ونبدأ بعده بما يتيسر من كتاب العروة الوثقى. نعم. احسن الله اليكم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ومشايخه وللمسلمين يا رب العالمين. قلت وفقكم الله ونهى عنا بعلمكم في كتابكم العروة الوثقى باب قول الله تعالى. بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم نعم قلت وفقكم الله ونفعنا بعلمكم في كتابكم العروة الوثقى بسم الله الرحمن الرحيم. باب قول الله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لنفصام لها ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية في مكاتبات النبي صلى الله عليه وسلم ورسائله. والتصانيف تجري مجراها. ثم قال باب قول الله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها. ومقصود الترجمة تعظيم التوحيد والامر به والترغيب فيه وذم الشرك والنهي عنه والترهيب منه اه الله عليه قلتم وفقكم الله وقوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقوله فاعلم انه لا اله الا الله استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما انه قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه الى نحو اهل اليمن قال له انك تقدم على قوم من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم الى ان يوحدوا الله تعالى. فاذا عرفوا ذلك فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمسة صلوات في يومهم وليلتهم الحديث متفق عليه واللفظ للبخاري. وقال ابراهيم التيمي رحمه الله من امنوا من البلاء بعد خليل الله ابراهيم حين يقول واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. رواه ابن جرير وابي حاتم. وقال مجيب ابن موسى الاصبهاني كنت عديل سفيان الثوري الى مكة فرأيته يكثر البكاء قلت له يا ابا عبدالله بكاؤك هذا خوفا من الذنوب. قال فاخذ عودا من المحمل فرمى به قال ان ذنوبي اهون علي من هذا ولكني اخاف ان اسلب التوحيد. رواه ابونعم الاصبهاني في عثمان والبيهقي في شعب الايمان. ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة ستة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فقد استمسك بالعروة الوثقى. والاستمساك هو شدة التعلق وقوته والمستمسك به العروة الوثقى والعروة اسم لما يتعلق به والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى فيتحقق للعبد قوة التعلق بالعروة الوثقى بامرين فيتحقق للعبد قوة التعلق بالعروة الوثقى بامرين احدهما الكفر بالطاغوت والاخر الايمان بالله وهما يجمعان معنى عبادة الله. وهما يجمعان معنى عبادة الله باثبات استحقاق الله العبادة. باثبات استحقاق الله العبادة بالايمان به وابطال عبادة ما سواه. بالكفر بالطاغوت وابطال عبادة ما سواه بالكفر بالطاغوت فلا تتحقق العبادة الا بالكفر بالطاغوت والايمان بالله. وهذا هو معنى لا اله الا الله. والطاغوت له معنيان. احدهما خاص وهو الشيطان وهو المراد عند الاطلاق في القرآن والاخر عام. وهو اسم لما تجاوز به العبد حده. وهو اسم لما تجاوز به العبد عدة من معبود او متبوع او مطاع ذكره ابن القيم في اعلام الموقعين وعده عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد وصاحبه سليمان بن سحمان رحمه الله احسن ما قيل في حد الطاغوت. ويقع الفعل معه في القرآن مجموعة. ويقع الفعل معه في القرآن مجموعا. كقوله تعالى الذين كفروا اولياؤهم الطاغوت. يخرجونهم من النور الى الظلمات وقوله في الاية لا فصام لها اي لا انقطاع لها والفصم انكسار بلا قطع. والفصم انكسار بلا قطع. والقصم انكسار مع قطع انكسار مع قطع. ونفي الادنى يتضمن نفي الاعلى ونفي الادنى يتضمن نفي الاعلى. فاذا كانت لا تنفصم فانها لا تنقسم. والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا الاية. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهم هما الامر بالتوحيد في قوله واعبدوا الله والاخر النهي عن الشرك في قوله ولا تشركوا به شيئا فاما الاول وهو الامر بالتوحيد فموقع وروده في قوله واعبدوا الله لان العبادة في القرآن عند الاطلاق هي التوحيد. لان العبادة في القرآن عند الاطلاق هي التوحيد. قال ابن عباس رضي الله عنهما كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد. ذكره البغوي في تفسيره والتوحيد شرعا له معنيان احدهما عام وهو افراد الله بحقه والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة والمعنى الخاص هو المعهود عند الاطلاق في خطاب الشرع هو المعهود عند الاطلاق في خطاب الشرع واما النهي عن الشرك فهو الوارد في قوله ولا تشركوا به شيئا والشرك شرعا له معنيان احدهما جعل شيء من حق الله لغيره والاخر جعل شيء من العبادة لغير الله والمعنى الخاص هو المعهود عند الاطلاق في خطاب الشرع فمعنى الاية وحدوا الله في عبادته ولا تشركوا به شيئا. فمعنى الاية وحدوا الله في عبادته ولا تشركوا به شيئا. وهي تدل على ان اعظم ما امر الله به توحيد واعظم ما نهى عنه هو الشرك. ودلالتها على الاعظمية فيهما من وجهين على الاعظمية فيهما من وجهين. احدهما في تقديمهما على غيرهما في تقديمهما على غيرهما من المأمورات والمنهيات المذكورة في الاية. وان ما يقدم المقدم وانما يقدم المقدم صرح به ابن قاسم العاصمي الله في حاشية ثلاثة الاصول وادلتها واشار اليه امام الدعوة في المسألة الحادية عشرة من الباب الاول في كتاب التوحيد المترجم بقوله كتاب التوحيد تأخروا عطف ما بعدهما عليهما. عطف ما بعدهما عليهما. بجعلهما اصلا وجعل غيرهما تابعا لهما بجعلهما اصلا وجعل غيرهما تابعا لهما. فان العطف في اللسان العربي من باب التوابع. فان العطف في اللسان العربي من باب التوابع. وهو في والمعاني معا وهو في المباني والمعاني مع فالمعطوف عليه اصل والمعطوف تابع تعطوف عليه اصل والمعطوف تابع. فالتوحيد اصل المأمورات والشرك ايش اصل المنهيات. والدليل الثالث قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله. الاية ودلالته على مقصود في قوله فاعلم انه لا اله الا الله ففيه الامر بالعلم بالتوحيد ففيه الامر بالعلم بالتوحيد المشار اليه بقوله لا اله الا الله. فانها كلمة التوحيد الدالة عليه فانها كلمة التوحيد الدالة عليه. واقيم الدال في الاية مقام مقاما المدلول عليه. واقيم الدال في الاية مقام المدلول عليه. فالمدلول عليه اي المعنى المراد هو التوحيد. فالمدلول عليه اي المعنى المراد هو التوحيد. والدال المرشد اليه هو كلمته لا اله الا الله والدال المرشد اليه هو كلمته لا اله الا الله. فتقدير الاية فاعلم التوحيد. فتقدير الاية فاعلم التوحيد. وهو امر بالعلم به وهو امر بالعلم به المتوقف على المتوقف على تعلمه. فتعلم التوحيد واجب مرغب فيه فتعلم التوحيد واجب مرغب فيه. والاية المذكورة مدنية واعادة الامر للنبي صلى الله عليه وسلم بتعلم التوحيد بعد قيامه فيه المقام الاعلى بالدعوة اليه في مكة اعلام بشدة الحاجة الى تعلمه. اعلام بشدة الحاجة الى هو ان العبد مفتقر الى دوام ذلك. وان العبد مفتقر الى دوام ذلك ليقوى في قلبه ويرسخ في نفسه اشار اليه امام الدعوة رحمه الله في رسالته الى الامير ثنيان ابن سعود. اشار اليه امام الدعوة في رسالته الى الامير ابن سعود رحمه الله. واذا كان الداعي اعظم الدعوة الى وهو محمد صلى الله عليه وسلم مأمورا بتعلمه فغيره اولى. فمن كمال العلم والايمان توثيق الصلة بالتوحيد تعلما وتعليما ودعوة وارشادا وهي خصيصة من خصائص الدعوة الاصلاحية في اصحاب الشيخ محمد بن عبدالوهاب واصحاب اصحابه فمن بعدهم في طبقات القائمين بالدعوة من ائمتها وعلمائها وشيوخ انهم كانوا لا ينفكون عن العناية بالتوحيد تعلما وتعليما وارشادا ودعوة واصلاحا حتى كانوا يلزمونه في مجالس اقراء العلم فلا ينفكون عن كتبه فلا تخلو حلقة دروسهم من كتاب يقرأ فيه. واكثر شيء هما كتاب ثلاثة الاصول وادلتها وكتاب التوحيد. فتجد في حلقة احدهم اقرأوا هذين الكتابين مرات ومرات تصل الى المئين كل ذلك عناية بتعلم التوحيد وتعليمه ليبقى غضا قريا قويا في النفوس. فان الغفلة عن تعلمه وتعليمه تظعف رتبته في القلب فاذا ضعفت رتبته في القلب ضعف اثره في العبد وفي الخلق كافة. والدليل حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما انه قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ ابن جبل رضي الله عنه الى نحو اهل اليمن الحديث متفق عليه واللفظ للبخاري. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في قوله فليكن اول ما تدعوهم اليه الى ان يوحدوا الله. فالتوحيد اول واجب على العبد. التوحيد اول واجب على العبد وهذه الاولية نوعان احدهما اولية حقيقية وهي في حق الكافر اذا اسلم. وهي في حق الكافر اذا اسلم فاول ما يطلب منه ويتعلق بذمته هو التوحيد. والاخر اولية حكمية. وهي ففي حق المسلم الناشي في الاسلام فان اول ما يؤمر به المسلم من الوضوء والصلاة وهو ابن سبع سنين تابع لكونه موحدا. فان اول ما يؤمر به المسلم وهو من سبع سنين من الوضوء والصلاة تابع لكونه موحدا الا تصح صلاته وضوءه الا مع التوحيد فان الله لا يقبل من الكافر عملا. والاخر في قوله فاذا عرفوا ذلك فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم. فالتوحيد يبدأ به قبل غيره من المأمورات. حتى الصلاة فالصلاة وهي هي في عظمة قدرها لا يؤمر بها الا بعد توحيد الله الامر بها ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل امر معاذ رضي الله عنه لهم بالصلاة تبعا لامتثالهم التوحيد. فقال له اذا عرفوا ذلك اي التوحيد. فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم. والدليل الخامس ابراهيم التيمي رحمه الله وهو احد التابعين انه قال من يأمن من البلاء بعد خليل الله ابراهيم الحديث رواه ابن جرير وابن ابي حاتم في تفسيريهما. فاطلاق العزو اليهما به كتاب التفسير لكل واحد منهما. فاذا رأيت قولهم رواه ابن جرير رواه ابن ابي حاتم فالمراد انهما روياه في كتاب التفسير لكل واحد منهما ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من يأمن من البلاء بعد خليل الله ابراهيم. اي لا احد يأمن البلاء بالوقوع في الشرك بعد خليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام الذي تبوأ مقاما عاليا في التوحيد حتى بلغ مرتبة الخلة من ربه فانه كان يدعو فيقول واجنبني وبني ان نعبد الاصنام خوفا من الشرك فالدعاء بالتجنيد يكون فيما يخاف ويحذر. فالدعاء بالتجنيب يكون فيما تخاف ويحذر فالمجانبة هي المباعدة. فاذا كان ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام الذي بلغ ما في تحقيق التوحيد حتى تبوأ مرتبة الخلة من ربه يتخوف على نفسه وبنيه الشرك يدعو الله بان يجنبه وبنيه الشرك فغيره اولى بالخوف. ويقوى هذا الخوف في قلب العبد اذا عرف قبح الشرك وسوء عاقبته. فان الشرك قبيح لما فيه من الظلم عاقبته وخيمة سيئة. قال الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم. وموجب ظلما ما فيه من جعل حق الله لغيره. فان الخلق يمقتون من على حقوقهم فيجعلها لغيرهم ويعدون ذلك ظلما. فكيف بحال المشرك الذي يعدل بحق الله عز وجل عنه الى غيره. فيجعل لغير الله ما هو لله سبحانه وتعالى يقع في الظلم فالشرك ظلم وعاقبته وخيمة سيئة قال الله تعالى ان الله ايغفر ان يشرك به فيغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فالله سبحانه وتعالى لا يغفر الشرك واهله هم اهل النار. قال تعالى ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها. والدليل السادس حديث مجيب ابن موسى الاصبهاني رحمه الله انه قال كنت عديل سفيان الثوري الى مكة. الحديث رواه ابو نعيم الاصبهاني في تاريخ اصبهان وبيهقي في شعب الايمان. وقوله كنت عديلا سفيان اي قرينه في السفر. وقوله فاخذ عودا من المحمل اي من مركبه على الدابة ما علاقة بها اي على مركبه من الدابة مما علق بها. ودلالته على مقصود التوحيد على مقصود ترجمة في قوله ولكني اخاف ان اسلب التوحيد. اي ان ينزع مني فافقده. فاذا فقد العبد التوحيد صار من المشركين. ففيه الخوف من الشرك كما تقدم. ويشتد وهذا الخوف لانه لا نجاة ترجى بعد الوقوع في الشرك. فكل ذنب فصاحبه على رجاء نجاة الا ذنب الشرك فان الله سبحانه وتعالى لا يغفره لاهله وعد هذان القولان الاخير ان من جملة الادلة مع اتفاق العلماء على ان اقوال العلماء يحتج بها يحتج لها ولا يحتج بها. فلا تسمى في نفسها دليلا وانما وقع عدها هنا دليلا لثلاثة مآخذ اولها انهما عدا دليلا باعتبار التغليب انهما عدا دليلا باعتبار التغليب. فالمذكور قبلهما من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم من الادلة اتفاقا. وادراج هذين في الباب بعدها يكسوه يكسوهما وصف ما قبلهما وهو كونهما دليلين على وجه التغليب للمذكور في الباب. وثانيهما انهما عدا دليلين باعتبار التبع لانهما عدا دليلين باعتبار التبع. ويثبت تبعا ما لا يثبت استقلالا. ووصفهما بالدليل لا يقع وصفا لهما حال ذكرهما مستقلين. ووصفهما بالدليل لا يقع وصفا لهما حال كونهما مستقلين ويكون وصفا لهما عند ايرادهما تبعا للادلة. ومن هذا الاصل جرت عادة اهل للسنة بذكر ما ليس دليلا في نفسه. اذا وقع تبعا لما هو دليل في نفسه. ومن هذا اصل جرت عادة اهل السنة من ذكر ما ليس دليلا بنفسه اذا وقع تبعا لما هو دليل بنفسه ذكره ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابو عبد الله ابن القيم رحمهما الله. ونشأ من هذا الاصل توسعهم في فيما ليس دليلا كاحوال البهائم العجماء في اثبات علو الله. لانها جارية مجرى التبع الاصل الثابت بنفسه وثالثها انهما عدا دليلين باعتبار الحكم لا الحقيقة انهما عدا باعتبار الحكم لا الحقيقة. فهما ليسا دليلين. فهما ليسا دليلين على الحقيقة واعطي حكم الدليل لانهما من اقوال المجتهدين. واعطي حكم الدليل لانهما من وللمجتهدين؟ قال الشاطبي في الموافقات فتاوى المجتهدين بالنسبة الى العوام. فتاوى المجتهدين بالنسبة الى العوام كالادلة الشرعية بالنسبة الى المجتهد. كالادلة الشرعية بالنسبة للمجتهدين انتهى كلامه. ولا يراد بكلامه انها حجة بنفسها. ولا انه يجب اتباعها. لكن لقصور حال العامي. عن عقل الدليل وكمال حال المجتهد في كونه مع عدالة دينه استقامة نفسه وتمام نظره. يبعد ان يذكر للعامي شيئا لا يستند الى مأخذ شرعي فيما يفتيه به من النوازل. ذكر هذا المعنى محمد حسنين ابن مخلوق الازهري في حاشيته على الموافقة. فهذه المآخذ الثلاثة تسوى تسمية ما يذكر في الباب مما ليس دليلا بنفسه ان يسمى دليلا ملاحظة لواحد من هذه اخر او ثلاثة هاء فاعتبر هذا فيما يستقبل واعقل منزلته في العلم فان اهل العلم يجرون التصرف بذلك فيكون مولده الداعي لهم الى جعل ما ليس دليلا دليلا يعتد به وما سبق ذكره من واحد من هذه المآخذ المعتد بها عند اهل العلم. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب. ونستكمل بقيته في الدرس القادم بعد قراءة مسائله. اكمل فيه مسائل احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى ان عبادة الله لا تتحقق الا بالكفر بالطاغوت. الثانية ان اعظم ما امر الله به التوحيد ما نهى عنه الشر. الثالثة الامر بتعلم التوحيد. الرابعة كونه اول واجب على العبد. الخامسة يبدأ به قبل غيره من المأمورات حتى الصلاة. السادسة الخوف من الشرك. السابعة انه اخوف ما اعظم عند من عرف قبحه وسوء عاقبته. واعتبر بدعاء الخليل وهو من هو ان يجنبه الله وبنيه عبادة الاصنام فكيف بغيره؟ اي اتخذ حاله عبرة لك. اي اتخذ حاله عبرة لك انه مع كونه من ائمة التوحيد الداعين له المجاهدين للشرك واهله كان يخاف الشرك على نفسه وولده ويدعو الله ان يجنبه وبنيه الوقوع في عبادة الاصنام وهذا تناول بياني على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته في الدرس القادم باذن الله عز وجل. واود الانباء الى امور اولها التذكير بالتحقق بحضور مجالس هو الاول من اصول العلم الذي يعقد يوم الثلاثاء بعد العشاء ممن لم يتقدم منه دراسة تلك ليحصل له استكمال ما يلزمه في وظائف العبودية. فانت لا تطلب العلم لكي تقول قرأت عند فلان وانما تطلب العلم لتعرف ما يريد الله سبحانه وتعالى منك وما يحب ان تكون عليه فهي لك الزم وثانيها اذكر بان يوم الثلاثاء بعد المغرب تعقد حلقة في هذا المسجد سواء للرجال او للنساء للاعانة على حفظ الستة المعلنة وهي ثلاثة الاصول وكتاب التوحيد والعقيدة الواسطية والمفتاح في الفقه ومعاني الفاتحة وقصار الفصل والاربعين نووية وهذه المتون ست لازمة لمن يريد ان يندرج في برنامج معونة المتعلم الذي يشهد الان سنته الثانية وهي مجالس خاصة يشرف فيها على الطالب في حفظه وفهمه عشرين متنا. فمن اراد ان يترشح لها في السنة القادمة فعليه ان يحفظ هذه المتون الستة فانه لا يندرج في مجالسها الا من حفظ هذه المتون الستة وحفظه لها وحفظه لها يجعل معه من العلم ما يقبل به في تلك الحلق والعلم ليس محلا الا لاهله فمن تحقق به استحق ان يكون من اهله ومن فرط فيه فنفسه ضيع. وثالثها الجاري بعد فراغنا من كتاب ان يكون عقبه اختبار قد فرغنا من بهجة الطلب فبين يديكم اختبار ببهجة الطلاب لكن لا نجعله اليوم نجعله ان شاء الله على الدرس القادم وان كان لازما عادة فاذا فرغنا من كتاب فاننا نعقد فيه اختبارا. والتنبيه الرابع يعقد ابتداء من الاسبوع القادم بعد المغرب يوم الاربعاء مدارسة لمقررات المستوى الثاني في حلق تعد لذلك فمن اراد ان يكون من الطلبة المنضوين في هذه الحلق فيسجل بعد الدرس عند الاخوان المستعدين لذلك وهذه الحلق تعينكم على استذكار وفهم ما سبقت دراسته في اوصيكم فمثلا الاسبوع المقبل تكون مذاكرة بهجة الطلب والاداب العشرة فيستعد الطالب الذي يرغب في المشاركة يقرأ في شروحها يقرأ في في شرحها او يسمعه مرة اخرى. وكذلك المعيد الذي يجلس له ينبغي ان له في مدارسته لكن لا يحصل الانتفاع الا باستعدادهما معا. واعانة الاخوان في الانتفاع بالعلم سواء في كبار او في المدارسة سيحرص الاخوان على نشر الدروس سواء في المواقع مواقع الشبكة كالعنكبوتية صوتيا او في المواقع المعدة لتفريغ الدروس كتابة ومنها موقع تفريغ سالم الجزائري ففيه مواد كثيرة مما سبق وسيكون فيها الدرس الماظي وهذا الدرس ان شاء الله مفرغا اما غدا واما بعد غد فاستعينوا به والافضل ان يعيده صوتيا. لكن ان اراد ان يستفيد من المفرغ فلا بأس به فهو بمنزلة المعين المساعد والتنبيه الخامس ان الطلاب في المستوى الاول من اصول العلم تكون لهم مدارسة في متونهم في ايام يعلن عنها فمدارسة المستوى الاول غير مدارسة المستوى الثاني والتنبيه السادس يوجد نقل لطلاب جامعة الامام محمد بن سعود فهناك حافلة معدة لنقلهم ذهابا وايابا. واخر هذه التنبيهات ان شاء الله تعالى يوم الجمعة والسبت برنامج مفاتيح العلم في مدينة القويعية يتم فيه شرح جملة من المتون فمن اراد ان يزيد انتفاعه فليحرص على حضوره فان لم يتمكن فليحرص على متابعة سماعه. فان هذه المتون مرة بعد مرة زيادة في حلاوة العلم وثبوته في القلب وليس ذلك عيبا الا عند من يجهل حقيقة العلم واما من يعرف حقيقة العلم فلم تكن حال الناس الا هذا. فكانت حال الناس السابقة لزوم هم اصول العلم واعادتها مرة بعد مرة. فيوجد فيهم كمال العلم وان لم يطالعوا كثيرا من كتبه. وصارت حالنا اليوم نطالع كثيرا من الكتب فلا نفلح ونفلح ولا ننجح لان اصول العلم فينا غير ثابتة بل هي مشوشة متبلبلة فالطريق المكنة في العلم الاقبال على اصوله حفظا وفهما فلو اقتصرت على اصوله حفظا وفهما صرت عالما ولو لم تقرأ الباري ولا فتاوى ابن تيمية. فمن تغرغر باصول العلم واوعب فيها وهب العلم النافع مع عون الله ومدده وحسن نيته نسأل الله ان يرزقنا جميعا علما نافعا وعملا صالحا وايمانا راسخا ويقينا ثابتا والحمد لله رب العالمين