاصل وهذا له بيان في محل اخر لكن المقصود ان تفهموا هذا المعنى الذي ذكرته وهما مجموعان في قوله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثمان علينا بيانه قوله سبحانه فاتبع قرآنه اشارة الى الالفاظ. وقوله ثمان علينا بيان اشارة الى المعاني وبيان النبي صلى الله عليه وسلم لمعاني القرآن نوعان اولهما البيان الخاص ويقصد به بيانه صلى الله عليه وسلم لالفاظ معينة في القرآن كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في تفسير غير المغضوب عليهم ولا الضالين ان المغضوب عليهم هم اليهود وان الضالين هم النصارى. وثانيهما البيان العام وهو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وتقريرا فانها مبينة للقرآن. كما قال تعالى لتبين للناس ما نزل وهو يتناول كل بيان منه صلى الله عليه وسلم للقرآن لفظا ومعنى على وجه الخصوص او العموم. وبهذا هذا التحرير يعلم جوابه سؤال شهيد. وهو هل فسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ام لا؟ وجوابه ان يقال قال ان اريد بالتفسير ما يرجع الى البيان الخاص بان يكون النبي صلى الله عليه وسلم بين كل لفظ من الفاظ القرآن فلا اذ ليس كل لفظ من الفاظ القرآن محتاجا الى خبر خاص فقد نزل بلغة بلغة العرب على قوم عرب وان اريد به البيان العام المجمل في مقاصده وحقائقه واوامره ونواهيه فنعم. فسنته صلى الله عليه وسلم وحاله وسيرته كلها بيان للقرآن الكريم. وكان الصحابة رضي الله عنهم يأخذون القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم جامعين بين اخذ بيان الالفاظ والمعاني كما قال ابو عبد الرحمن احد التابعين حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا فتعلمنا العلم القرآن والعلم والعمل جميعا. رواه ابن جرير وغيره باسناد صحيح. فالصحابة قد تلقوا الالفاظ والمعاني عنه صلى الله عليه وسلم. فكانوا يأخذون مدة في حفظ السورة. لانهم يعتنون فهم معانيها وضبط مبانيها. وكان انس رضي الله عنه يقول كما ثبت عنه في صحيح مسلم ان الرجل كان اذا قرأ البقرة وال عمران جد في اعيننا اي عظم في اعيننا لانه جمع بين حفظ المبنى فهم المعنى في سورتين عظيمتين هما الزهراوان. البقرة وال عمران. وقد كانت هذه هي سنتهم المثلى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. قد ذكر المصنف ان ابن عمر رضي الله عنهما اقام على حفظ وفي بضع سنين وقيل ثمان سنين وعزاه الى موطأ مالك وقد اخرجه بلاغا اي قال بلغني ان ابن عمر والبلاغ من جملة الاحاديث الضعاف. والمذكور في الموطأ تعلم البقرة وليس حفظها فالتعلم حفظ وزيادة. فالتعلم حفظ مبنى وفهم معنى. والثابت عنه رضي الله عنه انه تعلمها في اربع سنين كما رواه ابن سعد في طبقاته بسند قوي وانما كانت تطول مدة احدهم في السورة وحفظ القرآن لا لضعف الته. ووهن مداركه بل لانهم كانوا يضبطون الالفاظ ويتفهمون المعاني لعلمهم ان التدبر المأمور به لا ينال بدون فهم معانيه. ولهذا يأتي سؤال كثيرا هل يحفظ الانسان القرآن ام يطلب العلم؟ والذي دل عليه حال الصحابة انه ان كان فقيرا يحفظ القرآن لفظا دون فهم معنى وان كان كبيرا فانه يجمع بين حفظ القرآن وفهم معانيه ومن جملة فهم معانيه طلبه للعلم. ويكون حاله في ملائمة بينهما. ومقصود الكلام هو معناه لا مبناه. وعامة دارس العلوم كما ذكر المصنف يعتنون بتحقيق هذه العادة فيما يتعاطون من علومهم. فكيف بالقرآن الكريم؟ ثم ذكر المصنف ان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليل جدا. وانما اتفق هذا لامرين. الاول كمال علومهم بيانه اذ القرآن عربي وهم عرب. والثاني وحدة الجماعة وقلة الاهواء وعدم واليهما اشار المصنف بقوله وكلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه اكثر ثمان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة ومنهم من تلقى جميع التفسير كما قال مجاهد عرضتم المصحف على ابن عباس اوقفه عند كل اية منه واسأله عنها وثبت انه عرض القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات يسأله وعن التفسير وروي انه عرضه ثلاثين مرة وفيها ضعف ومثله قول ابي الجوزاء الربعي التابعين جاورت ابن عباس عشر سنين فسألته عن القرآن اية الاية والمقصود ان التابعين تلقوا التفسير عن صحابة كما انهم تلقوا عنهم علم السنة. وان كانوا قد يتكلمون في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال كما ذكر المصنف لانه حدث في زمانهم احوال ومقالات اعوزتهم الى ان يتكلموا باستنباط واستدلال بالقرآن الكريم فصدق عنهم من الزيادة على ما تكلم به الصحابة ما هو منقول في كتب التفسير. نعم. احسن الله اليك فصل في اختلاف السلف التفسير وانه اختلاف تنوع والخلاف بين السلف في التفسير قليل وخلافهم في الاحكام اكثر من خلافهم في التفسير. وغالب ما يصح عنه من الخلاف يرجع الى اختلاف تنوع لاختلاف تضاد. وذلك صنفان احدهما ان يعبر كل واحد منهم عن مراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى ويرى المعنى الاخر غير المعنى الاخر مع اتحاد المسماة بمنزلة الاسماء المتكافئة التي بين المتواجدة والمتباينة كما باسم السيف الصارم والمهند وذلك مثل اسماء الله الحسنى واسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن فان اسماء كلها تدل على مسمى واحدة. فليس دعاؤه باسم من اسمائه الحسنى مضادا لدعائه باسم اخر. بل ان الامر كما قال تعالى ادعوا الله ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى. وكل اسم من اسمائه يدل على الذاكر المسماة وعلى الصفة التي تضمنها الاسم. كالعليم يدل على الذات والعلم والقدير يدل على الذات والقدرة والرحيم يدل على الذات والرحمة. ومن انكر دلالة اسمائه على صفاته ممن يدعي الظاهر فقوله من جنس قوله الباطنيين القوامطة الذين يقولون لا يقال وهو حي ولا ليس بحي بل ينفون عنه النقيضين. فان اولئك القوامطة الباطنية لا ينكرون اسما هو علم هو علم محض كالمضمرات وانما ينكرون ما في اسمائه الحسنى من صيغة الاثبات فمن وافقهم على مقصودهم كان مع دعواه الغلو في الظاهر لرؤيات الباطنية في ذلك وليس هذا موضع بسق ذلك. وانما المقصود ان كلة من اسمائه يدل على ذاته وعلى ما في الاسم من صفاته ويدل ايضا على الصفة التي في الاسم في الاسم الاخر بطريق اللحوم وكذلك اسماء النبي صلى الله عليه وسلم مثل محمد واحمد والماحي والحاشر والعاقبة وكذلك اسماء القرآن مثل القرآن والفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب ومن امثال ذلك فاذا كان مقصود الساء تعين المسمى عبرنا عنه باي اسم كان اذا يسمى هذا الاسم وقد يكون الاسم علما وقد يكون صفة. كمن يسأل عن قوله ومن اعرض عن ذكري ما ذكره فيقال له هو القرآن مثلا او ما من الكتب فان الذكر مصدر والمصدر ثارة يضاف الى الفاعل وتارة الى المفعول. فاذا قيل ذكر الله بالمعنى الثاني كان ما يذكر به مثل قول العبد سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. واذا قيل بمعنى الاول كان ما يذكره وهو كلامه وهذا هو المراد في قوله ومن اعرض عن ذكر لانه قال قبل ذلك فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى وهداه وما انزله من الذكر. وقال بعد ذلك قال لما حشوتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها. والمقصود ان يعرف ان ذكره وكلامه المنزل هو ذكر العبد له فسواء كتابه او كلامه او هداي او نحو ذلك فان المسمى واحد. اين كان المقصود السائل معرفة ما في الاسم من السنة فمن الصفة المختصة به فلابد من قدر زائد على تعيين المسمى مثل ان يسأل عن القدوس السلام المؤمن. وقد علم انه الله لكن مرادهما معنا قدوسا سلاما مؤمنا ونحو ذلك اذا علم هذا فالسلف كثيرا ما يعبرون عن المسمى بعبارة يدل على عينه وان كان فيها من الصفة ما ليس بالاسم الاخر فمن يقول احمد هو الحاشر والماحي والعاقب والقدوس هو الغفور الرحيم. اي ان المسمى واحد لا ان هذه الصفة هي هذه الصفة. ومعلوم ان هذا ليس اختلاف تراد كما يظنه بعض الناس مثال ذلك تفسيره في الصراط المستقيم. فقال بعضهم هو القرآن وان اتباعه لقول النبي صلى الله عليه وسلم حديث الذي رواه الترمذي ورواه ابو نعيم من من طرق متعددة هو حبل الله المتين والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم. قال بعضهم هو الاسلام لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث النواسف الذي رواه الترمذي وغيره ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران وفي السورين ابواب مفتحة وعلى الابواب سطور مرخاة وداع يدعو فوق الصراط. وداع يدعو على رأس الصراط. قال الصراط المستقيم والاسلام والصراع حدود الله والابواب المفتحة محارم الله والداعي على رأس الصراط الصراط كتاب الله والداعي فوق الصراط الله في قلب كل مؤمن فهذان القولان متفقان لان دين الاسلام هو اتباع القرآن ولكن كل منهما نبه على وصف غير وصف غير الوصف كما ان لفظ الصراط ينشئ بوصف ثالث وكذلك قول من قاله والسنة والجماعة وقول من قاله وطريق العبودية وقول من قال هو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وامثال ذلك فهؤلاء كلهم اشاروا الى ذات واحد لكن وصفا كل من لكن وصفها كل منهم الله اكبر الله اكبر الله اكبر اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على حي على الفلاح حي على الفلاح اكبر لا اله الا الله بعد ان بين المصنف رحمه الله تعالى وقوع الاختلاف بين السلف وحقق قلته فيما مضى مما ذكره من حال الصحابة والتابعين اخبر ان الاختلاف الواقع بينهم عامته اختلاف تنوع لاختلاف تضاد الفرق بينهما ان اختلاف التنوع هو الذي يصح فيه القولان معا. ويمكن الجمع بينهما. واما اختلاف فضاد فهو الذي لا يصح فيه القولان معا ويمتنع الجمع بينهما. واختلاف التنوع صنفان. الاول ان يعبر عن المعنى او ان يعبر عن المعنى الواحد بالفاظ فيعبر كل واحد منهم بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى غير المعنى الاخر مع الاتحاد المسمى وقد وصفه المصنف بقوله بمنزلة الاسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباين والمراد بالمتكافئة ما اتحدت فيها الذات واختلفت فيها الصفات المخبر عنه بها واسماء الله حسنى الحسنى تندرج في هذا الباب. وكذلك اسماء الرسول صلى الله عليه وسلم واسماء كلها من هذا الجنس اذ ترجع الى ذات واحدة وفي كل اسم من تلك الاسماء معنى ليس لاسم اخر هذا الصنف ثلاثة اقسام تلتقط من كلام المصنف اولها تفسير الكلمة بالمعنى المراد بها مما وضعت له لغة او شرعا. تفسير الكلمة بالمعنى المراد بها مما وضعت لغة او شرعا. وثانيها تفسير الكلمة بالمعنى الذي تضمنته. تفسير الكلمة بالمعنى الذي تضمنته. والثالث تفسير الكلمة بمعنى من المعاني الثابتة لطريق اللزوم مثاله تفسيرهم للصراط المستقيم فمن قال هو الاسلام فهذا تفسير للكلمة بالمعنى المراد منها الذي وضعت له شرعا لحديث النواس الذي ذكره المصنف وفيه قوله صلى الله عليه وسلم فالصراط المستقيم هو الاسلام. وهذا الحديث رواه الترمذي بسند ضعف لكن رواه احمد بسند اخر حسن. ومن قال في تفسيره هو طريق العبودية. فهذا تفسير للكلمة بالمعنى الذي تضمنته لان الاسلام هو طريق العبودية. ومن قال هو القرآن فهذا تفسير للكلمة بمعنى من المعاني الثابتة لها بطريق اللزوم وهذا حق لان القرآن هو كتاب الله المنزل على نبي الاسلام. وفي هذا التفسير علي الذي ذكره المصنف وهو عند الترمذي واسناده ضعيف. نعم يعني ان يذكر كل منهما الصنف الثاني ان يذكر كل منهم من الاسم العام بعض انواعه على سبيل التمثيل. وتنبيه المستمعين النوع لا على سبيل الحج المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه مثل سائل اعجمي سأل عن مسمى يبغض الخبز هذا فالاشارة الى نوع هذا الى هذا الرغيف وحده مثال ذلك ما نقل في قوله ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ومنهم ظالم لنفسه ومنهم تشهد يتناول الواجبات وتارك المحرمات والسابق يدخل فيه من سبق فتقرر للحسنات مع الواجبات. فالمقتصدون هم اصحاب اليمين والسابقون اولئك المقربون ثم ان كلا منهم يذكر هذا في نوع من انواع الطاعات كقول القائل السابق الذي يصلي في اول الوقت والمقتصد الذي يصلي في اثنائه والظالم الذي يؤخره العشر الى الاصفرار او يقول السابق والمقتصد قد ذكرهم في اخر سورة البقرة فانه ذكر المحسن بالصدقة والظالم عن الربا والعادلة بالبيع والناس بالاموال اما محسن واما عادل واما ظالم. فالسابق المحسن باداء المستحبات مع الواجبات والظالم واكل الربا او ما والمقتصد الذي يؤدي الزكاة المهورة ولا يأكل الربا وامثال هذه الاقاويل. فكل قول فيه ذكر نوع داخل في هذه الاية. انما ذكر لتعريف بتناول الاية له وتنبيهه به على نظيره فان التعريف بالمثال قد يدخل اكثر من التعريف بالحد المطابق والعقل السليم يتفطن للنوع كما اذا اشير له الى رغيف بقي له هذا هو الخبز. وقد يجيء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الاية هذه الاية نزلت في لا سيما ان كان المذكور شخصا كاسباب النزول مذكورة في التفسير. لقولهم ان اية الظهار نزلت في رواية اوسل الصامت. وان اية العجلاني او هلال ابن امية وان اية وان قوله في بني قريظة والنظير وان قولهم يومئذ دبره نزلت في بدر وان قوله شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت نزلت في قضية الداري وعلي ابن مداء وقول ابي ايوب ان قوله ولا تلقوا بايديكم من التهلكة نزلت فينا معشر معشر الانصار حديث وانا ظاهر هذا كثير مما يذكرون انه نزل في قوم من المشركين بمكة او في قوم من اهل الكتاب اليهود والنصارى او في قوم من المؤمنين. فالذين قالوا ذلك لم ان حكم الاية مخص باولئك الاعيان دون غيرهم. فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الاطلاق. والناس ان تنازعوا في اللفظ العام لوالده على سبب هل يختص بسببه ام لا؟ فلم يقل احد من علماء المسلمين ان عمومات الكتاب والسنة لتختص بشخص معين وانما غاية ما يقال انها تخص بنوع ذلك الشخص ما يشبه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ. والاية التي لها سبب معين ان كانت امرا او نهيا فهي متناولة. لذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته وان كانت خبرا بمدح او ذمته لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته. سبب النزول تعين على فهم الاية فان العلم بسبب يريد العلم بالمسبب ولهذا كان اصح قول للفقهاء انه اذا لم يعرف ما نواه الحارث رجع الى سبب يمينه وما هيجها واثارها وقولهم نزلت هذه الاية في كذا يراد به تارة انه سبب النزول ويراد به تارة ان هذا داخل في الاية وان لم يكن السبب كما تقول وانا بهذه الاية وقد تنازع العلماء في قول الصاحب نزلت هذه الاية في كذا وهل يجري مجرى المسند كما لو ذكر السبب الذي انزلت لاجله او يجري مجرى التفسير منه الذي ليس فالبخاري يدخله في المسند وغيره لا يدخله في المسند واكثر المسانيد على هذا اصطلاح كمسند احمد وغيره بخلاف ما اذا ذكر سببا نزلت فانهم كلهم يدخلوا يدخلونه يدخلون مثل هذا في مسنده. واذا عرف هذا فقول احدهم نزلت في كذا لا ينافي قول الاخر نزلت اذا كان اللفظ تناولهما كما ذكرناه في التفسير بالمثال. واذا ذكر احدهم لها سببا نزلة ازره وذكر الاخرون الذي قد يمكن صدقهما بان تكون نزلت عقب تلك الاسباب او تكون نزلت مرتين. مرة لهذا السبب ومرة لهذا السبب. وهذا للصنفان ذكرناهما في تنوع التفسير تارة لتنوع الاسماء والصفات وتارة لذكر بعض انواع المسمى واقسامه كالتمثيلات هما الغالب في تفسير سلف الامة يظن انه مختلف ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملا للامرين. اما لكونه مشتركا مشتركا في اللغة الذي يراد به الرامي ويراد به الاسد ولقد يعسعش الذي يراد به اقبال الليل وادباره واما لكونه متواطئا في الاصل لكن المراد به احد او احد الشيئين كالضمائر لقوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى وكلفظ والفجر وليال عشر الشفع والوتر وما اشبه ذلك فمثل هذا قد يراد به كل المالية قالها السلف وقد لا يجوز ذلك فالاول اما لكون الاية نزلت مرتين فاريد اذا بها هذا تارة وهذا تارة واما لكون اللفظ المشترك يجوز ان يراد به معنى مالكية والشافعية والحنبلية وكثير من اهل الكلام واما لكون اللفظ متواطئا فيكون عاما اذا لم يكن لتخصيصه موجب فهذا اذا صح فيه القولان كان من الصنف الثاني ومن الاقوال الموجودة عنهم ما يجعلها بعض الناس اختلافا ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا متواجدة فان التراجم للغة قليل واما في الفاظ القرآن فاما نادر واما معدوم وقل ان يعبر عن لفظ واحد بلغ واحد يؤدي جميع معناه بل يكون فيه تقريب لمعناه وهذا من اسباب اعجاز القرآن. فاذا قال القائل يوم تمور السماء نورا بركة كان تقريبا اذ المرء حركة خفيفة سريعة وكذلك اذا قال الوحي الاعلام او قيل اوحينا اليك اليك او قيل وقضينا الى بني اسرائيل اي اي اعلمنا وامثال ذلك. فهذا كله تقريب لا تحقيق فان الوحي واعلام سريع خفيف والقضاء اليهما اخص من الاعلام فان فيه انزالا اليهم وايحاء اليهم والعرب تضمن الفعل معنى الفعل وتعديه تعدي ومن هنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض كما يقولون في قوله لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى اي معنى نعاجه ومن انصاري الى الله اي مع الله ونحو ذلك. والتحقيق ما قاله نحات البصرة من التظمين فسؤالنا جمعها وضمها الى نعاده وكذلك قوله وان كادوا لا يفتنونك عن الذي اوحينا اليك ضمن معنى يزيغونك ويصدونك ونصرناهم الى القوم الذين كذبوا باياتنا امن معنى نجيناه وخلصناه وكذلك قوله يشعر بها عباد الله ضمن يروى بها ونظائره كثيرة ومن قال لا ريب لا شك كما قال لانه مر برب حاقب فقال لا ينيبه احد. فكما ان اليقين ظمن السكون والطمأنينة. فالريب من الاضطراب الظراب والحركة ولفظ الشك وان قيل انه يستلزم هذا المعنى لكن لفظه لا يدل عليه وكذلك اذا قيل ذلك الكتاب هذا القرآن فهذا تقريب لان المشار اليه وان كان واحدا فالاشارة بجهة الحضور اي غير الاشارة بجهة البعد والغيبة ورفع الكتاب يتضمن من كونه مكتوبا ما لا يتضمنه القرآن من كونه مقروءا مظهرا بادية فهذه الفروق موجودة في القرآن. فاذا قال احدهم ان تبسل اي تحبس. وقال الاخر ترتهن ونحوه ذلك لم يكن من اختلاف التضاد وان كان المحبوس قد يكون مرتهنا وقد لا يكون اذ هذا تقريب للمعنى كما تقدم. وجمع عبارات السلف في مثل هذا نافع جدا بان مجموع عباراتهم ادلوا على المقصود من عبارة او عبارتين ومع هذا ذكر المصنف رحمه الله تعالى الصنف الثاني من اختلاف التنوع الواقع بين السلف وهو ذكر بعض الافراد على سبيل التمثيل. وينقسم الى اربعة في اقسام تلتقط من كلامه. اولها ان يكون اللفظ عامة من ويذكر كل واحد منهم فردا دون اخر. والثاني قولهم هذه الاية نزلت في كذا وكذاب. ولا سيما اذا كان المذكور شخصا والثالث ما يكون فيه اللفظ محتملا للامرين اما لكونه مشتركا في اللغة واما لكونه متواطئا في الاصل. الرابع ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة. فاما الاول فظاهر ومنه المثال الذي ذكره المصنف في تفسير قوله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الاية فان المصنف ذكر كلاما للسلف وكل واحد منهم يخبر عن فرد من الافراد التي ترجع الى المعنى العام. فكل واحد منهم جاء ببعض اللفظ العام. واما الثاني وهو قولهم هذه الاية نزلت في كذا وكذا فليعلم ان الالفاظ المعبرة بها عن سبب النزول ثلاثة. اولها ما كان نصا وهو الصريح. والمراد به ما لا يحتمل غيره. كقول سبب نزول هذه الاية كذا وكذا. الثاني ما كان ظاهرا وهو المحتمل لوجهين لكن احدهما اظهر من الاخر كقول كقول كان وكذا فانزل الله قوله ويذكر اية او سورة وثالثها ما كان اجملا وهو ما يرد عليه احتمالات لا يترجح احدها على الاخر كقول نزلت هذه الاية في كذا وكذا. وهذا الثالث هو المراد عده في اقسام الصنف الثاني من لا في التنوع فهو متجاذب بين السببية والتفسيرية فيمكن ان يكون المراد عده سببا ويمكن ان يكون المتكلم لم يرده سببا وانما اراده تفسيرا وفي كلام المصنف الاشارة الى الاختلاف في عد الاحاديث الواردة في سبب النزول اهي من المسند ام لا؟ وتحقيق المقام هو ان ما كان صريحا او ظاهرا فهو من جملة المسند اتفاقا. وانما التنازع فيما جاء مجملا. ففيه قولان لاهل العلم فمن اهل العلم من يجريه مجرى التفسير ولا يدخله في المسند ومنهم من يدخله في المسند وهذه طريقة ابي عبدالله بخاري وعليها عامة المسانيد. كمسند احمد بن حنبل وانتصر ابو عبد الله الحاكم لهذا في المستدرك. ولابن القيم رحمه الله مذهب اوسع من ذلك ذكره في اعلام الموقع وبيناه في الاملاء النظير على شرح مقدمة التفسير للعلامة ابن عثيمين وقد اشار العراقي رحمه الله تعالى في الفيته الى هذه القاعدة فقال وعدوا وعدوا ما يذكره الصحابي رفعا فمحمول على الاسباب. واشرت والى تتمتها في احمرار الالفية بقول مصرحا او ظاهرا او مجملا وفي الاخير الاختلاف نقل مصرحا او ظاهرا او مجملا وفي الاخير الاختلاف نقل واما الثالث وهو ما يكون اللفظ فيه محتملا او محتملا لامرين اما لكونه مشتركا في لغة او متواطئا في الاصل والمراد بالمشترك ما اتحد لفظه وتعدد معناه كالعين يراد بها الالة الباصرة والذات والنقد. فكل هؤلاء يسمى عينان. والمتواضع هو اللفظ الدال على معنى كلي في افراده على قدر متوافق بينهم. هو اللفظ الدال على معنى كلي في افراده على قدر متوافق بينهم ككلمة انسان فان هذه الكلمة ترد تدل على افراد كزيد وعمرو ومعنى الانسانية معنى موجود في كل فرد من افراده على حد متوافق بينهم جميع فان الانسانية المراد بها اثبات كونه انسان. ولا تتضمن اعلاما بمدح لانها ليست موضوعة في كلام العرب فقول الناس فلان انساني يريدون به مدحه كن لغة فما كان من المشترك وصح حمله على معانيه جاز ان تفسر الاية بهذه المعاني كلها. واما اللفظ المتواطئ فانه يبقى على عمومه ما لم يخصصه موجب. واما وهو ان يعبروا عن الالفاظ بمعاني متقاربة لا مترادفة فان الترادف في اللغة قليل وهو في الفاظ اما نادر او معدوم كما ذكر المصنف. وتوسيع القول بالترادف يذهب جمال اللغة وكمالها. والمختار ان كل لفظ عبر به عن ذات ففيه معنى زائد عن غيره من الالفاظ ولا سيما في الصفات. فمثلا اذا قيل في وصف السيف هو مهند صارم حسام. فهذا الالفاظ وان اشتركت في الدلالة على ذات واحدة وهي الالة المعروفة الا ان الاسم الاول وهو دال على نسبته الى الهند لمدح السيف الهندي. في جودة صناعته. ثم الاسم الثاني وهو الصارم فيه معنى اخر. وهو الصرم بمعنى القطع. واسم وهو الحسام فيه معنى الحسم وامضاء الامر. ومن هنا غلق من غلق كما ذكر المصنف ممن تكلم في معاني لاهل العربية فجعل بعض الحروف تقوم مقام بعض لانه اعمل الترادف فيها فطرده حتى في الحروف وجعل كل حرف بمنزلة النائب عن غيره في المعاني. والتحقيق هو مذهب البصريين الذين ذكروا التضمين اشراب المعاني في الحروف والافعال. والمراد بالتضمين ان تكون الكلمة دلت على معنى وضمنت معنى اخر واشربت اياه فبها زيادة على المعنى الاول كما مثل المصنف فيما ذكر من امثلة ولاجل الوقوف على المعنى التام في الاية فانه لا غنى عن مطالعة كلام السلف وهذا وجه قول المصنف رحمه الله جمع كلام السلف في مثل هذا نافع جدا لان مجموع عباراتهم ادل على المجموع من عبارة او عبارتين فمنشأ العناية بجمع كلام السلف ما وقع بينهم من الاختلاف الراجع الى اختلاف التنوع على الوجه الذي ذكرناه مما ارجعوا الى الصنفين المتقدمين والصنف الاول منهما فيه ثلاثة اقسام والصنف الثاني فيه اربعة اقسام وهذا اخر شرح هذه الجملة من الكتاب على نحو مختصر يفتح موصده ويبين مقاصده اللهم انا نسألك في يسر ويسر في علم وبالله التوفيق ونستكمل بقيته بعد صلاة العشاء باذن الله الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة وقد قامت الصلاة. الله اكبر الله اكبر لا الا الله. السلام عليكم. استووا استووا الله اكبر الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ما لك في يوم الدين اياك نعبد واياك اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين هل اتاك حديث الغاشية؟ وجوه يومئذ خاشعة امنة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين انية. ليس له الا من ضريع. لا يثمر ولا يغني من جوع. وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية. لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية فيها سرور مرفوعة واكواب موضوعة مصفوفة وزرابي مرثوفا. افلا ينظرون الى الابل كيف فضحت فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيقظ الا تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الاكبر. ان الينا ثم ان علينا حسابهم. الله عشان الله اكبر الله اكبر الله الله اكبر الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب امين الم نشرح لك صدرك فوضعنا عنك وذرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك انما العسر يسرا ان مع العسر يسرا. فاذا فرغت فانصب واذا ربك فارغب. الله يا الله من حمده الله الله اكبر الله الله اكبر الله اكبر الله يلا من حمد الله اكبر الله اكبر الله اكبر. الله اكبر الله يا الله لمن حمد ربنا الحمد الله الله اكبر السلام عليكم ورحمة الله. سلام عليكم ورحمة الله الله يا سلام لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد لا اله الا الله سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان الله كل الليل وسبحان الله والحمد لله سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان الله الله اكبر سبحان الله سبحان الله. سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان الله الله اكبر الله اكبر