الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذا هو الدرس العشرون من دروس برنامج الدرس الواحد الاول والكتاب المقروء فيه هو الوصية الصغرى لشيخ الاسلام ابي العباس ابن تيمية الحفيدي رحمه الله تعالى ولابد قبل الشروع باقرائه من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف يا اخي لعلك تقرب منا اولا ولا تمد يديك ثانيا المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه وهو العلامة بحر العلوم شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم ابن عبد السلام النميري الحراني الحنبلي يكنى بابي العباس ويعرف بابن تيمية وكما تقدم ان زيادة الحفيد في لقبه انسب ليتميز عن اسلافه من اهل العلم فان جده كان عالما وكذلك كان ابوه رحمهم الله جميعا فيقال ابن تيمية الجد وابن تيمية الاب وابن تيمية الحفيد ويلقب ايضا بشيخ الاسلام بحيث اذا اطلق المتأخرون من الحنابلة هذا اللقب لم يكن مرادا به الا هو رحمه الله رحمة واسعة المقصد الثاني تاريخ ولادته ولد عاشر ربيع الاول تنس احدى وستين وست مئة المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله في العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمئة وله من العمر سبع وستون سنة المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا المقصد الاول تحرير عنوانه ذكر هذه الرسالة ابن رفيق تلميذ شيخ الاسلام في كتابه الذي جمع فيه اسماء مؤلفات الشيخ رحمه الله وسماها وصية لابي القاسم يوسف التوجيبي السبتي وذكر قبلها وصية اخرى باسمي وصية للتجيبي فلعلها هي وعرفت بالوصية الصغرى تمييزا لها عن الوصية الكبرى التي كتب بها ابو العباس رحمه الله تعالى الى اتباع الشيخ عدي بن مسافر فصار لابي العباس وصيتان اثنتان احداهما الوصية الصغرى وهي هذه التي كتبها لابي القاسم والاخرى الوصية الكبرى وهي التي كتبها لاتباع الشيخ علي بن مسافر من اهل العراق المقصد الثاني بيان موضوعه هذه الرسالة هي جواب عن سؤال تضمن اربعة امور اولها طلب السائل الوصية بما يكون فيه صلاح دينه ودنياه والامر الثاني رغبته في ارشاده الى كتاب يكون عليه اعتماده في علم الحديث. وكذلك غيره من العلوم الشرعية والامر الثالث تنبيهه الى افضل الاعمال الصالحة بعد الواجبات والرابع بيان ارجح المكاتب. وقد جاء جواب ابي العباس رحمه الله تعالى متضمنا لهذه الامور الاربعة المقصد الثالث توضيح منهجه لا يختلف القول في منهج هذه الرسالة عما سبق ان عرفته من منهج ابي العباس ابن تيمية رحمه الله وما اختص به من المعالم من كثرة الاستدلال وحسن الاستنباط وسعة الاطلاع المسلوك في صياغة وثيقة محكمة البناء تميزت بها طالبه رحمه الله تعالى عن تصانيف غيره من اهل العلم من متأخر الحنابلة خصوصا رحمة الله على الجميع نعم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين سؤال ابي القاسم المغربي يتفضل الشيخ الامام بقية السلف وقدوة الخلف يعلم من لقيت ببلاد المشرق والمغرب تقي الدين يا ابو العباس احمد ابن تيمية بان يوصيني بما يكون فيه صلاح ديني ودنياي ويرشدني الى كتاب يكون عليه اعتمادي في علم الحديث. وكذلك في غيره من العلوم الشرعية. وينبه على افضل الاعمال الصالحة بعد الواجبات. ويبين لي ارجح المكاسب كل ذلك على قصد الايماء والاختصار. والله تعالى يحفظه. والسلام الكريم عليه ورحمة الله وبركاته فاجاب الحمد لله رب العالمين. اما الوصية فما اعلم وصية انفع من وصية الله ورسوله لمن عقد لها واتبعها قال تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله. ووصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذا لما بعثه الى اليمن فقال يا معاذ اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. وهذا الحديث وهو احد الاحاديث المشهورة اللي هو من جملة الاربعين النووية سائر طرقه ضعيفة لا يثبت منها شيء الا ان من اهل العلم من يرى تقويته بمجموع طرقه ويعده في الحسان كابي عبدالله الذهبي رحمه الله وكان معاذ رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة عالية فانه قال له يا معاذ والله اني لاحبك وكان يردفه وراءه. وروي فيه انه اعلم الامة بالحلال والحرام. وان المروي في السنن الصواب فيه الارسال ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد صنف ابو الفضل ابن حجر رحمه الله تعالى جزءا مفردا في بيان طرق هذا الحديث وانه يحشر امام العلماء برفوة اي بخطوة ومن فضله انه يا هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق موصولة لا يثبت منها شيء واصح ما في الباب مراسيل عن جماعة من التابعين ومن فضله انه بعثه النبي صلى الله عليه وسلم مبلغا عنه داعيا ومفقها ومفتيا وحاكما الى اهل اليمن وكان يشبهه بابراهيم الخليل عليه السلام ابنه رحمه الله وكان يشبهه بابراهيم الخليل عليه السلام ان صحت هذه النسخة فليس في شيء من الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تشبيه لمعاذ بابراهيم. واظن صواب النسخة وكان يشبه بابراهيم الخليل عليه السلام وقد وقع هذا في كلام ابن مسعود من الصحابة رضوان الله عليهم كما سيذكره المصنف اما في الاحاديث المرفوعة فلا اعلم شيئا صحيحا في ذلك وابراهيم امام الناس. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول ان معاذا كان امة قانتا لله حنيفا لم يك من المشركين تشبيها له بابراهيم. فمدحه ابن مسعود رضي الله عنه باربع خصال هي التي مدح بها ابراهيم الخصلة الاولى انه امة والامة هو القدوة الذي يؤتم به ويقتدى والخصلة الثانية انه قانت لله والقنوت اسم جامع للطاعة وقد روي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل قنوت فهو طاعة ولا يثبت اسناده لكن المعول عليه لسان العرب وفيه ان القنوت اسم جامع للطاعة ورجح هذا جماعة من المحققين منهم ابن القيم رحمه الله تعالى والخصلة الثالثة انه حنيف والحنيف هو المقبل على الله سبحانه وتعالى المعرض عما سواه فالحنيفية تجمع معنيين اثنين احدهما الاقبال على الله بالاخلاص له وحده والثاني الاعراض عما سواه بالبراءة من كل ما يعبد من دون الله عز وجل وهي مستكنة في كلمة الاخلاص لا اله الا الله واما الخصلة الرابعة فهو الشهادة له بانه لم يكن من المشركين بل كان من جملة عباد الله الموحدين نعم ثم انه صلى الله عليه وسلم وصاه هذه الوصية. فعلم انها جامعة. وهي كذلك لمن عقلها مع انها تفسير الوصية القرآنية. يعني تفسير الوصية القرآنية الاميرة بتقوى الله سبحانه وتعالى اما بيان جمعها فلان العبد عليه حقان حق لله عز وجل وحق لعباده. ثم الحق الذي عليه لابد ان يخل ببعضه احيانا اما بترك مأمور به او فعل منهي عنه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت. وهذه كلمة جامعة وفي قوله حيثما كنت. تحقيق لحاجته الى التقوى في السر والعلانية. ثم قال واتبع السيئة الحسنة تمحوها. فان الطبيب متى تناول المريض شيئا مضرا ام بما يصلحه والذنب للعبد كأنه امر حتم. قوله رحمه الله والذنب للعبد كأنه امر حتم يعني ان الذنب ملازم للادمية فكل بني ادم خطاء وقد روي هذا في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الا ان اسناده ضعيف ويغني عنه ما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابي ذر الغفاري رضي الله عنه فيما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه انه قال يا عبادي انكم تذنبون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فقوله تعالى انكم تذنبون بالليل والنهار دليل على ان الذنب مقارن للادمية وليس اللوم على عبد يذنب ولكن اللوم على عبد يذنب ثم لا يتوب. قال ابو العباس ابن تيمية الحديث بالتدميرية من اذنب فندم فتاب فقد اشبه اباه يعني ادم فقد اشبه اباه ومن اشبه اباه فما ظلم انتهى كلامه فالكيس هو الذي لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو السيئات وانما قدم في لفظ الحبيب السيئة وان كانت مفعولة. لان المقصود هنا محوها لا فعل الحسنة. فصار كقوله في بول الاعرابي صبوا عليه ذنوبا مما الذنوب هو الدلل العظيمة المملوءة ماء وينبغي ان تكون الحسنات من جنس السيئات فانه ابلغ في المحو. والذنوب قوله رحمه الله وينبغي ان تكون الحسنات السيئات فانه ابلغوا في المحو الحسنة المفعولة تفعل على احد امرين احدهما ان تفعل ابتداء ابتغاء التقرب لله سبحانه وتعالى والثاني ان تفعل ابتغاء تكبيرها لسيئة وما كان من هذا الجنس فان المناسب كما ذكره اهل العلم ومنهم ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذا الموضع وحفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم ان المناسب ان تكون الحسنة المفعولة من جنس السيئة المفعولة مثاله من سرق مالا من انسان ثم ندم وتاب فان الحسنة المناسبة ان يتصدق بمال كي يكون ابلغ في التكبير. واذا امكن ان يرد عين المال الى من سرق منه فلا شك انه ابلغ. لكن اذا تعذر هذا فانه تصدقوا بمثله ليكون ابلغ في محو السيئة والذنوب يزول موجبها باشياء احدها التوبة والثاني الاستغفار من غير توبة فان الله تعالى قد يغفر له اجابة لدعائه وان لم يتب. فاذا اجتمعت التوبة والاستغفار فهو الكمال الثالث الاعمال الصالحة المكفرة اما الكفارات المقدرة كما يكفر المجامع في رمضان والمظاهر والمرتكب لبعض محظورات الحج تارك بعض واجباته او قاتل الصيد او قاتل الصيد بالكفارات المقدرة وهي اربعة اجناس هدي وعتق وصدقة وصيام وان الكفارات المطلقة كما قال حذيفة لعمر فتنة الرجل في اهله وماله وولده يكفر الصلاة والصيام والصدقة والصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد دل على ذلك القرآن والاحاديث الصحاح في التكفير بالصلوات الخمس والجمعة والصيام والحج وسائر الاعمال وسائر الاعمال التي يقال فيها من قال كذا وعمل كذا غفر له او غفر له ما تقدم من ذنبه وهي كثيرة لمن تلقاها من السنن خصوصا ما صنف في فضائل الاعمال هذه الامور الثلاثة التي ذكرها ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى هي من جملة مزيلات الذنوب وله رحمه الله قاعدة موجودة في جملة مجموع الفتاوى ذكر فيها عشرة انواع من مزيلات الذنوب ينبغي ان يراجعها العبد كي يكمل بها نقص عبوديته فانه ما منا احد الا وهو ذو ذنب والحكيم من تدارك سيئاته بالاعمال التي رتبتها الشريعة كي تكون مزيلة لها واعلم ان العناية بهذا من اشد ما بالانسان الحاجة اليه. فان الانسان من حين يبلغ خصوصا في هذه الازمنة ونحويها من ازمنة الفترات التي تشبه الجاهلية من بعض الوجوه. فان الانسان الذي ينشأ بين اهل علم ودين قد من امور الجاهلية بعدة اشياء فكيف بغير هذا؟ وهذا الذي ذكره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى لا يبعد وعن زماننا فان هذا الزمان من ازمنة الفترات التي عظمت فيها البلية باحوال الجاهلية وتسارع الناس الى ابواب الفتن. فينبغي ان يتزوج العبد مما ذكر رحمه الله تعالى كي يسلك به طريق النجاة وهذا اذا كان من ينشأ بين اهل علم ودين كاهل هذه البلاد قد يتلطخ بعدة اشياء كما تراه فيهم فما الظن بغيرهم من اهل الاسلام ما يبين افتقار الناس الى معرفة دينهم وان البلاء لا يندفع الا بعلم بدينه. واذا جهلت الامة دينها انها لا تحوز ولا تحقق رفعة لها. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابي سعيد رضي الله عنه لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة. قوله صلى الله عليه وسلم سنن فيه لغتان. احداهما ويقصد به الطريق والاخر بضمها ويقصد به جمع سنة وما ال السنة الى الطريق حتى لو دخلوا جحر ضبوا هي ماذا؟ الريش الذي يكون في مؤخرة السهم. قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى. قال فمن هذا خبر تصديقه في قوله تعالى فاستمتعتم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا. هذا نوع من العلم وهو ما جاء من الاحاديث النبوية وتصديقه في القرآن الكريم وقد صنف اهل العلم في عكسه وهو ما جاء في القرآن وفسرته السنة او صدقته اما العكس وهو ما جاء في السنة النبوية ثم صدقه القرآن فانه لا يوجد من الكتب المصنفة فيه شيء بايدي الناس. وذكر في ترجمة بعض المغاربة انه جمع كتابا ذكر فيه الايات القرآنية التي تفسر وتصدق الاحاديث النبوية الواردة في صحيح مسلم لان اهل المغرب تعظم عنايتهم في صحيح مسلم ذكره الكداني في كتابه بهرس الفارس نعم. ولهذا شواهد في الصحاح والحسان وهذا امر قد يسري في المنتسبين الى الدين من الخاصة كما قال غير واحد من السلف منهم ابن عيينة فانك كثيرا من احوال اليهود قد قد ابتلي به بعض المنتسبين الى العلم. وكثيرا من احوال النصارى قد قد ابتلي به بعض الى الدين كما يبصر ذلك من فهم دين الاسلام الذي بعث الله فيه محمدا صلى الله عليه وسلم. ثم نزله على احوال الناس وقول ابن عيينة رحمه الله تعالى وغيره من السلف انهم قالوا من ضل من علمائنا ففيه شبه باليهود ومن ظل من عبادنا ففيه شبه من النصارى ولهذا فان اجواء هاتين الامتين الامة الغضبية والامة الضالة هي مخلوفة في هذه الامة. فحظ العلماء اجواء القلوب التي كانت عند اليهود. وحظ العباد ادواء القلوب التي كانت عند النصارى والناجي من انجاه الله سبحانه وتعالى من هذه الاجواء. ومن تأمل القرآن الكريم وجد ان ما يذكر في ذم العلماء تكون خلال فيه خلال اليهود وما يذكر من ذم العباد يكون الخلال فيه خلال النصارى واذا كان الامر كذلك فمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه وكان ميتا فاحياه الله. وجعل له نورا يمشي به في الناس لابد ان يلاحظ احوال الجاهلية وطريق الامتين المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى فيرى ان قد ابتلي ببعض ذلك فانفع ما لي الخاصة والعامة. العلم بما يخلص النفوس من هذه الورقات. وهو اتباع السيئات الحسنات. والحسنات ما ندب الله اليه على لسان خاتم النبيين من الاعمال والاخلاق والصفات. قوله رحمه الله والحسنات ما ندب الله اليه الى خير مراده بندبة المعنى اللغوي المعنى الذي اصطلح عليه علماء الاصول وجماع الحسنة ان الحسنة هي كل ما امر به سواء كان الامر بها امر ايجاب او امر استحباب فعلى هذا مثلا الصلاة من الحسنات صدقة من الحسنات وبر الوالدين من الحسنات واشباه هذا ومما يزيل موجب الذنوب المصائب المكفرة وهي كل ما يؤلم منها من او حزن او اذى في مالنا وعرض او وغير ذلك لكن ليس هذا من فعل العبد. هذا نوع رابع مما تزال به الذنوب ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية هنا عقب ثلاث التي تقدمت وهو المصائب المكفرة والمقصود بالمصائب المكفرة الاقدار المؤلمة التي تجري على العبد حتى الهم والحزن والاذى الذي يصاب به الانسان في ما له او عرضه او جسده او غير ذلك فان هذا كله مما يكفر الله سبحانه وتعالى به عنه السيئات فلما قضى بهاتين الكلمتين حق الله من العمل الصالح واصلاح الفاسد قال وخالق الناس بخلق حسن وهو حق الناس ودماء الخلق الحسن مع الناس ان تصل من قطعك بالسلام والاكرام والدعاء له والاستغفار والثناء عليه والزيارة وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال وتعفو عمن ظلمك في دمنا ومالنا وعرضك وبعض هذا واجب بعضه مستحب هذا الذي ذكره ابو العباس كلام عظيم في حقيقة الخلق الحسن اذ قال ان تصل من قطعك بالسلام فليس الخلق الحسن ان تصل من وصله ولكن الخلق الحسن ان تصل من قطعك بالسلام والاكرام والدعاء له. والاستغفار والثناء عليه والزيارة له. وتعطي من من التعليم والمنفعة والمال لا ان تعطي من اعطاك وتعفو عمن ظلمك لا من اكرمك في دم او مال او عرظ وهكذا كيف حالكم ولعباد الله؟ كالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين فكم ترى فيهم من كمال الحال رحمهم الله تعالى ورفع درجاتهم في عليين. واذا تأملت سيرة ابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وجدت ان من اعظم اسباب رفعته ليس زيادة علمه فلقد كان في زمانه من يقرن به وهو تقي الدين السبكي حتى انهما كانا فرس رهان ولكن شتان بين حال هذا وحال ذاك فاليوم ومن قبل اليوم كانت الشهرة لابي العباس ابن تيمية واما السبكي فلا تكاد تسمع به الا على لسان احاد طلبة العلم وما الامر الا لان الحالة التي كان عليها ابو العباس رحمه الله تعالى من متانة الديانة وكمال المراقبة لله عز وجل والاستمساك بالشريعة والدعوة الى الحق وحق حق النفس لم تكن عند غيره ومن جملة ذلك مما يذكر عنه رحمه الله تعالى ان تلاميذه ومنهم ابن القيم دخلوا عليه يوما يبشرونه بموت ابن الزملكاني احد اعدائه فقال رحمه الله تعالى غاضبا تبشروني بموت مسلم ثم قام رحمه الله تعالى الى اولاده فعزاهم وقال لهم انا لكم بعده. وايما حاجة تحتاجونها فانا لكم بها كثير وهذا هو الخلق الحسن الذي يرتفع به العبد في الدنيا والاخرة واما التصنع ووصل من وصل واعطاء من اعطى فهذا شيء تستطيعه النفوس جميعا ولكن الذي لا تستطيعه الا نفوسكم للعباد هو من يقابل فعل من اساء اليه بالاحسان اليه وفعل من ظلمه بالعدل معه وقدح من قدحه بالثناء عليه بما هو فيه من الخير ولا يصل المرء الى ذلك الا بكمال المراقبة لله سبحانه وتعالى ويعلم ان حق الله عز وجل هو الحق الذي ينبغي ان يرعاه فاذا ظلمك احد بقول فلم يأذن لك الشرع ان تظلمه بقول ولكن انظر الى ما امرك الشرع فقد يكون متأولا وقد يكون معذورا وقد يكون قاله غضبا ونظائر هذا مما يعذر به الشرع وفي التقي النقي سليم القلب ينظر الى امر الشريعة ويكون تعظيم الشريعة في قلبه اعظم من الالتفات الى احوال الناس فان الناس وان مدحوك ملء الارض ما نفعوك وان قدحوك ملء الارض ما ضروك ولكن الذي ينفعك ويضرك هو محبة الله سبحانه وتعالى لك وبغضه اياك فالسعيد من احبه الله والشقي من ابغضه الله ولا يزيدك محبة الناس ولا ينقصك براهية الناس ولكن الذي يزيده هو محبة الله سبحانه وتعالى لك ولذلك في حديث سهل في الصحيحين لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله بات الصحابة ليلتهم يدكون لا ينظرون من هذا الذي يحب الله ورسوله فكلهم داء. ولكنهم ينظرون ايهم الذي يحبه الله ورسوله اسأل الله العلي العظيم ان يجعلنا واياكم ممن يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم نعم. واما الخلق العظيم الذي وصف به محمدا صلى الله عليه وسلم فهو الدين الجامع لجميع ما امر الله به مطلقا هكذا قال مجاهد وغيره وهو تأويل القرآن كما قالت عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن وحقيقته المبادرة الى امتثال ما يحبه الله تعالى بطيب نفس وانشراح صدر اصل هذه الجملة ان الخلق له شرعا معنيان اثنان المعنى الاول معنى عام وهو المذكور في قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم. قال مجاهد وجماعة من السلف الخلق العظيم الدين العظيم فيقع اطلاق الخلق ويراد به الدين كله والمعنى الثاني معنى خاص وهو ما يكون بين العبد وبين غيره من المعاملة وهو الذي سبق ذكره في كلام ابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى واما بيان ان هذا كله في وصية الله فهو ان اسم تقوى الله يجمع فعل كل ما امر الله به واستحبابا وما نعنوا تحريما وتنزيها وهذا يجمع حقوق الله وحقوق العباد لكن لما كان تارتي يعني بالتقوى خشية العذاب خشية العذاب المقتضية للانكفاف عن المحارم جاء مفسرا في في حديث معاذ وكذلك في حديث ابي هريرة رضي الله عنهما الذي رواه الترمذي وصححه قيل يا رسول الله ما اكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال تقوى الله وحسن الخلق. قيل وما اكثر ما يدخل الناس النار قال الاجوفان الفم والفرج وفي الصحيح عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا رحمه الله الاجوفان الفم والفرز لا اظن ان كلمة الاجوفان في سياق الترمذي فتراجع وانما سياق الترمذي فيه الفم والفرج نعم فجعل كمال الايمان في كمال حسن الخلق ومعلوم ان الايمان كله تقوى الله وتفصيل اصول التقوى وفروعها لا يحتمله هذا الموضع. فانها الدين كله لكن ينبوع الخير واصله واخلاص العبد لربه عبادة واستعانة كما في قوله اياك نعبد واياك نستعين في قوله فاعبدوه وتوكل عليه. وفي قوله عليه توكلت واليه انيب. وفي قوله فابتغوا عند الله رزقا واعبدوا واشكروا بحيث يقطع العبد تعلق قلبه من المخلوقين انتفاعا بهم او عملا لاجلهم. ويجعل همته ربه تعالى وذلك بملازمة الدعاء له في كل مطلوب من فاقة وحاجة ومخافة وغير ذلك والعمل والعمل له بكل محبوب ومن احكم هذا فلا يمكن ان يوصف يعقبه ذلك. فلا يمكن ان يوصف يعقبه ذلك يعني ما يثمره ذلك ما يعقبه ذلك يعني ما يثمره ذلك. اذا كان العبد دائم الصلة بربه سبحانه وتعالى متعلقا به همته ومراده ابتغاء مرضات الله سبحانه وتعالى فانه ينال سعادة الدارين واما من كانت همته الدنيا فانه يبقى معذبا. ولذلك شتان بين همتين كما وقع في كلام ابن القيم رحمه الله تعالى بالفوائد همة تدور حول العرش وهمة تدور حول الحش يعني ان كان الدنيا فينبغي ان يكون مراد العبد هو ابتغاء القربة الى الله سبحانه وتعالى. وان تكون طلبة همته تحري ما يوصي الى مرضاته من الاعمال الموقفة على رضا الرب سبحانه وتعالى ومحابه وهذا الذي ذكره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى فيما تقدم فيه اشارة الى تفجير التقوى وان كان رحمه الله تعالى اجمل مراعاة للحال فانها وصية كتبت على عجل لرجل كان قدم فسأله الوصية بما يصلح دينه فما هو تعريف التقوى قال ابو عبد الرحمن ان التقوى من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية هي فعل المأمور وترك المحظور قد عندي زيادة الى هنا بس ان تجعل بينك وبين عذاب الله عز وجل وقاية قولين من الاقوال قل للجهة اليمنى وقل للجهة اليسرى التورع عن الشبهات ها الاخوان الجهاديين هذا قول فرق في حديث ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله تعالى نور من الله خافوا عذاب الله قال الذهبي لما ساقه سمع فافزع. نعم. هذا ايضا من جملة ما ما ذكر عن علي رضي الله عنه الا ان هذا كله من افراد العامة العبد بينه وبين الله وصايا لامري واجتهاد ايوا الخطاب الشرعي اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ربه بامتثال خطاب الشهر اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ربه بامتثال خطاب الشرع. قولنا اتخاذ العبد وقاية اصح من القول المشهور ان يتخذ العبد وقاية بينه وبين عذاب الله. فان مقصود العبودية التي حقيقتها التقوى ليس مجرد دفع العذاب بل من مقصودها رفعة الدرجات والتزود من كل ما يقرب الى الله سبحانه