الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله واما داني فهذا الدرس الرابع من برنامج الدرس الواحد السادس. والكتاب المقروء فيه هو شرح دعاء قنوت الوتر للعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى وقبل الشروع في اقرائه لا بد من ذكر مقدمتين اثنتين في مقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد. المقصد الاول جر نسبه ووصيت العلامة محمد بن صالح بن محمد التميمي. يتنى بابي عبد الله ويغرف بابن عثيمين نسبة الى احد اجداده وبعلامة القصيم في زمانه. المقصد الثاني وبعلامة سنة توفي رحمه الله في الخامس عشر من شهر شوال سنة احدى وعشرين بعد الاربع مئة الانف وله من العمر اربع وسبعون سنة رحمه الله رحمة واسعة. في مقدمة الثانية التعريف بالمصنف اذا انتظنا في دراسة المقاصد ايضا. المقصد الاول تحقيق عنوانه تبعت هذه الرسالة اللطيفة في صاحبها مثل شرح دعاء قنوت الوتر. النقصد الثاني بيان موضوعه موضوع هذه الرسالة هو ايضاح المباني وكشف المعاني التي وردت في دعاء قنوت الوتر المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي ذكر هذا الدعاء في اول الرسالة. المقصد الثالث توضيح منهجه عبد المصنف رحمه الله تعالى بعد ذكر سياق الحديث الى تقصيره جملة جملة وبيان معنى كل جملة على وجه الافراد. وقد ظهر لجلاء في هذا الشرح عنايته وفي عقيدة اهل السنة والجماعة وكمال معرفته بها. فانطوت كثير من الجمل في الايضاح والبيان على قواعد تتعلق بالمعتقد الصحيح. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة سلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فقال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحديث ورد في مسند الامام احمد عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات اقولهن في قناة اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما اعطيت وقني شر ما قضيت فانك تقضي ولا يقضى عليه. انه لا يذل وعليك انه لا يدل من عليك تباركت ربنا وتعاليت. ذكر المسند رحمه الله تعالى ترى هذا الكتاب الحديث الواردة في دعاء قنوت الوتر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث في اصله صحيح فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تعليمه الحسن هؤلاء الكلمات ان يدعو بهن الا ان الرواة السلف في جنة في قنوت الوتر فمنهم من ذكرها ومنهم من والمحفوظ ان هذا من الدعاء العام. وان الزيادة في قنوت الوتر ساوية. كما ذهب اليه بعض الصعب ومنهم الدار القطنية في العلن. في الحديث المقصود علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن اقولهن دون تقييد ذلك القول لقنوت الوتر. واذا قالها الانسان في قنوت الوتر كان ذلك باجماع بانها من جملة الدعاء الثابت عنه صلى الله عليه وسلم على ان قنوت الوتر لا يحفظ فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذهب اليه جماعة من الحفاظ منهم ابو بكر ابن خزيمة. وانما ثبت هذا عن رضوان الله عنهم فمن بعدهم من التابعين واتباع التابعين. فهذه الاثار دلالة على ان اليسرى محل للدعاء فيه وذلك على القنوت. هم. الشرح اللهم اهدنا فيمن هديت ايدي لنا على الحق ووفقنا للعمل به وذلك لان الهداية التامة النافعة هي التي يجمع الله فيها للعبد بين العلم والعمل الهداية بدون عمل لا تنفع به وضرر. لان الانسان اذا لم يعمل بما علم صار علمه وبالا عليه. مثال هداية بدون العمل قوله تعالى عليهم الطريق وابلغناهم العلم ولكنهم والعياذ بالله استحبوا العمى على الهدى. ومن ذلك ايضا من الهداية التي هي وبيان الحق قول الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم وانك لتهدي الى صراط الكبير وتبين وتعلم الناس الصراط المستقيم. واما الهداية التي بمعنى التوفيق فمثل قوله تعالى الا انك لا تهدي من احببت هذه هداية التوفيق للعمل. فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يستطيع ان احدا للعمل الصالح ابدا. ولو كان يستطيع ذلك لاستطاع ان يهدي انه ابا طالب. وقد حاول معه حتى قال عند وفاته اي قال لانه عند وفاة عمه يا عم قل لا اله الا الله كلمة بنسبها عند الله ولكن قد سبقت من الله عز وجل الكلمة بانه من اهل النار والعياذ بالله فلم يقل لا لا اله الا الله وكان اخر ما قاله على ملة عبد المطلب. لكن الله عز وجل اذن لرسوله صلى الله عليه وسلم ان يسعى له لا لانه الا لانه عمه لكنه قام بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الاسلام؟ فشفع النبي صلى الله عليه وسلم في عمه فكان في ضحضاح من نار وعليه نعلان من نار يعني منهما دماغه وانه لا هو نهي وانه لا هو من اهل اهل النار عذابا. قال النبي صلى الله عليه وسلم ولولا انا لكان في الدرس الاسفل من النار. فاذا قلنا في دعاء القنوت اللهم اهدنا فيمن هديت فاننا نسأل هداية العلم وهداية العمل كما ان قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم يشمل الهدايتين هداية العلم وهداية العمل. فينبغي للقارئ ان يستحضر انه يسأل هدايتين. هداية العلم وهداية دخل عمل وقوله فيمن هديت هذه من باب التوسل بانعام الله تعالى على من هداه ان ينعم علينا نحن وايضا بالهداية ويعني اننا نسألك الهداية فان ذلك من مقتضى رحمتك وحكمتك ومن سابق فضلك فانك قد ناديت اناسا اخرين دين المصنف رحمه الله تعالى فيما سلف ايضاح الجملة الاولى من وهي قول الداعي اللهم اهدنا فيمن هديت. وذكر ان الداعي اذا دعا بهذا الدعاء فانه ينتظر وفي دعائهم سؤال وتوكل. فاما السؤال في قوله اللهم اهدنا فانه يسأل الله سبحانه وتعالى ان يهديه والهداية المسؤولة هنا هي الهداية التامة النافعة. ولا تكون الهداية تامة نافعة حتى تجمع على عين اثنين احدهما هداية العلم والاخر هداية العمل. اما اذا وفق الانسان الى علم بلا عمل او رزق عملا بلا علم فانه لا يكون مهديا. بل هذا حال الضلال والمغضوب عليهم من اليهود والنصارى انما يكون العبد مهتديا اذا رزقه الله الهداية في العلم والعمل جميعا. وهذه حال السنة للناس من عباد الله المخلصين وهاتان الهدايتان وهما هداية العلم والعمل هي التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى هو الذي اوصى رسوله بالهدى ودين الحق فان الهدى اشارة الى العلم النافع ودين الحق اشارة الى العمل الصالح فالهدايتان مندومتان فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. واما الامر المتوسل به فهي توسل العبد الى ربه سبحانه وتعالى بتفضله وانعامه على من هدى. فان الله سبحانه وتعالى فيهدي من يشاء من خلقه ومن صفاته سبحانه هدايته للخلق. فالعبد يتوسل الى الله سبحانه وتعالى بما اصبروا عليه عز وجل من الهداية وهي بيده وامره ان يجعله من اولئك المهديين. ومن من النكت اللطيفة في هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ارشد الحسن بن علي الى الدعاء ابتدعه بامر جامع فارشده الى سؤال الهداية لان العبد اذا هدي حصل له كل خير في الدنيا الله ولذلك فان الله سبحانه وتعالى رد سورة الفاتحة الى ايتين منها هنا للبها وجوهرها احداهما قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين والاخرى قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم الاولى اخبار عما يجب على العبد في توحيد الله سبحانه وتعالى. والاية الثانية اخبار ما يحسن بالعبد طلبه وهو سؤال الله سبحانه وتعالى الهداية. ولذلك فان هذه السورة وهي سورة الفاتحة التي هي اصل القرآن بل هي اصل الكتب المنزلة كما جاء ذلك عن الحسن البصري ونشره ابن القيم في كتابه اصل السؤال فيها هو سؤال الله سبحانه وتعالى الهداية. وهذا ينبئ عن عظيم مرتبتها وعيون منزلتها يكرر العبد في صلواته كلها قوله اهدنا الصراط المستقيم. نعم. وعافنا في من اللهم عافنا من امراض القلوب وامراض الابدان. وينبغي لك يا اخي ان تستحضر وانت تدعو ان الله يعافيك من امراض البدن وامراض لان امراض القلب اعظم من امراض البدن ولذلك نقول في دعاء القنوت. اللهم لا تجعل مصيبتنا في امراض الابدان معروفة لكن امراض القلوب تعود الى شيئين. الاول امراض الشهوات التي ينشأها الهوى ثاني امراض الشبهات التي ننشأها للجهل. فالاول امراض الشهوات التي ننساها الهوى ان يعرف الانسان الحق. لكن لا يريده ان له هوى مخالفين جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. والثاني امراض الشبهات التي منشأها الجهل. لان الجاهل ان الباطل يظنه حقا وهذا مرض خطير جدا. فانت تسأل الله المعافاة والعافية من امراض الابدان ومن امراض التي هي امراض الشبهات وامراض الشهوات. ذكر المسنن رحمه الله تعالى هنا بيان الجنة الثانية من الدعاء وهو قول الداعي وعافنا فيمن عافيت. وقد جمعت الشريعة في غير حديث بين سؤال العفو والعافية لان العبد بين حالين احدهما الم انقضى منها وفاتت عليه. والاخرى فيها ما بعدها فهو مفتقر في الحال التي سلفت الى عصر الله سبحانه وتعالى. ومفتقر في الحال الباقية الى العافية من الله سبحانه وتعالى. فاذا دعا الداعي ربه فقال اللهم اني اسألك العفو تعلق هذا بما رضى. واذا قال العافية تعلق هذا بما بقي مما هو حاضر فيه ام مستقبل له؟ فلذلك ما اعطي العبد من الدعاء كما اعطي في سؤال والعافية وانشد العبد الى تكرار الدعاء به في طرفي النهار صباحا ومساء اذ يقول في دعائه اذا اصبح واذا امسى اللهم اني اسألك العفو والعافية في الدنيا والاخرة. اللهم اني اسألك العفو والعافية في ديني ودنياي الى اخر الذكر المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم وجاء الحديث هنا مختصرا في الدعاء على العافية لان مناسبة جمل تقتضي ذلك فان الجملاء كلها يراد بها فيما يستقبل. اللهم اهدنا فيمن هديت فيما تقدمه في احوالنا وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت. وقد بين المصنف رحمه الله تعالى ان العافية المسؤولة تجمع طلب السلامة من امراض القيود وامراض الابدان. لان العبد تعتبره نوعان من الامراض. احدهما امراض بدنية حسية والاخر امراض قلبية ريحانية. وهذه الامراض اشدها الامراض القلبية. لان امراض الحسية قد يصبر العبد عليها. ولكن الامراض القلبية قد لا يقدر العبد عليها. وربما انسلخ الانسان بمرض شهوة او شبهة من الاسلام الى الكبر وقل ان ينفرط الانسان بسبب مرض بدني من الاسلام الى الكفر. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان امراض القلوب نوعان احدهما امراض الشهوات التي ننشأها الهوى والثاني امراض الشبهات التي منشأها جهل واذا كانت امراض الشهوات يحمل عليها الهوى فانها تدفع بالصبر. واذا كانت امراض الشبهات يحمل عليها الجهل فانه يدفعها العلم. ولذلك فان العبد اذا رزق ما العلم اندفعت الشبهات واذا رزق الصبر اندفعت عنه امراض الشبهات. والعلم يشار اليه في القاضي القرآن كثيرا باليقين لان انفع العلم هو العلم الراشد الثابت. واليقين اصل دال على الثبات. كما يقال يقينك نفسه الان يعني استقرت يوسف وبعد موته سمي الموت يقينا بان نفس الميت تسكن. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في سورة السجدة قال جعلنا منهم فان بامرنا لما صبروا اذ بصبرهم دفعوا امراض الشهوات وكانوا باياتنا موقنون اذ بيقينهم بذعوا امراض الشبهات. ومن هنا قال جماعة من اهل العلم منهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بالصبر واليقين بلال الامامة بالدين. لان العبد لا يقيده عن الامامة الا الذنوب. فكما ان القيود تثقل للانسان عن نفسه وسعيه اذا وضعت في يديه ورجليه فكذلك الذنوب اذا اثقلت قلبه قيدته. وهذه الذنوب ان تكون ناشئة من شهوة فتجزع بصبر فاما ان تكون قد حمي عليها الشبهة ويتبعها العلم واليقين وقولنا تولنا فيمن توليت اي وليا لنا والولاية نوعان عامة دنيا خاصة والولايات الخاصة للمؤمنين خاصة. كما قال تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. والذين كفروا اوليائهم الصابرون. فتسأل الله فتسأل الله تعالى الولاية الخاصة التي تقتضي العناية بمن تولاه الله عز وجل وتوفيق لما يحبه اربعة اما الولاية العامة فهي تشمل كل احد. والله ولي التوفيق. فالله ولي كل احد. كما قال تعالى حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون. وهذا عام ان سن احد ثم قال ثم ردوا الى الله مولاهم الحق. لكن عندما نقول اللهم دعنا من اوليائك او اللهم تولنا فاننا نريد بها الولاية الخاصة وهي بالعناية والتوفيق لما يحبه رحمه الله تعالى في هذه الجملة بيان قوله صلى الله عليه وسلم تولنا فيمن توليت معناها هو الله وليا لنا. والولاية المضافة الى الله سبحانه وتعالى نوعان اثنان احدهما ولايته للمؤمنين. والاخر ولايته للخلق اجمعين. فاما النوع الاول وهي ولاية الله سبحانه وتعالى للمؤمنين فيراد بها التوفيق والنصر والتعذير والتأييد. واما النوع الثاني وهو ولايته للخلق اجمعين فهي كونه سبحانه وتعالى ربهم ومالكهم ومتفرغهم. ولا ريب ان العبد اذا دعا ولا سيما اذا كان الدعاء صادرا ممن اودي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم فانه لا يريد هداية فيها الكافر والفاجر. وانما يريد هداية خاصة وهي ولاية الله سبحانه وتعالى للمؤمنين بتأييدهم ونصرهم وتثبيتهم وتوفيقهم بمحابه وماضيه. فلذلك فان الداعي اذا دعا بمثل هذا كقوله اللهم من اوليائك فانما يلاحظ هذا المعنى الخاص الذي هو من اعلم المطالب. وقول وبارك لنا فيما اعطيت. البركة هي الخير كثير والثابت. ويعيد العلماء ذلك الى اشتقاق هذه الكلمة فانها من فهي الخيرات الكثيرة الثابتة ان اي انزل انزل من البركة فيما قلتني فيما اعطيت اي اعطيتني من المال والولد والعلم وغير ذلك مما اعطى الله عز وجل فتسأل الله البركة فيه. لان الله اذا لم يبارك لك فيما اعطاك حرمت خيرا كثيرا. ما اكثر الناس الذين عندهم ما لم لكنهم في عباد الفقراء لانهم لا ينتفعون بمالهم يجمعونه ولا ينتفعون به وهذا نزع البركة كثير من الناس عنده اولاد لكن اولاده لا ينفعونه لما فيهم من عقوق. وهؤلاء لم يبارك لهم في اولادهم تجد بعض الناس اعطاه الله علما كثيرا لكنه بمنزلة الام لا يظهر اثر العلم عليه في عبادته ولكن لكن ولا في سلوكه ولا في معاملتي مع الناس. بل قد يكسب العلم على عباد الله وعليا واحتقارا ثم ما علم هذا ان الذي من عليه بالعلم ان الذي من عليه بالعلم هو الله تجده لم ينتشر الناس بعلمه لا بتدريس ولا توجيهي ولا بتأليد بل هو منحسر على نفسه وهذا بلا شك حرمان عظيم. مع ان العلم من نظرة ما يعطيه الله للعالم لان العلم اذا علمته غيرك ونشرته بين الناس نذرت على ذلك من عزة وجوه. الاول ان في نشرك للنوم نشرا لدين الله عز وجل فتنة فتكون من المجاهدين في سبيل الله لانك تفتح القلوب بالعلم كما يفتح المجاهد البلاد بالسلاح والايمان الله عز وجل وحماية لها. لانه لولا العلم لم تحصى الشريعة الثالث من بركة نشر العلم انك تحسن الى هذا الذي علمته بانك تبصره في دين الله عز وجل فاذا عبد الله على بصيرة كان لك مثل اجره. لانك انت الذي جلسته على الخير والدال على الخير كفاعله. الرابع ان في نشره وسالمي زيادة الموقع المالم يزيد اذا علم الناس لانه استبكاء لما حفظ وانفتاح لما لم يحفظ كما قال القائل يزيد بكثرة الانفاق منه وينقص عنده. اي اذا امسكته ولم تعلمه نقص. ذكر المصنف رحمه الله والله تعالى فيما سلف بيان معنى الجملة الرابعة والدعاء وهو قوله وبارك لنا فيما اعطيت. تبين رحمه الله تعالى ان البركة هي الخير الكثير. بناء على الاصل الموضوع بهذا المعنى في لسان العرب. وانه من الجلد التي هي مجمع الماء فالبركة هي الخيرات الكثيرة الثالثة. فقول الداعي ذلك لنا بما اعطيت اي انزل علينا خيرا كبيرا مباركا فيما اعطيتنا اياه. والعطاء الذي يمنحه العبد يتنوع الى انواع كثيرة في ذلك والولد والعلم كما ذكر المصنف. وليست منفعة العطاء بكونه في يد الانسان. ولكن منفعة العطاء مباركا فيه ولذلك فان الانسان لا يفرح لوصول النبذ والعطاء اليه من مال او علم او ولد وانما يفرح اذا حلت فيه البركة. فاذا كان علمك مباركا وولدك مباركا ومالك مباركا. فعند ذلك ولك ان تفرح اما مجرد وجوده في يدك حكمك عليك فهذا لا يفرح به فان الانسان قد يكون له مال فيبخل به ولا ينفقه بوجوه الخير وربما رزق ولدا كان عاقا له لا ينتفع به ابدا. ومن الناس من يحسن له هذا في العلم يرزق علما لكن لا تظهر اثار ذلك العلم عليه لا في خلقه ولا في نسكه بل يكون اجنبيا عن العلم في مظهره ومعاملته للناس وربما تكبر على الناس بذلك. واستطرد المصنف رحمه الله تعالى الى بيان ان العلم من اشد الاشياء بركة والتعبير عن افعل التفظيل في هذا البناء بقول ابرك وهو الذي استعمله في قوله مع ان العلم من ابرك ما يعطيه الله للعبد هذا لحن فهو خلاف اللسان العربي فانه لا يفضل به على هذا لان دماءه ليس ثلاثيا وانما يضاف اليه فعل دال على التفضيل. فقول الناس ابرز الاشياء كذا كذا نحن ثم بين رحمه الله تعالى ان العلم له بركة لنجمه بين الناس من وجوه بركته اولها ان في نشر العلم نشرا لدين الله سيكون المعلم من المجاهدين في سبيل الله لانك تفتح القلوب العلم كما يفتح المجاهد البلد بالسلاح والايمان. فلا ريب ان الجهاد في نشر العلم اشق من الجهاد في مقاصة لانها القائمة به قليل والمساعد عليه نادر كما ذكر ابن القيم في مفتاح دار السعادة ومن مفاتن سلامي مسجد ديار الاسبق شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى قوله الحياة في سبيل الله اصعب من الموت في سبيل الله انتهى كلامه فان الحياة في سبيل الله لنشر العلم وتعليم الخير وتنظيم الغافلين وهداية الظالين اشق على النفس بل من ان يخرج الانسان الى ساحات الوغى كما هي الا طلقة حتى يموت في سبيل الله سبحانه وتعالى. ولا ريب ان من عاش في سبيل الله انتشر على يده من الخير اكثر مما يجري على ايدي هؤلاء لا ريب انه ارفع ولذلك صارت فراسة الانبياء العلماء ولم يجعلها الله سبحانه وتعالى للمجاهدين بالسلاح. ثم ذكر من بركة نشر العلم ان فيه حفظا لشريعة الله عز وجل كلها فبنشر العلم يحفظ الشرع. وهذا هو نسق هذه الامة والشمس الذي تحيا عليه كما روى ابو داوود باسناده صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع فهؤلاء هم القائمون بحفظ الدين بنشر العلم باجماعه لمن يخلفهم في قرون الامة. ثم ذكر وجها ثالثا من بركة اهل العلم وهو انك تحسن الى من علمته وتبصره بدين الله ويقول ما يعمله من الخير في ميزان عملك لانك انت الذي دللته عليه قد قال الله سبحانه وتعالى واختم كما احسن الله اليك. وكثير من الناس لا يفهم من معنى هذه الاية ان الاحسان بالانفاق بالمال واعظم من ذلك الاحسان الى الناس بما فيه صلاح قلوبهم واصل ذلك ورأسه هو فنشر العلم وبيان الشريعة واعلاء معالم الملة الحنيفية. ثم ذكر وجها رابعا في درجة العلم وهو ان نشر العلم وتعليمه هو زيادة الله سيحصل العالم من ازدياده العلم ما لم يكن عنده من قبل. ذلك انه نشر علما فاثمر له علما جديدا كما قال ابو اسحاق الالبومي في سعيته المشهورة في نصيحة ولده قال يزيد بكثرة الانفاق منه وينقص عنده فاذا انفق الانسان من العلم زاده الله عز وجل علما واذا قبض قبض العلم عنه. اذا فرغنا من بيان هذا المعنى فانكم سمعتم ان في الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم انه قال وذلك لنا لما طيب تعداه النبي صلى الله عليه وسلم بحرف الجر وهو اللام. وقد حصل لعارض لطيف في هذه اللفظة وفي تصرف الشرع فان الادعية التي وردت في الشرع جاءت بتعديتها اما بعلى كما في قول اللهم بارك على محمد واما بتعديتها في قوله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لهم في اموالهم. اذ كان يدعو بذلك لمن جاء واما ان تعد اللام بسبب هذا الحديث او تعدى بعلى واجتمع في الدعاء للمتزوج بارك الله لفيما وبارك عليكما. واضح؟ هل جاء في الشرع باركك الله؟ بارك لك بارك فيك بارك فعليك لكن هل جاء باركك الله؟ احد يعرف يا سيد الوالد؟ هذا خبر بالنسبة ما الجواب؟ الجواب لا نعلم شيئا في الشرع جاء بذلك. فليس هذا هو منتهى العلم. المنتهى لماذا لم يأتي هذا لماذا يدعو الانسان بارك الله لك؟ بارك فيك بارك عليك. ويدل هذا على ان الدعاء المفتوح هو ما كان هكذا واما ادعاء بقول باركك الله فهذا هو محل النظر. ما الجواب؟ مم انا البركة وضع البركة ننقل تباركت علينا ممنوعة تباركت علينا بان نواصل البركة لكن هذا الموضع نفس الكلام نعم؟ يعني اذا تحدث الواحد لا يتحدث الا هو. تفضلوا. نعم طيب الجواب بانك اذا قلت افهموا لانك اذا قال الداعي باركك الله اقتضى ان تكون تلك النفس نفسا خيرة كثيرة البركة. وهذا خلاف ما طبعت عليه النفس. لان الله عز وجل قال وحملها الانسان انه ظلوما جهولا فلا يمكن ان تكون النفس البشرية مقتصرة على الخير. بل لابد ان يكون فيها الشر والخير. لان معصية تقع منها والمعصية من الشر. فالامتناع لوجود هذا قدرا امتنع انشائه دعاء. فهمتم نعيد البيان نقول لانك اذا قلت باركك الله دعني جعل ذاتك كثيرة الخير فلا يصدر عنها الا الخير. وهل يتصور وجود ذات بشرية لا يصدر عنها الا الخير؟ الجواب؟ لا. لان الله عز وجل لما ذكر اصل البشر قال وحملها الانسان انه كان ذليلا ذهولا في ان اخر تدل على اصل هذا فلما كان هذا ممتنعا قدرا امتنع شرعا بالدعاء. بخلاف قولك بارك الله فيك وبارك لك وبارك عليك يعني اوجد فيك البركة الخارجة التي هي تفضل الموحد من الله سبحانه وتعالى. وضحت المسألة لذلك لا يستطيع ان يدعو الانسان بارك في الله وانما يقول بارك عليه او بارك فيك او بارك لك كما جاء في ذلك الاحاديث وقنا شر ما قضيت. الله عز وجل يقضي بالخير ويقضي بالشر. اما قضائه بالخير فهو خير مقض في قضاء والامن والطمأنينة والهداية والنصر الى اخره. هذا خير في القضاء بالشر خير في القضاء شر في النقض. مثال ذلك القه امتناع المطر هذا شر لكن قضاء الله به خير. كيف يكون القضاء بالقحط خيرا؟ لو قال قائل ان الله يقدر علينا الحق والجدة الزروع فما وجه الخير؟ نقول استمع الى قول الله سبحانه وتعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. اذا لهذا القضاء وهي الرجوع الى الله سبحانه وتعالى من معصيته الى طاعته. فصار المقدي شرا والقضاء خيرا وعلى هذا فما هنا فما هنا اسم موصول والمعنى شر الذي قضيت فان الله تعالى يقضي بالغة حميدة فليستنا هنا مصدرية ايسر قضاء لكنها اسمي موصول بمعنى الذي بان قضاء الله ليس فيه شر. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فيما اثنى به على ربه والخير بيديك لهذا لا ينسب الشر لا الشر الى الله سبحانه وتعالى. مسن المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة بيان دعائه صلى الله عليه وسلم في قوله وفينا شر ما قضيت. فاخبر ان الداعي اذا دعا يسأل الله سبحانه وتعالى اليقين شر قضائه عز وجل. والله سبحانه وتعالى يقضي بالخير والشر. وقضاؤه وتعالى بالخير والشر لا يكون موصوفا بكونه شرا في حقه وانما يكون شرا باعتبار الذي هو المخلوق. واما فعل الرب سبحانه وتعالى فانه خير على كل حال. لانه سبحانه وتعالى على اكمل الصفات فاقتضى ان تكون الافعال الصادرة منه هي اكمل الافعال. فقضاء الرب سبحانه وتعالى لا يتوجه اليه الشر وانما يكون الشر في المقضي وهو المفعول اعني المخلوق الذي خلقه الله سبحانه وتعالى من قضاء الله سبحانه وتعالى انزال المطر. وهذا المقبول الذي هو المخلوق قد يكون خيرا اذا التوت به الارض ونبت الزروع وامتلأت الضلوع فقد يكون سرا اذا كان مشتملا على والمحشي بالدور والجروح. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى انسانا زائدا عما ذكره من الفحص وهو قوله استمع الى قول الله تعالى ظهر الفساد في البر والبحر الى اخر الاية فذكر ان قضاء الله سبحانه وتعالى بذوق الناس بعض ما عملوا من عقوبات لهم غاية حميدة. وهي التفاظ عن معصية الله سبحانه وتعالى ومسارعتهم في التوبة. فجميع قضاء الله سبحانه وتعالى خير باعتبار الحكم الذي جعل لها ان المقضي وهو المفعول المخلوق سيتوجه اليه الوصل بالخير والشر. فلذلك لا يضاف الشر الى الله سبحانه وتعالى وان كان هو فاعله بل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك ليس معناه لست انت خالقه فلله خالقه ولكن لا يضاف اليه سبحانه وتعالى لان فعل القضاء الذي نتج منه الشر هو خير على كل حال فان قضاء الله سبحانه وتعالى كله حكيم. وقد قال المكلف رحمه الله تعالى في بيان هذه الجملة نستمع الى قول الله تعالى. وهذا الترتيب لا فيه لان المأمور باستماعه هو الاية. ويقع من بعض والوعاظ قولهم استمع الى الله وهو يقول وباستعمال هذا الترتيب نظر لانه يوهم ان المتكلم حينئذ هو الذي يضاف اليه الكلام. فالادب ان يقال استمع الى قول الله عز وجل الى تلك الاية التي قالها الله سبحانه وتعالى ولا يكون الاستماع الى الله سبحانه وتعالى في ذلك الحين لان الله عز وجل تكلم بهذه الاية فيما سلف بما انزله على النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. انك الله عز وجل يقضي قضاء شرعيا وقضاء شأنيا. والله تعالى يقضي على كل شيء لان له الفتنة التامة الشامل ولا يقضى عليك الا يقضي عليه احد. فالعباد لا يحكمون على الله والله العباد يسألون عنها امنوا وهو لا يسأل لا يسأل عن ما يفعل وهم يسألون انه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت وهذا كالسعين لقولنا فيما سبق وتولنا فيمن فاذا تولى الله الانسان فانه لا يزل واذا عاد الله من كان فانه لا يعيب. ومقتضى ذلك اننا نطلب عزة من الله سبحانه ونتقي من الذل بالله عز وجل فلا يمكن ان ان يذل احدهم والله تعالى وليه فليمل وهو تحقيق هذه الولاية وبماذا تكون هذه الولاية؟ هذه الولاية تكون بوصفين بينهما الله عز وجل في كتابه فقال عز وجل الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. وصفات احدهما في القلب والثاني في الجوارح. الذين امنوا في القلب الموفقون عليه في الجوارح فاذا صلح القلب والجوارح نال الانسان ولا يرتد هذين الوصفين وليست ولا يترك لمن يدعيها ومن اولئك القوم الذين يصمتون طرق الرهبان واهل البدع. واهل البدع الذين يبتدعون في شرع الله ما ليس منه يقولون نحن الاولياء فولاية الله عز وجل التي بها العزة هي مجموعة في هذين الوصفين الايمان والتقوى قال الاسلام قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اخذا من هذه الاية الذين امنوا وكانوا يتقون من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا. وصدق رحمه الله لان هذا الذي دل عليه القرآن. ولا من عاديت يعني ان من كان عدوا لله فانه لا يعيش. بل حاله الذل والخسران والفشل. قال الله تعالى من من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله فكل الكافرين في ظل وهم اذلة. ولهذا لو كان عند المسلمين عز الاسلام وعز الدين وعز لم يكن هؤلاء الكفار على هذا الوضع الذي نحن فيه الان حتى اننا ننظر اليهم من طرف خصم ننظر اليهم من طريق الذل لنا والعز لهم لان اكثر المسلمين اليمن مع الاسف لم يعتزوا بديني ولم يأخذوا بتعاليم الدين انا عدت الدنيا وزخارفنا ولهذا اصيب ضد صار الكفار في نفوسهم اعز منهم لكننا نؤمن ان الكفار اعداء الله وان الله كتب الذل على كل عدو له. قال الله تعالى ان الذين يحجون الله ورسوله وهذا خبر مؤكد ثم قال كتب الله والله العظيم انا ورسلي ان الله قوي عجيب. فمن عادى الله عز وجل فهو دليل ثنائية عزيزا الا في نظر من لا يرى العزة الا في مثل ما كان عليه هذا الكافر. واما من نظر ان العزة الا بولاية الله عز وجل والاستقامة على دينه. فانه لا يراها غلاء الا اذل خلق الله تركت ربنا وتعاليت هذا ثناء على الله عز وجل بامرين احدهما التبارك والساء للمبالغة لان الله عز وجل هو اهل البركة تباركت عليك كثرت خيراتك وامنك واسياد الخلق. لان البركة كما قلنا فيما سبقنا الخير كثير الدال وقوله ربنا ان يا ربنا فهو منادا شربت منه ياء النداء وقوله وتعاليت من العلو الذاتي والوصف والله وتعالى فوق جميع الخلق وعلوه سبحانه واسم ذاته من ازل من ان استماعه على العرش فانه وصفا فعلي يتعلق سبحانه وتعالى. والعرش هو اعلى المخلوقات عليه والله عز وجل يعني على عليه علوا يليق بجلاله وعظمته لا نستغيث ولا نمتنه هذا العلو اجمع عليه السلف الصالح بدلالة القرآن والسنة والعقل والفطرة على ذلك. واما العلوم فمعناه ان الله له من صفات الكمال اعلى هواك وانه لا يمكن ان يكون في صفاته نقص بهدم من الوجوه لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من تعليم مما يدعو به قسم ذلك بالتوكل الى الله سبحانه وتعالى في جملة من صفاته وذلك في قوله ان كزب ايقضوا عليك انه لا يدلني عليك ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت. وكل هذه الجمل هي توسل الى الله سبحانه وتعالى في قبول ذلك الدعاء. فيجوز ان يكون التوسل بها متعلقا بالجنة الاخيرة بالدعاء لقوله وقنا شر ما قضيت انك ولا يقضى عليه. ويجوز وهو اكمل ان يكون التوكل متعلقا بالجمل جميع. فيكون هذا الدعاء ثمن على وطلب في اوله. واشتمل على توكل وثناء في اخره. وهذا اكمل. وقد توسط الداعي الى الله سبحانه وتعالى لجملة من اوصافه عز وجل فقال انك تقضي لا يقضى عليك يعني ان الله سبحانه وتعالى انا هو الذي بيده القضاء لان الحكم كله له كما قال تعالى وما ينفقه الا لله ولا يقضي على الله سبحانه وتعالى احد من خلق ان الخلق لا ننسى بايدينا. كنا تيسر اليه بقوله انه لا يذل ما هو عليه. ولا يعز من عاديت وهذا توكل الى الله سبحانه وتعالى بهذه الصفة وهو انه سبحانه وتعالى معز اوليائه ومذلوا اعدائه فمن الله احد ومن اذله الله لم يعزه احد. ولا يحصل للعبد عزة الا بتحقق ولاية الله سبحانه وتعالى له فاذا كان الله الوليك ومعك فانه سبحانه وتعالى نعزك وناصرك. كما قال تعالى ولله العزة لرسوله وللمؤمنين ولكن من المنافقين لا يفقهون. وهذه الولاية انما تتحقق اوقاف اكملها في قوله تعالى الا ان اولياء الله فرض عليهم ولا هم يحزنون ثم قال الذين امنوا وكانوا يتقون فبالامام والتقوى لكن هداية الله سبحانه وتعالى بذلك العبد المتقي المؤمن فيكون الله سبحانه وتعالى ناصره. واما من عاد الله سبحانه وتعالى فانه مذل غير عزيز. كما قال في توكله ولا يعز من عاديت. ومن كان عدوا لله سبحانه قال تعالى فان الله عز وجل يجله ويجعله في الاذلين كما قال تعالى ان الذين يحابون الله ورسوله اولئك يبقى ده لمين؟ ثم ختم توسله بقوله تباركت ربنا وتعاليت. والمعنى كثرت خيراتك التي تصل الى خلقك وعمتهم ووسعتهم جميعا. فاذا قال الداعي تباركت ربنا يعني زادت بركتك وكثرت وقوله ربنا كما ذكر الثالث رحمه الله تعالى تقديرها يا ربنا والعصم في الدعاء المعمود بالقرآن الكريم والسنة ان العبد اذا دعا الله سبحانه وتعالى بهذا الاسم العظيم الرب فانه لا يقدم بين يديه رياء فلا يا ربنا اغفر لنا بل يقولوا ربنا اغفر لنا. واذا تأملت دعاء الانبياء وجدته فذلك. وقد ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى في الموافقات اللطيفة في كون الداعي اذا دعا الله سبحانه وتعالى باسم الرب لا يذكر حرف النداء وهو مقدرا لغة. وذلك للشيئين اثنين. احدهما ملاحظة تقديم اسم الله سبحانه وتعالى بحيث لا يتقدمه شيء فانك اذا قلت ربي اغفر لي قدمت اسمه. واذا قلت يا رب اغفر لي قدمت اني جاء ذات النداء عليه وثانيهما ان اداة الندائيات موضوعة بنداء البعيد. والله سبحانه وتعالى قريب غير بعيد فهو غير محتاج الى مناداته بهذه الالة التي اصطلح عليها ان اللسان لذلك قال الله عز وجل في هذا الموضع واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فهذه نبتة لطيفة مبنية على هذين المعنيين كما ذكر في كتاب الموافقات. وقد اورد احد الاخوة قول الله سبحانه وتعالى وقال الرسول ايش يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا بسورة البخار يراد للمغيرات ايران لكن انه ليس بدعاء وانما هو صبر كنا بين المصنف رحمه الله تعالى معنى قوله وتعاليت وانه اخبار عن حدود الله سبحانه وتعالى الذات والوصف وهذا طريقة بعض اهل العلم تحية نضالية الله سبحانه وتعالى ينقسم الى قسمين. احدهما واشرنا الى ذلك لقوله علو ربنا لدى الثقاف ايش؟ واما الذين يقولون ان هناك قسما ثالثا وهو علو القهر فيجاب عنهم بان علي القهر مردود الى علو الثبات. ولذلك قلنا ان علو قهره فردوا لسابق منه للتندي يعني لعلو الصفات. نعم. وفي دعاء قنوات الجنة نسأل السؤال عن فما معناها انها من باب الشفاعة يعني ان هذا الجمع الكبير فيه من المسكين وفيهم المحسن. فاجعل المسيء هدية للمحسن بشفاعته شك انه قيل تم بحمد صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اتباعه الى يوم الدين الترمذي رحمه الله تعالى هذا الشرح اللطيف بجانب جملة يدعو من الناس كبيرا للدعاء خاصة وهي احد المسيئين منا تبين ان المراد بها سؤال الشفاعة بان يقبل الله سبحانه وتعالى شفاعة الصالحين بدعائهم من الحضور في الحاضرين لذلك الدعاء. فهذا من الادعية التي يتناقلها الناس. وادعية التي يدعو بها الناس في رمضان خاصة الفاظها تنقسم الى اربعة اقسام. القسم الاول الفاظ المأثورة وهي البركة التامة في ان يدعو الانسان بما جاء في القرآن والسنة. ولا اجمع ولا الطف ولا انفع من دعاء والدي بالوحي. والقسم الثاني الفاضل الجائزة كان يدعو الداعي لشيء من مرادات الناس بلفظ لا محظور فيه ولا محظور منه. فيدعو بقوله مثلا اللهم امنا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. هذا دعاء جائز. القسم الثالث ادعية محظورة بالداء الادعية التي قد توهموا معنا باطلا ومعنى حقا. فيكون فيها من الادمان ما يوجب اهمالها والحذر منها ولو قالها الانسان وقصد المعنى الصحيح كان دعاؤه سخيفا. ومن هذه الادعية المحظورة ايقاع الافعال في غير مواقعها فانني قد صليت خلف امام فدعا في قنوته فقال اللهم اقذف الايمان في قلوبنا وهذا خلاف طريقة الشرع فان القذف في الخطاب بالقرآن النبوي لا يكون الا فيما هو سديد. الايمان اليقين ان يكون مقدوسا. ولهذا جاء قول الله سبحانه تعالى في سورة الحجرات وحبب ايش؟ اليكم الايمان وزينها في قلوبكم. فيدعو الانسان بقوله الله حبب الينا الايمان بذنوب قيودنا واما بقول قلوب هذا خلاف الشرع. فالدعاء هذا محذور. واما القسم الرابع فهي الادعية المحظورة يعني الممنوعة وهي الادعية التي تشتمل على معنى باطل ليس غير كقول يا من لا يصفه الواقفون ولا تراه العيون فان هذا دعاء باطل. لان الله سبحانه وتعالى وصف نفسه ووصف رسوله صلى الله عليه وسلم فكيف يقال لا يصل الواصلون؟ ثم ان قول القائل لا تراه العيون باطل لان عقيدة اهل السنة ان رؤية الله في تكون عيانا باعين الرأس وفي المأثور بركة كثيرة وغنية عن تتبع مثل هذه الالفاظ فهذا على هذه الدرس الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله