والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد وعلى آله وصحبه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة العبادة والتوحيد واشهد ان محمدا عبده ورسوله شهادة الاتباع والتجديد اما بعد فهذا هو المجلس الثاني من الدرس الاول من برنامج الابواب والمجلس الاول من الى الباب الموفي عشرين وهو استحسان معرفة انواع العلوم. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. قال المؤلف رحمه الله تعالى الباب العشرون في استحسان معرفة انواع حق الانسان الا يترك شيئا من العلوم امكنه النظر فيه واتسع العمر له الا ويخبر بشمه عرفا وبذوقه طيبة ثم ان ساعده القدر على التغذي به والتزود من انسبها ونعمة والا لم يبصر لجهله بمحله وغباوته عن منفعته الا الا معاديا له بطبعه. فمن يكنا فمن مر مريض لا يجد مرا به الماء الزلالا. فمن جهل شيئا عاداه فالناس اعداء ما جهلوا. بل قال الله تعالى وان لم يهتدوا فسيقولون هذا اسم قديم. وقد حكي عن بعض فضلاء القضاة انه رؤي بعدما طعن في السن وهو واشكال الهندسة فقيل له في ذلك فقال وجدت علما نافعا فكرهت ان اكون لجهلي به معاديا له ينبغي للعاقل ان يستهين بشيء من العلوم بل يجب ان يجعل لكل واحد حظه الذي يستحقه ومنزلته التي يستوجبها ويشكر من هداه لفهمه وصار سببا لعلمه فقد حكى عن بعض الحكماء انه قال يجب ان نشكر ابائنا الذين والذون الشكوك اذ كانوا اسبابا لما حرك خواطرنا للنظر في العلم. فضلا عن شكر طرفا من العلم ولولا مكان فكر من تقدمنا لاصبح المتأخرون حيانا قاصرين عن معرفة مصالح دنياهم فضلا عن مصالح اخراهم. فمن تأمل حكمة الله تعالى في اقل اية يستعملها الناس كالمقراض خلف بين سكينين مركبا على وجه يتوافى حداهما على نمط واحد للقرض اكثر تعظيم الله وشكرا قال سبحان الذي سخر لنا هذا الاية هذا الباب مصداق ما قلنا من ان علوم الاوائل كانت نية على تحصيل طرف من كل علم. ثم التمادي في شيء منها مما يحسنه الانسان ويجد ميلا اليه. كما قال ابن وردي من كل فن خذ ولا تجهل به. فالحر مطلع على الاسرار. فحقيق بالانسان الا يترك شيئا من العلوم يمكنه واذا اتسع العمر للاحاطة باكثر العلوم ولا سيما مهماتها فينبغي ان ينفق الانسان فيه والا يقصر لنفسه عن ذلك. فاذا وعد بالفتح في شيء من العلوم بعد تحصيل اصولها فانه يقبل على ما فتح له من العلم. واذا لم يحط الانسان بشيء من العلوم المتداولة في هذه الامة المرحومة فان الطبع البشري ربما حمله على معاداته كما قال الشاعر مريض يجد مرا به الماء الزلالة ومن جهل شيئا انكره وعاداه كما قال يحيى ابن خالد البرمكي الحكيم قال من جهل شيئا انكره وعده وقال محمد ابن طاهر الخزرج رحمه الله تعالى من جهل شيئا عاده ومن قصر عن شيء هذا فان الانسان ربما حمله عدم معرفته شيء على معاداة ذلك وربما قصر عن تسلق سلم امر فيقع في قلبه هيبة له وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى منزع هذا الاصل الطبعي من اية القرآن الكريم وهو ان في القرآن الكريم دل على ان جاهل الشيء يعاديه. كما قال تعالى واذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا افك قديم كما قال في ما قبلها بل كذبوا بما لم يحيطوا به علما واذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا افك قديم. وقد ذكر هذا نزع من هذه الاية على هذا المعنى ايضا ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتاب المدهش وهذا النزع دال على جودة الاستنباط وان المعارك والمعاني النافعة مردها الى القرآن الكريم وقد قيل لابي محمد سفيان ابن عيينة وكان قوي النزع قوي الفهم في القرآن اين المروءة في القرآن؟ فقال خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. ولابي محمد سفيان ابن عيينة من هذا الضرب اشياء كثيرة تدل على قوة استنباطه رحمه الله تعالى. والمقصود ان القرآن الكريم قد دل على هذا الطبع البشري الانسانية في كون ان الناس يعادون ما يجهلون وينكرونه. وقد حكي عن بعض فضلاء القضاة انه رؤي بعدما طعن في السن وهو يتعلم اشكال الهندسة وقيل له في ذلك فقال وجدته علما نافعا فكرهت ان اكون لجهلي به عاديا له فلم يمنعه تقدمه في السن من ترك هذا العلم ولا حمله الجهل به على معاداته وهذا من اسباب الدعاوى الفاسدة في العلم. فيكون الانسان جاهدا بشيء من العلوم فيعاديها ويذري على اهلها وربما القى هذا العلم واهله وراءه ضريا ولم ينظر الى حال الامة فيه. ولا ينبغي للعاقل ان يستهين بشيء من العلوم بل يجب ان يجعل لكل واحد حظه الذي يستحقه ومنزلته التي يستوجبها ويشكر ومن هداه بفهمه وصار سببا لعلمه. واذا استهان الانسان بالعلوم حرمها. واذا عظمها رزقها فاذا اقبل الانسان على العلوم باجلالها واعظامها انطوت عليها نفسه وغرست في قلبه. واذا الانسان مستهينا بها غير رافع رأسه اليها فانه يحرمها وهذا من اسباب معاداة كثير من المتشرعة المنتسبين الى الشريعة لبعض للعلوم الشرعية او اللغوية او العقلية لجهلهم بها. فاياك وهذا البلاء وقد ذكر رحمه الله تعالى عن بعض الحكماء كلاما معناه ان العلماء الذين سبقوه من ابائه ولدوا الشكوك التي حركت الخواطر في النظر فحملتهم على طلب حل تلك الشكوك ودفعها فصاروا بما فعلوا محسنين بحق من بعدهم وهذا الذي قاله ابو القاسم رحمه الله تعالى في شكوك الحكماء وهم الفلاسفة له معنيان اثنان احدهما ان يكون اراد بالشكوك الاشكالات التي تحار فيها العقول والاخر ان يكون اراد بالشكوك الاشكالات التي تحيلها العقول فما كان من الصنف الاول فمحمود وما كان من الصنف الثاني فمذموم فاذا كان الشك ناشئا عن اشكال فيما تحيله العقول فهذا مذموم واما ان كان الشك ناشئا من اشكال تحار فيه العقول فهذا محمود. فان الرسل جاءوا بالشرع الذي تحار فيه العقول ولم يأتوا بالشرع الذي تحيله العقول فاذا وقع ذكر انسان في مسألة مفروضة مثلا في اشكال عن بيضة دجاجة خرجت منها حمامة فهذا من جنس المحالاة وادمان النظر فيه اضاعة للوقت وان نشأ عند انسان اشكال شك باشكال مبني على دليل صحيح سواء شرعي او عقلي فان الانسان يكون محمودا في اشكاله. كما لو استشكل انسان في فكره الرياظي قيام هذا المسجد كله بمساحته على اربعة اعمدة. فان هذا اشكال تحار فيه العقول فيكون محمودا ومثله لو اورد الانسان اشكالا يتعلق بفهم اية او حديث مما تحار فيه العقول فهذا مما يحمد ولا يذم والمقصود ان تفهم ان الشكوك التي تطرأ في كلام الحكماء او غيرهم هي مقسومة على القسمة التي تقدمت واذا تأمل الانسان في حكمة الله سبحانه وتعالى في اقل الة يستعملها الانسان كالمقراض الذي يقص به اظفاره وهو كائن بين سكينين احداهما علوية والاخرى سفلية ركبتا على وجه يوافي احدهما الاخر على نمط معين للقول اكثر ومن تعظيم الله وشكره. لان الله سبحانه وتعالى فتح للانسان باب الفهم والعلم فسيره الى اختراع هذه الالة وصدق قول الرب سبحانه وتعالى سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين اي مطيقين مستطيعين نعم الباب الحادي والعشرون في معاداة بعض الناس لبعض العلوم. العلم طريق الى الله تعالى ذو منازل وقد وكل الله تعالى بكل في منزل فيها حفظة كحفظة الرباطات والثغور في طريق الحج والغزو فمن منازله معرفة اللغة التي عليها بني الشرع ثم حفظ حفظ كلام رب العزة. ثم ثم حفظ كلام رب العزة ثم سماع الحديث ثم الفقه ثم علم الاخلاق والورى ثم علم المعاملات وما بين ذلك من الوسائط من معرفة اصول البراهين والادلة ولهذا قال الله تعالى هم درجات عند الله. فقال تعالى فدرجات فكل واحد من هؤلاء الحفظة اذا عرف مقدار نفسه ومنزلته ووفى حق ما هو بصدده فهو في جهاد توجب من الله تعالى ان يحفظ مكانه ثوابا على قدر عمله. لكن قل ما ينطق كل منزل منها من شرير في ذاته وشرهم في مكسبه وطالب لرئاسته وجاهل معجب بنفسه يصير لاجل تنفيق سلعته صادقا عن المنزل الذي فوق منزلتي من العلم وعائدا له فلهذا ترى كثيرا ممن حصل في منزل من منازل العلم دون الغاية عائدا لما فوقه وصارفا عنه من رامه فان قدر ان يصرف عنه الناس بشبهة مزخرفة والا نفر الناس عليه بوجه اخر فهو ممن قال الله تعالى فيهم وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوث الاية ولا ارى من ولا ارى من هذا الا من الذين وصفهم الله تعالى بقوله الذين يستحبون الحياة الدنيا على الاخرة الاية وذكر الترمذي رحمه والله هذه المسألة وقال اذا كان من يقطع على الناس طريق مكاسبهم الدنيوية يستحق ما ذكره الله تعالى بقوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله. الاية فما الظن بما يستحقه من العقوبة من يقاطع الطريق على كافرين الى الله وحكي عن عيسى عليه السلام انه قال يا علماء السوء قعدتم على باب الجنة فلن تدخلوها ولن تدعوا غير يدخلها مثلكم كمثل الصخرة وقفت في طريق الماء لا هي تشرب الماء ولا هي تترك الماء يخلص الى الزرع وكشجرة يروق من نظر اليه ويقتل من اكله بعد ان بين المصنف رحمه الله تعالى في الباب السابق ان جهل الخلق لبعض العلوم يورث معاداتها ذكر ها هنا في هذا الباب الاشارة الى انواع من المعادين للعلوم. فبين مبادئ ذي بدء ان العلم طريق الى الله تعالى. وانه ذو منازل ورتب ودرجات. كما قال الله عز وجل هم درجات عند الله. وقال يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وقال نرفع درجات من نشاء. روى احمد في مسند عثمان بسند صحيح عن زيد ابن اسلم انه قال في هذه الاية رفعوا درجات من النشاء قال بالعلم. وقد ذكر هذا المعنى جماعة من اهل العلم من اقدمهم واحسنهم بيانا ابو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى في جامع بيان العلم وفضله. فالعلم درجات ومنازل ورتب ينبغي ان ينقل الانسان فيها نفسه وترتيب العلوم يطول القول فيه وهو يختلف ومن بلد الى بلد ومن شيخ الى شيخ ومن مذهب الى مذهب لكن جملة ذلك ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى من معرفة اللغة التي عليها بناء الشرع وهذا حال اكثر اهل الاندلس. وقد نص على هذا المعنى منهم ابو بكر ابن العرب وابو محمد ابن حزم رحمه الله رحمهم الله تعالى ولا يزال هذا الاصل معمولا به في بعض المحاضر الشنقيطية التي تقدم معرفة اللغة على غيرها ثم حفظ كلام رب العزة ثم سماع الحديث وروايته ثم الفقه فهم معاني المنقول في الشرع ثم علم الاخلاق والورع ثم علم المعاملات الذي هو علم احوال القلب والنفس وما بين ذلك من الوسائط ومعرفة البراهين والادلة كاصول الفقه والنحو والصرف وقواعد الفقه وعلوم الحديث وغيره ثم بين رحمه الله تعالى ان هؤلاء النازلين في مراتب العلم ودرجاته كل واحد منهم قائم بالجهاد فهو مرابط في ثغر من الثغور. فالمشتغل بحفظ القرآن مجاهد مرابط ونشتغل بسماع الحديث بمجاهد مرابط والمشتغل بالفقه مجاهد مرابط وهلم جرة وهذا الجهاد هو جهاد النفس والشيطان وهو جهاد حجة وبيان. اعظم من جهاد السيف والسنان لقلة القائم به والمعاوني عليه كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة. وهذا المجاهد النازل في ثغر من للثغور من منازل العلم لابد ان يبتلى باعداء فان هذا الطريق له اعداء فلا بد من جلوس هؤلاء الاعداء عليه كما ذكر هذا المعنى امام الدعوة في كتاب كشف الشبهات ففي كل منزلة من هذه المنازل تلفى شرير في ذاته شره في مكتبه طالب لرئاسته جاهل معجم بنفسه يصير لاجل تنفيق سلعته صادق بل عن المسجد الذي فوق منزلته من العلم وعائبا له. فان من الناس من يتبوأ منزلة في علم من العلوم فلا ولغيره ان يتقدم عليه فيها. فاذا عرظ عليه الارتقاء الى ما فوقها عاد عليه ذلك ونفره منه فاذا جاء مثلا احد الى امرئ قد حفظ بلوغ المرام واستشاره في حفظ رياض الصالحين فوقه فقال يكفيك بلوغ المرام. رظا بما وصل اليه وتنفيرا للناس عن تجاوز غايته وهؤلاء مثلما ذكر المصنف يعرضون للناس بشبهات ويحاولون منعهم بطرق ووسائل عدة ولهم حظ من قوله تعالى وقال الذين كفروا لا تسمعوا هذا القرآن قال والغو فيه وما صنيع هؤلاء الا كما وصف الله عز وجل غيرهم بقوله الذين يستحبون الحياة الدنيا عن الاخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا اولئك في ضلال بعيد. فهؤلاء مما من استحب الحياة الدنيا وصدوا عن سبيل الله وابتغوا العدد العوج فهم متردون في ضلال عظيم ثم ذكر من كلام الترمذي الحكيم وليس بابي عيسى صاحب الجامع بل اذا اطلق الترمذي في الابواب المتعلقة بالكلام على احوال النفس والقلب وقوى الانسان فانه الحكيم الترمذي صاحب المصنفات المتعددة في ابواب السلوك وتهذيب النفوس وفيها شيء ثمين وفيها المهين وقد ذكر الترمذي رحمه الله تعالى ان من يقطع على الناس طريق مكاسبهم الدنيوية يستحقون ما ذكره الله انما جزاء الذي حين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا الى اخر الاية. فما الظن بمن يستحقه من العقوبة من يقطع الطريق على المسافرين الى الله. وفي ذلك الاشارة الى ان قطاع الطريق نوعان. النوع الاول قطاع ضيقي على المسافرين في مصالح دنياهم. الذين يعرضون في مراحل السفر يأخذون اموال الناس وربما قتلوهم او جردوهم من ملابسهم وهؤلاء يعرضون للناس في مصالح دينهم والنوع الثاني قطاع الطريق على المسافرين في مصالح دينهم. وهؤلاء نواب ابليس. كما ذكر ذلك ابو والفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى في تلبيس ابليس وابن القيم في كتاب مفتاح دار السعادة ومن هؤلاء القطاع الذين يقطعون على الناس طريق مصالح دينهم انواع عدة منهم يزهدون في العلم الذين لا يرون ان في العلم شيئا ذا قيمة مجدية فلا ينبغي ان الاوقات وتستغرق في طلبه ولا ان تصرف الاموال في ابوابه وان الناس محتاجون لابواب اخرى تصرف اليها الاموال وتستغرق فيها الاوقاف وتستنزف فيها القوى فهم يزاهدون في العلم وهذا من اعظم النيابة عن ابليس لان العلم ارث النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يورث درهما ولا دينارا وانما ورث صلى الله عليه وسلم العلم فمن زهد في ميراثه فلا شك انه من اعظم من يصدون عن السبيل ويبغونها عوجا ومن هؤلاء ايضا الطاعنون في اهل العلم الذين يتهمونهم تارة بالعمالة للحكومات. وتارة للمسارعة الى جمع حطام الدنيا وتارة لعدم الفقه في واقع الناس. وتارة بكونهم في ابراج عادية لا يعايشون احتياجات الناس. وتارة بانهم يتكلمون بلغة هي اللغة التي لا يفتقر اليها عصر وان العصر محتاج الى خطاب مجدد يصلح لمحاكاة احوال الناس والتعايش مع الاخر ومد جسور التواصل والمحبة والسلام مع الامم الى اخر شنشنة نعرفها من اخزم وما امره بامر احزن. وهؤلاء الطاعنون في اهل العلم وان نوعوا عباراتهم وغيروا بشاراتهم الا انهم لا يخفون على الله سبحانه وتعالى. وما تكلم امرئ في اهل العلم الا ابتلي. كما قال الحافظ ابو القاسم ابن عساكر رحمه الله تعالى من لحوم العلماء في كتاب تبيين كذب المفتري قال لحوم العلماء مسمومة. وعادة الله في هتك استار منتقصيهم معلومة. ومن اعمل فيهم بالسلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب. انتهى كلامه. فويل لمن طعن في اهل العلم فان الله عز وجل يغار وان من غيرته سبحانه وتعالى غيرته على اوليائه وقد قال ومن اصدق من الله اي قيل من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب. فينبغي ان يتحرز الانسان من الطعن على اهل العلم وان لا اذا في موقف هؤلاء النائبين عن ابليس ومن قطاع الطريق ايضا المدعون للعلم مع عدم امتثالهم لحقائقه من علماء السوء الذين انما يطلبون العلم لمنصب او رئاسة او غيرها ويحفظون ويعرفون ولكنهم يتساهلون في غيبة يخرجونها مخرج جرح وتعديل او يأخذون على العلوم اجورا بغير حق او دعونا ما ليس عندهم فان هؤلاء الادعياء هم ايضا من جملة قطاع الطريق عن معرفة الرب سبحانه وكما ان الانسان اذا شرع يسلك طريقا فيه مصلحة دنيوية فانه يتحصن من واعظ وكذلك يتخذ سلاحا. فحقيق لمن اراد تكميل عبودية نفسه لله سبحانه وتعالى ان يتحصن من قطاع الطريق هؤلاء وان يتخذ سلاحا يقاتل به هؤلاء القطاع. وانما العلم ومن ليس له سلاح فكيف يقاتل؟ وانما يتحصن الانسان بسلوك طريق من مضى من اما للعلماء من السلف الصالحين وورثتهم من الخلف المشهود لهم بتمام الدين وكمال اليقين وهذا الباب اذا فتح لطالب العلم ولا سيما المبتدئ فهمه فانه يتحرز من شر كثير. واذا كان الانسان لا يميز هؤلاء القطاع فانه ربما قطعوا عليه طريقه عن طاعة الله سبحانه وتعالى. واذا قطعت عن طريق الله سبحانه وتعالى فقد قطعت عن سبيل النبوة وطريق الرسالة وحرمت الذي تركه النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان لبعض من مضى من اهل العلم شريط نافع اسمه قطاع الطريق. تحدث فيه عمن يقطع الطريق عن الله سبحانه وتعالى هو مما ينصح سماعه. واذا فهم الانسان هذا المعنى وجده منشورا في كلام ابن القيم وقبله ابن الجوزي في صيد الخاطب وغيرهما من اهل العلم رحمهم الله تعالى. نعم الباب الثاني والعشرون فالحث على تناول البلغة من كل علم والاقتصار عليه. من كان قصده الوصول الى جوار الليل تعالى فليتوجه نحوه كما قال تعالى ففروه الى الله وكما اشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله سافروا طالما فحقه ان يجعل انواع العلوم كزاد موضوع في منازل السفر فيتناول منه في كل منزل قدرا لغة لا يعرج على تقصيه واستفراغ ما فيه. فتقصي الانسان نوعا واحدا من العلوم على الاستقصار. يستفرغ امورا بل اعمارا ثم لا يدرك قعره ولا يصبر غيره. وقد نبهنا الباري سبحانه على ان نفعل ذلك بقومه الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. وقال علي كرم الله وجهه. العلم كثير فخذوا من كل شيء احسنه. وقال شاعر قالوا خذوا العالم كله فقلت لهم في العين فضل ولكن ناظر العين فقد قيل وقد قيل العيون والفقر فقد قيل حلي طبعك بالعيون والفقر فالشجرة لا يشينها قلة الحمل اذا كانت ثمرة نافعة فيجب ان لا يقوم الانسان في فم حتى يتناول من الفم الذي قبله على الترتيب بلغته ويقضي منه حاجته. فالزحام العلمي في مظلة للفهم على هذا قال تعالى الذين اعطيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اي لا يجاوزون فنا سيختموه علما وعملا ويجب ان يقدم الاهم فالاهم من غير اخلال بالترتيب فان كثيرا من الناس يكل الوصول تركهم الاصول وحق ان يكون قصده منكم. عدد كبير من الناس شكري بوسيك حزن فان كثيرا من الناس تكل الوصول بتركهم الاصول. وحق ان يكون قصده من كل علم يتحرى التبلغ به الى ما فوقه حتى يبلغ النهاية. والنهاية من العلوم النظرية معرفة الله تعالى للحقيقة المصدوقة العلوم كلها خدم لها وهي حرة تكلوا اليسرى تكلوا الوصول لتركهم الاصول فتحتك امك فان كثيرا من الناس ثكلوا الوصول بتركهم الاصول. وحقه ان يكون قصده من كل علم يتحراه التبلغ به الى ما فوقه حتى يبلغ النهاية والنهاية من العلوم النظرية معرفة الله تعالى على الحقيقة المصدوقة والعلوم كلها كلها وهي حرة فقد روي انه رؤي صورة حكيمين من القدماء المتألقين في بعضه قدماء المتألهين والله وقد روي انه رؤيا متأله يعني نعم. انه رؤي صورة حكيمين من القدماء المتألهين في بعض مساجدهم. وفي يد احدهما رقعة فيها ان احسنت ان احسنت كل شيء فلا تظن انك احسنت شيئا حتى تعرف الله تعالى وتعلم انه مسبب الاسباب وموجود الاشياء وفي يد الاخر كنت قبل ان اعرف الله تعالى اشرب واظمأ حتى اذا عرفت بلا شرب بل قد قال الله تعالى ما اشار به الى ما هو ابلغ من حكمة كل حكيم اي اعرفوا وحق المعرفة فلم يقصد بذلك ان يقول ذلك قولا باللسان اللحم فذلك قليل الغنائم ما لم يكن عن قوية خالصة فصل ومعرفة حقيقية. وعلى ذلك قوله عليه الصلاة والسلام. من قال لا اله الا الله مخلصا دخل الجنة ويجب الا يتعرى علمه عن مراعاة العمل فيه بنفع الا ترى انه ما اخلي ذكر الايمان في عام اما في القرآن من ذكر العمل الصالح نحو قوله تعالى الذين امنوا وعملوا الصالحات والى ذلك اشار بقوله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه فقيل كثرة العلم من غير العمل مادة الذنوب. فقيل العلم اس والعمل بنا والاس بلا بناء باطل فقال حكيم لرجل يستكثر من العلم دون العمل. يا هذا اذا افنيت عمرك في جمع السلاح فمن تقاتل به وقد قال الشاعر ما يصلح ان يكون اشارة الى هذا المعنى فعلام ان لم اشف نفسا حرة يا صاحبي فعلام ان لم اشف نفسا حرة يا صاحبي اجيد حمل سلاحي ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الباب كلاما نافعا في الحق على تناول البلغة من كل علم والاقتصاد عليه ذلك ان العبد يسافر بقلبه كما يسافر ببدنه فان السفر سفران كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى وتلميذه ابن رجب احدهما سفر الابدان. والثاني سفر القلوب. وسفر القلوب هو فرارها الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى ففروا الى الله. قال بعض السلف من خاف شيئا فر منه ومن خاف الله الله سبحانه وتعالى فر اليه. وانما يحصل كمال حياة الانسان. ويسهل وصوله الى النعيم التام بسفر قلبه الى الله سبحانه وتعالى وتوجهه اليه كما في الاية المذكورة وكما اشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله سافروا تغنموا. وهو حديث فيه ضعف ويغني عن هذا ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال استعينوا والروحة وشيء من الدلجة. فان الاستعانة ها هنا بهؤلاء الاوقات اي للعمل فيهن هو متعلق بسفر القلب الى الله سبحانه وتعالى وسفر القلب الى الله سبحانه وتعالى يعينه على مراحله تزوجه بانواع العلوم الموصلة الى خشية الله سبحانه وتعالى فيتخذ من انواع العلوم زاد ان يتبلغ به في كل مرحلة. فيتناول في كل منزل من منازل السفر نوعا من انواع العلوم يكون زادا له. وهذا هو الموجب استحسان اخذ بالبلغة من انواع العلوم والاطلاع عليها ولا ينبغي للانسان ان يستقصي نوعا واحدا على وجه الاستقصاء يستفرغ عمرا وما هو هنا الاستغفار محرمة صوابها الاستقصاء يستفرغ عمرا بل اعمارا ثم لا يدرك قعره ولا يصبر غوره. بل يصيب من كل علم بلغته وقد نبهنا الله سبحانه وتعالى على ذلك فقال الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. فالمتبع عندهم ليس كل القول المستمع. وانما المتبع عندهم هم هو احسن من قول المستمع. وجاء عن علي رضي الله عنه قوله العلم كثير فخذوا من كل شيء احسنه وقد ذكر هذا المعنى جماعة من الشعراء منهم القائل ما حوى العلم جميعا احد كلا ولو مارسه ايش الف سنة بعده انما العلم كبحر زاخر فخذ فاتخذ من كل شيء احسنه وقال الزبيدي في هذا المعنى ايش قال في الالفية في السنة ها يا اخي الحبيب ايش قال الزبيب انت اللي على العمود نعم جال الزبيب خلاص جزاك الله خير انت ان شاء الله تبي تعرف ماذا قال نعم قال فما حوى الغاية في الف سنة شخص فخذ من كل فن احسنه بحفظ متن جامع للراجح تأخذه على مفيد ناصح فينبغي ان يتخذ الانسان من كل علم احسنه وهو البلغة مما رتبه اهل العلم في متون معروفة في كل فن وفي هذا معنى قال الشاعر قالوا خذي العين من كل فقلت لهم في العين فضل ولكن ناظروا العين. وناظروا العين هو النقطة السوداء التي تكون في وسط سواد العين فهذا هو اجلها واعظمها. فينبغي ان يتخذ الانسان الاجل الاعظم من كل شيء. وقد قيل حل طبعك بالعيون والفقر يعني بعيون الاشياء وفي قرية المهمة فان اسم الفقر اصلا هو لمن تطرد من عظام الظهر ويطلق على ما عظم وثمن من غيره. فاذا اخذ الانسان عيون الاشياء وفقرها المستجابة فان طبعه يتحلى بالكمالات ثم ذكر رحمه الله تعالى انه يجب الا يخوض الانسان في فن حتى يتناول من الفن الذي قبله على الترتيب بلغته. ويقضي منه حاجته. فازدحام العلوم بالسمع مظلة للفهم وعلى هذا قوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اي لا يجاوزون فنا حتى يختموه علما والمراد لا يجاوزون شيئا حتى يحكموه علما وعملا. ويصدق هذا ما رواه ابن جرير وغيره بسند قوي عن ابي عبد الرحمن السلمي رحمه الله تعالى قال كان الذين يعلموننا القرآن لا يجاوزون عشر ايات حتى نعرف ما فيها من العلم والعمل. فكانوا لا ينتقلون من امر حتى يتقنوه فيتحول الى غيره كحفظ القرآن على هذا الترتيب مثلا وهو المعروف عند السلف بتعشير القرآن في الحفظ وعنه ايضا تخميسه ولكن الاول هو اكثر واشهر وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا ان ازدحام العلم في السمع مظلة للفهم وهي جملة نص عليها ايضا ابن جماعة رحمه الله تعالى في تذكرة السامع والمتكلم ومعنى هذه الجملة ان العلم اذا كثر على الانسان فان فهمه يضل فيه ويضعف عنه كما ذكرنا كلام ابن كلام الوزير ابن هبير كلام الوزير ابن هبيرة في الافصاح ان من افة التعليم اكثاره حتى تعجز القلوب ان تعيه فاذا افطر هذا على السمع والقلب فانها تضعف عنه ولا تحيط به علما ولكن اذا لقنته شيئا فشيئا فانها تقبله وتتوسع فيه ومن طيار شعر الشناقطة قول احدهم فإن تريد تحصيل فن ايش فان تريد تحصيل فن تممه تبني من البيت بس طيب وصلني يا جدي يقول فان تريد التحصيل فنم تممه وعن سواه الانتهاء مه فتوأمان ان توأمان سبقا لن يخرج قال قال وفي ترادف العلوم المنعجاء وفي ترابط العلوم وان ترد التحصيل فن تممه وعن سواه وعن سواه الانتهاء مه. وفي ترادف العلوم منعجا من توأمان استبقا لن يخرجا. وان ترد تتميم وان ترد تحصيل فن تممه وعن سواه انتهاء مهد وفي ترادف العلوم المنعجاء من توأمان سبقا لن يخرجا اي يأخذ الانسان العلوم شيئا فشيئا ويقدم في ذلك الاهم المهم اللي في الاهم هاني الاهم في الاهم لهمت الاهم اللي يقول الاهم فالاهم يذكر لماذا؟ واللي يقول الاهم فالمهم اذكر لماذا فمن يقول الاهم فالاهم باعلى منه طيب يعني تبدأ بالاهم ثم تنتقل الى ما هو اعلى منه. واقول يقول الاهم في المهم ها يا احمد كيف يعني ايش ايحسن الاهم فالمهم هذا خطأ منتشر الاهم فالمهم لانك تبتدئ بما يجب عليك ويعظم في حقك ثم تنتقل بعده الى مما الذي دونه. فمثلا لو ان انسانا لا يحسن معرفة ما يجب عليه من الايمان بالله والملائكة والانبياء مما يعتقده العبد ولا يحسن معرفة الوضوء والصلاة فبيهما يبدأ الايمان ام الطهارة والصلاة الايمان فيبدأ الاهم ثم ينتقل بعد ذلك الى المهم الذي هو دونه. يقدم الانسان الاهم فالمهم من غير بالترتيب فان كثيرا من الناس تكل الوصول يعني ندبوه وفقدوه بتركهم الاصول فان من ضيع الاصول حرم الوصول. قال ابو عبيد القاسم سلام عجبت لقوم يشتغلون بالفضول ويتركون الاصول فمن اسباب عدم الوصول الاشتغال بالفضول وهي غير المهمات او عدم احسان ترتيب ما ينبغي من اصول تلقي العلم وينبغي على الانسان ان يتحرى في كل علم ما يبلغه منه دون الغاية. فان الغاية تعوز ولا يصل اليها الا الفرض بعد الفرض في قرون الامة وانما يتخذ في كل فن اصلا. يتقنه ثم يتحول الى غيره. وهذا هو معنى ترتيب العلم على متون مختصرة ومتوسطة متوسطة ومطولة وتنويع تلقي العلم الى دروس يشرح فيها على وجه التطويل ودروس يختصر فيها على وجه الايجاز ودروس يعمل فيها على جهة التوسط كما يدرك ذلك حذاق المعلمين فهم يعرفون انه بهذا يرتب الامور فاذا اراد الانسان ان يتلقى العلم فانه يأخذ في كل فن اصلا. فاذا اخذ في كل فن اصلا كان ذلك الاصل مجتمعا في متن واحد او اكثر فانه يأخذه على وجه الاختصار. ولا يأخذه ابتداء على وجه تطويل فانه اذا اخذه كذلك لم يستطع. فمثلا اذا اراد الانسان ان يتخذ اصلا في باب الاعتقاد فانه يدرس في ضمن هذا الاصل ثلاثة الاصول والقواعد الاربع والتوحيد وكشف الشبهات والعقيدة الواسطية فهذا اصل مجموع من هذه المتون وهو يتلقاها ايضا على وجه الاختصار والايجاز. فمثلا اذا اراد ان يدرس كتاب الاصول فان اول كلمة فيه بعد قول بسم الله الرحمن الرحيم هي اعلم وكلمة اعلم يستطيع الانسان ان يشرحها في ساعات لماذا لانها تحتوي على ماذا على العلم هي فعل متعلق بالعلم. واذا اراد الانسان ان يتكلم على سر تقديم هذا الفعل واختصاصه دون غيره وقرنه بالابتداء في التنزيل باقرأ. وكون ذلك موجودا في الوحي في القرآن والسنة فان الانسان عند ذلك يستفيد طيب هنا فائدة لان بعض الاخوان قد يراجع القرآن ما يجدها اين اعلم في القرآن اين اعلام في القرآن؟ هذه فعلة النبي يعلم واعلموا لا بالفعل هذا اعلم هذه فائدة من لم يرد بهذا الشيخ اعلم القرآن ثم عندما جاء مجموعة يعلم ثم اعلموا او فاعلموا الذكرى اسمنت اذا ستجدون في القرآن في احدى القراءات قراءة فيها اعلى راجعوا تجدونها في سورة البقرة طيب الحاصل ان الانسان يتلقاه على وجه الايجاز فلا لا يذهب الى شيخ يشرح له اعلم في عدة ساعات كما قال لي احد الاخوان يمتدح شيخا يقول درسنا عنده في بلد ليست بلد علم يقول بسم الله الرحمن الرحيم جلس فيها عشرة اسابيع جلس اسبوعي فمثل هذا لا يفيد الناس بل هذا يحول بين الناس وبين العلم. فينبغي ان يتلقى الانسان في مبادئ الطلب على هذه الصورة لكن لو جاءني طالب منتهي ربما اجلس معه في اعلم ساعات لكن طالب منتهي يعرف ما اقول اما المبتدي فانه يتلقى على هذا الوجه. فاذا خرج عنه فانه لا يستفيد. مثلا اذا اراد الانسان ان يتلقى علم النحو ماذا يدرس اجره مئة ولا الفية الاجوا الرومية هذا هو المختصر الذي يدرسه. كيف يتلقاه باختصار كيف الاختصار الان درسنا مثلا اول ما فيها وهو ايش باب باب ايش؟ باب الكلام هو لم يترجم له باب الكلام ولكن قال الكلام لفظ مركب الى اخر ما قال طيب هذا الباب ما غايته؟ غايته التعريف بان الكلام هو على هذا الوضع وهو من قسم الى اسم وفعل وحرف فاذا جاء المعلم ودرس هذا الباب قال في اخره اعرف ما يلي هذا موجود في بعض الاجر الرومية حتى اعذب ما يلي ضرب زيد عمرو هو الان مبتدي توه ما يعرف الكلام ويعرف العراب ولذلك الصواب ان يقال في هذا الباب اذا اراد الانسان ان يمرن فيه المتعلمين ان يقول بين انواع الكلمات المذكورة في هذه الجملة واذكر الدليل على النوع الذي تقوله فمثلا لو قلنا لا تمد الرجلين في مجلس العلم لو قلنا الرجلين ما نوع هذه الكلمة؟ وما دليل ذلك؟ نقول ايش نوعها اسم والدليل دخول دخول اداة التعريف التي هنا ال. بهذا ينتفع الناس واما ان يبتدئ الانسان في الاجر رمى باعرب لا ينتفعون لذلك انا استغرب بعض الشراح الذين شرحوها ويعربون طيب هو ما يعرف الان ولذلك هذه الشروع مع جلالتها صارت صعبة على الناس لانهم ادخلوا فيها ما حقه عدم الادخال وهو الاعراب. ولذلك احسن من افرد شرحا واعراضا فشرح اجرهم اياه واعربها. والمقصود ان تعرف ان طريقة ترتيب العلم هو ان تأخذ من كل علم اصلا تدرسه على وجه ايجاز ثم بعد ذلك يكون ترتيب العلم على نقل ومراحل ثم بين ان اخذ العلم على هذه الصورة يوصل الى المقصود وهو معرفة الله سبحانه وتعالى بربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته فان معرفة الله سبحانه وتعالى هي غاية في غاية الغيان. واجل النهايات. وقد ذكر رحمه الله تعالى من كلام بعض قدماء انه رؤي في احد يد احدهما رقعة فيها ان احسنت كل شيء فلا تظن انك احسنت شيئا حتى تعرف الله تعالى وتعلم انه مسبب الاسباب وموجد الاشياء. واذا اريد قصر المعرفة بالربوبية فهذه معرفة ناقصة. لكن اذا اريد ان معرفة عامة وتسبيب الاسباب وايجارة الاشياء فرد منها كان المعنى صحيحا. وفي يد الاخر كنت قبل ان اعرف الله تعالى اشرب واظمأ حتى اذا عرفته حتى اذا عرفته رويت بلا شرب وهذا يصدقه ما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني ابيت ايش يطعمني ربي ويسقين. فان هذا الاطعام هو سقيا هي من المعارف الربانية واحوال الكمالات النفسانية التي يشغل بها قلبه عن طلب حظ بدنه فيكون على حال من الكمال طريقة تغنيه عن النظر في مأكله ومشربه كحال اهل الجنة لكمالهم فانهم يلهمون تسبيح والتحميد كما تلهمون النفس في الدنيا فان الانسان لا ينشغل بنفسه لجريان الحاجة به من دخل الجنة بكمال حاله يجري على لسانه التسبيح والتحميد من غير حاجة الى تكلفه ثم ذكر رحمه الله تعالى ان الله سبحانه وتعالى اشار الى هذا المعنى في قوله قل الله ثم ذرهم اي اعرفوا حق المعرفة وهذا الذي ذكره رحمه الله تعالى بان المقصود في اية الانعام معرفته سبحانه وتعالى حق المعرفة نظير قول من قال كما ذكره ابن كثير في التفسير ان الانسان يقول الله بلسانه عند ورود هذا المعنى. والاية لا تدل على ذلك بل الاية تدل على المعنى الذي ذكره السلف ان ما نقول الله يعني انزله فان الله سبحانه وتعالى قال في اول الاية قال وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا انتم ولا داؤكم قل قل الله ايش معنى؟ قل الله انزله فهذا معنى هذه الاية. لكن قد استفاضت اياته احاديث تدل على ان غاية مقصود العلم هو الوصول الى عبودية الله سبحانه وتعالى. واصلحها ما في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم ان اخشاكم بالله واعلمكم ان اعلمكم بالله واخشاكم له انا فهو صلى الله عليه وسلم وصل الغاية وهي خشية الله سبحانه وتعالى ثم قال ويجب الا يتعرى علمه عن مراعاة العمل فيه بنفع الا ترى انه ما اخلى ذكر الايمان في عامة القرآن من ذكر الصالح يعني ان العلم لا تظهر منفعته ولا يكون زادا مبلغا الا اذا انطوى على العمل واجتمع به كما قال تعالى الذين امنوا وعملوا الصالحات وقال اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. وقيل كثرة العلم من غير عمل مادة الذنوب. وقيل العلم اس والعمل بناء والاس بلا بناء باطل. وقال حكيم لرجل يستكثر من العلم دون العمل يا هذا اذا افنيت عمرك في جمع السلاح فمن تقاتل به وقال الشاعر فعلام ان لم اشف نفسا حرة يا صاحبي؟ اجيد حمل سلاحي وروي عن علي رضي الله عنه هتف العلم بالعمل فان اجابه والا ارتحل وفي اسناده ضعف وجاء هذا المعنى عن سفيان الثوري ايضا نعم الباب الثالث والعشرون في احوال الناس باستفادة العلم وافادته. كما ان الانسان في مقعده اربعة احوال حال استفادة كن مكتسبا وحال ادخار لما اكتسبه فيكون به غنيا عن المسألة. وحال انفاق على نفسه فيصير به منتفعا. وحال فيصير به سخيا. حال استفادة وحال تحصيل وحال استبصار وحال تفصيل وتعليم ومن اصاب مال فانتفع به ونفع مستحقه كان كالشمس تضيء لغيرها وهي مضيئة وكالمسك الذي يطيب غيره وهو طيب هذا اشرف المنازل ثم بعده من استفاد علما فاستبصر به. فاما من افاد غيره علمه ولم ينتفع هو به فهو كالدفت يريد غيره الحكمة وهو عازمها يشهد ولا يقطع وكالمغزل يكسو ولا يكتسي وكذبالة المصباح تحرق نفسها وتضيء لغيرها ومن استفاد علما ولم ينتفع به هو ولا غيره فانه كالنخل يشرع شوكا لا يجود به نعم كالنخل يشرع شوكا لا يجود به عن حمله كف جان وهو منتهب النخل ولا كالنحل الجواب النحل شوك ولا مال الشوك الابرة ولكن قوله وهو منتهب يمنع من هذا لان النحل لا ينهب وانما الذي ينتهى تمر ثمر النخل ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الباب معنى لطيفا في تعريف الانسان في احواله العلم وافادته وعدم عقل هذا المعنى من اسباب التفريط في العلم وحرمانه. فان من الناس من لم يحسن معرفة مرتبة حاله فانزلها فوقها. واشتغل بما لم يؤمر به ولا وصل اليه بذلك قدرته على بلوغ عن بلوغ المراتب العليا والمقامات السامية. وقد ذكر ان الانسان في مقتنياته التي يجمعها ويقتنيها له اربعة احوال. الاول الاولى حال استفادة فيكون مكتسبا والاول حال استفادة فيكون مكتسبا يجمع ويطلب والثاني حال ادخار لما اكتسبه فيكون به غنيا عن المسألة. والثالث حال انفاق على نفسه. فيصير به منتفعا. والرابع حال افادة لغيره يصير به سخيا والناس بصراء في هذا في امر دنياهم عمي في امر دينه فان الدين واخذ العلم له اربعة احوال كهائب. الاول حال استفادة يجمع بها الانسان العلم ويكتسبه. والثاني حال تحصيل لما اكتسبه. والثالث حال استبصار يتعرف به الطريق الموصل الى ما يريد. والرابع حال تبصير وتعليم تنفع به الناس فاذا رتب الانسان نفسه على هذه الاحوال فانه يصل الى مراد. واذا لم يحسن ترتيب نفسه فانه يحرم المقصود وينقطع في الطريق. فانت ترى من طلبة العلم ممن يبتزء في طلب العلم فيحفظ قانا يشتغل بامور اخرى ليست مما ينبغي ان يشغل بها نفسه في هذا العمر. وان كانت مطلوبة منه فيما يستقبل فمثلا الصبي المترعرع والفتى الناشئ واليافع المرتفع ابن سبع وتسع واثني عشر وخمسة عشر لا ينبغي له ان يشتغل في انكار المنكرات العامة التي تتعلق بعموم الناس لا المنكرات الخاصة التي تتعلق بمن يجلس اليه او يمر به. فاذا رفع نفسه الى الاشتغال بانكار المنكرات العامة كان كحال امرئ عمره سنتين يلبس لباس امرئ عمره عشرين سنة وذاك مزدرا معاذ في انظر الناس وكذلك هذا عند العقلاء مزدرا معاذ فينبغي ان يعلم الانسان ان له حالا في كل مرتبة من منازل الطريق. لا ينبغي له ان يقسم عنها ولا ان يتجاوزها. فاذا كنت في اول مبادئ امرك اعرف ان ما تخاطب به هو طلبك للعلم. ومعرفة الواجب عليك. والعمل به وما عدا من تبليغه لغيره بانكار او ارشاد او تعليم فهذا ليس مما يجب ان فيه ومن دخل فيه اضاع ما خرج منه. فهو يخرج بدون عودة. فمن الناس من يشتغل بهذا الامر فلا يزال يتزايد به حتى ينسى الحالة الاولى وهي حال الاستفادة ويقع في حال اخرى لم يصل اليها فيمرظ ويمرظ ويعتل ويعل وربما قتل وقتل. وهذا حال كثير ممن كان مستقيما فحمل الناس على طريق للاستقامة غلط. ثم نقص على عقبيه وخلفه هؤلاء فنكسوا على اعقابهم. فان هذا انما اوتي من الباسه نفسه حالا ليست لها. فامرظ قلبه واورث هذا المرض غيره. فعادوا على اعقابهم من بعده. ولذلك من الشبه التي تروج على كثير من الناس الدعوة بان طلب العلم يزاحم تبليغ الناس ودعوتهم وهذه شبهة ابليسية واكذوبة شيطانية واحبولة مكيدية منعت كثيرا من الناس بالخير فان الانسان له حال ينبغي ان يكون عليها في المبتدأ وله حال اخرى يكون عليها في المنتهى. فانت في اول مطلوب منك ان تعلم دينك وانت في اخر امرك مطلوب بك ان تعلم الناس دينك. فاذا ارتقيت الى المنتهى وانت لم تحصل المبتدأ فكيف الناس فانت كمن يداوي الناس وهو عليم. فليست الدعوة مزاحمة للعلم ولكن الناس هم الذين يجعلونها كذلك. لان للعلم لا اقول رجالا وللدعوة رجال كلا فان العلماء هم الدعاة. ولكن للعلم زمانا وللدعوة زمانا. فاذا اصاب الانسان هذا ورتب فانه ينفع وينتفع. واذا لم يستطع الانسان ان يرتب حاله فانه يضر نفسه ويضر غيره فينبغي ان يتقيد طالب العلم بهذا. وقد سئل شيخنا الشيخ صالح ابن فوزان حفظه الله. عن امرئ ينوي ان بانواع من الدعوة ولكنه يمنعه من ذلك حرصه على طلب العلم فما الواجب عليه؟ فقال ان الذي ينبغي له ان يشتغل بطلب العلم. وان الله عز وجل يثيبه على ما نوى فاذا نوى الانسان ان يجمع العلم بدعوة الناس فهو مثاب واذا كان العلم يمنعه عن ذلك لانه يتأهل لمرتبة اعظم فانه مجاهد متاب ثم ان وقائع الزمان تشهد بصدق هذا فان المرء فيما عانى من احوال الناس رأى قوما رادت عليهم هذه الشبهة فاستنزفوا اوقاتهم واقواتهم واعمارهم وجعلوا اعمالهم في ما لم يتهيأوا له ولم يبلغوه. واشغل نفسه بما ينفعه من طلب العلم على التدريج. فما هي الا سنوات واذا اذاك الذي كان مشتغلا بما اشتغل واذا به قد ترك الاستقامة بالكلية. بل منهم من لا يشهد الصلاة بل منهم من عاد رمحا مسموما في طريق المؤمنين بما يكتبه ويروج له في الصحف والقنوات وهو كان من قبل من الى الدعوة لانه اكل طعاما ليس له وشرب شرابا ليس له. وانزل نفسه منزلة ليست له. المرء يخشى على نفسه من العقوق لان الذي يرفع نفسه الى مقام ليس له يعاقب لانه انزل نفسه مقاما ادعاه فهو كالبس ثوبي زور. ولابد ان يكشف هذا الزور. فينبغي ان يرتب الانسان نفسه مستفيدا ومحصلا ومستبصرا ومبصرا معلما. فاذا كان على هذا المنوال نفع وانتفع. واذا كان على غيره فانه لا ينفع ولا ينتفع ابدا وقد جعل الله سبحانه وتعالى لنا في القرآن هاديا ومرشدا. فقال سبحانه وتعالى في سورة التوبة وما كان المؤمنون الينفر كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفته ليتفقهوا في الدين. واصح قولي اهل العلم كما اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم ان القاعدة هي التي تطلب العلم. والنافرة هي المجاهدة. لان طلب العلم لا يحصل مع الاضطراب وكثرة الدخول والخروج وانما يحصل مع جمع النفس ولذلك اذا عيد على اهل العلم انهم قاعدون عن الجهاد قيل ان اهل العلم قاعدون في الجهاد للجهاد فهم يقعدون في جهاد بيان الحجة والبيان. لايصال الناس الى جهاد السيف والسناد. والله عز وجل بيننا وهو خير الفاتحين. فقد ذكر هذا في القرآن الكريم. واذا فقه الانسان مراحل الطريق وعرف الشبهات نجا واذا كان الانسان يمشي دون ان يطلب بينة فانه يعثر وربما سقط وربما خر على وجهه والسلامة في مصاحبة العلماء الكبار فانهم على المنازل عشرة. وبالطريق اعرف. وعلى الحق اوقف. وان تكلموا تكلموا بعلم وان سكتوا سكتوا عن علم فالسلامة في ركابهم والنجاة في طريقهم ومن حاد عنهم فانه يقع في هذه الاحوال التي ذكرناها ومما وقع في سيرة امام الدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ان شيخه عبد الله ابن ابن ابراهيم ابن سيف صاحب المجمعة قال له يوما عندي سلاح اعددته لاهل المجمعة وذلك ان ال سيف كانوا هم اهل المجمعة وحكامها. ثم تسلط على البلدة غيرهم وصاروا هم اهلها وهو خاطب تلميذه بما يظن انه كذلك في الظاهر فاخذ بيده ثم اراه مكتبة جمعها من الكتب وقال هذا اعددته لاهل النجمة فهذا السلاح بقي مدة في جمعه في المدينة ليقاتل به في دفع الجهل وتبليغ الناس العلم ولكنه رحمه الله تعالى لم يتمكن من ذلك فقد مات في المدينة النبوية ولكنه كان قد اعطى بعض هذا السلاح لامام الدعوة محمد بن عبد فكان من اثاره ليس هداية اهل المجمعة فقط بل هداية الناس في هذه البلاد وفي غيرها. والمقصود فهم هذا الاصل والعمل عليه ولا يعلم ولا يظن بهذا ان المتكلم بهذا الكلام يثبت عن الدعوة او يرى ان القيام بها ليس واجبا. وكيف ذلك؟ ومعاذ الله من مثل هذه القول. فان الدعوة هي مقصود وانما يطلب العلم ليعلم الناس. ولكن لا يدعى الا بعلم ولا يبصر الا مستبصر. فاذا بصر غير المستبصر فانه يعمي الناس بدعوى تبصيرهم ثم بين رحمه الله تعالى بعد تدريب هذه الاحوال ان من اصاب مالا وانتفع به ونفع مستحقيه كان كالشمس تضيء وهي مضيئة وكالمسك الذي يطيب غيره وهو طيب وهذا اشرف المنازل. ثم بعده من استفاد علما فاستبصر به فاما من افاد غيره علمه ولم ينتفع به فهو كالدفتر يفيد غيره الحكمة وكالمسن الذي تحد به السكاكين فيشحد سكين ولا يقطع وكان مغزل اكسو ولا يكتسي وكتبالة المصباح تحرق نفسها وتضيء لغيرها ودون هذا من استفاد علما ولم ينتفع به هو ولا غيره. فهذه حال الناس في تبصير انفسهم في العلم. نعم الباب الرابع والعشرون فيما يلي هذا تفضل هذا الدرس جماله في اننا نستطيع ان نقطعه في اي وقت لانها فصول منتخبة واذا لم يكتب لنا اكمال هذه الفصول فاننا ننقلها الى وقت اخر ان شاء الله. فمثلا هذا اصول منتخبة في ادب العلم من الذريعة لو قرأنا شيئا منها في هذا المجلس نقرأ الباقي في ان شاء الله تعالى البرنامج القادم في السنة القادمة والمقصود ان يعرف الانسان ان هذا البرنامج لا يرتبط بانهاء هذه الفصول جزما بل تنقل الى وقت اخر بحسب ما يسمح به الوقت نعم لا زال وقت مبكر البعض الباب الرابع والعشرون فيما يجب على المتعلم ان يتحراه. حق المترشح لتعلم تعلم الحقائق ان يراعي ثلاثة ناخذ هذا الباب ولا نقف عليه انتم برايكم طيب طبعا حق المترشح لتعلم الحقائق ان يراعي ثلاثة من السؤال ما نبغى مجاملة لا الانسان اذا كنتم ترون جمهوركم يرى انه نقطة الدرس نضج لان المقصود الافادة مو بانهاء الكتاب والحمد لله لنا وقت اخر وينبغي ان يعرف طالب العلم ان القاء مثل هذا الكلام لا يجري فقط على اللسان دون القلب والمقصود النفع فان الانسان يحدث الناس ما رمقه واقبلت عليه نفوسه فاذا وجد منهم ملالا فانه ينقلهم الى غيره. فانتم تحبون نواصل هذا الباب تقف عنده ها اللي يريد يقف يرفع يده اذا كان الجمهور اخذناه واذا كان القليل اخذناهم معنا فهذا قليل عليكم متى تصبرون معنا هالباب هذا. نعم حق المترشح لتعلم الحقائق ان يراعي ثلاثة من الامور. الاول ان يطهر نفسه من رديء الاخلاق تطهير الارض للبذر خبائث النبات وقد تقدم ان الطاهر لا يسكن الا بيتا طاهرا. وان الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب. الثاني ان يقلل من الاشغال الدنيوية ليتوفر زمانه على العلوم الحقيقية. فما صاحب التقوى فيعمر منهلا؟ وربعا اذا لم يخلي ربعا قال وقد قال الله تعالى وما جعل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه والذكرة متى توزعت تكون كجدول وقمعه فتنشفوا الجو تشربه الارض. فلا يقع به نفع وان جمع بلغ المزدرع فانتفع به. والثالث الا عبر على معلمه ولا على العلم فالعلم حرب للمتعالي كالسيل حرب للمكان العالي ولهذا قيل العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك فاذا اعطيته كلك فانت من اعطائه اياك بعضه على خطر فكأنما اياه وكانما اياه على من قال خدم العلا فقدمنه وهي التي لا تختم الاقوال قام ما لم تقدم ومتى لم يكن المتعلم من معلمه كأرض دنسة دمجت نالت مطرا غزيرا فتلقت بالقبول لم ينتفع به فحق ان يبرأ له كما قال تعالى اي لمن له بنفسه علم يستغني به او تذلل لاسماع العلم واقتباسي ممن عنده العلم قال بعض العلماء في قوله عليه السلام اليد العليا خير من اليد السفلى اشارة الى فضل اشارة الى فضل الله علمي على المتعلم وفي تبين فضل المعلم حث للمتعلم على الانقياد له. وكما ان من حق المريض ان الى الطبيب الناصح الذي وقف على ادائه ليطلب الطبيب دواءه وغذاءه فانه ان اشتهى لم يشته الا ما فيه اذاؤه ولم يجت الا ما فيه شفاؤه. فمن يتبع فمن مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا فذلك من حق المتعلم اذا وجد ناصحا ان يعتمر له ولا يتأمر عليه ولا يراده فيما ليس بصدد تعلق وكفى على ذلك تنبيها مما حكى الله تعالى عن العبد الصالح انه قال لموسى عليه السلام حيث قال له على ان تعلمني مما علمت رشدا فقال وليس ذلك نهيا عما حث الله تعالى عليه بقوله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وانما هو نهي عن نوع من العلم الذي لم تبلغه منزلته بعد. والحث انما هو على سؤال عن تفاصيل ما خفي عليه من النوع الذي هو بصدد تعلمه وحق من هو بصدد تعلم علم من العلوم الا يصغي الى الاختلافات المشككة والشبه ما لم يتهذب في قوانين ما هو بصدده لئلا تتولد له شبهة تصرفه عن التوجه فيه. فيؤدي ذلك به الى الارتداد. ولذلك نهى الله تعالى من لم يكن قد تقوى في الاسلام عن مخالطة الكفار فقال يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا فقال تعالى ولا تتبعوا اهواء قوم قد ظلوا من قبل واضلوا كثيرا ومن اجل ذلك كره للعالم امة يجالس اهل الاهواء والبدع لان لا يغوظهم. فالعامي اذا خلا بذوي البدع كالشافي اذا خلا بها السبع. وقال بعض الحكماء انما حرم الله تعالى في الابتداء لحم الخنزير لانه اراد تعالى ان يقطع العصمة بين العرب وبين الذين كانوا يشككونهم في دينهم باجتماعهم معهم من اليهود والنصارى فحرم على المسلمين. جزاكم الله خير انتبه لا تسرح لا تسجد افكارك بعيد نعم فحرم على المسلمين ذلك اذ هو معظم مأكولاتهم وعظم الامر في تناوله لينتهي المسلمون عن الاجتماع مع في المواكبة والانس وقال عليه السلام في المؤمن والكافر لا تتراءى انا اراهما. لذلك فاما الحكيم فان لو لا بأس بمجالستي اياهم فانه جار مجرس مجرى سلطان ذي عدة واجناد وعتاد لا يخاف العدو حيثما توجه ولهذا جوز له الاستماع الى الشبهة بل اوجب عليه ان يتتبع بقدر جهده كلامهم مع شبههم ليجاهدهم ويدافعهم. والعالم افضل المجاهدين الذابين عن الدين فالجهاد جهادان. جهاد امضي البنان وجهاد بالبيان. ولما تقدم سمى الله تعالى الحجة سلطانا في غيرها سمى الله تعالى الحجة سلطانا في غير موضع من كتابه كقول قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام اني اتيكم بسلطان مبين ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا بابا عظيم النفع في ارشاد المتعلمين. يكشف عن ما ينبغي على المتعلم ان يتحراه. فذكر رحمه الله تعالى ان المترشح لتعلم الحقائق ينبغي عليه ان يراعي امورا ثلاثة اولها ان يطهر نفسه من رديء الاخلاق. تطهير الارض للبدر من خبائث النبات وقد تقدم ان الطاهر لا يسكن الا بيتا طاهرا. وان الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب وبهذا صارت الملائكة تدخل المساجد والشياطين تدخل الحشوش لان كل احد يناسب صفة صاحبه فلما كانت الملائكة متصفة بالطهر فانها تدخل المساجد. ولما كانت الشياطين خبيثة اتخذت الحشوش مواضع النتن وقضاء الحاجة منازل لها فلا يحصل المرء العلم الا بتقديم هذا الاصل وهو تطهير نفسه من رديء الاخلاق حتى تترشح لطلب العلم. كما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم في افتتاح التنزيل وثيابك فطهر على احد الاقوال ان المراد بها طهر قلبك من ما يقطعك عن الله سبحانه وتعالى من كهوة او شبهة لان القلب اذا وجد فيه شيء من ذلك امتنع دخول الطاهر فيه. لان الطاهر لا يجتمع مع الخبيث النجس قال سهل بن عبدالله التستري حرام على قلب ان يدخله نور وفي قلبه ما يكره الله سبحانه وتعالى فاذا طهر الانسان قلبه من الشهوات والشبهات دخله نور العلم واذا لم يطهر قلبه حرم العلم بقدر ما في قلبه من النجاسة وقد سبق ان قلت لكم العلم جوهر لطيف ايش اذا سمعتها مني هذي اه العلم جوهر لطيف لا يدخل الا القلب النظيف ونظافته هي طهارته من النجاسات ونجاسة الشهوات والشبهات والامر الثاني ان يقلل من الاشغال الدنيوية ليتوفر زمانه على العلوم الحقيقية. كما قال الشاعر فما صاحب يعمر منهلا وربعا اذا لم يخزي ربعا ومنهلا. يعني ان من يطوف في البلدان لا يمكن ان يعمر ان يعمر منهلا وربعا في بلد وهو لم يترك ذلك الربع والمنهل في بلد اخر بل لا بد ان يجمع نفسه على عمارة ربع ومنهم ويترك ربعا ومنهج وتصديق هذا في قوله تعالى وما جعل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه فان قلب الانسان اذا كان مشتتا اشغال الدنيا وغيرها فان العلم لا يجتمع فيه. ولهذا كان السلف رحمهم الله تعالى يستعينون حتى في في اشغال الدنيا بغيرهم كما اثر عن الشافعي والبخاري انهم كانوا لا يكادون يشترون بصلة لان اقبال النفس على مشاغل الدنيا يشغلها ويصرفها عن الاهم وهم يحاولون ان يجمعوا او قلوبهم على الاهم الانفع. واشد من هذا اجتهادهم في حراسة خواطرهم لان خواطر القلب اذا استنشأت بالانسان واستحالت افكار قويت هذه الافكار فصارت ايرادات انتجت اعماله واذا فرط الانسان في حراسة الخاطر الذي يهجم على قلبه ربما جره الى شر. فكانوا يجتهدون ايضا في حراسة ويفرغون قلوبهم من كل ما يشغله والامر الثالث الا يتكبر على معلمه ولا على العلم لان العلم ارث النبوة والانبياء متواضعون. فلا ينال ارثهم الا متواضع مثلهم. اما من تكبر وعلى العلم واهله فانه لا ينال من الارث شيئا فهو بمنزلة المحجوب في الميراث. فمما يحجب الخلق عن ان يصيبوا سهما في ميراث النبوة تكبر احدهم سيكون التكبر سببا لحجبهم عن الميراث. والعلم حرب لاهل التعالي والتكبر كالسيف حرب للمكان العالي وقد نظم هذا المعنى شاعر فابدع اذ قال العلم حرب للفتى المتعالي كالعلم حرب العلم حرب للفتى المتعالي كالسيل حرب للمكان العالم. فان السيل لا يزال يزبد على الامن لكن المرتفعة ويجتمع عليها حتى يدكها او يورث فيها نقرة كما يكون بحسب العرض من صلبها وضعفها واذا اعطى الانسان العلم كله فانه من اعطائه بعضه على خطر وكانما عنا هذا المعنى الشاعر الذي يقول خدم العلا فخدمنه وهي التي لا تخدم الاقوام ما لم تخدم فالعلوم والمعارف والامور العظيمة لا تنقاد لطالبها الا مع تواضعه. ومتى لم يكن المتعلم من معلمه كارض دمكة يعني سهلة لينة نالت غزيرا فتلقته بالقبول لم ينتفع به. فان الارض الدمسة السهلة هي التي تنتفع بالمطر. واما الصخر فهو صلد صلب لا ينتفع بالمطر فكذلك الم تعلم المتواضع ارض دمسة للعلم والمتعلم المتكبر ارض صلبة لا يدخلها العلم وقد قال الله سبحانه وتعالى في حقها وقد قال المصنف رحمه الله تعالى في حق هؤلاء قال حقه ان يضع له كأن يضرع له يعني يرحم كما قال تعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد فمن لم يكن على تلك الحال فانه يحتاج الى طلب حياة نفسه وروحه ثم ذكر رحمه الله تعالى الى ان الموجب للتواضع للمعلم هو انه صاحب فضل. فان المتعلم يكفي فان المعلم يكفي المتعلمة حلل الحكمة وانواع الادراك والفهم وهو من اعظم ما يبذل له. وكما ان من حق المريض ان يكل الى الناصح الذي وقف على دائه ليطلب الطبيب دواءه وغذاءه فكذلك المتعلم ينبغي ان يوقف نفسه بين يدي معلمه على هذا الوجه ثم ذكر ان من حق المتعلم اذا وجد ناصحا ان يأتمر له ولا يتأمر عليه ولا يراده فيما ليس بصدد تعلمه فاذا وجدت معلما ينصح لك فائتمر بامره. ولا تطلب الامرة عليه ومن الناس من يكابد هذا وينوع سبل الامرة على المشايخ فيحرم العلم بذلك كمن يأتي الى شيخ فيرى انه يدرس الكتاب الفلاني دون غيره او يطلب منه ان يتكلم في ذلك الموضوع دون غيره. فان ذلك على الحقيقة قد جعل نفسه اميرا وجعل العالم مأمورا. والعالم الحكيم لا ينقاد بمثل هذا الخطاب. من يعرف ان المتعلم ينبغي ان كون متواضعا منقاد لمعلمه فهو لا يطلب منه ان يتحدث في شيء وانما يطلب منه ان يتحدث ثم العالم ينظر الانف عن الناس ثم يتحدث فيه. وكذلك هو لا يشير عليه بكتاب. وانما يستشيره في في كتاب يقرأ واذا لم يعرف ايعرف المتعلم منزلته هذه ضيع نفسه واذا لم يعرف المعلم ان له منصب الامرأة وليس ذلك المتعلم اذا لم يعرف هذا فان المتعلم لا ينتفع به. لانه لا يكون ناصعا له ولذلك اذا قيل في مدح احد انك لو اردت ان تقرأ عليه الانجليزي اجابه ليس هذا مدح لان المدح هو ان يعرف ما يصلح لك وما تصلح به وقد يكون قراءتك في فن او في كتاب مضرة لك كما هو هو واقع الناس فليس العالم الذي ينفعك هو العالم الذي يأتمر بامره وانما العالم الذي ينفعك هو العالم الذي يأمرك بما ينفعك وقد كان هذا جادة اهل العلم فيما سلفوا فلم يكن الطالب يتخير وانما كان الطالب يخير فلا يأتي الطالب بكتاب يقرأه كيف شاء ولكنه يخير بحسب حاله ومن قصص هذا الباب ان الشيخ حسن بن مانع رحمه الله تعالى لما وفد على مفتي البلاد الاسبق العلامة محمد ابن ابراهيم ال الشيخ وسأله القراءة عليه قال له يا بني اقرأ ثلاثة الاصول قال قد قرأتها قال اقرأ كتاب التوحيد قال قد قرأته قال اقرأ العقيدة الواسطية قال قد قرأتها المقصود قراءة حفظ وفهم قال اقرأ كذا اقرأ كذا اقرأ بلوغ المرض ويجيبه كل ذلك قد قرأته. يقول قد قرأتها فقال اقرأ زاد المستقنع قال قد قرأته قال له يا ولدي اذا انت تجي تجلس مكاني وتدرس لانه هو كان ملازما لابن عمه الشيخ محمد بن مانع في قطر فدرس عليه. والمقصود انظر الى العالم الحكيم. فهو ينظر حاجة ويوجهه اليه ومن هذا هذا الباب ايضا ان الشيخ صالح الاقرم رحمه الله تعالى رحمته واسعة كان يقرأ على الشيخ محمد ابن ابراهيم ال الشيخ بالعقيدة الواسطية بعد قراءته لبعض المختصرات في المعتقد. كذلك الاصول والتوحيد فلما ابتدأها لحن في اولها لحنن فاحش فقال له الشيخ يا صالح اقرأ الاية الرومية عند الشيخ عبد اللطيف ابن ابراهيم يعني فنقله الى ما ينفعه فهو ينتبه الى ما ينفع الطالب ويدله عليه واما ان يأتي الطالب فيقول يا شيخ احسن الله اليك انا اريد ان اقرأ عليك في كتاب مشكاة المصابيح يقول سم تجينا بكرة لم تجينا بكرة الطالب هذا وصل للمشاة ولا ما وصل للمشاة قرأ في الحديث ولا ما قرأ في الحديث ولا تعجبوا من ذلك يا اخوان الذي يخالط الناس يرى عجبا واذا لم ينصح لهم فانه خائن فاني يعني قد وقع لي اني سمعت انسانا في مقابلة على وظيفة ارشادية تعليمية دينية يسأل عنه معنى متفق عليه بعد الاحاديث فقال معناها اتفق عليه اهل السنة والجماعة بماذا وصل هذا الى هذه المرتبة؟ بسبب التعليم غير المنضبط وعدم ملاحظة احوال الناس وعدم تعريفهم دقائق العلم قبل كباره وتلقينهم مهماته قبل ما دونه. فصار مثل هذا الحال. ونحن لا نقول هذا عيبا لاهل الزمان من نحن ولكن نقول نصيحة للمتعلمين لا تكونوا كما يقال ضحايا الطريق بل ينأى الانسان بنفسه فان الله لا يتقبل من الاضحية الا بهيمة الانعام فلا يجعل انسان نفسه في هذه المنزلة وانما يجعل الانسان في منزلة فيه رجال الرجل الذي يعرف ما يصلح به وينتفع به ولا يغتر باحوال اهل الزمان ويظن ان شيخه اذا راعاه في كل شيء فهو يحبه ويعظمه يريد له الخير بل العالم العاقل يعرف انه ربما زجر متعلمه عن كتاب ومنعه من القراءة فيه لانه لم يرتفع اليه وهو اذا اهمله في هذا وقرأ ورد على قلبه الشكوك والشبهات والامراض والعلل التي تعتريها وانا اذكر لكم مثالا ان بعض الناس الذين تكلموا في الدرر السنية في اجوبة علماء الدعوة النجدية طائفة منهم وليسوا كلهم لان هم طرائق قدد ان منهم من انتقل الى قراءتها ولم يحكم اصوله فعندما شب عن الطوق واختلط بالناس رجع بالازراء والعيب والسلف في هذا الكتاب وانا اذكرهم كانوا يحضرون عند بعض مشايخ ممن فرط في نصحهم ويقرأ في الدرب السنية وفيها ردود واشكالات وكلام مطول وهو لو سألته عن عقيدة اهل السنة والجماعة في باب الايمان او عن عقيدتهم في ابواب الشرك الاصغر ومتى يكون شركا مخرجا من الملة وغير مخرج بحسب ما اقترن به بحق فاعله؟ لم يضبطه ضبطا مستقيما. فكيف اضبط اعالي الامور من لم يتقن اصولها. وكيف يبنى اعلى البيت دون ان يحكم اصله؟ المقصود ان تعرف ان المعلم الذي ينفعك هو الذي لا يوافقك في كل شيء ولكن يوافقك فيما ينفعك. اما ما لا ينفعك لا يوافقك ولذلك بعض الناس يستغربون ان يكون هناك هناك دروس يحضرها قوم دون قوم والعيب وجود مثل هذه العقلية التي لا تفهم ان العلم ينقل فيه الانسان كما بوب البخاري باب من منع العلم قوما دون قوم وقد كانت هذه عادة اهل العلم في هذه البلاد فكان الشيخ محمد ابراهيم ال الشيخ له درس لا يحضر الا اربعة ومن الغضب ان تأتي في الدرس فتجعل المبتدئ الذي لا يفهم مثل المنتهي فيحظرون جميعا في مغري لبيب في النحو او في المغني لابن قدامة في الفقه وكيف يستفيد اكثر هؤلاء جمهورهم وهم لا يعون اصول العلم ومفاتحهم المقصود ان يراعي الانسان هذا وان يطلب نصح المعلم له ان يعلم ان نصحه انفع له ثم ذكر رحمه الله تعالى من شواهد ذلك في احوال من سبق في قصة الخضر عليه الصلاة والسلام مع موسى عليه الصلاة والسلام وتأدب بموسى عليه الصلاة والسلام مع الخضر عليه الصلاة والسلام رده ما يختار العلم له دون ما يختاره المتعلم افسح ثم بين ان هذا انما هو نهي عن نوع من العلم وليس نهيا عن العلم كله فاذا حرم العالم تلميذه شيئا فهو لمنفعته. واذا لم يجبه على سؤال فهو لمنفعته ثم قال وحق من هو بصدد تعلم علم من العلوم الا يصغي الى الاختلافات المشككة والشبه الملتبسة ما لم يتهذب في قوانين ما هو بصدده بان لا تولد له شبهة تصيفه عن التوجه فيه فيؤدي ذلك به الى الارتداد فان الانسان اذا اورد الشبهات على قلبه وهو غير قادر على دفعها مرض قال شيخ الاسلام ابن تيمية لتلميذه ابن القيم كما دار السعادة لا تجعل قلبك كالاسفنجة واجعله كالمرآة يدخل فيها النور ولا يدخله غيره فاذا جعل الانسان قلبه كالاسفنجة كل شيء يسمعه يستوشيه ويجمعه ويقبل عليه فانه تعلق به الشبه وتتولد عنده لكن اذا بلغ مرتبة اعلى فان هذه الشبه لا تأتي عليه كما سيذكر المصنف رحمه الله تعالى. قال ولذلك نهى الله الله عز وجل من لم يكن قد تقوى في الاسلام عن مخالطة الكفار كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم الاية وكما قال تعالى ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا الاية قالوا ومن اجل ذلك كره للعامة ان يجالسوا اهل البدع الاهواء والبدع لان لا يغوم فالعامي اذا خلا بذوي البدع كالشاة اذا خلا بها قال بعض الحكماء انما حرم الله تعالى في الابتداء لحم الخنزير لانه اراد تعالى ان يقطع العصمة بين العرب وبين الذين كانوا يشككونهم في دينهم يعني من اليهود والنصارى وقد كان اعظم طعامهم الخنزير. فاذا حرم عليهم لحمه لم يشهدوا الموائد التي يجعل فيها الخنزير وهذا من دقيق فهم ترتيب احكام الشريعة عن هذا الحكيم الذي نقله ابو القاسم الاصبهاني رحمه الله تعالى قال ومنه النهي عن اجتماعهم ومؤانستهم كما في حديثها تتراءنا واهما وفي هذا الحديث ظعف وفي كتاب الدلائل للشيخ سليمان بن عبد الله ادلة هم كثيرة غيره قال لذلك فاما الحكيم فانه لا بأس بمجالسته. والمقصود فيما سبق ان المبتدأ والعامي لا يجالس اهل الاهواء ولا يسمع او اشرطتهم ولا يقرأوا كتبهم ولا ينظر في مجلدات مجلاتهم ولا يتابعوا قنواتهم. قال الذهبي رحمه الله تعالى لان القلوب ضعيفة والشبه خطافة انتهى كلامه رحمه الله تعالى. واذا صار الانسان يعرض الشبه على قلبه من غير قدرة على دفعها ولا يقين ولا صبر في نفسه فانه ربما سرى الى بعض هذه الشبه وهذا مشاهد في احوال الناس ممن تعرفون وترون ممن كرع في حياض نتن من حياض الشبهة والبدعة والهوى فعاد عليه في قلبه بالهوى والشبه والبدعة. قال قال فاما الحكيم فانه لا بأس بمجالسته اياهم فانه جاري مجرى في عدة واجزاء. ومقصود هذا ان من قويت عدته واستحكمت وعظم علمه فلا بأس ان يجلس ويستمع الى هؤلاء ويكون ذلك من الجهاد لانه عنده سلاح قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب مفتاح دار السعادة العالم اذا ورد عليه جيش الشبهات وابدأ خائبة خاسرة شبهة شبهة انتهى كلامه لان العالم معه سلاح ومن لم يكن عالما فبأي سلاح يقاتل وهو بذلك مجاهد قال والعالم افضل المجاهد الدابين عن الدين وسبق بيان هذا المعنى قال فالجهاد جهادان جهاد بالبنان وجهاد بالبيان ما المراد بجهاد بالبنان اللي يسمونه الجهاد ايش سبق عندكم في الكلام ايش مر عليكم كثيرا جهاد ايش الواقع في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية ابن القيم وغيره السناب لكن هذه الفائدة يرحل اليه انه عبر عنه بجهاد البنات لانه الموافق للقرآن اين القرآن واحد واحد قوله في سورة الانفال واضربوا منهم كل بنان فانه فيه الاشارة الى ان البنان وهو روس الاصابع هو الذي يمسك به السلاح. ولم يأت بالقرآن استنادا ولا في السنة فيما اذكره الان. التعبير بانه جهاد بنان اولى من التعبير بجهاد الاستناد. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في جاء باعلام الموقعين والعلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى في فتاويه ان متابعة عبارة الشريعة اولى بان عبارة الشريعة انفع واوسع مفهوم هذا الكلام والموب مفهوم معناها اذا اردت ان تعبر عن معنى فيه لفظ في القرآن والسنة عبر عنه تتخذ هذا اللفظ ام غيره لفظ القرآن والسنة مثل جهاد البيان وجهاد جهاد البنان وجهاد السنان قال ولم ولما تقدم؟ سمى الله تعالى الحجة سلطانا في غير موضع من كتابه. كقوله تعالى عن موسى اني اتيكم بسلطان مبين كما قال ايضا تعالى وفي موسى اذا ارسلناه الى قومه ايش الى فرعون بسلطان مبين. السلطان هو الحجة. وهذه الحجة هي حجة العلم والبيان. وقد روى وقد روى الفليابي في تفسيره كما فيفتح الباري بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال كل سلطان قال كل سلطان في القرآن فهو حجة كل سلطان في القرآن فهو حجة. ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ليس لك عليهم ايش؟ حجة تغلبهم وتقاوم بها ومثل الاية وهذا اخر التعليق على ما هيأه الله سبحانه وتعالى من الفصول المنتخبة من كتاب الذريعة الى مكارم الشريعة. وما بقي من الفصول ماذا نعمل به باذن الله عز وجل باذن الله يكون في فصول في فظل العلم وادبه رقم اثنين من كتاب الدليل على المكارم الشريعة وهذا منفعة اختيار الفصول وانبه ايضا الى ان هذا الكتاب نافع جدا لكن لا ينبغي ان يقرأه الانسان ما لم يكن منتهيا او يعرضه على عالم لان او طالب علم متمكن لان فيه عبارات فيه عبارات موهمة والفاظ فيها نظر فلا ينبغي ان يعمد الانسان الى قراءته وحده اولا هناك الامر الاول ان يعتذر لكم بالتأخر عن بدء الدرس ثلاث دقائق ربما لاني كان عندي درس اقرأه على احد المشايخ وتأخرت في زحمة الرياظ فمعذرة. والامر الثاني ما في اسئلة طيب الامر الثالث الاسئلة يا اخوان الاخوان يعرفون الدروس هناك اوراق هنا وهناك وهناك الذي عنده سؤال يكتب يكتبها ويأتي بها الامر الثالث بما انكم لم تسألوا فنحن سنسأل لا احد يقوم يا اخوان الاسئلة سهلة السؤال وهو عندنا الاخونا هذا حكم بينا يقول العشر الى الساعة عشر فهذا هذه حكمة رضيناها ان شاء الله الجميع لكن كلنا سكتنا ورظينا بحكمه. هذه تسع دقائق احد منكم عنده اه انتقاد او رأي في هذا البرنامج او اقتراح يعظم نفعنا جميعا به تمام من قال اذا ما نقل ما خذيت الا الحمد لله ما دامت الحياة موجودين نبي ان شاء الله الوقت لساني فنحن نقرأ ما استطعنا منها والباقي الرجوع الى وقت اخر لو ان الزمان يسمح كان قرأنا جميعا الذرية لانه نافعة في الزمان ما يسمح فنحن نأخذ قدر يعني ما ينفع شيئا فيه مزيد من الفعل ولكن نؤجله ونحن عندما نؤجله ليس معنى هذا ان فرطنا فيما ينبغي لكن حولناه الى مكان اخر بحسب ما يناسب الزمان هذا اقتراح ونحن نعمل فيه بما فيه مصلحة الجميع وبالنسبة لي انا العصر لا استطيع معذرة نعم ايضا نحن نريد ان ننوع اوقات الدروس البرنامج يختص بنوع من الوقت سيكون ابعد عن الميلاد. البرنامج الدرس الواحد متى رجل عصر الفجر والظهر والمغرب والعصر والعشاء كويس؟ واليوم الواحد ثلاث اوقات الفجر وعصر العشاء وهذا المغرب والعشاء اذا ما قرأنا هالفصول قرأنا تلخيصي هذا صحيح هو اصلا هناك يعني طريقة من طرائق العلم وهي آآ ان يكون هناك تلخيص للمطولات كيف تلخيص المطولات؟ يأتي انسان يقرأ كتاب على انسان مهوب من طلبة العلم المتوسطين انسان منتهي يقرأ كتاب ثم يعمل له عرظا مثل كتاب الشيخ صالح بن فوزان اضواء على فتاوى ابن تيمية بمجلدين هذي الطريقة نافعة لكن الزمان ما يسمح وان كان هي بالبال هذه الفكرة وقد درستها من قبل وهي نافعة جدا خاصة في الكتب التي فيها فوائد كثيرة مثل فتاوى الشيخ الاسلام ابن تيمية او غيره من الكتب لكن هذه مناسبة ينبغي لطالب العلم المنتهي يعملها في نفسه لكن نحن ننتقي فصول اما متتابعة او متقاربة. موضوعها متقارب وان كان بينها اصول اخرى ننحيها غيره اقتراح راي مشهورة انتقاد تم كان الشيخ عبد العزيز بن شدري رحمه الله يقرأ على الشيخ سعد بن عتيق في كتاب الزواج الكبائر فوصل فيه الى موضع قال له الشيخ سعد رحمه الله هذا من كلام اهل البدع قال له الشيخ بالنسبة لي عبد العزيز قال له ابو حبيب قال ما دام يا شيخ في كلام اهل البدعة ليش نقرا الكتاب قال لا يا ولدي انت تقرا علي كتاب تنتزع بما فيهم هذا كتاب وان كان فيه اقوال فيها نظر لكن فيه مسائل عظيمة ويكفيك ان الغزالي والشيخ ابن تيمية وابن الجوزي وابن القيم قد ومن جماعة قد اخذوا من هذا الكتاب. وفيه فصول لا اعلم نظيرا له. يمكن انتم قرأتم الكتاب الان ويعرف الانسان الممارس للعلم عظيم فائدة هذا الكتاب فيكون الكتب فيها غلط اعني انها ما تقرأ تقرأ لكن تقرأ عند من يبين لك الخطأ تمام راح يحصل له خير ان شاء الله ان شاء الله بنتكلم عنها في غدا او بعد غد ان شاء الله زين هالسؤال يعني قصير المقدمات الترجمة في المصنف لو اكتفينا كيف سيكونها او خلفها ويترك الانسان في حقه ويبقى الاقتصار على الكلام على المصنف هذا الاقتراح وهو طرح الكلام المصنف هذه الاشياء الا بعد كروية لان كثير من الطلبة يقرأون كتب ما اعرفهم من صنفها ومعرفة قدر المصنف المصنف يزيد من قدر كتابه كما ان بعض هذه المسائل التي ذكرناها فيها فائدة عظيمة تقتصر على الانسان مثل الكلام على موت سنة وفاة ابي قاسم انت لو تجي ترى تراجع ابو اليزيد العجمي في ترجمة هذي احسن طبعة احسن طبعه للكتاب قال فيها وقد ولي قضاء مرسي وقتل في سبيل الله شهيدا. وين المنسية هذي عين في يعني الاندلس وهذا الاصفهاني في اقصى الشرق يعني خلطة فيها خلطا عجيبا لذلك هذه الاشياء ما يستهان بها اولا والثانيا هي مدخل لمعرفة بعض الكتاب. ثم كذلك انتم تلاحظون في برنامج الدرس الواحد كم ناخذ في المقدمة الاولى مقصدا ثلاث وفي الدرس اليوم الواحد ستة وفي هذا الدرس للتوشيات هنا الدروس فيها عشرين ليش؟ لانها مبنية على زيادة العلم ومناسبة الحال. ليست عشوائية ولكنها ممسوجة على امر نافع للمتلقي. وجمع الوقت نحن الحمد لله في علم يعني عندما نتكلم عن مقدمة هذا المصنف نحن كذلك في علم ما قلنا كم له من الخمر ها يملأه من العمر ايه احسنت هذا لما الواحد اذا تأخر يضطرب درس الشيخ متأخر فاضطربنا. اللي هو هذا في المقدمة كم تكم مثلا سنة وفاتها؟ ايه ولدي كم معها سنة اربع مئة وثلاثة واربعين والسنة تقدير عمرة لم اقف على احد ذكره. عمره فلم يحمد سؤال فيما نحن فيه ها هذا ما له دخل ثم نحن فيه ان نحن في الكلام في سؤالي انا ان عن الدرس لا العلم ادبا الله لا يهينك في اوراق تسأل فيها جزاك الله خير. هذي مطبوعة بمبالغ موقوفة. نبي نحن نحتفظ بالاسئلة ونجيب عليها. على اللسان وبعدين نكتبها جزاك الله خير اكتبه ارسل الينا جزاك الله خير بارك الله فيكم لقاءنا غدا ان شاء الله تعالى