مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل من منهم الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين. في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم في اقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الثالث من برنامج مهمات العلم في سنته الاولى وهو كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية النميري رحمه الله نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. عفا الله عنكم. قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي ارسل بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له به وتوحيده واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والايمان بالقدر خيره وشره. عدل المصنف رحمه الله عن الاشارة الى الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر الى قوله والبعث بعد الموت لان اعظم مسائله التي انكرها المشركون هي البعث فهو ذكر للشيء بفرض من افراده لجلالة الفرد المذكور وعظمته نعم. احسن الله اليكم. ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. بل يؤمنون بان الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. الايمان بالصفات مبني على اصلين ذكرهما المصنف الاول الايمان بما وصف الله به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم والثاني ترك التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل والتحريف في باب الاسماء والصفات هو تغيير لفظ النص او معناه والتعطيل هنا هو انكار ما يجب لله من الاسماء والصفات والتكييف هو تعيين كنه الصفة والمراد بالكنه حقيقتها والتمثيل هو تعيين كونه الصفة بذكر المماثل والى الاصل الاول يشار في كتب العقائد بقولهم الاثبات والى الثاني يشار بقولهم تنزيه الله عما لا يليق به واقتصر المصنف رحمه الله على هذين الاصلين ووراءهما اصل ثالث وهو قطع الطمع عن ادراك كيفية صفات الله عز وجل وهو قطع الطمع عن ادراك كيفية صفات الله عز وجل فالايمان بباب الصفات دائر على هذه الاصول الثلاثة والمعهود في خطاب الشرع تسمية الاول وهو النفي تسبيحا وتسمية الثاني وهو الاثبات تقديسا وتسمية الثالث وهو قطع الطمع نفي الاحاطة فهذه الاصول الثلاثة مذكورة في القرآن والسنة بهذه الاسماء التقديس والتسبيح ونفي الاحاطة نعم احسن الله اليكم فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله واياته. ولا يكيفون ولا لا يمثلون صفاته بصفات خلقه لانه سبحانه لا سمي له ولا كفو له. ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره. واصدق قيلا واحسن حديثا من خلقه. ثم رسله صادقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون. ولهذا قال سبحانه وتعالى سبحان ربك رب العزة عما مما يصفون وسلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه عما وصفه به مخالفون للرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون فانه الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين تقدم ان باب الصفات عند اهل السنة مبني على الاصول الثلاثة السابقة الذكر ونشأ من اعمالها ان اهل السنة لا ينفون عن الله ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله واياته والالحاد فيها هو الميل بها عما يجب فيها ولا يكيفون صفات الله ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه والعلة الموجبة لهذا عندهم شيئان اثنان اولهما ان الله لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له ولا يقاس بخلقه تعالى والثاني ان رسله صادقون مصدقون فخبرهم صحيح. وطريقة الرسل هي اثبات الصفات لله سبحانه وتعالى. مع تنزيه النقص والعيب وقطع الدمع طمع عن ادراك كيفية الصبا ولا عدول لاهل السنة والجماعة عن طريقة الانبياء والرسل وذكر المصنف رحمه الله في جملة كلامه هنا قاعدة شريفة في باب الاسماء والصفات هي قوله وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات فالنفي والاثبات في الاسماء والصفات مذكوران فيما وصف الله وسمى به نفسه وفيما وصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم فاسماء الله عز وجل باعتبار النفي والاثبات نوعان اثنان اولهما الاسماء المنفية كالسلام والقدوس والثاني الاسماء المثبتة كالرحمن والرحيم والنفي كائن في المعنى لا في المبنى ان يدل معناها على نفي ما لا يليق به سبحانه وتعالى. وكلام المصنف صريح في جريان النفي اثبات في الاسماء والصفات اذ قال وهو سبحانه قد جمع فيما وصفه وسمى به نفسه بين النفي والاثبات وهذا يقتضي ان يكون في الاسماء ما هو منفي وفيها ما هو مثبت الا ان النفي المسلط على الاسماء ليس نفيا في البناء الذي هو صورة الكلمة وانما هو نفي في المعنى والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله طولوا صدقا. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم. انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فلا يزال القول موصولا في شرح جمل العقيدة الواسطية فقد انتهى بنا البيان الى ايضاح معنى قوله رحمه الله تعالى وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات وذكرنا ان هذا يقتضي ان يكون في الاسماء ما هو منفي وفيها ما هو مثبت الا ان النفي المسلط على الاسماء ليس نفيا في البناء الذي هو صورة الكلمة. وانما هو نفي في المعنى فليس في بناء شيء من اسماء الله عز وجل نفي ولكن النفي مضمن معناها كالاسمين الذين ذكرناهما السلام والقدوس. فان هذين الاسمين دالان في معناهما على نفي النقائص والعيوب فوقع النفي باعتبار المعنى لا المبنى واكثر شراح هذه العقيدة انما بينوا هذه الجملة باعتبار تعلقها بالصفات دون الاسماء تذكروا قسمة الصفات على ما سيأتي بين النفي والاثبات واهملوا ذكر قسمة الاسماء الى اسماء منفية واسماء مثبتة وبيان ذلك هو على النحو الذي ذكرته لكم انفا ان اسماء الله عز وجل يكون فيها النفي كما يكون في الاثبات الا ان النفي مسلط على المبنى لا المعنى فمعناها مضمن لنفي ما لنفي ما لا يليق بالله عز وجل وكذلك الصفات الالهية هي باعتبار النفي والاثبات تنقسم الى قسمين اثنين اولهما الصفات المنفية كالظلم والنوم والثاني الصفات المثبتة كالالهية والرحمة والنفي ليس كمالا في نفسه ولكن الكمال في اثبات مقابلها من المدح فنفيوا النوم والظلم مثلا يتضمن اثبات القيومية والعدل. وهذا هو مقصود النفي في هذا الباب نعم احسن الله اليكم وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في سورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن حيث يقول قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وما وصف به نفسه في اعظم اية في كتاب الله حيث يقول الله لا لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. له ما في السماوات وما في الارض. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما. اي لا يكرثه ولا يثقله. وهو العلي العظيم ولهذا كان من قرأ هذه الاية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح وقوله سبحانه وتوكل على الحي الذي لا يموت. وقوله سبحانه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء وقوله سبحانه وهو العليم الحكيم. وقوله يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وقوله وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسخط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وقوله وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه. وقوله لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. وقوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقوله ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا. وقوله ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله. وقوله ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جائتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد وقوله احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محل الصيد وانتم حرم ان الله يحكم ما يريد وقوله فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله اجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء وقوله واحسنوا ان الله يحب المحسنين. وقوله واقسطوا ان الله يحب المقسطين وقوله فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين. وقوله ان الله يحب توابين ويحب المتطهرين. وقوله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. وقوله ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص وقوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. وقوله وهو الغفور الودود وقوله بسم الله الرحمن الرحيم. وقوله ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وقوله وكان بالمؤمنين رحيما. وقوله ورحمتي وسعت كل شيء. وقوله كتب ربكم على نفسه الرحمة وقوله تعالى وهو الغفور الرحيم. وقوله فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين وقوله رضي الله عنهم ورضوا عنه. وقوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا جزاؤه جهنم خالدا فيها. وغضب الله عليه ولعنه. وقوله ذلك ومتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه. وقوله فلما اسفونا انتقمنا منهم وقوله ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم. وقوله كبر مقتا عند الله تقولوا ما لا تفعلون. وقوله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر وقوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك قوله كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا. وقوله ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا. وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وقوله كل شيء هالك الا وجهه. وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه. وقوله وقالت اليهود يد الله مغلولة وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم. ولعنوا ما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وقوله واصبر لحكم ربك فانك باعيننا. وقوله وحملناه على ذات الواح ودشر تجري باعيننا جزاء لمن كان كفر. وقوله والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عينيه. وقوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما. وقوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن دنيا وقوله ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون انني معكما اسمع واراه. وقوله الم يعلم بان الله يراه. وقوله الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. وقوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله هو المؤمنون. وقوله وهو شديد المحال. وقوله ومكروا ومكر الله والله خير وقوله ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. وقوله يكيدون كيدا واكيد كيدا. وقوله ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفو عن سوء وان الله كان عفوا قديرا. وقوله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم. وقوله ولله العزة ولرسوله وقوله فبعزتك لاغوينهم اجمعين. وقوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام وقوله فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا؟ وقوله ولم يكن له كفوا احد وقوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وقوله من الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. وقوله قل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك. ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا وقوله يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. الذي له ملك السماء والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك. وخلق كل شيء فقدره تقدير وقوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض. سبحان الله عما يصفون. عالم الغيب والشهادة على عما يشركون. وقوله فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم انتم لا تعلمون. وقوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما الا تعلمون وقوله الرحمن على العرش استوى. وقوله ثم استوى على العرش. في ستة مواضع. وقوله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي. وقوله بل رفعه الله اليه. وقوله يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. وقوله يا هامان يا هامان ابن لي صرحا لعلي اني ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى. واني لاظنه كاذبا وقوله امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تموت امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير وقوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم. والله بما بصير. وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو وسادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئه بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم وقوله لا تحزن ان الله معنا. وقوله انني معكما اسمع وارى. وقوله الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله واصبروا ان الله مع الصابرين وقوله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين. وقوله ومن اصدق من الله حديثا. وقوله ومن اصدق من الله قيلا وقوله واذ قال الله يا عيسى ابن مريم وقوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. وقوله وكلم الله موسى تكليما. وقوله منهم من كلم الله. وقوله ولما موسى لميقاتنا وكلمه ربه. وقوله وناديناه من جانب الطور الايمن وبناه نجيا. وقوله واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين. وقوله وناداهما رب بوما الم انهكما عن تلكما الشجرة. وقوله ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلون وقوله وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. وقوله وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه. وقوله يريدون ان يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا. وقوله واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته وقوله ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل وقوله وهذا كتاب انزلناه وقوله لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الا وقوله واذ بدلنا اية وقوله واذا بدلنا اية فكان اية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون. قل نزله رح القدس من ربك من حقي ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين وهدى وبشرى للمسلمين. ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين. وقوله وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. وقوله على الارائك ينظرون. وقوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة وقوله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وهذا الباب في كتاب الله تعالى كثير من تدبر القرآن طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه. وما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم به ربه عز وجل من الاحاديث الصحاح التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول وجب الايمان بها كذلك. مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر. فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم لا الله اشد فرحا بتوبة عبده التائب من احدكم من احدكم براحلته الحديث متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنة متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليكم مازلين قنطين فيظل يضحك ويعلم ان فرجكم حديث حسن وقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها رجله وفي رواية ويأتي عليها قدماه فينزويا بعضها الى بعض فتقول قط قط متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا ادم فيقول لبيك وسعديك في نادي بصوت ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار عليه وقوله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. وقوله صلى الله عليه وسلم في المريض ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك امرك في السماء والارض كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض اغفر لنا حوبنا وخطايانا انت رب الطيبين انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع. رواه ابو داوود وقوله صلى الله عليه وسلم الا تأمنون الا تأمر وقوله صلى الله عليه وسلم الا تأمنوني وانا امين من في السماء رواه البخاري وغيره. وقوله صلى الله عليه وسلم والعرش فوق الماء والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. رواه ابو داوود والترمذي وغيرهما. وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله قالت في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله. قال اعتقها فانها مؤمنة. رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان ان الله معك حيثما كنت حديث حسن. وقوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم من الصلاة فان الله قبل وجهه فلا يبصن ولا وجهه ولا عن يمينه ولكن عن يساره او تحت قدمه متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب عرش عظيم. ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنواة منزل التوراة والانجيل والقرآن اعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة انت اخذ بناصيتها انت الاول فليس لك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. اقض عني الدين واغنني من الفقر رواه مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم لما رفع الصحابة اصواتهم بالذكر ايها الناشر ايها الناس اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصما ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته. فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب بها فافعلوا متفق عليه الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به فان الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما اخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكليف ومن غير تكييف ولا تمثيل بل هم الوسط في فرق الامة كما ان الامة هي الوسط في في الامم. لما قرر المصنف رحمه الله قاعدة اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات ذكر ايات واحاديث تتضمن طرفا حسنا منها ومن القواعد التي ينبغي عقلها في هذا المحل ان تعلم ان الاسماء والصفات مردها الى النقل فحسب. فلابد من ورود دليل قرآني او حديث نبوي صحيح لاثبات شيء من اسماء الله عز وجل او صفاته. وهذا هو معنى قول اهل العلم في هذا الباب اسماء الله وصفات توقيفية اي موقوفة على ورود الدليل بها. لتعذر العلم بها دون خبر صادق من الوعي فموجب اقتصاد شيخ الاسلام على الاية والاحاديث في باب الاسماء والصفات هو كون الباب مردودا الى النقل المحض النقل هو الكتاب والسنة. فما خرج عنهما فلا يثبت به اسم ولا صفة من صفات الله عز وجل وما ورد في اثار الصحابة رضي الله عنهم فهو من جملة السنة في هذا الباب. لانه لا يقال من قبل الرأي. بل هو خبر عن غيب مبني على خبر عن صادق مصدوق هو النبي صلى الله عليه وسلم فصار مرفوعا حكما. وقد استغنى المصنف رحمه الله تعالى بسياق الايات والاحاديث اجمالا عن تفصيل ما فيها من المعاني ظهور دلالتها على ما ذكر فيها من الاسماء والصفات ومن القواعد التي ينبغي ان تعلمها في هذا المحل ان تعلم ان كل اسم من اسماء الله عز وجل فانه متضمن من صفاته فمثلا اسم الله متظمن لصفة الالوهية واسم الرحمن متضمن لصفة رحمة فكل اسم من اسماء الله يدل على صفة من صفات ربنا عز وجل. ومما ذكره المصنف رحمه الله تعالى في هذا الباب بمن ادلة النقل سورة الاخلاص وفيها من الاسماء الله والصمد وهو السيد الكامل المقصود في قضاء الحوائج وفيها من الصفات الالوهية والاحدية والصمدية هو نفي الولد ونفي الولادة ونفي الكفؤ وهو المماثل ومن ذلك ايضا اية الكرسي ففيها من الاسماء الله والحي والقيوم اي القائم بنفسه وعلى غيره وفيها ايضا من الاسماء العلي والعظيم وفيها من الصفات الالوهية ونفي النوم والسنة وهي النعاس واثبات الملك والعظمة والعلم والمشيئة والحفظ كما قال ولا يؤوده حفظهما اي لا يكرثه ولا يثقله ولا يعجزه ولا يكلفه سبحانه وتعالى حفظ السماوات والارض. ومن ذلك قوله سبحانه في هذا الباب وتوكل على الحي الذي لا يموت ففيه من الاسماء الحي وفيه من الصفات الحياة ثم ذكر المصنف رحمه الله ست ايات فيها اثبات صفة العلم اولها قوله سبحانه وتعالى هو الاول والاخر واخرها قوله تعالى لتعلموا ان الله قد ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء الماء وفي الاية الاولى منها اثبات اربعة اسماء من اسماء الله عز وجل هي الاول والاخر والظاهر والباطن وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم تفسير الاول بانه الذي ليس قبله شيء وتفسير الاخر انه الذي ليس بعده شيء وتفسير الظاهر انه الذي ليس فوقه شيء وتفسير الباطن انه الذي ليس دونه شيء وفيها اثبات صفة الاولية والاخرية والظاهرية والباطنية وفي الاية الثانية منها اثبات اسم الحكيم وصفة الحكمة والحكم ايضا لان اسم الحكيم دال على صفتين تتعلقان بهذا الاصل احداهما الحكمة والاخرى الحكم وبه يعلم ان الاسم قد يتضمن اكثر من صفة لكن لابد ان يساعد على ذلك الوضع اللغوي ولا يأباه النقل الشرعي والوضع اللغوي هنا مساعد عليه وليس في الشرع دليل يمنعه واسم الحكيم دال على صفتي الحكمة والحكم وفي الاية السادسة منهن وهي قوله تعالى لتعلموا ان الله على كل شيء قدير اثبات صفة القدرة زيادة على صفة العلم ثم ذكر قوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وفيه من الاسماء الله والرزاق والمتين وذو القوة وهو من الاسماء المضافة في القرآن الكريم مثل ما لك الملك ورب العالمين وقل من اشار الى هذا الاصل وهو الاسماء المضافة وهو مذكور في الفتاوى المصرية لابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى فاسماء الله عز وجل باعتبار الافراد والتركيب نوعان اثنان احدهما الاسماء المفردة مثل الله والرحمن والرحيم والاخر الاسماء المضافة مثل رب العالمين ومالك الملك فان الرب والمالك لم يأتيا في القرآن الا مضافين في قوله تعالى في الاول الحمد لله رب العالمين وقوله وهو رب كل لشيء وقوله في الثاني مالك يوم الدين هو قوله ما لك الملك وفيه من الصفات الالوهية والرزق وليس الرزق بكسرها لان الرزق هو الصفة اما الرزق فهو المخلوق المعد منه مما يصيبه المخلوق من قسمة الله عز وجل لرزقه مما يعطيه عباده فالصفة من هذا الاصل هي الرزق وليست الرزق وفيه من الصفات ايضا القوة والمتانة والمراد بالمتانة شدة القوة ثم ذكر بعدها ايتين فيهما من الاسماء اسم السميع والبصير وفيهما من الصفات صفة السمع والبصر والبصر والبصيرة وهاتان الصفتان الاخيرتان قل من ذكرهما وهي صريح الاية باعتبار الوضع اللغوي للباء والصاد والراء فاسم البصير لربنا عز وجل دال على ثلاث صفات تتعلق بهذا الاسم اولها صفة البصر وهي المتعلقة بادراك المرئيات والثانية صفة البصر وهي بمعنى العلم الا ان بينهما اشتراكا وافتراقا والثالثة صفة البصيرة ثم ذكر اربع ايات فيهن صفة المشيئة والارادة اولها قوله تعالى ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله. واخرها قوله تعالى فمن الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام الاية ثم ذكر سبع صفات فيهن صفة المحبة اولها قوله تعالى واحسنوا ان الله يحب المحسنين واخرها قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ثم ذكر قوله وهو الغفور الودود وفيه اثبات اسم الغفور واسمي الودود وصفة المغفرة وصفة الود والود خالص المحبة ثم ذكر او سبع ايات في صفة الرحمة اولها قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم واخرها قوله تعالى فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين مين وفي بعضها التصريح باسم الرحمن واسم الرحيم لله وفي الثانية منهن ذكر صفة العلم وفي السادسة وهي قوله تعالى وهو الغفور الرحيم. اثبات اسم الغفور وصفة المغفرة وفي الاخيرة وهي قوله تعالى فالله خير حافظا اثبات صفة الحفظ وكل هذا زائد عن الايات التي ذكرها مما يتعلق بصفة الرحمة في هذا الموضع ثم ذكر رحمه الله عشر ايات تدل على صفات تتعلق بمشيئة الله وفعله واختياره اولها قوله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه واخرها قوله تعالى ويوم تشقق السماء بالغمام فقوله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه دال على صفة الرضا وقوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فما بعده دال على اثبات صفة الغضب واللعن والاية بعده وهي قول الله عز وجل ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه دال على اثبات صفة السخط او السخط بالفتح والضم فهما ضبطان لغويان صحيحان فالصفة صحيحة بهما مع وفيها ايضا اثبات صفة الرضا ثم في قوله تعالى ولكن كره الله انبعاثهم اثبات صفة الكراهة والكراهية وهما ايضا لغتان في هذا الحرف وبهما تضبط صفة الرب وفيما بعدها اثبات صفة المقت وهو اشد البغض ثم في قوله تعالى فلما اسفونا اثبات صفة الاسف وهو شدة الغضب والايات بعدها وهما قوله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقوله تعالى هل ينظرون الا ان تأتيهم ملائكة او يأتي ربك فيهما اثبات صفة الاتيان والمجيء لله عز وجل اما الاية العاشرة وهي قوله تعالى ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ففيها اي صفة نزول من وين نزول الله ليس في الاية نزول الله فيها ذكر نزول الملائكة نعم ان الله في السماء صحيح لكن ليس سياق الاية لهذا نعم يعني ما دخل هذه الاية في اية الصفات والاية العاشرة وهي قوله تعالى ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ادخلت في ايات صفات باعتبار المذكور فيها مقدمة لمجيء الله عز وجل فلاجل ما بينهما من التلازم ذكرت هذه الاية في الباب فهي ليست صريحة في الصفة ولكنها ملازمة لها فان الله عز وجل اذا قضى بمجيئه واتيانه تشقق السماء تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا. ثم ذكر ايتين في اثبات صفة الوجه هما قوله تعالى ويبقى وجه ربك وقوله كل شيء هالك الا وجهه وفي الاولى منهما تسمية الله بالرب وذو الجلال والاكرام وهذا من الاسماء المضافة ايضا التي تقدمت قاعدتها والجلال هو غاية العظمة ثم ذكر ايتين في اثبات صفة اليدين لله عز وجل ثم ذكر ثلاث ايات في اثبات صفة العينين لله تارة بالافراد كما قال تعالى ولتصنع على عيني وتارة بالجمع كما في قوله تعالى في الايتين الاوليين اعيننا ولم تأتي التثنية في القرآن الكريم لهذه الصفة ولا جاءت صريحة في الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن صح في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال في صفة الدجال انه اعور وان ربكم ليس باعور والعور في لسان العرب صفة ذي عينين احداهما سليمة والاخرى معيبة ونفيه يتضمن اثبات العينين لله سبحانه وتعالى ونفي العيب والنقص عنهما والافراد للعين في قوله تعالى على عيني دال على جنس الصفة والتثنية دالة على حقيقتها والجمع في قوله باعيننا وقع على جهة المشاكلة في الكلام فان العرب اذا اظافت المثنى الى ضمير تثنية او جمع جماعته. لانه ايسر في اللفظ واجرى في الكلام. كما في قوله تعالى ان تتوب الى الله فقد صغت قلوبكما ومن المقطوع به ان كل بدن يشتمل على قلب واحد فهما لهما قلبان لا اكثر وجمع اسم القلب بذكرهما فقيل قلوبكما لان المثنى اضيف الى من ضمير تثنية فناسبه في خفة الكلام وجريان اللسان ان يجمع هذا اللفظ وقد ذكر هذه القاعدة ابن فارس رحمه الله تعالى في كتاب الصاحب وهي واقعة في مواضع عدة من كلام الله سبحانه وتعالى وقد يتوهم متوهم ان اثبات العينين لله من حديث الوارد في صفة الدجال انه من قبيل قياس صفة الخالق على صفة المخلوق. وهذا من الجهل بلسان العرب الا مدخل هذا في القياس وانما هو مبني على ما تفهمه العرب من كلامها اذا ذكرت العور فان العرب لا تطلق العورة على ذي عين واحدة ولا تطلقه على ذي اعين عديدة. وانما تطلقه على ذي عينين احدهما احداهما سليمة والاخرى ترى معيبة فعلم بمقتضى اللسان العربي ان معنى قوله صلى الله عليه وسلم ان الدجال اعور وان ان ربكم ليس باعور ان الدجال له عينان احداهما ذاهبة معيبة والاخرى باقية سليمة. واما الله سبحانه وتعالى فانه ليس باعور اي له عينان نزهتا عن العيب والنقص الذي ذكر في الدجال. وقد استدل بهذا كبار الائمة كاحمد عثمان الدارمي رحمهما الله تعالى وفي الاية الثالثة منهن وهي قوله تعالى والقيت عليك محبة مني اثبات صفة المحبة زائدة على ما تقدم ثم ذكر سبع ايات اولها قوله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك واخرها قوله تعالى وقل اعملوا الله عملكم فثلاث منهن تدل على صفة السمع وثلاث منهن تدل على صفة الرؤية وبينهما اية تجمع هذا وذاك وهي قوله تعالى انني معكما اسمع وارى. ثم ذكر اربع ايات اولها قوله تعالى وهو شديد المحال واخرها قوله تعالى انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا فيهن صفة المكر والكيد والمحال وكمالها في مقابلة اهل المكر والكيد والمحال والمحال هو المغالبة بمكر وكيد ثم ذكر ايتين فيهما زيادة على ما تقدم اسم العفو وصفة العفو ثم ذكر ايتين في اثبات صفة العزة لله ثم ذكر ايتين فيهما وصف الله بالجلال والاكرام والجلال هو غاية العظمة كما سبق. ثم ذكر جملة من الايات اولها قوله تعالى فاعبده واصطبر لعبادته. واخرها قول تعالى قل انما حرم ربي الفواحش الاية لتقرير مسألة الصفات المنفية التي تسمى بالسلبية. وهي الصفات التي نفاها الله عز وجل عن نفسه او نفاها عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. والمراد من النفي كما تقدم هو اثبات الكمال المقابل لان النفي ليس كمالا في ذاته ولكن الكمال في اثبات قابله وفيها نفي السمي والكفء والند ومعناها يدور على المكافأة والمثلية والنظير وفيها ايضا نفي الولد والشريك في الملك والولي من الذل والالهة المتعددة والامثال المضروبة لله عز وجل وذكر فيها قوله تعالى يسبح لله ما في السماوات وما في الارض. الاية وهي اصل في تنزيه الله عما لا يليق به من النقائص والعيوب وختم تقرير الصفات المنفية المسماة بالسلبية في قوله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن للرد على طائفتين اثنتين اولاهما المشبهة الذين وقعوا في الشرك اذ شبهوا الرب بخالقه والثانية المعطلة الذين نفوا عن الله عز وجل كماله وقالوا في ذلك بغير علم. ثم ذكر رحمه الله ايات عدة اولها قوله تعالى الرحمن على العرش استوى. واخرها قوله تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة كلها في اثبات صفة العلو والاستواء على العرش والمعية لله ثم ذكر بعدها الايات الدالة على صفة الكلام لله واطال في سياقها والمقتضي للبسط بذكر الادلة هو جلالة المسألة ووقوع البلية بها في فرق الامة فحصلت فيها الخصومة ونجمت منها الفتنة وفي ضمن هذه الايات اثبات ان القرآن كلام الله ثم ختم رحمه الله الاية التي اوردها بذكر اربع ايات اولاهن قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وهذه الاية وما بعدها فيهن اثبات صفة ايش الرؤية رؤية من رؤية الله لخلقه ام رؤية الخلق لله رؤية الخلق لله طيب رؤية الخلق لله صفة للخلق ام لله رؤية الخلق لله صفة للخلق ام لله للخلق احسنت فيها اثبات صفة التجلي وجعل هؤلاء الايات للدلالة على اثبات رؤية المؤمنين ربهم عز وجل غلق من جهتين الجهة الاولى ان الكلام هنا في سياق صفات الخالق ورؤية المؤمنين ربهم في الاخرة صفة للمخلوق فلا مدخل لها ها هنا والثاني ان المصنف رحمه الله سيذكر هذا الاصل في الموضع اللائق به في امور الاخرة فيما يستقبل من هذه العقيدة فالمراد من هؤلاء الايات اثبات صفة التجلي لله عز وجل اذ فيها ذكر رؤية المؤمنين ربهم مصرحا به في الايتين الاولى وهو الزيادة والمزيد المذكور في الايتين الاخيرتين وانما تقع الرؤية بتجليه وقد وقع التصريح بهذه الصفة في قوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل وفي الصحيح ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيتجلى اي الله فيتجلى لهم ضاحكا وبين بعد هذا ان هذا الباب في كتاب الله كثير ومن تدبر القرآن طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ستة عشر حديثا من احاديث الصفات. لان السنة وحي كما القرآن. والاسماء والصفات مردها الى الوحي وهو القرآن والسنة كما سبق وفي الحديث الاول وهو قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا المتفق عليه اثبات صفة النزول وفي الحديث الثاني وهو قوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده المتفق عليه اثبات صفة الفرح وفي الحديث الثالث وهو قوله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين المتفق عليه ايضا اثبات صفة الضحك وفي الحديث الرابع وهو قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده الذي رواه احمد اثبات صفة العجب والحديث المذكور فيه ضعف والمشهور من لفظه ايضا ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ويغني عنه قوله تعالى بل عجبت ويسخرون على قراءة الضم ففيها اثبات صفة العجب لله عز وجل والغير المذكورة في هذا الحديث بمعنى التغييرات من حال الى حال وفي الحديث الخامس وهو قوله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى فيها المتفق عليه اثبات صفة الرجل والقدم وفي الحديث السادس وهو قوله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى المتفق عليه اثبات صفة الصوت وفي الحديث السابع وهو قوله صلى الله عليه وسلم ما منكم الا سيكلمه ربه المتفق عليه اثبات صفة الكلام وفي الاحاديث من الثامن الى الحادي عشر اثبات صفة العلو لله وفي الحديث الاول منها وهو قوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض ربنا الذي في السماء الذي رواه ابو داوود ضعف والاحاديث الصحاح تغني عنه. وفي الحديثين الثالث عشر والرابع عشر اثبات صفة في المعية لله عز وجل. وفي الاخير منهما وهو قوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان الذي رواه الطبراني ضعف يسير وفي الحديث الرابع عشر اثبات صفتي الاولية والاخرية والظاهرية والباطنية مع الاسماء المذكورة فيه وهو تفسير للاية التي تقدمت في ايات الصفات وفي الحديث الخامس عشر وهو قوله صلى الله عليه وسلم ايها الناس اربعوا على انفسكم المتفق عليه اثبات صفة السمع والقربى ومعنى اربعوا على انفسكم فيرفقوا بها ولا تجهدوا انفسكم وهو بهمزة وصل مكسورة ثم راء مهملة ساكنة وفي الحديث السادس عشر وهو قوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم المتفق عليه اثبات صفة التجلي الى امثال هذه الاحاديث الصحيحة التي يؤمن بها اهل السنة والجماعة من خير تحريف ولا تعطيل ومن خير تكييف ولا وهم بهذا وسط في باب الصفات بين فرق الامة. كما ان الامة هي الوسط في الامم كما سيذكره المصنف رحمه الله قريبا اذا نعم احسن الله اليكم فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل تعطيل الجهمية واهل التمثيل المشبهة وهم وسط في باب افعال الله بين القدرية والجبرية وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم. وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلات وبين المرجئة وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج. قرر المصنف رحمه الله ان اهل السنة والجماعة وسط بين فرق الامة اوضح هذا الامر بذكر خمسة اصول كاشفة عن حقيقة وسطيتهم اولها اسماء الله وصفاته فهم وسط فيه بين اهل التعطيل المنكرين لها واهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثلها وثانيها القدر المشار اليه بقول المصنف باب افعال الله فهم وسط فيه بين القدرية الزاعمين ان العبد يخلق فعله استقلالا والجبرية الزاعمين ان العبد مجبور على فعله لا اختيار له وثالثها الوعيد بالعذاب والعقاب فهم وسط فيه بين المرجئة الزاعمين ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك والوعيدية الذين ينفذون الوعيد اي يمضونه فيقولون فاعل الكبيرة مخلد في النار رابعها اسماء الايمان والدين فهم وسط فيه بين الحرورية وهم الخوارج والمعتزلة الذين يخرجون صاحب الكبيرة من الايمان ثم يختلفون في كيفية الاخراج فتخرجه الخوارج الحرورية من الايمان بالكلية وتقول هو كافر اما المعتزلة فتزعم انه في منزلة بين المنزلتين فهو خارج من دائرة الايمان بالكلية لكنه لم يدخل عندهم دائرة الكفر بل جعلوا له مرتبة ولدوها واصطلحوا عليها سموها بالمنزلة بين المنزلتين وبين المرجئة والجهمية الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان وخامسها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم وسط فيه بين الرافضة الذين بالغوا في حب بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الال وغيرهم وغلوا فيهم وبين الخوارج الناصبية الذين بالغوا في بغض بعظ اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسبهم بل منهم من كفر بعض الصحابة نعم احسن الله اليك وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله في كتابه وتواتر عن رسوله واجمع عليه سلف الامة من انه سبحانه فوق على عرشه علي على خلقه وهو سبحانه معه اينما كانوا يعلم ما هم عاملون كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم. والله بما تعملون بصير. وليس معنى قوله وهو معكم ان مختلط بالخلق فان هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان. وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع عليهم الى غير ذلك من معاني ربوبيته وكل هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة مثل ان يظن ان ظاهر قوله في السماء ان السماء تقله او تظله وهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان. فان الله قد وسع كرسيه السماوات والارض وهو يمسك السماوات والارض ان تزول ويمسك الشمان تقع على الارض الا باذنه. ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره. وقد دخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه كما قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعين اذا دعان فليستجيبوا لي فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وقال صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه. من الايمان بالله الايمان بعلوه ومعيته فهو سبحانه فوق عرشه علي على خلقه وهو معهم اينما كانوا ولا يراد بالمعية ان الله عز وجل مختلط بالخلق فهذا شيء لا توجبه اللغة التي بها في القرآن والسنة كما انه خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وفطر الله عز وجل عليه الخلق كافة ولا يراد بانه في السماء ان السماء تقله او تظله عز وجل فهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان ودخل في ذلك اثبات انه سبحانه وتعالى قريب من خلقه وقربه ومعيته لا تنافي علوه عز وجل وفوقيته. بل هو كما قال شيخ الاسلام علي في دنوه قريب في علوه والقرب المذكور في باب الصفات مختص بالمؤمنين في اصح قولي اهل العلم رحمهم الله تعالى ولا يقال ان طوبى الله نوعان احدهما عام وهذا للخلق جميعا والثاني خاص وهذا للمؤمنين فانا تصرف هذا اللفظ في القرآن الكريم لا يساعد على هذه القسمة وما جاء من الاي موهما للقرب العام فانما يراد به قرب الملائكة كما في قوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد فان المراد بالقرب هنا قرب الملائكة كما فسره السلف رحمهم الله تعالى واما باعتبار الصفة التي هي صفة الله عز وجل فان القرب فيها مختص بالمؤمنين. وهذا هو معنى استخلاصه لهم واصطفائهم دون سائر الخلق. فيكون لهم منه عز وجل حظ ليس لسائر الخلق في المعية وهو اختصاصهم بقرب الله عز وجل فصفة القرب مختصة بالمؤمنين. ولا يقال ان الله قريب من جميع الخلق بل هذا القرب منطو على معنى الرعاية والعناية والكلائة المناسبة للمؤمنين دون وما في ظواهر القرآن مما يتوهم منه ان القرب عام فليس من باب الصفة بل هو قرب ملائكة الله عز وجل. نعم احسن الله اليكم ومن الايمان بالله وكتبه الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدا واليه يعود وان الله تعالى تكلم به حقيقة وان هذا القرآن الذي انزله على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة بل اذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك على ان يكون كلام الله على حقيقة فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من قاله مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف. من الايمان بالله وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ اي تكلم به واضيف اليه واليه يعود اي برفعه من الصدور والمصاحف كما ثبتت بذلك الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وانعقد عليه بالاجماع وهو كلام الله حقيقة لا كلام غيره. ولا يقال فيه انه حكاية عن كلام الله عز وجل ولا عبارة عنه بل هو كلام الله حروفه ومعانيه. نعم احسن الله اليكم وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه وبرسله الايمان بان المؤمنون بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر ولا يضامون في رؤيته يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى. من الايمان بالله وبكتبه وبرسله الايمان بان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة دون الدنيا عيانا بابصارهم بلا خفاء وقد ثبت هذا اللفظ عيانا في صحيح البخاري فيرونه سبحانه وتعالى في عرصات القيامة اي متسعاتها ثم يرونه عز وجل في الجنة والفرق بين الرؤيتين ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة هي رؤية امتحان وتعريف وان الرؤية التي تكون في الجنة هي رؤية انعام وتشريف ويشترك معهم في الاولى غيرهم وتختص الثانية بهم فان الرؤية الاولى تعم المؤمنين وغيرهم على وجه الامتحان والتعريف اما الرؤية الثانية التي تكون في الجنة فانها تختص بالمؤمنين القرآن من ذكر الحجب المراد به الحجب عن رؤية الانعام والتشريف اما رؤية الامتحان والتعريف فانها في اصح قولي اهل العلم واقعة للمؤمنين وغيرهم نعم. احسن الله اليكم ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيم فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. فيقول المؤمن ربي الله والاسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيه واما المرتاب فيقول ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. في ضرب بمرزبة من حديد يصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الانسان ولو سمعها الانسان لصعق ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب الى ان تقوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح الى الاجساد. وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله واجمع عليها المسلمون فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين. حفاة عراة غرلا وتدنو منهم شمس ويلجمهم العرق فتنصب الموازين فتوزن بها اعمال العباد فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فأولئك الذين قسروا انفسهم في جهنم خالدون. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابك واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره كما قال سبحانه الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته فانه لا حسنات لهم. ولكن تعد اعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها. وفي عرصات القيامة الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم. ماؤه اشد بياضا من لبن واحلى من العسل انيته عدد نجوم السماء. طوله شهر وعرضه شهر من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها ابدا والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس عليه على قدر اعمالهم. فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف ويلقى في جهنم فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه وقف اوقفوا على قنطرة بين والنار فيختص لبعضهم من بعض فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم واول من يدخل الجنة من الامم امته وله في القيامة ثلاث شفاعات اما الشفاعة الاولى فيشفع في اهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم الشفاعة حتى تنتهي اليه واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة. وهاتان الشفاعتان خاصتان له. واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن التحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم. فيشفع في من استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج من منها ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضل رحمته ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا فينشأ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة واصناف ما تضمنته الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء والاثارات من العلم المأثور عن الانبياء وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي. فمن ابتغاه وجده شرع مصنف رحمه الله تعالى يبين هنا الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر واليوم الاخر هو كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فهو اسم جامع لما يقع بعد الموت وهذا من احسن ما قيل في حده وقد استحسن العلامة ابن سعدي رحمه الله هذا الضابط في التنبيهات اللطيفة لكن الخبر عن اليوم الاخر غير مخصوص بالسنة بل ثبوت احواله يكون بالقرآن والسنة معا فالاولى ان يقال ان اليوم الاخر اسم جامع لما يكون بعد الموت فيؤمن اهل السنة والجماعة بفتنة القبر وهي سؤال الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه يؤمنون بنعيم القبر وعذابه وهو ما يجيريه سبحانه وتعالى على العبد من عذاب او نعيم في قبره. ويؤمنون بيوم القيامة اذا اعيدت الارواح والى الاجساد وقام الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا اي غير مختونين وحينئذ ينصب الميزان وهو واحد في اصح الاقوال ولكنه جمع باعتبار ما يوزن فيه فانه لما تعدد الموزون جمع الميزان تعظيما له وتوزن فيه الاعمال وصحائفها وعمالها فالوزن واقع على العبد وعمله وصحيفة عمله في اصح اقوال اهل العلم وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فيأخذ المؤمن كتابه بيمينه ويأخذ الكافر ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره ويحاسب الله الخلائق والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة وله درجتان احداهما الحساب اليسير وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر بها والاخر الحساب العسير وفيه يناقش العبد وتستقصى عليه اعماله والكفار لا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته من توزن حسناته وسيئاته الا حسنة لهم. فقد جوزوا بحسناتهم في الدنيا ولكنهم يحاسبون بالتقرير على اعمالهم والتبكيت عليها والمجازاة بها وفي عرصات القيامة اي متسعاتها الحوض المورود لرسولنا صلى الله عليه وسلم ولكل نبي حوض ولكن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم هو اعظمها وصفا واكملها حالا ويؤمن اهل السنة بالصراط وهو جسر منصوب على متن جهنم. اي ظهرها يمر عليه المؤمنون على الصحيح فقط دون غيرهم ومن قال بعمومه فلا دليل له بل الاحاديث ظاهرة في ان مرور الصراط مختص بالمؤمنين واما الكفار فانهم ينصرفون من العرض الاول فان الله عز وجل اذا تجلى في عرصات يوم القيامة لخلقه امتحانا لهم وتعريفا به امر ان يتبع كل من يعبد غير الله معبوده فيتبع اهل النار معبوداتهم فيقعون في نار جهنم ويبقى المؤمنون ومعهم المنافقون لانهم منهم في الصورة الظاهرة في الحياة الدنيا ثم يأمرهم الله سبحانه وتعالى ان يقعوا له ساجدين فيسجد المؤمنون واما المنافقون فان ظهورهم تكون طبقا واحدا فلا يستطيعون ان يسجدوا لله ثم تلقى عليهم الظلمة ويجعل الله سبحانه وتعالى للمؤمنين انوارا يهتدون بها الى الصراط المستقيم على متن جهنم. واما المنافقون فلا نور لهم. بل هم باقون في ظلمتهم. يقولون للمؤمنين انظرونا نقتبس من نوركم فيتيهون عن الصراط ويتردون طرحا في نار جهنم. فلا يمر على الصراط الا اهل الايمان. والذين تختطفوا تخطفهم كلاليب جهنم من المارين على الصراط هم عصاة المؤمنين الذين يستحقون دخول النار فيدخلونها ثم يخرجون منها ويمر المؤمنون على الصراط على قدر اعمارهم. فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومن من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمركاب الابل اي الرواحل فان الركاب اسم للرواحل التي تتخذ للركوب من النوق فمن مر على الصراط دخل الجنة ولم يسبق دخوله عذاب بخلاف من اخذته كلابيب جهنم فانه يدخل النار ثم يخرج منها ويدخل الجنة ثم يوقف الذين عبروا الصراط على قنطرة بين الجنة والنار ويقتص لبعضهم من بعض فاذا نقوا وهذبوا اذن لهم في دخول الجنة. واول من استفتحوا باب الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم وله في القيامة ثلاث شفاعات الشفاعة الاولى شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف من الخلق ان يقضى بينهم وهي الشفاعة العظمى والثانية شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة ان يدخلوها وهاتان الشفاعتان خاصتان به لا مشارك له فيهما. والشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن استحق النار وهذه الشفاعة لا تختص به صلى الله عليه وسلم بل هي له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم من الشفعاء وهي تتناول كما ذكر المصنف رحمه الله من استحق النار الا يدخلها ومن دخلها ان يخرج منها والصحيح ان هذا النوع مختص بمن دخل النار ان يخرج منها واما الشفاعة فيمن استحق النار الا يدخلها فالتحقيق عدم وجودها لخلو القول بها عن دليل صحيح صريح كما اختاره العلامة ابن القيم خلافا لشيخه ابن عباس ابن رحمه الله في هذا الموضع فتصير الشفاعة الثالثة هي شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن دخل النار ان يخرج منها ولا تقل لمن استحق النار لانه يكون لفظا عاما يشمل من استحق النار الا يدخلها ومن دخلها ان يخرج منها والذي دل عليه الدليل هو اختصاص هذه الشفاعة بمن دخل النار ان يخرج منها فقط ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة بل بمحض فضله ورحمته. ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا. يعني قيادة فينشئ الله عز وجل للجنة اقواما يدخلهم الجنة واحوال الدار الاخرة فوق هذا القدر. لكن هذه مهماتها وتفاصيل مفرداتها موجودة في الكتاب والسنة لمن التمسها. ومن اراد ان يحقق احوالها فليلظ بالقرآن وصحيح المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم اما الشغف بالاحاديث الضعيفات والموضوعات والحكايات السخيفات الباردات في ذكر احوال الاخرة فهذا وان توهم انه في الظاهر يشوق الى الجنة ويخوف من النار فلا خير فيه اذ الخير كل الخير والشفاء كل الشفاء مردود الى الكتاب والسنة. نعم احسن الله اليكم وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين. فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم بما الخلق عاملنا بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا. وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال ما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. جفت الاقلام وطويت الصحف كما قال سبحانه. الم تعلم ان الله يعلم ما في في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها اف ان ذلك على الله يسير وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلا. فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء. فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخه بالروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات فيقال اكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد ونحو ذلك فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديما ومنكروه اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهو مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئتهن بمشيئة الله تعالى لا يكون في ملكه ما لا يريد وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق وفي الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. غيره. احسن الله اليكم. لا خالق غيره ولا رب سواه ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والعبد والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر المصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم وارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم كما قال الله تعالى امنكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة الركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر وانه يأتي على درجتين الاولى الدرجة السابقة لظهور المقدور وتتضمن علم الله بالمقادير وكتابته لها والثانية الدرجة المصاحبة لوقوع المقدور وتتضمن خلق الله للمقدور ومشيئته اياه ومراتب القدر الاربع العلم والكتابة والخلق والمشيئة منتظمة في هاتين الدرجتين اللتين ذكرتا وحقيقة القدر انه علم الله بالكائنات اي الوقائع انه علم الله بالكائنات وكتابته لها وخلقه ومشيئته اياها هذا هو حده الجامع لمراتبه الاربع بدرجتيها الاثنتين ومما يندرج في هذا الباب الايمان بان للعبد مشيئة وقدرة وهبها الله عز وجل اياه لكنها تابعة لمشيئة الله وقدرته والدرجة الثانية من درجتي القدر ينكرها عامة القدرية. الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله فيقدره ويشاؤه ولا يعلمه الله الا بعد وقوعه ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات المثبتة للقدر وهم الجبرية حتى سلبوا العبد قدرته ومشيئته وجعلوه مجبورا على افعاله لا قدرة له على شيء منها وعطلوا وافعال الله واحكامه عن حكمها ومصالحها كما ذكر ابو العباس ابن تيمية رحمه الله. نعم احسن الله اليكم فصل ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل. قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما تفعله الخوارج بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء وقال وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين. انما المؤمنون اخوة ولا يسلبون الفاسق الملي الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة. بل الفاسق يدخل في اسم الايمان المطلق في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وقوله الله عليه وسلم لا يجري الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم الايمان في الشرع له معنيان اثنان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا هو المعنى المقصود اذا قذن الايمان بالاسلام والاحسان والايمان بمعناه العام منقسم على القلب واللسان والجوارح. والى ذلك يشار بقول اهل السنة رحمهم الله الايمان قول وعمل فالقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب واللسان وقول القلب هو اقراره وعمل القلب هو حركاته فيما يريده الله سبحانه وتعالى من المحبوبات فالاعتقاد مثلا بان الله سبحانه وتعالى واحد احد هذا من قول القلب والتوكل على الله عمل من اعمال القلب لان للقلب فيه حركة اقتضت توجه القلب الى الله بتفويض الامر اليه وقول اللسان هو نطقه وعمل الجوارح هو الفعل والترك والايمان يزيد وينقص وزيادته اثر الطاعة ونقصه اثر المعصية ومن فعل كبيرة فهو فاسق ليس بمؤمن كامل الايمان ولا بكافر بل هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق المؤمن ولا يسلب مطلق الاسم فيقال في حقه كافر من يكون مؤمنا بما عنده من الايمان فاسقا بما اصاب من كبيرة والاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي لا تزول ولا تحول لا كما تزعمه الخوارج المكفرة بالكبيرة الحاكمة بخلود صاحب الكبيرة في النار. ولا كما تزعمه المعتزلة الذين يسلبون الفاسق اسم الايمان ويخرجونه من الايمان بالكلية لكنهم يجعلونه في منزلة بين المنزلتين في الدنيا. ويحكمون عليه وفي الاخرة بالنار نعم احسن الله اليكم ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ احدهم ولا نصيفه ويقبلون ما جاء به الكتاب او السنة او الاجماع من فضائلهم ومراتبهم. فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية على من انفق من بعد وقاتل ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاث مئة وبضعة اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وبانه لا يدخل النار احد بائع تحت الشجرة كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربع مئة ويشهدون بالجنة لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم كالعشرة وكثابة ابن قيس ابن شماس وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره وغيره من ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم كما دلت عليه الاثار وكما اجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنه ما بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل؟ فقدم قوم عثمان وسكتوا او ربعوا بعلي وقدم قوم وقوم توقفوا لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان اعلى على تقديم عثمان ثم علي. وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور اهل السنة. لكن المسألة التي يضلل فيها مسألة الخلافة وذلك انهم يؤمنون بان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر. ثم عمر ثم عثمان ثم علي ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء فهو اضل من حمار اهله ويحبون اهل البيت ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غديركم اذكركم الله في اهل بيتي وقال ايضا للعباس عمه وقد اشتكى اليه ان بعض قريش يجفوا بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابته. وقال ان الله اصطفى اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين. ويؤمنون بانهن ازواجه في الاخرة خصوصا خديجة رضي الله عنها ام اكثر اولاده واول من امن به وعاضده على امره وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم ومن طريقة النواصب الذين يؤذوا احسن الله اليكم ومن طريقة النواصب الذين يؤذون اهل بيت عندك في النسخة ومن طريقتي وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها اما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون وهم لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره. بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب ومغفرة ما يصدر منهم ان صدر حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله والله عليه وسلم انهم خير القرون وان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم. ثم اذا كان قد صدر صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر عنه فاذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الامور التي كانوا فيها مجتهدين ان اصابوا فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفرة فور ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم. من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة الصوم كما قرأ الاخ نزر فيه نقطة على الزاي على الراء الاخيرة هي نزع النقطة هذي خطأ. نعم. احسن الله اليك. والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. ومن نظر في سيرة القوم علم وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل عليم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء. لا كان ولا يكون مثلهم وانهم هم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله. من اصول اهل السنة سلامة قلوبهم والسنتهم هم لاصحاب رسول الله سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ممتثلين ما امرهم الله به. فيقبلون ما في الكتاب والسنة من فضائل الصحابة ومراتبهم ويفضلون من انفق قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعد وقاتل. ويقدمون المهاجرين على ويؤمنون بفضيلة اهل بدر. وان الله قال لهم اعملوا ما شئتم فان الله اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وان الله لا يدخل النار احدا بايع تحت الشجرة وهم اهل بيعة الرضوان عام الحديبية ويشهدون بالجنة لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم كالعشرة المبشرين بها وهم الخلفاء الاربعة وسعد بن ابي وقاس والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وابو عبيدة بن عامر بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد رضي الله عنهم وانما خص هؤلاء باسم العشرة المبشرين بالجنة وان كان غيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بها لانهم جمعوا في حديث واحد. فلما جمعوا في حديث واحد بالبشارة بالجنة سموا العشرة المبشرين بالجنة ويعتقد اهل السنة ترتيب الخلفاء الاربعة بالفضل كترتيبهم في الخلافة. فافظلهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم وفي المفاضلة بين عثمان وعلي خلاف قديم ثم استقر الامر عند اهل السنة على عثمان على علي رضي الله عنهما. وان كانت هذه المسألة وهي المفاضلة بين الشيخين عثمان وعلي ليست من الاصول التي يضلل فيها المخالف عند اهل السنة ولكن المسألة التي يضلل فيها هي ترتيبهم في خلافة فيؤمنون بان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله او عنهم ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء فهو اضل من حمار اهله ويحب اهل السنة اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويتولونهم هو اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم في اصح الاقوال بنو هاشم وزوجاته صلى الله عليه وسلم اللاتي ماتا عنهن وهؤلاء هم الذين حرمت عليهم الزكاة والى ذلك اشرت بقولي ال النبي هم الذين حرمت عليهم زكاتنا وحصرهم ثبت في هاشم وماله من الولد وكن لزوج للنبي لم ترد ولاجل ما كان للازواج من مقام خاص عند النبي صلى الله عليه وسلم افردهم المصنف بالذكر فقال ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين الى اخره ويتبرأون من طريقة الروافظ والنواصب. فان الروافض يبغضون الصحابة ويسبونهم ويعظمون بعض ال البيت طريقة النواصب اذيتهم لاهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول وعمل كما ان الناصبة من يسب غيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل يكفرونهم كما سلف وما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم من الاختلاف وما جرى في زمانهم من فتنة فان اهل السنة والجماعة يمسكون عنه ولا يسعون في بثه واشاعته بل الساعي في ذلك ساع في طريق ضلالة. وهو زائغ عن هدي اهل السنة والجماعة ويقول اهل السنة والجماعة ان الاثار المروية في مساوئ اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة اقسام فالقسم الاول ما هو كذب في نفسه فلا يثبت البتة والثاني ما زيد فيه ونقص وغير عن وجهه وهذان النوعان هما اكثر الفاشي في كتب التواريخ والاخبار فان الغالب في كتب التواريخ والاخبار هو ذكر الكذب او المحول عن وجهه من اخبارهم وبهذا انحطت رتبة كتب التاريخ والاخبار عن رتبة كتب السنن والاثار في نقل خلاف الصحابة وما شجر بينهم فالمعول في نقل ما وقع بينهم هو كتب السنن والاثار لا كتب التواريخ والاخبار والقسم الثالث صحيح عنهم رضي الله عنهم واكثره هو الذي يروى في كتب السنن والاثار لا التواريخ والاخبار وهم فيما صح من ذلك معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون فهم بين اجر واجرين رضي الله عنهم ولا يعتقد اهل السنة والجماعة ان احدا من الصحابة معصوم من الذنوب بل الذنوب تجري عليهم وتقع منهم وتجوز عليهم في الجملة لكن لهم من موجبات المغفرة ما ليس لغيرهم. واذا صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات ماحية او غفر له بفظل سابقته او صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم او بشفاعة النبي صلى الله عليه سلم له او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه واذا كان هذا بالذنوب المحققة المجزوم بها فكيف في الامور التي كانوا فيها مجتهدين ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم هو قليل ونزر يسير في جنب محاسنهم وفضائلهم رضوان الله عنهم ومن نظر في اخبار الصحابة وما كانوا عليه واطلع على سيرهم بعلم وبصيرة علم ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم افضل القرون بعد الانبياء والرسل. فلم يأتي بعد الانبياء والرسل احد من بني ادم افضل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم. احسن الله اليكم ثم من اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء وما يجري الله على ايديهم من خوارق العادات في انواع العلوم والمكاشفات وانواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الامة وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. من اصول اهل السنة والجماعة التصديق بكرامات اولياء والكرامات جمع كرامة وهي الامر الخالق الذي يظهره الامر الخالق للعادة الذي يظهره الله على يد ولي من اوليائه اكراما له والمراد بالعادة عادة اهل زمانه لا باعتبار الخلق جميعا والاولياء جمع ولي وهو شرعا كل مؤمن تقي والى ذلك اشار ابن ابي العز في شرح الطحاوية فاحسن اذ يقول والولي هو من والى الله بموافقة محبوباته والتقرب اليه بمرضاته اما الولي باصطلاح علماء العقيدة فهو كل مؤمن تقي غير نبي فلابد من زيادة هذا القيد غير نبي ليوافق تصرف اهل هذا العلم فيه انهم يخصون اسم الاولياء بمن عدا الانبياء وان كان اسم الولي في القرآن والسنة واقعا على النبي وغيره وكرامات الاولياء نوعان اشار اليهما المصنف الاول كرامة تتعلق بالعلوم والمكاشفات والثاني كرامة تتعلق بالقدرة والتأثيرات احسن الله اليكم ثم من طريقة اهل السنة والجماعة اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطلا وظاهرا واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها او عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة احسن الله اليكم فان كل محدثة بدعة عندك ايش فان كل محدثة بدعة محدث ولا محدثة؟ احسن الله اليك فان كل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة ويعلمون ان اصدق الكلام ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فيؤثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف الناس ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل ولهذا سموا اهل الكتاب والسنة وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة وان كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين والاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمد في العلم والدين وهم يزنون بهذه الاصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال باطنة او ظاهرة مما له تعلق بالدين. والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة. من طريقة اهل السنة الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولسبيل السابقين من المهاجرين والانصار والتمسك بالسنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. ومجانبة محدثات الامور. لان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. ويعلم اهل السنة ان اصدق الكلام كلام الله وان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. ولاجل هذا اثروا كلام الله على كلام غيره. وقدموا هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي غيره فسموا اهل الكتاب والسنة لاخذهم بهذين الاصلين وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع. وضدها الفرقة وهم يزنون بالقرآن والسنة والاجماع جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال. فلا يزنون الخلق بالصور والاموال وانما يزنون احوال الخلق بالكتاب والسنة والاجماع وهذا امر لا يتمكن منه العبد الا بتخلية نفسه من ابتغاء الاغراض واكتساب الاعواض فاذا طهرت نفس العبد من المطالبة والمغالبة والمعاتبة وزن الخلق بما امره الله عز وجل به والنسبة الى السنة متفاوتة في الخلق لاختلاف حظوظهم في التزامهم بها. فجم غفير من الناس ينتسبون الى السنة. لكن صدق اثمها عليهم يكونوا بقدر امتثالهم لها ومن جملة الامتثال للسنة ولا سيما في هذه الاعصاب ان يكون ميزانك في الحكم على احوال الخلق هو الكتاب والسنة والاجماع فلا تحكمن على احد بما خرج عن هذا الميزان. ومن وفقه الله عز وجل الى اعماله سعد واسعد ومن تنكب هذا الطريق فقد تنكب طريقة اهل السنة والجماعة ولا يستطيع الصبر على ذلك باقامة العدل الا اولو العصبة من الرجال الذين يهيئ الله عز وجل لهم علما صحيحا وعملا صالحا وقصدا سليما وايمانا راسخا فيمضون اعمال هذا الميزان على وجهه دون تغيير ولا تبديل والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح رحمهم الله اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة كما ذكر المصنف وليس المراد من كلام شيخ الاسلام نفي امكان وقوع الاجماع بعدهم ولكن المقصود هو استبعاده لان الذي يمكن ضبطه هو ما كان عليه السلف فالقلوب حينئذ كانت نقية والعلوم في نفوس الخلق قوية نعم احسن الله اليك ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامراء ابرارا كانوا او فجارا. ويحافظون على الجماعات ويدينون بالنصيحة الامة ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر تدب الحمى والسهر ويأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا ويندبون الى ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عن من ظلمك. ويأمرون ببر الوالدين وصلة وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق. ويأمرون بمعالي الاخلاق وينهون عن سفسافها طريقة اهل السنة واخلاقهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة اي بحسب الامر الديني لا بحسب الهوى والرأي ويحفظون الاخوة الايمانية والحمية الاسلامية للمؤمنين جميعا. ويدينون بالنصيحة لهم ويأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال كصلة من قطعك واعطاء المحروم والعفو عن الظالم ويامرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل. والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق وغيرها من اخلاق الظلم والبطش والاستطالة على الخلق هي الترفع عليهم واحتقارهم والوقيعة فيهم فان كان المستطيل استطال بحق وامري صدق فقد افتخر وان استطال بغير حق فقد بغى وكلاهما خلق محرم. ولهذا ذكر ابو العباس ابن تيمية من مساوئ الاخلاق الاستطالة على الخلق بحق او بغير حق لانها اما فخر واما بغي ويأمر اهل السنة بمعالي الاخلاق وينهون عن سفسافها اي ردئها فكل خلق خلق رديء فان اهل السنة مراع منه ناهين عنه نعم الله اليك وكل ما يقولونه او يفعلونه من هذا او غيره فانما هم فيه متبعون للكتاب والسنة وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. لكن لما اخبر صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق الى تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة وفي حديث عنه صلى الله عليه وسلم انه قال هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي صار متمسكون بالاسلام المحض الخالص عن الشوب هم اهل السنة والجماعة وفيهم وفيهم وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون والشهداء والصالحون ومنهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى. اولوا المناقب المأثورة والفضائل المذكورة وفيهم الابدال ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهم الطائفة المنصورة التي قال فيهم التي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة فنسأل الله العظيم ان يجعلنا منهم والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ويهب لنا من لدنه رحمة انه وهو الوهاب والحمد لله رب العالمين وصلواته وسلامه على سيدنا محمد واله وعلى سائر المرسلين والنبيين وال كل وسائر الصالحين. ان اهل السنة والجماعة في اقوالهم وافعالهم مما ابو العباس ابن تيمية مما ذكره ابو العباس ابن تيمية ومما لم يذكره هم متبعون للقرآن والسنة وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم لكنه اخبر صلوات الله وسلامه عليه ان امته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة وهذه الجماعة هي المتمسكة بالاسلام المحض الخالص عن الشوب الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والى هذا المعنى اشار السفاري رحمه الله تعالى بقوله في الدرة اعلم هديت انه جاء الخبر عن النبي المصطفى خير البشر بان للامة سوف تفترق بضعا وسبعين اعتقادا والمحق ما كان في نهج النبي المصطفى وصحبه من غير زيغ او جفاء وليس هذا الوصف جزما يعتبر في فرقة الا على اهل الاثر. يعني اهل السنة والجماعة والحديث والاثر. وفي اهل السنة جماعة بحمد الله الصديقون والشهداء والصالحون وفيهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى اولو المناقب المأثورة والفضائل كورة وفيهم الابدان والمراد بالابدال القائمون بنصرة الدين بحيث يخلف بعضهم بعضا في القيام بهذه الوظيفة فاذا مات احد منهم اقام الله عز وجل اهو وهذا هو المعنى المحقق وهذا هو المعنى المحقق للابدال دون سواه ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم وجرايتهم وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين عن الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة ففيهم كل فضيلة وهم برءاء بحمد الله من كل رذيلة. وقد جعل الله عز وجل لهم اسماء فسماهم عباد الله والمؤمنين والمسلمين ووقعت لهم اسماء ووقعت لهم اسماء اخرى بحسب مقتضيها فسموا باهل السنة والجماعة وباهل الكتاب والسنة وباهل الحديث والاثر وغير ذلك مما دعا له داعي المخالفة لاهل البدع والرأي والهوى والوجد والذوق. وبهذا ينتهي شرح الكتاب على نحو مختصر يوقف على مقاصده الكلية ويبين معانيه الاجمالية. اللهم انا نسألك علما في المهمات مهما في المعلومات وبالله التوفيق ونبدأ باذن الله عز وجل بعد فجر غد في كتاب التوحيد لامام الدعوة محمد ابن عبد الوهاب يؤخر الاجابة عن اسئلتكم الى اخر الدروس في يوم الخميس باذن الله عز وجل وارجو ان تكتبوا اسئلتكم في اوراق المعينة لذلك دون غيرها من الاوراق رجاء حفظها وصيانتها وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين