السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين يسرا بلا حرج. والصلاة والسلام على محمد المبعوث بالحنيفية السمحة دون عوج وعلى اله وصحبه ومن على سبيلهم درج. اما بعد فهذا شرح الكتاب سابع من المرحلة الاولى من برنامج تيسير العلم في سنته الثانية وهو كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابي العباس احمد ابن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن تيمية النميري الحراني رحمه الله المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وهو الكتاب السابع في التعداد العام بكتب البرنامج نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع الحاضرين والمستمعين. قال رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى والدين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية في المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والايمان بالقدر خيره وشره. الحكم الشرعي الذي تتعلق به العبادة نوعان. احدهما حكم الشرعي الخبري. والاخر الحكم الشرعي الطلبي متعلق الاول الاعتقادات الباطنة. وجماعها اصول الايمان الستة وقد سردها المصنف رحمه الله واشار الى الركن الخامس منها وهو الايمان باليوم الاخر بقوله والبعث بعد الموت. لان البعث اعظم مسائله التي انكرها المشركون فهو من ذكر الشيء ببعض افراده لجلالة المذكور وعظمته الصحيح هو الموافق للحق واهله هم المتبعون للسنة المجتمعون عليها. ولذلك كونوا اهل السنة والجماعة بخلاف غيرهم ممن خالف السنة وفارق الجماعة فاختصوا بانه الفرقة الناجية الموصولة الى قيام الساعة. وهذه الرسالة في بيان عقيدتهم. نعم ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بان الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلا يزال بالصفات مبني على اصلين ذكرهما المصنف رحمه الله الاول الايمان بما وصف الله به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فالعمدة في الباب النقل المحض فهو موقوف على الدليل الوارد من الوحي والثاني ترك التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل. والتحريف في باب اسماء والصفات هو تغيير لفظ النص او معناه. والتعطيل فيه هو انكار ويجب لله من الاسماء والصفات. والتكييف فيه هو تعيين كنه الصفة الالهية. والمراد بالكله والتمثيل فيه هو تعيين كنه الصفة الالهية بذكر مماثل لها. والى الاصل الاول يشار في كتب العقائد قولهم الاثبات والى يشار بقولهم تنزيه الله عما لا يليق واقتصر المصنف رحمه الله على هذين الاصلين وورائهما اصل ثالث وهو قطع الطمع عن ادراك كيفية صفات الله عز وجل فالايمان بباب الصفات دائر على هذه الاصول الثلاثة ويمكن استخراج الاصل الثالث من كلام المصنف في رده الامر الى خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وفي نفيه التكييف لتوقفه عليه والافصاح به انفع للمتعلم فصار الايمان بباب الاسماء والصفات دائرا على ثلاثة اصول اولها الاثبات. والمعهود في خطاب الشرع تسميته تحميدا وثانيها النفي والمعهود في خطاب الشرع تسميته تسبيحا وتقديسا. وثالثها قطع الطمع عن ادراك كيفية الصفات الالهية. والمعهود في خطاب الشرع تسميته نفي الاحاطة. نعم. فلا عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلمة عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله واياته. ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لانه سبحانه لا سمع له ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره واصدق قيلا واحسن حديثا من خلقه. ثم رسله صادق مصدقون بخلاف الذين يقولون عليهما لا يعلمون. ولهذا قال سبحانه وتعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه عما وصفه المخالفون للرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه وبين النفي والاثبات فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون فانه الصراط المستقيم. صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. تقدم ان باب الصفات عند اهل السنة مبني على الاصول الثلاثة السابقة الذكر. ونشأ من اعمالها ان اهل السنة لا ينفون عن الله ما وصف نفسه ولا يحركون الفن عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله واياته. والالحاد في اسماء الله واياته هو الميل بها عما يجب فيها. فكل عدول بها امر به فيها شرعا فهو الحاد. ولا يكيفون صفات الله ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه. والعلة الموجبة لهذا عندهم شيئان كما ذكر المصنف احدهما ان الله لا سني له. ولا كفؤ له. ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى. والثاني ان رسله صادقون مصدقون فخبرهم صحيح. وطريقة الرسل اثبات الصفات لله سبحانه وتعالى مع تنزيهه عن النقص والعيب وقطع الطمع عن ادراك كيفية الصفة. ولا عدول لاهل السنة والجماعة عن طريق الانبياء والرسل لانها صراط مستقيم. وذكر المصنف في جملة كلامه قاعدة شريفة في باب الاسماء والصفات فقال وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات النفي والاثبات في الاسماء والصفات مذكوران فيما وصف الله وسمى به في نفسه وفيما وصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم. فاسماء الله عز وجل باعتبار النفي والاثبات نوعان احدهما الاسماء النافية. مثل والقدوس. والثاني الاسماء المثبتة مثل الله والرحمن والرحيم. والنفي المتعلق بالاسماء واقع في المعنى لا في المبنى اي يدل معناها على نفي ما لا يليق بالله سبحانه. وكلام المصنف صريح في جريان النفي في الاسماء والصفات اذ قال وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات فليس النفي والاثبات فليس النفي والاثبات مقصورين على الصفات. بل هما واقعا في الاسماء والصفات معه. وهذا يقتضي ان يكون في الاسماء ما يتعلق به النفي وفيها ما يتعلق به الاثبات الا النفي الا ان النفي المسلط على الاسماء ليس نفيا في بناء الكلمة وصورتها وانما هو نفي في المعنى فلم يقع شيء من اسماء الله عز وجل على صيغة النفي في المبنى ولكن النفي مضمن معناه. كما في اسمي السلام فان هذين الاسنين دالان في معناهما على نفي النقائص والعيوب. والنفي هو باعتبار المعنى لا المبنى وكذلك الصفات الالهية هي باعتبار النفي والاثبات تنقسم الى نوعين احدهما الصفات المنفية كالظلم والنوم والاخر الصفات المثبتة كالالهية والرحمة. والفرق بين نفي الاسماء ونفي الصفات ان النفي المتعلق بالاسماء وقع في المعنى فهو موجب للنفي لا محكوم به على الاسم واما النفي المتعلق بالصفات فهو محكوم به عليها. والنفي ليس كمالا في ذات فلا يراد لذاته ولكن الكمال في اثبات مقابله ولملاحظة هذا الكمال بالنفي فنفي النوم يتضمن اثبات كمال الله عز وجل كمال الله عز وجل وقيوميته ونفي الظلم يتضمن اثبات العدل وهذا هو مقصود النفي في هذا الباب. فكل نفي جاء فيه فمقصوده اثبات الكمال المقابل للصفة المنفية. وهذه قاعدة نافعة في هذا الباب. ومن القواعد التي ينبغي ان تعقل في هذا المحل ان الاسماء والصفات مردها الى النقل فلابد من ورود دليل قرآني او حديث نبوي صحيح لاثبات شيء من اسماء الله وصفاته وهذا هو معنى قول اهل العلم في هذا الباب اسماء الله وصفاته توقيفية اي موقوفة على ورود الدليل بها لتعذر العلم بها دون خبر صادق بطريق الوحي وما ورد في اثار الصحابة منها فهو من جملة السنة. لانها في هذا الباب لا تقال من قبل رأي فهي خبر عن غيب فتكون مرفوعة حكما. ومن القواعد التي ينبغي عقلها في هذا ايضا ان تعلم ان كل اسم من اسماء الله سبحانه وتعالى متضمن لصفة من صفاته او فاسم الله متضمن لصفة الالوهية. واسم الرحمن متضمن لصفة الرحمة وهذا من طرائق اثبات الصفات. وفي ذلك قلت اسماء ربنا على الصفات من الادلة لذي الاثبات. اسماء ربنا على الصفات من الادلة لذي الاثبات اي عند صاحب الاثبات فمثبتة الصفات من طرائقهم في اثباتها وجود اسم الهي يتضمنها نعم. وقد دخل في هذه الجنة ما وصف الله به نفسه في سورة الاخلاص التي تعدل ثلثها القرآن حيث يقول قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وما وصف به نفسه في اعظم اية في كتاب الله حيث يقول الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده له الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما. اي لا يتركه ولا يثقله وهو العلي العظيم. ولهذا كان من قرأ هذه الاية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح. وقوله سبحانه وتوكل على الحي الذي لا يموت. وقوله سبحانه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. وقوله سبحانه وتوكل على الذي لا يموت وقوله سبحانه وهو العليم الحكيم. وقوله يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وقوله وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة لا يعلمها. ولا حبة في الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. وقوله وما تحمل من انثى ولا او الا بعلمه وقوله لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء وقوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقوله ان الله مما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله قوله ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولا ان الله يفعل ما يريد. وقوله احلت لكم بهيمة الانعام الا موتنا عليكم ولربح اجتهدوا وانتم حرم. ان الله يحكم ما يريد. وقوله فمن يرد الله ان يهديه اشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يشفع وفي السماء وقوله واحسنوا ان الله يحب المحسنين. وقوله اقصد ان الله يحب وقوله فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين. وقوله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. وقوله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه وقوله ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص وقوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وقوله وهو الغفور الودود. وقوله بسم الله الرحمن الرحيم. وقوله ربنا وسعت كل شيء وقوله وكان للمؤمنين رحيما وقوله ورحمة وسعت كل شيء كتب ربكم على نفسه الرحمة. وقوله وهو الغفور الرحيم. وقوله فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين. وقوله رضي الله عنهم ورضوا عنه. وقوله ومن المؤمن عن متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها. وغضب الله عليه ولعنه وقوله ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه وقوله فلما اسفنا انتقمنا منهم. وقوله ولا تنكره الله من فثبطهم. وقوله كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظل من الغمام والملائكة وقديت وقوله هل ينظرون الا اي تأتيهم الملائكة ان يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك وقوله كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا. وقوله ويوم تشقق السماء بالغنم ونزل الملائكة تنزلا. وقوله ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام. وقوله كل شيء هالكم الا وجهه. وقوله ما من اتى ان تسجد لما خلقت بيدي. وقوله وقالت اليهودية الله مغلولة علت ايديهم ولو عيوا بما قالوا بل يدع مبسوطة ينفق كيف يشاء. وقوله واصبر لحكم ربك فانك باعيننا وقوله وحملناه على ذات الواح ودسر فجروا باعيننا جزاء لمن وقوله والقيت عليك محبة مني ولتصنع على علمي. وقوله قد الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله. والله يسمع تحاوركما وقوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء وقوله ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون وقوله انني ما اسمع وارى وقوله الم يعلموا بان الله ويرى وقوله الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجد منه وقوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. وقوله وهو شديد المحال. وقوله ومكر الله والله خير الماكرين. وقوله ومكر مكره ومكرنا مكره وهم لا يشعرون وقوله انهم يكيدون كيدا وكيد كيدا. وقوله ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفو عن سوء فان الله كان عفوا قديرا. وقوله وليعفو وليصفح الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم. وقوله ولله العزة قال رسوله وقوله فبعزتك لاغوينهم اجمعين. وقوله تبارك اسم ربك بالجلال الكرام وقوله فاعبده واصطبر عبادته هل تعلم له سميا؟ وقوله ولم يكن له كفوا احد. وقوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولده ولم يكن له شريكه في الملك. ولم يكن له من الذل وكبره تكبيرا. وقوله يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. الذين هم في السماوات والارض ولم يتخذ ولدا يكن له شيء في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا. وقوله ما اتخذ الله ولد وما كان معه من اله. اذا لذهب كل اله بما خلق ولهذا بعضهما على بعض سبحان الله عما يصفون. وقوله فلا تضربوا لله الامثال. ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. وقوله قل وانما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغي بغير الحق وان ان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون الرحمن على العرش استوى. وقوله ثم استوى على العرش في ستة مواضع وقوله يا انسان متوفيك ورافعك الي. وقوله بل رفعه الله اليه. وقوله اليه يصعد الطيب والعمل الصالح يرفعه. وقوله يا هامان ابني ابلغ الاسباب اسباب السماوات قوله امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تموت ام الين ثم في السماء المرسل عليكم حاصدا فستعلمون كيف نذير. وقوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. وقوله لا تحزن ان الله معنا. وقوله انني ما اسمع وارى وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله واصبروا ان الله مع الصابرين. وقوله تم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة والله مع الصابرين. وقوله ومن اصدق من الله حديثا. وقوله ومن وقوله واذ قال الله يا انس ابن مريم وقوله وتمت كلمة ربك صدقا وقوله وكلم الله موسى تكيما. وقوله منهن من كلم الله. وقوله ما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه وقوله وناديناه من جانب الطور من وقر بناء منجيا. وقوله وان نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين وقوله وناداهما ربهما الم انهك ما ينكركما الشجرة. وقوله ويوم ينادي فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ وقوله وان احد من المشركين استجارك فاجبه حتى يسمع كلام انا الله وقوله وقد كان فريق ممن يسمعون كلام الله ثم يحرثونه من بعد ما قالوا وقوله يريدون ان يبدلوا كلام الله الا ان تتبعون. وقوله وجه ما اوحي كتاب ربك لا مبدل لكماته. وقوله ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل وقوله وهذا كتاب ما انزلناه مبارك وقوله لو انزلنا هذا القرآن على ان رأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. وقوله واذا بدلناه يتمنى جناية والله اعلم بما ينزل. قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر. لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا عربي مبين. وقوله وجوه يوما بالناضرة الى ربها ناظرة وقوله على الاراء ينظرون. وقوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وقوله لهن تشاؤون فيها ولدينا مزيد. وهذا الباب في كتاب الله تعالى كثير. من تدبر طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق. لما قرر المصنف رحمه الله قاعدة اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات ذكر ايات واحاديث تدخل في الجملة المتقدمة وتتضمن حسنا منها وموجب اقتصاره على الاي والاحاديث في باب الاسماء والصفات هو كون الباب مردودا الى النقل المقضي كما تقدم والنقل هو الكتاب والسنة. فما خرج عنهما فليس طريقا لاثبات شيء من الاسماء والصفات وقد استغنى بسياق الايات والاحاديث اجمالا عن تفصيل ما فيها من المعاني بظهور دلالاتها على المراد وعدة الادلة القرآنية مئة واحد عشر وعدة الادلة الحديثية ستة عشر. فمما ذكره المصنف في هذا الباب من ادلة النقل سورة الاخلاص وفيها من الاسماء الله والصمد وهو السيد الكامل المقصود في قضاء الحوائج. وفيها من الصفات الالوهية والاحدية والصمدية ونفي الولادة ونفي الولد ونفي الكفؤ وهو المماثل ومن ذلك ايضا اية الكرسي ففيها من الاسماء الله هو الحي ايها القيوم اي القائم بنفسه وعلى غيره. والعلي والعظيم وفيها من الصفات الالوهية ونفي النوم والسنة. وهي النعاس واثبات الملك والعظمة والعلم والمشيئة والقدرة والكف كما قال في اخرها ولا يؤوده حفظهما. اي لا يكرثه ولا يثقله. فلا ايعجزه ذلك ولا يكلفه سبحانه وتعالى. كما ثبت هذا التفسير عن ابن عباس صاحبه مجاهد بن جبل رحمهما الله. ومن ذلك قوله سبحانه في هذا الباب وتوكل على الحي الذي لا يموت ففيه من الاسماء الحية وفيه من الصفات الحياة ونفي الموت. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ست ايات فيها اثبات صفة العلم اولها فقوله هو الاول والاخر واخرها قوله لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وفي الاية اولى منها اثبات اربعة اسماء من اسماء الله هي الاول والاخر والظاهر والباطن. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم تفسير هذه الاسماء الاربعة فالاول هو الذي ليس قبله شيء. والاخر هو الذي ليس بعده شيء والباطن هو الذي ليس دونه شيء. والظاهر هو الذي ليس فوقه شيء وفيها اثبات صفة الاولية والاخرية والظاهرية والباطنية وفي الاية الثانية منها اثبات اسم الحكيم. وصفة الحكمة والحكم والاحكام ايضا. لان اسم الحكيم دال على ثلاث صفات تتعلق به احدها الحكمة وثانيها الحكم وثالثها الاحكام تعلموا تصديق القاعدة التي قد قدمت لك من ان الاسم ربما تضمن اكثر من صفة لكن لابد ان يساعد على ذلك الوضع اللغوي ولا يأباه النقل الشرعي. والوضع اللغوي هنا ومساعد عليه وليس في ادلة الشرع ما يتبع ذلك. وفي الاية السادسة منهن وهي قوله لتعلموا ان الله على كل شيء شيء قدير الاية اثبات صفة القدرة زيادة على صفة العلم. ثم ذكر قوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وفيه من الاسماء الله والرزاق والمتين وذو القوة. وهذا من الاسماء المضافة التي وقعت في القرآن الكريم. مثل ما لك الملك. ورب العالمين واشار الى مأخذ الاسماء المضافة لربنا عز وجل ابو العباس ابن تيمية الحفيد للفتاوى المصرية فاسماء الله عز وجل باعتبار الافراد والتركيب نوعان احدهما الاسماء المفردة. مثل الله والرحمن والرحيم والاخر الاسماء المضافة مثل رب العالمين ومالك الملك وفيه من الصفات الالوهية والرزق والقوة والمكانة وهي شدة القوة. ثم ذكر بعدها ايتين فيهما من الاسماء السميع والبصير. ومن الصفات السمع والبصر والبصر والبصيرة وهذه الصفات الثلاث الاخيرة تتعلق باسم البصير. فان اسم البصير يتضمن ثلاث صفات الاولى صفة البصر ومتعلقها المرئيات والثانية صفة البصر. ومتعلقها جلائل المعلومات. جلائل المعلومات وثالثها او الثالثة صفة البصيرة ومتعلقها دقائق معلومات وهؤلاء الصفات هي صريح الاسم باعتبار الوضع اللغوي للباء والصاد والراء ثم ذكر اربع ايات فيهن صفة المشيئة اولها قوله تعالى ولولا اذ دخلت جنتك الاية واخرها قوله تعالى فمن يرد الله ان يهديه الاية. ثم ذكر سبع ايات فيهن صفة المحبة اولها قوله تعالى واحسنوا ان الله يحب المحسنين واخرها قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني الله ثم ذكر قوله وهو الغفور الودود. وفيه اثبات اسم الغفور والودود وصفة المغفرة والود. وهو وهي خالص المحبة والود مثلثة الواو فتضم وتفتح وتكسر. ثم ذكر سبع ايات في صفة الرحمة اولها قوله بسم الله الرحمن الرحيم واخرها قوله تعالى فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين. وفي بعض التصريح باسم الرحمن والرحيم لله. وفي اخرها من الاسماء المضافة ارحم الراحمين. وفي الثانية منهن ذكر صفة العلم. وفي السادسة وهي قول وهو الغفور الرحيم اثبات اسم الغفور وصفة المغفرة. وفي الاخيرة وهي قوله تعالى الله خير حافظا اثبات صفة الحفظ. مع اسم ارحم الراحمين كما تقدم وكل هذا زائد على الصفة التي تدور عليها الايات وهي صفة الرحمة. ثم ذكر عشر ايات تدل على صفات تتعلق بمشيئة الله وفعله واختياره اولها قوله تعالى رضي الله عنهم واخرها قوله ويوم تتشقق السماء بالغمام الاية. فقوله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه دال على صفة الرضا وقوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فما بعده دال على اثبات صفة الغضب واللعن وقوله تعالى ذلك بانه اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فيها اثبات صفة السخط بضم السين وتفتح ايضا فهما ضبطان لغويان صحيحان للصفة. وفيها ايضا صفة الرضوان وقوله تعالى ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم في اثبات صفة الكراهة والكراهية. فهما لغتان فيها ايضا واثبات صفة التثبيط كما في قوله فثبطهم والتثبيت هو الحبس والمنع وفيما بعدها اثبات صفة المقت. وهو شدة البغض ثم في قوله تعالى فلما اسفونا اثبات صفة الاسف وهو شدة الغضب والايتان اللتان بعدهما بعدها وهي قوله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله؟ الاية وقوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة الاية فيهما اثبات صفة الاتيان والمجيء اية العاشرة وهي قوله تعالى ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ادخلت في باب ايات الصفات باعتبار ان المذكور فيها مقدمة مجيء الله عز وجل لاجل ما بينهما من التلازم ذكرت هذه الاية في الباب. فهي ليست صريحة في صفة ربنا. ولكنها ملازمة لها فان الله عز وجل اذا قضى بمجيئه واتيانه تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ثم ذكر ايتين في اثبات صفة الوجه وفي الاولى منهما تسمية الله الرب وذو الجلال والاكرام وهذا من الاسماء المضافة ايضا. والجلال غاية العظمة. ثم ذكر اية في اثبات صفة اليدين لله. ثم ذكر ثلاث ايات في اثبات صفة العينين لله وهؤلاء الايات جاء فيها ذكر العين تارة بالجمع كما في الايتين الاوليين باعيننا وتارة من افراد كما في قوله ولتصنع على عيني ولم تأتي التثنية في القرآن الكريم ولا جاءت صريحة في الاحاديث النبوية الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم. لكن صح عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين انه قال في صفة الدجال انه اعور وان وان ربكم ليس باعور. والعور في لسان العرب صفة ذي عينين ذهبت احداهما لفسادها وبقيت الاخرى صحيحة سليمة عن الله يتضمن اثبات العينين له عز وجل. ونفي العيب والنقص عنهما. والاخوة العين في قوله تعالى على عيني دال على جنس الصفة. والتثنية دالة على حقيقتها والجمع وقع على جهة المشاكلة في سياق الكلام. فان العرب اذا اضافت المثنى الى ضمير تثنيته ان او جمع جمعته لانه ايسر في اللفظ واجرى في اللسان كما قال تعالى اذ تتوب الى الله فقد صغت قلوبكما يريد عائشة وحفصة رضي الله عنهما وهما ليس لهما الا قلبان فلما اضيف المثنى الى مثنى الى ضمير تثنية جمع الى قلوبكما استثقالا لان يقال قلباكما. فمقتضى السياق ان يكون المراد اثنين لكن اوجب اللسان العربي من السهولة واليسر ما حمل على جمع وهذا هو الواقع في القرآن في قوله تعالى باعيننا وكذلك في قوله تعالى في اخر سورة ان خلقنا لهم مما عملت ايدينا. فجمعت اليد وهي في صفة ربنا على جهة المشاكلة في الكلام كما صرح بهذا الاصل ابن فارس في كتاب الصاحبي وغيره وليس اثبات العينين بحديث ان ربكم ليس باعور من قياس الخالق على المخلوق. لان نفي العول عن الله واقتضاء ذلك اثبات عينين له ليس مأخوذا. مما يعرف في المخلوق والقيام في باب صفات الله سبحانه وتعالى ممنوع. وقد تقدم قول المصنف ولا يقاس بخلقه. ولا مدخل القياس هنا بل هذا استدلال بحسب الوضع اللغوي للعور. فان العرب تعرف هذا المعنى اذا ذكرت العور فالعور لا يطلق على من له عين واحدة ولا على من له اعين عدة وانما يطلق على من له عينين احداهما صحيحة سليمة والاخرى فاسدة معيبة فهذا بيان للصفة باعتبار الوضع لغوي والقرآن نزل بلسان العرب ولم يزل الاكابر من اهل السنة يستدلون بهذا الحديث على اثبات العينين من احمد ابن حنبل وعثمان ابن سعيد الدارمي رحمهما الله. وفي الاية الثالثة منهن وهي قوله تعالى والقيت عليك مني اثبات صفة المحبة ايضا زائدة على ما تقدم. ثم ذكر سبع ايات اولها قوله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك واخرها قوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم. الاية. فثلاث منهن تدل على الصفة السمع وثلاث منهن تدل على صفة الرؤية وبينهما اية تجمع هذا وذاك وهي قوله تعالى انني معكما اسمع وارى. ثم ذكر اربع ايات اولها قوله تعالى وهو شديد المحال اخرها قوله انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا وفيهن اثبات صفة المكر والكيد والمحال وكما وقوعها في مقابلة اهل المكر والكيد والمحال. والمحال هو المغالبة بمكر وكيد. ثم ذكر ايتين فيهما زيادة على ما تقدم اسم العفو وصفة العفو ثم ذكر ايتين في اثبات صفة العزة لله ثم ذكر ايتين فيهما وصف الله بالجلال والاكرام والجلال هو غاية العظمة كما ثم ذكر جملة من الايات اولها قوله تعالى فاعبدوا واصطدوا بعبادته واخرها قوله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش الاية لتقرير مسألة الصفات المنفية التي تسمى بالسلبية. وهي الصفات التي نفاها الله عز وجل عن نفسه او نفاها عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. والمراد من النفي كما سلف اثبات الكمال المقابل لان النفي ليس كمالا في ذاته ولكن الكمال في اثبات مقابله. وفيها نفي السمي والكفء والند ومعناها يدور المثلية والمكافأة والنظير وفيها ايضا فيها ايضا نفي الولد والشريك في الملك والولي من الذل والالهة المتعددة والامثال المضروبة لله. وذكر المصنف رحمه الله تعالى فيها قوله تعالى يسبح لله ما في السماوات وما في الارض الاية. وهي اصل في تنزيه الله عما لا يليق به من النقائص والعيوب. وختم تقرير الصفات المنفية المسماة بالسلبية بقوله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. الاية للرد على طائفتين. اولاهما المشبهة الذين وقعوا في الشرك اذ شبهوا الرب بخلقه. والثانية المعطلة الذين نفوا عن الله اي كماله ثم ذكر رحمه الله ايات عدة اولها قوله تعالى الرحمن على العرش استوى واخرها قوله كم من فئة قليلة غلبت فيها ادا كثيرة باذن الله وكلها في اثبات صفة العلو والاستواء على العرش لله عز وجل ثم ذكر بعدها الايات الدالة على صفة الكلام لله واطال في والمقتضي للبسط بذكر الادلة هو جلالة المسألة ووقوع البلية بها في فرق الامة اذ حصلت فيها الخصومة ونجمت الفتنة بها قديما. وفي ضمن هذه الايات اثبات ان القرآن كلام الله. ثم ختم رحمه الله تعالى الاية التي اوردها بذكر اربع ايات في اثبات صفة قال لي وجعلي وجعل هؤلاء الايات هنا مذكورة للدلالة على اثبات رؤية المؤمنين ربهم هم يوم القيامة غلط من جهتين. الجهة الاولى ان الكلام في سياق صفات الخالق ورؤية المؤمنين ربهم في الاخرة صفة لمن صفة للمخلوق والثاني ان المصنف سيذكر هذا الاصل العظيم فيما يستقبل في محله اللائق به. فالمراد من هؤلاء الايات اثبات صفة التجلي. اذ فيها ذكر رؤية المؤمنين لهم مصرحا به في الايتين الاوليين وهي الزيادة والمزيد المذكوران في الايتين الاخيرتين وانما تقع الرؤية بتجليه سبحانه وتعالى. ووقع التصريح بالصفة في قوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل. وكذلك في حديث جابر عند مسلم في صحيحه مرفوعا فيتجلى لهم اي الله فيتجلى لهم ولما فرغ المصنف رحمه الله من سياق الايات المختارة بين ان هذا الباب في كتاب الله عز وجل كثير من تدبر القرآن طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق. نعم. احسن الله اليكم. ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه وما وصف وما وصف وما وصف الرسول صلى الله عليه به ربه عز وجل من الاحاديث الصحاح التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول وجبل الايمان بها كذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر. فيقول من يدعوني فاستجيب له. من تسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده التائب من احدكم براحلته. لله اشد فرحا بتوبة عبده التائب من احدكم راحلته الحديث متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله مع رجلين يقتل احدهما الاخر تلاوة ما يدخل الجنة متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليكم ازرين قانتين. فيظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب. حديث حسن. وقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها رجله وفي عليها قدمه فينسوي بعضها الى بعضهم فتقول قط قط متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا ادم فيقول لبيك وسعديك في نادي بصوت ان الله يأمرك ان تخرج من ان تخرج من ذريتك بعثا من النار. متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم ما منكم مما الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. وقوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض الله الذي في السماء تقدس اسمك امرك في السماء والارض كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض اغفر لنا وخطايانا انت رب الطيبين انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع. رواه ابو داوود وقوله صلى الله عليه وسلم الا تأمنوني وانا امين من في السماء؟ رواه البخاري وغيره وقوله صلى الله عليه وسلم والعرش فوق الماء والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. رواه ابو داوود الترمذي وغيرهما وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله؟ قالت في السماء قال من انا؟ قال انت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة. رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله مات حيثما كنت. حديث حسن. وقوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان قبل وجهه فلا يبصن قبل وجهه ولا عن يمينه ولكن عن يساره او تحت قدمه. متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى التوراة والانجيل والقرآن اعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة انت اخذ بناصيتها انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن لك شيء اقضي عني الدين واغنني من الفقر. رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم لما الصحابة اصواتهم بالذكر ايها الناس ارضعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا. انما اتدعون سميعا قريبا ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته. فان استطعتم الا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا. متفق عليه. الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر يا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به فان الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون وبما اخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكليف ولا تنفي. بل هم الوسط في فرق الامة ان الامة هي الوسط هي الوسط في الامم. فهم وسط فهم وسط في باب صفات الله سبحانه الا بين اهل التعقيل الجهمية واهل التمثيل المشبهة. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ستة عشر حديثا من احاديث الصفات اوردها بعد اياتها لان السنة وحي كالقرآن ومن حافظ للحكم قوله في اللؤلؤ المكنون ووسيلة الحصول فسنة الرسول وحي ثاني عليهما قل اطلق الوحيان والاسماء والصفات محلها الى الوحي وهو القرآن والسنة. وفي الحديث الاول وهو قول صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الحديث المتفق عليه اثبات صفة نزول وفي الحديث الثاني وهو قوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا الحديث المتفق عليه اثبات صفة المرح. وفي الحديث الثالث وهو قوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين الى اخر الحديث المتفق عليه اثبات صفة الضحك. وفي الحديث الرابع وهو قوله صلى الله عليه وسلم ربنا من قنوط عباده الى اخر الحديث الذي رواه احمد وفيه ظعف اثبات صفة العجب والنظر والضحك والعلم والمشهور في لفظه ضحك ربنا من قنوط عباده وقربه بغيره ويغني عنه قوله تعالى بل عجبت ويسخرون على قراءة الضم ففيها اثبات صفة العجب عز وجل وبقية صفات الواردة في الحديث ثابتة بادلة تقدمت والغير هي التغييرات من حال الى حال. وفي الحديث الخامس وهو قوله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى فيها الى اخر الحديث المتفق عليه اثبات صفة الرجل والقدم. وفي الحديث السادس وهو قوله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى الى اخر الحديث المتفق عليه اثبات صفة الصوم وفي الحديث السابع وهو قوله صلى الله عليه وسلم ما منكم الا سيكلمه ربه الى الحديث المتفق عليه اثبات صفة الكلام. والاحاديث من الثامن الى الحادي عشر فيها اثبات صفة العلو لله والحديث الاول منها وهو قوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض ربنا الذي في السماء الى اخر الحديث الذي رواه ابو داوود ظعف والاحاديث الصحيحة تغني عنه وفي الحديثين الثاني عشر والثالث عشر اثبات صفة المعية لله. والاول منهما ضعيف وهو قوله افضل افضل الايمان الى اخر الحديث عند الطبراني في الكبير. في الحديث الرابع عشر اثبات الصفة الاولية والاخرية والباطنية مع الاسماء المذكورة. وهو تفسير للاية التي تقدمت في ايات الصفات. وفي الحديث الخامس عشر وهو قوله صلى الله عليه وسلم ايها الناس ارضعوا على انفسكم الى اخر الحديث المتفق عليه اثبات صفة السمع والقرب ومعنى اربعوا على انفسكم ارفقوا بها ولا تجهدوها. وهو بهمزة وصل سورة ثم راء مهملة ساكنة فباء موحدة مفتوحة. وفي الحديث عشر وهو قوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم الى اخر الحديث المتفق عليه اثبات صفة التجلي الى امثال هذه الاحاديث الصحيحة يؤمن بها اهل السنة والجماعة من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تنفيذ. وهم بهذا وسط في باب الصفات بين فرق الامة كما ان الامة هي هي الوسط في الامم كما سيذكره المصنف رحمه الله تعالى قريبا. نعم الله اليكم بافعال الله بين القدرية والجبرية. وفي باب وعيد الله بين بين المرجاة والوعيدية من القدرية وغيرهم. وفي بالايمان والدين بين الحرورية المعتسلة وبين المرجئة والجهمية. وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة الخوارج وقد دخل في قرر المصنف رحمه الله تعالى ان اهل السنة والجماعة وسط بين فرق الامة اوضح هذا الامر وبذكر خمسة اصول كاشفة عن حقيقة وسطيتهم. اولها اسماء الله وصفاته لهم وسط فيه بين اهل التعطيل المنكرين لها واهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثلها وثانيها القدر المشار اليه بقول المصنف باب افعال الله فهم وسط فيه بين القدرية الزاعمين ان العبد يخلق فعله استقلالا. والجبرية الزاعمين ان العبد مجبور على فعله لا اختيار له. وثالثها الوعيد بالعذاب والعقاب. فهم وسط فيه بين المرجئة ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك والوعيدية. الذين ينفذون الوعيد يمضوا له ويقولون فاعل الكبيرة مخلد في النار. ورابعها اسماء الايمان والدين فهم وسط بين الحرورية وهم الخوارج والمعتزلة الذين يخرجونها صاحب الكبيرة من الايمان ثم يختلفون في كيفية الاخراج فتخرجه الخوارج الحرورية من الايمان بالكلية. وتقول هو كافر اما المعتزلة اتزعم انه في منزلة بين الايمان والكفر؟ فهو خارج من دائرة الايمان بالكلية لكنه لم يدخل عندهم دائرة الكفر بل في برزخ بينهما سموه المنزلة بين المنزلتين. وبين المرجئة والجهمية الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان. وخامسها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وسط بين الرافضة بين الرافضة الذين بالغوا في حب بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اله وغلوا فيهم وبين الخوارج الناصبية. الذين بالغوا في بغض بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهم بل كفروا جماعة منهم. نعم. احسن الله اليك. وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة من انه سبحانه فوق على عرشه علي على خلقه وهو سبحانه اينما كانوا يعلم ما هم عاملون كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يجد في الارض وما يخرج منها وما سمعنا قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق فان هذا لا توجبه اللغة. وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما الله عليه الخلق بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان وسبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع عليهم الى غير ذلك مما من ربوبيته. وكل هذا الكلام ذكره الله سبحانه من انه فوق العرش وانه معناها حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف ولكن ولكن وعن الظنون الكاذبة مثل ان يظن ان ظاهر قوله في السماء ان السماء تقله او تظله. وهذا باطل فان الله قد وسعته السماوات والارض وهو يمسك السماوات والارض ان تزولا ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه. ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره وقد دخل في ذلك المال بانه قريب من خلقه كما قال. واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فلنستجيبوا له والمؤمن بي لعلهم يرشدون وقال صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر في الكتاب والسنة من قرب ومعية لا يراث ما ذكر من علو وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعول وهو علي في قلب في علوه. من الايمان بالله الايمان بعلوه ومعيته فهو سبحانه فوق عرشه علي على خلقه وهو معهم اينما كانوا. ولا بالمعية ان الله عز وجل مختلط بالخلق فهذا شيء لا توجبه اللغة التي بها في القرآن والسنة كما انه خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وفطر الله عز وجل الخلق كافة عليه. ولا يراد ولا يراد بانه في السماء ان السماء تقله او تظله عز وجل. فهذا باطل اهل العلم والايمان ودخل في اثبات انه سبحانه قريب من خلقه وقربه ومعيته لا تنافي علوه وفوقيته سبحانه وتعالى. بل هو كما قال عز وجل علي في قريب في علوه. والقرب المذكور في باب الصفات مختص بالمؤمنين في اصح قولي اهل للعلم ولا يقال ان قرب الله نوعان احدهما قرب عام وهو قربه من الخلق جميعا والاخر خاص وهذا للمؤمنين. فان لفظ القرب في القرآن الكريم لا يساعد على ذلك. وما جعل من الايات دليلا للقرب العام كقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد فالقرب المذكور فيها هو قرب الملائكة كما فسره به السلف. فلا يكون القرب الا صفة مختصة باولياء لله المؤمنين بانها تتضمن عنايته سبحانه وتعالى بهم ورعايته لهم. وهذا لا يكون الا للمؤمنين فان في القرب ملاحظة وانما يصلح للملاحظة اهلها وهم المؤمنون. واما باعتبار ما ذكرت لك من معنى الصفة وما تدله عليه وهي صفة القرب فهي كما ذكرت تتضمن استخلاصا لا يكون الا للمؤمنين. فلا تصلح ان تكون للكافرين. وهذا اختيار ابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى وتلميذه ابن القيم. نعم. احسن الله اليكم ومن الايمان ومن الايمان بالله وكتبه الايمان بان القرآن كلام ومنزل غير مخلوق منه بدا واليه يعود. وان الله تعالى تكلم به حقيقة وان هذا القرآن الذي انزله على صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره. ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او بل اذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله تعالى حقيقة. فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من قاله مبتدئا لا الى من قاله مبلغا مؤديا وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف المعاني ولا المعاني دون الحروف من الايمان بالله وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ اي تكلم به واضيف اليه. واليه يعود اي برفعه من المصاحف صدوره في اخر الزمان كما ثبتت به الاحاديث وانعقد عليه الاجماع وهو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يقال فيه انه حكاية عن كلام الله عز وجل او عبارة عنه. بل هو كلام الله حروفه ومعانيه والحكاية والعبارة مذهبان رديئان للكلابية والاشاعرة. فانهم زعموا ان كلام الله معنى قائم بنفسه وان القرآن وغيره من الكتب المنزلة عن هذا المعنى كما قاله ابن كلاب وزعمت الاشاعرة انه لا يكون حكاية وان انما يكون عبارة لان الحكاية تحاكي المحكية وتماثله. وهذا لا يجوز عندهم فلا يقولون ان القرآن حكاية عن كلام الله بل هو عبارة عنه. والمعبر عنه هو جبريل او محمد صلى الله عليه وسلم وعلى المذهبين فالكتب المنزلة ومنها القرآن معناها من الله دون الحروف وهذا خلاف دلائل الوحيين. فالذي دلت عليه دلائل الوحيين ان الحروف والمعاني كلها من الله. نعم. احسن الله اليكم. وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان وبكتبه وقسم الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دنا سحاب لا يرون القمر ليلة البديل ولا يضامون في رؤيته. يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة. ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى من الايمان بالله وبكتبه وبرسله الايمان بان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بابصارهم بلا خفاء. وقد ثبت هذا اللفظ عيانا مرفوعا في صحيح البخاري فيرونه سبحانه وتعالى في عرصات القيامة. اي متسعاتها. ثم يرونه سبحانه في الجنة والفرق بين الرؤيتين ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة هي رؤية امتحان وتعريف والرؤية التي تكون في الجنة هي رؤية انعام وتشريف. ويشترك وفي الاولى المؤمنون وغيرهم على الصحيح من اقوال اهل السنة لانها للامتحان والتعريف وتختص بالمؤمنين الانفرادهم في الاخرة باستحقاق الانعام والتشريف. نعم. احسن الله اليكم من الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيؤمنون بفتنة القبر عذاب القبر ونعيمه. فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. فيقول المؤمن ربي الله والاسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي. واما المرتاب فيقول ها ها لا ادري. سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيضرب بمرجبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الانسان. ولو سمع ثم بعد هذه الفتنة انا نعيم واما عذاب الى ان تقوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح الاجساد وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع قال ايها المسلمون فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلزمهم والعراقة فتنصب الموازين فتؤنسن بها اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه اولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا فاولئك الذين خصم انفسهم في جهنم خالدون. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخر كتابه وبيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره. كما قال سبحانه وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسني. ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقدره بذنوبه. كما وصف ذلك في الكتاب والسنة. واما الكفار فلا يحاسبون صفة من توزن حسنات وسيئات فانه لها حسنات لهم فانه لحسنات لهم ولكن تؤد اعمالهم تحصى فيوقف نالها ويقررون بها ويجزئون بها. وفي عرصات القيامة الحول المورود فانه لا حسنة له. فانه لالف تا على حسناتي له. لا حسنات له نعم وفي عرصات القيامة الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ما هو اشد من اللبن واحلى من العسل. انيته ابد من دون السماء. طوله شهر وعرضه شهر من يشرب منه شربة لا انه بعدها ابدا والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. يمر الناس عليه على قدم امالهم فمنهم من يمر كلمحي بصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من ومنهم من يعدو عدو ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف في جهنم فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة فهدى عليه اوقفوا على قنطرة بين الجنة والنار. فيقتص لبعض من بعض فاذا هدبوا ونقوا اذن لهم في في دخول الجنة. واول من واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم اول من يدخل الجنة من الامم امته. وله في القيامة ثلاث شفاعات. الشفاعة الاولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء. ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم الشفاعة فحتى تنتهي اليه. واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة. وهاتان الشفاعتان كاملة واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار. وهذه الشفاعة له ونسائه النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار ان لا يدخلها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها. ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضل رحمته. ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا. فينشيء الله لها اقوام فيدخلهم الجنة واصناف ما تضمنته الدار الاخرة من الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء. ولا ثارت من العلم المأثور عن الانبياء. وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده. شرع المصنف رحمه الله تعالى يبين هنا الخامسة من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر. واليوم الاخر على ما ذكره هو كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فهو اسم جامع لما يكون بعد الموت وهذا من احسن ما قيل في حده. وقد استحسن العلامة ابن سعدي هذا الضابط في التنبيهات اللطيفة. لكن الخبر عن اليوم الاخر غير مخصوص بالسنة. فثبوت احواله يكون بالقرآن ويكون بالسنة. فالاولى ان يقال ان اليوم اسم جامع لما يكون بعد الموت. فيؤمن اهل السنة والجماعة بفتنة القبر وهي سؤال الملكين عبدا عن ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. ويؤمنون بنعيم القبر وعذابه وهو ما يجري على العبد من عذاب او نعيم في قبره. ويؤمنون بيوم القيامة اذا اعيدت الارواح الى الاجساد وقام الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا اي غير مفتونين. وحينئذ ينصب الميزان وهو واحد في اصح الاقوال. ولكنه جمع باعتبار ما يوزن فيه. فلما تعدد الموزون جمع الميزان عند ذكره تعظيما له فقيل الموازين. فتوزن الاعمال وصحائفه وعمالها الوزن واقع على ثلاثة. العبد العامد وعمله وصحيفة عمله في اصح اقوال اهل العلم. وفي ذلك انشدت الوزن في صح قول للعمل وعامل مع صحه ملك الامل الوزن في اصح قول امل وعامل مع صحفه تلك الامل. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال. فيأخذ يؤمن كتابه بيمينه ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره. ويحاسب الله الخلائق والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة وله درجتان احداهما الحساب اليسير. وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر بها. والاخت وراء الحساب العسير وفيه يناقش العبد وتستقصى عليه اعماله. والكفار لا يحاسبون سبت من توزن حسناته وسيئاته اذ لا حسنة لهم فقد يجوز بحسناتهم في الدنيا ولكنهم يحاسبون بالتقرير على اعمالهم والتبكيت عليها والمجازاة بها. وفي عرصات القيامة وهي متسعاتها الحوض المورود. لرسولنا صلى الله الله عليه وسلم ولكل نبي حوض ولكن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم هو اعظمها وصفا. واكملها حالا ويؤمن اهل السنة بالصراط وهو جسر منصوب على متن جهنم اي ظهرها يوصل الى الجنة وهذا معنى قول المصنف وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. يمر عليه المؤمنون فقط على الصحيح من اقوال اهل السنة. فالاحاديث ظاهرة في ان المرور على الصراط مختص بالمؤمنين واما الكفار فانهم يصرفون من العض الاول فان الله اذا تجلى في عرصات يوم القيامة ورآهم خلق رؤية امتحان وتعريف امر ان يتبع كل من كان يعبد غير الله معبوده فيتبع اهل النار معبوداتهم فيقعون في نار جهنم ويبقى المنافقون مع المؤمنين لانهم منهم باعتبار الظاهرة في الدنيا. ثم يؤمرون بالسجود حذف يسجد المؤمنون ولا يستطيع المنافقون السجود ثم تلقى عليهم الظلمة فيجعل الله للمؤمنين انوارا يهتدون بها الى الصراط ويبقى المنافقون في ظلمتهم لا نور معهم ويقولون انظرونا نقتبس من نوركم فيضلون عن الصراط المستقيم ويتردون طرح في نار الجحيم فلا يمر على الصراط الا اهل الايمان. والذين تخطفهم تلاذيب جهنم هم من عصاة المؤمنين الذين يستحقون دخول النار فيدخلونها ثم بعد ذلك يخرجون منها ويمر المؤمن على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر ركاب الابل اي الرواحل فان الركاب اسم للرواحل التي تتخذ للركوب. فمن مر على الصراط دخل الجنة ولم يسبق دخوله عذاب بخلاف من تأخذه الكلاليب من عصاة المؤمنين فانه يدخل النار ثم يخرج منها ويدخل الجنة ثم يوقف الذين عبروا الصراط على قنطرة بين الجنة والنار ويقتص لبعضهم من بعض فاذا هذبوا ونقوا اذنهم في دخول الجنة. واول من يستفتح باب الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم. وله في القيام ثلاث شفاعات الشفاعة الاولى شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف ان يقضى بينهم وهي الشفاعة والثانية شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة ان يدخلوها. وهاتان الشفاعتان خاصتان به. والشفاعة ثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم في من استحق النار وهذه الشفاعة لا تختص به صلى الله عليه بل هي له ولسائل النبيين والصديقين وغيرهم من الشفعاء وهي تتناول كما ذكر المصنف من استحق النار الا يدخلها ومن دخلها ان يخرج منها. والصحيح ان هذا النوع مختص بمن دخل النار ان يخرج منها. واما الشفاعة فيمن استحق النار ان لا يدخلها فالتحقيق عدم ثبوتها لخلو القول بها عن دليل صحيح كما اختاره العلامة ابن القيم خلافا لشيخه ابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله فتصير الشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن دخل النار ان يخرج منها. ولا نقول لمن استحق النار لانه حينئذ يشمل من استحق النار الا يدخلها ومن دخلها ان يخرج منها. والذي قام عليه الدليل اختصاصها بمن دخل النار ان يخرج منها. ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة بل برحمته سبحانه وتعالى ويبقى في الجنة فضل يعني زيادة عن من دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله للجنة اقواما يدخلهم الجنة احوال الدار الاخرة فوق هذا القدر لكن هذه مهمات فصولها وتفاصيل مفرداتها موجودة في الكتاب والسنة لمن التمسها فمن اراد ان يتحقق احوالها فعليه بالايات القرآنيات والاحاديث النبويات. نعم احسن الله اليكم. وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره. والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئا فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم بما الخلق امنون بعلمه القديم الذي هو موصوف ازلا وابدا. وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال. ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ قادر الخلائق فاول ما خلق الله القلم قال له اكتبه. قال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه؟ وما اخطاؤه لم يكن ليصيبه؟ جفت الاقلام وطويت الصحف كما قال سبحانه تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتابه ان ذلك على الله وقال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولكن انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلا. فقد كتب في في المحفوظ ما شاء فاذا خلق جسد الجنين فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات فيقال اكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد ونحو ذلك. فهذا القدر قد كان انكروا ولاة القدرية قديما. ومنكروه اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهو مشيئة الله النافذة. وقدرته الشامة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وانه ما في السماوات والارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله تعالى لا يكون في ملكه ما لا يريد. وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما المخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه وما ذلك فقد امر العبادة وطاعة رسله ونهاهما عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين. ويرضى عن الذين وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين. ولا يأمر بالفحشاء ولا ترضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم وارادة. والله خالقهم وخالق قدرتهم كما قال الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم ان شاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوسا هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون نفع ويخرجون نفعا لله واحكامه حكمها ومصالحها. ذكر المصنف رحمه الله هذا في هذه الجملة الركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر وانه يأتي على درجتين. الاولى درجة السابقة لوقوع المقدور وتتضمن علم الله بالمقادير وكتابته لها والثانية الدرجة المصاحبة لوقوع المقدور. وتتضمن مشيئة الله المقادير وخلقه اياها. ومراتب القدر اربع هي العلم والكتابة والمشيئة والخلق. وهي منتظمة في هاتين الدرجتين اللتين ذكرتا حقيقة القدر شرعا علم الله بالكائنات وكتابتها ومشيئته خلقه اياها. علم الله بالكائنات وكتابتها ومشيئته خلقه اياها وقولنا الكائنات اي الوقائع والحوادث وهذا الحد جامع راتبه اربع بدرجتيه السابقتين. ومما يندرج في هذا الباب الايمان بان للعبد مشيئة وقدرة وهبهم الله عز وجل له. لكنهما تابعتان لمشيئة الله وقدرته الدرجة الثانية من درجتي القدر ينكرها عامة القدرية الذين يزعمون ان العبد يخلق يخلق فعله فيقدره ويشاؤه ولا يعلمه الله الا بعد وقوعه تعالى الله عن قوله علوا كبيرا ويغلو فيها قوم من المثبتة هم جبرية سلبوا العبد قدرته ومشيئته وجعلوه مجبورا على افعاله لا قدرة له على شيء منها وعطل افعال الله واحكامه عن حكمها ومصالحها. نعم. احسن الله اليكم اصل ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة مطلق المعاصي والكبائر بمطلق المعاصي والكبائر كما تفعله الخوارج بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه في اية القصاص فمن عفن له من اخيه شيء. وقال تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا فالبغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين. انما المؤمنون ولا يسلبون الفاسق المليان ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة. بل الفاسق يقول يدخل في اسم الايمان المطلق في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى يدخلوا اسمي. الهلال لما صححناها ما ذكرنا شي احمد بوجود ها لان هذا الموضع اختلفت فيه النسخ لكن فيه نسخة قرأت عليها شيخ الاسلام على شيخ الاسلام ابن تيمية وعليها خطه ليست فيها هذه اللفظة. فالافضل ان تشطبوها. اشطبوها. بل الفاسق ويدخل وفي اسم الايمان نعم. وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وقوله صلى الله عليه وسلم لا يزني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصار رمحيها وينتهبها وهو مؤمن. ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق لكبيرته. فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق ولا يسلب مطلق الاسم. ومن اصول الايمان في الشرع له معنيان. احدهما عام وهو الدين الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم والاخر وحقيقته التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا وحقيقته التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة التصديق الجازم بالله وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطلة وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان. والايمان بمعناه العام منقسم على القلب واللسان والجوارح. والى ذلك يشار بقول اهل السنة الايمان قول وعمل. فالقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب واللسان والجوارح. وقول القلب تصديقه واقراره ومعرفته. وعمل القلب حركاته فيما يريده الله مما محبوباته ومواضيه. وقول لساني نطقه بالشهادتين وعمله ذكر الله ودعائه وعمل الجوارح الفعل والترك. والايمان يزيد وينقص وزيادته بالطاعة ونقصه بالمعصية ومن فعل كبيرة فهو فاسق ليس بمؤمن كامل الايمان ولا بكافر بل هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن ايمانه فاسق بكبيرته. فلا يعطى الاسم المطلق فيقال مؤمن ولا يسلم مطلق الاسم فيقال كافر بل كون مؤمنا بما عنده من الايمان فاسقا بما اصاب من كبيرة. والاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي لا ولا تنتهي لا كما تزعمه الخوارج الذين الذين يكفرون بفعل الكبيرة يحكمون بخلود صاحبها في النار ولا كما تزعمه المعتزلة الذين يسلبون الفاسق اسم الايمان يخرجونه من الايمان بالكلية لكنهم يجعلونه في منزلة بين المنزلتين في الدنيا ويحكمون عليه في الاخرة بالخلود ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. كما وصفهم الله به في قوله تعالى يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا الا للذي امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا سبوا اصحابي فول بنفسي ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه ويقبل نجاة به الكتاب وهو السنة او الاجماع من فضائلهم ومراتبهم. فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعده وقاتل. ويقدمون المهاجرين على الانصار. ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا وثلاثمائة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وبانه لا يدخل النار احد لا يا تحت الشجرة كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل قد رضي الله عنهم ورضوانه وكانوا اكثر من الف واربعمائة ويشهدون بالجنة من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم كالعشرة وكثابت ابن قيس ابن شماس وغيرهم من ويقرون بما تواتر به النقل عن نمير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من ان خيرا هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ويكلفون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم فما دلتا ارواتنا اجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله بعد اتفاق ما لا تقضي ما لبكر وامرأ يوم افضل. فقدم قوم عثمان وسكتوا او ربعوا بعلي وقدموا وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر اموال السنة على تقديم عثمان ثم علي وان كانت هذه مسألة مسألة اثنى نوالي ليست من الاصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور اهل السنة. لكن المسألة التي توفي التي يضلل فيها مسألة الخلافة وذلك انهم يؤمنون بان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم يسمع لكم ما لي ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء فهو اضل من حمار اهله ويحبون البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث وقال يوم غدوكم اذكركم الله في اهل بيتي. وقال ايضا للعباس اني وقد اشتكى اليه ان بعض قريش يجفوا بني داعش فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابته. وقال صلى الله عليه ان الله اصطفى اسماعيل واصطفى النبي اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم مصطفى علي من بني هاشم ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويؤمنون بانهن ازواجه في الاخرة. خصوصا خديجة رضي الله عنها ام اكثر اولاده. واول من امن به وعضده وعلى امره وكان لها منه المنزلة وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فابن عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام من طريقة الروافد الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة نواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل ويمسك عن مع الشجرة بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زد في وغير عن غير وغير عن وجهه. والصحيح منه هم فيه معذورون. اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم انكبأ الاثم وصغائره بل تجوز عليهم الذنوب جملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم. ان صدر حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا قول من بعدهم لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون. واما المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم ثم اذا كان قد صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل سابقاته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه. فاذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الامور التي كانوا فيها مجتهدين؟ ان صعب فله مجرى وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفور ثم القدر الذي ينشر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القول ومحاسنهم من الايمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. ومن نظر من سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء لا انا ولا يكون مثلهم وانهم هم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله اصول اهل السنة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. ممتثلين ما امرهم الله به لا يقبلون ما في الكتاب والسنة من فضائل الصحابة ومراتبهم فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعد وقاتل ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بفضيلة اهل بدر وان الله قال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم كما ثبت في الصحيح. وانه لا يدخل النار احد بائع الشجرة وهم اهل بيعة الرضوان في يوم الحديبية. ويشهدون بالجنة. لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم كالعشرة المبشرين بها وهم الخلفاء الاربعة وسعد بن ابي وقاص والزبير بن العوام قال احد ابن عبيد الله وابو عبيدة عامر ابن الجراح وعبد الرحمن ابن عوف وسعيد ابن زيد رضي الله عنهم وانما خص هؤلاء باسم العشرة المبشرين بالجنة وان كان غيرهم بشر بها ايضا لانهم جمعوا في حديث واحد فلما جمعوا في حديث واحد بالبشارة بالجنة سموا العشرة المبشرين بالجنة. ويعتقد اهل السنة والجماعة ان ترتيب الخلفاء الاربعة في الفضل كترتيبهم في الخلافة فافضلهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم وفي المفاضلة بين عثمان وعلي رضي الله عنهما خلاف استقر على تقديم عثمان ثم علي وان كانت هذه المسألة وهي المفاضلة بين الشيخين عثمان وعلي رضي الله عنهما ليست من من الاصول التي يضلل فيها المخالف عند اهل السنة والجماعة. ولكن المسألة التي يضلل فيها هي ترتيب في الخلافة فيؤمنون ان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء فهو اضل من حمار اهله. ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تولوا له واهل بيته صلى الله عليه وسلم هم في اصح الاقوال الذين حرمت عليهم الزكاة وهؤلاء هم بنو هاشم وزوجاته صلى الله عليه وسلم والى هذا اشرت بقول ال النبي هم الذين تحرم عليهم الزكاة والحصر اعلموا في هاشم وما له من الولد وكل زوج للنبي لم ترد ومذهب اصحابي ان الال اتباع دينه فعلم قال والاصحاب هنا هم الحنابلة فمذهبهم ان ال النبي هم اتباع دينه ولاجل ما كان للازواج من مقام خاص عند النبي صلى الله عليه وسلم اطردهم المصنف بالذكر. فقال ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين الى اخر كلامه. ويتبرأون من طريقة الروافض والنواصب فان الروافض يبغضون الصحابة ويسبونهم ويعظمون بعض ال البيت. وطريقة النواصب اذيتهم لاهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول او عمل كما انهم يسبون غيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل يكفرون من يكفرون منهم وما شجر من بين الصحابة من الاختلاف وما جرى في زمانهم من فتنة فانه يمسك عنه عند اهل السنة والجماعة ولا يسعى في بثه واشاعته بل الساعي في ذلك ساع في طريق ضلالة وهو زائغ على هدي اهل السنة والجماعة ويقولون ان الاثار المروية في مساوئ الصحابة رضي الله عنهم ثلاثة اقسام اما القسم الاول ما هو كذب في نفسه. فلا ايثبت البتة والثاني ما زيد فيه ونقص يراعي وجهه وهذان النوعان هما اكثر الفاشي في كتب التاريخ والاخبار فان الغالب في هو ذكر الكذب او المعول عن وجهه. فانحطت رتبتها في نقل خلاف الصحابة وما شجر بينهم عن رتبة السنن والاثار فالمعول عليه في نقل ما وقع بينهم هو كتب السنن والاثار لا كتب التواريخ والاخبار. القسم الثالث صحيح عنهم واكثرهم واكثره يروى في كتب السنن والاثار وهم فيه معذورون. اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون فهم بين اجرين واجر. ولا يعتقد اهل السنة والجماعة ان احدا من الصحابة معصوم من الذنوب بل الذنوب تجري عليهم وتجوز عليهم في الجملة لكن لهم من موجبات المغفرة ما ليس لغيرهم صدر عن احدهم ذنب فقد يكون تاب منه او اتى بحسنات ماحية او غفر له بفضل سابقته او من شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه. واذا كان هذا في الذنوب المجزوم بها فكيف بالامور التي كانوا فيها مجتهدين؟ ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم هو قليل نزر يسير في بفضائلهم ومحاسنهم رضي الله عنهم. والامر كما ذكر المصنف ان من نظر في اخبارهم واطلع على سيرهم علم ان الصحابة القرون بعد الانبياء والمرسلين. فلم يأت بعد الانبياء والمرسلين احد من بني ادم افضل من صحابة رسول الله صلى الله وعليه وسلم نعم احسن الله اليكم ثم من اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء وما يجري الله على من خوارق العادات في انواع العلوم والمكاشفات وانواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الامة. وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. من اصول اهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الاولياء والكرامات جمع كرامة. وهي الامر الخالق عادة الذي يظهره الله على يد ولي من اوليائه اكراما له. هو الامر الخالق للعادة الذي يظهره الله على يد وليه من اوليائه اكراما له. والمراد بالعادة عادة اهل زمانه. لا باعتبار الخلق جميعا والاولياء جمع ولي وهو شرعا كل مؤمن تقي واشار الى ذلك ابن ابي العز فاحسن فقال في شرح الطحاوية الولي هو من والى الله بموافقة محبوباته الولي هو من والى الله بموافقة محبوباته اليه بمرضاته. اما الولي في اصطلاح علماء العقيدة فهو كل مؤمن تقي غير نبي فلابد من زيادة هذا القيد غير نبي ليوافق تصرف اهل هذا العلم لانهم يخصون هنا باسم الاولياء من عدا الانبياء من المؤمنين المتقين. وان كان اسم الولي في الشرع يشملهم جميعا. وكرامات الاولياء نوعان اشار اليهما المصنف الاول كرامة تتعلق بانواع العلوم والمكاشفات كرامة تتعلق بانواع العلوم والمكاشفات. والثاني كرامة بانواع القدرة والتأثيرات. نعم. احسن الله اليكم. ثم ومن طريقة اهل السنة والجماعات اتباع واثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكنا بدعة ضلالة ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. فيؤثرون الله على غيره من كلام اصناف الناس ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل احد ولهذا اهل الكتاب والسنة اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضد وضدها الفرقة وان كان لفظ الجماعة قد لنفس القوم المستمعين والاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمد في العلم والدين. وهم يزنون بابي الجميع ما عليه الناس من اقوال واعمال باطنة او ظاهرة مما له تعلق بالدين والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح اذ بعدهم عبادهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة بطريقة اهل السنة الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولسبيل السابقين من المهاجرين والانصار والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين ومجانبة محدثات الامور لان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ويعلم اهل السنة ان اصدق الكلام كلام الله وان احسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ولاجل هذا اثروا كلام الله على كلام غيره وقدموا هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي غيره فسموا اهل الكتاب والسنة باخذهم بهذين الاصلين. وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة وهم مجتمعون على الكتاب والسنة. وهم يزنون بالقرآن والسنة والاجماع جميع ما الناس من اقوال واعمال فلا يزنون الخلق بالصور والاموال وانما يزنون الخلق بالكتاب والسنة والاجماع والنسبة الى السنة متفاوتة في الخلق. لاختلاف حظوظهم من التزامهم فصدق قسم السنة على العبد يكون على قدر امتثاله لها. والخلق فيها مستقل ومستكثر. ومن جملة القتال ولا سيما في هذه الاعصار ان يكون ميزانك في الحكم على احوال الخلق هو الكتاب والسنة والاجماع لا تحكمن على احد بما يخرج عن هذا الميزان. ومن وفقه الله سبحانه وتعالى اليه سعد واسعد. ومن تنكب هذا الطريقة فقد تنكب طريقة اهل السنة والجماعة. والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح اذ كثر بعضهم الاختلاف وانتشرت الامة. والسلف الصالح المرادون هنا الصحابة والتابعون وتابعوهم. وليس المراد من كلام شيخ الاسلام نفي امكان وقوع الاجماع اي بعدهم فانه لا ينفي ذلك. ولكن المقصود استبعاده. لان الذي يمكن ضبطه هو كان عليه السلف فان العلوم حينئذ كانت نقية والقلوب مجتمعة تقية احسن الله اليكم. ثم ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامراء ابرارا كانوا او فجارا ويحافظون على ساعات ويدينون بالنصيحة للامة ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كلب يعني يشد ابواب وشبك بين اصابعه وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في تواد وتراحم وتعاطف كمثل الجسد. اذا اشتكى منه سائر الجسد بالحمى ويأمرون بالصبر عند البلاء الشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء. ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال. ويعتقدون معنى صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. ويندبون الى ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتافه من ظلمك ويأمرنا ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالنمل وينهون عن الفخ والخيلاء والبغي والاستقامة على الخلق بحق او بغير حق. ويامرون بماء الاخلاق وينهون عن وطريقة اهل السنة واخلاقهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة اي بحسب الامر الديني لا بحسب الهوى والرأي. ويرون اقامة الشعائر الظاهرة كالحج الجهاد والجمع والاعياد مع امرائهم الابرار منهم والفجار ويحفظون الاخوة الايمانية والحمية الاسلامية للمؤمنين جميعا ويدينون بالنصيحة لهم ويأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال كصلة من قطع اعطاء المحروم والعفو عن المظلوم ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك. وينهون عن والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق. وغيرها من اخلاق الظلم والبطش والاستطالة على الخلق هي الترفع عليهم واحتقارهم والوقيعة فيهم. هي الترفع عليهم احتقارهم والوقيعة فيهم. فان كان المستطيل استطال بحق فقد افتخر. وان استطال بغير حق فقد بغى وكلاهما خلق محرم. ويأمرون بمعاني الاخلاق وينهون عن سفسافها آآ اي ردئها. فالسفساف الرديء من كل شيء. نعم. احسن الله اليكم. وكل ما يقولون يسألونه من هذا او غيري فانهم فيه متبعون الكتاب والسنة. وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم لكن لما اخبر صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كل وفي النار الا واحدة وهي جنة. وفي حديثنا انه صلى الله عليه وسلم انه قال هم من كان على مثلنا ان عليهم واصحابه صار المتمسكون بالاسلام المحظ الخالص يعني هم اهل السنة والجماعة. وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى اولو المناقب المأثورة والفضائل المذكورة والابدال ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهم الطائفة المنصورة التي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة. فنسأل الله العظيم ان يجعلنا منهم. وان لا يسيغ قلوبنا بعد اذهان ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين وسلامه على سيدنا محمد واله وعلى سائر المرسلين والنبيين وال كل وسائر اهل السنة والجماعة في اقوالهم وافعالهم مما ذكره المصنف ومما لم يذكره هم متبعون للكتاب والسنة وطريقتهم هي طريقة الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم لكنه اخبر وصلاة صلوات الله وسلامه عليه ان امته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة. وهذه الجماعة هي المتمسكة بالاسلام المحض الخالص عن الشوب الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والى هذا المعنى اشار الصفاريني بقوله في الدرة اعلم هديت انه جاء عن النبي المصطفى خير البشر بان للامة سوف تفتلق بضعا وسبعين اعتقادا والمحق ما كان في عهد النبي المصطفى وصحبه من غير زيغ او جفا وليس هذا الوصف جزما يعتبر في فرقة الا على اهل يعني اهل السنة والجماعة والحديث والاثر. وفي اهل السنة والجماعة بحمد الله الصديقون والشهداء والصالحون وفيهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى اولو المناقب المأثورة والفضائل المذكورة وفيهم الابدان والمراد بالابدال القائمون بنصرة الدين بحيث يخلف بعضهم بعضا. فاذا مات احد منهم اقام الله اخر غيره وهذا هو المعنى المحقق للابدان دون سواه من المعاني المدعاة. ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة ففيهم كل فضيلة وهم من كل رذيلة. وقد جعل الله سبحانه وتعالى لهم اسماء فسماهم المؤمنين والمسلمين عباد الله ووقعت لهم اسماء اخرى بحسب ما اقتضاها فسموا باهل السنة والجماعة وباهل الكتاب والسنة واهل الحديث واهل الاثر والسلفيين وغير ذلك مما صار من اسمائهم التي وقعت على مقابلة المخالفين للاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وبهذا ينتهي شرح الكتاب على نحو مختصر يفتح موصده ويبين مقاصده. اللهم انا نسألك علما في يسر ويسرا في علم وبالله التوفيق غدا درس ماذا؟ نخبة الفكر وايش؟ طحاوية هاوية تصطحبون معها ايش؟ تقريب الطحاوية اللي هو الفصول الملحقة في اخرها لان لها تعلقا في الشرح احدكم بالمجموع كله العقيدة الطحاوية وهذه الفصول المقربة لنستفيد منها في الشرح. وهذه الفصول المقربة قد شملت كل لفظة بالطحاوية فلم تترك لفظا في الطحاوية ابدا. لكن صنعت اعانة على تسهيل العلم تيسيره بان تسهيل العلم وتيسيره مما ينتفع به المعلم والمتعلم ويرجى اجره لهما جميعا والله يوفق الجميع لما يحب ويرضى