السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذا هو الدرس الموفي ثلاثين من برنامج الدرس الواحد العاشر والكتاب المقروء فيه هو الغاية من الرواية والسماع لجامعه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. نعم احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد. قال الشيخ حفظه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ صالح العصي قل قلتم لا تقول الشيخ قلتم حفظكم الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي قدر فهدى وعلم الانسان ما لم يكن علمه حوى اسألوا العون على شكر نعمته وخير العقبى في سبوغ منته واصلي واسلم على نبي الله محمد الرحمة المهداة وعلى اله وصحبه البررة الهدى قوله في صبوغ منته السبوغ الكمال والمنة اسم لما عظم من النعمة والله ذي المنن يعني ذا النعم نعم اما بعد فان مبدأ معرفة الدين الخبر متلقى بالنقل المتين فاوحى الله الى جبريل ان يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم الاحكام خبرا كما قال تعالى ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى وهو صلى الله عليه وسلم بلغها اصحابه خبرا فكانوا قلوبا واعية لما يلقى اليهم ونقلوا من دقائق الاحوال النبوية ما لم ينقل عن احد من الخلق. وعنهم تلقى التابعون الدين وكذلك فجرى الامر في طبقات اجيال المسلمين وفي قاموس المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم اخرجه ابو داوود فاضحى السماع والاسماع شعارا للملة الاسلامية وخصيصة لاتباع الرسالة المحمدية لان العبرة بعموم الخطاب لا بخصوص المخاطب وعمدة المسموعات واكثرها تعلقا باحكام المرويات سماع الحديث وله اطوار متعددة ومنازل مختلفة وكل حال منها ما لها لبوسها ورجالها ولها مقامها ومقالها فيعامل فيها السماع بما يصلح به في تحقيق مقصوده المرام. فان مقصود كان اولا نقل الديانة وبيان احكام الشرع. كما رواه الصحابة والتابعون واتباعهم واشترطوا له كون الراوي مقبولا ثقة او صدوقا ثابت الاخذ عن شيخه بسماع صحيح متحققا من مرويه وحمتهم رعاية مقصودهم في السماع على الاختلاف في مسائل سهل الخطب فيها لاحقا كالرواية بالمعنى والاجازة وهذا هو المقام الذي قال فيه ابن المبارك الاسناد من الدين ومعنى به من الدين انه شعار حمل الشريعة وتلقيها. فلا يعول في اثبات شيء من الدين الا مع وجود النقل المسند المستبين قال الشاطبي رحمه الله تعالى جعلوا الاسناد من الدين ولا يعنون حدثني فلان عن فلان مجردا بل يريدون ذلك لما تضمنه من معرفة للرجال الذين يحدث عنهم حتى لا يسند عن عن مجهول ولا مجروح ولا متهم الا عن من تحصل الثقة برواية لان روح المسألة ان يغلب على الظن من غير ريبة ان ذلك الحديث قد قاله النبي صلى الله عليه وسلم لنعتمد عليه في الشريعة نسند اليه الاحكام وما ذكره الشاطبي لا ينحصر بالحديث المرفوع بل قاعدة تستوعب باب المنقول القديم والحديث واكتفى بذكر الاعلى لالتحاق ما دونه بين المصنف وفقه الله ان مبدأ معرفة الدين الخبر المتلقى بالنقل المتين. فان انما اخذ بالنقل والعقل تابع له. ولا سبيل الى استقلال العقل بمعرفته. بل ارسل الله عز وجل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم. ثم اوحى الله اليه صلوات الله وسلامه عليه ان بلغ هذا الدين بواسطة جبريل عليه الصلاة والسلام وبلغها اعني احكام الدين النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه خبرا فوعوا عنه صلى الله عليه وسلم ما اخبر به عن ربه من الدين وبين النبي صلى الله عليه وسلم ان الخبر المنقول هو عمود معرفة الدين المأمور باتباعه فقال في حديث ابن عباس عند ابي داود واسناده قوي قال تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم الدين من قول بالسماع والعبرة بعموم الخطاب لا بخصوص المخاطب. فهو شعار معرفة الدين الوقوف عليه في المسلمين وهذا معنى قول المصنف فاضحى السماع والاسماع شعارا للملة الاسلامية وخصيصة اتباع الرسالة المحمدية لان العبرة بعموم الخطاب لا بخصوص المخاطبة. فاذا نسب احد الى الدين شيئا لم يعول على تلك النسبة حتى يبين طريق نقلها. ثم قال وعمدة المسموعات واكثرها تعلقا باحكام مرويات سماع والحديث لان المسموعات الدينية عديدة واعلاها القرآن الكريم. فان النبي صلى الله عليه وسلم تلقى القرآن من جبريل وجبريل تلقاه من الله سبحانه وتعالى. ثم علم النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه القراءة. و تلقوا عنه ان القراءة سنة ثابتة كما قال زيد ابن ثابت اي اي تؤخذ بالتلقي. وصح عن ابن مسعود رضي الله عنه عند الدارمي وغيره وروي مرفوعا ولا يثبت وانما هو موقوف اقرأوا كما عدمتم اي اقرأوا القرآن كما علمتموه بمن تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن جملة المسموعات الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكذا الاثار عن والتابعين لكن اكثر ما تعلق به السماع والتفرغ هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم لان القرآن ينتهي الى حد محدود وانما وقع التلقي لبعض قراءاته. واما الحديث النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى عنه جم غفير من اصحابه احاديث كثيرة ثم بين ان سماع الحديث له اطوار متعددة ومنازل مختلفة وكل حال لها لبوسها ورجالها ولها مقامها ومقالها عمل السماع فيها بما يصلح به في تحقيق مقصوده المرام اي المطلوب. ثم بين مقصود السماع في اول منازله ومراتبه فقال فان مقصود السماع كان اولا نقل الديانة وبيان احكام الشرع. فكان المراد من سماع هو معرفة الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. كما رواه الصحابة والتابعون واتباعهم. فكان الرجل يرحل لاجل حديث واحد بتوقف معرفة شيء من الدين عليه. واشترطوا له كون الراوي مقبولا ثقة او صدوقا ثابت الاخذ عن شيخه بسماع صحيح متحققا اي ذلك الراوي من مرويه اي متثبتا فيه. وحملتهم رعاية مقصودهم في السماع وهو كون ذلك دين يتدينون به على الاختلاف في مسائل سهل فيها لاحقا يعني في اطوال تأتي لاحقا في نقل الحديث رواية بالمعنى والاجازة فكان الاولون منهم جم غفير لا يرى تصحيح الرواية بالمعنى لان المقصود الرواية معرفة الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. والرواية بالمعنى ربما اخلت بهذا المقصود. وتشددوا في طرق بنقل الحديث وروايته فمنهم من لم يقبل الرواية بالاجازة فضلا عما دونها من اعلام او وصية او اجادة او وهذا هو المقام الذي قال فيه عبد الله ابن مبارك الاسناد من الدين. يعني ان الدين لا سبيل الى معرفته الا لما كان في الصدر الاول الذي لا يحيط احدهم بمعرفة الصلاة وسننها واحكامها ولا بالصيام وسننه واحكامه ولا بقية احكام الدين الا بسماع يسمعه ممن يأثره عن النبي صلى الله عليه وسلم او تابعين يأثره عن صحابي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى كونه من الدين انه شعار حمل الشريعة وتلقيها فلا يعول في اثبات شيء من الدين الا مع وجود النقل المستبين ثم نقل عن الشاطبي رحمه الله تعالى ما يتضمن التنبيه على ان قولهم الاسناد من الدين لا يريد به حدثني فلان عن فلان مجردا بل يريدون ذلك لما تضمنه من معرفة الرجال الذين يحدث عنهم حتى لا يسند عن مجهول ولا مجروح ولا متهم الا عن من تحصل الثقة بروايته. لان روح المسألة ان يغلب على الظن من غير ريبة ان ذلك الحديث قد قاله النبي صلى الله عليه وسلم لنعتمد عليه في الشريعة ونسند اليه الاحكام. فالمقصود السماع الذي كان به الاسناد من الدين هو ثبوت كون ذلك من مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا المعنى قد فقد بعد المئة الخامسة فضلا عن هذه القرون الاخيرة. فما تصدر به الاجازات من قولهم الاسناد من الدين لا يراد به هذا الاسناد الذي صار عندنا. لانه يستوي في معرفة الدين اليوم من ليس له اسناد له اسناد بسماع او اجازة وانما كان الاسناد من الدين لما كان الدين متوقفا على ان يسند حتى اذا نقل احدهم شيئا قيل عن من كما ذكرت لكم ان عطاء حدث ابن جريج بحديث فقال له ابن جريج عن من؟ فقال حديث مستفيض يعني انه من الدين المعروف الشائع المشهور الذي لا يحتاج الى نقل خاص. ثم نبه ان ما ذكره الشاطبي لا ينحصر في الحديث المرفوع وانما تدخل فيه كافة المسموعات لكن لما كان عضوه هو الحديث المرفوع اقتصر عليه في كلامه. نعم. احسن الله اليكم. ثم وصلني المصنفات وجمعت فيها الاحاديث والمرويات فتوجهت همة اهل الحديث الى سماعها ونزل شرطهم في لغاتها اكتفاء بشهرتها عن مصنفيها فقبلوا فيها رواية من يشمله اسم الصلاح وهجروا ما كانوا يطلبونه في الراوي المقبول بقانون الاصطلاح وتشددوا في صحة النسخة وثبوت معارضتها باصلها المسموع على الشيخ واتصالها بالقراءة على مصنفها وتوسعوا في من يثبتون اسمه في السماء فكتبوا الحضور لمن دون سن الخامسة لان الاعتماد في ضبط المروي هو على النسخة. هو على النسخة التي حضر سماعها فلا هو ولا غيره يعولون على الحفظ الصرف ولا تقييد خاص به بل على النسخ الصحيحة من مصنفات المحدثين وجماع الامر في احكامها عندهم الاكتفاء في اهلية الشيخ بكونه مسلما بالغا عاقلا غير متظاهر بالفسق والسخر. وفي ضبطه بوجود سماعه مثبتا بخط غير متهم وبروايته من اصل موافق ان اصل شيخه عرفت ان السماع كان المراد منه في الصدر الاول والطور الاسبق هو معرفة الدين. فاعتنى اهل العلم بحفظه وجعلوا له وعائين احدهما الصدر والاخر السطر فكان اكثر الوعائين رواجا في الاولين هو الصدر. فلما تأخر الزمان بعد التابعين شرع الناس يصنفون المصنفات فافرغوا ما تلقي بالسماع والرواية في هذه المصنفات. فصنف موطأ مالك وجامع ابن سلمة ومصنف ابن ابي شيبة وصحيح البخاري وسنن ابي داود وغير ذلك من انواع التأليف الحديثة هي التي حوت ما كانت الصدور تحمله مما هو من الدين. فلما رجعت الاحاديث المروية الى كتب مصنفة جعلت اوعية لها عمد حينئذ الى رواية تلك المصنفات وتوجهت همة اهل الحديث الى سماعها فالبخاري رحمه الله تعالى سمع عليه صحيحه مئة الف او يزيدون. ولما كان المقصود هو رواية الكتب التي يتكاثر رواتها نزل شرطهم في رواتها عن الشرط الاقدم. اكتفاء بشهرتها عن مصنفيها فقبلوا فيها رواية من يشمله اسم الصلاح فاكتفوا بكون الراوي صالحا مستورا طلبت مثلا ترجمة عيسى ابن عمر السمرقندي راوي السنن عنه فلم تجده ترجمة تدل على كونه ثقة او ضعيفة ولكن كتاب السنن للدارمي كتاب مشهور عنه رواه عنه جم غفير لكن لم يبق متصلا بنا او اجازة الا هذه الرواية فاكتفوا باسم الصلاح وهجروا ما كانوا يطلبونه في الراوي المقبول بقانون الاصطلاح وتشددوا في النسخة بان لا يحدث الا من نسخة صحيحة لان العمدة عليها وثبوت معارضتها باصلها المسموع على الشيخ اي بان يكون ذلك الشيخ الذي يحدث من نسخته قد عارض اصل نسخته التي يحدث منها على اصل شيخه يعني قابلها عليها واتصالها بالقراءة الى مصنفها اي بان تكون مقروءة الى ذلك المصنف. وتوسعوا في من يثبتون اسمه في سماعها اي قالوا في نقل الدين من لم يكن فيه من الداخلين. فانهم قبل لم يكونوا يعولون على من كان صغيرا في نقل الدين كم للخامسة وابن السادسة؟ فكتبوا الحضور له لمن دون الخامسة. اي كان يحظر في مجالس سماع الكتب فيقولون وفلان وهو ابن الثانية وهو فلان حاضر وهو ابن الثالثة. فكانوا يثبتون حضوره. لان التعويل ليس على سماعه وانما على هذه النسخة التي اثبت فيها سماعه لانها نسخة صحيحة مقابلة باصل الشيخ الذي سمع عليه. فصار جماع الامر في احكامها عندهم الاكتفاء في اهلية الشيخ بكونه مسلما بالغا عاقلا غير متظاهر بالفسق والسخر وتركوا ما كانوا يطلبونه في صفات الراوي من الظبط والاتقان والعدالة وتخففوا في ذلك. وفي ضبطه بوجود سماعه مثبتا بخط غير متهم اي ثبوته انه سمع ذلك الكتاب بخط لا يتهم بانه خط جديد الحق بالسماع وبروايته من اصل موافق اصلا شيخه اي بان يكون الاصل الذي يحدث منه موافقا لاصل شيخه الذي سمع عليه الكتاب. هذا الطور الثاني من اطوار رواية الحديث. نعم ثم لما تأخر الزمان وطال الامد وضعف سماع الحديث بعد القرن العاشر انحصر ما بقي منه في الاصول المشهورة كالصحيحين والسنن الاربع طي ما لك وسنن الدارمي والمسند الاحمدي. وقل من نبه وارتفع في الحديث فقرأ واقرأ غيرها من الكتب المسندة. وصارت عمدة ضبط مسموع كتب شروح الحديث وغريبه وجوامع اللغة لاختلال ضبط الصدور والسطور الذي كان عليه الاول وترشح في المقصود من خصيصة السماع في هذه الامة وغدا الامر في شروطه اوسع مما قبله لعدم التعويل في الظبط على سوى الشروح وما في معناها جبر خلل الاختلاف نسخ المسمعين مع طول الاسانيد بالاجازة وفهم من سوابق المباني ان علوم المتقدمين سماعيا والاصل والاصل الذي مروياتهم السماع وان عمدة المتأخرين الاجازة اما المتوسطون فلهم سماع واسع واجازات كثيرة عرفت فيما سلفا جمع الحديث المروي وعمدته ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى الى مصنفات ادخر فيها وتوجهت همم المحدثين اذا سماعها فكانوا يسمعون هذه الكتب مرة ومرتين وثلاثا على شيوخ متعددين. حتى ان البرزالي سمع جزء الحسن بن عرفة على عشرات الاشياخ واكثروا من سماع هذه الكتب فسمعوا الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم لانه لا سبيل الى تلقي هذه الكتب والفوز بها الا بان ينقلها من نسخة شيخه ثم يسمعها عليه فتوجهت هممهم الى حفظ تلك الكتب مصنفة بتلقيها بالسماع نسخا ثم مقابلة ثم سماعها على الشيوخ. فكانوا يسمعون الالوف المؤلفة من الكتب واذا رأيت جملة من فهارس واثبات المتوسطين من الحفاظ رأيت العجب من كثرة مقروءاتهم لشيوخهم كما ذكر في ترجمة ابن حجر رحمه الله تعالى انه سمع في شهر واحد في دمشق نحو مئة مجلد اي على شيوخ دمشق فكان طول يومه يدور على الشيوخ ويسمع عليهم هذه الكتب بين كتب فيها احاديث يسيرة كالعشرة فما قرب منها وكتب تجمع مئين وكتب تجمع الوفا. ثم لما تأخر الزمان وطال امد وضعف سماع الحديث بعد القرن العاشر وعلله بقوله لانقراض حفاظه وتشاغل الناس بالمحدثات ووهن كافة فضعف السماع للحديث وانحصر ما بقي منه في الاصول المشهورة كالصحيحين والسنن الاربع وموطأ ما لك وسنن الدارمي والمسند الاحمدي فتجد ان من سمع الحديث في هذه المدة بعد القرن العاشر لا يكاد يجاوز هذه الكتب وربما ما كان في بلاد الاسلام بلاد لا تعرف الا الصحيحين سماعا. ولا تعرف السنن الاربعة بالسماع. ثم كان من اثار هذا ان ذهبت تلك المسموعات التي كانت في طبقات الامة. فانقطع سماعها وبقيت كتبا تنقل اما بالنسف دون سماع او مع المحافظة على النسخ القديمة التي كانت للحفاظ وهي التي وصلت الينا في خزائن الكتب في والمغرب فهذه كتب الحفاظ الاولين فتجد نسخة للبخاري قد سمعت في القرن الخامس ومسلم قد سمعت في القرن السابع والموطأ ماله قد سمعت في القرن الثالث فبقيت هذه النسخ التي كانت قد سمعت عن الحفاظ الاوائل في خزائن العلماء وعليها التعويض ولا في هذه المدة من يسمع معجم الطبراني الكبير او المختارة للضياء او غيره من الكتب التي الاولون يتنافسون في سماعها. وصارت عمدة ضبط المسموع ليست نسخ الشيوخ. وانما كتب شروح الحديث وغريبه وجوامع اللغة لاختلال ضبط الصدور والسطور الذي كان عليه الاول. فاختل الظبط بالسماع لان السماع انقطع ووهيت العناية بالنسخ فتجد نسخا كثيرة نسخت في ابان اخر الخلافة العثمانية في هذه المدة لا سماع عليه. وانما يعمد الى نسخة عتيقة من نسخ الحفاظ ثم تنسخ ثم لا تسمع. فيتخذونها في خزائن الكتب ويعدونها نسخة للكتاب. فاختل ذلك السماع ولا ادل عليه مما مر معنا في حديث للجبان اجران فان هذا الحديث اذا اردت ان تطوي المشرق والمغرب لتطلب شيخا سمعه هل هو بالتشديد ام بالتخفيف؟ هل هو للجبان او للجبان اجران لن تجد احدا سمعه بوجه مضبوط مسموع على هذا الوجه. فصارت العمدة على كتب شروح الحديث وغريبه وجوامع اللغة. فاذا اردت ان تفحص حديثا مثلا فيه كلمة رظوان التي مرت لن تجد شيخا تطلب منه ان يضبط ذلك بسماع تلقاه. وعامة الشيوخ لا عناية لهم بالضبط اصلا. فلا ملجأ الا ما ذكره اهل العربية او شراح الحديث فستجد انه يجوز بهذا وهذا وربما وجدت من الغنائم الضنينة من يشير الى انه يجوز بوجهين لكن الرواية بواحد. وممن له عناية بذلك الكازروني في شرحه للبخاري وغيره من النقول التي نقلها عنه جماعة فمن اهل العلم من ينبهوا على جواز وجهين لكن الرواية التي نقلت هي بسماع واحد كما في كلمة وغذي بالحرام فان من العلماء من نص انه بالتخفيف سماعا مع جواز التشديد وغذي الذي ذكره بعض متأخرين ثم قال وفهم من سوابق المباني ان علوم المتقدمين سماعية والاصل في مروياتهم السماع فعلوم الصحابة متابعين واتباع التابعين عمدتها السماع لا تكاد تجد رواية باجازة او وجادة او وصية او اعلاما او مناولة وان وجد شيء فشيء يسير من الوجادة ككتاب عمرو ابن حزم وغيره واما الاصل فالاعتماد على سماع وان عمدة المتأخرين بعد القرن العاشر فما بعد الاجازة فسائر ما يروونه هو باجازات حتى انك تجده شيخا روى عن شيخ باجازة باجازة باجازة في الكتب المشهورة فلم يسمع مثلا البخاري على شيخ وانما رواه باجازة وذلك الشيخ رواه وذلك الشيخ رواه باجازة. اما المتوسطون وهم ما بين القرن الخامس الى القرن السادس فلهم سماع واسع واجازات كثيرة كابن السمعاني وابن عساكر وابن حجر رحمهم الله تعالى فانك تجد كثيرا من الكتب التي سمعوها وتجد لهم ايضا اجازات كثيرة نعم والانتهاء مقصود السماع الى ما ذكرنا وهو ابقاء شرفه درجة محقق المتأخرين من الشيوخ المسمعين الى امتثال جادتين في اقراء الدرس الحديثي في كتب الرواية المسندة احداهما سرد كتب الحديث دون تعرض لايضاح معانيها والاخرى التعرض لبيان ما يحتاج اليه بكلام متوصل دون تطويل ويجعل الاولى لخواص المتبحرين ليحصل لهم سماع الحديث وسلسلة روايته على عجالة ثم احالة بقية المباحث الى شروحه بان مدار ضبط الحديث الشروح والحواشي ويجعلون الثانية للمبتدئين والمتوسطين ليحيطوا بهمات الحديث علما ويستفيدوا منه على للتحقيق فهم ما قاله الدهلاوي عن علماء الحديث في الحرمين في القرن الثاني عشر كاحمد النخلي احسن الله اليك. كاحمد النخل وحسن العجيمي واحمد القطان وابي طاهر الكردي والتاج القلاعي وقلعي احسن الله منك. والتاج القلعي وذكر انهم اخذوهما عن من قبلهم. ذكرا وذكر انهم اخذوهما عمن اخذوهما عن من خذوهما اخذوهما عمن قبلهم وبقيت من هذه الطريقة بقية في اليمن والمغرب والهند لم تنقطع الى يومنا هذا فاهل اليمن الاشفل على ارث من ارث يحيى ابن عمر الاهدل واهل المغرب على ارث من ارث عبد القادر ابن علي الفاسي واهل واهل الهند على ارث من ارث ولي الله الدهلوي وربما وجد في هذه في البلدان غيرهم او وجد في غيرها مثلهم. لكن على وجه العروض الطري دون استمرار مدارسهم العلمية. والمطلع على تاريخ البلدان وتراجم اهلها وطبقات علمائها يحيط بقدر كبير من اسانيد السماع والرواية المسلسلة بالمعروف بالمعروف من المتقدمين في العلم والدين. مقدمين المقدمين في العلم والدين بعد ان بين المصنف ما الت اليه حال رواية الحديث من ذهاب اكثر المسموعات واختلال الضبط لفقد السماع و سوء العناية بتصحيح النسخ وان العمدة على ما يكون في شروح الاحاديث وكتب اللغة من ضبطها قال والانتهاء مقصود السماع الى ما وهو ابقاء شرفه اي شرف اتصال السند في هذه الامة وهي خصيصة من خصائصها. درج محقق المتأخرين من الشيوخ المسمعين اي الذين يتصدون لاسماع الحديث الى امتثال جادتين في اقراء الدرس الحديثي في كتب الرواية المسندة احداهما سرد كتب الحديث دون تعرض لايضاح معانيها. فتقرأ كتب الحديث سردا دون بيان معاني. والاخرى لبيان ما يحتاج اليه بكلام متوسط دون تطويل. ويجعلون الاولى لخواص المتبحرين اي الذين ادركوا في العلم يحصل لهم سماع الحديث وسلسلة روايته على عجالة ثم احالة بقية المباحث على شروحه لان مدار ضد الحديث على الروح والحواشي ويجعلون الثانية التي تشتمل على ايضاح ما يحتاج الى ايضاحه للمبتدئين والمتوسطين بمهمات الحديث علما ويستفيد منه على وجه التحقيق فهما نقله الدهلوي يعني ولي الله الدهنوي عن علماء الحديث في الحرمين في القرن الثاني عشر كاحمد النخلي وحسن العجيمي واحمد القطان وابي طاهر الكردي الكوراني والتاج القلعي وذكر انهم اخذوهما عمن قبلهم هم فهذه الطريقة التي ال اليها اقرأوا الحديث هي التي كان عليها العلماء المتصدون اقراء الحديث وقد رجعت بيضته ومأرزه الى البلاد الحجازية في القرن الثاني عشر. وهؤلاء يأثرون هذه الجادة عمن من العلماء وقد ذكرت لكم من طرائق السلامة في اخذ العلم هو نظر المتلقي الى كيفية التلقي الذي كان عليه من سبق وادرك ثم قال بعد ذلك وبقيت من هذه الطريقة بقية في اليمن والمغرب والهند لم تنقطع الى يومنا هذا يعني اقراء الحديث واسماعه بالصوت او بايضاح ما يحتاج الى ايضاحه دون تطويل. فان التطويل وهو الطريقة الثالثة التي نبه اليها الدهلوي هي طريقة مطرحة. وللقاسمي رحمه الله تعالى في قواعد التحديد كلام في نصرة ما ذهب اليه الدهلاوي من ان البسط او التطويل لا يناسب حال الناس ولا يحصل لهم من الفراغ سماع حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما ينبغي ويرى. فاذا قدر ان رجلا اراد ان يشرح صحيح البخاري ربما بقي على هذه الطريقة البسط والتطويل مدة مئة سنة حتى يشرح صحيح البخاري ولن يحيا هو مئة سنة ولو قدرنا انه يحيى ثلاثين سنة يشرح البخاري فانه لن يبقى عنده ممن حضر اول حديث فيه من وصل الى اخره في العادة الجارية ولو قدر لكان الباقي واحدا وهذا يبعد ان يكون من المقاصد التي يحفظ بها العلم. فان حفظ العلم من حفظ الدين. وما يؤدي الى تضييع العلم يؤدي الى تضييع الدين. فلا بد ان تقف على كلامهما حتى تعرفوا منزلة البسط والتطويل التي ولع الناس بها باخرة. ثم ذكر المصنف ان هذه البقية التي بقيت وجدت في اليمن والمغرب والهند على مدارس علمية كانت لبعض من كان مشتغلا بالحديث كيحمد ابن عمر الاهدل في اليمن الاسفل تهامة من البلاد السعودية والبلاد اليمنية اليوم واهل المغرب على ارث من ارث عبد القادر بن علي الفاسي واهل الهند على ارث من ارث ولي الله وربما وجد في هذه البلدان غير هؤلاء ممن تصدى لاقراء الحديث. ومثلا من اولئك في جهة اليمن في بلادنا في التقسيم الحالي كان هناك الشيخ مسفر بن عبد الرحمن الدوسري المتوفى عن عشرين ومئة سنة وكان لا يختم الكتب الستة كل سنة. قال تلميذه احمد بن عبد الخالق الحفظي فلقد رأيته مع بلوغه هذه السن التسعين عندما كان حضور مجالسه يقرأ بنفسه وعمره تسعين سنة يقرأ بنفسه لكن هذه المدرسة التي كان لها عناية في ذلك المقام في اعلى جبال زالت ولم تبقى فربما يوجد احد غير هؤلاء ممن كان له عناية في اقراء الحديث ولكن لم تبقى تلك المدرسة او ربما وجد في غير هذه البلدان من تخرج بمثل هذه المدارس لكن لم يستمر الدرس الحديثي على ما كان عليه ثم قالوا والمطلع على تاريخ البلدان وتراجم اهلها وطبقات علمائها يحيط بها قدر كبير من اسانيد السماع والرواية المسلسلة بالمعروفين المقدمين في العلم والدين فما يؤتى وهم ان اسانيد المتأخرين مجاهيل هذا لا اصل له. وانما من لم يعرف التاريخ والتراجم يقول مثل هذا. اما من رحل في البلاد وعرف التراجم يجد اسانيد نظيفة يأثرها عالم عن عالم عن عالم عن عالم مشهور بالتلقي والاخذ نعم احسن الله اليكم فصل ولم تزل تلك الجهات قبلة من اراد سماع الحديث بتلقيه على الوجه المذكور وفي شيوخنا وشيوخ شيوخنا من اهل الديار النجدية من خرج الى بعض تلك النواحي ملتمسا تلقي الحديث عن اهلها بسماعه وفق ما انتهت اليه الحال من الاعتماد على الشروح وما جرى مجراها في ضبطه. ففيهم من خرج الى الهند وفيهم من قصد غيرها ومن مشاهير قاصدين الهند لاخذ الحديث سعد ابن حمد ابن عتيق واسحاق ابن عبد الرحمن ال الشيخ وصالح ابن عثمان القاضي وعلي ابن ناصر ابو وادي وعبدالله بن بليهد وعبدالله بن ويابس وعبدالله القرعاوي رحمهم الله ولم يكن احد ممن لم يرتحل من علماء البلد ينكر هذا ولا يعيبه بل جل هؤلاء المرتحلين خرج باذن شيوخه. ومن لم يمكنه الارتحال استدعى الاجازة عن فحول الرجال من علماء الهند كما التمس محمد بن ابراهيم ال الشيخ الاجازة من المباركفوري صاحب تحفة الاحوذ وعظم صنيعة علماء الحديث اخرا قراءة كتب الحديث مع تقريرات لطيفة كالموجود الان في الهند وباكستان فتتم لهم قراءة الاصول مشهورة في مدة قصيرة وربما تركوا التقرير او اوجزوا رعاية لمكنة المتلقي واتصافه بالعلم فيقرأ في مدة يسيرة ما منه من لا يدري مقصودهم ومن شواهدهما اتفق لشيخ شيوخنا صالح بن عثمان القاضي رحمه الله انه ابتدى قراءة صحيح البخاري على شيخي محمد بن عبدالرحمن الانصاري السهرنفوري الهندي في الرابع من المحرم سنة ثمان بعد الثلاثمائة والالف وابتدأ صحيح مسلم في ثامنه واتمه نهار التاسع والعشرين من صفر وابتدأ جامع الترمذي غرة ربيع الاول واتمه نهار العشرين منه وابتدى سنن ابي داود في الحادي والعشرين منه واتمها نهارا رابعا عشر من من ربيع الاخر وابتدأ سنن النسائي في الخامس عشر من ربيع الاخر واتمها في التاسع والعشرين منه. وابتدى سنن ابن ماجة في بعد ذلك فمجموع مدة قراءته فيما علمنا منها سوى مدة قراءة سنن ابن ماجة. اربعة اشهر الا اربعة ايام واظنها مدة قراءة سنن ابن ماجة تخلص اربعة اشهر وشيئا. كل ذلك قراءة رواية ودراية وكان شيخه رجل معمر توفي بعد القراءة بسنة او اقل وعمر القارئ يومئذ يومئذ ست وعشرون سنة ووقع الامر باجتهاد من القارئ والمقرئ قاله الانصاري في اجازته للقاضي ذكر المصنف فصلا اخر من مقاصد ما يراد بيانه في الغاية من السماع والرواية معلما بانه لم تزل تلك الجهات التي تقدم ذكرها وهي اليمن والهند المغرب لم تزل قبلة من اراد سماع الحديث بتلقيه على الوجه المذكور الذي سبق ذكره. ثم قال وفي شيوخ وشيوخ شيوخنا من اهل الديار النجدية من خرج الى بعض تلك النواحي ملتمسا تلقي الحديث عن اهلها بسماعه وفق وانتهت اليه الحال من الاعتماد على الشروح وما جرى مجراها في ضبطه. ففيهم من خرج الى الهند وفيهم من قصد غيرها. طلبا سماع الحديث وتلقيه عن اهل المعروفين به فكان فيهم من رحل الى اليمن وفيهم من رحل الى الهند ثم وذكر جماعة من مشاهير القاصدين الهند لاخذ الحديث. ومنهم سعد بن حمد بن عتيق وهو قاضي الرياض. واسحاق بن عبدالرحمن ال الشيخ وهو ابن عبد الرحمن ابن حسن ابن محمد ابن عبد الوهاب وصالح ابن عثمان القاضي وهو قاضي عنيزة وعالمها في زمانه وهو من شيوخ ابن سعدي بل هو شيخ تخرجه وعلي ابن ناصر ابو وادي وهو من شيوخ اهل الحديث في عنيزة وعبد الله ابن بليهد وعبدالله بن يابس وعبدالله القرعاوي رحمهم الله فهؤلاء كانوا ممن اكتحل لاجل سماع الحديث الى البلاد الهندية. ولم يكن احد ممن لم يرتحل من علماء البلد ينكر هذا. فلم ينكر احد انهم خرجوا الى سماع الحديث وتلقيه ولا يعيبه بل جل هؤلاء المرتحلين خرج باذن شيوخه فان الناس فيما مضى كان ادبهم كاملا. وكان من كمال ادبهم دوام صلتهم مع اشياخهم بالاذن والاستشارة الجارية ان يستأذنوا في خروجهم الى تلك المناطق. بل هذا سعد ابن حمد انما خرج بايعاز من ابيه. حمد ابن عتيق رحمه الله الله تعالى وهو من علماء نجد في زمانه. ومن لم يمكنه الارتحال الى تلك البلاد استدعى الاجازة اي طلب الاجازة عن فحول الرجال من علماء الهند كما التمس محمد بن إبراهيم ال الشيخ وهو احد ممن عرف بالافتاء في هذه البلاد فكان يقال له مفتي الديار السعودية التمس الاجازة من المبارك خوري صاحب تحفة الاحوذي. فان تحفة الاحوذي كتاب عظيم فرح به الناس لان سنن الترمذي افتقرت الى شرح يشرحها مستوفيا مقاصدها لا سيما الحديثية وكان سعد بن حمد بن عتيق لما رجع من الهند على صلة بعلمائها فعلم ان المبارك كوري قد صنف شرحا الترمذي وانه يطبعه في الهند تفريقا فكان له بذلك هو والمشايخ كما حدثني احد المشايخ انه لما كان في مجلس ابيه سمع اباه يذكر قصة عن نفسه يعني عن ابي ذلك الرجل وهو من البيوتات المشهورة يقال لهم ال رظيان من اهله منفوحة. وهو ان اباه سمع المشايخ يتحدثون عن تحفة الاحول ويتشوقون اليها بعد طبع الجزء الاول. ذهب الى ابيه وهو جده المحدث لي فذهب اليه واخبره ان للمشايخ رغبة في ذلك وانه يريد ان يذهب الى الهند لاجل ان يحصل هذا الكتاب للمشايخ ولنفسه لانه كان عندهم خزانة كتب نفيسة. فاعطاه ابوه عشرين ريالا خرج هو في قافلة الى الاحساء فلما دخل الاحساء كان المتولي عليها وهو عبدالعزيز بن جلوي رحمه الله من اذكياء الخلق فكان يتصفح القادمين البلد فرأى الرجل فعرفه من هيئته انه من ال فلان فاستدعاه وسأله من ال فلان؟ قال نعم وكان لهم صلة بهم. فاكرمه وسأله عن غايته قال انا اريد ان اذهب فبالى الهند لاجل الغاية الفلانية. فقال انا اكتب الى عبدالرحمن القصيبي رحمه الله تعالى المحسن السلفي الشهير الذي كان في البحرين اكتب اليه ان يبعث بك الى الهند وان يردك ويظمنك. فبعث الى عبد الرحمن القصيبي بان يذهب به الى الهند وان يحصل له طلبه وان يرده وانه في ضمانته. فلما ذهب اليه هناك كان قريبا من شهر رمضان فقال هل انت حافظ القرآن؟ قال نعم. قال ابق وصلي بنا التراويح ثم بعد رمضان نرسلك الى الهند. فبعد ان صلى التراوع في رمضان وعيد الناس. ذهب الى الهند في مركب ثم جاء بالجزء الاول. من تحفة الاحوذ واحظر منه نسختين فقط لقلة المطبوعات حين اذ فاما نسخة منه فهي لمكتبتهم واما نسخة منهم فكانت اخي العلماء في ذلك الوقت وهو محمد بن عبد اللطيف لانه كان عما للشيخ محمد ابراهيم وهو اكبر سنا وكانت مكتبته حافلة فكانت هذه الصلة العلمية بين اهل الهند واهل نجد مما حمل على الشيخ محمد إبراهيم ان يلتمس الاجازة من الشيخ المباركفوري رحمه الله تعالى ثم قال بعد ذلك وعظم صنيعة علماء الحديث اخرا قراءة كتب الحديث مع تقريرات لطيفة كالموجود الان بالهند وباكستان فتتم لهم قراءة الاصول المشهورة في مدة قصيرة. وربما تركوا التقرير او اوجزوا رعاية لمكنة المتلقي بالعلم فاذا انسوا منه كمال العلم لم يحتاجوا الى التقرير اللطيف وربما بحثوا معه في المشكلات فقط فيقرأ في مدة يسيرة ما يعجب منه من لا يدري مقصوده كما سيأتي. ثم ذكر من شواهدهما اتفق لشيخ شيوخنا صالح بن عثمان القاضي رحمه الله انه قرأ الكتب الستة في مدة اربعة اشهر وشيئا على شيخه. مع العناية بالدراية والرواية معا كما قال شيخه كل ذلك رواية ودراية وكان شيخه رجلا معمرا توفي بعد القراءة بسنة وعمر القارئ يومئذ ست وعشرون سنة ووقع الامر باجتهاد من القارئ والمقرئ قاله الانصاري يعني الشيخ المجيز في اجازته للقاضي وكانت تلك القراءة في المسجد الحرام. نعم وكان اهل الحديث يستعينون على نيل بغيتهم منه بالرحلة فيه وهي في زمن السماع الاول اشهر واكثر. ثم قلت الحاجة اليها بعد تدوين المصنفات الحديثية فكانت في زمن السماع الثاني دون الاول بكثير. ثم لم يبق الا المراد الشرفي قلت الحاجة اليها اكثر او اكثر لكنها لم تعدم لبقاء نوع احتياج الى الحديث وعلومه. وليست كل البلاد لاهلها فضل علم به. ومن حواضر الاسلام ما روي فيه بساطه وكسبت انواره وهذا هو داعي التغرب فيه عند كثيرين من اهل قطرنا. فلما انتشر علم الحديث في قطرنا انقطع الرحلة في استغناء بعلمائه فكانت عمدة اهله في الطبقة الموجودة اليوم عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى وعمدة الطبقة قبله محمد بن ابراهيم ال الشيخ رحمه الله وعمدة الطبقة قبله سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله فقرأ عليهم في كتب الحديث اسمعوا لكن الطبقة الاخيرة سرى الى سماعها ما يوهنه رواية وهو عدم اقترانه بالاجازة ومثل هذا مع عدم ضبط نسختي لا تصح الرواية به فشيخنا البازي سمع البخاري بقراءة غيره على محمد بن ابراهيم. وهو قرأه مقرونا بالاجازة على ابن عتيق. وسمعه تاما على ابن جماعة لكن لكن بدون اجازة منه كحاله مع شيخه فضعفت الرواية بها. وحال غيره من علماء قطرنا في هذه الطبقة كحالك فصار العارف بوجوه الصنعة الحديثية يتسلى بقول الامير الصنعاني قد اردنا السماع لكن فقدنا من يفيد بالاسماعيل من يفيد الاسماع بالاسماع فرجعنا الى الوجادة لما لم نجد عارفا بها في البقاع به لم نجد عارفا به في البقاع فلسان الاسفار تملى ومنها تمضي. احسن الله اليك. فلسان الاسفار تملي ومنها دق سرا سماع اليراعي وخلو بلد من السماع بشرطه لا يبطل علوم اهله لكونها متصلة بسماع عام وان لم عليه في الرواية بعد ان ذكر المصنف ما مضى من سماع الحديث في اطواله الثلاثة قال وكان اهل الحديث يستعينون على نيل بغيتهم اي طلبتهم منه بالرحلة فيه. وهي في زمن السماع الاول اشهر واكثر. فكانت الرحلة في سماع الحديث في عهد الصحابة والتابعين واتباعهم اشهر واكثر. ثم قلت الحاجة اليها بعد تدوين المصنفات فكانت في زمن السماع الثاني دون الاول بكثير. ثم اذ لم يبقى الا المراد الشرفي وذلك بعد القرن العاشر قلت الحاجة اليها اكثر واكثر. لكنها لم تعدم ببقاء نوع احتياج الى الحديث وعلومه. فيحتاج طلاب العلم معرفة مصطلح الحديث وقراءة الاحاديث النبوية واقلها احاديث الاحكام فبقي نوع احتياج اليها وليست كل البلاد لاهلها فضل علم به. ليست كل بلاد المسلمين فيها من له معرفة بالحديث من حواضر الاسلام ما طوي فيها بساطه. وكسبت انواره فتجد حاضرة من حواضر الاسلام لاهلها علوم شهيرة وفيرة فاذا طلبت علم الحديث فيها لم ترى احدا له معرفة بذلك وهذا هو داعي فيه عند كثيرين من اهل قطرنا ممن خرج الى الهند فانهم لم يجدوا من تقوم به كفاية تامة في بلوغ الغاية من علوم الحديث فارتحلوا الى البلاد الهندية لانها كانت مشتهرة في ذلك الزمن بالمحدثين فلما انتشر علم الحديث في قطرنا بعد استقامة الامر في ولاية الملك عبد العزيز ال سعود رحمه الله تعالى وانتشر العلم انقطعت الرحلة فيه استغناء بعلمائه. فكانت عمدة اهله بالطبقة الموجودة اليوم عبد العزيز ابن ابن باز رحمه الله تعالى وعمدة الطبقة قبله محمد ابن ابراهيم ال الشيخ رحمه الله تعالى. وعمدة الطبقة قبله سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله تعالى فقرأ عليهم في كتب الحديث واسمعوه وممن اسمع الكتب الكبار الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله الله تعالى فيما اسمع اسمع مسند احمد ابن حنبل اكثر من مرة تاما. وكذلك الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى الاسمع كتبا كبارا من كتب الحديث وشيخنا فهد ابن حمير رحمه الله تعالى قرأ عليه فتح باري بتمامه وشرح الباجي على المنتقى بتمامه. فكانوا يسمعون كتب الحديث الكبار تامة. لكن الطبقة سرى الى سماعها ما يوهنه رواية وهو عدم اقترانه بالاجازة. فكانوا يسمعون كتب الحديث عامة مثل ما حدثني الشيخ عبد الرحمن بن سحمان رحمه الله تعالى انه قرأ الصحيحين ومسند احمد على سعد بن سعود بن رشود رحمه الله احد قضاة الرياظ فهذا قرأ الحديثين ومسند احمد تاما لكن لم تقترن روايته بالاجازة والشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله تعالى قرأ عليه جم غفير في كتب الحديث منهم من قرأ البخاري تاما منهم من قرأ الموطأ تاما ومنهم من قرأ مسلما تاما ومنهم من قرأ مسند بتمامه بل منهم من قرأ كتاب اللالكائي فانه احد الكتب التي قرأت عن الشيخ محمد ابن ابراهيم في نسخة خطية كما في رسالة بعث بها الشيخ عبد الله بن حميد الى الشيخ بن باز يذكر له هذا الكتاب انه مما قرأ على الشيخ في نسخة فقدت اليوم من المكتبة التي كانت فيها الحاصل انهم اقرأوا كتب الحديث وسمعوها لكن حصل خلل وهو عدم اقترانه بالاجازة فتجد الطالب يقرأ على شيخه هذه الكتب الكبار مع اتقان ذلك الطالب وارتفاع قدره في العلم ولكن لا تحصل الاجازة. وموجب ذلك عند اهل قطرنا خاصة انهم يرون ان في ذلك نوعا من الزهو والاغترار والتصدر بين الناس. وهم من اكره الخلق للزهو والكبر فكانوا اهل صلاح وذكر واقبال على الله عز وجل ولا يحبون ان يذكروا بشيء ابدا. وكم ادرك احد منهم طلب في الاجازة فيابى ويموت معه اسناده حتى قال بعض الظرفاء ان الاسناد يأتي من النبي صلى الله عليه وسلم الى شيخ نجلي ثم يموت بموته لانه لا يجيز احدا وكم عرفنا ممن كان عنده رواية لكنه كان يأبى ان يجيز لانه يرى فيها نوعا من الفخر والزهو لفقدها عند اكثر الناس ولا يريد ان يقتص بشيء دونه. ثم قال ومثل هذا مع عدم ضبط النسخة لا تصح الرواية به. فاذا قرأ الطالب على شيخه ثم لم يجزه لم تصح الرواية به اذا لم تضبط النسخة. فاذا عرف ان هذه النسخة هي التي قرأها الشيخ على شيخه وذلك الشيخ على شيخه صح ذلك. ان يروي من هذه النسخة دون غيرها. واما اذا لم تظبط النسخة كمن سمع في العهد الماظي فسمع اما على نسخ مكتوبة من بعظ النساخ او سمع بعظ الكتب من بعظ النسخ التي طبعت وتلاشى ثم يأتي بعض الاخذين في هذا الزمن الى الطبعات البيروتية واخواتها ثم يقرأ على الشيخ ويقول هو قرأ وانا قرأت عليه ولو لم والاجازة فذلك يصح في السماع وهذا مذهب ضعيف جدا. لان النسخة التي تقرأ منها ليست هي النسخة التي قرأها شيخك ان يكون فيها تقديم وتأخير ونقص وزيادة فلا تصح بذلك الرواية. ثم مثل له بقوله فشيخنا البازي سمع البخاري بقراءة غيره على محمد ابن ابراهيم وهو يعني الشيخ محمد ابن ابراهيم قرأه مقرونا بالاجازة على ابن عتيق. وسمعه تاما على ابي بازن جماعة لا بدون اجازة فتجد من قرأ صحيح البخاري على ابن باز وابن باز قرأه على ابن ابراهيم ولكن الشيخ رحمه الله تعالى لم احدا وكذا ابن ابراهيم لم يجز الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى. فضعفت الرواية بها ولا يعول عليها ثم قال وحال غيره من علماء قدرنا في هذه الطبقة كحاله اي هذه الحال. وحال غيرها من الاقطار كهذه الحال او اردى الا اقطارا يسيرة بقي فيها العناية بالسماع وضبط المسموع والاجازة. ثم ذكر شكوى الصنعاني رحمه الله او تعالى من فقد السمع وذهاب اهله وان الانسى وان الانسى صار بالكتب فقط واما السماع المضغوط على الرجال ثم رحل لما رحل الى الحجاز بعد هذه الابيات سمع شيئا مما سمع على بعض العلماء كمحمد حياتي بن ابراهيم السندي. ثم قال بعد ذلك كمنبها وخلو بلد من السماع بشرطه لا يبطل علوم اهله. اي اذا خلا البلد من السماع بشرطه وهو اقتران اجازة لا يعني ان علومهم باطلة فلا يقال ان قراءة البخاري باطلة ولا ان ما يبين معانيها باطل بل علومهم صحيحة لكونها متصلة بسماع عام فيوجد اصل السماع لكن لا يعول عليه في الرواية لعدم ضبط المسموع الذي تلقي نعم ولهذا نشط من هداه الله الى الرحلة في سماع الحديث على وجهه المنتهي اليه عند المتأخرين وفتش عن بقايا المسندين. وهب بعده بنهضته من هب من اقرانه ثم تزايد اثر عزمتهم حتى جاوز بلادنا وكان من اثار ذلك ابراز من غدت معرفته او معرفة ما عنده من من الاسناد نسيا منسيا فمنهم من اهل قطرنا عبدالملك بن عمر ال الشيخ وعبدالعزيز بن صالح بن مرشد ومحمد بن احمد بن سعيد وعبدالله الله بن عبدالعزيز بن عقيل وعلي بن حمد الصالحي وسليمان بن حمد السكيت وبكر بن عبدالله ابو زيد وحمد بن إبراهيم الحقيل اسبغ الله عليهم شآبيب الرحمة ونظرائهم في بقية البلدان كثير لم يحي ذكره وجمع منهم الا بانبعاث الرواية والسماع. ومن اثار ذلك ايضا يحيى مسالك الاولين في استدعاء الشيوخ المشمعين. فكان ذلك المهدي اول من سعى في هذا واستوفد عبد الغفار حسن الرحمن وسمع ما سمع عليه في البلد الامين في مجالس اخرها عند ليلة الجمعة التاسع عشر من رمضان سنة احدى وعشرين بعد الاربعمائة والالف ومن اثار ذلك ايضا تقوية حركة سماع الحديث التي لم تنقطع. وانما ضعفت في زمن مضى وتبدى بعد ما صار مشهودا من مجالس سماع حديث في الحرمين والرياض والكويت ودمشق والمحرق والقاهرة هذه هي جلية الامر في سماع الحديث اليوم واهله في المقتدون لا مبتدئون فلهم سلف صالح ومن اقتدى اهتدى. وعيب الحاضر عيب للسابق والناس لهم في العلم مسالك وغايات وفي التنزيل ولكل موجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات. ان بين المصنف ما ال اليه سماع الحديث في هذا القطب وهو فقدان اقترانه بالاجازة مع الاحتياج اليها نشط من هداه الله الى الرحلة في سماع الحديث على وجهه المنتهي اليه عند المتأخرين الذي تقدم ذكره وفتش عن بقايا المسندين وهب بعده بنهضته من هب من اقرانه. ثم تزايد اثر عزمتهم حتى جاوز بلادنا ففشى امر سماع الحديث والعناية به وكان من اثار ذلك اي من اثار الاقبال على سماع الحديث ابراز من غدت معرفته او معرفة ما عنده من الاسناد نسيا منسيا. فاما ان يكون لا في العلم ولا يذكر واما ان يكون معروفا في العلم مشهورا في الامامة فيه. لكن لا يعرف الناس ان له اجازة ورواية فممن حي بهذا من اهل قطرنا عبد الملك ابن عمر ال الشيخ وعبد العزيز ابن صالح ابن مرشد ومحمد ابن واحمد ابن سعيد وعبدالله ابن عبد العزيز ابن عقيل وعلي ابن حمد الصالح وسليمان ابن حمد السكيت وبكر ابن عبد الله ابو زيد وحمد ابن ابراهيم الحقيل اسبغ الله عليهم شآبيب الرحمة ونظراؤهم في بقية البلدان كثير. لم يحيا ذكر جمع منهم الا بانبعاث الرواية والسماع. فمنهم من كان لا يعرف ومنهم من كان يعرف بالعلم لكن لا يعرف ان له رواية ولا يرغب في اخذ الاسناد عنه وبقاء اتصالها فكان من من اثار الاقبال على سماع الحديث احياء هذا. ثم ذكر من اثار ذلك ايضا احياء مسالك الاولين في استدعاء الشيوخ المسمعين صار يستدعى من يسمع عليه كتاب من الكتب فكان ذلك المهدي اول من سعى في هذا واستوفد عبد الغفار حسن الرحمن وسمع ما سمع عليه في البلد الامين ثم ذكر من اثار ذلك ايضا تقوية حركة سماع الحديث التي لم تنقطع وانما ضعفت في زمن مضى فسماع الحديث لم ينقطع ولو انقطع لم يبق السماع. ولكنه ضعف وكان في بعض طبقات الامة من نبغ ممن يسمع الحديث فاعتنى بسماع اشياء قد لا تسمع كما اعتنى مثلا عبد الحي الكتالي في سماع الاربعين البلدانية للسلف على ابيه او كما اعتنى خاصة عيسى الثعالب بالسماع على شيوخه في زمن لم يكن احد يسمع مثل تلك الكتب وتخريج ذلك باسانيدها وكتابة فوائد فيها وله كتاب اسمه كنز الرواية توجد منه ثلاث قطع الان اثنتان في المغرب وواحدة في الهند وعسى ان تطبع هذه القطع مجموعة تبين كيفية رواية الراسخين في الرواية المحققين فيها العارفين بها وكيف فيعبرون عما يسمعون واي كتاب يسمعون من الكتب التي يحرص عليها. وهذه الحركة التي نتجت من في رواية الحديث قد لا تبلغ في الحقيقة الغاية المرادة فان طريقة ضبطها والسماع فيها ليست هي الحاجة الكاملة وربما كتب لبعض من يحضر سماع تام وهو نائم على جنبه كما شوهد في بعض المجالس وربما ترك اشياء ومن الكتاب لم تسمع ثم يكتب السماع الكامل للكتاب وقد حضرت مجلسا من هذه المجالس التي ترك فيها من الكتاب اشياء كثيرة جهلا بالنسخة التامة وتعويلا على النسخة الفاخرة التي اسقطت منها سطور عدة لجهل ناشريها ثم سمع منها ثم كتب بعد ذلك كاملا والقائم على ظبط الامر لا معرفة له في المجالس التي اقيمت هنا او هناك واهلها مأجورون على قدر ما قاموا من جهودهم لكن الضبط الكامل لا يعرفه الا من مارس ما كان مدونا مكتوبا في كيفيات السماع التي يأثرها الاوائل فلو اردت ان اضرب مثالا في ذلك ما تجده في اسانيد المتأخرين من ذكر رواية عبد العزيز الدهنوي الموطأ سماعا عن ابيه واما المحققون افلا يعبرون بهذا لان عبدالعزيز الدينوي لم يسمع كتاب الموطأ عن ابيه وانما سمع المسوى شرح الموطأ وهو كتاب للدهلوي انتخب فيه جملا كثيرة من اسانيد الموطأ هو تكلم عليها فلم يسمع الموطأ بتمامه. فلما صادف الفعل ما يراه المحققون لم يعبروا بقولهم اخبرنا محمد اسحاق الدهلاوي قال اخبرنا عبد العزيز الدهلاوي قال اخبرنا ابي وانما قالوا اخبرنا محمد اسحاق الدهلوي قال اخبرنا عبد العزيز الدهلوي لانه قرأه كاملا عليه. قال اخبرنا ابي قراءة للاحاديث المرفوعة في المسوى واجازة للباقي وهذا هو الموافق للحال واما ان يقال انه سمع الموطأ مع انه لم يسمع الا منتخبه الذي شرحه ولي الله الجهلوي فهذا جهل في الحديث ومن تعمده فهو كاذب ولكن الاصل في الناس في هذا الزمان هو الجهل وان كان يوجد فيهم من يكذب ولكن الله الله سبحانه وتعالى بالمرصاد فان القيام على حفظ الدين بالسماع قديما وحديثا لا يوكل الى طرا الاجازات والنسخ المكتوبة فهذه العبرة بها ولا ادل على ذلك من اني رأيت وحدثت ممن لم يحضر مجلسا تاما وكتب له سماع الكتاب تاما او كان نائما وراء الصفوف على ظهره ولم يسمع مجلسا كاملا كتب له السماع تاما او من سمع من نسخة فيها سخط كثير ثم كتب سماعه الكتاب التامة فهؤلاء لا ينفق امرهم على الله سبحانه وتعالى. لا يمكن ان تسمع هذه الكتب على هؤلاء ابدا. فان الله عز وجل يحفظ دينه والسماع محفوظ بحفظ الله. فلو اراد ان يخرج ذا قرنين يقول اني سمعت الصحيح مثلا على محمد ابن ابراهيم ولي منه اجازة فانه لا يتحقق هذا السماع ابدا. لان الله عز وجل حافظ دينه. وكم من انسان امر روايته على الاخذين عنه. ممن توفي في القرن الماضي او في اول هذا القرن. ثم اخرج الله عز وجل من يكشف حقائق بعض الشيوخ الذين لا وجود لهم بالكلية؟ وهم اناس مدعون رغبة في تكفير الشيوخ ولد اناسا لا وجود لهم في هو سبيل معرفتهم ان هؤلاء المدعون نسب الى بيوتهم. فلما ذهب الى هذه البيوت وطلب ترجمة هذا ممن كان من اهل بيتكم قالوا اننا لا نعرف هذا الرجل ولا صلة له باهل بيتنا. وقد حدثني احدهم عن من ذكر انه من هذا بيت حدثني انه لا يعرف هذا الرجل الذي يكون عما له في الاصل وانه لا يوجد عم له ممن له رواية وعلم وانما هو ابوه ممن كان من العلماء وعم مات له صغيرا وهذا يوافق نقل جماعة من المؤرخين في هذا وامثال هذا كثيرة فالذي يكذب في الحديث يفضحه الله سبحانه وتعالى والذي يظن انه سيظبط السماع بكتابة هذه الشهادات والاجازات فليس الامر اليها وان كانت امرا حسنا لو كانت على الوجه المتقن ولكن ضبط ذلك هو الى الله سبحانه وتعالى. فالله عز وجل هو الذي سيميز في مستقبل ايام من يبقى حديثه ومن لا يبقى حديثه فهذا الحجار سمع عليه صحيح البخاري الالات ولم يبقى ممن يتصل الحديث بسماع البخاري من طريق الحجار الا نفرا لا يجاوزون اليد الواحدة فقط. فاين هؤلاء؟ لا يبقي الله سبحانه وتعالى الا ما يشاءه الله عز وجل ومن اخل بروايته او وقعت الرواية مخلة فلا يمكن ان تبقى في الاسلام البتة. ولذلك بعض الاخوان يتخوفون فيما لو اجازه فيما لو اجاز شيخ بلفظ عام في مجلس عام فيقول قد يخرج بعد من يقول ان له رواية عن هذا الشيخ وهو لم يحضر فيقال ان كان خرج وراجع للناس فانه لا يروج على الله عز وجل. وسيخرج الله عز وجل من الدلائل القرائن ما يبين كذبه ومن بذل ذلك ان رجلا ممن يدعي الرواية عن شيخ سئل اين اخذت عنه قال في الحج فسئل تلاميذه وكنت ممن سأل بعضهم متى حج شيخكم؟ فقالوا حج شيخنا سنة كذا وكذا. واذا هي سنة حج فيها لم يكن تزوج ابو هذا الرجل امه ولا كان خلقه الله سبحانه وتعالى فلابد ان يظهر الله عز وجل من القرائن والدلائل ما يبين بين الصادق والكاذب. ثم ذكر المصنف ان هذه هي جلية الامر في سماع الحديث اليوم على الحال ذكرنا وان اهله فيه مقتدون لا مبتدئون فهم مقتدون بما ممن مضى فلهم سلف صالح ومن اقتدى اهتدى وعيب القاضي عيب للسابق والناس لهم في العلم مسالك وغايات وفي التنزيل ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات. فطرائق التعليم ومسالك تفهيم مختلفة وكل مورد منها له نهال وجهل قوم بمنهل من هذه المناهل لا يعني ابطالها كما لو كان في لا يعرف اهله علم القراءات فهل يقال ان علم القراءات باطل لجهل اهل ذلك البلد به لا يمكن ان يقول ذلك عالم عاقل نعم ومن قديم الاخبار في هذا المضمار واقعة ابي بكر الخطيب البغدادي في قراءة صحيح البخاري على شيخه اسماعيل الحيري وكريمة المروازية فقال في خبره مع الاول ولما ورد بغداد كان قد اصطحب معه كتبه عازما على المجاورة بمكة وكانت وقر بعير وفي جملة صحيح البخاري وكان سمعه من ابي الهيثم الكشميهني عن الفرابري فلم يقضى لقافلة الحجيج النفوذ في تلك السنة لفساد الطريق ورجع الناس فعاد اسماعيل معهم الى نيسابور. ولما كان قبل خروجه بايام خاطبته في قراءة كتاب الصحيح فاجابني الى ذلك فقرأت جميعه عليه في ثلاثة مجالس اثنان منها في ليلتان كنت ابتدئ بالقيم. ما شاء الله اثنان في منها في ليلتين كنت ابتدأ القراءة وقت صلاة المغرب واقطعها عند صلاة الفجر وقبل ان اقرأ المجلس الثالث عبر الشيخ الى الجانب الشرقي مع القافلة ونزل الجزيرة بسوق يحيى فمضيت اليه مع طائفة من اصحابنا كانوا حضروا قراءتي عليه في الليلتين الماضيتين. وقرأت عليه في الجزيرة من ضحوة النهار الى المغرب ثم من المغرب الى وقت طلوع الفجر. ففرغت من الكتاب ورحل الشيخ في صبيعة تلك الليلة مع القافلة. وقال الذهبي مذاكرا خبر الخطيب مع كريمة المروازية وقرأ الصحيح في خمسة ايام على كريمة المروازية ولجلالة حاله الاولى قال الذهبيون وهذا شيء لا اعلم احدا في زماننا يستطيعه وقد وجدت بعد هذه الطبقة من وقع له ما وقع للخطيب فنقل ابن ابي عذيبة ان ابا بكر القلقشندي سبطا العلائي قرأ صحيح البخاري على ابي بكر المراغي في ثلاثة ايام لكن للناقل مجازفات فاخاف ان تكون هذه احداها. هذه المجازفات من زمان كيف في زماننا هذا المجازفات المدعاة في الزمن السابق كثيرة فكيف في هذا الزمان الحاضر؟ نعم وقاربهما عثمان الديني فانه قرأ البخاري في اربعة ايام ذكر القسطناني انه قرأ البخاري على ابي العباس ابن ابي طالب في خمسة مجالس وبعض مجلس قال متوالية مع ما اعيد مفوتين مفوتين احسن الله يعني من فاته شيء فاعيد له عند الختم متوالية مع ما اعيد لمفوتين اظنه نحو العشر. اخرها يوم الاحد ثامن عشر شوال سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة وقرأ الفيروز ابادي صحيح مسلم بدمشق على ابي عبدالله ابن جهبل في ثلاثة ايام وله في ذلك ابيات منها قوله وتم بتوفيق الاله وفضله قراءة ضبط في ثلاثة ايام قراءة ضبط يعني ما يقول حدثنا ابن ثم يمشي فيصحح له يقال له ابن لهيعة وهذه لا يكاد يبقى لها الا الواحد بعد الواحد من الشيوخ المسمعين في هذه الازمة لان عامتهم لهم رواية لكن ليست لهم معرفة بالحديث نعم من اللطائف يعني حتى يقر هذا المعنى في قلوبكم واذكر اني لقيت شيخا اردت ان يجيزني ثم طلبت منه ان اقرأ عليه من البخاري فقرأت عليه طرفا من اول البخاري من حفظي مما احفظه فردني في حديث انما الاعمال بالنيات وقال انت نقصت فقلت لماذا؟ قال الحديث كامل. والذي يعرف البخاري يعرف ان حديث انما اعمال النيات في الموضع الاول ناقص جملة ناقص جملة من جملتي الهجرة. فانظر الى مبلغ معرفة من يشتغل بالرواية لما له من اجازة او سماع انه طالب وهؤلاء لا يعدون ان يكونوا من الرواة من الشيوخ الصالحين. اما المحدث العلامة فوراءها الف علامة لانها لا تصح محدث العلامة قليل في الناس. فالشيخ ابن باز رحمه الله تعالى كان تقرأ عليه اسماء الرجال ويصحح فيها القارئ. فيرد عليه وينبه الى ان هذا الذي في النسخة ليس بصواب. فمرة قرأ عليه عن عبدالرحمن ابن انعم عن ابي سعيد قال لا هو عبدالرحمن ابن ابي نعم الذي يروي عن ابي سعيد الخدري واما ذاك ابن ابي انعم فهو راو اخر اقل درجة عن ابي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو فمثل هذا هو المحدث العلامة الذي يضبط الرجال ويعرف مراتب الاحاديث واما الذي لا يعرف مراتب لو سألته هذا الحديث حسن او صحيح كان كل الكتاب يا اخي قريناه وتلقيناه عن شيوخنا ثم يكتب له محدث علام هذا اضاعة للدين ومهانة لهذه الالقاب العظيمة ولا تنفق عند الله عز وجل ولا عند المؤمنين وانما يغتر بها الناشئة الذين لا يعرفون مراتب العلماء ومراتب الراويين للحديث ان منهم من يكون مسندا صالحا معمرا يذكر بهذا ومنهم من يكون محدثا علامة فهذا يذكر بوصفه اذا كان على هذا النحو كما لو اردنا ان نذكر احدا ممن يكون محدثا علامة ممن يسمع عليه الحديث مثلا ذكرنا مثل الشيخ ثناء الله المدني او مثل الشيخ يونس الجنفوري فهؤلاء اذا قرأ عليهم الحديث انتفع القارئ بقراءة الحديث ضبطا. وليونس الجنفوري خاصة الاختصاص بالبخاري وله تعقبات على الحافظ ابن حجر في كثير مما يذكره في ظبط الالفاظ وشرحها على ذلك النحو وانه قد وقع اقتصار من بعض الرواة ثم حمل على هذا المعنى ومثل ذلك لا يكون الا من حاذق عارف فمثل هذا هو الذي يقال انه محدث العلامة. واما من لا يعرف الصحيح من الضعيف ولا المرسل من المسند ولا من اصحاب ابي هريرة ولا طبقات عن قتادة ولا هل شعبة يروي عن قتادة ام قتادة يروي عن شعبة ثم يقال محدث علامة؟ هذا لا يروج ولا ينفق والناس قد شغلوا هذه الالقاب وتهافتوا عليها وذلك من الاغترار والمخادعة في ذلك فان المرء يصير يعظم نفسه بما يعظم من شيوخه فيقول عن الشيوخ الكبار المعمرين الحفاظ الاثبات ممن ذهب زمانهم وقل اقرانهم فاذا فحصت ما ينسب اليهم من الحفظ والتحقيق التقدم لن تجد الا سرابا بقيعة فلا بد ان يعرف الانسان مبلغ من يسمع عليه فيعبر عنها به كما مر علينا في ثبت الارشاد لولي الله الدهلوي لما ذكر الحجار ماذا قال ماذا قال عنه؟ قال المسند المعمر الصالح. هذه الالقاب التي قالها عنه. مع ان الحجار كانوا يتسابقون اليه. لا يحضر عنده الف ولا الف ولا ثلاثة اكثر من هذه الاعداد والذين سمعوا عليها البخاري كما قال الذهبي فوق مئة الف. فلم يحمل كثرة السامعين ان يرفع فوق مرتبته وانما كان رجلا مسندا له سند وكان رجلا صالحا متدينا وكان معمرا قد نيف عن المئة وجاوزها فكان يذكر بذلك نعم وقراب الفضل العراقي صحيح مسلم على ابن الخباز بدمشق في ستة مجالس متوالية قرأ في اخر مجلس منها اكثر من ثلث الكتاب وذلك بحضور ابي فرج ابن رجب وهو يعارض بنسخته. وقرأ ابراهيم البقاعي على البدر الغزي صحيح البخاري في ستة ايام. اولها يوم السبت اتحادية عشرين شهر رمضان سنة ثلاثين وتسعمائة وقرأ عليه صحيح مسلم في شهر رمضان سنة احدى وثلاثين وتسعمائة في خمسة ايام ام المتفرقة في عشرين يوما وفي ترجمة علي ابن عبد الله العلوي من معجم الزبيري قول المترجم له قرأ علي الصحيح في اثني عشر مجلسا في رمظان سنة ثمان وثمانين ومئة بعد الالف في منزل بشويقة المظفر. شويقة المظفر. بسويقة المظفر. ثم سمع الصحيحتان مرة مشاركا مع الجماعة مناوبة في القراءة في اربعة مجالس. وكان مدة القراءة من طلوع الشمس الى بعد كل عصر وصحيح مسلم في ستة مجالس مناوبة بمنزلي في خان الصاغة وقرأ محمد بن احمد الصدفي الموطأ عن المنذر بن المنذر في يوم واحد وهي عجيبة لا تعرف الا عنه وكان الصدفي يتخير للقراءة على ضيوفي لفصاحته ونهضته ذكره ابن بشكوال بشكوان. ذكره ابن بشكوان وقرأ ضم الكاف ابن بشكوال وقرأ ابو العباس ابن تيمية انظروا الى الصبر. الموطأ في يوم واحد يعني ما لا يقل في اسرع قراءة عن اثني عشر ساعة فعمروا يومهم بقراءة الموطأ وختمه في يوم واحد. نعم اخوانا الحين يقولون دروس الدرس الواحد طويلة. واحد من الاخوان ممن كان يحضر الدروس قديما. يذكر لي احد الاخوان اليوم خرجنا مبكرين الصباح ساعات السادسة والنصف ربما ساعتين الدرس. كتب له يقول رحم الله الايام التي كان فيها الدرس ينتهي الساعة التاسعة الدرس هو الذي ينفعك ان تصبر فيه. اما الدرس الذي تجلس فيه عشر دقائق خمس دقائق ربع ساعة نصف ساعة ساعة هذا علم قليل. لابد الانسان ان يعود نفسه على الصبر وهؤلاء ما سمعوا هذه الكتب ومن سبق ممن سمع ما يسمع هذه الكتب الا بان يعود نفسه على الصبر. نعم وقراب العباس ابن تيمية الحفيد الغيلانيات على بعض شيوخه في مجلس واحد وهي كتاب حافل في نحو الف حديث. هذه الحكاية متعمدة شوقه لان الفاعل لها من ابن تيمية والناس في هذا القطب يسلمون لابن تيمية غالبا فهو ممن قرأ سردا على هذا النحو. نعم. وبلغ ابن حجر العسقلاني الغاية قصوى بين اهل زمانه في سرعة القراءة الحسنة فمن ذلك انه قرأ البخاري في عشرة مجالس كل مجلس منها اربع ساعات وقرأ مسلما في بخمسة مجالس في نحو يومين وشطر يوم وقرأ سنن النسائي الكبرى في عشرة مجالس كل مجلس منها نحو اربع ساعات وقرأ سنن ابن ماجة في اربع مجالس واغرب ما وقع له في الاسراع انه قرأ في رحلته الشامية المعجم الصغير للطبراني في مجلس واحد فيما بين صلاتي الظهر والعصر وذكر ابو طاهر الكوراني انه قرأ الموطأ على حسن العجيمي في احد عشر مجلسا وقرأ فظل فضل الرحمن ابن اهل الله الصديقي صحيح البخاري على محمد اسحاق فضل رحمن بالاظافة ما ما تجامع الا تنوي يصححها فضل الرحمن ابن اهل الله. وهو ليس فضل الرحمن انما اسمه فضل الرحمن وقرأ فضل الرحمن ابن اهل الله الصديقي صحيح البخاري على محمد ابن اسحاق الدهلاوي احمد محمد اسحاق الدفلوي في بضعة عشرة يوما فطيب الله ثراهم وحسن عنده مراهم. فهؤلاء والله اهل العلم على الحقيقة ولم يبق الا التعلل باخبارهم والسلوة بانبائهم وهم بين مريد ضبط المجموع من المسموع في النسخ الصحيحة وبين ساع في حفظ بشرف القصيصة الصبيحة والناس بعدهم في السماء بين غال مفرط وجاف مفرط فمنهم من غلبه فيه هواه فظن ان سماع الخلق اليوم كسماع الحديث زمان الحفاظ الاولين واسترسل فيما يسمع من كتبه بلا تمييز. ومنهم من لم يحط علما بحقيقته وقصده فزد فيه رد عنه ووقع هؤلاء وهؤلاء في احوال مستشنعة ومقالات مستبشعة وعظم الخطب بدخول من لم يشم رائحة العلم من لم يشم رائحة العلم منحازا الى احد الطرفين وكلا طرفي قصد الامور ذميم. بعد ان بين المصنف سماع الحديث والغاية منه وذكر مثلا ممن عرف عنه كثرة السماع مع قصر المدة ثم قال في الصفحة الثالثة والعشرين مبينا عن مقاصده قال وهم بين مريد ضبط المجموع من المسموع في النسخ الصحيحة. هو يريد ان يضبط ما يتلقاه عن شيخه وبين ساع في حفظ شرف الخصيصة الصبيحة يعني ابقاء شرف السماع في هذه الامة واتصال السند ثم الناس بعدهم في السماع بين غال مفرط وجاف مفرط. فمنهم من غلبه فيه هواه. فولع به وعلق بقلبه. فظن ان سماع الخلق اليوم كسماع الحديث زمن الحفاظ الاولين واسترسل فيما يسمع من كتبه بلا تمييز فتجده يأخذ من الكتب على الاشياخ فهو يسمع على شيخ لا يدري ما يقرأ عليه جزء ابن فيل وجزء ابن عمشريق ومشيخة الفخر البخاري وهو وشيخه لا يعرفون المنفعة بمثل هذه الكتب فليس شيخه محدثا بارزا ينتفع به ولو قرأ عليه حديث واحد اسناده من اي كتاب ولا هو ايضا ممن يعرف بالنسبة الى علم الحديث ويرغب الناس غدا ان يقرأوا عليه مثل هذه الكتب فمثل هذه لو قدر ان يقرأها احد لكان الصالح لقراءتها رجل او رجلان ممن لهم معرفة بالحديث وربما قصدهم الناس في سماعها. واما ان يعمم في جمهور الناس عقد مجالسه يسمع فيها مثل هذه الاجزاء والمسانيد فمن ذا الذي سيأتي بعد سنينه فيسمع معجم الطبراني الصغير وليس له معرفة بالحديث وهذا الكتاب لا يقبل عليه عند العلماء فضلا عن من دونهم فلا تجد عالما اقرب او معجم الطبراني الصغير ولا شرحه فكيف يطلب روايته؟ وانما يكون هذا صالحا لمن عرف انه من الحذاق في الحديث. فيرجى يقرأ عليه مثل هذا الكتاب وينتفع به واما عموم الناس فانما يجمعون على سماع الدواوين المشهورة التي ينتفعون بها كما سيأتي بيانه في موضع ان اخر ثم ذكر ان مقابل هؤلاء من لم يحظ علما بحقيقته وقصده فزهد فيه زهد في السماع وصد عنه فلم بل به ووقع هؤلاء وهؤلاء في احوال مستشنعة ومقالات مستبشعة وعظم الخطب بدخول من لم يشم رائحة العلم منحازا الى احد الطرفين ممن لا معرفة له في العلم البتة وانما يتعصب لقول هذا او قول ذاك وكلا طرفي قصد الامور ذميم. نعم ولا يظن ان ما سبق من انبائهم كرامات خارقة واختصاصات فارقة مضت وانقضت بل من علت همته وعظمت طلبته ثار بسيلهم واصابك خيرهم ففي المتأخرين من له مآثر سامية في اقراء كتب الحديث فكان محمد عابد السندي يختم الكتب ستة في شهر واحد رواية وفي ستة اشهر دراية وكذلك عصريه محمد ابن رواية هذه الطريقة الاولى التي هي السلب ودراية هذه التي بتقريرات لطيفة فكان يصنع هذا ويصنع هذا. نعم. وكذلك عصري محمد ابن علي السنوسي انا يقرئ صحيح البخاري في شهر وصحيح مسلم في خمسة وعشرين يوما والسنن في عشرين يوما مع التكلم على بعض المشكلات ومجموع ذلك شهران ونصف وفاقهما في طبقتهما محمد بن علي الشوكاني فانه كان يقرأ الكتب الستة ومستدرك الحاكم في كل ليلة من رمظان رواية ودراية مع بحث المشكلات وحل الاشكالات. فيختمها في مجموع رمظان في سنتين اي في ستين يوما او اقل وفي محفل عظيم يشهده نحو خمسين عالما من صنعاء ومن اهل البلاد النائية وفيها قال شاهد من اهلها وهو يعني يقسم الكتب نصف ينهي نصف في رمضان هذه السنة والنصف الثاني في رمضان تلك السنة الاتية بعدها. نعم. وفيها قال وفيها قال شاهد من اهلها اهو الحسن بن احمد العمري الملقب عاكشا وقد حضرت معه في ذلك الاملاء عامين ولله الحمد وذلك الاجتماع روضة من رياض مع اولئك الاعيان ولا تملوا النفوس ولا تشبع منه الاذهان بل هو اختلاس وقت سرور من كدرات الزمان. سقى الله ذلك العهد والناس واسمع عبدالله ابن سالم البصري مسند احمد في اثنين وستين مجلسا اخرها ضحى الاربعاء الحادي عشر من رجب الاصم سنة واحدى وثلاثين ومئة بعد الالف ومسلكه في التصحيح والتعليق الشهير واسمع شيخ شيوخنا الجمال القاسمي لماذا سمي رجب في رجب الاصم لانه كان لا يسمع فيه عند العرب سلاح لانه شهر من الاشهر الحرم. فسمي اصم نسبة الى ذلك نعم واسمع شيخ شيوخنا الجمال القاسمي صحيح مسلم رواية ودراية في مجالس من اربعين يوما واسمع سنن ابن ماجة كذلك في جالس من واحد وعشرين يوما واسمع الموطأ كذلك في مجالس من تسعة عشر يوما واسمع شيخ شيوخنا عبد الحي الكتاني صحيح البخاري قراءة تحقيق وتدقيق في نحو خمسين مجلسا لم يدع شاذة ولا فاذة تتعلق بابوابه ومحل الشاهد منها الا اتى عليها مع غير ذلك من اللطائف المستجابة. واسمع محدث بلده في وقته ابن باز سنن النسائي. رواية ودراية في تسعة يوما بعض الناس يقول هذا الشيء لا يعرف عن مشايخنا. وهل انت عرفت حال مشايخك كاملا انت تقول ذلك؟ هذا واسع عند الناس. يقول لا نعرف من حال مشايخنا. تأتي مثلا تقرأ سنن النسائي في مثل هذه المدة يقولون لا نعرف. وهذا الشيخ ابن باز اقرأها في تسعة يوما وكذلك كانوا يقرؤون المختصرات في مدة يسيرة كالشيخ ابن باز وفي الشيخ ابن مرشد رحمهم الله تعالى فكان ينجز الطالب المختصرات في مدة يسيرة ويعيدها مرارا. فربما انهى ثلاثة الاصول في مجلس فاذا فرغ قال للشيخ ماذا نقرأ بعدها؟ قال نعيده مرة ثانية. فيقرأه مرة ثانية ويقرأه مرة ثالثة كل ذلك في ثلاثة ايام مع البحث عن الاشكال اذا عرف فكانت علومهم نافعة وهم نافعون ثم لما وسع الناس القوم ضاعت العلوم مع ضيق الاوقات التي صار الناس مشغولون فيها بامور كثيرة كدر الصفو حياتها فدعوى ان هذا ليست طريقة المشايخ فينبغي ان يدعيها المرء الا وهو متحقق منها. نعم. واتفق لمقيده التشبه بالسابقين فقرأ السنن الاربعة عليه شيخه ابي الحسن الكشميري رحمه الله سردا في ثلاثة عشر يوما واختلاف الخلق والبلدان في حظوظهم من هذه الاحوال وبحسب القوى المدارك فان الناس يتفاوتون فيهما كتفاوتهم في الصور الظاهرة فمنهم من تكون له عزيمة وقدرة يدرك بها مراده ومنهم من لا يكون كذلك ومن البلدان ما ينعش فيها العلم الحديث. ومنها ما لا يكون كذلك وقد حدثني شيخنا ابن عقيل ان شيخه عليا ابو وادي لما رجع من الهند اجتهد في اقراء كتب الحديث وحصل الاقبال عليه وكثر الاخرون عنه فلما مات ضعف الامر بعده ووجهه ان علوم البلد للشائعة هي علوم الاعتقاد والفقه. وتشق مزاحمتها لنفرة الناس مما لم يألفوه. كما وقع لعبد اللطيف بن عبدالرحمن ال الشيخ الذي قرأ لقراءته العشرة في مصر على احمد ابن محمد سلمونه ولم يزد ما تلقي عنه منها على التجويد ورواية حفص ولعل هذا مما دفع بعض الشيوخ الى التماس بلد يؤخذ عنه فيه الحديث. فابن يابس الذي اتخذ صحن الجامع الازهر محلا لنشر ما تحمله من علم الحديث في فقرأ عليه جماعة من المصريين وغيرهم وكشيخنا محمد بن عبد الوهاب البنا ومحمد بن محمد الخانجي ومع حجج الدعوة لم يبق للعائب الا قوله لا اقوى فان حكم بها على غيره فليلجم نفسه بالتقوى. فالخطب جسيم والديان عظيم ذكر المصنف مثلا ومشاهد ممن قرأ الحديث في مدة يسيرة من العلماء المشار اليهم ذكر كلاما نافعا لمن جعل الله عز وجل له بصيرة فقال واختلاف الخلق والبلدان في حظوظهم من هذه الاحوال هو بحسب القوى ذلك فمن الناس من تكون لهم قوة وجلد وصبر على العلم ومنهم من لم تأنس ارواحهم به فان الناس يتفاوتون فيه ما كتفاوتهم في الصور الظاهرة فمنهم من تكون له عزيمة وقدرة يدرك بها مراده ومنهم من لا يكون كذلك. ومن البلدان ما ينعش فيه علم الحديث يعني وينتشر ومنها ما لا يكون كذلك. وقد حدثني شيخنا ابن عقيل ان شيخه عليا ابو وادي لما رجع من الهند اجتهد في اقراء كتب الحديث. وحصل الاقبال عليه وكثر الاخذون عنه. فقرأ عليه الكتب الستة جماعة بل منهم من قرأ عليه مسند الامام احمد. فلما مات ضعف بعده فلم يقبل على علم الحديث في عنيزة ووجهه ان علوم البلد الشائعة من علوم الاعتقاد هي علوم الاعتقاد يعني ان العلوم المرغوبة فيها في هذا القطر هي علوم الاعتقاد والفقه. وتشق مزاحمتها لنفرة الناس مما لم يألفوه. اي اذا اذا وردهم علم لم يألفوا وان كان عندهم صحيحا فانهم ينفرون منه ولا يقبلون على الاخذ به. قال كما وقع بن عبد الرحمن ال الشيخ الذي قرأ القراءات العشر في مصر على احمد بن محمد سلامونه ولم يزد ما تلقي عنه منها على التجويد ورواية حفص فلم يرغب الناس بهذا العلم ومثله ما وقع لتلميذه حمد بن فارس فان تلميذه حمد الفارس استفاد منه ونبغ زيادة عليه في علوم العربية كالنحو والبلاغة وغيرها. فقل من اخذ عن حمد بن فارس وشهر بعلم العربية وان كان يوجد ممن قرأ عليه فيما سلف جماعة قرأوا عليه انحك الاج الرومية وقطر الندى والفية ابن مالك لكن لم يشتهروا في انه كاشتهاده رحمه الله ثم قال ولعل هذا مما دفع بعض الشيوخ من قطرنا الى التماس بلد يؤخذ فيه الحديث كابن يابس الذي اتخذ صحن الجامع الازهر محلا لنشر يتحمله من علم الحديث في الهند فانه كان قد اكتحل فقرأ في المدرسة المسماة بالرحمانية ثم رجع ثم اتخذ صحن الجامع الازهر محلا للتدريس فكان يجلس فيه في لحظة النهار يدرس حسبة لله عز وجل فقرأ عليه جماعة منهم محمد بن عبد الوهاب البنا ومحمد بن محمد الخانجي رحمهما الله تعالى ثم قال ومع حجج الدعوة التي التي ذكرناها من احوال العلماء لم يبقى للعائب الا قوله لا اقوى اي تسليم بانه لم يعتد هذا ولا قوة له عليه. فان حكم بها على غيره انهم لا يستطيعون ذلك فليلجم نفسه بالتقوى فالخطب جسيم والديان عظيم نعم. فصل والذي ينبغي ان يعقله مريد الفائدة ان مقصود السماع اليوم هو بقاء فضيلته في هذه الامة ان المشموع ينبغي ان يكون محصورا في الاصول الحديثية وما يحتاج اليه كعمد العلوم من التأليف الصغار والكبار وما عدا ذلك بحسب كل احد ولا ينبغي ان يكون قبيلة السماع في مجالسه العامة. اما الشيوخ المسمعون فيكفي فيهم اسم الصلاح والديانة. وثبوت السماع مع تقديم السماع على الاكابر سنا. لان العلو غالبا معهم الا ان يكون من دونهم مقدما في العلم طردا وفهما. فيحسن السماع عليه ولا تضر عاميتهم لعدم توقف الظبط على روايته ولا يمنع الشرف اهل الحديث من الانتفاع به. فهذا الحجار العامي سمع فيه الكبار كابن تيمية الحفيد والمجزي والذهبي وابن كثير قال ابن كثير بعد كلام سبق كلما كان السن عاليا كان الناس ارغب في السماء عليه كما اتفق لشيخنا ابي العباس احمد ابن ابي طالب الحجاج فانه جاوز المئة محققا سمع على الزبيدي سنة ثلاثين وستمائة صحيح البخاري واسمعه في سنة ثلاثين وسبعمائة وكان شيخا كبيرا عاميا لا يضبط كي ولا يتعقل كثيرا من المعاني الظاهرة ومع هذا تداعى الناس الى السماع منه عند تفرده على الزبيدي فسمع منه نحو مئة الف او يزيدون. من الذي يقول اليوم في ثبته عن شيخ له بانه معمر عامي لا تجد تجده يكتب محدث علامة لان اسناده عالي وهو قد يكون الحجار خيرا منه في علمه ودينه ومعرفته. لكن فرق بين الاوائل وبين الناس اليوم. نعم وربما دارت رواية كتاب مشهور على من ليس من علماء الحديث وحفاظه كرواية ابي علي ابن المذهب المسند الحنبلي عن القطيعي فان اخر من رواه كاملا عنه سوى نذر يسير منه اسقط من النسخ ولم يكن صاحب حديث بل احتيج اليه في سماع المسند ثم حدث به المسند كله اخر اصحابه المذهب وفاة هبة الله ابن محمد الشيباني. وهو شيخ جليل مسند انتهى اليه علو الاسناد وكان عريا من معرفة حديث ايضا وكما لا تهدر منفعته لعاميته فانه ما له من سماع لا يثمر القول به بامامته ورتبة مال الشيوخ من مسموع لا تثبتوا اسم احدهم في ديوان راسخين ولا يستحق بها الرئاسة في الدين ومن البوائق العصرية بذل القاب المحدث حافظ والعالم والعلامة للمطروح بسماعه ولعله لا يميز المسائل الكبار في السنن والاثار ومن كان له سماع وله في علم ذكر وارتفاع فهو فضل الله يؤتيه من يشاء وما اكتسبه مبني على الاتصاف بالعلم النافع للسماع الواقع فلا تغتر بزخرفة الدعوة ووالزم اهل العلم والتقوى ومن المواقع التساهل في السماء على فسقة اجابة لداعي الشرع في السماع. ومن انبائه في من عبر قول الذهبي ناصحا في ترجمة علي ابن مظفر الاسكندراني. عبر يعني مضى مضى وغبر يعني بقي يعني بقي ثم الدمشقي الزمن الغابر ليس المقصود به الماضي الزمن الغابر يعني الباقي بعده ثم الدمشقي من معجم شيوخه ولم يكن له ضوء في دينه حملا الشره على السماع من مثله والله يسامحه كان يخل بالصلوات ويرمى الامور ومنها التكالب في السماء كتاب الذهب اسمه العبر في انباء انعبر وليس من غضب يعني من مضى وانقضى نعم ومنها التكالب في السماء على مغموس في البدعة متجاهر بها انزل نفسه منها منزلة الداعي اليها والساعي فيها فبذلك تهتك جنة تهاجر المبتدع ويدخل الداخل على صغار الاخرين في العلوم والعوام. ممن لم تقوى في نفوسهم بواعث السنة. واذا قارن سما عليه الاشهار بدعته بالدعوة اليه او مصالحته فيها بسماع دواوين البدع الخالصة. وتأليفها الناقصة فهنا وقعت الواقعة وحقت المقاطعة ومن مسايرة ومنها مسافرة. ومنها مسايرة الشيوخ فيما لا يحققونه من ضبط سماعهم او سماع شيوخهم وترك مراجعتهم والاكتفاء بمجرد صدورهم منهم اول وهلة وعدم التمييز بين قولهم في حال القوة والصحة وقولهم في حال الضعف والعلة. وقد عرفت اشياهم بضع عشرة سنة ان ينفون وجود رواية لهم فلما تقدمت بهم السن خرج منهم او اخرج كلام خلاف المستقر عنهم ففرح به من يجمع ما اسمع ولا يفرق بين الحقيقة وليلمع وزاد في الطنبور نغمة من يتبرع بادعاء سماعهم وتركيب اسانيدهم وفي الجعبة من الوان العجب ما يزهد في هذه الصنعة واذا اقوى معه وازع الكف عن الامداد والله ينزخ ما يشاء ويحكم الى يوم التناد. وقد اظهر الاخلاد الى المظاهر والتهارش وفي التفاخر سلسلة الاسانيد بوجوه يضحك منها اهل المعرفة عجبا. ويتقطعون من بروزها غضبا ويأسفون على اتخاذ العلم ظهرا يركب لامر يطلب والمتأهل من الشيوخ المسمعين يحسن به ان يفيد بمظمن الشروح. المعين على ظبط المسموع واذا قرن احسانه الى اصحابه باستصحاب الاصول العتيقة من المخطوطات والنسخ الوثيقة من المطبوعات للمراجعة عند الاشكال. فقد بلغ السماع رتبة عالية في ضبط المسموع وودت من المعتنين بابراز مجالس السماع في دائرة اعمالهم الحكومية او من كانت لهم قدرة تضاهيها الممرات الخيرية ان يقصدوا الى احياء هذه المعالم. مسترشدين بذوي الشأن فانهم على الحال اوقف. وبتفاصيل جمله اعرف عقدا المصنف وفقه الله فصلا من انفع الفصول بين فيه الذي ينبغي ان يعقله مريد الفائدة فيما يتعلق بالغاية من السماع والرواية. فبين من جملة ذلك ان مقصود السماع اليوم هو فضيلته في هذه الامة ليس الا. وان المسموع ينبغي ان يكون محصورا في الاصول الحديثية. اي الكتب الكبار التي عرف بانها عمد كتب الحديث كالكتب الستة وموطأ ما لك ومسند احمد ومسند الدالمي وسنن البيهقي. فهذه هي عمد المسموع منذ قرون طويلة. وما يحتاج اليه اي سوى هذه الاصول كعمد العلوم من التأليف الصغار والكبار اي التي صارت مقاما لحفظ العلم وموردا للنهي منه لحفظها او استشراحها فكل علم له قطر تعد عمد تلقيه فهي التي تخص السماع على الشيوخ ولو كان يرويها اجازته فمثلا اذا اراد ان يسمع كتبا في النحو سمع الاجر الرامية وقطر الندى والفية ابن مالك واشباه هذه الكتب التي اخذت بالحفظ والدرس. اما ان يعمد الى قراءة الجمل او غير ذلك من الكتب الكبار التي لم تعد عمدا العلم وانما يحسن لو قدر ممن برز في النحو وان يسمعها لينفع الناس باسماعها فهذا لا بأس واما الجمهور العميم من الخلق فانهم يعتنون بسماع عمد العلوم بعد الحديثية من التأليف الصغار والكبار في انواع العلم. وما عدا ذلك فبحسب كل احد اي بحسب حاله. ولا ينبغي ان يكون قبلة السماع في مجلسه العامة اي لا ينبغي ان يكون الزائد عن ذلك قبلة الاستماع في مجالسه العامة. فلو قدر ان رجلا له تخصص علم من العلوم لكان الذي يحصل في حقه مما يسمع زيادة في قوته العلمية ان يسمع كتب فنه ولو كانت العادة الجارية الا يسمعها غيره. فلو ان انسان له عناية في القراءات فاراد ان يسمع كتب القراءات ولو لم تكن مما يتلقى بالدرس حفظا وفهما ذلك ثم بين ما ينبغي في حق الشيوخ المسمعين وانه يكفي فيهم اسم الصلاح والديانة وثبوت السماع او الاجازة اي بان يثبت على وجه التحقق لا التخمين والظن انه له سماع او اجازة مع تقديم السماع على الاكبر سنا لان العلو غالبا معهم اي يفتقر الى مرويهم الا ان يكون من دونهم مقدما في العلم ظبطا وحفظا فيحسن السماع عليه عليه وان كان دونهم درجة في اسناده لكنه ممن عرف بالظبط والاتقان. فلو رأيت اليوم من عرف البخاري وجدت مثل الشيخين الذين سميتهما انفا وهما ثناء الله المدني ومحمد يونس الجنفوري. وفي الارض من هو اعلى منهما لكن هذين الرجلين تميزا بمعرفة صحيح البخاري وكثرة تدريسه فيحسن السماع عليهما ثم قال ولا تضر عامية واي الشيخ المسمع لعدم توقف الظبط على روايته لانه لا يراد منه ان يضبط المروي ولكنه سماع فيسمع عليه ولا يمنع اهل الحديث من الانتفاع به اي لا يمنعهم ان يكون احدهم قد صار حافظا اماما ثم لا يسمع على من هذه حاله اذا كان عاليا الاسناد الحجار العامي سمع عليه الكبار كابن تيمية الحفيد والمزدي والذهبي وابن كثير بعد ثبوت اسم الحفظ لهم. فكانوا قد صاروا ائمة يقتدى بهم وكل واحد من هؤلاء كان قد سمع البخاري على غير الحجار وربما كان ممن سمع عليه في طبقته ولكنهم يرغبون في سماع الحديث عند من وجدوا عنده اسنادا عاليا ثم ذكر كلاما لابن كثير في حال الحجال وعاميته ثم قال وربما دار رواية كتاب مشهور على من ليس من علماء الحديث وحفاظه كالمسند فانه دارت روايته على هبة الله بمحمد الشيباني عن ابي علي بن المذهب وكلاهما عالم من معرفة الحديث ثم قال وكما لا تهدر منفعته يعني الشيخ المسمع لعاميته فلا يترك الانتفاع بما عنده من السماع فانما من سماع لا يثمر القول بامامته فانه لا يكون اماما لانه قرأ الكتاب الفلاني بسماع رتبة مال الشيوخ من مسموع اسم احدهم في ديوان الراسخين ولا يستحق بها الرئاسة في الدين. فلو قدر ان رجلا انفرد بسماع الكتب الستة بعلو وهو عامي لم يجز ان يقال فيه انه المحدث العلامة. لان رتبة له ما له من استماع لا ترفعه الى رتبة الرئاسة في الدين. ثم ذكر من العصرية بذل القاب المحدث والحافظ والعالم والعلامة للمفروح بسماعه اي الذي وجده من وجده ووجد له سماعا ففرح به فالبسه جلباب الالقاب. ولعله لا يميز المسائل الكبار في السنن والاثار. ثم قال ومن كان له سماع وله في العلم ذكر واتباع فهو فضل الله يؤتيه من يشاء. فيكون من المسمعين نفر قليل لهم يد في العلم كما لهم علو في السماع. ثم من بواقع الرواية ايضا السماع على الفسقة. اجابة لداعي الشرف السمع. فتجد رجلا فاسقا لا يصلي ربما يسمع عليه شيء من كتب الحديث كما ذكر الذهبي فيما اتفق له رحمه الله تعالى وكما يوجد وكان رجل ممن تهافت الناس عليه في الاجازة عنده شيء من هذا في دينه. واراد احد شيوخنا وهو الشيخ عبدالرحمن بابي بكر الملا رحمه الله تعالى لما اتفق وجوده في ذلك البلد ان يزوره لا لاستجازته فهو من اقرانه. فلما دخل عليه وجد عنده شيئا من المحرمات. فخرج ولم يسلم عليه لان قوة الدين منعته من ان يقره على هذا المنكر الذي عنده. وقد رأى الانسان في مشارق الارض ومغاربها من يكون له رواية والطرب المحرم له دوي في بيته فمثل هذا كيف يفرح بسماع عليه؟ ام كيف تطيب الرواية اذا علم منه الاقرار والرضا بذلك اما اذا كان مغلوبا لكبر سنه غير قادر عن دفعهم. فهذا مثله معذور والمقصود ان الانسان ينبغي له ان يكرم السماع فلا يسمع الا على دين. ثم ذكر من البوائق العصرية التكالب على في السماع على مغموس في البدعة اي مشهور بها متجاهل بها انزل نفسه منزلة الداعي اليها والسعي فيها. فهو يصرح بدعوته الى البدع ويمدح نفسه بها وهذا غير حال من هو ممسوس بنوع بدعة فهذا له حال. اما من شهر بالبدع فمثله لا يكرم بالرواية عنه واذا اظهر ذلك في المجالس العامة ايضا دخل الداخل على صغار الاخذين في العلم والعوام. ثم ذكر انه واذا قارن السماع عليه اشهار بدعته يعني اعلانها بالدعوة او مصالحته بسماع الدواوين البدع الخالصة فهنا وقعت الواقعة وحقت المقاطعة. كما ذهب بعضهم اشترط من يسمع عليه انه لا يسمع عليه كتاب في الحديث الا ويسمع الكتاب الفلاني من الكتب الخالصة في البدعة. اريد ان يؤذيه بذلك رضي بشرطه وقرأ عليه فكيف تطيب نفسه بقراءة كتاب خالص ذي البدعة اما الكتاب الذي قد يشتمل على خطأ او بدعة فهذا الامر فيه ثم ذكر من المواقع العصرية ايضا مسايرة الشيوخ فيما لا يحققونه من ضبط سماعهم او سماع شيوخهم وترك مراجعتهم والاكتفاء بمجرد صدوره منهم لاول وهلة. فاذا قال له احسن الله اليكم قرأت البخاري قال قرأناه ثم يكتفي بهذا الخبر. فاذا جاء محقق فقال له احسن الله اليكم قرأت البخاري؟ قال نعم. فقال كيف قرأتموه قال كان الشيخ فلان له دروس فيه فكنت احضر هذه الدروس. ثم اذا سئل هل هذه الدروس حضرتها جميعا؟ فقال لا محال يا ولدي اني سمعتها جميعا لانني كنت اذهب الى مزرعتنا خارج المدينة وربما فاتني شيء من السماع فمثل هذا كيف يرضى ان قال ان يسمع منه لاول وهلة سمعت صحيح البخاري وهو يريد اصل السماع وهو صادق في ذلك لكن عند مراجعته يطلع المحقق على انه لم يسمعه كله فلا ينبغي المعاجلة في دعوى السماع دون محققة في المسموع وبعضهم يقول سمعت البخاري فاذا قلت له اي كتاب سمعته من البخاري؟ هل سمعتم الكتاب باساليبه؟ فقال لا ما سمعنا باساليبه. نحن سمعنا كتاب مختصر. مكتوب عليه البخاري وهو سمع لكن سمع مختصر البخاري فيأخذ احدهم من كتاب البخاري ويقرأه عليه ويقول هذا الشيخ قد سمع البخاري وانا سمعته باذني يقول سمعت البخاري وهو صادق يريد احاديث لكنه لا يفرق بين المختصر وبين الاصل لقلة المعرفة بالسماع ولا يفرق ايضا في التمييز بين قولهم في حال القوة وحال الصحة وقولهم في الضعف والعلة فيؤتى الى الشيخ في حال ضعفه وكبر سنه ثم له سماع ويقال الشيخ قال انه سمع وقد لا يكون الامر كذلك وقد عرفت اشياخا بظع عشرة سنة حال قوتهم ينفون وجود رواية لهم فلما تقدمت بهم السن اي كبروا وصار يرد عليهم والد النسيان والسهو خرج منه او اخرج كلام خلاف المستقر عنهم ففرح به من يجمع ما يسمع ولا يفرق بين الحقيقة وليلمع. يعني بين الحقيقة هو السراب ثم بالحاشية ولي عن هؤلاء رواية التمستها منهم بعد رواج تلك الدعاوى ليطمئن قلب المتلقي ان داعي قولي حراسة رواية وصيانتها لا حسد الامة وخيانتها. فمثلا مجيزنا محمد ابن عثيمين رحمه الله محمد ابن مسلم ابن عثيمين جزاك الله خير. محمد مسلم بن عثيمين رحمه الله تعالى ممن عرفت خبره سنة ثلاثة عشر بعد الاربع مئة والالف لما طبع مجموعه وكان من علماء رنيه فهذا الرجل كان هذه المدة لا يذكر ان له رواية وانما له تلقي عن كثير من المشايخ. ثم قبل وفاته بسنة او سنتين ادعيت له روايته ولا يصح له رواية عن احد من الشيوخ واخذت منه اجازة ليعلم ان تركي بالتحديث عنه لا ليس لان ليس لاجازة منه بل لانه في خبره السابق المقرر يذكر انه لا اجازة له. وعندي اجازة لاحد الشيوخ اجيز تنبيها رجل قبل ثلاثين سنة وكتب فيها في شيوخه واما فلان وسماه فقد كنت احظر كثيرا من مجالسه ولكن لا اجازة لي منها هذا كتبها قبل اكثر من ثمانية وثلاثين سنة. وهذا الرجل موجود وهو رجل معمر الان ثم قرأ عليه كتب باثبات السماع في ذلك والاجازة مع قوله قبل ثمان وثلاثين سنة انه لا اجازة لي. لكن الذي لا يحقق يجري مثل هذه الامور مجرا واسعا ثم يقع التلفيق والخبط وهو الرائج في مسموعات الناس اليوم واجازاتهم فيظن وجود رواية او سماع ولكن الله لا يضيع دينه ويبقي من الذخائر في الاجازات والمدونات والاوراق والخلق الذين يخرجهم الله عز وجل ليميزوا الصحيحة من الفاسد والحق من الباطل. والحذر ان يكون الانسان مقحما لنفسه في مثل هذه المهالك. لئلا يكون بعد ذلك سماع وروايته لا يعول عليها لاجل الحجة في ذلك وان الحامل عليها ليس الهوى وانما الحامل عليها الحجة الثابتة بانه لم يثبت له تباعد او لم يثبت له اجازة كما قاله هو عن نفسه حال اجتماع قوته ولا يمكن ان تحدث له رواية بعد ذلك كما قال لي احدهم من اثبت سندا في سماع كتاب فقلت له ان هذا المسمع ذكر انه لم يسمع من شيخه الا الى الكتاب الفلاني وهو البخاري دون غيره. فقال لعله سمعه بعد صدور اجازة شيخه له. وهو لم يكتب هذا الكلام الا بعد وفاة شيخه. فعلى هذا يكون قد سمع على الشيخ بعد موت الشيخ. واشباه هذا في حال الناس اليوم كثير. ولكن يمنع من اقحام النفس في بيانها ان اكثر الناس قد ظنوا السماع شيئا عظيما وكنزا داخرا فلا يمكن كفهم عنه. لانهم في حال طيش لكن اذا استقرت الامور في مقاماتها ورجعت النفوس الى حقائقها سيتبين ان يلمع من الحقيقة. ثم قال وزاد في الطمبور نغمة من يتبرع بادعاء سماعهم وتركيب اسانيدهم وفي الجعبة من الوان العجب ما يزهد في هذه الصنعة ويقوى معه وازع الكف عن الامداد والله ينسخ ما يشاء ويحكم الى يوم التناد. ثم قال وقد اظهر الاخلاد الى المظاهر والتهارش في التفاخر. سلسلة الاسانيد وهي يضحك منها اهل المعرفة عجبا يتقطعون من بروزها غضبا ويأسفون على اتخاذ العلم ظهرا يركب لامر يطلب كمن يأتي الى شيخ لا وجود له كهذا الرجل الذي حدث عنه بعض الناس وروى عنه هذا الشيخ لا وجود له ثم من فاته ذلك الشيخ الاول الذي ادعى وكذب الى بعض المشايخ ثم يقول اما تذكرون فلان؟ فلان كان شكله كذا فلان كان من بيت كذا يذكر انه كذا؟ فيقول نعم اذكر في شيخ من هذا القبيل وهو يكون قد التبس ذهنه بشيخ اخر. فيسند عنه بعد ذلك من رواية فلان العم فلان مثل عبد الرؤوف ابن حسن الكوراني الذي جعلت له اسانيد عالية عن محمد بن ناصر الحازمي وغيره فهذا رجل لم يخلقه الله عز وجل بعد. ثم يعمد الى بعض الشيوخ الذين ادركوا رووا عن عبد الرؤوف ابن حسين المدني ايضا ولكنه كان قاهريا مصريا ولم يكن كرديا كورانيا وهو الذي روى عنه المشايخ في هذه الطبقة اما عبد الرؤوف ابن ابن حسن كلاهما ابن حسن عبد الرؤوف بن حسن الكراني فهذا اهل بيته عندهم مشجرة معلقة على جدار وهذا الاسم لا وجود له فيها بل انهم يضحكون ممن ينسب اليهم هذا الرجل الذي ما خلقه الله سبحانه وتعالى بعد ثم قال بعد ذلك والمتأهل من الشيوخ المسمعين اي الذي عنده اهلية يحسن به ان يفيد بمظمن الشروح يعني ينقل ما على الشروح مما يتعلق بالظبط المعين على ضبط المسموع واذا قرن احسانه الى اصحابه باستصحاب الاصول العتيقة اي الاتيان بالاصول العتيقة من المخطوطات والنسخ الوثيقة من للمراجعة عند الاشكال فقد بلغ السماع رتبة عالية في ظبط المسموعات لان الشروح والاصول العتيقة تعينه على ضبط المسموع واما النسخ التي بايدينا ينبغي ان يحظر في السماع اكثر من نسخة مطبوعة لانه ربما سقط حديث برمته من كتاب بسبب سوء الطبع ربما قدم وافطر. هذه الطبعة من طبعات موطأ الامام مالك. يقول ناشرها ولما رأيت مالكا اكثر من ذكر عن نافع عن ابن عمر رأيت اختصارا ان هذا الاسناد المتكرر ان احذفه واذكره مباشرة عن ابن عمر فيأتي احد ويقرأ من هذه النسخة مع هذا الاسقاط الذي فعله هذا الجاهل بكتب اهل العلم ويقول بعد ذلك اني قرأت الموطأ كاملا مثل هذا كذب لا صحة له فينبغي ان يجتهد من اراد السماع في استحضار عدة نسخ. واذا امكن احضار اصول عتيقة للمراجعة عند الاشكال فهذا اولى واولى واذا كان الشيخ المسمع ممن يعتني بظبط المسموع فاذا قرأ الراوي الحديث على وجه لم يذكره الشراح صادف كتب العربية فحينئذ يقول له ان الصواب كذا واما ان يصحف القارئ ويسكت المسلم ثم يروي الراوي ثم يقال اسناد نظيف عالي وسماع شريف غالي فهذه مقالة من لا يعرف العلم ولا ذاق طعمه. نعم قصر وينبغي ان يكون الشيخ المسمع مصغيا ما طولنا عليكم يا اخوان لكن هذا الكتاب له اهمية في في موضوعه فاردت ان ابين مضامن او لتستفيدوا والمقصود الفائدة ليس المقصود ان يكثر الحديث فانا ممن يكره كثرة الحديث طبيعة لكن الحاجة الى بيان المعاني هو التي تحوج لذلك فهذا هو الذي يحدوني واذا قلتم اننا نختصر نختصر ولا نبسط الكلام بنستمر ولا احسن الله اليكم اصل وينبغي ان يكون الشيخ المسمع مصغيا غير ناعس ولا متحدث ولا ناسخ متخلصا من كل ما يمنعه من الاقبال على السماع ويغتفر الاغفال والاجازة تجبره ذكره السخاوي وغيره. سئل ابو محمد ابن قدامة هل يجوز الكتابة والمطالعة الاغفاء يسيرا في وقت السماع او يجوز للشيخ ان يكتب ويقرأون عليه فاجاب ما رأينا احدا يحترز من هذا يعني اليسير لا الكثير ومن عرض لشيخه شيء من هذه الاحوال قطع القراءة حتى ينتبه او قرأ واعاد اذا انتبه بحسب ما يوافق قدرة الشيخ ورغبته. اما التجاري في القراءة مع عدم تيقظه السماع وحسن صحبة الاشياخ يستدعي مراعاة احوالهم والحذر من املالهم لان لا يضجروا فينقطع الانتفاع ويبرز الامتناع قال ابن الصلاح وقد ذكر نحو ما سبق يخشى على فاعل ذلك ان يحرم الانتفاع. ونقله عنه العراقي في شرح التبصرة والتذكرة ثم اتبعه قوله وقد جربت ذلك فان شيخنا ابا العباس احمد بن عبدالرحمن المرداوي كان كبر وعجز عن الاسماء حتى كنا نتألف على قراءة اليسير فقرأ عليه بعض اصحابنا فيما بلغني العمدة باجازته من ابن عبد الدائم واطال عليه فاضجره فكان يقول له الشيخ لا احياك ان ترويها عني او نحو ذلك فمات الطالب بعد قليل ولم ينتفع بما سمعه عليه وليحذر حديثه ان يحمله الشرع على التساهل في السماع والتحمل فيقع في الاخلال بناموسه وما في اخبار بعض الحفاظ من التوسع الملائم لاحواله على خلاف قانونهم يروى ولا يقتدى به للندرة المقيس عليهم. كما كان المزري رحمه الله يكتب في مجلس السماع وينعش في بعض الاحيان لانه كان مع حاله تلك يرد على القارئ ردا جيدا بينا واضحا بحيث يتعجب القارئ من نفسه انه يغلط فيما في يده وهو مستيقظ والشيخ مناعس وهو انبه منه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. ومن هذا الظرب في سيرته انه كان يوجد في مجلس السماع بحضرته من يفهم ومن لا يفهم والبعيد من القاري والناعث والمتحدث والصبيان الذين لا ينضبط امرهم بل يلعبون غالبا ولا يشتغلون بمجرد السماع. وكلهم كان يكتب له السماع بحضرته. ذكر المصنف فصلا اخر يتعلق ببيان الغاية من السماع والرواية بين ما ينبغي ان يكون عليه الشيخ المسلم حال الاسماع وهو ان يكون مخطيا اي ملقيا بسمعه مقبلا بقلبه غير ناعس ولا متحدث ولا ناسخ متخلصا من كل ما يمنعه من الاقبال على السماع ويغتفر الاغفال اليسير اي الغفلة اليسيرة بنعاس يسير او حديث يسير ونحو ذلك والاجازة تجبره ذكره الصحوي وغيره. ثم ذكر سؤالا رفع لابي محمد ابن قدامة هل يجوز الكتابة والمطالعة او الاغفاء يسيرا في وقت السماع او يجوز لشيخه ان يكتب ويقرأون عليه؟ فاجاب ما رأينا احدا يحتج من هذا يعني اليسير هذا الكثير. ثم قال ومن عرظ لشيخه شيء من هذه الاحوال قطع القراءة حتى ينتبه الشيخ فان من الشيوخ من اذا سهى بنعاس فقرأت القراءة عنه انتبه فاما ان تسكت عن القراءة حتى ينتبه بنفسه ولو طالت غفوته ولا تقرأ عليه حال اغفائه. او قرأ واعاد اذا انتبه اي واصل حال غفلته فاذا افاق اعاد ما كان يقرأه بحسب ما يوافق قدرة الشيخ ورغبته ثم قال اما التجاري في القراءة مع عدم قذف اقلال بالسماع يعني الاستمرار في السماع والشيخ ناعس وقد القى بجانبه لكبره وضعفه فهذا اخلال بالسماع ثم قال وحسن صحبة الاشياخ يستدعي مراعاة احوالهم والحذر من املالهم بان لا يضجروا فينقطع الانتفاع ويبرز الامتناع ينبغي على الراغب في السماع ان يحسن صحبة اشياخه. تقربا الى الله سبحانه وتعالى وتدينا بذلك مع ما يحصله من حسن العاقبة في السماء عليهم فانه اذا اضجر اشياخه حرم الانتفاع كما ذكر العراقي رحمه الله تعالى في هذه القصة ثم قال وليحذر الحديثي اي المشتغل بالحديث المبتدئ فيه كما ذكر ابن حجر في النكت بعدم الصلاح ان يحمله الشره يعني في تفسير الحديث انه المبتدئ في الحديث وليحذر الحديثي ان يحمله الشره يعني الطمع والرغبة في في ما على التساهل في السماع والتحمل فيقع في الاخلال بناموسه يعني بقانونه وادبه. ثم ذكر ان ما في اخبار بعض الحفاظ من التوسع الملائم لاحوالهم على خلاف قانونهم يروى ولا يقتدى لندرة المقيس عليهم. فيكون من من الحفاظ الاولين من كان ربما نعس ويسمع عليه ولكن هذا السماع صحيح لانه كان اذا اخطأ القارئ كان يرد عليه وينتبه الى خطأه فهو حاضن بقلبه في السماع وان غفت عينه لكمال علومه والمجزي رحمه الله تعالى كان يقرأ عليه صحيح البخاري فكان يرد من حفظه فلما كثر ذلك منه مع تعدد النسخ قال التلميذ الصفدي ما النسخة الصحيحة الا انت؟ يعني ما النسخة المضبوطة التي يتلقى الا انت لضبطك الصواب والخطأ في هذه النسخ. ثم قالوا من هذا الضرب في سيرته يعني فيما يروى ولا يقتدى به لتوسعه في ذلك انه كان يوجد في مجلس السماع بحضرته من يفهم ولا من لا يفهم والبعيد من القاري والناعس والمتحدث والصبيان الذين امر بل يلعبون غالبا ولا يشتغلون بمجرد السماع وكلهم كان يكتب لهم السماع بحضرته وكان ذلك مما عيب عليه كما ذكره تلميذه وصاحبه الذهبي رحمه الله تعالى فلا يأتي انسان الى مثل حال المجزي ثم يقول ان هذا الامر توسع فيه الحفاظ فاذا اردت الحفاظ لم يكن الا المجزي وقد تعقب في فعله ذلك فالذي يراد ان يكتب له السماع هو الذي يقبل على السماع بقلبه اما الذاهب الجائي القائم الاكل الشارب المتكلم السامع الداخل الخارج ثم يكتب له السماع فهذا لن يسمع ابدا سيمنعه الله عز وجل من السماع هذا لا لا يروج على الله عز وجل تجد احدهم يأكل ويشرب ويلتهي ويكلم بالجوال الخمس دقائق والعشر دقائق ويتكلم مع جاره المدة طويلة ثم يخرج من مجلس السماء عشر دقائق او اكثر من رأيتم ان كان خروجه اكثر من ذلك ثم يكتب له في الشهادة سماعه كامل سماعه كامل عند هؤلاء لكن اجتمعوا ليس كاملا عند الله عز وجل. واذا لم يكن سماعه كاملا عند الله عز وجل فلن يجعل الله عز وجل لسماعه بقاء ابدا حتى يلج الجمل في سم الخياط فامر السماع دين وهو تعامل مع الله ليس تعاملا مع الخلق ولو كان ذلك الى الخلق كيف تأتي الى شيخ فتقول سمعت البخاري فيقول نعم سمعت البخاري ثم تسمع ثم يحفظ الله سماعه فانه لو كان كاذبا في واقع الامر ما ابقى الله عز وجل سماعا عليه ولكن لما صادقا ان له سماعا اقبل الناس عليه وسمعوه فلابد ان يخاف الانسان على نفسه من ضياع وقته ودينه في شيء لا ينفع في الدنيا ولا في الاخرة بل هو تدليس في الدين وخيانة للعلم ومن لم يحفظ امانة العلم لم يحفظه العلم فسيضيع مهما بلغ مسموعه او كثر محفوظه لان العلم هو امانة الله في الارض فان الله عز وجل ما استودع قلوب الناس دراهم ولا دنانير ولا شيئا من متاع الدنيا وانما استودعت قلوب المؤمنين من العلماء استودعت العلم. فمن حفظ الامانة ورعاها حفظ الله عز وجل علمه من ضيع الامانة ضاع علمه وهذا ظاهر في كثير من الاحوال المعروفة في طبقات الرجال طبقة بعد طبقة نعم فاشنو ولا تنبغي مزاحمة شيوخ المسمعين من القدماء بمن لم يسمع الا قبل خمس سنوات او عشر لان من ادب دخولها لان من ادب سماع العلم الاكتفاء بمن يخشى لها وطبقته ويوجد الاحتياج اليه. كان محمد بن محمد بن ابي دليم الاندلسي يا ابا الاسماع الى ان توفي اقرانه ورغب الناس اليه. فاجاب الى ذلك قبل وفاته بثلاثة اعوام فقرأ عليه علم كثير. وعمره حين اسمع احدى سنة ولعل بعض ما حدث به سمعه قبل خمسين سنة فصبره على زهو اسماعيل يضرب مثلا كصبر ايوب عليه الصلاة والسلام على الم الاوجاع ومن ادب الرواية انه لا يحدث المشمع مع وجود من هو اولى منه لسنه او غير ذلك وان احتيج الى حضوره مع معمر عامي باسانيده او اهتدائه الى طريقة المحدثين في ضبط مسموعاتهم حضر مع العامي ولو روى عنه بنزول جمعا بين الفوائد وسعيا في نفعه غيره ذكر معنى هذا الذهبي في الموقظة فيحظر المفيد ليسمع ليسمع اما شهود مجلس الرواية بالجمع بين حال السماع والاسماع فمن مبتكرات الرواية العصرية وليس من مسلك اهل الحديث فيما عرفت منه وعقلته وحكمه على قواعد الشريعة عند الفقهاء لا يرجع على فاعله ارضاء ومن دل فيه على فضل علم فلي وله الغنم. نعم فيه من يعد سماعه الذي شارك فيه شيخا له على شيخ اخر اقدم من جملة مسموعه على الاول كالواقع في اخبار اصحاب ابي مهدي من المتأخرين ومنهم عبدالله البصري وحسن العجيمي فانهم جعلوا ما معه على غيره سماعا عليه. لا ضير في مثله لان مجلس كان خالصا للاقدم فلم يزاحموا وقوع السماع على ادنى بقراءته على غيره حينئذ مع حصول الاجازة منه اباح الاسناد عنه ومن بلايا هذا المشهد ان يكون فيه ممن ذاك سماعه واسماعه فحضر وسمع وبادر فاجاز بسماع من كان مثله يسمع وربما نادى على بضاعته ظنا منه ان سماعه بالترويج يبقى او ان اجتماع الخلق فرصة لتكفير الاخذين عنه فزاد ضغطا على ابالة وتمادى الجهل باربابه حتى صار احدهم يحضر السماع وينوي ان يسمع على جميع الحاضرين من المسمعين والسامعين ويكون محصلا بوليدة فكره السماء عالميين وزاحم بكثرة من قرأ وعليهم الحفاظ السابقين وقد نشأ في الاسلام نشأ يريدون احياء السمع وهم يميتونه يسمع احدهم اليوم ويسمع غدا ويتوسعون في والتحمل بوسائل اتصالات لا تسلم من اختلال يحيق بالمسموع وحالوا بين الناس وبين الكبار ذوي العلو فقطعوا الطريق وغرقوا الغد وهم لا يخلون عن النية حسنة لكن الشأن في اصابة الخير فلهم نصيب من قول ابن مسعود رضي الله عنه كم من مريد للخير لم يصب والمرء لا يعلم هل ينتفع بسماعه في الاسماع ويحتاج اليه؟ ام لا لكنه يتقرب الى الله بما يطلب. ومن عجائب حكايات الاوائل ما ذكره يوسف بن احمد هذا الشيرازي في اربعين البلدان له قال لما رحلت الى شيخنا رحلة الدنيا ومسند العصر ابي الوقت قدر الله لي الوصول اليه في اخر بلاد كرمان فسلمت عليه وقبلته وجلست بين يديه فقال لي ما اقدمت هذه البلاد؟ قلت كان قصدي اليك ومعولي بعد الله عليك وقد كتبت ما وقع الي من حديثك بقلمي وسعيت اليك بقدمي لادرك بركة انفاسك واحظى بعلو اسنادك فقال وفقك الله وايانا لمرضاته سعينا له وقصدنا اليه لو كنت عرفتني حق معرفتي لما سلمت علي ولا جلست بين يدي ثم بكى بكاء طويلا وابكى من حضره ثم قال اللهم استرنا بسترك الجميل واجعل تحت الستر ما ترضى به عنا. يا ولدي تعلم اني رحلت ايضا لسماع الصحيح ماشيا مع والدي. من الى الداودي ببوشنج وليدون عشر سنين فكان والدي يضع على يدي حجرين من فرات من هرات اذا اسقطت منها الياء صارت مفتوحة الهاء. اما اذا ذكرت فيها الياء صار هرات من هرعت الى الداودي وليدون عشر سنين فكان والدي يضع على يدي حجرين ويقول احملهما فكنت من خوفي احفظهما بيدي وامشي وهو يتأمل فاذا رآني قد عييت امرني ان القي حجرا واحدا فالقي ويخف عني فامشي الى ان يتبين له تعبي فيقول هل عيت؟ فاخاف واقول لا فيقول لما تقصر في المشي فاسرع بين يديه ساعة ثم اعجز فيأخذ الاخر فيلقيه فيمشي حتى اعطب فحين اذ كان يأخذني ويحملني كنا نلتقي جماعة الفلاحين وغيرهم فيقولون يا شيخ عيسى اذ ادفع لنا هذا الطفل نركبه واياك الى بوشين فيقول معاذ الله ان نركب في طلب احاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم بل نمشي واذا عجز على رأسي اجلالا لحديث رسول الله ورجاء ثوابه فكانت ثمرة ذلك من بنيتي اني انتفعت بسماع هذا الكتاب وغيره ولم يبق من اقرانه احد سواي. حتى صارت الوفود ترحل الي من الامصار. ثم اشار الى صاحبنا عبدالباقي بن عبدالجبار الهيروي ان يقدم لنا حلوى ان يقدمني. ان يقدم لي حلوى فقلت يا سيدي قراءتي احب الي من اكل الحلوى فتبسم وقال اذا اطخنا الطعام خرج الكلام وقدم لنا صحنا فيه حلوى الفانيد فاكلنا واخرجت الجزء سألتم احضار الاصل فاحظره وقال لا تخف ولا تحرص فاني قد قبرت ممن سمع علي خلقا كثيرا فسل الله السلامة. فلا اله الا الله كم فيها من عبرة واشارة ورب حكاية اغنت عن الف عبارة وبحسن القصد اضحى مدار العلو في رواية صحيح البخاري منذ قرون على رواية ابي الوقت السدسي عن الزبيدي وبمثل هذه الاخبار تتوقد النفوس ذوقا الى مآثر السلف السابقين. ومن حملة العلم والدين وتحاول بهم والاهتداء بهديهم فنعم القوم كانوا صحت نياتهم فطابت حياتهم وسبقوا ولم يسبقوا وحراسة العلم توجب البوح بما سلف اقتفاء لمهيع الاسلاف وتخليصا للرواية من الغوائل. ومن كره مني حرف مبنى فلا يشغل بها عن ظرف. نعم فلا يشغل به عن ظرف المعنى والمعاونة على البر والتقوى حسن العدة والامل والمداهنة بالسكوت عن موارد البلبلاء ام العلة والخلل وبهصر المعاونة ونصر المداهنة عظمة الدواهي في الدين. وفتح باب الفرقة على المسلمين. ذكر المصنف هو وفقه الله اخر من اصول الغاية من السماع والرواية بين فيه انه لا تنبغي مزاحمة الشيوخ المسمعين من القدامى ممن سمع قديما بمن لم يسمع الا قبل خمس سنوات او عشر. لان من ادب سماع العلم الاكتفاء بمن يخشى ذهاب طبقته. ويوجد اليه فاذا كان المسمع ممن يخشى ذهاب طبقته لقلتها ويوجد احتياج اليه سمع عليه اما ان كان في البلد الف ولد فما بينهم هذا الولد. ثم ذكر قصة عن محمد ابن احمد ابن محمد ابن محمد ابن ابي دليم الاندلسي انه كان يأبى الاسماع الى ان توفي اقرانه ورغب الناس اليه فاجاب الى ذلك قبل وفاته بثلاثة اعوام فقرأ عليه علم كثير وعمره حين اسمع احدى وثمانين سنة ولعل بعض ما حدث به سمعه قبل خمسين سنة. يعني سمع خمسين تنم ما اسمع احد فصبره على زهو الاسماع يضرب مثلا كصبر ايوب عليه الصلاة والسلام على الم الاوجاع. فان هذا من حال من يسمع البخاري ضحوة ويسمعه بعد العشي. ثم قال ومن ادب الرواية الا يحدث المسمع مع وجود من هو اولى منه لسنه او غير ذلك ادبا وتوقيرا لجنابه وان احتيج الى حضوره مع معمر عامي لمعرفته باسانيده او افتدائه الى طريقة المحدثين في لضبط مسموعاتهم حضر مع العامي ولو روى عنه بنزول جمعا بين الفوائد وسعيا في نفع غيره ذكر معنى هذا الذهبي في الموقظة اي من كانت له معرفة باسانيد المرويات وانواع المسموعات فلا بأس ان يفيد بهذه المعرفة فيحظر ليسمع ويسمع معه ناس على ذلك العامي لا ليسمع ويسمع معه على ذلك العامي فانه هو قد يكون قد سمع على غيره فيكون له معرفة بالطرق والمرويات فيأتي لينفع من حضر بما ينبغي ان يسمع. قال فيحضر المفيد ليسمع لا ليسمع. اما شهود مجلس الرواية بالجمع بين حال الاجتماع والاسماع اي ان يكون سامعا عن شيخ حاضر ومسمعا ايضا فمن مبتكرات الرواية العصرية ليس من مسلك اهل الحديث فيما عرفت منه وعقلت وحكمه على قواعد الشريعة عند الفقهاء لا يرجع على فاعليه بالارضاء ومن دل على فضل علم فلي وله الظلم لان الفقهاء يقولون من استعجل شيئا قبل اوانه عوقب بحرمانه ويخرجون عليها فروعا ما مذكورة الاشباه والنظائر للسيوط او في القواعد والاصول الجامعة لابن سعدي رحمه الله تعالى. ولكن لا يقال بمثل ذلك على قواعد المحدثين ولكنه يفصح عن عدم رعاية ادب المحدثين في اسماع الحديث ورواية العلم والدين. ثم قال نعم فيهم من يعد سماعه الذي شارك فيه شيخا له على شيخ اقدم من جملة مسموعه على الاول اي من يسمع على شيخين ولكن يكون احدهما حال سماعه معه سامع لعل مسمعا كأن يأخذ شيخ بعض اصحابه الى شيخ معمر فيقرأون عليه صحيح البخاري ويكون المقصود بالرواية ذلك الشيء ثم بعد ذلك يعد اصحاب ذلك المسمع اذا رضي لهم يعد روايتهم عن الشيخ وحضورهم معه سماع على شيخهم ايضا ثم يروون عنه بعد ذلك لكنه لا يكون في حال الاسماع شيخا متصديا للاسماع بل هو شيخ يسمع مثلهم على ذلك الشيخ في المتقدم ثم ذكر ما وقع من ذلك على الحال الموافقة عند بعض اصحاب ابي عيسى الثعالب رحمه الله تعالى ثم قال ومن هذا المشهد ان يكون فيهم من ذاك سماعه واسماعه. يعني لم يسمع الكتاب من قبل. فحضر وسمع وبادر فاجاز بسماعه من كان له يسمع يعني لم يسمع صحيح البخاري ثم حضر مجلس سماع البخاري ثم سمع من اليمين واسمع من اليسار فتجده يعد نفسه شيخا سامعا على هذا وشيخا مسمعا لذاك. ربما نادى على بضاعته. يقول يا اخوان الذي يريد ان يكتب له سماع او اجازة يأتي ورقة الاشياد التي يعطيها ووقع عليه حتى يكون سميع علي. ظنا منه ان سماعه بالترويج له يبقى او ان اجتماع الخلق فرصة لتكفير الاخرين عنه. فزاد على ابالة لانه لا يبقى الا ما اراد الله ابقاءه. وتمادى الجهل باربابه حتى صار احدهم يحضر السماع وينوي ان يسمع على جميع الحاضرين من المسمعين والسامعين وهذا سمعته ممن يشار اليه في هذا الامر وربما نوى ايضا ان يسمع على الجن الحاضرين ويكون حصل بوليدة فكره السماع على مئين وزاحم بكثرة من قرأ عليهم الحفاظ السابقين. فيقول اني سمعت صحيح البخاري على سبع مئة كما قاله احدهم. فهو الجميع الذين حضروا عدهم سامعين ومسمعين وانهم ممن سمع عليهم ورأيت في مجلس عام فتى جاء الي يريد ان اكتب له سماعا على صحيح البخاري. فابيت ان اكتب له هذا السماع لاني لم اكن متصديا حين ذاك للاسماع اذا به المسيكين قد امره والده المسيكين ايضا ان يمر على كل الحاضرين في القاعة ويكتب له سماعا حتى يكون ابنه قد سمع البخاري على خمسمائة او يزيدون فيكون قد فاق المز وابن كثير وابن حجر واضرابهم الذين لم يبلغوا هذا السماع. ثم قال بعد ذلك وقد في الاسلام نشأ يريدون احياء السماع وهم يميتونه. يسمع احدهم اليوم ويسمع غدا. هذا كان اول. الان رأيت من يسمع الصباح العشي ويتوسعون في الاداء والتحمل بوسائل اتصالات لا تسلم من اختلال يحيق بالمسموع ولا يتحرزون من ذلك فان السماع بالنقل كالهاتف او ما يسمى بالنت جائز اذا تحقق من السماع ووثق بسماع الشيخ الذي يسمع عليه انه حاضر مضبوط فهذا لا بأس به. ولكنه في الحالة القائمة اليوم لا يكاد كذلك. فقد سمعت باذني الى غرفة ينقل فيها هذا السماع الذي يريد ان يروى به فاذا السماع الذي يدعى يتقطع ولا يسمع سماعا صحيحا ثم بعد ذلك تخرج شهادات الرواية بان انه قد سمع جميع سنن ابي داوود سنن الترمذي وسنن ابن ماجة عن الشيخ فلان وفلان وفلان عبر النت فمثل هذا السماع العبرة به وسيذهب مع الايام سيذهبه الله عز وجل لا فلان ولا فلان وليس لنا مع احد خصومة ولكننا نبين مسالك الامور وربما كنت ممن سمع بالهاتف لكني اتحقق ما اسمع وان كنت ما سمعته على الهاتف لو قدر اعدت سماعه فاني قد سمعت مرة على شيخ كان مشغولا حال نشاطه لا يسمح لي الا ان اقرأ ساعتين في بلد بعيد وذلك يحتاج ان ابقى مدة مديدة فسمعت عليه الموطأ والترمذي وابن ماجة وابو داوود بالهاتف ثم بعد ذلك لم شاخ وكبر وهرم وصار لا قدرة له على الخروج اعدت هذه الكتب بتمامها عليه مبالغة في التحقق من سماعه عليهم وان كان سماع عليه صحيح جزما لانني حريص فيما اسمعه منه ولكن من اراد ان يحقق سماعه فليجتهد في مسموعه حتى يحفظ الله عز وجل سماعه ثم قال وهم اي اولئك الشباب لا يخلون من نية حسنة لكن الشأن في اصابة الخير فلهم نصيب من قول ابن مسعود رضي الله عنه كم من مريد للخير لن يصيبه. والمرء لا يعلم هل ينتفع بسماعه في الاسماع ويحتاج اليه ام لا؟ لكنه يتقرب الى الله بما يطلب. عندما يسمع الانسان كتب الحديث هو يتقرب بسماع الاحاديث النبوية مع ما في ذلك من مصالح كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مئين او الاف من المرات ولا يدري هل يبقى سماعه ام لا؟ يبقى فمن عجائب الحكايات قصة هذا الرجل مع ابي الوقت رحمه الله تعالى وفيها فوائد كثيرة لا يسع الوقت الانباه اليها ولكن كما قال الكاتب في اخرها فلا اله الا الله كم فيها من عبرة واشارة ورب حكاية اغنت عن الف عبارة وتأمل قوله رحمه الله فاني قد قبرت ممن سمع علي خلقا كثيرا فسل الله السلامة. نعم. احسن الله اليكم اصل منه ما يلزم القاعدة في مجلس سماع الحديث بعد الاخلاص والصدق ان يصمت ويسقي الى الى استماع ما يروي عنه. ويقبل على الشيخ المسمع ناظرا اليه لا يلتفت عنه من غير ضرورة ولا يقترب لضجة يسمعها ولا يعبث بيديه او رجليه او لحيته ولا يمدهما دون علة او تعب. ولا بحضرة شيخه ولا يتكئ على يده ولا يكثر التنحنح ولا الحركة ولا يتكلم مع جاره وان عرض له امر احتاج ان يذكره ولابد خفض صوته لان لا يفسد السماء عليه او على غيره. واذا عطس خافض صوته واذا تثاب ستر فما هو بعد رده جهده وكل ذلك تعظيما للعلم اجلالا له وقد كانت مجالس سماع الحديث عند السلف تحتضن بالخشوع والاكبار والخضوع. قال مالك ابن انس ان مجالس العلم تحتضن بالخشوع توعي والسكينة والوقار. رواه البيهقي في المدخل الى السنن. وقال حماد بن زيد كنا عند ايوب فسمع لغطا فقال ما هذا اللغط؟ اما رغم ان رفع الصوت عند الحديث عن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كرفع الصوت عليه في حياته وقال حماد بن زيد ايضا في قوله تعالى يا ايها والذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ارى رفع الصوت عليه بعد موته كرفع الصوت عليه في حياته اذا قرأ حديث وجب عليك ان تنصت له كما تنصت للقرآن. رواهم الخطيب في الجامع. وكان عبدالرحمن بن مهدي لا يتحدث في مجلسه ولا يبرى فيه قلم. ولا يتبسم فيه احد وكانوا في مجلس وكيع ابن الجراح كأنهم في صلاة رواهما الخطيب ايضا. وبهذه الاحوال عظمت بركة علومهم وجلت مقادير فنومهم لان من عظم العلم عظمه العلم ومن لم يرعى حقه وحرمته سقط واسماع الصغار واحضار مجالس السماع من شعار اهل الحديث ترغيبا في السنة وتحبيبا لهم في العلم والشرط في حقهم اخف والامر في جنابهم اوسع فلا يضر ما يقع منه من كلام او لعب او سهو ما لم يفحش ويغلب وحكي يعني بمحب التسامح في ذلك وانه كان يقول كذا كنا صغارا نسمع ربما ارتفعت اصواتنا في بعض الاحيان والقارئ يقرأ فلا ينكر علينا من حضر المجلس من كبار الحفاظ كالمجزي والبرزالي والذهبي وغيرهم من العلماء وموجب سنتهم في التسامح مع الصغار رجوع الظبط الى النسخ العتيقة التي سمعوا عليها مع القائمين عليهم من اوليائهم وغيرهم واذا لم يعدو للسمع سوى فظيلة حفظ الاختصاص وشرف النسبة فالامر فيهم اوسع ممن قبل. وان كان الحزم حملهم على المكارم بالمكاره وحظهم على استعمال والتاسي بالكبار والصالح في التبكير بهم اليه وما يخشى مع الفوت من الشيوخ المعمرين والمشموعات العوالي دون عمارة اوقاتهم بالسماع والقطع عما لهم به مزيد من الترقي في التلقي فيشغل وقتهم بالابحار في محيط العلوم من انواع المحفوظ والمفهوم. ولا يعدو سماع في البدايات نقطة في بحث المكتسبات ولابي الوقت السدسي المتقدم ذكره حكاية مليحة مع بعض الاخرين عنه من الصغار. وهو ابو عبدالله بن ابي البركات الهمداني فانه اخبر عن سماعه البخاري عليه فقال اجلسني في حجره والجامع. الصحيح يقرأ عليه وانا اسمع وقال لي اذا سألوك هل رأيت هذا الوقت؟ فقل لهم نعم. فان قالوا ماذا قال لك فقل لهم اجزتكم حمل كتاب البخاري عني والحذر الحذر من النفخ ببوق العجب بنسبتهم الى المشيخة والحديث واستقبال الرواية والتحديث فانها قاصمة الظهر ومفسدة الدهر. وقد بدا للعارف بالله وامره ما الت اليه حال جماعة من ذوي الاسنان. يغتر وبما جمعوا من السماع وخيل لهم من سحره انهم رؤوس الطبقة واعيان الجماعة. فاذا كشفت الغطاء عرفت الحقيقة بلا انتراء ولله الامر من قبل ومن بعد وحق على الساعي في في السماع والاسماع ان ينوي بغنيمة مجالسه. ويتحمل الرواية ليس فالجهل بهذه الرتبة ومن لا يدري حقيقة الى الاعتقاد انها تزكية علمية تؤهل حاملها الى مقام التعليم والافتاء. وليس هذا وما قبله ضرب خيال الحكاية حال اللمس اعتلال لمس. لمس اعتلال. واني لاهتبل مناسبة الاشارة الى حقيقة غنيمة مجالس السماع. وهو تأمل الرواية لاشير الى المقصود من مشاركها في بعض الاوجه وهو ما يسمى بالدورات العلمية المكثفة فانها لا تستقل بتخريج طالب علم كامل الاهلية لكنها تحبب الخلق في العلم. وتدل عليه وتوضح جملا منه مع ملائمتها لما الت اليه الحال من كثرة الشواغل تنوع العوائق والقواطع مما لم يكن موجودا قبل. ذكر المصنف فصلا اخر من فصول الغاية من السماع والرواية. ساق فيه نبذا من الادب الذي ينبغي ان يكون عليه السامع في مجالس سماع الحديث بعد الاخلاص والصدق بحكايات واحوال مأثورة عن السلف رحمهم الله تعالى ثم قال وبهذه الاحوال عظمت بركة علومهم وجلت مقادير فهومهم لان من عظم العلم عظمه العلم ومن لم يرعى حقه وحرمته سقط. فمن رغب ان ينتفع بمسموعه فليسلم سبيلهم وليتخلص مما غلب على احوال الناس من عدم رعاية هذه الاداب والعناية بها. ثم ذكر مما ما يتعلق برواية الحديث في سماعه اسماع الصغار واحضارهم مجالس السماع وانه من شعار اهل الحديث ترغيبا في السنة وتحبيبا لهم في العلم والشرط في حقهم اخف والامر في جنابهم اوسع اي في ملازمة الادب فلا يضر ما يقع منهم من كلام او لعب او سهو الم يفحش او يغلب؟ فاذا كان فاحشا غالبا اضاع ذلك سماعهم. ثم ذكر حكاية عن ابن المحب في التسامح بذلك وانه كان هو وغيره يسمع حال صغرهم عند الحفاظ فربما ارتفعت اصواتنا اي ان الامر الذي يقع منهم رفع الصوت احيانا فلا ينكر علينا لان احوالهم من الصغر تمنع مواصلتهم بالانكار لعدم كمال وعيهم ما يلقى اليهم ثم قال وموجب سنتهم مع في التسمح مع الصغار رجوع الظبط الى النسخ العتيقة التي سمعوا عليها مع القائمين عليهم من اوليائهم وغيرهم فلا يرجع الى ضبطهم وانما الى النسخة التي سمعوا عليها ثم قال واذا لم يعد للسماع سوى فضيلة حفظ الاختصاص وشرف النسبة فالامر فيه اوسع من قبل وان كان الحزم حملهم على المكارم بالمكاره وحظهم على استعمال الاداب والتأسي بالكبار. لكن انما يعتبر ما كان يسيرة اما ما كان فاحشا غالبا كثيرا فهذا لا يغتفر ويبطل سماع من سمع منه. وقد حضرت مجلسا من مجالس كتب فيه سماع لبعض الصغار ممن يلعب خارج القاعة التي يسمع فيها الحديث. فهذا لا يكتب سماعه وان ظن ابوه انه له او سماع تام فان الله عز وجل يخرج من يحفظ اين كان في حال سماعه في تلك المدة فانه لا يبقى الا ما اثبته الله عز وجل ثم قال والصالح في التبكير بهم اليه هو ما يخشى معه الفوت اي انهم يحضرون الى المجالس التي يخشى ان مثلها كالسماع على الشيوخ المعمرين والمسموعات العوالم دون عمارة اوقاتهم بالسماع وقطعهم عما لهم به مزيد انتفاع فلا يكون هذا الصبي مستصحبا الى سماع كتب لا ينتفع بها على شيوخ مثلهم في البلد في طبقتهم كثير وفي الارض اكثر فمثل هذا تضييع للصبي فان الصبي ينبغي ان يعمر اول وقته بما ينفعه من دين الله عز وجل وانما يترخص ان يسمع على معمر عالم اسناد اذا فات بموته فات علوه فهذا يغتفر فيه ذلك واما ما عدا ذلك فينبغي ان تعمر اوقاتهم بما يحتاجون اليه من العلوم. ثم ذكر حكاية مريحة عن ابي الوقت السجزي في مع بعض الاخذين عنه من صغار ليحفظه ما يتلقى عنه ونظيرها ان شيخنا عبد الغني بن علي الدقن رحمه الله تعالى حفظ اجازة شيخه محمد بن جعفر الكتاني المتوفى سنة خمس واربعين وثلاث مئة بعد الالف حفظها من قول ذلك الشيخ بعد انتهاء المجلس اجزتكم جميعا حتى هذا الصغير اجزته فحفظ قوله حتى هذا الصغير اجزته فمثل هذه الامور التي تنبه الصغار تبقى بها رواية بعلو يحتاج اليها الناس بعد ذلك ثم قال والحذر الحذر من النفخ فيهم ببوق العجب بنسبتهم الى المشيخة والحديد واستقبال الرواية والتحديث فانها قاسمة الظهر ومفسدة الدهر فتجد بعضهم اذا سمع بعض الصغار قال هؤلاء هم المحدثون الصغار او هؤلاء يرجى ان يكون لهم نفع مع اقرانهم فيأمرهم في المدرسة بان يسمعوا كتبا لاقرانهم ويكتبون لهم سماعا وهذا من افسادهم وتضييعهم وتعريضهم للعجب والكبر والزهو وغير ذلك من مفسدات القلوب. ثم قال وقد بدا للعارف بالله وامره ما الت اليه حال جماعة من ذوي الاسنان اي ليسوا الصغار. اغتروا بما جمعوا من السماع وخيل لهم من سحره انهم رؤوس الطبقة واعيان الجماعة اي المنظور اليهم في سماع الحديث فاذا كشفت الغطاء عرفت الحقيقة بلا امتراء ولله الامر من قبل ومن بعد ثم قال وحق على الساعي في السماع الاسماع ان ينوه بغنيمة مجالسه وهي تحمل الرواية ليس غير اي ان الذخيرة المغنومة بها من هذه المجالس هو تحمل الرواية ليس غير والجهل بهذه الرتبة جر من لا يدري حقيقتها الى الاعتقاد انها تزكية علمية تؤهل حاملها الى مقام التعليم والافتاء وليس هذا وما قبله ضرب خيال بل حكاية حال لمس اعتلال. كما قال احد الطلبة استاذ له في الجامعة يراجعه فرد عليه ذلك الاستاذ فقال له ذلك الطالب ان معي اجازة بالبخاري فانا اتكلم في العلم كما تتكلم لانه ظن ان اجازة بخاري له تجعله عالما بمجرد ان يأخذ هذه الورقة. ثم قال واني لاهتبل مناسبة الاشارة الى حقيقة غنيمة مجالس السماع وهو تحمل رواية لاشير الى المقصود من مشاركها في بعض الاوجه وهو ما يسمى بالدورات العلمية المكثفة فانها لا تستقل بتخريج طالب علم كامل الاهلية لكنها تحبب الخلق في العلم وتدل عليه وتوضح جملا منه مع ملائمتها لما الت اليه الحال من كثرة الشواغل وتنوع العوائق قواطع ثم اهتبل هذا القول لانبه الى ان المقصود بمجالس الدرس الواحد ليس تأصيل العلوم وانما الايقاف على مختلف انواعها والمرور على جملة من مسائلها المحررة في كتب مفردة وسبق ان نشر كتاب يبين المقصود من مجالس الدرس الواحد فهي ليست لاجل تأصيل العلم وانما لها مقاصد عظيمة كشحذ الهمة وتقوية العزيمة وتنويع المعارف وتقظية الوقت فيما ينفع وتعويد النفس الصبر وكلها مقاصد حسنة. نعم. فصل وينبغي ان تكون القراءة عدلا يسرع فيها السارد الى الاسراع دون هزرمة الحروف واكلها وقد تسامح الناس بعد الصدر الاول في المئة السادسة فيما بعدها في الاسراع المذهل حقيقة السماع فصار القارئ يستعجل استعجالا يمنع ادراك حروف كثيرة. بل كلمات ومثله يبعد مع صدق قول المسمع او السامع قرأه عليه يا فلان وانا اسمع او اخبرنا فلان قراءة عليه وانا اسمع ذكر معناه ابن دقيق للعيد في في الاقتراح وقال تلميذه الذهبي في الموقظ وقد تسمع الناس في هذه الاعصار بالاسراع المذموم الذي يخفى معه بعض الالفاظ والسماع وهكذا لا ميزة له على الاجازة بل الاجازة صدق وقولك سمعت قرأت هذا الجزء كله مع التمتمة ودمج البعض الكلمات كذب. وعنهما ما يبين مقصود كلامهما فان الذهبي قال عن شيخه كان شيخنا ابن ابي الفتح يعني ابن دقيق للعيد يسرع في القراءة ويعرب لكنه يدغم بعض الفاظه. وكانه قليل مغتفر او هو عند القارئ بالنسبة الى ما يقع باسماء بعض الحاضرين لا بحسب قراءته فلا تعاب القراءة السريعة المحققة. اما الهدرمة والتمتمة فلا خير فيها واقبع في الحال من المهدرجين من يتعمد ترك شعار اهل الحديث من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره اكتفاء بمرة واحدة في اوله او يهمل الترضي عن الصحابة او لا يذكر قال قبل صيغة حدثنا وما جرى مجرى ذلك ومن قتالة الاخبار من احوال اهل الاغترار من قرأ البخاري على شيخه بعض اسانيده والاكتفاء بمتونه ويزعم بعد انه قرأ عليه ويسنده عنه سماع مدعيا ان قول القارئ لشيخه وباسنادكم الى عمر رضي الله او عنه ثم يسجد ذو المتن يفي بالمراد وهكذا يفعل في المتون نسقا الى اخر الكتاب. فاين هذا الحال من حال سماع اهل الحديث اهل البر والاحسان وهو السمعاني في ادب الاملاء والاستملاء عن الحسن ابن علي الزنجاري قال قرا يحيى ابن يحيى النيسابوري كتاب الموطأ على مالك فلما فرغ منه قال لمالك ما سكن قلبي الى هذا السماع؟ قال ولم؟ قال لاني خشيت انه سقط منه بعيني فقرأ مالك فلما فرغ قال ما سكن قلبي اليه لاني اخشى انه سقط من اذني شيء. قال فما تريد؟ قال اقرأ وانا فتسمعوا فقرأوا فتم له سماع ثلاث مرات فاعتبر حال الشجي المتعلق وقايسوا بحال الخلي المتخلق ترى الامر كقول الاول اما الخيام فانها كخيامهم وارى نساء الحي غير نسائها ذكر المصنف فصلا اخر من فصول الغاية من السماع والرواية بينا فيه ما ينبغي ان تكون عليه القراءة في مجال السماع فينبغي ان تكون هنا القراءة فيها عدلا اي وسطا خيارا يسرع فيها السالج ان يحتج الى الاسراع دون هذرمة الحروف يعني دون ابانة واكلها اي الغائها ثم ذكر تسمح الناس بعد الصدر الاول في الاسراع المذهب لحقيقة السماع حتى صار مضعفا له انما يغتفر منه ما كان قليلا فلا تعاب القراءة السريعة المحققة اما الهدرمة والتمتمة فلا خير فيها. فالاشراع او مهما بلغ اذا كان بينا فهذا لا مشاحة فيه عند المحدثين ولو كان يقرأ الورقة في نصف دقيقة لكن شرطها ان تكون القراءة بينة فاذا كانت هذرمة تطوى فيها الكلمات وتتمتم فهذه لا خير فيها واقبح في الحال من المهجرم من يتعمد من ترك شعار اهل الحديث من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عن ذكره اكتفاء بمرة واحدة في اوله او يهمل الترضي عن الصحابة او لا قال قبل الصيغة حدثنا وما جرى مجرى ذلك من اداب الرواية فتجد ان هناك من يسمع على هذا النحو فتجد انهم يسمعون في المجلس ثم يتفقون على اسقاط الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الاحاديث اكتفاء بالمرة الاولى. فاذا قال الصحابي عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرة كفى ثم ما بعدها تكون الاسانيد عن انس عن النبي عن ابي هريرة عن النبي عن علي عن النبي الى اخر السماع الذي لن يجدوا بركته ثم قال ومن غثاثة الاخبار من احوال اهل الاغترار من قرأ البخاري على شيخه باسقاط اسى نيده فتجده يسقط سند الحديث يكتفي بقوله وبه يعني باسنادكم الى فلان ويذكر الصحابي ثم يذكر بعد ذلك الحديث الذي يزعم انه قرأه من صحيح البخاري فمثل هذا لا يكون قرأ صحيح البخاري ثم ذكر ان هذه الحال مباينة لحال سماع اهل الحديث كهذه القصة العجيبة في تكرار قراءة يحيى ابن يحيى ان اسعابولي الموطأ على مالك لاجل ما رآه من عوارض وهي في الحقيقة لا تؤثر ولكنها حال اهل الحال الكاملة. نعم. فصل وقد غدا سماع الحديث وغيره اليوم من ملح العلم الى متينه فالمراد منه ابقاء شرف السماع والاعتماد عليه في ضبط المروي سوى ما قرب عهده من من التأليف واخذ عن مصنفه او اصحابه الضابطين وهو نزر يسير والناس فيهم بين من هموه تلك الفضيلة وهذا مقصد حسن لا بأس به. ومن همه استخراج فوائده وهذا مقصد اجل وارفع. ولا يتهيأ له الا من حصل قدرا حسنا من علمي ولهؤلاء تكون قراءة السرد انفع اما من لم يصب حظا حسنا من الدراية والفهم فهو للقراءة المقرونة بايراح مهمات المعاني احوج وان حضر مع الاولين ارجوا له خيرا ما لم يعول في الفهم والاستنباط على عقله مع ضعف الته او يحمل ما فاز به السماع على الاغترار مناطحة الكبار ومن المسارعة الى الغلط الجهر بعيب سماع كتب الحديث سردا مطلقا. فانه متى صحت القراءة باداء محقق انتظمت في عقدها فوائد عظيمة ولو لم تقصد الرواية اصلا وفي روضة شعري قولي مريدا اياها وكم تهدي الي الافكار معنى الذه من كم تهدي وكم تهدي الي الافكار الى الافكار كم؟ وكم تهدي الى الافكار؟ وكم تهدي الى الافكار معنى الذه هديت من شرب القراح فليت الخلق تنشروها وتسري دوكها حتى الصباح لاضحى الناس في علم غزير ومات الجهل من نور الصحابة من نور الصحاحي ولن عدم من قراءة الحديث خيرا ففيها فوائد جمة. كمعرفة الاحوال النبوية وتكرار الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم اطلاع ببصيرة على تصانيف المحدثين الاعلام التي عزت قراءتها بين الخاص والعام والاستفادة من علومها ورفع لواء السنة واغاظتها اهل البدع والاهواء ذكر ابن كثير في ترجمة ابي علي ابن شادان ان شابا قريبا جاء اليه يوما فقال اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام قال لي اذهب الى ابي علي ابن فسلم عليه واقرئه مني السلام. ثم انصرف الشاب فبكى الشيخ وقال ما اعلم لعمل يستحق به هذا صبري على سماع الحديث وصلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما ذكر. وذكر ايضا ان ابا القاسم اللالكائي روي بعد موته فقال له رأي في المنام ما فعل الله بك قال غفر لي فقال الرائي بما قال بشيء قليل من السنة احييته. قال عبد العزيز ابن ابي القاسم الحنبلي سماع الحديث عن المصطفى به قد رجبت حصول الشفاء. فعنه اخذت الهدى والتقى ومنه عرفت الرضا والوفاء ونقل بلفظ الرواة كؤوس تدار لشرب الصفا. وقارئنا قارئ مطرب. وبالدار اسمى عنا شنفا. واهل الحديث هم وهم شهد الله اهل الوفاء فلا ترغبن الى غيرهم. وان موه القول او زخرفا وابلاغا في النصيحة حسن الانباه الى الحرص على اقتناص جواهر العلم التي تعرض اثناء القراءة السردية مبثوثة في اثناء الكتاب وهي نوعان فوائد واضحة واستنباطات لائحة. فالفوائد الواضحة ما يلتقط من ازهار رياض مصنفات والاستنباطات اللائحة ثم يستخرج بالفكر من در بحر المرويات فاذا وقفت على فائدة في اثناء القراءة فقيدها. واذا فهمت من المنقول عائدة فاثبتها وضم النظير الى النظير تصيب الخير الكثير. واعون شيء للعبد عليها جمع قلبه اثناء السماع. والفرار من حبائل الاقتطاع اتصال الفكر بالكتاب المسموع. وكمال الاقبال عليه ورد بعضه على بعض اتصالا ومن مثله المقربة ونماذجه المدربة ما ختم به ابن ماجة سننه فقال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة واحمد بن سنان قال حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا له منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فاذا مات فدخل النار ورث اهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى اولئك هم الوارثون. ففيه من الفوائد الواضحة ختمه ابن ماجة كتابه بحديث من رواية ابي هريرة رضي الله عنه وكان به ابتدى. وكذلك رواه عن شيخ ابي بكر بن ابي شيبة. وكان ايضا به ابتدى واسنده من نسخة الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه وهي النسخة التي اسند منها اول حديث في كتابه وفيه من الاستنباطات لائحة ان العبد له في الدنيا منزل او اثنان او اكثر وليس له في الاخرة الا منزلان. وانه يعد منازل الدنيا واعد الله له منازل الاخرة وكثرة منازل الاخرة ووقوع الارث فيها وهي مما لم يذكره المصنفون في المواريث وتفسير قوله تعالى اولئك هم الوارثون وحسن الاختتام في انهاء الكلام. ومن رزق سلوك السبيل المذكورة اصاب حظا وافرا من العلم. وجمع من ما لا يوجد مجموعا في ديوان فطوبى للفائزين بها. وان خلت قراءة كتب الحديث من مقامنا المقاصد المذكورة. فصارت سردا مجردا قلت منفعته ولم يتخوف على روادها لحوق الضرر بها لمجرد قراءتها اسوة بقراءة القرآن فكلاهما وحي صادق وانما يقام على قارئهما اذا اعمل عقله في فهمهما مع خلوه من الة الاستنباط واستقل بنفسه عن التلقي عن علماء زمانه نزلها عنهم ومتى قارن ذلك الازراء عليهم والاستخفاف بهم فهذه داهية الدواهي وهي بلية لم تنتج من مجرد قراءة القرآن والحديث بل بمما احتف بالقراءة من حال ذكر المصنف وفقه الله فصلا اخر من فصول الغاية للسماع والرواية يبين فيه ان سماع الحديث وغيره اليوم من ملح العلم لا متينه فالمراد منه ابقاء شرف السماع والاعتماد عليه في ضبط المروي سوى ما قرب عهده من التأليف واخذ مصنفي او اصحابه الضابطين وهو نزر يسير فمثل هذا يكون السماع نافعا في ضبطه. ثم ذكر ان الناس بين من همه حفظ تلك الفضيلة وهذا مقصد حسن. ومن همه استخراج فوائده وهذا مقصد اجل وارفع ولا يتهيأ له الا من حصل قدرا حسنا من العلم. ولهؤلاء تكون قراءة السرد انفع. اما من لم يصب حظا حسنا من الدراية والفهم فهو وللقراءة المقرونة بايضاح مهمات المعاني احوج ولذلك جعل العلماء طريق السرد بلا ايضاح للمتبحرين تهين وطريق قرنها بما يوضحها على وجه مختصر طريق المتوسطين والمبتدئين كما مر في اول الكتاب. ثم قال وان حضر مع الاولين فارجو له خيرا اي حظر من لا قدرة له على الاستنباط وانما يحصل له سرد الكتاب وبقاء فضيلة السماع والاتصال فيرجى له خير ما لم يعول في الفهم والاستنباط على عقله مع ضعف الته او يحمله ما فاز به السماع على ومناطحة الكبار ثم قال ومن المسارعة الى الغلط الجهر بعيب سماع كتب الحديث سردا مطلقا ممن يعيب هذه فانه متى صحت القراءة باداء محقق انتظمت في عقدها فوائد عظيمة ولو لم تقصد الرواية اصلا اي لو انهم اجتمعوا على ان يقرأوا او صحيح البخاري في مدة يسيرة ولو لم تكن تم اجازة ولا سماع فان ذلك مما ينتفع به وفي روضة من انشاء قولي وكم تهدي الى الافكار معنى الذ هديت من شرب القراح فليت العلم تنشرها مساء يعني كتب وتسفي دوكها حتى الصباح لاضحى الناس في علم غزير ومات الجهل من نور الصحاح ثم قال ولن نعدم من في الحديث خيرا ففيها فوائد جمة كمعرفة الاحوال النبوية وتكرار الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم الى اخر ذلك ثم ذكر حكايات في منفعة السماع وما يكتب من الاجر لصاحبه ثم قال وابلاغا في النصيحة حسن الانباه الى الحرص على اقتناص جواهر العلم التي تعرض اثناء القراءة السردية مبثوثة في اثناء الكتاب وهي نوعان فوائد واظحة واستنباطات لائحة يعني ان الانسان اذا حضر مجلسا للسماع فلعله لا يقدر له الا ان يقرأ هذا الكتاب في هذا المجلس فليحرص على الفوائد الواضحة والاستنباطات اللائحة. فنعني بالفوائد الواضحة ما يلتقطه من رياض تلك المصنفات من الفوائد ونعني باستنباطات اللائحة ما يمكن ان يستخرجه استنباطا مما يقرأه ويسمعه من الاحاديث ومثل له المصنف مثالين في الفوائد الواضحة واستنباطات اللائحة وان قعد الانسان عن استنباطات اللائحة لقلة التي وضعفها فلا ينبغي له ان يقعد نفسه عن الفوائد الواضحة. فاذا وجد فائدة فانه اما ان يظع قلما مبينا عليها الا تفوت وان امكنه الاشارة اليها في اول كتابه فذلك انفع. فمثلا من قرأ سنن ابن ماجة سيقف على عدة احاديث تكلم فيها ابن ماجة بالاعلان تنبئ عن درجته في علم العلل ردا على من يقول ان ابن ماجة لم تكن له معرفة ولا حفظ. ثم يعرف بعد هذه الاحاديث التي اعلها جمهورها ما حكم عليه في الغرابة فتجده يقول حديث غريب وذلك في مواضع يسيرة كما ان له كلاما في الرجال في مواضع خمسة او ستة في كتابه وكتب الجرح والتعديل خالية من نقل الجرح والتعديل عن ابن ماجة فمثل هذه الفوائد الواضحة اذا مرت بطالب العلم اما ان يضع قلما مبينا عليها بلون فسفوري او اصفر او احمر او ان يكتب ذلك على طرة كتابه فيثبتها ثم قال وان خلت قراءة كتب الحديث من المقاصد المذكورة فصارت سردا مجردا قلت منفعتها ولم على روادها لحوق الضرر بها لمجرد قراءتها اي انه لا يخاف ان يتولد من هذه القراءة افكار فاسدة و طعن في الدين بمجرد السماع فان القرآن يسمع فكلاهما وحي صادق فلا يخاف هذا الامر الذي تخوفه بعض اهل العلم الا اذا كان السامع عار من الة الاستنباط ثم استقل بنفسه عن التلقي عن العلماء واغتر انه بمجرد سماعه الكتب صار محدثا فقيها يمكنه ان يستنبط من الاحاديث ما لم يستنبطه غيره. وهذا من الجهل البالغ ومثله في حالنا كثيرة يظن احدهم انه اذا سمع الكتب الستة صارت له معرفة بالحديث وان له قدرة على الافتاء في المسائل فتجد مثل هذا الضرب لم يؤتوا من سماع الحديث. وانما اتوا من فقد الة الاستنباط واغترارهم بانفسهم. فمثل هذا الوالد يقع في سماع القرآن ايضا ولا يختص بالحديث. نعم. فصل والجامع الى النبل في الدراية والتقدم في علوم الشريعة والرواية له حظ ممن وصف ان ما وصف ابنه سعد الحنبلي شيخه السبكي والاب في معجم شيوخه الذي خرجه له اذ قال في وصفه ممن اجتهد في سماع الحديث ودأب ونزل الى اخذه من كل حدب وقرأ على الاشياخ بنفسه وطرز ملاءة اماليه بعلو سنده في بحثه ودرسه وملأ لك ثغر الفوائد وحصنه بالعوالي وحاط بما يروق من من محاسن الآمال ثم انشد فيه جمع الفقه والاصول وقوى بالحديث الشريف تلك الدلائل قل لمن قد غدا يسامي علاه هكذا هكذا تكون الفضائل. ومن تأخر اشتغاله بالسمع فلا يجعل تأخره موجب الانقطاع. ومن محاسن الانشاء في نصحه انشاد ابن مكتوم القيسي. وكان تبرع في العلم ثم اقبل على سماع الحديث ونسخ الاجزاء والتحصيل فاكثر فعيب فقال في ذلك وعاب سماعي للاحاديث بعدما كبرت اناس هم الى العيب اقرب وقالوا امام في علوم كثيرة يروح ويغدو سامعا يتطلب فقلت مجيبا عن قالتهم وقد قضوت لجهل منهم وتعجبوا. اذا استدرك الانسان ما فات من علا فللعزم يعزى لا الى الجهل ينشب ويا مفوت السماع وانصرف عنه لم يلحق عيب ينقص به وانما تراك ان كان اخذا بالذراية كما لم يجمله فلا يعد السماع مفلوما ولا لتضييع الرواية مكلوما. وان بادر بالحق من قدرهما لجريان قلم القدر عليه بتفويتهما فقد اقحم نفسه التهمة وخرقت التهمة وخرق سيادته دائرة التهمة وخرق سياج شكلك ما قيلت اليوم فقد اقحم نفسه دائرة التهم. كان عنده اليوم ضيوف الغدق لذلك سهرناه الليلة. نعم فقد اقحم نفسه دائرة التهمة وخرق سياج الحرمة ولم يجد له في طبقات الاعلام من الامة نصيرا وابان عن اظراره اهمالا وتقصيرا ولابي داوود السجستاني كلمة نيرة سيارة جرى بها لسان غيره بعده ولم ارها لاحد قبله وهي قول السماع رزق فهو مقسوم بالحكمة الالهية لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره. والانسان حارث وعلى قدر العزائم مع توفيق الله تكون المكاسب والغنائم من ادرك هذا عرف منزلة ذلك من الايمان بالله وقدره ذكر المصنف وفقه الله فصلا اخر من فصول الغاية من السماع والرواية بين فيه ان الجامع الى النبل في الدراية والتقدم في علوم الشريعة السماع والرواية فهذا فضل الله الذي اتاه الله اياه وله حظ مما ذكر في وصف ابن سعد شيخه الاب الكبير ثم ذكر بعد ان من تأخر اشتغاله بالسماع فلا يجعل تأخره موجب الانقطاع كأن يكون قد بلغ الاربعين او الخمسين او الستين وله في الدراية والفقه مقام عظيم لكن لا سماع له فانه ينبغي ان يجعل تأخره عن السماع مانعا له من الاقبال عليه. بل يسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويسنده تعظيما واجلالا اللهو فربما وهبه الله عز وجل من طول العمر ما يسمع بعده او كان اسماعه مع ما له من الدراية مما يسرع الناس اليه فان من شرف في الدراية احتاج الناس اليه ولا يلزم ان يكون كذلك في الرواية. ثم قال ومن فوت السماع وانصرف عنه لم يلحقه عيب ينقص به. فمن لم يكن له سماع ولا رواية فان ذلك الفوت الذي الذي لحقه لا يكون عيبا يطعن به فيه ولا ينقصه وانما ترك ان كان اخذا بالرواية كمالا يجمده فلا يعد لفقد السماع مثلومة ولا بتضييع الرواية مكلوما. وكم من رجل كان اماما في العلم لا رواية له. وهذا فقه القصيم في وقته العلامة ابن عثيمين لم تكن له رحمه الله تعالى رواية لا اجازة ولا سماعا مقرونا اجازة ومع ذلك له مقام في العلم معروف لا يجحد. ثم قال وان بادر اي فاقد السماع والرواية بالحق على قدرهما لجريان قلم القدر عليه بتفويت اي انه لم يصب حظا منهما فعابهما فعند ذلك يكون قد اقحم نفسه دائرة التهمة وخرق سياج الحرمة ولم يجد له في طبقات الاعلام من الامة نصيرا وابان عن اضراره بنفسه اهمالا وتقصيرا لان فوت ما فاته اهمال وتقصير منه ثم ذكر وكلمة لابي داوود السجستاني وهي قوله السماع رزق تعرب عن ان السماع والرواية كالفهم والدراية مقسومة بالحكمة الالهية لا يسوقها حرص حريص ولا يردها كراهية كاره ولكن على قدر عزم الانسان وصدقه مع ربه سبحانه تعالى واقباله عليه يفتح الله عز وجل له مغلقات العلوم. فكما ان العاقل العارف بالله عز وجل يطلب الفتح في معرفة احكام الشريعة حفظا وفهما فانه قمين به ان يدعو الله سبحانه وتعالى ان يرزقه السماع وكم من امرئ يحضر مجالس السماع ولم يلبس قط ببنت شفه داعيا الله سبحانه وتعالى ان يرزقه سماعا عاليا. وهذه غفلة عظيمة لانه وكل نفسه الى قوته او الى معرفته او الى معرفة غيره وظن انه يحصل سماعا يشرف به وربما خرج بعده من يسمع على شيخ العالم فيكون سماعه اعلى من سماعه فربما حمله الحسد على الطعن في سماعه كما طعن جماعة في سماع لانه اذا ثبت سماع الحجار سقط ما كان لهم من مقام في علو السند. فطعنوا فيه وزعموا ان السماع ليس له وان لاخ كان له قبله مات فالف ابن ناصر الدين رسالة اسمها الانتصار لسماع الحجار في اثباته فمثل ما كان هذا قديما يوجد في كل عصر مآن لكن الصادق مع الله عز وجل المقبل عليه المتعلق بالاستغناء به وحده يغنيه الله سبحانه وتعالى ويخرج له من الذخائر ما لا يدركه الناس بابصارهم. نعم. فاصموا الاشتغال بالملح يستحسن ممنوع صلب العلم مهماته واما الفارغ منهما مع اكتساب المولهك فكشيرة بلا ثمن نفعها قليل وهذا وجه من وجوه تجاه الرواية عند جماعة من محققي المتأخرين كما حدثني شيخنا ابن عقيل ان شيخه ابن السعدي لما ذكر الاجازة ومن جمع كفيه ونفخ فيهما يعني انها لا تساوي شيئا. مع كونه قرأ الكتب الستة على شيخه صالح القاضي. وعلي ابي وادي رحمهما الله وله اجازة منهما ومن اتعب من الاخرين نفسه في السماء وجمع الاجازات ولا حظ له من الدراية. فهو عامي في صورة صاحب ومثله كمثل مسافر يجعل زاده الحلوى ويترك ما به قوته من الطعام والشراب. نعم من حاول الدراية والتمس طريقها ولم يكتب له الفتح فيها واقتصر على ما وصله من الرواية عارفا قدره لم اره ملوما معنفا فقد احسن من انتهى الى ما وصل اليه. والحقيق عليه من لم يرفع الى الدراية رأسا ولا شغل قلبه بها اساسا. وراح يجول مستجيزا ويصول مجيزا فهذا مغتر معدود في الذين يقطعون طريق الطالبين فليلزموا الناصح نفسه جادة المحققين ولا يغتر بفعلات المتسمعين مبادرا الى تعلم بما يلزمه من دين الله وما يحتاج اليه لادراك الفوز والنجاة وليأطر نفسه على جادة التعلم اقتناء بعلوم الدين الظاهرة بالمسلمين. من الاعتقاد والتفسير واحكام الحلال والحرام مقتنسا الفائدة من اصولها الجليلة ومتونها المعتمدة حفظا وفهما وتعليما وتعلما ثم ارتقى الطالب الى رتبة المنتهين اتسع له بساط الملح وصلح له في الانتهاء ما لم يكن يصلح له في الابتداء ووسعه ما يرى ان فيه لنفعا مع التنبيه الى طلب الاهتداء بلزوم الاقتداء. والحذر من غارات الدسائس بسماع كتب البدع فلم تجري عادة اهل السنة والحديث بقراءة كتب المبتدعة واسماعها كتب الزيدية والشيعة والخوارج واهل الحلول والاتحاد وجدير بمن بسط الله ويده في ولاية ان يجعل سعيه في نفع الخلق في الدراية اعظم من سعيه في نفعه في الرواية فتعليمهم الدين واظهار علومه ونشر اعلامه هم اليها احوج من سماع شرفي فرواج السماع الحديثي وقيام سوقه امر حسن بثن لكن احسن منه خبرا واجل قدرا واعظم نفعا العلم الاصيل فهما وحفظا ولن يكون بلد عند العقلاء قبلة للظالمين الا بلد فيه البيان والتعليم والافهام والتفهيم واذا جمع اهله مع بالدراية شرف السماع والرواية فهي غاية الغاية ذكر المصنف وفقه الله فصلا اخر من فصول الغاية من السماع والرواية. بين فيه ان الاشتغال بالملح ومن جملتها سماع الحديث بهذه الاعصار يستحسن ممن وعى صلب العلم ومهماته. اما الفارغ منها مع اكتساب الملح فكشجرة بلا تمر نفع وقليل ثم ذكر ان هذا من اسباب تجافي الرواية عند جماعة من المحققين منهم ابن سعدي رحمه الله تعالى في هذه القصة لما ذكر الاجازة يوما جمع كفيه ونفخ فيهما اشارة الى انها لا تساوي شيئا مع كونه قرأ الكتب الستة على شيخيه صالح القاضي وعلي ابو وادي رحمهما الله تعالى وله اجازة منهما. ثم ذكر ان من اتعب من الاخرين نفسه السماع وجمع الاجازات ولا حظ له من الدراية فهو عامي في صورة صاحب علم ثم قال نعم من حاول الدراية والتمس طريقها ولم يكتب له الفتح فيها واقتصر على ما وصله من الرواية عارفا قدره لم اره ملوما معنفا. فقد احسن من انتهى الى ما وصل اليه. فمن طلب العلم علم بالدراية وحضر مجالس الرواية ثم تناهى به عمره الى الفراغ من الدراية فان هذا اذا احتفل بما عنده من الرواية وصرفها في مصرفها وعرف قدره لم يكن ملوما في ذلك فهذا الذي قسم الله عز وجل له وانما الحقيق بالتغليظ عليه من لم يرفع الى الدراية في رأسه ولا شغل قلبه بها اساسا وراح يجول مستجيزا ويصول مجيزا فهذا مغتر معدود في البطالين الذين يقطعون طريق الطالبين فليلزم الناصح نفسه جادة المحققين ولا يغتر بفعلات المتسرعين مبادرا الى تعلم ما يلزمه من دين الله ثم ذكر ان مما ينبغي ان يرعاه الانسان اذا ارتقى الى رتبة المنتهين ان بساط الملح اتسع له وصلح له في الانتهاء ما لم يكن يصلح له في الابتداء ووسعه ما يرى ان فيه نفعا فيسمع ما يشاء من المسموعات مع التنبيه الى طلب الاهتداء بلزوم فيما يسمع على ما كان عليه الاوائل والحذر من غارات الدسائس لسماع كتب البدع فلم تجري عادة اهل السنة والحديث بقراءة الكتب المبتدعة واسماعها ككتب الزيدية والشيعة والخوارج واهل الحلول والاتحاد. فلو وجدت ان مجموع زيد علي رحمه الله تعالى او ان كافي الكليني متصل بالسماع التب طبقة عن طبقة وليس كذلك فانه لا ينبغي لك ان تحتفي بسماعه فان هذه من دواوين اهل البدع ثم قال وجدير بمن بسط الله يده في ولاية ان يجعل سعيه في نفع الخلق في الدراية اعظم من سمعه في نفعهم في الرواية وتعليمهم الدين واظهار علومه ونشر اعلامه هم اليه احوج من سماع شرفي فانفاق الاموال وتقطيع الاعمال والاشغال في جمع الناس على سماع شرفي مع اهمال صنع نظيره فيما يحتاجون اليه من الدراية لا شك انه غبن عظيم لهم ثم قال فرواج سماع الحديثي وقيام سوقه امر حسن بسل يعني امر جيد وهذا من باب الاتباع الذي صنف فيه ابن فارس كتابا قال لكن احسن منه خبرا واجل قدرا واعظم نفعا العلم الاصيل فهما وحفظا. ولن يكون بلد عند العقلاء قبلة الطالب يعني مقصودا اليه الا بلد فيه البيان والتعليم والافهام والتفهيم. واذا جمع اهله مع فظل الدراية شرب السماع والرواية فهي غاية الغاية اما بلد لا يعرف اهله الا بالرواية فان هذا ربما رحل اليه اناس قليل يسمع منه اما ان يرحل اليه الخلق قاطبة ليأخذوا العلم فان الناس في الازمنة الماضية التي كان العلم فيها اظهر والاقبال عليه اشهر ما كان يحرص على هذا ويجمعه الا نفر قليل ولكن هذه احوال من تقلبات الدهر تروج مدة ثم يذهب بريقها. نعم. فصل من محاذاة اهل الحديث السابقين في اثبات السماعات وكتابة الطباق وتخريج المرويات وصناعة الاثبات فليعلم انه مسلك وعر انعدام الضغط عند جمهور الشيوخ وطول الاسانيد وقلة المعرفة بالتاريخ وطبقات النقلة. وذهاب اكثر رسوم التحديث فتجدد بهذه الاحوال وجوه من علل الرواية كمن يسند رواية الكتب الفقهية اعتمادا على مجرد الاخذ الفقهي. فيروي عن شيخه فمن فوقه كتابا فوقيا لانه بشيخه وشيخه تفقه بشيخه مع فقدان الاجازة بينهم ويرتل بعد ما شاء من اسناد ومما ينبه اليه ان الاخذ الذي يصح به قولهم تفقه بفلان لا يتحقق بسماع كتب الفقه على الشيخ بل لابد من اخذ درسا بالشرح والايضاح والتفهم والاصلاح ينتفع بسماعنا سردا في اسنادها عنه. اما ان يقال تفقه بشيخه المسمع فلا. حتى يأخذ عنه الفقه على الوجه المتقدم. ومثل الاولين في علة الرواية من يشهد كتب القراءات باسانيد القراءة فيقرأ كتابا منها على شيخ او يرويه عنه اجازة ويسلسل اسناد الكتاب بسند القراءة القرآنية غير مفرق بين قراءة الكتاب والقراءة من مظمنه. اي من طوى عليه من المعاني زد على هذا انه جد في من قوانين الرواية ما لم يكن قبل. فانهم ربما اطلقوا السماع لكتاب على ارادة ثبوت قدر منه في المسموع. فكانهم ارادوا السماع لا كماله ومنهم من يجعل الفاظ التحديث والاخبار موضع الاجازة لان عمدة الرواية الرواية عند المتأخرين بعد الالف هي الاجابة هزا فيجعلون اخبارنا موظعا فتقع في الاسناد ويظنها من لا معرفة له بطريق القوم انه سماع كحال الاوائل فلا يرتفع الى مقام تخريج واسناد المرويات الا الواحد بعد الواحد في كلفة وعناء فحنانينكم رواد الحديث. والا كذبتم في التحديد ومن فتش ونادى وطالع المقيدات رأى عجبا واستطاب هربا وجرى لسانه بقول الذهبي متوجعا فاين علم الحديث واين اهله كدت الا ارى لهم الا في كتاب او تحت تراب. وما امر به مريد المحاذاة يؤمر بمثله على وجه ابلغ من يريد فصل المقال في نوازل الرواية المستجدة كالوجادة الصوتية والقراءة السمعية فانها تحتاج الى الة جليلة من الفقه واصول وقواعده ومقاصده وجمهور الرواة اليوم عناء بمعزل وفي امساكهم تقليل الخلاف. وتمكين من الائتلاف ولا اجد ما اختم به مما يلاقي حسن الاختتام في عرف البلغاء او من المقولة الذهبية في سير اعلام النبلاء. وانما شأن المحدث اليوم الاعتناء بالدواوين الستة ومسند احمد بن حنبل وفي سنن البيهقي ضبط متونها واسانيدها اليوم في القرن اي القرن هذا السابع والثامن هذا هذا الذي ينبغي ان يعتني به. نعم. وضبط متونها واسانيدها ثم لا ينتفع بذلك حتى يتقي ربه ويدين بالحديث على علم الحديث وعلمائه ليبكي من كان باكيا فقد عاد الاسلام المحض غريبا كما بدأ. فليسعى امرء في فكاك رقبته من النار. فلا حول ولا قوة الا بالله ثم العلم ليس هو بكثرة الرواية ولكنه نور يقذفه الله في القلب. وشرطه الاتباع والفرار من الهوى والابتداع والى هنا انقضى ما قمت بيانه للبرية مؤمنا العدل في القضية غير مدفوع بالسبق فيه ولا مغموز بالخلو عنه والمشاركة البركة في ديوان المعرفة والدراية مغنية عن التماس التقدم في الرواية. واحفظ عني صولة حر القول شعرا متجردا من لومة حر الغول شرا وما الاسماع البسني فخارا ولا الاسناد اكسبني العزازة اسير بسيرة الماضيين قبلي وارحم من بضاعته الحزازة لولا النصح اقلقني اقتراح اما سقت المطية الى اللذاذة يروغ المرء من حق علاه وآفته الجهالة والشذاذة والداعي الى بذل المساعي الاشفاق الى المختلفين على المختلفين في امر يتصل بالعلم والدين محفوفا باللطف في منزوع الشناعة والتشهير. واني لارجو ان تكون هذه المدونة اسهاما في صيانة السنة. واحياء لرسوم الرواية غدا في السير بين معسكرين قوم فاتهم السماع ففوقوا اليه سهامهم وقوم نالوه فصيروه امامهم وفيها من ثقل بالحق ما سيكره فئام وعسى ان تكون ككراهة المريض دواء مع انتفاعه به وعمدته من حكمة ديوان العرب قول ابن حزم وجه قول الحق في نفس سامع ودعه فنور الحق يسري ويشرق سيؤنس رفقا فينسى نفاره كما نسي القيد الموثق قاموا طلقوا اقامني الله واياكم على منهج الصواب وجنبنا الحيرة والاضطراب ورزقنا متين العلم واذاقنا حلاوته ادين مهديين غير ظالين ولا مضلين. وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. يوم السبت الخامس والعشرين من جمادى الاخرة وتساند اثنتين وثلاثين بعد الاربعمائة والالف بمدينة الرياض حفظها الله دارا للاسلام والسنة. امين ختم المصنف كتابه هذا بفصل نوه فيه بجملة من الجمل التي محض فيها النصح فمنها ان من رام محاذاة اهل الحديث السابقين اي الاقتداء بهم في اثبات السماعات وكتابة الطباق وتخريج المرويات صناعة الاثبات فليعلم انه مسلك وعر اي شاق لانعدام الضبط عند جمهور الشيوخ وطول الاسانيد وقلة المعرفة بالتاريخ وطبقات النقلة وذهاب اكثر رسوم التحديد. فمن رام ان يثبت سماعا او ان يكتب طبقة او ان يخرج مرويا او ان يصنع ثبتا فانه يحتاج الى تعب كثير وعلم وفير والا وقع في بلايا ورزايا منها ما ذكره بقوله فتجدد بهذه الاحوال وجوه من علل الرواية كمن يسند رواية الكتب الفقهية اعتمادا على مجرد الاخذ فقهي فيكون راويا كتابا فقهيا عن شيخه لانه تفقه به وشيخه تفقه به مع فقدان الاجازة بينهما فيكتفي بمجرد انه درس الفقه عليه بان هذا الكتاب يسند عنه وبان كل كتاب فقهي في ذلك المذهب له ان يرويه بهذا الاسناد لان هذا الشيخ اخذ الفقه عن هذا وذاك اخذ عن هذا وكل ذلك صحيح. لكن الاخذ الاجمالي غير الاخذ التفصيلي. فالاخذ الاجمالي هو اخذ العلم بلا رواية اي بلا اجازة واما الاخذ التفصيلي في رواية الكتب واسنادها فلابد من اخذ تفصيلي التلقي بسماع او اجازة ثم نبه الى ان الاخذ الفقهي الذي يصح به قولهم تفقه بفلان لا يتحقق بسماع كتب الفقه على الشيخ بل لا بد ان يأخذها درسا بالشرح والايضاح والتفهم والاصلاح. فاذا كان ممن اخذها بالدرس والبحث وسمع عشيئا منها بالسرد صح له ان يقال تفقه بالشيخ. اما من لا يأخذ على الشيخ الا سردا في ايام معدودات فيصح له وان يسنده عنه اما ان يقال تفقه به او تخرج به في الفقه او هو من طلابه الاخذين عنه الفقه فهذا جهل بحقيقة الفعل ثم قال وما مثل الاولين في علة الرواية من يسند كتب القراءات باسانيد القراءة. فيعمد الى القراءة على شيخ من مشايخ القراء كتبا من كتب القراءات كالجزرية او الشاطبية او الدرة او الطيبة او غيرها ثم يسند هذا الكتابة سماعا عن شيخه باجازته من شيخه باجازته من شيخه الى ان يصل الى ما يريد. ولا يكون بين هذه هؤلاء ثابتا الا القراءات اي رواية القراءات. وفرق بين رواية كتاب منها والقراءة بمظمنه. فالقراءة بمظمنه ان اقرأ باحكامه التي دل عليه. اما قراءة الكتاب نفسه فلابد ان يكون هذا الشيخ قد قرأها على من فوقه وهو قرأها على من فوقه وهو قرأ على فوقه اما اسنادها باجازة القراءة فهذا غلط. وقد فشى هذا باخرة حتى صنف احدهم كتابا في اسانيد الجزرية اسنده باسانيد القراءات. وهذا غلط عظيم لانه لا يلزم ان يكون كل من قرأ على شيخ بقراءته ان يقرأ عليه متونها. ربما ما لا يكون قد قرأ متنها عليه فيكون قد قرأ على شيخ من قبل وحصل ذلك ثم عرض عليه قراءات فقط وهذا معروف في احوال القراء ففرق بين الرواية متن ما يموتون قراءات وبين رواية القراءات. واما ما وقع اليوم من اسناد كتب القراءات بمجرد اسناد القراءات فهذا ثم قال زد على هذا انه جد في المتأخرين من قوانين الرواية ما لم يكن قبل فانهم ربما اطلقوا السماع لكتاب على ارادة ثبوت قدر منهم في المسموع فهو يقول سمعت البخاري او سمعت مسلم او يذكر في رواية البخاري حدثنا فلان قال حدثنا فلان وهو يريد انه سمع اصله كان يكون سمع طرفه الاول او كثيرا منه وهذا واقع في رواة القرن الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر فظلا عن الرابع عشر والخامس عشر فلا بد من معرفة من يتصدق هذا التصرف ويميز ذلك ما يوجد من مبين يبين الاجمال الذي وقع في بعض الاجازات. فمثلا ادريس العراقي في اجازة له لابن عبد السلام الناصري ذكر من مسموعاته على شيخه علي الحريشي ويقال علي الحريشي على اختلاف في ضبطه انه سمع عليه الصحيحين فالذي يأتي ويغتر بهذا النص يقول هذا سمع لي الصحيحين. فاذا جئت للاجازة المفصلة التي من الشيخ علي الشيخ ادريس العراقي وكان من الحفاظ في المغرب تجده انه قد نص فيها على سماع البخاري كاملا وانه سمع من صحيح مسلم الى كتاب الصلاة. فمثل هذا يعلم انه ربما ما اقرب السماع يريدون اصلا لا يريدون تماما فلا بد من التوقي في ذلك. ومنهم من يجعل الفاظ التحديث والاخبار موضع الاجازة لان عمدة المتأخرة قنينة بعد الالف هي الاجازة فتجد الاسناد اخبرنا فلان قال اخبرنا فلان قال اخبرهم فلان وكلها اجازات كرجل توفي في اول القرن الف الاربعين البلدانية كل كتابه اخبرنا وهي محض اجازات الا في طبقات يسيرة. ثم قال بعد فلا يرتفع الى مقام التخريج واسناد المرويات الا الواحد بعد الواحد في كلفة وعناء فحنانيكم رواد الحديث يعني مهلا رواد الحديث والا كذبتم في التحديث ثم قال ومن فتشنا وطالع المقيدات رأى عجبا واستطاب هربا وجرى لسانه بقول الذهبي متوجعا فاين علم الحديث واين اهله؟ كدت الا الا في كتاب او تحت تراب. ثم قال وما امر به مريد المحاذاة يؤمر بمثله على وجه ابلغ من يريد فصل المقال في نوازل الرواية المستجدة اي الاحكام التي استجدت مما يتعلق بالرواية كالوجادة الصوتية اي من يجد بصوت شيخ هل يسمعه ويقول حدثنا فلان لانه سمعه بصوته ام لا؟ وهل ثم فرق بين من كان ميتا وبين من كان حيا وبين من ادركه في حياته وحضر عنده بعض مجالسه وبين من لم يحضر عنده بالكلية والقراءة السمعية. كالذي مثلا الى مسجل سجل عليه البخاري كاملا فيأخذه الى شيخ فيشغله فيسمع البخاري عليه بقراءة هذه الالة فهذه قراءة سمعية فمثل هذه النوازل تحتاج الى الة جليلة من الفقه واصوله وقواعده ومقاصده وجمهور الرواة اليوم عنها بمعزل وفي امساكهم تقليل الخلاف وتمكين من الائتلاف. اي انه اذا سكت الجاهل قل الخلاف. واما ان تطرح مثل هذه المسائل في الانترنتية في بعض المواقع ثم كل احد يتكلم فيها بما شاء فهذا يكثر الخلاف ويفرق الكلمة ويضيع المبتدئ فلا ينبغي ان يجازي الانسان بالدخول في النوازل المتعلقة بالرواية. لان لا يضر نفسه او يضر غيره. فالامر دين. ثم ختم بمقالة الذهب رحمه الله تعالى فيما ينبغي ان يكون عليه المحدث ثم قال والى هنا انقضى ما رمت بيانه لبرية مؤمنا العدل في القضية غير مدفوع بالسبق ولا مغموز بالخلو منه. ثم ذكر ابياتا من انشائه معتذرا قائلا وما الاسماع البسني فخارى ولا الاسناد اكسبني العزاز اسيروا بسيرة الماضيين قبلي وارحم من بضاعته الحزازة اي غيظ قلبه ولولا النصح اخلقني اقتراحا لما سقت المطية الى اللذاذة يروغ المرء من حق علاه وافته الجهالة والشزازة يعني سوء الخلق والداعي الى بذل المساعي الاشفاق على المختلفين في امر يتصل بالعلم والدين محفوفا باللطف في التبصير منزوعا الشناعة والتشهير واني لارجو ان تكون هذه المدونة اسهاما في صيانة انه احياء لرسوم الرواية واقتصادا في السير بين معسكرين. قوم فاتهم السماع ففوقوا اليه سهامهم. يعني وجهوا اليه سهام بالعيب والسلب وقوم نالوه فصيروه امامهم اي جعلوه الامر الاكبر في محيط اهتماماتهم وتقدموا به على الناس. وفيها من ثقل الحق ما سيكرهه فئام وعسى ان تكون ككراهة المريض الدواء مع انتفاعه به وعمدته من حكمة ديوان العرب قول ابن حزم ابن وجه قول الحق في نفس سامع ودعه فنور الحق يسري ويشرق سيؤنسه رفقا فينسى نفاره كما نسي القيد الموثق مطلق اقامني الله واياكم على منهج الصواب وجنبنا الحيرة والاضطراب ورزقنا متين العلم واذاقنا حلاوته وهاديين مهديين غير ضالين ولا مضلين وبتمام هذا نكون قد قرأنا الكتاب. فهل تصح روايتكم هذا الكتاب عني؟ ما الجواب قراءة ها محمد ايش كيف الاذن اللي جاز به لا بدون اجازة به. لماذا ماذا صح سمعنا الكتاب كامل وجلسنا ساعتين او ثلاث ساعات بعدين تقول الاخوان ما تصح مثل ما قال الاخ الرواية بمثل هذا السماع لا تصح لانه حصل فيه سهو من القارئ في مواضع عدة فمثل هذا السهو لابد ان يكون مجبورا بالاجازة حتى تصح رواية الكتاب وفي مثلها يقول اخبرنا فلان قراءة عليه ولا يقدح ذلك لان الغلط اليسير تجبره الاجازة اما ان يترك فصل كامل ثم يقول قرأت كاملا هذا لا تجبره الاجازة حتى يجد الجمل في سم الخياط. فحتى يجبر ما حصل من سقط او تغيير في بعض الاحرف فقد اجزتكم رواية هذا الكتاب خاصة دون غيره حتى حين. وبتمام هذا يكون بحمد الله سبحانه وتعالى قد اتممنا كتب البرنامج الثلاثين وجرت العادة بذكر البيت الذي يتعلق بذلك اليوم ونعيد القصيدة من اولها مع تمامها قال منشأها في القصيدة الصيفية بسم الله الرحمن الرحيم بنصف الثلث يبتدأ المسير فسيروا معشر الاخوان سيروا. هذي كم متى؟ يوم ايش يوم السبت وها نحن بحمد الله صرنا الى ثلث الا ثلث كثير وهذا النصف بعد الثلث تم به يدنو من الختم المصير. وفي الثلثين يا صحبي ثناء فما ارض سواها مستطير واذ يبقى من الاسداس سدس فلا ينأى عن الصبر البصير. الابيات القادمة بعض الاخوان يقولون كيف نستفيد من البرنامج ينبئك به وما بعد التمام لدى هميم سوى الامعان في رد يصير وتفتيش وتمحيص وبحث وتحقيق بها الفتح الكبير فلا تقنع بما التقرير ابدى ولا تعجز كما الكسل الغرير فان العجز للارواح داء وان العجز غايته المرير وما عدوا ومن الاعلام نجما يقطع يومه العبث البطير. ولكن جده اضحى حساما به حاز الامامة اذ يغير. الهي هذه يا مولد وفي طياتها الخير الوفير فلا تحرم عبيدك من جزاء ولا تجعل جهادهم يعير ويسر امر جمعهم وبالازواج فرجهم يمير وطهر بالعلوم قلوب ركب مرادهم من الاخرى الحبير وبارك في دروس قد اقيمت ومتع في البقاء لها تنير وبتمام هذه الحلقة من برنامج الدرس الواحد نكون بحمد الله قد اتممنا في سنواته اقراء ثلاث مئة كتاب بحمد الله وفضله ومدده ورفته واعانته. وبتمام هذه الثلاث مئة في برنامج الدرس الواحد يكون درس البرنامج الواحد قد انهى دورته الصيفية فسينقل الى وقت اخر وسيكون ان شاء الله تعالى من الدروس التي تكون في السنة الدراسية مقسما في كل اسبوع تابا من كتبه اقرأوا في كل اسبوع كتابا حتى نتم التلاتين. وسيشاركنا ان شاء الله تعالى في اقرائه بعض الاخوان الذين لا هذه الدروس فمن المحال ان يبقى في هذه الحلقة من له عشر سنوات ثم لا يتصدى بعد ذلك للاقراء والنفع. وينبغي للشيخ المعلم ان يحرص على دفع اصحابه للتعليم وان يعودهم ذلك لينتفعوا وينفعوا فان هذا من جملة تخريج الطالب واما ان يبقى عنده مدة طويلة ثم لا يأمره بتدريس اخوانه واخدانه فهذا اضرار به واضرار بالامة من بعده فاذا مات الشيخ واذا لا احد بعده يدرس لانه لم يخرجه تحت نظره في ذلك. وسيكون ان شاء الله تعالى عوض هذا البرنامج من السنة القادمة برنامج جديد وهو برنامج الكتاب الواحد وهو برنامج يقضى فيه مثل هذه المدة او قريبا منها يقرئه دراية وسيكون من الكتب المعتمدة المحتاج اليها في الدراية وسنبدأ السنة القادمة باذن الله تعالى في اول كتبه وهو المجيد نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على ذلك جميعا. ثم اعتذر اليكم عن الاجابة عن الاسئلة التي التقيتها لان بنا قال ولعلنا ان شاء الله تعالى نجيب عليها في مقام اخر. وانبه بعد الختم الى بقية البرامج القريبة التي تكون فسيكون ان شاء الله تعالى ابتداء من فجر السبت القادم برنامج اساس العلم في جامع الزهراء بمدينة البكيرية من القصيم ويوجد هناك قيام كامل على ما يحتاجه الطلبة من سكن ومأكل وغير ذلك لمدة اربعة ايام اعقبها ان شاء الله تعالى الدروس الصيفية في الحرم المكي الشريف وذلك في اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من شهر شعبان الله عز وجل ان يرزقنا جميعا شكر نعمته وان يعيننا على ابلاغ دعوته. ثم سيكون بعدها ان شاء الله تعالى في اخر شعبان برنامج الصيام ويكون عادة في اليوم الثامن والعشرين او السابع والعشرين. ثم يكون بعدها ان شاء الله تعالى في رمضان دروس المسجد النبوي في الاولى وهي في الحديث والتفسير في الحديث موطأ الامام مالك وفي التفسير الاربعين المدنية في تفسير القرآن بالسنة النبوية وربما يضيف برنامجا اخر وربما لا نضيف بحسب حال الدروس في المسجد النبوي وربما يكون بعدها دروس في مسجد الاحرام في العشر الاواخر بحسب ما يهيئ الله سبحانه وتعالى فهذه هي الدروس التي تكون الى نهاية الاجازة الصيفية ثم بعد ذلك الله تعالى نستأنف دروس السنة الدراسية بعد الفطر وذلك في شهر شوال وكل ذلك يعلن في الموقع او وفي الصفحة التي في تويتر التي يقوم عليها بعض الاخوان او في كذلك الرسائل الجوال التي تصلكم بقي مما يلزمنا جوائز هذه المسابقات التي كانت وهي مسابقة المسموع وكان محط المسابقة شريط هذه وصية اطفاء الفتن والمحفوظ وهو منظومة الهداية المطلوبة وكتاب تعظيم العلم. في المسابقة الاولى وهي مسابقة الحفظ الاول الاخ وليد يسري جزاك الله خير والثاني الاخ سيد بن علي الغنيمي. استاذ محمد بن فاروق العثمان. مسابقة الاول الاخ جميل ابن مبارك ابن زائد والثاني الاخ سيد ابن علي الغنيمي والثالثة الاخ محمد عبد اللطيف ابن محمد. ومسابقة المسموع الاول الاخ سيد بن علي الغنيمي. والثاني الاخ شعيب بن محمد رحمه الثالث الاخ مصطفى ابن محمد ابن القائد وجزاكم الله خير جميعا ونلقاكم ان شاء الله تعالى على خير