الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد وعلى اله وصحبه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة العبادة والتوحيد واشهد ان محمدا عبده ورسوله شهادة الاتباع والتجريد اما بعد فهذا هو البرنامج الخامس من برامج الدعوة والارشاد قد سبق اما بعد ضاعت البرامج فهذا من برامج المضلعة اما بعد البرامج فهذا والاكاديمية فاتحة دروس برنامج منتخب الابواب والفصول وهذا البرنامج فكرته هي افراد فصول منتخبة من اصول منتجبة ومنبعها المطولات التي تضيق الاوقات عن قراءتها او اقراءها. ولا يرتفع اليها ان العصبة اولو القوة وقليل ما هم وحقيق بمن اتقى اليها ان يستخرج من طياتها ما يقصر طريق الطلب. ويمد التحصين من الابواب والفصول المحرمة النفيسة ولا سيما ما يوجد في غير مظنته ويعلم بما مضى ان عمد العلوم والفنون من المتون والعقول احد الجهاز من هذه يبعده عنا يعلم بما مضى ان عمد العلوم والفصول من المتون انها ليست محلا للاقراء في هذا البرنامج فلا يقرع فيه مثلا كتاب الطهارة في واحد منها جهاز التسجيل فلا يقرأ مثلا كتاب الطهارة من عمدة الاحكام ولا باب الثلث من الرحابية ولا باب العام من مرتقى الوصول قل وهلم جرا وغاية هذا البرنامج هو توجيه الانظار الى نخب علمية تختار من بطون المطولات وفي ذلك تحبيب لشرط المطولات وكسر لحاجز الرهبة منها وزيادة حظ المتعلمين من حصيلة الفقه بالدين وزمن برنامج منتخب الابواب والفصول هو اربعة ايام في كل عام باذن الله. تكون في طليعة الفصل دراسية الثاني تقرأ فيه الابواب والفصول المنتخبات عقب صلاة المغرب والعشاء ويبدأ الدرس بعد خمس وثلاثين دقيقة من اذان المغرب ويستمر لا يفصل بينه الا اداء صلاة العشاء وسبيل الاستفادة من البرنامج يقال فيه ما تقدم قوله في البرنامج المشاكلة له من العناية بحضور الدرس بقلب حاضر وتعليق الفوائد ومراجعة تلك الفوائد الموجودة في كتاب نفسه او المنثورة في تعليقه. اذا رجع اذا رجع الانسان الى دار اقامته فيتحفظ تلك الفوائد التي قيدها ويرصدها برقمه الصفحة في صدر الاوراق البيضاء في مذكرته او كتابه اذا احب ان يضع اشارة اثناء قراءة الكتاب الى تلك الفوائد فهو مما يسهل عليه اقتناصها بعد ذلك اما كيفية ادارة الدرس فقبل الشروع في قراءة كل كتاب نقدم باذن الله ذكر مقدمتين نافعتين الاولى تتضمن بالمصنف والثانية تتضمن التعريف بالمصنف. ونقتصر على منهج محدد تعرف خبره ومن اول درس ومنفعة ذلك عظيمة كما سبق اذ معرفة قدر المقروء مصنفا ومصنفا مما يزيد الرغبة فيه. ويعلق على المقروء بالطف اشارة واخصر عبارة فان الامر كما قال الوزير ابن هبيرة رحمه الله تعالى في كتاب الافصاح ان من افة التعليم اكثاره بحيث تعجل تعجز القلوب بحيث تعجز القلوب ان تعيه. يعني ان تفهمه. فاذا اكثر على القلب القاء المعلومات فانها تكل عن فهمها ودركها. وبهذا فان التعليم غايته ايصال الخلق الى امر الشارع. وليس غايته ان يشهد المعلم الخلق محفوظه ومفهومه. فانه اذا دار مع هذه الغاية اضر بالمتعلمين كما سيأتي في درس هذه الليلة وفاتحة هذه الدروس هي فصول منتخبة من كتاب الذريعة الى مكارم الشريعة لابي القاسم الاصفهاني رحمه الله تعالى وهذه الفصول تدور وحاها حول العلمي والتعليم وهي فصولة عظيمة النفع جليلة القدر منطوية في ثنايا هذا الكتاب يغفل عنها اكثر الناس بقلة اطلاعهم على المطولات او سبق الوهم الى اذهانهم بان مثل هذا الكتاب لا يدخر فيه مثل هذه النفائس اذا علم هذا فان نقول مستعينين بالله سبحانه وتعالى في تقدمة درس الفصول المنتخبة من كتاب الذريعة المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ستة في مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الحسين هو الشيخ العلامة الحسين ابن محمد ابن المفضل الاصبهاني وقيل الحسين ابن المفضل ابن محمد وقيل الحسين بن الفضل وقيل المفضل بن محمد في اقوال اربعة اشهرها الاول فقد حكاه جماعة من القدماء منهم الذهبي والصفدي رحمهم الله ويقنى بابي القاسم ويلقب بالراغب الاصفهاني ويجوز في الاصفهاني ان تكون بالفاء ويجوز ان تكون بالباء لانها اعجمية عربت فاستحالت لهذين حرفين المتقارب مخرجهما المقصد الثاني تاريخ مولده ولد في مستهل رجب سنة ثلاث واربعين بعد الاربع مئة كما وجده الاستاذ عدنان الجوهرجي في طروة نسخة خطية من كتاب مفردات القرآن كتبت سنة تسع بعد الاربع مئة يقال انها بخط الراغب نفسه محفوظة محفوظة في مكتبة الاستاذ محمد لطفي الخطيب في دمشق وهذه فائدة لم تشتمل عليها الكتب التي ترجمت للراغب الاصفهاني رحمه الله تعالى المقصد الثالث جمهرة شيوخه ان خبر حياة ابي القاسم الاصفهاني غابت كثير من معالمه فلم يذكر في ترجمته احد من شيوخه والمقطوع به عند اهل الاسلام ان العلم فيهم لا يؤخذ الا عن شيخ معلم ونحن وان لم نطلع على شيء من ذلك لكننا نجزم بان قاعدة العلم في هذه الامة تقتضيه والمقصد الرابع جمهرة تلاميذه والقول فيه كسابقه ان لم يذكر احد من تلاميذه في كتب التاريخ التي ترجمت له المقصد الخامس ثبت مصنفاته صنف ابو القاسم الاصفهاني رحمه الله تعالى كتبا نفيسة تدل على علم جليل منها المفردات في غريب القرآن. وهو اجل كتبه وجامع التفسير ومحاضرات الادباء وتفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين والذريعة الى مكارم الشريعة وهو كتاب هذا الدرس المقصد السادس تاريخ وفاته توفي رحمه الله تعالى في اوائل المئة الخامسة كما قاله السيوطي وفي ذلك نظر لمن وقف على اخبار متفرقة منثورة في كتبه تدل على انه قد توفي قبل هذا الا ان من ترجمه لم يأتي في ذلك بما يشفي بل الامر كما فعل الذهبي رحمه الله تعالى في سير اعلام النبلا انه عده في الطبقة الثانية والاربعين وهي التي وقعت وفيات اصحابها بين سنة اربعين واربع مئة وانتهت الى مشارف سنة سبعين واربع مئة وتردد الذهبي رحمه الله تعالى في تعيين سنة ايه واكتفى باثباته في هذه الطبقة وختم قوله بالمشيئة اعلاما بانه لم يقف على نص قاطع في تعيين وفاة ابي القاسم الاصفهاني رحمه الله تعالى وهذا العلم مع شفرته بقي كثير رحمه الله جعلنا وهذا العلم من قرون الامة خبث فيها نار علم التاريخ والسير فتجد اعلاما نبلاء وعلماء فضلاء لهم ايد سابقة وفواضل سابقة في العلم والافادة والنفع. ثم لا تجد شيئا من تراجمهم بل انما تتطلب ذلك بالمنقاش لعلك تجد شيئا فلا تجد الا حرفا بعد حرف ومن ذلك عالم الصراخ مسفر ابن عبد الرحمن الدوسري رحمه الله تعالى وهو من علماء القرن الثالث عشر وكان له اثر عظيم في تلك المنطقة. وكان يختم اقراء الكتب الستة كل سنة. يمليها بنفسه مع عليها قال تلميذه احمد الثاني ابن عبد الخالق الحفظي وقد رأيته وقد جاوز التسعين وهو على جلد وقوة في املاء العلم. وقد توفي رحمه الله تعالى عن عشرين ومئة سنة عام الف ومئتين وسبعين. ولا توجد ترجمة له ابدا. وانما هذه اشياء ملتقطة من بعض الاوراق المتفرقة في بعض المكتبات الخاصة. فعظيم اثر هذا العالم في تلك البلاد وكونوا ممن نقل دعوة محمد بن عبد الوهاب عن طريق بعض تلاميذه مثل عبد الرحمن بن حسن ال الشيخ وحسين بن حسن حسن بن حسين بن محمد بن عبد الوهاب وما كان له اثر من في دولة ال عائض ومع ذلك لا تجد له ترجمة والمقصود الاعلام بان كثيرا من التراجم يحتاج فيها الانسان الى تعب كثير ومنها ترجمة الراغب الاصفهاني رحمه الله تعالى وانما ذكرت هذا مثلا والا العلماء خاصة في القرن الماضي والذي قبله في هذه البلاد وبلاد اليمن وبلاد مصر وغيرها المقدمة الثانية التعريف في المصنف وتنتظم في الستة مقاصد. المقصد الاول تحقيق عنوانه. اسم هذا الكتاب هو الذريعة الى مكارم الشريعة والمراد بالذريعة الوسيلة المفضية الموصلة الى المقصود المقصد الثاني اثبات نسبته اليه لا غرو ان هذا الكتاب هو مما حطته يد ابي القاسم الاصبهاني وابدعته قريحته ويشهد على ذلك تتابع نسخ خطية عدة للكتاب في نسبته اليه دون غيره. كما ان الجماعة ممن ترجم لابي القاسم الاصفهاني ذكروا هذا ولا نعلم احدا ادعاه بنفسه ولا ادعي لغيره فالظاهر من هذه الدلائل انه مجزوم بنسبته اليه. المقصد الثالث بيان موضوعه من المعاني المنتظمة الدالة على كمال الشريعة واحاطة الشارع سبحانه وتعالى بمقاصد صلاح الدارين ما يسمى بمكارم الشريعة اي محاسنها وهي ما انتظم فيها من الصفات السابقة الدالة على الرحمة والعلم والحكمة وغيرها من المعاني الشريفة وسبق ان الذريعة هي الوسيلة الموصلة وهذا الكتاب هو وسيلة موصلة الى الوقوف على مكارم الشريعة وذلك ببيان احوال انسان وانواع قواه ووجوه كماله ونقصه فهو دائر حول الخلق الانساني وماله من خلق. المقصد الرابع ذكر رتبته يا اخوان اذا صار الانسان في مجلس الدرس فهو ينشغل بما يلقى اليه انا الان لا اتحدث الى مجموعكم انا اتحدث الى جميعكم يعني كل واحد منكم انا اتكلم اليه واذا تكلم اليك انسان فمن الادب ان تصغي اليه ولذلك لا يسوغ ان ينصرف الانسان الى غير معلمه سواء بسؤال قرينه المجالس له او بالرد على الهواتف الجوالة فينبغي ان يعقل طالب العلم هذا المعنى ونحن نعيد ونبدي فيه مرارا لا لعلمنا بكثافة القلوب في تحصيله ولا عجز النفوس عن بلوغه. ولكن لان الذكرى تنفع المؤمنين. ولا علم بلا ادب ولو كانت لك اعظم حافظة واجود ذهن ولم تكن مؤدبة فانك لن تكون متعلما. وسيأتي في هذا الكتاب ما يبين هذا الاصل. ولذلك نرى كثيرا من الطلبة يدرسون ولكنهم لا يحصلون لانهم غير متأدبين ومن لم يتأدب فانه لا يستحق ان توضع عنده هذه الامانة. فان العلم ميراث الرسالة وصاحب الرسالة محمد صلى الله عليه وسلم انما جعل ورثته العلماء والامين لا يجعل الوارث الا امينا. ورب الامين لا يرضى بان ان تجعل الجوهرة في المزبلة فينبغي ان يؤدب الانسان نفسه على الاداب الكاملة في تحصيل العلم حتى يحصله. وان لم يكن مؤدبة مؤدبا فانه لا يتعنى. والامر كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى قال الادب حسن الادب عنوان فلاح سعادة المرء وفلاحه. وسوء الادب عنوان للمرء وخسارة او كلاما هذا معناه في منزلة الادب من مدارج السالكين اذا علم هذا فان هذا المقصد وهو ذكر رتبته المقصود الرابع ان هذا الكتاب من محاسن الكتب التي صنفت في بيان احوال الانسان وما له من الضعف والقوة والكمال والنقص وقدرته على الصناعات وان كان تعاطيه للعلوم والمعارف وتقويم اخلاقه وسلوكه وقد وجد هذا الكتاب الى نفوس العلماء الاكابر طريقا فمنهم من اعاد صياغته واستوفى كثيرا من جمله في كتاب الله كالغزالي ابي حامد في كتاب ميزان العمل فانه انما اجتر عبارة ابي القاسم الاصفهاني وقدم واخر بحيث تجد خصوصا كثيرة في الكتاب هي من كلام ابي القاسم الاصفهاني كما ان سورة الكتاب انطبعت منها جمل في كلام ابي الفرج ابن الجوزي في كتاب صيد الخاطر ذلك في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابي الفرج ابن رجب في كثير من كتب ولهذا سيجد المطالع للكتاب بعد ان هذه العبارات تردد جملة منها في كتب من ذكرنا من اهل العلم. المقصد الخامس توضيح منهجه رتبه المصنف رحمه الله تعالى في سبعة فصول كل فصل فيه ابواب كثيرة مجتهدا في الجمع بين الشريعة والحكمة بالكشف عما اراد من الاحوال الانسانية والطبائع البشرية في عبارة ادبية فائقة والمراد بالحكمة المجموعة الى الشريعة علوم الفلسفة العقلية وعلوم الفلسفة العقلية قد اجترها جماعة من علماء الاسلام الى تأليفهم نقلا لها من اليوناني وغيرهم وهم قد شرعوا منها واكثرهم لم يستطع ان يباعد نفسه عن اثارها النتنة. فتجد في كلام هؤلاء وعباراتهم مذاهب فلاسفة في عدة ابواب من الديانة سارية اليهم ومن هؤلاء ابو حامد الغزالي وابن رشد الحثيث والشهر الثاني واخرون وفي هذا الكتاب سنرى في مواضع عدة تأثر ابي القاسم الاصبهاني بكلام الفلاسفة دون تمييز له بمنزلته من الشريعة رغم انه رحمه الله تعالى اجتهد في ذلك بانه ليس منسوبا الى مذهب الفلاسفة وانما نسب الى مذهب الشيعة ولا يصح كما انه نسب الى المعتزلة ولا يصح والرجل معظم للعقل كما انه نسب مع المتابعة ولا يصح وفي كلامه لعقائد معظم الريف في ابواب وموافقة للاشاعرة في ابواب. والظاهر انه لفرق ذكائه وقع منه هذا. وقد وقع مثل هذا في ابواب فانه لم ينكح المذهب احد من الفقهاء. فلا يقطع احد بانه كان حنفيا ولا مالكيا ولا شافعيا ولا حنبليا بوجود اقوال له توافق هذا تارة وهذا تارة وهذا تارة والذكاء ما لم يوفق صاحبه الى زكاة وصاحب في سنة يدله على الرشد فانه يتعثر في مواطن وتزل به القدم ويشهد على طلبه الجمع بين الدلائل الشرعية واقوال الحكماء انه قرن بينهما في ابواب عدة فهو يذكر ادلة الشرع ويذكر من اقوال الحكماء الفلاسفة شيئا. ويعاب عليه رحمه الله تعالى زيادة على ما سبق من تأثره بالفلسفة انه يرد احاديث لا خطام لها ولا زمام. وهذا حظ عامة المشتغلين بالعلوم العقلية فانهم يحملهم اشتغالهم على العلوم بالعلوم العقلية الى التقصير في علوم الشرع لان علوم العقل كالحكمة فلسفة والمنطق والجبر والرياظيات وغيرها تعظم نفس صاحبها فيحمل نفسه على الاشتغال بها دون علوم الشرع ويظن انه ووصل الى شيء وهذا له موضع اخر في بيانه لكنه امر مضطرد في طبائع المشتغلين بالعلوم العقلية. كما ان كثير من المشتغلين بالعلوم الشرعية مقصرون فيما ينبغي اخذه من العلوم العقلية واذا تقرر هذا فليعلم ان هذه الكتب التي يوجد فيها التأثر بمذاهب الفلاسفة لا ينبغي ان يقرأها طالب العلم في مبادئ طلبه ولا حال التوسط. وانما يقرأها حال سواء قرأ ذلك الكتاب على شيخ او كان يعرض ما يشكل منه على شيخ. واما قراءته في المبادئ ولو على شيء او الاستقلال بالنفس في قراءته فانه يرجع على صاحبه بالضرر فانه لا يعرف منازل القول فيه المقصد السادس العناية به لم يحفل هذا الكتاب بكبير عناية سوى طبعه مرات عديدة في نشرات عليلة وامثل طبعاته هي الطبعة التي اعتنى بها الدكتور ابو اليزيد العجمي وهي هذه الطبعة التي اعتمدناها على انه يوجد في مواضع منها سوء قراءة ومواضع اخرى في الحاشية تحتاج الى تصحيح ومن جملة ما فارقت به نشرة ابو اليزيد العجمي عن الطبعات الاخرى وان كانت نشرة ابي اليزيد هي افضلها الاعتماد على نسخ قديمة انه اسقط تراجم الابواب في عدها وينبغي ادراجها نقلا لها من النسخ الاخرى. فاول هذه الابواب في هذه الاوراق هو الباب السابع عشر وتتتابع الابواب بعده. فهو يستفتح كل باب من قوله الباب وكذا في كذا وكذا في ذلك في كذا وكذا كالنار في الحجر والنقلة في والذهاب بالحجارة وكالماء تحت الارض لكن كما ان من الماء ما يجري من غير فعل بشري ومنه ما يعاين تحت الارض لكنه يتوصل اليه الا بدلو ورشاء. ومنه ما هو كامل يحتاج باستنباطه الى حفر وتعب شديد فاماني وبه ما بركة الا بقي غير منتفع به كذا العلم في نفوس البشر. منهما يوجد من غير تعلم بشري ذلك حال الانبياء فانه تفيض عليهم المعارف من جهة الملأ الاعلى فمنه ما يوجد بابنا تعلم فمنهما يصعب وجوده كحال اكثر عوام الناس. قوله رحمه الله تعالى نفس الانسان معدن الحكمة والعلوم وهي مركز مركوزة فيها بالفطرة مجعولة لها بالقوة. مراده بقوله مدعولة لها بالقوة مدعولة لها بالقوة اي لها الاهلية في ادراك العلوم. فهي قادرة على استخراجها. وهذا هو المراد بالقوة التي توجد في كلام الفقهاء طوليين المراد بها الاهلية ومقصوده ان النفس البشرية قادرة على التعلم فقد رخزت فيها هذه الطبيعة وصارت فطرة لها كالناس الحجر والنخلة بالنواة والذهب في الحجارة وكالماء تحت الارض. فان الحجر اذا اوري او قد وكذلك النواة اذا سقيت خرجت النخلة والحجارة اذا كسرت وجد فيها الذهب والارض اذا استنبط من باطنها الماء برز على ظهرها وهذا حال النفوس البشرية في العلم. فان العلم موجود فيها غريزة. لكن خروج هذا العلم وظهوره يحتاج الى احوال تختلف من انسان الى انسان. فمنه ما يوجد من غير تعلم بشري ذلك حال الانبياء فان الانبياء لا يتلقون علومهم من بشر وانما يتلقون علومهم من عند حكيم طبيب وقد عبر رحمه الله تعالى عن هذا التلقي بقوله فانه تفيض عليهم المعارف من جهة الملأ الاعلى والتعبير بفيض المعارك من جهة الملأ الاعلى او المحل الاعلى هي من عبارات الفلاسفة وباطنية المتصوفة لانهم لا يعتقدون كون الله سبحانه وتعالى متكلما بحرف وصوت ومنهم من ينفي الاله اصلا فهو يرى ان هذه المعارف فاضت من جهة محل اعلى او ملأ اعلى. فالقائلون اثبات الصانع وهو الرب. يريدون بالملأ الاعلى الملائكة المقربين وانهم يلقون اليهم هذه المعارف والعلوم بالفيض دون تكليم ومنهم الذين ينفون الصانع من الفلاسفة وينكرون وجود الرب سبحانه وتعالى فانهم يزعمون ان هذه المعارك من العقل الفعال وهو احد العقول العشرة عندهم في دعواهم في وجود المحدثات والمقصود ان هذه العبارة كيفما قلبت مما ينبغي ان يجتنب وعلوم الانبياء هي علوم اوحاها الله سبحانه وتعالى اليهم بطرق الوحي التي سيأتي ذكرها في كلام المصنف وغير الانبياء منهم من يسهل عليه التعلم في تعلم بادنى وسيلة وايسر سبيل وتكفيه الاشارة عن العبارة. ومنهم من يصعب عليه التعلم. كحال اكثر عوام الناس. نعم ولكان العلماء ولكون العلوم مركوزة في النفوس قال تعالى واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الى قوله بما فعل المبطلون فنبه انهم اقروا ان الله هو الذي يربيهم ويربيهم ويرزقهم ويكمل من الطفولية فهذا اقرار نفوسهم كلهم بما ركز في عقولهم. فاما الاقرار باللسان فلم يحصل من كلهم وكم المعنى بقوله تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله اي ليعتبر لو اعتبرت احوالهم لكانت نفوسهم وجوارحهم تنطق بذلك. وعلى هذا قوله تعالى فاقم وجهك للدين حليفا فطرة الله التي فلمات عليها الاية تبين ان الدين الحنيف وهو المستقيم قد فطر الناس عليه. اي خلقهم القى قد فطر الناس عليه اي خلقهم عالمين به. وان المعاندين وان قصدوا تبديله وازالة الناس عنه تقدروا عليه وعلى ذلك قوله تعالى صدقة الله ومن احسن من الله صبغة. وقال تعالى فيما من قول فيهم الصبغة والفطرة اولئك كتب في قلوبهم الايمان فسمى ذلك كتابا وقال صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة واما الشهادة المقصودة عليهم فالناس فيها ضربان ضرب اجالوا خواطرهم فيها حتى ادركوا حقائقها فصاروا كمن حملوا الشهادة فنسوها ثم تذكروا ولذلك قال تعالى في غير موضع لعلهم يتذكرون انفسهم لم يشتغلوا بتذكر ما حملوا من الشهادة كما قال تعالى. واذا ذكرون يذكرون قالت لي يتسكعون وعلى هذا حثنا الله تعالى على التذكر بقوله واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي وافقكم به الاية وقال ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر اي يسرنا القرآن ليكون سببا تتوصلون به الى تذكر ما سبق من عهدكم. والتذكر انا الاول ان يكون باللسان سورة ما حصل في القلب ان يكون في اللسان عن صورة ما حصل في القلب. ان يكون ذي القلب كصورة حصلت عن شيء معهود اما بالبصر او بالبصيرة او غيره من المشاعر فالثالث ان يكون عن صورة متضمنة بالفطرة بالانسان. وهو المشار اليه بهذه الايات. فمن هذا الوجه قال في السماء التعلم ليس يجلب الى الانسان شيئا من خارج في الحقيقة. وانما يكشف الغطاء عن ما حصل في نفسه كانوا يبرزه بجنائز فمثله كمثل الحاكم المستنبط المستنبط الماء. من تحت الارض تستيقظ الذي يبرز الجلاء في المرآة وهذا ظاهر لمن نظر بعين عقله بعد ان بين المصنف رحمه الله تعالى ان العلوم مرفوزة في النفوس ذكر دليل ذلك من الكتاب وهو قوله تعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا. الى اخر الاية فبهذه الاية اقرار الخلق لربوبية الله سبحانه وتعالى. وانهم يعرفونه عز وجل وهذا الاقرار قد انتظم فيه اثبات ربوبيته سبحانه وتعالى واثبات الوهيته واثبات ما له من الاسماء الحسنى والصفات العلى فقوله تعالى الست بربكم لا يقصد فيها مجرد الربوبية الذي توهمه عبارة المصنف اذ قال اقروا ان الله هو الذي يربيهم ويغذيهم الى اخره فان هذا المعنى ليس مقصورا فان هذا اللفظ ليس مقصودا هذا على هذا المعنى. بل الرب في القرآن دال ايضا على كون ذلك الرب مستحقا للعبودية والكمالات التامة في اسمائه وصفاته وهذا الاقرار من بني ادم دال على ان فطرتهم تشتمل على العلم به سبحانه وتعالى واذا اعتبر الانسان احوال الخلق ووقائع المخلوقين علوا وسفلا وجد انها ناطقة حالا او قالا بوجوده سبحانه وتعالى وربوبيته والوهيته وكماله التام. وهذا معنى قوله سبحانه وتعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها اي ان الله سبحانه وتعالى قد طوى في نفوس الخلق فطرة الاقرار به عز وجل. فالدين الحنيف وهو المستقيم هي فطرة قد فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها. فنفوسهم مستكنة على العلم به. اي قابلة له فقول المصنف رحمه الله تعالى اي خلقهم عالمين به المراد بذلك علما مستكنا لا ظاهرا والمراد بالعلم المستكن كونهم قابلين للدين اذ دارك الفطرة وليس المراد بذلك علمهم بذلك ظاهرا وانما المراد ان بواطنهم تنطوي على معرفة الله سبحانه وتعالى بما جعل فيهم من الفطرة وهذا معنى صبغة الله يعني دين الله وفطرته وقد قال الله سبحانه وتعالى في حق من قويت فيه الصبغة والفطرة اولئك كتب في قلوبهم الايمان. واصل الكتب الجمع فقوله كتب في قلوبهم الايمان يعني جمع في قلوبهم الايمان وهذا اكمل الاحوال فليس الايمان واقع عن في قلوبهم على وجه الالقاء والطرح فقط بل هو مجموع قوي فنفوسهم وقلوبهم مجتمعة على الايمان بالله سبحانه وتعالى. وهذا معنى ما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مولود يولد على الفطرة على الاستقرار بالوحدانية ثم ذكر رحمه الله تعالى ان الناس في هذه الشهادة التي هي الفطرة التي فطر الله عز وجل الناس عليها ضربان اثنان الاول ضرب اجانوا خواطرهم فادركوا الحقائق وضرب والثاني ضرب اهملوها ولم يشتغلوا بتذكر ما حملوا من الشهادة لان الانسان كما سبق يولد على الفطرة وهذا معنى الاشهاد المتقدم في الاية السابقة واحياء هذه الشهادة له طريقان وقد اختصر المصنف رحمه الله تعالى على طريق واحد فان معرفة الله سبحانه وتعالى تنال بطريقين اثنين كما ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وتلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى الاول طريق الذكر والثاني طريق الفكر ومحل الاول هو الايات الشرعية. ولذلك ارسل الانبياء ومحل الثاني هو الايات الكونيات. ولذلك امر الخلق بالنظر فيها. فان العبد يصل الى معرفة الله عز وجل وتعظيمه وازاله بطريق الذكر. وذلك بما يأتيه من انباء الرسل عن ربهم سبحانه وتعالى فتحي فيه هذه الاية تذكر الشهادة التي جعلت في نفسه وهي الفطرة. او يمد الانسان نفسه بالتفكر في المخلوقات من ايات الله الكونية فتقوى معرفة بربه سبحانه وتعالى وتستيقظ فيه هذه المعرفة وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى طريق ذكر وحده وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى طريق الذكر وحده. والاولى قرنه بما سبق. ثم ذكر ان التذكر على اضرب الاول يكون في اللسان عن صورة ما حفر في القلب فان الانسان تحصل له صورة قلبية ثم يظهرها على فيتذكر ويبرز هذا الذكر بلسانه. كالمؤذن اذا تذكر وقت الصلاة فان تذكره في الصورة القلبية ابرز الفاظ الاذان الله اكبر الله اكبر الى اخر جمله. والثاني ان يكون بالقلب كصورة عن شيء معهود اما بالبصر او بالبصيرة او غيره من المشاعر فتكون الصورة متذكرة محبوسة في القلب الواردات القلبية التي تكون في نفوسكم الان وانتم لا تتكلمون فان هذه صور قلبية تجري عليها تدل على تذكركم لما اليكم او غيره بحسب حال الانسان في حضور قلبه مع ما يلقى اليه او غيابه. والثالث ان يكون عن صورة متظمنة للفطرة في الانسان وهي الشهادة التي قويت في نفس الانسان من معرفة الله سبحانه وتعالى مما تقدم في الايات والمقصود من هذا الباب الاعلام بان النفس قابلة للعلم فنفس الانسان يمكنها التعلم. ولذلك صرح جماعة من السلف بذلك فقالوا انما العلم بالتعلم. وروي مرفوعا ولا يصح فلا يوجد انسان لا يمكن ان يتعلم الا انسان واحد. وهو الذي لا عقل له اي المجنون. واما من لم يكن مجنونا فانه يمكنه ان يتعلم. وتعلمه بقدر قواه. العقلية في الحفظ والفهم لا يمنعه من ذلك فقر ولا كبر. بل الفقير يتعلم وربما بز غيره. والكبير يتعلم وربما قدم على غيره وهؤلاء اكثر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا عادة فقراء لم يأتهم الوحي الا كبارا. قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم وتعلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كبارا. فالنفوس قابلة للتعلم ولا ينتهي الانسان عن قدرة الحفظ والفهم حتى يموت الا ان الناس يغترون شبهات مشبهة ودعاوى مفلسة تمنعهم من مواصلة طلبهم. فيتعللون كبر السن وان الكبير لا يحفظ او لا يفهم او ان الفقير لا يقدر على الطلب وغيرها من هذه الشبه فيحرمون العلم وقد روى الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في كتاب الجامع عن الفضل ابن سعيد ابن بل ان رجلا طلب العلم فعجز عن ادراكه فاراد تركه فمر بماء ينحدر من رأس جبل على صخرة فوجد الماء اثر فيها فقال الماء مع لطافته اثر على هذه الصخرة معك كثافتها. فطلب العلم فادرك. والمعنى ان الماء مهما بلغ لطفا فان العلم الطف والصخر مهما بلغ تصلبا وقوة فان قلب ابن ادم لا يأتي على تلك القوة الصخرية بل هو اضعف منها فالعلم لشدة لطافته مع حال القلوب دينها يمكن ان له كل احد ولكنه يريد الة تعين عليه من اعظمها النية الخالصة والهمة العالية ومعرفة الطريق الموصل اليه. فانهن اذا جمعن للمرء حصل الخير الكثير. واذا حرم المرء وهؤلاء فانه لا يحصل شيئا وهذا لا يقتصر على النفس البشرية بل البهائم العجماء اذا علمت تعلمت كما قال تعالى وما علمتم من الجوالس مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله. فدلت هذه الاية على معان تتعلق بهذا الموضع. منها ان البهائم عجم تقبل التعلم فكيف بالنفس البشرية ومنها ان البهائم العجماء تنال من اثر علم البشر بقدر ما يصرف البشر اليها من التعليم لان الله قال تعلمونهن فالتعليم الذي صدر من البشر كان محسنا حتى اوصل هذه البهائم العجماء الى العلم والفهم وكذلك تعليم البشر للبشر. اذا كان محسنا متقنا فانهم يتعلمون. واذا لم يكن متقنا فانهم لا يتعلمون. ولذلك يحضر كثير من الطلبة دروسا كثيرة. لكنه لا يتعلم مع كونه متأدبا حريصا ذا همة عالية ونية خالصة. ولكنه يلقى اليه من العلم ما لا تحتمله نفسه ولا يحسن في فؤاده. فعند ذلك يعجز عنه. ويكون الغلط هنا ليس من المتعلم. ولكنه من المعلم الذي لم يرع كيفية القاء العلم اليه ولم يعتبر بقول الله عز وجل تعلمونهن مما علمكم الله وان تلك البهائم العجماء ما تعلمت الا بحسن من علم اياه. ومنها ان هذه العلوم التي تدور في الوجود للبشر وغيرهم انها مما علمه الله سبحانه وتعالى. واذا كان الله سبحانه وتعالى هو المتفضل بالتعليم فمن الذي يمنعك منه اذا كان الله سبحانه وتعالى هو الذي بيده ازمة الامر في حصول العلم فمن الذي يحول بينك وبينه اذا وقف على باب كريم اكرمه ولا احد اكرم من الله سبحانه وتعالى. فاذا وقف المرء امام باب الله سبحانه وتعالى وهو يسأل العلم فان الله عز وجل يكرم من سأله العلم اعظم مما يكرم الغني من سأله المال لان العلم ارث الرسالة والمال حالها في الدنيا. والعلم تطلبه من الله والمسكين يسأل من الناس. فمن سأل الله ما شرفت فان الله عز وجل لا يحرمه. وكثير من الناس تغيب عنه هذا المعنى. فيظن انه انما يحصل العلم بالاكثار من القراءة او بالتطوير في النظر في الكتب وتصفحها ومعرفتها او بالاستزادة من المحفوظات وينسى ان يسأل الله الله سبحانه وتعالى ان يعلمه العلم النافع ولذلك جاء الانبياء فدعوا كما قال الله عز وجل وقل ربي زدني علما. فالذي يزيدك العلم الله امر بها موسى عليه الصلاة والسلام وجاءت على لسان محمد صلى الله عليه وسلم وليعتبر الانسان ما في الاحاديث من قول اللهم اني اسألك علما نافعا فكم تحظر درسا ولا تسأل الله عز وجل ذلك وكم مرة تفتح كتابا ولا تسأل الله عز وجل ذلك؟ وكم مرة تشفع في حفظ شيء؟ ولا تسأل الله ذلك مرة تشغل عليك مسألة فلا تسأل الله عز وجل ذلك. ومن عقل هذا المعنى فان الله عز وجل يفتح له ابواب طواب العلم ويسفر عليه سبله. فتجد الفدم الكبير يصل من المراتب ما لا يصله الذكي الصغير بان الذكية الصغيرة اعرض عن الله. والفد من كبير اقبل على الله. فاتاه الله عز وجل من العلم ما لم يؤتي هذا ولينظر للمرء في احوال الصحابة رضوان الله عليهم يجد مصداق ذلك نسأله سبحانه وتعالى علما نافعا. نعم. الباب الثامن عشر في حصر انواع المعلومات انواع انواع العلم ثلاثة نوع يتعلق باللفظ ونوع يتعلق باللفظ والمعنى ونوع يتعلق بالمعنى دون اللفظ فاما ما يتعلق باللفظ فهو ما يقصد به تحصيل الالفاظ بوسائل المعاني فذلك احدهما الالفاظ وهو علم اللغة. والثاني حكم لوافق الالفاظ وذلك شيئا. شيء يشترك فيه النبض والنثر وهو علم الاشتقاق وعلم النحو وعلم التصريف وشيء يختص به النظم وهو علم العروض. وهو علم العروض وعلم القوافي. واما والمتعلق باللفظ والمعنى فخمسة اضرب علم البراهين وعلم الجدال وعلم الخطابة وعلم البلاغة وعلم الشعر واما النوع المتعلق بالمعنى فضربان علمي وعملي. فالعلم ما قصد به ان يعلم فقط وذلك معرفة تبارك وتعالى ومعرفة النبوة ومعرفة الملائكة ومعرفة يوم القيامة ومعرفة العقل ومعرفة النفس ومعرفة مبادئ الامور ومعرفة الاركان ومعرفة الاثار العلوية من الفلك والنيرين والنجوم. ومعرفة النبات ويقال له علم السائل علم الفلاحة ومعرفة طبائع الحيوانات ومعرفة طبائع الانسان ويقال له علم الطب واما العملي وهو ما يجب ان يعلم ثم يعمل به ويسمى تارة تارة السنن والسياسات وطن الشريعة وتارة احكام الشرع ومكارمه وذلك حكم العبادات وحكم المعاملات وحكم المطاعم وحكم هو حكم المزاجر والطرق التي يستفاد منها العلوم واربعة الاول المستفاد من بديهة العقل ومصادمة ماشي مصادف جا الاذان احمد ومصاة مصادفة صححوها ومصادفة الحس وذلك يحصل لكل من لم يكن موقوف الالة وان اختلفت احوالهم في ذلك. الثاني من لم يكن موفور الالة الله نعم. وذلك يحصل لكل من لم يكن موفور الالة وان اختلفت احوالهم في ذلك. الثاني المستفاد من من جهة النظر اما بمقدمات عقلية او بمقدمات محسوسة. الثالث المستفاد بخبر الناس اما ابو سماء من افواههم او بالقراءة من كتبهم ولا يكون الخبر علما الا اذا كانت المظنة عن المخبر به مرتفع الرابع ما كان عن الوحي اما بلسان ملك مرئي كما قال تعالى نزل به الروح الامين على قلبك بسماع كلامه تعالى من غير مصادفة عينك حال موسى عليه السلام. واما بالقاء في الروح في عن اليقظة كما قال عليه السلام ان يكن في هذه الامة محدث فهو عمر واما بالمنام وهو المعني بقوله عليه السلام الرؤيا الصالحة جزء جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة. وينطوي على ذلك قوله تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا وباذنه ما يشاء. نعم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الباب ان انواع العلم ثلاثة احدها نوع يتعلق باللفظ والثاني نوع يتعلق باللفظ والمعنى والثالث نوع يتعلق بالمعنى دون اللفظ. والمراد بالاول وهو النوع الذي يتعلق باللفظ اي يرعى فيه اللفظ دون النظر الى المعنى المعبر المعبر عنه ومعنى النوع الثاني وهو الذي يتعلق باللفظ والمعنى ما رعي فيه اللفظ والمعنى جميعا. واما النوع الثالث فهو الذي يتعلق بالمعنى ويراد فيه المعنى فقط دون البحث عن العبارة اللفظة المعبرة عنهم وقد ذكر رحمه الله تعالى ان ما يتعلق باللفظ ويراعى فيه اللفظ يقصد به تحصيل الالفاظ بوثائق المعاني وذلك احدهما حكم ذوات الالفاظ وهو علم اللغة. والمراد الاحكام التي تتعلق بالالفاظ بحسب وضعها في اللسان العربي. الاحكام التي تتعلق بالالفاظ بحسب وضعها باللسان العربي والثاني علم لواحق الالفاظ اي علم الاحكام التي الالفاظ بحسب محلها. دون النظر الى ذواتها فقط. بل ينظر فيه الى الذات والمحل وقد جعل رحمه الله تعالى العلم الاول المتعلق بحكم ذوات الالفاظ علم اللغة والمراد به المفردات كالعين والغسورة والرمح واشباه ذلك وجعل الثاني وهو حكم لواحق الالفاظ شيئين احدهما ما يشترك فيه النظم والنثر كالاشتقاق والنحو والتصنيف والثاني ما يختص بالنظم فقط وهو العروض والقوافل واما النوع الثاني وهو المتعلق باللفظ والمعنى اي الذي يراعى فيه اللفظ والمعنى معا فجعله خمسة اضرب احدها علم البرهان والمراد به القياس عند اهل المنطق وما دار في فلكه من معارف اهل المنطق فان جل علمهم هو القياس لانه منتهى التصديقات واما التصورات فهي عندهم مبادئ للوصول الى تلك التصديقات. ومنه ايضا علم الجدل وهو معرفة قوانين مناظرة بين المتجادلين في فنون العلم ثم علم الخطابة والبلاغة والشعر وهي علوم معروفة ثم ذكر النوع الثاني والنوع الثالث وهو المتعلق بالمعنى والمراد به ما روعي فيه المعنى دون ملاحظة اللفظة المعبرة عنه هذا معنى كلامه رحمه الله تعالى. وقد ذكر رحمه الله تعالى ان ان هذا النوع ينقسم الى علمي وعملي. ومثل بالعلم ما قصد به وجعل العلم هو به ان يعلم فقط كمعرفة الله ومعرفة النبوة معرفة النفس ومعرفة الاثار وعلم الفلاحة ومعرفة قضاء الانسان قالوا له علم الطب وليس مراده بقوله ما قصد به ان يعلم فقط ان هذه العلوم لا يترتب عليها عليها عمل ولكن مقصوده رحمه الله تعالى ان محل هذه العلوم هي البواطن لا الظواهر والظواهر انما هي اثارها. فمثلا علمك برحمة الله سبحانه وتعالى لا يمكن ان تعبر عنه في الخارج الا باثره فمن ذلك دمعتك خشية وشفقة فان هذا من اثار رحمة الله عز وجل لك. اذ جعل قلبك قلبا لينا ولم يجعله قاسيا ومن اثار رحمته ادراكك بان ما يجريه عليك سبحانه وتعالى من الرزق وما بوأك فيه من خلق وخلق انه من رحمته سبحانه وتعالى وقل نظائر هذا فيما يأتي. والمقصود ان الذي يظهر هو الاثار. واما العلم فانه باطل غير ظاهر. واما العملي فهو الذي يبرز ويخرج للعيان وهو ما يجمع مع العمل الباطن فيه العمل الظاهر به حقيقة لا اثره ويسمى تارة السنن والسياسات يعني السنن الالهية والقوانين المضطردة سياسة في تدبير الله سبحانه وتعالى للخلق وتارة تسمى الشريعة وتارة احكام الشرع وكلمة وذلك حكم العبادات وحكم المعاملات وحكم المطاعم وحكم المناحكة وحكم المزاج. والمراد بالمعاملات احوال القلب والنفس والمراد بالمزاجر المناهي اي التي نهي عنها في الشرع ثم ذكر رحمه الله تعالى ان الطرق التي تستفاد منها العلوم اربعة اذرع. الاول ما استفيد من بديهة العقل والثاني ما استفيد من جهة النظر تاج ما استفيد من جهة الخبر والرابع ما استفيد من جهة الوحي ويجمع ذلك ان يقال ان طرق العلم طريقان احدهما طريق الوحي والثاني ما استفيد من العلم من غير طريق الوحي وهو ثلاثة انواع احدها خبر بسماع الناس والثاني نظر باجابة الفكر والثالث اضطرار ببديهة العقل ومصادفة الحس فلا تخرج العلوم في ادراكها عن هذين الطريقين ولا يخرج الطريق الثانية ولا تخرج الطريق الثانية عن مردها الى هذه الاقسام الثلاثة وقد جعل الوحي انواعا اما بلسان ملك المرء كما قوله كما في قوله تعالى نزل به الروح الامين او بسماع كلامه تعالى من غير مصادفة عين واما بالقاء في الروح والمراد بالرع النفس وقيل القلب وقيل قطعة سوداء في القلب والمقصود بها انها النفس الباطنة والقوة المدركة وهي محل الروع وبذلك يقال الروع ولذلك يقال الروع في الروع فان الانسان تحصل له الروعة لجريان الحال على الروح فيحصل له الاضطراب الذي يعتري المرتاع ومنها كما قال القاء الروعي القاء في الروح في حال اليقظة كما في حديث ان يكن بهذه الامة محدد فهو عمر واصل هذا الحديث فمن هذا اللفظ الصحيحين ومنه ما يكون في المنام من رؤيا صالحة لنبي او غير نبي لكن رؤيا النبي وحي كما ثبت ذلك عن ابن عباس وعبيد بن عمير رحمهم الله تعالى واما رؤيا غيره فانما هي بشارة نعم البعض التاسع عشر فيما يعرف به فضيلة العلم. فضيلة العلم تعرف بشيئين احدهما بشرف ثمرته بوثاقة دلالته وذلك كشرف علم الدين على علم الطب فان ثمرة علم فان ثمرة علم الدين الوصول الى الحياة الابدية وثمرة علم الطب الوصول الى الحياة الدنيوية المنقطعة وعلم الدين اصوله معقودة عن الوحي واصول الطب اكثرها مأخوذ من التجارب. ورب علم يوفي على غيره باخذ الوجهين. وذلك الغير توفي عليه بالوجه الاخر كالطب مع الحساب فللطب شرف الثمرة هو يفيد الصحة وللحساب وفاقة الدلالة اذ كان العلم به ضروريا غير مفتقر الى التجربة وليس يجب ان يحكم وليس يحب ان يحكم بفساد من لخطأ وقع من اربابه كصنع العامة اذا وجدوا من اخطأ في مسألة ما حكموا على صناعته بالفساد فاذا رأوا من اصاب في مسألة حكموا على صناعته في الصحة فذلك عادتهم في الطب والتنجيم فيعتبرون الصناعة صانع خلاف ما قال امير المؤمنين علي كرم الله وجهه يا حارم عليك الحق ايش ابونا ده في المضمون والمنادى هم هذي الله بعظ الكلمات تأتي فتتعب الانسان كثيرا مثل هذه الكلمة هذه الكلمة بحثت عنها لان هذه العبارة ما معناها ما معناها هذه الكلمة اولا وجدت من نقل هذا الفصل بعض هذا الفصل عن عن عن الراغب وهو المناوب في فهم القدير لكن عنده اسقاط هذه الكلمة ليس فيها قوله يا حار ثم وقع في نفسي ان هذه ترخيم لان الترخيم هو حدف اخرين اسم كما قال ابن مالك ترخيما نحذف اخر المنادى كياسوعى في من دعاه سعادة فيصير هذا ترخيما. ثم وجدت انه لا يحتاج الى تلغيم. تلغيم بل هو يا حارث. صواب فهذه عبارة يا حارث هكذا اوردها ابن الجوزي في كتاب تلبيس ابليس بوصية علي رضي الله عنه للحارث بن حوض صواب هذه العبارة يا حارث. وقول المصنف قال امير المؤمنين علي كرم الله وجهه تخصيص علي بهذا الدعاء لا يسوغ كما ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره لان غيره من الصحابة قد كرم بعدم السجود للاوثان والاصنام والانصاب وكثير منهم كذلك فلا يختص هذا الدعاء بعلي فيسوغ ان يقال فيه وفي غيره اما تخصيصه بعلي دون غيره انه لا ينبغي نعم الله يا حارس ملبوس عليك الحق. ان الحق لا يعرف ينفق الانسان بالكلمة مدة طويلة. وربما تبقى قاسمين وينتشر الخطأ وتكون على خلاف ذلك ولذلك دائما ينبغي ان يدقق الانسان النظر فيما يقرأ ويسمع من ذلك كلمة مشهورة دائما تجدونها يذكرونها في كتب العلم يقولون الفقه في معاني الحديث نصف العلم معرفة الرجال نصف العلم وكثير يورده لبيان اهمية الدراية والفهم وهذا غلط وانما الصواب معرفة معادي الحديث نص العلم معاد الحديث نصف العلم تجدون الصواب في كتاب الجامع لخطيب البغدادي رغم انها وقعت خطأ عند من طبعه لكن كلامه يدل على شرح انا معادي الحديث ولذلك الذي يستقل بنفسه الحضور على اهل العلم يقع في مثل هذه المتاهات. وقد وجدت هذا في كثير من كتب من صار وينال العلم بطريق القراءة وتحظير النصوص من المصادر والمراجع ولا يقع في نفسه مواقع هذه الالفاظ ومرادها. نعم ان الحق لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف اهله وليس يدرون ان الصناعة مبنية على شيء الروحاني تعاطي لها يباشرها بجسم وطبع يضامها العجز. فهو خليق بوقوع الخطأ منه. ثم ان الانسان قد ينتحل وما لا يحسنه ويتذرع بدعوى ما لم تجز الته. ثم كثير ممن يتخصص بصناعة يدعي صناعتي ما ليس في صدعها ككثير من المنجمين المدعين ما لا يوجد في التنجيم فاذا لا اعتبار بدعاء الناس بين المصنف رحمه الله تعالى في هذا الباب قولا نافعا بالدليل المرشد المعرف الى فضل علم من العلوم فاخبر ان فضيلة العلم تعرف باحد شيئين اولهما شرف ثمرته الناتجة عنه وقد ذكر هذه وقد ذكر هذا الاصل ابن الجوزي في كتاب الصيد الخاطئ والاخر وثاقة دلالته اي صحة الادلة التي بني عليها ويوجد في كلام ابي عبد الله ابن القيم وابن ابي العز في شرح العقيدة الطحاوية الاشارة الى اصل ثالث تعرف به فضيلة العلم وهو جلالة متعلقه الذي يناط به ذلك العلم فصار فضل العلم ناشئا من احد اصول ثلاثة احدها جلالة المتعلق كعلم الاعتقاد مثلا فان متعلقه معرفة الله سبحانه وتعالى والثاني شرف الثمرة الناتجة عن تعلمه كالخط مثلا فان الخط تسهل للمرء معرفة القراءة والكتابة. فتكون الثمرة الناشئة منه عظيمة والثالث وثاقة جلالته اي صحة الادلة التي بني عليها ذلك العلم كعلم الفقه فانه مبني على القرآن والسنة والاجماع اتفاقا والقياس عند الجمهور وعلى اصول اخرى مختلف فيها. فاذا اراد الانسان ان يعرف قدر علم فليعتبر هذه الاصول الثلاثة فيه ولينظر الى متعلقه الذي انيط به واذا الثمرة الناشئة عنه واذا جلالته فانه اذا احاط بذلك عرف ما يقدم من العلوم وما يؤخر وما يحسن جمع النفس عليه وما يحسن الاخذ بطرف منه دون التمادي فيه ثم ختم رحمه الله تعالى بالاشارة الى دعاوى الناس في العلوم فان الناس قديما وحديثا لهم دعاوى باطلة في العلوم. ذكر رحمه الله تعالى منها اثنتين عظيمتين الاولى دعوى فساد علم من العلوم فان من الناس من يعجز عن علم فيدعي انه علم فاسد او لا يكون بارض قومه فتنكره نفسه ويتجافاه ولو كان عاقلا لما نظر الى هذا الاصل. فاذا وجدت النجدي مثلا يجري على علم القراءات. فذلك من فساد علمه واذا وجدت الازهرية يزري على علم الحديث فذلك من قلة علمه. واذا اعتبر الانسان قرون الامة وجد ان الامة تفرغت فيها العلوم كالبحر الذي توجد فيه الجواهر متفرقة والعاقل لا يجعل علمه تبعا لشيخ ولا لاقليم ولاية اية وانما يجعل علمه تبعا للامة جمعاء. فينبغي ان يعرف ان العلوم التي تداولتها الامة في قرون كثيرة هي علوم نافعة. ومن ادعى فساد شيء منها او ازرى على اهله فهو الذي يجري على نفسه حقيقة فينبغي ان يعقل الطالب هذا الاصل ويحذر من الدعاوى الفاسدة التي يدعيها الناس مما يحمل عليه او علومه او بلدانهم او ولاياتهم واذا خلص المتعلم والمعلم نفسه من هذا نفع وانتفع والثانية دعوى كمال علم دون غيره من العلوم. ممن يتخصص في صناعة علمية فيرى انها العلم الكامل فان كثيرا من الناس اذا احسن شيئا من العلوم قدمه على غيره لانه يرفع بذلك نفسه واذا اخذ عن شيخ بالغ في رفع رتبته لانه بذلك يعظم نفسه. لانه عاقد عن ذلك المعظم وطالب العلم ينبغي ان يعقل ان طريق العلم السوية هو ان يأخذ من كل علم بطرف. حتى اذا استوى على سوقه من انواع العلوم في نفسه فانها ينظر الى ما تميل اليه نفسه فيتخصص به كما سمي باخره اما ان لا يعرف الانسان الا علما واحدا فهذه من محدثات القرون الاخيرة. فقد كان الاولون يعرفون العلوم ولكن معرفة الواحد منهم في فن دون فن اخر لكن له اصل وثيق في الاعتقاد والحديث والفقه والنحو والبلاغة والمنطق وغير ذلك من العلوم. ولكنه يبرز ويزيد في طلب علم منها دون الاخر فلا عابوا عليه فليحذر الانسان دعاوى كمال علم دون اخر من انسان تقدم فيه فيرى ان هذا العلم واكمل العلوم وانه انفع العلوم. والمخرج للعبد من هذه الدعاوى الباطلة التي ذكرناها سواء في ما يتعلق بفساد علم او كمال اخر المخرج له من معرة ذلك هو ان ينظر الى من سبق ولا يغتر باحوال اهل العصر فان من سبق مضوا على خيل دخ واهل العصر لعل اكثرهم على حمر عرج. فلا ينبغي ان يعول الانسان على مآخذهم في العلوم. وادعاء اي كمال علم وفساد اخر. فمثلا اذا قيل لك ان اكمل العلوم هو علم النحو فانظر الى من سبق من علماء الامة اي العلوم عظموا؟ وهل عدلوا النحو بعلم القرآن والسنة؟ واذا قيل لك ان علم النحو فاسد فاوله بغي واخره شغل فانظر الى علماء الامة كيف جروا مع هذا العلم؟ هل اخذوا به ام لا واذا قيل لك ان كتابا من الكتب لا يحسن التعويل عليه او ان اخر يحسن اعتماده فانظر الى من سبق من الامة هل اعتمدوه او تركوه؟ فانك اذا نظرت فيهم وجدت الصواب الذي به تسلم. فمثلا اذا قال لك المقرئ لا تلتفتن الى تحفة الاطفال والجزرية. فانها بالصبية الصغار وانما عليك بحفظ الشاطبية فانظر من مضى. هل ترك التحفة والجزرية وبدأ بالشاطبية؟ ام لا؟ فانك اذا وجدت طريقه اجره واذا رأيت درسا في صحيح البخاري وانت لم تحضر درسا في الاربعين النووية انظر من سلف في الامة الحذر البخاري درسا وشرحا ليس سماعا ورواية بل درسا وشرحا دون تحصيل هذه الاصول فاذا وجدت انك على خلاف طريقة من سبق فانك تحجم عن حضور درس في البخاري وانت لم تتأهل بعد الى فهم مثل الاربعين النووية وهذا الكلام ميزان لكلام اولا قبل كلام غيب فان الانسان لا تبرأ ذمته الا بالنصح لاخوانه. واذا وجد الانسان خلاف هذا الاصل فانه يعود بالنصح على اخيه. ولذلك اقتضى النصح الاشارة الى مبنى هذا الدرس وان هذه الفصول ليس محلها المتون وانها طريقة من جعلها المتون غلط. كما ان هذه الكتب انما انتخبت منها فصول مستجابة. يغفل عنها اكثر الناس ارادة تعظيم النفع بها وتقصير الطلب وزيادة العلم جعل هذا طريقا للافادة فان العلم يحتاج الى احياء مشاريع الاستنباط وطرق لاستخراجه. ينبغي ان يعمل الانسان فيها طريقه. واذا جاء الي انسان فقال ان اقراء المتون انفع من هذا؟ قلنا نعم. وهل انكرنا هذا؟ بل نحن نقول ان اقراء المتون انفع من هذا. لكن لا يعني لان هذا ليس نافعا. وانما نحن في هذا الحال بحسب حال الملقي وبرنامجه اراد ان يبدأ بهذا. وله ان شاء الله تعالى مع المتون قولات وبرامج اخرى ان شاء الله تعالى فالمقصود ان يعرف الانسان ان هذا ميزان يعمله في كل شيء ولا تمنعه المحبة من معرفة ما ينبغي له. ولا ما بينه وبين الاخرين من الصحبة والملاقفة وان يذهب اين ذهبوا حيث اتوا ويقرأ كما يقولون بل ينظر فيما ينفعه نسأل الله العلي العظيم ان يوفقنا جميعا الى محابه ورضاه ونواصل ان شاء الله تعالى بعد الصلاة الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين