المقصد الاول جر نسبه فهو العلامة المشارك محمد ابن صالح ابن محمد التميمي ويكنى بابي عبد الله ويعرف بابي عثيمين احد اجداده ولا يصح لغة تسميته بما اشتهر محمد صالح العثيمين لان الصالح اسم ابيه ويجوز دخول عليه كالحارث الا انه لابد من ذكر كلمة ابن فيقال محمد ابن الصالح وكذلك العثيمين هو نسبة الى احد اجداده فينبغي ان يلحق به ياء ياء نسب فيقال محمد ابن صالح العثيمين وقاعدة اهل نجد بمثل هذه الاسماء انهم يقولون العثيمين والفوزان والحامد واشباه هذا وهذا غلط مخالف لقانون اللغة فالقانون لغة اضافة ياء النسب اليها بان يقال العثيمين والفوزان والحامدي او يقتصر على اظافته الى جده بان يقال ابن عثيمين او ابن فوزان ونظائر هذا اما المقصد الثاني فتاريخ مولده فولد في السابع والعشرين من رمضان سنة سبع واربعين بعد الثلاث مئة والالف والمقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله في العاشر من شهر شوال سنة احدى وعشرين بعد الاربع مئة والالف وله من العمر اربع وسبعون سنة رحمه الله رحمة واسعة اما المقدمة الثانية فالتعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا فالمقصد الاول تحرير عنوانه طبعت هذه الرسالة في حياة مصنفها رحمه الله باسم تفسير اية الكرسي وهو اسم مناسب لمحتواها وليست هي قطعة من شرحه على الواسطية بل هو تفسير املاه الشيخ رحمه الله تعالى قديما والمقصد الثاني بيان موضوعه اشتملت هذه الرسالة على تفسير اية الكرسي مع ذكر فوائد مستنبطة منها بلغت عدتها اربعون فائدة المقصد الثالث توضيح منهجه قدم رحمه الله في صدر كلامه بذكر فضل هذه الاية لتعظم الرغبة في تفسيرها ثم شرع في تفسير كلماتها كلمة كلمة مع ذكر ما يحتاج اليه من وجوه الاعراب والاشارة الى ما يتعلق بالكلمة المفسرة من مسألة مهمة كايراده بشروط الشفاعة وربما تعرض رحمه الله للاقوال المضعفة في التفسير الاقوال المذكورة في تفسير الكرسي ولما كمل تفسير الاية ذكر رحمه الله تعالى اربعين فائدة تستنبط من اية الكرسي فهذا ما يتعلق بالمقدمتين اللازمتين سابقتين لاقراءه قوله ليهنك العلم يا ابا المنذر يهنك بفتح الياء وسكون الهاء وكسر النون وهي دعاء له رضي الله عنه نعم قوله ولهذا من قرأها في ليلة جاء بيان قراءتها في الاحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم انها تقرأ اذا اوى العبد الى فراشه فاذا اراد المرء النوم فانه يقرأ هذه الاية عند ارادته للنوم ليلا وقوله ولا يقربه شيطان المراد بالشيطان الخارج عنه المفارق له اما القرين فانه لا ينفك عن احدنا بكل حال قوله وهو هنا محط الخبر فيما يأتي بعده اي من علق به الخبر فاخبر عنه بانه الحي القيوم الى اخر الاية فاسندت اليه سبحانه الحياة والقيومية وما بعدها من الاوصاف قوله رحمه الله لفظ الجلالة هذا التعبير مع شيوعه فيه نظر والموافق للقرآن ان يقال الاسم الاحسن فصفات الله اسماء الله كلها حسنى كما قال الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى فيعدن عن قول لفظ الجلالة الى قول الاسم الحسن فاذا اراد امرئ مثلا ان يعرب جملة قال الله عز وجل فانه يقول بعد اعرابه للكلمة الاولى وهي قال يقول الاسم الحسن الله الى اخر اعرابه. ويعدل عن قول لفظ الجلالة لانه لفظ مفرغ من المعنى التام يناسب الموافق للقرآن ان يقال الاسم الاحسن مقصود المصنف رحمه الله ان ننال النافية للجنس قبرها هنا محذوف قدره الشيخ بقوله حق فكأن الجملة لا اله حق انه وما بعد الخبر هو بدل عنه وقد تضمنت بنفيها نسي جميع الالهة المعبودة دون الرب سبحانه وتعالى وان الاله الحق هو الله عز وجل قوله رحمه الله ولهذا قال بعض السلف ينبغي للانسان ان يصل اي فيقرأ اذا قرأ بالوصل لا بالوقف على رأس الاية ستكون قراءته هكذا. كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام الا ان هذا الذي ذكره بعض السلف فيه نظر من وجهين الاول انه مخالف لسنة الوقف على رأس الاية فان السنة الثابتة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقف وعلى رأس الاية على ان في هذه المسألة تفصيلا له محل اخر اما الامر الاخر فلان الكمال ظاهر في سابقتها فان المرء اذا قرأ قول الله سبحانه وتعالى وله الجواري المنشآت في البحر كالاعلام يقع في قلب القارئ تعظيم هذا المشهد عندما ينظر الى صورة السفن العظيمة التي تكون في البحر كالجبال الكبيرة فلاجل ما يقع في قلب القارئ من عظمة هذا المشهد جيء بقول الله سبحانه وتعالى بعدها كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. فصار الكمال الموافق وللسنة ان تقرأ هذه الاية بالقطع لا بالوصف يعني ان قول الرب سبحانه وتعالى القيوم دال على معنيين اثنين احدهما قيامه بنفسه سبحانه وتعالى فهو مستغن عما سواه والثاني قيامه بغيره فكل الخلق محتاجون اليه مضطرون لا محالة الى ايجاده واعداده وامداده سبحانه وتعالى نعم يعني ان هاتين الايتين اللتين يتوهم منها افتقار الرب سبحانه وتعالى الى النصرة لا يراد بها نصرته سبحانه وتعالى بعون ومدد وانما المراد نصرة دينه فيكم فمن نصر دين الله عز وجل فيه فان الرب سبحانه وتعالى ينصره قوله رحمه الله وكلمة لا ينبغي في القرآن والسنة معناه الشيء الممتنع غاية الامتناع هذه قاعدة جليلة من قواعد التفسير فكيف ما جاء هذا الفعل منفيا لقوله وما ينبغي او قول ولا ينبغي فانه دال على الامتناع المؤكد غاية الامتناع كهذه الاية فان الولد ممتنع عن الرب سبحانه وتعالى وقد نص على هذه القاعدة جماعة من المحققين منهم ابو العباس ابن تيمية في بعض تحاريره وابن القيم رحمه الله في مدارج السالفين والمقليدي رحمه الله في تجريد التوحيد المفيد قوله رحمه الله من الصفات السلبية المراد بالصفة السلبية هي الصفة المنفية عن الرب سبحانه وتعالى كنفي الظلم مثلا او نفي النوم او نفي الزنا فان هذه كلها يعد في جملة الصفات السلبية ولا يراد في في الصفات السلبية مجرد النفي بل المراد الكمال الكامن في ضدها وضابط هذه المسألة السلب في صفاته المنفي والضد في كماله محكي السلب في صفاته المنفي والضد في كماله محكي يعني ان الصفة المنفية سلبية صفتها ان تأتي منفية ثم هذا النفي لا يراد به النفي المجرد وانما المراد اثبات مقابل هذا النفي من كمال الرب سبحانه وتعالى فاذا نفيت الظلم فالمراد اثبات العدل واذا نفيت النوم والسنة فالمراد اثبات حياة الرب سبحانه وتعالى وقيوميته الكاملة حاصل هذه الجملة ان قول الرب سبحانه وتعالى له ما في السماوات وما في الارض يعم الاعيان والاحوال والمراد بالاعيان الافراد والذوات والمراد بالاحوال نعوت تلك الافراد وصفاتها وانما غلب عمومها بما مع كونه دالا على غير العاقل لانه اذا اريد خمول الحال والفرض غلبت ماء كما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى في قوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء لا يراد ان النساء غير عاقلات وانما المراد ان الملتفت اليه هو احوال النساء فالمرأة التي تنكح هي المرأة الموصوفة بالطيب الذي حددته الشريعة قوله وفي الاية حصر طريقه تقديم الخبر والمراد بالحصر قصر الشيء على بعض افراده وله طرق عند علماء المعاني منها تقديم ما حقه التأخير ومن جملة ما يقدم وحقه ان يؤخر الخبر فان الاصل ان الخبر يعقب المبتدأ لكنه اذا قدم كان المراد تحصيل هذا المعنى من الحصر مراده رحمه الله تعالى ان الاستفهام في قوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه لا يراد به وجهه وانما عدل الى ارادة النفي فجيء بالنفي على هيئة الاستفهام ليشرب معنى التحدي ومعنى اشرابه مع التحدي انه يتضمن هذا المقصود ففي قوله عز وجل من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه بحد ان يشفع احد عند الرب سبحانه وتعالى الا باذنه. ويعلم من هذا التحدي انه لا يكون لاحد ان يشفع عند الرب سبحانه وتعالى الا باذنه عز وجل قوله رحمه الله فشرط الشفاعة ثلاثة ابن الله تعالى بها ورضاه عن الشافع ورضاه عن المشفوع له واكثر اهل العلم يردونها الى شرطين اثنين اولهما اذن الرب سبحانه وتعالى بوقوع الشفاعة والثاني رظاه عز وجل بها وهذا الرضا له مناطقان احدهما رضاه عن الشافعي ان يشفع والاخر رضاه عن المشفوع له ان يشفع له وهذا اجمع وامنع من العبارة التي ذكرها المصنف رحمه الله عاصم هذه الجملة ان الادراك يتنوع حكمه بحسب حاله فاذا كان الادراك للشيء ادراكا مجزوما به مطابقا للواقع فهذا هو الذي يقال له العلم واذا كان الادراك ادراكا مجزوما به مخالفا للواقع فهذا جهل مركب واذا كان الادراك منتفيا فهذا هو الجهل البسيط واذا كان الادراك بلا جزم فذكر المصنف رحمه الله انه شك والمثال الذي يبين هذا لو سألت سائلا كما ذكر المصنف رحمه الله عن غزوة بدر متى وقعت فان قال لا ادري فهذا جهل ايش بسيط وان قال وقعت في السنة الثالثة فهذا جهل مركب لانه ادراك مجزوم به لكنه غير مطابق للواقع واذا قال وقعت في السنة الثانية فهذا علم واذا كان الادراك على وجه لا جزم فيه كأن يقول في السنة الثانية او السنة الثالثة فهذا لا ليس بصحيح الصحيح ان الادراك الذي لا جزم فيه يتنوع كما هو المعتمد عند محقق الاصوليين وهو الذي ذكره المصنف رحمه الله في كتابه الاصول من علم الاصول وهو المعتمد في نسبته اليه فاذا كان الادراك على وجه لا جزم فيه فهو نوعان النوع الاول ان يكون ادراكا على وجه لا جزم فيه مع تساوي الطرفين في الادراك فاذا سألت رجلا عن غزوة بدر متى وقعت فقال في السنة الثانية او الثالثة مع تساوي الامرين في ذهنه فهذا يكون شكا والنوع الثاني ان يكون الادراك على وجه لا جزم فيه مع رجحان احد الطرفين على الاخر فاذا سألت احدا متى وقعت غزوة بدر؟ فقال في الثانية او الثالثة. وعنده ان الراجح هو الثانية وان المرجوح هو الثالثة فيقال للراجح ظن ويقال للمرجوح وهم فصار الادراك غير المجزوم به متنوعا وليس شكا فقط كما ذكر المصنف. وانما يكون شكا مع تساوي طرفي المدرج واما مع رجحان احدهما على الاخر في نفس المجلس فيقال للراجح ظن ويقال للمرجوح وهم اصل هذه الجملة ان معنى قول الرب سبحانه وتعالى ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه كما ذكر المصنف رحمه الله ان الكرسي موضع قدمي الرب سبحانه وتعالى ومثل هذا المذكور عن عالم الغيب اذا جاء عن احد من الصحابة فان له حكم الرفع ومراد اهل العلم في قولهم له حكم الرفع انه يضاف الى النبي صلى الله عليه وسلم حكما لا حقيقة ففرق بين المرفوع حقيقة الذي فيه التصريح بنسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم كأن يقال مثلا عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ الاسلام غريبا. رواه مسلم. فهذا حديث مرفوع صراحة والنوع الثاني المرفوع الحكمي وهو الذي لا يصرح فيه برفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم وانما يكون له حكم الوضع ومن جملة المرفوع حكما قول الصحابي اذا كان لا مجال للري فيه ومن جملة ما لا مجال للرأي فيه ان يحدث الصحابي عن شيء من الغيب فاذا حدث الصحابي عن شيء من الغيب فانه يكون له حكم الرفع كما قال العراقي رحمه الله تعالى وما اتى عن صاحب بحيث لا يقال رايا حكمه الرفع على ما قال في المحصول نحو من اتى فالحاكم الرفع لهذا اثبت. فاذا جاء عن احد من الصحابة شيء من الاقوال التي لا تحتمل الرأي فانه لها بالرفع لكن هذا مقيد عند اهل العلم بكون الصحابي معروفا بعدم الاخذ عن الاسرائيليات. فاذا كان الصحابي ممن يأخذ عن الاسرائيليات فانه يتوقى قوله كالاقوال المنقولة عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما فانه كان يحدد بشيء من الزاملتين اللتين اصابهما يوم اليرموك من كتب بني اسرائيل فكان رضي الله عنه يحدث بها عن النبي صلى الله يحدث بها ولا تحتمل الرأي فلا يعطي اهل العلم لها حكم الرفع لانه معروف بالاخذ عن الاسرائيليات. فلا بد من التنبه الى ما نقل عن الصحابة انه لا يأخذ حكم الرفع اذا انا لا مجال للراي فيه الا اذا كان الصحابي غير معروف بالاخذ عن الاسرائيليات اذا علم هذا فهل قول ابن عباس رضي الله عنه الكرسي موضع القدمين هل له حكم الرفع ام ليس له حكم الرفع ما الجواب له حكم الله ما نحن نتحدث من جهة كونه يأخذ عن اسرائيليات ام لا الصحيح ان قول ابن عباس رضي الله عنه الكرسي موضع القدمين له حكم الرفع لان ابن عباس ليس ممن يأخذ عن الاسرائيليات كما ثبت نهيه عن ذلك في صحيح البخاري وقول المصنف رحمه الله تعالى ولولا ان ابن عباس رضي الله عنه ممن قيل عنه انه يأخذ عن الاسرائيليات قد رجع المصنف رحمه الله تعالى عن هذا عن هذا القول قبل موته. فكان يرى رحمه الله تعالى ان ابن عباس من جملة الصحابة الذي لا يحدثون عن بني اسرائيل فصار هذا القول متمحرا في صحة الحكم برفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم على ان ابن عباس رضي الله عنه لم يتفرد بهذا القول بل ثبت هذا عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عند الدارمي في كتاب الرد على الجهلية وغيره من اهل السنة وهو قول اهل السنة قاطبة كما كما حكاه الدارمي رحمه الله تعالى في كتابه تارث الذكر فتحصن من هذا ان قول ابن عباس وابي سعيد الخدري رضي الله عنهما الكرسي موضع قدمين له حكم الرفع وان عقيدة اهل السنة في الكرسي ان المراد به في موضع موضع قدمي الرب عز وجل وانه كالمقدمة بين يدي العرش قوله رحمه الله روي عن ابن عباس ان كرسيه علمه ولكن هذه الرواية لا اظنها تصح عن ابن عباس الى اخر ما ذكر هذا هو الحق الذي لا ريب فيه فان المحفوظ عن ابن عباس رضي الله عنهما تفسيره للكرسي بموضع القدمين واما هذه الرواية التي جاء فيها ان ابن عباس فسر كرسي الرب سبحانه وتعالى بعلمه فانها مردودة من وجهين احدهما فيما يتعلق بروايتها والاخر فيما يتعلق بدرايتها اما فيما يتعلق بروايتها فانها رويت باسناد ضعيف عن ابن عباس لا يثبته اهل المعرفة بالحديث واما في درايتها فانه لا يعرف عند اهل اللغة تفسير الكرسي بالعلم بل القرآن الكريم فيه رد هذا القول فان علم ربنا سبحانه وتعالى اوسع من السماوات والارض التي هي سعة الكرسي. كما قال سبحانه وتعالى وسع ربنا كل شيء ايش رحمة وعلما فعلم الرب سبحانه وتعالى يسع كل شيء اما الكرسي فلا يسع الا السماوات والارض فايهما اوسع؟ علم الرب سبحانه وتعالى ام الكرسي العلم علم الرب سبحانه وتعالى لانه يعم كل شيء بخلاف الكرسي فانه لا يعم في سعته الا قدر السماوات والارض واما الحديث الذي ذكره المصنف قالوا قد جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما السماوات السبع والعربون بالنسبة للكرسي الا كحلقة الى اخيه فهذا حديث روي من طرق عن ابي ذر رضي الله عنه عند ابن مردوي في تفسير والبيهقي في الاسماء والصفات وابن ابي شيبة في كتاب العرش ولا يثبت شيء من طرقه عن النبي صلى الله عليه وسلم اصل هذه الجملة بيان استنباط كروية السماوات والارض والكرسي ايضا من القرآن الكريم وانه هو القول الذي تشهد له النصوص الصريحة الصحيحة من الكتاب والسنة. ولذلك ذهب اليه جماعة من المحققين منهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى واطال في تقرير هذه المسألة في كتابه رسالة العرش هي رسالة جامعة تكلم في اولها عن هذه المسألة وبين ما يدل من القرآن والسنة عليها وان السماوات والارض كروية ثم يستنبط من اية الكرسي ان الكرسي ايضا مكور قوله رحمه الله اما العرش فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ان عرشه على سماواته مثل القبة كون العرش على هيئة القبة المنقول فيه من الاخبار نوعان النوع الاول اخبار صريحة لكنها غير صحيحة مثل حديث الزبير بن مطعم عند ابي داوود وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في قصة لاعرابي اتدري ما الله ان عرشه هكذا واشار صلى الله عليه وسلم باصابعه وهذا الخبر مع صراحته في الباب الا انه ضعيف انكره اهل المعرفة بالحديث منهم ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره عند سورة البقرة تصنف ابن عساكر جزءا مفردا في بيان ضعف هذا الحديث واما النوع الثاني من الاخبار فانها اخبار صحيحة غير صريحة يدل مجموع درايتها على ان العرش على هيئة القبة كما استظهره جماعة من اهل العلم رحمهم الله تعالى منهم الذهبي في كتاب العرش ان له كتابا مصنفا في هذه المسألة وقد ذكر الاحاديث المتعلقة بها ما معنى قوله وهذه الصفة صفة سلبية مراد صفة منفية فقد تقدم ان علامة الصفة المنفية انها تأتي على وجه النفي قوله تعالى وما ربك بظلام للعبيد الصفة السلبية هنا هي نفي الظلم والمراد اثبات مقابلها وهو العدل لله سبحانه وتعالى اهل السنة رحمهم الله تعالى لهم في تقسيم العلو مأخذان المأخذ الاول نأخذ من قسم العلو الى نوعين احدهما علو الذات والاخر علو الصفات ويقال له ايضا علو القدر وممن اشار الى هذين النوعين اسحاق ال الشيخ رحمه الله تعالى في الاعتقاد فقال رحمه الله وفوض الامور اخلاصا الى من قد تعالى عن سمي وعلا علو قدر وعلو الذات انا ربي كامل الصفات اما المأخذ الثاني فمأخذ من يقسمها الى ثلاثة انواع. احدها علو الذات والثاني علو القدر الذي هو علو الصفات والثالث علو القهر واصح القولين قول من قسمها الى نوعين لان علو القهر مرده الى سابقه فان قهر الرب سبحانه وتعالى يندرج في جملة صفاته فصار المحرر في هذه المسألة ان يقال ان علو الرب سبحانه وتعالى هو نوعين اثنين احدهما علو ذاته فهو سبحانه وتعالى موصوف بالعلو بائن من خلقه مستو على عرشه والثاني علو الصفات فله سبحانه وتعالى في الصفات اعلاها واكملها. كما قال الرب سبحانه وتعالى ولله المثل الاعلى قال ابن عباس في تفسيرها ولله الوصف الاعلى وضابط هذين النوعين ان يقال علو ربنا لدى الثقاف علو ربنا لدى الثقاف علو ذاته مع الصفات اما علو قهره فانه من جملة الصفات فاعلمنه اما علو قهري فانه من جملة الصفات فاعلمنه علو ربنا لدى الثقات علو ذاته مع الصفات اما علو قهره فان من جملة الصفات فاعلمنه اخر هذه الجملة بيان التام من المصنف رحمه الله تعالى لان هذا التقسيم وان لم يأتي التصريح به في شيء من النصوص ولن نقل عن احد من الصحابة رضوان الله عليهم الا ان النصوص دالة عليه. وانما فزع اليه السلف رحمهم الله تعالى ومن تبعهم من اهل العلم المقتدى بهم لانه لما ظهر قول النفاس من معطلة الصفات احتيج الى بيان واضح هرع اهل العلم الى ذكر هذا التقسيم مقرونا بدليله ويعلم بهذا انه قد يوجد في كلام اهل العلم رحمهم الله تعالى من التقاسيم ما حمله عليهم رد المقالات الباطلة والا فان نفس ما في الكتاب والسنة والمنقول عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين لا يكون فيه شيء من ذلك. وعدم كون ذلك كالسيء به صراحة غير موجب لرد مثل هذه الاقوال فاذا كان القول المقسم للمسألة معتمدا على النصوص فانه يقبل لان ففيه زيادة بيان ودحظ مقالات باطلة كان التقسيم الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى تبعا لغيره من اهل العلم المراد بالمعطلة المراد المعطلة هم الذين اخلوا الرب من صفاته فنفوا عن الرب عز وجل صفاته وهم على انواع ولهم تقسيم ليس هذا محل بيانه ولكن المراد الاشارة الى معنى هذه الكلمة لتفهم حين اه قد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى اجتماع الجيوش الاسلامية على ان الادلة على علو الرب سبحانه وتعالى اكثر من الف دليل تنبط من القرآن والسنة والعقل والاجماع والفطرة. كلها تدل على علو الرب سبحانه وتعالى وانه بائن من خلقه مستو على عرشه جل جلاله وتعالى سلطانه هذا الحديث اخرجه ابو داوود باسناده قيادة الانصاري وهو منكر الحديث كما قال البخاري الاحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله في اثبات العلو كثيرة وفيرة وقد ذكر الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه العلو جملة مستكثرة منها قوله وان كان محايفا كان مساويا له يعني ان كان موصوفا بانه يمين او شمال فانه يكون موافقا للمخلوق من حيث من حيث هذه الحيثية قوله رحمه الله وهو ينكر الاستواء على العرش والعلو الذاتي هذا قوله القديم ما قوله الاخير في الرسالة النظامية فانه رحمه الله تعالى رجع الى طريقة السلف في هذا الباب ومقتضى ذلك ان يكون ممن يثبت الاستواء اللي ربي سبحانه وتعالى على عرشه مع علوه بذاته قوله قول المصنف رحمه الله فقال له او العلاء همداني هكذا بالدال وثمة تنبيهان يتعلقان بها اما اولهما فالصحيح انه ابو العلاء الهمزاني بالذال والفرق بينهما ان همدان بتسكين الميم واهمال الدال اسم قبيلة من قبائل العرب وهمزان تحريك الميم واعجاب الذال بلدة من البلاد فيضاف الى الاول ويقال همدان ويضاف الى الثاني ويقال همذاني وكان ابو العلاء العطار رحمه الله تعالى همذانيا ولم يكن همزانيا فهو منسوب الى بلدة من قبيلة الى البلدة واما التنبيه الثاني فصاحب هذه القصة ليس ابو العلاء الهمذاني وانما هو شيخه ابو جعفر الهمداني كما رواها عنه باسناده الذهبي رحمه الله تعالى في كتاب العلو واشار الى هذا ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه جيوش الاسلامية لكنها من رواية تلميذه ابي العلاء الهمداني صارت هذه القصة مروية عن ابي العلاء الهمزاني عن شيخه ابي جعفر الهمداني الذي كان حاضرا في حلقة ابي المعالي الجويني فقال له ثم قال مما يأتي نعم هكذا تقرأ ان يرني الهمزان حيرني الهمزان تحريك الميم واعجاب الذال انه كما تقدم ابو جعفر الهمداني العدد يقرأ باسمه لا بعده الحسابي ولم تكن كتب اهل العلم رحمهم الله تعالى يوضع فيها العد الحسابي وانما يقال مثلا الاولى ثانية الثالثة او الاول الثاني الثالث. فاذا وقع في شيء من كتب اهل العلم ذكر الرقم الحسابي فانه يقرأ يقرأ باسم العدد. فمثلا لا يقال هنا واحد اثنان ثلاثة لانه ليس هذا باب الحساب فللحساب رجال وللعلم رجال وانما يذكر اسم العدد. فيقال مثلا هنا وهي مؤنثة الاولى يعني الفائدة الاولى الثانية الثالثة وهلم جرا هذه الفائدة متظمنة لامرين احدهما ان في هذه الاية اثبات خمسة اسماء للرب سبحانه وتعالى اما الاسم السادس فان الصحيح عدم عده وهو اله فليس من اسماء الرب سبحانه وتعالى في قول الصحيح من اقوال اهل العلم ليس من اسماء الرب سبحانه وتعالى اله لانه نكرة جاءت في سياق النفي في الاية هنا لا اله انما جاءت منفية غير مثبتة فليس من اسماء الرب سبحانه وتعالى اله. ولا يسمى على القول الصحيح عبد الاله لان الاله اسم جنس دال على ما يعبد. سواء ربنا عز وجل او غيره سبحانه وتعالى. وانما يعدل اليها الى الاسماء الحسنى المقطوعة الى الرب عز وجل فيسمى عبد الله او عبد الرحمن او نظائرها من الاسماء المعبدة للرب سبحانه وتعالى واما الفائدة الثانية في قوله رحمه الله وكل اسم منها دل على صفة. وهذه قاعدة اهل السنة في باب الصفات ان كل اسم للرب سبحانه وتعالى فانه يدل على صفة من صفاته فمثلا اسم الله يدل على صفة ايش الالوهية واسم الرحمن يدل على صفة الرحمة واسم القيوم يدل على صفة القيومية وضوابط هذا ماء ربنا على الصفات دليلنا في مذهب الاثبات اسماء ربنا على الصفات دليلنا في مذهب الاثبات يعني انه اثبتت الصفات من طرائقهم في اثبات الصفة للرب سبحانه وتعالى ورود تسمية الله عز وجل باسمه ان دال عليها فاذا ورد اسم للرب سبحانه وتعالى فانه يتضمن صفة من صفاته عز شأنه وتعالى سلطانه ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى من تضمن هذه الاية باسم الله الاعظم الثابت في قوله الحي القيوم منازع من وجهين احدهما من جهة الرواية والاخر من جهة الدراية فاما من جهة الرواية فان الحديث الوارد لان الاسم الاعظم لله عز وجل وفي الزهراوين وطه حديث ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم واما من جهة الدراية فان كونه هو الحي القيوم انما استنبطه استنباط بعض اهل العلم من هذه السور الثلاث وباستنباطه مناجعة لانه ترد لله عز وجل اسماء حسنى تكررت في هذه السور الثلاث واما الاسم الاعظم فقد وردت فيه احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا فان الصحيح ان الاسم الاعظم لله عز وجل هو ماذا صحيح ان اسم الله الاعظم هو كل اسم لله سبحانه وتعالى كما اختاره جماعة من المحققين منهم ابن سعدي رحمه الله تعالى في مجموع الفوائد وشيخنا شيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله على الجميع. الا ان الاسم الاعظم يتغير برعاية امرين اثنين احدهما بالنظر الى حال السائل والثاني النظر الى مراعاة الاسم المسئول به لحاله فاذا كان السائل مفتقرا مضطرا وكان الاسم الذي سأل به مناسبا لحاله فان الاسم الذي دعا به يكون اعظما في هذه الحال فمثلا اذا كان تم رجل فقير معدم احتاج الى طعام ووقعت به ضرة ولازم نفسه انكسار للرب سبحانه وتعالى فانه اذا قال اللهم يا رازق صار هذا الاسم وهو الرازق او الرزاق قال هذا الاسم في حقه اسما اعظما وهذا القول هو القول الذي تجتمع به الاحاديث المختلفة في هذه المسألة وهو احسن الاقوال واقربها الى التحقيق ولاهل العلم اقوال فيها منها ما ذكره الاخوان لكن الصحيح فيما يظهر هو هذا القول الذي اختاره جماعة من المحققين منهم من ذكرنا قوله عموم ملك الله فيها التثليث كسر والضم والفتح على ضعف في الفتح واقواها الكثرة فيقال ملك والملك واشباه هذا قد دل الدليل على ان السماوات سبع وعلى ان الارض سبع كما قال الله عز وجل الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض فهن فدلت هذه الاية على ان السماوات سبع وان الاراضين سبع ايضا قوله رحمه الله وعموم الاية يرد على الطائفتين من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعني ان هذه الاية اذا دلت على حصول الشفاعة اصحاب الكبائر علم ان الرب سبحانه وتعالى لا يخلدهم في النار بل يعذبهم سبحانه وتعالى ثم يخرجهم بشفاعة الشافعين كالنبي صلى الله عليه وسلم او غيره من الشفعاء ثم يطرحون في نهر الحياة ثم ينقلون الى الجنة. وفي قوله رحمه الله تعالى قال صار عندهم من الشجاعة الحق لا بالحق تنبيه الى ان الشجاعة الممدوحة ليست هي الشجاعة على الحق الا ان تكون شجاعة على الحق بالحق فمن الناس من تكون عنده شجاعة على الحق لكنها لا تكون بالحق والمحمود ان تكون شجاعتك على الحق بالحق ولا يكون المرء شجاعا في الحق حتى يسلك الطريقة الشرعية المرعية التي رتبتها الشريعة. اما سلوك غيرها فان هذا لا يمدح عليه العبد. بل يأثم به ويؤزر عند الرب سبحانه وتعالى نعم فنحن ممتنعون عن تكييف صفة الرب سبحانه وتعالى لانه قد خفي علينا العلم بذاته فكما خفي علينا العلم بذاته سبحانه وتعالى فقد خفي علينا العلم بكيفية الصفات ولهذا قرر جماعة من اهل العلم منهم الخطيب البغدادي في رسالة الصفات ثم تبعه جماعة ان الكلام في الصفات فرع على الكلام بالذات فاذا كان العلم بذات الرب سبحانه وتعالى ممتنعا علينا فكذلك علمنا بكيفية صفات الرب سبحانه وتعالى ممتنع علينا ولذلك ما احسن قول ابن عدود بنظمه في الاعتقاد قال وما نقول في صفات قدسه فرع الذي نقوله في نفسه يقل دميهم فيما استوى كفايتي فقل له كيف هو يعني اذا احتج عليك محتج من هؤلاء النفاة في تكييف صفاته في هؤلاء المثبتة المكيفة اذا احتج عليك بشيء فانك ترد عليه بان الكلام في كيفية صفات الرب سبحانه وتعالى فرع عن الكلام في ذاته. فكما ان الكلام في ذاته سبحانه وتعالى ممتنع لعدم علمنا فكذلك الكلام في كيفية صفاته ممتنع ايضا لاننا لا نعلم كيفية الصفات ولذلك يقال مقالة السني في الصفات فرع الذي يقوله في الذات مقالة السني في الصفات فرع الذي يقوله في الذات فما الخطيب في مقال قرر كما الخطيب في مقال ذكره فما الخطيب يعني الخطيب البغدادي؟ كما الخطيب في مقال ذكره وقد قفا فيه هداة بررة ان هذه القاعدة التي ذكرها الخطيب هي مما استنبطه من كلام السلف رحمهم الله تعالى لان التمثيل كيفية وزيادة فالممثل تكيف صفة الرب سبحانه وتعالى فهو يثبت مثلا تفهم منه الكيفية وصار في هذه الاية رد على الممثلة الذين هم اشد من المكيفة يعني ان احاطة احدنا بشيء هو صفة من صفاته فمثلا المسألة احدى المسائل التي تقدمت احاطتك بها الان هي صفة من صفاته وصفاتك مخلوقة للرب سبحانه وتعالى ولا يشاء الانسان شيئا الا اذا شاءه الرب عز وجل فلانسان مشيئة تابعة لمشيئة ربه سبحانه وتعالى نعم يعني ان قوله سبحانه وتعالى ولا يؤده عظهما يعني لا يثقله ولا يفرثه سبحانه وتعالى حفظ السماوات والارض فعلم من هذا نفي المشقة عنه سبحانه وتعالى كقوله وما مسنا من لغوب يعني من نصب ولا اعياء يعني ان هذه الاية تثبت العلو لله سبحانه وتعالى وفيها الرد على اهل المقالتين بعد صلتين من الحلولية يلاحظ ان النفاس كتبت في الموضع الاول بالثاء غير المربوطة وفي الثاني بالتاء المربوطة ايهما اصح نفاد تكتب بثاء غير مربوطة كالثقات ام تكتب بسائل مربوطة كالقضاة بسائل مربوطة لانها جمع التقاضي جمعه قضاه ونافي جمعه وستكتب بتاء مربوطة وهي التاء التي تبدل هاء عند الوقف اذا وقفت قلت النفاق والقضاة اشبه هذا. نعم ختم بهذه الفائدة من بديع العلم فانه رحمه الله تعالى اراد تنبيه نفسه لما كمل استنباطه لها وتنبيه قارئها الذي حصلها انه مع تحصيله لها فلا ينبغي له ان يعجب بما اصاب من علم فانه محض فضل الله سبحانه وتعالى واهل العلم رحمهم الله تعالى يقع في ختمهم للكتب اشياء من هذا القبيل النسائية رحمه الله تعالى فانه ختم كتابه السنن في كتاب الاشربة ان عبد الله بن شظومة احد علماء اهل الفوفة كان لا يشرب الا الماء واللبن قال السندي في شرحه على سنن النسائي وفيه التنبيه على الورع وان ثمرة العلم المقصودة ان يحصل طالبه الورع فابن كان من فقهاء الكوفة وكان اهل الكوفة يترخصون في شيء من الانبذة فكان ابن شبرمة متوقيا لهذا لا يشرب الا الماء واللبن فالمقصود ان يعرف الطالب ان تحصيله لهذه الفوائد انما هو فضل الله سبحانه وتعالى عليه الذي اعطاه. فلا يغتر بنفسه ولا يعجب بعلمه. اسأل الله العلي العظيم ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا والحمد لله رب العالمين