السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم. وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا المجلس الثالث في شرح الكتاب الثالث من المستوى الثاني من برنامج اصول العلم في سنته الخامسة سبع وثلاثين واربع مئة والف وثمان وثلاثين واربعمئة والد وهو كتاب العروة الوثقى لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. وقد انتهى بنا البيان الى قوله باب فضل العلم وطريق طلبه. نعم احسن الله اليكم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين اجمعين. قلت وفقكم الله ونفعنا علمكم في الدارين في كتابكم العروة الوثقى. باب فضل العلم وطريق طلبه. مقصود الترجمة بيان فضل العلم وطريق طلبه. بيان فضل العلم وطريق طلبه. والفضل كما اتقدم اصله الزيادة. والفضل كما تقدم اصله الزيادة. والمراد به محاسن علمي ومناقبه. والمراد به محاسن العلم ومناقبه. التي زاد بها على طيره من الاعمال التي زاد بها على غيره من الاعمال. والمقصود بطريق طلبه سبيل تلقيه والمقصود بطريق طلبه سبيل تلقيه. والجادة الموصلة اليه والجادة الموصلة اليه والعلم شرعا هو ادراك خطاب الشرع. والعلم شرعا هو ادراك خطاب الشرع اصول النفس الى خطاب الشرع يسمى علما. نعم الله اليكم. قلتم وفقكم الله وقول الله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو ملائكة واولو العلم قائما بالقسط. وقوله ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد. وقوله اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. وعن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما انه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. متفق عليه عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريق يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة. وان الملائكة لتضع اجنحتها رضا لطالب وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض والحيتان في جوف الماء. وان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وان العلماء ورثة الانبياء. وان الانبياء لم يورثوا دينهم دينارا ولا درهما ولا درهما انما ورثوا العلم. وان الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما انما ورثوا العلم. فمن اخذه اخذ بحظ وافر. رواه اصحاب السنن الا النسائي واسناده حسن. وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم رواه ابو داوود واسناده صحيح. وعن ابن عمرو رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم العلماء حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا متفق عليه واللفظ للبخاري وله ما عن عائشة رضي الله عنها انها قالت تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية الى قوله هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات كن هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه من ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. الى قوله اولوا الالباب. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم وقال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انظروا ممن تأخذون هذا العلم فانما هو الدين. رواه وابن عدي بالكامل والخطيب البغدادي في الكفاية ولا يصح عنه. وصح نحوه عن جماعة من السلف. وقال ابن مسعود رضي الله عنه لا يزال الناس صالحين متماسكين ما اتاهم العلم من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن اكابرهم فاذا اتاهم من اصاغرهم هلكوا رواه معمر في الجامع والطبراني واسناده صحيح. وقال عقبة ابن عامر رضي الله عنه تعلموا الفرائض قبل الضالين في مسنده واسناده صحيح وعلقه البخاري وقال يعني الذي يتكلمون بالظن. وقال عبدالرحمن بن يزيد بن جابر رحمه الله. لا يؤخذ العلو الا عن من شهد له بالطلب رواه الخطيب البغدادي في الكفاية وقال مالك رحمه الله كان الرجل يختلف الى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه. رواه ابو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء. ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود ترجمتي ثلاثة عشر دليلا. فالدليل الاول قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله واولو العلم. فاتخذ الله عز وجل اهل العلم على وحدانيته فاتخذ الله عز وجل اهل العلم شهودا على وحدانيته. وهي اعظم به وهي اعظم مشهود به. واستشهادهم برهان تعديله. واستشهادهم برهان تعديلهم فانما يستشهد من الخلق العدول. فانما يستشهد من الخلق العدول فاتخاذ الله عز وجل اهل العلم جهودا على وحدانيته دليل على تعديله سبحانه وتعالى لهم وفي مكنون هذه الاية وجوه اخرى تدل على شرف العلم وفضل اهله بسطها ابن القيم الله تعالى في مفتاح دار السعادة. فبلغها عشرة اوجه. اعلاها مرتبة هو ما تقدم ذكره في كون الله سبحانه وتعالى اتخذ اهل العلم شهودا على وحدانيته تعديلا لهم. والدليل الثاني قوله تعالى ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليه الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ويرل الذين اوتوا العلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ويرى الذين اوتوا العلم. فمن فضل العلم انه يرشد الى الحق ويهدي اليه. فمن فضل العلم انه يرشد الى الحق ويهدي اليه. فان انه افضى باهله الى اقرارهم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم. وهي المذكورة الاية فانه افضى باهله الى اقرارهم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهي المذكورة في الاية فالعلم يهدي الى الحق كله. ومن الشائع في لسان الناس قولهم العلم نور. واعظم نورانيته هدايته الخلق الى الحق. واعظم نورانيته هدايته الخلق الى الحق. ولا سيما في مشكلات الفتن ونيران المحن فان من كانت له بصيرة بالعلم هدته تلك البصيرة بفضل الله عز وجل الى معرفة الحق وتمييزه من الباطل. والدليل الثالث قوله تعالى فاسألوا اهل الذكر الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فاسألوا اهل الذكر اي اهل العلم سمي العلم ذكرا لانه يذكر بالقلب واللسان. سمي العلم ذكرا لان انه يذكر بالقلب واللسان. واعظم الذكر من العلم ما انزله الله من كتبه واعظم الذكر من العلم ما انزله الله من كتبه. فمما يقتبس به العلم كما في الاية سؤال اهله فمما يقتبس به العلم في الاية سؤال اهله والامر بسؤالهم تعويل عليهم في حمل الدين. والامر بسؤالهم تعويل عليهم في للدين وانهم نقلته القائمون به في الناس. وانهم نقلته القائمون به في الناس فيه فضل العلم ايضا ففيه فضل العلم ايضا. فالاية جامعة بين بيان طريق العلم وفضله فالاية جامعة بين بيان طريق العلم وفضله. فطريق العلم فيها سؤال اهله فطريق العلم فيها سؤال اهله وفضلهم فيها رد سؤال الخلق اليهم وفضلهم فيها رد سؤال الخلق اليهم فمفزع الخلق في معرفة حكم الله عز وجل يكون الى العلماء والدليل الرابع حديث معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا. الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يفقهه في الدين فمن علامة ارادة الله العبد بالخير ان يفقهه في الدين. فمن علامة ارادة الله العبد بالخير ان يفقهه في الدين. والفقه في الدين هو العلم والعمل به. والفقه في هو العلم والعمل به. فيدرك العبد خطاب الشرع ويعمل به. فيدرك العبد خطاب الشرع ويعمل به وقد نقل ابن القيم في مفتاح دار السعادة اتفاق السلف على ان اسم الفقه ايكون الا لمن جمع العلم والعمل ان اسم الفقه لا يكون الا لمن جمع العلم الماء والعمل فمرتبة الفقه مرتبة اعلى من مرتبة العلم. فان غاية العلم ان يدرك العبد خطاب الشرعي فان وفق الى العمل به صار فقيها في الدين. وهي علامة ارادة الله العبد طيب والدليل الخامس حديث ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلم لك طريقا يطلب فيه علما الحديث رواه اصحاب السنن الا النسائي واسناده حسن وهو اجمع حديث في فضل العلم وشرف اهله. وهو اجمع حديث في فضل العلم وشرف اهله وادارته على مقصود الترجمة من خمسة وجوه. اولها في قوله من سلك طريقا يطلب وفيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة. اي سهله له اي سهله له ووقع التصريح بهذا في حديث ابي هريرة عند مسلم ووقع التصريح بهذا في حديث ابي هريرة رضي الله عند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. فالعلم اذا طلب سلك بصاحبه طريقا الى الجنة. وايصال علم اهله الى الجنة نوعان وايصال العلم اهله الى الجنة نوعان. احدهما هدايتهم الى اعمال اهلها هدايتهم الى اعمال اهلها. فيهتدون الى الاعمال التي تدخلهم الجنة. فيهتدون الى الاعمال التي تدخلهم الجنة. والاخر هدايتهم الى مستقرها في الاخرة. اذا ايتهم الى مستقرها في الاخرة. فان الناس يهدون الى الصراط. فان الناس يهدون الى المنصوب على متن جهنم بما يكون لهم من الانوار. ومن اعظم الاعمال نور العلم ومن اعظم الاعمال نورا العلم. فان الظلمة تلقى بعد عرظ الناس على الله سبحانه وتعالى فيهتدي المؤمنون الى الصراط بانوار يجعلها الله عز وجل لهم. ومقادير تلك كالانوار على مقادير ما لهم من الاعمال. ومن اعظم الاعمال نورا العلم. فمن هدي الى العلم كان ذلك النور له هاديا الى مستقر اهل الجنة في الجنة وثانيها في قوله وان الملائكة لتضع اجنحتها رضا لطالب العلم. فمن فضل العلم وشرف اهله الملائكة لهم تبجيل الملائكة اي تعظيم الملائكة لهم بوضع اجنحتها بوضع لمحبتها اهل العلم واجلالهم لمحبتها اهل العلم واجلالهم. والوارد في السنة من عمل الملائكة لاهل العلم نوعان. والوارد في السنة من عمل الملائكة لاهل العلم نوعان. احدهما وضع الاجنحة توقيرا ومهابة. وضع الاجنحة توقيرا ومهابة. وهذه رعاية وهذه رعاية. والاخر حف الملائكة لهم حفظا وصيانا. حف الملائكة لهم حفظا وصيانة. وهذه وقاية. وهذه وقاية. فيجتمع لاهل العلم من عمل الملائكة بامر الله الوقاية والرعاية. فيجتمع لاهل العلم من الملائكة بفضل الله الرعاية والوقاية. وثالثها في قوله وان العالم ليستغفر له ما في السماوات ومن في الارض والحيتان في جوف الماء. فمن فضل العلم ان من بلغ الرتبة العليا فيه فصارع لمن كثر المستغفرون له ان من بلغ الرتبة العالية فيه فصار عالما كثر المستغفرون له فيستغفر له من في السماء ومن في الارض حتى الحيتان في الماء. لكثرة ما يصل اليهم من الخير بعلمه لكثرة ما يصل اليهم من الخير بعلمه. فان الاحسان الذي يكون في الخلق بعضهم اذا بعض يكون بسبب العلم حتى يصل ذلك الاحسان الى الحيتان في جوف البحر. لانها لا تصاد الا بحقها ولا توكل الا بحق فلعظم ما يصل الى الخلق من الاحسان الذي يجريه الله على يدي العالم يصير من جزاءه بان يشيع في الخلق كافة استغفارهم له. ورابعها في قوله وان بل عالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. فمن فضل العلم انه يرفع الحائز له المتمكنة فيه وهو العالم حتى يصير فضله في الخلق كفضل البدر وهو القمر اذا ملأ الفضاء نورا وجهه كله فيصير بتلك المنزلة بين سائر الكواكب اي من الاجرام الفلكية السماوية فمنزلته في الخلق تكون كمنزلة البدر بين تلك الكواكب حتى ان اعظم الخلق من دونه وهو العابد ينزل عن تلك الرتبة. لان غاية نفع العابد هي نفع نفسه لان غاية نفع العابد هي نفع نفسه. واما العالم فان منفعته تصل الى غيره من الخلق واما العالم فان منفعته تصل الى غيره من الخلق. كالمنفعة التي تجري للخلق من الشمس والقمر كالمنفعة التي تجري للخلق من الشمس والقمر فان منفعة الشمس والقمر تتجاوز ذاتهما حتى تصل الى الخلق. فتكون الشمس نورا والقمر ضياء. وعدل عن جعل العار بمنزلة الشمس الى جعله بمنزلة القمر. لماذا يعني الكواكب الان عندنا شمس وقمر وسائر الكواكب. الكواكب كلها نفعها لذاتها. الشمس والقمر يتعدى النفع. العالم بالقمر ولم يذكر جعله كالشمس لماذا ايش احسن احسنت وعدل عن ذلك لما في الشمس من الاحراق والحرارة لما في الشمس من الاحراق والحرارة التي يتأذى بها الناس في ايام القيظ والصيف الشديد. التي يتأذى بها الناس في ايام القيظ والصيف الشديد. ولا يكون ذلك في البدء وخامسها في قوله وان العلماء ورثة الانبياء. فمن فضل العلم ان اهله البالغين مرتبة العالية منه وهم العلماء يكونون ورثة الانبياء. ان يقومون فقامه اي يقومون مقامهم. فالعلماء في هذه الامة في منزلة نبيها صلى الله عليه وسلم فهم خلف له صلى الله عليه وسلم والذي خالفوه فيه هو العلم. فان الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وانما ورثوا العلم فمن انه اخذ بحظ وافر. ولابي الفرج ابن رجب رحمه الله شرح ماتع جامع لمعاني هذا الحديث لا يستغني طالب العلم عن قراءته مرة بعد مرة. فان مما توقظ به النفوس وتحرك القلوب في طلب العلم شهود المعاني التي جاءت في الايات القرآنية والاحاديث النبوية في فضل العلم وشرف اهله. ومن اعظمها هذا الحديث. ومن احسن المتكلمين في معانيه ابو الفرج ابن رجب فانه شرح هذا الحديث في رسالة مفردة هي شرح حديث ابي الدرداء في فضل العلم. والدليل السادس حديث ابن عباس رضي الله عنهما انه وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم الحديث رواه ابو داوود واسناده صحيح ودلالته على الترجمة في قوله تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم فمن طريق طلب العلم اخذ عن اهله بالترقي والسماع. فمن طريق اخذ العلم طلب العلم اخذه عن اهله بالتلقي والسماع وهي خصيصة من خصائص هذه الامة باقية في قرونها. فالخبر في قوله صلى الله عليه لما تسمعون ويسمع منكم ليس مقصورا على المخاطبين وهم اصحاب النبي صلى الله عليه سلم بل يشمل غيره فالعبرة بعموم الخطاب لا بخصوص المخاطب ذكره الشاطبي عند هذا الحديث في احدى مقدمات كتابه الموافقات. والدليل السابع حديث ابن عمرو رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله لا يقبض العلم انتزاعا. الحديث متفق عليه واللفظ للبخاري على مقصود الترجمة في قوله ولكن يقبض العلم بقبض العلماء. ولكن يقبض العلم بقبض العلماء فذهاب العلم بذهابهم. وبقاء العلم ببقائه. فذهاب العلم بذهابهم وبقاء العلم ببقائهم فمن اراد ان يقتبس العلم ويلتمسه فطريقه اخذه عنهم. فطريقه اخذه عنه والحديث المذكور يحمل على المبادرة اذا تلقيه عنه. والحديث المذكور يحمل على المبادرة الى تلقيه عنهم قبل ان يفوتوا قبل ان يفوتوا. فمن حظي في بلد او زمن بعلماء يؤخذ عنهم ويوثق بعلمهم فانه ينبغي له ان يهتبل ما وسع الله عليه من التوفيق اليهم فيبادر باخذه عنهم وليقطع نار الاماني التي تحرقه بكثرة التسويف. قال بعض سوف جند من جند ابليس. وقال اخر سوف من شعاع الشيطان. فان كثيرا من الناس يحبسون بسوف بعد سوف. حتى يذهب ما كانوا يأملونه من اخذ العلم عن احد من خلقا وفيه ايضا التخويف من اخذ العلم عن غير اهله. وفيه ايضا التخويف من اخذ العلم عن غير اهله من الرؤوس الجهال الذين اذا سئلوا افتوا بغير علم. فضلوا واضلوا يكون في الناس رؤوس جهال ان اقبل عليهم المرء بالاستفتاء افتوه بغير علم فظلوا بانفسهم واضلوا خلق الله. ففيه التحذير من اخذ العلم عن الجاهل. وان كان رأسا فان العبرة في اخذ العلم ليست الرئاسة بمنصب او جاه او كثرة ذكر في الناس او اجتماع الخلق عنده. فانه لا عبرة بهذا وانما العبرة بكونه من اهل العلم. فاذا صدق له وصف العلم لو لم يكن عنده سوى واحد فان العلم يؤخذ عنه. واذا كان جاهلا والناس يزدلفون اليه امما انه لا يؤخذ الخلق او يؤخذ العلم عنه. والدليل الثامن حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت تلى رسول الله صلى الله عليه سلم هذه الاية الى قوله هو الذي انزل عليك الكتاب الحديث رواه البخاري ومسلم. ودلالته على الترجمة في قوله فاذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم فمن طريق اخذ العلم تلقيه عن الذين يتبعون محكمه. ويردون المتشابه اليه فمن طريق اخذ العلم تلقيه عن الذين يتبعون محكمه ويردون المتشابه اليه واخذه عن غيرهم ممن يتبع المتشابه مما يحذر منه اخذه عن غيرهم ممن يتبع المتشابه مما يحذر منه. لقوله صلى الله عليه وسلم بعد ذكرهم فاحذروهم. والحذر منهم نوعان. والحذر منهم نوعان. احدهما الحذر من شخوصهم فلا تصحب. الحذر من شخوصهم فلا تصحب. والاخر الحذر من نصوصهم فلا تطلب. الحذر من نصوصهم فلا تطلب. فملتمس العلم ينبغي ان يتحرى اخذ العلم عمن عرف باتباعه المحكم. ورده ما تشابه اليه فليحذر من اخذ العلم عمن عرف عنه اتباع المتشابه وترك المحكم فان ذلك يورده الهلكة والعطب. فان المرء اذا جلس بين يدي من يبث مشابهة في الدين ربما علق بقلبه شيء مما يلقيه من الشبه فيرديه عن دينه دينه وينقلب على عقبيه. ويكون علمه وبالا عليه. فامعانا في حياطة الخلق مما يضره وهم ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى الواجب عليهم. بان قال فاحذروه اي احذروا اولئك واحرصوا على حفظ انفسكم من دارك لان لا تجروا السم الزعاف اذا قلوبكم فتتسللوا اليه الشبهات والبدع والضلالات وربما وقع الانسان في الكفر بسبب ذلك. والدليل حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال انظروا ممن تأخذون هذا العلم الحديث رواه ابن عدي في كامل والخطيب البغدادي في الكفاية ولا يصح عنه. وصح نحوه عن جماعة من السلف من اشهرهم محمد ابن سيرينا التابعي الثقة رواه عنه مسلم في مقدمة صحيحه. وذكره عن علي مع ما اتبعه به مصنفه فيه فائدتان. وذكره عن علي مع ما اتبعه به مصنفه من ضعفه فيه فائدتان الاولى بيان قدم اصله. بيان قدم اصله. وانه مأثور عن الصحابة رضي الله عنه. وانه مأثور عن الصحابة رضي الله عنهم. فوجوده في كلام التابعين صحيحا ثابتا عنهم. يدل على انه مما تلقوه عن الصحابة رضي الله عنهم. فهو من العلم المشهور الشائع. فهو من العلم المشهور الشائع فان الحديث وان ضعف يدل على ان للشيء اصلا فان الحديث ولو ضعف يدل على ان للشيء اصلا. فهذا الكلام الذي صح عن محمد ابن سيرين وغيره وعرف عنه ابن عباس عن ابن عن علي رضي الله عنه باسناد ضعيف يدل على ان هذا من العلم المأثور عن الصحابة ومن اللطائف انه ربما بلغ الامر اهل العلم ان يمعن بهم القول بكثرة طرق الحديث الموضوع الى ان له اصلا. وان لم يصح يعني يكون موظوع مروي من طرق ايش؟ كثيرة طرق كثيرة لا يصح منها شيء فيها كذاب متروك متهم بالكذب وضاع يسرق الحديث لكن كثرة هذه الطرق غالبا تدل على ان له اصلا وان كان لا اشار الى هذه اللطيفة ابن حجر في كتاب الاصابة اظنه في ترجمة لهيب ابن عامر رضي الله عنه لكنه هو قطعا في كتاب الاصابة وان لم يذكرها في كتبه المصنفة في مصطلح الحديث وهذا من ذخائر الرفادات التي توجد في غير مواردها والاخرى تقرب معناه عند السلف. تقرر معناه عند السلف فانه صح عن جماعة من التابعين فمن بعدهم. فهو مما تصح حكاية الاجماع فيه عنه. فهو مما تصح حكاية الاجماع فيه عنهم. فيصح ان يقال ان السلف مجمعون على وجوب النظر في من يؤخذ عنه العلم. ان السلف مجمعون في وجوب النظر في من يؤخذ عنه العلم كيف استفيد هذا الاجماع كيف استفدنا هنا من شهرته فيهم يعني كثرة القائلين به فيهم كثرة القائلين به فيهم. ونقل اجماع السلف له طريقان ونقل اتباع السلف له طريقان احدهما تصريح عالم عارف من المتقدمين. الذين سبقونا. كابن في البر او ابن المنذر او ابن قدامة او ابن تيمية الحفيد واشباهه هؤلاء فمثلا اذا قال لك احد ان ايات الصفات واحاديث الصفات تحمل على المجاز قلت له حملك على المجاز ممتنع لاجماع السلف على ان المجاز لا يدخل فيها فان ابن عبد البر في كتاب التمهيد نقل اجماع الصحابة والتابعين على ان ايات الصفات واحاديثها على قتيل المجاز صار نقل الاجماع صحيح ام غير صحيح؟ صحيح ولا يسعه ان يرده لانه يقول للاجماع حجة على اصولهم في في الفقه والاخر ان يحكي من توسع نظره في معرفة اقوال السلف هذا الاجماع عنهم بما به علما وان لم ينقله احد قبله. كهذا المعنى الذي ذكرناه في وجوب النظر فيمن يؤخذ عنه العلم. فهذا اتر عن علي ابن ابي طالب ومحمد ابن سيرين في اخرين. فيصح حينئذ ان يقال ان السلف مجمعون على هذا المعنى. واضح؟ من اين استفيد هذا من اين استفيد حكاية الاجماع ما هما يعني الاطلاع على اقوال السلف. الاطلاع على اقوال السلف. لكن هذا له شرطان. لا يقبل من كل احد. له شرطان احدهما سعة الاطلاع على اقوال السلف. سعة الاطلاع على اقوال السلف. والاخر حسن فهمها والاخر حسن فهمها. فاذا كان الناقل له واسع النظر في كلام السلف محيطا به حسن الفهم له صح منه نقل الاجماع عليه. فاذا فقد منه ساعة الاطلاع لم يقبل بل لانه قد قد يفوته قد يفوته مثلا لو انسان في مسألة في الفرائض قال هذا اجماع السلف من حكى؟ يقول انا ما وجدت حقيقة من حكى لكن رأيت في كلامهم هذا ولا وجدت بينهم خلاف فاذا قيل لها كتاب الفرائض والباغندي راجعته؟ قال لا ما راجعته ما ما اعرف هذا الكتاب قلنا طيب كتاب الفرائض للامام احمد قال احمد مالك كتاب بالمراعظ؟ هذا يقبل منه ولا ما يقبل؟ لا يقبل لانه ليس له سعة اطلاع في معرفة كلام السلف والاخر وهو اهم واهم وهو حسن الفهم. حسن الفهم لكلام السلف. لانه قد تأتي اثار لها وجوه من المعاني يحملها بعضهم على غير تلك الوجوه. فمثلا ابن الزبير رضي الله عنه صح عنه انه رمى في ايام التشريق قبل الزوال صح عنه انه رمى بعد الزوال والمعروف عن الصحابة الرمي بعد الزوال. طيب هل يقال ان هذا مذهب اخر للصحابة ام لا يقال ما الجواب ايش ليش قال في الراجح والظاهر كيف الراجح والظاهر يعني متكرر الرمي بعد الزوال هذا الذي ورد في السنة والذي صح عن ابن عمر وعن غيره من الصحابة لكن ابن الزبير رمى قبل الزوال بما بعد الزواج معنى هذا ان فيه الامر واسع ولا ما فعله ابن الزبير ليش دائما حاولوا ان تحكموا على الاثار منها ومن قراءة يعني سيرة صاحب هذه الاثار هذا من اعول الاشياء على فهمها. وهذا الاثر الذي احتج به من احتج به على جواز الرمي قبل الزوال غلق في الاستدلال. لان ابن الزبير شهد اعواما كان الناس فيها متنازعين على ولاية الحكم. فكان يحج ويشهد الموسم في تلك الايام اهل الشام ولهم لواء واهل الحجاز ولهم لواء مع ابن الزبير. والازارقة ولهم لواء مع نجدة ابن عامر ان ابن الزبير تخوف في سنة من السنين ان يقع بين الناس قتال فقدم رضي الله عنه رميه. وهذا المعنى موجود عن ابن عمر لما اراد ان يحرم بالحج فقال له بعض اصحابه نخشى ان يقع بين الناس قتال وابن عمر كان في تلك المدة. الى اخر الحديث الوارد عنه. وهذا هو منشأ ما اشرت اليه من من حسن الفهم ولا سيما اذا كان المعنى المدعى على خلاف المذاهب المشهورة عند الفقهاء. لان الاثار التي نقلت لا تظن ان الفقهاء لم يطلعوا عليهم. يأتي انسان يأتي باثر. ويقول قد وقفت عن اثر ابن عن احد الصحابة لم يقل به ابو حنيفة ولا مالي والشافعي ولا احمد اذا النتيجة ما هي؟ لا تظن انهم او هم لا يمثلون انفسهم يمثلون مدارس علمية لا تظن ان فقهاء هذه المذاهب المتبوعة لم يقفوا على هذا الاثر. بل اغلبوا الظن انهم وقفوا عليه. لكن لا بد ان يكونوا قد حملوه على وجه من المعاني ينبغي ان تتطلبه. واضح؟ مثال اخر بعظهم يحتج بجواز حج المرأة مع ثقات من غير محرم بان ابن عمر رظي الله عنه حج سنة وخرج معه نساء كنا موالي له يعني كنا عتيقات له وهن حرات كن من الايمان ثم اعتقهن فخرجن معه رضي الله عنه الى الحج ولم يكن لهن محرم واضح؟ طيب فما وجه هذا احسنت وجواب هذا الاثر ان ابن عمر عمد الى ادنى الضررين فانه خشي عليهم الفتنة. مما كان بين اهل المدينة واهل الشام من القتال والنزاع الذي شهرت فيه وقعت الحرة الذي شيرت فيه وقعة الحرة التي استبيحت فيها المدينة اياما وقتل فيها من قتل واخذت الاموال الى اخر ما وقع من الرزايا والبلايا في ذلك الزمن الاول وكان ثلاثة وستين فهذا هو الذي حمل ابن عمر على ان يأخذت تلك النسوة معه الى الحج خشية ان عليهن احد يضر بهن ولا ناصر لهن من من الناس. وهذا المعنى مفقود في اكثر المتكلمين في العلم اليوم والسبب الجراءة على العلم. فان مما يكمل به عقل الانسان وعلمه ان لا يتجرأ على معان متجددة هل في العلم لم يقل بها قائل وان وقف على ما وقف فيه من الاثار بل ينبغي له ان يتأنى وان ينظر حتى يعرف مواقع تلك الاثار ودلالته على مقصود الترجمة في قوله انظروا ممن تأخذون هذا العلم. انظروا ممن تأخذون هذا العلم فمن الناس من هم من اهل العلم فيؤخذ عنهم ومنهم من ليسوا من اهله فلا يؤخذ عنهم لان العبد يدين لله سبحانه وتعالى بدين يقف على احكام بالعلم فاذا اخذه عن اهله الذين هم اهله اوقفوه على ما يتعلق به من عبودية الله. واذا اخذه عن غير اهله اوقعوه فيما لا تحمد به له عاقبته في عبادة الله. والدليل العاشر حديث ابن مسعود رضي الله عنه انه قال لا يزال الناس صالحين متماسكين. الحديث رواه معمر في الجامع والطبراني. اي اي في المعجم الكبير اي في المعجم الكبير وهو المراد عند الاطلاق فاذا رأيت رواه الطبراني فالمراد به في كتابه المعجم الكبير واسناده صحيح. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا يزال الناس صالحين متماسكين ما اتاهم العلم من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن اكابرهم. فصلاح الناس وثبات دينهم اذا سلكوا طريق العلم على الوجه اللائق هو ما ذكر في هذا الاثر. فمما يتلقى به علم جادتان مذكورتان في الحديث. فالجادة المذكورة اخذه عن اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فانهم شهدوا التنزيل. وعلموا التأويل وصحبوا محمدا صلى الله عليه وسلم. فهم بدين اعرف وعلى هديه صلى الله عليه وسلم اوقف. واخذه عنهم يكون بتلقيه في حياته واخذه عنهم يكون بتلقيه في حياتهم وبمعرفة اثارهم عدى مماته وبمعرفة اثارهم بعد مماتهم. فانه وان فقدت شخوصهم فقد بقيت نصوصهم فانهم وان فقدت شخوصهم فقد بقيت نصوصهم. فالاثار المروية عن الصحابة كثيرة حافلة بها دواوين الاسلام كالكتب الستة ومسند احمد ومصنف ابن ابي شيبة ومصنف عبد الرزاق وغير ذلك من دواوين الاسلام. والجادة الاخرى اخذ العلم بالتلقي عن الاكابر. اخذ العلم تلقي عن الاكابر. والاكابر هم الجامعون بين كبر العلم وكبر السن. هم الجامعون بين كبار العلم وكبر السن. فلهم وصفان. فلهم وصفان. الاول كبر العلم. وهو صفة الحق واصابة السنة. وهو معرفة الحق واصابة السنة. فلا يراد به مجرد بالاطلاع على العلوم. فلا يراد به مجرد الاتساع بالاطلاع على العلوم. وانما اذا عرف عنه اصابته الحق ومتابعته السنة فهذا كبير في علم وان لم يكن واسع الاطلاع. هذا تجده في اجوبة المهديين من اهل العلم. فان تسمع منه جوابا تحار منه الافهام. فمرة سئل شيخنا ابن باز رحمه الله عما شاع بين الناس من هجر القرآن الكريم. فنرجو ان توجهوا كلمة في التحذير من هجر القرآن الكريم شوف السؤال قال له ايش؟ الناس هجروا القرآن. فوجه كلمة في تنبيه الناس هذا. فقال رحمه الله ما يقرأونه في صلواتهم فهم غير هاجرين له يقول ما دام يقرأون في الصلاة هم غير هاجرين له وهذا صحيح هذا صحيح قد يكون الانسان يسمع هذه الكلمات لكن لا يعيها. لكن اذا امعن النظر بعد ذلك في نصوص الادلة لم يجد الهجر الا وصفا للكفار. فلا يصلح للمؤمنين فالمؤمنون يقرأون القرآن في صلواتهم وغيرها ويعملون به الانسان اذا صلى الان يعمل بالقرآن ولا ما يعمل نعمة فاقم الصلاة هذا يقيم الصلاة الان يقيم ايات وليست اية واحدة يعمل بايات وليست اية واحدة. هذا يدلك على ان العلم ليس تجد بعض الناس تسمع منك كلام كثير. تجد بعض الان اجوبة يسألون عنها. احسن الله اليكم ما حكم كذا وكذا يقول اختلف اهل العلم في ذلك على خمسة اقوال فالقول الاول كذا وكذا والقول الثاني كذا وكذا والقول الثالث كذا وكذا والرابع والخامس ويذكر ادلة هذه الاقوال ثم يقول وقد اشار الى ذلك الناظم بقوله واختلفوا في خمسة الاكواد وكلهم له في ذاك من مجاري الى اخر الاباد الذي يذكرونه بعد تارك الانسان ماذا يخرج به؟ المستفتي ماذا يخرج به؟ هل يصيب الحق؟ هل يهتدي اليه؟ الجواب؟ الجواب لا وليست هذه طريقة الفتوى. الفتوى غير التعليم. والفتوى غير القضاء. والفتوى غير الحكم في السياسة بين الناس في السياسة الشرعية لكن نشأ نشأ لم يأخذوا العلم كما ينبغي. فبني الاسلام بهذه الحالة التي التبس فيها على دينهم فاذا كان العلم صحيحا نفع الناس وان كان قليلا اذا كان العلم صحيح نفع الناس. وان كان قليلا. واذا صبرت من نفع الله به من متقدم ومتأخر وجدت ان اتساعه في العلم قليل ولكنه مصيب للحق عارف به. واذا حظي الانسان بالاتساع في العلم مع اصابة الحق فتلك نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى. والثاني كبر السن كبر السن فان العقل معه اكمل والقلب اسلم والشيطان ابعد. فالاكابر الجامعون بين كبر العلم وكبر السن مقدمون في اخذ العلم عنهم. ومن رزق دونهم كبر العلم. ولم يبلغ كبر السن انتفع به فيما يصلح له من بيان معاني الشريعة وتقرير احكامها وتعليم الناس دينهم وامتنع منه فيما لا يصلح له من المسائل العظام المتعلقة بالشأن العام التي التها غالبا رجاحة العقل وطول التجربة وقوة الصلة بمن بايديه ازمة الامور مع حسن التدبير وهذه المعاني تفقد فيمن لم يتقدم به العمر وانما توجد في من؟ كبر علمه وسنه وقوله في الحديث فاذا اتاهم من اصاغرهم هلكوا فيه التحذير من اخذ العلم من الاصاغر. فيه التحذير من اخذ العلم من الاصاغر وانه يؤول بالناس الى الهلاك. والاصاغر نوعان. احدهما الاصاغر بالعلم والدين وهم اهل البدع الاصاغر في العلم والدين وهم اهل البدع. والاخر الاصاغر في السن والامر والاخر الاصاغر في السن. وهم من رزق كبر العلم في صغره. وهم من رزق كبر العلم في من صغره ويذم الاخذ عنه اذا دخل فيما ليس له. ويذم اخذ العلم عنه اذا دخل فيما ليس له فانه يفسد اكثر مما يصلح. فانه يفسد اكثر مما يصلح فالاصل في الاسلام رد الشأن في الولاية الى كبر السن. فالاصل في الاسلام رد الولاية في الشأن الى كبر السن. فولاية العلم من اتصف به مع كبر سنه كان مقدما. واليه رد الامر. وفي الصحيح في قصة قتل عبدالرحمن ابن سهل في قصة قتل عبد الله ابن سهل لما ذهب حويصة ومحيصة واخوه عبدالرحمن فتكلم وكان اصغر القوم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كبر كبر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كبر كبر اي اجعل تولي هذا الامر في الكلام الى من هو اكبر منك سنا فهذا هو الاصل في الاسلام ان من كان اكبر سنا في شأن يشاركه فيه غيره فالاكبر مقدم. فمن شأن اهل الاسلام العلم فيقدم فيه من تقدم في السن. ولا سيما فيما تعلق بشأن المسلمين العام. مما الى تمام الخبرة وطول التجربة وحسن التدبير. فان هذا انما ينتفع فيه بمن كبرت سنه. واما من تقدم واما من صغرت سنه مع سعة علمه فانه اذا دخل في الامور افسد اكثر مما يصلح. لان متانة العلم ورسوخ القدم لا يكون الا مع كبر السن فالعالم يعرف ما به صلاح الناس. رعاة ورعية حكاما ومحكومين. فاذا تكلم اما مع تقوى الله وعونه وتسديده وفق الى ما يصلح به الناس. واما من دونهم ممن هو صغير السن ولا لم تكن تجربته بالناس فانه ربما افسد الدين باشياء يتوهمها ولذلك تجد عند الناشئة في العلم من ابناء العشرين والثلاثين والاربعين والخمسين ممن لم تعظم تجربتهم ويخالطوا الناس في اصلاحهم وهدايتهم من الحكام او من المحكومين من الرجال والنساء والصغار والكبار والجاهل والعالم تجده ربما يتكلم في مسألة فيفسد اكثر مما يصلح وربما ظن انه كل مرة يطلب منه ان يتكلم ليظهر الحق ويغفل انه من بيان الحق وكله الى اهله انه تارة يكون بيان الحق بالسكوت وليس بالكلام. وان العبد اذا لم يستطع قول الحق فانه لا يقول الباطل اما ان يخرجه مموها مزخرفا لا يبين للناس وجهه فهذا لا ينتفع به. ولذلك تجد هذه السيرة العلماء الكبار في العلم والسن يتكلم بكلام فصل واضح بين اذا كان المقام مما تسعه افهام ومداركهم واذا كان لا يصل الى مداركهم امسك عنه فمثلا سئل شيخنا صالح بن فوزان وفقه الله ما تقولون في الحوار الوطني؟ قال ان كان المقصود بالحوار الوطني المنع عندك خطأ يبين له ويرجع عنه ويجتمع الناس على الحق هذا طيب ومطلوب. وان كان المقصود به السكوت عن الباطل فهذا غير جائز لا يجوز في الاسلام انتهى الجواب هذا جواب واضح بين يفهمه كل عاقل تجد اخرين سيجيبون اجوبة تجد من احسن الله اليكم ما حكم الحوار الوطني؟ تجده يتكلم بلغة اخرى ما اراه ان هذا الا نذير شؤم وسوء طالع والى اخذ هذه الشنشنة واخر سيقول ان هذه فاتحة خير الى كثير من امتزاز الافكار والتقاء الناس في هذه وكل يقدح بزند يولي بها نارا لكن الذي يقدح بنور الشرع ويهدي الناس اليه يبين الجواب بما دل عليه الشرع. ان كان يسع مدارك الناس. وقد يسأل الشيخ المذكور او غيره عن مسائل لا تسعها مدارك الناس. فيقول الله اعلم او اسأل عما ينفعك. او يكتب في هذا ولعلنا نرفعه الى سماحة او يقول اكتب الى سماحة المفتي او غير ذلك من الاجوبة التي بها تصلح حال الناس. واما ان تظن انه كل مرة تفتي الناس فيما يسألونك فالامر كما قال ابن مسعود من افتى الناس في كل ما يسألونه فهو مجنون. ومن الناس من يظن ان الحامل على هذا هو الخوف من احد من الخلق. وهذا من ابلغ الجهل وقلة الخوف من الله. لان العالم بامر الله خوفه من الله اعظم من خوفه الخلق فهو يلاحظ امر الله عز وجل ويعلم انه سيقف امام الله عز وجل ولا ناصر له. ما حوله احد ما منكم من احد الا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فهو يستحضر هذا الموقف وان الله سبحانه وتعالى سيسأله عنه. فهو اذا تكلم تكلم بحق. واذا سكت سكت بحق. ويعرف مواقع فيما فيما يصلح الناس. فلا يلاحظ الناس لا يبالي بالناس مدحوه او ذموه. رضوا عنه ام سخطوا عليه مقصوده من نفع الناس هدايتهم وارشادهم واصلاحهم الى ما فيه الخير في الدنيا والاخرة. فان عقلوه فبها ونعمت. وان فانه لا يبالي بهم. والدليل الحادي عشر حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه انه قال تعلموا الفرائض وقبل الظانين. رواه ابن وهب في مسنده واسناده صحيح. وعلقه البخاري. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعلموا الفرائض قبل الظانين. اي قبل ان يفشوا في الناس من يتصدر للعلم ليس اهلا له اي قبل ان يفشوا في الناس من يتصدر في العلم وليس اهلا له ممن يتكلم فيه بالظن ممن يتكلم فيه بالظن فمثله لا يؤخذ عنه العلم. وفسر البخاري الظانين بقوله يعني الذين بالظن واسم الفرائض يقع علما على امرين واسم الفرائض يقع علما على امرين احدهما عام وهو احكام الدين كلها وهو احكام الدين كلها فانها تسمى فرائض. فانها تسمى فرائض. تسمية باعلاها في الرتبة الحكمية تسمية لها باعلاها في الرتبة الحكمية فيندرج في هذا الاسم النوافل والمكروهات والمباهاة والمباحات والمحرمات. فيراد بالفرائض احكام الدين كافة وجعل لها هذا الاسم لانه اعلاها. والاخر معنى خاص. وهو ايش المواريد سميت بهذا موافقة للوارد في القرآن الكريم عند ذكره من ذكر فريضة او فرضا او نحو ذلك. والدليل الثاني عشر حديث عبدالرحمن بن يزيد بن جابر رحمه الله انه قال لا يؤخذ العلم الا عن من شهد له بالطلب. رواه الخطيب البغدادي في الكفاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا يؤخذ العلم الا عمن شهد له بالطلب. اي لا يحمل العلم الا من عرف الا عن من عرف بطلبه اي لا يحمل العلم الا عن من عرف بطلبه بان يذكره شيوخه قرانه واهل محلته بانه معروف باخذ العلم وطلبه. والناشئ في العلم لا يخفى على الناس. فان اهل بيته يعرفون انه نشأ في العلم وجيرانه يعرفون انه نشأ في العلم واقرانه الذين كانوا يرونه في حلق الشيوخ يعرفونه بالعلم وشيوخه الذين قرأوا عليهم يعرفونه بالعلم المعرفة بالعلم امر ظاهر لا تخفى على الخلق فالله سبحانه وتعالى يجعل للحق اعلاما ومن الاعلام ان يهدى ان ناس الى معرفة من عرف بالعلم وانه كان يدرس عند فلان ويدرس عند فلان ومن اقرانه فلان والنسبة في العلم ان شهيرة كالنسبة في النسب. والنسبة في العلم شهيرة. كالنسبة في النسب. ومن قال في بلدان المسلمين عرف انساب العلم فيه. فلا يخفى منها شيء ابدا. انت الان اذا اتيت مثلا الى اهل هذا بلد الطبقة الباقية هي ممن تلقى العلم عن الشيخ محمد بن ابراهيم واخوانه ومن كان في زمان من اهل العلم مثل الشيخ عبد العزيز ابن شلهوب او غيره من اهل العلم وهم تلقوا عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف ومن كان في طبقتك الشيخ سعد بن حمد بن عتيق وسليمان بن سحمان وغيرهما وهم عمن قبلهم في كل قطر فانك اذا ذهبت الى الشام عرفت نسبة اهل العلم فيه واذا ذهبت الى اليمن عرفتها واذا ذهبت الى الهند وباكستان في الشرق او الى المغرب عرفت نسبة اهل العلم فيه فلن تجد احد يوصف بالعلم نزل من السماء. يأتي انسان يدرس عن من اخذت من شيوخك يقول نحن ما استفدنا من الكتب هذا مقطوع النسب. لكن عندما يقول لك انا اخذت عن فلان. فلان ثق انك ولو لم الناس الان فستجد يوما من الايام ما يدل على نسبته في العلم هل كان اصيلا ام لصيقا؟ فيخرج الله عز وجل من الشواهد ما يدل على كون هذا الرجل من اهل العلم المعروف به او انه ليس من اهل العلم المعروفين به. والدليل الثالث حديث مالك وهو ابن انس انه قال كان الرجل يختلف الى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه. رواه ابو نعيم اصبهاني في حدية الاولياء. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله كان الرجل يختلف الى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه. فمن طريق اخذ العلم طول صحبة اهله. فمن طريق اخذ العلم طول صحبة اهله طيب تصل الى ثلاثين سنة ها تصل الى ثلاثين سنة كيف كيفنا الحين ان بعض الناس ضايقن علينا يقول يعني انتم تقولون دايم كرروا المتون كرروا المتون تعيدونه الحين خمس سنوات يقول خمس سنوات يا اخي الواحد يحتاج سنتين سنة يطلب العلم بنفسه ثلاثين سنة مالك ابن انس هل يحتاج ولا ما يحتاج كيف يحتاج طيب صحيح هذا المقصود من العلم ان يوصل الى الله سبحانه وتعالى. لكن قد اتعلم من سنة او سنتين وخلاص والجواب ان هذه المدة المذكورة غير مقصورة عندهم على صورة العلم التي امسك بها الناس اليوم وهي المسائل فان ورائها ما هو اعلى من متعلقات العلم في كيفية النفع والانتفاع بالعلم فيتلقى من شيخه ماذا يعلم؟ ومتى يعلم؟ وكيف يعلم؟ واين يعلم؟ وبماذا يعلم الصغير؟ وبماذا الكبير وبماذا يعلم الامير؟ وبماذا يعلم المأمور؟ وبماذا يعلم الموافق؟ وبماذا يعلم المخالف؟ ومتى يتكلم في شيء ومتى يمسك عن شيء وهذه لا تظهر الا بمدة مديدة وليس المقصود ان يبقى معه طول الليل والنهار لكن لا ينقطع عنه. ولذلك كان من دأب اهل العلم في هذا القطر انهم كانوا يلازمون مجلس العالم اكبر ويجتمعون فيه وان صاروا رؤوسا في العلم. لان المقصود من اجتماعهم تقوية جناب الدين. ثم تصحيح الصلة بالاعلى فيه بحيث يكون صلة لكل خير. وليس المقصود فقط المعلومات. الان لما خرج ناس يظنون فقط المعلومات يقول سنة سنتين خمس بالكثير بعد ذلك انت تطلب العلم بنفسك تقرأ في الكتب. هذه المعلومات لكن كيف تتعامل مع الناس؟ وكيف تتكلم في علم وبماذا تتكلم؟ وماذا تعلم؟ كيف تعامل الامير؟ كيف تعامل الصغير؟ كيف تعامل الكبير؟ كيف تعامل المرأة الان تجد بعض الناس يعني يبلغ به قلة الادب ان يتكلم في العلم ويقول في مجلس علم يقول وبالنسبة للاخوات من يريد الاستفتاء فانه يتصلون بي على الرقم التالي صفر خمسة اذا اخر الرقم هذه ليست طريقة اهل العلم ما هي بطريقة اهل العلم نعم الرجل يفتي المرأة هذا لا شيء فيه لكن بطريقة ليس بمثل هذه البجاحة التي تصل الى هذا الامر المرذول عند عقلاء الخلق. وانما يمكن باي طريقة ورقمك لا يخفى من اراد رقمك يصل اليك من رجل او امرأة من صغير او كبير يصل اليك لكن انت ما تخرج في سننك وطريقة نشرك للعلم عن الطريق التي تليق باهله فلا تكون مثل حالك مثل حال اولئك الذين لا ينتسبون الى العلم وليسوا من من اهله. وعلى هذا فقس من جرب الناس وجد هذا تأتي يا اخوان مسائل للفائدة لان حقيقة العلم ترى لا العاقل لا يريد منكم ان فقط عنها المسائل مسائل قد تجدونها عند فلان او فلان لكن انت تفهم العلم كما ينبغي هذه للاسف مما يندر تأتيك مسائل لابد ان يكون فيها فتوى لا بد ان يكون فيها اصلاح للناس غلق الباب هذا كل يحسنه لذلك قال سفيان انما الفقه الرخصة فقيه واما التسديد فيحسنه كل واحد يعني انا اظرب لكم مثل استفتي من استفتي عن اهدأ مصحف الى رئيس احدى الدول وهو عند ولاة امرنا ممن يعرف انه مسلم صورة كافر حقيقة فهم عندهم حرج انه كيف يعطى الكافر المصحف والناس في كل بلد ينتظرون من المسؤولين اذا قدموا من السعودية ان يهدوا لهم ماذا؟ مصحف هنا ماذا ستقول؟ كيف ستفتي يقول لا تعطي مصحف هذه كل يحسنها لا تعطي مصحف هو ما استفتاك عشان تقول له لا تعطيه مصحف هو يريد ان تنظر له حكم الشرع كيف يصلح هذا الامر يكون فيه خير للناس لانه لو ما اهدي مصحف ايش بيصير في نفسه هو وش بيصير في نفسه؟ يصير في نفسه نظر الى هذه الدولة الى ولاته انهم لا يقدرونه فكان الجواب بان مثله يهدى ترجمة لمعاني القرآن الكريم. فترجمة المعاني تبذل للكافر صح ولا لا هذا الذي يحتاجه الناس يحتاج الناس الى من يرشدهم الى الخير. الناس حكاما او محكومين في هذا البلد فيهم خير كثير فينبغي ابقاء هذا الخير بحسن نفع الناس فيه. وهو المعنى الذي كان عليه اهل العلم هنا. ان اهل العلم كانوا يعرفون ان المقصود من العلم ليس المعلومات هو هداية الناس وارشادهم وتعليمهم وحثهم ونصحهم وتذكيرهم وتنبيههم وهو الذي ينبغي ان يتلقاه اهل العلم طلاب العلم عن مشايخهم. كيف يكون هذا؟ وهي المدة التي كان يصحب فيها الرجل الرجل هذه الطويلة فيصحبه ثلاثين سنة او اربعين سنة او عشرين سنة لانه يتعلم منه ماذا يقول ماذا يفعل وبماذا يعامل الصغير وبماذا يعامل الكبير ستجد اشياء اذا ما تعلمت من شيخك كيف تتعامل معها ربما تعاملت معها بالسيء ربما تتعامل معها بالسوء الذي يرجع عليك بالشر وعلى المسلمين بالشر. فلابد ان يكون مقصود الانسان من الصحبة الانتفاع بشيء في ارشاده وتوجيهه وهدايته ونصحه ويأتي ويشاوره يأتي ويسأله في في الامور التي تتعلق مصالح المسلمين حتى لا يقع فيها على خطأ. فيكون سبب فوات خير او سبب حصول شر. لانه من رأسه ومضى في الامر ولم يستشر من له خبرة وتجربة. ممن لو رجع اليه لوجد صورة محكية هي تلك الصورة التي تتكررت معه من قبل. تلك الصورة نفسها تتكرر مع في حال او في زمان او في فتعيد نفسها فالعاقل هو الذي يسترشد باهل العلم فيما يفعل وفيما يقول وفيما وفيما يقبل احيانا تكون بعض الكلام يتعب الناس يعني بعض الناس تأتي انا اضرب لكم مثل يعني بعض الناس يتكلم عن اعتقاد السلف العقيدة السلفية وهو يكون من اهل الكويت او من اهل البحرين او من اهل الاردن او غير ذلك. ثم يربط هذه العقيدة السلفية بالمملكة العربية السعودية وهذا نقص نعم هذه البلاد بحمد الله عقيدتها سلفية لكن العقيدة السلفية قبل السعودية ولا لا؟ صح ولا لا؟ العقيدة السلفية قبل السعودية. فانت انظر يا اخي الى اهل بلدك. انظر الى اهل بلدك من قام فيهم بنصرة العقيدة السلفية لانك اذا قلت فيهم بنصرة العقيدة السلفية كان فيها فلان وكان في فلان وفي علمائنا ونحو ذلك. الناس عندهم الامر او ما يعبر؟ يعظم ام ما يعبر؟ يعظم ما يتلقونه بالقبول. ان هذا هو طريقة مشايخنا وطريقة اهل العلم فينا فيقبلون. اما ان يعدل الانسان الى ربطها ببلد معين ينفر منه الناس هذا غلط صار بعض الناس لا يعقل من معنى نشر العقيدة السلفية الا بانك تربطها بالمملكة العربية السعودية. لا وجه الناس الى العقيدة والسنة بما كان عليه علماء بلدك ستجد في كل بلد من بلاد المسلمين من كان على الاثر والسنة. فاشع هذا فيهم وذكرهم فيه وانكم ينبغي ان تكونوا على طريقة علمائكم وعلى طريقة اهل البلد وان يسير الانسان في سير هؤلاء ويمضي على ذلك ويتعلق بهم فيعظم هذا في نفوس الناس فمن الناس من يستشيرك في مثل هذا من فتشير اليه. ومن الناس من يكون سببا لمنع الخير. في بلده يمنع الخير في بلده بسبب الطريقة التي يسلكها. لانه يرتجلها من نفسه ما يشاور اهل العلم. ما يشاور ولذلك شيخ شيوخنا محمد بن ابراهيم والاستطراد هذا فيه نفع مثل ما قلت لكم يعني الانسان ينتفع بالتوجيه والنصح ما هو فقط المعلومات شيخ شيوخنا محمد ابراهيم ارسل جماعة من المشايخ للتذكير والنصح والتعليم في الهند فقال له بعض المشايخ احسن الله اليك اهل الهند حنفية وسينكرون علينا لو وضعنا على الصدر او او فوق السرة. كلا تضعونها كأنها تضعنا ارفعوها مثل ما يظعونها هو ارسلهم لنشر ماذا؟ التوحيد والسنة. هل تريد ان تفسد يعني ان تفسد بشيء يمكن تركه ما هو اعظم منه؟ هذا جهل هذا من قلة المعرفة لكن لما استشاروا ذا بصيرة ارشدها الى ما فيه الخير للناس لان بعض الناس يرى منك شيء فينفر منك فقط رآك على حال ينفر منك فلماذا انت تمنع الناس من الخير بمثل هذه الطرق لا يتمهر في هذا الا من تلقى العلم عن اهله ورجع الى اهل العلم واستبصر بهم ماذا افعل هنا؟ وماذا افعل هنا؟ ونحو ذلك يأتي الانسان مثلا يجد بعض الاخطاء عند شباب في في حلقة قرآن عندهم اخطاء ليس الصواب ان يمشي على ابائهم ويحذرهم يقول اولادكم لا يذهبون الى الحلقة هذي لا يأتي الى المسؤول عن الحلقة وينصحه الى امام المسجد وينصحه ويقول ينبغي ان تفعلوا كذا وتفعلوا كذا الشباب عندهم اخطاء الشباب عندهم اخطاء لان هؤلاء يستطيعون ان يصلحوا من حالهم لكن لو ذهب الى الاباء ماذا سيفعلون؟ اخذوا الابناء ثم انتهى الخير. انتهى الخير الذي يراد ايصاله الى فصاحب العلم ينبغي ان يكون عاقلا مستفيدا من صحبة اهل العلم. ويستفيد يا اخوان ليس فقط بالمقال والافعال يستفيد بالحال تنظر الحال. هذه الحال لماذا يتصرف هكذا؟ يعني مرت فتن في هذا البلد كنت ترى تروح ابن باز رحمه الله الفتنة الان عارمة في البلد انت ماذا تتوقع؟ كشاب وطالب علم ماذا تتوقع من الشيخ ابن باز؟ سيتكلم تلك الموضوعات ولكن فيقول نعم اقرأ يقرأ ويعلق عليه والثاني يعلق عليه والثالثة تعلق عليه والرابع يعلق عليه والخامس يعلق عليه وانت قلبك ياكلك متى بيتكلم؟ ثم بعد ذلك وصلى الله وسلم على محمد وعلى اجمعين ويمشي اليس هذا يصنع فيك شيء؟ لماذا هو لم يتكلم؟ طيب غدا ان شاء الله بيتكلم تجي غدا ما في شي بعد غد ما في شي تمضي الايام ما في شي لا بد ان تعرفوا ولماذا يتصرف في مثل هذا؟ هو يتصرف في مثل هذا لان الحديث فيها ليس لكل احد انما لاحد دون احد فانت تفهم هذا من حال العالم. كيف يتصور؟ هناك امور تتعلق بالسياسة الشرعية واصلاح الناس واحكام الولاية كثير من الناس لا يعي كثير من الناس يخالفها ويقول طاعة ولي الامر وهو يخالف ولي الامر في اشياء يقع فيها والسبب عدم سيره بسير العلماء الراسخين وانه يرتجي الاشياء من بنيات ذهنه. فيقع فيما لا تحمد عاقبته ويوقع الناس فيما لم تحمد عاقبته فالانسان يجعل هذا نور هداية هذا الاثر كان الرجل يختلف الى الرجل كم؟ ثلاثين سنة ثلاثين سنة يتعلم منه. يجعل هذا هذا الاثر بين عينيه يستفيد منه الفهم للدين واصلاح الناس وهداية الناس وارشاد الناس وانه لو رأيت رأيا على خلاف من هو اكبر منك واقدم تجربة فاترك رأيه اترك رأيك واسمع رأيه. ستحمد هذه العاقبة بعد ذلك ولو لم تحمدها لم تكن انت الذي جنيت. ولكن فلان المنظور اليه في العلم هو الذي انا استشرته في هذا الامر. فاشار الي بان افعل كذا وكذا لا يسع عاقل الا ان يعذرك. والسفيه لا يحتاج ان تتعنى بالتفكير فيه. ما دام ان تستشير اهل العلم العقلاء وتسير بسيلهم وتقتدي بطريقتهم فلا تبالي بالناس. مدحوك او ذموك لا تبالي بهم اهم ما عليك ان تبرئ ذمتك عند الله سبحانه وتعالى واحد يريد منك ان تتكلم بهذه الطريقة والاخر يريد ان تتكلم منك بهذه الطريقة والثالث يريد منك ان تتكلم بهذه الطريقة انت لست عبدا للناس انت عبدا لله وتسير بسير اهل العلم العارفين به لا بسير الطغاة والناشية الذين لم ترسخ اقدامهم في العلم ولا في اصلاح الناس ولو بلغوا اربعين سنة او خمسين سنة لكنهم ليس لهم من التجربة ما يميزون به كيف تعامل هذا وكيف تعامل الحدث وكيف تميز الحال تموج بالعالم الان من العدوان على الاسلام ومحاصرة اهله ومعرفة كلماتك كيف تصدر في هذا الامر فانك اذا اخطأت في مخرجها وان كانت في صورة حق فانه قد يكون حقا يراد به قمع حق اخر واظهار باطل ليس لاجلك انت. وانما لاظهار باطل فالانسان لا يكون مطية لكل من هب ودرج وانما يكون عزيز بالعلم لانه يريد ان يهدي الناس ومن جعل هذا في قلبه هداه الله سبحانه وتعالى. واذا كمل نفسه بالسير بسير اهل العلم لا يبالي بالناس. لا يبالي بالناس ما عليك الا ان تكون على السنة للحق وعلى طريقة اهل العلم. الناس يريدون منك كذا او يريدون منك كذا او يريدون منك كذا لا تبالي بالناس. مع رحمتهم والشفقة عليهم والنظر بعين العطف على احوالهم وان ما يصدر منهم هذه هي طبيعة البشرية فمهما بلغت تلك الطبيعة بهم هي حال البشر الذي ينبغي ان لا ينظر اليه. الانسان لا ينظر الى حال الناس الذي طبعوا عليها. وينظر بما عند الله سبحانه وتعالى ما عامل انسان ربه في الناس الا عظم عند الله وعظم عند الناس. وما عامل احد الناس بما عند الناس الا لم يرتفع عند الله ولم يرتفع عند الناس. نسأل الله ان يلهمنا جميعا رشدنا. نعم. احسن الله اليكم قلت وفقكم الله تعالى فيه مسائل الاولى فضل العلم واهله. الثانية انه يهدي الى الحق ويقي من الباطل. الثالثة انه يؤخذ عن اهله بالترقي والسماع والسؤال مع طول الصحبة الرابعة قبض العلم بقبض العلماء. الخامسة التحذير من الرؤوس الجهال. والذين يتبعون متشابه. السادسة ان من الناس من هم من اهل العلم فيؤخذ عنهم. ومنهم من ليسوا من اهله فلا يؤخذ عنهم السابعة احتياط العبد لنفسه ورعيته بتحري من يؤخذ عنه العلم. باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالجماعة. مقصود الترجمة الامر بلزوم الجماعة مقصود الترجمة الامر بلزوم الجماعة وبيان فضلها وبيان فضلها والنهي عن الفرقة والتحذير من شرها. والنهي عن الفرقة والتحذير من شرها. نعم وقول الله تعالى فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقوله ومن يشاقق رسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوليه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. وقوله ولا تكونوا من المشركين. من الذين فرقوا دينهم وكانوا عن كل حزب بما لديهم فرحون. وعن عمر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالجماعة واياكم والفرقة فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين وهو من الاثنين ابعد من من اراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة. رواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب وصححه ابن حبان وقال الترمذي تفسير الجماعة عند اهل العلم هم اهل الفقه والعلم والحديث وعن زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم ابدا اخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الامر ولزوم الجماعة فان دعوتهم تحيط من ورائهم. رواه ابن ماجة واحمد واصله عند ابي داوود والترمذي وصححه ابن حبان. وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية. ومن قاتل تحت راية كمية يغضب لعصبة او يدعو الى عصبة او ينصر عصبة فقتل. فقتلة جاهلية. ومن خرج على امتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها. ولا يكفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه. رواه مسلم. وقال ابن مسعود رضي الله عنه الزموا هذه الطاعة والجماعة فانه حبل الله الذي امر به وانما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة. رواه ابو شيبة وصححه يحاكم على شرط البخاري ومسلم. وقال ابن عباس رضي الله عنهما كضم الملح في الجماعة احب الي من اكل في الفرقة رواه ابو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء والبيهقي في شعب الايمان واللفظ له واسناده ضعيف وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله اذا رأيت القوم يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم ان انهم على تأسيس الضلالة. رواه احمد في الزهد. ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة لتسعة ادلة. فالدليل الاول قوله صلى الله عليه وسلم عليكم بالجماعة. وهو الذي ترجم به المصنف وذكره بلفظه في قوله وعن عمر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالجماعة واياكم والفرقة. الحديث رواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب صححه ابن حبان والحاكم ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه. اولها في قوله عليكم بالجماعة وهو اغراء بلزومها. اي حث على ذلك وهو اغراء بلزومها اي حث على ذلك. وثانيها في قوله واياكم والفرقة. وهو تحذير وترهيب منها. وهو تحذير وترهيب منها وعللها وعلله بقوله فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد. اي هو اقوى في اغواء المنفرد اي هو اقوى في اغواء المنفرد فيتسلق عليه ويزين له ما يزين من الشر فان كان معه غيره فقمين اذا اخطأ ان يقومه. فاذا كان معه غيره فقمين اي جدير اذا اقطع ان يقومه وثالثها في قوله من اراد بحبوحة الجنة. فليلزم وبحبوحة الجنة خيارها واحسنها واوسطها وهو بظم الباء ولا فلا يقال بحبوحة. وذكر المصنف تفسير الجماعة عند اهل العلم نقلا عن الترمذي فقال قال الترمذي تفسير الجماعة عند اهل العلم هم اهل الفقه والعلم والحديث انتهى كلامه. اي المرجوع اليهم في علم اي المرجوع اليهم في العلم الموصوفون بالامامة فيه الموصوفون بالامامة فيه بين الناس فهم اعظم رؤسائهم فهم اعظم رؤسائهم. فان اكمل الرئاسة في الاسلام هي رئاسة العلم فان اكمل الرئاسة في الاسلام هي رئاسة العلم. ويلحق بهم من له رئاسة في الخلق ويلحق بهم من له رئاسة في الخلق بالمنصب او الجاه او النسب فهؤلاء جميعا يجتمعون في كونهم رؤوس الناس. فهم اهل الحل والعقد. والناس تبع لهم وهم اهل الحل والعقد والناس تبع لهم. والدليل الثاني قول الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا الاية ودلالته على اصول الترجمة من وجهين. احدهما في قوله واعتصموا بحبل الله جميعا. اي تمسكوا به وفسر حبل الله بامرين احدهما الجماعة وهو موافق مقصود الترجمة فهو امر بالتمسك بالجماعة. والاخر القرآن. وهو لازم مقصود الترجمة. وهو لازم مقصودي الترجمة فان فان جماعة المسلمين رابطتها الدين. فان جماعة المسلمين رابطتها الدين والقرآن الكريم هو اعظم اسس الدين. واجل موارده ومصادره اخر في قوله ولا تفرقوا. والاخر في قوله ولا تفرقوا وهو نهي عن التفرق. يستلزم الامر بالجماعة والدليل الثالث قوله تعالى ومن يشاغق الرسول من بعد ما تبين له الهدى الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ويتبع غير سبيل المؤمنين. اي ينفرد عنهم. والوعيد المذكور في الاية يدل على حرمة فعله. والوعيد المذكور في الاية يدل على حرمة فعله وانه من اشد المحرمات فالوعيد بالنار من علامات الكبيرة. والدليل الثالث قوله تعالى ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. وصفا للمشركين فالافتراق من دين المشركين. والاجتماع من دين المسلمين. فالافتراق من دين المشركين. والاجتماع من دين المسلمين فالمسلمون منهيون عن التفرق اشياعا واحزابا اشد النهي لما فيه من ضياع دينهم ودنياهم. فتكون حالهم كحال المشركين. فان الناس اذا اجتمعوا قوي امرهم واذا تفرقوا ضعفاء امرهم. والدليل الخامس حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم ابدا. الحديث رواه ابن ماجه واحمد لفظ له واصله عند ابي داود والترمذي وصححه ابن حبان. ومعنى قوله لا يغل عليهن قلب مسلم ابدا. اي لا يحمل مع هذه الخصال الثلاث الغل. اي لا يحمل قلبه مع هذه الخصال الثلاث الغل وهو حلق الصدر وكراهية وصول الخير الى احد. وهو حنك الصدر وكراهية وصول الخير الى احد ونفي وجود الغل يتضمن نفي لواحته من الحقد والحسد. ونفي وجود الغل تضمنوا نفي لواحقه من الحقد والحسد وغيرها من مفسدات القلوب. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولزوم الجماعة وهو مطابق لما ترجم به المصنف. وعلله بقوله فان دعوتهم تحيط ومن ورائهم اي تحفظه. اي تحفظهم. فينتظم امرهم ويقوى شأنهم بتماسك جماعتهم والدليل السادس حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من خرج من الطاعة الحديث رواه مسلم وقوله تحت راية عمية العمية بكسر العين والميم بكسر العين والميم مع تشديد الميم. وتضم العين ايضا فيقال عمية. وهو الامر الاعمى اي المبهم الذي لا تتبين حقيقته. اي المبهم الذي لا تتبين حقيقته وقوله ولا يتحاشى للمؤمنها اي لا يتباعد متوقيا مؤمنا اي لا يتباعد متوقيا مؤمنا. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية فالموت على مفارقة الجماعة يصير صاحبها في حاله كموت اهل الجاهلية كموت اهل الجاهلية الذين كانوا يموتون على غير جماعة وطاعة. الذين كانوا يموتون على غير جماعة وطاعة ونسبة تلك الحال الى الجاهلية تدل على كونها محرمة اشد التحريم فهي من الكبائر والدليل السابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه انه قال الزموا هذه الطاعة والجماعة. الحديث رواه رواه ابن ابي شيبة وصححه الحاكم على شرط البخاري ومسلم. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله الزموا هذه الجماعة هذه الطاعة والجماعة وهو مطابق للترجمة. ومراده بالطاعة ايش احسنت طاعة ولي الامر. وعلله بقوله فانه حبل الله الذي امر به. اي في قوله واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وتقدم بيان معنى حبل الله. والطاعة مقارنة للجماعة طاعة مقارنة للجماعة. ومن المأثور عن عمر رضي الله عنه انه قال لا اسلام الا بجماعة لا اسلام الا بجماعة. ولا جماعة الا بطاعة. ولا جماعة الا بطاعة ولا لا طاعة الا ببيعة. رواه الداني لا اسلام الا بجماعة ولا جماعة الا بطاعة ولا طاعة الا بيعة رواه الدارمي. وفي اسناده ضعف يسير. لكن معناه صحيح. فان قيام الاسلام لا ينتظم الا بجماعة تحميه تنشره. وامر تلك الجماعة لا يستقيم الا بطاعة من له الطاعة فيهم. وهم اولي الامر وتلك الطاعة لا تتحقق الا في البيعة. والاخر في قوله وانما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة. فعاقبة لزوم الجماعة مع فقد العبد محبوبه فيها خير من حدود الفرقة مع تحصيل العبد محبوبه فيها. يعني اذا كنت في الجماعة وتفقد محبوب خير من ان تكون في الفرقة وتحصل محبوبة. لماذا المساعدة انه اذا حصلت محبوبك مع الفرقة لم تتهنى بمحبوبك. لان الفرقة عذاب والعذاب يمنع علم الذات لان الفرقة عذاب والعذاب يمنع اللذات. ومن لطائف العلم ان ابن الجويني ابا المعالي الابن لما جلس مجلس ابيه وكان صغيرا في السن استصغره بعضهم. فسأله اول ما جلس لم سمي السفر عذابا قال جعل السفر من العذاب لما فيه من فراق الاحباب يعني السفر يفارق الانسان احبابه ليس فقط من الناس مأكله كما يحب مشربه كما يحب من امه كما يحب يفارقه فكذلك اذا حدثت الفرقة امتنع حصول اللذة. فلم يكن للانسان منفعة بما يحصل. والدليل الثامن هو حديث ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قضم الملح في الجماعة. الحديث رواه ابو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء والبيهقي في شعب الايمان واللفظ له. واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله قضم الملح في الجماعة احب الي من اكل الفالوذج في الفرقة اي تكون الحال الشديدة مع الجماعة التي بمنزلة كظم الملح خير من السعة التي تكون في الفرقة ولو كانت بمنزلة الفالوذج. والفلوذج نوع من الحلوى تصنع من الدقيق والعسل والسمن. يصنع من الدقيق والعسل والسمن. فالحلاوة العظيمة التي يعرف بها اذا اكل تفسدها غصص الفرقة. فيكون من غصص الفرقة ما لا يهنأ معه العبد طعام ولا شراب ولا يطمئن جنبه على فراش ولا يتسع خاطره لامر تكدر الاحوال وتسوم الناس العذاب ففيها يتنازع الاحباب ويختلف الناس ويقتل بعضهم بعضا وينتهك بعضهم اموال بعض يغتصبون الفروج المحرمة مما الانسان كثيرا منه في تاريخ المسلمين قديما وحديثا. فاذا وجدت هذه الاحوال لم يهنأ عاقل بلذة فانه لا يجد فيما يأكله من طعام وشراب او فيما ينامه من ساعات او فيما يملكه من مال لذة تذهب تلك الالام التي من الاحوال التي تحيط بالناس. فتلك الاحوال تذهب اللذات وتمحو المسرات ومن اراد ان يعرف حقائق ذلك فما عليه الا ان يقلب سمعه بين مقاطع تنشر بين الناس يتحدث فيها ابن الشام او ابن مصر او ابن اليمن او ابن ليبيا او غيرها من بلاد المسلمين المنكوبة عما صاروا عليه من حال الانسان بلا جريرة اصابها. وتفقد منهم المطاعم والمشارب وما يلزمهم في احوال مما يدمي قلب الانسان على هذه الاحوال التي وقع فيها من وقع من المسلمين ويراها امتحانا يمتحن به الناس ولكنه باذن الله سبحانه وتعالى مظنة رحمة ارحم الراحمين سبحانه وتعالى. فان المسلمين اذ اشتد بلاؤهم قرب فرجهم من ربهم سبحانه وتعالى. وبلاد الاسلام اذا اشتد ضعفها قوي بعثها فان الحال التي حصل بها الخير فيما حصل في كثير من قرون هذه الامة كانت بعد بلاء شديد. فالظهور والعلو الذي للمسلمين على الصليبيين كان بعد حوادث ما حدث من التتار وغيرهم ممن سفك دماء المسلمين واستحل بلادهم وانتهك اموالهم ثم كتب الله عز وجل لعباده النصرة. فالله عز وجل يمتحن الخلق ويردهم اليه بهذه الاحوال فيكون في ذلك لهم من الظهور والنصرة على اعدائهم والرجوع الى رشدهم والتمسك بدينهم ما يكون خيرا لهم فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يفرج عن المسلمين. والدليل التاسع حديث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ورحمه انه قال اذا رأيت القوم يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم انهم على ضلالة رواه احمد في الزهد. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فاعلم انهم على تأسيس ضلالة فمن الضلال ان يتناجى القوم في امر دينهم بشيء دون عامة المسلمين. فمن الضلالة ان يتناجى قوم في امر دينهم بشيء دون عامة المسلمين. والتناجي هو تكاتب الحديث في سره. والتناجي هو تكاتم الحديث في سر والمذموم منه في الحديث تناجيهم بشيء من الدين يرونه لهم ولا يرونه دينا للناس. تناجيهم بشيء من الدين يرونه دينا لهم ويانا يرونه دينا للناس فيخصون انفسهم بدين لا يكون لغيرهم. فيخصون انفسهم بدين لا يكون لغيرهم. فيوقعهم في مفارقة جماعة المسلمين. فيوقعهم ذلك في مفارقة جماعة المسلمين. واظهر شيء في تصديق بهذا المعنى ما اتفق للخوارج في الزمن الاول. فانهم جعلوا لانفسهم دينا رتبوه من حلق الذكر في مسجد كوفة ممن يقوم على كل حلقة رجل فيأمرهم بان يسبحوا مئة وان يكبروا مئة وان يحمدوا مئة. وجعلوا هذا الدين لهم دون مشورة الصحابة رضي الله عنهم. ثم ازداد بهم هذا الامر شرا حتى انحازوا عن جماعة المسلمين ففارقوا الكوفة ونزلوا وين نزلوا؟ حرورا ونزلوا حرورا فامتازوا عن المسلمين ثم خرجوا على المسلمين بالسيف واستباحوا دماءهم واموالهم حتى وقع منهم ما لم يقع من الكفار المرتدين عبد الله بن خباب رضي الله عنه قتلوه وبقروا بطن امرأته وكانت حامله كل ذلك بسيف الاسلام كما يزعمون. هم يزعمون انهم سيف الاسلام. لكن هذا مآل من كثر جهله وقل علمه ووضعه فانحاز عن المسلمين حتى يقع في مثل هذه الاعمال. نعم. احسن الله اليكم. قلت وفقكم الله فيه مسائل الاولى الامر بنزوم الجماعة والنهي عن التفوق. الثانية وعيد من اتبع غير سبيل المؤمنين الثالثة ان التفرق من دين المشركين والاجتماع من دين المسلمين. الرابعة خير الدنيا والاخرة في لزوم الجماعة الخامسة ان من فارق الجماعة فمات فميتته جاهلية. السادسة ان دعاقبة لزوم الجماعة مع فقد العبد محبوبه فيها. وسوء عاقبة الفرقة مع حصوله. السابعة حمد عاقبة لزوم الجماعة مع فقد محبوبه فيها قد تفقد محبوب ولو كان بالقتل قد تفقد محبوبة بالقتل وقد يقتل لامر يغمض عليك هل هو من الحق ام من الباطل؟ وربما ان قتل ظلما لكن لزومك الجماعة ولو فقدت محبوبك بالقتل خير من ان تطلب فرقة تحصل بها ما تحصل لكن يحدث بها الشر من الشر العظيم ما لا ينتهي وصفه. ولذلك من قرأ تاريخ علماء هذه البلاد وتعاملهم في الاحوال التي تمر في البلد يرى مقدار ما اتاهم الله من العلم والعقل انا اذكر لكم مشهد غائب لكنه عند العارفين به حاضر. وهو ان رجلا كان من اهل العلم له كتاب مصنف اسمه التوضيح عن توحيد الخلاق ويسمى ايضا جواب اهل العراق في توحيد الخلاق. من هو هذا صاحب الكتاب هذا عبد اللطيف ها هو عبد اللطيف هذا هو الشيخ ابن غريب رحمه الله صهروا الشيخ محمد بن عبد الوهاب وزوج ابنته وقد قتله الامام العالم عبدالعزيز بن محمد بن سعود عبد العزيز بن محمد رجل موصوف بالامامة في العلم والدين وكان عنده درس في البخاري ومع ذلك قتل سنة الف ومئتين وثمانية وقيل قبل ذلك قتلة والله اعلم بالحامل على القتل قيل انها ان الانسان وشى به وكذب عليه وقيل غير ذلك. لكن اصهاره الاحياء اولاده اللي هم من؟ ابناء الشيخ محمد ما ذكروا هذه المسألة في اي جواب من الدرر السنية ولا اشاعوها في الناس ولا تجدها مذكورة عندهم الى اليوم لانه شيء له حاله وزمانه وولي الامر له نظره وهو مجتهد ربما اخطأ عذره عند ربه سبحانه وتعالى تعالى لكن لا يحمل الخطأ على ان يرتكب خطأ اخر. على ان ما دام قتل زوج اختنا ونسيب وحنا خوال عياله حنا لينا قضاء ولنا العلم لنا كلمة لكن لا هذا ما هو بالدين هذا هوى النفس لكن الدين يحمل على مناصحته وتحذيره من الاستخفاف بدماء المسلمين. وانه مسؤول عند الله سبحانه وتعالى عن ذلك ويعظم له الامر. فيحفظ وبهذا جماعة المسلمين وان فقد الانسان محبوبه. لكن السعي في الفرقة والدعوة اليها. لاجل ما هو دون ذلك. هذا دليل على قلة الدين فضلا عن قلة العقل. قليل الدين لو الانسان فات محبوبة فاته محبوبة. وكان في في في دارك طلبه في شر يمتنع منه ولذلك الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله قال في كلام الله لو منعوني انا عن الدروس امتنعت كل لو منعني ولي الامر امتنعت قال لها احدهم شيخ يمنعونك من بيان الدين. قال في البلد غيري يبين الدين. بلد غيره. لكن ليس من المصلحة حينئذ ان يعاكس ولي الامر ويسبب الفرقة بين الناس ويقول ان هذا حصار للعلم وحصار للدين لا تجعل الدين في شخصك الدين دين الله لا يضيعه الدين محفوظ والصادق في حفظ الدين يعليه الله عز وجل ويحفظ به الدين. لكن الذي يغش نفسه ويغش الناس ويظهر الدين في ثوبه هو يعود على ذلك عليه بالشر. في الدنيا وفي الاخرة فالانسان يعظم دائما حق الله وان الله سبحانه وتعالى يسأله عن هذا الدين العلم الذي اتاك الله هذا دين الله فينبغي ان تعرف حق الله سبحانه فيه فتلزم الشرع مثل هذه الحاجة لازم اهل العلم فيها الحق وما صدر منهم اي تشويش ولا تفريق للجماعة ولا كان من الاحداث التي يستغلونها ضد ولي الامر مع شدة المصاب في ذلك ومع عظم من صدر منه المصاب وهو الامام عبد العزيز بن محمد رحمه الله تعالى. فالانسان يعرف ان للناس احوال انتقد تكون ناصح وصادق ومحب للخير لولي الامر وللناس لكن يكون في الناس من يشي بك يشي بك عند ولي الامر ولي الامر بحسب ما يظهر له هو يعامل الناس بحسب ما يظهر له. فقد يصدر منه الشيء خطأ لكن انت ما تعامل الخطأ بخطأ انما تعامل الخطأ بحق. ولذلك فيه مقالة لبصائر في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تبين لك عبد الرحمن ابن حسن وهو عبد الرحمن بن حسن تكلم فيه من تكلم وكتب فيه الى الامام تركي بان يمنع وان لا يبقى في قضاء الناس وافادتهم لان صدر عنك كذا وكذا وكذا وكذا لكن الحق يبقى باقي عبد الرحمن بن حسن وبقي الناس يستفيدون في علمه في حياته وفتح المجيد الى يومنا وذاك الذي كتب فيه ذهب مع الذاهبين وزار اسمه مع الزائرين. لان عبدالرحمن بن حسن اذا رأيت جوابه عرفت انه يعامل الناس بما يأمره الله لا يعامل الناس بما يعاملون به. فالذي يمتثل هذا يسلم له دينه ويحفظ نفسه ويحفظ جماعة المسلمين. والذي يجعل دينه شهوة تجد يتابع شهوة نفسه اذا غضب اغضب الناس واذا رضي ارضى الناس. ويكون غضبه للدنيا ورضاه للدنيا. لكن اذا كان يراقب الله وتعالى ما يفعل هذا لانه يعرف ان الله سبحانه وتعالى ائتمنه وانه اذا سلك بالعلم طريق الخيانة فان عاقبته وخيمة. نعم السابعة من الضلال ان يتنادى القوم في امر دينهم بشيء دون عامة المسلمين. وهذا اخر هذا المجلس نستكمل بقية الكتاب باذن الله تعالى في الدرس القادم. وفق الله الجميع الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسوله محمد واله وصحبه اجمعين