الحمد لله الذي بحر فضله لا ينقضي ومن حدوده لا تنتهي نحمده واياكم على جزيل الحظاء وهبة الاجتباه هدى ورحمة ونورا وحكمة دلنا الى خير وجمعنا على خير وجعل فينا حب الخير فما بنا من خير فمنه ليت غيره وما بكم من نعمة فمن الله ربنا هب لنا نورا في قلوبنا وضياء في صدورنا ورشدا في عقولنا وسلامة في همومنا واشهد ان لا اله الا الله علم بالقلم ما اراده والقضاء واشهد ان محمدا عبده ورسوله معلم الخير وهذي الثقلين ربه النور ودينه النور وهديه النور فمن اقتبس من نور نبوته علما ونال في تعاليمه وحيا فاز فوزا لا يخسر معه ولا يندم بعده اللهم صلي على محمد وسلم وصلي على اله وسلم وصلي على صحبه وسلم وصلي علينا معهم وسلم اما بعد فان العلم مفتاح الخيرات وثمره الكرامة والمسرات والجهل مفتاح الشرور وطلعه الندامة والغرور فلولا العلم ما سعدت نفوس ولا عرف الحلال ولا الحرام فبالعلم النجاة من المخازي وبالجهل المذلة والرغام هو الهادي الدليل الى المعالي ومصباح يضيء به الظلام هو انيس الوحشة وجليس الوحدة عز العزلة وشفاء العلة. سلامة القلوب في تنقيله. وراحة العقول في تحصيله به فضل الاصاغر الاكابر وفاق الباطن الظاهر وبه زاحم القلم السنان فسبقت حكمة الحكماء شجاعة الشجعان فان الشجاع اذعان فان الشجاع اذا مات طويت اخباره واما العالم اذا مات بقيت اثاره فتحلت برقومه الاوراق والدفاتر وتعطرت بكلماته المجالس محبة العلم ومحبة اهله حق لازم. وبغضهم محق هاجم. رؤية مجالسهم تزيد الايمان وتشحذ عزائم عسكر الرحمن فيقوى بها اليقين ويدحر ابليس اللعين فيها تعلم الجاهلون وبها انتبه الغافلون تحفها الملائكة وتغشاها السكينة وتتنزل عليها الرحمات في ملأ خير منهم رب الارض والسماوات. ان شرف العلم ايها المؤمنون ظاهر وفضله عظيم فمن فضائله ان من رزق العلم كان شاهدا من الشهداء الذين سمى الله بقوله شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم واهل العلم شهداء يزكون لاستشهاد الله بهم على وحدانيته. مع اقتران شهادتهم بشهادة سبحانه لنفسه وشهادة ملائكته. منها ان العلم من الخير كثير. الذي يرغب فيه ويرجى كما قال الرب سبحانه وتعالى يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. وما الحكمة الا اصابة الحق والعمل به ولا يصاب الحق الا بالعلم لا الجهل. ومنها ان العلم ميراث الانبياء والعلماء هم ورثتهم واي ميراث اشرف من ميراثهم صلوات الله وسلامه عليهم. وانما اولوا الميراث الى الاقرب فالاقرب. فكان العلماء اقرب الناس الى الانبياء. قال ابو داوود رحمه الله تعالى حدثنا وسدد بن مسرهجة قال حدثنا عبد الله بن داوود قال سمعت عاصم بن رجاء بن حيوان عنده بن جميل بن كثير بن قيس عن ابي الدرداء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر حديثا طويلا وفيه وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافل ومنها ان العلم سبب لرفعة الدرجات في الاولى والاخرة. كما قال الله عز وجل يرفع الله الذين امنوا منكم الذين اوتوا العلم درجات وشرفوا الدارين انما يكون نوالهم للعلم ومنها ان السعي في العلم اخذا وطلبا وتبليغا ونشرا هو اكمل الجهاد وافضله كما ذكره ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة. وشاهدوه من الوحي قوله تعالى فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا اي بالقرآن الذي هو اصل العلوم ومنبعها. والجهاد به جهاد حجة وبيان. والمشارك فيه نزر يسير والمساعد عليه عزيز. اما جهاد اليد واللسان فالمشارك فيه كثير. ولن يستقيم هذا الا بذلك ومنها ان العلم يوصل الى الجنة ويسهل طريق الوصول اليها بما لا يكون في غيره من سبل السلام قال مسلم ابن حجاج حدثنا يحيى ابن يحيى التميمي وابو بكر بن ابي شيبة ومحمد بن العلاء الهمداني قال يحيى اخبرنا وقال الاخران حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نشر حديثا طويلا وفيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. فقاصدوا لطريق العلم طلبا لحياة قلبه ونجاته يبلغه الله به دارا يحيا فيها قلبه وتكمل حاله هي جعلنا الله واياكم من اهلها. ومنها ان ثواب العلم واجره يصل الى صاحبه ولو بعد موته. فكأنه حي لم ينقطع عمله. فيجمع الله عز وجل له مئتين حياة الذكر والثناء بالخيرات وحياة الاجر بعد الممات قال مسلم ابن الحجاج رحمه الله تعالى حدثنا يحيى ابن ايوب وقتيبة يعني ابن سعيد وابن حجر قالوا حدثنا اسماعيل وهو ابن جعفر عن العلاء عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا مات انقطع عمله الا من ثلاثة الا من صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح ادعو له ولما للعلم من هذا الفضل وزيادة. رغب فيه الراغبون. وتسابق المتسابقون ومستقل ومستكثر هم عند الله وانك مع الرغبة فيه لن تناله ابدا الا بسلوك طريق يوصل اليه. فان لكل مطلوب طريقا فمن سلك جادة مطلوبه اوقفته عليه. ومن عدل عنها لم يظفر بمطلوبه. وان للعلم طريقا من اخطأها ضل المقصود وربما اصاب فائدة قليلة مع تعب كثيرة. وقد ذكر هذا الطريق بلفظ جامع مانع محمد بن محمد موسى والزبيدي صاحب تاج العروس في الفية له يقال لها الفية السند. قال فيها فما حوى الغاية في الف سلام شخص فخذ من كل فن احسن بحفظ متن جامع للراجح يأخذه على مفيد الناصحين. فطريق العلم مبنية على امرين من اخذ بهما وصل اليه فاما الامر الاول فحفظ متن جامع للراجح. فلا بد من حفظه ومن ظن انه ينال العلم بلا حفظ فانه يطلب محالا. والمحفوظ المعول عليه هو المتن الجامع للراجح اي المعتمد عند اهل الفن فلا ينتفع طالب يحفظ المغمور في فن ويترك مشهورا. فمن يحفظ الفية الاثاري في النحو يترك الفية ابن مالك اما الامر الثاني فهو اخذه على مفيد ناصح. فتفزع الى شيخ تتفهم معانيه عنه. يصطدم بهذين الوصفين واولهما الافادة وهي الاهلية في العلم والتمكن منه فيكون ممن عرف بطلب العلم وتلقيه حتى صارت له ملكة قوية والاصل في هذا ما اخرجه ابو داوود رحمه الله تعالى قال حدثنا زهير ابن حرب وعثمان ابن ابي شيبة قال حدثنا جرير ابن حازم عن الاعمش عن عبد الله بن عبدالله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمعون ويسمع من ويسمع ممن سمع منكم واسناده قوي. والعبرة بعموم الخطام لا بخصوص المخاطب. فلا يزال من معالم العلم في هذا الامة ان يأخذه الخالف عن الثالث كما بينه الشاطبي في مقدمات كتابه الموافقات اما الوصف الثاني فهو النصيحة فلا بد ان يكون الشيخ ناصحا وهذه النصيحة تجمع معنيين اثنين. احدهما صلاحيته للاقتداء والاهتداء في هديه ودله وشمته والاخر معرفته بطرائق التعليم بحيث يحسن تعليم المتعلم ويعرف ما يصلح له وما يضره وفق التوظيف العلمية التي بينها الشاطبي في كتاب الموافقات. وليس من شرط هؤلاء ان تكون لهم صورة في الناس. او حظوة عند الامراء والرؤساء او القاب تختص بهم او رسم وهيئة لا تكون لغيرهم. ومن اقتصر في اخذ علمه عن المشاهير. فهو نوع كبر كما ذكره جماعة منهم ابو حامد الغزالي في احياءه. ولابد للطالب من طول ملازمة لشيخه. قال مالك رحمه الله كان الرجل يختلف الى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه. واحوال السلف في هذا الباب عجب عجاب ولا يضره الاخذ عن شاب متى صحت فيه الاوصاف السابقة؟ فقد كان القراء اي اهل العلم كان القراء هم اهل عمر رضي الله عنه قبولا كانوا او شبانا كما ثبت في الصحيح. وقال عمر رضي الله عنه ان العلم ليس الحداثة السن ولا قدمه ولكن الله يضعه حيث يشاء. وقال علي ابن المديني ان العلم ليس بالسن. وقد نص على هذا معنى ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله في كتابه كشف مفسد الصحيحين وابن مفلح في الاداب الشرعية الا ان الاخذ عن الشاب المفيد الصالح الناصح يحذر فيه من ثلاث افاد الاولى الا يستغني به المتعلم عن كبار الشيوخ فان انتفاعه بهدي الكبار وسمته الاقوى والثانية الا يرفع فوق ركبته ولا يعدل بالشيوخ الكبار فان العلم ليس ما تراه عنده من تنوع العلوم وكثرة عارف بل للعلم معان اخرى لا يصل اليها الشاب النابض الا بعد عمر مجيد. وقد وصل اليه الشيوخ تجاره والثالثة ان يتوفى قوله في مدلهمات الفتن ومشكلات المحن فان معه حدة الشباب وعجلته وعدم والخبرة يغلب عليه الهوى ويميل به الطبع ويستزله الشيطان وقد امنت هذه الامور على الشيوخ الكبار ما بينه خطيب اهل السنة ابو محمد ابن قتيبة رحمه الله في مسك الحديث وتفصيل منارات الطريق الذي ذكرت ومصاعده تقول بما محله في مقام اخر لكن المراد هنا التعريف بان القراءة على الشيوخ ثلاثة انواع فالنوع الاول قراءة سرد ورواية مقصودها الاعظم الوقوف على مخبئات الكتاب وابقاء اتصال الاخذ له واكثر ما تكون في مطولات كالصحيحين والسنن وقد تقع فيما هو دونها من المختصرات فمن ظفر بشيخ قد تلقى المقدمة الجزرية مثلا بسند سماعي تصل ووقت الشيخ يضيق عن شرحها للطالب. لو كان الطالب ممن درسها فلا اقل حينئذ من المبادرة الى عرضها عليه فردا ليفوز الطالب بسند روايتها كما عام والنوع الثاني قراءة تفهم ودراية يقرأ فيها الكتاب على الشيخ ليجلي معانيه ويوضح مقاصده ويترقى بها الطالب في فهم فنه ومحلها المختصرات وما الحق بها مما يبنى به التحصيل العلمي للطالب والنوع الثالث قراءة تنكيت وافادة يتأهل لها من سبقت دراسته لفن وله فهو في العلم. فمتى لقي من له تحقيق بارز في فن من الفنون اغتنم لقاءه بعرض كتاب معتمد في الفن عليه. يوقظوه على مشكلات المسائل فيه. ويأخذ عنه اختياره فيها. وقد يجتمع النوع الاول اعني الذي مقصوده الرواية قد يجتمع ذلك النوع مع احد النوعين الاخرين. فيقرأ الكتاب تفهما ودرايات او تنكيتا وافادة ويحصل معها الرواية له. واتصال سند المتلقي بسلسلة روايته. والمقروءات على الشيوخ تتنوع وتختلف الا انها ترجع الى اصلين اثنين. الاول قراءة المختصرات والاساسات والثاني قراءة المطولات والتكملات والمراد بالمختصرات والاساسات العمد التي تمثل محور الارتكاز للتحصيل العلمي. فبحفظ ما يحفظ منها واستشراحه يشيد البناء العلمي للنفس فتزكو به ومن احادها المشتهرة في قطرنا ثلاثة الاصول وادلتها وكتاب التوحيد والعقيدة الواسطية وبلوغ المرام زاد مستقنع والورقات ونخبة الفكر والرحبية والمقدمة ونظائرها اما المطولات والتكميلات فهي القدر الزائد عن العمد من كتب الفنون والعلوم. ومنها المطول ومنها الوجيز وهذه المطولات والتكميلات هي حظ المتوسط والمنتهي وقد ينتفع بها المبتدئين. اما المختصرات فهي طعمة المبتدئ التي لا بد منها والحياة العلمية يوم يشهد بحمد الله وجود هذين الاصلين فتقرأ المختصرات والاساسات وتقرأ ايضا المطولات والتكملات مما يحصل به ان شاء الله نفع عموم الطلبة. وان وجدت ثغرات في طرق الاقراء ومسالك التلقي. تفتقر الى له اجله وانتفاع الطالب من مختصرات والاساسات والمطولات والتكملات يتوقف على معرفة امرين اثنين احدهما شروط قراءة كل منهما. والاخر معرفة كيفية قراءتها فاما المختصرات والاساسات فان لقراءتها على الشيوخ شرطين اثنين الاول ان يكون المقروء معتمدا. ومعنى كونه معتمدا ان يكون حجة عند اهل فنه. معولا عليه في في اقرائه عندهم كالاج الرومية مثلا فاهل العلم في البلاد الاسلامية قاطبة يستفتحون اقراء النحو بها وليس من شرط المقروء المعتمد ان يكون مشتهرا. نعم هذا هو الغالب. لكن قد يشتهر مقروء في زمن ولا يشتهر في زمن اخر اما لضعف الهمم او لقلة العارف بفنه اما الشرط الثاني فهو الاعتناء بحفظ المختصر لما من حفظ من اثر في تثبيت اصول الفن وقواعده في النفس مما يمكن من بناء الملكة العلمية وبلا حفظ لن تدرك العلم. وان ضج المتفيقهون اما المطولات والتكملات فان لقراءتها على الشيوخ شرطين اثنين ايضا ذكرهما الشاطبي رحمه الله تعالى في كتابه الموافقات فالشرط الاول ان يحصل لقارئها من فهم مقاصد العلم المطلوبة ومعرفة اصطلاحات اهله ما يتم له به النظر في الكتب فلا ينتفع مثلا من هجم على الكتاب لسيبويه وهو بعد لم يقرأ مقتصرات النحو على الشيوخ وقل هذا ايضا في مثل من يبادر الى قراءة كتاب علل لابن ابي حاتم او للدارقطني ولو سألته ما الفرق بين سفيان الثوري او ام عيينة لم يحر جوابا اما الشرط الثاني فهو ان يتحرى قارئ المطولات ان يتحرى قراءة كتب المتقدمين من العلم لا سيما الكتب صنفها الائمة من السلف الصالح فانهم اقعدوا بالعيون من غيرهم من المتأخرين. فالانتفاع بعلومهم ارجى واسرع. وبركتها وبركتهم اعظم ولا يمتنع ان تجد في كتاب متأخر علما غزيرا لكنها كتب قليلة لا تضاهي كتب المتقدمين هذه هي شروط قراءة كل من المختصرات والاساسات. والمطولات والتكملات وبقي العلم بكيفية قراءتها على الشيوخ فاما المختصرات والاساسات فتتلخص كيفية قراءتها في مراحل ثلاث. فاذا اردت ان تقرأ على شيخ شيئا من المختصرات فينبغي ان تتلمس وجود هذه المراحل الثلاث في قراءتك على الشيخ والا فانك لا ينتفع بقرائتك ولو انتفعت بها لم يكن انتفاعك بها كاملا فالمرحلة الاولى تقديم قراءة القدر المعين منها للدرس قبل عرضه على الشيخ وامعان النظر فيه بلا مطالعة شرح اجتهادا في تفهم معانيه. فمثلا اذا اردت ان تقرأ على شيخ باب الانية من كتاب زاد المستقنع فانك قبل الذهاب الى الشيخ يقدم قراءة هذه القطعة ثم تحاول بذهنك ان تتفهم معانيها بلا مطالعة شرف لما لذلك من اثر في التهيئة الذهنية لفهم مقاصد الكتاب عند شرحه من الشيخ اما المرحلة الثانية فهو ان تقرأه على شيخك وتقيد شرح الشيخ عليه. ويكون عرضك عليه من نسخة صحيحة من مختصر اقتصروا عليه مجردة من الشرح لئلا يتشوش ذهنه فعلم بهذا ان القراءة من متور لنسخ غير معتمدة انها تضر بصاحبها. وعلم ايضا ان ان احضار المتن مع شرح عليه مع ارادة الاقتصار على قراءة المتن يضر بقارئ. فمثلا من اراد ان يقرأ على شيخ نخبة الفكر فانه ليس من المحمود له ان يأتي بمتن النخبة مصحوبا مع شرحه نزهة النظر بل يقتصر على نسخة فيها المتن مجرد ليجمع ذهنه كله على المتن المجرد فقط اما المرحلة الثالثة ومطالعة شروح المختصر عقب الدرس وفائدة هذه المطالعة اربعة الاولى تثبيت ما سبق علمه من شيخك والثانية استفادة ما ذكره الشراح مما لم يذكره شيخك لك والثالثة معرفة فائدة زائدة زادها لك شيخك واهملها الشراح والرابعة ان تجد في شرح الصراح شيئا يغمض عليك ويعسر عليك فهمه فتبادر بعرضه على شيخك اما المطولات والتكملات فان منها ما يحتاج الى فكر عميق وفهم دقيق فهي تورث قارئها زيادة على الفائدة العلمية المنهجية العقلية ومنها ما لا يحتاج الى مزيد جهد في استخراج مقاصده ودرك معاقبه. فما كان من هذا الجنس فالاصل ان الطالب بقرائته وما اشكل عليه منها عرظه على شيوخ العلم. ولا مانع من قراءة مثله عليهم. اذ القراءة على الشيوخ بكل حال انفع من قراءة الانفراد اما ذلك المحتاج الى الفكر العميق والفهم الدقيق ككتاب الموافقات للشاطبين. او اعلان الموقعين لابن القيم. فكمال الاستفادة منه. والانتفاع به يحصل بقراءته على الشيوخ. واذا لم يمكن فلا اقل من مباحثتهم في اصول الكتاب ومسائله العظام وبهذا الذي ذكرت لك تعرف كيفية قراءة كل من المختصرات والاساسات والمطولات والتكملات ومحل العناية هنا ليستكمله اما المختصرات والاساسات والمطولات فتفصيل الكلام عليها وبيان نافع منها ودرجاتها ورتبها فلا له الان بل نظرة الى من تراه وتلكم التي هي محل العناية بحر لا ساحل له. وفيما ستراه في هذا البرنامج ان شاء الله عبر جالسه العلمية التي ستتكرر بحول الله كل عام. طائفة كبيرة منها وبين يديكم اليوم اعلان مجالسكم الاولى وفيه تسمية ثلاثين كتابا وهو برنامج تعرف به من وجوه فاما فكرته فاقراء ما يندرج في مسمى التكملات. كتفسير اية او سورة او شرح حديث او بيان مسألة او قاعدة او تقرير فائدة مما لطف حجمه وصغره واما غايته فتنشيط الحركة العلمية للامة عامة. ولكم انتم ايها الحضور خاصة باقراء ثلاثين كتاب في ستة ايام باذن الله. مما ينتج بحول الله اذكاء الهمم وبعث العزائم مع ما يقترن باقرارها من فائدة علمية لو جاءت مقصورة على ما في الكتب دون تعليق وافادة لكان كافيا بحمد الله ايها الذي يقرأ في اسبوع واحد ثلاثين كتابا واما زمنه فهو اسبوع في كل عام باذن الله يكون في طليعة الاجازة الدراسية الصيفية تقرأ فيه الكتب عقب الصلوات الخمس المكتوبات واما طريق الاستفادة منه فاكملها ان يحضر الطالب مجلس العقاب بقلب حاضر ويعلق ما يذكر من الفوائد ثم اذا رجع الى ماواه استخرج فوائد الكتاب على طروته في كتب الفائدة او ملخصها مع رقم الصفحة على الاوراق البيضاء التي تكون في صدر الكتاب. ثم يجتهد في تحفظها وتحفظ ما املي عليها من الفوائد واذا احب ان يضع اثناء القراءة علامة عندما يراه من الفوائد كالاشارة اليها بوضع خط فوقها فهو لانه يسهل استخراجه من فوائده واما كيفية ادارة الدرس فمع تعيين الكتب واختيارها انتخب لها من القراء من اتصف بثلاث صفات اولاها ان يكون ممن عرف سلفا بدعبه وحرصه على العلم عامة. وعلى درس شيخه خاصة مع طول الملازمة وقدمها فهو بهذا احق من غيره. اذ من رعى حرمة شيخه رعى الشيخ حرمته. ومن ضيعها فلا يبالي به. اما من يرى شهرا ويغيب دهرا ويقبل طورا ويخفي اخرى فليس من اجلال العلم تمكينه منه حتى ينزع عن نهجه ويصلح نفسه وثانيها ان تتحقق فيه الرغبة في حضور هذا البرنامج. وملازمة دروسه لئلا يعيق بغيابه مسيرته. فالمتقطعون هنا يقطعون عن انفسهم الانتباه ويضرون بغيرهم عند الاخلال بسير الاقرار. على ان من رشح للقراءة فوقع منه اخلال واهمال فانما يضر نفسه اكثر ففي الخلق ابدال وفي الخلق عوض وثالثها اتصافهم بجودة القراءة مع سرعتها حدرا لا تضيع به المعاني ولا تهزرم المباني لما له من اثر في تخفيف عبء الذرف وتهوينه على النفس بقلة اللحن وجودة القراءة وقبل الشروع في قراءة كل كتاب نقدم باذن الله بذكر مقدمتين نافعتين الاولى في التعريف بالمصنف والثانية في التعريف بالمصنف. ونقتصر على منهج محدد تعرف خبره من اول درس. ومنفعة هذا عظيمة يعرف قدر المقروء مصنفا ومصنفا. فاذا تم املاء المقدمتين شرع القارئ في القراءة ويعلق على المقروء بالطف اشارة واخطر عبارة ما يتضمن ايضاح معناه او زيادة بيان او الحاق فائدة او ضبط مشكل او اصلاح غلط او تقييد مهمل. ويتلقى الطالب هذه الفائدة فيعلقها على فيها من الكتاب ويشير الى الجملة المعلق عليها برقم او علامة. ويكتبها على حواس نسخته ويجود خطه احذر من تصغيره ليسهل فهمه له بعد مدة. وان شاء جعل ما يعلقه في مجموع مفرد من الاوراق ومن القواعد العامة التي تحدد مسلك التعليم. الاعراض عن ذكر الخلاف مطولا. والاكتفاء بالراجح. ومنها ان المقبول من الاحاديث حديث الواردة في الكتب من الصحيح والحسن لا يطول الكلام عليها ولا يشار الى تخريجها. وينبه هنا تنبيها كليا الى ان اننا سنهمل حفظا للوقت قراءة مقدمات النساخ وخواتيمهم. والاسانيد التي اسند بها الكتاب الى مصنفه. والسماعات الملحقة كما سنعرض عن الزيادات التي اضافها مخرج الكتب المسمون بالمحققين كالعناوين ونظائلها دون ما لا النص الا به وكان اللائق بهم عدم زيادتها في صلب القتال بل يشار اليها في هوامشه وتجعل كالعناوين الجانبية واختم هذه المقدمة المعرفة بالبرنامج ببيان لازم لامرين كبيرين. الاول شبهات عارضة. والثاني تنبيهات لازمة فاما الشبه فمنها ان تسمع قائلا يقول هذه كتب لا يحصل بها تأسيس معارف المتعلم وتأصيل علومه وكشفها ان يقال اننا لا ندعي هذا ولا نزعمه. فما هذه الكتب كتب تأصيل ولا تأسيس في جملتها وقد عرفت فيما مضى خبرها وكبرها والمقصود من اقراءها. ومن الشبه ايضا ان تسمع قائلا يقول هذه كتب لم تجري العانق باقراءها. وكشف هذه الشبهة ان يقال ان كان مراد القائل ان العادة غير جارية باقرائها عند ابتغاء تأصيل الطالب. وتأسيس معارفه وعلومه فهذا حق لا ننازع فيه وليس مرادا لنا ها هنا التأصيل والتأثير وانما المراد لنا بعث العزائم واذكار الهمم وزيادة المعاني والفوائد وان اراد انها لم تجري العادة باخرائها البتة فهذا تحكم لا وجه له. اذ ما وراء كتب الجادة المؤصلة طالب لا حد له فيما يقرأ على الشيوخ بل هو تحت انظار الشيوخ ومعارفهم. ولو اننا ابتدأنا اليوم هذا البرنامج في مجالسه الاولى باقراء جزء الحسن في عرفة وهو جزء حديثي مسند لشنع به بعض من لا يدري حقيقة العلم وادعى ان مثله لا يقرأ على الشيوخ ولن يدري ان واحدا فقط من اهل العلم هو الحافظ الزلزالي رحمه الله قد قرأ جزء الحسن من عرفة على مئتي شيخ من شيوخهم ثم من اراد ان يحكمنا الى عادة فلا يقصر نظره على عادة اهل العصر. بل يتأمل في من سبق فاولئك كانوا هم القوم ومن الشبه ان تسمع قائلا يقول هذه كتب غير معروفة وكشفها ان يقال ان المعرفة بها والاطلاع عليها لا يعول فيه على انصاف المتعلمين واطلاع الذواقين وكثير ما هم بل العمدة على الجادين الشاذين الذين يتطفرون العلم ويتطلبون موارده وينهلون من معينها عبا لا القطرة والقطرتين. وانك لن تجد احدا من هؤلاء وقليل هم الا وينبؤك عنها نبأ الخبير العارف ولن ينقص من قدر هذه المصنفات حجاب الجهل بها فالعيب في التضرع بحجاب جهل فيها. فاذا وجدت احدا يزعم انه لا يعرف هذه الكتب فاعلم ان الكتب لا ينقص قدرها شيئا وانما ينقص قدر ذلك القائل. قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم من سقم ومن الشبه ايضا ان تسمع قائلا يقول ثلاثون حجابا في ستة ايام استعجال وكشفها ان يقول اننا معك في نبذ الاستعجال والتحليل منه والتنفيذ عنه وتقييد الناشئة عنه اي ما تطير لكن ما هذا الاستعجال المدعى الذي ذكرت؟ هل هو مستفاد من كثرة الكتب وقلة الايام؟ عن استفيد من فهم حقيقة بالاستعجال في هذا المحل وانما العبرة بالثاني لا الاول. وحقيقة الاستعجال تحميل النفس ما لم تحتمل مما لم تهيأ له بعيد وانا اضرب لك مثلا تعرف به المقصود فمن لم يتمرس في الحفظ اذا توجه اليه ووسع قدر محفوظه كان يريد ان يحفظ خمسين اية قرآنية او عشرة احاديث نبوية باسانيدها في خمس دقائق فهذا هو الاستعجال المذموم بلا ريب. اما المتمرس الذي روض نفسه في الحفظ فمثله لا يعد ما ذكر عنده شيئا اذ يلتهمه في المدة المذكورة او ما يقرب منها. فلقد رأينا وسمعنا من احفظوا مثل هذه المقادير في مثل هذه المدة اليسيرة ومحتويات كتب برنامج الدرس الواحد تناسب في جملتها عموم الطلبة فلا تحتاج الى جهد جهيد في فهمها ولا الاحاطة من مقاصدها وقد يغيب عن احد منهم بعض معناها لكنه ينتفع لا محالة بما عقل منها. ولو كانت كتب هذا البرنامج مما يؤصل به ويؤسس الطالب لكان اقراؤها في هذه المدة ارهاقا للطالب لا ينتفع به. فلا يصلح الاخوة المختصرات والاساسات الا شيئا فشيئا اما التنبيهات اللازمة التي نرشد اليها فاولها الارشاد الى تصحيح النية. فحظك رحمك الله من العلم على قدر اخلاصه. قال ابراهيم النخاعي رحمه الله من ابتغى شيئا من العلم من ابتغى شيئا من العلم يبتغي به وجه الله اتاه الله منه ما يكفيه فبالاخلاص تحفظ العلم وبالاخلاص تفهم العلم. قال ابن عباس رضي الله عنهما انما يحفظ الرجل على قدميته. وقال ابو عبدالله الروذباري رحمه الله العلم موقوف على العمل عمل موقوف على الاخلاص والاخلاص يورث الفهم عن الله عز وجل اما التنبيه الثاني فاستنهاض هممكم للمداومة على هذه الدروس فانت رجل على قدر همتك والتفاضل بين الخلق بالمطالب والهمم لا بالصور والنعم. قال حكيم من الحكماء ما الهمة راية الجد وقال اخر علو الهمم بذر النعم. فالله الله في اعلاء الهمم. واعلموا ان هذا من الرباط في الجهاز وقد علمت فيما سلف ان الجهاد بالحجة والبيان اعظم واشرف وارفع واكمل من الجهاد بالسيف وسنانه كما ذكره ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مفتاح دار السعادة والتنبيه الثالث الحث على التبكير الى الدرس وعدم التخلف والتأخر فليس من الادب ان يجلس الشيخ على كرسي التعليم ثم يأتي الطالب بعده يسحب نفسه ليجلس عقبه. اولا ترون ان الملائكة صحفها يوم الجمعة اذا دخل الامام للخطبة تحقيقا لهذا المعنى فبكر بالحضور الى الدرس واثق شيخك بالبيوت عند كرسيه. واياك والتثاقل والتكاسل مع الاشارة الى ان الدرس بعد الفجر والعصر يبدأ ان شاء الله بعد ساعة من الاذان ويتأخر بتأخر الاذان ساعة كاملة بعد اذان الفجر يبدأ بعدها درس الفجر وكذلك درس العصر اما درس الظهر والمغرب فانه يكون بعد الصلاة مباشرة لقصر الوقت وضيقه. اما درس العشاء فانه يبدأ بعد خمس واربعين دقيقة من اذان عشاء التنبيه الرابع لفت الانظار الى لزوم ادب الدرس عامة والجلسة فيه خاصة وعدم التساهل عنه لحديث جانبي او رد على هاتف جوال كما فعله بعض الاخوة الليلة او كثرة حركة او تقليب صفحات الكتاب او من صفاتي هنا وهناك فان هذا ليس من الادب اللائق لطلاب العلم التنبيه الخامس ان الجن سيكون على هيئة التحلق اتباعا للسنة ويبدأ الجلوس به وراء الفرش المعلم بلون خاص الا من اذن له بالجلوس دونه. كقراء الكتب والمشرفين على البرنامج فان هذا الخط وضع ليكون مكانهم محفوظا. ويحذر من الحد الدائم الذي يفعله بعض الاخوة فيترك طول نهاره كتابا يحجز به المكان والتنبيه السادس لا يضعن احد منكم ايها الاخوة كتابه على الارض بل يحمله بين يديه اجلالا للعلم وحفظا لهيبته. فهكذا كان يفعل المقتدى بهم. منكم من العباد. بل قد رأينا من مضى وهو يظع كتابه في خرج خاص من قماش يخرجه منه اذا حضر الدرس ويحفظه بين يديه انقضى درسه جعله في ذلك الخير مرة اخرى. ولسنا نطالبكم بمثل ما كانوا عليه. فان المرء اذا اطلع الى مواضع الكتب في سيارات الاخوان وجدها وقد قطعتها حرارة الشمس. ولكن اقل ذلك مما نراه امام اعيننا الا يضع احد منكم كتابه على الارض واذا كان المرء يغار لاجل ان يتناول احد عرضه بكلام فان اللائق باهل العلم ان غيرتهم على العلم اعظم فان مما يؤذي النفس ان يرى المرء احد طلبة العلم وقد وضع كتابه على العرض ولم يعرف قدره اما التنبيه السابع من كان له سؤال ايها الاخوان فليكتبه وليرسله الى الاخوة في صدر الدرس وينفق اسمه مع سؤاله ولا يوذن بالسؤال المباشر لئلا يقطع الوقت ولضيق الوقت لن نتمكن من الاجابة على كل الاسئلة في حينها لكننا اعتني بما يتعلق بدرس نفسه. فنجيب عليه في بعض الاوقات كالفجر والعصر والعشاء. وما لم يوجب عنه شفاها فسيسطر في كتاب جامع باذن الله ينشر قبل دورة الدرس القادمة في السنة القادمة ان شاء الله. اما التنبيه الثامن ستكون هنا كلمات لبعض الاخوة بعد صلاة العصر رجاء نفع العامة بها فلا محل للكلمات المرتجلة بدون سابق مشهورة وتحديد وقت ومن قام اليها فاننا نقدم الان العذر له بعدم الامكان منها وهو التنبيه التاسع ليكن دخولكم وفقكم الله الى البوابة الشرقية. فان عامة اهل الحي يستعملون البوابة الاخرى. فلئلا يزداد الزحام ساعدوا في تجنبه باستعمال البوابة الشرقية. ولتكن مواقف سياراتكم عند الساحات الترابية في شرق المسجد وجنوب فهي كافية ولا يقف احد منكم عند ابواب الجيران او يغلق بسيارته على سيارة اخرى فان اذاهم الى نفوسنا والتنبيه العاشر ستكون هناك ان شاء الله ثلاث مسابقات مصاحبة للبرنامج فالمسابقة الاولى في المحفوظ والمختار لها هو نظم الحلية الصغيرة. والمسابقة الثانية في المسموع. والمختار لها هو شريط زدني علما للمتحدث اليكم. والمسابقة الثالثة في المقروء والمختار لها كلام العلامة ابن سعدي في العلم والتعلم المجموع باسم المعين في اخلاق العلم واداب المتعلمين تأمل مسموع فيعقد له اختبار تحريري ليلة الخميس القادم بعد درس العشاء من يوم الاربعاء. فمن اراد الاشتراك في مسابقة استمع الى الشريط ووعاه ثم تقدم للاختبار فيه. واما المقروء فله ايضا اختبار تحريري ليلة الاربعاء بعد درس العشاء من يوم الثلاثاء وان المحفوظ فيسجل الراغب فيه اسمه عند الاخوة الذين سيكونون عند هذه الطاولة بعد انتهاء المحاضرة ان قبل اذان العشاء او بعد صلاة العشاء الليلة. ويجد غدا اسمه ضمن مجموعة معينة. ويعرض كل يوم اثني عشر بيتا بعد درس صلاة العصر تبدأ من يوم السبت وتنتهي يوم الاربعاء فان عدة ابيات المتن ستون بيتا وكتاب المعين يوجد مصورا في مركز التوفير. ووقم هاتفه مثبت في اعلان الدروس. اما الشريط فيوجد عند تسجيلات الفلق بهذا الحي ويعطى مقتنيه نسخة مهداة من نظم الحلية الصغير اما التنبيه الحادي عشر فعدم المسارعة الى تفريغ هذه الدروس من اشرطتها السمعية عند صدورها بحول الله وقوته بل اما ان يكون ذلك التفريغ خاصا بصاحبه او يحصل على اذن بما فعل. حتى لا يقع بحماسه في الغلط على العلم واهله. ومن احب المشاركة في ذلك فانه يتصل على الاخوة المثبتة ارقام هواتفهم في اعلان الدروس ويسجل اسمه لديهم ثم تحصل المفاهمة معه فان للتعليم مقاما غير مقام التصنيف التنبيه الثاني عشر للنجاح في حضور هذا البرنامج لابد من ترتيب حسن للجدول اليومي يأخذ فيه الجسم راحته بالتبكير الى النوم ليلا والحرص على القيلولة قبل الظهر وتناول الطعام بانتظام. فاذا ضيع المرء هذه الاركان الثلاثة في جدوله اليومي فانه سيصعب عليه ان يواصل فيه اما التنبيه الثالث عشر هذه المجالس ايها الاخوة هذه المجالس الاولى هي بكر البرنامج وهو عروظة للنجاح والفشل والمدح والقدح والقوة والضعف. فالتجربة المتقدمة يعتريها ما يعتريها. لكن حسن الظن بالله يملأ قلوبنا فنسأله مباركة الابتداء وميمون الانتهاء اما التنبيه الرابع عشر فهو النهي عن وطئ اعقاب. فامل منكم جميعا امل منكم الا يمشي احد ورائي. ولا يكلمني في شيء اذا قمت من مجلس الدرس فلقد كان السلف رحمهم الله يكرهون ذلك وينهون عنه ويذكرون انه فتنة للمتبوع ومذلة للتابع فان الامة وانتم لستم بحاجة الي فالدين محفوظ بي او بغيري وانني بقصري ونقصي مستغن عن ان يسألني احد في شيء من العلم او يفهمني الا بالطريق التي ذكرت. فمن اراد شيئا من ذلك فليكتبه في ورقة ان كان سؤالا اجيب عنه وان كان غيره مما يخصه وضع عليه عنوانا يمكن من التفاهم معه كرقم هاتفه او غيره. اللهم انا نسألك علما نافعا ونعوذ بك من علم لا ينفعه. اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما. اللهم انا نسألك ايمانا زائدا. ويقينا راسخا وعلما نافعا وعملا صالحا. اللهم استعملنا في طاعتك. واجعلنا من الدعاة لدينك. والحماة لشريعتك. اللهم احيينا على الاسلام والسنة. وتوفنا على الاسلام والسنة اللهم انا نسألك البركة في اعمالنا ونسألك البركة في اعمالنا ونسألك البركة في قواتنا ونسألك البركة في اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم لا تجعل فتنتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا الى النار مصيرنا والحمد لله رب العالمين