السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذا الدرس الحادي عشر من برنامج الدرس الواحد العاشر. والكتاب المطلوب فيه هو شرح الاربعين النووي للعلامة ابن العطاري رحمه الله. وقبل شروعه في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين. المقدمة الاولى التعريف بالمصمم وتنتظر في ثلاثة مقاصد. المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة علي ابن ابراهيم. ابن داود الدمشقي الشافعي يفنى بابي الحسن. ويلقب بعلاء الدين وتقدم كراهية الالقاب المضافة الى الدين. ويلقب ايضا لابن العطار اه لان جده كان طبيبا له اشتغال تهريب الادوية من النباتات وغيرها. ويلقب ايضا الى شيخه فيقال له النووي الصغير ومختصر النووي والمختصر لشدة لصوته به وعظم انتفاعه منه. فكان خص اصحاب النووي رحمه الله المقصد الثاني تاريخ مولده ولد يوم عيد الفطر غربة شوال سنة اربع وخمسين وستمائة. المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله غرة ذي الحجة سنة اربع وعشرين وسبعمائة. وله من العمر سبعون سنة وشهران ورحمه الله رحمة واسعة الثانية التعريف بالمصنف. وتنتظر في ثلاثة مقاصد. المقصد الاول تحقيق عنوانه اسم هذا الكتاب صوت الاربعين النووية عليه امران احدهما اثباته على نسخة كتاب الفضلية الوحيدة التي نشر عنها. والثاني ووده بهذا عند جماعة من المتوظمين لابن العطار. المقصد الثاني بيان موعد موضوع هذا الكتاب شرح كتاب جامع في الاحاديث النبوية اسمه الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام للنووي رحمه الله ويعرف اختصارا بالاربعين النووية. المقصد الثالث توظيف منهجه شعر رحمه الله تعالى الى منهجه في كتابه لقوله في مقدمته وها انا ان شاء الله تعالى اشرف الاحاديث المذكورة بالفاظ واضحة. ابدأ بالخطبة التي صدر بها المصنف كتابا. بالفاظه المباركة ثم اذكر كل حديث منها بكماله. ثم اكتب تحته ما قدر لي من الشرح بالفاظ وجيزات. وغالب ما انقله هو ومن سلام شيخنا محيي الدين رحمه الله تعالى من باقي مصنفاته المباركات انتهى كلامه وشرحه للاحاديث نوعان شرح مفصل قسم فيه جمل الحديث بحسب بيان معانيها مصدرا كل جملة بقوله قوله كذا والثاني شرح على وجه الاجمال دون تفصيل وقد نقل رحمه الله تعالى الفصل الذي جعله النووي في اخر كتابه في ضبط الالفاظ مقسما على مواضعه من احاديث الكتاب نعم. احسن الله اليكم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه فقال ابن عباس رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على من لا نبي بعده الحمد لله الواحد المنان في القول والإحسان الذي لطف في اوليائه واهداهم لطاعته وسلوك طرائق انبيائهم حسان وجعل شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سمحة سهلة التناول لاولي البصر رأي الاذهان احمده على نعمه الجزار واشكره اناء الليل واطراف النهار. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له العزيز الغفار. واشهد ان سيدنا محمدا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وازواجه واهل بيته الاطهار. صلاة تبلغهم بها اعلى المنازل في دار قارئ القرار وبعد. فان لله تعالى في كل نعمة وانعم بها حقا وعلى كل بلاء اتاه زكاة فزكاة مال الصدقة وزكاة الشرف التواضع وزكاة الجاء بذله وزكاة العلم اشرف ولما كنت ممن انتسب الى العلم واهله واختلط باعيانه واهل فضله. وكنت ممن صحب شيخنا الامام الشيخ. الشيخ الامام العلامة الحضر المحقق المدفن الضابط المحدث المفيدة والمؤلفة الحميدة محيي الدين يحيى ابن شرف يحيى ابن شرف ابن مري ابن حسن ابن حسين ابن محمد يقدس الله روحه ونور ضيفه. وكنت ممن اهتدى بقربه وسنى بالانتساب اليه. وكون به وشملته بركة الاشتغال عليه والانتماء اخترت ان يقترن ذكري بذكره في الحياة والممات. وان اكون معينا له على ما قصده من الخيرات. مثابرا على ما عزم عليه واضمره من صالح النيات وقد كان رحمه الله تعالى ورضي عنه جمع في عمره المبارك القصير الذي لم يتجاوز اربعين سنة الا بشيء يسير عدة كم من المصنفات المباركات النافعات التي يشهد بعموم نفعها وبركاته من عاينها وطالعها من اولي المعرفة والعنايات منها ما هو بعلوم القرآن العزيز واداب حامله وتاليه من اولي الرغبات. ومنها ما هو شرح السنة والاذكار والرياضات والزهديات. ومنها ما هو في علوم وفقهه واداب المفتي والمستفتي ومناسك الحج والفروع والفقهيات ما يزيد على حجم عشرين مجلدا من المجلدات الضخمات فالله تعالى يعظم ثوابه وييسر حسابه ويرقيه الى اعلى الدرجات. وكان من جملة ما جمعة ما جمعه رحمه الله تعالى اربعين حديثا من الاحاديث النبوية قائلها خير البرية صلى الله عليه وسلم وعزم رحمه الله تعالى على شرحها وتبيين الحكمة في اختيارها دون غيرها فلم يقدر له رحمه الله تعالى ذلك واغتنمته المنية وها انا ان شاء الله تعالى اشرح الاحاديث المذكورة بالفاظ واضحات ابدأ بالخطبة التي صدر بها المصنف كتاب بالفاظه ثم اذكر كل حديث منها بكماله ثم اكتب تحته ما قدر لي من الشرح بالفاظ وجيزات وغالب ما انقله ومن كلام شيخنا محي الدين رحمه الله تعالى من مصنفاته المباركات وعلى الله الكريم اعتماد واليه تفويض واستناده. قوله رحمه الله عند ذكر اسم شيخه محيي الدين يحيى ابن شرف صح عن النووي رحمه الله انه كان يقول لا اجعل في حل من سماني محيي الدين فالادب معه رحمه الله تعالى الا يسمى بهذا الاسم الذي كان يكرهه ويألف منه لاجل مخالفته حكم الشرع مخالفة تفضي به الى الكراهة او التحريم والاظهر الاول وقوله رحمه الله ومنها ما هو شرح السنة والاذكار والرياضات اراد رياضات ما يتعلق بتهذيب النفوس واصلاح القلوب من مقامات الاحسان والرقائق وقوله رحمه الله فلم يقدر له رحمه الله ذلك واخترمته الانانية اعلام ان النوي رحمه الله لم يشرح كتابه فما يوجد من المجاميع المنسوبة اليه قديما وحديثا لا تصح وانما هو شيء لغيره. وهو قديم الوجود فان الطوفي رحمه الله تعالى رأى مجلدا كتب عليه انه شرح للاربعين منسوبا الى النووي ولا تصح نسبته الى النوم فان ابن العطار من الصق اصحابه واكثرهم ملازمة له وقد اخبر بانه لم يشرح هذا الكتاب ونظيره ايظا الكتاب المنسوب الى ابن دقيق العيد لشرح الاربعين فان هذا الكتاب ليس لابن دقيق العيد ففيه نقول عن جماعة وجدوا بعد ابن دقيق العيد فلا تصح نسبته اليه ايضا نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى ورضي عنه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والاراضين مدبرين بالخلائق اجمعين باعث الرسل صلواته وسلامه عليهم الى المكلفين لهدايتهم وبيان شرائع الدين بالدلائل القطعية والواضحات والبراهين احمده على جميع واسأله المزيد من فضله وكرمه. واشهد ان لا اله الا الله الواحد القهار الكريم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله. افضل المخلوقين المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين وبالسنن المستنيرة للمسترشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين وال كل وسائر الصالحين اما بعد فقد روينا عن علي ابن ابي طالب ابن عبد الله ابن مسعود ابن معاذ ابن جبل وابي وابن عمر وابن عباس وانس ابن مالك وابي هريرة وابي سعيد الخدري رضي الله عنهم من طرق كثيرات بروايات متنوعات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينا بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء. وفي رواية بعثه الله فقيها عالما. وفي رواية ابي الدرداء قلت له يوم شافع وشهيدا وفي رواية ابن مسعود قيل له ادخل من اي ابواب الجنة شئت وفي رواية ابن عمر كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء. واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه. وقد صنف العلماء رضي الله في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات فاول من علمته وصنف فيه عبد الله ابن المبارك ثم محمد ابن اسلم الطوسي العالم الرباني ثم الحسن بن سفيان النساوي وابو واكرم الاجر وابو بكر محمد بن ابراهيم الاصفهاني والدار قطني والحاكم وابو نعيما وابو عبدالرحمن السلمي وابو سعد المائليني وابو عثمان الصابوني مستعدين ماليني وابو سعد الماليني وابو عثمان الصابوني ومحمد بن عبد الله الانصاري وابو بكر البيهقي وخلائق لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين وقد استخرت الله تعالى في جمع اربعين حديثا اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام. وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة ليبلغ الشاهد منكم الغائب وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرء سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها. ثم من العلماء من جمع الاربعين في اصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في الاداب وبعض في الخطب وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها. وقد رأيت جمع اربعين اهم من هذا كله وهي اربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك. وكل لحديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك ثم التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم. واذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها ان شاء الله تعالى. ثم اتبعها في ضبط خفي الفاظها وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره وعلى الله اعتماد واليه تفويض واستناده وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة اورد ابن العطار رحمه الله تعالى مقدمة الاربعين برمتها يستفاد وجودها. فان من ناسخ كتاب اربعين وناشريه من اسقط هذه المقدمة. وفيها من مهمات المسائل التي يحصل الانباه اليها قوله رحمه الله وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال. فان هذه الجملة فيها نظر من وجهين. احدهما ان في حكاية الاتفاق نظرا. وقد النووي نفسه في كتاب الاذكار ان هذا القول هو قول الجمهور. وليس محلا بالاتفاق والثاني ان ارجح القولين منع اثبات عمل مستقل بحديث ضعيف منع اثبات عمل مستقل بحديث ضعيف. ما لم يكن في اصل الباب ما هو اقوى منه من الاحاديث المقبولة. وحمل اهل العلم على التسمم على القول بجواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال لان جل الاحاديث الضعيفة فيها تتعلق باعمال ثابتة بدلائل صحيحة. فلما كان جمهور بابها ثابتا ترخصوا في التعبير عن ذلك بجواز العمل بالحديث الضعيف. فنظروا الى اصل الباب وتسمحوا عنه بالعبارة. كما جرى عليه عمل اصحاب الائمة الاربعة في الاصول في قولهم ان الاصل في الامر والنهي في باب الادب ان الامر للاستحباب وان النهي للكراهة. مع كون اصل الامر عندهم للايجاب والنهي للتحريم لكن لما كان عظم الامر في باب الادب للاستحباب. وفي النهي للكراهة عبروا بتلك القاعدة. فمثل هذه المآخذ من العلم ربما تحمل على بشيء يظن عنهم خلافه فلا يظن بهم القول باثبات عمل مستقل باصله لا يعرف الا بحديث ضعيف وانما عبروا بمثل ذلك لان جل فضائل الاعمال ثبتت باحاديث صحيحة ثم روي فيها شيء ضعيف. ومسألة العمل بالحديث الضعيف غير مسألة التحديث بالحديث الضعيف فان مسألة التحديث بالحديث الضعيف المعروف عن جل العلماء ولا سيما من قدامى الحفاظ التوسعة والمسامحة في ذلك. كما نقل هذا عن عبدالرحمن بن مهدي واحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى. وباب التحديث باب واسع منه حمل النفوس بالترغيب على اصل عمل صحيح او بالترهيب عنه شيء منهي عنه بدلائل صحيحة بما اثر من الاحاديث الضعيفة. لان الاحاديث الضعيفة عند اهل العلم لا يجزم بان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقلها لان المجزوم به انما هو الحديث الموضوع فيجزم بان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ولكن الاحاديث الضعيفة منع من اضافتها اليه اكتمال خطأ الراوي ووهمه لما عرف من جرحه. فلاجل وجود هذا المعنى سامحوا بالتحديث بها الا انهم جعلوا لذلك ادابا تقع عليها كأن يسوق اسنادها تاما او يقول عند التحديث بها روي او اخبر او غيرها من المشعرة بعدم تمكن ثبوت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم. نعم