احسن الله اليكم قال الشيخ ابو هلال ومثله ما قلته لا احسد المرء على درهمه وانما احسده على الادب ولست بالغيران دون جارتي ان لم اكن غير ان من دون الحسد واذا تدبرت قول امير المؤمنين علي رضي الله عنه قيمة كل امرئ ما يحسنه كنت حقيقة بالاجتهاد في طلب العلم او ان قدرتك عليه غير معذول في التواني عنه والتقصير فيه. لان العاقل لا يعتمد تخصيص قيمته ولا يغفل عما يرفع من قدره. واخذ ابو الحسن العلوي كلام علي رضي الله عنه فقال فيا لائمي دعني اغالي بقيمتي فقيمة كل الناس ما يحسنونه وقلت في هذا انا ما مر بي يوم ولا ليلة دون ثناء حسن اغنمه. وليس لي في ليلتي رقدة من دون علم نافع احكمه. ازيد في علمي في قيمة وقيمة الانسان ما يعلمه ذكر المصنف رحمه الله تعالى مما يحمل على الاجتهاد في طلب العلم المأثور عن علي في قوله كل امرئ ما يحسنه. فالعاقل لا يرظى ان تكون قيمته الا في باعظم ما يطلب ومن جملته العلم. فمما ينبل به القدر وتعلو به القيمة ان يكون العلم مطلوبا للانسان. وهذه الكلمة كلمة مشهورة عن علي نظبها جماعة من الشعراء ممن ذكر المصنف وغيرهم ممن ذكره ابو عمر ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفظله ولم تروى عنه بسند ثابت فهي من الكلمات الطيارة مشهورة النسبة الى علي رضي الله عنه دون اسناد عنه فكأنها من جنس الكلام المستفيض الذي شهر دون حاجة الى نقل اسناده وهذا موجود في نقل العلم كما روى ابن ابي شيبة بسند صحيح عن ابن جريج ان عطاء حدثه بحديث فقال ابن جريج عن من هذا؟ فقال عطاء حديث مستفيض اي انه منتشر فاشل لا يحتاج الى اسناده بوجه خاص فهذه الكلمة مشهورة عن علي ووصفها بالشهرة عنه ابو عمر ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ومن لطائف كلام ابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى واخذها تلميذه ابن القيم فبسط هذا المعنى انه او قال الناس يقولون قيمة كل امرئ ما يحسنه. والعارفون يقولون قيمة كل امرئ ما يطلبه اي ان الانسان يشرف ويعظم باعتبار همته التي يصرفها في مطلوب ما فاذا عز مطلوبه وشرف عزت قيمته وعظمت. فصار مدار القيمة على المطلوب الذي او تحصيله. نعم احسن الله اليكم ومثل ما حكيناه عن الجاحظ قول بعض الحكماء يجب للمتعلم ان يعرف فضل ما بين طلب العلم للمناسبة والشهوة وبين طلبه للرغبة وان يعلم ان العلم لا يجود بمكنونه ولا يسمح بسره ومخزونه الا لمن رغب فيه لكرم عنصره وفضل جوهره ورفعه عن التكسب وصانه عن الشباك انتفع به وانه لا يعطيه خالص فائدته حتى يعطيه خالص محبته فقد قالوا ما شاب من له وقد قيل لا ينال العلم لا ينال العلم براحة الجسم. قال الشيخ وقد قلت في المعنى ابيت بالليل غريب الكره خذوا مني الدرس والكتب وقيموا الحكمة في ابو ما شاء الله عليكم يأخذ مني الدرس والكتب وقيم الحكمة في ان ملي يصوغ ما يسبقه اللب انف ضميري حين ارغفته افرغ ما استوعب القلب لسان كفي حين انطقته ارضاك فيه المنطق السكب منحل في خلقه ذابل معظم في فعله ندب. ولم يكن بالعضب في خلقه لكنه في صنعه عضبه. ينكسه المرء فيعلو به ورب نكس غبه نصب ومذ عرفنا لذة العلم لا يعجبنا الحلو ولا العذب قوله رحمه الله وقد قيل لا ينال العلم براحة الجسم هذه الكلمة مأثورة عن يحيى ابن ابي كثير رواها مسلم عنه في الصحيح بلفظ لا ينال العلم براحة الجسد. فلابد من تعب من يعلو العبد حتى يحصل العلم الذي يرومه. نعم احسن الله اليكم. وقال بعض الاوائل لا يتم العلم الا بستة اشياء. ذهن ثاقب وزمان طويل وكفاية وعمل كثير ومعلم حاذق وكلما نقص من هذه الستة شيء نقص بمقداره من العلم. قال الشيخ ابا احمد قال الشيخ ابو احمد لم يذكر الطبيعة وهي غير والذهن الثاقب الا ترى ان الشاعر قد يكون ذهنا ولا يكون مطبوعا ويكون اعقل من صاحبه وله مثل عنايته ويكون صاحبه ترى منه لان الطبيعة تعين العقل وتفسح له وقد حكي عن النظام انه قال لو نظرت في العروض لاحكمته في يومين قال الاخفش فنظر فيه فلم يعرف المتحرك من الساكن في شهرين والطبيعة تسهل الطريق وتقرب البعيد وذكر الشهوة لان النفس اذا اشتهت الشيء كانت اسمح في طلبه وانشط الالتماسه وهي عند الشهوة اخوتي اقبلوا للمعاني واذا كانت كذلك لم تدخر من قواها ولم تحبس من مكنونها شيئا. واثرت كد النظر على راحة الترك ولذلك قيل يجب على طالب العلم ان يبدأ منه بالمهم وان يختار من صنوفه ما هو انشط له وطبعه به اعناه فان القبول على قدر والبلوغ على قدر العناية. وذكر الكفاية لان التكسب وتعذر المعاش مقطعه. والرغبة الى الرجال مذلة. والحاجة تميت النفس وتفسد الحس وذكر المعلم الحادق لانه ربما اخذ المتعلم سوء عبارة المعلم. وذلك اذا لم يكن حاذقا بطرق التعليم عالما بتقديم المبادئ واذا كان كذلك لم يحلى لم يحلى المتعلم منه بطائل لان المقدم اذا اخر والمؤخر اذا قدم بطل نظام التعليم وظلت مقدمات الامور فادى ذلك وان وان اجتهد الى البعد والتأخر وعلى قدر الاساس يكون البناء وذكر ثقوب الذهن لانه علة القبول وسبب الفهم والبلادة تنافي ذلك الفهم والقبول. والبليد لا ينفعه طول التعليم كالصخر لا لا ينبت فيه بدوام المطر وذكر كثرة العمل لكثرة العلم وكثرة العوائق والموانع وقصر العمر فمن لا يدأب في الطلب ويكثر من الالتماس في وقت الفراغ وقوة الشباب قطعته القواطع بعد قليل فيبقى صفرا وعاريا عطلا. مما اعتنى به المتكلمون في صنعة العلم. بيان الالة الموصلة اليه ولهم في ذلك كلام متفرق من جملته ما ذكر المصنف ها هنا نقلا عن بعض الاوائل انه قال لا يتم العلم الا بستة اشياء. ذهن ثاقب ذهن ثاقب وزمان طويل وكفاية وعمل كثير ومعلم حاذق وشهوة فكل هؤلاء من الة العلم وعدته التي اذا جمعت اجتمع للانسان ما يعينه على تحصيل العلم واذا نقص شيء منها نقص بمقداره من العلم ثم نقل المصنف رحمه الله تعالى عن خاله ابي احمد العسكري وهو من اخص شيوخه ما يبين هذه النبذة المذكورة من الة العلم. وابتدأ بيانه بان ذكر ان المتكلم بالالة السابقة لم يذكر الطبيعة وهي موافقة النفس العلم وصلاحيتها له وهي امر غير الذهن الثاقب كما قال الا ترى ان الشاعر قد يكون ذهنا ولا يكون مطبوعا. اي قد تكون له قدرة على نظم الشعر لجودة ذهنه وكمال فهمه لكن ليست له طبيعة مساعدة. فليست نفسه مطبوعة على قرظ الشعر وابداء معانيه وانما يتكلف ذلك تكلفا. فاذا كانت الطبيعة موافقة للعلم صالحة له كان ذلك من اعظم عدته ثم ذكر في هذا المعنى ما حكي عن النضام وهو احد رؤوس المعتزلة وائمتهم في العلم انه قال لو نظرت في العروض لاحكمته في يومين. قال الاخفش فنظر فيه فلم يعرف المتحرك من الساكن في شهرين مع ما وصف به من الذكاء. لان هذا العلم لم يقع موافقا لطبيعته وكم من انسان نبل في انواع كثيرة من العلم وامتنع عليه بعضها لاجل نفرة لنفسه وعدم ميله اليه. كما ذكر السيوطي عن نفسه انه وجد نفسه في العلم كافة الا في علم الحساب فلم ينبل فيه ولم تكن له به معرفة ووجه ذلك ان طبيعة نفسه لم تكن اليه ولا راغبة فيه. وهذا مما ينبغي ان يتفطن له طالب العلم. فاذا وجد نفسه مطبوعة على محبة العلوم قادرة عليها فني عما هي. واذا وجد في نفسه عدم ميل الى شيء منها صرف فيما يحبه ويجد نفسه فيه. ثم ذكر عن شيخه ابي احمد العسكري انه ذكر الشهوة يعني الرغبة والمحبة للعلم لان النفس اذا اجتهد الشيء كانت اسمح في طلبه وانشط لالتماسه فان النفوس تحرك باشياء منها وجدان شهوة محركة في طلب امر ما ومن هذا الباب ما جاء في ترجمة عبد الله ابن مبارك انه قيل له كيف تحفظ الحديث؟ فقال انما هو اذا اشتهيت الحديث حفظته. اي اذا رغبت نفسي الى حديث من الاحاديث حفظته دون تكلف. وقيل للبخاري ما دواء الحفظ؟ فقال لا اجد مثل نهمة الرجل وكثرة النظر في الكتب. اي لا اجد مثل شهوته ورغبته في العلم امتلاء القلب بمحبة العلم واستيلاء الشهوة على القلب في طلبه تسهل على الانسان التماسه وحفظه. ثم بين انه ذكر الكفاية لان التكسب هو تعذر المعاصي مقطعة فاذا حصل الانسان كفاية كان ذلك من الالة المعينة له في طلب العلم. ثم ذكر المعلم الحاذق لانه ربما اخذ المتعلم سوء عبارة معلم اي حملها على وجه لم يرده اذا لم يكن المعلم حادقا بطريق بطرق التعليم ولا عالما بتقديم المبادئ. فان العالم الحاذق يعرف ما يقدم وما يؤخر وما يبدي وما يضمر بحسب ما تستدعيه حال المتعلم او زمانه او مكانه فاذا جهل ذلك ربما اضر بالم تعلم ومن شرائط المعلم التي ذكرها الشاطبي في كتاب الموافقات ان يكون عالما بطرائق التعليم محسنا لها لان انتفاع المتعلمين وبقدر ذلك فاذا لم تكن له معرفة بطرائق التعليم ولا كيفية تصريف وجوهه لم يحسن بذله فربما اثقل اذهان المتعلمين وارهقها بما يذكر لهم من العلم الذي لا تحتمل نفوسهم في المبادئ او اشغل قلوبهم بشيء غيره او لا منه. ثم ذكر ثقوب الذهن وهو جودته لانه علة القبول وسبب الفهم فاذا كان الذهن ثاقبا فطنا ذكيا صلح التعليم ثم ذكر كثرة العمل اي قوة في غالب العلم وكثرة طلبه حتى يكون اكثر عمله فيه. وعلل ذلك بقوله لكثرة العلم اي لان العلم كثير فيحتاج الى دأب شديد ودوام ملازمة لطلبه للعوائق والموانع والعوارض التي تعض للعبد في سبيله. ومن مشهور الجمل في بيان الة العلم قول بعضهم الة العلم شيخ فتاح وكتب ومداومة والحاح. الة العلم شيخ فتاح. وكتب صحاح مداومة والحاح. فمرد الته عند المتكلم بهذا شيخ فتاح اي يفتح مدارك العلوم والمعارف العبد. وكمال الفتح اذا قارن ذلك وتوفيقا من الله سبحانه وتعالى. فاذا كان المعلم ممن شهر بالتسديد والتوفيق كان ذلك انفع فيه اخذ العلم عنه. وكان مما يذكر في تراجم بعض اهل العلم انه كان مبتدئ في الطلب عليه ينتفع بالعلم الذي يأخذه عنه. لما جعل الله عز وجل له من التسديد توفيقي فيكون ذلك سببا في اعانة المتعلمين. والكتب الصحاح المراد بها الكتب المعتمدة التي يتلقى العلم منها ويؤخذ عنها. والمداومة والالحاح كثرة الاقبال على العلم وقوة ذلك واتصال الزمن في طلبه وذكر احمد بن علي في تهرسه هذه الجملة ثم قال وزاد بعض اصحابنا وقدر فواح وقدر فواح اراد بذلك الكفاية من العيش. فمن اية فمن الة العلم تحصيل المرء للكفاية التي تعينه في طلبه ثم زاد المنجور نفسه قال وينبغي الا يكون من الاقحاح وينبغي الا يكون من الاقحاح اي من الجفات الغليظين الذين لا يوافق العلم مثلها هذه النفوس فان العلم انما يصلح للنفوس السهلة اللطيفة الكريمة في اخلاقها فصار من الة العلم على ما ذكر في هذه الجملة شيخ فتاح وكتب صحاح ومداومة والحاح وقدر فواح وان لا يكون من الاقحاح. ويزاد عليها ايضا ومدارس فساح اي اماكن معدة لتلقي العلم. واكثر ما حفظ العلم به في الازمنة المتقدمة خاصة فارسوا الوقفية التي كانت توقف على انواع العلوم. فكانت من المدارس مدارس توقف بريع على المعلم والمتعلم في علم القراءات او في علم النحو او في فقه الحنفية او في فقه المالكية او فقه الشافعية او فقه الحنابلة فتعين المتعلم والمعلم معا على الاقبال على العلم وهي من اعظم الموارد التي ينبغي بعثها في الامة لاجل بعث قوة العلم فيهم. فاذا لم توجد المدارس التي تهيأ ليقطنها طلاب العلم ومعلموه ممن يجعل لهم ريع يغنيهم عن الالتفات الى حطام الدنيا فان العلم يضعف بفقدها اما اذا وجدت فان العلم يبقى وهذا ظاهر في بعظ البلاد التي استولى عليها الكفرة مدة مديدة او كان زوالهم غالب اهلها هم من اهل الكفر فبقي العلم فيها مشهورا منشورا لاجل وجود مدارس وقفية يعتنى فيها بالمعلم والمتعلم وذلك كالواقع في بلاد الهند وباكستان فان العلم انما حفظ فيها بمثل هذه المدارس الوقفية الخيرية. نعم ابو هلال وطنا في الغربة وشرف للوضيع وقوة للضعيف ويسارا للمقتدر ونباهة للمغمور. حتى يلحقه بالمشهور المذكور. كان من حقه في ان يؤثر على ان يؤثر على انفس الاعلى ويقدم على اكرم العقد. ومن حق من يعرفه حق معرفته ان يجتهد في التماسه ليفوز بفضيلة فان من كانت هذه خصاله كانت تقصير في طلبه قصورا. والتفريط في تحصيله لا يكون الا بعدم التوفيق. ومن اقصر عنه او قصر دونه فليأذن بخسران الصفقة وليقر بقصور الهمة وليعترف بنقصان المعرفة. وليعلم انه غبن الحظ الاوفر وخدع عن النصيب الاب وباع الارفع بالادون ورضي بالاخس عوضا عن الانفس. وذلك هو الضلال البعيد واخبرنا الشيخ ابو احمد عن محمد بن اسماعيل العطار عن احمد بن محمد بن انس المطوعي. عن صالح المري عن ما لك بن دينار قال قرأت في بعض كتب الله ان الحكمة تزيد الشريفة شرفا وترفع المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك. ومثل ذلك قول الحسن رحمه الله الله يرحم الله لقمان لقد كان عبدا ابشية ما شاء الله عليكم. لقد كان عبدا حبشيا فجعل الله كلامه قرآنا. وحدثنا الشيخ ابو احمد قال حدثنا محمد بن الحسن الزعفراني قال حدثنا ابن ابي خيثمة قال سمعت يحيى بن معين يقول بلغني ان الاعمش قال انا ممن رفعه الله تعالى بالقرآن لولا القرآن لك كان على رقبته دن صحناء ابيعه. وقال مرة اخرى رأيت الاعمش لبس فرظا مقلوبا وبتا ثم قال لولا اني تعلمت العلم لكنت بقالا يقذرون الناس ان يشتروا مني ومثل ذلك ان الرياشي رأى سقاء على رقبته قربة فقال لولا العلم لكنت مثل هذا وكان ابوه عبدا سقا. وكان عطاء ابن ابي رباح اسود ممزحا. وكان اذا جئناه نهاب ان نسأله حتى يمس عارضيه او يتمحنح فكان ذلك اذنه في السؤال فكنا ندنو منه حينئذ ونسأله وكان مجاهد من سودان مكة لابن عباس رضي الله عنهما قال مجاهد كان ابن عمر يأخذ لي بالركاب ويسوي علي ثيابي اذا ركبت. وحدثنا قال حدثنا احمد ابن محمد ابن الفضل قال حدثنا المبرد عن الرياشي عن ابي عبيدة قال قال ابو الاسود ليس شيء اعز من من العلم وذلك ان الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك قال الشيخ ابو هلال ولا عمري ان شيئا ينزل المملوك منزلة الملوك ويحل التابع محل المتبوع ويحكم به السوقة على الملك لحقيق ان يتنافس فيه ويحسد صاحبه ويجتهد في طلبه اشد الاجتهاد. وامرا يخدم فيه عبدالله بن عمر رضي الله عنهم ما مجاهدا او مجاهد هو ابن جبر. احد مماليك مكة وعبد الله عبد الله في فضله وزهده وورعه وشهرة اسمه. وابوه ابوه في في مكانه من الصحبة ثم من رتبة الخلافة وملكه الارض شرقا وغربا وطاعة اهل الاسلام والكفر له طوعا وكرها لحري ان يرغب وفيه العاقل ويحافظ عليه اللبيب. وشبيه بفعل ابن عمر رضي الله عنهما ما روي عن عدي ابن ارطات وهو امير المدينة. قال ابن ابي سود سوي علي ثيابي قال وكيع ايها الامير ذكرتني ضيق خف فضحك عدي وقال ان الاخ يلي من اخيه ما هو اكبر من هذا فقال وكيع اذا عزلت فكلفنا ما شئت. وكان وكيع مع ذلك يأخذ بركاب الحسن اذا اراد الركوب ذكر المصنف رحمه الله تعالى جملة من الاثار التي تدل على جميل ما يورث العلم من مال القدر وان الانسان يرتفع به قدره وفضله وان كان نسبه لا يوصله ذلك المبلغ فيرتفع من مجالس المملوكين الى مجالس الملوك لما يلقونه به من الاعظام والاجلال بعلم الذي ذكره واورد المصنف رحمه الله تعالى عدة من الاثار التي في هذا المعنى ممن رفعه العلم الى هذه المقامة من الاعظام والاجلال. وختم ذلك بالاثر المسند عن ابي الاسود الدؤلي عمرو بن ظالم احد التابعين انه قال ليس شيء اعز من العلم اي اجل واشرف منه وذلك ان ان الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك. وحكم الملوك على الناس هو بالتصرف تدبير وحكم العلماء على الملوك هو بالاشارة في الرأي وما ينبغي ان يكون عليه الامر مما عرفوه من العلم وليس المراد بالحكام وليس المراد بكونهم حكاما على الملوك انهم يتصرفون فيهم ويقلبونهم كيفما شاؤوا. اذ ذلك لا يجامع حقيقة الملك. فان الانسان لا يكون ملكا حتى يكون هو متصرفا مدبرا امره وامر الناس لا يشاركه في ذلك احد وانما كان العلماء بمنزلة من يحكم على الملوك لانهم يملكون الراية الاتم بمعرفتهم بحكم الله عز عز وجل في الشرع. فالحكم الذي لهم على الملوك هو ارشادهم. ونصحهم والاشارة عليهم بما فيه منافعهم فرحون في الدنيا والاخرة. واما التصريف والتدبير قبولا وردا واخذا ورفضا فهو الى الملوك انفسهم فحقيقة ملكهم كون السلطنة لهم في التصرف. نعم