السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله ابن عمر عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باغراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم فيطلع منه المنتهون الى تحقيق لمسائل العلم هذا شرح الكتاب العاشر من برنامج مهمات العلم في ساته الرابعة اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف فهو مقدمة في اصول التفسير لشيخ الاسلام ابي العباسي احمد بن عبدالحليم ابن تيمية النميري رحمه الله المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعين وسبعمائة. ها احسن الله اليكم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه مسلمين يا رب العالمين. باسنادكم حفظكم الله الى شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية رحمه الله انه قال في كتابه مقدمة في اصول التفسير بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر واعن برحمتك الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما اما بعد فقد سألني بعض الاخوان ان اكتم له مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه. والتمييز في منقول ذلك فمعقوله بين الحق وانواع الاباطيل والتنبيه على الدليل الفاصل بين الاقاويل فان الكتب المصنفة بالتفسير مشحونة بالغث والسمين والباطل الواضح والحق والعلم اما نقل مصدق عن معصوم واما قول عليه دليل معلوم وما سوى هذا فاما مزيف مردود واما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود وحاجة الامة ماسة الى فهم القرآن الذي هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم الذي لا تزيغ به الاهواء ولا تلتمس به الالسن. ولا يخلق على كثرة ولا يخلق على كثرة الترديد ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء من قال به صدق ومن عمل به اجر. ومن حكم به عدن ومن دعا اليه هدي صراط مستقيم ومن تركه من جبار قسمه الله. ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله. قال تعالى فاما يأتينكم مني فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة قيامة اعمى قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى قال تعالى قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم. وقال تعالى كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط عزيز حميد الله الذي له ما في السماوات وما في الارض. وقال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما انت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكننا جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض. الا الى الله تصير الامور. وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب بتيسير الله تعالى من املاء الفؤاد والله الهادي الى سبيل الرشاد. ذكر المصنف رحمه الله تعالى كلامه ان هذه المقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن وهذه القواعد المشار اليها مندرجة في علم التفسير لكن من الناس من يسميها اصولا فيقول اصول التفسير ومنه تسمية هذا الكتاب مقدمة في اصول التفسير فان هذا الاسم ليس من وضع المصنف وانما وضعه الناشر الاول للكتاب من علماء ال الشط ثم اشتهر وفشى عند الناس نسبة هذه المقدمة الى علم اصول التفسير ومن الناس من يسمي تلك القواعد الكلية بقواعد التفسير ويريد بها معنا اخر غير المعنى المعروف في علم اصول التفسير ولا يزال هذا العلم بكرا محتاجا الى تحرير اذ الخلط فيه ظاهر بين الاصول والقواعد فهما باعتبار الوضع الاصطلاحي متباينان فان الاصول هي مقدمات العلم التي يبنى عليها والقواعد هي نتائج ملتقطة من العلم بعد تحليله وتقريره وتقريره علم اصول الفقه وقواعده بالنسبة اليه فان علم فان علم اصول الفقه بمنزلة المقدمات التي تشيد عليها الاحكام وقواعد الفقه بمنزلة النتائج التي استخلصت من علم الفقه بعد استقراره. فلما استقر ونضج ادى تتبع جزئياته الى ابراز قواعد ينتظم فيها الفقه اجمع فيكون الامر كذلك بما يتعلق بعلم التفسير فتطلق اصول التفسير على ما يتقدم عليه من الالة التي تعين على فهم القرآن وتطلق قواعد التفسير على النتائج الناشئة من النظر في التفسير فمن اصول التفسير مثلا ان يقال ان الدالة عن الاستغراق مفيدة للعموم فقوله تعالى ان الانسان لفي خسر يدل على ان جميع جنس الانسان في خسران لان الداخلة على كلمة انسان دالة على استغراق جميع الافراد وشمول هذا الحكم جميع الناس فتكون هذه القاعدة معينة على فهم الاية والاطلاع على تفسيرها واذا قلنا مثلا كما صح عن ابن عباس رضي الله عنه فيما رواه الفنيابي في تفسيره كل سلطان في القرآن فهو حجة فهذا من قواعد التفسير لا من اصوله فتتبع موارد هذا اللفظ ومواقعه من القرآن ادى الى الجزم بان السلطان اذا ذكر فالمراد به الحجة والمقصود ان تعرف ان بين اصول التفسير وقواعده فرقا وان اسم القواعد الذي اطلقه المصنف رحمه الله في قوله تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن اراد به المعنى اللغوي للقاعدة وهو الاساس ولم يرد به الحقيقة الاصطلاحية في هذا العلم فالكتاب فيه اشياء تتعلق باصول التفسير وفيه اشياء تتعلق بقواعد التفسير وعلم التفسير من العلوم المفتقرة الى بذل جهد في تحريره وانضاجه فانه من العلوم التي عدها الزركشي مما لم ينضج ولم يحترق اي لم يقم على سوقه ولم يستوفي بيانه فهو محتاج الى نظم لآلئه وجمع في عقد واحد وترتيب علومه لتتميز ويسهل البناء عليها والوصول الى مقاصد هذا العلم ولا ادل على عدم انتظام ذلك من عسر الترقي فيه. فان علم التفسير اذا طلب احدنا جادة توصله اليه لم يجد امرا مرتبا يترقى فيه كما يجده في سائر العلوم فيكون الوصول اليه مضنيا الا من هداه الله الى جادة توصل اليه وسبق نعت شيء من ذلك في دروس سبقت في رمضان في السنة قبل الماضية والمقصود ان تعرف ان وضع هذا الكتاب لم يكن مرادا به اصول التفسير خاصة. وانما هي مقدمة تتضمن جملة من اصول التفسير وقواعده المعينة على فهم القرآن الكريم وقد ذكر المصنف رحمه الله في جملة ما ذكر ان العلم اما نقل مصدق عن معصوم واما عليه قول معلوم وما سوى هذا فاما مزيف مردود اي باطل مردود على صاحبه لا حقيقة له واما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود والبهرج على زنة جعفر هو الشيء الرديء فيكون من هذا فيكون من العلم ما يتوقف عن قبوله. لا يعلم انه رديء فيترك ويطرح ولا يعلم انه مميز اي جيد يقبل فيصح فيتوقف عن قبوله لعدم امكان الحكم عليه. ثم ذكر رحمه الله تعالى نعوتا لكتاب الله عز وجل جاءت في حديث علي وسيذكره المصنف فيما يستقبل ومنها قوله لا تزيغ به الاهواء اي لا تميل به الاهواء فلا تخرجه عن حقيقته التي ارادها الله عز وجل به فقوله ولا تلتمس به الالسن اي لا تختلط به الالسن وقوله لا يخلق عن كثرة الترديد اي لا يبلى ولا تذهب جدته كلما ردد بل ترديده يزيده جمالا فوق جمال ويجد فيه العبد من حلاوة المباني وجلالة المعاني كلما كرره ما لم يجده من قبل فمهما نزف العبد منه تلاوة وتفهما وتفسيرا فانه لا زال يجده عين فياضة تنبع بالعلوم والمعارف والحقائق الايمانية فهو معين العلم والايمان الذي لا ينضب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فاصل في ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن يجب ان يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن كما بين لهم الفاظه. فقوله تعالى لتبين للناس ما نزل اليهم يتناول هذا وهذا. وقد قال ابو عبد السلمي رحمه الله تعالى حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن كعثمان ابن عفان وعبدالله ابن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يجاوزوها حتى يتعلموها في امر العلم والعمل قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة وقال رضي الله عنه كان الرجل اذا قرأ البقرة وال عمران جد في جد في اعيننا وقام ابن عمر رضي الله عنهما على حفظ البقرة عدة سنين قيل ثمان سنين ذكره مالك رحمه الله وذلك ان الله تعالى قال كتاب انزل اليك مبارك ليدبروا اياته وقال افلا يتدبرون القرآن وقال افلم يتدبروا القول وتدبروا الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن وكذلك قال تعالى وعقل الكلام متضمن لفهمه ومن المعلوم ان كل كلام في المقصود منه فهم معانيه دون مجرد الفاظه فالقرآن اولى بذلك. وايضا فالعادة تمنع ان يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب الحساب هنا يستشرح فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ولهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا وهو وان كان في التابعين اكثر منه في الصحابة فهو قليل بالنسبة الى من بعدهم. وكلما كان العصر اشرف كان اجتماع والائتلاف العلم والبيان فيه اكثر ومن التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة كما قال مجاهد رحمه الله عرضت المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما موقفه عند كل اية منه اسألوه عنها ولهذا قال الثوري اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به. ولهذا يعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري وهو وغيرهما من اهل العلم. وكذلك الامام احمد وغيرهم من صنف في التفسير يكرر الطرق عن مجاهد اكثر من غيره. والمقصود ان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة. وان كانوا قد يتكلمون في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال كما يتكلمون في بعض السنن والاستنباط والاستدلال. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن كما بين لهم الفاظه فبيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن نوعان فبيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن نوعان الاول بيان الالفاظ في كيفية قراءتها بيان الالفاظ في كيفية قراءتها والثاني بيان المعاني بمعرفة تفسيرها بيان المعاني بمعرفة تفسيرها وهما مجموعان في قوله تعالى لا تحرك به لسانك ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه فقوله فاتبع قرآنه اشارة الى الالفاظ والمباني وقوله ثمان علينا بيانه اشارة الى المقاصد والمعاني فبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا وهذا وبيان النبي صلى الله عليه وسلم معاني القرآن نوعان وبيان النبي صلى الله عليه وسلم معاني القرآن نوعان احدهما البيان الخاص البيان الخاص ويقصد به بيانه صلى الله عليه وسلم لالفاظ معينة في القرآن بيانه صلى الله عليه وسلم بالفاظ معينة في القرآن كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في تفسير غير المغضوب عليهم ولا الضالين ان المغضوب عليهم اليهود وان الضالين هم النصارى رواه الترمذي من حديث سماك ابن حرب عن عباد ابن حبيش عن عدي بن حاتم رضي الله عنه مرفوعا واسناده حسن والاخر البيان العام وهو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وتقريرا فانها مبينة للقرآن كما قال تعالى لتبين للناس ما نزل اليهم كما قال تعالى لتبين للناس ما نزل اليهم وهو يتناول كل بيان منه صلى الله عليه وسلم للقرآن لفظا ومعنى على وجه الخصوص او العموم وبهذا التحرير يعلم جواب سؤال شهير وهو هل فسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ام لا وجوابه ان يقال ان اريد بالتفسير ما يرجع الى البيان الخاص بان يكون النبي صلى الله عليه وسلم بين كل لفظ من الفاظ القرآن فلا اذ ليس كل لفظ في القرآن الكريم محتاجا الى خبر خاص فقد نزل بلغة عربية على قوم عرب وان اريد به البيان العام الكلي في مقاصده وحقائقه واوامره ونواهيه فنعم فسنته صلى الله عليه وسلم وسيرته كلها بيان للقرآن الكريم فقد كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم يأخذون القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم جامعين بين بيان الالفاظ والمباني وبيان المقاصد والمعاني كما قال ابو عبدالرحمن السلمي رحمه الله احد التابعين حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ايات انهم كانوا يقتربون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ايات فلا يأخذون في العشر الاخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل فلا يأخذون في العشر الاخرى حتى يعلموا ما في هذه الايات من العلم والعمل قالوا فعلمنا العلم والعمل رواه احمد عنه باسناد حسن. فالصحابة تلقوا بيان الالفاظ والمعاني عنه صلى الله عليه وسلم وكانوا يأخذون مدة في حفظ السورة لانهم يعتنون بفهم معانيها وضبط مبانيها فلم تكن همتهم محصورة في الالفاظ فلم تكن همتهم محصورة في الالفاظ والمباني. بل كانوا يضمون اليها التعرف الى المقاصد والمعاني وكان انس رضي الله عنه يقول كان الرجل اذا قرأ البقرة وال عمران جد في اعيننا يعني عظم رواه احمد قال حدثنا يزيد ابن هارون عن حميد عن انس واسناده صحيح واصله في صحيح مسلم فكانوا يعظمونه لانه جمع بين حفظ المبنى وفهم المعنى في سورتين عظيمتين هما البقرة وال عمران وكانت هذه هي سنتهم المثلى في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته وقد ذكر المصنف رحمه الله ان ابن عمر رضي الله عنهما اقام على حفظ البقرة بضع سنين وقيل ثمان سنين وعزاه الى موطئ ما لك وقد اخرجه عنه بلاغا اي قال بلغني ان ابن عمر والبلاغ من جملة الاحاديث الضعاف والمذكور في الموطأ هو تعلم البقرة لا حفظها والتعلم حفظ وزيادة فهو حفظ المبنى وفهم المعنى والثابت عنه رضي الله عنه انه تعلمها في اربع سنين رواه عنه ابن سعد في كتاب الطبقات باسناد قوي وانما كانت تطول مدة احدهم في تعلم السورة لانهم كانوا يضبطون الالفاظ ويتفهمون المعاني فلم يكن طول المدة لضعف التهم ووهن مداركهم وفتور عزائمهم بل لاجل ما كانوا ينفقونه من الزمان في ضبط المبنى وفهم المعنى ومقصود الكلام هو معناه لا مبناه فمقصود الكلام هو معناه لا مبناه وعامة جالس العلوم كما ذكر المصنف يعتنون بتحقيق هذه العادة فيما يتعاطون من علومهم فكيف بالقرآن الكريم فاذا كانت العلوم الاخرى يتوقف في الانتفاع بها على فهم معانيها المنطوية مستكنة في نثر مبانيها فالقرآن اولى واحرى ان لا يتحقق الانتفاع الكامل به الا بفهم معانيه مع ضبط مبانيه ثم ذكر المصنف ان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليل جدا لامرين احدهما كمال علومهم وسلامة بيانهم كمال علومهم وسلامة بيانهم اذ القرآن عربي وهم عرب خلص اذ القرآن عربي وهم عرب خلص والاخر وحدة الجماعة وقلة الاهواء وحدة الجماعة وقلة الاهواء وعدم التفرق واليه ما اشار المصنف بقوله وكلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه اكثر انتهى كلامه ثمان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة ومنهم من تلقى جميع التفسير كما قال مجاهد اردت اردت القرآن على ابن عباس ثلاثة عروضات اقف عند كل اية اقف عند كل اية واسأله فيما انزلت وفيما كانت رواه الدارمي وغيره عنه وهو صحيح عنه وروي عن مجاهد انه عرضه ثلاثين مرة وفي هذه الرواية ضعف والمحفوظ عنه انه عرظه على ابن عباس للغاية المذكورة ثلاث عوظات ومثله قول ابي الجوزاء الربعي احد التابعين قال جاورت ابن عباس في داره اثنتي عشرة سنة ما في القرآن اية الا وقد سألته عنها جاورت ابن عباس في داره اثنتي عشرة سنة ما في القرآن اية الا سألته عنها رواه ابن سعد باسناد جيد عنه والمقصود ان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم كما تلقوا عنهم علم السنة وان كانوا قد يتكلمون في بعض ذلك بالاستدلال والاستنباط كما كانوا يتكلمون في السنة بالاستنباط والاستدلال لانه حدثت في زمانهم مقالات وتجددت احوال اعوزتهم الى الاستنباط والاستدلال في القرآن والسنة فصدر عنهم من على ما تكلم به من على ما تكلم به الصحابة ما هو من قول في كتب التفسير فالزائدة فالزيادة الواقعة في كلام التابعين في بيان القرآن اصولها الكلية متلقاة عن الصحابة لكن تفاصيل جملها مما جرى منهم فيه الاستنباط والاستدلال للحاجة الداعية الى ذلك القاضية به فيما تجدد من الوقائع والاحوال في زمانهم مما لم يكن في عهد الصحابة رضي الله عنهم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل في اختلاف السلف في التفسير وانه اختلاف التنوع والخلاف بين السلف في التفسير قليل وخلاف في الاحكام اكثر من خلافهم في تفسير وغالب ما يصح عنه من خلاف يرجع الى اختلاف تنوع الى اختلاف تضاد وذلك صنفان احدهما ان يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى غير المعنى الاخر مع اتحاد المسمى بمنزلة اسماء متكافئة التي بين المترادفة والمتباينة. كما قيل في اسم السيف الصارم وذلك مثل اسماء الله الحسنى واسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن فان اسماء الله كلها تدل على مسمى واحد فليس دعاءه باسم من اسمائه الحسنى مضادا لدعاء باسمه مضادا لدعائه باسم اخر بل ان الامر كما قال تعالى ايما تدعوا فله الاسماء الحسنى. وكل اسم من اسمائه يدل على الذات المسماة وعلى الصفة التي تضمنها الاسم. كالعليم يدل على الذات والعلم والقدير يدل على الذات والقدرة والرحيم يدل على الذات والرحمة ومن انكر دلالة اسمائه على صفاته ممن يدعي الظاهرة فقوله من جنس قول غلاة الباطنية القرامطة الذين يقولون لا يقال هو حي ولا ليس بحي بل ينفون عنه النقيضين فان اولئك القرامطة الباطنية لا ينكرون اسما هو علم محض كالمضمرات. وانما ينكرون ما في اسمائه الحسنى من صفات الاثبات فمن وافقهم على مقصود كان مع دعواه الغلو في الظاهر موافقا لغلاة الباطنية في ذلك. وليس هذا موضع بسط ذلك وانما المقصود ان كل اسم من اسمائه يدل على ذاته وعلى ما في الاسم من صفاته ويدل ايضا على الصفة التي في الاسم الاخر بطريق اللزوم. وكذلك اسماء النبي صلى الله عليه وسلم مثل محمد واحمد والماحي والحاشري والعاقب وكذلك اسماء القرآن مثل القرآن والفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب وامثال ذلك. فاذا كان مقصود السائل تعيين مثل ما عبرنا عنه باي اسم كان اذا عرف اذا عرف مسمى هذا الاسم وقد يكون الاسم علما وقد يكون صفة. كمن يسأل عن قوله تعالى ومن اعرض عن ذكري ما ذكره فيقال له هو القرآن مثلا او ما انزله من الكتب فان الذكر مصدر والمصدر تارة يضاف الى الفاعل وتارة الى المفعول. فاذا قال فاذا قيل ذكر الله بالمعنى الثاني كان ما يذكر به مثل قول العبد سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله الله اكبر واذا قيل بالمعنى الاول ان كان ما يذكره هو وهو كلامه وهذا هو المراد في قوله ومن اعرض عن ذكري لانه قال قبل ذلك ثم يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. وهداه وما انزله من الذكر. وقال بعد ذلك قال رب لما حشرتني اعمى فقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها. والمقصود ان يعرف ان الذكر هو كلامه المنزل. او هو ذكر العبد له فسواء قيل ذكر كتاب او كلامي او هداية او نحو ذلك فان المسمى واحد. وان كان مقصود السائل معرفة ما في الاسم من الصفة المختصة به فلابد من قدر زائد على تعيين المسمى مثل ان يسأل عنه القدوس السلام المؤمن وقد علم انه الله لكن مراده ما معنى كونه قدوسا سلاما مؤمنا ونحو ذلك اذا عرف هذا فالسلف كثيرا ما يعبرون عن المسمى بعبارة تدل على عينه وان كان فيها من الصفة ما ليس بالاسم الاخر كمن يقول احمد والحاشر والماحي والعاقب هو الغفور الرحيم اي ان المسمى واحد لا ان هذه الصفة هي هذه الصفة ومعلوم ان هذا ليس اختلاف تضاد كما يظنه بعض الناس. مثال ذلك تفسيره من الصراط المستقيم فقال بعضهم هو القرآن اي اتباعه لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث علي الذي رواه الترمذي ورواه ابو نعيم من طرق متعددة هو حبل الله المتين والذكر حكيم وهو الصراط المستقيم وقال بعضهم هو الاسلام لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث النواس ابن سمعان الذي رواه الترمذي وغيره ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران في السورين ابواب مفتحة وعلى الابواب سطور مرقاة وداع يدعو من فوق الصراط وداع يدعو الى رأس الصراط قال فالصراط المستقيم هو الاسلام حدود الله والابواب المفتحة محارم الله والداعية على رأس الصراط كتاب الله والداعي فوق الصراط واعد الله في قلب كل مؤمن. فهذان القولان متفقان لان دين الاسلام هو اتباع القرآن لكن كل منهما نبه على وصف غير وصف اخر كما ان لفظ الصراط يشعر بوصف ثالث. وكذلك قول من قالهم السنة والجماعة وقول من قالهما طريق العبودية وقول من قال وطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وامثال ذلك فهؤلاء كلهم اشاروا الى ذات واحدة لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها. الصنف الثاني ان لما بين المصنف رحمه الله تعالى وقوع الاختلاف في التفسير بين السلف وحقق قلته فيما مضى بين الصحابة والتابعين بما حكاه من حالهم اخبر ان الاختلاف الواقع بينهم عامته اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد والفرق بينهما ان اختلاف التنوع هو الذي يصح فيه القولان مع ويمكن الجمع بينهما هو الذي يصح فيه القولان معا ويمكن الجمع بينهما واما اختلاف التضاد فهو الذي لا يصح فيه القولان مع ولا يمكن الجمع بينهما واما اختلاف التضاد فهو الذي لا يصح فيه القولان معا ويمتنع الجمع بينهما واختلاف التنوع صنفان احدهما ان يعبر عن المعنى الواحد بالفاظ متعددة ان يعبر عن المعنى الواحد بالفاظ متعددة فيعبر كل واحد منهم بعبارة غير عبارة صاحبه فيعبر كل واحد منهم بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى تدل على معنى في المسمى غير المعنى الاخر مع اتحاد المسمى وقد وصفه المصنف بقوله بمنزلة الاسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة والمراد بالمتكافئة ما اتحدت فيها الذات واختلفت فيها الصفات المخبر بها عنها ما اتحدت فيها الذات واختلفت فيها الصفات المخبر بها عنها واسماء الله الحسنى تندرج في هذا الباب وكذلك اسماء الرسول صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن كلها من هذا الجنس فهي ترجع الى ذات واحدة وفي كل اسم من الاسماء معنى ليس في الاسم الاخر وهذا الصنف ثلاثة اقسام تلتقط من كلام المصنف وهذا الصنف ثلاثة اقسام تلتقط من كلام المصنف اولها تفسير الكلمة بالمعنى المراد بها مما وضعت له لغة او شرعا تفسير الكلمة بالمعنى المراد بها مما وضعت له لغة او شرعا وثانيها تفسير الكلمة بالمعنى الذي تضمنته تفسير الكلمة بالمعنى الذي تضمنته وثالثها تفسير الكلمة بمعنى من المعاني الثابتة فيها بطريق اللزوم تفسير الكلمة بمعنى من المعاني الثابتة فيها بطريق اللزوم مثاله تفسيرهم للصراط المستقيم فمن قال هو الاسلام فهذا تفسير للكلمة بالمعنى المراد منها الذي وضعت له شرعا لحديث النواس الذي ذكره المصنف رحمه الله وفيه قوله صلى الله عليه وسلم فالصراط هو الاسلام رواه احمد في مسنده من حديث معاوية بن صالح عن عبدالرحمن بن جبير عن ابيه عن النواس رضي الله عنه واسناده حسن واصله عند الترمذي وابن ماجه لكن بسند فيه ضعف ومن قال هو طريق العبودية فهذا تفسير للكلمة بالمعنى الذي تضمنته فان الاسلام يتضمن العبودية لله عز وجل. يتضمن العبادة العبودية لله عز وجل ومن قال هو القرآن فهذا تفسير للكلمة بمعنى من المعاني الثابتة لها بطريق اللزوم فان الاسلام له كتاب انزل على رسوله يدل عليه ويبينه وهو القرآن الكريم وفي تقرير ذلك حديث علي الذي ذكره المصنف رحمه الله وهو عند الترمذي واسناده ضعيف. لانه من رواية الحارث ابن عبد الله اهل اعور عن علي والحارث احد الضعفاء نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الصنف الثاني ان يذكر كل منهم من الاسم العام بعض انواعه على سبيل التمثيل. وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق المحدود في عمومه وخصوصه مثل سائل اعجمي سأل عن مسمى لفظ الخبز فاني رغيفا وقيل هذا فالاشارة الى نوعي هذا لا الى هذا الرغيف وحده. مثال ذلك ما نقل في قوله تعالى من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. فمعلوم ان الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهكين محرمات والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات. والسابق يدخل فيمن سبق بتقرب الحسنات مع الواجبات في المقتصدون هم اصحاب اليمين والسابقون اولئك المقربون ثم ان كلا منهم يذكر هذا في نوع من انواع الطاعات كقول القائل السابق الذي نصلي في اول الوقت والمقتصر الذي نصلي في اثنائه لنفسه الذي يؤخر العصر الى الاصفرار او يقول السابق والمتصل قد ذكرهم في اخر سورة البقرة فانه ذكر المحسن بالصدقة والظالم باكل الربا والعادل بالبيع. والناس في الاموال اما محسن واما واما ظالم. فالسابق المحسن باداء المستحبات مع الواجبات. والظالم اكل الربا او مانع الزكاة والمقتصد الذي يؤدي الزكاة مفروضة ولا يأكل الربا. وامثال هذه الاقاويل فكل قول فيه ذكر نوع داخل في الاية انما ذكر لتعريف المستمع بتناول الايات له وتنبيهه به على نظيره. فان التعريف بالمثال قد اكثر من اكثر من التعريف بالحد المطابق. والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن اذا اشر له الى رغيف فقيل له هذا هو الخبز. وقد يزن كثيرا من هذا الباب قوله هذه الايات نزلت في في كذا لا سيما ان كان المذكور شخصا كاسباب النزول المذكورة في التفسير كقولهم ان اية الظهار نزلت في امرأة اوس بن الصامت وان اية لعلي نزلت في عموم في عويمر العجلاني او هلال ابن امية وان اية الكلالة نزلت في جابر ابن الله وان قوله تعالى وان احكموا ما بينه بما انزل الله. نزلت في بني قريظة والنظير. وان قوله تعالى ومن يولهم يومئذ دبره نزلت في بدر وان قوله تعالى شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت نزلت في قضية تميم الداري وعلي ابن بداء وقول ابي وقول ابي ايوب نزلت في قضية تميم الداري وعده ابن مدا وقول ابي ايوب ان قوله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة نزلت فينا نزلت فينا معشر الانصار الحديث ونظائر هذا كثير مما يذكرون انه نزل في قوم من المشركين بمكة او في قوم من اهل الكتاب اليهود والنصارى او في قوم من المؤمنين فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا ان حكم الاية مختص باولئك الاعيان دون غيرهم فان هذا فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الاطلاق. والناس وان تنازعوا في اللفظ الوالد على سبب هل يختص بسببه ام لا؟ فلم يقل احد من علماء المسلمين ان عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين. وانما غاية ما يقال ان لا تختص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ. والاية التي لها سبب معين ان كانت امرا او نهيا فهي متناولة لذلك الشخص ولغيره ممن كان في ممن كان بمنزلته. وان كانت خبرا بمدح او ذم فهي متناولة لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته. ومعرفة سبب النزول تعين على فهم الاية فان العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب. ولهذا كان اصح قول للفقهاء انه اذا لم يعرف ما نواه الحارث رجع الى سبب يمينه وما هيجها واثارها وقولهم نزلت هذه الاية في كذا يراد يراد به تارة انه سبب النزول ويراد به تارة ان هذا داخل في الاية. وان لم يكن السبب كما تقول عنها بهذه الاية كذا وقد تنازع العلماء في قول الصاحب نزلت هذه الاية في كذا وهل يجري مجرى المسند كما لو ذكر السبب الذي انزلت لاجله؟ او يجري مجرى التفسير منه الذي ليس فالبخاري يدخله في المسند وغيره لا يدخله في المسند واكثر المسانيد على هذا الاصطلاح كمسند احمد وغيره بخلاف ما اذا ذكر سببا نزلت عقبا. نزلت عقبة فانهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند. واذا عرف هذا فقول احدهم نزلت في كذا لا ينافي قول الاخر نزلت في كذا. اذا كان اللفظ يتناولهما كما ذكرناه في التفسير مثال واذا ذكر احدهم لها سبب النزلة لاجله وذكر الاخر سببا فقد يمكن صدقهما بان تكون نزلت عقب تلك الاسباب او تكون او تكون نزلت مرتين مرة لهذا السبب ومرة لهذا السبب وهذان الصنفان اللذان ذكرناهما في تنوع التفسير تارة لتنوع الاسماء والصفات وتارة لذكر بعض انواع المسمى واقسامه كالتمثيلات هما الغالب في تفسير سلف الامة الذي يظن انه مختلف ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملا للامرين اما لكون مشتركا في النظرة في اللغة كلفظ قسورة. الذي يراد به الرامي ويراد به الاسد ولفظ عسعس الذي يراد به اقبال الليل وادباره. واما لكونه متواطئا في الاصل لكن المراد به احد النوعين او احد الشيئين كالضمائن في قوله تعالى ثم دنا فتدلى كان قاب قوسين وما اشبه ذلك فمثل هذا قد يراد به كل المعاني التي قالها السلف وقد لا يجوز ذلك. فالاول اما لكون الاية نزلت مرتين فاريد بها هذا تارة وهذا تارة واما لكون اللفظ المشترك يجوز ان يراد به معنى اذ قد جاوز ذلك اكثر فقهاء المالكية والشافعية والحنبلية وكثير من اهل الكلام واما لكون اللفظ متواطئا فيكون عاما اذ لم يكن اذا لم يكن تخصيصي موجب. فهذه النوعية صح فيه القولان كان من الصنف الثاني ومن اقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعض الناس اختلافا يعبر عن المعاني بالفاظ المتقاربة لا مترادفة. فان الترادف في اللغة قليل واما في الفاظ القرآن فاما نادرا واما معدوم وقل ان يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه بل يكون فيه تقريب لمعناه وهذا من اسباب اعجاز القرآن فاذا قال القائل يوم تمور السماء مورا فان النور هو الحركة كان تقريبا اذ المر حركة خفيفة سريعة. وكذلك اذا قال الوحي الاعلام او قيل اوحينا اليك انزلنا اليك او قيل وقضينا الى بني اسرائيل اي اعلمنا وامثال ذلك. فهذا كله تقريب لا تحقيق فان الوحي هو اعلان سريع خفي والقضاء اليهم اخص من الاعلام فان فيه انزالا اليه مويحا اليهم. والعرب تضمن الفعل معنى الفعل وتعديه تأتي. والعرب تضمن الفعل معنى وتعديه تعديته ومن هنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعضهم كما يقولون في قوله تعالى لقد ظلمك لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه اي ما اي معنى نعاجه وقوله تعالى اي مع الله ونحو ذلك والتحقيق ما قاله نحات بصرة من التضمين فسؤال النعجة يتضمن جمعها ضمها الى نعاجه وكذلك قوله تعالى وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك ضمن معنى يزيغونك ويصدونك وكذلك قول تعالى ونصرناه من القوم الذين كذبوا باياتنا ضمن معنا نجيناه وخلصناه. وكذلك قوله تعالى يشرب بها عباد الله ضمن يروى بها ونظائره كثيرة. ومن قال لا ريب لا شك فهذا تقريب والا فالريب فيه اضطراب وحركة. كما قال صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا ما يريبك وفي الحديث انه مر بضرب حاقف فقال لا يريبه احد. فكما ان اليقين ضمن السكون والطمأنينة فالريب ضده مؤمن الاضطراب والحركة. ولفظ الشك وان قيل انه يستلزم هذا المعنى لكن لفظه لا يدل عليه. وكذلك اذا قيل ذلك الكتاب هذا القرآن فهذا تقريب لان المشار اليه وان كان واحدا فالاشارة بجهة حضور غير الاشارة بجهة البعد والغيبة ولفظ الكتاب يتضمن من كون يتضمن من كونه مكتوبا مضموما ما لا يتضمنه لفظ القرآن من كونه مقروءا مظهرا بادئا فهذه الفروق موجودة في القرآن فاذا قال احدهم ان تبسل اي تحبس وقال الاخر ترتهن ونحو ذلك لم يكن من اختلاف التضاد وان كان المحبوس قد يكون ممتهنا وقد لا يكون اذ هذا تقريب للمعنى كما تقدم وجمع عبارات السلف بمثل هذا نافع جدا لان مجموع عباراتهم ادل على المقصود من عبارة او عبارتين. ومع هذا ذكر المصنف رحمه الله الصنف الثاني من اختلاف التنوع الواقع بين السلف وهو ذكر بعض الافراد على سبيل التمثيل ذكر المصنف رحمه الله الصنف الثاني من اختلاف التنوع الواقع بين السلف وهو ذكر بعض الافراد على سبيل التمثيل وينقسم الى اربعة اقسام تلتقط من كلام المصنف اولها ان يكون اللفظ عاما ان يكون اللفظ عاما ويذكر كل واحد منهم فردا دون اخر ويذكر كل واحد منهم فردا دون اخر وثانيها قولهم هذه الاية نزلت في كذا وكذا قولهم نزلت هذه الاية في كذا وكذا ولا سيما اذا كان المذكور شخصا وثالثها ما يكون فيه اللفظ محتملا للامرين ما يكون فيه اللفظ محتملا للامرين اما لكونه مشتركا في اللغة واما لكونه متواضعا في الاصل اما لكونه مشتركا في اللغة او متواطئا في الاصل ما يكون فيه اللفظ محتملا للامرين اما لكونه مشتركا في اللغة واما لكونه متواطئا في الاصل. ورابعها ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة فاما الاول فظاهر ومنه المثال الذي ذكره المصنف في تفسير قوله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الاية فان المصنف ذكر كلاما متنوعا للسلف وكل واحد منهم يخبر عن فرد من الافراد التي ترجع الى المعنى العام فكل متكلم جاء ببعض ما يندرج في اللفظ العام واما الثاني وهو قولهم هذه الاية نزلت في كذا وكذا فليعلم ان الالفاظ المعبرة بها عن سبب النزول ثلاثة ان الالفاظ المعبرة بها عن سبب النزول ثلاثة اولها ما كان نصا ما كان نصا وهو الصريح والمراد به ما لا يحتمل غيره والمراد به ما لا يحتمل غيره كقول سبب سبب نزول هذه الاية كذا وكذا كقولي سبب نزول هذه الاية كذا وكذا وثانيها ما كان ظاهرا ما كان ظاهرا وهو المحتمل لوجهين لكن احدهما اظهر من الاخر وهو ما كان محتملا لوجهين لكن احدهما اظهر من الاخر كقول كان كذا وكذا فانزل الله قوله ثم يذكر اية او سورة كقول كان كذا وكذا فانزل الله قوله ثم يذكر اية او سورة وثالثها ما كان مجملا ما كان مجملا وهو ما يرد عليه احتمالات لا يترجح احدها على الاخر وهو ما يرد عليه احتمالات لا يترجح احدها على الاخر كقولي نزلت هذه الاية بكذا وكذا كقولي نزلت هذه الاية بكذا وكذا وهذا الثالث هو المراد عده في اقسام الصنف الثاني من اختلاف التنوع وهذا الثالث هو المراد عده في اقسام الصنف الثاني من اختلاف التنوع وهو متجاذب بين السببية والتفسيرية وهو متجاذب بين السرية والتفسيرية فيمكن ان يكون المراد عده سببا ويمكن ان يكون المتكلم قد اراده تفسيرا فيمكن ان يكون المراد عده سببا ويمكن ان يكون المتكلم اراده تفسيرا وفي كلام المصنف رحمه الله الاشارة الى الاختلاف في عد الاحاديث الواردة في سبب النزول هل هي من المسند ام لا اي هل هي مما يحكم بانه مرفوع متصل ام لا وتحقيق المقام هو ان ما كان صريحا او ظاهرا فهو من جملة المسند اتفاقا ان ما كان صريحا او ظاهرا فهو من جملة المسند اتفاقا وهما النوعان الاولان من الالفاظ المعبر بها عن سبب عن سبب النزول وهما النوعان الاولان المعبر المعبر بهما عن سبب النزول واما ما جاء مجملا وهو النوع الثالث منها فهو الذي وقع فيه التنازع فهو الذي وقع فيه التنازع ففيه قولان لاهل العلم ففيه قولان لاهل العلم فمنهم من يجريه مجرى التفسير فمنهم من يجريه مجرى التفسير ولا يدخله في المسند ومنهم من يدخله في المسند وهذه طريقة ابي عبد الله البخاري وهذه طريقة ابي عبدالله البخاري وعليها عامة المسانيد انهم يجعلونه من المسند وعليها عامة المسانيد انهم يجعلونه من المسند كمسلم للامام احمد وغيره وانتصر لهذا ابو عبد الله الحاكم وانتصر لهذا ابو عبدالله الحاكم فرأى انه من المسند قطعا وذهب ابن القيم مذهبا اوسع فرأى ان هذا من المسند قطعا بل الاصل عنده في تفسير الصحابة انه مما اخذوه عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره في اعلام الموقعين وبين بما يناسب المقام بالاملاء النضير على شرح مقدمة التفسير للعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى وقد اشار الى قاعدة المسألة العراقي في الفيته فقال وعدوا ما فسره الصحابي رفعا فمحمول على الاسباب وعدوا ما فسره الصحابي رفعا فمحمول على الاسباب وقلت في احمرارها مصرحا او ظاهرا او مجملا مصرحا او ظاهرا او مجملا وفي الاخير الاختلاف نقل وفي وفي الاخير الاختلاف نقل فزبدة القول ان ما كان من الالفاظ المعبر بها في القسم الاول والثاني فهو من المسند اتفاقا وما كان من الثالث وهو ما وقع فيه الاجمال ففيه مذهبان متناظران وطريقة كثير من الحفاظ في البخاري واحمد بن حنبل انه من جملة المسند ايضا واما القسم الثالث وهو ما يكون فيه اللفظ محتملا لامرين اما لكونه مشتركا في اللغة او متواطئا في الاصل فالمراد بالمشترك ما اتحد لفظه وتعدد معناه فالمراد بالمشترك ما اتحد لفظه وتعدد معناه كالعين يراد بها الالة الباصرة والذات والنقد من الذهب والفضة ونبع الماء فكل هؤلاء يسمى عينا فاللفظ متحد والمعنى متعدد وهذه هي حقيقة المشترك اللغوي واما المتواطئ فهو اللفظ الدال على معنى كلي في افراده هو اللفظ الدال على معنى كلي في افراده على قدر متوافق بينهم على قدر متوافق بينهم ككلمة انسان فان هذه الكلمة تطلق على افراد متعددين كزيد وعمرو ومعنى الانسانية معنى كلي موجود في كل فرد من تلك الافراد على حد متوافق بينها جميعا فما كان من المشترك وصح حمله على معانيه جاز ان تفسر الاية بهذه المعاني كلها فما كان من المشترك وجاز حمله وصحح عمله على معانيه جاز ان تفسر الاية بهذه المعاني كلها واما اللفظ المتواطئ فانه يبقى على عمومه ما لم يخصصه موجب واما اللفظ المتواطئ فانه يبقى على عمومه ما لم يخصصه موجب واما القسم الرابع وهو ان يعبروا عن الالفاظ بمعان متقاربة لا مترادفة فان الترادف في اللغة قليل وهو في كلمات القرآن اما نادر او معدوم كما قال المصنف وتوسيع القول بالترادف تذهب جمال اللغة وكمالها والمختار ان كل لفظ عبر به عن ذات ففيه معنى زائد على غيره من الالفاظ ان كل لفظ عبر به عن ذات ففيه معنى زائد عن غيره من الالفاظ ولا سيما في الصفات ولا سيما في الصفات فمثلا اذا قيل في وصف السيف هو مهند صارم حسام فهذه الالفاظ تشترك في الدلالة على ذات واحدة فهذه الالفاظ تشترك في الدلالة على ذات واحدة هي الة السيف المعروفة وتفتلق في المعاني المستكنة فيها وتفترق في المعاني المستكنة فيها. فالاسم الاول المهند دال على نسبته الى بلاد الهند فالاسم الاول المهند دال على نسبته الى بلاد الهند لمدح السيف الهندي والاسم الثاني الصارم فيه معنى الصرم وهو القطع والاسم الثاني الصارم فيه معنى الصرم وهو القطع والاسم الثالث وهو الحسام فيه معنى الحسم ونفوذ الامر ومضائه فيه معنى الحسم ونفوذ الامن ومضائه ومن هنا غلط من غلط كما ذكر المصنف رحمه الله ممن تكلم في معاني القرآن فجعل بعض الحروف تقوم مقام بعض لانه اعمل فيها الترادف وجعل كل حرف بمنزلة غيره في المعاني والتحقيق هو مذهب البصريين الذين يذكرون التضمين والمراد بالتظمين ان تكون الكلمة دلت على معنى وضمنت معنى اخر ان تكون الكلمة دلت على معنى وضمنت معنى اخر اشربت اياه وضمنت معنى اخر اشربت اياه ففيها زيادة على المعنى الاول ففيها زيادة على المعنى الاول كما مثل به كما مثل له رحمه الله فيما ساق من الامثلة ولاجل الوقوف على المعنى التام في الاية فلا غنى عن مطالعة كلام السلف ولاجل الوقوف على المعنى التام في الاية فلا غنى عن الوقوف على كلام السلف وهذا وجه قول المصنف وجمع عبارات السلف في مثل هذا نافع جدا لان مجموع عباراتهم ادل على على المجموع من عبارة او عبارتين. انتهى كلامه فمنشأ العناية بجمع كلام السلف هو ما وقع بينهم من الاختلاف الراجع الى اختلاف التنوع على الوجه الذي ذكرناه مما يرجع الى الصنفين المتقدمين والوفاء باستخراج معاني الاية تامة يكون بتحري النظر في المنقول عن السلف رحمهم الله تعالى فجمع كلام السلف على اية في صعيد واحد يلم يلم شتات معانيها ويستكمل استجلاء تفسيرها فيقف الناظر على كلامهم من جماع المعنى وتمامه ما لا يكون لغيره ممن يقف على قول او قولين فجمع كلام السلف في التفسير من المطالب العالية وكان لابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى عناية بالغة في هذا وقد جمع رحمه الله تعالى التفسير المجرد من كلام السلف فصنف كتابا جامعا في التفسير لم يذكر فيه الا كلام السلف على الايات. وكان هذا في بواكير امره والذي غرس فيه رحمه الله تعالى الفهم الثاقب في القرآن الكريم ذكر هذا في موضع من فتاويه الا ان هذا التفسير المجرد الجامع الذي صنفه المصنف رحمه الله مما لم يوجد بعد وينتفع بكتاب الدر المنثور في سد هذه الخلة فانه جمع كثيرا من كلام السلف وان كان لم يكمل ذلك وكأن حال ابي العباس في العناية بكتب التفسير ابلغ منه فان ابا العباس ذكر في موضع من كلامه انه لا يتكلم في الاية الواحدة حتى يطالع اكثر من مائة تفسير وكانت تفاسير السلف في ذلك الزمان موجودة وافرة كما سيذكر رحمه الله في موضع مستقبل من هذه المقدمة اسماء جملة منها لم يبقى لنا اليوم منها الا ذكرها كتفسير بقي ابن مخلد الذي هو اوسع التفاسير كما قال ابن حزم رحمه الله تعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومع هذا فلابد من اختلاف محقق بينهم كما يوجد مثل ذلك في الاحكام ونحن نعلم ان عامة ما يضطر اليه عموم الناس من اختلاف والمتواترون عند العامة ام الخاصة كما في عدد الصلوات ومقادير ركوعها ومواقيتها وفرائض الزكاة ونصبها وتعين شهر رمضان الجمال والمواقيت وغير ذلك. ثم ان اختلاف ثمان اختلاف الصحابة في الجد والاخوة في المشاركة ونحو ذلك لا يوجب ريبا في جمهور مسائل الفرائض بل مما يحتاج اليه عامة الناس وهو عمود النسب من الاباء والابناء والكلالة من الاخوة والاخوات ومن نسائهم كالازواج. فان الله انزل في الفرائض ثلاث ايات منفصلة ذكر في الاولى الاصول والفروع وذكر في الثانية الحاشية التي ترث بالفرد كالزوجين وولد الام وفي الثالثة الحاشية الوارثة بالتعصيب وهم الاخوة لابوين او لاب واجتماع الجد والاخوة نادر ولهذا لم يقع في الاسلام الا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. والاختلاف قد يكون من خفاء الدليل عنه وقد يكون لعدم سماعه وقد يكون للغلط في فهم النص وقد يكون لاعتقاد معارض راجح. المقصود هنا التعريف بمجمل الامر دون تفاصيله لما حقق المصنف رحمه الله فيما سلف وجود اختلاف التنوع بين السلف في التفسير ذكر ان الاختلاف الذي وقع بينهم على وجه التضاد محقق ايضا كما يوجد في الاحكام فالسلف قد اختلفوا في التفسير اختلاف تنوع وهذا هو الاكثر واختلفوا فيه اختلاف تضاد ايضا وهذا قليل وهذا الاختلاف نظير اختلافهم في الاحكام فانهم قد اختلفوا في باب الاحكام اختلاف تضاد فمنهم من يرى في الاحكام شيئا على وجه الجواز ويقابله غيره فيراه انه على وجه الحرمة ثم نبه المصنف في اخر كلامه الى منشأ الاختلاف فقال والاختلاف قد يكون من خفاء الدليل والذهول عنه وقد يكون لعدم سماعه وقد يكون للغلط في فهم النص وقد يكون لاعتقاد معارض راجح انتهى كلامه وهذا طرف مما يتصل بمعرفة اسباب الاختلاف الواقعة قدرا مما اوجب اختلاف العلماء في اقوالهم فانهم رحمهم الله تعالى اختلفوا لا طلبة منهم للاختلاف فان كل واحد منهم لا يقول قولا يريد ان يجري منه مجرى ما يخالف الدليل. وانما قاله بحسب ما انتهى اليه ويكون له عذر حال بينه وبين موافقة دليل اما لذهول عنه او عدم بلوغه له او للغلط في فهمه او قيام معارظ معتد به عنده او غير ذلك من الاسباب وللمصنف رحمه الله تعالى رسالة نافعة اسمها رفع الملام عن الائمة الاعلام بسط فيها العبارة فيما يتعلق بهذا المقام في الارشاد الى الاسباب التي اوجبت اختلاف العلماء رحمهم الله تعالى وانهم ما اختلفوا تشهيا او تلهيا وانما احتف باحوالهم ما اوجب اختلافهم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فصل في نوعين الاختلاف والتفسير المستند الى النقل والى طريق الاستدلال الاختلاف في التفسير على نوعين منهما مسنده النقل فقط ما يعلم بغير ذلك اذ العلم واما نقل مصدق واما استدلال محقق. والمنقول اما عن المعصوم واما عن غير معصوم والمقصود بان جنس المنقول سواء كان عن المعصوم او وغير المعصوم وهذا هو النوع الاول فمنه ما يمكن معرفة الصحيح منه والضعيف ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك فيه. وهذا القسم الثاني من المنقول وهو ما لا طريق لنا الى الجنة والصدق منهما عام وهذا هو وهذا القسم الثاني من المنقول وهو ما لا طريق لنا الى الجزم بالصدق منه عامته مما لا فائدة فيه. والكلام من فضول الكلام واما ما يحتاج المسلمون الى معرفته فان الله تعالى نصر على الحق فيه دليلا فمثال ما لا يفيد ولا دليل على الصحيح من واختلافه في لون كلب اصحاب الكهف وفي البعض الذي ضرب به قتيل موسى من البقرة وفي مقدار سفينة نوح وما كان خشبها وفي اسم الغلام الذي قتله الخضر ونحو ذلك. فهذه الامور طريق العلم بها النقل فما كان من هذا منقولا نقلا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم كسر صاحبه ابي موسى انه قدر فهذا معلوم. وما لم يكن كذلك من كان مما يؤخذ عن اهل الكتاب كالمنقول عن كعب ووهب ومحمد ابن اسحاق وغيرهم ممن يأخذ عن اهله كتاب فهذا لا يجوز تصديقه ولا تكذيبه الا بحجة. كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا حدثكما من كتابه فلا تصدقوهم ولا فاما ان يحدثوكم بحق فتكذبوه واما ان يحدثوكم بباطل فتصدقوه. وكذلك ما نقل عن بعض التابعين وان لم يذكر انه اخذه عن اهل الكتاب فمتى اختلف التابعون لم يكن بعض اقوالهم حجة على بعض. وما نقل في ذلك عن بعض الصحابة نقلا صحيحا فالنفس اليه اسكن مما نقل عن بعض التابعين. لان احتمال ان يكون سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم او من بعض من سمعه منه اقوى. ولان نقل الصحابة عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين. ومع جزم الصاحب بما يقول كيف يقال انه اخذه عن اهل الكتاب وقد نهوا عن تصديقهم. والمقصود ان مثل هذا الاختلاف الذي لا يعلم صحيحه ولا تفيده حكاية الاقوال فيه هو كالمعرفة لما يروى من الحديث الذي لا دليل على صحته وامثال ذلك واما القسم الاول الذي يمكن معرفة الصحيح منه فهذا موجود فيما يحتاج اليه ولله الحمد فكثيرا ما يوجد في التفسير والحديث والموازي امور منقولة عن نبينا صلى الله عليه وسلم وغيره من الانبياء. صلوات الله عليهم وسلامه والنقل الصحيح يدفع ذلك. بل هذا موجود فيما يستنده النقل فيما قد يعرف بامور اخرى غير النقد فالمقصود ان المنقولات التي يحتاج اليها في الدين قد نصر الله الادلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره ومعلوم ان المنقول بالتفسير اكثره كالمنقول في المغازي والملاحم ولهذا قال الامام احمد رحمه الله تعالى ثلاثة امور ليس ليس لها اسناد التفسير والمغازي ويروى ليس لها اصل اي اسناد. لان الغالب عليها المراسيل مثل ما يذكره عروة ابن الزبير والشعبي والزهري. وموسى ابن عقبة ابن اسحاق ومن بعدهم كحى بن سعيد كيحيى بن سعيد الاموي والوليد بن مسلم والواقدي ونحوهم في المغازي. فان اعلم الناس بالمغازي اهل المدينة اهل الشام ثم اهل العراق فاهل المدينة اعلم بها لانها كانت عندهم. واهل الشام كانوا اهل غزو وجهاد فكان لهم من العلم بالجهاد والسير ما ليس لغيرهم ولهذا الناس كتاب ابي اسحاق الفزادي الذي صنفه في ذلك. وجعلوا الاوزاعي اعلم بهذا الباب من غيره من علماء الامصار. واما التفسير فان اعلم الناس به اهل مكة لانهم اصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء ابن ابي رباح وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم من اصحاب ابن عباس كطاؤوس وابي الشعثاء وسعيد ابن جبير وامثالهم وكذلك اهل الكوفة من اصحاب عبدالله ابن مسعود ومن ذلك ما تميزوا به على غيرهم وعلماء اهل المدينة من تفسير مثل زيد ابن اسلم الذي اخذ عنه مالك التفسير واخذه عنه وايضا يبلغ عبد الرحمن وعنه عبد الله ابن وهب والمراسيم اذا تعدت طرقها وخلت عن المعطاة قصدا او اتفاقا بغير قصد كانت صحيحة قطعا فان النقل اما ان يكون صدقا فاما فان النقل اما ان يكون صدقا مطابقا للخبر واما ان يكون كذبا تعمد صاحبه الكذب او اخطأ فيه. فمتى سلم من بالعبد والخطأ كان صدقا بلا ريب. فاذا كان الحديث جاء من جهتين او جهاد او جهاد وقد علم ان المخبرين لم يتواطؤوا على اختناقه وعلم ان مثل ذلك لا تقع الموافقة فيه اتفاقا بها قصد. علم انه صحيح. مثل شخص يحدث عن واقعة جرت ويذكر تفاصيل ما فيها من اقوال وافعال ويأتي شخص اخر قد علم انه لم يعطه الاول في ذكر مثل ما ذكره الاول من تفاصيل الاقوال والافعال. فيعلم قطعا ان تلك الواقعة حق في الجملة فانه لو كان كل منهما كذا بها حمدا او اخطأ لم يتفق في العادة ان يأتي كل منهما بتلك التفاصيل التي تمنع العادة اتفاق الاثنين عليها بلا مواطئة من احدهما لصاحبه فان الرجل قد يتفق ان ينظم بيتا وينضم الاخر مثله او يكذب كذبة ويكذب الاخر مثلها اما اذا انشأ قصيدة طويلة ذات فنون على قافية وروي فلم عادة بان غيره ينشئ مثلها لفظا ومعنى مع الطول المفرط بل يعلم بالعادة انه اخذها منه وكذلك اذا حدث حديثا طويلا فيه فنون وحدث اخر بمثله فانه اما ان يكون اما ان يكون وطائه عليه او اخذه منه او يكون الحديث صدقا وبهذا الطريق يعلم صدق عامة ما تتعدد جهاته المختلفة على هذا الوجه من المنقولات وان لم يكن احدهما كافيا اما لارساله واما لضعف ناقله لكن اذ هذا لا تظبط به الالفاظ والدقائق التي لا تعلم بهذا الطريق بل يحتاج الى ذلك بل يحتاج ذلك الى طريق يثبت بها مثل تلك الالفاظ والدقائق. ولهذا ثبتت غزوة بدر بالتواتر وانها قبل احد بل يعلم قطعا ان حمزة وعليا وابا عبيدة برزوا الى عتبة وشيبته الوليد وان عليا قتل الوليد وان حمزة قتل ثم يشك في قرنه هل هو عتبة ام شيبة؟ وهذا الاصل ينبغي ان يعرف فانه اصل نافع في الجسم بكثير من المنقولات في الحديث والتفسير والموازي وما ينقل من اقوال الناس وافعالهم وغير ذلك ولهذا اذا روي الحديث الذي يتأتى في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجهين مع العلم بان احدهما لم يأخذ عن الاخر جزم بانه حق لا سيما اذا علم نقاداته ليسوا ممن يتعمد الكذب ليسوا ممن يتعمدوا الكذب وانما يخاف على احدهم النسيان والغلط فان من عرفت فان من عرف الصحابة كابن مسعود وابي ابن كعب وابن عمر وجابر وابي وابي هريرة رضي الله عنهم وغيرهم علما يقينا ان الواحد من هؤلاء لم يكن ممن يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا عن من هو فوقهم كما يعلم الرجل من حاله من جربه وخبره خبرة باطنة طويلة انه ليس ممن يسرق اموال الناس ويقطع الطريق ويشهد بالزور ونحو ذلك. وكذلك بالمدينة ومكة والشام والبصرة فان من عرف مثل ابي صالح السمان والاعرج وسليمان ابن يسار وزيد ابن السماء وامثالهم علموا قطعا انهم لم يكونوا ممن عملوا كذب في الحديث فضلا عن من هو فوقهم مثل محمد ابن سيرين والقاسم لمحمد او سعيد ابن المسيب او عبيدة السلماني او علقمة او الاسود او نحوهم. وانما يخاف عن واحد من الغلط فان الغلط والنسيان كثيرا ما يعرض الانسان ومن حفاظ من قد عرف الناس بعدهم عن ذلك جدا. كما عرفوا حال الشعبي والزهري وعروته قتادة والثوري وامثالهم لا سيما الزهري في زمانه والثورية في زمانه. فانه قد يقول القائل ان ابن شهاب الزهني لا يعرف له غلط مع كثرة حديثه وسعته لحفظه. والمقصود ان الحديث الطويل اذا روي مثلا من وجهين مختلفين من غير مواطاة امتنع عليه ان يكون غلطا كما امتنع ان يكون كذبا. فان الغلط لا يكون في قصة طويلة متنوعة وانما يكون في بعضها فاذا روى هذا قصة طويلة متنوعة ورواها الاخر مثلما رواها الاول من غير مواطأة امتنع الغلط في جميع كما امتنع الكذب في جميعها من غير مواطأة ولهذا انما يقع في مثل ذلك غلط في بعض ما جرى في القصة مثل حديث شراء النبي صلى الله عليه وسلم البعير من جابر فان من تأمل طوقه علم قطعا ان الحديث صحيح وان كانوا قد اختلفوا في مقدار الثمن وقد بين ذلك البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه فان جمهور ما في البخاري ومسلم مما يقطع بان نبينا صلى الله عليه وسلم قاله لان غالبه من هذا النحو ولانه قد تلقاه اهل العلم بالقبول والتصديق والامة لا تجتمع على خطأ فلو كان الحديث كذب في نفس الامر والامة مصدقة له قابلة له لكانوا قد اجمعوا على تصديق ما هو في نفس الامر كذب. وهذا اجماع على الخطأ وذلك ممتنع وان كنا نحن وان كنا نحن بدون وان كنا نحن وان كنا نحن بدون الاجماع نجوز الخطأ او الكذب على الخبر فهو في تجويدنا قبل ان نعلم الاجماع على العلم الذي ثبت بظاهر او قياس ظني ان يكون الحق في الباطن بخلاف ما اعتقدناه فاذا اجمعوا على الحكم جزمنا بان الحكم ثابت باطنا ظاهرة. ولهذا كان جمهور اهل العلم من جميع الطوائف على ان خبر الواحد اذا تاقته الامة بالقبول تصديقا له او عملا به انه موجب العلم وهذا هو الذي ذكره المصنفون في اصول الفقه من اصحاب ابي حنيفة ومالك والشافعي واحمد والا فرقة قليلة من المتأخرين اتبعوا في ذلك طائفة من اهل الكلام انكروا ذلك. ولكن كثيرا من اهل الكلام واكثرهم يوافقون الفقهاء واهل واهل الحديث والسلف على ذلك. وهو قول اكثر الاشعرية ابي اسحاق وابن فورك. واما ابن الباقي واما ابن الباقر واما ابن الباقلاني فهو الذي انكر ذلك وتبعه مثل ابي المعاني وابو حامد وابن عقيل وابن الجوزي وابن الخطيب والامري ونحو هؤلاء. والاول هو الذي ذكره الشيخ وابو حامد وابو الطيب وابو اسحاق وامثاله من ائمة الشافعية وهو الذي ذكره القاضي عبد الوهاب وامثاله من المالكية وهو الذي ذكره شمس الدين السوخسي وامثاله من حنفية وهو الذي ذكره ابو يعلى ابو الخطاب وابو الحسن ابن الزاغوي وهو الذي ذكره ابو يعلى وابو الخطاب وابو الحسن ابن الزاغوني وامثاله من الحنبلية واذا كان الاجماع على تصديق الخبر موجبا للقطع به فالاعتبار في ذلك باجماع اهل العلم بالحديث كما ان الاعتبار بالاجماع على الاحكام اجماع اهل العلم الامر والنهي والاباحة. والمقصود هنا ان تعدل الطرق مع عدم التشاعر او الاتفاق في العادة يوجب العلم بمضمون المنقول لكن هذا ينتفع به كثيرا في علم احوال الناقلين وفي مثل هذا يجتمع برواية مجهول والسيء الحفظ ومن حديث المرسل ونحو ذلك ولهذا كان اهل العلم يكتبون مثل هذه الاحاديث ويقولون انه يصلح للشواهد والاعتبار ما لا يصلح قال احمد رحمه الله قد اكتم حديث الرجل لاعتبره ومثل ذلك بعبدالله بن لهيعة قاضي مصر فانه كان من اكثر الناس حديثا ومن خيار الناس لكن بسبب احتراق كتبه وقع في حديثه المتأخر غلط فصار يعتبر بذلك ويستشهد به. وكثيرا ما يقترنه ووليث ابن سعد والليث حجة ثبت الامام وكما انهم يستشهدون ويعتبرون بحديث الذي فيه سوء حفظ وكما انهم يستشهدون ويعتبرون بحديث الذي فيه سوء حفظ فانهم ايضا يضاعفون من حديث الثقة الصدوق الضابط اشياء تبين لهم غلطه فيها بامور يستدلون بها. ويسمون هذا علم علة للحديث وهو من اشرف علومهم بحيث يكون الحديث قد روى ثقة ضابط وغلط فيه وغلط اما بسبب ظاهر كما عرفوا ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال وانه صلى في البيت ركعتين وجعلوا رواية ابن عباس لتزوجها حراما وكونه لم يصلي مما وقع فيه الغلط وكذلك انه اعتمر ابا عمر وعلموا ان قول ابن عمر رضي الله عنهما انه اعتمر في رجب مما وقع فيه الغلط وعلموا انه تمتع وهو امن في حجة الوداع وان قول عثمان رضي الله عنه لعلي رضي الله عنه كنا يومئذ خائفين مما وقع فيه الغلط وان ما وقع في بعض طرق البخاري ان النار لا تمتنع حتى ينشئ الله لها خلقا اخر مما وقع فيه الغلط وهذا كثير. والناس في هذا الباب طرفان طرف من اهل الكلام ونحوه ممن هو بعيد عن معرفة الحديث واهله لا يميز بين الصحيح والضعيف فيشك في احاديث او فيشك في صحة احاديث او في القطع بها مع كونها معلومة مقطوعا بها عند اهل العلم به. وطرف ممن يدعي اتباع الحديث والعمل به كلما لفظا في حديث قد رواه ثقة او راح او رأى حديثا باسناد ظاهر الصحة يريد ان يجعل ذلك من جنس ما جزم اهل العلم بصحته حتى اذا عارض الصحيح المعروف اخذ يكلف له التأويلات الباردة او يجعله دليلا في مسائل العلم. مع ان اهل العلم بالحديث يعرفون ان مثل هذا غلط. وكما ان على الحديث ادلة يعلم بها انه صدق وقد يقطع بذلك فعليه ادلة يعلم بها بها انه كذب ويقطع بذلك. مثل ما يقطع بكذب ما يرويه الوضاعون من اهل البدع والغلو في الفضائل مثل حديث يوم عاشوراء وامثاله مما في ان من صلى ركعتين كان له كاجر كذا وكذا نبيا. وفي التفسير من هذه الموضوعات قطعة كبيرة مثل الحديث الذي يرويه الثعلبي والواحد والزمخشري الزمخشري في فضائل سور القرآن سورة سورة فانه موضع باتفاق اهل العلم والثعلب هو في نفسه كان فيه خير ودين ولكنه كان حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع. والواحدي يصاحبه كان ابصر ومنه بالعربية لكن هو ابعد عن السلامة واتباع السلف. والبغوي تفسير مختصر عن الثعلب لكنه صان تفسيره عين حديث الموضوعة والاراء المبتدعة. والموضوع في كتب التفسير كثيرة منها الاحاديث الكثيرة الصريحة بالجانب البسملة وحديث علي الطويل في تصدقه بخاتمه في الصلاة فانه موضوع باتفاق اهل العلم ومثل ما روي في قوله تعالى ولكل قوم هاد انه علي وتعيها اذن واعية اذنك يا علي بعد ان بين المصنف رحمه الله جريانا الاختلاف بين السلف في التفسير وان عامته من اختلاف التنوع وذكر انواعه عقد هنا فصلا رام فيه الايقاف على اسباب الاختلاف في التفسير والكشف عن مثاره ومنشأه فرده الى نوعين من الاسباب نشأ منهما الاختلاف في التفسير فالجامع لاسباب الاختلاف في التفسير انها اثنان احدهما اسباب تتعلق بالنقل اسباب تتعلق بالنقل وهي المستندة الى الرواية والاثر وهي المستندة الى الرواية والاثر والاخر اسباب تتعلق بالاستدلال اسباب تتعلق بالاستدلال وهي المستندة الى الدراية والنظر وهي المستندة الى الدراية والنظر والنقل باعتبار من يعزى اليه نوعان والنقل باعتبار من يعزى اليه نوعان احدهما النقل عن المعصوم وهو النبي صلى الله عليه وسلم النقل عن المعصوم وهو النبي صلى الله عليه وسلم والمقصود بالعصمة في هذا المحل العصمة في خبره عن الله عز وجل العصمة في خبره عن الله عز وجل فان تفسير القرآن خبر عن الله والاخر النقل عن غير المعصوم النقل عن غير المعصوم وهو كل من سوى النبي صلى الله عليه وسلم كما ان النقل باعتبار امكان ثبوته ينقسم الى نوعين كما ان النقل باعتبار امكان ثبوته ينقسم الى نوعين احدهما ما تمكن معرفة الصحيح منه والضعيف ما تمكن معرفة الصحيح منه والضعيف والاخر ما لا تمكن معرفة ذلك فيه ما لا تمكن معرفة ذلك فيه وهذا القسم الثاني عامته لا فائدة منه وهذا القسم الثاني عامته لا فائدة منه وهو من فضول الكلام واكثر ما فيه مأخوذ عن اهل الكتاب والاصل في اخبارهم عن كتبهم قوله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله وما انزل الينا الى تمام الاية. رواه البخاري رحمه الله تعالى من حديث يحيى ابن ابي كثير عن ابي سلمة ابن عبد الرحمن عن ابي هريرة رضي الله عنه اما اللفظ الذي ذكره المصنف وعزاه الى الصحيح فقال ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا حدثكم اهل الكتاب فلا صدقوهم الى اخر الحديث فهذا الحديث بهذا اللفظ ليس في الصحيح وانما رواه الامام احمد وانما رواه ابو داوود في تفسير في سننه من حديث محمد ابن شهاب عن ابن ابي نملة الانصاري عن ابيه ابي نملة الانصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم وصححه ابن حبان. واما اللفظ الوارد في الصحيح فهو الذي قدمناه من قوله صلى الله عليه وسلم لا صدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله وما انزل الينا ثم ذكر المصنف ان المنقولات في التفسير الغالب عليها المراسيل كالمغازي وانما كثر الارسال في بابي التفسير والمغازي لانهما من باب النقل العام لانهما من باب النقل العام الذي لا يحوج الى نقل خاص واذا كان الامر عاما لم يحتج فيه الى نقل خاص. فتكفي فيه الاستفاضة فغلب في كلام السلف ارسال الاحاديث في التفاسير والمغازي. بناء على اصل علمهما. وهو كونهما من النقل العام الذي لا يختص بشيء معين. ثم ذكر المصنف مراتب الناس في العلوم ومن جملة ذلك مراتبهم في علم التفسير فبين رحمه الله ان اعلم الناس بالتفسير في الصدر الاول هم اهل الحجاز مكة والمدينة فاهل مكة اصحاب ابن عباس فاهل مكة اصحاب ابن عباس كمجاهد ابن جبر وطاؤوس ابن كيسان وعطاء ابن ابي رباح وعكرمة مولى ابن عباس واهل المدينة هم اهل الدار الذين نزل فيها كثير من القرآن وفيهم نشأ الاسلام ومن علمائهم زيد ابن اسلم وعامة علمه عن ابن عمر وابي هريرة وابيه اسلم مولى عمر ابن الخطاب وعطاء ابن يسار وعنه اخذ الامام ما لك وابنه عبدالرحمن ابن زيد ابن اسلم وعن عبدالرحمن اخذ عبد الله ابن وهب المصري كما ان لابن وهب اخذ عن الامام ما لك. لكن اكثر التفسير ينقله عن عبدالرحمن ابن زيد ابن لم عن ابيه وكذلك اهل الكوفة من اصحاب ابن مسعود كعلقمة والاسود وابي وائل وعبدالرحمن بن يزيد فكانوا من علماء التفسير في التابعين. ثم ذكر المصنف قاعدة نافعة في تقوية البراصين في التفسير وغيره اذا اقترنت بامور متى وجدت ادخلت تلك المراسيل في جملة المقبول الثابت. وتلك الامور ثلاثة. وتلك الامور اولها تعدد المراسيل وكثرتها تعدد المراسيل وكثرتها فتكون اثنين فاكثر وثانيها تباين مخارجها تباين مخارجها اي اختلاف بلدان مرسليها اي اختلاف بلدان مرسليها فيكون احدهم مدنيا والاخر شاميا والثالث كوفيا وهكذا فيغلب مع ذلك على الظن ان المخبر لهم ليس واحدا وان عصر الخبر لا يرجع الى واحد وثالثها وجود معنى كلي يجمع بينها تتلاقى عليه وجود معنى كلي يجمع بينها تتلاقى عليه فمتى وجدت هذه الامور الثلاثة تقوت المراسيل وادخلت في جملة الثابت والثابت حينئذ مع اختلاف الالفاظ هو المعنى الكلي والثابت حينئذ مع اختلاف الالفاظ هو المعنى الكلي فهو المحكوم بثبوته دون التفاصيل وبهذا الطريق يعلم صدق عامة ما تتعدد جهاته المختلفة على هذا الوجه من المنقولات كما قال المصنف لكن لا تضبط به الالفاظ والدقائق فمثلا من المقطوع به ان مجموع المراسيل في فتح مكة يدل على جمل من الامور منها وقوع فتح مكة في تلك السنة وهي السنة الثامنة ومنها وقوع مقتلة في بعض نواحي الجيش وهي سرية خالد بن الوليد رضي الله عنه الى اخر تلك الاخبار لكن تفاصيل ما وقع قد قد يعوز في تلك المناحي الى نقل خاص صحيح غير تلك المراسيل وهذا الاصل كما قال المصنف ينبغي ان يعرف ينبغي ان يعرف فانه اصل نافع بالجزم بكثير من المنقولات في التفسير والحديث والمغازي فاثبات شيء منقول من هذا الطريق وهو المعنى العام هي طريقة المحققين فيكتفون فيكتفون باستفاضة الخبر وانتشاره ويستغنون به عن نقل خاص معين ولا يدققون في افراد ذلك لان الاخبار بابها النقل العام فالناس يتناقلونها دون حاجة الى تعيين مخبريهم بها فالامر المستفيض المنتشر اليوم اذا اراد احدنا الخبر عنه لم يسنده الى فلان عن فلان ان كذا وكذا وقع بل يكتفي فيه باستفاضة الخبر وانتشاره وكذلك يكون في الاخبار والوقائع المتعلقة بالمغازي والتفسير والتاريخ فيكتفى باستفاضة الخبر العام ولا يحتاج الى التدقيق فيه ما لم يتضمن شيئا منكرا يخالف الاصول والقواعد الشرعية والاوضاع المرعية في خطاب الشرع. فحينئذ يتعلل بابطاله يتعلل لابطاله بمخالفة الخطاب شرعي اما وهو بريء من تلك المعرة فحين اذ يقبل باستفاظته وتعدد الطرق مع تباين المخارج مما يقوي الخبر وتعدد الطرق مع تباين المخارج اي اختلافها مما يقوي الخبر ولا سيما اذا غلب ان المخبرين لا يتعمدون الكذب. وانما يخشى عليهم النسيان والخطأ وجمهور ما في البخاري ومسلم كما ذكر المصنف مما يقطع ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لان غالبه من هذا النحو اي اخبر به رواة لا يتعمدون الكذب وانما قد يقع منهم الخطأ والنسيان وتلقى حديثهم اهل العلم بالقبول والتصديق واطبقت الامة على صحة الكتابين الا اشياء يسيرة منهما والامة لا اجتمعوا على خطأ ثم قال المصنف ولهذا كان جمهور اهل العلم من جميع الطوائف على ان خبر الواحد اي الاحاد اذا تلقته الامة بالقبول تصديقا له او عملا انه يوجب العلم لان من اهل العلم من المتكلمة من قال انه يوجب العلم الى اخره فالصحيح ان خبر الاحاد اذا احتف به شيء من القرائن المقوية المؤكدة افاد العلم المقطوع به المثمر لليقين. ومن جملة القرائن ان تتلقاه الامة بالقبول له او عملا به كما قال المصنف فالعمل يقع موقع التصديق وهذا واقع في كثير من الامور التي لم يصح فيها شيء مسند لكن الامة لم تزل تتلقاها بالعمل طبقة بعد طبقة قرنا بعد قرن والخروج عن اجماع الامة شذوذ فان الاخبار المروية مثلا في الاستعاذة عند قراءة القرآن بلفظ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لا يصح ومنها شيء لكن لم تزل الامة طبقة بعد طبقة في نقل القرآن على استفتاحه بقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فهذا امر من الدين صار شائعا مقبولا عندهم بينا. فمن الشذوذ حينئذ تركه توهما ان عدم صحة الاحاديث توجب اطراحه. وكذا الاحاديث المنقولة في استقبال القبلة عند الاذان فلم يصح حديث في استقبال القبلة عند الاذان لكن لم تزل الامة طبقة بعد طبقة وقرنا بعد قرن اذا اذن احدهم استقبل القبلة فمن الشذوذ المقطوع به حينئذ ان يتعمد احدهم جعل ظهره الى القبلة في اذانه زاعما ان الاحاديث الواردة فيها لا يصح منها شيء. متوهما ان تضعيفها يوجب اطراح العمل بها وهذه علة عليلة لمن لم يعرف قدر نقل الامة للدين. فان الاصل في الامة انها لا قال دينها العامة المستفيضة نقلا صحيحا طبقة بعد طبقة. والامة لا تجمع على ضلالة وخطأ. فلابد لابد من تعاهد هذا الطريق في تلقي الدين والمقصود كما ذكر المصنف رحمه الله ان تعدد الطرقي مع عدم التشاعر او الاتفاق في العادة يوجب العلم بمضمون المنقول اي الجزم اليقينية بمضمونه والمراد بقوله مع عدم التشاعر اي شعور بعضهم ببعض واطلاعه على قوله وتصحبت هذه اللفظة في جميع النسخ المنشورة الى التشاور مع عدم التشاور والذي في النسخة الخطية مع عدم التشاعر اي شعور بعضهم ببعض وهذا هو المعروف في هذا الباب ونبه المصنف الى ان مثل هذا ينتفع فيه برواية المجهول وسيء الحفظ وبالحديث المرسل لان بعضها يقوي بعضا وعلى هذا جرى عمل اهل الحديث فانهم يستشهدون ويعتبرون بالحديث الذي فيه سوء حفظ ويقوون بعضه ببعضه وكذلك هم يضاعفون من حديث الثقة الصدوق ما تبين لهم فيه غلط فاهل الحديث من النقاد الجهابدة يقولون ان الاصل في خبر الراوي الضعيف ضعفه. وقد يصح. والاصل في خبر الثقة قبوله وقد يرد فيكون للضعيف ما يقويه من سند اخر برواية غيره في قوي خبره ويقبل. ويكون في حديث الثقة ما يبين خطأه بمخالفته غيره من الثقات فيرد خبره مع ثقته وذكر المصنف رحمه الله ان الناس في هذا الباب طرفان فطرف من اهل الكلام ونحوهم ممن هو بعيد عن معرفة الحديث وصنعته يشك في صحة احاديث او يشك في القطع بها مع كونها معلومة مقطوعة كما جاء في الصحيح من حديث فقأ موسى عليه الصلاة والسلام عين ملك الموت لما جاءه في مثل هذه الاخبار التي يجزم العارف بالحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قالها. لان الذين رووها ثقات وقد تلقت الامة بالقبول هذا الحديث فاستبعاد صحته او التلكؤ في قبوله والشك في القطع به دليل على وهن المعرفة بعلم الحديث. ويقابل وهؤلاء قوم كلما وجدوا لفظا في حديث رواه ثقة باسناد ظاهره الصحة التزموا صحته وقد يكونوا غلطا له علة لكن المهارة في العلل في الخلق قليلة. فلفوات المعرفة بالعلل صاروا يقبلون كل ما جاء من حديث الثقة دون تمييز ما غلط فيه عن غيره ولهذا كان من اشرف علوم المحدثين علم علل الحديث لانه يتناول حديث الثقات اصالة وكما ذكر المصنف وكما ان على الحديث ادلة يعلم بها انه انه صدق وقد يقطع به فعليه ادلة يعلم بها انه كذب ويقطع بكذبه. انتهى كلامه. والاحاطة بهذه الادلة انما يترشح لها من مازج الحديث قلبه وصار له فيه معرفة قوية بطول ممارسة وللمصنف رحمه الله كلام نافع في علامات الحديث الموضوع ذكره في كتاب منهاج السنة النبوية ثم ذكر جملة منه تلميذه ابن القيم في المناري المنيف وهو من انفع ما دون في معرفة علل المتون باعتبار النظر الى معانيها فانه يكون في فيها علامات يدرك بها ان هذه الاحاديث لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر تصنف ان الموضوعات في كتب التفسير كثيرة ومثل لها باحاديث كقوله منها الاحاديث الكثيرة الصريحة في الجهل بالبسملة اي بقول بسم الله الرحمن الرحيم عند القراءة في الصلاة جهرا وبه تعلم الحاجة الى رعاية الاخبار في التفسير من جهة انه لا يتشدد في نقدها لانها من جهة في الاخبار العامة ثم يتفطن الى ما دس في التفسير من الاحاديث الموضوعات والاخبار الاسرائيليات لتستبعد وتنفى عن النقل الوارد في التفسير نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فصل في النوع الثاني الخلاف الواقع والتفسير من جهة الاستدلال. واما النوع الثاني من مستندي الاختلاف وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل فهذا اكثر ما فيه خطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم باحسان. فان التباسير التي يذكر فيها كلام هؤلاء صرفا لا يكاد يوجد فيها كان يوجد فيها شيء من هاتين الجهتين مثل تفسير عبد الرزاق ووكيل وعبد المحميد وعبدالرحمن ابن ابراهيم دحيم. ومثل تفسير الامام احمد ابو اسحاق ابن واسحاق ابن هويه ومن بقي ابن مخلد وابي بكر من المنذر وابن وابن ابي حاتم وابي سعيد الاشد. وابن عبدالله ابن ماجة وابن وابن مردويه احداهما قوم اعتقدوا معانيه ثم ارادوا حمل الفاظ القرآن عليها. والثانية قوم والثانية قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ ان يريده بكلامهم بمجرد ما يسوغ ان يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر الى المتكلم القرآن والمنزل عليه والمخاطب به. فالاولون راعوا المعنى الذي رأوه من غير نظر الى ما تستحقه الفاظ القرآن من الدلالة والبيان والاخرون راعوا مجرد اللفظ وما يجوز عندهم من يريد العربي من غير نظر الى ما يصفحه المتكلم به وسياق الكلام. ثم هؤلاء كثيرا ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في اللغة كما يغلط في ذلك الذين قبلهم. كما ان كثيرا ما يغلطون في صحة المعنى على الذي فسروا به القرآن كما يغلط في ذلك الاخرون وان كان نظر الاولين الى المعنى اسبق ونظر الاخرين الى اللفظ الى اللفظ والاولون صنفان تارة يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه واريد به وتارة يحملونه على ما لم على ما لم يدل عليه ولم يرد به وفي كلا الامرين قد يكون ما قصدوا نفيه او اثباته من المعنى باطلا فيكون خطأهم في الدليل والمدلول وقد يكون حقا فيكون خطأهم في الدليل لا في المدلول وهذا كما انه وقع في تفسير القرآن فانه وقع ايضا في تفسير الحديث فالذين اخطأوا في الدليل والمدلول مثل طوائف من اهل البدع اعتقدوا مذهبا يخالف الحق على الذي عليه الامة الوسط الذين لا يجتمعون على ضلالة كسلف الامة وائمة وعمدوا الى القرآن فتأولوه على ارائهم تارة يستدلون بايات على مذهبهم ولا دلالة فيها وتارة يتأولون ما يخالف مذهبهم بما يحرفون الكلمة عن مواضعه ومن هؤلاء فرق الخوارج والروافض والجهمية والمعتزلات والقدرية والمرجئة وغيرهم. وهذا كالمعتزلة مثلا فان انه من اعظم الناس كلاما وجلالا وقد صنفوا تفاسير على اصول مذهبهم مثل تفسير عبدالرحمن ابن كيسان الاصم شيخ ابراهيم ابن اسماعيل ابن علية الذي كان يناظر الشافعية ومثل كتاب ابي علي الجباني والتفسير الكبير القاضي عبد الجبار ابن احمد الهمداني والجامع علي ابن عيسى الرماني والكشافي ابي القاسم الزمقشري وامثالهم يعتقدوا مذاهب المعتزلة واصول المعتزلة خمسة يسمونها هم التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وانفاذ الوعيد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوحيدهم هو توحيد الجامية الذي مضمونه لف الصفات وغير ذلك. قالوا ان الله لا يرى وان القرآن مخلوق وانه تعالى ليس فوق العالم وانه لا يقوم هي علم ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر ولا كلام ولا مشيئة ولا صفة من الصفات. واما عدلهم فمن مضمونه ان الله لم يشأ جميع الكائنات ولا خلق كل هؤلاء هو قادر عليها كلها بل يأبل عندهم افعال العباد لم يخلق الله لا خيرها ولا شرها. ولم يرد الا ما امر به شرعا وما سوى ذلك فانه يكون بغير مشيئته وقد وافقهم على ذلك متأخر الشيعة كالمفيد وابي جعفر القوسي وامثالهما ولابي جعفر هذا تفسير على هذه الطريقة لكن يضم الى ذلك قول الامام قول الامامية الاثنى عشرية فان المعتزلة ليس فيهم من يقول بذلك ولا من ينكر الاثني عشرية. احسن الله اليكم. ولابي جعفر هذا تفسير على هذه لكن يضم الى ذلك قول الامامية الاثني عشرية فان المعتزلة ليس فيهم من يقول بذلك ولا من ينكر خلافة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ومنهم طول المعتزلة مع الخوارج انفاذ الوعيد في الاخرة وان الله لا يقبل في اهل الكبائر شفاعة ولا يخرج منهم احدا من النار. ولا ريب انه قد رد عليهم طوائف من الموجات والكرامية والكلاب والكلابية واتباعها والكلابين. احسن الله اليكم ولا ريب انه قد رد عليهم طوائف من المرجئة والكرامية والكلابية واتباعهم فاحسن وتارة وسابوا اخرى حتى صاروا في طرفي نقيض كما قد بسط بغير هذا الموضع المقصود ان مثل هؤلاء اعتقدوا رأيا ثم حملوا الفاظ القرآن عليه والاسلام سلف من الصحابة والتابعين لهم باحسان ولا من ائمة المسلمين لا في رأيهم ولا في تفسيرهم وما من تفسير من تفاسير من الباطنة الا بطلانه يظهر من وجوه كثيرة وذلك من جهتين تارة من العلم بفساد قولهم وتارة من العلم بفساد ما فسروا به القرآن اما دليلا على قولهم او جوابا على المعارض لهم ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة فصيحا يدس البدع في كلامه واكثر الناس لا يعلمون كصاحب الكشاف ونحوه. حتى انه يروج على خلق كثير ممن لا يعتقد الباطل من تفاسيرهم الباطلة ما شاء الله. وقد رأيت من العلماء المفسرين وغيرهم من يذكر في كتابه وكلامه وكلامه من تفسيرهم ما يوافق اصوله ما يوافق اصولهم التي يعلم او يعتقد فسادها ولا يهتدي لذلك. ثم انه بسبب تطرف هؤلاء وضلالهم دخلت الرافضة الامامية ثم الفلاسفة ثم القرامطة وغيرهم فيما هو ابلغ من ذلك وتفاقم الامر في الفلاسفة والقرامطة والرافضة. فانهم فسروا القرآن بانواع لا يقضي منها العالم عجبا فتفسير الرافضة كقولهم تبت يدا ابي لهب وهما ابو بكر وعمر وقوله تعالى لان اشركت ليحبطن عملك اي بين ابي بكر وعمر وعلي في الخلافة وقوله تعالى ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة هي عائشة وقوله تعالى فقاتلوا ائمة الكفر طلحة الزباب وقوله تعالى مرج البحرين علي وفاطمة وقوله تعالى اللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين وقوله تعالى وكل شيء احصيناه في امام مبين في علي ابن ابي طالب وقوله تعالى عما يتساءلون عن النبأ العظيم. علي ابن ابي طالب وقوله تعالى انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون زكاة وهم راكعون قالوا هو علي ويذكرون الحديث الموضوع باجماع اهل العلم وهو تصدقه بخاتمه في الصلاة. وكذلك قوله تعالى اولئك عليهم صلوات من ربهم رحمة قالوا نزلت في علي لما اصيب بحمزة ومما يقارب هذا من بعض الوجوه ما يذكره كثير من المفسرين في في مثل قوله تعالى الصابرين والصادقين والقانون في نوى المنفقين والمستغفرين بالاسحار ان الصابرين رسول الله والصادقين ابو بكر والقانطين المنفقين عثمان والمستغفرين علي وفي مثل وفي مثل قول تعالى محمد رسول الله والذين معه ابو بكر اشداء على الكفار عمر رحماء بينهم عثمان تراهم ركعا من سجد علي واعجب من ذلك قول بعضهم والتين ابو بكر والزيتون عمر وطور سينين عثمان وهذا البلد الامين علي تالوا هذه الخرافات التي تتضمن تارة تفسير اللفظ ما لا يدل عليه بحال فان هذه الالفاظ لا تدل على هؤلاء الاشخاص بحال. وقوله تعالى والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم ترى مكعا سجدا. كل ذلك نعت للذين معه وهي التي يسميها النحاة خبرا بعد خبر والمقصود هنا انها كلها صفات لموصوف واحد وهم الذين معه ولا يجوز ان يكون كل منها مرادا به شخصا واحدا ويتضمن تارة جعل اللفظ المطلق العامي منحصرا في شخص واحد. كقولهم ان قوله تعالى الله ورسوله والذين امنوا اريد بها علي وحده وقول بعضهم ان قوله تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به اريد بها ابو بكر وحده وقوله تعالى ومن البدعة من تفسير الزمخشري ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان احسن واجمل فانه كثيرا ما يقول من تفسير محمد ابن جرير الطبري ومن اجل التفاسير المأثورة واعظمها قدرا. فمنه يدعو ما نقله ابن جرير عن السلف ليحكي بحال ويذكر ما يزعم انه قول المحققين وانما يعني بهم طائفة من اهل الكلام الذين قرروا اصولهم بطرق من جنس بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة وصولهم وان كانوا اقرب الى السنة من المعتزلة لكن ينبغي ان يعطى كل ذي حق حقه يعرف ان هذا من جملة التفسير على المذهب فان الصحابة والتابعين والائمة اذا كان لهم في تفسير الاية قول وجاء قوم فسروا الاية بقول اخر لاجل مذهب اعتقدوا وذلك المذهب ليس من مذاهب الصحابة والتابعين لهم باحسان صاروا مشاركين للمعتزلة وغيرهم من اهل البدع من مثل هذا وفي الجملة من عدن عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم الى ما يخالف ذلك كان مخطئا في ذلك بل مبتدعا وان كان مجتهدا مغفورا له خطأه فالمقصود بيان طرق العلم ادلته وطرق الصواب. ونحن نعلم ان القرآن قرأه الصحابة والتابعون والتابعون وانهم كانوا اعلم بتفسيره ومعانيه كما انهم اعلموا بالحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم فمن خالف قوله وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد اخطأ في الدليل والمدلول جميعا. ومعلوم انه كل من خالف قولهم له يذكرها اما عقلية واما سمعية كما هو مبسوط في موضعه. والمقصود هنا التنبيه على مثال الاختلاف في التفسير وان من اعظم اسبابه البدع الباطنة التي دعت اهلها الى وفسروا كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بغير ما اريد به وتأولوه على غير تأويله فمن اصول العلم بذلك ان يعلم الانسان القول الذي الذي خالفه وانه الحق وان يعرف ان تفسير السلف قالوا تفسيرهم. وان يعرف ان تفسيرهم محدث مبتدع ثم ان يعرف بالطرق المفصلة فسأل تفسير بما نصبه الله من ادلة على بيان الحق وكذلك وقع من الذين صنفوا في شرح الحديث وتفسيره من المتأخرين من جنس ما وقع فيما صنفه من شرح من شرح القرآن وتفسيره. واما الذين في الدنين لا في المدلول فمثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم يفسرون القرآن بمعان صحيحة لكن القرآن لا يدل عليها مثل كثير ممن ذكره ابو عبدالرحمن السلمي في حقائق التفسير وان كان فيما ذكروهما هو معان باطلة فان ذلك يدخل في القسم الاول. وهو الخطأ في الدليل والمدلول حيث يكون المعنى الذي قصدوه فاسلا ذكر المصنف رحمه الله ان النوع الثاني من مستندي الاختلاف وهو ما يرجع الى الاستدلال اكثر ما يقع فيه الخطأ من جهتين الجهة الاولى تفسير القرآن بملاحظة لغة العرب تفسير القرآن بملاحظة لغة العرب دون النظر الى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به اي مع قطع الخطاب عن متعلقاته اي مع قطع الخطاب عن متعلقاته فان الخطاب القرآني له متعلقات عدة منها المتكلم به هو الله وهو الله سبحانه وتعالى. ومنها المنزل عليه وهو محمد صلى الله عليه وسلم. ومنها المخاطب به وهم العباد الذين طولبوا بالامر والنهي واخصهم بذلك من شهد التنزيل وهم الصحابة رضي الله عنهم واهل هذه الجهة يقصرون النظر على البناء اللغوي واهل هذه الجهة يقصرون النظر على البناء اللغوي. فهم هؤلاء الالفاظ والمباني والجهة الثانية تفسير القرآن بحمل الفاظه على معان يعتقدها المفسر تفسير القرآن بحمل الفاظه على معان يعتقدها المفسر واهل هذه الجهة همهم الحقائق والمعاني واهل هذه الجهة همهم الحقائق والمعاني وهؤلاء كما ذكر المصنف صنفان وهؤلاء كما ذكر المصنف صنفان احدهما قوم يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه واريد به قوم يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه واريد به اي يخرجونه عن ذلك ويمنعونه منه ان يخرجونه عن ذلك ويمنعونه منه والاخر قوم يحملون لفظ القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به يحملون لفظ القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به وفي كلا الامرين قد يكون ما قصدوا نفيه او اثباته من المعنى باطلا وقد يكون حقا وهؤلاء يخطئون تارة في الدليل والمدلول اي في الدليل من القرآن والمدلول اي المعنى المراد. وتارة يخطئون في الدليل لا في المدلول فاما الذين يخطئون في الدليل والمدلول فهم الذين اشار اليهم المصنف بقوله فالذين اخطأوا في الدليل والمدلول مثل طائفة من اهل البدع اعتقدوا مذهبا يخالف الحق الذي عليه الامة الوسط انتهى كلامه. واما من يقابلهم وهم الذين يخطئون في الدليل لا المدلول فقد ذكرهم المصنف بعد تطوير للعبارة في الصنف الاول فقال اخرا واما الذين يخطئون في الدليل لا في المدلول فمثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم يفسرون القرآن بمعان صحيحة الى اخر ما ذكر فهؤلاء وهؤلاء يرجع غلطهم في تفسير القرآن بحمل الفاظه على معان يعتقدها المفسر وما من تفسير من هذه التفاسير الا ويعلم بطلانه من وجوه كثيرة كما ذكر المصنف يجمعها جهتان طولاهما العلم بفساد قولهم العلم بفساد قولهم فيكون اصل مقالتهم فاسدا كمقالات الخوارج والمعتزلة والثانية العلم بفساد ما فسروا به القرآن العلم بفساد ما فسروا به القرآن اما دليلا على قولهم او جوابا على المعارض لهم اما دليلا على قولهم او جوابا على المعارض لهم فلا يكون اصل قولهم فاسدا لكن المعنى الذي اعتقدوه في تفسير اية من الاي لا يكون صحيحا في تلك الاية نفسها دون اصل المسألة وهذا هو الفرق بين الجهتين ففي الجهة الاولى يكون اصل المسألة فاسدا واما في الجهة الثانية فتكون دلالة الاية على المعنى الذي توهموه فاسدة ويكون اصل المسألة صحيحا ثم ذكر المصنف رحمه الله ان اهل الجهتين المتقدمتين يرجع غلطهم الى امرين ثم ذكر رحمه الله ان اهل الجهتين المتقدمتين يرجع غلطهم الى امرين احدهما الغلط في صحة المعنى الذي فسروا به القرآن الغلط في صحة المعنى الذي فسروا به القرآن وهو اكثر عند اهل الجهة الاولى من الجهة الثانية وهو اكثر عند اهل الجهة الاولى من الجهة الثانية والاخر الغلط في احتمال اللفظ لما ذكروه من المعنى الغلط في احتمال اللفظ لما ذكروه من المعنى وهو في اهل الجهة الثانية اكثر منه عند اهل الجهة اولى وفي الجملة فالامر كما ذكر المصنف ان من عدل عن مذهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم الى ما يخالف ذلك كان مخطئا في ذلك بل المبتدعة ووجه خطئه وابتداعه ان العلم بتفسير القرآن مبني على النقل اصلا فان القرآن كلام الله وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم اما تفصيلا او اجمالا على ما سبق بيانه ثم كان بعده اصحابه رضي الله عنهم هم اعلم الناس به ثم اخذ التفسير عن الصحابة اقوام من التابعين. فاذا عدل المفسر عن مذاهب الصحابة والتابعين فلا ريب انه قد وقع فيما يخالف مراد الله سبحانه وتعالى في كتابه وقد يبلغ به خطأه الابتداع لانه يخبر عن معنى كلام الله عز وجل بما ليس له فيه اصل وثيق ولا علم عتيق وهو من جملة ما يذم من الرأي كما سيأتي من كلام المصنف رحمه الله تعالى في موضع متأخر من هذه الرسالة ثم ذكر المصنف في اخر هذا الفصل ان هذه البلية التي وقعت في تفسير القرآن قد وقعت ايضا في الذين قنفوا في شرح الحديث وتفسيره فان المتكلمين في تفسير الحديث منهم من حمل الفاظ الحديث النبوي على معان اما باطلة في فيها او معان صحيحة لكن لا يحتملها اللفظ النبوي والكلام في تفسير الحديث اقل من العناية بالكلام على تفسير القرآن ولهذا ابعد كثير من شراح الحديث النجعة وفارقوا جادة الصواب اذ عدلوا عن رعاية تتبع الروايات التي تفسر الفاظ الحديث. وصار اكثر ديدانهم وعامة ذو جهدهم في جمع الالفاظ اللغوية في جمع المواد اللغوية في ايضاح الالفاظ النبوية وعز من الكتب ما عز لاجل عنايته بتتبع الروايات والاعتناء بها في تفسير الحديث ومن جواهر كلام الامام احمد قوله الحديث يفسر بعضه بعضا الحديث يفسر بعضه بعضا. ومن جملة ذلك ما يعين عليه من المروي في الفاظه وجماعه ان الذي يفسر به الحديث من الحديث شيئا ان الذي يفسر به الحديث من الحديث شيئان احدهما الالفاظ الزائدة في سياق متن ما الالفاظ الزائدة في سياق متن ما والاخر الاحاديث المروية في الباب نفسه الاحاديث المروية في الباب نفسه فان الاحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في باب من ابواب العلم بعضها بعضا كما ان ايات القرآن يصدق بعضها بعضا. فيستعان بتصديق بعضها بعضا على شرح الحديث المراد منها فمن رام ان يبلغ الغاية باستشراف معاني حديث ما واستجلاء مقاصده فليرعى هذا. معتنيا اولا بجمع الالفاظ زائدة في سياق الحديث فيتتبع زيادات المتن الواردة في مخرجيه من اهل الموجودة عند من اهل الحديث فاذا وفى الحديث حقه ضم الى هذا الحديث الاحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في الباب نفسه فلو اردت مثلا ان توضح معاني حديث يتعلق بالصلاة فاجمع اولا الفاظ هذا الحديث تامة بتتبعها من كتب الحديث حتى يكون الحديث كلا كاملا وجملة تامة بين يديك. ثم انظر فيما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب قولي عنه في الصلاة لتستعين به على فهم الحديث الذي تريده. فان احاديث النبي صلى الله عليه وسلم يصدق وبعضها بعضا ويشهد بعضها بعضا. واذا اردت ان تذوق لذة الاعظم فاجمع الى هذا كلام السلف او اولا فان كلام السلف فيه من العلم والهداية والنور ما ليس في كلام غيرهم. ومن خالط كلام ابي الفرج ابن رجب في شرح الحديث انس منه هذا المأخذ العظيم الذي صار به له رحمه الله تعالى سبق في بيان معاني الحديث لا تجده لغيره غفر الله له ورحمه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فصوم في احسن طرق التفسير. فان قال قائل فما احسن طرق التفسير فالجواب ان اصح الطرق في ذلك ان يفسر القرآن بالقرآن فما اجرمنا في مكان فانه قد فسر في موضع اخر. وما اقتصر في مكان فقد بسط في موضع اخر. فان اعياك ذلك فعليك بالسنة فانها شارحة للقرآن موضحة له بل قد قال الامام ابو عبدالله محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله ولا تكن للخائنين خصيما. وقال تعالى تلك الذكريات تبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون وقال تعالى وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقومه يؤمنون. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه سلم الا اني اوتيت القرآن ومثله معه يعني السنة. والسنة ايضا تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن. لا انها تتلى كما يتلى وقد استدل الامام الشافعي خير من الائمة على ذلك بادلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك. والغرض انك تطلب تفسير القرآن منه فان لم تزده فمن السنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ حين بعثه الى اليمن بما تحكم؟ قال بكتاب الله؟ قال فان لم تجد قال فبسنة رسول الله قال فان لم تجد. قال اجتهد رأيي. قال فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله. وهذا حديث في المسانيد والسنن باسناد جيد. وحينئذ التفسير في القرآن ولا في السنة راجعة لذلك الى اقوال الصحابة فانهم ادرى بذلك لما شاهدوه من القرائن والاحوال التي اختصوا التي اختصوا بها ولما لهم من الفهم التام والعين ايها العمل الصالح لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالائمة اربعة خلفاء الراشدين والائمة المهديين مثل عبد الله بن مسعود. قال الامام ابو جعفر محمد ابن جرير الطبري قد ابو كريبل قال الاعمش عن ابي الضحى اعمى قال عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه والذي لا اله غيره ما نزلت اية من كتاب الله الا وانا اعلم فيما نزلت واين نزلت ولو اعلم مكان احد اعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لاتيته. وقال الاعمش ايضا عن ابي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال كان الرجل منا اذا تعلم وايات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن. ومنهم الحبر الباح عبد الله ابن عباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وترجمان القرآن بركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث قال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. وقال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار قال انبأنا وكيع قال انا سفيان الى مشعل المسلمين قال عبد الله عن ابن مسعود رضي الله عنه قال نعم وترجمان القرآن ابن عباس ثم رواه عن يحيى ابن داوود عن اسحاق الازرق عن سفيان عن الاعمش عن مسلم بن صبيح ابي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال نعم الترجمان من القرآن ابن عباس ثم رواه عن بندان عن جعفر بن عون عن الاعمش به كذلك فهذا اسناد صحيح الى ابن مسعود رضي الله عنه انه قال عن ابن عباس هذه العبارة وقد مات ابن مسعود في سنة ثلاث وثلاثين على الصحيح وعمر بعده ابن عباس ستا وثلاثين سنة فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود وقال الاعمش عن ابي وائل استخلف علي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما على الموسم فخطب الناس فقرأ في خطبته سورة البقرة وفي رواية سورة النور ففسرها لو سمعته الروم والترك والدينامون اسلموا. ولهذا فان غالب ما يرويه اسماعيل ابن عبد الرحمن السدي الكبير في تفسيره عن هذين الرجلين ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما ولكن في بعض الاحيان ينقل عنهم ما يحكونه من اقاويل اهل الكتاب التي اباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال بلغوا عني ولو اية احدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب عليه متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه البخاري وعن عبد الله ابن عمو. ولهذا كان عبد الله بن عمرو قد اصاب يوما قد اصاب يوما يرموك زامنة من كتب اهل الكتاب فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الاذن في ذلك. ولكن هذه الاحاديث الاسرائيلية تذكر لاستشهادنا للاعتقاد فانها على ثلاثة اقسام احدها ما علمنا صحته مما بين ايدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح. والثاني ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه. والثالث ما هو مسكوت عنه لا من هذا ولا من هذا القبيل فلا نؤمن به ولا نكذبه. وتجوز حكايته لما تقدم وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود الى امر ديني. ولهذا يختلف علماء الكتاب في مثل هذا كثيرا ويأتي على المفسرين خلافه من سمع ذلك كما يذكرون في مثل هذا اسماء اصحاب الكهف ولون كلبهم وعدتهم وعصى موسى من اي الشجر كانت واسماء الطيور التي احيا الله تعالى لابراهيم عليه السلام وتعيين البعض الذي ضرب به المقتول من البقرة ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى الى غير ذلك ما ابهم الله تعالى في القرآن مما لا فاذا تبيت عينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا في دينهم ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز. كما قال تعالى سيقولون ثلاثة رابع كلبهم ويقولون ستن سادسهم كلبهم رجما بالغيب. ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم. قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم الا قليل فلا تماري فيهم الا مراءا ظاهرا ولا تستفتي فيهم منهم احدا. فقد اشتملت هذه الاية الكريمة على الادب في هذا المقام وتعليم ما ينبغي في مثل هذا فانه تعالى اخبر عنه في ثلاثة اقوال وضاعف القولين الاولين وسكت عن الثالث فدل على صحته اذ قال اذ لو كان باطلا لرده كما ردهما ثم ارسل الى ان الى اعلى عدتهم لا طائل تحته. فيقال في مثل هذا فانه لا يعلم بذلك الا قليل من الناس ممن اطلعه الله عليه فلهذا قال فلا تمالي فيهم الا مرارا ظاهرا اي لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته ولا عن ذلك فيما فانهم لا يعلمون من ذلك الا رجم الغيب فهذا احسن ما يكون في حكايات الخلاف ان تستوعب الاقوال في ذلك المقام وان ينبه على الصحيح منها ويبطل الباطل وتذكر فائدة الخلاف وثمرته لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته فاشتغل به عن الاهم. فاما من حكى خلافا في مسألته ولم يستوعب اقوال الناس فيها فهو ناقص. اذ قد يكون الصواب في الذي تركه او يحكي الخلاف يطلقه ولا ينبه على الصحيح من الاقوال فهو ناقص ايضا. فان صحها غير الصحيح عامدا فقد تعمد الكذب او جاهلا فقد اخطأ كذلك من نصب الخلافة فيما لا فائدة تحته او حكى اقوالا متعددة لفظا ويرجع حاصلها الى قول او قولين معنى فقد ضيع الزمان وتكثر بما ليس بصحيح فهو كلابس ثوبي فهو كلابس ثوبي زور والله الموفق للصواب. هذا الفصل وما بعده انتقال الى اصل اخر يتصل تفسير القرآن فهو معرفة احسن طرق التفسير واصحها وقد ذكر المصنف رحمه الله ان اصح الطرق في ذلك ان يفسر القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالقرآن نوعان احدهما نص صريح احدهما نص صريح كما قال تعالى والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب تبينت الاية الثالثة ان الطارق المذكور في الاية الاولى هو النجم الثاقب والاخر ظاهر مستنبط والاخر ظاهر مستنبط كتفسيرنا النبأ في قوله تعالى عما يتساءلون عن النبأ العظيم انه القرآن لقوله تعالى قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون فسياق الايات في سورة صاد يدل على انه القرآن فان اعياك ذلك فعليك بالسنة وتفسير القرآن بالسنة نوعان احدهما تفسير خاص احدهما تفسير خاص كما ثبت في تفسير قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين انهم اليهود والنصارى والثاني تفسير عام غير معين تفسير عام غير معين وهو سنته صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا وتقريرا كقوله تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا فجاءت السنة النبوية قولا وفعلا بتحديد مواقيت الصلاة وصار هذا تفسيرا للقرآن بالسنة على وجه الاجمال واورد المصنف لتقرير هذا المعنى من تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة حديث معاذ مشهور عند بعثه اليمن وهو حديث ضعيف عند قدماء الحفاظ ومن المتأخرين من قواه كالمصنف رحمه الله وتلميذيه ابي عبدالله ابن القيم وابي الفداء ابن كثير رحمهما الله واذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعت الى تفسير الصحابة رضي الله عنهم وانما قدم تفسير الصحابة على غيرهم لامرين وانما قدم تفسير الصحابة على غيرهم لامرين احدهما كمال فهومهمهم وصحة علومهم كمال فهومهم وصحة علومهم وزكاة نفوسهم وزكاة نفوسهم وصلاح اعمالهم والاخر شهودهم التنزيل شهودهم التنزيل واطلاعهم على القرائن والاحوال المختصة به واطلاعهم على القرائن والاحوال المختصة به. مما لم يشاركهم فيه احد واولى الصحابة بالتقديم في تفسير القرآن هم علماؤهم وكبراؤهم كالخلفاء الاربعة الراشدين وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وكلام عبد الله ابن مسعود وعبدالله ابن عباس رضي الله عنهما اكثر من كلام غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم حتى من الخلفاء الاربعة الراشدين ولهذا اعتنى جمع من المفسرين بتكثير الطرق في رواية التفسير عنهم حتى اشتهرت نسخ تفسيرية ترجع الى كل واحد منهما بل السدي الكبير وهو اسماعيل ابن عبدالرحمن رحمه الله حشا تفسيره بكلام هذين الصحابيين وعادته فيه ايضا ان يجمع تفسيرهما بسند واحد واسماعيل الصدي هذا انكر عليه جمع الطرق. ذكره الامام احمد فانه يجمع الطرق ثم يقتصر على لفظ ولا ابين لمن هو فيتوهم ان هذه الطرق كافة هي بهذا اللفظ فوقع المنكر في حديثه والاصل ان ما رواه عن هذين الصحابيين ثابت لانه نسخة تفسيرية متلقاة بالوجادة الا ان يوجد فيها ما يستنكر مما يخالف المعروف فحين اذ يقدح فيه بالعلة التي ذكرها الامام احمد من غلطه في الجمع بين الاسانيد والاقتصار على لفظ واحد فيقع الوهم في الوفظ فيقع الوهم في اللفظ المروي عن هذا دون ذاك ومما ينبغي ان يلاحظ في تفسير الصحابة دخول الاسرائيليات في تفسيرهم بتحديث بعض الصحابة عن اهل الكتاب والمراد بالاحاديث الاسرائيلية الاحاديث المأخوذة عن كتب اهل الكتاب الاحاديث المأخوذة عن كتب اهل الكتاب دون غيرهم فما كان عن غيرهم فلا يندرج في هذا كالمذكور في كتب التفسير من احوال العرب في الجاهلية او قصص عاد وثمود واخبار العرب فهذا شيء يرجع الى نقل التاريخ العربي وهؤلاء ومراث تلك القبائل القديمة فان العرب انتقلت من قبائلها البائدة الى اصولها التي بقيت من تلك العرب البائدة وصارت العرب الباقية باسمائها وانسابها المعروفة عند اهل النسب وعامة ما يذكر في تفسير الصحابة هو الاسرائيليات دون التواريخ العربيات فان الاخبار العربية المنقولة في كتب التفسير قليلة لان العرب امة لم تعتني بتاريخها لان العرب امة لم تعتني بتاريخها فلم يحفظوا اكثرهم وحفظوا اشياء منه يسيرة بخلاف كتب اهل الكتاب فانها حفظت احوال بني اسرائيل والاحاديث الاسرائيلية تذكر في التفسير للاستشهاد لا للاعتماد فالاحاديث الاسرائيلية تذكر في التفسير للاستشهاد لا للاعتماد وهذه قاعدة نافعة فيما ذكر منها في كلام اهل العلم. ولا يعابون بذلك لان ما كان من هذا الجنس يتوسع فيه. فالمذكور استشهادا غير المذكور اعتمادا. فالمذكور اعتمادا يعول فيه على الصحيح الثابت واما ما يجري مجرى الاعتظاد فانه يتوسع فيه وربما ادخلوا فيه اشياء من الاحاديث والاثار والقصص يقطعونهم بضعفها. كما وقع في كتاب التوحيد لابي بكر ابن خزيمة او تفسير ابن جرير الطبري او تفسير البغوي وغيرهم من كتب اهل العلم والمقصود ان تعرف ان الاحاديث الاسرائيلية هي من هذا الباب تذكر للاستشهاد لا للاعتماد والاعتقاد وهي على ثلاثة اقسام كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى احدها ما علمنا صحته ما علمنا صحته بشاهد الصدق عندنا فذاك صحيح وثانيها ما علمنا كذبه بشاهد كذبه عندنا ما علمنا كذبه بشاهد كذبه عندنا وثالثها ما هو مسكوت عنه لا هو من هذا القبيل ولا من هذا القبيل فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته للاذن بذلك عنه صلى الله عليه وسلم في قوله حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج رواه البخاري من حديث حسان بن عطية عن ابي كبشة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه وغالب ما ينقل من الاسرائيليات ليس فيه فائدة تعود الى امر ديني ثم ختم المصنف رحمه الله هذا الفصل بذكر احسن ما يكون من الطرائق في حكاية الاختلاف بذكر احسن ما يكون من الطرائق في حكاية الاختلاف. وان ذلك يكون باجتماع ثلاثة امور وان ذلك يكون باجتماع ثلاثة امور اولها استيعاب الاقوال المنقولة استيعاب الاقوال المنقولة باستيفائها جميعا وثانيها تصحيح الحق وتزييف الباطل وثانيها تصحيح الحق وتزييف الباطل وثالثها ذكر فائدة الخلاف وثمرته المترتبة عليه ذكر فائدة الخلاف وثمرته المترتبة عليه والنقص الواقع في حكايات الاختلاف يرجع اليها فمن حكى خلافا ولم يستوعب الاقوال فنقصه يرجع الى المعنى الاول ومن حكى خلافا واطلق فلم ينبه على الصحيح فنقصه يرجع الى المعنى الثاني. فان صحح غير الصحيح عامدا فقد تعمد الكذب او جاهلا فقد اخطأ كما ذكر المصنف رحمه الله ومن حكى خلافا لا فائدة تحته او عدد اقوالا مردها الى قول او قولين فنقصه يرجع الى المعنى الثالث ولو ان ابا الفرج ابن الجوزي رحمه الله اعمل الامرين الاخيرين في كتابه زاد المسير لكان كتابه من باحسن الكتب لكنه يستوعب الاقوال غالبا دون عناية بتصحيح الصحيح وتزييف الباطل وبيان فائدة الخلاف ورجوع الاقوال ولبعضها الى بعض فنقصت رتبته عن الرتبة التامة. وهي وهو من اجل موارد ابي العباس ابن تيمية مية في التفسير فانه يعتمد عليه كثيرا في نقل ما جاء عن السلف من الاختلاف في تفسير الايات ثم يزيده بما يبينه من تصحيح الحق وتزييف الباطل او رد هذه الاقوال بعضها الى بعض ونفي ما يتوهم بينها من الاختلاف فهو كتاب نافع يصلح ان يكون اصلا يبنى عليه وفق المنهج المحمود الذي سبق ذكره. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فصل في تفسير القرآن باقوال التابعين اذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة وقد رجع كثير من الائمة في ذلك من اقوال التابعين كمجاهد ابن جبرنا فانه اية في التفسير. كما قال محمد بن اسحاق حدثنا ابانا من الصالحين عن مجاهدين. قال عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث من فاتحته الى خاتمته اوقفه عند كل اية منه واسأله عنها. وبه للتلمذي قال حدثنا حسين المهدي البصري قال حدثنا عبد الرزاق عن معمل عن قوله وبه الى الترمذي يعني وباسناد متقدم ساقه الى الترمذي وهو اسناده لكن لا يوجد فيما سبق ان المصنف رحمه الله تعالى ساق اسنادا الى الترمذي حتى يصح هذا العطف لكن هكذا هو موجود في النسخة الخطية التامة الباقية للكتاب وكأن هذا الكتاب فيه نقص لم يستوفى واشبه به كتاب اخر للمصنف طبع باسمي قاعدة في فضائل القرآن وهو في الحقيقة ملخص لهذه المقدمة فمضامينه هو مضامن هذه المقدمة. وهو ذكر في ذلك الكتاب انه املاه بين يدي بدئه في درس التفسير واسند فيه حديثا الى الترمذي باسناده فهذين الكتابين بينهما صلة الله اعلم بحقيقتها. ولعلهما افترقا منذ القديم لضياع كثير من كلام رحمه الله تعالى ثم بقي على هذه الصورة. ومن اراد ان يستتم استفادته من هذه المقدمة فليطالع الكتاب اخر له المطبوع باسمه قاعدة في فضائل القرآن. وهي تسمية وضعها الناشر المعتني بالكتاب لا توافق مضمنة ولكنه استروح ذلك لما وجده من كلام لابن عبد الهادي ان للمصنف قاعدة في اي القرآن وانها تناسب هذا وهي قاعدة نافعة سبق ان شرحناها في احد دروس برنامج الدرس الواحد في سنة ماضية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وبهنا الترمذي قال قال حدثنا عن حسين بن مهدي البصري وقال حدثنا عبد الرزاق ما في القرآن اية الا وقد سمعت فيها شيئا. وبه اليه قال حدثنا ابن ابي عمر قال حدثنا سفيان عن الاعمش قال قال مجاهد لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم احتج ان اسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت وقال ابن جرير حدثنا ابو كريم قال حدثنا طلق ابن غنام عن عفان المكي عن ابن ابي مليكة قال رأيت مجاهدا سأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه الواحه فيقول له ابن عباس اكتب حتى سأله عن التفسير كله. ولهذا كان سفيان الثوري يقول اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به. وكسعيد ابن جبير وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء ابن ابي في رواح والحسن البصري هو مسروق من الاجدع وسعيد بن المسيب وابي العالية والربيع بن انسيم احسن الله اليكم والحسن البصري ومسروق بن الاجدعي وسعيد بن المسيب وابي العالية والربيع بن انس وقتادة والضحاك بن مزاحم وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم. فتذكر اقوالهم في الاية وفي عباراتهم تباين في الالفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافا فيحكيها اقوالا. وليس كذلك فان منهم من يعبر عن شيء بلازم او نظيره ومنهم من ينص الشيء بعينه والكل بمعنى واحد في كثير من الاماكن فليتفطن اللبيب لذلك والله الهادي. وقال شعبة ابن الحجاج وغيره اقوال التابعين في الفروع ليست حجة فكيف حجة في التفسير يعني انها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم وهذا صحيح اما اذا اجتمعوا على شيء فلا يغتاب في كونه حجة فان اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم ويرجع في ذلك الى لغة القرآن والسنة وعموم لغة العربية واقوال الصحابة في ذلك فاما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام قال حدث مؤمنون قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الاعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من قال حدثنا قال حدثنا سفيان عن عبدالله الثعلبي عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار وبه الى الترمذي قال حدثنا عبد ابن حميد قال حدثني ابن حبان ابن هلال قال حدثنا سهيل اخو حزام قطعي قال حدثنا ابو عمران الجوني عن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن برأيه فاصاب فقد اخطأ قال الترمذي وهذا الحديث غريب وقد تكلم بعض اهل الحديث ابن سهيل ابن ابي حزم وهكذا روى بعض اهل العلم ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم انهم شددوا في ان يفسر القرآن بغير علم واما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من اهل العلم انهم فسروا القرآن فليس الظن بهم انهم قالوا في القرآن وفسروه بغير علم او من قبل انفسهم. وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا ان لم يقولوا من قبل انفسهم بغير علم فمن قال في القرآن بغيره فقد تكلف ما لا علم له به وسلك غير ما امر به فلو انه اصاب المعنى في نفس الامر لكان قد اخطأ لانه لم يأتي الامر من بابه كمن حكم بين الناس عن جهل فهو في النار وان وافق حكمه الصواب في نفس الامر لكن يكون اخف اخف جرما ممن اخطأ والله اعلم وهكذا سمى الله تعالى القذفة كاذبين فقال فان لم يأتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون كاذب ولو كان قد قذف من زنا في نفس الامر لانه اخبر بما لا يحل له الاخبار به وتكلف ما لا علم له به والله اعلم. ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به كما روى شعبة عن سليمان عن عبد الله ابن مرة عن ابي معمر قال قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه اي ارض تقلني واي سماء تظلني اذا فقلت في كتاب الله ما لم اعلم. وقال ابو عبيد القاسم ابن سلم حدثنا محمد ابن يزيد عن ابن حوشب عن ابراهيم التيمي عن ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه سئل عن قوله تعالى وفاكهة وابا. فقال اي السماء تظلني واي ارض تقلني ان انا قلت في كتاب الله ما لا اعلم. منقطع وقال ابو عبيد ايضا حدثنا يزيد عن حميد ابن انس رضي الله عنه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ على المنبر وفاكهة وابا فقال هذه الفاكهة قد فما هو الاب؟ ثم رجع الى نفسه فقال ان هذا لهو التكلف يا عمر. وقال عبد ابن حميد حدثنا سليمان بن حفن قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن انس رضي الله عنه قال كنا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي ظهر قميصه اربع رقاع فقرأ قوله تعالى وفاكهة وابا. فقال وما الاب؟ فقال ان هذا لهو التكلف فما عليك الا تدري. وهذا كله محمول على رضي الله عنهما انما اراد استكشاف ماهية الاب والا فكونه نبتا من الارض ظاهر لا يجهل. لقوله تعالى وقضبه وزيتونه ونخله وحدائق غضبا. وقال ابن جرير حدثنا يعقوب ابن ابراهيم وقال حدثنا ابن عليث عن ايوب عن ابن ابي رضي الله عنهما سئل عن اية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها فأبى ان يقول فيها اسناده صحيح. وقال ابو عبيدة حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم عن ايوب عن ابن ابي مليكة قال سأل رجل رضي الله عنهما عن قوله تعالى ابن عباس رضي الله عنهما فما يوم كان مقداره الف سنة فقال الرجل انما سألتك لتحدثني؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما هما يومان ذكرهما الله في كتابه والله اعلم بهما فكره ان يقول في كتاب الله ما لا يعلم. وقال ابن جليل حدثني يعقوب ابن ابراهيم قال حدثنا ابن ميمون عن قال جاء طرق ابن حبيب الى جندب ابن عبد الله فسأله عن من القرآن فقال احرج عليك ان كنت مسلما لما قمت عني او قال ان تجالسني. وقال مالك عمي حمل سعيد عن سعيد ابن المسيبين انه كان اذا سئل عن تفسير اية من القرآن قال انا لا نقل في القرآن شيئا. وقال ليت عن ابن سعيد عن سعيد بن المسيب انه كان لا يتكلم الا في المعلوم من القرآن. وقال شعبة عن عمرو بن مرة قال سأل رجل سعيد ابن سعيد ابن المنسي هي بعنايته من القرآن فقال لا تسألني عن القرآن وسلما يزعم انه لا يخفى عليه منه شيء. يعني ايه عكرمة وقال ابن شوذب حدثني يزيد ابن ابي يزيد قال كنا نسأل سعيد ابن المنسيب عن الحلال والحرام وكان اعلم الناس فاذا سألناه عن تفسير اية من القرآن سكت من لم يسمع وقال ابن جرير حدثنا احمد ابن عبدة قال حدثنا احمد ابن زيد قال حدثنا عبيد الله ابن عمر قال لقد ادركت فقهاء المدينة وانهم ليعظمون القول في التفسير منهم سالم بن عبدالله والقاسم بن محمد وسعيد بن المسيب نافع. وقال ابو عبيد حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن هشام ابن عروة قال ما سمعت ابيت اول اية من كتاب الله قط وعن ايوب ابن عون وهشام وعن محمد ابن سيرين قال سألت عبيلة السلماني عن اية من القرآن فقال ذهب الذين كانوا يعلمون فيما انزل من القرآن فاتق الله وعليك بالسداد. وقال ابو عبيد حدثنا معاذ الله بن مسلم يسأل عن ابيه قال اذا حدث عن الله فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده. قال حدثنا عن مغيرة عن ابراهيم قال كان اصحابه يتقون التفسير ويهابونه. وقال شعبة عن عبدالله بن ابي السفري قال قال شعبي والله ما من اية الا وقد سألت عنها ولكنها الرواية عن الله. وقال ابو عبيد وقال ابو عبيد حدثناه شيء قال انبأنا عمر بن ابي زينة عن شعبية قال اتقوا التفسير فانما هو الرواية عن الله. فهذه الاثر عن ائمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به. فاما من تكلم بما يعلم من ذلك فلا حرج عليه. ولهذا روي عن هؤلاء وغير ما قالوا في التفسير لانهم تكلموا فيما علموا وسكتوا عما جهلوه. وهذا هو الواجب على كل احد فانه كما يجب السكوت عما لا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه. لقوله تعالى ولما جاء في الحديث المروي من طرق من سئل عن علم فكتمه الجمع يوم القيامة بلجام من نار. قال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا مؤمن قال حدثنا سفيان عن ابي الزناد قال قال ابن عباس رضي الله عنهما التفسير على اربعة اوجه وجه تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء هو تفسير لا يعلمه الا الله تعالى ذكره. والله سبحانه وتعالى اعلم. لما بين المصنف رحمه الله تعالى في الفصل المتقدم رد تفسير القرآن الى الكتاب والسنة واقوال الصحابة اتبعه بهذا الفصل المبين انه اذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فانه قد رجع كثير من الائمة الى اقوال التابعين فقوله رحمه الله لقد رجع كثير من الائمة فيه اشعار بان اهل العلم مختلفون في الاعتداد بتفسير التابعين فمنهم طائفة اعتمدوا تفسير التابعي ورأوه حجة. ومنهم طائفة لم تعتد به ولم تره حجة فيكون قد اشار الى خلافهم بهذا اللفظ المستطرف الجامع لقد رجع كثير من الائمة فيكون منهم كثير رجع الى اقوالهم. ومنهم كثير لم يرجعوا يرجعوا الى اقوالهم واقوال التابعين في التفسير نوعان واقوال التابعين في التفسير نوعان احدهما ما اتفقوا عليه ولم يختلفوا فيه ما اتفقوا عليه ولم يختلفوا فيه فلا يرتاب في كونه حجة فلا يغتاب في كونه حجة والثاني ما اختلفوا فيه ما اختلفوا فيه فلا يكون بعضهم حجة على بعض فلا يكون بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم ويلتمس الترجيح بامر خارجي ويلتمس الترجيح بامر خارجي يرجع الى قرائن الترجيح يرجع الى قرائن الترجيح وهي المذكورة في كلام المصنف في قوله ويرجع في ذلك الى لغة القرآن او السنة او عموم لغة العرب او اقوال الصحابة في ذلك فان هذه المذكورات من جملة المرجحات انتهى كلامه ومما ينبغي ان يعلمه طالب العلم انه ربما وقع في عبارات التابعين تباين في الالفاظ يحسبه من لا يعلم اختلافا وهذا من جنس ما سبق ذكره في اختلاف التنوع وانهم قد يعبرون عن شيء واحد بالفاظ مختلفة او يعبرون عن شيء عام ببعض فراده وهذان الصنفان هما اللذان يرجع اليهما اختلاف التنوع الفاشي في كلام السلف كما سبق ذكره. فقول المصنف فتذكر اقوالهم في الاية فتقع في عباراتهم تباين في الالفاظ يحسبها من لا علم له اختلافا فيحكيها اقوالا الى اخره راجع الى اما سبق بيانه وتقريره من جريان اختلاف التنوع في كلام السلف في تفسير القرآن والاصل في تفسير التابعين انه مأخوذ بالنقل عن الصحابة كما ثبت عن جماعة منهم انهم تلقوا التفسير كله عن الصحابة وسبق ان ذكر المصنف هذا عن مجاهد وانه عرض التفسير انه عرض المصحف ثلاث مرات على ابن عباس يوقفه عند كل اية نسأله عنها وجاء هذا ايضا عن ابي الجوزاء الربعي انه جاور ابن عباس اثنتي عشرة سنة يسأله عن تفسير القرآن نهاية الاية وسبق ذكر ذلك وقد يتكلم التابعون في القرآن بالاستنباط والاستدلال كما اشار اليه المصنف في اول كتابه انهم تكلموا في فروع الاحكام بالاستدلال والاستنباط وتكلموا كذلك في تفسير القرآن بمثله. وانما حملهم على ذلك جريان مقالات وقوع احوال دعتهم الى الاستنباط والاستدلال من القرآن والى الاستنباط والاستدلال اشير في علم التفسير بعلم الرأي فان حقيقة الرأي ما يقتضيه النظر والاستدلال مما يستنبط استنباطا ما يقتضيه النظر ما يقتضيه النظر والاستدلال مما يستنبط استدلال مما يستنبط استنباطا فاذا ذكر الرأي في التفسير فالمراد به ما كان مأخوذا بطريق الاستنباط والاستدلال ما كان مأخوذا بطريق الاستنباط والاستدلال ورويت احاديث في التحذير من الرأي لكنها احاديث ضعاف لا يصح منها شيء والمنقول من كلام السلف بالتفسير بالرأي ثلاثة اشياء والمنقول عن السلف والمنقول في كلام السلف في التفسير بالرأي ثلاثة اشياء احدها تكلمهم به تكلمهم به فانهم تكلموا في تفسير القرآن في مواضع عدة لا يمكن ردها فانهم تكلموا في تفسير القرآن بالرأي في مواضع عدة لا يمكن جهدها وذلك فيما اجروه استنباطا واستدلالا وذلك فيما اجروه استنباطا واستدلالا ولم يأثروه عمن قبلهم والثاني ذم تفسير القرآن بالرأي ذموا تفسير القرآن بالرأي والثالث التحرج من اعمال الرأي في تفسير القرآن التحرج من اعمال الرأي في تفسير القرآن ولا تعارض بينها بحمد الله لان الرأي نوعان ولا تعارض بينها بحمد الله لان الرأي نوعان. احدهما رأي صحيح محمود طأي صحيح محمود وهو ما احتمله اللفظ وقام عليه الدليل وهو ما احتمله اللفظ وقام عليه الدليل والاخر رأي باطل مذموم رأي باطل مذموم وهو ما لم يحتمله اللفظ ولا اقام عليه الدليل وهو ما لم يحتمله اللفظ ولا قام عليه الدليل فالاول هو الذي تكلم به السلف فالاول هو الذي تكلم به السلف والثاني هو الذي ذموه والثاني هو الذي ذموه وما لم يتبين لهم وجهه تحرجوا منه وما لم يتبين لهم وجهه تحرجوا منه وعلى هذا يكون قول المصنف فاما تفسير القرآن بمجرد الرأي فمحرم محمول على الرأي المذموم الباطل محمول على الرأي المذموم الباطل وهو ما لم يحتمله اللفظ ولا قام عليه الدليل. ثم ختم المصنف رحمه الله مقدمته بقول ابن بس في قسمة التفسير الى اربعة اقسام بقسمة التفسير الى اربعة اقسام اولها قسم تعرفه العرب من كلامها اسم تعرفه العرب من كلامها فالمرجع فيه الى اللسان العربي والثاني قسم لا يعذر احد بجهالته قسم لا يعذر احد بجهالته لانه من العلم المنتشر الذي يحتاج اليه لانه من العلم المنتشر المحتاج اليه ولا يفتقر الى بيان خاص ولا يفتقر الى بيان خاص كشرائع الاسلام الظاهرة من الصلاة والحج والزكاة والقسم الثالث قسم يعلمه العلماء ويختص ويختص بهم دون غيرهم قسم يعلمه العلماء ويختص بهم دون غيرهم وهو بالمحل الاعلى من التفسير فهو بالمحل الاعلى من التفسير. والقسم الرابع قسم لا يعلمه الا الله قسم لا يعلمه الا الله ومحله الحقائق دون المعاني ومحله الحقائق دون المعاني فليس في القرآن لفظ مجهول معمى فليس في القرآن لفظ مجهول معمى يعني خفيا على كل الخلق بل يعلمه احد دون احد لان القرآن عربي ونزل على قوم عرب. لكن حقائق ما فيه ومقاديرها يكون منها ما علمه عند الله عز وجل كالخبر عن الله او عن الامم السابقة او عن اهوال يوم القيامة فليس في القرآن لفظ لا تعلمه كل الامة لكن يعلمه احد دون احد ولا يوجد في القرآن لفظ تجتمع الامة على الجهالة به. وانما يكون ذلك في حقائق الاشياء وانما يكون ذلك في حقائق الاشياء فقول الله تعالى مثلا اذا السماء انشقت يعرف معنى الانشقاق. اما حقيقة كيفيته على وجه التفصيل فلا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى واثر ابن عباس الذي يستفاد منه هذه القسمة هو كما عزاه المصنف عند ابن جرير في تفسيره واسناده منقطع فهو ضعيف لكن معناه صحيح ومجموع ما تقدم في احسن طرق التفسير يتبين منه ان القرآن يفسر بالنزع من اصلين عظيمين ومجموع ما تقدم في احسن طرق التفسير يتبين منه ان القرآن يفسر بالنزع من اصلين عظيمين. احدهما تفسير القرآن بالقرآن احدهما تفسير القرآن بالقرآن وهذا يكون تارة نصا وتارة ظاهرا وهذا يكون تارة نصا وتارة ظاهرا كما تقدم والاخر تفسير القرآن بغيره تفسير القرآن بغيره وهو نوعان الاول تفسيره بالنقل والاثر تفسيره بالنقل والاثر وهو تفسيره بالسنة واقوال الصحابة والتابعين وهو تفسيره بالسنة واقوال الصحابة والتابعين والثاني تفسيره بالعقل والنظر تفسيره بالعقل والنظر وهو مقتضاهما المستنبط استنباطا صحيحا وهو مقتضاهما المستنبط استنباطا صحيحا. مما احتمله اللفظ وقام عليه مما احتمله اللفظ وقام عليه وهو الرأي الصحيح المحمود وهو الرأي الصحيح المحمود وبهذا التقرير يندفع يندفع الاشكال في التعبير عن تفسير القرآن بالقرآن هل هو من التفسير المأثور ام لا وبهذا التقرير يندفع الاشكال عن تفسير القرآن هل هو عن تفسير القرآن بالقرآن؟ هل هو من المأثور ام لا فيكون المقدم جعله اصلا منفردا وهو تفسير القرآن بالقرآن ثم ما يقابله يكون هو تفسير القرآن بغيره وهو الذي يجري فيه التفسير بالاثر والتفسير بالرأي وهذا اخر بيانه معاني هذا الكتاب على نحو مختصر يبين مقاصده الكلية ومعانيه الاجمالية اللهم انا نسألك علما في مهماتي ومهما من المعلومات اكتبوا طبقة الكتاب سمع علي جميع مقدمة المقدمة في اصول التفسير بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت في محله من نسخته واجبت له روايته عني اجازة خاصة بمعين لمعين في معين باسناد مذكور في منح المفهومات لاجازة طلاب المهمات صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم الثلاثاء العاشر من شهر ربيع الاول سنة اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم