السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد وعلى اله وصحبه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فهذا هو الدرس الرابع من برنامج منتخب الابواب والفصول الثاني والمقروء فيه قل خله حطه حط خله هذا لك ولا لاحد خلاص رح خله معك والمقروء فيه اصول في بطلان نسبة تكفير المسلمين الى الشيخ محمد بن عبدالوهاب. منتخبة من كتاب مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الامام للعلامة عبداللطيف ال الشيخ رحمه الله. وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ستة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة المتفنن عبد اللطيف ابن عبدالرحمن ابن حسن ابن محمد ابن عبد الوهاب التميمي الحنبلي يكنى بابي عبد الله ويلقب بشمس الدين المقصد الثاني تاريخ مولده ولد سنة خمس وعشرين بعد المائتين والالف المقصد الثالث جمهارة شيوخه تلمذ رحمه الله لجماعة من الاعلام النجديين والمصريين منهم والده عبدالرحمن ابن حسن وخاله عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب وابراهيم ابن احمد الباجوري واحمد واحمد بن محمد سلمونة شيخ القراء بالازهر ومحمد ابن محمود الجزائري المعروف بابن العنابي المقصد الرابع جمهرة تلاميذه لما توطن رحمه الله تعالى نجدا بعد الغيبة في بلاد مصر وتلقيه العلم في الازهر ثلاثين سنة اقبل عليه الطلاب وجلس للتدريس في حياة ابيه فانتفع به جم غفير منهم اخوه اسحاق وابنه عبد الله واحمد بن ابراهيم بن عيسى ومحمد ابن عبد الله ابن سليم وسليمان ابن سحمان المقصد الخامس ثبتوا مصنفاته له رحمه الله تأليف قليلة تدل على علو كعبه في العلم منها منهاج التأسيس والبراهين الاسلامية ومصباح الظلام المقصد السادس تاريخ وفاته توفي رحمه الله في الرابع عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين بعد المئتين والالف وله من العمر ثمان وستون سنة رحمه الله رحمة واسعة مقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ستة مقاصد ايضا المقصد الاول تحقيق عنوانه صرح المصنف رحمه الله تعالى باسم كتابه في ديباجته فسماه مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الامام ونسبه الى تكفير اهل الايمان والاسلام المقصد الثاني اثبات نسبته اليه ذكر هذا الكتاب معزوا للمصنف جماعة من مترجميه كابنه محمد وابن قاسم وابن قاسم في الدرر السنية وابن بسام في علماء نجد المقصود الثالث بيان موضوعه موضوع هذا الكتاب رد فدية عظيمة ودعوى جسيمة ينسب زورا الى الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهي تكفير المسلمين والرد فيه مخصوص بتأليف للشيخ عثمان بن عبدالعزيز ابن منصور سماه كشف الغمة في الرد على من كفر الامة وكان عثمان هذا في مبتدأ امره حسن الظن بامام الدعوة معظما له متلمذا لحفيده عبدالرحمن بن حسن بل صرح في كتابه فتح الحميد ببراءة امام الدعوة من تكفير المسلمين ومفارقته لمذهب الخوارج ثم نكص على عقبيه والف تأليف عدة بالطعن على الشيخ واتباعه والله اعلم بحقيقة الحامل له على ذلك وقد ذكر انه رجع عما بدر منه من الاساءة وروى ابن بسام في علماء نجد خبرا في توبته رجاله ثقات الا ان في النفس من توبته وقفة المقصد الرابع ذكر رتبته من مآخي التأليف التي نزع منها علماء الدعوة الاصلاحية في نجد بدلو ملأى واخذوا فيها بحظ وافر الرد على الشانئين للدعوة والطاعنين في رد الخلق الى الحق ولهم في ذلك تأليف كثيرة حملهم عليها وجود المناقضة والمعارضة وتعد تآليف الشيخ عبداللطيف من اجود الردود بغزارة علمه وقوة بيانه وتضلعه في العلوم العربية والعقلية المقصد الخامس توضيح منهجه عمل رحمه الله الى تقسيم كلام المردود عليه في جمل يترجم لها بقوله فصل ثم يتبعها بالنقض ويكثر رحمه الله وجوه الرد على المخالف اجتهادا في ازهاق مقالته وابطال دعواه ويحشو ذلك بالدلائل الشرعية والنقول العلية عن علماء الاسلام المقصد السادس العناية به اقتصرت العناية بهذا الكتاب على تكرار طباعته مرة بعد مرة وهو حقيق بان يجرد اختصارا ويلتقط منه ما يبين ابطال هذه الدعوة التي لا تزال تسمع حتى اليوم نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اجمعين اما بعد اللهم اغفر لشيخنا ولنا ولوالدينا وللمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى فصل قال معترض فظاهر كلامي هذا ان النجاشي ملك الحبشة الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم. باصحابه رضي الله عنهم حين اخبره جبريل عليه الصلاة والسلام بموته انه بكلامه هذا كافر ليس بمسلم. حيث لم يصرح بعداوة قومه الذين يجعلون الله ثالث ثلاثة وكذلك امرأة فرعون التي قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين. ومؤمن ال فرعون الذي يكتم ايمانه فهو والنجاشي والصحابة جعفر اصحابه الذين هاجروا الى الحبشة رضي الله عنهم كفار بهذه العبارة كما ترى عند هذا الرجل اذا لم يصح اسلامه على كونه حيث لم يصرح بعداوة الحبشة. فيقال الله اكبر ما اكثر ما في هذه الكلمات اليسيرة من الكذب والظلم والتحريف والجهل. وجوابها من وجوه الاول ان يقال ليس ظاهر كلامه. ليس ظاهر كلامه ان النجاشي ومن ذكر بعده لم لم يصح اسلامهم. هذا كذب بحت وافتراء ظاهر. لانه قد ثبت ان قد صرح بعداوتهم والبراءة من مذهبهم وراغمهم. زيادة على التصريح بالعداوة وقد قال وان نخرتم لما صرح بعبودية عيسى عليه السلام حين قرأ جعفر صدر سورة مريم وما فيها من ذكر عيسى. فقال النجاشي والله زاد عيسى على هذا فنخرت بطارقته فقال وان خرتم فاي جهاد وتصريح وعداوة ابلغوا ومن هذا ومع ذلك نصر المهاجرين ومكنهم من بلاده وقال انتم انتم سيوم بارض اي امنون امنون من سبكم ندم ومن ظلمكم غرم. فقد صرح بانه يعاقب من سب دينهم وسفى رأيهم في وهذا قدر زائد على التصريح بعداوتهم. ولا يقول ان جعفرا واصحابه يكتمون دينهم ببلاد الحبشة ولا بعداوة الكفار والمشركين الا اجهلوا الورى. واعظمهم كذبا وافتراء وهل ترك جعفر واصحابه بلادهم وقومهم واختاروا بلاد الحبشة ومجاورة الاباعد والاجانب. وغير وغير الشكل في المذهب والنسب واللسان الا لاجل التصريح بعداوة المشركين. والبراءة منهم جهارا في المذهب والدين ولولا ذلك لما احتاجوا الى هجرة ولا اختاروا ونختار الغربة. ولكن ذلك في ذات الاله والمعاداة لاجله وهذا خير لا يحتاج لتقرير لولا غلبة الجهل. وامرأته فرعون قصتها وما جرى عليها من المحنة مشهورة في كتب التفسير لا يجهلها من له ادنى ممارسة. وقد حكى الله في سورة التحريم قولها المشتملة على التصليح والبراءة من فرعون من فرعون وعمله ومن القوم الظالمين والظلم هنا هو الكفر الجلي. ومؤمن ال فرعون قام خطيبا في قومه عائبا لدينه مفندا لقين مقتا لهم. داعيا الى الحق والى صراط مستقيم كما ذكر الله قصته وقررها في سورة حا ميم المؤمن غافر. ومن طبع الله على قلبه وحقت عليه كلمة العذاب لم لم تفد فيه الواضحات ولم ينتفع بالايات والبينات لما قرر امام الدعوة رحمه الله تعالى ان العبد لا يستقيم اسلامه الا عداوة المشركين وذلك في قوله اذا عرفت هذا عرفت ان الانسان لا يستقيم اسلام لا قيموا له اسلام ولو وحد الله الا مع عداوة المشركين استعظم هذا الراد استعظم هذه المقالة وشغب عليها بنظائر اوهمت عنده انهم لم يصرحوا بعداوة المشركين وحمله وهمه ذلك على نسبة تكفيرهم الى امام الدعوة. فذكر حال النجاشي وجعفر بن ابي طالب وامرأة وامرأة فرعون ومؤمني ال فرعون وتوهم هذا ان هؤلاء لم يصرحوا بعداوة المشركين وحينئذ فان ما ذكره الشيخ من ان اسلام العبد لا يستقيم الا مع عداوة المشركين يقتضي كفر هؤلاء وهذه المقالة التي فهاء بها مردود عليها في كل واحد من هؤلاء فاما النجاشي رحمه الله فانه مصرح بعداوة المشركين وقد ذكر العلامة عبد اللطيف رحمه الله تعالى ها هنا ثلاثة اوجه في عداوة النجاشي للمشركين اولها انكار النجاشي على بطالقته لما تناخروا حين ذكرت عبودية عيسى عليه الصلاة والسلام وثانيها نصرة النجاشي للمهاجرين وتأمينه لهم وثالثها تصريحه بمعاقبة من سب دين المسلمين وسفها رأيهم في عيسى عليه الصلاة والسلام فهذه المآخذ الثلاثة دالة على تصريح النجاشي بعداوة المشركين واما جعفر واصحابه رضي الله عنهم ممن هاجر من مكة فمن المحال في العقول تصديق الدعوة بانهم لم يصرحوا بعداوة المشركين لان الباعث لهم على الخروج من مكة المكرمة انما هو اظهارهم العيب على عبادة المشركين وتسفيه احلامهم في ذلك فهم تبرؤوا من المشركين ظاهرا وباطنا فلما اشتدت عليهم البلية وعظمت بهم الرزية تحولوا الى دار النجاشي يطلبون الامن واما امرأة فرعون فقد صرحت بعداوة المشركين في قولها ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين فان طلبها النجاة من القوم الظالمين ومقدمهم فرعون وافرد بالذكر لكونه المقدم فيهم فقالت ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ما هذا الا تصريح بعداوتهم اذ نسبتهم اذا الظلم والظلم هنا هو الكفر الجلي كما ذكر العلامة عبداللطيف ال الشيخ رحمه الله في كلامه. واما مؤمن ال في العون فيكفي فيه قوله لا جرم ان ما تدعونني اليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الاخرة وان مردنا الى الله فهذا تصريح بابطال ديني ال فرعون ومن تأمل هذا وجد ان هؤلاء قد صرحوا بعداوة المشركين المتضمنة لابطال الهتهم وهذا هو مراد امام الدعوة في معاداة المشركين كما سيأتي بيانه فيما يستقبل. نعم. احسن الله اليكم الوجه الثاني انه قد تقدم عن الشيخ انه قرر في اول كلامه واخره ان هذه العداوة ان هذه العداوة لا يستقيم الاسلام بدونها هي التصريح بان الهتهم لا تضر ولا تنفع وان عبادتها من ابطال الباطن واضل الضلال. وهذا هو سب الهة الذي انكره وعابوا الرسول به. فالكلام في نوع خاص قد حصل من النجاشي وامرأة فرعون ومؤمن ال فرعون ما هو ابلغ منه واسرع مما قررته الشريعة ابرام عهد الموالاة بين المؤمنين بالمحبة والمودة وفصم عرى صلة مع المشركين بالكراهة والبغضاء وافراد الكراهة والبغضاء لا تنحصر كما ان افراد المحبة والمودة لا تنحصر فليس مراد امام الدعوة ان العبد لا يستقيم اسلامه حتى يستغرق جميع هذه الافراد من البغضاء والكراهة فيأتي بها ويصح اسلامه بعد وانما مراده هو شيء مخصوص من هذه العداوة وهو اصلها. وحقيقته التصريح بسب الهتهم وانها لا تضر ولا تنفع وان عبادتها من ابطل الباطل وهذا هو المراد من عداوة المشركين وقد وقع هذا من النجاشي وجعفل والصحابة في الحبشة وامرأتي فرعون ومؤمني ال فرعون وهم قد جاءوا بمراد امام الدعوة في عداوة المشركين وليس مراده جميع الافراد لان جميع الافراد قد تتخلف بمانع من الموانع فقد يلحق بالمؤمنين ضعف او غير ذلك فلا يستطيعون القيام بنوع من انواع العداوة والبغضاء فحين اذ لا ينتفي اصل الايمان منهم وان كان ايمانهم ينقص بذلك. كمعاشرة الكافرين في حال غلبتهم بالاكل والشرب ونحو ذلك فان مقتضى المعاداة خلاف هذا الا انه قد يتعطل حال الغلبة. فلا يقال حينئذ ان اصل الدين قد زال بالكلية. والمقصود ان تعرف ان اصل عداوة المشركين الذي يتعلق به اصل الدين هو التصريح ببطلان عبادتهم وتسفيه الهتهم وما وراء ذلك فهو بحسب زيادة الايمان واذا خالف العبد في هذا فانه لا يصح اسلامه فاذا قال القائل مثلا ان الخلاف بيننا وبين اليهود ليس خلافا دينيا وانما خلاف على الارض فهذا يخالف اصل العداوة. لان اصل العداوة والبراءة من دينهم واعتقاد ان عبادتهم باطلة واذا قال الانسان ان اليهود اعداء لنا ويجوز ابرام العلاقات معهم دون قيد فهذا قد اخل بشيء من افراد العداوة والبغضاء. لكنه لم يخل باصله والناس يستعظمون الثاني ولا يستعظمون مقالة الاول وهذا من قلة الفهم للتوحيد والا حقيقة الفهم للتوحيد تقتضي ابطال دينهم واعتقاد واعتقاد انهم خارجون من دائرة اهل الجنة وانهم من جملة الكفرة بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فاذا اعتقد الانسان خلاف ذلك كان مخلا بهذا الاصل. نعم الوجه الثالث انه لو فرض العموم في كلام الشيخ فاصل العداوة البغضاء والكراهة واصل الموالاة المحبة والمودة ان الذين ذكرهم هذا الرجل الذي هذا الرجل قد صرحوا بمحبة الحق وكراهة الباطل. كيف وقد امتحنت عليه من امتحن طحن وهاجر فيه من هاجر هذا الوجه اراد به المصنف التنزل مع المردود عليه. انه لو اقتضى قول الشيخ حتى يصرح بعداوة المشركين عموم الافراد جميعا فليعلم ان هؤلاء وان لم يأتوا بجميع الافراد فقد جاءوا باصلها ومن جاء بالاصل بقي اسلامه صحيحا. نعم. احسن الله اليكم الوجه الرابع ان الشيخ قال اذا عرفت هذا عرفت ان الانسان لا يستقيم له اسلام ولو وحد الله الا بعداوة المشركين. فان اريد اصل العداوة فقد تقدم جوابه وان اريد عموم العداوة من كل وجه فالكلام في استقامته لا في حصول اصله فالذي يفهم تكفير من لم صرح بالعداوة من كلام الشيخ فهمه باطل. ورأيه ضال لانه محتمل وقد دلت الايات والاحاديث على انه لا استقامة الدين بل ولا يطلق الايمان الا على من عادى المشركين في الله وتبرأ منهم ومقتهم لاجله. قال الله تعالى لا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من الله ورسوله. الاية قال تعالى ومن يتولهم منكم فانه منهم. قال تعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على نساء داوود وعيسى ابن مروى مريم الى قوله ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه ما اتخذوه اولياء ولكن كثيرا منهم قرر شيخ الاسلام في هذه الايات انها دالة على انتفاء الايمان الواجب بموادة من حاد الله. وان معاداة من واجبات الدين والايمان وان معاداتهم من واجبات الدين. والايمان والاسلام لايمان ما نوى الاسلام لا يستقيم الا بها ذكره في كتاب الايمان وقرره في مواضع منه. وليس مراد الشيخ بقوله ايستقيم له اسلام انه يكفر كما فهمه هذا الضال وكما فهمته الخوارج من نفي الايمان عمن ترك واجبا وهذا بين بحمد ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الوجه انه لو فهم من قول امام الدعوة الا بعداوة المشركين عموم جميع الافراد فينبغي ان يحمل قوله لا يستقيم له اصل لا يستقيم له اسلام على كمال الاسلام لا على اصله فصارت عداوة المشركين لها درجتان اثنتان اولاهما اصل العداوة ومقتضاها اعتقاد بطلان الهتهم وفساد عبادتهم وهذه درجة لا يحصل الاسلام الا بها والثانية كمال العداوة وتنتظم فيها جميع افراد العداوة المنصوص عليها شرعا ويتعلق بها كمال الاسلام لا اصله فمن فاتته مع بقاء الاصل كان مسلما وحين اذ فاللائق فهم كلام امام الدعوة وفق هذا التحقيق نعم احسن الله اليكم. الوجه الخامس ان لو تنزلنا مع هذا الضال وجاريناه في فهمه الفاسد. لما لزم دخول مؤمن فرعون وامرأتي فرعون. قال تعالى لكل من جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. ولا يلزم ان يكون شرعنا شرعا لمن قبلنا ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا وجها من وجوه الرد على جهة التنزل يتعلق بمؤمن ال فرعون وامرأته فرعون ان هذا قد يكون اتفق لهم على شريعتهم. لو تصور انهم لم يتبرأوا من المشركين ويصرحوا بعداوة ولا يلزم ان يكون شرعنا شرعا لمن قبلنا نعم. احسن الله اليكم الوجه السادس ان ان مهاجرة الحبشة والنجاشي ان ان مهاجرة مهاجرة الحبشة مهاجرة الحبشة احسنت ان مهاجرة الحبشة والنجاشي وقصته مع جعفر كانت في اول الاسلام قبل اكمال الواجبات. والاية التي استدل بها الشيخ مدني وكل عالم وكل عالم يعرف ان القرآن نزل منجما والاحكام لا تلزم الا بعد البلوغ هذا لو تنزلنا هذا المعترض هذا وجه اخر ذكره تنزلا وجه فيه لو قيل بان جعفرا واصحابه لم يصرحوا بعداوة المشركين فذكر ان حالهم تحمل على اول الاسلام قبل استكمال شرائع الدين. نعم احسن الله اليكم. الوجه السابع ان عموم الاية مخصوص بما ابيح للمفتون في نفسه ان يتوقى ان يتوقى باظهار الموافقة وقلبه مطمئن بالايمان فلا يلزم عمومها لمثل امرأة فرعون ومؤمني ال فرعون لو سلمنا عدم التصريح اراد المصنف رحمه الله تعالى في هذا الجواب القول بان حال بعض حال بعض من ذكر يمكن ان تحمل على الكراهة باظهار الموافقة مع الاطمئنان بالايمان كما قال تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. فيمكن ان تحمل حال امرأة فرعون ومؤمن ال فرعون على هذا نعم. احسن الله اليكم الوجه الثامن ان الانسان يطلق ويراد به خاص ومعين. كما في قوله تعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه وقوله واذا انعمنا على الانسان اعرض ونأى بجانبه. وقوله ويقول الانسان اذا متوف اخرج حي فهذا ونحوه عام ولد به الخصوص وهذا معروف في اللغة والاصطلاح الشرعي. مشهور عند اهل العلم مقرر في كتب في كتب فما الذي اخرج كلام الشيخ عن هذا واوجب ادخال واوجب ادخال من ذكر في كلامه لو فرض عدم تصريحهم فالله المستعان من القواعد المقررة في علم اصول الفقه ان العام قد يطلق ويراد به الخاص ومثال ذلك في الانسان الايات التي اوردها المصنف رحمه الله تعالى. فان الانسان اصل للدلالة على جنس الانسان فهو لفظ مستغرق ومنه قوله تعالى ان الانسان لفي خسر اي جميع جنس الانسان في خسارة لكن قد يطلق ويراد به خاص معين كما في هؤلاء الايات اللواتي اريد بها اريد بهن خاص معين فيمكن ان يكون قول الشيخ اذا عرفت هذا عرفت ان الانسان لا يستقيم له اسلام ولو وحد الله حتى يصرح بعداوة المشركين ان المراد به انسان مخصوص وليس كل انسان ويكون مراده بذلك الانسان الانسان الذي لم يأتي باصل عداوة المشركين وهي سب الهتهم واعتقاد فساد دينهم ولا يكون ذلك عاما. نعم احسن الله اليكم. فصل قال المعترض فيا لله العجب ما اعمى عين الهوى عن الهدى. فان جعفر واصحابه لو لو من اذى المشركين ومنعهم اياهم عن عبادة ربهم ومنعهم اياهم عن عبادة ربهم لم يهاجروا للحبشة. الذين يجعلون الله ثالث ثلاثة فلم تضر اقامتهم عندهم بل نفتهم وصارت هجرة هجرة ثانية. وذلك كما قام ابو بكر الصديق ورضي الله عنه بين اظهر المشركين في جوار ابن ابن الدغن الدغنة. ابن الدغنة حين امن حين امن من اذاهم ولم تضره اقامتهم واقامته بين اظهورهم ولم يكلفوا النبي صلى الله عليه وسلم كلف هذا المتكلم ولو كان وتعصروا صحيحا فكيف بما ذكرنا؟ فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. كيف يتكلم الرجل بما لا يدري ما تحت كلامه على الله على رسوله وعلى كتاب الله المجيد. اذ اي بلد من بلاد الاسلام من اهل القبلة المحمدية الذي جعلهم هذا الرجل بكلامه كفارا يمنعون الانسان من شهادتي الاخلاص واداء الفراغ وتلاوة القرآن وذكر الله وتوحيده. بل من فعل ذلك عندهم يكون له الاكرام والاحترام هذا خلاصة كلمة التقوى وهم احق وهم احق بها وهم احق بها واهلها انتهى يقال لهذا المفتري عناية عناية عين الهوى عن معرفة مواقع الخطاب والهدى هي التي اوقعتك في مهالك العطب العطب واوجبت لك مسبة اهل العلم من سادات الورى وسدت عليك ابواب الرشد والفلاح في الاخرة والاولى. لو كلام الشيخ وعرفت مواقع الخطاب وسلمت من الاشهر والبطر والاعجاب لعرفت ان كلامه ليس في المخالطة والمقام بين ظهرانيهم والمقام بين ظهرانيهم بل هذه المسألة ليس في كلامه تعرض لها اصلا والهجرة الى الحبشة ومقام ابي بكر الصديق رضي الله عنه القرآن بمكة ويظهر دينه كل هذا يؤيد كلام الشيخ وينصره في وجوب التصريح بالعداوة وانه لا رخصة مع الاستطاعة ولولا ذلك لم يحتاجوا الى الهجرة. ولو تركوهما ولو تركوهما في بلد النجاشي لم يحتاجوا الى نصرته وان يقول انتم سيوم بارضي ولكان كل مؤمن يخفي ايمانه ولا يبادي المشركين بشيء من العداوة فلا ايحتاج حينئذ الى هجرة بل تمشي الحال على اي حال كما هي طريقة كثير ممن لم يعرف ما اوجب الله من عداوة المشركين اظهار دين المرسلين. ولولا التسريح بالعداوة من المهاجرين الاولين قومهم باظهار الاسلام وعيب ما هم عليه من الشرك وتكذيب الرسول وجحد ما جاء به من البينات والهدى لما حصل من قوم من الاذية والابتلاء والامتحان ما يوجب الهجرة واختيار بلد النجاشي وامثالها من البلاد التي تؤمن فيها الفتنة والاذية. فالسبب والمقتضي لهذا كله ما اوجب الله ما اوجبه الله من اظهار الاسلام ومباداة اهل الشرك بالعداوة والبراءة بل هذا هو مقتضى كلمة الاخلاص فان نفي الالهية عما سوى الله صريح في البراءة في البراءة منه والكفر بالطاغوت وعيب عباده وعداوته ومقتهم ولو سكت المسلم ولم ينكر كما يظن هذا الرجل لانقة الحرب لالقت الحرب وعصاها. ولم تدر بينهم رحا كما هو الواقع ممن يدعي الاسلام وهو مصاحب ومعاشر لعباد الصالحين والاوثان والاصنام. ما القت الحرب عصاها احسن الله الواو خالد لا مدخل لها اه اليكم لالقت الحرب عصاها ولم تدر بينهم رحاها كما هو الواقع ممن يدعي الاسلام ومصاحب ومعاشر لعباد الصالحين والاوثان والاصنام فسحقا للقوم الظالمين وفي قصة ابي بكر حين منع من قراءة القرآن ظاهرا في مسجده الذي اتخذه على حافة الطريق يتلو فيه القرآن ظاهرا وكان رجلا بكاءا عند تلاوة القرآن والناس يستمعون الى قراءته وفيها ما فيها من تكفيرهم وعيبهم وعيدهم وسب الهتهم والبراءة منه من عبادة ما عبدوه فنهوه عن ذلك فلم ينتهي. وثبت على اظهار دينه فامروا بالخروج فلقيه ابن انه فقال ارجع فمثلك لا يخرج انت في جواري. فمثلك لا يخرج انت في جواري فمضى على ما كان يصنع ومن الجهر بالقراءة واظهار دينه. وهذا هو مراد الشيخ وهو الدليل على وجوب التصريح بعداوتهم. فترك المعترض هذا كله وظن ان ايجارة ابن الدغنة تقتضي عدم العداوة من ابي بكر من ابي بكر. وانه يوالي ابن الدغنة. فما اضل هذا الفهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في جوار مطعم بن عدي اتر هذا يكتظي موالاة النبي صلى الله عليه وسلم له؟ وعدم التصريح بعداوته كأن الرجل المعترض نبطي لا يفهم موضوع الكلام ولا يحسن الاستدلال. فيستدل بالشيء على ضد ما يدل عليه ولقد انسانا بجهره ما سمعناه عن اخوانه الجاهلين وما احسن ما قال مجاهد رضي الله عنه في قوله تعالى واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه. قال حتى يتركوا لا يعقل. واما قوله اي بلد من بلاد المسلمين من اهل القبلة المحمدية الذي جعلهم هذا الرجل كافرا يمنعون الانسان من شهادته الاخلاص واداء الفرائض وتلاوة القرآن وذكر الله وتوحيده ذكر المصنف رحمه الله تعالى في الجملة المتقدمة ابطال دعوى المردود عليه الذي فهم من اقامة المسلمين المهاجرين بين اهل الحبشة وهم نصارى ومقام ابي بكر بمكة ان هذا يخالف عداوة المشركين وخلط المردود عليه بين مسألة عداوة المشركين ومخالطتهم والاقامة بين اظهرهم وهذه شيء وتلك شيء وعداوة المشركين اصلها التصريح ببطلان عبادتهم وتسفيه الهتهم وجعفر ومن معه صرحوا ببطلان دين المشركين من قريش لما كانوا في مكة وصرحوا ببطلان ما تعتقده النصارى في عيسى عليه الصلاة والسلام لما وقفوا بين يدي النجاشي في المناظرة المعروفة مع عمرو بن العاص وصاحبه وكذلك ابو بكر رضي الله عنه صرح بطلان دين المشركين وسفه معبوداتهم وهذه هي العداوة المرادة فلا يكون ما توهمه المردود عليه من المخالطة دليلا على ان هؤلاء لم يعادوا من اقاموا بين اظهرهم نعم احسن الله اليكم. واما قوله اي بلد من بلاد المسلمين من اهل القبلة المحمدية الذي جعلهم هذا الرجل كافرا كفارا يمنعون الانسان من شهادة الاخلاص واداء الفرائض وتلاوة القرآن وذكر الله وتوحيده. فالجواب ان يقال في عبارة هنا تحريف ظاهر فانه اوقع المنصور المفرد الجمع ولم يفرق عن عادته في اللحن الفاحش. ويقال ايضا لهذا الظالم ان الخوارج وغلاة القدرية والجهمية والجهمية والقرامضة والباطنية وولاة الرافضة من الاسماعيلية والنصيرية وولاة عباد القبور الذين يرون ان مشايخهم يتصرفون في الكون. كل هؤلاء لا يمنعون من لا يمنعون من لفظ الشهادتين واداء الفرائض وتلاوة القرآن بين اليهود والنصارى لا يمنعون من ذلك من دخل بلادهم من المسلمين وبنو حنيفة لا يمنعون من ذلك وعلى زعم هذا الرجل لا مانع من اقامة بين اظهرهم ولا هجرة من ديارهم واماكنهم وهذا القول لا قولوا من يؤمن بالله واليوم الاخر ويعرف مراد الله ورسوله في الهجرة ويدري سر ذلك. وهذا الرجل كما ترى في الجهل ومع ذلك يترشح للرد ويرى نفسه من طلبة العلم او من علماء المسلمين. وهو معدود عند العارفين من الاغبياء الجاهلين والاعاجم والفرس الذين يعبدون عليا والحسن يعبدون عليا والحسن والحسين يكتبون المصاحف ويطبعون ويشترون ابغان الاثمان ويبنون المساجد ويؤذنون واما توحيد الله بالعقل والعمل فاكثرهم لا يرى. وينكره اشد الانكار وينكره اشد الانكار ويمنع منه وانما حدث الشرك بامرهم ورأيهم وسلطانهم في هذه الامة وهم اول من بنى المساجد اما توحيد الله بالعقل هذه فيها نظر وتوحيد الله بالعلم والعمل اه هناك التوحيد العلمي والتوحيد العملي واما العقل لا مدخل له ها هنا نعم احسن الله اليكم. واما توحيد الله بالعلم والعمل فاكثرهم لا يراه. وينكره اشد الانكار ويمنع منه وانما حدث الشرك بامرهم سلطان في هذه الامة وهم اولوا من بنى المساجد على القبور وعظموها حتى صارت اوثانا تعبد وبيوتا يحج لها وتقصد بل جعلوا ولانها التصرف والتدبير والنفع والضر زعما منهم ان هذا كرامة وهذا مشهور عنهم سرى في اكثر الامصار وعمت به البلوى حتى رأينا وسمعنا بمصر وغيرها من بمصر وغيرها من ذلك ما لا يبقى معه للاسلام اصل يرجع اليه. وصنفوا في ذلك يعرف عمل له نهمة في طلب العلم واخبار الناس. افيقال هؤلاء لا يمنعون من توحيد الله وذكره. ولولا حجاب الجهل والهوى لما خفى حالهم على هذا المتكلم ولما قال هذا خلاصة كلمة التقوى وهم احق بها واهلها والله سئلوا عن ذلك ومجازيه عليه. لان كان اهل الشرك بالله ومعاداة اوليائه ومعصية رسوله من المعطلة. وعباد قبورهم التقوى وهم احق بها واهلها فلقد ضل حينئذ من انكر فلقد ظل حينئذ من انكر ذلك ومنعه كفر اهله من السابقين الاولين الى ان تقوم الساعة وهذا لازم لقوله لا محيص عنه وبه تعرف انه هو الذي لا يدري ما تحت كلامه وما خرج من بين وما خرج من بين شفتيه. قال تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. هذا هو الحكم العدل. هذا هو الحكم العدل والقول الفصل والحق المبين. لا من جعل اهل الشرك بالله ومعاداة اولياءه اهل كلمة التقوى والاحقين بها وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. اما تفوه به المردود عليه تشنيعه على امام الدعوة واصحابه تكفيرا من اخل باصل الدين والتوحيد واستعظم تكفيرهم لهؤلاء وهم لا يمنعون احدا من شهادة الاخلاص واداء الفرائض وتلاوة القرآن وذكر الله وتوحيده. فكأنه رأى اهل البليدات التي كفروا انهم لا يمنعون احدا ان يقول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وان يصلي ويزكي وان يتلو القرآن وان يذكر الله فحينئذ اي موجب لتكفيرهم. وهذا كلام من لم يعقل. فان المبطلين ممن خرج عن الملة والدين من غلاة الرافضة والجهمية والقرامطة وغيرهم لا يمنعون احدا ان يقول هذه الكلمة وان يؤدي الفرائض ويتلو القرآن لكن لا يلزم انهم على توحيد صحيح فاين هذا التوحيد من جعلهم المشاهد والمزارات على القبور ودعائها من دون الله والذبح لها والحج لها كحج بيت الله الحرام وغير ذلك من اضراب الشرك والكفر افيقال ان هؤلاء باقون على الاسلام لانهم يقولون لا اله الا الله هذا شيء باجماع اهل العلم لا يكون. وحينئذ فما ازبد به وارعن في تشنيع تكفير المسلمين بدعوى انهم لا يمنعون احدا من التوحيد اي شيء اعظم من منع التوحيد من اشاعة مظاهر الشرك والكفر. وهو يهدي بما لا يدري ويتكلم بما لا يعرف كما ذكر العلامة عبد اللطيف رحمه الله نعم احسن الله اليكم ثم ساق المعترض حديث ابي موسى في قصة اسماء بنت عميس مع وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر واصحابه هجرة ولكم هجرتان ثم قال المعترض اذا علمت هذا تبين لك هذا الرجل باتم بيان واوضح برهان كيف وقد قال الله تعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى وذكر قوله تعالى الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم. وحديث ائتمروا بالمعروف وانتهوا عن المنكر الحديث. وذكر حديث ابن عمر واذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم وكانوا هكذا وشبك بين انامله فالزم بيتك املك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر. وعليك بخاصة امر نفسك ودع عنك امر العامة. ثم قال فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر انما هو انما هو واجب مع القدرة على الكفاية حسب مراتبه ودرجاته. فيقال في جواب هذا هذه الاحاديث ولاية تؤيد ما قاله الشيخ وتنصره. فان فضل الهجرة الاولى وما جاء بها يدل على وجوب التصريح بعداوة المشركين وان لم يكن المسلمين دولة وشوكة كحالهم في بدء الاسلام ولذلك احتاجوا الى الهجرة ولو تركوا التصريح بالعداوة وعيب دين مشركين لما احتاجوا الى ترك اوطانهم ولكنهم فعلوا ذلك لحاجة المؤمنين الى اظهار دينه وخوفه من الفتنة. وبهذا يتبين صواب كلام الشيخ وخطأ المعترض وانه قد انعكس القضية في تخطئة الشيخ والقلب اذا اذا خسف به تصور الحقائق على غير ما هي عليه قد تقدم هذا الجواب وليس في كلام الشيخ ان المؤمن يؤاخذ بازر بازر غيره حتى يرد عليه حتى يرد عليه بقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى بل في كلام الشيخ ان عداوة المشركين وبغضهم من واجبات الدين وتاركه وتاركهم وتاركهما استقام اسلامه فاين هذه من هذه؟ لقد لقد ابعدت المرمى واستحكم عليك واستحكم اليك الجهل والعمى وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم فسرها حديث ابي ثعلبة وحديث ابي بكر وفيه وجوب الامر وفيهما وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فاذا فعل ذلك المؤمن فلا يضره ضلال من ضل فاذا اهتدى وقام بالواجب. وقوله صلى الله عليه وسلم حتى اذا رأيتم شحا مطاعا. غاية غاية للامر والنهي انه لا يجب ابتداء فافهموا يستبين لك جهل المعترض. وكذلك حديث عبدالله بن عمر وهو من هذا الباب ليس فيه انه لا يأمر لا يؤمر ولا يأمر ولا ينهى ولا يظهر دينه لا يأمر ولا ينهى ولا يظير دينه من فهم هذا من الاحاديث فهو من الاغبياء الضالين. واما قوله فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي كفر بهذا الرجل الامة الى اخره في عبارته خلل وهي خطه بيده وكان الصواب ان يقال الذي كفر بتركه لا به فتأمل. ويقال في جوابه خرجت عن محل النزاع فالنزاع في التصريح بالعداوة واما الامر والنهي فهو امر اخر فهو امر اخر وطور ثاني وليس في كلام الشيخ تعرض له. فنسبة اليه به مع انه خروج عن موضوع الكلام وحيدة وحيدة عن تحرير محل النزاع. فهو ايضا كذب ظاهر وبهتن ومن قال ان الشيخ كفر بهذا ومن نقله؟ وفي اي كتاب وفي اي رسالة وقد خاب من افترى؟ فمن اين او انى؟ وكيف ضلالهم هدى والهوى شتى بهم متشعب. وانما ادرج مسألة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في مسألة وجوب المعاداة والتصريح بها ليلبس ليلبس على الجهال ويتكثر بما ساقه من كلام العلماء وهو لا عليه لا له كما ذكره عن القاضي ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية. اذا لم يخف هو كذلك لكن هذا يؤيد كلام الشيخ لان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فرع عن التصريح بالدين. وايضا فتارك الفرض لا يستقيم له اسلام والشيخ لم يقل انه يكفر بترك التصريح بالعداوة. بل قال لا له اسلام فيصدق بحصول الاسلام مع استقامته وهذا يجري في كل من ترك واجبا او فعل محرما كما قرره تقييم الدين في كتاب الايمان فجميع نقوله عن الفقهاء تؤيد كلام الشيخ وترد دعوى المعترض. لكنه جاهل لا يفهم مراد الله ورسوله ولم يعان ولم يعاني ويمارس صناعة العلم والبحث مع المحصلين بل وجد اشياخا ضالين وكتبا شتت فكرة وضيع فهمه حتى صار من الخاسرين. ثم اطال النقل عن ابن عقيل وابن مفلح وذكر ما يروي. وذكر ما يروى عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا لا ينبغي للمؤمن ان يذل نفسه قيل كيف يذل نفسه؟ قال صلى الله عليه وسلم يتعرض من البلاء ما لا يطيق. ومراد هذا الغبي ان ان الخوف يسقط اظهار الاسلام والتصريح بمعاداة بعداوة المشركين بعداوة المشركين والبراءة منهم حتى التصريح بشهادة الاخلاص فجعل كلام ابن عقيل وابن مفلح وما اتيح له من كلام فقهاء في عدم وجوب الامر والنهي على الخائف والعاجز حجة على كتمان ومداهنة للمشركين واظهار واظهار واظهار موادتهم احسن الله اليكم اظهار موادتهم ومن صحبتهم هذا مفهوم كلام معترض فبعدا بعدا وسحقا سحقا. واعجب من هذا انه جعل الحديث حجة له على المشركين فجعل معاداتهم ذلا ومواداة وموادتهم وموادتهم عزا فلا ادري على اي شيء احسدك على هذا الفهم الذكي او على ما جمعه من اكاذيب المفتري وما كنت اظن غباوته تبلغ الى هذا الحد فالحمد لله على ظهور الحق للصدقة. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا مسلكا اخر خبط فيه المردود عليه اذ خلط بين مسألة عداوة المشركين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي من فرائض الدين وذكر ان العلماء قرروا ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية. وانه درجات متفاوتة وقد لا يسع العبد الا ان ينكر بقلبه. فكيف يكون كافرا من لم يصرح بعداوة المشركين وهذا من الخلط بين اصلين مفترقين. فان عداوة المشركين شيء والامر بالمعروف والنهي عن المنكر شيء اخر. عداوة اوتوا المشركين اصلها البراءة من دينهم واعتقاد بطلان عبادتهم وسب الهتهم. واما الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فشيء اخر زائد عن هذا القدر. فلما خلط بين الاصلين خبط خبط عشواء. واستكثر في تهويل مقالته بالنقل عن العلماء وهذا عادة كثير ممن يخلط في هذه المسائل ونظائرها فان الانسان يرى كتاب كبيرا قد حشي بعشرات النقلات فيعظم في نفسه. وعند اهل التحقيق لا يساوي الورق الذي طبع فيه لانه وضع كلاما في غير موضعه واذكر مرة ان شيخنا بكرا رحمه الله تعالى سألني عن جديد الكتب فحدثته ببعضها وكان منها كتاب اسمه منهج اهل السنة والجماعة الى اخر اسمه فسألني عنه فاثنيت عليه خيرا وقلت انه قد طفق بنقل كلام شيخ الاسلام ابن تيمية فضحك وقال لي وكنت حينئذ يافعا انكم يا معشر الشباب تقرأون ولا تفهمون يؤول هذا الكتاب الى تليين قناة اهل السنة في مصارمة اهل البدعة انتهى كلامه فاني حينئذ اعظمت الكتاب لما فيه من من النقل عن شيخ الاسلام لكن المميز يعرف ان هذا الكلام وظع في غير موضعه وهذا هو الواقع في كلام ائمة الهدى في كثير من التآليف التي صنفت باخرة والفرق بين العارف والهارف ان العارف يأخذ علمه عن اهل التحصيل والتأصيل. والهارف يأخذ مقالته عن اهل التطبيل والتهويل. وهذا هو الذي ذكره الشيخ فقال لكنه جاهل لا يفهم اراد مراد الله ورسوله ولم يعاني ويمارس صناعة العلم والبحث مع المحصلين بل وجد اشياخا ضالين وكتبا شتت فكره فضيعت فهمه حتى صار من الخاسرين. انتهى كلامه. هذا قبل زمان الشبكة العنكبوتية. فما بالك اليوم مع هذه الشبكة وما اثر الشبكة في عقول الخلق الا كحالها من التشويش والتشابه. فتشوشت عقول الناس اشتبهت عليهم العلوم لما صار كل يكتب بما شاء ويتكلم بما شاء. والمخرج من هذا اخذ العلم عن اهله المحصنين له المحققين لمسائله فان المرء اذا خلط في هذه المسائل وقع في الغلط على الله رسوله صلى الله عليه وسلم كما تراه في ادراج مسائل ليست من بابتها كمن يضع مسائل كثيرة ليست من مسائل الولاء والبراء التي تقتضي التكفير فيجعل تهنئة كالكافر كفرا وتعزية الكافر كفرا واجابة دعوة الكافر كفرا وكل هذا انما هو من المقالات العاطلة وسيجد في مشتبه كلام اهل العلم ما يظنه تكاءة يتكأ عليها في نصرة قوله فينبغي عبد ان يعرف مأخذ علمه ومولد فهمه وان يديم دعاء الله سبحانه وتعالى ان يهديه الى الصراط المستقيم. فان محمدا صلى الله عليه وسلم كان يدعو في صلاة الليل اللهم اهدني لما اختلف من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم هذا حال ابي القاسم صلى الله عليه وسلم فما حال من بعده نعم احسن الله اليكم ثم استدل المعتري وبكلام شيخ الاسلام على حديث ابي سعيد من رأى منكم منكرا فليغير بيده الى اخره وان الشيخ ذكر في معناه ان الانكار من قلب اخر وان الانكار من القلب اخر حدود الايمان وليس المراد ان من لم ينكر لم يكن معه من الايمان حبة خردل. يريد الرجل المعترض ان كلام الشيخ يدل على انه يكفي في الايمان المطلق انكار القلب. ولا يحتاج ولا ولا يحتاج للتصريح بشيء من واجباته. وهذا رجوع الى مذهب الجهمية القائلين بان الايمان هو التصديق ولم يدخلوا التلفظ والعمل في مسماه. وبعضهم قال هي شرائط وليست من المسمى وكلام اهل السنة في تبديعهم وتضليلهم وتفسيقهم معروف مشهور. فقول المعترض وقول المعترض فالانكار بالقلب فقط. واقف على اضعف الايمان في حق قادر قول باطل فان الحديث يدل على انه في حق انه في حق العاجز يكون ادنى الايمان الخاص. واما القادر فليس في الحديث نص على حكمه وانما يفهم من ادلة اخرى. وكلام الشيخ على الحديث انما يدل على انتهاء مراتب هذا الايمان وليس مراده ان تاركه يكفر. وهذا المعترض لم يفهم مراد الشيخ ولا حام حول قصده. ومراد الشيخ ان الامر بالمعروف والنهي عن عن المنكر ايمان وانه ينقسم انه ينقسم بحسب الاستطاعة. وادناه الانكار بالقلب واعلاه الانكار باليد وقوله وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل اي هذا الايمان الذي هو الامر والنهي والتغيير هذا مراده. وحينئذ فهو من ادلة الشيخ على وجوب بالعداوة وانه لا يستقيم للانسان اسلام وايمان الا بالاتيان بالواجبات. فلو فلو فلو اقتصر على ادنى رتب الايمان مع القدرة على سواها فليس ايمانه بمستقيم. وان كان مع عدم الاستطاعة والعجز حصل على اضعف الايمان فقد فاتته الاستقامة كاملة لان الادنى فيه نقص وضعف والمؤاخذة وعدمها بحثها الاستطاعة وعدمها. فانظر وتأمل هذا التقرير على جهالة المعترض وانه بمعزل من عن العلم والفهم اولئك ينادون من مكان بعيد. وكلام شيخنا رحمه الله محله فيمن استطاع وقدر. واما مع واما مع عدم القدرة ومع الاكراه فيباح للرجل ان يتوقع عن نفسه. كما قال تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين على ان الصابر مع الاكراه الباذل نفسه لله افضل ممن فعل ما يباح وتوقع عن نفسه. اذا عرفت مراد الشيخ رحمه الله فهو فهو يطلق الكلام حيث اطلقه الكتاب والسنة ويقيده حيث قيده. فالمعترض لم يفهم كلام الشيخ ولا عرف معاني النصوص ومن وقف على كلامه من اهل العلم عرف ما قلناه وانه حيران لا يدري السبيل. قال تعالى ان شر الدواب عند الله صم البكم الذين لا يعقلون ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا ابطال ما استدل به المعترض من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية على حديث لابي سعيد في صحيح مسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده واخره فان لم يستطع بيده فبقلبه وذلك اضعف الايمان فظن هذا الرجل انه يكفي في الايمان انكار القلب. ولا يحتاج للتصريح بشيء من واجباته وهذا هو مذهب الجهمية. فان هذه الحال انما هي مخصوصة بمن عجز عن دفع المنكر بما هو فوق انكار القلب. واما القول بانه يكفي في انكار المنكر كراهية القلب وتغيره مع القدرة عليه فذلك من نقص الايمان الذي لا يستقيم معه الاسلام اي لا يكون اسلام صاحبه مستقيما هو مراد امام الدعوة لما ذكر عدم استقامة اسلام الانسان اذا لم يصرح بعداوة المشركين مع القدرة على الفرض يجب على العبد ان يأتي به والتصريح بالعدو العداوة في اصلها لا يصح ايمان العبد الا به. نعم. احسن الله اليكم. واستدل المعترض بقول الامام احمد لمن سأله عن السنة تذكر في المجلس لا يعرفها غيره ان يتكلم بها. فقال اخبر بالسنة ولا تخاصم عليها الى اخره. ويقول مالك السنة فان لم يقبل منك فاسكت. ومراد ان السكوت سائغ في اصول الايمان وفروعه حتى ما دلت عليه كلمة الاخلاص ولم يفرق بينما السكوت فيه وما لا يسوء. وقول احمد ومالك صريح في انه لا يسوغ السكوت وانما يترك الخصام بعد التعريف والبيان وهذا يشهد لكلام الشيخ ويؤيده فان الشيخ رحمه الله يأمر بالتصريح والبيان وينهى عن الخصام والمراء والهذيان والرسل والصلاة والسلام لم يسكتوا عن الدعوة والابلاغ لما ارسلوا به حيث لم يقبل منهم بل استمروا على ذلك حتى اتاهم امر الله. قال تعالى لقد كذبت رسل من قبلك وصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين وان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتأتيهم باية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين. واصل ومبانيه لها واصل الاسلام ومبانيه لها حال وشأن ليس لغيرها من السنن. ولذلك يكفر جاحدها ويقاتل عليها بل يكفر تاركها عند جمهور السلف بمجرد الترك افيسوغ السكوت للعالم عن ابلاغ الجهال وتعليمهم. قال تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وقال تعالى ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن. وقال تعالى في سبيلي ادعو الى الله على بصيرة الاية وقال تعالى وجاهدوا به جهادا كبيرا. وفي الحديث امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوا ها عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله. سبحان الله ما اقبح ما تلاعب الشيطان بابن ادم الا هل عم في رأيه متأمل؟ وهل مدبر وهل مدبر بعد مقبلوا وهل امة مستيقظون لرشدهم؟ في كشف عنه في كشف فيكشف فيكشف عنه النعسة المتزمة فاكشف عنه النعسة المتجمل. احسن الله اليكم. في كشف عنه النعسة المتزمل فقد طال هذا واستخرج الكر مساوئه لو ان ذا الميل يعدل يعدل مساوئهم لو ان ذا الميل يعدل. لو ان ذا الميل يعدل. احسن عليكم. ذا يعني هذا نعم مساوئهم لو ان ذا الميل يعدل يعدل يعدل ذكر المصنف رحمه الله انا هنا مقالا للمردود عليه فاسد من جهة الدليل والاستدلال. اما فساده من جهة الدليل فان كلام العلماء ليس دليلا فكلام احمد وكلام مالك مما يستدل له ولا يستدل به. فقد اخطأ في عده دليلا كان المصنف اعرض في الرد عليه في هذا لظهوره او سهى عن ذلك. واما فساد في الاستدلال فانه توهم ان كلام الامامين يدل على ان السكوت سائغ في اصول الايمان وفروعه حتى ما دلت عليه كلمة الاخلاص وهذا من ابطل الباطل فان الرسل عليهم الصلاة والسلام لم يسكتوا عن هذا بل استمروا ودعوا وصرحوا ببطلان دين المشركين ودعوا الى توحيد رب العالمين وعلى هذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى قاتل الناس على ذلك. كما قال في الصحيحين امرت ان ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. نعم السلام عليكم فصل قال المعترض وهذا الرجل خرج في بلد قد غلب عليها احكام الاسلام وشيدوا منارهم لداعي الفلاح وعمروا مساجدهم ومدارسهم بالاوقاف لشعائر الاسلام بعلمائهم فكفرهم وحكم على من لم يصرح بعداوتهم بالكفر. كما تراه من كلامه صريحا فلو قدر وقدر انهم فعلوا منكرا منكرا من الشرك فما دونه. كيف يكفر من لم يصرح بعداوتهم اذ لا يكون التصريح الا باليد واللسان. ولم يفعل ذلك جعفر واصحابه رضي الله عنهم مع الذين جعلوا الله ثاني ثلاثة. وكذلك النجاشي وقد وهذا ظاهر بحمد الله من الكتاب والسنة ظهورا لا خفاء به ضد ما كفر به هذا الرجل الامة لو كان تأصيله صحيحا. كيف وهو افسد الفاسد وابطل الباطل؟ والجواب ان يقال مضمون هذا الكلام مكررا فما وجه ايرادي وتكريره وقد مر جوابه بحمد الله مفصلا ومن افلس من الحجج والبينات اكثر رمي الترداد والهذيان ولم يذكر هنا من ولم يذكر هنا من ادلة اسلامهم الا تشييد المنار وعمارة المساجد الا تشييد المنار المنار وعمارة المساجد والمدارس بالاوقاف وقد تقدم الجواب عن هذا وان بني حنيفة وبني عبد عبيد قداح والمختار ابن ابي عبيد بل والتتار عندهم مساجد ومدارس ولهم صدقات واوقاف والايمان بالله ورسوله والكفر بالطاغوت امر وراء ذلك كله لا يدركه الا من سبقت له السعادة وعقل عن الله خطابه ومراده. مع ان هذا الشيخ لم يكفر من لم يكفر من اهل نجدة من اهل نجد الا من قام وجد في اطفاء نور الله. وانكاره توحيده ومن جحد البعث من بواديهم واعرابهم ولم يكفر الا بعد قيام الحجة وظهور الدليل على الايمان بالله ورسله ووجوب الكفر بما عبد من دونه فالخصومة في الاصل الاصيل الله ونعم الوكيل من الترهات التي تفوه بها المردود عليه. دعواه ان امام الدعوة رحمه الله تعالى كفر اناس اعلام الدين بينهم ظاهرة فهم يشيدون المساجد ويعمرونها ويجعلون لها الاوقاف ويفتح فيها المدارس ويصلون ويصومون ولهم صدقات واوقاف. وهم مؤمنون بذلك الذي قاله هو حال من اجمع اهل العلم على كفرهم كبني حنيفة اتباع مسيلمة فان اتباع مسيلمة كانوا يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله وكانوا يؤذنون ويصلون وبنو عبيد القداح يفعلون هذا واضعافه من اظهار الاوقاف والصدقات واظهار تعظيم اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومثلهم المختار ابن ابي عبيد وهؤلاء قد اجمع اهل العلم رحمهم الله تعالى على كفرهم للعلم بان الاسلام لا يكفي فيه مجرد هذه الدعوة مع الاتيان بما يناقضها مما يخرج به العبد من دين الاسلام. فلو قال الانسان لا اله الا الله وهو يدعو غير الله سبحانه وتعالى يسأله ويطلبه ويعتقد فيه او يقول لا اله الا الله و ينذر ويذبح لغير الله سبحانه وتعالى. فهذه الكلمة لا تنفعه لانه جاء بما يناقضها. وهذا هو الذي وقع من الشيخ فان الشيخ رحمه الله تعالى لم يكفر احدا من اهل نجد الا من قام وجد في اطفاء نور الله. وانكار توحيد وجحد البعث من بواديهم واعرابهم. فهو لم يكفر الا بمجمع عليه. وقد صرح رحمه الله تعالى في موضع من احدى رسائله بانه لا يكفر الا بالمجمع عليه. وهذا المجمع عليه هو في اصل الدين وعوام الناس الذين سمعوا به اقروا بكفر انفسهم كما قال بعض اهل البوادي الذي سمعه ان كان الذي يقوله وهذا المطوع صحيحا فان اهلنا كفار لانهم كانوا فيهم من يكفر بانكار البعث والرد الى الله سبحانه وتعالى ومنهم من يندر ويذبح ويستغيث ويتوسل بغير الله سبحانه وتعالى معتقدا تأليه وتعظيمه ثم انه رحمه الله تعالى فوق كونه لا يكفر الا بمجمع عليه لم يكفر الا بقيام الحجة وظهور الدليل على الايمان. بالله ورسوله ويعلم به ان امام الدعوة انما كفر بشيئين اثنين احدهما ان يكون المكفر به مجمعا عليه من الدين البين الواضح والثاني وقوع ذلك بعد قيام الحجة وظهور الدليل وهو رحمه الله تعالى لم يراعي في ذلك قريبا ولا بعيدا نعم السلام عليكم. واما قوله مظهرين لشعائر الاسلام بعلمائهم فهي عبارة جاهل. فان العلماء لا يلزم من وجودهم وجود الاسلام في ناس ولا يزال من عدمهم عدمه والانبياء وجدوا في الامم السابقة الذين لم يستجيبوا لهم ولم يؤمنوا. ووجد من العلماء المؤمنين كثير بين للمشركين وهم معدودون من المستضعفين المعذورين. وان اراد ان نلبأ سببية وان المراد اظهروه بسبب العلماء فاي مزية في هذا فلو فرضت صحته مع ان الخصم يمنعه واحكام الاسلام انما تؤخذ عن العلماء ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا فساد قول المردود عليه ان هؤلاء مظهرين لشعائر الاسلام بعلماء فان وجود العالم لا يلزم فيه لا يلزم منه وجود الحق في الناس. واذا كان النبي يوجد في الامة وقد لا تستجيب له. فالاولى ان يوجد العالم ولا يستجاب له. نعم واما قوله وحكم على من لم يصرح بعداوتهم بالكفر فهو كذب لم يقل هذا في اهل نجد كافة ولا في اهل بلد خاصة بل هو مستمسك باصل عظيم وسلطان مؤمن وكلامه وتقريره في وجوب عداوة المشركين الذين يحادون الله ورسوله. وليس في كلامه تعرض لاهل البلد التي ظهر فيها لا تصريحا اشارة بل كلامه عام كما ان دليله الذي استدل به عام فهو بحمد الله من راسخين لا من لا من المتهوكين الجاهلين من مقالات هذا الافاك دعواه ان امام الدعوة حكم على من لم يصرح بعداوة اولئك انه كافر وهذا لا يوجد في كلامه رحمه الله تعالى. كما يقال انه كان يقول من لم يكفر من كفرناه فهو كافر فهذا من الباطل فانه صرح بخلاف ذلك لان تكفير اولئك كان مما اشتبه حتى على بعض العلماء والتكفير لا يكون بمشتبه وانما يكون ببين واضح. نعم وقوله فلو قدر انهم فعلوا منكرا من الشرك فما دونه كيف كيف يكفر من لم يصرح بعداوتهم. يقال قد تقدم مرارا ان الشيخ الله لم يكفر وانما قال لا يستقيم اسلام الا بالتصريح بعداوة المشركين. فاين في هذا تكفيرهم الاولى حجاب الجهل والهوى الذي اورد المعترض الذي اورد المعترض موارد الخسار والردى وقوله ولم يفعل ذلك جعفر واصحابه تقدما فيه وانه كذب على المهاجرين الاولين. ونسأل انه كذب على المهاجرين الاولين ونسبهم الى مداهنة المشركين وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. وقوله لو كان تأصيله صحيحا كيف وهو افسد الفاسد بالباطل. جوابه ان يقال ان معرفة الفاسد وادراك البطلان الباطل يتوقف على امرين احدهما حياة القلب والثاني معرفته وعلمه بالحق والباطل والصحيح والفاسد والصواب والخطأ. ومن نظر في كلام هذا الرجل من اهل العلم والايمان تيقن تيقن موت قلبه او لا يدرك لا يدرك الحسيات والضروريات من امر دينه. قال تعالى وما يستوي الاحياء ولا الاموات ان الله يسمع من يشاء وما انت بمسمع من في القبور. وقال تعالى فمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى. انما يتذكر اولوا والايات في المعنى كثيرة واذا عدم واذا عدم العلم والنور. واضيف الى ذلك العداوة والبهت ونحوهم ونحوهما من الشرور فمن اي باب يأتي العلم والتوفيق والتمييز بين الطيب والخبيث والصالح والفاسد والباطل والحق والخطأ والصواب قال تعالى وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعون اليه وفي اذاننا وقروا من بيننا وبينك حجابا اعمل اننا عاملون. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا فساد قوله في دعواه ان جعفرا واصحابه لم يفعلوا ذلك يعني عداوة المشركين وسبق ان ذكرنا من حالهم ما يدل على معاداتهم للمشركين في مكة ثم في الحبشة. وانما اوتي هذا الرجل من موت قلبه وعدم معرفته بالحق والباطل. فان الانسان انما يعرف الفاسد ويدرك الباطل بشيء اثنين احدهما حياة قلبه والثاني معرفته وعلمه بالحق والباطل والصحيح والفاسد. فالانسان يحتاج الى امرين اثنين احدهما ما يحيي به قلبه. والثاني ما يميز به بين الحق والباطل. فاما الذي يحي به قلبه فهو اليقين بما جاء في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه سلم وانه الحق فيدور معه حيثما دار. واما الذي يميز به الحق من الباطل فهو طلبه للعلم الذي جاء في الكتاب والسنة فان نورهما يستضيء به العبد في مثل هذه الظلمات فاذا اجتمع طلب العلم واليقين بان الصواب هو ما جاء في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم نجلا عبد. واذا تأثر المرء برسوم الناس واحوالهم وعوائدهم ومقالاتهم. فانه ينأى عن الحق بقدر ما يقع في قلبه من الميل اليهم والركون الى مقالتهم وهذا اخر التقليد في المجلس الاول الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبدي اوصي محمد واله وصحبه اجمعين