وتعالى. فالتعبير بما ذكرنا اعم وهو اتخاذ العبد وقاية بينه وبين الله. ولذلك جاء في القرآن الكريم يا ايها الناس اتقوا ربكم كما جاء فيه يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا فكله مما تطلب الوقاية منه وايضا قولنا بامتثال خطاب الشرع اعم من قول كثيرين بفعل اوامره واجتناب نواهيه. لان فعل الامن واجتناب النهي هو بعض خطاب الشرع لان خطاب الشرع نوعان النوع الاول الخطاب الشرعي الخبري المقتضي للتصديق كقوله تعالى ان الله كان سميعا بصيرا فهذا لا يدخل فيه فعل ولا ترك وانما يدخل فيه التصديق والنوع الثاني الخطاب الشرعي الطلبي ويندرج فيه فعل المأمور واجتناب المحظور فصار هذا التعريف جامعا سالما من كل معارضة نعم. واما ما سألت عنه من افضل الاعمال بعد الفرائض. فانه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل احد لكن مما هو كالاجماع بين العلماء بالله وامره ان ملازمة ذكر الله دائما قوله رحمه الله تعالى فانه يختلف وباختلاف الناس فيما يقدرون عليه ومن احسن الاجوبة بهذا الباب جواب ابي عبد الله احمد رحمه الله تعالى لما سأله رجل عن عملين ايهما يفعل؟ فقال افعل الانفع لقلبك فمن الناس من يكون الانفع لقلبه في حال قراءة القرآن وتارة في حال اخر مواساة المساكين وتارة في حال ثالث الجلوس في حلق العلم وتارة في حال رابع صلة الارحام فيتلمس المرء ما يكون نافعا لقلبه فيعمله لان المراد هو اصلاح حال القلب بالاعمال الصالحة لكن مما هو كالاجماع بين العلماء بالله وامره ان ملازمة ذكر الله دائما وافضل ما شغل العبد به نفسه له في الجملة وعلى ذلك دل حديث ابي هريرة الذي رواه مسلم. سبق المفردون. قالوا يا رسول الله ومن قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات وفيما رواه ابو داوود عن ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الا انبئكم بخير اعمالكم وازكى عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من اعطاء الذهب والورق. قوله والورق الورق والفضة ومن ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم. قالوا بلى يا رسول الله. قال ذكر الله. هذا الحديث مروي عند الترمذي وابن ماجه وفي اسناده نظر ومن اهل العلم من صححه لكن في النفس من تصحيحه شيء. نعم والدلائل القرآنية والايمانية بصرا وخبرا ونظرا على ذلك كثيرة واقل ذلك ان يلازم العبد الاذكار المأثورة عن معلمي الخير وامام المتقين صلى الله عليه وسلم. هذه الجملة من اجود ما ذكر في تعيين قدر ما يكون به العبد من جملة الذاكرين الله كثيرا والذاكرات واصل هذا الجواب لابي عمرو ابن الصلاح الشهرزوري الشافعي صاحب معرفة بعلوم الحديث فانه ذكر في فتاويه ان من ادام المحافظة على الاذكار المرتبة شرعا كما وظفت الشريعة فانه يدخل في جملة الذاكرين الله كثيرا والذاكرات والى هذا يمين ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى كما هو ظاهر كلامه هنا وتلميذه ابن القيم كما هو ظاهر كلامه في الوابل الصيب كالاذكار المؤقتة في اول النهار واخره وعند اخذ المضجع وعند الاستيقاظ من المنام وادبار الصلوات وادبر وادبار الصلوات والاذكار المقيدة مثلما يقال عند الاكل والشرب واللباس والجمال ودخول المنزل والمسجد والخلاء والخروج من ذلك. وعند المطر والرعد الى غير ذلك وقد صنمت له الكتب المسماة بعمل اليوم والليلة. ومن جملتها كتاب ابي عبد الرحمن النسائي المسمى باسم عمل والليلة وكتاب ابن السني رحمه الله تعالى المسمى بعمل اليوم والليلة وكتاب ابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى المسمى بالكلم الطيب وكتاب تلميذه ابن القيم المسمى بالوابل الصيب فينبغي ان يحرص العبد على حفظ هذه الاذكار وينبغي ان ينشأ الناشئة على حفظ هذه الاذكار فانها من انفع الامور للقلب بحيث ينسخ فيها الايمان ويزيد اليقين ومن رأى نشأة الناس فوجدهم قد نشئوا على دوام الاذكار يجدوا لذلك في نفوسهم اثر وقد كان بعظ من مظى من اهل التعبد يعتني بتحفيظ الناشئة صحيح الكلم الطيب للشيخ الالباني رحمه الله تعالى. وهذا اقل ما يكون ان يحفظ الانسان شيئا مما عين من جملة الصحاح ككتاب الشيخ رحمه الله تعالى وان نزع في شيء منه الا انه نافع للمرء نعم. ثم ملازمة الذكر مطلقا وافضله لا اله الا الله وقد تعرض احواله يكون بقية الذكر مثل سبحان الله والحمدلله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله افضل ثم يعلم ان كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرب الى الله من تعلم علم وتعليمه وامر بمعروف ونهينا عن منكر فهو من ذكر الله ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد اداء الفرائض او جلس مجلسا يتفقه او يفقه فيه الفقه الذي سماه الله ورسوله فقها فهذا ايضا من افضل ذكر الله. وهذا الذي ذكره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وقع في لسان جماعة من التابعين كما قال عطاء رحمه الله تعالى مجلس يتعلم فيه العبد الحلال والحرام من ذكر الله سبحانه وتعالى فليس ذكر الله مقصورا على التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير كما يتوهمه كثير من الناس بل باب الذكر اوسع من ذلك. ولابن القيم رحمه الله تعالى كلام جامع مفيد في معنى الذكر. ذكره في صدر كتابه الوابل الصيب الرجوع اليه وعلى ذلك اذا تدبرت لم تجد بين الاولين في كلماتهم في افضل الاعمال كبيرة اختلاف وما اجتبى امره على العبد فعليه بالاستخارة المشروعة فما ندم من استخار الله تعالى وليكثر من ذلك ومن الدعاء فانهم مفتاح كل خير ولا يعجل فيقول دعوت فلم يستجب لي. وليتحرى الاوقات الفاضلة كاخر الليل ادبار الصلوات وعند الاذان ووقت نزول المطر ونحو ذلك ونحو ذلك وان ارجح المكاسب فالتوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن به. وذلك انه ينبغي ونحو ذلك ما الوجه الاعرابي الذي جعلك تنصبه نعم معطوف على ماذا اذا كانت الواو استئنافية فهي مبتدأ ونحو ذلك طيب واذا لم تكن الماء اسنا فيها معطوف على ماذا على المجرور كاخر الليل وادبار الصلوات وعند الاذان صار عطفه ونحو ذلك وبلا عطف كن مبتدأ تكون الواو استئنافية ويكون ونحو ذلك وهل فيها النصب بل فيها وجه للنصر وهو فاضلة ونحو ذلك نحو ماذا المعنى ما ما يناسب في هذا في عطفه عليه عبد الله دائما اذا جتك ونحو ذلك فاما ان تكون مبتدأ مرفوعا واما ان تكون منصوبة لفعل محذوف تقديره وانح انت نحو ذلك. ويجوز وجه وهو الجر عفوا في هذا الموضع نعم الله اليكم واما ارجح المكاسب فالتوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن به وذلك انه ينبغي للمهتم في امر رزقي ان يلجأ فيه الى الله ويدعوه. كما قال سبحانه فيما يأثر عنه نبيه كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم وفيما رواه الترمذي عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأل احدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله نعله اذا انقطع فانه ان لم ييسره لم يتيسر وقد قال الله تعالى في الحديث حديث ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وشسع النعل سيور النعل التي تكون بين الاصابع وقد قال الله تعالى في كتابه واسألوا الله من فضله. وقال سبحانه فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل وهذا وان كان في الجمعة فمعناه قائم في جميع الصلوات ولهذا والله اعلم امر النبي صلى الله عليه وسلم الذي المسجد ان يقول اللهم افتح لي ابواب رحمتك واذا اذا خرج ان يقول اللهم اني اسألك من فضلك. فالامر بقول اللهم اني اسألك من فضلك عند الخروج من كل ولا فيها تقرير لهذا المعنى ان المرء يتلمس فضل الله سبحانه وتعالى عند كل مرة ينقضي فيها من عباد في الصلاة وليس مقصورا على صلاة الجمعة كما جاء في ايات صورتها ثمان هذا الذي اورده رحمه الله تعالى هو القدر الذي يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بما يقول الانسان اذا دخل المسجد وفيما يقول واذا خرج والاذكار المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم الزائدة عن هذا لا يصح منها شيء كالتسمية او الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت منها شيء وقد قال الخليل صلى الله عليه لا حديثا اخر وهو اللهم اني اعوذ بوجهك الكريم القديم من الشيطان الرجيم فهذا اسناده حسن وقد قال الخليل صلى الله عليه وسلم فابتغوا عند الله رزقا واعبدوه واشكروا له. وهذا امر والامر يقتضي الايجاب الاستعانة بالله واللجاء اليه في امر الرزق وغيره اصل عظيم ثم ينبغي له ان يأخذ المال بشقاوة نفس ليبارك له فيه ولا يأخذوا باشراف وهلا بل يكون المال عنده بمنزلة الخلاء بمنزلة الخلاء الذي يحتاج اليه من غير ان يكون له في القلب مكانة. والسعي فيه اذا سعى كاصلاح الخلاء وفي الحديث المرفوع الذي رواه الترمذي وغيره من اصبح والدنيا اكبر همه شتت الله عليه شمله وفرق عليه ضيعته ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له. ومن اصبح والاخرة اكبر همه جمع الله عليه شمله وجعل غناه في قلبه واتته الدنيا وهي راغمة. وهو بهذا اللفظ ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما يثبت بلفظ من كانت الدنيا همه فرق الله امره الى اخره. نعم وقال بعض السلف انت محتاج الى الدنيا وانت الى نصيبك من الاخرة احوج. فان بدأت بنصيبك بنصيبك من مر على نصيبك من الدنيا فانتظم انتظاما قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة فاما تعينه وقوله سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون الى اخر الاية فيه بيان الصلة بين العبادة والرزق وان رزق الانسان على حسب كمال عبادته فكلما كمل الانسان عبادته كلما كمل الله سبحانه وتعالى رزقه. فان قيل فاننا نرى اناسا فقراء وهم من هم في عبادة الله عز وجل فما الجواب اذا رزقي يشمل الارواح والابدان. احسنت ان نقول هؤلاء وان كانوا في الظاهر من اهل العدم والحاجة الا ان ما رزقهم الله عز وجل من الايمان ومن حظوظ قلوبهم بالاستغراق في مطالعة امره ونهيه والرضا بقدره وقضائه هو اعظم من الرزق الذي يتريث فيه كثير من الناس من المراكب والملابس والمفاخر واكثر الناس ابصارهم لا تتجاوز رزق الاجسام والاشباح واعظم من ذلك رزق القلوب والارواح فان المرء اذا رزق قلبه بطاعة الله سبحانه وتعالى والتلذذ بالايمان والعلم النافع والعمل الصالح كان هذا هو اعظم الرزق نعم. فاما تعيين مكسب على مكسب من صناعة او تجارة او بناية او حراسة او غير ذلك. فهذا يختلف باختلاف وفي الناس ولا اعلم في ذلك شيئا عاما. لكن اذا ان للانسان جهة فليستخر الله تعالى فيها. فيها الاستخارة قاطعا معلم الخير صلى الله عليه وسلم. اللهم فان فيها من البركة ما لا يحاط به. ثم ما تيسر له فلا يتكلف غيره الا ان يكون منه كراهة شرعية واما ما تعتقدون ما مراده رحمه الله تعالى من قوله الاستخارة الشرعية وسبقت هذه العبارة ما هي الاستخارة الشرعية وهو ما ليس بالصائم وان يركع ركعتين ثم يأتي بالذكر الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني استخيرك بعلمك استقدرك بقدرتك الى اخر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم في درس يوم الاحد عند اقراء كتاب تيسير العبادات لابي العباس ابن تيمية ان الصحيح ان هذا الذكر يؤتى به قبل السلام بعد السلام لماذا؟ من الذي حضر درس لا حد الاقربون الاقربون لماذا طيب ويركع ركعتين ويجلس التشهد بعدين يقول قبل اثنين لان المصلي لا يسمى قد صلى ركعتين حتى يختمها بالسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم وتحريمها التكبير ويش وتحليلها التسليم فلو ان انسانا صلى ركعتين ثم لما بلغ التشهد قام وخرج. هل يقال صلى ركعتين؟ لا فلا يكون مصليا ركعتين حتى يختمها بالسلام ولاجل هذا قيل ان الصحيح وان الدعاء يكون بعد السلام. نعم واما ما تعتمد عليه من الكتب في العلوم فهذا باب واسع وهو ايضا يختلف باختلاف نشئ الانسان في البلاد. فقد يتيسر له وفي بعض البلاد من العلم او من طريقه ومذهبه فيه ما لا يتيسر له في بلد اخر لكن لكن جماع الخير ان يستعين بالله سبحانه في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه هو الذي يستحق ان يسمى علما وما سواه اما ان يكون علما فلا يكون نافعا واما ان لا يكون علما وان سمي به ولان كان علما نافعا فلا بد ان يكون في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه ولتكن همته العلوم الخارجة عن الكتاب والسنة لا تخلو عن حالين. الحال الاولى ان تكون علوم الناس فاذا كانت علوما نافعة فان ما في القرآن والسنة انفع منه والحال الثانية ان تكون تلك العلوم ليست من جملة العلوم النافعة فهذه لا يلتفت اليها ولا يؤبه بها نعم ولتكن همته فهم مقاصد الرسول في امره ونهيه وسائر كلامه. فاذا اطمئن قلبه ان هذا هو مراد الرسول فلا يعدل عنه في ما بينه وبين الله تعالى ولا مع الناس اذا امكنه ذلك وليجتهد ان يعتصم في كل باب من ابواب العلم باصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك صنف اهل العلم كتب الحديث المرتبة على ابواب الديانة فتجد انهم صنفوا بالاعتقاد كتبا في كل باب منها حديث شريف يبنى عليه الباب كما فعل الهوروي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين في دلائل التوحيد فانه بوب ابوابا في الاعتقاد ذكرت تحت كل باب حديثا شريفا عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الاحكام صنف اهل العلم رحمهم الله تعالى فتجدهم تحت كل باب ذكروا حديثا او اكثر عن النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل الحافظ عبد الغني المقدسي بالعمدة وتبعه ابو الفضل ابن حجر الحافظ في كتابه بلوغ المرام وفي ابواب الاداب والرقائق تجد النووي رحمه الله تعالى قد جمع رياض الصالحين وذكر في ابواب الادب والرقائق ما هو اصل من الاحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فينبغي للطالب ان يحرص على حفظ المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم مما هو عمد الابواب فان الاحاديث النبوية منها جملة تعد عمد الباب كحديث جابر رضي الله عنه في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم الطويل فانه عمدة في باب الحج وفي حديث انس رضي الله عنه بالزكاة فانه عمدة فيها وكحديث وائل بن حجر في الصلاة فانه عمدة فيها وهلم جرة وليجتهد ان يعتصم في كل باب من ابواب العلم باصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم واذا اشتبه عليه مما قد اختلف فيه الناس فليدعوا بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا قام يصلي من الليل اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني بما اختلف فيه من الحق باذنك. انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم فان الله تعالى قد قال فيما رواه عنه رسوله يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. واما وصف الكتب المفزع الاعظم الذي ينبغي التعويل عليه اذا اشتبه الى العبد شيء من الدين هو سؤال الله سبحانه وتعالى الهداية ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يديم ذلك فيسأل ربه كل ليلة في صلاة الليل ان يهديه الى الصراط المستقيم فيما اختلف فيه واكثر المشتغلين بالعلم محجوبون عن هذا فانهم اذا اشتبه عليهم شيء من العلم قرعوا يركظون الى الرجوع الى المصادر المطولة. فهم يلتمسون في كلام فلان من العلما شيئا يزيل الاشكال. وفي كلام فلان من العلماء يزيل الاشكال وينسون ان دفع الاشكال كله بيد المتعال سبحانه وتعالى فينبغي ان يوطن المرء نفسه على سؤال الله عز وجل ولذلك كان ابو العباس ابن تيمية جامع هذه الرسالة اذا استغلق عليه شيء من العلم ربما استغفر الله الف استغفاره وكان يقول اللهم يا معلم ادم وابراهيم ومفهم سليمان علمني وفهمني. فسؤال الله عز وجل من اعظم الاسباب التي ينال بها اه العلم وكثير من الطلبة يعول على قوة حفظه وجودة ذهنه وينسى مدد ربه سبحانه وتعالى فلا يكاد يسأل ربه سبحانه وتعالى التوفيق فيما يشرع فيه من العلم وانظر هذا في نفسك عندما تحضر مثل هذه الدروس هل مر في خاطرك انك تسأل الله عز وجل النفع بها او مرة في خاطره انك تبتغي عند الله سبحانه وتعالى القربة بها اكثر الناس محجوبون عن هذه الحقائق ولهذا لماذا قل حظ الناس من العلم لانه قل حظهم من مقصود العلم فصار هم كثير من الناس التكسر بهذه العلوم والتسابق الى ان يقال فلان يحفظ كذا وكذا او فلان يعرف كذا وكذا او فلان من تلاميذ فلان وفلان ويغيب عنهم ملاحظة ان المقصود الاعظم من العلم ان يقربك الى الله وان يعرفك بربك سبحانه وتعالى وان يهديك صراطه المستقيم. واذا كان هم طالب العلم دائرا مع هذه المقاصد العظمى فان الله عز وجل يفتح له ابواب الذهب واذا كان طالب العلم محجوبا بهذه الحجب الكثيفة التي ذكرت بعضها فانه يتعب ويشقى ويبكر ويحضر ولكنه لا يكون له من العلم الا الحظ اليسير قال ابن عباس رضي الله عنه انما يحفظ الرجل على قدر نيته وقال ابو عبد الله الرودباري العلم يورث العمل والعمل يورث الاخلاص والاخلاص يورث الفهم عن الله عز وجل فيتفطن الانسان الى هذه الامور اكثر من تفطنه الى ماذا يحفظ واذا ماذا يقرأ على شيخه والى ماذا يحظر عند من الشيوخ؟ يحضر عند شيخ مشار له كي يكون قريبا منه فيعرف به فيشار يقال هذا من تلاميذ فلان ابن فلان لا يزيدك شيئا انما يزيدك مدد ربك سبحانه وتعالى واعتبر هذا في احوال من مضى تجد صدق ما ذكرت لك كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى كلام المتقدمين قليل كثير البركة وكلام المتأخرين كثير قليل البركة فتجد ان طالب العلم يقرأ في بعض الكتب المصنفة التي كتبها المتأخرون كي يتفقه في دينه والكلام كثير لكن البركة قليلة وتجد ان كلام المتقدمين رحمهم الله تعالى قليل ولكن بركته ونفعه كثير واي شيء اكثر بركة واعظم بركة من كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك اذا صحت نية طالب علم وكان اعظم شغله الشغل بالفكر في كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم حصلت له المنازل العليا في الدنيا والاخرة وليس مرادنا بالمنازل العليا مدح الناس ولا نيل المناصب ولا ان يكون لك رسم وهيئة لا تكون لغيرك. وانما المراتب العليا ان تكون ممن عرف الله حق معرفته ولذلك من عرف الله لم يضره ان يجهل غيره ومن جهل الله لم ينفعه ان يعرف غيره ومن وجد الله ماذا فقد ومن فقد الله ماذا وجد اذا كان الامر تعويده على ربه سبحانه وتعالى حصلت له الكفاية التامة. والرعاية العامة. واذا كان تعويله على اسباب القوة كقوة حفظه وجودة فهمه ومن يحضر عنده من المشوخاء وما يقتني من الكتب وما يطالع من التصانيف فانها لا تزيده شيئا وسيأتي من كلام ابي العباس ما يشير الى بعض ما ذكرت نعم احسن الله اليكم واما وصف الكتب والمصنفين فقد سمع منا في اثناء المذاكرة ما يسره الله سبحانه وما في الكتب المصنفة المبوبة كتاب انفع من صحيح محمد ابن اسماعيل البخاري لكن هو وحده لا يقوم لا يقوم باصول العلم ولا يقوم بتمام المقصود للمتبحر في ابواب العلم اذ لابد من معرفة احاديث اخر وكلام اهل الفقه واهل العلم في في الامور التي يختص بعلمها بعض العلماء وقد اوهبت الامة في كل فن من فنون العلم اعابا. اسمع بقلب حاضر قوله رحمه الله وقد اوعدت هذه الامة وما بعده. نعم وقد اوعبت الامة في كل فن من فنون العلم ايعابا فمن نور الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك ومن اعماه لم تجده كثرة الكتب الا حيرة وضلالا. فعاد الامر الى تنوير الله لقلب العبد. فاذا نور الله سبحانه جعل قلب عبده هداه بما بلغه من العلم وفتق لسانه بانواع الفهم واذا لم يجعل الله له نورا فما له من نور وانما تزيده كثرة الكتب حيرة وظلالا وتأمل حال الرجل الذي كان مشهورا في العلم في بلاد القصيم ثم غرته قواه واعجب بحفظه وقوة فهمه كما يلمسه الانسان من ثنائه على نفسه في كتبه الموجودة بيد الناس حتى انقلب على عقبه وانخلع من الاسلام بالكلية فلم تنفعه كتبه ولا تصانيفه ولا ذكاؤه ولا فهمه حتى قيل انه كان يحفظ صحيح البخاري وان اكثر كتاب كان يصطحبه معه هو صحيح البخاري لكن لما سرى الى قلبه علل من العلل العظيمة التي تضر بصاحبها كالكبر والحسد ورؤية النفس اظلم قلبه وبها فلم يجعل الله له نورا فانقلب على عقبيه وارتد عن الدين بالكلية. وهذا يوجب على طالب العلم كما ذكرت سابقا ان يكثر سؤال الله سبحانه وتعالى الهداية والتوفيق وان ينور له قلبه نسأل الله عز وجل ان ينور قلوبنا وقلوبكم بالايمان. فمن نور الله قلبه هداه بما يبلغه من لذلك ومن اعماه لم تجده كثرة الكتب الا حيرة وضلالا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي لبيد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن نبيه زياد ابن لبيد السلام عليكم لابن لبيد الانصاري اوليست التوراة والانجيل عند اليهود والنصارى. فماذا تغني عنهم؟ نعم. هؤلاء هم اليهود والنصارى بايديهم كتبهم لكنها لم تنفعهم شيئا لان الله عز وجل لم يجعل لهم نورا وهكذا لا يفتخر الانسان بان عنده مكتبة كبيرة فما تغني عنك هذه المكتبة اذا لم يجعل الله لك نورا واذا تأملت كثيرا من احوال اهل العلم الذين بلغوا الغاية لا تجد الا عندهم كتبا قليلة لكن قلوبهم منورة وقد اخذوا العلم باصوله فزادهم الله عز وجل علما وفسق على السنتهم فهما. فانك تسمع من احدهم كلاما ثم تجده في كتاب وانت تقطع بان هذا الكتاب ليس من جملة مكتبة الشيخ لانك بها عالم. وما حصل بينهما من الاتفاق ان المعطي واحد وهو الرب سبحانه وتعالى. فلما بلغ في قلوبهم الهدى والنور اعطاهم الله عز وجل بقدر واحد فنسأل الله العظيم ان يرزقنا الهدى والسداد ويلهمنا رشدنا ويقينا شر انفسنا والا يزيغ بعد اذا دعانا ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب. والحمدلله رب العالمين وصلوا يا اشرف المرسلين. اللهم صل وسلم. وبهذا كمل اقراء الكتاب العشرين. وبه بلغ القدر من الكتب الثلثين بحمد الله سبحانه وتعالى ونسأله المزيد من فضله وانبه الى ان غدا بعد درس العشاء ستكون مسابقة الكتاب المقروء وهو كتاب المعين للشيخ عبد الرحمن بن سعدي وسيكون الامتحان فيه تحذيريا ويوجد مصورا عند مكتبة التوفير فمن احب المشاركة فانه يقرأ هذا الكتاب قراءة جيدة ثم يتقدم للاختبار فيه واما كبار الشريط المسموع وهو شريط زدني علما فسيكون ان شاء الله تعالى بعد درس العشاء من يوم الخميس نسأل الله ان يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله