السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد وعلى اله وصحبه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة العبادة والتوحيد. واشهد ان محمدا عبده ورسوله شهادة الاتباع والتجريد. اما بعد فهذا هو المجلس الاول من الدرس الثالث من برنامج منتخب الابواب والفصول الثالث والمقروء فيه فصول منتخبة في التحلي بالفضائل والتخلي من الرذائل ومودة الاخوة من كتاب الاداب الشرعية والمنح المرعية للعلامة ابن مفلح الحنبلي رحمه الله تعالى. وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ستة مقاصد. المقصد الاول جر نسبه والشيخ العلامة الفقيه محمد بن مفلح ابن محمد المقدسي الصالحي يكنى بابي عبد الله ويعرف بابن مفلح وشمس الدين وقوي القضاة ولا يخفى ما في اللقبين الاخيرين من محذور شرعي وربما استحسن ان يزاد في لقبه الاول لفظ الكبير فيقال ابن مفلح الكبير تمييزا له عن جماعة بعده من فقهاء الحنابلة من ذريته وبني عمومته كلهم من ال مفلح. المقصد الثاني تاريخ مولده واختلفا في تعيين سنة ولادته على اقوال اشبهها ما ذكره عصريه ابن بن اية الصفدي في اعيان العصر انه ولد سنة عشر وسبعمئة تقريبا المقصد الثالث جمهرة شيوخه تفقه رحمه الله بجماعة من الحنابلة وروى الحديث عن غيرهم فمن شيوخه محمد بن مسلم بن مالك وابو العباس الحجار وابو العباس ابن تيمية والجمال المرداوي والبرهان الزرعي وعظم اختصاصه بابن تيمية حتى صار المقدم في معرفة اختياراته الفقهية كما حكاه صاحبه ابن القيم رحمه الله المقصد الرابع جمهرة تلاميذه انتفع به رحمه الله تعالى جماعة من اقرانه فمن دونهم منهم ابناؤه الاربعة عبد الله وابراهيم واحمد وعبدالرحمن ومنهم صاحبه ابو عبد الله الذهبي الذي ذكره في معجم شيوخه وهو في مرتبة اقرانه ويوسف بن احمد الصالحي المقصد الخامس ثبت مصنفاته لم يكن المصنف رحمه الله تعالى واسع الخطو في التصنيف الا انه ترك جملة من الكتب منها كتاب الفروع والاداب الشرعية الكبرى والوسطى والصغرى والذي بايدي الناس منها هو الكبرى وذكروا في ترجمته كتابين عظيمين لم يظفر بهما بعد احدهما شرح المقنع في ثلاثين مجلدا والاخر شرح ملتقى المجد ابن تيمية في مجلدين المقصد السادس تاريخ وفاته توفي رحمه الله تاني رجب سنة ثلاث وستين وسبعمائة وله من العمر ثلاث وخمسون سنة. رحمه الله رحمة واسعة المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ستة مقاصد ايضا. المقصد الاول تحقيق عنوانه. اسم وهذا الكتاب هو الاداب الشرعية الكبرى تمييزا له عن كتابين اخرين في الاداب هما الاداب الشرعية الوسطى والاداب الشرعية الصغرى المقصد الثاني اثبات نسبته اليه هذا الكتاب مما يقطع بنسبته الى ابي عبدالله بن مفلح لوجوه منها ذكر مترجميه هذا الكتاب في جملة تصانيفه كابن مفلح الحفيد في المقصد الارشد وابن عبدالهادي الصغير في الدر المنضد وابن حميد في السحب الوابلة وثانيها تتابع نسخ الكتاب الخطية على اثبات اسمه على قررها وثالثها شهرة النقل عنه في كتب الحنابلة بشرح منظومة الاداب للحجاوي وغداء الالباب للسفارين المقصد الثالث بيان موضوعه موضوع هذا الكتاب وفي الاداب الشرعية اي احكام الاخلاق والمعاملة الواردة في الشرع المقصد الرابع ذكر رتبته من محاسن التصانيف ان تكون جامعة لما تفرق قبلها وهذا الكتاب وعاء جامع لشذور متفرقة من كلام الحنابلة المصنفين في باب الادب مع حسن السياقة وتنميط العبارة المقصد الخامس توضيح منهجه لم يجري المصنف رحمه الله تعالى على قانون متناسق في ترتيب ابواب الكتاب فربما فرقا بين بابين يحسن الجمع بينهما او الحق بابا باخر يجمل التفريق بينهما وملأه رحمه الله بالادلة الغزيرة من الكتاب والسنة والنقول الوافرة من تأليف الحنابلة وغيرهم فله اطلاع واسع وحسن اختيار من مصادر يقل التعويل عليها في النقل في باب الاداب فهو ينقل من كتب التفسير كتفسير ابن الجوزي وتفسير القرطبي وكتب شروح الحديث كشرح النووي لمسلم وشرح الخطابي لسنن ابي داوود وذلك برهان اتساع اطلاعه وله عناية فائقة بنقل المرويات والحكم عليها المقصد السادس العناية به اقتصرت العناية بهذا الكتاب على امرين اثنين احدهما طباعته غير مرة فقد طبع قديما ثم اعيد طبعه حديثا والاخر تدريسه والتقرير عليه فقد كان من كتب الدرس في حلق العلم عند علماء هذه البلاد وكان احد الكتب التي تعاد قراءتها في مجلس الملك عبد العزيز ابن عبد الرحمن رحمه الله تعالى ويوجد في مكتبة الافتاء المعروفة بمكتبة دخنة كتاب مخطوط اسمه مختصر الاداب الشرعية منسوب الى ابن الى ابن مفلح فان صحت نسبته فيكون هذا من وجوه العناية به ايضا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى فصل بالتحلي الفضائل والتخلي عن الرذائل ومودة الاخوة. عليك رحمك الله بتقوى الله وايثار طاعته رضاه على كل شيء سرا وجهرا مع صفاء القلب من كل كدر ولكل احد. واترك حب الغلبة والترأس والترفع قال ابراهيم ابن ادهم لا ينبغي لرجل ان يضع نفسه دون قدره ولا يرفع نفسه فوق قدره. رواه الحاكم في تاريخه قوله رحمه الله مع صفاء القلب من كل كدر اي بتطهيره من كل افة تعتريه والقلب المطهر من علله وافاته هو القلب المخموم فقد روى ابن ماجة بسند صحيح من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم اي الناس افضل فقال كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا هذا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ فقال هو التقي نقي الذي لا اثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد فالقلب المطهر من علله هو القلب المخموم. الصافي من كل كدن كما قال المصنف رحمه الله تعالى والقولة التي نقلها عن ابراهيم ابن ادهم معناها ان يلزم الانسان نفسه قدرها فلا يرتفع الى شيء ليس له. ولا ينزل بنفسه عما هو لها فان الحسنة بين سيئتين والهدى بين ضلالتين والحق بين باطلين كما قال اهل العلم رحمهم الله تعالى ومن جملة ذلك معرفة الانسان قدر نفسه. فانه اذا رفعه فانه واذا رفعها فوق قدرها اضر بها. واذا جعلها دون قدرها اضر بها. نعم احسن الله اليك وكل وصف مذموم شرعا وكل وصف وكل وصف مذموم شرعا او عقلا او تابع الجملة واترك حب الغلبة يعني واترك كل وصف. نعم. احسن الله اليك. وكل وصف مذموم شرعا او عقلا او عرفا كغل وحقد وحسد ونكد غضب وعجب وخيلاء ورياء وهوى وغرض وغرض سوء وقصد رديء ومكر وخديعة ومجانبة كل لمكروه لله تعالى قوله رحمه الله وكل وصف مذموم شرعا او عقلا او عرفا اي اترك كل وصف مذموم ثم بين ان الاوصاف المذمومة يحكم بها من طرق ثلاثة الاول طريق الشرع والثاني طريق العقل والثالث طريق العرف ومن هنا فان المنكر هو كل ما من قول او فعل من طريق الشرع او العقل او العرف. والمعروف هو كل ما عرف فضله بطريق الشرع او العقل او العرف. ذكر هذا المعنى او العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في الرسالة التبوكية نعم. احسن الله اليك. واذا جلست مجلس علم او غيره فاجلس بسكينة ووقار وتلقى الناس بالبشرى والاستبشار قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه من الدهاء حسن اللقاء رواه المعافي ابن زكريا في مجالسه باسمه معافى ابن زكريا رواه المعافى ابن زكريا في مجالسه باسناده وحادث بما ينفع من الاخبار قال صلى الله عليه وسلم لا تصعد الا مؤمنا ولا يأكل طعامك الا تقي. حديث حسن رواه احمد وحدثنا ابو عبدالرحمن حدثنا اما انا ساري بن غيلان ان الوليد بن قيس التجريبي انه سمع ابا سعيد الخدري او عن الهيثم عن ابي سعيد. فذكره ورواه وابو داوود والترمذي وصححه ابن حبان ذكر المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث الحسن الذي رواه ابو داوود والترمذي واحمد وصححه ابن حبان والحاكم وفيه ارشاده صلى الله عليه وسلم الى امرين. الاول الا تصحب الا مؤمنا. فلا تكن صحبتك مع احد الا مع ان منسوب الى الايمان والثاني الا يأكل طعامك الا تقي الا تدعو اليه وتجامع عليه احدا يؤانسك فيه الا من اهل التقوى. وسيذكر المصنف فيما يستقبل علة ذلك نعم ان شاء الله وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه مرفوعا خير الاصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم رواه احمد والترمذي وقال حسن غريب وابن حبان في صحيحه. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا حديثا ثانيا يتعلق بامر الصحبة وهو حديث عبد الله بن عمرو لا عمر. الذي رواه الترمذي واحمد وابن حبان في صحيحه واسناده قوي. وفيه بيان ان خير الاصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره. والمعنى ان المتصاحبين ارفعهم درجة عند الله سبحانه وتعالى هو من كان احرص هو من كان احرص على نفع صاحبه والعناية به وقل كذلك في خيرية الجيران. فان ارفعهم عند الله مقاما هو من يكون اقوم لجاره بحقه فمن تقدم من الاصحاب او الجيران بالوفاء لحق صاحبه او جاره فهو المقدم وعند الله عز وجل في الفضل. نعم. احسن الله اليك. وروى ابو داوود حدثنا ابن بشار حدثنا ابو عامر وابو داوود قال حدثنا زهير بن محمد حدثني موسى ابن وردان عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله اذا ينظر احدكم من يخالل اسناد جيد وموسى حديثه حسن ورواه الترمذي وعن ابن بشار. وقال حسن غريب ورواه احمد ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديثا ثالثا في هذا المعنى وهو حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل وعلى دين خليله فلينظر احدكم من يخالل وهو حديث حسن رواه ابو داوود والترمذي وفيه ان الرجل على طريقة خليله فان المراد بالدين هو الطريقة والسيرة فان المرء يتأثر بمن يخالطه ويجالسه ويؤانسه. بل اعدائه اليه ابلغ من مجرد المقال والفعال كما قال الراغب الاصبهاني رحمه الله تعالى ليس اعداء الجليس الجليس بمقاله وفعاله بل بالنظر اليه انتهى كلامه. فان من صاحب احدا وكان مقارنا له يلحقه اخذ من طبعه ولا يقتصر الاخذ على مجرد المقال والفعال بل ان مجرد النظر المتبادل بينهما ما يؤثر في كل واحد منهما. ولاجل هذا ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى شدة ما ينطبع على المرء من صحبته لمن يخالده. وارشد الى المأمور به فقال فلينظر احدكم من يخالل اي نظر اعتبار واختبار بان ينتقي من يصلح الخلة والصحبة ممن يقربك الى الخير ويأمرك به نعم. اسأل الله اليك. قال الشاعر وما صاحب الانسان الا كرقعة على ثوبه فليتحد من يشاكله ولابي ولابي داوود من حديث انس عنه صلى الله عليه وسلم انه قال مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك ان لم يصبك من شيء اصابك من ريحه ومثل الجليس السوء كمثل الكير ان لم يصبك من سواده اصابك من دخانه. وفي الصحيحين عن ابي موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان اذا منه ريحا خبيثة وعن سهل لسان المصنف رحمه الله تعالى حديثين مبينين لانواع الاخلاء والجلساء المأمور بالنظر فيهم في الحديث السابق. وهما حديث انس عند ابي داوود واسناده صحيح. وحديث ابي موسى الاشعري في الصحيحين. وفيهما قسمة باللائي والاصحاب الى نوعين اثنين. الاول اهل الصلاح المشار اليهم بالجليس الصالح والثاني اهل السوء المشار اليهم بجليس السوء. فالعبد لا ينفك من ان يكون خله وقرنه الملازم له من ان يكون صالحا او سيئا. فمثل النبي صلى الله عليه وسلم امرهما في الاول كمثل كمثل صاحب المسك اي الطيب ان لم يصبك منه شيء اصابك من ريح فهو اما ان يحذيك اي يعطيك واما ان تجد منه ريحا طيبة ومثل الجليس السوء بنافخ الكير وهو حداد ولا يخلو تضررك منه من حرق ثيابك او لصوق الريح الخبيثة بها وهذا حال القرناء المصاحبين. فاما ان يدلك على الخير ويرشدك اليه واما ان يحملك عليه حملا ويجعلك تفعله وكذلك صاحب السوء اما ان يدلك على السوء واما ان يحملك عليه فيجعلك عاملا به. نعم احسن الله اليك. وعن سهل بن سعد مرفوعا المؤمن مألفة ولا خير في من لا يؤلف. رواه احمد وروى ايضا من حديث رحمه الله تعالى حديثا اخر في انتخاب الصحبة وهو حديث سهل ابن سعد عند احمد واسناده ضعيف. وروي في هذا المعنى احاديث لا تثبت. ولا يشبه الامر تقويتها فالحاقها بالضعاف اشبه ومعنى الحديث ان المؤمن المتصف بالايمان يألفه الخلق. ويحبون الركون اليه واما من لم يكن مألفا للخلق يميلون اليه فلا خير فيه. ولذلك قال في الحديث ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف. هكذا رواية الحديث عند احمد نعم احسن الله اليكم. وروى ايضا من حديث معاذ باسناد ضعيف يكون في اخر الزمان اقوام اقوام اخوان العلانية اعداء السريرة قيل يا رسول الله وكيف؟ قال ذلك برغبة بعضهم الى بعض ورهبة بعضهم الى بعض. هذا الحديث كما ذكر نصنف ضعيف وبالرغبة ثبتت الاخوة وبالرهبة ثبتت العداوة نعم. وللبخاري من حديث عائشة الارواح جنود مجندة. فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. ولمسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه الناس معادن كمعادن الذهب والفضة. اذا والارواح جنود مجندة. وذكر كما تقدم ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديثين في بيان ائتلاف الارواح ان الله سبحانه وتعالى جعلها اجنادا مجندة. يقع بينها التعارف والائتلاف او التناكر والاختلاف وهذا شيء يؤنس بالانجذاب والاطلاع للخلق عليه في عالم الحس ان الروح غيب خفي. لا طريق الى الاحساس بها. لكن شواهد تأثيرها في والتنافر فان الانسان يرى في الخلق من يألفه قلبه وتقبل عليه روحه ويرى غيره فتنكره روحه ويطلب مخالفته وعدم الامتزاج به فاذا لاحظ الانسان هذا الامر واعتنى به وفقه الله عز وجل الى الخير. وعلى قدر ايمان المرء يحصل له السلامة في ميل روحه الى الاشكال النافعة. واذا ضعف ايمانه ان جذبت روحه الى ما يضعف ايمانها ويوهن عزيمتها. فبكمال الايمان تحصل قوة الارواح وبضعف الايمان يحصل ضعف الارواح. فالارواح المؤمنة القوية لها ادراك لا يكون لغيرها وما علم الفراسة الا مبني على هذا الاصل. فان علم الفراسة روحاني لا جثماني ولا يؤخذ بالحس ولكن من نور الله قلبه وقوى روحه يجعل الله عز وجل له نظرا يستدل منه بالامور الظاهرة على الامور الخفية الغائبة. وما اكثر في احوال السلف رحمهم الله تعالى. فانهم قد يرون رجلا فيعظمون ويوقرونه ويرجون فيه خيرا فيكون كذلك. وقد يرون اخر فيخبرون بسوء حاله ويكون كما اخبروا. وهذا قد وقع منه صلى الله عليه وسلم كما في حديث الرجل الذي غل وكان يقاتل مع المسلمين فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه من اهل النار ثم اصابته جراحة فبادر بنفسه فقتلها كما في الصحيح فوقع صدق ما اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وعلى قدر نور الايمان تحصل مثل هذه المعاني نعم. ولاحمد عن عائشة قالت ما اعجب رسول الله صلى الله عليه رسول الله. ما ما اعجب رسول الله احسن الله اليك. ما اعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من الدنيا ولا اعجبه احد الا ذو تقى حديث رواه احمد باسناد ضعيف وفيه بيان ان المعظم عند النبي صلى الله عليه وسلم هم اهل التقوى لا حطام الدنيا نعم. وعن ابي السليل واسمه ضريب. اسمه ضريب. ضريب احسن الله اليك. واسمه ضريب عن السيد اسمه غريب ابن نقير الجريري. كلها بضم اولها. ضريب ابن نقير الجريري. وليس وفي رواة الكتب الستة من على هذا الاسم الا هو. نعم. احسن الله اليك. وعن ابي السرير واسمه ضريب عن ابي ذر ولم يدركه مرفوعة اني لاعرف كلمة وقال عثمان اية لو اخذ الناس بها كلهم لكفتهم قالوا يا رسول الله اية اية؟ قال ومن يتق الله يجعل له مخرجا. اسناده ثقات رواه ابن ماجة وللنسائي معناه. قال حديث اسناده ثقات كما قال المصنف الا ان فيه انقطاعا فان ابا السرير لم يدرك ابا ذر فهو منقطع ووصف هذه الاية بالكفاية اي بالكفاية في الهداية. فان من كان تقيا ان هداه الله سبحانه وتعالى. فقول الله عز وجل ومن يتق الله يجعل له مخرجا لا يختص بالضيق بل المراد هدايته وارشاده في كل امر سواء في السعة او والضيق وفي الرخاء او في الشدة. فالمخرج لا يختص بالضيق. بل المراد بذلك الهداية التي تشمل السعة والضيق. نعم. احسن الله اليك. قال الخطابي في حديث ابي سعيد انما اراد به طعام الدعوة دون طعام الحاجة الا تراه يقول ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا ومعلوم ان اسراهم الكفار دون المؤمنين ودون الاتقياء لان المؤاكلة توجب الالفة وتجمع بين القلوب لقوله صلى الله عليه وسلم فتوخى ان يكون فاصلا. ليس علامة الحديث لقوله صلى الله عليه وسلم يعني حديث ابي سعيد ثم فاصلة فتوخى ان يكون خلطاؤك هذا ليس حديثا هذا من كلام المصنف نعم فتوخى ان يكون خلطاؤك ذوي الاختصاص بك اهل التقوى ذكر المصنف رحمه الله تعالى فيما تقدم حديث ابي سعيد الخدري ولا يأكل طعامك الا تقي ذكر هنا معناه بالنقل عن الخطاب وكلام الخطاب في معالم سنن وبين فيه الخطابي ان المراد بقوله صلى الله عليه وسلم لا يأكل طعامك الا تقي طعام الدعوة دون طعام حاجة لان الله اخبر عن المؤمنين انهم يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا. واسراهم هم الكفار وفي الصحيح ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في كل كبد رطبة اجر وهذا يعم الكافرين والمؤمنين. فليس مراد الحديث طعام الحاجة والافتقار والعوز بل هؤلاء يشرع اطعامهم. وانما المراد بالحديث طعام الدعوة الذي يجمع عليه الناس فيما وقت من العبادات الشرعية او غيرها. وانما وقع النهي هكذا كما ترى الخطابي لان المؤاكلة توجب الالفة وتجمع بين القلوب. فان الناس اذا اجتمعوا على طعام وبينهم حديث مال بعضهم الى بعض وانس بعضهم الى بعض فان الطعام والكلام هي اعظم ما يجمع بين الخلق وهذا امر مشهود عند كل امة. ولا يختص بامة الاسلام ولا الامة العربية بل من كان بينه وبين غيره مؤاكلة ومكالمة واجتماع صار بينهما الف وما لا احدهما الى الاخر. ومن دقائق الفهم ما ذكره والاصفهاني في كتاب الذريعة ان الشريعة نهت عن اكل لحم الخنزير لان عامة طعام اهل الكتاب والمشركين في الزمن الاول ابان نزول الرسالة وبعث النبي صلى الله عليه وسلم هو لحم الخنزير. فاراد الله عز وجل ان يقطع ما بينهم من الاجتماع في المؤاكلة فحرم عليهم لحم الخنزير ليمتنع المؤمنون من الاجتماع باهل الكتاب والمشركين على الطعام. لان اجتماعهم معهم على الطعام يقوي صلتهم بهم ويحول بينهم وبين الانقياد لما امرهم الله عز وجل. فنهي عن لحم الخنزير المؤمنون من مؤاكلة اولئك والاجتماع معهم على طعامهم. وهذا من دقائق فهم موارد الاحكام وللراغب الاصفهاني في الذريعة وغيرها كلام عظيم في هذه المسالف وهو احد الذين نقل عنهم جماعة من الكبار كالغزالي وابي العباس ابن تيمية وابي عبدالله ابن القيم الا انهم قل ان يذكروه. بل لا اعرف احدا منهم صرح بذكره واما كلامه فهو حذو القذة بالقذة موجود في كتبه وكتبهم فكأنهم استفادوه منه رحمه الله وهو له صفوف نظر ودقة فهم الا انه خلطه بالعقل مع عدم اتقان للمرويات في الشرعيات. فمن لا تكن له مكنة في ذلك ربما اضرت به تأليفه لكن طالب العلم المتمكن ينتفع من تأليف الراغب الاصفهاني. نعم. وروى احمد وحدثنا عفان وحدثنا حماد قال انبأنا علي بن زيد عن الحسن حدثني رجل من بني سليط قال اتيت النبي صلى الله عليه من بني سليط. حدثني رجل من بني سليط قال اتيت دائما. قاعدة قلنا اذا اشكل عليك الحرب استحملي على ايش؟ الفتح. الفتح. لماذا لان واذا صارت اسهل اي ولان كلام العرب مبني على السهولة والفتح اسهل من غيره نعم. احسن الله اليك. قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وفيه. ومات واد رجلان في الله عز وجل فيفرق بينهما الا حدث الا حدث يحدثه احدهما والمحدث شر. والمحدث شر والمحدث شر. اسناد جيد. ولاحمد من حديث ابن عمر ما تواد اثنان ففرق بينهما الا بذنب يحدثه احدهما. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بابا اخر من ابواب المودة وذلك بذكر ما ينقضها وهو احداث الذنوب. واورد فيه حديثين ضعيفين احدهما حديث الرجل من بني سليط والاخر حديث ابن عمر حديث ابن عمر رضي الله عنهما واحدهما يشهد للاخر ويروى في هذا المعنى احاديث ضعاف يشبه ان يكون حديثا حسنا بمجموع طرقه. وفيه بيان ان من اعظم نواقض الاخوة وصوارم الخلة ما يقع من الذنوب فان الذنب له شؤم ومن شؤم الذنب ان يوقع النفرة والكراهة بين المتحابين. فمن احدث ذنبا جعل الله عز وجل في بقلوب مؤاخيه نفرة منه لشؤم الذنب الذي ارتكبه والمحدث شر يعني شر من صاحبه فهو الذي تسبب في الفرقة والنفرة بما اوقع من ذنب نعم وعن المقدام مرفوعا اذا احب الرجل اخاه فليعلمه. رواه احمد وقال لاحمد جعفر الوكيعي اني لاحبك ثم باسناده ورواه ابو داوود والترمذي وصححه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من الاحاديث المتعلقة باحكام الاخوة والمودة حديث المقدام ابن معد كلب رضي الله عنه مرفوعا اذا احب الرجل اخاه فليعلمه رواه ابو داوود والترمذي وصححه وهو كذلك. وفيه الامر بمن احب احدا ان يعلمه بانه يحبه. والوالد في الاحاديث الصحاح ان يقول له اني لاحبك. واما ما جاء فيها من زيادة في الله فلا يثبت منها شيء. فالاشبه ان يكون المقول عند الاعلام بالمحبة اني لاحبك كما روى ابو داوود بسند قوي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معاذ اني لاحبك فاعلمه عن محبته بقوله اني لاحبك فالسنة ان يقول المرء ذلك وانما امر النبي صلى الله عليه وسلم باعلامه لانه اوثق في المحبة وابقى لها واكدوا في تقويتها. فان المرء اذا اعلمه احد بانه ويحبه مال قلبه اليه ووقعت محبته فيه. نعم الله وروى الترمذي عن قتيبة عن حاتم عن عمران بن مسلم القصير عن سعيد بن سليمان عن يزيد بن نعامة قال قال رسول صلى الله عليه وسلم اذا اخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم ابيه وممن هو فانه واصل للمودة يزيد يزيد لا صحبة له عندهم خلافا للبخاري. وسعيد تفرد عنه عمران ووثقه ابن حبان قال الترمذي غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه. كتب المصنف رحمه الله تعالى حديثا اخر يتضمن حكما اخر من احكام كامي الاخوة والمودة وهو حديث يزيد ابن نعامة مرفوعا اذا اخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم ابيه وممن هو فانه اوصل للمودة. وهذا الحديث حديث ضعيف رواه الترمذي وغيره. والتعارف بين المتآخين مؤكد شرعا لان مجرد الملاقاة تستحب فيها تعرف احد المتلاقيين الى الاخر كيف اذا وقعت المؤاخاة والذي يدل على ان التعرف اصل في الملاقاة احاديث عدة منها ما في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبا بالروحاء فقال من القوم؟ فقالوا المسلمون. ثم قالوا من انت؟ قال رسول الله. فهذا الحديث اصل في طلب التعرف عند الملاقاة. وفي المعنى احاديث عدة. وهذه عادة العرب ان العرب تطلب معرفة من تلاقي. فكانوا اذا لقوا احدا سألوه عن وكانت العرب تعرف باسمائها واسماء ابائها. فاذا لقيه احد فسأله عن اسمه قال فلان ابن فلان وبهذا جاءت النصوص. في علم به ان ادخال شيئين وان شاع عند الناس ليس من احكام الشرع ولا طريقة العرب. احدهما قول في الله فلان ابن فلان. فان هذا لم تأتي به الاخبار المرفوعة. ولا الاثار المنقولة فاذا سئل الانسان عن اسمه قال فلان ابن فلان وان شاء قال اخوك فلان واما قول اخوك في لله فلان فهذا قيد وصفي غير محتاج اليه. لان الاصل في من لقيته من اهل الاسلام انه اخ لك والثاني التعريف بالكنية بان يسأل عن نفسه فيقول ابو فلان ولم تكن هذه عادة العرب بل هي تستقبحها استقباحا شديدا لان تكنية النفس تعظيم لها ولم تكن العرب تكني الا من تعظم وقد استظهر ابن حجر في فتح الباري ان تعريف الانسان نفسه بالكنية مكروه شرعا فيكره للانسان اذا عن اسمه ان يقول ابو فلان لان هذا تعظيم والشرع جاء بذم تعظيم فاذا سئل الانسان عن نفسه فالمشروع دينا والمعروف عرفا عند العرب ان يقول فلان ابن فلان الفلاني والعرب تكره ان ينتسب الانسان الى قبيلته فيقول فلان الفلاني لانه اذا اخبر بان اسمه فلان الفلاني لم يتميز فقد يقول مثلا انه محمد الفوزان او علي العتيبي ويكون قرينه في هذا الاسم عدد كثير. وانما يعرف الانسان نفسه بذكر اسمه واسم ابيه ومن ينتسب اليه من قبيلة او عائلة او اقليم اما الاقتصار على الاسم المجرد فهو مذموم والشرع انما جاء بموافقة عرف الناس وحالهم وكان الناس على هذا حتى اختلطت الاعراف ونسيت الشرائع فاحدث الناس ما احدثوا من التعريف بانفسهم فمن اراد ان يسلك طريق الشريعة ويلزم نهج العرف فاذا سئل عن نفسه قال فلان ابن فلان الفلاني وما عدا ذلك فانه مذموم كان يعرف بنفسه ويقول انا ابو فلان او معك ابو فلان ويقتصر على كنيته فهذا مذموم شرعا ورتبته الكراهة كما تقدم عن ابن حجر. وليس المراد كراهة التكني بل التكني سنة لكن المقصود بكراهة هو ان يعرف الانسان نفسه بالكنية. فيدل على نفسه بكنية بها نعم وذكر ابن عبد البر عن ابن عباس انه قال احب في الله وابغض في الله فانه لا تنال ولاية الله الا بذلك. ولن يرد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك. قال ابن عباس ولقد صار عامة مؤاخاة الناس اليوم على امر دنيا وذلك لا يمضي على اهله شيئا ثم قرأ الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من الله ورسوله وذكر المفسرون في الاية الاولى انهم اخلاء في المعاصي. وقال البغوي في تفسيره كذلك وقال الا المتقين المتحابين الله على طاعة الله كذا قال وذكر المفسرون في الاية الثانية ان الايمان يفسد بمودة الكفار وان من كان مؤمنا لا يوالي ولو كان قريبه. وقال ابن جوزي رحمه الله بينت الاية ان ذلك يقدح في صحة الايمان كذا قال وليس مراده انه يصير كافرا بذلك واحتج بها ما لك على ترك مجالسة القدرية ومعاداتهم في الله. قال القرطبي في تفسيره وفي معنى اهل القدر جميع اهل الظلم والعدوان. كذا قال ثم ذكر عن سفيان الثوري قال كانوا يرون انها نزلت في من يصحب السلطان وعن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم لا تجعل لفاجر عندي نعمة فاني وجدت فيما اوحيت اليه لا تجد لقومه يؤمنون بالله واليوم الاخر الاية. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا اثرا عن ابن عباس ثم استفاض في بيان ما اقتضته الايات المذكورة فيه. وهذا الاثر عن ابن رواه ابن المبارك في كتاب الزهد وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة باسناد ضعيف وروي مرفوعا عند ابي نعيم الاصبهاني في كتاب الحلية من حديث ابن عمر ولا يثبت ايضا الا ان مضمنه من جهة رتبة الحب في الله والبغض في الله امر ثابت بدلائل الى شرعية كثيرة ولا يجد العبد حقيقة الايمان وطعمه حتى يحب في الله ويبغض في الله ويوالي في الله ويعادي في الله كما ثبت في حديث ابي امامة عند ابي داوود بسند حسن وعامة مؤاخاة الناس اليوم على امر الدنيا كما ذكر ابن عباس رضي الله عنه وذلك لا يجدي على اهله شيئا اي لا ينفعهم. ثم قرأ تصديق لذلك قول الله عز وجل الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. فالعداوة كائنة بين ان كانوا اصحابا اخلاء في الدنيا الا اهل التقوى ثم قرأ قول الله عز وجل لا زدوا قوما يؤمنون بالله اليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله. ونقل كلام المفسرين في الاية الاولى انهم اخلاء في المعاصي. اي فهذا سبب عداوتهم لان كل واحد منهم يتبرأ من صاحبه كما ذكر الله عز وجل في سورة البقرة في تبرؤ الاتباع من متبوعيهم والمتبوعين من اتباعهم. وقال البغوي في تفسيره كذلك وقال ان المتحابين في الله على طاعة الله. وهذا من البغوي تفسير لللفظ ببعظ افراده. فان المتقي هو من اتخذ وقاية بينه وبينما يخشاه بامتثال خطاب الشرع. ومن جملة احوال المتقين التحاب الله والاجتماع على طاعة الله. ثم ذكر ان المفسرين ذكروا في اية المجادلة ان الايمان يفسد ردت الكفار وان من كان مؤمنا لا يوالي كافرا ولو كان قريبه. والمودة اسم خالص المحبة ولهذا جعلت ممنوعة بين اهل الايمان واهل الكفران. فخالص المودة لا يكون وانما يكون شيء من المحبة بينهم بحسب الاسباب الداعية. كما قال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت. والذي احب في الاية هو ابو طالب عمه. وهو كافر الا ان المحبة الجارية منه صلى الله عليه وسلم لعمه انما هي محبة جبلة وطبع. فان طبع الانسان ان يحب اقاربه وقد اذن في الشرع في نكاح الكتابيات ويحب الرجل امرأته ابيه باعتبار الجبلة والطبع لا باعتبار الشرع فانه يكرهها شرعا. ثم نقل كلام ابن الجوزي في تفسيره قال بينت الاية ان ذلك يقدح في صحة الايمان وعقب عليه بقول كذا قال وليس مراده انه يصير كافر بذلك والقوادح في الايمان نوعان. احدهما قدح نقض وهو الذي ينتقد وبه الايمان والاخر قدح نقص وهو الذي يضعف به الايمان ومودة الكافرين قد تكون تارة من القوادح الناقضة اذا احبهم لدينهم واعجبه غلبتهم على المسلمين وظهورهم عليهم وقد تكون قدح نقص اذا احبهم لاجل الدنيا ولحصول مصلحة له مع بقاء كرهه وبغضه لهم في قلبه. وعلى هذا يوجه كلام ابن الجوزي رحمه الله تعالى بان يكون القدح المذكور فيه اما ان يراد به قدح النقض على المعنى الذي ذكرناه او به قدح النقص على المعنى الذي ذكرناه ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الاية الثانية لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله طوله قد احتج بها ما لك على ترك مجالسة القدرية ومعاداتهم في الله. والحق القرطبي بهم سائر اهل الظلم والعدوان. وذكر في ذلك عن سفيان الثوري قال كانوا يرون انها نزلت في من يسحب السلطان يعني السلطان الظالم. وهذه المعاني المذكورة هي على طريقة السلف من الصحابة والتابعين واتباع التابعين من من الاستدلال بالاعلى على الادنى لوجود مشاركة بينهما. فالاية اصلا فيمن كان كافرا معاديا محادا لله ورسوله. ثم الحق به من وجد عنده قدر من المعاداة وان لم يكن مطلقا كالقدرية وجميع اهل الظلم والعدوان ومن يصحب السلطان الظالم. فان هؤلاء عند لهم نوع محادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فصلح حمل الاية عليهم. فتكون والمحادة نوعان اثنان. النوع الاول محادة تامة من كل وجه. وهي محادة الكافرين وفيهم تنزلت الاية والنوع الثاني محادة ناقصة من وجه دون وجه وهي محادة كل من الى الظلم والعدوان والبدعة والضلال. وهم مندرجون في الاية على وجه الاتباع. للاشتراك في اصل مخالفة امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم الا ان النوع الاول يقتضي الكفر بخلاف الثاني فانه فسق ومعصية. ثم اورد حديث ان عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه ابن مردويه في تفسيره والديلمي بمسند الفردوس ولا يصح نعم وذكر ابن عبد البر عن المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه قال التارك للاخوان متروك كان يقال انصح الناس فيك من الله فيك. قال ابو العتاهية من ذا الذي يخفى عليك اذا نظرت الى حديثه؟ كان سفيان ابن عوينة نتمثل بكل امرئ شكل يقرب. شكل يقر بعينه لكل امرئ شكل يقر بعينه وقرة عين الفشل ان يصحب الفسلا. الفسلى لكل امرئ شكل يقر بعينه وقرة عين الفسل ان يصحب الفسل. الشكل يعني مجالس له موافق في طبعه نعم قال الجوهري الفشل من الرجال الرذل والمفصول مثله وقد فسل بالظم فسالة وفصولة فهو فشل من ومن بسلاء واجسال وفصول وفصالة الهدي وهسالة الحديد سحالته. والفسيلة والفسيل الوذي وهو صغار النخل والجمع الخسلان والفسكل بالكسر الذي يجيء في الحلبة اخر الخيل. وهو السكيت والقشور ومن وهو السفيت وهو الشكيت والقاشور ومنه قيل رجل فاسكل اذا كان رذلا والعامة تقول فاسألوا رجل فسكا اذا كان رظلا والعامة تقول اسكل بالضم ومنه قيل رجل فاسكن اذا كان ردلا والعامة تقول بالظم وقال اخر وصاحب اذا صاحبت حظا فانما ويجري بالفتى قرناه قرناؤه. فقال المأمون الاخوان على ثلاث طبقات كالغذاء لا يستغنى عنهم ابدا وهم اخوان الصفاء واخوان كالدواء يحتاج اليهم في بعض الاوقات وهم الفقهاء. واخوان امتد الى يحتاج اليهم ابدا وهم اهل الملق والنفاق لا خير فيهم. قال الجوهري الملك الود واللطف الشديد واصله التبين. وقد ملق وقد مليق بالكسر يملق ملكا ورجل ملك يعطي بلسانه ما ليس في قلبه. والملك ايضا ما استوى من الارض والملقوسات والملك ساكن مثل الملح. مثل الملح السير الشديد والميلق السريع. وان ملق الشيء واملق اي صار انا وانملت وانملق بالادغام اي صار واملس وقيل اخاك من ابيك قال لي اني لاقطع الفاسد من جسد الذي هو اقرب لي من ابي وامي. اعز نقذا. وقال اكثر ابن صيفي احق تحقق احق من شاركك في النعم شركاؤك في المكاره. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا كلاما حسنا عن المأمون في قسمة الاخوان المصاحبين واتبعه بما يتعلق بتفسيره. وقد جعل المأمون الاخوان على ثلاث طبقات والطبقة الاولى من هم في منزلة الغذاء الذي لا يستغنى عنه وهم اخوان الصفا والطبقة الثانية في منزلة الدواء الذي يحتاج اليهم في بعض الاوقات وهم الفقهاء. والطبقة الثالثة من هم في نعتي الداء وهم الذين لا يحتاج اليهم ابدا وهم اهل الملق والنفاق. وقد قسم ابن القيم رحمه الله تعالى في اغاثة الله فان الناس الى اربع طبقات باعتبار خلطتهم وصحبتهم فالطبقة الاولى من هم كالغذاء لا يستغنى عنهم وهم العلماء الربانيون. والثانية من هم كالدواء يحتاج اليهم في وقت دون وقت وهم من يفتقر اليهم الانسان في معيشته ومصالح دنياه. والثالثة من هم كالداء. وهم العصاة واهل الفسق والفجور والرابعة من هم كالسم. وهم اهل البدع والضلال من اهل الفرق والاهواء فالناس مقسومون في خلطتهم على هذا النعت فما كان غذاء فانت لا تستغني عنه. فالمرء غير مستغني عن العلماء ومن كان دواء فانت تحتاج اليه في مصالحك في وقت دون وقت. ومن كان داء فر منه فان الداء يجذب المرض. ومن كان سما فذلك هو البلاء الاعظم. واذا مال مروا الى اهل البدع والاهواء جروه الى بدعهم وربما ولدت البدعة كفرا. نعم. احسن الله اليكم وقال اكثم ابن سيفي اخذه بعضهم فقال وان اولى البغايا ان تواسيه عند السرور من واسي. ان تواسيه وان اولى البرايا ان تواسيه عند السرور لمن نواساك في الحزن؟ ان الكرام اذا ما اسهلوا ذكروا ذكروا من كان يألفهم في المنزل الخشن. وقال المثقب العبدي يواعدني مواعد كاذب. الثاني يروى وبغير هذا الوجه ان الكرام اذا ما اخصبوا ذكروا من كان يألفهم في الموضع الجذبي. هذه رواية اخرى بيت ناقص يواعدني مواعد كاذبات تمر بها رياج الصيف دوني. فاما ان تكون اخي بحق فاعرف منك رب فاعرف منك غيي من ففي من سبيل. فاعرف منك غثي من سميني والا فاطرحني واتخذني عدوا اتقيك وتتقيني فانك لو تعاندني شمالي عنادك ما وصلت بها يمينك. ما وصلت بها يميني اذا لقطعتها ولقلت بيني كذلك من البين يعني ابعدي عني. ولو قلت بيني اذا لقطعتها كذلك اجتوي من يجتويني. وقال صالح بن عبدالقدوس قل للذي لست ادري من تمن تلونه انا اني لاكثر مما سمتني عجبا. يد تشح واخرى منك تأسوني تغتابني عند اقوام وتمدحني في اخرين وكل عنك يمضيني. هذان امران شتى بينهما شتى شتى بون بينهما. هذان امران شتى بينهما فاكفر لسانك عن ذمه لو كنت اعلم منك الود هان علي بعض الذي قد اصبحت توليني. لا اسأل الناس عما في ضمائرهم ما في ضميري لهم من ذاك يكفيني ارضى عن المرء ما اصفى مودته وليس شيء من البغضاء يرضيني. والله لو كرهت كفى مصاحبتي لقلت اذ لو كرهت كفي مصاحبتي. والله لو كرهت كفي مصاحبتي لقلت اذ كرهت يوما لهابيني ثم انثنيت على الاخرى فقلت لها ان تسعديني والا مثلها كوني والا مثلها كوني اني كذاك اذا امر تعرض لي خشيت منه على دني على النياي او ديني خرجت منه خرجت منه وعرضي ما ادنسه. ولم اقم غرضا للندل يرميني قم بمداقك وموقف هذه واوروبا ورب منطفية ومنطف به. ودار يعني يداريني وملطف بي مدار بي مكاشرة. مغض على وغر في الصدر مكنون ليس الصديق الذي تخشى بوادره ولا العدو على حال بمأمون. يلومني الناس فيما لو اخذ فيما يلومني الناس فيما لو اخبرهم بالعذر فيه يوما لم يلوموني. فقال ايضا ما يبلغ اعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه والشيخ لا يترك اخلاقه حتى يوارى في ثرى رمشه اذا واعاد الى جهله كذا كذا الظنى عاد الى نفسه وان من ادبته في الصبا كالعود يسقى الماء في غرسه حتى تراه مورقا ناضرا بعد الذي ابصرت من يؤسه. وقال ايضا المرء يجمع والزمان يفرق ويظل يرقع والخطوب تمزق ولان يعادي عاقلا خير له من ان يكون له صديق احمق. فارغب لا تصادق احمقا. ان الصديق على الصدوق على الصدوق مصدقوه. وزن الكلام اتقوا. وصدقوا. ان على الصدوق مصدق وزن الكلام اذا نطقت فانما يبدي عقول ذوي العقول المنطق نطق المنطق المنطق يعني الكلام وزن الكلام اذا نطقت فانما يبدي عقول ذوي العقول المنطق. لا الفينك ساويا في غربة ان الغريب بكل اهملني يرشقوك. يرشق. يرشق. ما الناس الا عاملان فعامل قد مات من عطش واخر يغرق واذا امرؤ لسعته افعى مرة تركته حين يجر حبل حبل يفرق. لقي الذين اذا يقولوا يكذبون ومضى الذين اذا يقولوا يصدقوا يريد امرؤ لسعته افعى مرة تركته حين يجر حبل يفرق حين يجر حبل يفرق يعني اذا يجر حبل خاف ناس واذا تركته حين يجر حبل يفرق. بقي الذين اذا يقولوا يكذبوا وما هو الذين اذا يقولون يسبقوا وصالحوا هذا هو صاحب الفلسفة قتله المهدي على الزندقة. كان يعظ ويقص بالبصرة وحديثه يسير وليس بثقة الى انه هي في النوم فقال اني ولدت على رب لا تخفى عليه خافية. فاستقبلني برحمته وقال قد علمت براءتك مما قذفت فقال لقمان لابنه يا بني ثلاثة لا يعلى يعرفون الا في ثلاثة مواطن لا يعرف الحليم الا عند الغضب ولا ولا الشجاع المرائي لا تثبت بها الاحكام على الانام. فاذا قتل هذا الرجل على الزندقة باعتبار حكم الشرع الظاهر فان ما يقع من المنامات بعده لا اثر له في الحكم عليه فاذا مات على الزندقة وقتل شرعا فيها فهو زنديق. وهذا المنام ليس بحجة على ابطال الحكم المحكوم به. وقد يكون من تلبيس ابليس على الخلق فانما يراه الانسان في المنام لا يكون دائما رؤيا صادقة بل ربما كان حديث نفس او حلما شيطانيا. نعم احسن الله اليكم. وقال لقمان وقال وقال لقمان لابنه يا بني ثلاثة لا يعرفون الا في ثلاثة مواطن لا يعرف الحليم الا عند الغضب ولا الشجاع الا لا عند الحرب ولا الاخ الا عند الحاجة. قيل لبعض الحكماء باي شيء يعرف وفاء الرجل دون تجربة واختبار. قال بحنينه الى وتلهفه على ما مضى من زمانه وعن الاصمعي قال اذا اردت ان تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده فانظر الى حنينه الى اوطانه وتشوقه الى اخوانه وبكائه على ما مضى من زمانه. قال عتيبة الاعور ذهب الذين احبهم وبقيت وفي من لا احبه اذ لا يزال كريم قوم فيهم كلب فيهم كلب يسبه. وقال منصور الفقيه يا زمان اورد الاحرار ذلا ومهانة لست عندي بزمان انما انت زمانه انما انت زمانه. يعني القعود الذي الشلل فانت زمانة يعني شلل بمنزلة هذا. نعم لست عندي بزمان انما انت زمانه. وقال اخر فسد الزمان وزال فيه المقرف وجرى مع الفرس الحمار الموكف وجرى مع الفرس الحمار الموكف. كان سفيان الثوري يقول ذهبت الفعل الذي عليه برذعة او ركاب يوضع على ظهره فيركب. المقصود استوى في هذا الزمن الفرس مع الحمار نعم كان سفيان الثوري يقول ذهب الناس لا فلا مرتع ولا مفزع. ولعبد الله ابن مبارك قوله رحمه الله ذهب الناس فلم مرتع اي في حال الامن ولا مفزع اي في حال الخوف. فليس في حال الامن من يقبلون عليه يأنس به هو مواكله وفي حال الخوف ليس فيهم من هو ذو حماسة وجراءة ونخوة يقوم مع المخوف نعم ولعبد الله بن المبارك ذهب ذهب الرجال المقتدى بفعالهم والمنكرون لكل امر منكر. وبقيت فيكم ما شاء الله عليك. والمنكرون لكل امر منكر. وبقيت في خف خف وبقيت في خلف في خلف؟ نعم. وبقيت في خلف يزين بعضهم بعضا ليأخذ فخلف من بعدهم خلفك خلف في خلف بسكون اللام للذم لا تطلق الا للذنب فهو بقيت في خلف بسكون اللام وبقيت في خلف يزين بعضهم بعضا ليأخذ معور عن معور. المعور من قولهم اعور الفارس. اذا ظهر منه موضع للضرب والطعن فكأنه عورة في حقه. فهي استعارة كما ذكر الزمخشري رحمه الله تعالى. فيكون معناه ليأخذ معور يعني ذا عورة وعيب عن اخر مثله. وكل واحد منهم يزين الاخر ويمدحه نعم ولعبد الله بن عبد العزيز بن ثعلبة مضى مضى زمن السماح فلا سماح ولا يرجى لدى احد فلاح. رأيت الناس قد كلابا فليس لديه الا النباح واضح الظرف عندهم قبيحا الظرف عندهم واضح الظروف عندهم قبيحة ولا والله انهم القباح نروح ونستريح اليوم منكم ومن امثالكم قد يشتراح اذا ما الحرهان بارض قوم فليس عليه في هرب جناح. وقال اخر ذهب الوفاء ذهاب الذاهب فالناس بين مقاتل وموارب. فقال اخر ذهب التكرم والوفاء من الورى وتقرب وتقرب الا من الاشعار وفشت خيانات الثقات وغيرهم حتى حتى اتهمنا رؤية الابصار كان بلال رضي الله عنه لما قدم المدينة ينشد تشوقا الى مكة ويرفع عقيرته بواد وحولي اذ خرم وجليل. اذخر وجليل. اذخر وجليل. وهل وهل الذ؟ وهل اردن يوما. وهل يوم المياه مرنة وهل يبدون لي شامة يعني هل يظهر لي جبل شامة او طفيل؟ نعم. وهل يبدو وهل يبدو اني شامة وطفيل؟ فقال اخر مضى الجود والاحسان ويشدث اصله واخمدن نيران الندى والمكارم. وصرت الى ضرب من الناس اخر يرون العلاج جمع الدراهم العلا والمجد جمع الدراهم. يرون العلا والمجد جمع الدراهم كانهم كانوا جميعا انهم كانوا جميعا. كانهم كانوا جميعا تعاقدوا على اللوم والامساك في صلب ادم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى الابيات المتنوعة في عيب ما ال اليه حال الناس وذم ما صاروا اليه. وهذه اشبه بنفثات المصدر تسالي الصدر المكدور باحوال الخلق فيذهب عن نفسه ما يجدها من الم بمثل هذه المعاني التي ينضمها نظما والا فالخير باقي في الناس الى يوم القيامة. ولا يزال الله سبحانه وتعالى يغرس في هذا الدين غرسا يحفظهم به. والاحاديث المروية في الطائفة المنصورة والفرقة الناجية متكاثرة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. واهلها هم الموصوفون بكل جميل. فهم على مكارم الاخلاق ويمتدحونها ويذمون مساوئ الاخلاق ويحذرون منها. لكن من جرى على لسانه من اعلام وعلماء الخلف مثل هذه الابيات فمرادهم بذلك تحذير الناس مما ال اليه حالهم من التحول والتغير عما كانوا عليه من الاخلاق الكاملة والخصال الفاضلة وما دخلهم من الخلل. فاذا اجراها الانسان هذا المجرى يريد بذلك ان ينبههم بالتزام الاخلاق الحميدة والخصال الكريمة كان ذلك محمودا واما ان اراد المتكلم بها ان يشين اهل الزمان وان يعيبهم وان يذمهم فقد جاءت الادلة في التحذير من ذلك كما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال هلك الناس فهو اهلكهم او فهو اهلكهم يعني فهو اشدهم هلاكا او هو في اسباب هلاكهم لانه يقع فيهم ويتكلم بما يظهر فيه ذمهم وعيبهم والازراء عليهم. فاذا صدر هذا الكلام على هذا الوجه كان مذموما. واما على وجه التحذير والتنفير والامر بالمكارم. ولزوم الاخلاق الفاضلة والتحذير مما مال اليه بعض الخلق وصار عادة لهم فهذا شيء لا بأس به وقد تكلم به جماعة من الاكابر وهذا اخر التقرير على هذه في هذا المجلس والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم