الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد. كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد السماء ومن اكد الرحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم هم على مهمات العلم في اقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. ليستفتح بذلك مبتدئون تلاقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم المجلس الثاني في شرح الكتاب الخامس من برنامج مهمات العلم في سنته الرابعة اربع وثلاثين بعد اربعمائة والالف وهو كتاب اعتقاد اهل السنة والجماعة كتاب اعتقاد الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة المعروف بالعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابي العباس احمد بن عبدالحليم ابن تيمية النميري رحمه الله. المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعين مئة فقد انتهى بنا البيان الى قوله وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه والله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية. وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة من انه سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه علي خلق على خلقه وهو سبحانه معه من اينما كانوا يعلموا ما هم عاملون. كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير وليس معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق فان هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان. هو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مؤمن عليه مطلع اليهم الى غير ذلك من معاني ربوبيته. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريفهم ولكن يصان عن الظنون الكاذبة ودخل في ذلك الايمان بانه قريب قريب من خلقه كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي يدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه. من الايمان بالله الايمان بعلوه ومعيته فهو سبحانه فوق عرشه علي على خلقه وهو معهم اينما كانوا وهما من جملة الصفات الالهية لكن المصنف افردهما عن نضائهما لما احتف بهما من معارضات اهل الاهواء ومناقضات من الجهمية ومن تبعهم من نفاة العلو والاستواء ومن اهل الحلول والاتحاد الزاعمين ان الله ممتزج بخلقه غير بائن منهم تعالى الله عما يقول قد تكون علوا كبيرا فلارادة ازهاق تلك المقالات الفاسدة افرد المصنف رحمه الله تعالى القول في الصفتين بسطا بخلاف ما طواه فيما سلف من الصفات الالهية. ولا يراد بالمعية ان الله الله عز وجل مختلط بالخلق فهذا شيء لا توجبه اللغة التي خطبنا بها في القرآن والسنة. كما انه خلاف اجماع سلف هذه امة وكون الله فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان على عن الظنون الكاذبة كما قال المصنف. ووقع تبين شيء من الظنون الكاذبة في بعض نسخ الكتاب المتأخرة مثل ان يظن ان ظاهر قوله في السماء ان السماء تقله او تظله. فهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان وهذه الزيادة المفسرة التي وقعت في بعض النسخ المتأخرة هي من جنس كلام المصنف رحمه الله تعالى لكنها ليست في شيء من نسخ الواسطية العتيقة. ومنها النسخة المقروءة على المصنف. كما انها مفقودة من كلامه الذي بايدينا مما نشر من كتبه رحمه الله تعالى فهي تشبه كلامه. فهي تشبه كلامه لكنها ليست مما بايدينا من كتبه رحمه الله والمقطوع بها والمقطوع به ان هذه الجملة التي وقعت زائدة في بعض النسخ المطبوعة ومن نسخة الفتاوى انها ليست من ضمن العقيدة الواسطية. وانما ادخلها بعض المتأخرين فاما العقيدة الواسطية في النسخ العتيقة ومنها النسخة المقروءة على المصنف فليس فيها ذكر تلك الظنين الكاذبة تمثيلا بها وتبيينا لكلام المصنف قبلها. ودخل في ذلك اثبات انه سبحانه وتعالى قريب من خلقه وقربه سبحانه وتعالى ومعيته لخلقه لا تباين علوه وفوقيته عز وجل. بل كما قال علي في دنوه قريب في علوه. والقرب المذكور في باب الصفات مختص بالمؤمنين في اصح قولي اهل العلم فان ذلك هو حقيقة استخلاصهم دون الخلق كافة. فيكون لهم منه حظ لا يكون لسائر الخلق وذلك الحظ هو قربه سبحانه وتعالى فلا يقال حينئذ ان قرب الله نوعان احدهما قرب عام من الخلق جميعا خرقوب خاص من المؤمنين بل قرب الله عز وجل لا يكون الا قربا خاصا من المؤمنين دون من سواهم. والايات العامة التي يتوهم منها اثبات القرب العام انما يراد بها قرب الملائكة كقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوليد والمراد بالقرب هنا قرب الملائكة في تفسير السلف رحمهم الله تعالى. فقرب الله عز وجل لا مختص بالمؤمنين دون غيرهم في اصح قول اهل العلم رحمهم الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزل غير مخلوق. منه بدا واليه يعود وان الله تكلم به حقيقة وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة عنه. بل اذا قرأه الناس وكتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون امام الله سبحانه وتعالى حقيقة. فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من تكلم به مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا. الايمان بالله وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ اي تكلم به حقيقة واليه يعود اي يرفعه من المصاحف والصدور في اخر الزمان. كما ثبت بذلك كالاحاديث وانعقد عليه الاجماع وهو كلام الله حقيقة ولا يقال انه حكاية عن كلام الله ولا عبارة عنه والعبارة والحكاية مذهبان رديئان للكلابية والاشاعرة فان الطائفتين اتفقتا على ان القرآن كلام الله عز وجل لكنه وقع باعتبار تعلقه بالمعنى القائم بذاته عز وجل اما حكاية واما عبارة فان اصلهم في اثبات الكلام انهم يزعمون ان الكلام معنى قائم بذات الله سبحانه وتعالى ثم افترقوا تزعمت الكلابية ان القرآن حكاية عن ذلك المعنى القائم بذات الله عز وجل وامتنعت الاشاعرة من لفظ الحكاية لانهم زعموا ان الحكاية تقتضي المماثلة واختاروا التعبير بالعبارة. فزعموا ان القرآن عبارة عن كلام الله سبحانه وتعالى القائم بذاته عز وجل. وعلى المذهبين فان الكتب المنزلة ومنها القرآن معناها من الله دون الحروف معناها من الله دون الحروف. واما اهل السنة والجماعة فانهم يقولون ان المعاني والحروف كلها من الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم قيامة عيانا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب. وكما يرون القمر ليلة البدر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته. يرون وسبحانه وهم في عرصات القيامة ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى. من الايمان بالله وبكتبه وبرسله الايمان بان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بابصارهم بلا خفاء وقد ثبت هذا اللفظ عيانا في صحيح البخاري في حديث جرير ابن عبد الله البجلي المشهور في الرؤية فرواه البخاري من حديث ابي شهاب الحناط عن اسماعيل ابن ابي خالد عن قيس ابن ابي حازم عن جرير ابن عبدالله رضي الله عنه ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال انكم سترون ربكم عيانا وذكر العيان تأكيد للرؤية البصرية انهم ويرون الله عز وجل معاينة بابصارهم. يرونه سبحانه في عرصات القيامة. اي متسعاتها ثم يرونه في الجنة والفرق بين الرؤيتين من وجهين احدهما ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة هي رؤية امتحان وتعريف ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة هي رؤية امتحان وتعريف. والرؤية التي تكون في الجنة هي رؤية انعام تشريف والرؤية التي تكون في الجنة هي رؤية انعام وتشريف والاخر ان الرؤية الاولى في عرصات يوم القيامة مشتركة بين المؤمنين وغيرهم ان الرؤية الاولى التي تكون في عرصات يوم القيامة مشتركة بين المؤمنين وغيرهم في اصح اقوال اهل العلم لانها للامتحان والتعريف وتختص الثانية بالمؤمنين لانفرادهم في الاخرة بالانعام والتشريف وتختص الثانية بالمؤمنين لانفرادهم في الاخرة بالانعام والتشريف. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان بالله ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه. فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم. فيقال للرجل من ربك؟ وما دينك ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. فيقول المؤمن الله ربي والاسلام ديني ومحمد نبي. واما المرتاب فيقول اه اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمع يسمعها كل شيء. الا الانسان الا الانسان ولو سمعان الانسان لصعق. ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب الى الى يوم القيامة الكبرى. فتعاد الارواح الى الاجساد. وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. واجمع عليها المسلمون فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين فاتن عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق. وتنصب الموازين فتوزن فيها اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم مفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره. كما قال تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه رجله يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة. واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن وحسناته وسيئاته. فانه لا حسنات لهم ولكن ان تعدد اعمالهم وتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها. وفي عرصة وفي عرصة القيامة الحورظ الحوض المورود محمد صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل طوله شهر طوله شهر وعرضه شهر انيات وعدد عدد نجوم السماء فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. والصراط منصوب على متن جهنم. وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمنهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر ركاب الابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا. ومنهم من ومنهم من يخطف ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم. وله في القيامة ثلاث شفاعات. اما شفاعة اما الشفاعة الاولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى وعيسى ابن مريم عليهم من الله عليهم من الله السلام حتى تنتهي اليه. واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة. واتان الشفاعتان خاصتان له. واما الشفاعة الثالثة في من استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخل ان يخرج منها ويخرج الله تعالى من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضل رحمته ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة. واصناف ما تتضمنه الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار. وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء والاثار من العلم المأثور عن النبي عن الانبياء وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفيه واصناف ما تتضمنه الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار. وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء والاثار من العلم المأثور عن الانبياء والاثارة من العلم. والاثار والاثارة من العلم المأثور عن الانبياء وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي. فمن ابتغاه وجده. شرع المصنف رحمه الله يبين هنا الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر واليوم الاخر على ما ذكره المصنف هو كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فهو اسم لما يكون بعد الموت. وهذا احسن ما قيل في حده ذكره ابن سعدي في التنبيهات اللطيفة وخبر النبي صلى الله عليه وسلم المذكور في قول المصنف له معنيان احدهما خاص وهو ما جاء في السنة من الاخبار عن اليوم الاخر احدهما خاص وهو ما جاء من الاخبار في السنة عن اليوم الاخر ويرد عليه ان الخبر عن اليوم الاخر غير مخصوص بالسنة من يكون بالسنة وبالقرآن ايضا والاخر عام ويندرج فيه القرآن عام ويندرج فيه القرآن. لان النبي صلى الله عليه وسلم هو المخبر به ان جبريل عن الله وعليه يحمل كلام المصنف والاولى ان يقال خروجا من معرة الايراد اليوم الاخر اسم جامع كل ما يكون بعد الموت اسم جامع كل ما يكون بعد الموت فيؤمن اهل السنة والجماعة بفتنة القبر وهي سؤال الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه. فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت واما المغتاب فيقول اه اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. والمشهور في الحديث ها ها باثبات هاء في اوله وهاء في اخره. هكذا رواه ابو داوود وغيره من حديث المنهال ابن عمر عن زيدان ابي عمر الكندي عن البراء بن عازب واسناده جيد واما الرواية التي اثبتها المصنف اه اه فرواها الروياني في مسنده والمثبت في النسخة التي بايديكم هو المثبت في النسخة المقروءة على المصنف وهو الواقع في رواية الرويان في مسنده اما رواية مشهورة في كتب الحديث وهي الصحيحة فهي ها ها. ويؤمن اهل السنة والجماعة بنعيم القبر وعذابه وهو ما يجري على العبد في قبره من نعيم او عذاب ما يجري على العبد في قبره من نعيم او عذاب. ويؤمنون بيوم القيامة اذا اعيدت الارواح الى الاجساد. وقام الناس رب العالمين حفاة عراة غلا اي غير مختونين. وحينئذ ينصب الميزان وهو واحد في اصح الاقوال ولكنه جمع باعتبار تعدد ما يوزن فيه فلما تعدد الموزون فيه ذكر الميزان بالجمع تعظيما له. فقيل الموازين والا هو في حقيقته واحد توزن فيه الاعمال والصحف والعمال فالوزن في اصح اقوال اهل العلم واقع على ثلاثة العبد العامل وعمله وصحيفة عمله العبد العامل وعمله وصحيفة عمله والى ذلك اشرت بقولي الوزن في اصح قول للعمل الوزن في اصح قول للعمل. وعامل مع صحفه تلك الامل وعامل مع صحفه نلت الامل. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال سميت دواوين لانه يدون فيها. اي يكتب فيها فيأخذ المؤمن كتابه بيمينه تأخذ الكافر كتابه بشماله ورأى ظهره. ويحاسب الله الخلائق والحساب شرعا هو عد اعمال العبد يوم القيامة هو عد اعمال العبد يوم القيامة. وله درجتان احداهما الحساب اليسير وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر عليها والاخرى الحساب العسير وفيه يناقش العبد وتستقصى عليه اعماله وفيه يناقش العبد وتستقصى عليه اعماله. والكفار لا يحاسبون محاسبة من توزن وحسناته وسيئاته اتوا لانه لا حسنة لهم يوم القيامة. فانهم يجزون يوم الدنيا بما لهم من الحسنات بما يصل اليهم من ولكنهم يحاسبون على اعمالهم بتبكيتهم وتقريعهم عليها اذلالا واهانة لهم وفي عرصات القيامة اي متسعاتها الحوض المورود لرسولنا صلى الله عليه وسلم كل نبي حوض ولكن حوض النبي صلى الله عليه وسلم هو اعظمها وصفا واكملها حالا ويؤمن اهل السنة بالصراط وهو جسر منصوب على متن جهنم اي على ظهرها. وهذا معنى قول المصنف وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. لكونه يوصل الى الجنة فهو ومنصوب على متن جهنم يوصل الى الجنة. فمن اراد الوصول الى الجنة اجتاز به فوق متن جهنم حتى يقضي به الى الجنة يمر عليه المؤمنون فقط على الصحيح من اقوال اهل السنة والجماعة يمر عليه المؤمنون فقط في اصح الاقوال عند اهل السنة والجماعة. فالاحاديث ظاهرة في ان المرور على الصراط مختص بالمؤمنين. واصلحها حديث ابي سعيد الخدري مرفوعا لما ذكر الصراط قال النبي صلى الله عليه وسلم فيمر المؤمنون. متفق عليه واللفظ بمسلم. رواياه من حديث حفص ابن ميسرة عن زيد ابن اسلم عن عطاء ابن يسار عن ابي سعيد رضي الله عنه. واما الكفار فانهم يصرفون هنا من العرض الاول فان الله عز وجل يتجلى للخلق امتحانا وتعريفا في عرصات يوم القيامة ثم يأمر ان يتبع كل من يعبد غير الله معبوده فيتبع اهل النار من من الكفار معبوداتهم فتقع بهم في نار جهنم ويبقى المنافقون مع المؤمنين ثم يأمرهم الله عز وجل ان يسجدوا له. فاما المؤمنون فيسجدون له واما المنافقون فتبقى ظهورهم طبقا لا يستطيعون ان يسجدوا لله ثم تلقى عليهم الظلمة ويجعل للمؤمنين انوار بقدر اعمالهم فيهتدي المؤمنون بانوار اعمالهم الى الصراط المنسوب منصوب على متن جهنم. واما المنافقون فانهم يتيهون في الظلمة ويتساقطون في نار جهنم. فلا تمر على الصراط الا اهل الايمان. والذين تتخاطفهم كلاليب النار هم عصاة المؤمنين الذين يستحقون دخول النار. فانهم اذا ارادوا ان يجتازوا بالصراط ماضين عليه خطفتهم كلاليب جهنم لاستحقاقهم العذاب بالنار ثم يخرجون منها بعد تطهيرهم. ويمر المؤمنون على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالجواد ومنهم من يمر كركاب الابل اي كالابل المركوبة في قوتها فان ركاب الابل اسم للابل التي تتخذ للركوب. وتسمى الرواحل فمن مر على الصراط دخل الجنة ولم يسبق دخوله الجنة دخول للنار. واما من اخذته الكلاذيب فانه يدخل في النار ثم يخرج منها والكلاليب جمع جمع كلاب وكلوب. وهو حديدة معقوفة الرأس ذات شعب فتكون حديدة ممتدة اخرها شعب متفرقة. اثنان او ثلاثة وهي موجودة الى اليوم في بعض الجهات في بلادنا في الالة التي يخرجون بها لحم الغنم اذا طبخوا مأدبة عظيمة فان هذا هو الذي يراد في كلام العرب. ثم يوقف الذين عبروا الصراط على قنطرة بين الجنة والنار ويقتص لبعضهم من بعض. فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. واول من يستفتح باب الجنة هو محمد صلى الله الله عليه وسلم وهو اول شافع واول مشفع. والشفاعة التي يذكرها المتكلمون في ابواب الاعتقاد يراد وبها الشفاعة عند الله وتعريفها شرعا سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له. والنفع يتضمن جلب خير له او دفع ضر عنه. وللنبي صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات. الشفاعة الاولى شفاعته صلى الله عليه وسلم ما في اهل الموقف اي المحشر ان يقضى بينهم وهي الشفاعة العظمى. والثانية شفاعته صلى الله عليه وسلم كما لاهل الجنة ان يدخلوها. وهاتان الشفاعتان خاصة به صلى الله عليه وسلم. والشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم في من استحق النار وهذه الشفاعة لا تختص به بل هي لسائر النبيين والصديقين وغيرهم من الشفعاء وهي تتناول كما ذكر المصنف من استحق النار الا يدخلها ومن دخل النار ان يخرج منها فهذا النوع من الشفاعة يغمر في كلام المصنف طائفتين الطائفة الاولى طائفة استحقت دخول النار ولما تدخلها الا تدخلها. والطائفة الثانية طائفة صارت الى النار ان تخرج منها. والوارد في الاحاديث هو حصر هذه الشفاعة وهو من استحق دخول النار فدخلها ان يخرج منها. اما جعلها لمن استحق النار ولم يدخلها ان يخرج منها فليس في الاحاديث ما يدل على ذلك اختاره تلميذ المصنف ابو عبد الله ابن القيم في حاد الارواح خلافا لشيخه. وما ذكره ابو عبد الله ابن القيم هو المنصور بالادلة والله اعلم. فالصحيح ان هذا النوع مختص بمن دخل النار ان يخرج منها ويقوي هذا القول ان الشفاعة لا تكون الا بعد المرور على الصراط لا قبله فاذا مر الناس على الصراط وانتهى اهل الجنة الى الجنة وانتهى اهل النار الى النار حلت الشفاعة كما جاء التصريح في حديث جابر في صحيح مسلم من حديث ابن جريج عن ابي الزبير المكي عن جابر وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر اهل الجنة وانتهاءه من الجنة قال ثم تحل الشفاعة اي يؤذن بالشفاعة بعد ذلك ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة. بل بفضله ورحمته سبحانه وتعالى. ويبقى في الجنة فضل يعني عن من دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله للجنة اقواما يدخلهم الجنة. واحوال الدار الاخرة متعددة لكن هذه مهماتها وتفاصيل جملها مذكورة في الكتاب والسنة فمن اراد ان يتحقق احوال فعليه بمطالعة الاية القرآنية والاحاديث النبوية. لان احوال يوم القيامة وما بعده غيب لا يؤدي اليه الا خبر صادق من الوحي. وهو الخبر المذكور في الايات القرآنية والاحاديث الصحيحة النبوية والانتفاع بهما اعظم من الانتفاع بغيرهما. نعم فاحسن الله اليكم وقال رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة بالجماعة والجماعة بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين. فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم. الذي هو موصوف به ازلا وابدا وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال. ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق. فاول اول ما خلق الله القلم قال له اكتب فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه جفت الاقلام وطويت الصحف كما قالت كما قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من من قبل ان نبرأ ان ذلك على الله يسير. وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا. فقد كتب وفي اللوح المحفوظ ما شاء. فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه. بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد ونحو ذلك. فهذا فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديما. ومنكره اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن وانه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى لا يكون في ملكه ما لا يريد. وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصية هو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين. ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين. ولا يرضى عن القوم الفاسقين. ولا بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم واراداتهم كما قال ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدر الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة سماهم ايش عندكم في النسخة عندكم سلف في النسخة السنة الماضية ايش النبي لان النسخة المقروءة على المصنف كتب فيها النبي ثم ضرب عليها بخط لطيف وكتب فوقها كلمة اصابها بلل وهي غير واضحة. فبقينا متمسكين بما في النسخة الاخرى مع الظن بان المصنف غيرها. لان النسخة التي قرئت عليه عليها ضرب. ثم وقفنا على نسخة كتب بعد شيخ الاسلام بثلاثة عشر سنة بثلاثة عشر عاما. وفيها السلف وكلاهما في كلام المصنف في كتبه الاخرى فتارة يقول سماهم السلف وتارة يقول سماهم النبي لكن الذي انتهى اليه في الواسطية انه قال سماهم السلف بدلالة الضرب عليها في النسخة المخطوطة وكتابة شيء لم يتبين لكن في النسخة القريبة من عهده فيها بخط السلف فالمحفوظ في الواسطية انه قال الذين سماهم السلف. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذه خرجت من القدر. هذي يا اخوان بعظ الناس يقول اه النسخ والنسخ والنسخ. نعم النسخ اول شرح المتن ان تصححه تصحح فلابد ان تصحح المتن تجد الان كثير من النسخ التي في ايدي الناس في بعض المتون فيها اخطاء تغير المعاني فلابد ان يجتهد الانسان ويحاول ان يبحث عن النسخ عتيقة حتى يقع الى اقرب النص الذي يريده المصنف. لانه هو لو كان حيا بين اظهرنا لطبعه عن هذه النسخة التي اما قرأت عليه او كتبها بقلمه. فلابد ان يجتهد طالب العلم في تطلب النسخ فيما يحتاج اليه. لان المخطوطات بحر لا لكن الاصول التي يحتاجها الناس مثل المتون التي يقع عليها الدار الصباح مساء او الاصول المستعملة في رواية السنة كالكتب بالستة والموطأ او كتب التفسير المعتمدة كابن جرير الطبري او ابن كثير ينبغي ان يعتني طالب العلم بجمع النسخ العتيقة لها لان كثيرا من النسخ التي بايدي الناس فيها تطبيعات ومنها هذه هذا الكتاب الواسطية فانك تجد بولا شاسعا بين النسخ الموجودة حيث ادخل في بعضها كالواقع في الفتاوى ما ذكرت لكم من تفسير الظنون الكاذبة عند ذكر المعية والاستواء فهذا هو الذي يفضي ان نظل دائما نبحث عن نسخ جديدة لهذه الكتب وسيأتي معنا في الاربعين نووية تغيير باحد متون الاحاديث لاننا وقفنا على نسخة قرأت على ابن العطار تلميذ النووي رحمه الله تعالى ويوجد في دمشق الشام نسخة من الاربعين عليها خط النووي رحمه الله تعالى. لكن لما يتهيأ بعد الوقوف عليها لانها في مكتبة خاصة لا يسمح اهلها بالاطلاع عليها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرة واختياره. ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. ذكر المصنف رحمه الله في هذه جملة الركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر وانه يأتي على درجتين. الاولى الدرجة وقوع المقدور الدرجة السابقة وقوع المقدور. وتتضمن علم الله بالمقادير وكتابته لها وتتضمن علم الله بالمقادير وكتابته لها والثانية الدرجة المصاحبة وقوع المقدور الدرجة المصاحبة وقوع المقدور. وتتضمن مشيئة الله للمقادير. وخلقه لها ضمنوا مشيئة الله للمقادير وخلقه لها. ومراتب القدر اربع هي العلم والكتابة المشيئة والخلق هي العلم والكتابة والمشيئة والخلق وهي منتظمة في هاتين الدرجتين اللتين وحقيقة القدر شرعا علم الله بالكائنات وكتابتها علم الله بالكائنات وكتابتها ومشيئته وخلقه لها ومشيئته وخلقه لها. والمراد بالكائنات الوقائع والحوادث وهذا الحد جامع لمراتب القدر الاربع بدرجتيه السابقتين. ومما يندرج في هذا الباب الايمان بان الله جعل للعبد مشيئة وقدرة ولكنها تابعة لقدرة الله ومشيئته غير مستقلة عنها. والدرجة الاولى من درجتي القدر كان ينكرها غلاة القدرية قديما ومنكروها اليوم قليل. اما الدرجة الثانية فينكرها عامة القدرية الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله فيقدره ويشاؤه ولا يعلمه الله عز وجل الا بعد وقوعه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. ويغلو فيها قوم من المثبتة للقدر. وهم الجبرية. حتى عن العبد قدرته واخلوا افعال الله سبحانه وتعالى من حكمها واحكامها ومصالحها. نعم احسن الله اليكم وقال رحمه الله ومن وصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل. قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر. كما يفعله الخوارج. بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي. كما قال سبحانه وتعالى في ايات القصاص فمن عفي له من اخيه شيء بالمعروف. وقال سبحانه وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل وقسطوا. ان الله يحب المقسطين. انما المؤمنون اخوة ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية. ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة. بل الفاسق يدخل في اسم الايمان في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة وقد لا يدخل في اسم وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم الايمان في الشرع له معنيان احدها احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان والايمان بمعناه العام من قسم على القلب واللسان والجوارح والى ذلك يشير اهل السنة بقولهم الايمان قول وعمل فالقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب واللسان والجوارح فقول القلب اعتقاده بالتصديق والاقرار والمعرفة فقول القلب اعتقاده بالتصديق والاقرار والمعرفة وعمل القلب حركاته فيما يريده الله من محبوباته ومراضيه. حركاته فيما يريده الله من محبوباته ومراضيه كالخوف والرجاء. وقول اللسان نطقه بالشهادتين وقول اللسان نطقه بالشهادتين وعمل اللسان ما لا يؤدى الا به ما لا يؤدى الا به كقراءة القرآن وسائل الاذكار وعمل الجوارح الفعل والترك الواقع بهما الواقع بها وعمل الجوارح الفعل والترك الواقع بها. والايمان يزيد وينقص وزيادته تكون بالطاعة. ونقصه يكون معصية ومن فعل كبيرة فهو فاسق ليس بمؤمن كامل الايمان ولا بكافر بل هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. فلا يعطى الاسم المطلق فيقال مؤمن ولا يسلب مطلق الاسم فيقال كافر. بل يكون مؤمنا بما عنده من الايمان فاسقا بما اصاب من كبيرة والاخوة الايمانية ثابتة له مع مقارفته الكبيرة. فلا تزول ولا تحول خلافا للخوارج والمعتزلة الذين يجمعون على اخراجه من اسم الايمان. ثم يختلفون فيما يخرج اليه فالخوارج يخرجونه من الايمان الى الكفر والمعتزلة يخرجونه من الايمان ولا يدخلونه في الكفر بل يجعلونه في شيء اخترعوه وهو المنزلة بين المنزلتين وكلا الطريقتين مخالف لما دلت عليه الادلة الصحيحة بل مقارف من الموحدين يبقى عليه اسم الايمان ويكون فاسقا باعتبار كبيرته محفوظ الحرمة في عصمة ايماني باعتبار ايمانه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما وصفهم الله به في قوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في لقلوبنا ظلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابه فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائلهم ومراتبهم فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعده وقاتل. ويقدمون المهاجرين على الانصار. ويؤمنون بان الله وقال لاهل بدر وكانوا ثلاثمائة ثلاثمائة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وبانه لا يدخل النار احد بائع تحت الشجرة كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربعمائة. ويشهدون بالجنة لمن شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وثابت ابن قيس ابن شماس وغيرهم من الصحابة ويقرون بما ويقرون بما تواتر به النقل عن المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره بان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ويقرون بما تواترا ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر. ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي كما دلت عليه الاثار. وكما اجمعت الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل؟ فقد اما قوم عثمان وسكتوا او ربعوا بعلي وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور اهل السنة لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها مسألة الخلافة وكذلك يؤمنون بان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين. ومن طعن في خلافة احد من من هؤلاء الائمة فهو اضل من حمار اهله ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم يذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. وقد قال ايضا للعباس عمه وقد شكى اليه ان بعض قريش يجفوا بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابته. وقال ان الله اصطفى اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويؤمنون بانهن ازواجه في خصوصا خديجة ام اكثر اولاده واول من امن به وعاضده على امره. وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق التي قال النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية في في اساويهم منها ما هو كذب ومنها ما قد ازيد فيه ونقص وغير عن وجهه. وعامة الصحيح منه وهم فيه معذور اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاسم وصغائره. بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم ان صدر. حتى انهم يغفر لهم من الحسنات ما لا يغفر لمن بعدهم. لان لهم من الحسنات التي لهم حتى انه يغفر لهم من الحسنات ما لا من السيئات. حتى حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. لان لهم من الحسنات التي السيئات ما ليس لمن بعدهم وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون نعم وان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم. ثم اذا كان قد صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. الذي هم الذي هم احق الناس بشفاعته. وابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه فاذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف بالامور؟ فكيف بالامور التي كانوا فيها مجتهدين؟ ان اصابوا فلهم اجران وان اخطأوا وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفور ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم نزل ثم ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة ومن نظر في سيرة القوم بعلم وعدل وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا ان انهم خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم وانهم هم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله تعالى طول اهل السنة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. ممتثلين ما امرهم الله به فيقبلون ما في الكتاب والسنة من فضائل الصحابة ومراتبهم. ويفضلون من انفق قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعد وقاتل ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بفضيلة اهل بدر وان الله قال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. متفق عليه من حديث علي من رواية سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد عن عبيد الله بن ابي رافع عن علي. وانه لا يدخل النار احد بائع تحت الشجرة. وهم اهل بيعة الرضوان عام الحديبية. ويشهدون بالجنة لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم كالعشرة المبشرين وانما خصوا باسم العشرة المبشرين بوقوع بشارتهم بالجنة في حديث واحد. فان المبشرين بالجنة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا وعموما فوق هذا القدر. لكن شهرت تسمية هؤلاء بالعشرة المبشرين بالجنة ليوقع ذلك في حديث واحد ذكروا فيه جميعا. ويعتقدون ان ترتيب الخلفاء الاربعة في الفضل كترتيبهم في الخلافة. فافضلهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم. وفي المفاضلة بين عثمان وعلي خلاف قديم اندثر واستقر الامر على تقديم عثمان في الفضل على علي وهذه المسألة وهي المفاضلة بين عثمان وعلي ليس مما يضلل به عند اهل السنة وانما المضلل به هو مسألة الخلافة. ممن يعتقد ان عليا اولى بالخلافة من عثمان او من شيخين معا فاهل السنة يؤمنون فيما يتعلق بالخلافة ان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي فمن طعن في خلاف احد من هؤلاء فهو اضل من حمار اهله ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم ويتولونهم واهل بيته هم في اصح الاقوال الذين حرمت عليهم الصدقة هم الذين حرمت عليهم الصدقة وهم ازواجه صلى الله عليه وسلم وبنو هاشم ولاجل ما كان لازواجه من مقام خاص افردهم المصنف بقوله ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات مؤمنين الى اخر ما ذكر ويتبرأ اهل السنة من طريقة الروافض والنواصب. فان الروافض يبغضون الصحابة ويسبونهم بعض اهل البيت وطريقة النواصب اذيتهم لاهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبون غيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل فيهم من يكفر جما غفيرا من الصحابة رضي الله عنهم. وما شجر بين رضي الله عنهم من الاختلاف وما جرى في زمانهم من الفتن فانه يمسك عنه عند اهل السنة والجماعة. ولا يسعى آآ في بثه ونشره بل الساعي في ذلك ساع في طريق ضلالة زائغ عن الحق وعن طريقة اهل السنة والجماعة فان هذا مما يطوى ولا يروى حفظا لحق النبي صلى الله عليه وسلم في اصحابه. فانهم الخيار المنتجبون الذين خصوا بصحبته صلى الله عليه وسلم. ويقول اهل السنة ان الاثار المروية في مساوئ الصحابة ثلاثة اقسام القسم الاول ما هو كذب في نفسه فلا يثبت البتة القسم الاول ما هو كذب في نفسه فلا يثبت البتة. والقسم الثاني ما زيد فيه ونقص وغير عن وجهه. ما زيد فيه ونقص وغير عن وجهه وهذان النوعان هم اكثر المذكور في كتب التاريخ والاخبار والمعول عليه في نقل ما جرى بين الصحابة ان احتيج اليه هو كتب السنن والاثار والقسم الثالث صحيح عنهم واكثره يروى في كتب السنن والاثار لكتب التواريخ والاخبار. وهم فيه اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون فهم بين اجر واجرين. ولا يعتقد اهل السنة ان احدا من الصحابة معصوم من الذنوب اي محفوظ من الوقوع فيها. بل الذنوب تقع منهم كما تقع من غيرهم وتجوز عليهم في الجملة. لكن لهم من موجبات المغفرة ما ليس لغيرهم. كصحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم او مغفرة ذلك بما لهم من الاعمال العظيمة او ما وقع لهم من البلاء واذا كان هذا في الذنوب المحققة المجزوم بها فكيف في الامور التي كانوا فيها مجتهدين؟ ثم هذا الذي ينكر منهم انما هو هو نزر يسير في غمر احوالهم فيطوى في جنب فضائلهم ومحاسنهم رضي الله عنهم. ومن نظر في اخبار الصحابة بعلم وانصاف وعدل قطع بان اولئك الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ولا يكونوا بعد الانبياء والمرسلين احد افضل منهم رضي الله عنهم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن وصول اهل السنة ومن اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء. وما يجري الله على ايديهم من خوارق العادات. نعم. قال رحمه الله ومن وصول من سنة التصديق بكرامات الاولياء وما يجري الله على ايديهم من خوارق العادات في انواع العلوم والمكاشفات وانواع القدرة والتأثيرات. كالمأثور عن سالف الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الامة. وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. ثم من طريق اهل السنة والجماعة. من اصول اهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الاولياء والكرامات جمع كرامة ولفظ الكرامة لفظ اصطلاحي لم يرد في الخطاب الشرعي والتحقيق ان يقال في حدها هي اية عظيمة تدل على صلاح العبد هي اية عظيمة تدل على صاح العبد. ولا تقترن بدعوى النبوة ولا تقترنوا بدعوى النبوة والاولياء جمع ولي والولي شرعا هو كل مؤمن تقي هو كل مؤمن تقي. اما الولي في اصطلاح علماء العقيدة فهو كل مؤمن تقي غير نبي وانما خص الاصطلاح بهذا للتفريق بين مقامات الانبياء ومقامات الاولياء واما في الخطاب الشرعي فان اسم الولي يتناول النبي وغيره وكرامات الاولياء نوعان اشار اليهما المصنف الاول كرامة تتعلق بانواع العلوم والمكاشفات كرامة تتعلق بانواع العلوم والمكاشفات والاخر كرامة تتعلق بانواع القدرة والتأثيرات كرامة تتعلق بانواع القدرة والتأثيرات فاهل السنة يثبتون للاولياء الكرامات وينزهونهم عما يدعى زورا من الخرافات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم من طريق اهل السنة والجماعة اتباع اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور. فان كل بدعة ضلالة. ويعلمون ان اصدق كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. فيوثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف الناس. ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل احد. ولهذا سموا اهل السنة ولهذا ولهذا سموا اهل الكتاب والسنة. وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة وان كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين. والاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمد في الذي يعتمد في العلم والدين وهم يزنون بهذه الاصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال باطنة او ظاهرة مما له تعلق بالدين الاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح. اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة. ذكر المصنف في هذه الجملة طريق اهل السنة الكلي في اخذ دينهم وان من طريقتهم اتباع اثار الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سبيل السابقين من المهاجرين والانصار والتمسك بالسنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ومجانبة محدثات الامور وانهم يعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. ولهذا اثروا كلام الله على كلام غيره وهدي محمد صلى الله وعليه وسلم على هدي غيره. فسموا اهل الكتاب والسنة باخذهم بهذين الاصلين. وسموا اهل الجماعة لان الجماعة ضد الفرقة وهم باقون مجتمعون على ما جاء من الدين في الكتاب والسنة والاجماع هو الاصل الثالث الذي تمدوا في العلم والدين وحقيقته شرعا اتفاق مجتهد عصر من عصور امة محمد اتفاق مجتهدي عصر من عصور امة محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته على حكم شرعي والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح اذ بعدهم كثر الاختلاف وتفرقت الامة. والسلف الصالح المرادون هنا الصحابة والتابعون وتابعوهم. وليس مراد المصنف نفي امكان وقوع الاجماع بعدهم ولكن المقصودة تعذر ذلك ومشقة الوصول والوصول اليه. لان الاجماع الذي يمكن ضبطه وما كان عليه السلف. لان القلوب كانت نقية والعلوم في افهام الناس قوية. نعم احسن الله اليكم وقال رحمه الله ثم ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة. ويرون اقامة الحج الجهاد والجمع والاعياد مع الامراء ابرارا كانوا فجارا. ويحافظون على الجماعات. ويدينون بالنصيحة للامة. ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم مثل في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ويأمرون بالصبر عند البلاء عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. ويندبون الى ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عن من ظلمك. ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار. والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق. ويأمرون بمعالي الاخلاق وينهون عن سفسافها وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا او غيره فانما هم فيه متبعون للكتاب والسنة وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمدا الله عليه وسلم لكن لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة وفي حديث عنه انه قال هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي. صار المتمسكون بالاسلام المحض الخالص الخالص عن الشوب هم اهل السنة هم اهل السنة والجماعة وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى اولو المناقب المأثورة والفضائل المذكورة وفيهم الابدان ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم. وهم الطائفة المنصورة التي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة. فنسأل الله العظيم ان يجعلنا منهم والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين وصلواته على خير خلقه محمد واله صحبه وسلم. من طريقة اهل السنة واخلاقهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة اي بحسب الامر الديني لا بالهوى والرأي. ويرون اقامة الشعائر الظاهرة كالحج والجهاد والجمع والاعياد مع امراء الابرار منهم والفجار. فيشاركونهم في الخير ويفارقونهم في الشر ويدينون بالنصيحة لهم ويأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء. ويدعون الى مكارم الاخلاق وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق والاستطالة على الخلق هي الترفع عليهم واحتقارهم والوقيعة فيهم. هي الترفع عليهم واحتقارهم فيهم فان كان المستطيل استطال بحق فقد افتخر. وان كان استطال بغير حق فقد بغى. وكلاهما خلق محرم ويأمرون بمعاني الاخلاق وينهون عن سفسافها اي ردئها واهل السنة والجماعة هم في اقوالهم وافعالهم متبعون للكتاب والسنة وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه عليه وسلم لكنه اخبر صلوات الله وسلامه عليه ان امته ستفترق وان الجماعة الباقية على الاسلام المحض هم المخصوصون بالفوز والنجاة فهم الباقون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وفي اهل السنة والجماعة بحمد الله الصديقون والشهداء والصالحون وفيهم اعلام الهدى ومصابح الدجى وفيهم الابدال والمراد بالابدال القائمون نصرة الدين بحيث يخلف بعضهم بعضا. فاذا مات احد منهم اقام الله غيره. هذا هو المعنى الثابت في الاثار دون سواه ومن اهل السنة الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهم الطائفة المنصورة ففيهم كل فضيلة وهم برءاء من كل رذيلة. وقد جعل الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لهم اسماء. فسموا المؤمنين والمسلمين وعباد الله والجماعة والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى صحبه اجمعين