وكن له خير وليس ذلك لاحد الا للمؤمن. ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء او صبر فكان خيرا له. فهذا في حق في مقابلة العطية بالشكر ومقابلة البلية بالصبر. واما في حق مقابلة الذنوب بالاستغفار ولذلك دلائل كفار منها قوله تعالى والله يحب التوابين فان العبد اذا اذنب فتاب احبه الله سبحانه وتعالى. واذا احبه الله عز وجل كان في ذلك سعادته. نعم. قوله اعلم ارصدك الله لطاعته وان الحديث ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فاذا عرفت ان الله خلقك تعلم ان العبادة لا تسمى عبادة منا مع التوحيد. كما ان الصلاة لا تسمى صلاة الطهارة فاذا دخل الشرك في العبادة فسدت فالحدث اذا دخل في الطهارة. فاذا عرفت ان الشرك اذا قال معرفة ذلك لعل الله ان يخلصك وينجيك من هذه الشبكة. ويشرك بالله الذي قال الله انت على شيء ان الله لا يغفر ان يشرك بي ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وذلك لمعرفة حال الله قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه قال الشارح فاذا اردت المؤمن اذا اعرف المؤمنون ان التوحيد اذا دخله الشرك افسده. كما يفسد الادب الطهارة عرف ان لابد من معرفتك توحيد على حقيقته والشرك والشرك على حقيقته حتى لا يقع في الشرك ادخل توحيده ودينه وان التوحيد هو دين الله هو الاسلام وهو الهدى فاذا فعل شيئا من انياء الشرك دخل هذا الاسلام فبطل هذا الدين كان يدعو الاموات ويستغيث بهن ويسب الدين ويسب الله رسوله صلى الله عليه وسلم ويستهزأ بالله ورسوله ويستهزأ بالدين ويعتقد حل ما حرم الله مما هو معلوم من الدين للضرورة كالزنا كالزنا واشباهه فاذا اتى بشيء من هذه المواقف اسلام كما ان من اتى بناقد من نواقض الطهارة من ريح الطهارة وهكذا والصلاة كفى على من جحد تحريم الزناك فلا ومن استغاث به الموتى وما ضربه كفر وهكذا ومما حقيقة الدين ان تتعلم هذه القواعد التي جاءت في كتاب الله. فاذا درستها انتهى اتضح لك الامر اكثر. قصد الشارخ رحمه الله تعالى الى بيان عظيم افلا الشرك وسوء عاقبته وتبع المصنف رحمه الله تعالى في تشبيه افساد دين العبد بإفساد الحلف للطهارة. فكما ان الحدث اذا طرأ على الانسان افسد طهارته الحسية فان الشرك اذا طرأ على العبد افسد طهارته المعنوية وكما يخرج العبد من طهارة حسه بحدث من الاحداث المعروفة عند الفقهاء فان يخرج بطهارة قلبه اذا وقع في الشرك. فان الشرك ينجس القلوب كما يتنجس الانسان بحدث يطلع عليه وكما يكون واجب يجب عليه ان يتطهر من الحلف الذي طرأ عليه كي يكون ظاهرا اذا اراد الشروع في عبادة تجب لها الطهارة فانه يجب عليه ان يتطهر من نجاسة الشرك. وتعظم هذه في الطهارة فوق طهارة الحدث. لان طهارة الحدث تتعلق ببعض العمل. واما طهارة من الشرك فانها تتعلق بكل العمل. فان الانسان اذا صلى على غير طهارة او مس المصحف على غير طهارة فانه يكون قد اخل بصلاة وتعظيم المصحف. اما اذا تنجس بنجاسة الشرك فانه يخل بعمله كله فان الله لا يقبل اعمال المشركين. وهذا يبين عظيم الحاجة الى هذه القواعد الاربع لان من تبينت له هذه القواعد وفهمها كما ينبغي اثمر ذلك في نفسه الاحتراز من الشرك والمباعدة والخوف من الوقوع فيه. واذا جهل العبد هذه القواعد الاربع التبست اي امور التوحيد والشرك. ولم يقم وازع الردع عن الشرك في قلبه. القيام يكون به نجاتهم. والاحتراز من الشرك ينبغي ان يكون وما من الاحتراز من الاحداث والنجاسات. وكما يتوقى العبد في الظاهر حدثا ونجاسة فانه يجب عليه ان يتوقى بالباطل نجاسة الشرك وقد جاء الشرع بالقرن بين الطهارتين تنبيها على ان مقصود الشرع تحقيقهما مع فان الانسان يشرع له اذا اراد الصلاة ان يتوضأ ويشرع له ان يقول بعد وضوءه اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله فهو يسهر بالوضوء حدث الظاهر ويطهر بهذا الذكر من توحيد الله سبحانه وتعالى حدثه الباطل من الشرك فيقبل على الله سبحانه تعالى طاهرا الباطن والظاهر. نعم. القاعدة الاولى ان تعلم ان الكفار الذين سلام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بان الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر فذلك لم يدخلهم في الاسلام والدليل قوله تعالى قل من يرزقكم السماء والارض امين دور الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون؟ قال الشارخ رحمه الله القاعدة الاولى هل تعلم ان المشركين الذين قاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يقرون بتوحيد الربوبية لان الله خالقهم ورازقهم ومطهر امورهم فليس عندهم في هذا شك وفي مسلمون اليوم يحسبون الى ان هذا التوحيد وهذا من الجهل ابصار المشركون اعلم منهم. واذا اقر احدهم بالربوبية قال ان الله ربي وخالقي ورازقي فان ذلك لا يكفي والمشركون اقروا بذلك يقول تعالى ورئيسك ممن خلقهم واقولهم الله فيقولون المشركون مقرون بذلك قال تعالى قل محمد اخرجوا حيا من الميت ويخرجوا ميتا من الحي وميت يدبروا الامر. وسائرون الله وقل بما انكم تعرفون هذا افلا تتقون من شراك بالله فارجعون الى التوحيد والحق وهم يعرضون هذه الامور ويقرون بها لله. ومع هذا لم ينفعهم ذلك بل قاتلهم النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم والتوحيد لله وحده. والايمان بانه وحده المستحق الى مما يبين لك هذا ان المشركين يقولون ما دعوناه انما توجهنا اليه كما في القاعدة الثانية الا بين الشارخ رحمه الله تعالى مضمونا القاعدة الاولى من القواعد وهي وهو ان الكفار الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبون بتوحيد الربوبية فهم يعتقدون ان الله سبحانه وتعالى هو الخالق الرازق المدبر وكانوا لا ينازعون في هذا الاقرار الجني. وان وقع منهم في بعض تفاصيل الربوبية خلاف هذا الاقرار المجمل في اعتقادهم في الانواء التمائم فان هذا مما يتعلق بالربوبية لكن هذه المنازعة عندهم كانت في التفاصيل وليس بالاصل الكلي. اما في الاصل الكلي فانهم كما استفاضوا بالقرآن ذكره عنهم يقرون بان الخالق هو الله وليس منهم من يقول من يقول ان الناس والعزى احدهما هو الخالق الرازق بل يقرون بان الله سبحانه وتعالى هو ربهم وخالقهم ورازقهم ومع اقرارهم بهذا التوحيد في ربوبية الله سبحانه وتعالى فانه لم ينفعهم هذا الاقرار اولا كانوا المسلمين بذلك بل قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم بان المقصود من الامن والنهي ليس هو الاقرار بالربوبية ولكن مقصود الامن والنهي هو الاقرار بالالوهية وهي البعض ظل فيه المشركون الاول ثم ظل من ظل فيه من المنتسبين الى الاسلام في القرون المتأخرة وقد بين المصنب رحمه الله تعالى في اخر كلامه ان التوحيد هو صوم العبادة لله وحده والمناسب للوضع اللغوي لكلمة التوحيد الا يفسر التوحيد بالصرف. فان اصل التوحيد في اللسان العربي يطلق على التفريج والموحد هو المفرد والواحد هو الفرض وقد ذكرنا بما سبق ان التوحيد يعرف باعتبارين اثنين. احدهما المعنى العام والمراد به افراد الله بحقوقه. وحقوقه الله سبحانه وتعالى التي ثبتت له باستقراء القرآن والسنة هي ثلاثة حقوق اولها حق الربوبية وثانيها حق الالوهية وثالثها احب الاسماء والصفات. ويكون التوحيد بالاعتبار العام شاملا بافراد الله سبحانه وتعالى بها. والثاني الاعتبار ومعناه افراد الله بالعبادة. وهذا هو اكثر ما يطلق عند ما يراد ويطلق عند ذكر التوحيد بالقرآن والسنة فاذا اغلق التوحيد في القرآن والسنة بالمصدر او بالفعل فانما يراد به توحيد العبادة لانه واصل الاصول واهم المهمات. ولان غيره من انواع التوحيد التي هي حقوق لله سبحانه وتعالى اليه ومنطوية فيه. نعم القاعدة الثانية انهم يقولون ما دعوناهم وتوجهنا اليهم الا لطلب القربة والشفاعة فدليل في قوله تعالى والذين اتخذوا الا ليقربوا الى الله ان الله لا يهدي من هو كاذب ودليل الشفاعة في قوله تعالى ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا من عند الله. الشفاعة شفاعتان شفاعة منفية وشفاعة مطلقة فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. الدليل لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل والكافرون هم الظالمين الشفاعة المثبتة هي التي من الله والشافي مكرم بالشفاعات والمشروع لهيما رضي الله قولا وعملا بعد الابل. كما قال تعالى قال الشافعي رحمه الله يعني ما قصدنا انهم فان ذلك كله لله عز وجل. ولكن قصدناهم العلماء ليقربونا الى الله جلباب انهم احسن منا فهم اصحاب دين ولهم طاعات ولهم اعمال صالحات لهذا نعبدهم وندعوهم ونستعيذ بهم يقربون الى الله وليشفعوا لنا كما قال جل وعلا من في سورة والذين اتخذوا من دونياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفا من يعبد الانبياء والصالحين الا ليقربوهم الى الله دركا. قال تعالى ان الله يحكم بينهم ان الله لا ينجيني كاذب. وقد سماهم الله فيها من الاية بالكذبة والكفرة. فهذا يدل على ان عبادتهم اياهم لطلب التقريب انه كفر وضدة وان لم يقولوا انهم يخلقون ويرزقون. فان كانوا يدعون الناس لهم بقصد القربة انهم يشفعون لهم. فهذا هو الكفر الذي فعله المشركون الاولون بهذا فسماهم كذبته وكفره. وانهم كذبوا بقولهم انهم يقربونا الى الله بهذا العمل. يقول ليعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ويقولون هؤلاء شفعاء جل وعلا فهذا الشرك فانما الذي ينفع به والتوبة الى الله الاقامة على التوحيد وعبادة الله وحده. والبعد عن الاشراك كما هو معنى لا اله الا الله. ومن يخص الله من عبادة والدعاء والخوف والرجاء والذبح والنذر ولا يشركون مع الله احدا لا نبي امل الصلاة. فلا ملك وبه لا جني ولا غير ذلك فهذا هو دين الله. فان التوحيد والدين والاسلام هو شرف العبادة الا ان وحده المشارك فيها لغيرك ولو ان ذلك الغير لا يخلق ولا يرزق ومن عبادك من العبادات فقد كفر فان اعتقد ان ذلك المعبود لا يخلق ولا يرزقه فان المشركين قد اعتقدوا هذا فهم يعلمون ان لا تخلق ولا تخلق. واما فقيرة ومملوكة فلم يعذرهم الله ذلك. وكفرهم الشفاعة من غير الله وتركهم العبادة لغيره. فالحاصل ان دعاءهم غير الله للاستغاثتهم بغير الله وشرطهم بعد العبادات لغير الله. يجعل العبد مشركا وان اقر بان الله هو الخالق الرازق المدبر فاذا قالوا ان معدوداتهم لا تنفع ولا تضر ولكنهم يريد شفاعتهم ويريد ان يقربوه يخلصني من الشرك فالذي يعبد البدوي او يعبد الشيخ عبد القادر الجيلاني او يعبد الرسول صلى الله عليه الله بانه يخلق فانه يبين له ان هذا هو الشر يبين له ان هذا هو الشرك الاكبر ان هذا هو دين المشركين الذي كانوا عليه. يقول تعالى مع منابرهم الذي قربونا الى الله زلفا. فالواجب وان يحضر هذا الدين او دين المشركين بالتوبة النصوح والإطلاع عن هذا الشرك وتعليم من لم يبقى ذلك من اخوانه عشيرة واهل بيته. ويحرصك ذلك على تسليمهم ان قولهم الهة التي ابد بها لم نقف فيها لنفعها او انما قصدوها بشفاعتها وتقليدها فانها هذا هو الشرك الاكبر من كونهم قصدوا تقريبا الى الله الشرك الاكبر بعد ان حقق الصالح رحمه الله تعالى تبعا للمصنف ان المشركين الاولين كانوا لا يعتقدون بما اتخذوه من الالهة انها تخلق وترزق حقق في هذه القاعدة الثانية ان اولئك لم يكونوا يسألون تلك الالهة خلقا ولا رزقا. ولا حياة ولا نشورا بل كانوا يتوجهون لسؤال هذه المطالب الى الله سبحانه وتعالى انهم يعلمون انه هو الخالق الرازق المدبر المالك. وانما كان مقصودهم من تعاني هؤلاء شيئان اثنان شيئين اثنين احدهما طلبوا تقليد الهتهم لهم عند الله سبحانه وتعالى على اذ قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلزال. وثانيهم طلبوا شفاعتي هذه الالهة لهم عند الله عز وجل كما قالوا هؤلاء لشفعائنا عند الله لهم عند الله عز وجل كما قال ولما كان اتخاذهم لهذه الالهة باطلا عاقبهم الله سبحانه وتعالى بود قصدهم فلن يحصل مقصود التقرير ولا مقصود الشفاعة فافضل الله مقصود التقريب لقوله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون لله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعائهم غافلون. فاخبر سبحانه وتعالى لان هؤلاء الداعين لهذه الالهة ان تقربهم الى الله لا يحصل لان هذه الالهة لا تستجيب عن دعائهم لا تستجيب لدعائهم. الى يوم القيامة بهذه الالهة غاضية عن ذلك الدعاء. وابطل مقصودهم بطلب الشفاعة لقوله تعالى فما تنفعهم الشافعي فلا تحصوا لهم هذه الشفاعة التي رجوها من هذه الآلية لان هذه الالهة ليس لها مقام عند الله سبحانه وتعالى ولانهم سألوها ما لا تملك. فان الشفاعة ملك الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا وانما تسأل الشفاعة ممن يأذن الله له بوقوعها منه. فانما تسأل الشفاعة في الاخرة من الانبياء. ولا تسأل من احاد الخلق في الكرب الاعظم فليتوجه الناس في الآخرة الى الانبياء اذا علاهم حر الشمس والزمهم عرفت ويبتجئون بادم حتى ينتهون حتى ينتهوا بمحمد صلى الله عليه وسلم. ويسألوهم ان يشفعوا ولهم عند الله سبحانه وتعالى. والمقصود ان هؤلاء ما توجهوا الى الالهة الا لاجل والشفاعة وما توجهوا لها لاجل ان تخلق لهم وان ترزقهم وان تدبر امرهم. ثم كان من عقوبتهم عدم تحقق مقصودهم لان ما يبنى على الباطل باطل نعم القاعدة الثالثة ان النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على اناس في عباداتهم منهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الانبياء والصالحين ومنهم من يعبد الاشجار فمنهم من يعبد الشمس والقمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بينهم والدليل قوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. فدليل الشمس والقمر قوله تعالى من اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر يسجدوا لله للذي خلقهم ان منكم ودليل الملائكة قوله تعالى ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة ودليل الانبياء قوله تعالى واذ قال الله ان الناس اتخذوني وامي الى عيني من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنتم قلتم فقد علمته فاعلموا ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت ودليل الاشجار والاحجار قوله تعالى افرأيتم الناس العزة على المناطق الثالثة الاخرى. وحديث ابي واقب الموسم رضي الله تعالى عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله وسلم الى حنين فنحن حدثاء عظيم بكفره للمشركين شجرة يعكفون عندها ويميتون بها اسلحتهم فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله القاعدة الرابعة ان مشركي زماننا اغلب شركا من الاولين لان الاولين يشركون في وخاء مخلصون بشدة ومشركوا زماننا وشركهم دائما في الرخاء والشدة والدليل قوله تعالى فلما نجاهم من البر اله يشركون جنة صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم. قال الشارخ القائدة الثالثة والرابعة ان النبي صلى الله عليه ما ظهر في اناس متفرقين في عبادتهم. هذه هي القاعدة الثالثة. وذكر بعد ان رابعة وقواعد الاربع التي من عقلها عصام عزيزا عقل دين مشركين وعقل دين المرسلين وعرفوا الفرق بينهما المهمة الواضحة التي بين فيها المؤلف رحمه الله حقيقة الشرك. وما عليه مشركون اوضح فيها حقيقة ما دعا اليه النبي صلى الله عليه وسلم وما ارشد اليه وما بعثه الله به فمن عقل هذه الارض كما ينبغي كان على بصيرة ومعرفة بفهم الرسل. لقد تقدمت القاعدة الاولى في بيان بتوحيد الربوبية انهم ينكرون ان الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت الرزاق للعباد يعرفون هذا ولهذا وبين في القاعدة الثانية انهم يقولون ما دعونا ان نتوجهنا اليهم الا بطلب والشجاعة ان الخلاق الرزاق هو والله يقول تعالى على لسانهم ما نعبدهم الا وقال ويقولون هؤلاء شفها وهذا هو شرك يقولون اننا اللهم توجهنا اليهم ليقربونا الى الله وان يشفعوا لنا عند الله. والله هو الرازق الخالق سبحانه وتعالى فاما شرك المشركين المتأخرين فشركهم دائم في الرخاء والشدة. وهم يشركون مع الله انبياء وغيرهم وبعضهم عشرة اعتقد ان بعض المشايخ وبعض الصالحين يتصرف في الكون وهو يتصرف في الناس وهذا فصاروا من الشباب شفاعتان شفاعة مرضية. فهي التي يأذن الله بها ويرضاها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم الموقف حتى وشفاعته في اهل التوحيد حتى يدخلوا الجنة ورضاه سبحانه وتعالى وشفاعة باطلة وهي الشفاعة التي يطلبها المشركون من غير الله كالانبياء او الصالحين اي الملائكة او الجمع من الاشجار وهي شفاعة باطلة قال الله تعالى فيها سمعتهم شفاء الشابيين يقول تعالى ما للظالمين من حبيبه ولا شفيعه فهذه شفاعة باطلة انزل بها من غير الله وتوسلوا اليه بالشرك فصارت باطلة. ثم ذكرت القاعدة الثانية ان النبي صلى الله عليه فمنهم من يعبد الانبياء ومنهم من يعبد الملائكة بهم من يعبد الصالحون ومنهم من يعبد الاشجار والاحجار. ومنهم من يعبد الشمس والقمر فقاطعوا جميع وقاتلهم الصحابة ولم يفرقوا بينهم وذكر الايات الدلت على ذلك مثل قوله جل وعلا ولا يأمركم فجعل الملائكة والانبياء كفر وذكر في قصة عيسى والنصارى ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليم على كل شيء شهيد. فذكر في الاشجار والاخبار والصامتين افرأيتم الناس العزاء والناس رجل صالح ومناة حذر والعزى شجرة وقاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة ولم يفرقوا بينهم في الشرك واحد وان تنويع المهبودون كالذي يعبد الشمس او القمر او الملائكة تفعل الانبياء الصالحين او النجوم او غيرهم فكلهم مشركون يقول تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصون وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. ويقول فاعبد الله مخلصا له الدين فمن خالف هذه الايات وما جاء في فقد اشرك. سواء فعل ذلك مع الانبياء ومع الصالحين ومع الملائكة او مع الجن او مع النجوم او مع الشمس او مع القمر او بغير ذلك ولهذا انزل الله جل وعلا فيهم وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة يعني الشرك. ويكون الدين كله لله الشرك عليه فتنة كما في قوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة. يعني حتى لا يقع شرك بالله يعطينا الدين كله لله والاختلاف يسمى فتنة والمعاصي تسمى فتنة ولكن المقصود بها عناية هي فتنة الشرك بالله. كما قال جل وعلا يسألونك عن الشهر الحرام قتالا فيه القتال وفيه كثير فصدنا سبيل الله وكفرا به ومسجد الحرام واخراج اهله من اكبر عند الله والفتنة اكبر دون القتل وعن الشرك فدل ذلك على ان الواجب على ولاة الامور ان يقاتلوا عباد غير الله مطلقا كائنا من كان اذا دعاه الى الله ورسوله اذا دعوا الى الله وارشدوا. فان لم يقبلوا وجب مع القدرة. فاتقوا الله ما استطعتم وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة الدين كله فيقول جل وعلا ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. ويقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة من عذاب اليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. ومما يتعلق بابادة الاحجار حديثها لما خرجوا الى حنيف وكانوا خبثاء عهد بالقصر مروا على اناسهم والمشركين يعبدون سدرة ويعظمونها ويعلقون عليه السلاح يقولون انه اذا اطلق عليها يكون امضع واقوى. فقال المسلمون اجعل لنا ذاتا ان يعطي كمالهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله اكبر ان السنن قلت ان الذي نفسي بيده كما قال بني اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. الحديث رواه الترمذي وصححه شجرة قال ملوك شجرة نعبدها او حجر نعبده او قدرا نعبده نعلق عليه السلاح ندعوه نستغيث به ننظر له في ظل بني اسرائيل جهنم فهذه قاعدة عظيمة لها القاعدتين السابقتين المتأخرين وان كان في الرخاء يخلصون في الشدة. اما الى ان المشركون في غالب ذي جاهد الشرك هم دائما في الرخاء والشدة البدوي وعباد الحسين وعباد الشيخ عبد القادر الجيلاني وغيرهم فالواجب الحذر من شرك المشركين في الشدة الرخاء الدقيقه وجنينه ومما يدل على ان الشرك مشركين في الرخاء دون الشدة قنوته تعالى اذا ركبوا في عن الباخرة او السفينة تجعل الله مخلصين له الدين. يعني انهم كانوا ادارة للبحر وخافوا ان اغرقوا في البحر او تغرق سفنا يخلصون له العبادة. واذا نجاهم الى البر وشربوا عادوا الى الشرك. يقول جل وعلا على في اية اخرى واذا مسكم واذا مسكم الضر في البحر ظل ما تدعون الا اياه فمن لكن من البر اعرضتم وهكذا في الاية اذا غشوهن مخلصين له الدين هكذا قالوا المشركين عند الشدائد يخلصون من الله العبادة. ويعلمون انه ينجيه الله لا اله غيره اذا جاء الرخاء بالشرك اما هؤلاء المشركون في هذا الوقت فلا بصيرة عندهم يعبدون غير الله في الرخاء والشدة ولكن ضعف العقول وغلبت الجهل. نسأل الله العافية والسلامة ووفق الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه عاد الشارخ رحمه الله تعالى بيان المعنى المنتظم في القاعدتين الاوليين من ان المشركين كانوا يعتقدون ان الله سبحانه وتعالى هو الخالق الرازق المدبر وانهم كانوا اتخذوا المعبودات لا لسؤالها الخلق والرزق والتدبير وانما بطلب القربى والشفاعة. ثم بين ان القاعدة الثالثة فيها بيان ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج على قوم تباينوا اجيالهم فمنهم من يدعو الانبياء ومنهم من يدعو الملائكة ومنهم من يدعو الاشجار ومنهم من يدعو الاحجار ومنهم من يدعو النجوم ومنهم من يدعو الشمس ومنهم من يدعو القمر فقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم وكفرهم جميعا وبذلك التنبيه الى ان الشرك لا يلاحظ فيه المعبود اهو ملك او نبي او رسول او شجر او حجر وانما يلاحظ فيه صرف العبادة. فمن صرف عبادة لغير الله سبحانه وتعالى فانه قد وقع في الشرك ولو صرف الى نبي او رسول او ملك او رجل صالح او شجر او حجر او شمس او قمر او غير ذلك. ثم بعد ان بين الشاب رحمه الله تعالى ان اصحاب هذه العبادات المعبودات المتنوعة هم جميعا في الحكم سواء وكلهم كفار وان النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم بين المعنى الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى في القاعدة الرابعة وهي التنبيه على الفرق بين شرك المتقدمين وشرك فذكر رحمه الله تعالى ان المشركين الاول كانوا يشركون في الرخاء يحجون في الشدة واما متأخر المشركين فانهم يشركون بالله سبحانه وتعالى في الرخاء والشدة وذكر امام الدعوة رحمه الله تعالى في كشف الشبهات فرقا هانيا وهو ان المشركين اذا كانوا يدعون نبيا او ملكا او رجلا صالحا او شجرا او حجرا واما المشركون المتأخرون فانهم يدعون اناسا منسوبين الى الفسق والظلم واعطي اموالي الناس بالباطل كشمسان ويوسف وتاج ممن كانوا في في زمانه وكثير ممن يدعى من دون الله سبحانه وتعالى عند مشرك متأخرين هو من اهل الفسوق والفجور ليس من اهل الصلاح او ممن لا يوصف بصلاح ولا شر كما كان عليه شرك الاولين فهذان فرقان موجودان في كلام الدعوة رحمه الله تعالى والحقنا بهم الحقنا بهما في مسألة خمسة فروق وانتظمت فروقا سبعة بين شرك الاولين وشرك المتأخرين وقد بيناها بيانا واضحا في التقرير على شرح القواعد الاربع للعلامة ابن فوزان حفظه الله وذلك في الدرس الواحد الخامس. وشرح الشيخ صالح اوضح عبارته واتم بيانا من شرح العلامة الجن باز رحمه الله فان الشيخ صالح حفظه الله قد فصل في مسائل هذا الكتاب وبين زملاؤه بيانا اوفى من بيان الشيخ رحمه الله تعالى. فانصح بمراجعة ذلك كرهنا عليه وذلك في المسجلة لبرنامج الدرس الواحد الخامس وهذا اخر التقرير على هذا الكتاب النافع الذي يحتاج الانسان دائما الى تكرار القراءة فيه وفيما كان من جنسه من مسائل التوحيد ولا يشتغل الانسان اذا حضر شرحا باحد هذه ان يقرأ شرعا ثانيا وثالثا فان ذلك انفع له في ثبوت هذه المعاني ولصوتها بقلبه وقبل الانصراف من الدرس فان الاخوان القائمين على البرنامج سيقومون كتب في اخر المسجد من مجاميع فتاوى اللجنة الدائمة وغيرها فمن احب ان يأخذ من ذلك نسخة