سنة ثلاثين بعد الثلاثمائة والالف. المقصد السادس تاريخ وفاته رحمه الله في السابع والعشرين. من محرم حرام سنة عشرين بعد الاربع مئة والالف وله من العمر تسعون سنة رحمه الله رحمة واسعة المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا المفصل الاول تحقيق عنوانه اصل هذه الرسالة اللطيفة ومحاواة القاها رحمه الله تعالى في الجامع الكبير ثم نشرت وطبعت باسم بيان حقوق ولاة الامور على الامة بالادلة ولاة ما وعلى الاخلال بذلك. ومما ينبه اليه ان ولاية الامر حيث ذكرت في خطاب الشرع لم توقف الا الى مفرد. كما قال الله سبحانه تعالى واولي الامر منكم وقال تعالى ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لان الامر واحد وهو تدبير احوال الناس في امور دينهم ودنياهم. فلا يجمع ويقال الامور. وهو لحن ذات بالسنة الناس. المقصد الثاني بيان موضوعه. موضوع هذه الرسالة اللطيفة فيا ذكر شيء من حقوق ولاة الامر على الامة مما نسب للقرآن والسنة المقتل الثالث منهجه من ائمة الدعوة الاصلاحية في هذه البلاد كثرة الادلة وغزارتها وهذه الخصيصة قد اصطبقت بها هذه الرسالة فان من ابرز خصائصي منهج المصنف رحمه الله تعالى كثرة ما اورد كثرة ما اورد فمن دلائل القرآن والسنة. وقد ساقها رحمه الله تعالى مساقا متتابعا متلاحقا منبها في ثنايا ذلك السياق على انواع من حقوق ولاة الامر على الامة مقرونة ببراهيمها من الكتاب والسنة. واشار الى ضد ذلك مما يترتب من المفاسد عند الاخلال بحقوقهم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله واجمعين اللهم اغفر لنا بيان حقوقنا ولاة الامور على الامة بلاد من الفساد وبيان ما يترتب على الاقلال بذلك. الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين. والصلاة والسلام على على نبيه ورسوله وخليله وامينه على وحيه. نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه ولاية واهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد. فلا ريب ان الله جل وعلا الا انهم بطاعته ولاة الامور والتعاون معهم على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه فقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وان لم يؤمن فان تنازعتم في شيء فرجوه الى الله والرسول تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأمينا. هذا هو الطريق. طريق السعادة وطريق الهداية وهو طاعة الله ورسوله في كل شيء. وطاعته الله ورسوله. ولهذا قال وانا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وان الامر منكم الطاعة ولي الامر تابعة لطاعة الله ورسوله فان اولي الامر هم الامراء والعلماء والواجب طاعتهم في المعروف. اما اذا امروا بمعصية الله سواء كان اميرا او ملكا او عالما او رأيت جمهورية او غير ذلك فلا طاعة له في ذلك. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما طاعته المعروف والله يقول ولا يعصينك في معروف يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم ويقول الله عز وجل فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيرا لانفسكم. والله عز وجل امر بالتقوى والسمع والطاعة يعني في المعروف لذا فان النصوص يشرح بعضها بعضا ويدل بعضها على بعض رحمه الله تعالى في هذه الذلة ان منا امر الله سبحانه وتعالى طاعة ولاة الامر كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله والرسول واطيعوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وهذا الامر جامع بطريق السعادة والهداية. لانهم مشتمل على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فان الذي امر بطاعة ولاة الامر انما هو الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فاذا اطاع العبد ولي امره كان مطيعا لطاعة الله كان مطيعا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. وتأكيدا لكون هذه طاعة تابعة لطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فان الفعل لم يكرر مرة ثالثة عندما ذكر واولي الامر بل قال الله اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. ولم يقل الله سبحانه وتعالى واطيعوا اولي الامر منكم والنكتة في افراغ الفعل من الذكر في هذا المحل من وجهين احدهما ان يعلم العبد ان طاعة ولي الامر انما هي ناشئة من طاعته لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. وثانيهما كي يعلم ان طاعة كاولاة الامر ليست طاعة مستقلة بذاتها. بل هي طاعة مقيدة بما جاء فاذا امروا بخلاف الشرع فانهم لا يطاعون في ذلك. ومن نكت البلاغة القرآنية رعاية ايراد الكلمة في محلي واخلاء محل اخر مشابه منها فان ذلك متضمنا لمعنى يفهمه من يفهمه فيغفل عنه من لا يدركه وهذا من موضع من سورة النساء وهذه الطاعة التي امرنا الله سبحانه وتعالى في حق ولي الامر هي كما سلف غير الا بل هي تابعة لطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم انما الطاعة اسس المعروف والمراد بالمعروف بالشيء الذي عرف انه حق من الكتاب والسنة فاذا عرف الشيء بانه حق من الكتاب والسنة اطيعوا فيه واذا عرف انه على خلاف الحق فانهم لا يطاعون ثم ذكر قول الله سبحانه وتعالى فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وهذا امر للمؤمنين بان يتقوا الله ما استطاعوا وان يسمعوا لاميرهم ويطيعوه وهو النبي صلى الله عليه وسلم والسمع والطاعة الفرق بينهما ان السمع قبول الامر وان الطاعة امتثاله بالفعل او الشرط. فاذا القى اليك ولي امرك عن غيره شيئا فقبلته فذلك سمع. فاذا امتثلته في الاقدام على الفعل والاحزان عما امرت بالكشف عنه. كان ذلك طاعة. وبهذا كرر بالأدلة الواردة في جهاد العصر الجمع بين السمع والطاعة بقوة ما بينهما من الاقتران وكما رحمه الله تعالى من ان يشرح بعضها بعضا ويدل بعضها على بعض فطاعة ولاة الامر المذكورة في اية النساء فسرها قوله صلى الله عليه وسلم انما الطاعة بالمعروف فدل على ان مقيدة بما كان على وفق الشرع فاذا كان على خلاف فانهم لا يطاعون. وقد قال الامام احمد رحمه الله تعالى الحديث يفسر بعضه بعضا. وهذا وان وقع في كلام ابي عبدالله خصوصا بالحديث فانه كذلك واقع في كلام الله سبحانه وتعالى. والقرآن يفسر بعضه بعضا والحديث يفسر بعضه بعضا. نعم. كالواجب على جميع المسلحين التعاون مع اولياء التعاون مع ولاة الامور في الخير. والطاعة في المعروف وحفظ الالسنة عن اسباب ولهذا يقول الله جل وعلا فمن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ايردوا الحكم في ذلك الى كتاب الله والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم باتباع الحق والتلاقي على الخير تحذير من الشرع هذا هو طريق اهل الهدى وهذا هو طريق المؤمنين. اما من اراد دفن الفضائل والدعوة الى ونشر كل ما يقال مما فيه قدح او باطل فهذا هو طريق الفساد وطريق وفريق الفتن. اما اهل الخير والتقوى فينشرون الخير ويدعون اليه. ويتناصحون بينهم فيما خالفوا ذلك حتى يحصل الخير ويحصل الوفاق والاجتماع والتعاون على البر والتقوى. لان الله جل وعلا فيقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. ويقول سبحانه عصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر بعد ان بين المصنف رحمه الله تعالى ان العبد مأمور بالسمع والطاعة لولاة الامر ارصد للواجب على جميع العباد وهو التعاون مع ولاة الامر في الخير. والطاعة في المعروف وحفظ الالسنة عن اسباب للفساد والشر والفرقة والامتنان. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى فان تنازعتم في شيء الى الله والرسول فان العبد اذا عرض له شيء فيما يتعلق بطاعة ولي امره فانه لا يرد لا يرد لهذا العالم الى عقله ورأيه وهواه لم يرده الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم. والرد الى الله الى كتابه والرد الى رسوله اليه في حياته والى سنته بعد موته كما جاء هذا عن ميمون ابن نهران من التابعين كجماعة من اهل العلم فكيف الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهم الله تعالى فاذا عرضت هذه الحال فان العبد لا يؤذن له ان ينشر قبائل ولاة الامر وان يدفن وايادينا فضائلهم تحت ذريعة وقوع عارض يوجد مخالفته لهم بل هو مأمون بان يرد ما وقع بينه وبينهم ينزع الى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والحجة من ذلك هو حسن العلماء العارفين. وهذا هو طريق اهل الهدى والايمان. واما والدعوة الى الفساد ونشر القبائح والقبح في ولاة الامر بحق او بباطل فهذا ليس طريقة اهل الخير بل روى ابن ابي عاصم في كتاب السنة وابن عبد البر في التمهيد في اخرين بسند صحيح عن انس رضي الله عنه انه قال كان بغيائنا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهون عن سب الامراء ومعلوم ان سب الامراء قد يكون بحق وقد يكون بباطل ومع ذلك فان طريقة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هي النهي عن سب الامراء مطلقا سواء كان ذلك بحق او باطل لان سببهم سبهم يولد مخالفتهم فينشأوا عن ذلك من الشقاق والفساد فقد يكون المتكلم به لم يعقله حينئذ عقله. وطريقة اهل الخير كما قال المسند رحمه الله تعالى انهم ينشرون الخير ويدعون اليه ويتناصحون فيما بينهم. فيما يخالف ذلك حتى يحصل خير ويحصل الميثاق والاجتماع فان الله عز وجل قال للمؤمنين وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. فلما ذكر صفات اهل السعادة ذكر ان من صفاتهم انهم يتواصون بالحق كما قال تعالى وتواصوا بالحق وان امر بعضهم بعضا بالمعروف ونهى بعضهم بعضا عن المنكر كما جاء عن جماعة من السلف فاقتصر عليه ابن الكبير في تفسيره مم العظيمة للاقامة الحدود ونشر الحق ونشر المظلوم وحل المشاكل. واقامة الحدود والحصاص والعناية بعد الامن واللفظ على يد السكين والظالم الى غير هذا من المصالح العظيمة. وليس الحاكم معصوما انما عليهم الصلاة والسلام فيما يبلغون عن الله عز وجل. لكن الواجب التعاون مع اولى في الامور في الخير والنصيحة فيما قد يقع من الشر والنقص. هكذا فهم المؤمنون. وهكذا امر الرسول صلى الله عليه وسلم امر بالسمع والطاعة لولاة الامور والنصيحة لهم. كما قال رسول الله صلى الله عليه ان الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا يا رسول الله لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وائمتهم. فقال عليه الصلاة والسلام من يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة. ولما سئل عن ولاة الامر الذين لا يودعون قال صلى الله عليه وسلم ادوا الحق الذي عليكم لهم واسألوا الله الذي لكم. فكيف اذا كان ولاة الامور حريصين على اقامة الحسم واقامة العدل ونصر المظلوم ورجع الظالم والحرص على استبداد الامن وعلى في نفوس المسلمين ودينهم واموالهم واعراضهم. فيجب التعامل معهم على الخير وعلى كنفه ويجب الحرص على التناصح والتواصي بالحق حتى يطل السمع ويكثر الخير. لما بين المصنف رحمه الله تعالى ان العبد مأمور بطاعة ولاة الامر وان طريقة اهل الخير والايمان هو اعانتهم على ان البر والتقوى وحثهم على الاخذ بالخيرات. وكشف الالسنة عن الوقوع في اعراضهم وفضل بين رحمه الله تعالى منفعة نصب ولاة الامر فان الشريعة الحكيمة ننسى اكيد نصلي ولاة الامر حين تسلط بعض الخلق على بعض وانما جاءت الشريعة بنصب ولاة الامر كيستقيم بذلك حياة الناس في دينهم ودنياهم. فيحصل بوجود ولاة الامر من اقامة الحدود واقامة السريعة وحل المعضلات والقصاص والعناية باسباب الامن والاخذ على ايدي السفهاء والظلمة ما لا يحسن اذا لم يكن هناك متول يتولى امور الناس انظر الى حال الامم التي انخرط فيها نظام الولاية كيف ال امرهم الى تعدي بعظهم على بعظ لبعضهم بعضا. ففي نصب الولاية مصالح عظيمة. قد قال جماعة من الفقهاء في بيان وغيره من اهل العلم. ثم بين رحمه الله تعالى ان الحاكم ليس معصوما فان متولي الامارة من المتقدمين والمتأخرين ليس معصوما فيما ينفذه من الاوامر فربما ظلم وربما بطش وربما وقع في اشياء اخرى مما حرمه الله سبحانه وتعالى على الخلق ووقوع هذا منه جارد على كونه عبدا غير معصوم واذا صدر من الحاكم مثل هذا فان هذا لا يوجب عن مناصحته وبيان الحق له وجمع الناس عليه. بل يجب على الانسان حينئذ ان يبذل اليه النصيحة. فان الله عز وجل امرنا بمناصحة من ولاه امرنا. كما جاء في حديث ان الله يرضى لكم ثلاثا وذكر منها وان تناصحوا من ولاه الله امركم. ففي حديث تميم في صحيح مسلم اديني نصيحة ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن من تصرف اليهم تلك النصيحة قال ولائمة مسلمين وعامتي فاذا رأى العبد منهم احلالا بالحق واقامة للباطل ونصرة نضال وهظم لمظلوم فان من حق ذلك المتولي ان تتقدم اليه بالنصيحة على الوجه الذي اذنت به الشريعة. ولهذا بين النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد اذا رأى عن ولي امري شيئا يكرهه لمخالفته السمع فانه يكره هذا الامر البغيض الذي وقعه من الذنوب. ولا ينزعن يدا من طاعة. فيبقى على الوفاء البيعة الذي بايع عليه ذلك المتولي. ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم مع ولاة الامر الذين يحصل منهم الاسلام. وهذا الاخلال قد فسره النبي صلى الله عليه وسلم لقوله انها ستكون بعدي اثرة وامور تنكرونها. فدل على انه يحدث من بعده صلى الله عليه وسلم في الف لام احدهما استئثار الامراء بالدنيا وثانيهما مواقعة الامراء بما حرم الله. ومع خبره صلى الله عليه وسلم بذلك عنهم فانه قال ادوا لهم الحق الذي عليكم واسألوا الله الحق الذي لكم وهذا اذا كان في والي تقع منه هذه المنكرات فان انفاد الطاعة ومشاركته في الخير التواصي على الحق التعاون على البر مع من يحدث عن نفسه لانه يسعى لاحقاق الحق وابطال الباطل ونصرة المظلوم وكف الظالم واعلاء والاحتفال بالكتاب والسنة اولى من غيره. فيجب على الصادق من اهل الايمان والتقوى ان يتعاون معهم بنشر الخير وتقليل الشر وان يناصحهم ويتواصى واياهم الحق ومناصرة جذب هذه الاسرة الامام محمد ابن سعود رحمه الله بهذه الدعوة وحكم بذلك من الخير العظيم ونشر العلم والفقر ونشر الهدى والقضاء على الشرك وعلى وسائل الشرك وعلى قمع انواع الفساد من البدع والضلال ذات ما يعلمه اهل العلم والايمان ممن صبر هذه الدعوة. وشارك فيها وناصر اهلها مارس هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله والاخلاص له. والبعد عن البدع والضلالات ووسائل الشرك حسادة وما جرى من الفتنة المعلومة التي حصل بسببها العدوان. التي حصل بسببها العدوان على هذه الدعوة واهلها ثم جمع الله الشمل على على يدي الامام ترك ابن عبدالله محمد بن سعود والد الامام فيصل بن فرطي رحمة الله على الجميع ثم الا يد ابنه فيصل ابن مسرف ثم على يد ابن عبدالله ابن فيصل ابن ما حصلت فجوة بعد موت الامام عبد الله ابن خيصل رحمه الله فجاء الله العزيز ونفع الله به المسلمين. وجمع الله به الكلمة. ورفع به مقام الحق ونكر به دينه نادي الميلي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وحصل به من العلم العظيم والنعم الكثيرة. واقامة العدل ونشر الحق نشر الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ما لا يخفيه الا الله عز وجل ثم سار على ذلك ابنائهم ومن بعده في اقامة الحق ونشر العدل. والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. والامر بالمعروف والنهي عن المنكر على جميع المسلمين في هذه المملكة التعاون مع هذه الدولة في كل خير ثلاث ممن يقوم للدعوة الى الله ونشر الاسلام. والدعوة الى الحق يجب المشارق وفي مغاربة فكل دولة تدعو الى تدعو للحق وتدعو الى تحكيم شريعة الله وتنصر دين الله التعاون معها اينما كانت. وهذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق وجمع بها الكلمة وحصل من النعم العظيمة ما لا الا الله فليست معصومة وليست كاملة. كل فيه نقص فالواجب التعاون معها على اكمال النقص وعلى ازالة النقص وعلى سد الخلل بالتناصح والمكاتبة الصالحة والزيارة الصالحة. لا بنشر الكلاب نشر الشر والكذب. ولا بنقل ما الى بل يجب على من اراد الحق ان يبين الحق ويدعو اليه وان يسعى في ازالة النقص بسوق السليمة هذه الطرق الطيبة وبالتماسح والتواصي بالحق. هكذا كان. لما بين المصنف رحمه الله تعالى الاصول المقررة في بعض حقوق ولاة الامر من السمع والطاعة والنصيحة وايصائهم الخاص ومعاونته مع الخير فرأى رحمه الله تعالى ينزل تلك الادلة على ما امر ومن الناس في الدولة التي انتظم حكم المتولين عليها وهم ال سعود منذ سنين طويلة تبين رحمه الله تعالى ان الله سبحانه وتعالى من على هذه البلاد بدعوة شيخ الامام نجدد من درس من اعلام الدين محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى. ونصره في دعوته الى التوحيد شريعة جد هذه الاسرة وهو الامير محمد ابن سعود رحمه الله تعالى فحصل بقائم العلم والسيف وبناء الدين والدولة حصل من الخير الكثير على هذه البلاد ما لم تكن تحظى به في ذلك الزمان حتى صارت الدرعية هي حاضرة بلادي كلها وكانت من قبل قرية تفوقها قرى كثيرة مما حولها بالرياضة والريادة فصارت الدرعية الولاية والقيادة وصار لاهلها من السعة في الارزاق ما لم يكن لاجدادهم من قبل ثم فسار على طريق الامامين الامام محمد بن عبد الوهاب ونصيبه الامام محمد بن سعود شرع على طريقنا احفاد بينك البيتين من ابي سعود والشيخ فتولى ال الشيخ الدعوة وتولى ال سعود الدولة وصارت تلك الدولة مبنية على الدين. ثم حصل ما حصل على تلك الدولة وانفرط عقدها الاول ثم عادت الدولة مرة اخرى على يد سوس بن عبدالله ثم تولى بعده ابنه فيصل ثم عبد الله بن فيصل ثم حصل ما حصل وانفرط عقدها مرة ثانية ثم انتظم عقدها مرة ثالثة لقيام الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى ببناء هذه الدولة الثالثة التي جاءت دولة على الدين وانعم الله سبحانه وتعالى على امر هذه البلاد لان هذه الدولة رضيت دينا صار الشر الحكيم هو المحكم فيها في عهودنا الثلاثة. ولا يقدر قدر النعمة التي ارسلها الله سبحانه وتعالى علينا في هذه الدولة الثالثة لا يقدر من قدرها الا احد رجلين رجل عاش شيئا مما سبق من احوال الناس بالخوف والجوع والنزاع والتفرق او رجل عانى ذلك اما بمطالعة الكتب والوثائق المنقولة في هذا الباب او بان يعيش في بلاد يلتقي اهلها الفرقة والاعتداءات والفقر والشرك والبدعة وانما تنقض عرى الاسلام عروة عروة نشأ في الاسلام من لم يعرف الجاهلية كما حفر عن عمر رضي الله عنه فمن اعظم النعم علينا ان الله سبحانه وتعالى علينا بهذه الدولة التي تبنت الحكم للدين. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان هذه الدولة المبنية على هذا الاساس وهو الحكم بالدين يجب على جميع المسلمين في هذه الدولة مناصحتهم ومعاونتهم على الخير وحثهم عليه ونصل فضائله وليس هذا مختصا بهم بل كل دولة سعت الى تحكيم شرع الله ونسمع في التوحيد ووأد الشرك ومحاربة البدعة فانه يجب التعاون معها ثم ذكر رحمه الله تعالى ان هذه الحالة التي ذكرت عن هذه الدولة لا تقتضي كمالها فان هذه وان كان فيها ما فيها من الخير ففيها ما فيها من النقص والشر. ووجود النقص فيها لا يقتضي الغاء ما فيه الخير للمنازعة والدعوة الى ما لا يحبه الله سبحانه وتعالى ولا اربعة من تفريق الجماعة وتشكيك الكلمة واشاعة الفوضى والدعوة الى عصبيات تثير النزاع والخصومة بين المسلمين فيها. بل الواجب اكمال ذلك النقص والتواصي بالحق والتعاون على الخير والدعاء لولاة الامر ومكاتبتهم هذا كله مما يحصل به تقديم النقد. هم. هكذا كان طريق المؤمنين وهكذا حسن الاسلام وهكذا طريق من يريد الخير لهذه الامة. ان يبين الخير والحق ان يدعو اليه وان يتعاون معه النور في ازالة النفس وازالة الخلل. هكذا اوصى الله جل وعلا بقوله سبحانه وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب. فيقول سبحانه فالدين النصيحة ديني النصيحة. فمن اهم واجبات التعاون مع ولاة الامور في اظهار الحق والدعوة اليه وطمعه والقضاء عليه وفي نشر الفضيلة ومحاربة القبيلة بالطرق الشرعية ويجب على الرعية التعاون مع الاناري ومع الهيئات وعن ومع كل داعي من الحق يجد التعاون على الحق على اظهاره والدعوة اليه وعلى ترك الفساد والقضاء عليه. هذا هو الواجب على جميع المسلمين بالسوق التي شرعها الله في قوله ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي كم؟ وفي قوله سبحانه كانوا قولا مما دعا الى الله وعمل صالحا هي احسن الى الذين ظلموا منهم. وفي قوله سبحانه فبما رحمة من الله من وكلهم وفي قوله عز وجل لموسى وهارون لما بعثهما الى والمقصود ان الواجب على جميع من التعاون مع ولاة الامور في الخير والهدى والصلاح حتى يحصل الخير ويستتب الامن وحتى يقضى على الظلم حتى يوصل المظلوم وحتى تؤدى الحقوق. هذا هو الواجب على المسلمين التعاون مع الولاة ومع القضاة الدعاة الى الله ومع كل مصلح في نصر المظلوم ورفع الظالم واقامة امر الله يجب التعاون من حاد عن الخير اسباب النجاة حتى يحصل الخير العظيم والمصالح على الفساد والشر والاختلاف بالطرق الشرعية. بعد ان حقق المصنف رحمه الله تعالى وجود النقص في هذه الدولة وحث على السعي في اكمال النقص وبين ان اكمال النقص يكون ببذل النصيحة والتعاون على الخير واشاعة البر نبه ان الاخذ بهذه الطريق هو