وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلوم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله ابن عمرو عن عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين هذه الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها كلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما ويطلعوا منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الخامس من برنامج مهمات العلم في سنته الاولى وهو كتاب مقدمة في اصول التفسير لشيخ الاسلام ابي العباس احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية النميري رحمه الله تعالى وقبل الشروع في قراءته انبه الى انني وهلت في حكمي على الحديث الاخير من كتاب التوحيد فانني على ما ذكر احد الاخوة قلت باسناد صحيح وكان قبله قد سمع مني اني قلت باسناد ضعيف وهو الصحيح فحديث العباس ابن عبد المطلب الذي ختم به الباب في كتاب التوحيد رواه ابو داوود والترمذي وابن ماجه بسند ضعيف نعم. احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمؤمنين. قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ربي يسر واعن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما. اما بعد فقد سألني بعض فقد سألني بعض لاخواني ان اكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه والتمييز في من قول ذلك ومعقوله بين الحق وانواع والتنبيه على الدليل الفاصل بيننا قول والتنبيه على الدليل الفاصل بين الاقاويل فان الكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغث والسمين والباطل الواضح والحق المبين والعلم اما نقل مصدق عن معصوم واما قول عليه دليل معلوم وما سوى هذا فاما مزيف مردود واما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود. وحاجة الامة ماسة الى فهم القرآن الذي هو حبل الله المتين الحكيم والصراط المستقيم الذي لا تزيغ به الاهواء ولا تلتبس به الالسن ولا يخلق على كثرة التغديد ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء. من قال قال به صدق ومن ومن عمل به اجر ومن حكم به عدل ومن حكم به عدل ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم ومن تركه من ان قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله. قال تعالى فاما يأتينكم مني هدى فمن تبعه فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى. وقال الله تعالى لقد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير. قد جاءكم كن من الله نورا وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهدي الى صراط مستقيم. وقال تعالى الف لام راء كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط عزيز حميد. الله الذي لهما في السماوات وما في الارض وقال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الله الذي لهما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور. وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب تيسير الله تعالى من الفؤاد والله الهادي الى سبيل الرشاد. ذكر المصنف رحمه الله في ديباجة كلامه ان هذه المقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن الكريم وهذه القواعد المشار اليها مندرجة في علم التفسير لكن من الناس من يسميها اصولا فيقول اصول التفسير التسمية المقدمة بهذا الاسم مقدمة في اصول التفسير ليست من وضع المصنف وانما وضعها الناشر الاول للكتاب من علماء ال الشط الدماشقة ثم اشتهر هذا وفشى عند الناس نسبة هذه المقدمة الى علم اصول التفسير وقد تطلق القواعد المنسوبة الى علم التفسير فيقال قواعد التفسير ويراد بها معنى اخر غير المعنى المتقدم المعروف عند اطلاق اصول التفسير ولا يزال هذا العلم بكرا يحتاج الى تحليل فان الناس قد خلطوا فيه بين اصول التفسير وقواعده ولم تتميز القواعد والاصول عند اهل التفسير كما تميزت عند الفقهاء فان صنعة الفقه اقتضت ان تكون الاصول هي الاسس التي يبنى عليها الفقه اما القواعد فهي عندهم من الاثار التي انتجها النظر الفقهي فان الفقهاء تتبعوا المعاني التي بني عليها الفقه من الكليات وسموها اصول الفقه ثم لما استقر الفقه جمعوا ما ترجعوا اليه فروعه فسموها قواعد الفقه الاصول متقدمة والقواعد ناتجة وكذلك ينبغي ان تكون الحال فيما يتعلق بالتفسير. فتطلق اصول التفسير على الالة التي تعين على فهم القرآن مما يتقدم على معرفة تفسيره وتطلق قواعد التفسير على النتائج الناشئة من النظر في التفسير ويتبين هذا من المثال فمثلا من دلالات وقوعها للدلالة على الجنس كله مستغرقة جميع افراده فمثلا قول الله سبحانه فقول الله سبحانه وتعالى ان الانسان لفي خسر الداخلة على كلمة انسان تفيد الاستغفار فيشمل ما ذكر من الخسر في الاية جميع الخلق لان دخلت على هذه الكلمة فافادت العموم وهذا من الالة التي يستعان بها على فهم القرآن فتكون متقدمة عليه عاملة في فان قلنا كالذي صح عن ابن عباس عند الفيليابي في تفسيره بسند صحيح عنه رضي الله عنه انه قال كل سلطان في القرآن فهو حجة فهذا من قواعد التفسير لا من اصوله لانه نتج من تتبع ايات القرآن الكريم التي يذكر فيها السلطان ان المراد به هو الحجة والمقصود ان تعرف ان بين اصول التفسير وقواعده فرقا وان اسم القواعد الذي اطلقه المصنف ها هنا في قوله تتضمن قواعد اراد به المعنى اللغوي للقاعدة ولم يرد الحقيقة الاصطلاحية في هذا العلم فان القاعدة الاصطلاحية في التفسير ليست على المعنى الذي وضع عليه هذا الكتاب اذ هذا الكتاب موضوع لما ينبغي ان يكون في اصول التفسير وفيه اشياء تتعلق بقواعده الا انها يسيرة وقديما ذكر الزركشي بقواعده ان علم التفسير من العلوم التي لم تنضج ولم تحترق ولا يزال التفسير حتى اليوم محتاجا الى تمييز مسائله وبناء اصوله وتحقيق قواعده على الوجه المرضي وبيان هذا له محل اخر والمقصود ان تعرف ان اصل وضع هذا الكتاب لم يكن مرادا به اصول التفسير كما وقع في تسميته من الناشر الاول وان ما هي مقدمة تتضمن بيان جملة من الاصول والقواعد التي تعين على معرفة تفسير كلام الله منها شيء يرجع الى ما اصطلحوا عليه في علم اصول التفسير ومنها شيء اخر يرجع الى ما اصطلحوا عليه في قواعده وان كان المتكلمون في هذين الفنين لم يمايزوا بينهما على الوجه الذي ينبغي كما صنع فقهاء في علم الفقه بالتفريق بين اصوله وقواعده وقد ذكر المصنف رحمه الله في جملة ما ذكر ان العلم اما نقل عن معصوم واما قول عليه دليل معلوم ما سوى هذا فانه مزيف مردودا واما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود والبهرج على زنة جعفر هو الشيء الرديء فيقال للرديء من الدراهم بهرج ويقال للمميز منها ثابت منقود وهذا معنى قوله فاما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود اي يتوقف عن قبوله لا يعلم انه رديء فيطرح ولا يعلم انه مميز ثابت فيقبل ويصح. ولكن يتوقف عن قبوله ثم ذكر رحمه الله نعوتا لكتاب الله عز وجل جاءت في حديث علي وسيذكره المصنف فيما يستقبل من كلامه منها قوله لا تزيغ به الاهواء اي لا تميل به الاهواء وهي مرادات الخلق في مطالبهم وقوله ولا تلتبس به الالسن اي لا تختلط به وقوله لا يخلق عن كثرة الترديد اي لا يبلى ولا تذهب جدته كلما ردد بل يبقى رونقه محفوظا بهجة وسناء نعم فصل في ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن يجب ان يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن كما بين لهم الفاظه فقوله تعالى لتبين للناس ما نزل اليهم يتناول هذا وهذا. وقد قال ابو عبدالرحمن السلمي رحمه الله تعالى حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن كعثمان بني عفان الا ابن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا فتعلمنا القرآن والعلم فقالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة. وقال انس كان الرجل اذا قرأ البقرة وال عمران جد في اعيننا واقام ابن عمر على حفظ البقرة عدة سنين قيل ثماني سنين ذكره مالك الله وذلك ان الله تعالى قال كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وقال افلا يتدبرون القرآن وقال افلم يتدبروا القول وتدبروا الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن. وكذلك قال تعالى انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وعقل الكلام متضمن لفهمه. ومن المعلوم ان كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد الفاظه فالقرآن اولى بذلك وايضا في العادة تمنع ان يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه. فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمته وبه نجاتهم وسعادتهم قيام دينهم ودنياهم ولهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا وهو وان كان في التابعين اكثر منه في الصحابة اكثر بالصحابة فهو قرين بالنسبة الى من بعدهم. وكلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه اكثر. ومن التابعين من تلقى ومن التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة كما قال مجاهد عرظت المصحف على ابن عباس او اوقفوا عند كل اية منه واسأله عنها ولهذا قال الثوري اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به. ولهذا يعتمد ولهذا يعتمد على تفسير الشافعي والبخاري وغيرهما من اهل العلم. وكذلك الامام احمد وغيره ممن صنف بالتفسير يكرر الطرق عن مجاهد اكثر من غيره. والمقصود ان حين تلقوا التفسير عن الصحابة كما ترقوا عنهم علم السنة وان كانوا قد يتكلمون في بعض ذلك باستنباط وليست دار كما يتكلمون في بعض السنن بالاستنباط والاستدلال ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن كما بين لهم الفاظه فبيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن نوعان اثنان احدهما بيان الالفاظ في كيفية قراءتها والاخر بيان المعاني بمعرفة تفسيرها وهما مجموعان في قوله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم انا علينا بيانه فقوله سبحانه وتعالى فاتبع قرآنه اشارة الى الالفاظ وقوله تعالى ثم ان علينا بيانه اشارة الى المعاني وبيان النبي صلى الله عليه وسلم لمعاني القرآن نوعان احدهما البيان الخاص ويقصد به بيانه صلى الله عليه وسلم لالفاظ معينة مخصوصة منه كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين انهم اليهود والنصارى فالمغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى والاخر البيان العام وهو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وتقريرا فانها مبينة للقرآن كما قال تعالى امرا اياه لتبين للناس ما نزل اليهم وهو يتناول كل بيان منه صلى الله عليه وسلم للقرآن لفظا ومعنى على وجه الخصوص او العموم وبهذا التحرير يعلم جواب سؤال شهير هو هل فسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ام لا وجوابه ان يقال ان اريد بالتفسير ما يرجع الى البيان الخاص المقتضي ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد بين معنى كل لفظ برأسها فلا اذ ليس كل لفظ من القرآن الكريم محتاجا الى خبر خاص فقد نزل بلغة العرب على قوم عرب وان اريد به البيان العام المجمل في مقاصده وحقائقه واوامره ونواهيه فنعم فسنته صلى الله عليه وسلم وحاله وسيرته كلها بيان للقرآن الكريم وكان الصحابة رضي الله عنهم يأخذون القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم جامعين بين بيان الالفاظ والمعاني كما قال ابو عبدالرحمن السلمي رحمه الله احد كبار التابعين حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يجاوزوها حتى تعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. رواه ابن جرير هو اسناده صحيح فالصحابة قد تلقوا بيان الالفاظ والمعاني عنه صلى الله عليه وسلم فكانوا يأخذون مدة مديدة في حفظ السورة من القرآن لانهم يعتنون بفهم معانيها وضبط مبانيها وكان انس رضي الله عنه يقول كما ثبت عنه في صحيح مسلم ان الرجل كان اذا قرأ البقرة وال عمران جد في اعيننا اي عظم في اعيننا لانه جمع بين حفظ المبنى وفهم المعنى في سورتين عظيمتين هما سورة البقرة ال عمران وكانت هذه هي سنتهم المثلى رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان ابن عمر اقام على حفظ البقرة بضع سنين وقيل ثمان سنين وعزاه لا الى موطأ مالك وقد اخرجه مالك في موطأه بلاغا. اي قال غني ان ابن عمر والبلاغ من جملة الاحاديث الضعاف والمذكور في الموطأ تعلم البقرة لا حفظها. فالتعلم حفظ وزيادة فالتعلم حفظ مبنى وفهم معنى والثابت عنه رضي الله عنه انه تعلمها في اربع سنين كما رواه ابن سعد في طبقاته بسند قوي وانما كانت وانما كانت المدة تطول باحدهم رضي الله عنهم في تعلم السورة وحفظ القرآن لا لضعف التهم ووهن مداركهم بل لانهم كانوا يضبطون الالفاظ ويتفهمون المعاني لعلمهم ان المأمور به من التدبر لا يمكن الا مع فهم المعنى ومقصود الكلام هو معناه لا مبناه وعامة دارسي العلوم كما ذكر المصنف رحمه الله يعتنون بتحقيق ذلك فان هذه هي هي العادة الجارية في من يتعاطون علومهم الدنيوية فكيف بالقرآن الكريم ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليل جدا وانما اتفق هذا ووقع لامرين اثنين الاول كمال علومهم وسلامة بيانهم اذ القرآن عربي والقوم عرب اقحاح والاخر وحدة الجماعة وقلة الاهواء وعدم التفرق واليه ما اشار المصنف بقوله وكلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه اكثر ثمان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة ومنهم من تلقى جميع التفسير كما قال مجاهد بن جبر رضي الله عنه ورحمه احد التابعين عرضت المصحف على ابن عباس اوقفه عند كل اية منه واسأله عنها وثبت انه عرض القرآن على ابن عباس ثلاث عرظات يسأله عن التفسير وروي انه عرظه عليه ثلاثين مرة وفي هذه الرواية ضعف والمحفوظ انه عرضه على تلك الكيفية ثلاث مرات ومثله قول ابي الجوزاء الرباعي من التابعين جاورت ابن عباس عشر سنين فسألته عن القرآن اية اية والمقصود ان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة كما انهم تلقوا عنهم علم السنة وانما كانوا يتكلمون بكلامهم الا انهم تكلموا في بعض القرآن بالاستنباط والاستدلال كما ذكر المصنف اذ حدث في زمن التابعين احوال ومقالات اعوزتهم الى ان يعملوا قواهم في الاستنباط والاستدلال من القرآن فصدر عنهم من الزيادة على ما تكلم به الصحابة ما هو من قول في كتب التفسير والمقصود من هذه الجملة الموطئة من كلام المصنف رحمه الله تعالى الاعلام بان تلقي القرآن ينبغي ان يكون على هذا الوجه بان تتلقى الفاظه اداء كما تلقاها الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتلقاها التابعون عن الصحابة وان تتلقى كذلك معانيه بمثل ما تلقاها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عنه وتلقاها التابعون عن الصحابة. وهذا اشرف التلقي للقرآن وجمهور الاخذين للقرآن وكدهم الاكبر وهمهم الاعظم اقامة المباني دون اهتمام بالمعاني كما عليه اكثر المجودة الذين لهم فضيلة على الامة اذ اعتنوا بنقل اداء القرآن من جهة الالفاظ ثم اهمل اخذ القرآن بدرك معانيه فصار القرآن يحفظ دون اهتمام بالمعاني وقد كان الصحابة كما مضى لا يجاوزون عشر ايات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل وجرى العمل بهذا في قرن التابعين واتباع التابعين بل كان منهم من يجعله خمسا فيخمس حفظ القرآن وهذه طريقة شهيرة عندهم بل منهم الاعمش كان يجعله اية اية فقد اخذه عنه بعض اصحابه بحفظ اية كل يوم يحفظها لفظا ويفهمها معنى. فادركوا العلم والعمل. واما من بعدهم فصار جمهور الناس يهتمون بحفظ القرآن لكنهم لا يعتنون بفهم القرآن وحاجة الامة ماسة الى فهم القرآن كما قال المصنف رحمه الله تعالى. نعم. احسن الله اليكم فصل في اختلاف السلف في التفسير وانه اختلاف تنوع والخلاف بين السلف في التفسير قليل وخلاف في الاحكام اكثر من خلاف في التفسير وغالب ما يصح من عنه من الخلاف يرجع الى اختلاف تنوع اختلاف تضاد وذلك صنفان احدهما ان يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى غير المعنى الاول مع اتحاد المسمى بمنزلة الاسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة. كما قيل في اسم السيف الصارم والمهند وذلك مثل اسماء الله الحسنى واسماء رسوله صلى الله عليه واسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن فان اسماء الله كلها تدل على مسمى واحد فليس دعاءه باسم من اسمائه الحسنى مضادا لدعائه باسم اخر بل ان الامر كما قال الله تعالى قل ادعوا الله وادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى وكل اسم من اسمائه يدل على الذات المسماة وعلى الصفة التي تضمنها الاسم كالعليم يدل على الذات والعلم والقدير يدل على الذات والقدرة حين يدل على الذات والرحمة. ومن انكر دلالة اسمائه على صفاته ممن يدعي الظاهر فقوله من جنس فقوله من جنس قول الباطنية القرامطة الذين يقولون لا يقال هو حي ولا ليس بحي بل ينفون عنه النقيضين فان اولئك القرامطة الباطنية لا ينكرون من هو علم ماحض كالمضمرات وانما ينكرون ما في اسمائه الحسنى من صفات الاثبات من صفات الاثبات فمن وافقهم على مقصودهم كان مع دعواهم الغلو الغلو في الظاهر موافقا لغلاة الباطنية في ذلك وليس هذا موضع بسط ذلك. وانما المقصود ان كل اسم من اسمائه يدل على ذلك وعلى ما في الاسم من صفاته ويدل ايضا على الصفة التي بالاسم الاخر بطريق اللزوم. وكذلك اسماء النبي صلى الله عليه وسلم مثل محمد والماحي والحاشر والعاقب وكذلك اسماء القرآن مثل القرآن والفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب وامثال ذلك. فاذا كان مقصود السائل المسمى عبرنا عنه باي اسم كان ذلك كان اذا عرف مسمى هذا الاسم وقد وقد يكون الاسم علما وقد يكون صفة فمن يسأل عن قوله ومن اعرض عن ذكري ما ذكره فيقال له هو القرآن مثلا او ما انزله من الكتب فان الذكر مصدر والمصدر تارة يضاف الى الفاعل وتارة الى مفعول. فاذا قيل ذكر الله بالمعنى الثاني ما يذكر به مثل قول العبد سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. واذا قيل بالمعنى الاول كان ما يذكره ما يذكره هو وهو وهو كلامه وهذا هو المراد في قوله ومن اعرض عن ذكري لانه قال قبل ذلك فاما يأتينكم مني هدى من اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى وهداه هو ما انزله من الذكر. وقال بعد ذلك قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها. والمقصود ان يعرف ان الذكر هو كلامه المنزل. او هو ذكر العبد له. فسواء قيل ذكري ابي او كلامي او هداي او نحو ذلك فان المسمى واحد. وان كان مقصود السائل معرفة ما في الاسم من الصفة المختصة به فلابد من قدر زائد على اتعين مسمى مثل ان يسأل عن عن القدوس السلام المؤمن مثل ان يسأل عن القدوس السلام المؤمن. وقد علم انه الله لكن لكن ولكن مرادهما معنى كونه قدوسا سلاما مؤمنا ونحو ذلك اذا عرف هذا فالسلف كثيرا ما يعبرون عن المسمى بعبارة تدل على عينه وان كان فيها من الصفة ما ليس بالاسم الاخر كم كمن يقول احمد هو الحاشر والماحي والعاقب والقدوس هو الغفور الرحيم. اي ان المسمى واحد لا ان هذه الصفة هي هذه الصفة ومعلوم ان هذا ليس اختلافا ليس اختلاف تضاد كما يظنه كما يظنه كما يظنه بعض الناس. مثال ذلك تفسيرهم للصلاة المستقيم فقال بعضهم والقرآن واتباعه لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث علي الذي رواه الترمذي ورواه ابو نعيم من طرق متعددة هو حبل الله هو حبل الله المتين. والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم. وقال بعضهم والاسلام لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث النواس بن سمعان الذي رواه الترمذي وغيره ضرب الله مثلا صراطا مستقيما. وعلى جنبة وعلى جنبتي الصراط سوران وفي السورين ابواب مفتحة وعلى الابواب سطور مرخاة وداع يدعون وداع يدعون فوق الصراط يعني يدعون فوق الصراط دي غلط وداع يدعي وداع يدعو فوق الصراط وداع يدعو على رأس الصراط. قال فالصراط المستقيم والاسلام والسوران حدود والابواب المفتحة محارم الله والداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مؤمن فهذان القولان متفقان لان دين الاسلام هو اتباع القرآن ولكن ولكن كل منهما نبه على وصف غير الوصف الاول. كما ان لفظ الصراط يشعر بوصفه ثالث ولكن كل منهما ولكن كل منهما نبه على وصف غير الوصف الاخر كما ان الصراط يشعر بوصف ثالث وكذلك قول من قال هو السنة والجماعة وقول من قال هو طريق العبودية وقول من قال هو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وامثال ذلك فهؤلاء كلهم اشاروا الى ذات واحدة لكن وصفها لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها بعد ان بين المصنف رحمه الله وقوع الاختلاف بين السلف وحقق قلته فيما مضى بما ذكره من حال الصحابة والتابعين اخبر ان الاختلاف الواقع بينهم عامته اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد والفرق بينهما ان اختلاف التنوع هو الذي يصح فيه القولان معا ويمكن الجمع بينهما هو الذي يصح فيه القولان معا ويمكن الجمع بينهما واما اختلاف التضاد فهو الذي لا يصح فيه القولان معا ولا يمكن الجمع بينهما بل يمتنع واختلاف التنوع صنفان الاول ان يعبر عن المعنى الواحد بالفاظ متعددة ان يعبر عن المعنى الواحد بالفاظ متعددة فيعبر كل واحد من المتكلمين بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى غير المعنى الاخر مع اتحاد المسمى وقد وصفه المؤلف رحمه الله تعالى بقوله بمنزلة الاسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة والمراد بالاسماء والمراد بالاسماء والمراد بالاسماء المتكافئة ما اتحدت فيها الذات واختلفت فيها الصفات المخبر عنه بها ما اتحدت فيها الذات واختلفت فيها الصفات المخبر عنها بها واسماء الله الحسنى تندرج في هذا الباب وكذلك اسماء الرسول صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن كلها من هذا الجنس لانها ترجع الى ذات واحدة وفي كل اسم من تلك الاسماء معنى ليس في الاسم الاخر وهذا الصنف من اختلاف التنوع ثلاثة اقسام تلتقط من كلام المصنف رحمه الله اولها تفسير الكلمة بالمعنى المراد منها تفسير الكلمة بالمعنى المراد منها مما وضعت له في اللغة او الشرع مما وضعت له في اللغة او الشرع والثاني تفسير الكلمة بالمعنى الذي تضمنته تفسير الكلمة بالمعنى الذي تضمنته والثالث تفسير الكلمة بمعنى من المعاني الثابتة بطريق اللزوم تفسير الكلمة بمعنى من المعاني الثابتة بطريق اللزوم مثاله تفسيرهم للصراط المستقيم الذي نقله المصنف عنهم فمن قال هو الاسلام فهذا تفسير للكلمة بالمعنى المراد بها الذي وضعت له في الشرع لحديث النواس الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى وفيه قوله صلى الله عليه وسلم فالصراط هو الاسلام وهذا الحديث رواه الترمذي بسند فيه ضعف لكن رواه احمد بسند اخر حسن ومن قال في تفسير الصراط المستقيم هو طريق العبودية فهذا تفسير للكلمة بالمعنى الذي تضمنته فان التدين لله بدين الاسلام حقيقته ان يتعبد له العبد بهذا الدين فهو طريق العبودية كما فسره من فسره ومن قال في تفسير الصراط هو القرآن فهذا تفسير للكلمة بمعنى من المعاني الثابتة لها بطريق اللزوم فان القرآن كتاب الاسلام فهذا ملازم للمعنى المراد من الكلمة فان الله لما بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا الدين انزل عليه كتابه القرآن وفيه حديث علي الذي ذكره المصنف وهو عند الترمذي واسناده ضعيف احسن الله اليكم الصنف الثاني ان يذكر كل ان يذكر كل منهم من الاسم العام بعض انواعه على سبيل التمثيل وتنبيه وتنبيه المستمع على النوع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه مثل سائل اعجمي سأل عن مسمى لفظ الخبز فاري رغيفا وقيل هذا فالاشارة الى نوع هذا لا الى الى لا الى هذا الرغيف وحده. مثال ذلك ما نقل في قوله ثم اورثنا الكتاب الذين من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق ومنهم سابق بالخيرات فمعلوم ان الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهكة للمحرمات. والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات والسابق فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات. فالمقتصدون هم اصحاب اليمين والسابقون اولئك المقربون. ثمان كلا منهم يذكر لا في نوع من انواع الطاعات كقول القائل السابق الذي يصلي في اول الوقت والمقتصد الذي يصلي في اثنائه والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر الى الاصفرار او يقول السابقون المقتصد قد ذكرهم في اخر سورة البقرة فانه ذكر المحسن بالصدقة والظالم باكل الربا والعادل بالبيع والناس في الاموال اما محسن اما عادل واما ظالم فالسابق المحسن باداء المستحبات مع الواجبات والظالم اكل الربا او مانع الزكاة او مانع الزكاة والمقتصد الذي يؤدي الزكاة المفروظة ولا ياكل الربا وامثال هذه الاقاويل. فكل قول فيه ذكر اوع داخل في الاية انما ذكر لتعريف المستمع بتناول الاية له وتنبيهه على نظيره فان التعريف بالمثال وتنبيهه به على نظيره فان التعريف بالمثال قد يسهل اكثر من التعريف بالحد المطابق والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن اذا اشير له الى رغيف فقيل له هذا هو الخبز. وقد يجيء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الاية نزلت في كذا. لا سيما ان كان المذكور شخصا كأسباب النزول المذكورة في التفسير كقولهم ان اية الظهار ان اية الظهار نزلت في امرأة اوس ابن الصامت. وان اية اللعان نزلت في عويمر العجلان او هلال ابن وميت وان اية الكلام لتنزلت في جابر ابن عبد الله وان قوله وان احكموا بينهم بما انزل الله نزلت في بني قريظة والنظير وان قوله ان يوليهم يومئذ دبره نزلت في بدر وان قوله شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت نزلت في قضية تميم الداري وعديب وقول وقول وقول وقول ابي ايوب ان قوله ولا تلقوا بايديكم هي التهلكة نزلت فينا معشر الانصار الحديث ونظائر هذا كثير مما يذكرون انه نزل في قوم من المشركين بمكة او في قوم من اهل الكتاب اليهود والنصارى او في قوم من المؤمنين. فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا ان حكم الاية مختص باولئك الاعيان دون غيرهم. فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الاطلاق. والناس وان تنازعوا في اللفظ العام على سبب هل يختص بسببه ام لا؟ فلم يقل احد من علماء المسلمين ان عمومات ان عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين وانما غاية ما يقال انها تختص بنوع ذلك الشخص. فتعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ. والاية التي لها سبب معين كانت امرا او نهيا فهي متناولة لذلك الشخص فهي متناولة لذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته وان كان خبرا بمدح او ذم. فهي متناولة لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته. ومعرفة سبب النزول تعين على فهم الاية فان العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب. ولهذا كان اصح قولا للفقهاء انه اذا لم يعرف ما نواه الحارث الى سبب يمينه وما هيجها واثارها وقولهم نزلت في هذه الاية في كذا يراد به تارة انه سبب النزول ويراد به تارة ان هذا داخل في الاية وان لم يكن السبب كما تقول عن كما تقول عنها بهذه الاية كذا وقد تنازع العلماء في قول الصاحب نزلت هذه الاية في كذا وهل يجري مجرى المسند كما لو ذكر السبب الذي انزلت لاجله او يجري مجرى من مجرى التفسير منه الذي ليس له او يجري مجرى التفسير منه الذي ليس بمسنده. فالبخاري يدخله في مسند وغيره لا يدخله في المسند. واكثر المسانيد على هذا الاصطلاح كمسند احمد وغيره بخلاف ما اذا ذكر سببا نزلت نزلت عقبه فانهم كلهم فانهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند. واذا عرف هذا فقول احدهم نزلت في كذا لا ينافي قول الاخر نزلت في كذا اذا كان اللفظ يتناولهما كما ذكرناه في التفسير بالمثال. واذا ذكر احدهم لها سببا نزلت لاجله وذكر الاخرون سببا وقد يمكن صدقهما بان تكون نزلة عقيم تلك الاسباب او تكون نزلت مرتين مرة لهذا السبب ومرة لهذا السبب وهذان الصنفان اللذان في تنوع التفسير تارة لتنوع الاسماء والصفات وتارة لذكر بعض انواع المسمى واقسامه كالتمثيلات هما الغالب في تفسير في الامة الذي يظن انه مختلف ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملا للامرين اما لكونه مشتركا في اللغة كلفظ قسورة. الذي يراد به الرامي ويراد به ولفظ عسعس الذي يراد به اقبال الليل وادباره. واما لكونه متواطئا في الاصل لكن المراد به احد النوعين او احد الشيئين كالضمائر بقوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى. وكلفظ والفجر وليال عشر والشفع والوتر. وما اشبه ذلك فمثل هذا قد يراد به كل المعاني التي قالها السلف وقد لا يجوز ذلك. فالاول مما لكون الاية نزلت مرتين فاريد بها هذا تارة وهذا تارة واما لكون اللفظ المشترك يجوز ان يراد به معنياه اذ قد جوز ذلك اكثر فقهاء المالكية والشافعية والحنبلية وكثير من اهل الكلام واما لكون اللفظ متواطنا فيكون عاما اذا لم يكن تخصيصه موجب فهذا النوع اذا صح فيه القولان كان من الصنف الثاني ومن الاقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعض الناس اختلافنا يعبر عن المعاني بالفاظ متقاربة مترادفة فان الترادف في اللغة قليل واما في في الفاظ القرآن فاما نادر واما معدوم. وقد لا يعبر وقل ان يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه. بل يكون فيه تقريب لمعناه وهذا من اسباب اعجاز القرآن فاذا قال القائل يوم تمور السماء مورا ان المور هو الحركة كان تقريبا اذ المور حركة خفيفة سريعة وكذلك اذا قال الوحي الوحي الاعلام او قيل اوحينا اليك انزلنا اليك او قيل وقضينا الى بني اسرائيل اي اعلم اي اي اعلمنا وامثال ذلك. اعلمنا اي اعلمنا وامثال ذلك. فهذا كله تقريب لا تحقيق. فان الوحي هو اعلام سريع خفي. والقضاء اليهما خص من الاعلام فان فيه انزالا اليهم وايحاء اليهم والعرب تضمن الفعل معنى الفعل وتعديه تعديته ومن هنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقاما غليظة ومن هنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض كما يقولون في غلط بكسر اللام كعمل عملا فهي بزينتها حتى تحفظوها لان كثيرا من الناس يخطئ فيها غلطا كعمل عملا نعم احسن الله اليكم. ومن هنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعضهم كما يقولون في قوله لقد ظلمك بسؤال عن جدك الى نعاجه اي مع نعاجه وقوله من انصاري الى الله اي مع الله ونحو ذلك. والتحقيق ما قاله نوحات البصرة من التظمين فسؤها النعجة يتضمن جمعها وضمها الى نعاجه. وكذلك قوله وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك ضمن معنى يزيغونك يصدونك وكذلك قوله ونصرناه من القوم الذين كذبوا باياتنا ضمن معنى نجيناه وخلصناه وكذلك قوله يشرب بها عباده الله ضمن ضمن يروى بها ونظائره كثيرة. ومن قال لا ريب لا شك فهذا تقريب. والا فالريب فيه وحركة كما قال دع ما يريبك الى ما لا يريبك. وفي الحديث انه مر بظبي حاقف فقال لا يريبه احد. فكما ان اليقين ضم السكون والطمأنينة فالريب ضده فالريب ضده ضمن الاضطراب والحركة ولفظ الشك وان قيل انه يستلزم هذا المعنى لكن ان لفظه لا يدل عليه وكذلك اذا قيل ذلك الكتاب هذا القرآن فهذا تقريب لان المشار اليه وان كان واحدا فالاشارة بجهة الحضور غير الاشارة البعد والغيبة ولفظ الكتاب يتظمن من كونه مكتوبا مظموما ما لا يتظمنه لفظ القرآن من كونه مقروءا مظهرا باديا. فهذه الفروق موجودة في القرآن اذا قال احدهم ان تبسل اي تحبس. وقال الاخر ترتهن نحو ذلك. لم يكن من اختلاف التضاد. وان كان المحبوس قد كونوا وان كان المحبوس قد يكون مرتهنا وقد لا يكون اذ هذا تقريب للمعنى كما تقدم وجمع عبارات السلف في مثل هذا نافع جدا. لان مجموع عباراتهم ادلوا على المقصود من عبارة او عبارتين. ذكر المصنف رحمه الله تعالى الصنف الثاني من اختلاف التنوع الواقع بين السلف وهو ذكر بعض الافراد على سبيل التمثيل وينقسم الى اربعة اقسام تلتقط من كلام المصنف رحمه الله تعالى اولها ان يكون اللفظ عاما ويذكر كل واحد منهم فردا دون اخر ان يكون اللفظ عاما ويذكر كل واحد منهم فردا دون اخر الثاني قولهم فهذه الاية نزلت في كذا وكذا ولا سيما اذا كان المذكور شخصا والثالث ما يكون فيه اللفظ محتملا للامرين ما يكون فيه اللفظ محتملا للامرين اما لكونه مشتركا في اللغة واما لكونه متواطئا في الاصل واما لكونه متواطئا في الاصل الرابع ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة فاما الاول فظاهر ومنه المثال الذي ذكره المصنف في تفسير قوله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الاية فان المصنف رحمه الله ذكر كلاما للسلف وكل واحد منهم يخبر عن فرد من الافراد التي ترجع الى المعنى العام وكل واحد منهم جاء ببعض اللفظ العام واما الثاني وهو قولهم هذه الاية نزلت في كذا وكذا فليعلم ان الالفاظ المعبرة بها عن سبب النزول ثلاثة بل يعلم ان الالفاظ المعبرة بها عن سبب النزول ثلاثة اولها ما كان نصا وهو الصريح والمراد به ما لا يحتمل غيره كقول سبب نزول هذه الاية كذا وكذا والثاني ما كان ظاهرا وهو المحتمل لوجهين احدهما اظهر من الاخر كقولي كان كذا وكذا فانزل الله قوله ويذكر اية او سورة وثالثها ما كان مجملا وهو ما يرد عليه احتمالات لا يترجح احدها على الاخر كقول نزلت هذه الاية في كذا وكذا وهذا الثالث هو المراد عده في اقسام الصنف الثاني من اختلاف التنوع لانه متجاذب بين السببية والتفسيرية فيمكن ان يكون المراد عده سببا ويمكن ان يكون المتكلم اراد بذلك التفسير وفي كلام المصنف رحمه الله تعالى الاشارة الى الاختلاف في عد الاحاديث الواردة في سبب النزول اهي من المسند ام لا وتحقيق المقام ان ما كان صريحا او ظاهرا فهو من جملة المسند اتفاقا وانما وقع التنازع فيما كان مجملا وهو النوع الثالث ففيه قولان لاهل العلم رحمهم الله فمن اهل العلم من يجريه مجرى التفسير ولا يدخله في المسند ومنهم من يدخله في المسند وهذه طريقة ابي عبدالله البخاري وعليها عامة المسانيد كمسند الامام احمد وانتصر ابو عبد الله الحاكم في المستدرك لهذا ولابن القيم رحمه الله تعالى مذهب اوسع من ذلك ذكره في اعلام الموقعين وبيناه في غير هذا الموضع والمراد بادخالهم له في المسند اي عدهم اياه متصلا مرفوعا فان هذه هي حقيقة المسند واما الثالث وهو ما يكون اللفظ فيه محتملا اما لكونه مشتركا في اللغة او متواطئا في الاصل فالمراد بالمشترك ما اتحد لفظه وتعدد معناه كالعين يراد بها الة البصر ويراد بها الذات ويراد بها النقد اي المال فكل هؤلاء يسمى يسمى عينان والمتواطؤ هو اللفظ الدال على معنى كلي في افراده هو اللفظ الدال على معنى كلي في افراده على قدر متوافق بينهم على قدر متوافق بينهم ككلمة انسان فان هذه الكلمة تدل على افراد متعددين كزيد وعمرو وعلي ومعنى الانسانية معنى كلي يوجد في كل فرد من هذه الافراد على حد متوافق بينها جميعا فما كان من المشترك وصح حمله على معانيه جاز ان تفسر الاية بهذه المعاني كلها فما كان من المشترك وصح حمله على معانيه جاز ان تفسر الاية بهذه المعاني كلها اما اللفظ المتواطئ فانه يبقى على عمومه ما لم يخصصه مخصص موجب لحصره في بعض الافراد واما الرابع وهو ان يعبروا عن الالفاظ بمعان متقاربة لا مترادفة فان الترادف في اللغة قليل وهو في الفاظ القرآن اما نادر او معدوم كما قال المصنف رحمه الله وتوسيع القول بالترادف في اللغة يذهب بجمالها والمختار ان كل لفظ عبر به عن ذات ما ففيه معنى زائد عن لفظ اخر يعبر به عن تلك الذات فتلتقي الالفاظ في دلالتها على ذات واحدة معينة الا انها تفترق في المعاني المستكنة فيها. فمثلا اذا قيل في السيف انه مهند صارم حسام فهذه الالفاظ اشتركت في الدلالة على ذات واحدة هي الالة المعروفة الا ان الاسم الا ان الاسم الاول يدل على نسبة هذه الالة الى الهند لانها كانت فيما سلف مشهورة بصناعتها وكان السيف الهندي ممدوحا عند العرب والاسم الثاني وهو الصارم فيه معنى الصرم وهو القطع والاسم الثالث هو الحسام فيه معنى الحسم وامضاء الامر ومن هنا غلط من غلط كما ذكر المصنف رحمه الله ممن تكلم في معاني القرآن من اهل العربية فجعل بعض الحروف تقوم مقام بعض لانه اعمل ها هنا الترادف فطرد الترادف حتى في معاني الحروف وجعل كل حرف بمنزلة النائب عن غيره في المعاني وهذه هي طريقة نحات اهل الكوفة والتحقيق هو مذهب اهل البصرة الذين ذكروا التظمين والمراد بالتظمين ان تكون الكلمة دالة على معنى مضمنة معنى اخر اشربت اياه ان تكون الكلمة دالة على معنى مضمنة معنى اخر اشربت اياه ففيها زيادة عن المعنى الاول كما مثل المصنف رحمه الله في الايات ولاجل الوقوف على المعنى التام للاية فلا غنى عن مطالعة كلام السلف رحمهم الله وهذا وجه قول المصنف وجمع عبارات السلف في مثل هذا نافع جدا لان مجموع عباراتهم ادل على المجموع من عبارة او عبارتين انتهى كلامه فمنشأ العناية بجمع كلام السلف رحمهم الله ما وقع بينهم من الاختلاف الراجع الى اختلاف التنوع على الوجه الذي ذكرناه مما يرجع الى الصنفين المتقدمين نعم. احسن الله اليكم ومع هذا فلا بد من اختلاف محقق بينهم كما يوجد مثل مثل ذلك في الاحكام. ونحن نعلم ان عامة ما يضطر اليه ما ما يضطر اليه عموما والناس عموم الناس من الاختلاف معلوم. بل متواتر عند العامة او الخاصة كما في عدد الصلوات ومقادير ركوعها ومواقيتها وفرائض الزكاة ونصبها وتعيين شهر رمضان والطواف والوقوف ورمي الجمار والمواقيت وغير ذلك. ثمان اختلاف الصحابة في الجد والاخوة وفي المشاركة ونحو ذلك لا يوجب ريبا في جمهور لا يوجب ريبا في جمهور مسائل الفرائض. بل مما يحتاج اليه عامة الناس وهو عمود النسب من الاباء والابناء كلالة من الاخوة والاخوات ومن نسائهم كالازواج. فان الله انزل في الفرائض ثلاث ايات منفصلة. ذكر في الاولى الاصول والفروع وذكر في الثاني في الثانية الحاشية التي ترث بالفرد كالزوجين ولد الام. وفي الثالثة الحاشية الوارثة بالتعصيب وهم الاخوة لابوين او لاب. واجتماع ولاخوة نادر ولهذا لم يقع في الاسلام الا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. والاختلاف قد يكون قد يكون لخفاء الذليل والذهول وقد يكون لعدم سماعه وقد يكون للغلط في فهم النص. وقد يكون لاعتقاد معارظ راجح. فالمقصود هنا التعريف بمجمل الامر دون تفاصيل لما حقق المصنف رحمه الله فيما سلف وجود اختلاف التنوع بين السلف في التفسير ذكر ان الاختلاف الذي وقع بينهم على وجه التضاد محقق ايضا كما يوجد في الاحكام فالسلف قد اختلفوا في التفسير اختلاف تنوع وهذا هو الاكثر واختلفوا فيه اختلاف كضاد وهذا قليل وهذا الاختلاف الواقع بينهم هو نظير اختلافهم في باب الاحكام فانه اختلفوا في مسائل من ابواب الاحكام اختلافة ضاد فمنهم من يرى ان شيئا من الاحكام على وجه الجواز ويقابله اخر فيراه على وجه الحرمة ثم نبه المصنف رحمه الله تعالى في اخر كلامه الى منشأ الاختلاف فقال والاختلاف قد يكون من خفاء الدليل والذهول عنه وقد يكون لعدم سماعه وقد يكون للغلط في فهم النص وقد يكون لاعتقاد معارض راجح ويجوز ان تكون مضافة فيقال لاعتقاد معارض راجح وهذا طرف مما يتصل بمعرفة اسباب الاختلاف الواقعة قدرا مما جرى فيه نزاع العلماء واختلافهم في اقوالهم وللمصنف رحمه الله تعالى رسالة نافعة عظيمة في هذا الباب اسمها رفع الملام عن الائمة الاعلام بسط فيها العبارة فيما يتعلق في هذا المقام وبين الاسباب التي نشى منها اختلاف العلماء اعذارا لهم فيما مضى به قدر الله السابق نعم الله اليكم فصل في نوعي الاختلاف في التفسير المستندين للنقل والى طريق الاستدلال الاختلاف في التفسير على نوعين منهما مستنده النقل فقط ومنه ما يعلم بغير ذلك. اذ العلم اما نقل مصدق واما استدلال محقق منقول اما عن المعصوم واما عن غير المعصوم والمقصود بان جنس المنقول سواء كان عن المعصوم او غير المعصوم. وهذا هو النوع الاول فمنه ما يمكن معرفة الصحيح من ضعيف منه ما لا يمكن معرفة ذلك فيه. وهذا القسم الثاني من المنقول وهو ما لا طريق لنا الى الى الجزم بالصدق منه عامته مما لا فائدة والكلام فيه من فضول الكلام وما ما يحتاج المسلمون الى معرفتهم الى معرفته فان الله تعالى نصب على الحق فيه دليلا فمثال ما لا يفيد ولا دليل على الصحيح منه اختلاف في لون كلب اصحاب الكهف وفي بعض الذي ضرب به قتيل موسى من البقرة. وفي مقدار سفينة نوح وما كان خشبها وفي اسم الغلام الذي قاتله الخضير ونحو ذلك. فهذه الامور طريق العلم بها النقل. فما كان من هذا منقولا نقلا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم كاسم صاحب موسى انه الخضر فهذا معلوم وما لم يكن كذلك بل كان مما يؤخذ عن اهل الكتاب كالمنقول عن كعب ووهب ومحمد ابن اسحاق وغيره ممن يأخذ عن اهل الكتاب فهذا لا يجوز تصديقه ولا تكذبوا الا بحجة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا حدثكم اهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فاما يحدثوكم بحق فتكذبوا واما يحدثوكم بباطل فتصدقوه وكذلك ما نقل عن بعض التابعين. وان لم يذكر وان لم يذكر انه اخذه عن اهل الكتاب. فما اختلف التابعون لم يكن بعض اقوالهم حجة على بعض وما نقل في ذلك عن بعض الصحابة نقلا صحيحا فالنفس اليها اسكن مما نقل عن بعض التابعين لان احتمال ان يكون سمع من النبي صلى الله عليه وسلم او من بعض من منه اقوى ولان نقل الصحابة عن الكتاب اقل من نقل التابعين ومع ومع جزم الصاحب بما يقول كيف يقال. انه اخذه عن الكتاب وقد نهوا عن تصديقهم. والمقصود ان مثل هذا الاختلاف الذي لا يعلم صحيحه ولا ولا تفيد حكاية الاقوال في هو كالمعرفة لما ومن الحديث الذي لا دليل عن صحته وامثال ذلك واما القسم الاول الذي يمكن معرفة الصحيح معرفة الصحيح منه فهذا موجود فيما يحتاج اليه ولله الحمد. فكثيرا ما يوجد في التفسير والحديث والمغازي امور منقولة عن نبينا صلى الله عليه وسلم وغيره من الانبياء صلوات الله عليهم وسلامه. والنقل الصحيح يدفع ذلك بل هذا موجود فيما مستنده النقل. وفيما قد ويعرف بامور اخرى غير النقل. فالمقصود ان المنقولات التي يحتاج اليها في الدين قد نصب الله الادلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره. ومعلوم ان المنقولة في التفسير اكثر كالمنقول في المغازي والملاحم ولهذا قال الامام احمد ثلاثة امور ليس لها اسناد. التفسير والملاحم والمغازي ويروى ليس لها اصل اي اسناد لان الغالب عليها المراسيل مثل ما يذكره عروة بن الزبير والشعبي والزهري وموسى بن عقبة. وابن وابن اسحاق ومن بعدهم كان يحيى بن سعيد الاموي. والوليد ابن مسلم والواقدي ونحييهم بالمغازي فان اعلم الناس بالمغازي اهل المدينة ثم اهل الشام ثم اهل العراق فاهل المدينة اعلم بها لانها كانت عندهم واهل الشام كانوا اهل غزو وجهاد فكان لهم من العلم بالجهاد والسير ما ليس لغيرهم. ولهذا عظم الناس كتاب ابي اسحاق الفزاري الذي سقط احسن الله اليكم ولهذا عظم الناس كتاب ابي اسحاق الفزاري الذي صنفه في ذلك وجعلوا الاوزاعي اعلم بهذا الباب من غير من غيره من علماء الامصار واما التفسير فان اعلم الناس به اهل مكة لانهم اصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء ابن ابي رباح وعكرمة مولى ابن عباس وغيره من اصحاب ابن عباس كطأوه بالشعثاء وسعيد بن جبير وامثالهم وكذلك اهل الكوفة من اصحاب عبد الله ابن مسعود ومن ذلك ما تميزوا به على غيرهم. وعلماء اهل المدينة في تسيري مثل زيد بن اسلمة الذي اخذ عنه مالك التفسير واخذه عنه ايضا ابنه عبدالرحمن وعنه عبد الله بن وهب والمراسيل اذا طرقها وخلت عن المواطأة قصدا او اتفاقا بغير قصد كانت صحيحة قطعا. فان النقل اما ان يكون صدقا مطابقا للخبر واما ان يكون كذبا تعمد صاحبه الكذب او اخطأ فيه فمتى سلم من الكذب انعمد فمتى فمتى سلم من الكذب العمد والخطأ كان صدقا بلا ريب. فاذا كان الحديث جاء من جهة جهات وقد علم ان المخبرين لم يتواطؤوا على اختلاف على اختلاقه وعلم ان مثل ذلك لا تقع الموافقة فيه اتفاقا بلا قصد علم انه مثل شخص يحدث عن واقعة جرت ويذكر تفاصيل ما فيها من الاقوال والافعال ويأتي شخص اخر قد علم انه لم يواطئ الاول فيذكر مثل يذكر مثل ما ذكره الاول من تفاصيل الاقوال والافعال في علم قطعا ان تلك الواقعة حق في الجملة. فانه لو كان كل منهما كذب عمدنا واخطأ لم يتفق في العادة ان يأتي كل منهما بتلك التفاصيل التي تمنع العادة اتفاق الاثنين عليها بلا مواطأة بلا مواطئة من احدهما لصاحبه. فان الرجل قد يتفق ان ينظم بيتا وينظم الاخر مثله وينظم الاخر مثله او يكذب كذبة او يكذب كذبة ويكذب الاخر مثلها. اما اذا انشأ قصيدة طويلة ذات فنون على قافية وروي فلم تجري العادة بان غيره ينشئ مثلها لفظا ومعنى. مع الطول المفرط بل يعلم بالعادة انه اخذها منه. وكذلك اذا حدث حديث طويلا فيه فنون حدث اخر بمثله فانه اما ان يكون وطأه عليه او اخذه منه او يكون الحديث صدقا وبهذا الطريق يعلم صدق عامة ما تتعدد جهاته المختلفة على هذا الوجه على هذا الوجه من المنقولات. وان لم يكن احدهما كافيا اما لارسال واما لضعف ناقره لكن مثل هذا لا تضبط به الالفاظ والدقائق التي لا تعلم بهذه الطريقة. بل يحتاج ذلك الى طريق يثبت بها مثل كالالفاظ والدقائق. ولهذا ثبت ولهذا ثبتت غزوة بدر بالتواتر. وانها قبل احد بل يعلم قطعا ان حمزة وعليا وابا عبيدة برزوا الى عتبة وشيبة والوليد. وان عليا قتل الوليد وان حمزة قتل قرنه ثم يشك في قرنه. هل هو عتبة ام شيبة؟ وهذا الاصل ينبغي ان يعرف فانه اصل نافع في الجزم بكثير من المنقولات بالحديث والتفسير والموازي وما ينقل من اقوال وافعالهم وغير ذلك. ولهذا اذا روي الحديث الذي يتأتى فيه ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجهين. مع العلم بان احدهم وما لم يأخذوا من الان الاخر جزم بانه حق لا سيما اذا علم ان نقلته ليسوا ليسوا ممن يتعمد الكذب. وانما يخاف على احدهم النسيان والغلط والغلط فان من عرف الصحابة كابن مسعود وابي ابن كعب وابن عمر وجابر وابي سعيد وابي هريرة وغيرهم علم يقينا ان الواحد من هؤلاء لم يكن ممن يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا عن من هو فوقهم كما يعلم كما يعلم الرجل من حال من كما يعلم الرجل كما يعلم الرجل من كما يعلم الرجل من حال من جربه وخبره خبرة باطنة طويلة انه ليس مما يسرق اموال الناس ويقطع الطريق ويشهد بالزور ونحو ذلك. وكذلك التابعون بالمدينة ومكة والشام والبصرة. فان من عرف مثل ابي وابي صالح السمان والاعرج وسليمان ابن يسار وزيد ابن اسلم وامثالهم علم قطعا انهم لم يكونوا ممن يتعمدوا الكذب في الحديث. فضلا عن من هو فوقهم مثل محمد ابن سيرين والقاسم ابن محمد ابن المسيب او عبيدة السلماني او علقمة او الاسود او نحوهم. وانما يخاف على من الغلط فان الغلط والنسيان كثيرا النسخة عندكم بفتح اللام والاخ قرأ بسكونها وكلاهما صحيح ان نعم نعم وانما يخاف على الواحد من الغلط فان الغلط والنسيان كثيرا ما يعرفه للانسان ومن الحفاظ من قد عرف الناس من قد عرف الناس بعده عن ذلك جدا من من قد عرف الناس بعده عن ذلك جدا كما عرفوا حال الشعبي والزهري وعروة وقتادة والثوري وامثالهم لا سيما الزهري في زمانه والثورية في زمانه فانه قد يقول القائل ان ابن شهاب الزهري لا يعرف له غلط مع كثرة حديثه وسعة حفظه. والمقصود ان الحديث الطويل اذا روي مثلا من وجهين مختلفين من غير مواطئة امتنع عليه ان يكون غلطا كما امتنع ان يكون كذبا. فان الغلط لا يكون في قصة طويلة متنوعة وانما يكون في بعضها فاذا روى فاذا روى هذا قصة طويلة متنوعة ورواها الاخر مثلما رواها الاول من غير مواطئة. امتنع في جميعها كما امتنع الكذب في جميعها من غير مواطئة. ولهذا انما يقع في مثل ذلك غلط في بعض ما جرى في القصة مثل حديث اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم البعير من جابر فان من تأمل طرقه وعلم قطعا ان الحديث صحيح وان كانوا قد اختلفوا في مقدار الثمن وقد بين ذلك البخاري في صحيحه ايه؟ فان جمهور ما في البخاري ومسلم مما يقطع بان النبي صلى الله عليه وسلم قال لان غالبه من هذا النحو ولانه قد تلقاه اهل العلم والتصديق والامة لا تجتمع على خطأ فلو كان الحديث كذبا في نفس الامر والامة مصدقة له قابلة له لكانوا قد اجمعوا على تصديق ما هو في نفس الامر كذب. وهذا اجماع على الخطأ وذلك ممتنع وان كنا نحن بدون الاجماع وان كنا نحن بدون الاجماع نجوز الخطأ والكذب على الخبر فهو كتجويزنا قبل ان نعلم اجماع على العلم الذي ثبت بظاهر او قياس ظني ان يكون الحق في الباطل بخلاف ما اعتقدناه فاذا اجمعوا على الحكم جزمنا بان الحكم ثابت باطنا ظاهرة ولهذا كان جمهور اهل العلم من جميع الطوائف على ان خبر الواحد اذا تلقته الامة من قبول تصديقا له او عملا به انه يوجب العلم انه يوجب العلم وهذا هو الذي ذكره المصنفون في اصول الفقه من اصحاب ابي حنيفة ومالك والشافعي واحمد الا فرقة قليلة من المتأخرين اتبعوا في ذلك طائفة من اهل من اهل الكلام انكروا ذلك. ولكن كثيرا من اهل من اهل الكلام او اكثرهم او اكثرهم يوافقون الفقهاء واهل الحديث والسلف على ذلك وهو قول اكثر الاشعرية كابي اسحاق وابن فورك واما ابن الباقلاني فهو الذي انكر ذلك. وتبعه مثل ابي المعالي وابوه. البقلاني مثل ما قرأ الاخ لا كما يقال الباقي الاني نعم. احسن الله اليكم. واما ابن الباقلاني فهو الذي انكر ذلك وتبعه مثل ابي المعالي وابو وابن عقيل وابن جوزي وابن الخطيب والامدي ونحوه ونحو هؤلاء. والاول هو الذي ذكره الشيخ ابو حامد وابو الطيب وابي وابو اسحاق وامثاله من ائمة في الشافعية وهو الذي ذكره القاضي عبد الوهاب وامثاله من المالكية وهو الذي ذكره شمس الدين السرخسي وامثاله من الحنفية وهو الذي ذكره ابو يعلى وابو الخطاب وابو الحسن ابن الزاغوني وامثاله من الحنبلية واذا كان بالاجماع على تصديق الخبر موجب واذا كان الاجماع على تصديق الخبر موجبا للقطع به فالاعتبار في ذلك باجماع اهل العلم بالحديث. كما ان الاعتبار بالاجماع على الاحكام باجماع اهل باجماع اهل العلم بالامر والنهي والاباحة. والمقصود هنا ان تعدد الطرق ما عدم مع عدم التشاعر او الاتفاق في العادة. يوجب العلم بمضمون المنقود لكن لكن هذا لكن هذا ينتفع به كثيرا ينتفع احسن الله اليكم لكن هذا ينتفع به كثيرا في علم احوال الناقلين. وفي مثل هذا ينتفع برواية المجهول والسيء الحفظ. وبالحديث المرسل ونحو ذلك ولهذا كان اهل العلم يكتبون مثل هذه الاحاديث ويقولون انه يصلح للشواهد والاعتبار ما لا يصلح لغيره. قال احمد قد اكتب حديث الرجل لاعتبره ومثل ذلك كم من عبد الله بن لهيعة قاضي مصر فانه كان من اكثر الناس حديثا ومن خيار الناس لكن لكن بسبب احتراق كتبه وقع في حديثه المتأخر غلط فصار يعتبر بذلك ويستشهد به. وكثيرا ما ما يقترنه ووليث ابن سعد. والليث حجة ثبت الامام. وكما انهم يستشهدون ويعتبرون بحديث الذي فيه سوء حفظ. فانهم ايضا يضعفون من حديث فانهم ايضا يضعفون من حديث الثقة الصدوق الضابط اشياء تبين تبين لهم غلطه تبين لهم غلطه فيها بامور يستدلون بها ويسمون هذا علم اعيد للحديث وهو من اشرف علومهم بحيث يكون الحديث قد رواه ثقة ضابط وغلط فيه بحيث يكون الحديث قد رواه ثقة ضابط وغلط فيه. وغلطه فيه عرف اما بسبب ظاهر كما عرفوا ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج كميمونة وهو حلال وانه صلى في البيت ركعتين وجعلوا رواية ابن عباس لتزوجها حراما. وكونه لم يصلي مما وقع فيه الغلط. وكذلك كأنه اعتمر اربع عمر وعلموا ان قول ابن عمر انه اعتمر في رجب مما وقع فيه الغلط وعلموا انه تمتع وهو امن في حجة الوداع وان قول عثمان لعلي كنا يومئذ خائفين مما وقع فيه الغلط وان ما وقع في بعض طرق البخاري ان النار لا تمتلئ حتى ينشئ الله لها خلقا مما وقع فيه الغلط وهذا كثير والناس في هذا الباب طرفان طرف من اهل الكلام ونحوه ممن هو بعيد عن معرفة الحديث واهله لا يميز بين الصحيح والضعيف لا يشك في صحة احاديث او في بها مع كونها معلومة مقطوعا بها عند اهل العلم به. وطرف ممن يدعي اتباع الحديث والعمل به كلما وجد لفظا في حديث قد رواه ثقة او رأى حديثا اسناد ظاهره الصحة ظاهره الصحة يريد ان يجعل ذلك من جنس ما جزم اهل العلم بصحته حتى اذا عارض الصحيح المعروف اخذ يتكلف له التأويلات الباردة او يجعله في مسائل العلم مع ان اهل العلم بالحديث يعرفون ان مثل هذا غلط. وكما ان على الحديث ادلة يعلم بها انها انه صدق. وقد يقطع بذلك فعليه ادلة يعلم بها انه انه كذب ويقطع بذلك. مثل ما يقطع بكذب ما يرويه الوضاعون من اهل البدع والغلو في الفضائل مثل حديث يوم عاشوراء مما فيه ان من صلى ركعتين كان له كاجر كذا وكذا نبيا. وفي التفسير من هذه الموضوعات قطعة كبيرة مثل الحديث الذي يرويه الثعلبي والواحدي والزمن اخشري في فضائل السور في فضائل سور القرآن سورة سورة فانه موضوع باتفاق اهل العلم والثعلبي هو في نفسه كان فيه خير ودين ولكنه كان حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع. والواحدي صاحبه كان ابصر منه بالعربية لكن هو ابعد عن واتباع السلف والبغوي تفسيره مختصر عن الثعلبي لكنه صان تفسيره عن الاحاديث الموضوعة والاراء المبتدعة والموضوعات في كتب التفسير كثيرة منها الاحاديث الكثيرة الصريحة في الجهر بالمسفلة وحديث علي الطويل في في تصدقه بخاتمه في الصلاة فانه موضوع اتفاق اهل العلم ومثل ما روي في قوله ولكل قوم هادئ انه علي وتعيها اذنه واعية اذنك يا علي بعد ان بين المصنف رحمه الله جريان الاختلاف بين السلف في التفسير وان عامته من اختلاف التنوع وذكر انواعه عقد هنا فصلا قام فيه الايقاف على اسباب الاختلاف في التفسير والكشف عن مساره ومنشأه فرده الى نوعين من الاسباب نشأت منهما ظاهرة الاختلاف في التفسير اولهما اسباب تتعلق بالنقل وهي المستندة الى الرواية والاثر وثانيهما اسباب تتعلق بالاستدلال وهي المستندة الى الدراية والنظر والنقل باعتبار من يعزى اليه نوعان اثنان والنقل باعتبار من يعزى اليه نوعان اثنان احدهما النقل عن المعصوم وهو النبي صلى الله عليه وسلم والمقصود بالعصمة في هذا في هذا المحل عصمة خبره عن الله عز وجل فان التفسير خبر عن الله تعالى والاخر النقل عن غير المعصوم وهو كل من سوى النبي صلى الله عليه وسلم كما ان النقل باعتبار ثبوته ينقسم الى نوعين اثنين احدهما ما تمكن معرفة الصحيح منه والضعيف والاخر ما لا تمكن معرفة ذلك فيه وهذا القسم الثاني عامته لا فائدة منه وهو من فضول الكلام واكثره مأخوذ عن اهل الكتاب كما ذكر المصنف رحمه الله والاصل في اخبارهم عن كتبهم ما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله وما انزل الينا الى اخر الاية اما اللفظ الذي ذكره المصنف لهذا الحديث وعزاه الى الصحيح في قوله ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا حدثكم اهل الكتاب فلا تصدقوهم الى اخر الحديث فهذا الحديث بهذا اللفظ ليس في الصحيح وانما رواه احمد في مسنده عن جابر رضي الله عنه واسناده ضعيف واللفظ الصحيح هو المتقدم ذكره في قوله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله وما انزل الينا الى اخر الاية ثم ذكر المصنف رحمه الله ان المنقولات في التفسير الغالب عليها المراسيل كالمغازي والمراسيل هي احاديث التابعين التي يرفعونها الى النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي بيانه باذن الله في شرح نخبة الفكر وانما كثر الارسال في بابي التفسير والمغازي لانهما من باب النقل العام الذي لا يحوج الى نقل خاص واذا كان الامر عاما لم يحتج فيه الى نقل خاص فغلب في كلام السلف ارسال الاحاديث في التفسير والمغازي بناء على اصل علمهما وهو كونهما من النقل العام الذي لا يختص بشيء معين ثم ذكر المصنف رحمه الله مراتب الناس في العلوم ومن جملة ذلك مراتبهم في علم التفسير فبين ان اعلم الناس في التفسير في الصدر الاول هم اهل الحجاز مكة والمدينة فاهل مكة اصحاب ابن عباس كمجاهد وطاووس وعطاء وعكرمة وغيرهم واهل المدينة هم اهل الدار الذين نزل كثير من القرآن فيها وفيهم منشأ الاسلام ودولته ومن علمائهم زيد ابن اسلم وعامة علمه عن ابن عمر وابي هريرة وعطاء ابن يسار وعنه اخذ ابنه عبد الرحمن وعن عبدالرحمن اخذ عبد الله ابن وهب المصري كما ذكر المصنف وكذلك اهل الكوفة من اصحاب عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه تعلقمتي تعلقمت ابن قيس هو مسروق ابن الاجدع هو شقيق ابن سلمة ابي وائل وعبدالرحمن ابن يزيد ثم ذكر المصنف رحمه الله قاعدة نافعة في تقوية المراسيل في التفسير وغيره اذا اقترنت بامور متى وجدت ادخلت تلك المراسيل في جملة الصحيح الثابت وتلك الامور ثلاثة اولها تعدد تلك المراسيل وكثرتها فتكون اثنين فاكثر الثاني تباين مخارجها تباين مخارجها بحيث يغلب على الظن ان المخبر ليس واحدا فيكون احدها مدني والاخر شامي والثالث كوفي وهكذا الثالث وجود معنى كلي يجمع بينها تلتقي فيه وجود معنى كلي يجمع بينها تلتقي فيه فمتى وجدت هذه الامور الثلاثة تقوت المراسيل وادخلت في جملة الثابت والثابت حينئذ هو المعنى الكلي للمروي فالمحكوم بثبوته هو ذلك المعنى دون تفاصيل الجمل كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى وبهذا الطريق يعلم صدق عامة ما تتعدد جهاته المختلفة على هذا الوجه من المنقولات. كما قال مصنف لكن لا تضبط الالفاظ والدقائق. فمثلا من المقطوع ان مجموع المراسيل بفتح مكة يدل على جمل من الامور منها وقوع فتح مكة في تلك السنة ومنها وقوع مقتلة في بعض النواحي في سرية خالد بن الوليد الى اخر تلك الاخبار المنقولة على وجه الارسال في اخبار السيرة لكن تفاصيل ما وقع في بعظ المناحي يفتقر الى نقل صحيح معين غير تلك المراسيل فالمراسيل نافعة في اثبات المعنى الجملي الكلي الذي تذكره دون تفصيل الدقائق وهذا الاصل كما قال المصنف رحمه الله ينبغي ان يعرف فانه اصل نافع في الجزم بكثير من المنقولات في التفسير والحديث والمغازي فاثبات شيء من قول من هذا الطريق وهو المعنى العام طريقة المحققين من اهل العلم واما ما عليه بعض نقاد الاخبار والحديث من المتأخرين الذين يعوزون كل خبل خاص في هذه الابواب الى نقل قاص فهو خلاف طريقة وتصرف من مضى من الائمة وقد جعل جماعة من المتأخرين كثيرا من القصص المشهورة في تاريخ الاسلام من جملة الضعاف كخبر الطلقاء عند فتح مكة وخبر خالد ابن عبد الله القسي في قتل الجهم ابن صفوان وخبر تحريقه طارق بن زياد للسفن واشباه هذه الاخبار التي لم يزل اهل العلم على تلقيها دون انكار جريا على طريقتهم في اعمار هذا الاصل العام ان الخبر العام لا يفتقر الى نقل خاص معين وتعدد الطرق مع تباين المخرج مما يقوى به الخبر ولا سيما ان غلب على الظن ان المخبرين لا يتعمدون الكذب وانما يخشى عليهم النسيان والخطأ وجمهور ما في البخاري ومسلم كما ذكر المصنف مما يقطع ان النبي صلى الله عليه وسلم قاله لان غالبه من هذا النحو فقد اخبر عنه رواة يجزم انهم لا يتعمدون الكذب وانما يقع منهم الخطأ والنسيان وقد تلقى اهل العلم اخبارهم بالقبول والتصديق والامة لا تجتمع على خطأ ثم قال المصنف رحمه الله ولهذا كان جمهور اهل العلم من جميع الطوائف على ان خبر الواحد اي الاحاد اذا تلقته الامة بالقبول تصديقا له او عملا به انه يوجب العلم لان من اهل العلم من المتكلمة من قال انه لا يوجبه والصحيح ان خبر الاحاد اذا احتفت به القرائن المؤكدة له افاد العلم ومن جملة القرائن تلقي الامة له بالقبول تصديقا له او عملا به كما ذكر المصنف فالعمل يقع موقع التصديق وهذا واقع في جملة من الامور التي نقلت في الامة وجرى العمل بها. فيقطع بان هذا الخبر الذي تلقته الامة خبر صحيح مستفيض من قول بهذا الوجه فيقضى فيه بالنقل العام دون حاجة الى نقل خاص والمقصود كما ذكر المصنف رحمه الله ان تعدد الطرق مع عدم التشاعر او الاتفاق في العادة يوجب القطع بمضمون المنقول والمراد بقوله مع عدم التشاعر اي شعور بعضهم ببعض واطلاعه على قوله وقد تصحفت هذه الكلمة في جميع النسخ المنشورة بايدي الناس سوى هذه النسخة الى التشاور والذي في نسخة الكتاب الخطية مع عدم التشاعر اي شعور بعضهم ببعض وهذا هو المعروف في هذا الباب ثم نبه المصنف رحمه الله تعالى الى انه في مثل هذا ينتفع برواية المجهول وسيء الحفظ وبالحديث المرسل لان بعضها يقوي بعضا وعلى هذا جرى عمل اهل الحديث فانهم يستشهدون ويعتبرون بحديث من فيه سوء حفظ او كان مجهولا او كان الحديث مرسلا ويقوون بعضها ببعض واهل الحديث مع اعمالهم هذا في تقوية الاخبار التي تحتمل الغلط فانهم يضعفون ايضا من حديث الثقة الصدوق ما تبين لهم غلطه فيه فاهل الحديث من النقاد الجهابدة يقولون ان الاصل في خبر الراوي الضعيف ضعفه وقد يصح اذا وجد ما يقويه ويقولون ان الاصل في خبر الراوي الثقة او الصدوق قبوله وقد يرد لعلة فيه لا كما عليه اكثر الناس اليوم من ان كل ما جاء عن الضعيف ضعيف وكلما جاء عن الثقة ثقة كل ما جاء عن الثقة صحيح فلا يرعون في الاول ان كان تقويته بتعدد طرقه ولا يرعون في الاخر احتمال غلطه لوجود علة في والامر كما ذكر المصنف رحمه الله ان الناس في هذا الباب طرفان فطرف من اهل الكلام ونحوهم ممن هو بعيد عن معرفة الحديث وصنعته يشك في صحة احاديث او القطع بها مع كونها معلومة مقطوعة كفقي موسى عليه السلام لعين ملك الموت لما جاءه فان من اهل الكلام من يرده زاعما انه لا يصح ومثل هذا المتكلم لا خبرة له بصنعة الحديث ولا اطلاع له على طرقه وليست له معرفة في نقض رجاله ويقابل هؤلاء قوم كلما وجدوا لفظا في حديث رواه ثقة باسناد ظاهره صحة التزموا صحته وقد يكون غلطا ولهذا كان من اشرف علوم المحدثين علم علل الحديث لان علم علل الحديث في الاصل موضوع لحديث الثقات وانما ادخل فيه حديث غيرهم تبعا والامر كما ذكر المصنف رحمه الله بقوله كما ان على الحديث ادلة يعلم بها بها بها انه صدق وقد يقطع به فعليه ادلة يعلم بها انه كذب ويقطع بكذبه والمصنف رحمه الله له كلام نافع في علامات الحديث الموضوع ذكره في منهاج السنة النبوية ثم ذكر جملة منه تلميذه ابن القيم في المنار المنيف وتلك الجملتان من كلامهما رحمهما الله فيها اعلام بان متون الاحاديث المروية تلاحظ كملاحظة الاسانيد فليس نقد الخبر منصبا على سنده دون نظر الى متنه بل لا بد من النظر في متنه فمتى وجد في المتن ما يخالف اصلا مستقرا في الشريعة فان الخبر يرد ولو كان من حديث ثقات اذ يكون غلطا يعرفه اهل المهارة في العلل ثم ذكر المصنف رحمه الله ان الموضوعات في كتب التفسير كثيرة ومثل لها باحاديث كقوله منها الاحاديث الكثيرة الصريحة في الجهر بالبسملة الى اخره وبه تعلم قدر الحاجة الى رعاية الاخبار في التفسير من جهتين اثنتين اولاهما انه لا ينبغي ان يتشدد في نقدها لان طريق نقلها هو الطريق العام المستفيض بالامة والثاني التفطن الى ما دس في التفسير من الاحاديث الموضوعات والاخبار الاسرائيليات وبهذا ينتهي ايضاح هذه الجملة من هذا الكتاب على نحو مختصر يبين مقاصده الكلية ويوقف على معانيه الاجمالية اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات وبالله التوفيق وانبه الى امرين اثنين اولهما احضروا غدا الكتاب التالي لهذا الكتاب وهو كتاب الاربعين النووية فاننا قد نبدأ به بعد الفراغ من هذا الدرس في الفجر والتنبيه الثاني اكرر اعلامكم بانه من كان له سؤال فليكتبه في الاوراق المعدة لهذا الشأن لنجيب عليه في اخر الدروس وليعذرني الاخوان من اجابة الاسئلة كفاحا وارجو ان لا يتبعني احد وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد اله وصحبه اجمعين