السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من المسندين وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكل الرحمة رحمة المعلمين للمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم. ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب السابع من برنامج مهمات العلم في مرحلته الاولى وهو كتاب المقدمة باصول التفسير لابي العباس احمد بن عبدالحليم بن ابن تيمية النميري الحراني رحمه الله المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة نعم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اما بعد. اللهم اغفر لشيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام. اللهم اغفر لشيخنا اللهم اغفر للحاضرين والسامعين وجميع المسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. رب يسر برحمتك الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن مظلم فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما اما بعد فقد سألني بعض اخواني ان اكتب له مقدمة تتضمن قواعدكم تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره والتمييز في منقول ذلك ومعقول بين الحق بين الحق وانواع الباطل والتنبيه على الدليل الباطل بين الحق وانواع الاباطيل والتنبيه على الدليل الفاصل بين الاقاويل فان الكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغث والسمين والبعض الواضح والحق المبين والعلم اما نقل مصدق عن معصوم واما قول عليه دليل معلوم وما سوى هذا فاما مزيف مردود واما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود. وحاجة الامة ماسة الى فهم القرآن الذي هو حبل الله المتين. والذكر الحكيم والصراط المستقيم الذي لا تزيغ به الاهواء ولا تلتبس به الالسن. ولا يخلق ولا يخنق على كثرة الترديد. ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء من قال به صدق ومن عمل به اجر ومن حكم به عدن ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم ومن تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله. قال تعالى فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبعه هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتا وكذلك يوم تنسى. وقال تعالى قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام. ويخرجهم من الظلمات اتي الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم. وقال تعالى كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم. باذن ربهم الى صراط عزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الارض. وقال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا ولكن جعلناه نورا نهدي بهما نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور. وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب تيسير الله تعالى من املاء الفؤاد والله الهادي الى سبيل الرشاد. ذكر المصنف رحمه الله في ديباجة كلامه ان هذه المقدمة يتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن الكريم وهذه القواعد المشار اليها مندرجة في علم التفسير لكن من الناس من يسميها اصولا فيقول اصول التفسير اذ تسمية هذه المقدمة بالمقدمة في اصول التفسير ليست من وضع المصنف رحمه الله وانما وضعها الناشر الناشر الاول للكتاب من علماء ال الشط الحنابلة من اهل دمشق فانه وجد هذا المجموع للمصنف ثم طبعه بهذا الاسم. واشتهر بهذا الاسم بين الناس. وشهرت نسبة هذه المقدمة الى علم اصول التفسير وقد تطلق القواعد على القواعد المتعلقة بعلم التفسير فيقال قواعد علم التفسير ويراد بها معنى اخر غير المعنى غير المعنى المعروف عند اطلاق اصول التفسير ولا يزال هذا العلم بكرا بحاجة الى تحرير للفصل بين اصول التفسير وقواعده اسوة بصنيعة الفقهاء. الذين فرقوا بين اصول الفقه وقواعده فجعلوا الاصول اسما للمقدمات التي يشيد عليها الاستنباط في الفقه وجعلوا قواعد الفقه اسما لما جمع بعد استقراء الفقه ورد الى اصول كلية سميت بقواعد الفقه وكذلك ينبغي ان تكون الحال في التفسير فيفرق بين اصول التفسير قواعده فتكون اصول التفسير اسما للكليات التي يبنى عليها التفسير وتعمل فيه لاستنباط احكامه وتكون قواعد التفسير اسما لما يستنبط بعد جمع مفردات التفسير وجزئياته وردها الى كليات المنتظمة في اسم القواعد ومما يتبين به ذلك المثال فمثلا قال الله سبحانه وتعالى ان الانسان لفي خسر. فاذا اعملت في هذه الاية القواعد ان قيل ان ال في قوله تعالى الانسان موضوعة للدلالة على الاستغراق المفيد شمول جميع افراد الانسان فجميع الانسان في خسر فهذه الة من القواعد اعملت في استخراج معنى الاية. ودلت على ان جميع الناس في خسر واذا قيل كما صح عن ابن عباس فيما رواه الفيليابي في تفسيره كل سلطان في القرآن حجة لم تكن هذه الكلية الكلية من جنس الاولى. بل قيل فيها انها قاعدة من قواعد التفسير استفيدت هذه الكلية من استقراء تفسير السلف رحمهم الله تعالى كابن عباس وغيره ايات اللواتي وردت فيها كلمة سلطان. فلما نظر في الايات التي ذكرت فيها كلمة سلطان علم انها وقعت فيها جميعا بموقع الحجة. فحينئذ صح ان يقال ان كل سلطان في القرآن فهو وحجة وتكون هذه الكلية قاعدة من قواعد التفسير. والمقصود ان تعرف ان بين اصول التفسير وقواعده فرق وان اسم القواعد الذي اطلقه المصنف رحمه الله في قوله تتضمن اعد لم يرد به المعنى الاصطلاحي عند المتأخرين من علماء القرآن والتفسير. وانما اراد به المعنى اللغوية للقاعدة فان القاعدة في الاصل اللغوي موضوعة للدلالة على الكلية فهي في الاصل شيء يبنى عليه معنى من المعاني فاذا كان في الفقه اضيف الى الفقه واذا كان في التفسير اضيف الى التفسير واذا كان في التوحيد اضيف الى التوحيد وهلم جرا. والمصنف رحمه الله تعالى لم يقصد ان يكون كتابه هذا في اصول التفسير وفق ما اصطلح عليه المتأخرون بل فيه شيء يتعلق باصول التفسير وفيه شيء اخر يتعلق بقواعد التفسير ثم ذكر المصنف في جملة ما ذكره ان العلم اما نقل مصدق عن معصوم واما قول عليه دليل معلوم. وما سوى هذا فاما مزيف مردود. واما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود. والبهرج على زنة جعفر هو الشيء رديء يقال للرديء من الدراهم بهرج ويقال للمميز منها منقود. وهذا معنى قوله فاما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود. اي يتوقف عن قبوله. فلا يعلم انه رديء في ترك ويطرح ولا يعلم انه مميز فيقبل ويصح ولكن يتوقف عن قبوله. ثم ذكر رحمه الله نعوتا لكتاب الله عز وجل جاءت في حديث علي وسيذكره المصنف فيما يستقبل منها قوله لا تزيغ به الاهواء اي لا تميل به الاهواء عن الحق وقوله ولا تلتبس به الالسن اي لا تختلط به الالسن وقوله لا يخلق عن كثرة الترديد اي لا يبلى وتذهب جدته ويضعف رونقه كلما ردد بل هو باق على الكمال فكيف ما رد مرة بعد مرة لم يذهب ذلك شيئا من وبهجته نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل في ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن يجب ان يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن كما بين لهم الفاظه. فقوله تعالى لتبين للناس ما نزل اليهم يتناول هذا وهذا. وقد قال ابو عبدالرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن كعثمان ابن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا وتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة. وقال انس كان الرجل اذا قرأ البقرة وال عمران جده في اعيننا واقام ابن عمر على حفظ البقرة عدة سنين قيل ثمان سنين ذكره مالك وذلك ان الله تعالى قال كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وقال افلا يتدبرون القرآن؟ وقال افلم يتدبروا القوم. وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن وكذلك قال تعالى انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وعقل الكلام متضمن لفهمه ومن المعلوم ان كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد الفاظه. فالقرآن اولى بذلك. وايضا فالعادة تمنع ان يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرح. فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم؟ وبه نجاتهم سعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ولهذا كان النزاع بين الصحابة بتفسير القرآن قليلا جدا وهو وان كان في التابعين اكثر منه في الصحابة فهو قرين بالنسبة الى من بعدهم. وكلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه اكثر ومن التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة كما قال مجاهد عرضت المصحف على عرضت المصحف على ابن عباس اوقفه عند كل اية منه واسأله عنها ولهذا قال الثوري اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به. ولهذا يعتمد على تفسيره الشافعي بخاري وغيرهما من اهل العلم وكذلك الامام احمد وغيره ممن صنف في التفسير يكرر الطرق عن مجاهد اكثر من غيره. والمقصود ان تلقوا التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة. وان كانوا قد يتكلمون في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال كما يتكلمون في بعض بعض السنن بالاستنباط والاستدلال ذكر المصنف رحمه الله في هذا الفصل ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن كما بين لهم الفاظه فبيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن نوعان احدهما بيان الالفاظ في كيفية قراءته بيان الالفاظ في كيفية قراءتها. والاخر بيان المعاني بمعرفة تفسيرها بيان المعاني بمعرفة تفسيرها وهما مجموعان في قوله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه فقوله فاتبع قرآنه بشارة الى الالفاظ وقوله ثمان علينا بيانه اشارة الى المعاني وبيان النبي صلى الله عليه وسلم معاني القرآن نوعان احدهما البيان الخاص ويقصد به بيانه صلى الله عليه وسلم لالفاظ معينة في القرآن كما ثبت عنه في تفسير غير المغضوب عليهم ولا الضالين ان المغضوب عليهم هم اليهود وان الضالين هم النصارى والاخر البيان العام وهو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وتقديرا فانها مبينة للقرآن كما قال تعالى لتبين للناس ما نزل اليهم وهو يتناول كل بيان منه صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى على وجه الخصوص او العموم وبهذا التحرير يعلم جواب سؤال شهير هو هل فسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ام لا وجوابه ان يقال ان اريد بالتفسير ما يرجع الى البيان الخاص بان يكون النبي صلى الله عليه وسلم بين كل لفظ من الفاظ القرآن فلا اذ ليس كل لفظ من الفاظ القرآن الكريم محتاجا الى خبر خاص لانه نزل بلغة العرب على قوم عرب يدركون معاني الكلام الذي يلقى اليهم وان اريد به البيان العام المجمل في مقاصده وحقائقه واوامره ونواهيه فنعم فسنته صلى الله عليه وسلم وحاله وسيرته كلها في بيان القرآن الكريم وكان الصحابة رضي الله عنهم يأخذون القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم جامعين بين بيان الالفاظ والمعاني كما قال ابو عبدالرحمن السلمي رحمه الله احد التابعين الكبار حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يجاوزوها حتى تعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا رواه ابن جرير وغيره باسناد صحيح فالصحابة رضي الله عنهم تلقوا بيان الالفاظ والمعاني عنه صلى الله عليه وسلم. فنقلوا عنه قراءته كما نقلوا عنه معانيه ولاجل هذا فان القراءة سنة متبعة كما قاله زيد ابن ثابت رضي الله عنه وغيره. فليس للانسان ان يبتدأ كيفية القرآن تلقاء نفسه بل لا بد ان يأخذها عمن تلقاها بكيفية معينة منقولة. متصلة ان بالصحابة رضي الله عنهم الذين اخذوها عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه كما للصلاة صفة يجب اتباعها فان لقراءة القرآن صفة يجب اتباعها وبهذا ينحل الاشكال عن حكم التجويد لان حكم التجويد يتعلق بمعرفة الكيفية التي قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم. فبينها لاصحابه واخذها اصحابه عنه فبينوها للتابعين واخذها التابعون عنهم فبينوها لاتباع التابعين ولم تزل في قرون الامة طبقة بعد طبقة حتى انتهت الينا فكل ذلك مندرج في صفة قراءته صلى الله عليه وسلم القرآن. فليس للانسان ان يقرأ القرآن الا لا بالصفة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم ونقلت الينا ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم كما بين لاصحابه القرآن بين لهم المعاني وفق ما تقدم. وكانوا يأخذون عنه بيان الالفاظ والمعاني. فيتلقون عنه هيئة الاداء والقراءة. ويتلقون عنه صلى الله عليه سلم معاني تلك الايات. وكانوا يقرأون عشرا عشرا فيستنبطون ما فيها من العلم والعمل. كما ذكر ابو عبدالرحمن السلمي رضي الله عنه ورحمه من التابعين عن الصحابة ان هذه كانت فعلتهم ولاجل بهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة لانهم يعتنون بضبط مبانيها وفهم معانيها وكان انس رضي الله عنه يقول كما ثبت عنه في صحيح مسلم ان الرجل كان اذا قرأ البقرة ال عمران جد في اعيننا اي عظم في اعيننا. لانه جمع بين ضبط المبنى وفهم المعنى لسورتين عظيمتين هما سورة البقرة وال عمران. وكانت هذه هي سنتهم المثلى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يبقون مدة طويلة في حفظ السورة لعنايتهم بالامرين جميعا ضبط المباني وفهم المعاني وقد ذكر المصنف رحمه الله ان ابن عمر اقام على حفظ البقرة بضع سنين وقيل ثمان سنين وعزاه الى موطأ ما له وقد اخرجه مالك في موطئه بلاغا اي قال بلغني ان ابن عمر والبلاغ من جملة الاحاديث الضعاف والمذكور عنه في الموطأ تعلم البقرة لا حفظها والتعلم حفظ وزيادة فانه يشمل حفظ المبنى وفهم المعنى والثابت عنه رضي الله عنه انه تعلمها في اربع سنين رواه عنه ابن سعد في كتاب الطبقات بسند قوي فحفظ ابن عمر سورة البقرة في اربع سنوات وانما كانت تطول مدة احدهم في تعلم السورة وحفظ القرآن لعنايتهم بضبط الالفاظ وفهم المعاني لعلمهم ان التدبر المأمور به لا يمكن احرازه الا بفهم المعاني فلم يكن الحامل على تطويل احدهم المدة في حفظ سورة من كتاب الله عز وجل ضعف الاتهم في الحفظ ووهنوا مداركهم وانما كان موجب طول المدة انهم يجمعون بين العناية بضبط المباني وفهم المعاني ومقصود الكلام كما هو مقطوع به معناه لا مبناه وعامة دارس العلوم كما ذكر المصنف يعتنون بتحقيق هذه العادة فيما يتعاطونه من العلوم فيقصدون الى فهم معانيها كما يقصدون الى قراءة مبانيها. فكيف بالقرآن الكريم ثم ذكر المصنف ان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليل وانما اتفق هذا لامرين احدهما كمال علومهم وسلامة بيانهم كمال علومهم وسلامة بيانهم اذ القرآن عربي وهم عرب فصحاء والاخر وحدة الجماعة وقلة الاهواء وعدم التفرق وحدة الجماعة وقلة الاهواء وعدم التفرق واليهما اشار المصنف بقوله وكلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه اكثر انتهى ثمان التابعين رحمهم الله تلقوا التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم ومنهم من تلقى جميع التفسير كما قال مجاهد بن جبر المكي رحمه الله عرضت المصحف على ابن عباس رضي الله عنه اوقفه عند كل اية واسأله عنها وثبت انه عرض القرآن على ابن عباس رضي الله عنهما ثلاث عرضات يسأله عن التفسير وروي انه عرضه ثلاثين مرة. وفيها ضعف. والمحفوظ انه عرضه ثلاث مرات يسأله عن القرآن اية اية ومثله ما جاء عن ابي الجوزاء الرباعي رحمه الله احد التابعين قال جاورت ابن عباس عشر سنين فسألته عن القرآن اية اية جاورت ابن عباس عشر سنين فسألته عن القرآن اية اية والمقصود ان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم كما انهم تلقوا عنهم علم السنة وان كانوا قد يتكلمون بالاستنباط والاستدلال كما ذكر المصنف في بعض ذلك لانه حدثت في زمانهم احوال ومقالات اعوزتهم الى ان يتكلموا بالاستنباط والاستدلال في القرآن الكريم وصدر عنهم من الزيادة على ما تكلم به الصحابة في التفسير ما هو منقول في كتب سير نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل في اختلاف السلف بالتفسير وانه اختلاف تنوع والخلاف بين السلف في التفسير قليل وخلافهم في الاحكام من خلافهم في التفسير وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع الى اختلاف تنوع لاختلاف تضاد وذلك صنفان احدهما ان يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة غير عبارة صاحبه. تدل على معنى في المسمى غير المعنى الاخر. مع اتحاد مسمى الاسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة. كما قيل في اسم السيف الصارم والمهند. وذلك مثل اسماء الله الحسنى واسماء الله صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن فان اسماء الله كلها تدل على مسمى واحد. فليس دعاؤه باسم من اسمائه الحسنى مضادا لدعائه باسم اخر بل ان الامر كما قال تعالى ويدعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى. وكل اسم من اسمائه يدل على المسماة وعلى الصفة التي تضمنها جسمك العليم يدل على الذات والعلم والقدير يدل على الذات والقدرة والرحيم يدل على الذات والرحمة ومن انكر دلالة اسمائه على صفاته ممن يدعي الظاهر فقوله من جنس قول غلاة الباطنية القرامطة الذين يقولون لا يقال هو حي ولا ليس بحي بل ينفون عنه النقيضين فان اولئك القرامطة الباطنية لا ينكرون اسما هو علم محض كالمضمرات وانما ينكرون ما في اسمائه الحسنى من صفات الاثبات فمن وافقهم على مقصودهم كان مع دعواه الغلو مع دعواه الغلو في الظاهر موافقا لغلاة الباطنية في ذلك وليس هذا موضع بسط ذلك وانما المقصود ان كل اسم من اسمائه يدل على ذاته وعلى ما في الاسم من صفاته. ويدل ايضا على الصفة التي في الاسم الاخر بطريق اللزوم كذلك اسماء النبي صلى الله عليه وسلم مثل محمد واحمد والماحي والحاشر والعاقب وكذلك اسماء القرآن مثل القرآن والفرقان الهدى والشفاء والبيان والكتاب وامثال ذلك فاذا كان مقصود السائل تعيين تعيين المسمى عبرنا عنه باي اسم كان اذا عرف مسمى هذا الاسم وقد يكون الاسم علما وقد يكون صفة كمن يسأل عن قوله ومن اعرض عن ذكري ما ذكره؟ فيقال له هو القرآن مثلا او ما انزله من الكتب فان الذكر مصدر والمصدر تارة يضاف الى الفاعل وتارة الى المفعول فاذا قيل ذكر الله الثاني كان ما يذكر به مثل قول العبد سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. واذا قيل عن الاول كان ما يذكره هو وهو كلامه وهذا هو المراد في قوله ومن اعرض عن ذكري لانه قال قبل ذلك فاما يأتينكم اني هدى فمن اتبع هداي فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى وهداه وما انزله من الذكر. وقال بعد ذلك قال ربي لما حشرت اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها. والمقصود ان يعرف ان الذكر هو كلامه المنزل او هو ذكر العبد له فسواء قيل ذكري كتابي او كلامي او هداي او نحو ذا او نحو ذلك. فان المسمى واحد وان كان مقصود السائر معرفة ما في الاسم من الصفة المختصة به. فلا بد من قدر زائد على تعيين المسمى مثل ان يسأل ان يسأل عن القدوس السلام المؤمن وقد علم انه الله لكن مراده ما معنى كونه قدوسا سلاما مؤمنا ونحو ذلك. اذا عرف هذا فالسلف كثيرا ما يعبرون عن المسمى بعبارة تدل على عينه. وان كان فيها من الصفة ما ليس بالاسم الاخر. كمن يقول احمد هو الحاشر والماحي والعاقب والقدوس هو الغفور الرحيم. اي ان المسمى واحد لا ان هذه الصفة هي هذه الصفة. ومعلوم ان هذا ليس اختلافة ضاد كما يظن وبعض الناس مثال ذلك تفسيرهم للصراط المستقيم فقال بعضهم هو القرآن اي اتباعه لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عين الذي رواه الترمذي ورواه ابو نعيم من طرق متعددة هو حبل الله المتين والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم. وقال بعضهم هو الاسلام لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث النواس بن سمعان الذي رواه الترمذي وغيره ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبي وعلى جنبتي الصراط سوران وفي السورين ابواب مفتحة وعلى الابواب وبسطور مرخاة وداع يدعو من فوقي الصراط وداع يدعو على رأس الصراط. قال فالصراط المستقيم هو الاسلام. والسوران حدود الله ابواب مفتحة محارم الله والداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مؤمن فهذان قولان متفقان لان دين الاسلام هو اتباع القرآن ولكن كل ولكن كل منهما نبه على وصف غير غير الوصف الاخر كما ان الصراط يشعر بوصف ثالث. وكذلك قول من قال هو السنة والجماعة. وقول من قال هو طريق العبودية. وقول من قال هو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وامثال ذلك. فهؤلاء كلهم اشاروا الى ذات واحدة. لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها. بعد بين المصنف رحمه الله وقوع الاختلاف بين السلف وحقق قلته فيما مضى مما ذكره عن حال الصحابة والتابعين اخبر ان الاختلاف الواقع بينهم عامته اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد والفرق بينهما ان اختلاف التنوع هو الذي يصح فيه القولان معا ويمكن الجمع بينهما ان اختلاف التنوع هو الذي يصح فيه القولان معا ويمكن الجمع بينهما واما اختلاف التضاد فهو الذي لا يصح فيه القولان معا ويمتنع الجمع بينهما فهو الذي لا يصح فيه القولان معا ويمتنع الجمع بينهما واختلاف التنوع صنفان احدهما ان يعبر عن المعنى الواحد بالفاظ متعددة ان يعبر عن المعنى الواحد بالفاظ متعددة فيعبر كل واحد منهم بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على على معنى في المسمى غير المعنى الاخر مع اتحاد المسمى وقد وصفه المصنف رحمه الله بقوله بمنزلة الاسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة والمراد بالمتكافئة ما اتحدت فيها الذات واختلفت فيها الصفات المخبر عنها ما اتحدت فيها الذات واختلفت فيها الصفات المخبر عنها واسماء الله الحسنى تندرج في هذا الباب وكذلك اسماء الرسول صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن كلها من هذا الجنس لانها ترجع الى ذات واحدة وفي كل اسم من تلك الاسماء معنى ليس في الاسم الاخر وهذا الصنف ثلاثة اقسام تلتقط من كلام المصنف اولها تفسير الكلمة بالمعنى المراد بها مما وضعت له لغة او شرعا تفسير الكلمة بالمعنى المراد منها مما وضعت له لغة او شرعا وثانيها تفسير الكلمة بالمعنى الذي تضمنته تفسير الكلمة بالمعنى الذي تضمنته وثالثها تفسير الكلمة بمعنى من المعاني الثابتة بطريق اللزوم تفسير الكلمة بمعنى من المعاني الثابتة بطريق اللزوم مثاله تفسيرهم الصراط المستقيم فمن قال هو الاسلام فهذا تفسير للكلمة بالمراد منها الذي وضعت له شرعا لحديث النواس بن سمعان عند احمد مرفوعا فالصراط الاسلام وهذا الحديث رواه الترمذي بسند فيه ضعف. لكن رواه احمد بسند حسن فاقتضى تقديم العزو اليه ومن قال هو طريق العبودية فهذا تفسير للكلمة بالمعنى الذي تضمنته لان الاسلام يتضمن العبودية لله ومن قال هو القرآن فهذا تفسير للكلمة بمعنى من المعاني الثابتة لها بطريق اللزوم وفيه حديث علي رضي الله عنه الذي ذكره المصنف وهو عند الترمذي واسناده ضعيف والغالب في كلام السلف هو ردوا ما جرى بينهم من الاخبار عن اسم العام ببعض افراده الى احد هذه الامور الثلاثة فانهم اما ان يخبروا عن الكلمة بتفسيرها بالمعنى الذي وضعت له لغة او شرعا او يفسرونها بمعنى صحيح. ليس هو المعنى الذي وضعت له لغة وشرعا وانما هو معنى تضمنته تلك الكلمة وربما فسروه ايضا بمعنى ثابت تتضمنه تلك الكلمة لكن بطريق اللزوم كما في المثال الذي ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد فقوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم في سورة الفاتحة وقع بين السلف اختلاف في تفسيره على النحو الذي ذكره وعند امعان النظر وجد انه لا يخلو من رده الى واحد من هذه المسالك الثلاثة فمثلا من فسر الصراط المستقيم فقال هو الاسلام فانه فسره بالمعنى الذي وضعت له هذه الكلمة شرعا لان الصراط المستقيم وضع في الدلالة الشرعية للاخبار عن الاسلام والدليل على كون ذلك مرادا هو حديث النواس ابن سمعان وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فالصراط الاسلام فحينئذ يكون من قال من السلف الصراط الاسلام فسر الصراط بالمعنى الموضوع له في الشرع ومن فسر الصراط فقال هو طريق العبودية فتفسيره صحيح ايضا لكنه لم يفسر الصراط بالمعنى الذي وضع له في الشرع وانما فسره بمعنى صحيح تتضمنه هذه الكلمة وهي كونه طريق العبودية وهذا مقطوع به. لان الله سبحانه وتعالى جعل دينه دين الاسلام طريقا لمن اراد اراد ان يعبده وقول من قال من السلف في تفسير الصراط هو القرآن ليس تفسيرا للصراط بما وضع له شرعا ولا بمعنى تضمنته تلك الكلمة ولكن تفسير له بمعنى من المعاني الثابتة بطريق اللزوم. لان القرآن هو الكتاب الذي انزله الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم ليبين احكام الاسلام ومن ادرك هذا المأخذ في فهم تفاسير السلف قدر على التأليف بينها ومن غمض عليه هذا المأخذ ظن ان كثيرا من كلامهم هو مضطرب مختلف نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الصنف الثاني ان يذكر كل منهم من الاسم العام بعض انواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه. مثل سائل اعجمي سأل عن مسمى لفظ الخبز. فاري رغيفا وقيل هذا. فالاشارة الى نوع هذا لا الى هذا الرغيف وحده لا الى لا الى هذا الرغيف وحده. مثال ذلك ما نقل في قوله ثم اورثنا الكتاب الذين من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. فمعلوم ان الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات منتهكة للمحرمات والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات والسابق يدخل فيه من سبق فتقرب الحسنات مع الواجبات فالمقتصدون هم اصحاب اليمين والسابقون اولئك المقربون ثم ان كلا منهم يذكر هذا في نوع من انواع الطاعات كقول القائل السابق الذي يصلي في اول الوقت والمقتصد الذي يصلي في اثنائه والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر الى الاصفرار او يقول السابق والمقتصد قد ذكرهم في اخر سورة البقرة فانه ذكر المحسن بالصدقة والظالم باكل الربا والعادل بالبيع والناس في الاموال اما محسن واما عاد واما ظالم. فالسابق المحسن باداء المستحبات مع الواجبات. والظالم اكل الربا او مانع الزكاة والمقتصد الذي يؤدي الزكاة المفروضة ولا يأكل الربا وامثال هذه الاقاويل فكل قول فيه ذكر نوع داخل في الاية انما ذكر لتعريف المستمع بتناول الاية له وتنبيهه به على نظيره فان التعريف بالمثال قد يسهل اكثر من التعريف بالحد المطابق. والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن اذا اشير له الى رغيف. فقيل له هذا والخبز وقد يجيء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الاية نزلت في كذا لا سيما ان كان المذكور شخصا كاسباب النزول المذكورة في التفسير كقولهم ان اية الظهار نزلت في امرأة اوس ابن الصامت. وان اية اللعان نزلت في عويمر العجلاني او هلال ابن امية وان اية الكلالة نزلت في ابن عبدالله وان قوله وان احكم بين وان احكم بينهم بما انزل الله نزلت في بني قريظة والنظير وان قوله ومن يوليهم يومئذ دبره نزلت في بدر وان قوله شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت نزلت في قضية تميم الداري وعلي بن بداء وقول ابي ايوب ان قوله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة نزلت فينا معشر الانصار الحديث. ونظائر هذا كثير مما يذكرون انه نزل في قوم من المشركين بمكة او في قوم من اهل الكتاب اليهود والنصارى او في قوم من المؤمنين فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا ان حكم الاية مختص باولئك الاعيان دون غيرهم. فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الاطلاق. والناس وان تنازعوا في العامي الوارد على سبب هل يختص بسببه ام لا؟ فلم يقل احد من علماء المسلمين ان عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين وانما غاية ما يقال انها تختص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ والاية التي لها سبب معين ان كانت امرا او نهيا فهي متناولة لذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته وان كانت خبرا بمدح او دم فهي متناولة لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته. ومعرفة سبب النزول تعين على فهم الاية. فان العلم بالسبب يورث العلم ولهذا كان اصح قولي الفقهاء انه اذا لم يعرف ما نواه الحالف رجع الى سبب يمينه وما هيجها واثارها وقولهم نزلت هذه الاية في كذا يراد به تارة انه سبب النزول ويراد به تارة ان هذا داخل في الاية وان لم يكن السبب كما عنا بهذه الاية كذا وقد تنازع العلماء في قول الصاحب نزلت هذه الاية في كذا وهل يجري مجرى المسند كما لو ذكر السبب الذي انزلت لاجلي او يجري مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند فالبخاري يدخله في المسند وغيره لا يدخله في المسند. واكثر المسانيد على هذا الاصطلاح كمسند احمد وغيره. بخلاف ما اذا ذكر سببا نزلت فانهم فانهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند. واذا عرف هذا فقول احدهم نزلت في كذا لا ينافي قول الاخر نزلت في اذا كان اللفظ يتناولهما كما ذكرناه في التفسير بالمثال واذا ذكر احدهم لها سببا نزلت لاجله وذكر الاخر سببا فقد يمكن صدقهما بان تكون نزلت عقب تلك الاسباب او تكون نزلت مرتين مرة لهذا السبب ومرة لهذا السبب. وهذان الصنفان اللذان ذكرناهما في تنوع التفسير. تارة لتنوع الاسماء والصفات وتارة لذكر بعض انواع المسمى واقسامه كالتمثيلات هما الغالب في تفسير سلف الامة الذي يظن انه مختلف ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملا للامرين اما لكونه مشتركا في اللغة كلفظ قسورة الذي يراد به ويراد به الاسد ولفظ عسعس الذي يراد به اقبال الليل وادباره واما لكونه متواطئا في الاصل لكن المراد به احد او احد الشيئين كالضمائر في قوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى وكلفظ والفجر وليال عشر يولوت وما اشبه ذلك. فمثل هذا قد يراد به كل المعاني التي قالها السلف وقد لا يجوز ذلك فالاول اما لكون الاية نزلت مرتين فاريد بها هذا تارة وهذا تارة واما لكون اللفظ المشترك يجوز ان يراد به واما لكون اللفظ المشترك يجوز ان يراد به معنياه. اذ قد جوز ذلك اكثر فقهاء المالكية والشافعية والحنبلية. وكثير من اهل الكلام واما لكون اللفظ متواطئا فيكون عاما اذا لم يكن لتخصيصه موجب. فهذا النوع اذا صح فيه القولان كان من الصنف الثاني ومن الاقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعض الناس اختلافا ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة فان الترادف اللغة قليل واما في الفاظ القرآن فاما نادم واما معدوم. وقل ان يعبر وقل ان يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معنى بل يكون فيه تقريب لمعناه وهذا من اسباب اعجاز القرآن. فاذا قال القائل يوم تمور السماء مورا ان المور هو الحركة كان تقريبا اذ المور حركة خفيفة سريعة وكذلك اذا قال الوحي الاعلام او وقيل اوحينا اليك انزلنا اليك او قيل وقضينا الى بني اسرائيل اي اعلمنا اي اعلمنا اي اعلمنا وامثال ذلك فهذا كله تقريب لا تحقيق فان الوحي هو اعلام سريع خفي والقضاء اليهم اخص من الاعلام فان فيه انزالا اليهم وايحاء اليهم والعرب تضمن الفعل معنى الفعل وتعديه وتعديه تعديته ومن هنا غلط من جعل ومن هنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض كما يقولون في قوله. لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه اي مع نعاجه ومن انصاري الى الله اي مع الله ونحو ذلك. والتحقيق ما قاله محاط البصرة من التظمين. فسؤال النعجة يتضمن جمعها وضمها الى عاجي وكذلك قوله وان كادوا ليفتنوك وان كادوا ليفتنوك عن الذي اوحينا اليه يفتنونك وان كادوا ليفتنونك عن الذي اليك ضمن معنى يزيغونك ويصدونك. وكذلك قوله ونصرناه من القوم الذين كذبوا باياتنا. ضمن معنى نجيناه وخلصناه وكذلك قوله يشرب بها عباد الله ضمن. يروى بها ونظائره كثيرة. ومن قال لا ريب لا فهذا تقريب والا فالريب فيه اضطراب وحركة. كما قال دع ما يريبك الى ما لا يريبك. وفي الحديث انه مر بظبي حاقد فقال لا يريبه احد فكما ان اليقين ظمن السكون ظمن السكون والطمأنينة فالريب ضده ضم من الاضطراب والحرج ولفظ الشك وان قيل انه وان قيل وان قيل انه يستلزم هذا المعنى لكن لفظه لا يدل عليه وكذلك اذا قيل ذلك الكتاب هذا القرآن فهذا تقريب لان المشار اليه وان كان واحدا فالاشارة بجهة الحضور غير الاشارة بجهة البعد والغيبة ولفظ الكتاب يتضمن من كونه مكتوبا مظموما ما لا يتضمنه لفظ القرآن من كونه مقروءا مظهرا بادياء فهذه الفروق موجودة في القرآن. فاذا قال احدهم ان تبسل اي تحبس. وقال الاخر ترتهن ونحو ذلك. لم يكن من اختلاف وان كان المحبوس قد يكون مرتهنا وقد لا يكون اذ هذا تقريب للمعنى كما تقدم وجمع عبارات السلف في مثل هذا نافع جدا. لان مجموع عباراتهم ادلوا على المقصود من عبارة او عبارتين المصنف رحمه الله تعالى الصنف الثاني من اختلاف التنوع الواقع بين السلف وهو ذكر بعض الافراد على سبيل التمثيل ذكر بعض الافراد على سبيل التمثيل وينقسم الى اربعة اقسام تلتقط من كلام المصنف اولها ان يكون اللفظ عاما ويذكر كل واحد منهم فردا دون اخر ان يكون اللفظ عاما ويذكر كل واحد منهم فردا دون اخر والتاني قولهم هذه الاية نزلت في كذا وكذا ولا سيما اذا كان المذكور شخصا قولهم نزلت هذه الاية في كذا وكذا ولا سيما اذا كان المذكور شخصا والثالث ما يكون فيه اللفظ محتملا للامرين ما يكون فيه اللفظ محتملا للامرين اما لكونه مشتركا في اللغة واما لكونه متواطئا في الاصل اما لكونه مشتركا في اللغة او لكونه متواطئا في الاصل والرابع ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة فاما الاول فظاهر ومنه المثال الذي ذكره المصنف في تفسير قوله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الاية فان المصنف ذكر كلاما للسلف وكل واحد منهم يخبر عن فرد من الافراد التي ترجع الى المعنى العام فكل واحد جاء ببعض اللفظ العام واما الثاني وهو قولهم هذه الاية نزلت في كذا وكذا فليعلم ان الفاظ المخبر بها عن سبب النزول ثلاثة ان الالفاظ المخبرة بها عن سبب النزول ثلاثة اولها ما كان نصا اولها ما كان نصا وهو الصريح والمراد به ما لا يحتمل غيره والمراد به ما لا يحتمل غيره كقول سبب نزول هذه الاية كذا وكذا. كقول سبب نزول هذه الاية كذا وكذا والثاني ما كان ظاهرا ما كان ظاهرا وهو المحتمل لوجهين لكن احدهم لكن احدهما اظهروا من الثاني وهو ما كان محتملا لوجهين لكن احدهما اظهر من الثاني كقول كان كذا وكذا فانزل الله قوله تعالى ويذكر اية او سورة كقول كان وكذا وكذا فانزل الله تعالى ويذكر المخبر اية او سورة وثالثها ما كان مجملا وثالثها ما كان مجملا وهو ما يرد عليه احتمالات لا يترجح احدها على الاخر وهو ما يرد عليه احتمالات لا يترجح احدها على الاخر كقول نزلت هذه الاية في كذا وكذا وهذا الثالث هو المراد عده في اقسام الصنف التاني من اختلاف التنوع لانه متجاذب بين السببية والتفسيرية فيمكن ان يكون المراد عده سببا ويمكن ان يكون المتكلم قد اراد في ذلك التفسير وفي كلام المصنف رحمه الله الاشارة الى الاختلاف في عد الاحاديث الواردة في سبب النزول هل هي من المسند ام لا وتحقيق المقام ان ما كان صريحا او ظاهرا فهو من جملة المسند اتفاقا اي من جملة المحكوم بكونه مرفوعا فما كان صريحا او ظاهرا وهما النوعان الاول والثاني فهو من جملة المسند اتفاقا وانما وقع التنازع فيما جاء مجملا وهو النوع الثالث ففيه قولان عند اهل العلم فمن اهل العلم من يجريه مجرى التفسير فمن اهل العلم من يجريه مجرى التفسير ولا يدخله في المسند ومنهم من يدخله في المسند وهذه هي طريقة ابي عبدالله البخاري وعليها عامة المسانيد كمسند الامام احمد وانتصر ابو عبد الله الحاكم لهذا في المستدرك وفي معرفة علوم الحديث طوال ابن القيم رحمه الله كلام واسع الخطو في نصرة ذلك من بالغ رحمه الله تعالى حتى جعل المنقول عن الصحابة في التفسير اصله مردودا الى الرفع لانهم كما اخذوا عن النبي صلى الله عليه وسلم احكام الشريعة في عباداتهم ومعاملاتهم فانهم اخذوا عنه صلى الله عليه وسلم التفسير فلا يظن بجنابهم ان يتكلموا في القرآن الكريم من غير علم مأخوذ عنه الله عليه وسلم وقد اشار العراقي رحمه الله تعالى الى ذلك فقال في الفيته وعدوا ما فسره الصحابي رفعا فمحمول على الاسباب وعدوا ما فسره الصحابي رفعا فمحمول على الاسباب يشير بذلك الى هذه الانواع الثلاثة التي ذكرناها في قول السلف نزلت هذه الاية كذا في كذا او كان كذا او كذا فنزلت هذه الاية وقلت في احمرارها مبينا انواع ذلك مصرحا او ظاهرا او مجملا وفي الاخير الاختلاف نقل. مصرحا او ظاهرا او مجملا وفي الاخير الاختلاف نقل يعني ان ما كان من الاسباب فهو على الاقسام الثلاثة التي ذكرناها اما ان يكون صريحا واما ان يكون ظاهرا واما ان يكون مجملا. والاولان من جملة المسند باتفاق اهل العلم لكن الثالث هو الذي وقع فيه الخلاف واما النوع الثالث من الانواع الاربعة التي تقدمت وهو ما يكون اللفظ فيه محتملا محتملا لامرين اما لكونه مشتركا باللغة او متواطئا في الاصل والمراد بالمشترك ما اتحد لفظه وتعدد معناه ما اتحد لفظه وتعدد معناه كالعين يراد بها الة البصر والذات والنقد فكل هؤلاء يسمى عينا والمتواطئ هو اللفظ الدال على معنى كلي في افراده هو الدال على معنى كلي في افراده على قدر متوافق بينهم على قدر متوافق بينهم هو اللفظ الدال على معنى كلي في افراده على قدر متوافق بينهم ككلمة انسان فان هذه الكلمة تتناول افرادا متعددة كزيد وعمرو وحسن ومعنى الانسانية معنى كلي موجود في كل فرد من تلك الافراد على حد متوافق بينهم جميعا فما كان من المشترك وصح حمله على معانيه جاز ان تفسر الاية بهذه المعاني كلها. فما اكان مشتركا وجاز حمله على معانيه جاز ان تفسر الاية بهذه المعاني كلها واما اللفظ المتواطئ فانه يبقى على عمومه ما لم يخصصه موجب. واما اللفظ المتواطئ فانه يبقى على عمومه ما لم يخصصه موجب واما الرابع وهو ان يعبروا عن الالفاظ بمعاني متقاربة لا مترادفة فان الترادف في اللغة قليل وهو في الفاظ القرآن اما نادر او معدوم وتوسيع القول بالترادف يذهب جمال اللغة ويطفئ اسرارها والمختار عند اهل المعرفة باللسان ان كل لفظة عبر بها عن ذاك ففيها معنى زائد عن غيره ولا سيما في الصفات فاذا عبر عن ذات واحدة بكلمة ثم عبر عنها باخرى ثم عبر عنها بثالثة فان كل كلمة من الكلمات المعبر بها عن تلك الذات في اللسان العربي تحمل معنى غير المعنى الذي يكون في غيرها فمثلا اذا قيل في وصف السيف هو مهند صارم حسام فان هذه الالفاظ كلها تشترك في الدلالة على ذات واحدة هي الة السيف المعروفة ثم ان الاسم الاول وهو المهند دال على معنى والاسم الثاني وهو الصارم دال على معنى اخر. ثم الاسم الثالث الحسام دال على معنى ثالث سوى المعنيين المتقدمين فاذا قيل في السيف هو مهند دل ذلك على نسبته الى الهند لمدح السيف الهندي فان اهل الهند شهروا بحذقهم في صناعة السيوف واذا قيل فيه صارم فهو اشارة الى صفة من صفاته وهي صفة الصرم اي القطع واذا قيل في السيف هو حسام فاشير بذلك الى معنى اخر وهو معنى الحسم وامضاء الامر ولاجل هذا فان سعة النظر في العربية بالاطلاع على معانيها توقف عبد على سعة المعاني في الكتاب والسنة وقلة المعرفة بالعربية تورث الناظر في الكتاب والسنة ضيقا في فهم معانيها تبعا لضيق معرفته بالعربية. واعتبر هذا في تفسير كثير من المتكلمين في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم ولا تناجشوا بالمعاملة المعروفة عند الفقهاء في البيوع. وهي ان يزيد في السلعة من لا يريد شراء طه ابتغاء تحصيل قيمة اكثر تحصيل ثمن اكثر للمبيع فان هذا المعنى الذي يذكره من يذكره من شراح الحديث هو بعض حقيقة النجش التي ارادها النبي صلى الله عليه وسلم لان اصل النجش في لسان العرب هي اثارة الشيء بمكن وحيدة وخداع فنهيه صلى الله عليه وسلم عن النج ليس نهيا عن الفرض الواحد المذكور عند الفقهاء. بل نهي عن التوصل الى اشياء كلها بحيلة وخداع ومكر فمن ضاقت معرفته بالعربية ضاق ادراكه لمعاني الكتاب والسنة ومن اتسع علمه بالعربية اتسع فهمه للكتاب والسنة ولاجل هذا بالغ الشاطبي رحمه الله تعالى وحق له اذ قرر في كتاب الموافقات ان الة الاجتهاد لا يتمكن من جمعها الا من احرز الا من احرز اصلا عظيما في معرفة العربية يضارع حال الخليل ابن احمد وسيبويه وقد يكون في كلامه الذي قرره قرره نوع مبالغة لكن الحق ما ذكر ابو محمد ابن حزم اذ قال كيف يؤمن على الشرع من لا يؤمن على اللسان يعني من قلت معرفته باللسان العربي كيف تكون له معرفة بمعاني الشرع؟ ومن جملة ذلك ما ذكره المصنف هنا من غلط من تكلم في معاني القرآن من اهل العربية فجعل بعض الحروف مقام بعض لانه اعمل هنا الاصل الكلي المعروف بالترادف فطرد الترادف حتى في الحروف وجعل كل حرف بمنزلة النائب عن غيره في المعاني والتحقيق هو مذهب البصريين الذين ذكروا التضمين والمراد بالتظمين ان تكون الكلمة دلت على معنى وضمنت معنى اخر اشربت اياه ان تكون الكلمة دلت على معنى واشربت معنى اخر وضمنت معنى اخر اشربت اياه ففيها زيادة عن المعنى الاول كما مثل رحمه الله تعالى فيما ذكر من الامثلة ولاجل الوقوف على المعنى التام في الاية فانه لا غنى عن مطالعة كلام السلف وهذا وجه قول المصنف وجمع عبارات السلف في مثل هذا نافع جدا لان مجموع عباراتهم ادل على المجموع من عبارة او عبارتين انتهى كلامه فمنشأ العناية بجمع كلام السلف رحمهم الله تعالى فهو تقرير ان الجاري بينهم من الاختلاف هو اختلاف تنوع فتكون المعاني التي يذكرونها كلها صحيحة لكنها تحتاج الى تأليف بينها ورد الى اصل جامع يرجع الى الصنفين المتقدمين من اختلاف التنوع فاما ان يكون من هذا واما ان يكون من ذلك. وقد عظم الفقهاء رحمهم الله تعالى الجمع بين دلالات النصوص الواردة في المسائل وشهرت عندهم قواعد كثيرة تتعلق بهذا كقولهم في قواعد الفقه اعمال الكلام كله اولى من اعمال بعضه واهمال بعضهم وقولهم في اصول الفقه الواجب تقديم الجمع بين النصوص على الترجيح والنسخ كما قال في المراقي واجب متى ما امكن فاذا كان هذا اصلا مطردا عند من ادرك حقائق الادلة في باب الاحكام الفقهية فكذلك وهو اصل عظيم في فهم كلام الله عز وجل بما اخبر عنه السلف فاذا رأيت كلاما للسلف في تفسير اية فاجهد في جمعه والتأليف بينه لتطلع على المعنى الكلي. فان كل واحد من السلف اخبر بشيء يرجع الى المعنى الكلي بطريق من الطرق التي ذكرنا في اختلافهم في التنوع. فاذا اردت ان تستبين معنى الاية ان تستبين معنى الاية كله فاجمع كلامهم كله ثم الف بينهم والناس يخطئون في هذا الباب من احدى جهتين اولاهما ترك النظر في كلام السلف فتجد لهم ولعا بمطالعة التفاسير المتأخرة المجردة من كلام السلف كتفسير الجلالين او البيضاوي او ابي السعود او غيرها من تفاسير المتأخرين والثانية من له نظر في تفاسير السلف المنقولة في التفاسير المتقدمة كتفسير ابن جرير الطبري وتفسير ابن ابي حاتم لكن ليست له عناية بهذا المأخذ الشريف وهو العناية بالتأليف بين اقوال السلف ومن احسن الكتب كتاب المتأخرة كتاب زاد المسير لابي الفرج بن جوزي فانه يجتهد في جمع كلام السلف. لكنه ينقص من كونه لم يجتهد في التأليف بين كلامهم كما سيذكره المصنف فلو ان احدا عمد الى كتاب زاد المسير فقصد الى توثيق المنقول فيه عن السلف ثم اجتهد في الجمع بين اقوالهم لكان هذا التفسير من احسن التفاسير وغالب مأخذ ابي العباس ابن تيمية في نقل كلام السلف في التفسير هو من كتاب زاد المسير يعرف ذلك من مازجت روحه كلام ابي العباس ابن تيمية الحفيد. فانه ينقل كلام السلف في التفسير معولا على زاد المسير مع انه رحمه الله تعالى له اجتهاد في تجريد كتاب تجريد كلام السلف في التفسير فانه ذكر في موضع له مثبت في مجموع الفتاوى انه جرد كلام السلف كله المنقول في مائة تفسير فجمع رحمه الله تعالى تفسيره المجرد الذي اختصر فيه على كلام السلف ثم اراد ان يكتب بعد ذلك تفسيرا يتكلم فيه بالاستنباط والاستدلال. لكن لم يكن له الثاني اما الاول فانه ذكر انه كمل له وانه جرده من مئة تفسير من التفاسير المتقدمة كتفسير عبد ابن حميد وابن المنذر وابن جرير وابن ابي حاتم وغيرهم لكن هذا الكتاب الذي جرده ابو العباس ابن تيمية الحفيد لم يوجد ويقوم مقامه كتاب الدر المنثور. للسيوطي رحمه الله تعالى فانه ايضا كتاب نافع في جمع السلف رحمهم الله تعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومع هذا فلابد من اختلاف محقق بينهم كما يوجد مثل ذلك في الاحكام. ونحن نعلم ان عامة كما يضطر اليه عموم الناس من الاختلاف معلوم بل متواتر عند العامة او الخاصة كما في عدد الصلوات ومقادير ركوعها متواتر بل متواتر عند العامة او الخاصة كما في عدد من الصلوات ومقادير ركوعها ومواقيتها وفرائض الزكاة ونصبها وتعين شهر رمضان والطواف والوقوف ورمي الجمار والمواقيت وغير ذلك ثمان اختلاف الصحابة به ثمان اختلاف الصحابة في الجد والاخوة وفي وفي المشركة ونحو ذلك لا يوجب ريب في جمهور مسائل الفرائض بل مما يحتاج اليه عامة الناس وهو عمود النسب من الاباء والابناء والكلالة من الاخوة والاخوات ومن كالازواج فان الله انزل في الفرائض ثلاث ايات منفصلة ذكر في الاولى الاصول والفروع وذكر في الثانية الحاشية التي ترث بالفرظ كالزوجين وولد الام. وفي الثالثة الحاشية الوارثة بالتعصيب. وهم الاخوة لابوين او لاب. واجتماع الجد والاخوة نادر ولهذا لم يقع في الاسلام الا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. والاختلاف قد يكون لخفاء الدليل والذهول عنه. وقد يكون لعدم وقد يكون للغلط في فهم النص وقد يكون الاعتقاد معارض راجح. فالمقصود فالمقصود هنا التعريف بمجمل الامر دون تفصيل دون تفاصيله لما حقق المصنف رحمه الله فيما سلف وجود اختلاف التنوع بين السلف في التفسير ذكر ان الاختلاف الواقع بينهم على وجه التضاد محقق ايضا كما يوجد في الاحكام فالسلف قد اختلفوا في التفسير اختلاف تنوع وهذا هو الاكثر واختلفوا فيه اختلافات ضاد وهذا قليل واختلافهم فيه نظير اختلافهم في باب الاحكام فانهم اختلفوا في باب الاحكام اختلاف كضاد فمنهم من يرى الحكم على شيء بانه محرم ويقابله غيره فيرى ان الحكم عليه هو الجواز ثم نبه المصنف في اخر كلامه الى منشأ الاختلاف فقال والاختلاف قد يكون من خفاء الدليل والذهول عنه وقد يكون لعدم سماعه وقد يكون للغلط في فهم النص وقد يكون لاعتقاد معارض راجح وهذا طرف مما يتصل بمعرفة اسباب الاختلاف الواقعة قدرا مما اوجب اختلاف العلماء رحمهم الله في اقوالهم وللمصنف رسالة نافعة اسمها رفع الملام عن الائمة الاعلام بسط فيها العبارة فيما يتعلق في هذا المقام. وابان عن الاعذار التي انتجت خلاف بين علماء الاسلام احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل في نوع في نوعي الاختلاف بالتفسير المستند الى النقل والى طريق الاستدلال. الاختلاف في التفسير على نوعين منهما مستنده النقل فقط ومنه ما يعلم بغير ذلك. اذ العلم اما نقل مصدق واما استدلال محقق. والمنقول اما عن واما عن غير المعصوم والمقصود بان جنس المنقول سواء كان عن المعصوم او غير المعصوم. وهذا هو النوع الاول. فمنه ما يمكن معرفة الصحيح منه والضعيف ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك ذلك فيه وهذا القسم الثاني من المنقول وهو ما لا طريق لنا الى الجزم بالصدق منه. عامته مما لا فائدة فيه. والكلام فيه من فضول الكلام. واما ما يحتاج المسلمون الى معرفته فان الله فان الله تعالى نصب على الحق فيه دليلا فمثال ما لا يفيد ولا دليل على الصحيح منه اختلافهم في لون كلب اصحاب الكهف وفي البعض الذي ضرب به قتيل موسى من البقرة وفي مقدار سفينة نوح وما كان خشبها وفي اسم الغلام الذي قتله الخضر ونحو ذلك. فهذه الامور طريق العلم طريق طريق العلم بها النقل فما كان من هذا منقولا نقلا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم كاسم صاحب موسى انه الخضر فهذا معلوم وما لم يكن كذلك بل مما يؤخذ عن اهل الكتاب كالمنقول عن كعب ووهب ومحمد ابن اسحاق وغيرهم ممن يأخذ عن اهل الكتاب فهذا لا يجوز تصديقه ولا تكذيبه الا بحجة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا حدثكم اهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فاما ان يحدثوكم بحق فتكذبوه واما ان يحدثوكم بباطل فتصدقوه وكذلك ما نقل عن بعظ التابعين وان لم يذكر انه اخذه عن اهل الكتاب فمتى اختلف التابعون لم يكن بعظ اقوالهم حجة على بعظ؟ وما نقل في ذلك عن بعض الصحابة نقلا صحيحا فالنفس اليه اسكن مما نقل عن بعض التابعين لان احتمال ان يكون سميعه من النبي صلى الله عليه وسلم او من بعض من سمعه منه اقوى ولان نقل الصحابة عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين ومع دزن الصاحب ما يقوله كيف يقال انه اخذه عن اهل الكتاب وقد نهوا عن تصديقهم والمقصود ان مثل هذا الاختلاف الذي لا يعلم صحيحه ولا تفيد حكاية الاقوال فيه. هو كالمعرفة لما يروى من الحديث الذي لا دليل على صحته ذلك واما القسم الاول الذي يمكن معرفة الصحيح منه فهذا موجود فيما يحتاج اليه ولله الحمد. فكثيرا ما يوجد في التفسير والحديث غازي امور منقولة عن نبينا صلى الله عليه وسلم وغيره من الانبياء صلوات الله عليهم وسلامه والنقل الصحيح يدفع ذلك بل هذا موجود فيما مستنده النقل وفيما قد يعرف بامور اخرى غير النقل. فالمقصود ان المنقولات التي يحتاج اليها في الدين قد نصب الله ادلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره ومعلوم ان المنقولة في التفسير اكثره كالمنقول في المغازي والملاحم. ولهذا قال الامام احمد ثلاثة امور ليس لها اسناد. التفسير والملاحم والمغازي ويروى ليس لها اصل اي اسناد لان الغالب عليها المراسيل مثل ما يذكره عروة ابن الزبير والشعبي والزهري وموسى ابن عقبة وابن اسحاق ومن بعدهم كيحيى ابن سعيد الاموي والوليد ابن مسلم والواقدي والواقدي ونحوهم في المغازي فان اعلم الناس بالمغازي اهل المدينة ثم اهل الشام ثم اهل العراق فاهل المدينة اعلم بها لانها كانت عندهم. واهل الشام كانوا اهل غزو وجهاد فكان لهم من العلم بالجهاد والسير ما ليس لغيرهم. ولهذا عظم الناس كتاب ابي اسحاق الفزاري الذي صنفه في ذلك. وجعلوا الاوزاعي اعلم بهذا الباب من غيره من علماء الانصار وجعلوا الاوزاعي اعلم بهذا الباب من غيره من علماء الانصار. واما التفسير فان اعلم الناس اهل مكة لانهم اصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء ابن ابي رباح وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم من اصحاب ابن عباس كطاووس وابي الشعثاء وسعيد بن جبير وامثالهم وكذلك اهل الكوفة من اصحاب عبدالله ابن مسعود ومن ومن ذلك ما تميزوا به ومن ذلك ما تميزوا به على غيرهم وعلماء اهل المدينة في التفسير مثل زيد ابن اسلم الذي اخذ عنه مالك التفسير واخذ هو عنه ايضا ابنه عبدالرحمن وعنه عبد الله ابن وهب والمراسل اذا تعددت طرقها وخلت عن المواطأة قصدا او اتفاقا بغير قصد كانت صحيحة قطعا فان النقل اما ان يكون صدقا مطابقا للخبر واما ان يكون كذبا تعمد صاحبه الكذب او اخطأ فيه فمتى سلم من الكذب والعمد؟ فمتى سلم من الكذب العمد والخطأ؟ كان صدقا بلا ريب. فاذا كان الحديث جاء من جهتين او جهات وقد علم ان المخبرين لم يتواطؤوا على اختلاف على اختلاقه وعلم ان مثل ذلك لا تقع الموافقة فيه اتفاقا بلا قصد علم انه مثل شخص يحدث عن واقعة جرت ويذكر تفاصيل ما فيها من الاقوال والافعال ويأتي شخص اخر قد علم انه لم يواطئ الاول فيذكر مثل ما ذكره الاول من تفاصيل الاقوال والافعال في علم قطعا ان تلك الواقعة حق في الجملة فانه لو كان كل منهما كذب بها عمدا او اخطأ لم يتفق في العادة ان يأتي كل منهما بتلك التفاصيل التي تمنع العادة اتفاق اتفاق الاثنين عليها بلا في احدهما لصاحبه فان الرجل قد يتفق ان ينضم بيتا وينضم الاخر مثله او يكذب كذبة ويكذب الاخر مثلها. اما اذا انشأ قصيدة طويلة ذات كفنون على قافية وروي فلم تجري العادة بان غيره ينشئ مثلها لفظا ومعنى مع الطول المفرط بل يعلم بالعادة انه انقذها منه وكذلك اذا حدث حديثا طويلا فيه فنون وحدث اخر بمثله فانه اما ان يكون وطأه عليه او اخذه منه او يكون الحديث صدقا. وبهذه الطريق يعلم صدق عامة ما تتعدد جهاته المختلفة. على هذا الوجه من المنقولات وان لم يكن احدهما كافيا اما لارساله واما لضعف ناقله. لكن مثل هذا لا تضبط به الالفاظ والدقائق التي لا تعلم بهذا الطريق. بل يحتاج وذلك الى طريق يثبت بها مثل تلك الالفاظ والدقائق ولهذا ثبتت غزوة بدر بالتواتر وانها قبل احد بل يعلم قطعا ان حمزة وعليا وابا عبيدة برزوا الى عتبة وشيبة والوليد ان عليا قتل الوليد وان حمزة قتل قرنه ثم يشك في قرنه هل هو عتبة ام شيبة؟ وهذا الاصل ينبغي ان يعرف فانه اصل نافع عنف الجسم في الجزم بكثير من المنقولات في الحديث والتفسير والمغازي. وما ينقل من اقوال الناس وافعالهم وغير ذلك. ولهذا اذا روي الحديث الذي يتأتى فيه ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجهين مع العلم بان احدهما لم يأخذه عن الاخر جزم بانه حق لا سيما اذا علم ان نقلته ليسوا ممن يتعمد الكذب وانما يخاف على احدهم النسيان والغلط فان من عرف الصحابة كابن مسعود وابي ابن كعب وابن عمر وجابر وابي سعيد وابي هريرة وغيرهم علم يقينا ان الواحد من هؤلاء لم يكن ممن يتعمد الكذب لم يكن ممن يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فضلا عن من هو فوقهم كما كما يعلم الرجل من حال من جربه قبره كما يعلم الرجل. كما يعلم الرجل من حال من جربه وخبره خبرة باطنة طويلة. انه ليس ممن يسرق اموال الناس اقطعوا الطريق ويشهدوا بالزور ونحو ذلك. وكذلك التابعون بالمدينة ومكة والشام والبصرة. فان من عرف مثل ابي صالح السمان والاعرج سليمان ابن يسار وزيد ابن وزيد ابن اسلم وامثالهم علم قطعا انهم لم يكونوا ممن يتعمدوا الكذب في الحديث. فضلا عن من هو فوقهم مثل محمد ابن من سيرين والقاصي بن محمد او سعيد بن المسيب او عبيدة السلماني او علقمة او الاسود او نحوهم وانما يخاف على الواحد من الغلط فان الغلط والنسيان كثيرا ما يعرض للانسان ومن الحفاظ من قد عرف الناس بعده عن ذلك جدا كما حال الشعبي والزهري وعروة وقتادة والثوري وامثالهم. لا سيما الزهرية في في زمانه. والثوري في زمانه فانه قد يقول القائل ان ابن ان ابن شهاب الزهري لا يعرف له غلط مع كثرة حديثه وسعة حفظه والمقصود ان الحديث الطويل اذا روي مثلا من وجهين مختلفين من غير مواطاة امتنع عليه ان يكون غلطا كما امتنع ان يكون كذبا فان الغلط الا يكون في قصة طويلة متنوعة وانما يكون في بعضها فاذا روى هذا قصة طويلة متنوعة ورواها الاخر مثلما رواها الاول من غير مواطاة امتنع الغلط في جميعها كما امتنع الكذب في جميعها من غير مواطئة ولهذا انما يقع في مثل ذلك غلط في بعض ما جرى في القصة مثل حديث اجتراء النبي صلى الله عليه وسلم البعير من جابر فان من تأمل طرقه علم قطعا ان الحديث صحيح وان كانوا قد اختلفوا في مقدار الثمن وقد بين ذلك البخاري في صحيحه فان جمهور ما في البخاري ومسلم مما يقطع بان النبي صلى الله عليه وسلم قاله لان غالبه من هذا النحو ولانه قد تلقاه اهل العلم بالقبول والتصديق والامة لا تجتمع على خطأ فلو كان الحديث كذبا في نفس الامر والامة مصدقة له او قابلة له لكانوا قد اجمعوا على تصديق ما هو في نفس الامر كذب وهذا اجماع على الخطأ وذلك ممتنع وان كنا نحن بدون بالاجماع نجوز الخطأ والكذب على الخبر. فهو كتجويزنا قبل ان نعلم الاجماع على العلم الذي ثبت بظاهر او قياس ظني ان يكون الحق ان يكون الحق في الباطن بخلاف ما اعتقدناه. فاذا اجمعوا على الحكم جزمنا بان الحكم ثابت باطلا وظاهرا لهذا كان جمهور اهل ولهذا كان جمهور اهل العلم من جميع الطوائف على ان خبر الواحد اذا تلقته الامة بالقبول تصديقا له او عملا به انه يوجب العلم وهذا هو الذي ذكره المصنفون في اصول الفقه من اصحاب ابي حنيفة ومالك والشافعي والشافعي واحمد الا فرقة قليلة من المتأخرين اتبعوا في ذلك طائفة من اهل الكلام انكروا ذلك. ولكن كثيرا من اهل الكلام او اكثر هم يوافقون الفقهاء واهل الحديث والسلف على ذلك. وهو قول اكثر الاشعرية كابي اسحاق وابي فورد وابني فورك واما ابن الباقلاني فهو الذي انكر ذلك وتبعه. واما ابن الفقلاني. واما ابن الباقلاني فهو الذي انكر ذلك. وتبعه مثل ابي وابو حامد وابن عقيل وابن الجوزي وابن الخطيب والامدي ونحو هؤلاء. والاول هو الذي ذكره الشيخ ابو حامد وابو الطيب وابو اسحاق وامثاله من ائمة الشافعية وهو الذي ذكره القاضي عبد الوهاب وامثاله من المالكية وهو الذي ذكره شمس الدين السرخسي من الحنفية وهو الذي ذكره ابو يعلى وابو الخطاب وابو الحسن ابن الزاغوني وامثالهم من الحنبلية. واذا كان الاجماع على تصديق الخبر للقطع به فالاعتبار في ذلك باجماع اهل العلم بالحديث. كما ان الاعتبار بالاجماع على الاحكام باجماع اهل العلم بالامر النهي والاباحة والمقصود والمقصود هنا ان تعدد الطرق مع عدم التشاعر او الاتفاق في العادة يوجب العلم بمضمون قولي لكن هذا ينتفع به كثيرا في علم احوال الناقلين وفي مثل هذا ينتفع برواية المجهول والسيء الحفظ. وبالحديث المرسل ونحو ذلك ولهذا كان اهل العلم يكتبون مثل هذه الاحاديث ويقولون انه يصلح للشواهد والاعتبار ما لا يصلح لغيره قال احمد قد اكتب حديث الرجل لاعتبره ومثل ذلك ومثل ذلك بعبدالله بن لهيعة قاضي مصر فانه كان من اكثر الناس ومن خيار الناس لكن بسبب احتراق كتبه وقع في حديثه المتأخر غلط فصار يعتبر بذلك ويستشهد به وكثيرا ما يقترن هو والليث ابن سعد والليث حجة سبت امام وكما انهم يستشهدوا يستشهدون ويعتبرون بحديث الذي فيه سوء حفظ فانهم ايضا يضعفون من حديث الثقة الصدوق الضابط اشياء تبين لهم. غلطه فيها بامور يستدلون بها. ويسمون هذا علم للحديث وهو من اشرف علومهم بحيث يكون الحديث قد رواه ثقة ضابط وغلط فيه وغلطه فيه عرف اما بسبب ظاهر كما عرفوا ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال وانه صلى في البيت ركعتين وجعلوا رواية ابن عباس لتزوجها حراما وكونه لم يصلي مما وقع فيه الغلط. وكذلك انه اعتمر اربع عمر وعلموا ان قول ابن عمر انه اعتمر في رجب مما وقع فيه الغلط وعلموا انه تمتع هو وهو امن في حجة الوداع وان قول عثمان لعلي كنا يومئذ خائفين مما وقع فيه الغلط وان ما وقع فيه بعض وان ما وقع في بعض طرق للبخاري ان النار لا حتى ينشئ الله لها خلقا اخر مما وقع فيه الغلط. وهذا كثير. والناس في هذا الباب طرفان. طرف من اهل الكلام نحوهم ممن هو بعيد عن معرفة الحديث واهله لا يميز بين الصحيح والضعيف فيشك في صحة احاديث او او في القطع بها مع كونها معلومة مقطوعا بها عند اهل العلم به وطرف ممن يدعي اتباع الحديث والعمل به كلما وجد لفظا في حديث قد رواه ثقة او رأى حديثا باسناد ظاهره الصحة يريد ان يجعل ذلك من جنس من جنس ما جزم اهل العلم بصحته حتى اذا عارض الصحيح المعروف اخذ يتكلف له التأويلات الباردة او يجعله دليلا في مسائل العلم مع ان اهل العلم بالحديث يعرفون ان مثل هذا غلط وكما ان على الحديث ادلة يعلم بها انه صدق وقد يقطع بذلك فعليه ادلة يعلم بها انه كذب ويقطع بذلك مثل ما يقطع بكذب ما ما يرويه الوضاعون من اهل البدع والغلو في الفضائل مثل مثل حديث يوم عاشوراء وامثاله مما فيه ان من صلى ركعتين كان له كاجر كذا وكذا نبيا وفي التفسير من هذه الموضوعات قطعة كبيرة مثل الحديث الذي يرويه الثعلبي والواحدي والزمخشري في فضائل سور القرآن سورة سورة انه موضوع باتفاق اهل العلم والثعلبي هو في نفسه كان فيه خير ودين ولكنه كان حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع والواحدي صاحبه كان ابصر منه بالعربية لكن هو ابعد عن السلامة واتباع السلف والبغوي تفسيره مختصر عن الثعلب لكن انه صان تفسيره عن الاحاديث الموضوعة والاراء المبتدعة والموضوعات في كتب التفسير كثيرة منها الاحاديث الكثيرة الصريحة في الجهر بالبسملة وحديث علي الطويل في تصدقه بخاتمه في الصلاة فانه موضوع باتفاق اهل العلم ومثل ما روي في قوله ولكل قوم هاد انه علي وتعيها اذن واعية اذنك يا علي بعد ان بين المصنف رحمه الله جريان الاختلاف بين السلف في التفسير. وان عامته اختلاف تنوع وذكر انواعه عقد هنا فصلا رام فيه الايقاف على اسباب الاختلاف في التفسير والكشف عن مثاره ومنشأه ورده الى نوعين من الاسباب نشأت منهما ظاهرة الاختلاف في التفسير فالاول اسباب تتعلق بالنقل وهي المستندة الى الرواية والاثر اسباب تتعلق بالنقل وهي المستندة الى الرواية والاثر والثاني اسباب تتعلق بالاستدلال اسباب تتعلق بالاستدلال وهي المستندة الى الدراية والنظر وهي المستندة الى الدراية والنظر والنقل باعتبار من يعزى اليه نوعان والنقل باعتبار من يعزى اليه نوعان احدهما النقل عن المعصوم وهو النبي صلى الله عليه وسلم والمقصود بالعصمة في هذا المحل عصمة خبره عن الله عز وجل فان التفسير خبر عن الله والاخر النقل عن غير المعصوم النقل عن غير المعصوم وهو كل من سوى النبي صلى الله عليه وسلم كما ان النقل باعتبار امكان ثبوته ينقسم الى نوعين كما ان النقل باعتبار ثبوته ينقسم الى نوعين احدهما ما تمكن معرفة الصحيح منه والضعيف ما تمكن معرفة الصحيح منه والضعيف والاخر ما لا تمكن معرفة ذلك فيه ما لا تمكن معرفة ذلك فيه وهذا القسم الثاني عامته لا فائدة منه وهو من فضول الكلام واكثر ما فيه مأخوذ عن اهل الكتاب والاصل في اخبارهم عن كتبهم ما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم. وقولوا امنا بالله وما انزل الينا الى اخر الاية اما اللفظ الذي ذكره المصنف وعزاه الى الصحيح فقال ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا حدث لكم اهل الكتاب فلا تصدقوهم الى اخره. فهذا الحديث ليس في الصحيح بهذا اللفظ وانما رواه احمد عن جابر رضي الله عنه واسناده ضعيف وانما اللفظ الصحيح وهو ما قدمناه انفا من قوله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله الى تمام الاية ثم ذكر المصنف ان المنقولات في التفسير الغالب عليها المراسيل كالمغازي وانما كثر الارسال في بابي التفسير والمغازي لانهما من النقل العام وانما كثر الانسان في بابين التفسير والمغازي لانهما من النقل العام الذي لا الى نقل خاص واذا كان الامر عاما لم يحتج فيه الى نقل خاص فغلب في كلام السلف ارسال الاحاديث في التفسير والمغازي بناء على اصل علمهما وهو كونهما من النقل العام الذي لا يختص بشيء معين وهذه قاعدة جليلة في معرفة مراتب المنقولات في ابواب التفسير في بابي التفسير والمغازي فان من الناس من صار يرد المذكور فيهما تحت دعوة كونه مرسلا ولم يعقل كون هذا الباب وذاك مما جرى فيه عرف اهل العلم في الاكتفاء بالمرسل لانه من جنس النقل العام والنقل العام المستفيظ لا يحرج الى نقل خاص مثلا كان قريبا من علماء المدينة رجل اسمه الشيخ حماد الانصاري. وربما يكون اكثركم يعلمون به لكن هذا الذي يعلم به منكم هل حدثه رجل عن الشيخ حماد؟ فاتصل علمه بواسطة رجل الى ذلك الشيخ ام انه اكتفى بالشهرة العامة لا ريب انه اكتفى بالشهرة العامة وقس على هذا ذكر معركة قريبة من المعارك التي جرت في بلاد المسلمين بين المسلمين والكفار فانك لا تجد واحدا حتى من تلك البلاد التي كانت فيها المعركة يخبرك بان فلانا اخبره عن فلان بان فلانا كان في المعركة وحدث عن المعركة واحوالها ولكن الناس يكتفون فيها بالنقل العام لشيوعها وظهورها. وكذلك القول في بابي التفسير والمغازي فشهر فيها الارسال للاكتفاء بالنقل العام عن النقل الخاص. فتجد ان قتادة او مجاهدا او عكرمة يذكر كلاما في التفسير يخبر به عن شيء كان في عهد النبوة والرسالة. لكنه لا يسنده عن احد من الصحابة كابن عمر او عائشة او لابن عباس من الشيوخ الذين ادركوهم اكتفاء بكونه من باب النقل العام الذي لا يحوج الى نقل خاص وهذا كثير في الدين فانه يوجد من احكام الدين ما جرى فيه النقل العام واستغني به عن النقل الخاص كما ذكرت لكم غير مرة ان خطبتي العيد ليس فيهما شيء مسند صحيح وامثل ما فيها موصل عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى احد التابعين لكن الامة قاطبة لم تزل قرنا بعد قرن على جعل الخطبة للعيد قطبتين ولم يحدث الخطبة للعيد واحدة الا في السنوات الاخيرة فمثل هذا جرى فيه النقل العام مغنيا عن النقل الخاص. ثم ذكر المصنف رحمه الله مراتب الناس في العلوم ومن جملة ذلك مراتبهم في علم التفسير. فبين ان اعلم الناس بالتفسير في الصدر الاول هم اهل حجاز مكة والمدينة فاهل مكة اصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء وطاووس وعكرمة وغيرهم واهل المدينة هم اهل الدار الذين نزل فيها كثير من القرآن وفيهم نشأ الاسلام ومن علمائهم زيد ابن اسلم وعامة علمه عن ابن عمر وابي هريرة وابيه وعطاء ابن يسار وعنه اخذ ابنه عبدالرحمن وعن عبدالرحمن اخذ عبد الله ابن وهب المصري. وكذلك اهل الكوفة من اصحاب ابن مسعود رضي الله عنه كعلقمة والاسود وابي وائل وعبد الرحمن ابن وعبد الرحمن ابن يزيد ثم ذكر المصنف قاعدة شريفة في تقوية المراسيل في التفسير وغيره اذا اقترنت بامور متى وجدت ادخلت تلك المراسيل في جملة الخبر الثابت وتلك الامور ثلاثة اولها تعدد المراسيل وكثرتها تعدد المراسيل وكثرتها فتكون اثنين فاكثر والثاني تباين مخارجها تباين مخارجها بحيث يغلب على الظن ان المخبر ليس واحدا فيكون احدها مدنيا والاخر شاميا والثالث كوفيا وهكذا والثالث وجود معنى كلي يجمع بينها وجود معنى كلي يجمع بينها وتتلاقى فيه فمتى وجدت هذه الامور الثلاثة تقوت المراسيل وادخلت في جملة الثابت والثابت حينئذ هو المعنى الكلي. فهو المحكوم بثبوته دون تفاصيل الدقائق وبهذا الطريق يعلم صدق عامة ما تتعدد جهاته المختلفة على هذا الوجه من المنقولات كما قال المصنف لكن لا تضبط به الالفاظ والدقائق فمثلا من المقطوع ان مجموع المراسيل فيفتح مكة يدل على جمل من الامور منها وقوع فتح مكة في تلك السنة ومنها وقوع مقتلة في احدى النواحي وهي في سرية خالد بن الوليد رضي الله عنه الى اخر تلك الاخبار لكن تفاصيل ما وقع يعوز الى نقل اخر خاص غير هذه المراسيم. فاذا اريد اثبات خبر مفصل في تلك الواقعة احتاج الى دليل خاص ولم يكتفى بالمرسل وانما يكتفى بالمرسل في اثبات الخبر الكلي العام. وهذا الاصل كما قال المصنف ينبغي ان يعرف فانه اصل نافع في الجزم بكثير من المنقولات في التفسير والحديث غازي فاثبات شيء من قول من هذا الطريق وهو المعنى العام هي طريقة المحققين من اهل العلم وما الت اليه حال بعض المشتغلين بالحديث الى التشدد في نقل الاخبار واعواز كل مستفيض مشهور الى نقل خاص هو خلاف جادة اهل الحديث مما جعل كثيرا من المعاصرين يضعف جملا من القصص المشهورة المستفيضة الطلقاء في فتح مكة وخبر خالد ابن عبد الله القسري في قتل الجعد ابن درهم وخبر تحريق طارق بن زياد للسفن واشباه هذه الاخبار التي لم يزل اهل العلم على تلقيها دون انكار جريا على الاخذ بهذا الاصل العام من الاكتفاء في الاخبار المستفيضة بالنقل العام المغني عن النقل الخاص وتعدد الطرق مع تباين المخارج مما يقوى به الخبر. ولا سيما اذا غلب على الظن ان المخبرين لا يتعمدون الكذب. وانما يخشى من النسيان والخطأ وجمهور ما في البخاري ومسلم كما ذكر المصنف مما يقطع ان النبي صلى الله عليه وسلم قاله لان طالبه من هذا الضرب. فاخبر عنه رواة لا يتعمدون الكذب. وانما قد يقع منهم خطأ والنسيان وتلقاه اهل العلم بالقبول والتصديق وسرى ذلك في الامة فاطبقت عليه والامة لا تجتمع وعلى خطأ ثم قال المصنف ولهذا كان جمهور اهل العلم من جميع الطوائف على ان خبر الواحد اي الاحاد اذا تلقته الامة بالقبول تصفيقا له او عملا به انه يوجب العلم لان من اهل العلم من المتكلمة من قال انه لا يوجب ذلك فالصحيح ان خبر الاحاد اذا احتفت به قرينة من القرائن المؤكدة له افاد العلم ومن جملة القرائن تلقي الامة له بالقبول تصديقا له او عملا به كما قال المصنف فالعمل يقع موقع التصديق له وهذا واقع في بعض الامور التي نقلت في الامة وجرى العمل فيقطع بان الخبر الذي تلقته الامة في ذلك خبر صحيح كمرشدي سعيد الذي تقدم ذكره في خطبتي العيد فان هذا الامر استفاض في الامة في كلام الفقهاء وعمل الامة شرقا وغربا قرنا بعد قرن ولم يحدث خلافه الا في هذا العصر فان من المقطوع حينئذ ثبوته لانه خبر تلقي بالقبول من الامة وجرى عليه العمل ومن لا يظن ان هذا يوجد فانه لا يعرف دين الله عز وجل ومن لطائف المنقول عن محمد انور شاه الكشميري احد علماء الحديث في البلاد الهندية في القرن الماضي قوله ان الاسناد انما جعل لان لا يدخل في الدين ما ليس منه لا ليخرج من الدين ما هو منه ان الاسناد انما جعل لئلا يدخل في الدين ما ليس منه لا ليخرج من الدين ما هو منه. منبها الى ان من الدين ما نقل نقلا مستفيضا قد لا تصحبه الاسانيد ومن جملة ذلك ما تقدم من خطبتي العيد ونظيره ايظا ما نقله الترمذي في جامعه عن الصحابة والتابعين من التوسعة في موضع اليدين على في موضع اليدين حال القيام في الصلاة فانه نقل عنهم التوسعة في ذلك. فان شاء جعلها المصلين على صدره وان شاء جعلها على سرته وان شاء جعلها فوق ذلك. واذا تتبعت كتب الحديث الموجودة بايدي الناس فانك لن تجد باسناد صحيح خبرا ثابتا عن احد من الصحابة في هذه المسألة لكن هذا كان علما مستفيظا لم يحتاجوا فيه الى نقل خاص. لان الصلاة امرها مشهور وهم يجتمعون عليها خمس مرات في اليوم والليلة. فصار من الدين الظاهر الذي لا يحوج الى نقل خاص. فاستفاض عندهم ان مذهب الصحابة والتابعين رحمهم الله تعالى ورضي عنهم هو التوسعة في ذلك. والمقصود كما ذكر المصنف ان تعدد الطرق مع عدم التشاعر او الاتفاق في العادة يوجب العلم بمضمون المنقول والمراد بقوله مع عدم التشاعر اي شعور بعضهم ببعض واطلاعه على قوله وتصحفت هذه اللفظة في النسخ المنشورة الى التشاور والذي في النسخة الخطية مع عدم التشاعر اي شعور بعضهم ببعض وهذا هو المعروف بكلام اهل العلم في هذا المحل ونبه المصنف الى انه في مثل هذا ينتفع برواية المجهول وسيء الحفظ والمرسل لان بعضها يقوي بعضا وعلى هذا جرى عمل اهل الحديث رحمهم الله. فانهم يشهدون ويعتبرون بالحديث الذي في راويه سوء حفظ ويقوون بعضه ببعض وكذلك هم يضعفون من حديث الثقة الصدوق ما تبين انه غلط فيه فاهل الحديث من النقاد الجهابدة يقولون ان الاصل في خبر الضعيف ضعفه وقد يصح والاصل في خبل الثقة قبوله وقد يرد لا كما عليه بعض الناس اليوم من ان كل ما جاء عن ضعيف ولو تعددت طرقه لا يتقوى وان كل ما جاء عن ثقة فهو صحيح وان كانت له علة ولهذا ذكر المصنف ان الناس في هذا الباب طرفان ووسط فطرف من اهل الكلام ونحوهم ممن هو بعيد عن معرفة الحديث يشك في صحة احاديث او في القطع بها مع كونها معلومة مقطوعة. كفق موسى عليه الصلاة والسلام لعين ملك الموت ويقابل هؤلاء قوم كلما وجدوا لفظا في حديث رواه ثقة باسناد ظاهره الصحة لزموا صحته وقد يكون غلطا ولهذا كان من اشرف علوم المحدثين علم علل الحديث. لان علم علل الحديث في الاصل موضوع وادخال حديث غيرهم فيه جاء على جهة التبع. وكما ذكر المصنف كما ان على الحديث ادلة يعلم بها انه صدق وقد يقطع به فعليه ادلة يعلم انه انه كذب ويقطع بكذبه والمصنف رحمه الله له كلام نافع في علامات الحديث الموضوع تعرف من قبل متنه. ذكره في منهاج السنة النبوية. ثم ذكر جملة منه ملخصا له تلميذه ابن القيم في المنار المنيف وكلامهما في الموظعين المذكورين من احسن كلام الاوائل في معرفة طرائق الحكم على المتون من قبل الفاظها دون نظر الى اسانيدها ومثل هذا يحتاج الى الة عظيمة في معرفة الشريعة ولا يمكن لكل احد ولو كان ممن يشتغل بالحديث مدة مديدة فربما اشتغل الانسان بالحديث مدة مديدة ولم تكن له معرفة ببقية العلوم ذات الصلة بعلوم الشريعة كالتفسير والاعتقاد والفقه وربما صحح شيئا بالنظر الى اسناده دون اعتبار لما ينطوي عليه معناه من مخالفة لامور مقررة في الشرع تقريرا ظاهرا بينا مستفيظا وللجهاد فان نقد المتون اشرف من نقد الاسانيد لانه يحتاج الى علم بالحديث وغيره. اما نقد الاسانيد فالته علم الحديث. اما نقد المتون فانه يحوج ناقده الى علوم اخرى من جملتها علم اللغة فظلا عن ما هو اعلى منه كعلم الاعتقاد او او الفقه والاحكام او تفسير كتاب الله سبحانه وتعالى وتقدم ان ذكرت لكم ما انشده ما انشده الزبيدي في الفية السنن اذ قال فان انواع العلوم تختلط وبعضها بشرط بعض مرتبط. اي ان علوم الشريعة يؤسس بعضها على بعض مع اتصال قوي بينها. ثم ذكر المصنف ان الموضوعات في كتب التفسير كثيرة ومثل لها باحاديث في قوله منها الاحاديث الكثيرة الصريحة في الجهل بالبسملة الى اخره وبه تعلم الحاجة الى رعاية الاخبار في التفسير من جهة انه لا يتشدد في نقدها. ثم يتفطن الى ما دس في التفسير من الاحاديث الموضوعات والاخبار الاسرائيليات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل في النوع الثاني الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال واما النوع الثاني من مستندي الاختلاف وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل فهذا اكثر ما فيه الخطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة وتابعيهم باحسان فان التفاسير التي يذكر فيها كلام هؤلاء صرفا لا يكاد يوجد فيها شيء من هاتين الجهتين مثل تفسير عبد الرزاق ووكيع وعبد ابن حميد وعبدالرحمن ابن ابراهيم دحيم. ومثل تفسير الامام احمد واسحاق ابن راهوية. وبقي ابن وابي بكر ابن المنذر وسفيان ابن عيينة وسنيد وابن جرير وابن ابي حاتم وابي سعيد الاشج. وابي عبدالله ابن ماجة وابن وابني مردويه احداهما قوم اعتقدوا معاني ثم ارادوا حمل الفاظ القرآن عليها. والثاني قوم فسروا القرآن بمجرد ما ان يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر الى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به. فالاول نراع المعنى الذي رأوه من غير نظر الى ما تستحقه الفاظ القرآن من الدلالة والبيان. والاخرون راعوا مجرد اللفظ وما يجوز عندهم ان يريد به العربي من غير نظر الى ما يصلح للمتكلم به وسياق الكلام. ثم هؤلاء كثيرا ما ما يغلطون في احتمال اللفظ. لذلك المعنى في اللغة كما يغلط في ذلك الذين قبلهم كما ان الاولين كثيرا ما يغلطون في صحة المعنى على الذي فسروا به القرآن كما يغلط في ذلك الاخرون وان كان نظر الاولين الى المعنى اسبق ونظر الاخرين الى اللفظ اسبق. والاولون صنفان تارة يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه واريد به وتارة يحملونه على ما لم يدل عليه ولم يرد به. وفي كلا الامرين قد يكون ما قصدوا نفيه او اثباته من المعنى باطلا فيكون خطأه في الدليل والمدلول وقد يكون حقا فيكون خطأهم في الدليل لا في المدلول. وهذا كما انه وقع في تفسير القرآن فانه وقع ايضا في تفسير الحديث. فالذين اخطأوا في الدليل والمدلول مثل طوائف طوائف من اهل البدع اعتقدوا مذهبا يخالف الحق يخالف الحق الذي عليه يخالف الحق الذي عليه الامة الوسط الذين لا يجتمعون على ضلالة كسلف الامة وائمتها وعمدوا الى القرآن فتأولوه على ارائهم وتارة يستدلون بايات على مذهبهم ولا دلالة فيها وتارة يتأولون ما يخالف مذهبهم بما يحرفون به الكلمة عن مواضعه ومن هؤلاء فرق الخوارج والروافض والجهمية والمعتزلة والقدرية والمرجئة وغيرهم. وهذا كالمعتزلة مثلا فانه من اعظم الناس كلاما وقد صنفوا تفاسير على اصول مذهبهم مثل تفسير عبدالرحمن بن كيسان الاصم شيخ ابراهيم بن اسماعيل بن علية الذي كان يناظر الشافعي ومثل كتاب ابي علي الجبائي التفسير الكبير للقاضي عبدالجبار ابن احمد الهمداني والجامع لعلم القرآن لعلي ابن عيسى الرماني والكشاف لابي القاسم الزمخشري. فهؤلاء وامثالهم اعتقدوا مذهب المعتزلة واصول المعتزلة خمسة يسمونها هم التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وانفاذ الوعيد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنهي عن المنكر توحيدهم هو توحيد الجهمية الذي مضمونه نفل الصفات. وغير ذلك قالوا ان الله لا يرى. وان القرآن مخلوق. وانه تعالى ليس فوق العالم وانه لا يقوم به علم ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر ولا كلام ولا مشيئة ولا صفة من الصفات واما عدلهم فمن مضمونه ان الله لم يشأ جميع الكائنات ولا خلقها كلها ولا هو قادر عليها كلها بل عندهم افعال العباد لم يخلقها الله لا خيرها ولا شرها ولم يرد الا ما امر به شرعا وما سوى ذلك فانه يكون بغير مشيئته وقد وافقهم على ذلك متأخر الشيعة كالمفيد وابي جعفر الطوسي وامثالهما ولابي جعفر هذا تفسير على هذه الطريقة لكن يضم الى كذلك قول الامامية الاثني عشرية فان المعتزلة ليس فيه من يقول بذلك ولا من ينكر خلافة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي ومن اصول المعتزلة مع الخوارج انفاذ الوعيد في الاخرة. وان الله لا يقبل في اهل الكبائر شفاعة. ولا يخرج منهم احدا من النار ولا ريب انه قد رد عليهم طوائف من المرجئة والكرامية والكلابية واتباعهم فاحسنوا تارة واساءوا اخرى حتى صاروا في طرفي نقيض كما قد بسط في غير هذا الموضع والمقصود ان مثل هؤلاء اعتقدوا رأيا ثم حملوا الفاظ القرآن عليه. وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم باحسان. ولا من ائمة المسلمين لا في رأيهم ولا في تفسيرهم وما من تفسير من تفاسيرهم الباطلة الا وبطلانه يظهر من وجوه كثيرة وذلك من جهتين تارة من العلم بفساد قولهم وتارة من العلم بفساد ما فسروا به القرآن اما دليلا على قولهم او جوابا على المعارض لهم ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة فصيحا يدس البدع في كلامه. واكثر الناس لا يعلمونك صاحب الكشاف ونحوه. حتى انه يروج على خلق كثير ممن لا يعتقد الباطل من تفاسيرهم الباطلة ما شاء الله. وقد رأيت من العلماء المفسرين وغيرهم من يذكر في كتابه وكلامه من تفسيرهم ما يوافق اصولهم التي يعلم او يعتقد فسادها ولا يهتدي لذلك ثم انه بسبب تطرف هؤلاء وضلالهم دخلت الرافضة الامامية ثم الفلاسفة ثم القرامطة وغيرهم فيما هو ابلغ من ذلك وتفاقم امر في الفلاسفة والقرامطة والرافضة فانهم فسروا القرآن بانواع لا يقضي منها العالم العالم عجبا فتفسير الرافضة كقولهم تبت يدا ابي لهب وهما ابو بكر وعمر ولئن اشركت ليحبطن عملك اي بين ابي بكر وعمر وعلي في الخلافة ان الله يأوى قوله ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة. قالوا هي عائشة وقوله فقاتلوا ائمة الكفر طلحة والزبير ومرج البحرين علي وفاطمة واللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين وكل شيء احصيناه في امام مبين في علي ابن ابي طالب وعما يتساءلون عن النبأ العظيم علي ابن ابي طالب وانما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون هو علي. ويذكرون الحديث الموضوع باجماع اهل اهل العلم وهو تصدقه بخاتمه في الصلاة وكذلك قوله اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة نزلت في علي لما اصيب حمزة ومما يقارب هذا من بعض الوجوه ما ما يذكره كثير من المفسرين في مثل قوله الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار ان الصابرين رسول الله صلى الله عليه وسلم والصادقين ابو بكر والقانتين عمر والمنفق والمنفقين عثمان والمستغفرين يا علي وفي مثل قوله محمد رسول الله والذين معه ابو بكر اشداء على الكفار عمر رحماء بينهم عثمان تراهم سجدا علي واعجب من ذلك قول بعضهم والتين ابو بكر والزيتون عمر وطور سنين عثمان وهذا البلد الامين علي وامثال هذه الخرافات التي تتضمن تارة تفسير اللفظ بما لا يدل عليه بحال فان هذه الالفاظ فان هذه الالفاظ لا لا تدل على هؤلاء الاشخاص بحال وقوله تعالى والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا كل ذلك نعت للذين معه وهي التي النحات خبرا بعد خبر. والمقصود هنا انها والمقصود هنا انها كلها صفات لموصوف واحد. وهم الذين معه ولا يجوز ان يكون كل منها مرادا به شخصا واحدا. وتتضمن تارة جعل اللفظ المطلق العام منحصرا في شخص واحد كقولهم ان قوله تعالى انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا اريد بها علي وحده وقول بعضهم ان قوله هو الذي جاء بالصدق وصدق به. اريد بها ابو بكر وحده وقوله لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اريد بها ابو بكر وحده ونحو ذلك. وتفسير ابن وتفسير ابن عطية وتفسير ابن عطية وامثاله اتبع للسنة والجماعة. واسلم من البدعة من تفسير الزمخشري. ولو ذكر كلام السلف الموجود الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان احسن واجمل فانه كثيرا ما ينقل من تفسير محمد ابن جرير الطبري وهو من اجل التفاسير المأثورة اعظمها قدرا ثم انه يدع ما نقله ابن جرير عن السلف لا يحكيه بحال ويذكر ما يزعم انه قول قول انه قول محققين وانما يعني بهم طائفة من اهل الكلام الذين قرروا وصولهم بطرق من جنس ما من جنس ما قررت به المعتزلة اصولهم وان كانوا اقرب الى السنة من المعتزلة لكن ينبغي ان يعطى كل ذي حق حقه ويعرف ان هذا من جملة التفسير على المذهب فان الصحابة التابعين والائمة اذا كان لهم في تفسير الاية قول وجاء قوم وفسروا الاية بقول اخر لاجل مذهب اعتقدوه وذلك المذهب وذلك المذهب ليس من مذاهب الصحابة والتابعين لهم باحسان صاروا مشاركين للمعتزلة وغيرهم من اهل البدع وغيرهم من اهل البدع من مثل هذا وفي الجملة من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم الى ما يخالف ذلك. كان مخطئا في ذلك بل مبتدعا. وان كان مجتهدا مغفورا انه خطأه فالمقصود بيان طرق العلم وادلته وطرق الصواب. ونحن نعلم ان القرآن قرأه الصحابة والتابعون وتابعوهم. وانهم كانوا واعلم بتفسيره ومعانيه كما انهم اعلموا بالحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد اخطأ في الدليل والمدلول جميعا. ومعلوم ان كل من خالف قولهم له شبهة يذكرها. اما عقلية واما سمعية كما هو مبسوط في موضع والمقصود هنا التنبيه على مثال الاختلاف في التفسير وان من اعظم اسبابه البدع الباطلة التي دعت اهلها الى ان حرفوا الكلم عن مواضعه وفسروا كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بغير ما اريد. بغير ما اريد به وتأولوه على غير تأويله. فمن اصول العلم بذلك ان يعلم الانسان القول الذي خالفوه وانه الحق. وان يعرف ان تفسير السلف يخالف تفسيرهم. وان يعرف ان تفسيرهم محدث مبتدع. ثم يعرف بالطرق المفصلة فساد تفسيرهم بما نصبه الله من الادلة على بيان الحق وكذلك وقع من الذين صنفوا في شرح الحديث وتفسيره من المتأخرين من جنس ما وقع فيما صنفوه من شرح القرآن وتفسيره واما الذي اين يخطئون في الدليل لا في المدلول فمثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم يفسرون القرآن بمعان صحيحة لكن القرآن لا يدل عليها مثل كثير ممن ذكره ابو عبد الرحمن السلمي في حقائق التفسير وان كان فيما ذكروهما هو معان باطلة فان ذلك يدخل وفي القسم الاول وهو الخطأ في الدليل والمدلول جميعا. حيث يكون المعنى الذي قصدوه فاسدا. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان النوع الثاني من مستندي الاختلاف وهو ما يرجع الى الاستدلال اكثر ما يقع فيه الخطأ من جهتين الجهة الاولى تفسير القرآن بملاحظة لغة العرب دون النظر الى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به اي مع قطع الخطاب عن متعلقاته فان الخطاب القرآني له عدة متعلقات منها المتكلم به وهو الله سبحانه وتعالى ومنها المنزل عليه وهو محمد صلى الله عليه وسلم ومنها المخاطب به وهم العباد الذين خوطبوا بالامر والنهي واخصهم بذلك واخصهم بذلك من شهد التنزيل وهم الصحابة رضوان الله عنهم واهل هذه الجهة يقصرون النظر على البناء اللغوي فهؤلاء همهم الالفاظ والمباني والجهة الثانية تفسير القرآن بحمل الفاظه على معان يعتقدها المفسر تفسير القرآن بحمل الفاظه على معان يعتقدها المفسر واهل هذه الجهة هم هم الحقائق والمعاني وهؤلاء كما ذكر المصنف صنفان الاول قوم يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه واريد به قوم يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه واريد به والثاني قوم يحملون لفظ القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به يحملون لفظ القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به وفي كلا الامرين قد يكون ما قصدوا نفيه او اثباته من المعنى باطلا وقد يكون حقا. وهؤلاء يخطئون تارة في الدليل والمدلول معا وتارة يخطئون في الدليل لا في المدلول فاما الذين يخطئون في الدليل والمدلول فهم الذين اشار اليهم المصنف بقوله فالذين اخطأوا في الدليل والمدلول مثل طائفة من اهل البدع اعتقدوا مذهبا يخالف الحق الذي عليه الامة الوسط انتهى كلامه واما من يقابلهم من الذين يخطئون في الدليل لا في المدلول فذكرهم المصنف بعد تطويل العبارة في الصنف الاول وذلك في قوله. واما الذين يخطئون في الدليل للمدلول فمثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم يفسرون القرآن بمعاني الصحيحة الى اخر ما ذكره فهؤلاء وهؤلاء يرجع غلطهم في التفسير الى حمل الفاظه على معان يعتقدها المفسر وما من تفسير من هذه التفاسير الا ويعلم بطلانه من وجوه كثيرة كما ذكر المصنف لكن يجمعها جهتان اولاهما العلم بفساد قولهم العلم بفساد قولهم فيكون اصل مقالتهم فاسدا كما قالت المعتزلة والخوارج وغيرهم والجهة الثانية العلم بفساد ما فسروا به القرآن العلم بفساد ما فسروا به القرآن اما دليلا على قولهم او جوابا على المعارض لهم فلا يكون اصل قولهم فاسدا لكن المعنى الذي اعتقدوه في تفسير اية من الايات لا يكون صحيحا بتلك في تلك الاية دون اصل المسألة وهذا هو الفرق بين الجهتين ففي الجهة الاولى يكون اصل المسألة فاسدا اما في الجهة الثانية فتكون دلالة الاية على المعنى الذي توهموه فاسدة تكون دلالة الاية على المعنى الذي توهموه فاسدة اما المعنى فانه ثابت ثم ذكر المصنف ان اهل الجهتين المتقدمتين يرجع غلطهم الى امرين احدهما الغلط في صحة المعنى الذي فسروا به القرآن وهو اكثر عند اهل الجهة الاولى من الجهة الثانية والاخر الغلط في احتمال اللفظ لما ذكروه من معنى وهو اكثر عند اهل الجهة الثانية منه عند اهل الجهة الاولى وفي الجملة فالامر كما ذكره المصنف ان من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم الى ما يخالف ذلك كان مخطئا في ذلك بل مبتدعا ووجه خطئه وابتداعه هو ان العلم بتفسير الكتاب مبني على النقل اصلا فانه كلام الله تعالى وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم اما تفصيلا او اجمالا على ما سبق بيانه ثم كان اصحابه رضي الله عنهم هم اعلم الناس به. ثم اخذ جماعة من التابعين التفسير عن الصحابة فاذا عدل المفسر عن اقوال الصحابة والتابعين فلا ريب انه سيقع فيما يخالف مراد الشريعة وقد يبلغ به خطأه الابتداع. لانه اخبر عن معنى كلام الله بما ليس له اصل وثيق وهو من جملة ما يدمم للرأي كما سيأتي في كلام المصنف في اخر الرسالة وبه تعلم ان ما شاع عند الناس باخرة من الدعوة الى تدبر القرآن انها دعوة مشيدة على اصل غير صحيح لان التدبر في القرآن انما يمكن ابداء معانيه لمن كانت عنده الة عظيمة في استنباط العلم. اما جعل القرآن عرضة للخواطر وسوانح النفوس فهذا من الجراءة على كتاب الله سبحانه وتعالى في تفسيره وقد صنفت باخرة كتب باسم تدبر القرآن يجمع فيها كلام يتكلم به كل احد. فيه الغث والسمين واشاعة مثل هذا مما يضر بالمرء في دينه. لانه يوسع على الخلق ان يتكلموا في القرآن فتجد من كلام الناس باخرة في هذه المعاني ما سموه بالاشراقات. وهو في الحقيقة الاحراقات. حتى قال قائلهم ان قول الله سبحانه وتعالى وان الله لمع المحسنين يتضمن معنيين احدهما ظاهر جلي الاخر باطن خفي. فاما الظاهر الجلي فهو كون الله سبحانه وتعالى مع عباده المحسنين. وقرر المعية ثم قال واما الباطن الخفي فهو الاشارة الى وجود نظرة على وجوه المحسنين. لما في كلمة لمع من دلالة على اللمعان ومثل هذا من الترهات لكن هؤلاء صاروا يتمسكون بظواهر الالفاظ ويسمونها تدبرا للقرآن. واذا تكلم في القرآن دون النظر في كلام السلف وقع في مثل هذه المقالات وكان السلف رحمهم الله يعظمون القول في التفسير كما سيأتي في نقل المصنف رحمه الله في اخر كتابه كلامه عن السلف في عظيم هذا وشدته على نفوسهم. فتسويغ هذا للناس وتسويقه بينهم. تجرئة لهم تحت دعوة تدبر القرآن من الغلط لان تدبر القرآن المأمور به ليس معناه ان يكون القرآن عرضة للسواح والخواطر وانما المقصود هو ان يجتهد الانسان في فهم تفسيره بالالة التي تؤدي اليه وبالنظر الى كلام السلف رحمهم الله تعالى مما هو مبثوث في تفاسير المتقدمين كبزرير وابن ابي حاتم وعلي ابن عبيد وابن المنذر وغيرهم من ائمة والناس في الامور غالبا بين طرفين. فطرف لا عناية لهم بتدبر القرآن وفهمه وجل نظرهم في القرآن هو قراءتهم في التفاسير. وقابل هؤلاء طائفة سوغت الكلام في التفسير بالخواطر والعوارض النفسانية تحت دعوى تدبر القرآن والوسط الوسيط هو ان يستمسك الانسان في القرآن بطريقة من سلف من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين مع وجود الة معينة له على ذلك فيكون ممن درس العلوم الاصلية كالتفسير والحديث والفقه والاعتقاد وله علم بالعربية وفنونها نحو والصرف والبلاغة ثم ينظر في كلام السلف رحمهم الله تعالى ويجتهد في ان يتدبر في القرآن فانه اذا اجتهد في تدبر القرآن فهم ذلك فهم القرآن ويكفيك من الالمعة الى هذا الاصل ان كثيرا من الناس صار يقول التفكر في القرآن والتأمل في القرآن وهذه الالفاظ اجنبية بهذا المعنى ليست في القرآن وانما المأمور به في القرآن عند النظر فيه هو التدبر. فان الله عز وجل قال ليدبروا واياته وقال افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند لغير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. ولم يأتي ذكر التفكر في القرآن على ارادة النظر في معانيه. وانما جاءت تفكر مذكورا في القرآن فيما يتعلق بالايات الكونية فاذا ذكرت الايات الكونية قيل ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون. او قيل في اخرها افلا يتفكرون النظر في الايات الكونية مدلولا عليه باسم التفكر. وجعل النظر في الايات الشرعية مدلولا عليه باسم التدبر فيقال التفكر في الخلق الكوني ويقال التدبر في القرآن ولا يقال التدبر في الخلق الكوني والتدبر في القرآن واضح؟ فلا يقال التفكر في القرآن والتدبر في الخلق الكوني واضحة طيب لماذا جيء جعل التفكر للايات الكونية وجعل التدبر للايات الشرعية نعم والتفكر يعني قريب ها ايه صحيح هذي من جهة الالة لكن الشرع اعظم من ان يلاحظ الالات الشرع يراعي المقاصد اي صحيح ليش هذي ايات صريحة الذي قلته لا يشك فيه لان هذا الذي وقع في القرآن لكن لماذا وقع كذلك في القرآن؟ الجواب لان غاية التفكر هو الاقرار بالربوبية وغاية التدبر هو الاقرار بالالوهية غاية التفكر الاقرار بالربوبية اذا تفكر الانسان في الايات الكونية الت به الى الاقامة الربوبية. واذا تدبر في القرآن الت به الى الاقرار في الالوهية ثم نبه المصنف في اخر هذا الفصل ان هذه البلية التي وقعت في تفسير القرآن وقعت ايضا في الذين صنفوا في شرح الحديث وتفسيره. فان تكلمينا في تفسير الحديث حملوا الفاظ الحديث النبوي على معان اما باطلة في نفسها او معان صحيحة لكن لا يحتملها اللفظ النبوي. والكلام في تفسير الحديث اقل من العناية في الكلام على تفسير القرآن ولهذا ابعد كثير من شراح الحديث النجعة وفارقوا جادة الصواب اذ عدلوا عن رعاية تتبع الروايات التي تفسر الفاظ الحديث وصار اكثر ديدانهم العناية بالبناء اللغوي. وقد شرف كتاب فتح الباري لابن لانه اعتنى بتتبع الفاظ الحديث فالامر فيه كما قال الامام احمد رحمه الله الحديث يفسر بعضه بعضا. ومعنى قول الامام احمد يفسر بعضه بعضا شيئان احدهما الالفاظ الزائدة في سياق متن ما الالفاظ الزائدة في سياق متن ما والاخر الاحاديث المروية في الباب نفسه الاحاديث المروية في الباب نفسه. فان الاحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في باب من ابواب العلم يصدق بعضها بعضا كما ان ايات الكتاب يصدق بعضها بعضا فيستعان بتصديق بعضها بعضا على شرح الحديث المراد منها فاول النظر الذي ينبغي عند ارادة شرح الحديث ليست مراجعة الشروح المصنفة فان هذه مرتبة ثانية لكن المرتبة الاولى ان تعمد الى شيئين فاولهما ان تجمع الفاظ الحديث الذي تريد شرحه فانك اذا جمعت الفاظه ظهرت لك معان ربما لم يذكرها الشراح فمثلا الحديث انما الاعمال بالنيات وقع عند البخاري في كتاب الحيل زيادة في اوله. يا ايها الناس انما الاعمال بالنيات فهذه الزيادة لها اثر في تفسير كون النبي صلى الله عليه وسلم خطب به لان الخطبة به تدل على عظم شأن ذلك الحديث ثم تعمد بعد جمعك لالفاظ المتن المراد شرحه تعمد الى معرفة المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا فان المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب يفسر بعضه بعضا. فاذا اردت ان تشرح حديثا يتعلق بالنية فينبغي ان تجمع الاحاديث التي في النية لانها تعين على بيان معنى هذا الحديث وكم من معنى مشكل من المعاني التي تكون في الاحاديث يتبين للانسان رفع اشكاله اذا جمع المنقول عن النبي صلى الله الله عليه وسلم في هذا الحديث واعلى من هذه الرتبة عندما انشف نظره وكثر علمه بالسنة هو اعتبار معهود الخطاب النبوي فان الانسان اذا عظم علمه بالسنة عرف معهود النبي صلى الله عليه وسلم عند اطلاق لفظ. فحمل معنى اه هذا اللفظ على المعهود في الخطاب الشرعي فكما تقدم مثلا من المعهود في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم وخطاب الصحابة عند اطلاق الميل ارادة ميل المسافة ومن عرف هذا مستحظرا الاحاديث والاثار التي ذكر فيها الميل اندفع عنه الاشكال الذي يذكره شراح الحديث عند حديث فتكون الشمس منهم قدر ميل. قال الراوي لا ادري من المسافة ام ميل المكحلة لكن من عرف معهود الخطاب النبوي فانه يعرف ان المراد من المسافة لان ميل المكحلة لم يكن جاريا عندهم في الالفاظ اه مثلا عندنا نحن كلمة الطالب تراد بها معنى لكن تقع عند قوم اخرين على معنى فتفسر كلمة الطالب بالمعنى المعهود المشهور عندنا فكذلك خطاب الشريعة يفسر بالمعهود المنشور المشهور منها ولاجل هذا عظم قدر الاكثار من القراءة في السنة. لانها اذا اشرب الانسان بها معرفة اعانته على فهمها الاخوان قد يعتنون بقراءة القرآن يقرأ الانسان القرآن مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة. لكن يقرأ البخاري نصف مرة يعني ما يكمله ينبغي اذا اراد ان يفهم السنة ان يقرأ البخاري خاصة مرة بعد مرة بعد مرة لانه اعظم الاصول التي نقلت فيها سنة النبي صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل في احسن طرق التفسير. فان قال قائل فما احسن طرق التفسير؟ فالجواب ان اصح الطرق في ذلك. اي فسر القرآن بالقرآن فما ادمن في مكان فانه قد فسر في موضع اخر. وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع اخر. فان اعيى كذلك فعليك فانها شارحة للقرآن وموضحة له. بل قد قال الامام ابو عبد الله محمد بن ادريس الشافعي كل ما حكم به كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله ولا كل الخائنين خصيما وقال تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون وقال تعالى وما انزلنا عليك الكتاب الا وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اني اوتيت القرآن ومثله معه يعني السنة والسنة ايضا تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن لا انها تتلى كما يتلى وقد استدل الامام وقد استدل الامام الشافعي. وغيره من الائمة على ذلك بادلة كثيرة. ليس هذا موضع ذلك والغرض انك تطلب تفسير القرآن منه فان لم تجده فمن السنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه الى اليمن تحكم؟ قال بكتاب الله؟ قال فان لم تجد. قال فبسنة رسول الله قال فبسنة رسول الله. قال فان لم تجد؟ قال اجتهد رأي قال فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي لما يرضي رسول الله وهذا الحديث في المسانيد والسنن باسناد جيد. وحينئذ اذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعت في ذلك الى اقوال الصحابة فانهم ادرى بذلك لما شاهدوه من القرائن والاحوال التي اختصوا بها ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالائمة الاربعة الخلفاء الراشدين والائمة مثل عبد الله بن مسعود قال الامام ابو جعفر محمد بن جرير الطبري حدثنا ابو كريم قال انبأنا جابر بن نوح قال انبأنا الاعمش عن ابي عن ابي الضحى عن مسروق قال عبد الله عن ابن مسعود والذي لا اله غيره ما نزلت اية من كتاب الله من كتاب الله الا وانا اعلم فيما نزلت واين نزلت ولا اعلم ما كان احد اعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لاتيته. وقال الاعمش ايضا عن ابي وائل عن ابن مسعود قال كان الرجل منا اذا تعلم عشر ايات لم يجاوزهن حتى يعرف معاني معانيهن والعمل بهن ومنهم الحبر البحر عبد الله بن ابن عباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث قال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. وقال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار قال انبأنا وكيع قال انباءنا سفيان عن الاعمى سفيان عن الاعمش عن مسلم قال عبد الله يعني ابن مسعود قال نعم ترجمان القرآن ابن عباس ثم رواه عن يحيى ابن داوود عن اسحاق الازرق عن سفيان عن الاعمش عن مسلم بن صبيح ابي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود انه قال نعم الترجمان لقرآن ابن عباس ثم رواه عن من دار عن جعفر بن عون عن عن الاعمش به كذلك هذا اسناد صحيح الى ابن مسعود انه قال عن ابن عباس هذه العبارة وقد وقد مات ابن ابن مسعود في سنة ثلاث وثلاثين على الصحيح وعمر بعده ابن عباس ستا وثلاثين سنة فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود؟ وقال الاعمش عن ابي وائل استخلف علي عبد الله ابن عباس على الموسم فخطب الناس فقرأ في خطبته سورة البقرة وفي رواية سورة النور ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديل اسلموا ولهذا فان غالب ما يرويه اسماعيل ابن عبد الرحمن السدي الكبير في تفسيره عن هذين الرجلين ابن مسعود وابن عباس ولكن في بعض الاحيان ينقل عنهم ما يحكونه من اقاويل اهل الكتاب التي اباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال بلغوا عني ولو اية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه البخاري عن عبدالله بن عمرو. ولهذا كان عبد الله بن عمرو قد اصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب اهل الكتاب فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الاذن في ذلك ولكنها هذه الاحاديث الاسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد فانها على ثلاثة اقسام احدها ما علمنا صحته مما بايدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح. والثاني ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه. والثالث ما هو مسكوت عنه. لا من هذا القبيل ولا من من هذا القبيل فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته لما تقدم. وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود الى امر ديني ولهذا يختلف علماء اهل الكتاب في مثل هذا كثيرا ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك كما يذكرون في مثل هذا اسماء اصحاب الكهف ولو نكلبهم وعدتهم وعدتهم وعصا موسى من اي شجر كانت واسماء الطيور التي احياها الله تعالى لابراهيم وتعيين البعض الذي ضرب به المقتول من البقرة الشجرة التي كلم الله منها موسى الى غير ذلك مما ابهمه الله تعالى في القرآن مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا في دينهم ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز. كما قال تعالى سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما الغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم الا قليل فلا تماري فيهم الا مرارا ظاهرا ولا تستفتي فيهم منهم احدا. فقد اشتملت هذه الاية الكريمة على الادب في هذا في هذا المقام وتعليم في هذا المقام وتعليم تعليم ما ينبغي في مثل هذا فانه تعالى اخبر عنهم في ثلاثة اقوال وظعف القولين الاولين وسكت عن الثالث فدل على صحته اذ لو كان باطلا لرده كما ردهما ثم ارشد الى ان الاطلاع الى ان الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته. فيقال في مثل هذا قل اعلم بعدتهم فانه لا يعلم بذلك الا قليل من الناس ممن اطلعه الله عليه. فلهذا قال فلا تماري فيهم الا مرارا اي لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته ولا تسألهم عن ذلك فانهم لا يعلمون من ذلك الا رجم الغيب. فهذا احسن ما يكون في حكايات ان تستوعب الاقوال في ذلك المقام وان ينبه على الصحيح منها ويبطل الباطل وتذكر فائدة الخلاف وثمرته لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته فيشتغل به عن الاهم فاما من حكى خلافا في مسألة ولم يستوعب اقوال الناس فيها فهو ناقص. اذ قد يكون الصواب في الذي تركه او يحكي الخلاف ويطلقه ولا ينبه وعلى الصحيح من الاقوال فهو ناقص ايضا فان فان صحح غير الصحيح عامدا فقد تعمد الكذب او جاهلا فقد اخطأ ذلك من نصب الخلافة فيما لا فائدة تحته او حكى اقوالا متعددة لفظا ويرجع حاصلها الى قول او قولين معنى فقد ضيع الزمان وتكثر بما ليس بصحيح فهو كلابس ثوبي زور والله الموفق صواب هذا الفصل وما بعده انتقال الى اصل اخر يتصل بتفسير القرآن. وهو معرفة احسن طرق التفسير تيجي واصحها وقد ذكر المصنف رحمه الله ان اصح في ذلك ان يفسر القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالقرآن نوعان احدهما نص صريح كما قال تعالى والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب فان الاية الثالثة مفسرة للطارق المذكور في الاية الاولى والاخر ظاهر مستنبط. ظاهر مستنبط كتفسيرنا النبأ في قوله تعالى عما يتساءلون عن النبأ العظيم انه القرآن لقوله تعالى قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون فسياق الايات في سورة الصاد يدل على انه القرآن فاذا اعياك ذلك فعليك بالسنة وتفسير القرآن بالسنة نوعان ايضا احدهما تفسير خاص معين تفسير خاص معين. كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين انهم اليهود والنصارى والثاني تفسير عام غير معين تفسير عام غير معين وهو سنته صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا وتقريرا. كقوله تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا. فجاءت السنة قولا وفعلا بتحديد مواقيت الصلاة. فصار هذا تفسيرا للقرآن بالسنة. لكن على وجه الاجمال الى التفصيل. واورد المصنف لتقرير هذا المعنى من تفسير القرآن بالقرآن والسنة حديث معاذ المشهور وهو حديث ضعيف عند قدماء الحفاظ ومن المتأخرين من قواه كالمصنف وتلميذيه ابن القيم وابن كثير رحمهم الله واذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعت الى تفسير الصحابة رضي الله عنهم وانما قدم الصحابة وعلى غيرهم في التفسير لامرين احدهما كمال فهومهم وصحة علومهم كمال فهومهم وصحة علومهم وزكاة نفوسهم والثاني شهودهم التنزيل واطلاعهم على القرائن والاحوال المختصة به مما لم يشاركهم فيه احد جاء بعدهم واولى الصحابة بالتقديم في تفسير القرآن هم علماء الصحابة وكبراؤهم كالخلفاء الاربعة الراشدين وعبد الله بن مسعود وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم وكلام عبدالله بن مسعود وعبدالله بن عباس في التفسير اكثر من كلام غيرهم من الصحابة. حتى من الخلفاء الاربعة كالراشدين ولاجل هذا اعتنى جمع من المفسرين بتكفير الطرق في رواية التفسير عنهم حتى اشتهرت نسخ تفسيرية ترجع الى كل واحد منهما رضي الله عنهما. بل السدي الكبير وهو اسماعيل ابن عبد الرحمن. ملأ تفسير بكلام هذين الصحابيين وعادته الجمع بين تفسيريهما بسند واحد واسماعيل السدي قد انكر عليه جمع الطرق جماعة من الائمة منهم الامام احمد رحمه الله تعالى. فانه يجمع الطرق ثم يقتصر على لفظ ولا يبين لمن هو فيتوهم ان الطرق كافة هي بهذا اللفظ فوقع المنكر في حديثه من هذه الجهة والاصل ان ما رواه في التفسير عن هذين الصحابيين ثابت عنهما لانه نسخة تفسيرية مشهورة متلقاة بالقبول الا اذا وجد فيها ما يخالف المعروف عنهما فاذا وجد فيما نقله السدي عنهما ما يخالف المشهور من رواية اصحابهما الثقات فحينئذ يقدح فيه بالعلة التي ذكرها الامام احمد وغيره وهي جمعه بين الاسانيد واقتصاره على لفظ واحد يوهم ان هذا اللفظ مروي بهذا الاسناد وذاك ومما ينبغي ان يراعى في تفسير الصحابة ملاحظة دخول الاسرائيليات في تفاسيرهم بتحديث بعض الصحابة عن اهل الكتاب والمراد بالاحاديث الاسرائيليات الاحاديث المأخوذة عن كتب اهل الكتاب دون غيرهم الاحاديث المأخوذة عن كتب اهل الكتاب دون غيرهم. فما كان عن غيرهم فلا يندرج في هذا الباب كال من قول عن الصحابة من نقلهم احوال العرب في الجاهلية او قصص عاد وثمود واخبار العرب فهذا شيء يرجع الى نقل التاريخ العربي ولا يرجع الى نقل الاسرائيليات وعامة ما يذكر في تفسير الصحابة هو الاسرائيليات دون التواريخ والاخبار العربية. فان الاخبار العربية كانت عندهم قليلة. لان العرب لم يعتنوا بتدوين اخبارهم واحوالهم لانهم امة امية بخلاف اهل الكتاب. والاحاديث الاسرائيليات تذكر في التفسير للاستشهاد لا للاعتراض وهذه قاعدة نافعة في تبيين وجه المذكور منها في كتب اهل العلم فان مرادهم بذلك ذكرها اعتضادا ومن عاب دخول جملة من المرويات الموضوعة والشديدة الضعف في كتبهم المصنفة في التفسير والاعتقاد فقد غلط عليهم لانهم لا يريدون بها تحقيق ما يذكرون من الاصول والمعاني وانما يريدون بها الاستشهاد والاعتظاد. ولهذا اوردوا احاديث واثارا وقصصا يقطعونهم بضعفها بل هنا بها كما وقع في كتاب التوحيد لابي بكر ابن خزيمة او تفسير ابن جرير الطبري او تفسير البغوي وغيرها من كتب اهل العلم والمقصود ان تعرف ان الاحاديث الاسرائيليات هي من هذا الباب. وانها تذكر للاستشهاد والاعتظاد لا للاعتقاد قاد وهي على ثلاثة اقسام كما ذكر المصنف احدها ما علمنا صحته بشاهد الصدق عندنا ما علمنا صحته بشاهد الصدق عندنا وهذا صحيح. والثاني ما علمنا كذبه بشاهد كذبه عندنا والثالث ما هو مسكوت عنه؟ لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل. فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته للاذن بذلك عنه صلى الله عليه وسلم اذ قال حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ذلك مما لا فائدة فيه ترجع الى امن ديني ثم ختم المصنف هذا الفصل بذكر احسن ما يكون من الطرائق في حكايات الاختلاف للاقوال. وان ذلك يكون باجتماع ثلاثة امور اولها استيعاب الاقوال المنقولة وثانيها تصحيح الحق وتزييف الباطل. تصحيح الحق وتزييف الباطل وثالثها ذكر فائدة الخلاف وثمرته المترتبة عليه ذكر فائدة الخلاف وثمرته المترتبة عليه والنقص الواقع في حكايات الاختلاف يرجع اليها فمن حكى خلافا ولم يستوعب الاقوال فنقصه يرجع الى المعنى الاول ومن حكى خلافا واطلق فلم ينبه على الصحيح فنقصه يرجع الى المعنى الثاني فان صحح غير الصحيح عامدا فقد تعمد الكذب او جاهلا فقد اخطأ كما ذكر المصنف ومن حكى خلافا لا فائدة تحته او عدد اقوالا مردها الى قول او قولين فنقصه يرجع الى المعنى الثالث. ولو ان ابا الفرج ابن الجوزي رحمه الله اعمل الامرين الاخيرين في كتابه زاد المسير لكان كتابه من احسن الكتب لكنه يستوعب الاقوال غالبا دون عناية بتصحيح الصحيح وتزييف الباطل ولا من بيان فائدة في الخلاف ولا اجتهاد في ارجاع الاقوال بعضها الى بعض لكنه يصلح ان يكون اصلا يبنى عليه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل في تفسير القرآن باقوال التابعين اذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الائمة في ذلك الى اقوال التابعين. كمجاهد ابن جبر فان فانه اية في التفسير كما قال محمد ابن اسحاق حدثنا ابانا ابن صالح عن مجاهد قال عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عوضات من الى خاتمته اوقفه عند كل اية منه واسأله عنها وبه الى الترمذي قال حدثنا الحسين وبه يعني بماذا باسناده واين اسناده واين في الذي قبله انت معنا من اول كتاب طيب ما ذكرت اسماء القرآن كما قال الاخ وبه يعني باسناده لكن اين اسناده هل تقدم معنا حديث؟ قال حدثنا فلان الى الترمذي ثم اسند ما تقدم معنا لا يقول وبه الى الترمذي ها لا محمد ابن اسحاق قبل قبل الترمذي وبه يعني يقصد باسناده هو الى الترمذي لكنه لم يذكر اسنادا من قبل. وهو هكذا في نسخة ال الشط التي طبعت قديما ثم تتابع الناس عليها ثم هو هكذا في نسخة خطية من هذا الكتاب ايضا لان نسخة ال الشرط الخطية الله اعلم اين ذهبت. لكن تم نسخة نفيسة للكتاب موجودة في المكتب التيمورية لكنها ايضا هكذا وقد ذكر عبدالسلام الشطي الذي طبع الكتاب قديما ذكر انه وجد في هذا الكتاب نقصا ثم اصلحه من كتاب اخر لابن تيمية جاءه به الشيخ طاهر الجزائري رحمه الله فاخشى ان يكون في الكتاب صقر وهو الظاهر. ويوجد رسالة للمصنف شديدة الشبه بهذا الكتاب واسند فيها الى الترمذي باسناده فاخشى ان يقول ان يكون وقع النقل بين الكتابين وهذا الكتاب الاخر اسمه فضائل القرآن. طبع باسم فضائل القرآن وهو كتاب نفيس فيه خلاصة كلامه هنا وليس اسم فضائل القرآن من المصنف بل وضعه الذي نشره ولا يصلح ان يكون اسما له لكن هو موجود بايدي الناس منشورا باسم فضائل القرآن وسبق ان شرحته في احد البرامج وهو موجود في موقع البث الاسلامي وهو مكمل لمقاصد هذه الرسالة وهو الذي ذكر فيه المصنف سنده الى الترمذي فهذا الكتاب فيه قلق في عبارته ويحتاج الى جمع نسخه لكن لم اقف الا على نسختين خطيتين ليستا كفيلة بعد بالوقوف على المراد من صحة نسخته تامة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وبه الى الترمذي قال حدثنا قال حدثنا الحسين ابن مهدي البصري قال حدثنا عبد الرزاق عن معمل عن قتادة قال مجاهد ما في القرآن اية الا وقد سمعت فيها شيئا وبه اليه قال حدثنا ابن ابي عمر قال حدثنا سفيان ابن عوينة عن الاعمش قال قال مجاهد لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم احتاج ان اسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت وقال ابن جرير حدثنا ابو كريب قال حدثنا طلق ابن غنام عن عثمان المكي عن ابن ابي مليكة قال رأيت مجاهدا سأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه الواحه فيقول له ابن عباس اكتب حتى سأله عن التفسير كله. ولهذا كان سفيان الثوري يقول اذا جاءك التفسير عن مجاهد حسبك به وكسعيد بن جبير وعكرمة مولى عباس وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء ابن ابي رباح والحسن البصري ومسروق ابن الاجدع وسعيد ابن المسيب وابي انس وقت هذا توضأ حاكم بن مزاحم وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم فتذكر اقوالهم في الاية فيقع في عبارة في عباراتهم تباين في الالفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافا فيحكيها اقوالا وليس كذلك ان منهم من يعبر عن الشيء بلازمه او نظيره. ومنهم من ينص على الشيء بعينه. والكل بمعنى واحد في كثير من الاماكن فليتفطن اللبيب لذلك. والله هادي وقال شعبة ابن الحجاج وغيره اقوال التابعين في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير؟ يعني انها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم وهذا صحيح. اما اذا اجتمعوا على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة. فان اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض. ولا على من بعدهم ويرجع في ذلك الى لغة القرآن او السنة او عموم لغة العرب او اقوال الصحابة في ذلك. فاما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام حدثنا مؤمل قال حدثنا سفيان وقال حدثنا عبد الاعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن عبد الاعلى الثعلبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار. وبه الى الترمذي قال حدثنا عبد ابن حميد قال حدثني حبان ابن هلال. قال حدثنا سهيل اخو حزام قطعي قال حدثنا ابو عمران الجوني عن جند من قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن برأيه فاصاب فقد اخطأ قال الترمذي هذا حديث غريب وقد كلم بعض اهل الحديث في سهيل ابن ابي حزم وهكذا روى بعض اهل العلم عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم انهم شددوا في في ان يفسر القرآن بغير علم. واما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من اهل العلم انهم فسروا القرآن فليس الظن بهم انهم قالوا في القرآن او فسروه بغير علم او من قبل انفسهم. وقد روي عنهم ما على ما قلنا انهم لم يقلوا من قبل انفسهم بغير علم. فمن قال في القرآن برأيه فقد تكلف ما لا علم له به. وسلك غير ما امر به. فلو انه اصاب في نفس الامر لكان قد اخطأ لانه لم يأتي الامر من بابه كمن حكم بين الناس عن جهل فهو في النار وان وافق حكمه الصواب في نفس الامر لكن يكونوا اخف جرما ممن اخطأ والله اعلم وهكذا سمى الله تعالى القذفة القذفة كاذبين فقال فاذا فان لم يأتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون. فالقاذف كاذب ولو كان قد قذف من زنا في نفس الامر لانه اخبر بما لا يحل له الاخبار به وتكلف ما لا علم له به والله اعلم. ولهذا خرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به كما روى شعبة عن سليمان عن عبدالله بن مرة عن ابي معمر قال قال ابو بكر الصديق اي ارض تقل واي سماء تظلني؟ اذا قلت في كتاب الله ما لم اعلم وقال ابو عبيد القاسم ابن سلام حدثنا محمد ابن يزيد عن العوام ابن حوش حدثنا محمد بن يزيد عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن ان ابا بكر الصديق سئل عن قوله وفاكهة وابى فقال ايوسف اما ان تضلني واي ارض تقلني وان انا قلت في كتاب الله ما لا اعلم منقطع. وقال ابو عبيد ايضا حدثنا يزيد عن حميد عن انس ان عمر بن الخطاب قرأ على المنبر وفاكهة وابا فقال هذه الفاكهة قد عرفناها فما هو الاب؟ ثم رجع الى نفسه فقال ان هذا لهو التكلف يا عمر وقال عبد بن حميد حدثنا سليمان ابن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن انس قال كنا عند عمر ابن كنا عند عمر ابن الخطاب وفي ظهر اربع رقاع فقرأ وفاكهة وابى فقال وما الاب؟ فقال ان هذا لهو التكلف. فما عليك الا تدري. وهذا كله محمول على انه عمر رضي الله عنهما انما اراد استكشاف ماهية الاب والا فكونه نبتا من الارض ظاهر لا يجهل لقوله تعالى فانبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلباء وقال ابن جرير حدثنا يعقوب ابراهيم قال حدثنا ابن عرية عن ايوب عن ابي عن ابن ابي مليكة ان ابن عباس سئل عن اية لو سئل عنها بعضكم قال فيها فابى ان يقول فيها اسناده صحيح. وقال ابو عبيد حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم عن ايوب عن ابن ابي مليكة قال سأل رجل ابن عباس عن يوم كان يوم كان مقداره الف سنة. فقال ابن عباس فما يوم كان مقداره خمسين الف سنة؟ فقال الرجل انما سألتك لتحدثني فقال ابن عباس هما يومان ذكرهما الله في كتابه والله اعلم بهما فكره ان يقول في كتاب الله ما لا يعلم وقال ابن جرير حدثني يعقوب ابن ابراهيم قال حدثنا ابن علية عن مهدي ابن ميمون عن الوليد ابن مسلم قال جاء طلق ابن حبيبه الى جندب ابن عبد الله فسأله عن اية من القرآن فقال احرج عليك ان كنت مسلما لما قمت عني او قال ان تجالسني وقال مالك عن يحيى ابن سعيد عن سعيد ابن المسيب انه كان اذا سئل عن تفسير اية من القرآن قال انا لا نقول في القرآن شيئا. وقال الليث عن يحيى ابن سعيد عن سعيد بن المسيب انه عن سعيد بن المسيب انه كان لا يتكلم في المعلوم من الا في المعلوم من القرآن. وقال شعبة عن عمرو ابن مرة قال سأل رجل سعيد ابن المسيب عن اية من القرآن فقال لا تسألني عن القرآن وسل من يزعم انه لا يخفى عليه منه شيء يعني عكرمة. وقال ابن شوذب حدثني يزيد ابن ابي يزيد قال كنا نسأل سعيد ابن المسيب عن عن ابن المسيب عن الحلال والحرام وكان اعلم الناس فاذا سألناه عن تفسير اية من القرآن سكت كأن لم يسمع وقال ابن جرير حدثنا احمد بن عبدة الظب الظبي قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال لقد ادركت فقهاء المدينة وانهم ليعظمون القول في التفسير. منهم سالم بن عبدالله والقاسم بن محمد وسعيد بن المسيب ونافع. وقال ابو عبيد حدثنا عبدالله بن صالح عن الليث عن هشام بن عروة قال ما سمعت ابيت اول اية من كتاب الله قط؟ وعن ايوب وعن ايوب وابن عون الدستوائي عن محمد بن سيرين قال سألت عبيدة السلماني عن ايات من القرآن فقال ذهب الذين كانوا يعلمون فيما انزل من القرآن فاتق الله وعليك بالسداد. وقال ابو عبيد حدثنا معاذ عن ابن عون عن عبيد الله ابن مسلم ابن يسار. عن ابيه قال اذا حدثت عن الله فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده. حدثناه شيء عن مغيرة عن ابراهيم قال كان اصحابه يتقون التفسير ويهابونه وقال شعبة وقال شعبة عن عبد الله ابن ابي السف ابن ابي السفر قال قال الشعبي والله ما من اية الا وقد سألت عنها ولكنها الرواية وعن الله وقال ابو عبيد حدثناه شيء قال ام انا عمر ابن ابي زائدة عن الشعبي عن مسروق قالت اتقوا التفسير فانما هو الرواية عن الله فهذه الاثار الصحيحة وما مشاكلها عن ائمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير ما لا علم لهم به. فاما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليك. ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم اقوال في التفسير. ولا منافاة لانهم تكلموا فيما علموا وسكتوا عما وهذا هو الواجب على كل احد فانه كما يجب السكوت عما لا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه قوله تعالى لتبيننه للناس ولا تكتمونه ولما جاء في الحديث المروي من طرق من سئل عن علم فكتمه الجم بيوم الجم يوم القيامة بلجام من نار. قال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا مؤمن قال حدثنا سفيان عن ابي عن ابي الزناد قال قال ابن عباس التفسير على اربعة اوجه وجه تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله الا الله الا الله تعالى ذكره والله سبحانه وتعالى اعلم. لما بين المصنف رحمه الله في الفصل المتقدم رد تفسير القرآن الى الكتاب والسنة واقوال الصحابة اتبعه بهذا الفصل المبين انك اذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الائمة في ذلك الى اقوال التابعين وقوله لقد رجع كثير من الائمة في ذلك الى اقوال التابعين فيه اشعار بان اهل العلم مختلفون في الاعتداد بتفسير التابعين فمنهم طائفة اعتمدوا تفسير التابعي ورأوه حجة فرأوه حجة ومنهم طائفة لم تعتد به ولم تره حجة. فاشار المصنف الى خلافهم بقوله لقد رجع كثير من الائمة تنبيها الى ان كثيرا من الائمة لم يرجعوا الى اقوالهم في التفسير. واقوال واقوال التابعين في التفسير نوعان احدهما ما اتفقوا عليه فلم يختلفوا فيه. ما اتفقوا عليه فلم يختلفوا فيه ولا يتاب فيه انه حجة والثاني ما اختلفوا فيه وحينئذ لا يكون قول بعضهم اولى من قول بعض ولا حجة على غيره ويلتمس الترجيح بامر خارجي هو المعروف في علم التفسير بقرائن الترجيح واليه اشار المصنف في قوله ويرجع في ذلك الى لغة القرآن او السنة او عموم لغة العرب او اقوال الصحابة في ذلك فان هذه المذكورات من جملة المرجحات انتهى كلامه اي من جملة في القرائن التي يرجح بها احد القولين المنقول المنقولين عن التابعين التابعين عن الاخر ومما ينبغي ان يعلمه طالب العلم انه ربما وقع في عبارات التابعين تباين في الالفاظ يحسبه من لا علم عنده اختلافا. وهذا من جنس ما سبق ذكره من اختلاف التنوع وانهم قد يعبرون عن شيء واحد بالفاظ مختلفة او يعبرون عن شيء عام ببعض افراده. وهذان الصنفان هما اللذان يرجع اليهما اختلاف التنوع المنتشر المنتشر في كلامه السلف كما سبق ذكره. فقول المصنف فتذكر اقوالهم في اية فتقع في عباراتهم تباين في الالفاظ الى اخره راجع الى ما سبق بيانه من جريان اختلاف التنوع في تفسير الصحابة في تفسير السلف رحمهم الله والاصل في تفسير التابعين انه مأخوذ بالنقل عن الصحابة والاصل في تفسير التابعين انه مأخوذ بالنقل عن الصحابة كما ثبت عن جماعة منهم انهم تلقوا التفسير كله عن الصحابة وتقدم عند المصنف ان مجاهدا عرظ التفسير على اخذ التفسير كله عن ابن عباس اذ عرض عليه المصحف ثلاث مرات يوقفه عن كل اية ويسأله عنها وجاء هذا ايضا عن ابي الجوزاء الربعي انه جاوز انه جاور ابن عباس عشر سنين يسأله عن تفسير القرآن اية اية وقد يتكلم التابعون في القرآن بالاستنباط والاستدلال كما اشار اليه المصنف في اول كتابه فذكر انهم في التفسير بالاستنباط والاستدلال كما تكلموا في الفروع بالاستنباط والاستدلال. وانما وقع ذلك في حق التابعين اكثر منه في الصحابة لانه وقعت في زمن التابعين احوال وانتشرت مقالات وجدتهم الى الكلام في تفسير كتاب الله عز وجل بالاستدلال والاستنباط والى الاستدلال والاستنباط اشير في علم التفسير بعلم الرأي فان حقيقة الرأي ما يقتضيه النظر والاستدلال. مما يستنبط استنباطا. فاذا ذكر الرأي في التفسير فالمراد به المأخوذ بطريق الاستنباط وبالطريق الاستنباط والاستدلال فالتفسير بالرأي هو تفسير القرآن المأخوذ بطريق الاستدلال والاستنباط. هو تفسير القرآن المأخوذ بطريق الاستنباط واستدلال ورويت احاديث في التحذير من الرأي في التفسير لكنها احاديث ضعاف لا تصح والمنقول عن السلف في تفسير القرآن بالرأي ثلاثة امور المنقول عن السلف في تفسير القرآن بالرأي ثلاثة امور احدها تكلمهم به تكلمهم به فانهم تكلموا في تفسير القرآن بالرأي في مواضع لا يمكن جحدها والثاني تذم التفسير بالرأي ذم التفسير بالرأي والثالث التحرج من اعمال الرأي في تفسير القرآن. التحرج من اعمال الرأي في تفسير القرآن ولا تعارض بينها بحمد الله لان الرأي نوعان احدهما رأي صحيح محمود وهو ما قام عليه الدليل واحتمله اللفظ رأي صحيح محمود وهو ما قام عليه الدليل واحتمله اللفظ والاخر رأي باطل مذموم رأي باطل مذموم وهو ما لم يقم عليه الدليل ولاحتمله اللفظ فالاول هو الذي تكلم به السلف فالاول هو الذي تكلم به السلف. والثاني هو الذي ذموه والثاني هو الذي ذموه. وما لم يتبين لهم وجهه تحرجوا منه وما لم يتبين لهم وجهه تحرجوا منه فهذه كيفية الجمع بين المنقول عن السلف في الكلام بالرأي في التفسير وبين ذم ذلك والتحرج منه. وعلى هذا قول المصنف فاما تفسير القرآن بمجرد الرأي فمحرم محمولا على الرأي المذموم الباطل وهو ما لم يقم عليه الدليل ولاحتمله اللفظ. ثم ختم المصنف مقدمته بقول ابن عباس في قسمة التفسير الى اربعة اقسام اولها قسم تعرفه العرب من كلامها فالمرجع فيه الى اللسان العربي والثاني قسم لا يعذر احد بجهالته قسم لا يعذر احد بجهالته لانه من العلم المنتشر الذي يحتاج اليه ولا يفتقر الى بيان خاص كشرائع الاسلام الظاهرة من الصلاة والصيام والزكاة. والقسم الثالث قسم يعلمه العلماء ويختص به دون غيرهم قسم يعلمه العلماء ويختص بهم دون غيرهم. وهو بالمحل الاعلى من التفسير والقسم الرابع قسم لا يعلمه الا الله ومحله الحقائق لا المعاني فليس في القرآن لفظ مجهول معمى اي خفي على كل الخلق لكن فيه ما يعلمه احد دون احد. لان القرآن عربي ونزل على قوم عرب لكن حقائق ما فيه وتقديرها علمها عند الله كالخبر عن الله وصفاته او الامم السابقة او اهوال القيامة فليس في القرآن لفظ لا تعلمه الامة كلها. لكن فيه ما يعلمه احد دون احد لتفاضل الناس بالعلم بمعاني كتاب الله سبحانه وتعالى. فالتفسير لا يخرجون عن هذه الاقسام الاربعة القسم الاول ما تعرفه العرب بلسانها يعني كقوله تعالى اذا السماء انفطرت هذا العربي يعلم الفطر بانه الشق يعني اذا السماء انشقت كما جاء في اية اخرى وكان ابن عمر يقول غمض قال كنت لا اعلم معنى قول الله تعالى اذا السماء انفطرت حتى سمعت حتى جاء الي اعرابيان يختصمان في بئر كل واحد منهم منهما يقول انا فطرتها يعني شققتها وحفرتها هذا يعلم باللسان العربي. ومنها ما يعلم بكونه من الشرائع الظاهرة لا يختص به علم احدنا احد كقول الله تعالى اقم الصلاة فان المعروف يعني الصلاة المأمورة في الشرع ذات الركوع والسجود. فهذا يعلمه كل احد وهناك من التفسير ما يختص به العلماء مثل الحروف المقطعة الحروف المقطعة ليست بدون معنى لها معنى لكن لم يوفق اليه الا قليل من اهل العلم الذين تكلموا في هذه المسألة فقالوا كما قال اقدمهم وهو الخليل ابن احمد ان هذه الحروف المقطعة التي جيء بها في اول السور هي حروف مقطعة من جنس كلام العرب. اريد بها بيان ان هذا القرآن مؤلف من الاحرف التي تؤلفون منها كلامكم هذا معنى الحروف المقطعة ولهذا قرر ابن كثير ومحمد الامين الشنقيطي ان كل سورة استفتحت بالحروف المقطعة ففيها ذكر القرآن للتنبيه على هذا الاصل. واستثني من ذلك سورتين وعند التحقيق فان السورتين اللتين استثنيا رحمهما الله فيها ذكر القرآن الكريم فحينئذ يكون العلم بمعاني الحروف المقطعة هذا مما اختص به بعض العلماء دون بعض. والقسم الرابع ما اختص به الله سبحانه وتعالى لا يراد به المعاني. ليس هناك في القرآن كلمة لا يعلم معناها الا الله لان القرآن عربي ولكن حقائق تلك المعاني لا يعلمها الا الله. كقوله تعالى اذا السماء انفطرت او اذا السماء انشقت. معلوم معنى الانفطار والانشقاق لكن حقيقته التي تكون لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى. ومجموع ما تقدم في احسن طرق التفسير يتبين منه ان القرآن يفسر بالنزع من اصلين عظيمين احدهما تفسير القرآن بالقرآن تفسير القرآن بالقرآن وسلف انه نوعان ظاهر انه صريح وظاهر والاخر نص يعني بمعنى الصريح سواء قلنا نص او صريح هما بمعنى واحد والثاني تفسير القرآن بغيره والثاني تفسير القرآن بغيره وهو نوعان احدهما تفسيره بالنقل والاثر تفسيره بالنقل والاثر. وهو تفسيره بالسنة واقوال الصحابة والتابعين والثاني تفسيره بالعقل والنظر تفسيره بالعقل والنظر وهو مقتضاهما المستنبط استنباطا صحيحا مما قام عليه الدليل واحتمله اللفظ وهو مقتضاهما المستنبط استنباطا صحيحا مما قام عليه دليل واحتمله اللفظ وهو الرأي الصحيح المحمود وبهذه القسمة ينحل اشكال في مسألة شاعت عند المتأخرين وهي هل تفسير القرآن بالقرآن من التفسير بالمأثور ام من التفسير بالرأي وحلها ان يقال ان تفسير القرآن بالقرآن فوق المأثور والنظر لان المأثور والنظر محلهما تفسير القرآن بغيره فهو الذي يجري فيه الاثر والنظر واما تفسير القرآن بالقرآن فاما ان يكون نصا واما ان يكون ظاهرا على ما تقدم وبهذا تم اقراء هذه المقدمة النافعة جدا. التي ينبغي ان يعيد الانسان قراءتها مرة واخرى وثالثة ثم لابد ان يقرأ هذه اي ان يقرأ تلك الرسالة التي للمصنف التي طبعت باسم فضائل القرآن وليس اسمها بل هي اشبه بمقصوده هنا فانه املاها قبل شروعه في التفسير تلك المقدمة املاها قبل شروعه في التفسير وكتبت عنه ثم نشرت بهذا الاسم فظائل القرآن. وهي في الحقيقة مقدمة اصول التفسير الصغرى. وهذه مقدمة اصول التفسير الكبرى لابن تيمية ولها شرح معلق عليها في برنامج الدرس الواحد في احد السنوات التي تقدمت وهو مثبت في البث الاسلامي او كذلك في الموقع الجديد الذي هو برامج الدعوة والارشاد التي وضع فيها احد الاخوان جميع الدروس السابقة التي القيتها في الرياض وفي غيرها وبهذا نكون بحمد الله فرغنا من الكتاب ونجعل وقت العصر لتتميم كتاب الاربعين النووية فيكون ان شاء الله تعالى وقت العصر نتم به كتاب الاربعين ثم يرجع الجدول الى ما هو عليه بعد المغرب كتاب ايش المبتدأ في الفقه والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين. السماع اكتبوه انتم عاد اكتبوه كما عليه سمع علي جميع المقدمة في اصول التفسير بقراءة غيره فلان ابن فلان واجزت اجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين وباقي المعلومات اكتبوها في في مجلس واحد في هذا اليوم والله اعلم