طريق المؤمنين وان هذا هو حكم الاسلام. فليس هذا مما يحمل عليه الرأي فقط او تميل اليه النفس بالهوى فقط ولكنه هو الحكم الذي رضيه الله سبحانه وتعالى قال فمن وجد نقصا في ولاة امره فانه مأمور بالسعي في اكماله. وذلك الاكمال يقوم بما اعاد المخلج رحمه الله تعالى نشره مرة اخرى وهو التعاون على البر والتقوى وبذل النصيحة واظهار الحق والدعوة عليه والدعوة اليه بالطرق التي شرعها الله من الحكمة والموعظة الحسنة ولزوم الرفق والسعي في اصلاح النقص على وجه لا يحصل به فساد اكبر من النقص المطلوب دفعه. مم والناس في خير ما تناصحوا وتآينوا على البر والتقوى. فاذا تعاونوا على الباطل وعلى الشر والفساد هذا البلاء ورجع الامن وانتصر الباطل ودفن الحق. وهذا هو الذي يحبه الشيطان والذي يدعو اليه شياطين الانس والجن فالواجب الحذر مما يدعو اليه شياطين منك والجن والتواصي بكل اسباب وبكل اسباب ايها الهدى والتواصي بالتعاون مع ولاة الامور في كل خير. ومع كل من يدعو الى الخير واقامة امر الله من اسباب الشرطة والاختلاف هذا هو الواجب كما قال سبحانه وتعالى فتعاونوا على البر والتقوى ولكن تعاونوا عليه والعدوان فاتقوا الله ان الله شديد العقاب. فقال جل وعلا ما كان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. وقال سبحانه اتقموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا هذا هو الذي فيه النجاة والايمان الصادق والعمل الصالح عاقبتي الحميدة فلهذا الخير ويحسن التعاون على البر والتقوى ويدحض الشر فتأمن ينادو ويستتب الامن ويحسن التعاون على الخير. فيرتبع السفيه المفسد وينتقل صاحب الحق صاحب الهدى ونسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يوفق الجميع للخير المسلمين جميعا. وان يعيذنا واياهم من شرور النفس ان اعمال واتباع الهوى وان يعيدنا جميعا من مضلات في السماء فما نسأله سبحانه ان يوفقنا وان يعينهم على كل خير. وان ينصر بهم الحق وان يمنحهم الفقه في الدين وان انهم للخير وان يعيدهم من كل ما يخالف شرع الله وان يجعلنا واياكم واياهم المهتدين فما نسأله سبحانه ان يصلح احوال المسلمين في كل مكان ويصلح قادتهم وان يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى انه بعد ان بين المصنف رحمه الله تعالى ان حكم الاسلام في النقص الذي يأتي بولاة الامر هو بذل النصيحة لهم والتعاون معهم في الخير وحثهم عليه اخبر رحمه الله والله تعالى بان الناس لا يزالون في خير ما تناصحوا. وتعاونوا على البر والتقوى. واذا تعاونوا على ظد ذلك وهو الباطل والشر والفساد كاد البلاء ونزع الامن وحل الخوف وانتصر الباطل وبمصلى الحق وهذا هو الذي يريده الشيطان من اهل الاسلام في هذه البلاد. فالواجب على العبد استمساك في هذا الاصل ان يحذر من شياطين الانس والجن الذين يوحي بعضهم الى بعض الجحر فالقول مرورا ببث اسباب الفرقة عقد الولاية واساءة الفوضى بدعاوي منها شيء حق لكنه لا يفضح بمثل هذا ومنها شيء باطل فلا يعول عليه البتة هذا هو الطريق الذي رضيه الله سبحانه وتعالى لنا وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم لاستفاض تقيره كلام السلف رحمهم الله تعالى. وهذا اخر التقرير على هذا الدرس لكنه ليس اخر الدرس. فهذا الدرس الذي ذكرناه اقول لكم في مجلس درس هل احد منكم يرى ان شيئا مما قلناه؟ عليه اعتراض طيب انا عندي اعتراضات قد ننسج هذا الذي ذكرناه حتى يحق الحق في القلوب. الاعتراض الاول ان هذا الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى لكنه لا يتعلق بولاة العصر وانما يتعلق وبالإمام الأعظم والمراد بالإمام الأعظم الإمام الذي يتولى جميع بلاد الإسلام كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. فانهم كانوا يتولون كل بلاد الاسلام. فهؤلاء هم الذين هم السمع واذا لم يوجد امام اعظم ينفي حكمه في كل بلاد الاسلام فعند ذلك لا يكون السمع والطاعة متوجها الى العباد. ما الجواب عن هذا يا فؤاد؟ هذا عبد الرحمن نعم؟ عايز ايه يلا نعم الوجه الاول ان هذا القيد الذي ادعي لا يوجد في كلام الله ولا في كلام النبي صلى الله عليه وسلم فليس في شيء من النصوص اقيدوا ان السمع والطاعة مختص بالامام الاعظم وانما لانها متعلقة بمن ولي الامر. سواء تولاه على بعض المسلمين او على جميع المسلمين. فهذا هذا القيد المدعى لا اصل له. والوجه الثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم انفذ طاعة الامراء في الاسفار. فكان في الدولة الاسلامية الاولى امير خبر هو النبي صلى الله عليه وسلم وامير سفر وهو من يري السرية التي تخرج. وهو يؤمر بطاعته كما يؤمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم. فلذلك بالحديث الموجود في الصحيحين وفيه ان امير تلك السرية امرهم ان يوقدوا نارا ثم يوقوا فيها الى اخر الحديث وفيه انهم لما ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال انما الطاعة بالمعروف لا طاعة في المعصية فدل هذا على نفوذ طاعة امين اخر في ذلك الزمان لم يكن تحت حكم صلى الله عليه وسلم لان الحضر حينئذ منفصل عن السفر ولا يمكن التواصل بينهم. فنشود امر امير السفر في العهد النبوي بمنزلة تعدد ولاة الامر في الدول. الوجه الثالث ان العلماء رحمهم الله تعالى متفقون على تصحيح تعدد الامراء بتعدد الولايات فقد وقع هذا منذ القرون الاولى. فلما كانت دولة زين العباس في اكثر بلاد الاسلام كانت دولة بني امية في الاندلس. وكان العلماء اذا كان زيدان العباس رأوا لهم الطاعة. واذا كانوا عند بني امية رأوا لهم الطاعة ثم لم يزل على ذلك الامر ولا يعرف احد من علماء الاسلام قال بابطال طاعة لنقصان ولايته عن شمال الارض المسلمة كلها. الوجه الرابع مواضع هو ان القائم بهذا القول يقتضي قوله الاعياد من بيعة مع انسانها بوجود المتوليين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات وليس في عنقه بيعة ما كنيسة الجاهلية. فاذا كانت البيعة منشنة جوزي متولي يدعو اليها كانت في الشريعة امرة بصرف البيعة اليه وجعلها في ذلك المحل ومن دعم مع انها لا تطلب الا امام اعظم قد انقطع منذ قنون فما اقتضى هذا ان الناس كلهم على موتة الجاهلية في هذه القلوب جميعا اذا فرغنا من هذا الاعتراف هناك اعتراض ثاني وهو ان يقال هذا الذي لكنه في حق الولايات المستقيم. وليس في حق الولاة الذين يلبسون العمل الصالح بالسيء كانت سيئة فما الجواب عن هذا ها رابعا ماذا؟ ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر هذا الاصل ذكر له الامراء الذين يعدلون بالامور عن وجهها واخبر عن وصفهم فقال انها ستكون اثرة وامور تنكرونها. ومن تقع منهم اثرة والامور المنكرة فانه لا يكون متقيا من كل وجه ولا عادلا من كل وجه. بل فيه عدل يضل وتقوى وفكر. فدل على ان هذا القيد المدعى يخالف ما صرح به النبي صلى الله عليه وسلم. ووراء هذين الترابين وهو ان بث هذا الاصل للناس والدعوة الى طاعة ولاة الامر ان تشييع للحكام باستمرار المعاصي والدعوة اليها واستسهالها والجواب عن هذا ان يقال ان المقررين لهذا الاصل من علماء السنة منبهين على تحقيق الطاعة بالمعروف وهم يرون ان العبد يجب من طاعة ولاة الامر بالمعروف ويحرم عليه طاعتهم في المعصية. واذا كان هذا هو الاصل المقرر فكيف يتوهم ان في بث هذا العصر تشجيعا للولاة على المعصية وتهوينا لهم وهم يعلمون ان الرعية تؤمر بان تطيعهم في المعروف وان تعصيهم في المعصية. ووراء هذا ايضا اعتراض رابع. وهو ان من الناس من يقول انكم تبثون هذه الاصول التي هي حقوق الولاة على الناس ولا تبثون علم الناس بالحقوق التي لهم على الولاة. والجواب عن هذا ان هذا الدعاء المذكور باطل. اما بخاصة الانسان واما في عموم علماء اهل السنة فان اهل السنة كما يبينون حقوق الراعي التي تجب على الرعية فانهم يبينون للراعي ما لهذه رعيتي من حق وانظر مثلا في برنامجنا هذا ونحن متعممين ان فيه من الحقوق الواجبة على ولاة الامر في الصدور للجهاد وفي ذلك رسالة مرابطة لشيخ الاسلام ومن الحقوق الواجبة عليهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لذلك رسالة العلامة ابراهيم بن سيف رحمه الله وتعالى فالمدعون بأن اهل السنة انما ينشرون حقوق الولاة على الناس ولا ينشرون الحقوق التي للناس عن الله هذا بهتان وكذب على اهل السنة والجماعة بل اهل السنة هم قائمون بعبادة الله عن وجه يعرفون ما لهؤلاء وما لهؤلاء. ووراء هذه الاعتراضات ايضا اعتراض خامس وهو زعم من يزعم زعم من يزعم ان حقوق الناس على الرعية هي التي اولى بالاظهار والاشهار لان الناس والمتولون والجواب عن هذا ان الشرع لن يعتد بالكثرة وانما اعتد نعم فان انتظام ولاية حاتم على الوجه الذي رميته الشريعة فيه انتظام حياة الناس ينبغي ان يعرف الناس بحق ولاة الامر لانه اذا جهلوا بانهم اذا جهلوا هذه الحقوق ثم وقع فيها النقص وقعت الفوضى والفساد والنزاع والاتفاق لولاة الامر فاختل قبل حياة الناس ووقع بينهم الامن والواقع بينهم الخوف والاضطراب. ووراء هذه الاعتراضات اعتراض ثابت وهو ان في اشاعة هذا الاصل تجلفا للسلاطين. وهذا الاعتراض من اسود لانك مأمور بوصل نيات الناس الى ربهم. اذا كنت تطلب عبودية الله سبحانه وتعالى بحكمك على هذا الاصل بان من يشتغل بنفسه يتجلى الى الشياطين حكم على نيته. واين متى؟ العلم بهذه ثم لو سلم بان هذا يتجلف بذلك الى السلاطين فهذه واما الذي يبثه هو اصل شرعي. كما انك اذا رأيت مصليا هو في قلبه يرائي. فان وان كانت نيته فاسدة. ومن يبث هذا الاصل متجلفا للشياطين. اذا علمت نيته فنيته فاسدة ولكن الذي يبثه حق يجري الاخذ به. ووراء هذا البقال لماذا لا قالوا ان بث هذا الاصل تقرب الى رب العالمين وليس تجلدا الى الصراطين. لان هذا الاصل لم تأمر به على المستوى النوني في دولة دون دولة. وانما امر الله عز وجل به وامر به رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا الامر لا يتعلق بدولة ال سعود وما يتوهمه بعض الناس يتعلق بدولة بني امية ودولة بني العباس ودولة المماليك ودولة الايوبيين ودولة بني عثمان وبذلك من الدول الاسلامية التي كانت وتكون الحمد لله سبحانه وتعالى فهو اصل متعلق بالشرع واذا بثه الانسان كان بثه له عند الصادقين المؤمنين تقربا الى الله سبحانه وتعالى وليس تقربا الى الشياطين. ووراء هذه مع بعض اعتراض كامل. وهو ان بعض الناصحين رأوا ان في قرارهم في هذه الاصول تيسيرا للطلبة وابغاضا وتغييرا للدروس في نفوسهم. لان الناس ينظرون بطبع الاحرار من ذكر جريان واحكام غيرهم عليهم والجواب عن هذه ان يقال ان المعلم بالنسبة للمتعلم فالطبيب بالنسبة للمريض واذا كان الطبيب يعلم ان للدواء مرارة ثم يمتنع من اعطائه المريض وفيه شفاؤه لاجل ان تلك مما لا تقبله نفسك مريض. فاذا كانت الطبيب تاركا بمنفعة المريض الاتي لاجل منفعة عاجلة تتغير فانه ليس بطبيب وانما الطبيب الحادق هو الذي يدفع الدواء الى مريضه ويتلطف به في احقاقه. حتى يقبل هذا الدواء فينتفع به وكذلك معلم الخير انما يبث هذا الاصل بعلمه بان فيه منفعة للمتلقين ثمان المتوجهين بقلوبهم الى الله سبحانه وتعالى لا ينصبون اعينهم الى كما انهم يحبسون ما استطاعوا عن الدموع. فان عبودية الله سبحانه وتعالى لا ينظر فيها الى كثرة عدد والجسام خلف وانما ينظر فيها الى جريان النشأ. ولذلك كان سنة للخلق من المعلمين ربما جلسوا بواحد كما كان النافع مولى ابن عمر يجلس بعد صلاة الفجر في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن يجلس اليه الا مالك كتب عنه مالك علمه وروى حديثه وامتلأت الصحاح والسنن والمسانيد من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر فليس في العبرة بالصبرة ولكن العبرة بقبول الله سبحانه وتعالى منك عملك وسعيك في الخير الذي فاذا كان النبي يأتي وليس معه احد كما ثبت للصحيح. فهل من العقل ان يلتفت المعلم الى ان يأتي معه احد وهو اقل من الانبياء عدة ان هذا خلاف عن الشريعة. والمقصود من ايراد الاعتراضات هو ان يتمهر طالب العلم في انزال ما يتلقاه من العلوم والمعارف فلا سيما في الاصول المشكلة انزالها على احوال الناس كي يتلطف في اصلاح احوالهم ودفع شبهاتهم اذا عرضت عليه فانه قد يعني يعرض عليك شيء من هذه الشبه تتبعه بمثل هذه الحجج التي ذكرنا. نسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم ان يصلح احوال المسلمين وان يؤلف بين قلوبهم وان يهديهم لاقوم امنهم وان يعز بلاده الاسلامية سنة وان يقيها كيد الفجار وشر الاشرار وان يحيينا جميعا على الاسلام والسنة جميعا على الاسلام والسنة وهذا اخر الدرس الخامس من هذا البرنامج وبه بحمد الله نكون قد قطعنا نصف القط قطعنا ستة الطريق ونسأله سبحانه وتعالى خير المسير المصير والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين