يقول هذا الاخ اه ذكرتم ان التعريف بالشخص بالكنية مكروه ما دليل ذلك؟ دليل ذلك ان الكنية عند العرب تعظيم وتعظيم النفس مذموم ودلائل ذم تعظيم النفس متكاثرة فانه مدح لها اذا كان الانسان ملوما على مدح غيره في وجهه فان لومه على مدحه نفسه واشد فلاجل وقوعه تعظيما لها صار مكروها يقول هل استطيع ان اجالس صاحب السوء من اجل اصلاحه؟ الجواب ان كان في جلوسك اليه اصلاح له فلا بأس بذلك من غير ان يتضمن سكوتا على محرم. واما ادمان صحبته دون نكير عليه تحت دعوى اصلاحه فذاك من تلبيس ابليس على الناس في اصلاح الخلق. فان من كان صاحب سوء لا ينبغي ان مصاحبة الا على قصد اصلاحه بامره بالخير وكفه عن الشر. اما منادمته ومسامرته مع الاقامة على المنكرات ومواقعة المحرمات فهذا لا يجوز. ولهذا ذكر اهل العلم هجر اهل المعاصي والفسق طلبا لاستصلاحهم فان الاصل هجرهم لسوء ما جنوه وانما يخالطون على قدر ما يدفع به هذا السوء. يقول هذا الاخ جاء في كلامكم الترحم على الزمخشري فما الضابط في الترحم على اهل البدع ان الترحم على المسلمين جميعا مأمور به. واذا كان المقام مقام رد على اهل البدع منع من لان الترحم اظهار شفقة فلا يناسب مقام الرد. فاذا اريد بيان باطل احد من اهل البدع فان المقام لا يناسب فيه ذكر الرحمة. لان ذكر الرحمة فيه اظهار الشفقة به. والرد بيان لباطله ولا يجتمع هذا مع هذا فمن اراد ان يصنف في الرد على اهل البدع فلا ينبغي له عند ذكره ان يترحم عليه اذا كان ميتا فيقول وقال رحمه الله وقال رحمه الله لان في هذا اظهار شفقة والمقصود بالرد تنفير القلوب عنه وتبعيدها عن مقالته. واما ان خلا من هذا المعنى فانه كغيره من اهل الاسلام. يجوز الدعاء له الا ان تكون بدعته مخرجة له من الملة. اما اذا كان في دائرة اهل القبلة فانه يدعى له كما يدعى لسائر المسلمين ما لم يكن المقام مناقضا لذلك كمقام الرد فاذا كان المقام مقام رد فانه لا ينبغي الانسان يترحم عليهم او كان المقام مقام الباس على الخلق فيتحدث الانسان الى الخلق ويخشى من مع مثلهم ان يكون ملبسا عليهم مشوشا لمداركهم منزلا لهذا المبتدع غير منزلته. فلا ينبغي ان يظهره ويشيعه وان يظهره ويشيعه عند من لا يدرك ذلك من العوام والدهماء وبالله التوفيق