السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. سيدنا محمد وعلى اله وصحبه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة العبادة والتوحيد واشهد ان محمدا عبده ورسوله شهادة الاتباع والتجديد. اما بعد فهذا المجلس الاول من الدرس الثاني من برنامج الابواب والفصول الثالث. والمقروء فيه هو فصول منتخبة في ذكر تلبيس ابليس على علماء في فنون العلم من كتاب تلبيس ابليس لابي الفرج ابن جوزي رحمه الله تعالى. وقبل الشروع في اقرائه لابد من في مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ستة مقاصد. المقصد الاول جر نسبه هو العلامة المتفن واعظ الافاق عبدالرحمن بن علي بن محمد البكري يكنى بابي الفرج ويعرف بابن الجوزي المقصد الثاني تاريخ مولده اختلف في مولده على اقوال اشهرها انه ولد سنة ثمان وخمسمائة المقصد الثالث جمهرة شيوخه اخذ رحمه الله عن جماعة من اهل العلم منهم ابو منصور الجوالقي وابو بكر الدينوري وابو الحسن ابن الزاغوني ومحمد بن ناصر البغدادي وعبد الاول ابن عيسى السجزي المقصد الرابع جمهرة تلاميذه تلمذ له وانتفع به طوائف من الحنابلة وغيرهم منهم ابنه يوسف وعبد الغني المقدسي وابو محمد ابن قدامة وعبد اللطيف ابن عبدالمنعم الحراني والمحب ابن النجار المقصد الخامس ثبتوا مصنفاته عد رحمه الله من المكثرين في التصنيف المعددين في انواع العلم وابوابه من التأليف تخلف وراءه كتبا كثيرة منها كتاب الموضوعات وزادوا المسير والمنتظم في تاريخ الملوك والامم وصيد الخاطر هو تلبيس ابليس المقصد السادس تاريخ وفاته توفي رحمه الله سنة سبع وتسعين وخمس مئة وله من العمر وفق اشهر الاقوال في ميلاده تسع وثمانون سنة فرحمه الله رحمة واسعة. المقدمة الثانية التعريف بالمصنف. وتنتظم في ستة مقاصد ايضا المقصد الاول تحقيق عنوانه اسم هذا الكتاب تلبيس ابليس فقد ذكره المصنف بهذا الاسم في كتابه المنتظم وتابعه جماعة من المترجمين له يرحمك الله ووقع في بعض نسخه الخطية تسميته كشف الناموس في تلبيس ابليس وهو من تصرفات النساخ. فالمعروف باسم الكتاب هو تلبيس ابليس. وكفاه ذكر مصنفه له بهذا الاسم في كتابه الاخر المنتظم. المقصد الثاني اثبات نسبته اليه هذا الكتاب احد مصنفات العلامة ابي الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى وشواهد ذلك عدة اولها انه نسبه لنفسه في كتاب المنتظم وثانيها ان جماعة ممن ترجم له نسبوه اليه كالذهبي في سير اعلام النبلاء وابن شاكر للكتبي في الوافي بالوفيات وثالثها وجود اسمه منسوبا اليه على النسخ الخطية للكتاب المقصد الثالث بيان موضوعه موضوع هذا الكتاب دفع صولة ابليس على الخلق بالتحذير من مكايده والدلالة على مصايده فان في تعريف الشر تحذيرا عن الوقوع فيه كما قال المصنف في صدر كتابه المقصد الرابع ذكر رتبته من طرائق المصنفين في ابواب الرقائق واحوال النفوس وعللها التأليف في كشف مكائد الشيطان وقد صنف فيه من القدامى ابن ابي الدنيا والخرائط وقفاهما ابن الجوزي رحمه الله تعالى تقعد قواعده واصل اصوله وقد وصفه صديق حسن خان في ابجد العلوم بقوله نافع جدا لمن يريد الاخرة انتهى كلامه ومع جودة كلامه وحسن تدقيقه الا انه شدد في العبارة واعظم في الاشارة فكأنه كما يخيل لمطالع الكتاب لا يبرئ احدا من الخلق من تجاريه مع الشيطان في مكائده مما دعا ذلك ابن الاثير ان يقول في كامله لما ذكر هذا الكتاب لابي الفرج ابن الجوزي لم يبك على احد لم يبقي على احد من سادات المسلمين وصالحيهم انتهى كلامه المقصد الخامس توضيح منهجه رتب المصنف رحمه الله كتابه في ثلاثة عشر بابا جعل الاول في الامر بلزوم السنة والجماعة والثاني في ذم البدع والمبتدعين ثم جعل باقي الابواب في التحذير من ابليس وبيان طرائقه في التلبيس واعتنى كثيرا بايراد المرويات باسانيده مع طولها دون تعقيب ببيان درجاتها الا مواضع يسيرة وهو يذكر في كل باب وجوه تلبيس ابليس مع كشفها المقصد السادس العناية به لقي هذا الكتاب عناية من جهتين. الاولى اختصاره فقد اختصره جماعة من المتقدمين والمعاصرين. اشهرهم ابن حجر العسقلاني فله مختصر ابليس فله مختصر تلبيس ابليس كما ذكره السيوطي في نظم العقيان الثانية طباعته غير مرة ومع تعدد طبعاته وكثرة نشراته الا انه لا يوجد حتى اليوم منه نسخة مطبوعة جيدة سالمة من الخلل نعم احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمؤمنين. قال المؤلف رحمه الله تعالى الباب السادس في ذكر تلبيس ابليس ابليس ابليس على العلماء في فنون العلم. اعلم ان ابليس يدخل على الناس في التلبيس من طرق منها ظاهر الامر ولكن ولكن يغلب الانسان فيه ولكن يغلب الانسان في ايثار هواه فيغمض على علم يذلله. ومنها غامض وهو الذي فيغمض على علم بزلله فيغمض على علم بزلله. احسن الله اليكم فيغمض على علم بزلله ومنها غامض وهو الذي يخفى على كثير من العلماء ونحن نشير الى فنون من تلبيسه يستدل بمذكورها على مغفلها اذ حصر الطرق يطول والله العاصم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان ابليس يدخل على الناس في التلبية من طرق والمراد بالتلبيس اظهار الشيء في غير صورته طالب اختصاصه في خطاب الشرع والوضع العربي بالشبهات دون الشهوات. فان الملبس هو الذي يدخل الباطل في الحق حتى ايروج الباطل فحالهم كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في اغاثة الله فان كل صاحب باطل لا يتمكن من اظهار باطنه الا في قالب حق. انتهى كلامه. فالالباس هو اظهار الباطل في ثوب حق ومأخذه الشبهة دون الشهوة. ولو ان المصنف لم يسمي كتابه تلبيس ابليس وسماه وسوسة ابليس لكان اولى لاختصاص التلبيس بالشبهات في اظهار الباطن في قالب حق. والشيطان يضع مكايده للخلق. في الشهوات شبهات والته في ذلك الوسوسة. كما قال الله عز وجل الذي يوسوس في صدور الناس ثم ذكر المصنف رحمه الله ان طرائق ابليس باعتبار الظهور وعدم تنقسم الى قسمين الاول طرائق ظاهرة يعرف المرء انها من كيد الشيطان ولكنه يؤثر هواه فيغمض على علم بزلله ويتمادى مع الشيطان في اتباع كيده والاخلاد الى وسوسته والثاني طرائق غامضة. يزين فيها الشيطان الباطل بحيث يظهر في قالب حق ولا يطلع على كيده كثير من العلماء فضلا عن غيرهم ثم ذكر المصنف ان انواع تلبيس الشيطان التي اشار اليها بقوله فنون من تلبيسه انها لا تنحصر لكن يستدل بما ذكره هنا على ما اغفل ذكره فلم يورده وقد جعل المصنف رحمه الله تعالى مهيعه في كشف تلبيس ابليس على العلماء اعداد انواع العلماء باعتبار فنونهم. فذكر القراء والمحدثين والفقهاء وهلم جرا. وانما احسن المصنف صنيعته هذه لانه لم يجعل متعلق التلبيس هو العلم نفسه. فان القرآن والحديث والفقه والسائل انواع العلوم من حيث هي ليست محلا لتلبيس ابليس. ولكن تلبيسه هو على المتعلم بها فتلبيسه على القراء لا على القرآن وعلمه. وتلبيسه على المحدثين لا على الحديث وعلمه وقل هذا في سائر العلوم. نعم. احسن الله اليكم. ذكر تلبيسه على القراء فمن ذلك كأن احدهم يشتغل بالقراءات الشاذة وتحصيلها فيفني اكثر عمره في جمعها وتصنيفها والاقراء بها. ويشغله ذلك عن معرفة الفرائض والواجبات فربما رأيت امام مسجد يتصدى للاقراء ولا يعرف ما يفسد الصلاة. وربما حمله حب التصدر حتى لا يرى بعين الجهل حتى لا يرى بعين الجهل على ان يجلس بين يدي العلماء ويأخذ عنهم العلم. حتى لا يرافع الى احسن الله اليكم حتى لا يرى بعين الجهل على ان يجلس بين يدي العلماء ويأخذ عنهم العلم ولو تذكروا لعلموا ان المراد حفظ القرآن حفظ القرآن تقويم الفاظي ثم فهمه ثم العمل به ثم الاقبال على ما يصلح النفس ويطهر اخلاقها. ثم التشاور بالمهم عن بالمهم من الشرع ومن الغبن الفاحش تضيع الزمان فيما غيره الاهم. قال الحسن البصري رحمه الله تعالى انزل القرآن انزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس تلاوته عملا. يعني انهم اقتصروا على التلاوة وتركوا وتركوا العمل رحمه الله تعالى المسلك الاول من مسالك الشيطان في تلبيسه على القراء وهو صرفهم من العناية بالاهم لا العناية بما هو دونه. فتجد احدهم يشتغل بقراءات الشادة ويفني عمره فيها ويصنف ويقرأ لها ويشغله ذلك عما يلزمه من الفرائض والواجبات. ثم يحملهم اشتغالهم بهذا الى التكبر عن الاشتغال بالفاضل من العلوم التي تلزمهم. حتى لا ينسبون الى الجهل اذا بين ايدي العلماء لاخذ العلم عنهم. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما يكشف هذا التلبيس فقال ولو تفكروا لعلموا ان المراد حفظ القرآن وتقويم الفاظه ثم فهمه ثم العمل به ثم الاقبال على ما يصلح النفس ويطهر اخلاقها ثم التشاغل بالمهم من علوم الشرع. فاخذ العبد للقرآن بحفظه وتصحيح الفاظه ومعرفة قراءته لا يراد لذاته. وانما يراد ان يكون مرقاة لفهمه فاذا فهم الانسان القرآن بقراءاته عمل به بعد ثم اقبل على نفسه باصلاح اخلاقه وتقويم اعوجاجها ثم تشاغل بالمهم من علوم الشرع اللازمة له من الفرائض والواجبات ومن الغبن للفاحش الذي يلحق الانسان فيه نقص ان يضيع زمنه فيما غيره الاهم. ثم ذكر رحمه الله تعالى قول الحسن انزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس تلاوته عملا. يعني ان القرآن لا ينبغي ان يقتصر على تلاوته ويتقرب الى الله بها. بل يجب ان تكون التلاوة محركة للانسان في الاجتهاد في العمل نعم احسن الله اليكم. ومن ذلك ان احدهم يقرأ في محرابه بالشاذ ويترك المتواتر مشهور. والصحيح عند العلماء ان الصلاة لا تصحوا بهذا الشاذ وانما مقصود هذا اظهار الغريب لاستجلاب مدح الناس واقبالهم عليه لاستجلاب مدح الناس واقبالهم عليه وعنده انه متشاغل بالقرآن ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا ثانيا من تلبيس ابليس على القراء. وهو قراءة احدهم في محرابه اماما للناس بالشواذ وتركه للمتواتر المشهور. فيعدل عن القراءات المتواترة المشهورة المستفيضة عند الناس. ويقرأ بالشاد. وقد اشار الى ضابط ما يصح من القراءات وما يشد ابن الجزري رحمه الله تعالى فقال في طيبة النشر وكل ما وافق وجه نحو وكان للرسم احتمالا يحوي وصح اسنادا هو القرآن فهذه الثلاثة الاركان وحيثما يختل ركن اثبتي شدوده لو انه في السبعة فالمقبول عندهم من القراءة الصحيحة ما جمع ثلاثة اركان اولها صحة السند والمراد به عند القراء التواتر. والثاني موافقة العربية ولو بوجه والثالث موافقة رسم مصحف عثمان رضي الله عنه فاذا اختل شرط من هذه الشروط نسب المختل الى الشاذ فالشاذ هو ما فقد احد اركان القراءة الصحيحة المقبولة والصحيح عند العلماء ان الصلاة لا تصح بهذا الشاذ. ولا يجوز للانسان ان يصلي به. وانما مقصود من يفعل هذا اظهار الغريب ليستجيب مدح الناس واقبالهم عليه. وعنده انه متشاغل بالقرآن وهو اثم بما فعل. لان القراءة بالشواذ في الصلاة لا تجوز. بل محرمة ويشبه هذا من قرأ منهم اماما بالناس بقراءة تخالف قراءة اهل بلد وعقول الناس لا تحتملها. فاذا قرأ الانسان بقراءة بقراءة صحيحة سوى قراءة اهل بلده والناس لا علم لهم بالقراءات كان مخطئا في فعله. اثما بما صنع فان احتملت عقول الناس ذلك وكانت لهم معرفة بالقراءات فله ان يفعل ذلك الاولى ملازمة قراءة اهل البلد الا ان تكون لهم معرفة بالقراءات فينوع ذلك بهم كيفما شاء او يكون عالم او يكون هو عالما مقتدى به مرجعا اليه في الفتوى في الاحكام وله تصرف في علم القراءات فان الناس يقبلون من مثله. نعم. احسن الله اليكم. ومنهم من يجمع القراءة يقول ملك ما لك ملاك وهذا لا يجوز لان ملاك احسن الله ومنهم من يجمع القراءة فيقول ملك ما لك ملاك وهذا لا يجوز لانه اخراج للقرآن عن نظمه. ذكر المصنف رحمه الله على مسلكا ثالثا من تلبيس ابليس على القراء وهو انه يزين لهم جمع القراءات في اثناء الصلاة فيصلي احدهم اماما بالناس ويجمع بين احرف القراءات فيقرأ مثلا في الفاتحة ما لك يوم الدين فيقول ملكي مالك ملاكي يوم الدين. ويكمل بقية السورة على هذا الوضع والقراءتان قوليان صحيحتان من العشر. واما ملاك فهي شاذة. والجمع للقراءات في اثناء لا يجوز لانه اخراج للقرآن عن نظمه. اي نسقه الذي انزل به. فان الله لم ينزله بتكرار هذه الاحرف الثلاثة ما لك ما لك ملاك يوم الدين. وانما يقرأ على وجه واحد والقراءات باعتبار احرفها هي من جنس السنن المتنوعة. والسنن لا تجمع في المحل الواحد. فلا يشرع للانسان ان يجمع في صلاته بين قراءتين في موضع فان اختلف الموضع ففي الجمع بينها قوة لان كلا سنة الا ان يكون تلفيقا بان يدخل هذا من قراءة هذا وهذا من قراءة هذا ولا يتسق نظام القراءة باعتبار المد والادغام وغيرها من الاحكام بين من ادخل قراءة احدهما في الاخر واما الجمع للقراءات في خارج الصلاة للتعليم فذلك جائز. فان عادة كمن مضى افراد كل قارئ بختمة قرآنية فيقرأ لقالون مع النافع ثم يقرأ لورش النافع وهلم جرا حتى يستكمل الروايات. ثم لما ضاقت الازمان وكثرت الاشغال رخص اهل العلم في الجمع بين القراءات للتعليم وجوز ذلك وكان ابتداء ذلك في القرن السادس تقريبا. وبقي عليه العمل حتى اليوم ما قال ابن الجزري في الطيبة وقد جرى من عادة الائمة افراد كل قارئ بختمة حتى يؤهلوا لجمع الجمع بالعشر او اكثر او بالسبع. نعم. احسن الله اليكم. ومنهم من يجمع السجدات والتهليلات والتكبيرات وذلك مكروه وقد صاروا يوقدون النيران الكثيرة للختمة فيجمعون بين تضييع المال والتشبه بالمجوس والتسبب الى اجتماع النساء والرجال بالليل للفساد. ويريهم ابليس ان في هذا اعزازا للاسلام. وهذا تلبيس عظيم لان اعزاز لان الشرع باستعمال المشروع. ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا رابعا من تلبيس ابليس على القراء. وهو ان فيهم من يجمع السجدات والتهليلات والتكبيرات اي عند ختمه فيجمع المواضع التي فيها سجود في القرآن المواضع التي ذكر فيها التهليل من ايات القرآن والمواضع التي ذكر فيها التكبير ويجعلها جميعا ازاء بعضها البعض مناسبة للختم. ويضمون الى ذلك ايقاد النيران الكثيرة فيضيعون المال ويتشبهون بالمجوس ويجتمعوا في ذلك النساء والرجال بالليل للفساد ويريهم ابليس ان في هذا اعزازا للاسلام لانه ختم للقرآن على هذا النحو الذي يفتر فيه الخلق العظيم وهذا تلبيس عظيم كما ذكر المصنف لان اعزاز الشرع باستعمال المشروع اي المأذون به وما عدا فلا عزة فيه. نعم. احسن الله اليكم. ومن ذلك ان منهم من يتسامح بادعاء القراءة على من لم على من لم يقرأ عليه وربما كانت له اجازة منه. وقال اخبرنا تدليسا وهو يرى ان الامر في ذلك قريب لكونه يروي القراءات ويراها فعلى خير وينسى ان هذا كذب يلزمه يلزمه اثم الكذابين. ذكر المصنف رحمه الله مسلكا خامسا من مسالك تلبية ابليس على القراء وهو ان منهم من يتسامح بادعاء القراءة على من لم يقرأ عليه. وربما كانت له اجازة منه فيقول فيها اخبرنا ويدلس ذلك ويرى ان الامر في ذلك قريب وانه لا بأس بفعل مثل هذا لانه يروي القراءات عنه اجازة وهي فعل خير فلا بأس من التوسع في مثل ذلك وهو كذب كما قال المصنف رحمه الله تعالى لان اداء المحمول على غير الوجه الذي تحمله الانسان لا يجوز. فمن تحمل سماعه فانه يؤدي سماعا ومن تحمل اجازة فلا يجوز له ان يؤديها سماعا وانما يؤديها فلا يجوز له ان يؤديها سماعا مدعيا انها حصلت له بالسماع وهو انما اجيز بها دون سماع. واذا ضم الى كذلك قوله اخبرنا الموهمي الموهم للسماع فان ذلك من اشد التدليس والتمويه وقد وقع هذا من جماعة يعبرون بقولهم اخبرنا ويدلسون في ذلك فنسبوا الى التدليس. وهذا اذا عرف انه اصطلاح فلا بأس به كما قال ابن حجر وغيره. لكن ان لم يكن ذلك اصطلاحا له فان هذا تدليس قبيح. وممن ذكر انه يفعل هذا ابو نعيم احمد ابن عبد الله الاصبهاني صاحب حلية اولياء ولاجل هذا ذكره الحافظ ابن حجر في تعريف اهل التقديس لكنه رأى انه اصطلاح له ومن كان له اصطلاح في ذلك وقد بين فلا تثريب عليه وانما العيب على من يجعل الاجازة سماعا ويموه على الناس ويقرئ بها القراءات نعم احسن الله اليكم. ومن ذلك ان المقرئ المجيد يأخذ على اثنين وثلاثة ويتحدث مع من يدخل عليه. والقلب لا جمع هذه الاشياء ثم يكتب خطه بانه قد قرأ على فلان بقراءة فلان. وقد كان بعض المحققين يقول ينبغي ان يجتمع اثنان او ثلاثة ويأخذ على واحد ومن ذلك ان ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا سادسا من تلبيس ابليس على القراء وهو ان منهم ممن يجيد القراءة من يسمح للاخذين عنه بالاجتماع عليه فيقرأ عليه اثنين اقرأوا عليه اثنان او ثلاثة وكل واحد منهم يقرأ برواية غير رواية صاحبه ثم يتوسع هذا المقرئ ويتحدث مع من يدخل عليه. والقلب لا يطيق جمع هذه الاشياء. فانه من المقطوع به انه لا يحتمل قلب امرء ادم ان يعقد اكثر من رواية تقرأ عليه في ان واحد فليس ذلك من قدر البشر. ثم تجد من يفعل ذلك يكتب بانه قد قرأ عليه فلان بقراءة فلان. ثم ثم ذكر رحمه الله تعالى بعد عيبه لهذا المسلك منهم ان بعض المحققين قال ينبغي ان يجتمع اثنان او ثلاثة ويأخذ على واحد اي لا بأس ان يقرأ اثنان او ثلاثة على واحد في زمن واحد لكن برواية واحدة فيجتمع عدد قليل كالاثنين او الثلاثة او الاربعة فيقرأون برواية حفص عن عاصم او ورش عن نافع على شيخهم وقد يقرأ كل واحد منهم في موضع مختلف من القرآن عن صاحبه فهذا جوزه بعض المحققين وكان يفعله علم الدين السخاوي تلميذ الشاطبي كما ذكره الذهبي عنه وغيره وعاب الذهبي رحمه الله تعالى ذلك عليه. وان كان قد يتحمل فيمن كان مجيب متقنا وهم قلة ممن تحتمل مداركهم ذلك في رواية واحدة عن امام واحد اما مع تعداد روايات بان يقرأ احدهم برواية ورش عن نافع والاخر برواية حفص عن عاصم وهلم وجرف هذا ممنوع قطعا لانه ليس في قدر الخلق. نعم. احسن الله اليكم. ومن ذلك ان اقواما من القراء يتباورون بك كثرة القراءة وقد رأيت من مشايخهم ما يجمع الناس ويقيم شخصا ويقرأ في النهار الطويل ثلاث ختمات فان قصر عيبا وان قد تم مدح وان اتم مدح وتجتمع العوام لذلك ويحسنونه وكما يفعلون في حق السعاة ويريهم ابليس ان في كثرة تلاوة ثوابا وهذا من تلبيسه لان القراءة ينبغي ان تكون لله تعالى لا للتحسين بها. وينبغي ان تكون على تمهل وقال عز وجل لتقرأه على الناس على مكث. وقال عز وجل ورتل القرآن ترتيلا. ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا من مسالك تلبيس ابليس على القراء وهو ان منهم من يتبارون متفاخرين بكثرة القراءة فيجتمع الناس ويقام شخص ويقرأ في النهار الطويل ثلاث ختمات فان قصر عيبا وان اتم مدح بانه ختم القرآن ثلاث مرات في نهار واحد واجتمعوا على ذلك العوام ويحسنون هذا ويريهم ابليس ان في كثرة تلاوة ثوابا وهذا من تلبيسه كما ذكر المصنف لان القراءة ينبغي ان تكون لله تعالى لا للتحسين بها اي لا اله ان يحسن الانسان مقامه ورتبته عند الخلق. وينبغي ان تكون على تمهل وتؤدة وتأن كما قال الله عز وجل لتقرأه على الناس على مكث يعني على تؤدة وتأن. وقال عز وجل ورتل القرآن ترتيلا فيقرأه على وجه التمهل فيه. نعم. احسن الله اليكم. ومن ذلك ان جماعة من القراء احدثوا قراءة وقد كانت الى حد قريب. وعلى ذلك فقد كرهها احمد بن حنبل وغيره ولم يكرهها الشافعي. انبأنا محمد بن ناصر قال ان انا ابو علي الحسين ابن سعد الهمزاني قال انبأنا ابو بكر احمد بن علي احمد بن علي بن بلال اما ابن لال احسن الله اليكم ابن لال قال حدثنا الفضل ابن فضل قال حدثنا السياحي قال حدثنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي واما استماع الحذاء ونشيد العرب اما استماع الحذاء ونشيد الاعراب فلا بأس به ولا بأس بقراءة الالحان وتحسين الصوت وقلت انما اشار الشافعي الى ما كان في زمانه وكانوا يلحنون يسيرا. فاما اليوم فقد صيروا ذلك على قانون الاغاني وكلما قرب ذلك من مشابهة الغناء زادت كراهته. فان اخرج القرآن عن حد عن حد عن حد وضعه ذلك ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا ثامنا من مسالك تلبيس ابليس على القراء وهو احداثهم قراءة الالحان والمراد بقراءة الالحان. قراءة القرآن بالتنغيم فيه. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من اهل العلم من كرهها كاحمد ابن حنبل ولم يكرهها الشافعي رحمه الله تعالى وحاصل كلام اهل العلم في هذه المسألة التي اختلف فيها بين محرم وكاره ومبيح ان يقال ان تنغيم القرآن الكريم محرم اذا وجد فيه شيئان احدهما اخراج الحرف عن وضعه. بان يزاد فيه حتى يتكرر او يعدل به عن وجهه لانه قراءة غير القرآن. فما كان بواو واحدة في القرآن لا يجوز ان يكون بواوين وما كان كسرا لم يجز ان يكن ان يجعل ياء والثاني اذا وقعت تلك الالحان على موافقة الحان الغناء والمجون. وطرائق اهلها فان خلت من هذين الامرين فان لها حالين الاولى ان تكون جارية على الطبع دون تكلف ولا تصنع فهذه جائزة لا بأس بها والله عز وجل يهب لمن يشاء من الخلق اصواتا حسنة جميلة ذات نغم والثانية ان يكون ذلك بتكلف وتمرن وصناعة ودرس وتطلب كثير فهي مكروهة نعم احسن الله اليكم. ومن ذلك ان قوما من القراء يتسامحون بشيء من الخطايا كالغيبة للنظراء. وربما اتوا اكبر من ذلك الذنب ان حفظ القرآن يرفع عنهم العذاب واحتجوا بقوله عليه الصلاة والسلام لو جعل القرآن في ايهاب ما احترق وذلك من تلبيس ابليس عليهم لان عذاب من يعلم اكثر من عذاب من لم يعلم. اذ زيادة العلم تقوى تقوي. احسن الله اليكم. اذ زيادة العلم تقوي حجة وكون القارئ لم يحترم ما ما يحفظ ما يحفظ ذنب اخر. قال الله عز وجل انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى؟ وقال في ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتي من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين. وقد اخبرنا احمد بن احمد المتوكل وقال اخبر قال انبأنا احمد بن علي بن ثابت قال هذه قاعدة وان انبأنا لا تختصر ابدا عندهم وانما اذا كانت ناء فهي اختصار حدثنا. نعم. احسن الله اليكم. وقد اخبرنا احمد بن احمد المتوكل قال اخبر قال ام قال حدثنا احمد بن علي بن ثابت قال حدثنا ابو الحسن ابن زرقوي قال حدثنا اسماعيل الصفار قال حدثنا ابن يحيى وانا حدثنا معروف الكرشي قال قال بكر ابن حبيش ان في جهنم لواديا تتعوذ جهنم من ذلك الوادي كل يوم سبع مرات وان في الوادي لجبا يتعوذ الوادي وجهنم من ذلك الجب كل يوم سبع مرات وان في الجب لحية يتعوذ الجب وجهنم من تلك الحية كل يوم سبع مرات يبدأ يبدأ بفسقة حملة القرآن فيقولون اي ربي يبدأ بنا قبل اعمدة الاوثان فقيل لهم ليس من يعلم كمن لا يعلم فلنقتصر على هذا الانموذج فيما يتعلق بالقرآن ختم المصنف رحمه الله تعالى بذكر التاسع من تلبيس ابليس على القراء وهو ان منهم من يتسامح بمواقعة المعاصي كالغيبة للنظراء والاقران. وربما اتوا اكبر من ذلك الذنب معتقدين ان حفظ القرآن يرفع عنهم العذاب وزين لهم ذلك بالاحتجاج بالحديث المروي. لو جعل القرآن في ايهاب ما احترق. وهذا الحديث رواه احمد وغيره واسناده ضعيف. واختلف في معناه على اقوال فقيل ان معناه ان قارئ القرآن لا يعذب في النار وفيه نظر وقيل انه على ظاهره فلو جعل القرآن في ايهاب ما احترق الا ان ذلك مخصوص بزمن النبوة اية للنبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره ابن فورك في مشكلي الحديث له. ولو صح هذا الحديث والله اعلم فان المعنى ان من كان من اهل القرآن الذين هم اهل القرآن ممن وعى القرآن على حقيقته فعمل به امتثله فان الله سبحانه وتعالى لا يعذبه. لان من اعمل القرآن على نفسه لازم الطاعة وباعد معصيته وادمن التوبة فكان ذلك ردءا فكان ذلك درءا له من العذاب وحماية ووقاية له منه. واما غير هذا المعنى فلا يظهر منه شيء على ان الحديث ضعيف كما ذكرنا. ثم ذكر ان من تلبيس ابليس عليهم ان ذلك من تلبيس ابليس عليهم لان عذاب من يعلم اكثر من بمن لم يعلم اذ زيادة العلم تقوي الحجة. وكون القارئ لم يحترم ما يحفظ. ذنب اخر. فان الله عز وجل يعظم من ذنب من اتاه فضله في العلم او المال او غيرها. واورد المصنف في ذلك خبرا عن بكر ابن حبيش لا يصح ولو اورد المصنف حديث ابي هريرة في صحيح مسلم في ذكر الذين تسعر بهم النار وان اولهم رجل قرأ القرآن وتعلم العلم ليقال قارئ وعالم تسعر به النار في اول من تسعر لكان كافيا في الدلالة على مقصوده ومغنيا عن ايراد مثل هذا الاثر الذي لا يصح. ثم ذكر المصنف ان ما ذكره وها هنا نموذج اي ضرب المثال بذكر بعض المسالك والا فان ورائها مسالك راء. احسن الله اليكم. ذكر تلبيس ابليس على اصحاب الحديث. من ذلك ان قوما استغرقوا اعمارهم في الحديث والرحلة فيه وجمع الطرق الكثيرة وطلب الاسانيد العالية والمتون الغريبة. وهؤلاء على قسمين قسم قصدوا حفظ والشرع بمعرفة صحيح الحديث من سقيمه. وهم مشكورون على هذا القصد الا ان ابني سيلبس عليهم بان يشغلهم بهذا عما هو فرض عين من معرفة ما يجب عليهم والاجتهاد في اداء اللازم والتفقه في الحديث فان قال قائل فقد فعل هذا خلق كثير من السلف ابن معين وابن المديني والبخاري ومسلم؟ فالجواب ان اولئك جمعوا بين معرفة المهم من امور الدين والفقيه فيه وبينما طلبوا من الحديث واعانهم على ذلك قصر الاسناد وقلة الحديث فاتسع زمانه للامرين. فاما في هذا الزمان فان طرق الحديث طالت والتصانيف فيها وما في هذا الكتاب في تلك الكتب وانما الطرق تختلف فقل فقل ان يمكن احدا فقل ان يمكن احدا ان يجمع بين الامرين ترى المحدث يكتب ويسمع خمسين سنة ويجمع الكتب ولا يدري ما فيها ولو وقعت له حادثة في صلاته لافتقر الى بعض احداث متفقهة الذين يترددون اليه لسماع الحديث منه وبهؤلاء تمكن الطاعنون على تمكن الطاعنون على المحدثين فقالوا زوامل ثار لا يدرون ما معهم. فان افلح عدو ما نظر في حديثه فربما عمل بحديث منسوخ وربما فهم من الحديث ما يفهم العامي الجاهل وعمل بذلك وليس بالمراد من الحديث كما كما روينا عن بعض كما روينا عن بعض المحدثين كما روينا ان بعض محدثنا روي عن روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه نهى ان يسقي الرجل ماءه زرع غيره. فقال جماعة ممن حضر قد كنا اذا فضل عنا ماء في بساتيننا سرحناه الى جيراننا ونحن نستغفر الله. فما فهم القارئون والسامع ولا الشاعر ان وطأ الحبال من السبايا احسن الله اليكم حبال جمع حبلى يعني حامل ولا شاعر ان المراد وطأ الحبالة من السبايا. قال الخطابي وكان بعض مشايخنا يروي الحديث عن يروي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن للحلق قبل الصلاة يوم الجمعة باسكان اللام. قال واخبرني انه بقي اربعين سنة لا يحلق رأسه قبل الصلاة. قال فقلت له انما هو الحلق جمع حلقة وانما كره الاجتماع قبل الصلاة للعلم والمذاكرة وامر ان يشتغل بالصلاة وينصت للخطبة وينصت وينصت للخطبة فقال فقد فرجت علي وكان من الصالحين وقد كان ابن صاعد كبير القدر في المحدثين لكنه لما قلت مخالطته للفقهاء كان لا يفهم فتوى حتى انه قد اخبرنا ابو منصور البزار قال حدثنا ابو بكر احمد ابن علي ابن ثابت قال سمعت قال سمعت البرقاني قال سمعت البرقاني قال سمعت البرقاني يقول قال ابو بكر قال سمعت سمعت البرقاني يقول قال ابو بكر الابهري الابهري قال ابو بكر الابهري الفقيه لكنت عند يحيى بن محمد بن صاعد فجاءته امرأته فقالت ايها الشيخ ما تقول في بئر سقطت فيه دجاجة فماتت فهل الماء طاهر او نجس فقال يا يحيى فقال يحيى ويحك كيف سقطت الدجاجة من البئر؟ قالت لم تكن البئر مغطاة قال يحيى الا غطيتها حتى لا يقع فيها شيء؟ فقال الابهري فقلت يا هذه ان كان الماء تغير فهو نجس والا فهو طاهر وكان ابن شاهين في قد يصنف في الحديث مصنفات كثيرة اقلها جزء جزء واكثرها التفسير وهو الف جزء وما كان يعرف من الفقه شيئا وقد كان فيهم من يقدم على الفتوى وقد كان فيهم من يقدم على الفتوى بالخطأ يقدمه بالفتوى. احسن الله اليكم. وما وقد كان فيهم من يقدم على الفتوى بالخطأ لان لا يرى بعين الجهل. فكان فيهم من يسير بما يفتي به ضحكة فسئل بعضهم عن ضحكا ضحكة احسن الله اليكم فكان فيهم من يصير بما يفتي به ضحكه فسئل بعضهم عن من الفرائض فكتب في الفتوى تقسم على فرائض الله سبحانه وتعالى. وانبأنا محمد بن ابي منصور قال اخبر قال حدثنا احمد ابن زينب بن حبرون قال حدثنا احمد بن محمد العتيقي قال حدثنا ابو عمر ابن حياء قال حدثنا سليم ايوه ايوه اكتب. نعم قال حدثنا ابو عمر ابن قال حدثنا ابو عمر ابن حيوة قال حدثنا سليمان ابن اسحاق الحلاب وانا إبراهيم الحربي قال ابلغني ان امرأة جاءت الى علي ابن داوود وهو يحدث وبين يديه مقدار الف نفس الف مقدار الف نفس فقالت له حلفت بصدقة ازاري فقال لها بكم اشتريته؟ قالت باثنين وعشرين درهما. قال اذهبي صوم اثنين واثنين قال اذهبي فصومي اثنين اثنين وعشرين يوما. فلما مرت جعل يقول اه اه غلطنا والله امرناها بكف الظهار قلت فانظروا الى هاتين الفظيحتين فظيحة الجهل وفضيحة الاقدام على الفتوى بمثل هذا التخليط. واعلم ان عموم المحدثين ظاهر ما تعلق من صفات الباري سبحانه على مقتضى الحس فشبهوا فشبهوا لانهم لم يخالطوا الفقهاء فيعرفوا حمل المتشابه على مقتضى الحكم وقد رأينا في زماننا من يجمع الكتب منهم ويكثر السماع ولا يفهم ما حصل ولا يفهم ما حصل. ومنهم من لا يحفظ القرآن ولا يعرف كان الصلاة فتشاغل هؤلاء على زعمهم بفروض الكفاية عن فروض الاعيان. وايثار ما ليس بمهم على المهم من تلبيس ابليس. القسم الثاني اكثر سماع الحديث ولم يكن مقصودهم صحيحا ولا ارادوا معرفة الصحيح من غيره بجمع الطرق وانما كان مرادهم العوالي والغرائب. فطافوا فطافوا البلدان ان يقول احدهم لقيت فلانا ولي من الاسانيد ما ليس لغيري وعندي احاديث ليست عند غيري. وقد كان دخل الينا الى بغداد طلبة الحديث وكان يأخذ الشيخ فيقعده في الرقة وهي البستان الذي على شاطئ دجلة فيقرأ عليه ويقول في مجموعاته حدثني فلان فلان بالزقة بالرقة نعم. احسن الله اليكم. حدثني فلان وفلان بالرقة ويهم الناس انها البلدة التي بناحية الشام نظن انه قد تعب في الاسبار لطلب الحديث. وقد كان يقعد الشيخ بين نهر بين نهر كان يقعد الشيخ. وكان وكان يقعد الشيخ بين نهر عيسى والفرات. ويقول حدثني فلان من النهر يوهم انه قد عبر خرسان في طلب الحديث. وكان يقول حدثني فلان في حلة الثانية والثالثة ليعلم ليعلم الناس ليعلم الناس قدرة تعبه في طلب الحديث فما بورك له ومات في زمان الطلب. وهذا كله من الاخلاص بمعزل وانما مقصوده من وانما مقصودهم الرساة والمباهاة ولذلك يتبعون شاذ الحديث وغريبة وربما ظفر احدهم بجزء فيه سماع اخيه المسلم فاخفاه وبالرواية وقد يموت هو ولا يرويه فيفوت الشخصين وربما رحل احدهم الى شيخ الى شيخ الى شيخ اول اسمه قاف او كاف ليكتب وذلك بمشيخته فحسب. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بابا اخر من ابواب تلبيس ابليس على آآ العلماء وخصه باصحاب الحديث. وذكر اول مسالك تلبيس ابليس عليهم ان منهم من استغرق عمره في سماع الحديث وجمع طرقه والرحلة في ذلك. وهؤلاء على قسمين فالقسم الاول من قصدوا حفظ الشرع بمعرفة صحيح الحديث من سقيمه الا ان ابليس يشغلهم بهذا عما هو فرض عين من معرفة فيجب عليهم والاجتهاد في اداء اللازم والتفقه في الحديث. وقد كان من مضى من السلف كيحيى بن معين وابن مدين والبخاري مسلم يقصدون هذه النية فهم جمعوا الاسانيد ورحلوا في طلب الحديث لحفظ الديانة وحالهم انهم جمعوا بين معرفة المهم من امور الدين والفقه فيه وبينما طلبوا من الحديث. بخلاف غيرهم فان الزمن قد تغير فطالت الاسانيد وكثرت الاحاديث وما يوجد في هذا الكتاب يوجد في كتاب اخر. فصار من تأخر تطول عليه اسانيد وتكثر الاحاديث فيمنعه ذلك من التفقه بما يلزمه ويقع منهم من الجهل ما يجعلهم ضحكة في اعين الناس كحال هذه الاخبار التي ذكرها المصنف ان بعض المحدثين روى حديث انه ان يسقي الرجل ماءه زرع غيره ففسروها بهذا التفسير وانه كنا اذا فظلوا عنا ماء في بساتيننا سرحناه الى اي اجريناه الى جيراننا ونحن نستغفر الله. والمراد بهذا الحديث انما هو مطأ وطء الامة الحبلى اذا اسرت ثم ذكر ما ذكره الخطابي رحمه الله تعالى في كتابه في بيان غلط المحدثين ان من مشايخ من كان يروي حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحلق قبل الصلاة يوم الجمعة يعني عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة وهو حديث رواه ابو داود وغيره واسناده حسن فكان يرويه باسكان اللام ويظنه الحلق. ثم ذكر خبر ابن صاعد قصته مع الابهر واسنادها صحيح. ثم ذكر خبر ابن شاهين وقد شهر رحمه الله تعالى بالضعف في معرفة الفقه والاحكام ثم ذكر ان هذا الجهل جعل بعضهم ضحكة في الناس اي يتخذه الناس ضحكة يضحكون عليه ويسخرون به. ثم اورد خبر علي ابن ابي داود في قصة المرأة. واسناده ضعيف ولا تصح. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان من ما اصاب المحدثين في في قلة الفقه ان عمومهم حملوا ظاهر ما تعلق من صفات الباري على مقتضى الحس. يريد بذلك اثبات الصفات وهذا الذي نسب اليهم ابن الجوزي هم برءاء منه فانهم لم يحملوا الصفات التي اثبتوها لله على مقتضى الحس وتشبيه الخالق بالمخلوق وانما اثبتوها على ظاهر اللغة التي تعرفها العرب من لسانها فهم التزموا دلالتها في الوضع العربي. فلا يعابون بذلك الا ان ابا الفرج رحمه الله تعالى كان كثير التخليط في هذا الباب كما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية في درء تعارض والنقل ولم تثبت قدمه في باب الصفات وله كلام حسن في بعض كتبه وكلام رديء رديء في مواضع اخرى. والمقصود قودوا ان ابن الجوزي عاب اهل هذا القسم الاول في من تأخر انهم اشتغلوا بجمع الحديث مع طول طرقه وتفرع به واهملوا ما يلزمهم من الفقه والدين. وذكر المصنف رحمه الله تعالى القسم الثاني من هؤلاء وهم قوم اكثر سماع الحديث. ولم يكن مقصودهم صحيحا ولا ارادوا معرفة الصحيح من غيره بجمع الطرق. بخلاف فان الاولين نيتهم جمع طرق الحديث لمعرفة صحيحه من سقيمه. واما هؤلاء فمرادهم الفوز بالعوالي والغرائب فتجد احدهم يطوف البلدان ليقول لقيت فلانا ولي من الاسانيد ما ليس لغيري وعندي احاديث ليس عند غيري. وقد ذكر من اخبار هؤلاء قصة رجل كان في عصر ابي الفرج بن جوزي دخل بغداد. وكان يأخذ شيوخها فيقعد احدهم فيقعد احدهم في الرقة وهو بستان على شاطئ دجلة يعرف بهذا الاسم. فيقرأ عليه في ذلك البستان ويقول اذا حدث عنه حدثني فلان وفلان بالرقة يوهم انه رحل الى بلدة بالشام تسمى الرقة وانه عليهم هناك وكان من حاله انه يأخذ الشيخ فيقعده بين نهر عيسى والفرات من انهار بغداد ثم يقول حدثني فلان من وراء النهر ليوهم من يسمعه انه يقصد من وراء النهر في بلاد خرسان وهي اليوم في جهة ايران واذربيجان فيظن من يسمعه انه قد رحل وهو في الحقيقة مقيم في بغداد وكان يقول حدثني فلان في رحلة الثاني والثالثة ليعلم الناس قدر تعبه في طلب الحديث. فما بورك له ومات في زمان الطلب. لفساد نيته فلم يبارك له فيها ولم يرى ثمرة ذلك فمقصوده العوالي والغرائب وهذا كله من الاخلاص بمعزل وانما المقصود من يفعله الرئاسة والمباهاة كما ذكر المصنف فتجد احدهم يتتبع الشاذ والغريب وربما ظفر بجزء فيه سماع اخيه المسلم اي قد دون في طبقة السماع انه سمعه فلان وفلان وفلان فيه ليتفرد هو بالرواية وقد يموت هو ولا يرويه فيفوته ذلك الشخصين جميعا وربما رحل احدهم الى اول اسمه اول اسمه قاف كقاسم او كاف ككامل ليكتب ذلك في مشيخته فحسب لان المحدثين يصنفون هنا مشيخاتهم على الحروف. فيذكر في كل حرف اسماء مشيخته وقد تعوزه بعض الحروف مثل القاف او الكاف فلا يجد مسمى بها من اشياخه القريبين فيرحل الى بلد لاجل ان يدخل في مشيخته شيخا يبدأ اسمه بالقاف او الكاف وهذا كله من تلبيس ابليس على المشتغلين بهذه الصنعة وقد عظم تلبيسه باخرة على شغف الناس بجمع الاجازات مما لا طائل تحته لاحدهم فتجد الواحد منهم لا يحسن وضوءه ولا يعرف احكام دينه ولا يتقن ما يلزمه منه ثم تجده لهافا وراء تتبع الاجازات. وانما يحسن التوسع في الاجازات لمن كان متضلعا في العلم متمكنا منه حاويا له فيكون اشتغاله بها من الاشتغال بملح العلم بعد وصول به واما المشتغل بها فهو مشتغل بما لا ينفعه اذا لم يكن عارفا باحكام دينه مطلع على مهماتها ويحسن الانسان نيته في ذلك برعاية امرين اثنين. احدهما ان يقصد حفظ هذه الخصيصة العظيمة على الامة وهي خصيصة الاسناد فان مما خصت به هذه الامة الاسناد كما قال ابو علي احبائي رأس المعتزلة في زمانه خصت هذه الامة بالاسناد والاعراب والانساب الثاني ان يقصد اعزاز اهل السنة واظهار اشتغالهم بالرواية وتقوية جنابهم على اهل البدع والضلال الذين يشتغلون بهذا فاذا وجد هذا المعنى وذاك في المشتغل فارجو ان تكون نيته صالحة وينبغي ان يجددها ما ما استطاع وان يحرص على ان يصيب منها غيره ولا الا يخص والا يخص نفسه بذلك بنية التفرط فانه اذا خص نفسه بذلك بنية التفرد ذهبت بركة عمله وربما حرمه. نعم. احسن الله عليكم ومن تلبيسه باليساء على على اصحاب الحديث قدح بعضهم في بعض طلبا للتشفي. ويخرجون ويخرجون ذلك مخرج الجرح تعديل الذي استعمله قدماء هذه الامة للذب عن الشرعية عن الذب عن الشرع. والله اعلم بالمقاصد. ودليل مقصد خبث هؤلاء سكوتهم عمن اخذوا عنه وما كانوا القدماء هكذا. فقد كان علي ابن مدين يحدث عن ابيه وكان ضعيفا ثم يقول وفي حديث الشيخ ما في اخبرنا ابو بكر ابو بكر بن حبيب العامري قال حدثنا ابو سعيد بن ابي صادم قال حدثنا ابو عبد الله بن باكويه قال حدثنا بكر ان ان ابن احمد الجيري قال سمعت يوسف ابن الحسين يقول سألت حارثنا المحاسبي عن المحاسب المحاسبي محاسبي عن الغيبة فقال احذرها فانها شر مكتسب وما ظنك بشيء اسلبك حسناتك فيرضى به خصماؤك ومن تبغضه في الدنيا كيف ترضى به خصمك يوم القيامة. يأخذ من حسناتك او تأخذ من سيئاته اذ ليس هناك درهم ولا دينار فاحذرها وتعرف منبعها فان منبع غيبة الهمج فان منبع غيبة غيبة فان منبع غيبة الهمج والجهال من شفاء الغيظ والحمية والحسد وسوء الظن وتلك مكشوفة غير خفية. واما غيبة العلماء فمنبعها من خدعة النفس على ابداع على ابداء النصيحة وتأويل ما لا يصح من الخبر ولو صح ما كان عونا على الغيبة وهو قولها ترغبون عن ذكري اذكروا بما فيه ليحذره الناس ولو كان الخبر محفوظا صحيحا لم يكن فيه ابداء شناعة على اخيك المسلم من غير ان تسأل عنه وانما اذا جاءك مسترشد فقال اريد ان ازوجك من فلان فعرفت منه بدعة او انه غير مأمون على حرم المسلمين صرفت صرفته عنه باحسن صرف او يجيئك رجل اخر فيقول فيقول لك اريد ان اودع ما لي فلانا وليس ذلك الرجل موضعا موضعا للامانة. فتصرفه عنه باحسن باحسن الوجوه او يقول لك رجل اريد ان اصلي خلف فلان او اجعله امامي في علم فتصرفه فتصرفه عنه باحسن الوجوه. ولا تشف غيظك من غيبته واما منبع غيبة من القراء والنساك فمن طريق التعجب من طريق التعجب يبدي عوار الاخ ثم يتصنع بالدعاء اي في ظهر الغيب فيتمكن من لحم اخيه المسلم ثم يتزين بالدعاء له. واما منبع الغيبة من الرؤساء والاساتذة فمن طريق ابداء الرحمة والشفقة حتى يقولوا حتى يقول مسكين فلان ابتلي بكذا وامتحن بكذا نعوذ بالله من الخذلان فيتصنع بابداء الرحمة والشفقة من الخذلان احسن الله اليكم نعوذ بالله من خذلان فيتصنع بابداء الرحمة والشفقة على اخيه. ثم يتصنع بالدعاء له عند اخوانه يقول انما ابديت لكم ذاك لتكثروا دعاءكم له. ونعوذ بالله من الغيبة تعريظا او تصريحا فاتق الغيبة. فقد نطق القرآن بكراهتها وقال عز وجل ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اخبار كثيرة ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا ثانيا من مسالك ابليس في التلبيس على اصحاب الحديث وهو قد بعضهم في بعض طلبا للتشفي ويخرجون ذلك مخرج الجرح والتعديل. الذي استعمله قدماء هذه الامة عن الشرع والله اعلم بالمقاصد. وهؤلاء حالهم كما ذكر المصنف نفسه في صيد خاطره في فصل له قال فيه ولقيت جماعة من اهل الحديث يحفظون ويعرفون الا انهم كانوا يتسامحون في غيبة يخرجونها مخرجا جرح وتعديل. وقد كان من انتهى كلامه قد كان من مضى من القدامى يتكلم فيمن روى عنه اذا وجده ضعيفا او متهما واما هؤلاء فدليل خبث مقصدهم انهم يسكتون عمن يأخذون عنه ولا يقعون فيه بالجرح تعظيما لجنابه ليعظموا هم بروايتهم عنه ثم ذكر رحمه الله تعالى شدة البلاء بالغيبة وعظيم وبالها على صاحبها وانها تسلب المرء حسناته كما نقله من كلام الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى. ثم تكلم كلاما حسنا في بيان منابع الغيبة وان طرائق الغيبة والموارد التي تمدها تختلف. فمنبع غيبة الهمج والجهال ورعاع الناس من اشفاء الغيظ والحمية والحسد وسوء الظن. فيحملهم حسدهم لاحد او غيظهم عليه ان يغتابوا ثم ذكر منبعا ثانيا عند المغتابين من المنسوبين الى العلم وهم انهم يظهرون الغيبة في ثوب ابداء النصيحة يؤولون ما لا يصح من الخبر وهو حديث اترغبون عن ذكره اذكروه بما فيه ليحذره الناس وهذا الحديث لا يصح كما قال المصنف ولو كان محفوظا لم يكن فيه ابداء الشناعة على اخيك المسلم من غير ان تسأل تسأل عنه وانما يكون معلقا بمن سألك عن احد في نكاح او معاملة او نحو ذلك فتبين له ذلك ثم ذكر منبع الغيبة عند القراء والنساك من طريق التعجب فيبدي احدهم عوار اخيه متعجبا ثم يظهر الدعاء له تصنعا فيتمكن من لحم اخيه المسلم ثم يتزين بالدعاء له. ثم ذكر من الغيبة وموردها من الرؤساء والاساتذة والعظماء والكبراء المتبوعين. وانهم يبدون الرحمة والشفقة بغيرهم فيقولون مسكين فلان ابتلي بكذا امتحن بكذا فيظهرون ابداء الرحمة والشفقة عليه ويتصنعون بالدعاء له وهم في انما يقصدون غيبته والامر كما ذكر المصنف ان امر الغيبة عظيم ومنها ما هو تعريض ومنها ما هو تصريح. وهي من اعظم ما ابتلي به الناس قديما وحديثا. وقد ثبت عن ابن عود عند ابن ابي الدنيا في كتاب الصمت وغيره انه قال ما رأيت شيئا احق بطول حبس من لسان انتهى لان اللسان يجرأ العبد على المعاصي والذنوب ويسهلها له ويوقعه فيها فتجد الانسان تجري على لسانه الغيبة ويتمادى فيها ويتهاون بها وربما البسها غير لبوسها وقد قال الله سبحانه وتعالى في تعظيم شناعتها ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه. فكما ان الانسان يكره ان يأكل لحم اخيه المسلم اذا مات فان امر الغيبة كذلك. ومن ولغ في عرض غيره بالغيبة فهو كمن اكله بعد موته. نعم احسن الله اليكم. ومن تلبيس ابليس على علماء المحدثين رواية رواية الحديث الموضوع من غير ان يبينوا انه موضوع. وهذه جناية منهم على الشرعية ومقصودهم ترويج احاديثهم وكثرة رواياتهم وقد قال صلى الله عليه وسلم من روى عني حديثا يرى انه كذب فهو احد كاذبا فهو احد الكاذبين ومن المصنف رحمه الله تعالى مسلكا ثالثا من تلبيس ابليس على اصحاب الحديث وهو روايتهم للحديث الموضوع من غير ان انه موضوع وهذه جناية على الشرع والحديث الموضوع لا يجوز ذكره بدون بيان وضعه. فيجب على الانسان ان يبين انه موضوع وبيانه اما بان يسوق اسناده فتبرأ ذمته بذلك وعلى هذا ان جرى الائمة القدماء الذين رووا اخبارا موضوعة في كتبهم كابن ماجه في سننه و ابن ابي حاتم في تفسيره والطبراني في معاجمه فمثل هؤلاء تبرأ عهدتهم بسوق الاسد لانهم قد بينوا مخرج الحديث. واما غيرهم ممن يذكر الحديث بدون اسناد فانه يلزمه ان يبين انه موضوع ولا يجوز له ان يسكت عنه مع علمه بوضعه. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم في مقدمته انه قال من روى عني حديثا يرى او يرى ضبطان اثنان انه كذب فهو احد الكاذبين او الكاذبين ضبطان الثاني فيه ايضا فلا يجوز للانسان ان يروي حديثا يعلم او يغلب على ظنه انه كذب. فاذا فعل ذلك فهو مشارك كن في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يجوز للانسان ان يتساهل في نسبة الاخبار الى النبي صلى الله عليه وسلم. بل لا يجوز له ان ينسبها الى النبي صلى الله عليه وسلم حتى يعلم ثبوتها عنه. واما عدم المبالاة بذلك فهو من عدم توقير به ولا تعظيم شأنه صلى الله عليه وسلم. والمرء اذا كان يعظم احدا من الخلق لم يتجرأ على ان يضيف اليه كلاما ليس له فكيف يتجرأ احدنا على ان ينسب حديثا الى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقوله نعم. احسن الله اليكم. ومن هذا الفن تدريس في رواية فتارة يقول احدهم فلان عن فلان. او قال فلان عن فلان يوهم ان سمع منه المنقطع ولم يسمع وهذا قبيح لانه يجعله منقطعة في مرتبة المتصل. ومنهم من يروي عن الضعيف والكذاب فينفسه وربما وسماه بغير اسمه وربما كنه وربما نسبه الى جده لان لا يعرف. وهذه جناية على الشرع لانه يثبت حكما بما لا يثبت به. فاما لانه يثبت حكما بما لا يثبت به. فاما اذا كان المروي عنه فاما اذا كان المروي عنه ثقة فنسبه فنسبه الى جدة فنسبه الى جده او اقتصر على كنيته لان لا يرى انه قد ردد الرواية عنه او يكون روي عنه في مرتبة الراوي فيستحي الراوي من ذكره فهذا على الكراهة والبعد من الصواب قريب. بشرط ان يكون المروي عنه ثقة والله ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسلكا رابعا من مسالك تلبيس ابليس على اصحاب الحديث وهو تدليس بعض في الرواية فتجد احدهم فتجد احدهم يقول فلان عن فلان او قال فلان عن فلان يوهم انه سمعه وهو لم يسمعه قبيح لانه يجعل المنقطع في المتصل ومنهم من يروي عن الضعيف والكذاب فينفي اسمه فربما سماه باسمه وربما كناه وربما نسبه الى جده لئلا يعرف. وهذه جناية على الشرع لانه يثبت حكما بما لا يثبت به فعل ذلك متعمدا ابتغاء تصحيح ما لا يصح فانه اثم كما ذكر الذهبي رحمه الله تعالى. لكن ان لم يحمله على ذلك هذا القصد وانما روى عن ثقة واقتصر على كنيته او نسبه الى جده لئلا يكثر من تكرير رواية عنه او يكون المروي عنه في مرتبة فيستحي من ذكره فهذا على الكراهة كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى وهذا اخر جملته من هذا الكتاب في المجلس الاول وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين