نعم احسن الله اليكم. قال النووي رحمه الله الحديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل من او ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه رواه البخاري ومسلم. قال ابن عطار رحمه الله قال اهل اللغة يقال فمتى يصمت بضم الميم صمتا وصمة وسماتا اي سكت. قال الجوهري ويقال اصمت بمعنى صمت. والتصميم السكوت والتصميت ايضا التسكيت. قال القاضي رحمه الله تعالى معنى الحديث ان من التزم شرائع الاسلام لزمه اكرام جاره وضيفه وبرهما. وكل ذلك تعريف بحق الجار وحث على حفظ وقد اوصى الله تعالى بالاحسان اليه في كتابه العزيز. وقال صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه. والضيافة من اداب الاسلام وخلق النبيين والصالحين وقد اوجبها الليث رحمه الله تعالى ليلة واحدة واحتج بالحديث ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم وبحديث عقبة ان نزلتم بقوم فامروا لكم بحق الضيف فاقبلوه. وان لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم. وعامة الفقهاء على انها من مكارم الاخلاق وحجتهم قوله صلى الله عليه وسلم جائزته يوما وليلة. والجائزة العطية المنحة والصلة وذلك لا يكون الا مع الاختيار. قوله رحمه الله وعامة الفقهاء على انها من مكارم الاخلاق اي مما يستحب ويطلب وليست من باب الواجب. والاظهر والله اعلم ان الضيافة واجبة ومحلها ما كان لمن وجد فيه معنى الضيف شرعا. والضيف شرع عن هو من يقدم عليك من خارج البلد. فلابد ان يجمع امرين احدهما ان يكون من خارج البلد والثاني ان يقصدك دون غيرك بالنزول عندك يقصدك بالنزول عندك دون غيرك فاذا وجد هذان المعنيان صارا الزائر ضيفا وجبت له الضيافة وما عدا ذلك فانه لا يسمى ضيفا الا باعتبار العرف. فلا يلحقه الحكم الشرعي من الوجوب نعم احسن الله اليكم. وقوله صلى الله عليه وسلم فليكرم وليحسن يدل على هذا ايضا. اذ ليس يستعمل مثله في الواجب مع انه على الاكرام للجار والاحسان اليه وذلك غير واجب. وتأولوا الاحاديث انها كانت في اول الاسلام اذ كانت المواساة واجبة. واختلف العلماء هل الضيافة على الحاضر بادئ ام على البادئ خاصة؟ فذهب الشافعي ومحمد ابن الحكم الى انها عليهما وقال مالك وسحنون انما ذلك على اهل البوادي لان المسافر يجد في الحضر المنازل في الفنادق ومواضع النزول وما يشترى من المأكل في الاسواق. وقد جاء في حديث الضيافة على اهل الوبر وليست على اهل المدر لكن هذا الحديث عند اهل المعرفة موضوع وقد تتعين الضيافة لمن اجتاز محتاج وخيف عليه وعلى اهل الذمة اذا اشترطت عليهم هذا كلام القاضي وقالت اصح القولين ان الضيافة عليهما فهي عامة في متعلقها من حاضر او باد. نعم احسن الله اليكم. قال شيخنا محي الدين رحمه الله ورضي عنه واما قوله صلى الله عليه وسلم فليقل خيرا او ليصمت. معناه انه اذا اراد ان يتكلم فان كان ما به خيرا محققا يثاب عليه واجبا او موجود او مندوبا فليتكلم. وان لم يظهر له انه خير يثاب عليه فليمسك عن الكلام. سواء ظهر له هو انه حرام او مكروه او مباح مستوي الطرفين. فعلى هذا يكون الكلام المباح مأمورا بتركه مندوبا الى الامساك عنه مخافة الى انجراء. مخافة من من انجراره الى المحرم او المكروه وهذا يقع في العادة كثيرا او غالبا. وقد قال الله تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. واختلف السلف والعلماء في انه هل يكتب جميع ما ما يلفظ به العبد وان كان مباحا لا ثواب فيه ولا عقاب لعموم الاية ام لا يكتب الا ما جزاء من ثواب او عقاب والى الثاني ذهب ابن عباس وغيرهم من العلماء وعلى هذا تكون الاية مخصوصة اي ما يلفظ من قول يترتب عليه جزاء وقد ندب الى الامساك عن كثير من المباحات لئلا ينجر صاحبها الى المحرمات او المكروهات القولين عموم المكتوب وان الانسان يكتب عمله جميعا. نعم. احسن الله اليكم. وقد اخذ الامام الشافعي معنى الحديث فقال اذا اراد ان يتكلم فليفكر. فان ظهر له انه لا ضرر عليه ان يتكلم وان ظهر له في ضرر او شك فيه امسك. وقد قال الامام الجليل ابو محمد عبد الله بن ابي زيد امام المالكية بالمغرب في زمنه اداب الخير يتفرع من اربعة احاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل فليقل خيرا او ليصمت. وقوله صلى الله عليه وسلم من حسن المرء تركه ما لا يعنيه وقوله صلى الله عليه وسلم للذي للذي اختصر له الوصية لا تغضب. وقوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب احب لنفسه والله اعلم وروينا عن الاستاذ ابي القاسم القشيري قال الصمت سلامة والسكوت في وقته صفة الرجال كما ان النطق في موضعه من اشرف الخصال قال وسمعت ابا علي الدقاق يقول من سكت عن الحق فهو شيطان اخرس. قال فاما ايثار اصحاب المجاهدة السكوت. فلما علموا وما في الكلام من من الافات واظهار صفات المدح والميل الى ان يتميز من بين اشكاله بحسن النطق وغير ذلك من الافات وذلك نعت ارباب الرياضة وهو احد اركانهم في حكم المنازلة وتهذيب الخلق وعن الفضيل ابن عياض رحمه الله قال من عد كلامه من عمله قل كلامه فيما الا يعنيه وعند ذي النون رحمه الله تعالى اصغر الناس لنفسه امسكهم للسانه. ولبعض الشعراء في حفظ اللسان احفظ لسانك ايها الانسان لا ظنك انه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه قد كان هذا لقاءه الشجعان قال النووي رحمه الله من حديث السادس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب. فردد مرارا قال لا تغضب رواه بخاري قال ابن العطار رحمه الله اما قول ابي هريرة رضي الله عنه فردد مرارا اي ان القائل اي ان القائل اوصني كرر قوله اوصني مرارا وكرر رسول الله صلى الله عليه وسلم جوابه لا تغضب. هذا الحديث دليل ظاهر عظيم على مفسدة الغضب. لما يترتب عليه وينشأ منه من التكلم بالباطل والفعل المذموم وينوي الحقد وينوي الحقد والبغض وغير ذلك من القبائح على الغضب. وكأن الانسان يخرج بالغضب عن الاعتدال والغضب في غير الله تعالى نزغة من نزغات الشيطان ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي اشتد غضبه اني لاعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وفي صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما تعدون الركوب فيكم؟ قال قلنا الذي لا يولد له. قال ليس ذاك الرطب بالرقوب ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئا. قال فما تعدون السرعة فيكم؟ قال قلنا الذي لا يصرعه الرجال. قال ليس بذلك ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب قال النووي رحمه الله الحديث السابع عشر عن ابيه على شداد ابن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنوا واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم. قال ابن العطار رحمه الله القتلة والذبحة بكسر القاف والذاليه هي الهيئة والحالة وقوله وليحده بضم الياء وكسر الحاء. يقال احد السكين وحدها واستحدها بمعنى هذا الحديث من الاحاديث الجامعة ديني من لقواعد الدين وليكن الانسان محسنا الى نفسه والى جميع المخلوقات حتى في حالة الذبح يحسن الى المذبوح ويريحه واراحته بالسكين وتعجيل امرارها وحسن هيئتها. ويعتمد الحالة التي تكون اسرع الى خروج الروح فينحر الابل القائمة. والبقر والغنم مضطجع على جنبها مستقبلا مضجعات احسن اليكم مضجعة على جنبها مستقبل مستقبل القبلة ولا يكسر عنقها ولا يسلخ جلدها حتى تبرد. قال اصحابنا حتى تبرد اي بخروج الروح منها. لان الروح لها حرارة فاذا فارقت برد الجسد. نعم احسن الله اليكم. قال اصحابنا ويستحب ان لا يحدد السكين بحضرة الذبيحة وان لا يذبح واحدة بحضرة اخرى. ولا يجرها الى مذبحها وكذا بحسن القتل قصاصا وفي الحد بحيث لا يشوه بالمقتول ولا يمثل به ولا يمكنه من ذلك الا ولا يمكنه ذلك الا ان يكون فعل بوليه ذلك قال النووي رحمه الله الحديث الثامن عشر عن ابي ذر جندب ابن الجنادة وابي عبد الرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح قال ابن العطار جندب بضم الجيم والدال وفتحهما وجناد بضم الجيم والتقوى كلمة جامعة لخيري الدنيا والاخرة ومتق الله هو المجتنب محارمه الممتثل الممتثل اوامره. قوله حيثما كنت رحمه الله ومتقي الله هو المجتنب لمحارمه الممتثل اوامره هذا بعض حقيقة التقوى. لان التقوى لا تختص بالخطاب الطلبي الذي يتعلق به الامر والنهي بل تشمل ايضا الخطاب الخبري. ولذلك قلنا فيما سلف ان التقوى شرعا هي اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع. هي اتخاذ العبد وقاية بينه وبين بينما يغشاه بامتثال خطاب الشرع. فيدخل في خطاب الشرع الخطاب الخبري بالتصديق والخطاب الطلبي بامتثال الامر فعل والنهي الترك فيكون المتقي الله هو الممتثل خطابه الشرعي. نعم سلام عليكم وقوله حيث ما كنت معناه واتق الله في سرك وخطوتك كما تتقيه في علانيتك. فاذا فعل ذلك دام خلاص هو صلح حاله وصار محسنا الى نفسه كما وسبق في حديث جبريل لما سأله عن الاحسان فقال انت اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. وقوله صلى الله عليه وسلم واتبع السيئة الحسنة تمحها هذا موافق قول الله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات ومعناه اذا قدر منك وقوع السيئة والمعصية فاتبعها بالتوبة والطاعة والاستغفار لكي تمحو السيئة الواقعة وقوله وخالق الناس بخلق حسن يعني في معاملتك ومجاورتك ومصاحبتك. وكن كما قال الله تعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن والله يحب المحسنين. قال النووي رحمه الله الحديث التاسع عشر. عن ابي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي يقال حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك. تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما يكن ليخطئك واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا. قال ابن العطار رحمه الله تجاهك بضم التاء وفتح الهاء اي امامك كما في رواية اخرى الى الله في الرخاء اي تحبب الى الله بلزوم طاعته واجتناب مخالفاته. قول كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل ان يكون خلفه في القعود او المشي او راكبا خلفه وهو الظاهر وقوله كلمات اي تعلمهن بمعنى الكلمات تسلم ويحصل لك خير الدنيا والاخرة وحفظ الله هو ان تأتمر باوامره وحفظ الله تعالى ان تأتمر باوامره وتنتهي عن زواجره. فاذا اتصف بذلك في رفاهيته وجد الله في شداد واستجاب دعاءه عند حاجته. وفي المرفوع ان العبد اذا سأل الله تعالى في شدته تشفع الملائكة له. وتقول يا رب هذا صوت كنا نعرفه في حال عافيته وقوله اذا سألت فاسأل الله معناه الامر بالاخلاص وترك الاعتماد على الوسائط. وقد ذكر المفسرون في قوله تعالى يجيب المضطر اذا دعاه. قال المضطر هو الذي اخلص الطلب من الله تعالى والتجأ اليه بعد ان طلب من الوسائط وايس منها. قول وعلم واعلم ان الامة لو اجتمعت الى اخر الحديث اصل كبير في القضاء والقدر. وان الامور كلها بيد الله ليس لاحد فيها صنع ولا ارادة. بل هو الفاعل لها المقدر لوقوعها بحكمته وارادته وقد تقدم شيء مما يتعلق بهذا المعنى في شرح الحديث الثاني والرابع فليراجع. قال الخطابي وقد يحسب كثير من الناس ان معنى القضاء والقدر اجبار الله تعالى العبد وقهره على ما قدره وقضاه. وليس الامر كما يتوهمونه وانما معناه. الاخبار عن تقدم علمه سبحانه وتعالى بما من اكتساب العدل وصدوره عن تقدير منه وخلق لها وخلق لها خيرها وشرها. قال والقدر اسم لما صدر مقدرا عن فعل القادر قوله رحمه الله في حقيقة المضطر بعد ان طلب من الوسائط وايس منها المقصود بالوسائط في هذه الجملة الاسباب بالمأذون بها شرعا فكأنه اسقط تلك الاسباب وايس من انتفاعه بها واقبل على الله عز وجل وحده نعم احسن الله اليكم. ولبعض الفضلاء وهو الشيخ ابو اسحاق مصنف التنبيه في مصنف التنبيه في معنى ان الامة لا تنفع لا تظن صنف التنبيه. احسن الله اليكم. مصنف التنبيه في معنى ان الامة لا تنفع ولا تضر. وقول رفعت الاقلام وجفت الصحف معناه قد قدر ما هو كائن الى يوم القيامة وفرغ منه ولبعض الفضلاء وهو الشيخ ابو اسحاق مصنف التنبيه في معنى ان الامة لا تنفع ولا تضر الابيات التي اسقطها وجعلها في السفل. الصواب انها من اصل الكتاب. وقالها ابو اسحاق متمثلا نعم اقرأ الابيات التي انتهت. احسن الله اليكم وما لم يرده الله في الامر كله فليس لمخلوق اليه سبيله فان هو ان لم فان هو لم ينصرك لم تلق ناصرا جل انصار وعز قبيله وان هو لم يدللك في كل مسلك ضللت ولو ان السماك دليل وبهذا يصير الكلام مستقلا فتقرير الكلام ولبعض الفضلاء وهو الشيخ ابو اسحاق مصنف التنبيه في معنى ان الامة لا تنفع ولا تضر يعني هذه الابيات التي جعلها المحقق في السفل وكان حريا به ان يثبتها كما هي في الاصل. نعم احسن الله اليكم وقوله رفعت الاقلام وجفت الصحف معناه قد قدر ما هو كائن الى يوم القيامة وفرق منه. قال النووي رحمه الله الحديث العشرون عن ابن مسعود عقبة ابن عمرو الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس ومن كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت رواه البخاري. قال ابن العطاري رحمه الله هذا الحديث اصل كبير لمن تأمل معنا وتدبر وتدبره وعمل به ومن كلام النبوة الاولى من الحكم المتقدمة على السنة الانبياء المتقدمين وهو يجمع خيرا كثيرا ومع انه اذا اردت فعل شيء من الاشياء فان كان مما لا يستحي من فعله من الله تعالى ومن الناس فافعله والا فلا تفعله. قال النووي رحمه الله الحديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو وقيل ابي عمرة سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احد غيرك قال قل امنت بالله ثم استقم رواه مسلم. قال ابن الله هذا الحديث اصل كبير وقاعدة مهمة وهذه اللفظة من جوامع الكلم التي اوتيها صلى الله عليه وسلم. فان قامت لفظ جامعة لخير الدنيا والاخرة فاذا حصل للعبد كمال الايمان واستقامت افعاله بينه وبين الله تعالى وهو ان يمتثل اوامر الله تعالى ويجتنب نواهيه وبينه وبين من العبد وهو ان يقوم بالحقوق الواجبة عليه للخلق. فمن اتصف بذلك صار عبدا صالحا والصالح هو القائم بحقوق الله وحقوق عباده. قال القاضي عياض هذا الحديث مطابق لقوله قوله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا اي وحدوا الله تعالى وامنوا به ثم استقاموا فلم يحيدوا عن التوحيد والتزموا طاعته الى ان توفوا على ذلك قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى فاستقم كما امرت. قال ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع القرآن اية كانت اشد ولا اشق عليه من هذه الاية وقال القشيري في رسالته الاستقامة درجة بها كمال الامور وتمامها وبوجودها حصول الخيرات ونظامه ونظامها ومن لم يكن مستقيما في التي ضاع سعيه خاب جهده حقيقة الاستقامة شرعا اقامة العبد نفسه على الصراط المستقيم. اقامة العبد نفسه على الصراط المستقيم. ومن هنا صارت الاستقامة مضافة اليه. فاصلها هي لزوم الصراط المستقيم. نعم احسن الله اليكم قال النووي رحمه الله الحديث الثاني والعشرون عن ابي عبدالله جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنه رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة؟ قال نعم رواه مسلم ومعنى حرمت الحرام اجتنبته ومعنى احللت قال فعلته معتقدا حله. قال ابن العطار رحمه الله هذا الحديث اصل عظيم من اصول الدين وقاعدة من قواعده فان من وفق للقيام بالمفروضات واجتناب بالمحرمات واعتقاد حل المباحات فقد حسنت له الحالات وعلت له الدرجات في الجنان وذلك بفضل الله تعالى وكرمه من خالق الارض والسماوات والله اعلم ان من وقف بتدبر احوال الصحابة رضي الله عنهم اطلع على عظم اجتهادهم على طلب النجاة وحرصهم على بلوغ الدرجات فهذا يسأل عن اركان الدين وهذا يسأله عن عمل نقربه من الجنة ويبعده عن النار وهذا يسأل عن العمل الذي اذا عمله احبه الله احبه الناس. وهذا يقول يا رسول الله اوصني وهذا يقول يا رسول الله قل لي لا اسأل غيرك وهذا يسأل عن الاعمال التي تدخل الجنة الى غير ذلك فالله تعالى يرضى عنهم ويحشرنا في زمرتهم. فان قيل ان السائل لما هنا الزكاة والحج فالجواب ان الزكاة تدخل في عموم قوله حرمت الحرام فان قدر الزكاة يجب صرفه الى الفقراء والمساكين ويحرم عليه تناوله من حجه يحتمل ان سؤاله كان قبل فرض الحج فان الحج فرض في سنة ست وقيل سنة تسع والله اعلم واحسن مما ذكره المصنف في ترك الزكاة والحج هو ان النبي صلى الله عليه وسلم علم من حاله انه لم يكن من اهلهما ان النبي صلى الله عليه وسلم علم من حاله انه لم يكن من اهلهما فلا مال له فيزكيه استطاعة له على الحج فيحج. فلما كانت تلك حاله واسقطها هو بسؤاله لم يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم له. نعم احسن الله اليكم قال النووي رحمه الله تعالى الحديث الثالث والعشرون عن ابي مالك الحارث ابن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان الحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك او عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها رواه مسلم. قال ابن العطار رحمه الله قال الشيخ محي الدين في شرح صحيح مسلم هذا حديث عظيم واصل من اصول الاسلام قد اشتمل على مهمات من قواعد الاسلام فاما الطهور فالمراد به الفعل فهو مضموم الطاء على المختار ويجوز فتحها واصل الشطر النصف واختلف في معناه فقيل ينتهي تضعيف اجر الطهور الى نصف اجر الايمان. وقيل معناه ان الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء. لان الوضوء لا يصح الا مع الايمان فصار التوقف عن الايمان في معنى الشطر وقيل المراد بالايمان هنا الصلاة فصارت كالشطر. وليس يلزم في الشطر ان يكون نصفا حقيقيا وهذا القول اقرب الاقوال. ويكون معناه ان الايمان تصديق بالقلب وانقياد بالظهر وهما شطران للايمان والطهارة الطهارة متضمنة الصلاة فهي انقياد في الظاهر والله اعلم والله اعلم ان الطهور هنا الطهارة الحسية. ويكون معنى الحديث ان الطهارة متعلقة بالظاهر وان بقية الاعمال متعلقة بتطهير الباطن فان الانسان اذا توضأ او اغتسل طهر ظاهره. واذا صلى وحج و زكى طهر باطنه فهذا معنى الحديث في اصح اقوال اهل العلم فيه نعم احسن الله اليكم وقوله والحمد لله تملأ الميزان فمعناه عظم اجرها وانه يملأ الميزان. وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الاعمال وثقل الموازن وخفتها. وقوله سبحان الله والحمد لله تملآن وتملأ ما بين السماوات والارض. فضبطناه بالتاء المثناة من فوق. في تملآن وتملأ وهو صحيح. فالاول ضمير ضمير مؤنث غائبتين والثاني ضمير هذه الجملة من الكلام والتأنيث والتذكير والجميع صحيح ان في التأنيث على ما ذكرناه والتذكير على ارادة النوعين من الكلام او الذكرين قال واما تملأ فمذكر على ارادة الذكر. واما معناه فيحتمل ان يقال لو قدر ثوابهما جسما لملأ ما بين السماوات والارض. وسبب بعظم فضلهما ما اشتملتا عليه من التنزيل لله تعالى بقوله سبحان الله والتخفيض والافتقار الى الله تعالى بقوله الحمدلله والله اعلم. واما قوله صلى الله عليه وسلم والصلاة نور فمعناه انها تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر وتهدي الى الصواب كما ان النور يستضاء به. وقيل معناه انه يكون اجرها نورا لصاحبها يوم القيامة وقيل لانها سبب لاشراف انوار المعارف وانشراح القلب ومكاشفات الحقائق لفراغ القلب فيها واقباله على الله تعالى بظاهره وباطنه وقد قال الله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة. وقيل معناه انها تكون نورا ظاهرا على وجهه يوم القيامة. ويكون في الدنيا ايضا على وجهه البهاء بخلاف من لم يصلي والله اعلم. واما قوله صلى الله عليه وسلم هذه المعاني التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم الصلاة نور ترجع الى شيئين. احدهما انتفاع البدن بتلك الاعمال انتفاع البدن بتلك الاعمال. والثاني ما يحصل له من الجزاء عليها. ما يحصل له من الجزاء على وقوله في احدها وقيل لانها سوء لاشراق انوار المعارف وانشراح القلوب ومكاشفات الحقائق بمكاشفات الحقائق البلوغ الى واراد بلوغ المقاصد الشرعية فيما باصلاح الباطل بلوغ المقاصد الشرعية فيما يتعلق باصلاح الباطل. وما علق به صنف لا يصادف المعنى الذي اراده. فان التعبير عما يتعلق بالباطل يوجد في كلام السلف. في قولهم لا يبلغ العبد حقيقة الايمان فعبروا عن ما يوجد في الباطن باسم الحقيقة هذا معنى صحيح وليس هو الذي علق به ناشط الكتاب في هذا الموضع نعم. احسن الله اليكم. واما قوله صلى الله عليه وسلم والصدقة برهان فقال صاحب التحريم معناه يفزع اليها كما يوسع الى البراهين كان العبد اذا سئل يوم القيامة عن مصرف ما له كانت صدقات براهين في براهين في جواب هذا السؤال فيقول تصدقت به. قال ويجوز ان يوسم المتصدق بسماء يعرف بها فيكون برهانا له على حاله ويسأل عن مصرف ماله. وقال غير صاحب التحرير معناه الصدقة حجة على ايمان فاعلها فان المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته على صدق ايمانه. وقوله صلى الله عليه وسلم والله اعلم ان معنى المراد بقوله صلى الله عليه وسلم الصدقة برهان انها بمنزلة البرهان من النور. فان النور هو المشع المطلق. اما البرهان فانه نوع من ما يحدث فيه الاشعاع وهو اسم لما يلي قرص الشمس من النور فانه يسمى برهانا. فيكون قوله صلى الله عليه وسلم صلاة نور والصدقة برهان تدليا فبدأ بالاعظم من جهة نورانية وهي الصلاة ثم ذكر ما يكون بعدها وهو صدقة مشبها نوره بالشعاع الذي يحيط بقرص الشمس ويسمى برهانا. نعم. احسن الله اليكم وقوله صلى الله عليه وسلم والصبر ضياء فمعناه الصبر المحبوب في الشرع وهو الصبر على طاعة الله تعالى والصبر عن معصيته والصبر ايضا على النائبات وانواع المكاره في الدنيا والمراد ان صبر محمود ولا يزال صاحبه مستضيا مهتدئا مستمرا على الصواب. قال ابراهيم الخواص رحمه الله تعالى صبره والثبات على الكتاب والسنة. وقال ابن عطاءنا الصبر الوقوف مع بحسن الادب وقال الاستاذ ابو علي الدقاق رحمه الله تعالى حقيقة الصبر ان لا يعترض على المقدور فاما اظهار البلاء لا على وجه الشكوى فلا ينافي الصبر قال الله تعالى في ايوب عليه السلام انا وجدناه صابرا نعم العبد مع انه قال اني مسني الضر واما قوله صلى الله عليه وسلم فبائع نفسه فمعناه كل انسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما يهلكها والله اعلم