السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى اله وصحبه اما بعد فهذا هو المجلس الثاني من الدرس الثاني من برنامج منتخب الابواب وفصوله الثالث فيه وفصول منتخبة في ذكر تلبيس ابليس على العلماء في فنون العلم من كتاب تلبيس ابليس العلامة ابي الفرج ابن الجوزي رحمه الله. وقد انتهى بنا البيان الى قوله ذكر تلبيس ابليس على الفقهاء. نعم. احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمؤمنين. قال المؤلف رحمه الله تعالى ذكر تلبيس ابليس على الفقهاء. كان الفقهاء في قديم الزمان هم اهل القرآن والحديث فما زال الامر يتناقص حتى قال المتأخرون يكفينا ان نعرف ايات الاحكام من القرآن. وان نعتمد على الكتب المشهورة بالحديث سنن ابي داوود ونحوها ثم استهانوا بهذا الامر ايضا. وصار احدهم يحتج باية لا يعرف معناها وبحديث لا يدري اصحيح هو ام لا وربما اعتمد على قياس يعارضه حديث صحيح ولا يعلمني قلة التفاته الى معرفة النقل. وانما الفقه استخراج من الكتاب والسنة فكيف يستخرج من شيء؟ فكيف يستخرج من فكيف يستخرج من شيء لا يعرفه؟ ومن القبيح تعليق حكم على لا يدري اصحيح هو ام لا؟ ولقد كانت معرفة هذا تعصب ويحتاج الانسان الى السفر الطويل. والتعب الكثير حتى اتعرف حتى تعرف ذلك؟ فصنفت الكتب وتكررت السنن وعرف الصحيح من السقيم. ولكن غلب على المتأخرين بالمرة ولكن ولكن غلب على المتأخرين الكسل بالمرة عن ان يطالعوا علم الحديث حتى اني رأيت بعض بعض والاكابر من الفقهاء يقول في تصنيفه عن الفاظ في الصحاح لا يجوز ان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال هذا ورأيت يحتج في مسألته فيقول دليلنا ما روى بعضهم ان رسول الله قال كذا ويجعل الجواب عن حديث صحيح قد احتج به خصمه ان يقول هذا لا لا يعرف وهذا كله جناية على الاسلام. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان تلبيس ابليس على اصحاب الحديث اتبعه ببيان تلبيسه على طائفة اخرى من المشتغلين بالعلم هم الفقهاء ذكر من مسالك تلبيس ابليس عليهم ما ال اليه حال المتأخرين من الاكتفاء بعض ما يدل على الادلة فقد كانوا في اول الامر يعتنون بتعرف ايات الاحكام من القرآن ثم ويعتمدون على الكتب المشهورة في الحديث كسنن ابي داوود ثم استهانوا بهذا الامر والوا الى ما هو اسوأ من ذلك لما هو اسوأ من ذلك فصار احدهم يحتج باية لا يعرف معناها وبحديث لا يدري اصحيح هو اولى وربما اعتمد على قياس يعارضه حديث صحيح. ولا يعلم لقلة التفاته الى معرفة النقل. وانما الفقه استخراج من الكتاب والسنة. فكيف يستخرج من شيء لا يعرفه؟ ومقصود المصنف رحمه الله تعالى ان ابليس لبس على الفقهاء في صنعة الادلة. فصارت عنايتهم بالادلة قليلة. وصار اكثر وكرهم واهتمامهم هو في الفروع التي جمعها اصحاب كل مذهب فتجد احدهم مطلعا على فروع المذهب محيطا بها ولكن ليست له معرفة بدلائل الاحكام. سواء من القرآن الكريم او من احاديث النبي الامين صلى الله عليه تنم ولا يتمكن انسان من الفقه حتى يكون له اطلاع على الادلة ودوام نظر فيها وما صنعه الشيطان بهؤلاء؟ الا اذا ضعف الاجتهاد وقلة مضارعة المتأخرين للمتقدمين في الفقه لانهم استكانوا الى مقيدات الفروع دون عناية بالاستنباط من الادلة. وربما جرهم جهلهم هذا الى نسبة ما يحتجون به من احاديث الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصل له. او اعترضوا على من اورد حديثا بانه لا يعرف كما يذكر الفقهاء جملة من الابواب يبنونها على حديث لا اصل له كما اوردوا في الاطرار قالوا وفي الحديث لا عذر لمن اقر وهذا حديث لا اصل له. ومنهم من جوز اسوأ من ذلك كما ذكر الطوفي في علم الجدل في علم الجدل. انا من الفقهاء من يقول اذا صح القياس على شيء جاز ان ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا ريب ان مثل هذا من الحماقة العظيمة. اذ القياس العقلي لا يثبت به نسبة شيء الى النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. احسن الله اليكم. ومن تلبيس ابليس على الفقهاء ان جل اعتمادهم على في علم الجدل يطلبون بزعمهم تصحيح الدليل على الحكم والاستنباط. لدقائق الشرع وعن المذاهب ولو صحت هذه الدعوة منه نتشاغل بجميع المسائل وانما يتشاغلون بالمسائل الكبار يتسع فيها الكلام فيتقدم المناظر بذلك عند الناس في خصام النظر فهم فهم احدهم بترتيب المجادلة والتفتيش على المناقضات طلبا للمفاوضات. احسن الله اليكم. والتفتيش على المناقظات طلبا للمفاخرات والمباهاة وربما لم يعرف الحكم في مسألة صغيرة تعم بها البلوى. ذكر المصنف رحمه الله مسلكا ثانيا من مسالك تلبيس ابليس الفقهاء وهو ان جل اعتمادهم على تحصيل علم الجدل. والمقصود به القوانين التي تكون في المناظرة بين الفقهاء وما يتعلق به من المسائل الكبار. فان المناظرة والخصومة بين الفقهاء تكون في الكبرى من الفقه التي اختلف فيها ارباب المذاهب. فيكون كل منتصر لمذهبه معتنيا بنصب الادلة ووجوه الاستنباط على تلك المسائل ليتسع كلامه فيها فيكون اشتغاله هو بالمسائل الكبار التي يعتني بها النظار من المتجادلين في المغادرة بين ارباب المذاهب الفقهية دون عناية ببقية في مسائل الفقه فربما احاط احدهم علما بمسائل المناظرة من المسائل الكبار وخفيت عليه مسائل صغار من الفقه مسائل صغار من الفقه تعم بها البلوى وتعظم اليها الحاجة. الا انه لا عناية له بها لانه يطلب المسائل التي تتعلق بها المناظرة وينصب فيها الخلاف ويجتمع عليها النظار من الفقهاء. فقد كان من عادة من مضى من اهل الفقه ان لهم مجلسا يجتمع فيه ارباب المذاهب ويجري فيه علم الخلاف بينهم بان تذكر مسألة من المسائل للكبار كنقض الوضوء من مس المرأة وعدمه فيجلس الحنبلي في جهة ويجلس الشافعي في جهة ويبين كل واحد منهم وجوه الادلة وطرائق الاستدلال في المسألة ويجتهد في الانتصار لمذهبه فتكون عنايتهم في المناظرة هو الاهتمام بكيفية نصب الادلة وابطال الدليل المخالف دون رعاية واهتمام المسائل الفقه الاخرى لان الذي يعظمون به عند الناس هو هذه المسائل التي تجمع لها الخلق في مجالس المناظرة بين الفقهاء نعم احسن الله اليكم ذكر تلبيسه عليهم بادخالهم في الجدل كلاما فلاسفة واعتمادهم على واعتمادهم على الاوضاع ومن ذلك ايثارهم القياس على الحديث المستدل به في مسألته يتسع له المجال في النظر. وان استدل احد وان استدل احد منهم بالحديث هجن ومن الادب تقديم الاستدلال بالحديث. ومن ذلك انهم جعلوا النظر جل اشتغالهم ولم يمزجوا بما بما القلوب من طراز القرآن وسماع الحديث وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه. ومعلوم ان القلوب لا تخشع بتكرار ازالة النجاسة والماء متغير وهي محتاجة الى التذكار والمواعظ لتنهظ لتنهظ لطلب الاخرة. ومسائل الخلاف وان كانت من الشرعية الا انها لا تنهض بكل المطلوب. ومن لم يطلع على اسرار سير السلف وحال الذي تمذهب له لم يمكنهم سلوك طريقهم وينبغي ان يعلم ان الطبع ان الطبع لص فاذا فاذا ترك مع اهل هذا الزمان سرق من من طبائعهم فصار مثلهم فاذا فاذا نظر في سير القدماء زاحمهم وتأدب باخلاقهم وقد كان بعض السلف يقول حديث حديث يرق له قلبي احب الي من مئة قضية من قضايا شريح. وانما قال هذا لان رقة القلب مقصودة ولها اسباب ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا ثالثا من مسالك تلبيس ابليس على الفقهاء وهو ايثارهم للقياس على الحديث المستدل به في المسألة فيقدمون ذكر القياس وبيان وجهه بتعيين الاصل والفرع حكم والعلة الجامعة بينهما في الحكم وما ينتج ذلك من الحاق فرع معلوم باصل معلوم واذا استدل احد منهم بالحديث عيب عليه ذلك وليمة في ايراده. لان ذكر الحديث لا يتسع به القول والمجال في المناظرة بخلاف القياس فان القياس يرد عليه نقض واعتراض والمنتصر له ينبغي ان يبطل ما يرد ما يرد عليه من النقض والاعتراض فاذا عدل احد الفقهاء عن هذا واورد الحديث عيبا على ذلك وليمة على البداءة به مع ان الادب وتقديم استدلاله بالحديث. فان الادلة يقدم منها الاعلى وان كان سواه اقوى. فالقرآن مقدم على والحديث مقدم على الاجماع والاجماع مقدم على القياس والقياس مقدم على الاستصحاب وهلم جرا فلا بد من رعاية طبقات الادلة من جهة جلالتها وعلوها. وان كان الحديث اظهر. في الدلالة على المسألة من الاية لم يقتضي الادب تقديمه عليها بل تقدم الاية ويبين وجه دلالتها وان كان لا يصل الى النص او الظهور فيها وانما على وجه التأويل لها ثم يتبع بالحديث الذي يكون نصا او ظاهرا فيها ومن ذلك مما يتعلق بهذا التلبيس انهم جعلوا النظر جل اشتغالهم ولم يمزجوه بما يرققوا القلوب من قراءة القرآن وسماع الحديث وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه. فوكدهم هو النظر في الفروع. دون تلذيع النفس بانواع المرققات ومن جملتها قراءة القرآن وسماع حديث النبي صلى الله عليه وسلم والاطلاع على سيرته والنظر في سير السلف رحمهم الله تعالى مما يخشع فيه القلب ويلين ويرق. وهذه المسائل المنصوبة للخلاف لا تنهضوا بكل المطلوب في اصلاح القلب ولا تخشع القلوب تكرارها وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان القلوب لا تخشع بتكرار ازالة النجاسة والماء المتغير وهي محتاجة الى التذكار والمواعظ لتنهض لطلب الاخرة وابلغ ما يكون التذكير والوعظ بالاستخراج من هذه الفروع على ما جعل في الشرع من دلالات نشير الى اصلاح النفوس فالذي يتكلم عن الماء الطهور ينبغي له ان يذكر ما رواه الخمسة من حديث سلمان ابن عامر ربي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا افطر احدكم فليفطر على ماء فانه له طهور. فان الطهورية المذكورة ها هنا في قول النبي صلى الله عليه وسلم فانه له طهور لا يراد بها الطهورية التي تتضمن رفع الحدث وازالة النجس الظاهر انما فيها اشارة الى تطهير البواطن وتكميل انتفاع الصائم بصيامه واستشعاره صومه وتقربه الى الله سبحانه وتعالى. ويذكر في ثمرة من التزم احكام الشرع في التطهر بالماء الطهور كما ذكره الله سبحانه وتعالى وامرهم به فان الله سبحانه وتعالى يجعل جزاءه من جنس عمله كما قال الله عز وجل ربهم شرابا طهورا فان الطهور الذي يسقاه اهل الجنة لا يراد به هذا المعنى الذي هو من النجاسة الظاهرة بل المقصود سلامته من الجلسة الظاهرة والباطنة وعظم منفعته. فاذا كان المرء حاذقا في معرفة دلائل الشرع احسن الصلة بين احكام الشرع الظاهرة المتعلقة بفروع الفقه وبين الاحكام التي تتعلق باصلاح النفوس والقلوب. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى تحذيرا مظمنه ان الطبع للصن فاذا ترك طبع الانسان جاريا مع اهل الزمان فانه يسرق من طباعهم ما يصيره مثلهم فاذا نظر في سير القدامى زاحمهم وتأدب باخلاقهم. وقد كان بعض السلف يقول حديث يرق له قلبي احب الي من مائة قضية من قضايا شريح يعني شريح القاضي وانما قال هذا لان رقة القلب مقصودة ولها اسباب وانما يتفقه الانسان في الاحكام ليطلع على حكم الله عز وجل فيما يعبده به فيكون ذلك موجبا لرقة قلبه. نعم احسن الله اليكم ومن ذلك انهم اقتصروا على المناظرة واعرضوا عن حفظ المذهب وباقي علوم الشرع فترى الفقيه المفتي يسأل عن اية او حديث فلا يدري وهذا عين فاذا الانفة من الغبن وهذا غبن احسن الله اليكم احسن الله اليكم. وهذا غبن فاين الانفة من التقصير؟ ومن ذلك ان المجادلة انما وضعت ليستبين الصواب. وقد كان مقصود السلف باظهار الحق وقد كانوا ينتقلون من دليل الى دليل واذا خفي على احدهم شيء نبهه الاخر لان المقصود كان اظهار الحق بصر هؤلاء كان اظهار الحق فصار هؤلاء اذا قاس الفقيه على اصل معلة يظنها فقيل له ما الدليل على ان الحكم في الاصل معلل بهذه العلة فقال هذا الذي يظهر لي فان ظهر لكم ما هو اولى من ذلك فاذكروه فان المعترض لا يلزمني ذكر ذلك. وقد صدق في انه لا يلزمه ولا لا يلزم ولا يلزمه ولكن فيما ابتدع من الجدل بل في باب النصح واظهار الحق يلزمه ومن ذلك ان احدهم يتبين له الصواب مع ليتبين يتبين رحمه الله تعالى هنا مسلكا اخر من مسالك تلبيس ابليس على الفقهاء وهو ان منهم من اقتصر على المناظرة اي على علم الخلاف الذي يكون فيه احاطة بقولين او اكثرا في المسألة مع معرفة ادلتها وكيفية الرد على قول المخالف واعرضوا عن حفظ فروع المذهب وباقي علوم الشرع فترى الفقيه المفتي يسأل عن اية او حديث فلا يدري وهذا غبن اذ اذ النقص اللاحق لهم عظيم فاين الانفة من التقصير ومن ذلك ان المجادلة انما وضعت ليستبين الصواب. وهذا مسلك خامس في تلبيس ابليس عليهم فان الجدال انما يشرع ويستحسن اذا كان فيه ابانة للصواب وقد السلف في مناظراتهم يقصدون اظهار الحق ويجرون ذلك مجرى النصيحة وينتقلون من دليل الى دليل واذا خفي على احد فيهم شيء نبهه الاخر لان مقصوده اظهار الحق. اما المتأخرون فليس ذلك مقصودهم بل اذا روجع احدهم في طلب مناط العلة في الحكم الذي قاس عليه باعتبار اصله ذكر انه لا يلزمه ذلك وقد عقب المصنف عليه بقوله وقد صدق في انه لا يلزمه يعني اجابة اعتراض المعترض. ولكن هذا في ما ابتدع من علم الجدل والخلاف واما في باب النصح واظهار الحق فذلك لازم له. ومقصود المصنف انهم اخرجوا المناظرة التي شرع لاجلها الجدال من نصب الحق واظهاره الى الانتصار للمذاهب وعدم اقامة النصيحة فلبس عليهم الشيطان في ذلك نعم. ومن ذلك ان احدهم يتبين له صواب مع خصمه ولا يرجع ويضيق صدره كيف ظهر الحق مع وربما اجتهد في رده مع علمه انه الحق وهذا من اقبح القبيح لان المناظرة انما وضعت لبيان الحق. وقد قال الشافعي رحمه الله ما نظرت احدا فانكر الحجة الا سقط من عيني. ولا قبلها الا هبته. وما نظرت احدا فباليت مع من كانت الحجة ان كانت معه اليه ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا سادسا من مسالك تلبيس ابليس على الفقهاء وهو ان احدهم يظهر له ان الصواب مع فلا يرجع الى الحق ويضيق صدره لظهور الحق مع خصمه وربما اجتهد في رده مع علمه انه الحق. وهذا من اقبح القبيح لان المناظرة انما وضعت لبيان الحق. فاذا كان الحق قد ظهر على لسان خصمه ثم الف منه فذلك من تلاعب الشيطان به. واورد المصنف رحمه الله تعالى قولة الشافعي الشهيرة ما ناظرت احدا فانكر الحجة اي البينة واضحة الا سقط من عين لانه لا يدفع الحجة الا من لا يعيها. فاذا كان الرد تلك الحجة غير واع لها فهو جاهل غير صالح للمناظرة. ثم قال ولا قبلها الا هبته يعني ضمت لاني لان مراده هو قبول الحق. ومن اراد قبول الحق فان الله عز وجل يجعل له هيبة كما قال عبيد بن عمير فيما رواه ابن ابي شيبة في كتاب الايمان بسند صحيح الايمان هيوب والمعنى ان من التزم الايمان وافعاله وحكم الشرع جعل الله له هيبة ومن التزام الايمان ودلالة صدق العبد ان يقبل حجة فيجعل الله عز وجل له هيبة ثم قال الشافعي وما نظرت احدا فباليت مع من كانت الحجة ان ان كانت معه اليه اي انه كان لا انه كان يناظر ولا يبالي اين يكون ظهور الحق معه او مع خصمه فلو كانت مع خصمه فانه يصير الى الحق الذي ارشده اليه. والمناظرات انما تطلب لاقامة الحق. فاذا لم تكن لذلك ينبغي للانسان ان يدخل فيها. نعم. احسن الله اليكم. ومن ذلك ان طلبهم الرياسة بالمناظرة تثير الكامن في النفس من حب الرياسة فاذا رأى احدهم في كلامه ضعفا يوجب قهر خصمه له خرج الى المكابرة فان رأى خصمه قد استطال عليه بلفظ اخذته حمية الكبر فقام ذلك بالسب فصارت المجادلة مخاذلة. ومن ذلك ومن ذلك ترخصهم في الغيبة بحجة الحكايات عن المناظرة فيقول احدهم تكلمت مع فلان فما قال شيئا ويتكلم بما يوجب التشفي من غرض خصمه بتلك الحجة ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلك سابعا من تلبيس ابليس على الفقهاء وهو طلبهم للرئاسة بالمناظرة. فان ذلك يثير ما هو امن في نفس الانسان من حب الرئاسة فاذا رأى في كلام احدهم ضعفا يوجب قهر خصمه خرج الى المكابرة فان رأى خصمه قد استطال عليه بلفظ اخذته حمية الكبر فقابل ذلك بالسب. فصارت المجادلة مخادلة لان النفس يقوى فيها طلب الرئاسة حين المناظرة وابتغاء الغلبة للخصم فيجرها ذلك الى ما يكون سببا لخذلان العبد كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية واحذر كمائن نفسك اللاتي متى خرجت عليك كسرت كسر مهان فان النفس يكمن فيها من اخلاق السباع في طلب الانتصار الغلبة والعلو في الارض اشياء كثيرة. فاذا خرجت على الانسان اهلكته. ثم ذكر رحمه الله تعالى مسلكا ثامنا في ترخص بعض الفقهاء في الغيبة بحجة الحكاية عن المناظرة فيقول احدهم تكلمت مع فلان فما قال شيئا ما يقصد بذلك الغض منه والوقيعة فيه. ويتكلم بما يوجب التشفي من غرض خصمه بتلك الحجة. فهو لا يريد بيان كما وقع من الخلاف وذكر حجة خصمه وانما يريد الغض منه وبيان ضعفه فهي غيبة على وجه التعريض به. نعم. احسن الله اليكم. ومن ذلك اني ومن ذلك ان ابليس لبس عليهم بان الفقه وحده علم الشرع ليس ثم غيره فان ذكر فان ذكر لهم ذكرا فان ذكر لهم محدث قالوا ذاك احسن الله اليكم. فان ذكر لهم محدث قالوا بدأت احدث فان ذكر لهم محدث قالوا ذاك لا يفهم شيئا وينسون ان الحديث هو الاصل وينسون ان فهو الاصل فان ذكر فان ذكر لهم كلام يلين به القلب يلين به القلب قالوا هذا كلام وعاظ ومن ذلك ومن ذلك اقدام ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا تاسعا من مسالك تلبيس ابليس على الفقهاء وهو ان ابليس لبس عليهم بان وحده هو علم الشرع وليس ثم غيره علم. فاذا ذكر لهم مشتغل بالحديث قالوا ذاك لا يفهم شيئا. ويغفل ان الحديث هو الاصل لانه احد مصادر الادلة العظمى. واذا ذكر لهم كلام يلين به القلب قالوا هذا كلام الوعاظ وهذه البلية واقعة في اهل العلوم عامة. فانهما من انسان برز في علم الا غره الشيطان بانهماك فيه وزين له ان هذا هو العلم الذي لا يبلغ شؤه احد شأوه احد. وانه العلم الذي يحتاج والناس ولا يحتاجون الى غيره وان التقصير فيه عظيم والجهل به كبير. فلا تجد قارئا الا هذه مقالته ولا فقيها الا هذه مقالته ولا تجد محدثا الا هذه مقالته وربما عظموا هذه العلوم عند المتعلمين من عندهم فصار المتعلم لا يرى الا هذا العلم وهذا من الجهل العريض فان انواع العلوم يصدق بعض بعضها بعضا وكل العلوم مما يفتقر اليه كما قال الزبيدي في الفية السند فان انواع العلوم تختلط بعضها بشرط بعض مرتبط. فالعلوم في الملة الاسلامية متماسكة اخذ بعضها برقاب بعض. ولا يتصور ان يكون للانسان مكنة في علم وامامة فيه حتى يكون قد اخذ من كل علم بطرف. فالعلوم الاسلامية كلها لها مقامات محمودة والمشتغل بالعلم محتاج اليها جميعا فلا ينبغي ان تجعل في عينك ان العلم المقصود بالاخذ واحد هو التفسير دون غيره او الحديث دون غيره او الفقه دون غيره او الاعتقاد دون غيره بل هذه علوم ينبغي ان تصيب من كل منها طرفا. نعم. احسن الله اليكم. ومن ذلك اقدامهم على الفتوى وما بلغوا مرتبتها وربما افتوا بواقعاتهم المخالفة للنصوص. ولو توقفوا في المشكلات كان او لا. فقد اخبرنا فقد اخبرنا اسماعيل ابن احمد السمرقندي وقال اخبرنا محمد ابن هبة الله الطبري قال حدثنا محمد ابن الحسين ابن الفضل قال اخبرنا عبد الله ابن جعفر ابن درستويه قال حدثنا يعقوب ابن سفيان قال الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا عطاء بن ابي قال حدثنا عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن ابي نيلة قال ادركت مئة وعشرين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل احدهم عن المسألة فيرد هذا الى هذا وهذا الى هذا حتى ترجع الى الاول قال يعقوب وحدثنا ابو نعيم قال حدثنا عن عطاء بن السائب قال سمعت عبدالرحمن بن ابي ليلى ايضا يقول ادركت في هذا المسجد عشرين ومئة من الانصار من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منهم من يحدث حديثا الا ود ان اخاه كفاه الحديث. ولا يسأل عن فتية الا ود ان اخاه كفاه الفتيا. وقد روينا عن ابراهيم النخعي ان رجلا سأله عن مسألة فقال ما وجدت من ما وجدت من تسأله غيري وعن مالك بن انس رضي الله عنه قال افتيت حتى سألت سبعين شيخا هل ترون لي ان افتي؟ فقالوا نعم فقيل له فلو نهوك؟ قال لو نهوني انتهيت. وقال الرجل لاحمد ابن حنبل اني حلفت لا ادري اني حلفت ولا ادري كيف حلفت قال ليتك اذ دريت كيف حلفت دريت انا كيف افتيك وانما كانت هذه سجية السلف لخشيتهم لخشيتهم الله عز وجل وخوفهم منه ومن نظر في سيرتهم تأدب. ذكر المصنف الله تعالى مسلكا عاشرا من مسالك تلبيس ابليس على الفقهاء وهو تهوينه الفتوى عليهم وتسهيلها لهم فيقدمون عليها ولم يبلغوا مرتبتها. فربما افتوا بواقعاتهم المخالفة للنصوص ولو توقفوا في المشكلات كان اولى فان العلم شيء والفتوى شيء اخر. فان العلم مرده الى احاد واما الفتوى فمردها الى قضايا الاعيان. فلابد ان يكون لصاحب العلم الة قوية في فهم مدارك قضايا الاعيان فان المفتي يلحظ القضية المتعلقة بالمستفتي دون النظر الى الفرع المجرد فقط ومن لا علم له بهذه الكيفية قاصرا نظره على الفرع فقط ربما اخطأ في فتاوى الخلق فينبغي الا يستعجل طالب العلم في الارتقاء الى مقام الفتوى وان يتمرن بعد احرازه للعلم بالافتاء في الافتاء وذلك بالاطلاع على مدونات الفقهاء من اهل العصر من المشارين اليهم بالفتوى فينظر في كيفية وكيفية كلامهم في المسائل وكيف تصرفات كيفية تصرفاتهم مع الخلق. ولعل بعض ذلك لا يكون في الكتب فان اهل العلم رحمهم الله تعالى من الحداق في الفتوى قد يفتون بشيء الا انهم لا يكتبونه ولا ينشرونه لانه يكون حمالا باوجه لا تدركها عقول الناس. فربما عرظ هذا لانسان في نظره فتوهم منه معنى لم يرده العالم. فينبغي ان يلازم طالب العلم من يبصره بمثل هذه المآخذ بالفتوى والا يظن انه واذا صار عنده علم وحفظ لفروع الفقه ومسائله انه قادر على الفتوى. فالفتوى شيء والعلم بالفقه شيء اخر ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من احوال السلف ما يدل على توقيهم الفتوى وهربهم منها فرارهم عنها كما اتفقا لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد صح عن عبدالرحمن ابن ابي ليلى انه قال ادركت مئة وعشرين من اصحاب برسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل احدهم عن المسألة فيردها هذا الى هذا وهذا الى هذا حتى ترجع الى الاول يود كل واحد منهم انه كفي بغيره. ثم اورد ما جاء عن ابراهيم ان رجلا سأله عن مسألتهم فقال ما وجدت من تسأله وغيري وعن مالك انه قال ما افتيت حتى سألت حتى سألت سبعين شيخا هل ترون لي ان افتي؟ فقالوا نعم فقيل له لو نهوك قال لو نهوني انتهيت لانه ليس مراده نصب نفسه في عداد العلماء المفتين. وانما المراد ان يكون مبينا لاحكام ام الدين؟ فلما كان هو فلما كان هذا هو قصده الذي وعاه كان مطلوبه انهم لونه وعن ذلك انتهى ان السلامة لا يعدلها شيء والتعليم والافتاء والقضاء من فروض كفاية. فاذا وجد من يكفيك مؤونة ذلك وينهض بدلالة الخلق وارشادهم في هذه الابواب اليها فقد كفيت مؤونة امر عظيم ومن لا يعي عظمة هذا يشق على نفسه الا ينقطع عن التعليم اذا وجد معلما مثله في الكفاءة ويشق عليه ترك القضاء اذا وجد ممن يفصل بين الناس لكن الصادق يعلم انه اذا كفي هذه الابواب العظيمة فقد كفي ابوابا يدخل منها الشيطان عليه. وقد كانت هذه سجية السلف رحمهم الله تعالى. وللمصنف رحمه الله تعالى كتاب في ادب الفتوى تقدم اقراءه في برنامج الدرس الواحد. نعم. احسن الله اليكم. ومن تلبيسه بسعادة الفقهاء مخالطتهم امراء والسلاطين ومداهنتهم وترك الانكار عليهم مع القدرة على ذلك. وربما رخصوا لهم فيها فيما لا رخصة لهم فيه لينالوا من دنياهم عرظا فيقع بذلك الفساد فيقع بذلك الفساد لثلاثة اوجه. الاول الامير يقول لولا اني على صواب لانكر علي الفقيه وكيف لا اكون مصيبا وهو يأكل من مالي والثاني العامي انه يقول لا بأس بهذا الامير ولا بماله ولا افعلي فان فلانا الفقيه لا يبرح عنده. والثالث الفقيه فانه يفسد دينهم يفسد فانه يفسد دينه بذلك. وقد لبس وعليه بالدخول على السلطان فيقول انما ندخل لنشفع في مسلم ولينكشف هذا التلبيس بانه لو دخل غيره يشفع لما اعجبه ذلك وربما قدح في ذلك الشخص لتفرده بالسلطان. ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا حادي عشر من تلبيس ابليس على في مخالطتهم الامراء والسلاطين ومداهنتهم وترك الانكار عليهم مع القدرة على ذلك والمراد بالمداهنة الرضا بسلم الدين لاقامة الدنيا وهي المذمومة. فيتلب احدهم دينه ويضعفه لاجل ان يقيم حظه من الدنيا مع من يداهنه. اما المداراة فهي التلطف في حمل الخلق الحق والاول مذموم والثاني محمود كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى الفرق بينهما وهؤلاء داخلون على اساطين يلبس عليهم الشيطان فيقول انما تدخلون لتشفع للمسلمين وينكشف وتلبيسهم انه لو دهن غيرهم يشفع لما اعجبه ذلك وربما قدح في ذلك الشخص لتفرده بالسلطان. وربما لهؤلاء السلاطين فيما لا رخصة لهم فيه لينالوا من دنياهم عرظا فيقع بذلك الفساد من ثلاثة اوجه كما ذكر المصنف فساد يتعلق بالامير لانه يظن انه على صواب ويقول لولا اني على صواب لانكر علي الفقيه. وكيف لا اكون مصيبا وهو يأكل من مالي والثاني فساد يتعلق بالعامي. وهو انه يقول لا بأس بهذا الامير مع ظلمه وطغيانه وفساده ولا بماله ولا بافعاله لان فلانا الفقيه لا يبرح عنده. والثالث فساد يتعلق بالفقيه. فانه يفسد دينه بذلك انه يسكت عن الحرام المحض مما لا رخصة لهم فيه لينال من دنيا اولئك. نعم. احسن الله اليكم. ومن تلبيس ابليس باخذ اموالهم فيقول لك فيها حق ومعلوم انها ان كانت من حرام لم لم يحل من لم يحل منها لم يحل له منها شيء لم يحل له منها له منها شيء وان كانت من شبهة فتركها اولى وان كان وان كانت من مباح جاز له الاخذ بمقدار مكان من الدين لا على وجه اتفاقه في اقامة الرعونة وربما اقتدى العوام بظاهر فعله واستباحوا ما لا يستباح. ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلك ان الثاني عشر من مسالك تلبيس ابليس على الفقهاء في اخذهم اموال السلاطين اذ يزين لهم ان لهم فيها حقا فيقول احدهم لنفسه لي فيها حق وهذه الاموال لا تخرج عن احد ثلاث اقسام احدها ان تكون حراما فلا يحل لها له منها شيء. والثاني ان تكون شبهة فتركها اولى من الاخذ منها. والثالث ان تكون مباحة فيجوز له الاخذ بمقدار مكانه من الدين. لا على وجه اتفاقه في اقامة الرعونة اي الحماقة في الدين والتلخيص لهم في المحرمات. وربما اقتضى العوام بظاهر فعله واستباحوا ما لا يستباح نعم. احسن الله اليكم. وقد لبس ابليس على قوم منهم من العلماء ينقطعون على السلطان اقبالا على التعبد والدين. فيزين لهم غيبة من يدخل على السلطان من العلماء فيجمع فيجمع لهما آفتين غيبة الناس ومدح النفس. وفي الجملة والدخول على السلاطين خطر عظيم لان النية قد قد لان النية قد تحسن في اول الدخول ثم تتغير باكرامهم وانعامهم او بالطمع فيهم ويتماسك عن مداهنتهم وترك الانكار عليهم. وقد كان سفيان الثوري رضي الله عنه يقول ما اخاف من اهانتهم لي انما اخاف من اكرامهم يمين قلبي اليهم وقد كان علماء السلف يبعدون عن الامراء لما يظهر من جورهم فتطلبهم فتطلبهم الامراء لحاجتهم اليهم في الفتاوى والولايات فنسى اقوام قويت رغبتهم في الدنيا فتعلموا العلوم التي تصلح للامراء وحملوها اليهم لينالوا من دنياهم ويدل على انهم قصدوا بالعلوم ان الامراء كانوا قديما يميلون الى سماع الحجج في الاصول فاظهر الناس فاظهر الناس علم الكلام. ثم مال بعض امرائنا المناظرة في الفقه فماذا الناس الى الجدل؟ ثم بعض الامراء الى المواعظ فمال خلق كثير من المتعلمين اليها. ولما كان جمهور جمهور وهم يميلون الى القصص كثر القصاص وقل الفقهاء. ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا ثالث عشر. من مسالك تلبيس ابليس على الفقهاء فلبس على قوم منهم ينقطعون عن السلطان ولا يدخلون عليه. مقبلين على التعبد والدين وزين لهم الشيطان غيبة من يدخل على السلطان من العلماء. فيجمع لهم افتين غيبة الناس مدح النفس فان من الداخلين على السلطان من تكون له نية صالحة ويحفظ حق الله في خلقه فلا يجوز غيبته بمجرد دخوله على السلطان ومن اهل العلم من يقع فيه لمجرد الدخول ثم تكلم رحمه الله تعالى عن الدخول على وان فيه خطرا عظيما فان نية الانسان قد تتغير فيه فيدخل من مقصد حسن ثم تنقلب عليه نيته فيطمع في دنياهم. وذكر احوال السلف رحمهم الله تعالى في يعادي عن الامراء لما يظهر من جورهم وانهم لم يكن لهم همة في تطلب الدخول عليهم وانما كان الامراء يطلبونهم بحاجتهم اليهم في الفتوى او الولايات التي تفتقر الى العلم والدين. ثم نشأ اقوام يطمعون في الدنيا ويلاحظون ما تميل اليه الامراء ويقصدون من العلوم ما تعظمه الامراء. فقد كان من الامراء من يميل الى سماع الحجج في الاصول يعني اصول الدين من المسائل العقدية فاشتغل الناس بعلم الكلام. ثم مال بعض الامراء الى المناظرة في الفقه فمال الناس الى علم الجدل وهو علم الخلاف المشتمل على المناظرة بين الفقهاء ثم مال بعض الفقهاء الى المواعظ فمال كثير من المتعلمين اليها ولما كان جمهور العوام يميلون الى القصص كثر القصاص وقل الفقهاء. فالمحرك لكثير من الناس في طلب العلم ملاحظة ما اصلحوا للناس والمرء ينبغي له ان لا يرعى ما يصلح للناس. وانما يرعى ما يصلح به الناس. فان الانبياء اي انما بعثت بما يصلح به الناس ولم تبعث بما يصلح للناس فان الناس لهم اهواء ورغبات ورغبات كن لهم اهواء ورغبات متفرقة متشتتة. فاذا لوحظت تفرق الحق ووقع الباطل وراج اما من يجعل نصب عينيه ما يصلح به الناس ويحملهم عليه متلطفا فان الله يعينه ويسدده. ومن ظن ان الناس يقبلون على ما يضعه لهم لانه يصلح لهم فانه سرعان ما ينقلب عليه الناس فان الحق لا والدين لا يتغير وشرع الله سبحانه وتعالى واحد ومهما حاول امرئ ترويج سواه وزين للناس ما يبتغونه وسهل لهم بزعمه ويسر فان للحق نورا يجلو الباطل وان له صولة واحدة والحق باق الى قيام الساعة. نعم. احسن الله اليكم. ومن تلبيس ابليس على الفقهاء ان احدهم يأكل من المدرسة المبنية على المتشاغلين بالعلم فيمكث فيمكث فيها سنين ولا يتشاغل ويقنع بما عرف او ينتهي في العلم. فلا يبقى له في الوقف حظ لانه انما جعل لمن يتعلم الا ان يكون ذلك الشخص معيدا او مدرسا فان شغله دائم ومن ذلك ما يحكى عن الاحداث المتفقهة من الانبساط في المنهيات. فبعضهم يلبس الحرير ويتحلى بالذهب ويحال على المكسي. ويحال على المكسي فيأخذه فيأخذه الى غير ذلك من المعاصي. وسبب انبساط هؤلاء مختلف مختلف فمنهم من يكون فاسد العقيدة في اصل الدين ويتفقه ليستر نفسه او ليأخذ من الوقف او ليرأس او ليناظر. ومنهم من عقيدته صحيحة لكن يغلبه الهولاكي يغلبه الهوى وحب وليس عنده صارف عن ذلك لان نفس الجدل والمناظرة تحرك الكبر والعشب. وانما الانسان بالرياضة ومطالعة ومطالعة سير السلف واكثر القوم في بعد عن هذا وليس عندهم الا ما يعين الطبع على شموخه فحين اذ الهوى بلا زاد ومنهم من من يلبس عليه ابليس بانه عالم وفقيه ومفتي المصنف رحمه الله تعالى مسلكا رابع عشر من مسالك تلبيس ابليس على الفقهاء هو ان احدهم يأكل من وقف المدرسة المبنية على المشتغلين على المتشاغلين بالعلم المحصلين له. فيمكث فيها سنين دون تشاغل بالعلم ويقنع بما عرف او ينتهي في العلم فلا يبقى له في الوقف حظ لان الوقف مجعول على من يتعلم وهذا لا يتجدد له علم فاكله ما للوقف حرام من تلبيس ابليس عليه ولا يسلم من ذلك الا من كان معيدا يعيد الدروس بعد شيخ او مدرسا في ذلك الوقف فان شغله دائم واما غيرهم من المتعلمين فان تعلمه ينتهي الى حد فيأكله وحال تعلمه واذا فرغ من ذلك ولم يزدد به تعلمه شيئا فقد انتهى ما علق به الحكم من الجواز ثم ذكر مسلكا خامس عشر من مسالك تلبيس ابليس عليهم وهو ما يقع من احداث المتفقهة من الانبساط في المنهيات ولبس المحرمات لبس الحرير والتحلي بالذهب وغيرها من الامور المنهية عنها ويختلف هؤلاء في سبب وقوعهم فمنهم من هو فاسد العقيدة في اصل الدين لكن يتفقهوا ليستر نفسه او ليأخذ من الوقت او ليرأس او يناضل ومنهم من عقيدته صحيحة لكن يغلبه يغلبه الهوى وحب الشهوات وليس له صارف عن ذلك لان كالجدل والمناظرة تحرك الكبر والعجب وانما يتقوم الانسان بالرياضة يعني برياضة نفسه بالاخلاق الحميدة ولو قال المصنف وانما يتقوم الانسان بالتزكية لكان اولى لموافقته لخطاب الشرع كما قال الله عز وجل قد افلح فمن زكاها فالنفس تستقيم بالتزكية ومطالعة سير السلف واكثر هؤلاء في بعد عن هذا وليس عندهم الا ما تعين الطبع على شموخه فحين اذ يسرح الهوى بلا زاد ويجتهد احدهم في المعاصي ولا يرعوي عنها لضعف الداعي الانقطاع. نعم. احسن الله اليكم. ومنهم من يلبسها من يلبس عليه ابليس بانه عالم وفقيه مفت والعلم يدفع عن اربابه ايات فان العلم اولى ان يحاج ويضاعف عذابه كما ذكرناه في حق القرى. وقد قال الحسن البصري انما الفقيه من يخشى الله عز وجل. قال ابن خرسانيا عليه حرير وخواتم ذهب فقلت له ما هذا؟ فقال خلع السلطان وكمد الاعداء السلطان خلع السلطان ما هذا فقال خلع السلطان وكمد الاعداء كم؟ كمد الاعداء. وكمد الاعداء يعني الذي يغيض الاعداء. نعم. احسن الله اليكم. فقال خلع السلطان وكمد الاعداء فقلت له بل هو شماتة الاعداء بك ان مسلما لان ابليس عدوك واذا بلغ منك مبلغك البسك ما يسخط الشرع. فقد اشمته بنفسك وهل خلع السلطان سائغة لنهي يا مسكين اخلعوا خلع خلع خلع عليك السلطان فانخلعت به من الايمان وقد كان ينبغي ان ان يخلع بك السلطان ان يخلع بك السلطان لباس الفسق ويلبسك ويلبسك لباس التقوى. رماكم الله بخزيه هونتم امره هكذا ليتك قلت هذه رعونة الان. هكذا ليتك. هكذا ليتك قلتها هذه رعونات الطبع الان تمت محنتك لان عدوانك دليل على فساد باطنك. ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا سادس عشر من مسالك تلبيس ابليس على الفقهاء وهو ان منهم من يلبس عليه الشيطان بانه عالم وفقيه ومفتن والعلم يدفع عن اربابه ويجعل لهم مقاما في التوسعة عليهم وهيهات فان العلم اولى ان يحاجه ويضاعف عذابه كما ذكرنا في حق القراء فان كما ذكر المصنف في حق فان من كثر علمه وعظم قدره في الدين عظم شأنه في تعظيم حسنته وسيئته فليست السيئة من العالم في قدرها كالسيئة من العامي الجاهل بل من كان عنده علم ثم عصى الله سبحانه على متعمدا معصيته فانه معرض للعذاب الشديد والعقاب الوبيل وليس علمه مانعا من تعذيبه بل ربما كان سببا له كما تقدم في قصة الثلاثة الذين تشجر بهم النار وان منهم من تعلم العلم ليقال عالم وقرأ القرآن ان قال قارئ وذكر ما اتفق لابي الوفاء علي بن عقيل الحنبلي رحمه الله تعالى من قصته مع هذا الفقيه الذي المحرمات متذرعا بان هذه مما خلعه عليه السلطان اي اعطاه اياه. وانها اغاظة الاعداء فاخبره بان هذا من استيلاء الشيطان عليه وتلاعبه به نعم. احسن الله اليكم. ومن تلبيسه عليهم ان يحسن لهم ويمنعهم من الحضور عندهم فيقولون من هؤلاء قصاص؟ ومراد الشيطان الا يحضروا في موضع يلين فيه القلب ويخشع والقصة لا يذمون لا يذمون من حيث هذا الاسم لان الله عز وجل قال نحن نقص عليك احسن القصص وقال فاقصص القصص وانما ذم القصاص وانما ذم القصاص لان الغالب منهم اتساع الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد. ثم غالبهم يخلط فيما اريد وربما اعتمد على ما اكثره محال فاما اذا كان القصص صدقا ويوجب وعظا فهو ممدوح وقد كان احمد بن حنبل رحمه الله يقول ما احوج الناس الى قاص صدوق؟ ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا سابع عشر من مسالك تلبيس ابليس على الفقهاء وهو انه يحسن لهم ازدراء الوعاظ ويمنعهم من الحضور عندهم ويقول هؤلاء قصاص مراد الشيطان الا يحضر في موضع يلين فيه القلب ويخشع. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان القص لا يذم من حيث هو واسم القصاص لا يذم من حيث الاسم. فان الله سبحانه وتعالى امر رسوله بذلك واخبر عن نفسه بان انه يقص احسن القصص فقال نحن نقص عليك احسن القصص وقال فاقصص القصص وانما ذم القصاص لحالهم لان غالب ما صار عليه سمتهم وطريقتهم الاتساع بذكر القصص والاخبار دون ذكر العلم المفيد. ثم وهم يخلطوا فيما يريده وربما اعتمد على ما اكثره محال فاما اذا كان القصص صدقا ويوجب وعظا فهو ممدوح وقد كان احمد ابن حنبل يقول ما احوج الناس الى قاص صدوق. فاذا وجد من يعظ الناس ويورد مع قصص ووعظه العلم المفيد فذلك من اعظم الخير. واما من يكون طريقة تكون طريقته الاكثار من القصص دون ذكر العلم المفيد بل يخلطها بالاحاديث الموضوعات والحكايات الواهيات والافتاءات على الاحكام الشرعيات لا ريب انه ضلال عظيم ومنه دخل الداخل على الوعظ والقصص كما سيذكره المصنف في ما يستقبل نعم ذكر تلبيسه على الوعاظ والقصاص كان الوعاظ في قديم الزمان علماء فقهاء وقد حضر مجلس وقد حضر مجلس عبيد بن عمير عبدالله بن عمر رضي الله عنه وكان عمر ابن عبد العزيز يحضر مجلس القاص ثم خست هذه الصناعة فتعرض لها جهال فتعرض لها الجهال فبعد عن فبعد عن الحضور وعندهم. فبعد عن الحضور بعد عن الحضور عندهم. احسن الله اليك. فبعد عن الحضور عندهم المميزون من الناس وتعلق بهم والنساء فلم يتشاغلوا بالعلم واقبلوا على القصص وما يعجب الجهلة وتنوعت البدع في هذا الفن. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا اصلا اخر في ارباب العلوم الذين يلبس عليهم الشيطان وهم الوعاظ والقصص والقصاص وابتدأ ببيان ان الوعاظ في قديم الزمان كانوا علماء فقهاء. وقد كان عبد الله ابن عمر رضي الله عنه يجلس عند عبيد ابن عمير في في وعظه وكان عبيد بن عمير من اعيان التابعين ممن اوتي حسنا في وعظ الناس وترغيبهم وترهيبهم مع العلم التام فانه معدود في علمائهم. وكان عمر ابن عبد العزيز يحضر مجلس القاص لانه كان يعظ بعلم ثم خست هذه الصناعة فتعرض لها الجهال. فبعد عن الحضور عندهم المميزون من الناس وتعلق بهم العوام والنساء فلم يتشاغلوا بالعلم واقبلوا على القصص وما يعجب الجهلة وتنوعت البدع في هذا الفن فصار فنا مرجولا يحطمه الجهلة والسفهاء ممن يعشق التقدم بين ايدي الناس. واذا كان هذا في زمان ابن الجوزي رحمه الله تعالى فان الحال اليوم اشنع والواقع اليوم افظع فقد صار من يعظ في بعض المواقع مظهرا لما حرم الله سبحانه وتعالى عليه فتجد احدهم حليق اللحية او للرجال والنساء او متخذا برنامج وعظه حبالة يجمع بها اموال الناس وغير ذلك من الضلالات التي يفعلونها مع ما يخدمونه من احكام الدين ويزينون من الباطل للناس يهونونه عليهم فهؤلاء شر من الاولين. فان الاولين كانوا يتوقون المحرمات الظاهرة ويظهرون تبعت الشريعة ليعظم قدرهم عند الناس. واما اليوم فقد صار هؤلاء يفعلون المحرمات. ويقول احد ان فعل ذلك مما يناسب روح العصر فلا بد لاصلاح الناس من رعاية هذا وهذا من الكذب فان ان الشرع لا يرقب حال الناس وانما يجب على الناس ان يحملوا انفسهم على متابعة الشرع واما ان يكون للعصر روحا تختص به يستحيل بها المحرم حلالا والباطل حقا والضلال هداية فمحال ان يكون ذلك من الدين والدين بريء من هؤلاء وان الله سبحانه وتعالى لهم حسيب فان اشد الناس في الاسلام جرما هو من ادخل فيه ما ليس منه وهذا حال كثير من المتكلمين في الوعظ والاصلاح والارشاد في هذه القنوات التي صارت في كل بيت الا من رحم الله سبحانه وتعالى. وهذه الحال توجب على طلاب العلم ان يعتنوا بوعظ الناس وترغيبهم وترهيبهم وان تكون لهم مكنة في نصح الخلق وخلط الاحكام بالترغيب والترهيم حتى يقع الناس على العلم المفيد ويتعظ بما ينفعهم فان الله سبحانه وتعالى امر صلى الله عليه وسلم ان يدعو الخلق بالموعظة الحسنة والموعظة الحسنة هي ما يجمع الى بيان الاحكام الترغيب ما يجمع الى بيان الاحكام الترغيب والترهيب. فان من الناس من لا يرعوي بالحكمة وانما يرعوي بالموعظة حسنة نعم احسن الله اليكم وقد ذكرنا عافاتهم في كتاب القصاص والمذكرين الا انا نذكر هنا جملة فمن ذلك ان قوما منهم كانوا يضعون احاديث الترغيب والترهيب ولبس عليهم ابليس باننا نقصد حث الناس على الخير وكفهم عن الشر وهذا افتيات منهم عن الشريعة لانها عندهم على هذا الفعل ناقصة تحتاج الى تتمة ثم نسوا ثم نسوا قوله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا يتبوأ مقعده من النار. ذكره المصنف رحمه الله المسلك الاول من مسالك تلبيس ابليس على الوعاظ وانه كان منهم من يضع احاديث والترهيب زاعمين انهم يضعونها لحث الناس على الخير وكفهم عن عن الشر وهذا افتاءات على الشريعة لانها عندهم على هذا الفعل ناقصة ومن ابتدع بدعة بعد الدين فقد زعم اننا صلى الله عليه وسلم لم يبلغه كما قال الامام مالك رحمه الله تعالى فليس بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم شيء يكمل به الدين وهؤلاء قد تركوا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما من كذب علي متعمدا فليتبوأ من النار وهؤلاء الجهلة يقولون اننا نكذب له ولا نكذب عليه وهذا من بالغ جهلهم فان المقصود بالكذب هنا ان ينسبوا اليه صلى الله عليه وسلم ما لم يقله لا ان يضيفوا اليه ما تكون مصدقة له فيعمدون الى حكم شرعي ثابت ثم يأتون بدليل فيه من قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو لم فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد هذا وانما اراد ان ينسب اليه ما ليس من قوله. فاذا نسب اليه شيء من قوله فهو كذب عليه. سواء كان ذلك موافقا للشرع او مخالفا له. نعم. احسن الله اليكم. ومن ذلك انهم نتلمح ما يزعج النفوس ويطرب القلوب. فنوعوا فيه الكلام فتراهم ينشدون الاشعار الضائقة الغزلية في العشق. ولبس عليهم ابليس باننا نقصد الاشارة الى محبة الله عز وجل. ومعلوم ان عامة من يحضرهم العوام. ان من عامة من يحضرهم العوام والذين بواطنهم مشحونة بحب الهوى فيضل القاص ويضل. ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا ثانيا من مسالك تلبيس ابليس على الوعاظ وهو ان منهم من يتلمح ما يزعج النفوس ويحركها ويطرب القلوب وينعشها. فنوعوا فيه الكلام ومن طرائق ذلك انشادهم للاشعار الرائقة الغزلية في العشق والوله بين المخلوقين ويجعلونها اشارة الى الله عز وجل فهم يريدون تلك الاشعار التي قيلت في محبة مخلوق الى مخلوق على قصد انها تشير الى محبة الخالق عز وجل وان من احب مخلوقا على هذه الصفة فانه ينبغي ان تكون محبته لله اعظم. وهذه الاشارات انما يدركها من كان له علم وفطنة ويحسن ان يتكلم بين يديه بمثل ذلك. اما اذا لم يكن له علم وفطنة كما هو حال العوام الدهماء. الذين مواطنهم مشحونة بحب الهوى والعشق والوله بالمخلوقين فان القاص يضل بذلك ويضل لانهم يحملون الاشعار على محبوباتهم ويجعلونها على من تعلقت به قلوبهم دون الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم من ذلك من يظهر من التواجد والتخاشع زيادة على ما في قلبه وكثرة الجمع توجب زيادة توجب زيادة تعم فتسمح النفس فتسمح النفس بفظل بكاء وخشوع فمن كان منهم كاذبا فقد خسر الاخرة. ومن كان صادقا لم يسلم صدقه من رياء يخالطه. ذكر المصنف رحمه والله تعالى مسلكا ثالثا من مسالك تلبيس ابليس على الوعاظ والقصاص وهو ان منهم من يظهر التخاشع تواجد زيادة على ما في قلبه. ولكثرة اجتماع الناس عليه يزداد في العمل. فتسمح بالبكاء والخشوع وقد يكون يتصنعه تصنعا كاذبا ومن كان كذلك فقد خسر الاخرة ومن حمل حمل على ذلك طلب التخشع وصدق في خشوعه وبكائه فانه لا يسلم صدقه من رياء يخالطه. فان المرء لا يسلم من وهو بين جدران بيته. فكيف اذا كان امام جمع الخلق وهو يبكي خاشعا ولا يأمن على نفسه الرياء الا جاهل كما قال بعض السلف لا يعرف الرياء الا المخلصون. فالمخلص الصادق هو الذي يهاب الرياء ويخاف ان يتقحم عليه. واما من لا يعرف الاخلاص فانه يستسهل مثل هذه الامور. وقد ادركنا من اهل العلم والفضل والصلاح والزهد من تخنقه عبرته يشده من هول الفكرة التي اخذت به بامر الاخرة لكنه يشاق نفسه في كتم هذه العبرة فلا تكاد تخرج منه مع ان صوته يتغير وحاله تنقلب لكنه خوف ان يقع في الرياء يمنع نفسه من الاستنسال مع الوالد الذي علقت به. نعم. احسن الله اليك ومنهم من يتحرك الحركات التي يوقع بها على قراءة الالحان. والالحان التي قد اخرجها اليوم مشابهة للغناء فهي الى التحريم اقرب منها الى الكرم والقارئ يطرب والقاص والقاص ينشد الغزل مع تصفيق من يديه وايقاع برجليه فتشبه السكر. ويوجب ذلك تحريك تحريك الطباع وتهييج النفوس وصياح الرجال والنساء وتمزيق الثياب لما في النفوس من دفائن الهوى. ثم يخرجون فيقولون كان المجلس طيبا ويشيرون بالطيبة الى ما لا يجوز. ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا رابعا من مسالك تلبيس ابليس على الوعاظ والقصاص. وهو ان من من يتحرك الحركات التي تكون موافقة لقراءته على الالحان وهذه الالحان اخرجوها اليوم مشابهة غناء فهي للتحريم اقرب منها الى الكراهة وقد تقدم في ذكر تلبيسه على القراء الانباه الى هذه المسألة. واذا قرأ القرآن اطرب واذا انشد الغزل نغم وصفق بيديه واوقع برجليه يشبه حاله حال السكران وتتحرك بذلك طباع الخلق وتهيج نفوسهم ويكثر صياح الرجال والنساء وتمزق الثياب لما في النفوس من دفائن الهوى ثم يخرجون فيقولون كان المجلس طيبا ويشيرون بالطيبة الى ما لا يجوز. وهم في الحقيقة انما تحركت نفوسهم بهذه الواردات وجرت على ما فيها فتنغموا بالأصوات دون حقائق المقولات فهو يعظم نغم الاية او القصيدة لا لما تضمنته من المعنى ولكن لما جرى من نغمها الذي صادف ميل نفسه فجرت نفسه معها. نعم الله اليكم ومنهم من يجري في مثل تلك الحالة التي شرحناها لكنه ينشد اشعار النوح على الموتى ويصف ما يجري له من البلاء ويذكر الغربة ومن مات غريبا فيبكي بها فيبكي بها النساء. ويصير المكان كالمأتم وانما ينبغي ان يذكر الصبر على فقد الاحباب لا ما يوجب ذكر المصنف رحمه الله مسلكا خامسا من مسالك تلبيس ابليس على الوعاظ وهي ان منهم من يجري في مثل تلك الحالة المتقدمة بانشاد اشعار النوح على الموتى ويصف ما يجري لهم من البلاء ويذكر قربتهم ومن مات فتتحرك بذلك قلوب النساء الضعيفة. ويبكين على موتاهن ويصير المكان مأتما وليس محل وانما ينبغي ان يذكر الواعظ في وعظه الصبر على فقد الاحباب لا ما يوجب الجزع لان من منازل الدين طلبوا الصبر وليس من منازل الدين طلبوا الجزع فيذكرهن بما امرن به شرعا وهو الصبر ولا يحركه هن الى ما حرم شرعا من الجزع والتسخط على اقدار الله. نعم. احسن الله اليكم. ومنهم من يتكلم في دقائق الزهد ومحبة الحق سبحانه فلبس عليه ابليس انك من جملة الموصوف الموصوفين بذلك لانك لم تقدر على الوصف حتى عرفت ما تصف وسلكت الطريق وكشف هذا التلبيس ان الوصف علم والسلوك غير العلم. ذكر المصنف رحمه الله مسلكا سادسا من مسالك تلبيس ابليس. على الوعاظ وهو ان منهم من يتكلم في دقائق الزهد ومحبة الله عز وجل فيزين له الشيطان انه على هذا القدر من المعرفة وانه من جملة الزهاد العارفين بالله لانه لم يقدر على وصف هذه الاحوال حتى عرف ما توصف به طرق ذلك وكشف هذا التلبيس ان الوصف علم والسلوك غير العلم. فربما كان للانسان مكنة من وصف الزهد ودقائقه واحكامه وما يتعلق بمحبة الله. لكن قلبه ليس على هذا الطريق. فلسانه ويتكلم بحال وقلبه على حال اخرى. فهذا معنى قول المصنف الوصف علم والسلوك غير غير العلم يعني التزام ذلك امر اخر غير العلم به. نعم. احسن الله اليكم. ومنهم من يتكلم بالطامات والشطح الخارج عن الشرع ويستشهد العشق وغرضه ان يكثر في مجلسه الصياح ولو على كلام فاسد. ذكر المصنف رحمه الله مسلكا سابعا من مسالك تلبيس ابليس على الوعاظ وهو ان منهم من يتكلم بالطامات يعني بالامور العظيمة والشطح الخارج عن الشرع والشطح لفظة مولدة غير عربية وهي مصطلح رائج عند المتصوفة يريدون به ما يصدر من الانسان في حال الغيبة والاقبال على الله على الله عز وجل والانقطاع عن الخلق. فيقع لهم في تلك الحال مقالات رديئة مخالفة للشرع المتكلم من الوعاظ ويستشهد باشعار العشق ومراده ان يكثر في مجلسه الصياح ولو على كلام فاسد مراده كف الناس عن الحرام وترغيبهم في عمل الصالحات. وانما يحرك قلوبهم بالكلام الفاسد. ليعظم صياحهم فيظن الضان انه واعظ المتمكن لانه ابكى الناس. والواعظ المتمكن هو الذي ينتفع الناس بكلامه ولو لم يعن احدهم نعم. احسن الله اليكم. وكم منهم من يزوق عبارة لا معنى تحتها واكثر كلامهم اليوم في موسى والجبل وزليخا ويوسف ولا يكادون يذكرون الفرائض ولا ينهون عن ذنب. فمتى يرجع صاحب الزنا ومستعمل الربا وتعرف المرأة حق زوجها وتحفظ صلاتها هيهات هؤلاء تركوا الشرع وراء ظهورهم ولهذا نفقت سلعهم لان الحق ثقيل والباطل خفيف. ذكر المصنف رحمه الله مسلكا ثامنا من مسالك تدبيس ابليس على الوعاظ وهو اشتغالهم تزويق العبارات وتسجيع وتنميق اقوالهم على الابنية اللغوية البلاغية. ولو خلت من المعاني المعظمة شرعا ولهذا تجدهم يتكلمون فيما لا نفع فيه يتكلمون بالقصص والاخبار الاسرائيلية وعن ما مضى من الامم قصة موسى والجبل وزليخة ويوسف ولا يذكرون الفرائض ولا ينهون عن الذنوب. فلا ينتفع الناس بكلامهم وانما ترك هؤلاء الشرع ونفقة سلعهم لان الامر كما قال المصنف لان الحق ثقيل والباطل خفيف فالحق لثقله لا تحتمله النفوس. واما الباطل فلخفته فانه يروج على الناس. وهذا هو الذي صار من شبه الخلق اليوم من قولهم ان بث العلم بالطريقة التقليدية لا ينفع في اصلاح الناس بل نحن نحتاج في هذا العصر الى خطاب عصري يقدم العلم والدين في ثوب جديد ويجعلون هذه العصرنة ادخال الباطل في الشريعة ومرد هؤلاء الى ما ذكر ابن الجوزي ان الحق ثقيل والباطل خفيف. فالحق يدخل على قلوب الخلق فلا يروج عندهم. واما الباطل فانه يخف على النفوس فتتقبله نفوسهم. وقد جاء رجل الى الامام مالك فسأله في مسألة فاعتذر منه فقال انها مسألة سهلة فغضب مالك وقال في العلم سهل الم تسمع قول الله سبحانه وتعالى انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم من فضله وذكره ابن القيم في اعلام الموقعين فالدين والعلم والحق ثقيل ولا يروج عند طبائع النفوس واهوائها واما اما الباطل المزوق فانه يحبب الى الناس. ولذلك ليس من دلائل القبول عند الخلق ان يجتمع في الانسان عشرين ان يجتمع مجلس الانسان عشرون الف او ثلاثون الف ثم يتكلم بهذه المقالات الخفيفة لانها مما يقبله الناس فتجد احدهم يجلس مجلس الوعظ امام الخلق ويردد الاغاني ويذكر اسماء المجان والحكايات الباطلة القصص السخيفة ثم يكثر عنده الجمع ويرسل الدمع ويظن الناس انهم على حق وانما هم قد اجتمعوا على باطل من خف عليهم فالمؤلفون لهذه المحرمات يحبون ان يسمعوها من كل متكلم ولو كان في لبوس دين فاذا جلس في ذلك كالمجلس من يبين لهم الاحكام ويذكر لهم المسائل التي ينتفعون فيها ثقل ذلك عليهم ورأوا ان هذا علما تقليديا مكرورا وان الناس ليسوا بحاجة الى شروط الصلاة واحكامها ونواقض الاسلام الولاء والبراء لما فيها من ازعاج النفوس وتنمية العنف ورد الاخر الى سلسلة طويلة من باطل هؤلاء وينبغي ان يعلم طالب العلم ان له حظا من هذا في ثقل الحق وانه ينبغي ان يصبر عليه وان يتمسك وان يكون لسان حاله ما قاله ابو سليمان الداراني رحمه الله تعالى لو شك الناس كلهم في الطريق ما شككت فيه وحدي فاذا وثق الانسان من دينه وعرف انه على الحق ولزم جادة من سبق فلا يبالي بالناس في اي واد هلكوا لان الحق والباطل خفيف وربما راجع على الناس شيء ومال اليه وهو خلاف الحق. نعم احسن الله اليكم ومنهم من يحث على الزهد وقيام الليل ولا يبين للعامة المقصودة فربما تاب الرجل منهم وانقطع الى زاوية او خرج الى جبل فبقيت عائلته لا شيء لهم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا تاسعا من مسالك التلبيس ابليس على الوعاظ والقصاص وهو ان منهم من يحث على الزهد وقيام الليل ولا يبين للعامة المقصود الاعظم من الاحكام وان الانسان عليه واجبات كثيرة يجب عليه ان يقوم بها. فربما تاب الرجل ثم ترك اهله وخرج عنهم وانقطع الى زاوية في مسجد او خرج الى جبل في الفلاه وترك اهله وراءه لا عائل لهم وليس عندهم ما يصلحون به حالهم فيكون مضيعا لهم وانما اوتي هذا الرجل من جهل من وعظه اذ لم ينبهه الى الامور العظيمة. وهذا واقع في هذا الزمان فتجد احدهم من يزين للناس الخروج وطلب اصلاح الخلق مع اهمال هؤلاء لاولادهم ودلالهم وما يجب عليهم من تعليمهم وارشادهم. والله سبحانه وتعالى رحيم بخلقه. والدعوة الى الحق لها درجات ومراتب ومن لم يعقل هذا انزل نفسه ما ليست منزلة لها فاولى ما عليك نفسك التي بين جنبيك فاذا استطعت ذلك فعليك اهلك وذلاليك. فاذا قدرت على ذلك فعليك جيرانك فاذا قدرت على ذلك فعليك اهل فاذا قدرت على ذلك فعليك اهل بلدتك. فاذا قدرت على ذلك فعليك اهل منطقتك. فاذا قدرت على ذلك فعليك اهل دولتك فاذا قدرت على ذلك فعليك ما وراءهم واما ان يجعل الانسان لنفسه مرتبة لم تصل لها بعد ولم تخاطب بها في خطاب الشرع فهذا من الجهل البليغ. فتجد احدهم لم يصلح اولاده ولم يجتهد في تعليمهم. ونحن نوقن ان الهداية بيد لكن تجده مقصرا في تعليمهم وهدايتهم وارشادهم ثم يشتغل بمن لم يجب الله سبحانه وتعالى عليه الاشتغال به ابتداء وانما بحسب ما يتهيأ له من بلوغ هذه الدرجات. نعم. احسن الله اليكم. ومنهم من يتكلم في الرجاء والطمع من غير ان يمزج ذلك بما يوجب الخوف والحذر. فيزيد الناس فيزيد الناس جرأة على المعاصي ثم يقوي ما ذكر بميله الدنيا من من المراكب من من المراكب الفارهة والملابس الفاخرة فيفسد القلوب بقوله ويفسد القلوب بقوله وفعله. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا مسلكا عاشرا من مسالك تلبيس ابليس على الوعاظ والقصاص وهو ان منهم من يتكلم في الرجاء والطمع ولا يذكر الخوف والحذر ينفس للناس في الامل يعظم فيهم رجاء الله سبحانه وتعالى ورحمته ولا يخوفهم ويملأ قلوبهم بالخوف من الله سبحانه وتعالى. فيزيد الناس في الجراءة على المعاصي معتمدين على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى. ويقوي هذا عندهم اذا مال الى الدنيا هذا منها المراكب الفارهة والملابس الفاخرة فيفسد القلوب بقوله وفعله. وهذا الدين لا يقوم في قلب الانسان الا داء مصحوب بخوف فلا يمكن للانسان ان يعبد الله الا برجاء مع خوف ومحبة وهذه الاركان الثلاثة هي اركان قد شبهها بعض السلف بطائر فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه. فاذا كمل في قلب الانسان هذا الطائر كملت له عبوديته واذا غلب الانسان احد هذه الامور على اخر هلك واذا اشتمل قلبه على واحد منها ما كان في ذلك هلاكه فان من عبد الله بالمحبة اخرجه ذلك الى الزندقة كما وقع عند جماعة من المتصوفة الذين استهتروا بالكلام في المحبة وتزايدوا فيه حتى وقعوا في محبة الصور المحرمة والميل الى مخالطة النساء وغير ذلك واجعلوها في قالب الشرع فانا بهم الكلام في المحبة الى الزندقة. ومن عبد الله بالخوف وحده خرج الى طريقة الحرورية والخوارج الذين يألفون الشدة في الدين. وتنطبع نفوسهم بالكراهة لما في قلوبهم من مزيد الخوف الذين انزلوه الذي انزلوه غير منزلته. ومن عبد الله عز وجل برجائه ورحمته وقع في دين المرجئة. فرخص للناس في المحرمات وانتهاك الذنوب والتمادي فيها تحت طائلة سعة رحمة الله سبحانه وتعالى فيفسد بمثل هذا نعم. احسن الله اليكم. فصل وقد يكون الواعظ قال بعض من مضى من عبد الله بالمحبة وحدها تزندق. ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري. ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ومن عبد الله بالخوف والمحبة والرجاء فهو مؤمن موحد. ابن رجب رحمه الله تعالى كلام حسن في هذا المقام ذكره في كتابه استنشاق نسيم الانس. نعم. احسن الله اليكم. فصل وقد يكون الواعظ صادقا قاصدا للنصيحة الا من الا ان منهم من شرب الرئاسة في قلبه مع الزمان فيجب ان يعظم وعلامته انه اذا ظهر واعظ في حب ان يعظم. الا ان منهم من اشر بالرئاسة في قلبه فيحب ان يعظم. نعم الا ان منهم من اشرف الرئاسة في قلبه مع الزمان في حب ان يعظم وعلامته انه اذا ظهر واعظ ينوب عنه او يعينه على الخلق كره ذلك ولو صح قصده لم يكره ان يعينه على على خلائق الخلق ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من ان الوعاظ من يكون صادقا النصيحة لكن يشرب قلبه حب الرئاسة مع طول الزمن فيحب ان يكون التعظيم له وعلامة ذلك انه اذا ظهر واعظ ينوب عنه او يعينه على الخلق كره ذلك ولو صح قصده لم يكره ان يعينه احد على دعوة الخلق. نعم. احسن الله اليكم. فصل ومن القصاص من يخلط في مجلسه الرجال والنساء وترى النساء يكثرن الصياح وجدا على زعمهن فلا ينكر ذلك عليهن جمعا للقلوب. فلا ينكر ذلك عليهن جمعا للقلوب عليه. ولقد ظهر في زماننا هذا من القصاص ما لا يدخل في التلبيس لانه امر صريح. من كونهم جعلوا القصص معاشا يستمحنون احسن الله اليكم يستملحون به الامراء والظلمة والاخذع من اصحاب المكوس والتكسب به في البلدان. وفيهم من يحضر المقابر يذكر البلاء فيذكر فيذكر البلا وفراق الاحبة فيبكي فيبكي النسوة ولا يحث على الصبر. وقد يلبس ابليس قال الواعظ المحقق فيقول له مثلك لا يعق وانما يعظ متيقظ فيحمله على السكوت والانقطاع. وذلك من دسائس ابليس لانه يمنع فعله الخير ويقول انك انك تلتذ بما تريده وتجد بذلك سد باب الخير. وعن ثابت قال كان الحسن في مجلسه ثقيلا على يتكلم فقال اوهناك انا اوهناك انا ثم ذكر الكلى ثم ذكر الكلام ومؤنته وتبعته. قال ثابت اعجبني قال ثم قال اعد. وعن ثابت قال احسن الله اليكم. وعن ثابت قال وعن ثابت قال فاعجبني قال ثابت قال كان الحسن. احسن الله اليكم. وعن ثابت قال كان الحسن في مجلس فقيل للعلاء تكلم قال اوهناك؟ اوهناك انا؟ او هناك انا؟ ثم ذكر الكلام ومونته وتبعته؟ قال ثابت فاعجبني قال ثم تكلم الحسن واننا هناك يود الشيطان انكم اخذتموها عنه فلم يأمر احدا بخبر ولم ولم ينهه عن شر ثم تكلم الحسن قال او انا هناك يود الشيطان انكم اخذتموه عنه يعني هذه الكلمة كأن الحسن يعيب ما ذكره العلاء. ثم تكلم الحسن او انا هناك يرد الشيطان انكم اخذتموها. نعم. احسن الله اليكم. قال ثم وتكلم الحسن اوان هناك يود الشيطان انكم اخذتموها عنه فلم فلم يأمر احدا بخبر ولم ينهه عنه فلم يأمر احد بخير. فلم يأمر احد بخير ولم ينهه عن شر لا احسنت فلم يأمر هو يعني هو احدا بخير. فلم يأمر احدا بخير ولم ينهه عن شر. احسن الله اليكم. فلم احدا بخير ولم ينهه عن شر. ختم المصنف رحمه الله تعالى بذكر هذا الفصل فيما يتعلق بتلبيس ابليس على الوعاظ والقصاص فذكر ما ال اليه حال اهل زمانه من بعض القصاص الذين يخلطون الرجال والنساء في مجلس ويكثر نساء الصياح وجدا على زعمهن فلا ينكر ذلك عليهن ولا يتطلبه الواعظ جمعا للقلوب عليه وقد ظهر هذا في زماننا كما ظهر في زمان ابي الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى ثم بين ما ال اليه حال بعض القصاص من انهم جعلوا القصص معاشا يستميحون به الامراء والظلمة ويأخذون به من اصحاب المكوس والاموال الباطلة ويتكسبون به في في البلدان وكأن ابا الفرج يحكي حلا زماننا. وقد قال بعض علماء اجتماع من اهل اوروبا ان التاريخ كدورة المياه يعيد نفسه وصدق في من لاحظ احوال الناس. وفي هؤلاء من يحضر المقابر في ذكر البلاء فراق الاحبة فيبكي النسوة ولا يحث على الصبر. ثم ختم رحمه الله تعالى بذكر ان ابليس ربما عن الوعظ المحقق فقال له مثلك ليعظ وانما يعظ متيقظ ليحمله على السكوت ولينقطع عن وعظ الناس. كما اتفق في هذا الحكاية التي عاب فيها الحسن البصري مقالة العلاء لما اريد منه ان يعظ الناس فقال او هناك انا يعني لست اهلا لان الناس ثم ذكر الكلام ومؤنته وتبعته. قال ثابت فاعجبني يعني اعجبني كلامه. ثم تكلم الحسن البصري فقال او انا هناك يود الشيطان انكم اخذتموها عنه يعني اخذتم هذه المقالة عنه ورضيتم بها فلم يأمر احدا بخير ولم ينهوا عن شر اي فلا يأمر احدكم يعني احد من الناصحين احدا بخير ولم ينهه عن شر. نعم. احسن الله اليكم. ذكر تلبيسه على اهل اللغة والادب قد لبس على جمهورهم فشغلهم بعلوم النحو واللغة من المهمات اللازمة التي هي فرض عين عن معرفة ما يلزمهم عرفانهم من العبادات وما هو اولى بهم من اداب النفوس وصلاح القلوب وبما هو افضل من علوم التفسير والحديث والفقه. فاذهبوا الزمان كله في علوم لا تراد لنفسها بل لغيرها فان الانسان اذا فهم الكلمة فينبغي ان يترقى الى العمل بها. اذ هي مرادة لغيرها. فترى الانسان منهم فترى الانسان منهم لا يكاد يعرف من اداب الشريعة الا القليل ولا من الفقه ولا يلتفت الى تزكية نفسه وصلاح قلبه. ومع هذا ففيهم كبر عظيم وقد وقد خيل لهم ابليس انكم علماء الاسلام لان النحو واللغة من علوم الاسلام. وبها يعرف وبها يعرف معنى القرآن العزيز ولعمر ان هذا لا ينكر ولكن معرفة ما يلزم من النحو لاصلاح اللسان وما يحتاج اليه من اللغات في تفسير القرآن والحديث امر قريب. وهو امر لازم وما ذلك فضل فضل لا يحتاج اليه. وانفاق الزمان في تحصيل هذا الفاضل وليس بمهم مع ترك المهم غلط. وايثاره على ما هو انفع واعلى رتبة كالفقه والحديث غبن. ولو اتسع العمر لمعرفة الكل كان حسنا. ولكن العمر ولكن العمر قصير. فينبغي ايثار الاهم والافضل لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من ذكر تلبيس ابليس على الوعاظ والقصاص اتبعه بذكر تلبية على اهل اللغة والادب ومن تلبيسه عليهم انه شغلهم بعلوم النحو واللغة عن المهمات التي هي فرض عين فاذهبوا زمانهم في هذه العلوم واهملوا العلوم اللازمة لهم. ويزداد تلبيسه عليهم لما عظم لهم هذا العلم فعظمت نفوسهم واصابهم الكبر وظنوا انهم علماء الاسلام لان لهم معرفة اللغة التي يستعان بها على فهم الكتاب والسنة. وكما قال المصنف ان معرفة ما يزه من النحو لاصلاح اللسان وما يحتاج اليه من اللغة في تفسير القرآن والحديث امر قريب. وهذا امر لازم ينبغي ان يشتغل الانسان بطلبه. ولكن المعيب الملوم عليه هو ان يفرغ الانسان وقته وينفق عمره في تحصيل المفضول وترك ما هو افضل منه واعلى رتبة كالفقه والحديث ولو اتسع العمر لمعرفة الكل لكان حسنا. ولكن العمر قصير فينبغي ايتار الاهم والافضل في العمر لا يتسع للعلم كله ولكن يحصل الانسان مهمات ولكن يحصل الانسان مهماته العلم تأخذ من كل علم بطرف ولا ينبغي له ان يفرغ قوته ووقته في العلوم الالية. لان فروع النحو مما لا طائل تحتها كما ذكر الشاطبي في الموافقات وابن القيم رحمه الله تعالى في اعلام الموقعين فاتعاب واشقاؤها في تطلب فروع النحو ودقائق مسائله اضاعة للعمر في غير المهم. نعم احسن الله اليكم وفصل فصل ومما ظنوه صوابا وهو خطأ ما اخبرنا به ابو الحسين ابن فارس. قال قيل لفقيه العرج عنده احد عنده نسخة نقرأ منها عندك يا اخي فصل ومما ظنوه صوابا وهو خطأ ايش وبعده قال اي طبع اللي معك اللي معك يا عبد الله ايوه مم صح ايوه احسنت اي طبع اللي عندك اه محققة هذه ثلاث مجلدات لان هذا يعني مستحيل لان ابو الحسين بن فارس يعني توفي قديما فلم يدركه آآ لم يدركه ابن الجوزي ابو حسين بن فارس هو احمد بن فارس صاحب مقاييس اللغة ومجمل اللغة وصاحب والاتباع وغيره من كتبه فهو ليس من شيوخ اه ابو الفرج ابن الجوزي ولا وليس من شيوخ شيوخه او بينهم اثنين ايضا من شيوخ شيوخ شيوخه. نعم. هذا فيه صقر. وهذه النسخة التي عند الاخ هذه حال النسخ. يؤخذ بعضها عن بعض. هذه هي الطبعة القديمة ثم اخذ الكتاب عنه لكن الاخ يقول نسخة دار الوطن محققة ثلاث مجلدات لعلها احسن النسخ الموجودة. نعم. فهناك سقط في النسخة ذي احسن الله اليكم. قال قيل لفقيه العرب هل يجب على الرجل اذا اشهد الوضوء؟ قال نعم. قال والاشهاد ان يمضي الرجل وذكر من هذا الجنس مسائل كثيرة وهذا غاية في الخطأ انه متى كان الاسم مشتركا بين مسميين كان اطلاق الفتوى على احدهما دون الاخرين خطأ مثاله ان يكون المستفتي ما تقول في وطأ الرجل زوجته في قرئها؟ فان القرآن يقع عند اللغويين على الاظهار وعلى الحيض فيقول الفقيه يجوز اشارة الى الطهر او لا يجوز اشارة الى الحيض خطأ. خطأ وكذلك لو قال السائل هل يجوز للصائم ان يأكل بعد طلوع الفجر لم يجوز اطلاق الجواب فما ذكره فقيه العرب هو خطأ من وجهين احدهما انه لم يستفسر بمحتملات. والثاني انه وصرفوا انه صرف الفتوى الى بعض المحتملات وترك الاظهر. وقد استحسنوا هذا وقلة الفقه اوجبت هذا الزلل المصنف رحمه الله تعالى هنا فعلة ابي الحسين ابن فارس صاحب كتاب فتيا فقيه العرب فانه الف رسالة في مسائل الفقه بناها على العربية وهو ان اما يطلق على معنى في لسان العرب؟ ليس دائرا عند الفقهاء واراد بذلك تقوية الفقيه في الاطلاع معاني الالفاظ العربية فيسأل في مسألة يظنها ذات معنى متبادل اليه يراد بها معنى اخر كما في المسألة الاولى هل يجب على الرجل اذا اشهد الوضوء؟ قال نعم. فان المسئول يظن ان انا اشهد يعني اذا جعل له شاهدا يشهد على انه توضأ وهنا معناها الامذاء فقال قال نعم والاشهاد ان يمضي الرجل فاذا امدى الرجل وجب عليه وضوء الانتقاد وضوءه. وذكر من هذا الجنس مسائل كثيرة. وقد عد او الفرج من الجوز هذا غاية في الخطأ لانه من اطلاق لفظين محتملين مجملين ويحمل اللفظ على ابعد المحتملات ولا يستفسر في المجملات. وهذا الذي عابه ابو الفرج ابن الجوزي وذمه وذكر ان قلة الفقه اوجبت هذا الزلل هو بخلاف مقصود ابي الحسين بن فارس. وقد ذكر عنه الذهبي في تاريخ الاسلام انه وكان يعيب على الفقهاء عدم اشتغالهم باللغة ويقول قل من اشتغل بالفقه وحده وعرض بغيره الا وغلط بغيره الا غلق. فكان مقصد ابي الحسين ابن فارس حمل الفقهاء العناية بالعربية وليس مراده بان يكون ذلك ديوانا للفتوى يرجع اليه وانما اراد ان تتسع مداركهم اللغوية وحصيلته منها فالف كتابه فتيا فقيه العربي على هذا النمط. فالمقصد الذي صنف لاجله ابو الحسين ابن فارس لا لوم فيه ولا عيب. وقد طبع كتابه هذا قديما باسم فتيا فقيه العرب نعم احسن الله اليكم. كما ان في مقامات الحرير من قام على هذا النمط. نعم. احسن الله اليكم. فصل ولما كان عموم اشتغالهم باشعار الجاهلية ولم يجد الطبع صادا عن ما وضع عليه من مطالعة الاحاديث ومعرفة سير السلف الصالح سير السلف الصالح بهم الطباع الى الى هوة الهوى فانبث شرع البطالة. يعبث فقل ان ترى منهم متشاغلا بالتقوى او ناظرا وفي مطعم فان النحو يغلب طلبه على السلاطين فيقرن النحات من اموالهم الحرام كما كان ابو علي الفارسي في ظل عضد الدولة وغيره وقد يظنون جواز الشيء وهو غير جائز لقلة فقههم كما جرى للزجاج ابي اسحاق ابراهيم السري قال كنت اؤدب القائل احسن الله اليكم ابن السري قال كنت اؤدب القاسم ابن عبد الله فاقول له ان بلغت الى مبلغ ابيك ووليت الوزارة ماذا تصنع بي فيقول ما احببت ما احببت فاقول له ان تعطيني عشرين الف دينار. وكانت غاية امنيتي فما مضت الا حتى وليرضى وكانت غاية امنيتي. نعم. التشديد اقوى من التخفيف. والتخفيف لحن وان كان الصواب خلافه لكن التشديد هو اللغة الصحيحة الافصح. نعم. احسن الله اليكم. وكانت غاية امنيتي فما مضت الا سنون حتى ولي القاسم الوزارة وانا على وانا على ملازمتي له. وقد صرت نديمه فدعتني نفسي الى اذكاره بالوعد ثم هبته. فلما كان في اليوم الثالث من وزارته قال يا ابا اسحاق الم ارك اذكرتني بالنذر؟ فقلت عولت على رعاية الوزير ايده الله وانه لا يحتاج الى اذكار لنذر عليه في امريكا في امر خادم واجب الحق. فقال لي انه المعتظد ولولاهما تعاظمني دفع ما ولولاهما تعاظمني دفع ذلك اليك في مكان واحد ولكن اخاف ان يصير لي ان يصير لي معه حديث فاسمح باخذه متفرقا. فقلت افعل فقال اجلس للناس وخذ رقاعهم في الحوائج الكبار واستعجل عليها ولا تمتنع من مساءلة شيء. قلت افعل السلام عليكم. فقلت افعل فقال اجلس للناس وخذ رقاعهم في الحوائج الكبار واستعجل واستعجل عليها ولا لا تمتنع من مساهلة شيئا تخاطب فيه صحيح كان او محالا الى ان يحصل لك مال النذر ففعلت ذلك وكنت اعرض عليه كل يوم في قاعة فيوقع فيها وربما قال لي كم كم ضمن لك؟ كم ضمن لك على هذا؟ فاقول كذا وكذا فيقول غبنت هذا يساوي كذا وكذا فاستزد فاراجع القوم. ولا زالوا ماكسهم ويزيدونني حتى ابلغ الحد الذي رسمه. قال عليه شيئا عظيما فحصل عندي عشرون الف دينار واكثر منها في مدة مديدة فقال لي بعد شهور يا ابا اسحاق حصل مال النذر فقلت فسكت وكنت اعرض ثم يسألني في كل شهر او نحوه هل حصل هل حصل المال؟ فاقول لا خوفا من انقطاع الكسب الى ان حصل عند يضعف المال وسألني يوما فاستحييت من الكذب المتصل. فقلت قد حصل ذلك بسعادة الوزير فقال فرجت والله عني فقد مشغول القلب الى ان يحصل لك قال ثم اخذ الدواة ووقع لي الى ان ثم وقع لي احسن الله اليكم ثم قال ثم اخذ الدواء توقع لي الى خازنه بثلاثة الاف دينار صلة فاخذتها وامتنعت ان اعرض عليه شيئا ولم ادري كيف اقع منه فلما كان من غد جئت وجلست على رسمي فاومأ الي هات ما معك. هات ما معك ليستدعي مني الرقاء على الرسم فقلت ما اخذت من احد الرقعة هي رقعة لان النذر قد وقع الوفاء به ولم ادري كيف اقع مع الوزير فقال يا سبحان الله اتراني كنت اتراني كنت او عنك شيئا قد صار لك عادة وعلم بها الناس وصارت لك به منزلة عندهم وجاء وجاه وغدو ورواع غدو ورا واحد الى بابك ولا يعلم سبب انقطاعي ولا يعلم سبب انقطاعه. فيظن ذلك لضعف جاهك عندي او تغير رتبتك اعرض علي رسمك وخذ بلا حساب. فقبلت فقبلت يده وباكرته من غد وباكرته من غد بالرقاء كنت اعرض عليه كل يوم شيء الى ان مات وقد تأثلت وقد تأثلت وقد وقد تأثلت مالي هذا انظروا ما يصنع فانظروا ما يصنع قلة الفقه فان هذا الرجل الكبير القدر في معرفته النحو واللغة. لو علم ان هذا الذي جرى له لم يجز شرعا ما حكاه وتبجح به فان ايصال الظلمات واجب ولا يجوز اخذ البرطيل. ولا يجوز اخذ البرطيل عليها ولا على شيء مما نصب الوزير له من امور الدولة وبهذا تبين مرتبة الفقه على غيره ذكر المصنف رحمه الله تعالى تلبيسا ثالثا من مسالك تلبيس ابليس على اهل النحو واللغة وهو ان عموم اشتغالهم هو باشعال الجاهلية والطبع موافق لذلك وليس فيه ما يصده ويحته على مطالعة الاحاديث ومعرفة سير السلف فتتجارى بهم طباعهم الى هوة الهوى فينبت بين جنباتهم الباطل ويتخذونه شرعا يعبثون فقل ان ترى منهم متشاغلا بالتقوى او ناظرا في مطعم كما قال المصنف فان النحو يغلب طلبه على السلاطين فيأكل النحات من اموالهم الحرام كما وقع في هذه الحكاية وما ذكره من حال ابي علي الفارسي في ظل في ظل عضد الدولة وغيره وقد ذكر في اخر حكاية ابي اسحاق الزجاج ما الا به قلة فقهه الى استباحة الحرام فقال انظروا ما يصنع قلة الفقه فان هذا الرجل كبير القدر في معرفته نحو اللغة لو علم ان هذا الذي جرى له لم يجز شرعا ما حكاه وتبجح به. فان ايصال الظلامات يعني وجوه الظلم ودعويه واجب. ولا يجوز اخذ البرطيل يعني الرشوة عليها ولا على شيء مما نصب الوزير له من امور الدولة. وبهذا تبين مرتبة الفقه على غيره احسن الله اليكم ذكر تلبيس ابليس على الشعراء وقد ابس عليهم فاراهم انهم من اهل الادب وانهم قد خصوا بفطنة تميزوا بها عن غيرهم ومن ومن خصكم بهذه الفطنة ربما عفا عن زللكم فتراهم يهيمون في كل واد فتراهم احسن الله اليكم تراهم يهيمون في كل واد من الكذب والقذف والهجاء وهتك الاعراض والاقرار بالفواحش واقل احوالهم ان الشاعر يمدح الانسان. فيخاف ان يهجوه سوف يعطيه اتقاء شره ويمدحه بين جماعة فيعطيه حياء من الحاضرين. وجميع ذلك من جنس المصادرة. وترى خلقا من الشعراء واهل الادب لا يتحاشون من لبس الحرير والكذب في المدح خارجا عن الحد ويحكون اجتماعهم عن الفسق وشرب الخمر وغير ذلك. ويقول احدهم اجتمعت انا وجماعة من اذا فعلنا كذا وكذا هيهات هيهات ليس الادب الا ما الله عز وجل باستعمال التقوى له. ولا ولا قدر لا قدر للفطن بهذه العبارة عندك يا عبد الله. وكذا هيهات هيهات ليس الادب الا الا مع الله نعم احسن الله اليكم. هيهات هيهات ليس الادب الا مع الله عز وجل باستعمال التقوى له. ولا قدر للفطن في امور الدنيا ولا اتحسن العبارة عند الله اذا لم يتقه؟ وجمهور الادباء والشعراء اذا ضاق بهم رزق تسخطوا فكفروا واخذوا في نوم اقدام قول بعضهم لئن سمت همتي في الفضل عالية فان حظي ببطن الارض ملتصق. كم يفعل الدهر بي ما لا اسر به وكم يسير زمان جائر حنقوا؟ وقد نسي هؤلاء ان معاصيهم تضيق تضيق ارزاقهم فقد رأوا انفسهم مستحقين للنعم مستوجبين للسلامة من البلاء ولم يتلمحوا ما يجب عليهم من امتثال اوامر الشرع فقد ظلت فطنتهم في هذه الغفلة ذكر المصنف رحمه الله تعالى بابا اخر من تلبيس ابليس على المشتغلين بصنعة الشعر من صناعات العلوم فان الشيطان يلبس عليهم ويرهم انهم هم اهل الادب والفطنة وان من خصهم بهذه الفطنة في جعل المباني معبرة عما ارادوه من المعاني نظما فانه يعفو عن زللهم فتجدهم يهيمون في كل واد من الكذب والافك ويتشاغلون بالمحرمات. ويمدح احدهم المرء ثم ينقلب عليه فيهجوه كل وذلك لاجل طلب الدنيا وتراهم لا يتحاشون مما حرم الله سبحانه وتعالى من لبس الحرير والكذب في المدح ويجتمعون على الفسق ويقول احدهم مفتخرا اجتمعت انا وجماعة من الادباء ففعلنا كذا وكذا وليس هؤلاء ادباء على الحقيقة لان الادب انما يكون مع الله باستعمال التقوى له. اما انتهاك المحرمات والاجتماع عليها فليس ذلك من فعل الادباء وفي كلام لابي بكر ابن الانباري في وصف احوال اهل العوم انه قال ورأيت الفسق في لاهل الادب وهذا من الامر المصدق بالواقع قديما وحديثا وكانهم ادعوا شيئا ثم اكذبهم الله باظهار خلاف ذلك من احوالهم فهم ادعوا والادب وهم على خلافه من الفسق. ثم ذكر ان منهم من اذا ضاقت به حاله تسخط اعترض على الاقدار وسب الدهر ونسبه الى الجول والظلم اوتي هؤلاء من معاصيهم فان الانسان يحرم الرزق بالذنب يصيبه. لما رأوا انفسهم مستحقين من نعم مستوجبين للاستلامة من البلاء متوسعين في المحرمات عاقبهم الله عز وجل بتضييق ارزاقهم. نعم. احسن الله اليكم ذكر تلبيس ابليس على وهذا من تلمح قصص واحوال اهل الادب رأى كثرة التعساء فيهم فكم من يكون مقدما فيهم فما هي الا مدة حتى يترك ويهجر ثم يموت في حال تعيسة كما اتفق لجماعة من كبرائهم في هذا الزمان وقبله بازمان وقبله بازمان نعم. احسن الله اليك. ذكر تلبية ابليس على الكاملين من العلماء. ان اقواما علت هممهم فحصلوا علوم الشرع من القرآن والحديث والفقه والادب وغير ذلك. فاتاهم ابليس يخفي انفسهم بعين عظيمة لما نالوها لما نالوا وافادوا غيرهم. فمنهم من يستلز طول عنائه بالطلب فحسن له فحسن له اللذات وقالوا الى متى هذا التعب؟ فارح جوارحك من كلف التكاليف وافسح لنفسك في في مشتهاها. فان وقعت في زلة فالعلم يدفع عنك عقوبة واورد عليه واورد عليه فضل واورد عليه فضل العلماء. فان خذل هذا العبد وقبل فان خذل. احسن الله اليكم. فان خذل قيل هذا العبد وقبل هذا التلبيس يهلك وان وفق فينبغي له ان يقول جوابك من ثلاثة اوجه احدها انه انما فضل انما فضل العلماء بالعمل ولولا العمل به ما كان له معنى واذا لم اعمل به كنت كمن لم يفهم المقصود به ويصير مثلي كمثل رجل جمع الطعام واطعم الجياع ولم يأكل فلم ينفعه ذلك من جوعه. والثاني ان يعارضه بما ورد في ذم من لم يعمل من علمه قوله صلى الله عليه وسلم اعظم الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه وحكايته صلى الله عليه وسلم عن رجل عن رجل يلقى في النار فتندلق اكتابك. فيقول كنت امر كنت امر بالمعروف ولا اتيه. وانهى عن المنكر واتيه وقول ابي الدرداء رضي الله عنه ويل لمن يعلم مرة وويل لم وويل وويل لمن يعلم مرة وويل لمن يعمل يعلم ولم يعمل سبع مرات وويل وويل لمن وويل لمن لمن علم ولم يعمل. وويل لمن ولم يعمل سبع مرات والثالث ان يذكر له عقاب من هلك من العلماء التاركين للعمل بالعلم كابليس وبلعان ويكفي في ذم العالم اذا لم يعمل قوله تعالى كمثل الحمار يحمل اسفارا لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من ذكر تلبيس ابليس على العلماء في فنون العلم رجع الى بيان تلبيسه في احوالهم ممن كمل علمه. وجعل ذلك في مقصدين فيمن كمل علمه ومعرفته بعلوم الشرع والثاني في حال من كمل علمه وعمله وابتدأ بمن كمل علمه فذكر ان اقواما حصلوا على علوم الشرع من القرآن والحديث واللغة فلبس عليهم الشيطان واراهم بعين عظيمة لما نالوا وافادوا غيرهم. فاستفزهم لطول العناء في الطلب وحسن لهم اللذات وقال الى متى هذا التعب فليرح احدكم جوارحه من كلف التكاليف وليفصح لنفسه في مشتهاها. فاذا اجاب الداعي وقع في الزلة وورد على العقوبة. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان هذه الشبهة الشيطانية ترد من ثلاثة اوجه احدها ان العلم لا يراد لذاته وانما للعمل فانما يمدح بالعمل. والثاني ان يعارضه بما ورد في ذم من لم يعمل بالعلم فاذا ذكر له فضائل العلماء فليذكر له الاثار الواردة في ذم من لم يعمل بعلمه واورد المصنف حديث اشد الناس عذابا الى اخره وهو عند ابن ماجه وغيره ولا يصح واصح منه واغنى ما اتبعه المصنف من ذكر حكايته صلى الله عليه وسلم عن رجل يلقى في النار فنندلق اكتابه وهو في الصحيحين من حديث اسامة بن زيد وهذا في حال من يامر بالمعروف وينعم المنكر ويأتيه. والثالث ان يذكر له عقاب من هلك من العلماء التاركين للعمل بالعلم كابليس. وبالعام في اسرائيل فهؤلاء عندهم علم لكنهم لم يعملوا هلكوا وعقبوا بذلك ويكفي دم العالم اذا لم يعمل قول الله تعالى كمثل الحمار يحمل اسفارا ولو كان العلم نافعا لما صار حامله ممن لم يعمل به مثل الحمار الذي يحمل اسفارا لكنه لا يعي ما فيها كالعيس في البيتان يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول فهي لا تنتفع بما فيه. نعم. احسن الله اليكم. نقد مسالك الكاملين من العلماء. وقد لبس ابليس على اقوام من المحكمين بالعلم والعمل من جهة من المحكمين. احسن الله اليكم. وقد لبس ابليس على اقوام من المحكمين في والعمل من جهة اخرى فحسن لهم الكبر بالعلم والحسد للنظير والرياء لطلب الرياسة فتارة يريهم انها ذاك الحق الواجب لهم وتارثني وقوي حب ذلك عندهم فلا يتركونه مع علمي بانه خطأ. وعلاج هذا لمن وفق ادمان النظر في اثم في اثم والحسد والرياء واعلام النفس ان العلم لا يدفع شر هذه المكتسبات. بل يضاعف عذابا لتضاعف لتضاعف الحجة بها. ومن نظر في السلف من العلماء العاملين استقر نفسه افلم يتكبر. ومن عرف الغصغر ها؟ استصغر نفسه فلم يتكبر افتقر نفسه احسن الله اليكم. ومن نظر في سير السلف من العلماء العاملين احتقر نفسه فلم يتكبر. ومن عرف الله لم يرائي ومن لاحظ ويانا ومن لاحظ جريان اقدار ومن لاحظ جريان اقداره على مقتضى ارادته لم يحسد. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من ذكر تلبيس على من احكم العلم اتبعه بذكر تلبيسه على من احكم العلم والعمل. فيأتيهم الشيطان ويحسن لهم الكبر بالعلم حسد للنظير والرياء لطلب الرئاسة ويريهم ان هذا حقا واجبا له وان على الخلق ان يعاملوهم بالاكبار والاعظام لانهم استوفوا العلم والعمل فلهم حق على الخلق وما احسن قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى العارف لا يطالب ولا يغالب ولا يعاتب انتهى كلامه. فمن عرف الله على الحقيقة لم يعاتب احدا في حقه ولم يغالب احدا على حطام الدنيا ولم يطالب احدا بان يقوم له بحق لان معرفته بالله عما سواه ثم ذكر علاج هذا وهو ادمان النظر في اثم الكبر والحسد والرياء واعلام النفس ان العلم لا يدفع شر هذه ثبات بل يضاعف عذابها لتضاعف الحجة بها. ومن نظر في سير السلف من العلماء العاملين احتقر نفسه فلم يتكبر. ومن عرف فالله لم يرائي ومن لاحظ جريان اقداره على مقتضى ارادته لم يحسد خلقه. نعم. احسن الله اليكم. وقد وقد يدخل وقد وقد يدخل ابليس على هؤلاء بشبهة ظريفة فيقول طلبكم للرفعة ليس بتكبر لانكم نواب الشرع فانكم تطلبون اعزاز الدين ودحض اهل واطلاقكم اللسان في الحساد غضب للشرع. اذ الحساد قد ضموا من اذ الحساد قد ذموا من قام به وما تظنونه رياء وليس برياء وما تظنونه رياء فليس برياء لان من تخاشع منكم وتباكى اقتدى به الناس كما اقتدون بالطبيب اذا احتمى كما يقتدون بالطبيب اذا احتمى اكثر من اقتداء بقوله اذا وصف. وكشف هذا التلبيس انه لو تكبر متكبر على غيرهم من جنسهم وصعد في المجلس فوقه او قل حاس او او قل حاسد عنه شيئا لم يرقى او قال حاسد عنه شيئا او قال حاسد عنه شيئا لم يغضب لم يغضب هذا العالم لذلك غضبه لنفسه. وان كان المذكور من نواب الشرع فعلم انه انما لم يغضب لنفسه بل للعلم. واما الرياء فلا عذر فيه لاحد ولا يصلح ان يجعل ان يجعل طريقا لدعاية الناس. وقد كان ايوب السختياني اذا حدث بحديث فرغ فرق ومسح ومسح وجهه وقال ما اشد الزكام وبعد هذا فالاعمال بالنيات والناقد بصير وكم من ساكت عن غيبة المسلمين اذا اغتيبوا عنده فرح قلبه فرح قلبه وهو اثم بذلك من ثلاثة اوجه احدها الفرح فانه حصل بوجود هذه المعصية من المغتاب. والثاني لسروره بسلب مسلم انه لا ينكر ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا شبهة ظريفة لمن يزين له الكبر بالعلم والحسد للنظير لطلب الرئاسة فان الشيطان يزين له ذلك فيقول ان طلبكم للرفعة ليس بتكبر لانكم نواب الشرع وتطلبون اعزازه ودحر اهل البدع واطلاقكم اللسان في الحساد غضب للشرع فان الحساد قد ذموا من قام به وما تظنونه رياء فليس برياء لان من تخاشع منكم وتباكى اقتدى به الناس كما يقتدون بالطبيب اذا احتمى عندك يا عبد الله؟ ايه اذا احتمى اكثر من اقتدائهم بقوله اذا وصف اي وصف لهم الدواء ثم ذكر كشف التلبيس بانه لو تكبر متكبر على غيره من جنسهم من العلماء وصعد في المجلس فوقه او قال حاسد عنه شيئا لم يغضب هذا العالم لذلك اي لم يغضب لذلك العالم كما يغضب لنفسه وان كان ذلك العالم من نواب الشرع. فعلم انه انما لم يغضب لنفسه بل للعلم واما من يتكبر ويغضب لنفسه فانما يغضب لنفسه. واما الرياء فلا عذر فيه لاحد ولا يصلح ان يجعل طريقا لدعاية الناس واي دعوة الناس وقد كان ايوب السختياني اذا حدث بحديثهم فرق يعني خاف ومسح وجهه وقال ما اشد الزكام ثم ذكر كلاما جامعا قال فيه وبعد فالاعمال بالنيات والناقض بصير وكم من ساكت عن غيبة المسلمين اذا اغتيبوا عنده فرح قلبه اي فرح قلبه بغيبتهم وهو اثم للوجوه الثلاثة احدها الفرح فانه حصل بوجود هذه المعصية من المغتاب والثاني سروره بترب المسلمين والثالث انه لم ينكر تلك المعصية. نعم. احسن الله اليكم. وقد لبس ابليس على الكاملين في فيسهرون ليلهم ويذهبون نهارهم في تصانيف العلوم ويريهم ابليس ان المقصود نشر الدين. ان المقصود نشر الدين ويكون مقصودهم الباطن. انتشار الذكر وعلو الصيت والرياسة وطلب الرحلة من الافاق الى المصنف الى المصنف وينكسر هذا التلبيس بانه لو انتفع بمصنفاته الناس ومن غير تردد الى الى او الى تردد اليه. احسن الله اليك. من غير تردد اليه او قرأت على نظيره في العلم او قرأت على نظيره في العلم فرح بذلك ان كان مراده نشر العلم وقد قال بعض السلف ما من علمتم ما من علم علمته الا ما من علم ما من علم علمته الا احسن الله اليكم ما من علمته الا احببته ان يستفيده الناس من غير ان ينسب الي ومنهم من يفعل. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من تلبيس ابليس على الكاملين في العلم والعمل انهم يصنفون التصانيف وفي في باطن احدهم طلب انتشار الذكر وعلو السيت. وان يقصده الناس وينكشفوا هذا التلبيس بانه لو انتفع بمصنفات الناس من غير تردد ايه؟ او قرأت على نظيره في العلم فرح بذلك ان كان مراده نشر العلم. فالصادق في نشر العلم لا يبالي نسب هذا العلم اليه او الى غيره فان مقصوده بث الحق فاذا جرى على لسان غيره وهو المتكلم به اصلا لم يغير ذلك نيته فيه وقد كان بعض السلف وهو الشافعي يقول ما من علم علمته الا احببت ان يستفيده الناس من غير ان ينسب الي انا يود ولو تعلم الناس ما في كتبه من العلم ولم ينسبوا اليه شيئا. نعم. احسن الله اليكم. ومنهم من يفرح بكثرة ومنهم من يفرح الاتباع ويلبس عليهم ابليس بان هذا الفرع بان هذا الفرح لكثرة طلاب العلم وانما مراده كثرة الاصحاب واستطالة الذكر ومن ذلك العجب بكلماتهم وعلمهم وينكشف هذا التلبيس بانه لو انقطع بعضهم الى غيره ممن هو اعلم منه ثقل ذلك عليه. وما هذه صفة بالتعليم لان مثل المخلص لان مثل المخلص لان مثل المخلص مثل الاطباء الذي مثل الاطباء الذين يداوون المرظى لله سبحانه وتعالى فاذا شفي بعض المرضى على يد طبيب منهم فرح الاخر وقد ذكرنا انفا حديث ابن ابي ليلى ونعيده باسناد اخر عن عبد الرحمن ابن ابي ليلى قال ادركت وعشرين ومئة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعني ساقط عندنا الاسناد هنا نعم احسن الله اليكم عن عبدالرحمن ابن ابي ليلى قال ادركت عشرين ومئة من ومئة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الانصار ما منهم رجل يسأل عن شيء الا ود اود ان اخاه كفاه ولا يحدث بحديث الا ود ان اخاه كفاه. وقد وقد رحمه الله تعالى هنا مسلكا اخرا من مسالك ابليس في التلبيس على العلماء الكاملين بالعلم والعمل وهو فرحهم بكثرة الاتباع ويلبس عليهم ابليس لان هذا الفرح لكثرة طلاب العلم وانما حقيقة طوية قلبه ان مراده ان يكثر اصحابه ويستطير ذكره يعني ينتشر فان الاستطالة هي الانتشار ومن ذلك اعجابه بكلماتهم علمهم وينكشفوا هذا التلبيس بانه لو انقطع بعض هؤلاء الى غيره ممن هو اعلم منه او مثله ثقل ذلك عليه. وليس هذا المخلص وقد ذكر اه الغزالي رحمه الله تعالى ان كراهية المعلم ذهاب لا به الى غيره من الرياء. وصدق رحمه الله تعالى فان المخلص لا يهمه اجتماع الخلق اليه وانما يهمه نفعهم فاذا انس انهم انتفعوا بغيره فرحا بذلك رجاء ينتشر ان ينتشر العلم ويقوى في النفوس نعم احسن الله اليكم وقد وقد يتخلص العلماء الكاملون من تلبيسات ابليس الظاهرة بخفي من تلبيسه بان يقول له ما لقيت ما لقيت مثلك ما لقيت مثلك ما اعرفك ما اعرفك بمداخلي مخارجي فان سكن الى هذا هلك بالعجب وان سلم من المسألة له سلم. وقد قال السري السقطي لو ان رجلا دخل فيه من جميع ما خلق الله عز وجل من الاشياء سلم من المسالمة من المساكنة احسن الله اليكم وان سلم من المساكنة له سلم. وقد قال السري السقطي ولو ان رجلا دخل بستانا فيه من جميع ما خلق الله عز وجل من الاشجار عليها من جميع ما خلق الله تعالى من الاطياء عليها من جميع ما خلق الله تعالى من الاطيار. فخاطبه كل طائر بلغته قال السلام عليك يا ولي الله فسكنت نفسه الى ذلك كان كأن في ايديها كان كان في ايديها اسيرا والله الهادي لا اله الا هو ختم المصنف رحمه الله تعالى بذكر هذا المأخذ الملبس الخفي الذي يعرض الكاملين من العلماء الذين يتقون تلبيس ابليس الظاهر فيحسن لهم ابليس حالهم ويمتدحهم يجعلهم بمنزلة علية وانهم قد خرجوا من عدوانه وسلطته فاذا سكن العالم الى هذا الوالد هلك باعجابه بنفسه وان سلم من المساكنة له سلم وقد اورد المصنف رحمه الله تعالى قول سري السقطي لو ان رجلا دخل بستانا فيه من جميع ما خلق الله من الاشجار عليها من جميع ما خلق الله من الاطيار فخاطبه كل طائر بلغته وقال السلام عليك يا ولي الله فسكنت نفسه الى ذلك كان في ايديها اسيرا لانه قد تسلم الى هذه المقالة وزينت له نفسه الوصول وانه وصل الى الله سبحانه وتعالى حتى اجرى له تصرف هذه الاطيار على هذه الاشجار بان تخاطبه باسم الولاية فيغتر بنفسه فيهلك. وقد ذكر في ترجمة الامام احمد رحمه الله تعالى انه في حال احتظاره كان يقول لا بعد لا بعد فلما افاق ذكر له ابنه عبد الله ذلك فقال ان الشيطان عرض لي فقال لي فتني يا احمد فتني يا احمد فكنت اقول له لا بعد لا بعد وهذا من كمال علمه وتمام يقينه فانه لم يرى ان له مخلصا من الشيطان ومهربا منه الا اذا خرجت روحه منه واما ما دام يتردد فيه النفس والنفس باقية فيه فانه لم يحصل له هرب من الشيطان. وذكر في ترجمة عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى احد اعيان الحنابلة الفقهاء صاحب كتاب الغنية وغيرها انه كان يخرج الى الصحراء وينظر في الاشجار ويذكر الله عز وجل ويخلو بنفسه. فلما تكرر ذلك منه عرظت له سحابة فيها صورة وخاطبته تلك الصورة فقالت له يا عبد القادر اني انا ربك وقد احللت لك ما حرمت على الناس فبصق عبد القادر في تلك السورة قال اخس يا عدو الله انت ابليس. فقال له الشيطان وكيف عرفت اني ابليس؟ قال ذلك اني علمت ان الله لم يكن ليحل لي شيئا حرمه على محمد صلى الله عليه وسلم. فمن كان عالما قوي الايمان صادق اليقين فانه ينجو من مثل هذه الموارد. واما من يسترسل مع الشيطان ويظن انه يفوت الشيطان ويغلبه فان الشيطان يتمكن منه. فينبغي ان يحذر طالب العلم من حبائل الشيطان وان يتقي دراكه وان يتفقه في ذلك لان لا يتسلل اليه الشيطان فيستولي عليه فان الشيطان اعدى اعدائك الذين ينبغي ان تتقي منهم وان تحذر مصايدهم ومكائدهم وان تكون في جهاد دائم معهم. ولا مكنة للانسان الا بالعلم والعمل والايمان واليقين والصبر والمصابرة فان الانسان اذا كمل علمه ورسخت قدمه في الايمان واليقين وكان عاملا بعلمه وقاه الله الله سبحانه وتعالى من الشيطان. واما اذا ضعف في امر من هذه الامور فانه يصير نهبا للشيطان يتلاعب به كيفما شاء اكثر تلاعب الشيطان في المتشرعة في هذه الازمان. وما هذا التلاعب الا من قلة العلم والايمان واليقين والاستسلام واردات الشيطانية تحت دعوى المسالمة وروح العصر وغيرها من الاكذوبات التي وضعها الشيطان لهم اصطادهم بها اما المؤمن الموقن فهو يعلم ان امر الله واحد لا يتبدل ولا يتغير. وان الانسان معرض فتنة وانه اذا تغير وتحير فقد فتن في دينه كما قيل لحذيفة رضي الله عنه كيف يعلم الانسان ان انه فزن في دينه قال اذا استحال ما كان يراه حراما بالامس حلالا باليوم فانه فتن في دينه وانما تسلط الشيطان على الخلق بمثل هذه الحبالات التي يستجرهم اليها ويزينها لهم وانما يتقي من ذلك من جمع العلم والصبر فان العلم والصبر مرد الامر كله كما قال الله عز وجل وجعلنا منه ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون يعني يعلمون علما صحيحا وقديما قال سفيان بالعلم واليقين تنال الامامة في وذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كلام له. وقال سفيان ابن عيينة ايضا اخذوا برأس الامر فكانوا رؤوسا فاعظم ما تتدرع به وتتخلص بسببه من تسلط الشيطان العلم والصبر. فالعلم يدفع عنك الشبهات والصبر يدفع عنك الشهوات. ولا ينبغي ان يغفل طالب العلم التفطن الى مكان الشيطان وحبالته. ويقرأ في المصنفات التي صنفها اهل العلم مثل مكائد الشيطان لابن ابي الدنيا ومكائد الشيطان للخرائط وتلبيس ابليس للحافظ ابن واغاثة الله فان من مصائد الشيطان لابن القيم رحمهم الله تعالى فان هذا من العلم اللازم الذي يغفل عن الناس ولا سيما طلاب العلم فيأتي عليهم ابليس من هذا الباب وهذا اخر البيان والايضاح على هذه لفصول المنتخبة المستدامة من هذا الكتاب. والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين