السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل العلم للخير اساس الصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد صفوت الناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس اما بعد هذا شرح الكتاب الرابع من برنامج اساس العلم في سنته الثانية ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بمدينته الثانية مدينة البكيرية والكتاب المقروء فيه هو العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابي العباس احمد بن عبدالحليم ابن تيمية النميري رحمه الله تعالى المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ارسل بالهدى ودين الحق يظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرار ربه وتوحيدا ما تزني من مزيدا اما بعد فهذا اعتقاد فرقة ناجية منصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة وهو بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والايمان بالقدر خيره وشره. الحكمة من خلق الجن والانس هي عبادة الله والحكم الشرعي الذي تتعلق به العبادة نوعان احدهما الحكم الشرعي الخبري والاخر الحكم الشرعي الطلبي ومتعلق الاول الاعتقادات الباطنة وجماعها اصول الايمان الستة المسؤودة في كلام المصنف رحمه الله تعالى واشار الى اليوم الاخر منها بفرض من افراده فقال والبعث بعد الموت تعظيما لشأنه وبيانا لعلو رتبته والاعتقاد الصحيح هو الموافق للحق الذي جاء به الشرع واهله هم المتبعون للسنة المجتمعون عليها ولذلك تموا اهل السنة والجماعة بخلاف غيره الذين خرجوا من السنة الى البدعة ومن الجماعة الى الفرقة والكتاب الذي بين ايديكم واحد من مدونات عقيدة اهل السنة والجماعة بما توافرت دلائله من الكتاب والسنة فهو ليس اعتقادا خاصا بمصنفه وانما بيان منه وبلاغ صادق عن عقيدة اهل السنة والجماعة التي هي عقيدة الصحابة واتباعهم واتباع اتباعهم ومن كان على طريقهم الى يوم القيامة ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. بل يؤمنون بان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير من الايمان بالله الايمان باسمائه وصفاته وهو نبي على اصلين ذكرهما المصنف فالاصل الاول هو النفي وحقيقته نفي ما نفاه الله عن نفسه او نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والافات ودليله قوله تعالى ليس كمثله شيء ولهذا الاصل شرط ان احدهما السلامة من التحريف السلامة من التحريف وهو تغيير مبنى خطاب الشرع او معناه وهو تغيير مبنى خطاب الشرع او معناه الشرط الثاني السلامة من التعطيل السلامة من التعطيل وهو انكار ما يجب لله من الاسماء والصفات والاصل الثاني الاثبات حقيقته اثبات ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ودليله قوله تعالى وهو السميع البصير ولهذا الاصل شرطان احدهما السلامة من التكييف تلامة من التكييف وهو تعيين كن هي الصفة الالهية اي حقيقتها فالكنه الحقيقة والثاني السلامة من التمثيل وهو تعيين كنه الصفة الالهية بذكر المماثل وعمدة هذا الباب هو النقل المحض فهو موقوف على ما ورد عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم مما وصف الله به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم نفيا او اثباتا وجمع بين التحريف والتعطيل وبين التكييف والتمثيل للمناسبة بينهما فالتحريف يفضي الى التعظيم فالتحريف يفضي الى التعطيل والتكييف يفضي الى التمثيل ويشار الى الاول من الاصلين في كتب العقائد بقولهم التنزيه ويشار الى الثاني في كتب العقائد بقولهم الاثبات والمعهود في خطاب الشرع تسمية الاول وهو النفي تسبيحا وتقديسا والغالب الاول منهما وتسمية الثاني وهو الاثبات تحميدا فالاصول الشرعية للايمان بالاسماء والصفات الالهية كما جاءت في الخطاب الشرعي هما اصلان التسبيح والتحميد التسبيح والتحميد واضح طيب لو قال قائل زاد شيخ شيوخنا محمد الامين الشنقيطي اصلا ثالثا من اصول الايمان بالاسماء والصفات. وهو قطع الطمع عن ادراك كيفية الصفة فما الجواب محسن داخل في ايهما داخل في ايش داخل يعني بالثاني الذي هو التحميد الاثبات ان يكون اثباتا بدون تكييف وهو داخل في نفي شرطه الذي هو احد شرطه الذي هو نسل التكييف نعم فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله تعالى واياته ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه. لانه سبحانه وتعالى لا سبيل له ولا كفو له ولا رد له. ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره واصدق قيلا واحسن حديثا من خلقه ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون. ولهذا قال سبحانه وتعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثم فلا يعودون لاهل السنة والجماعة عن ما جاءت به المرسلون. فانه الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وقد دخل فيها قدم ان باب الاسماء والصفات عند اهل السنة مبني على الاصلين الشرعيين العظيمين التحميد والتسبيح وبناء هذا الباب عندهم اسمى حراستهم اسماء الله عز وجل وصفاته من القول فيها بغير علم فهم لا ينفون عن الله ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله واياته والالحاد في اسماء الله واياته قوى الميل بها عما يجب فيها هو الميل بها عما يجب فيها فكل عدول عما امر به شرعا في الاسماء والايات هو الحاد ولا يكيفون صفات الله بصفات خلقه. والعلة الموجبة عندهم. ذلك شيئان احدهما ان الله لا سمي له ولا كفؤ له ولا يقاس بخلقه وثانيهما ان رسله صادقون مصدقون فخبرهم صحيح وطريق الرسل الذي جاءوا به هو اثبات الاسماء والصفات وتنزيه الله عن النقائص والافات ولا عدول لاهل السنة عن طريق الانبياء والمرسلين لانه الصراط المستقيم والقول عندهم في الاسماء والصفات صنو القول عندهم في الذات لان الاسماء والصفات فرع عن الذات. فكما انهم يؤمنون باثبات ذات الهية لا يدركون كيفيتها فانهم يدركوا يؤمنون بصفات باسماء وصفات لا يدركون كيفيتها فحجب الاسماء والصفات في الكيفيات كحجب ذات ربنا عز وجل في الذات. وهذا معنى قول جماعة من المحققين كالخطاب وابي بكر الخطيب رحمهما الله القول في الصفات فرع عن القول في الذات اي انه كما يمتنع القول في الذات تكييفا يمتنع القول في الصفات تكييفا والى ذلك اشار ابن عدود في نظم المعتقد اذ قال وما نقول في صفات قدسه فرع الذي نقوله في نفسه فان يقل جهميهم هم كيف استوى؟ كيف يجيء فقل له ايش؟ كيف هو فقل له كيف هو وهو يسلم بحجب الكيفية عن الذات. فيلزمه بالتسليم بحجم الكيفية عن الذات ان يسلم بحجم عن الاسماء والصفات. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى قاعدة شريفة في باب الاسماء والصفات فقال وهو انا هو قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات النفي والاثبات يجريان في الاسماء والصفات فلله سبحانه وتعالى نفي واثبات في اسمائه وصفاته ولرسوله صلى الله عليه وسلم كذلك نفي واثبات في صفات ربنا عز وجل فاسماء الله عز وجل باعتبار النفي والاثبات نوعان النوع الاول الاسماء النافية الاسماء النافية مثل السلام والرحمن والثاني الاسماء المثبتة الاسماء المثبتة مثل الله والرحمن والرحيم وهذا يقتضي ان يكون في الاسماء نفي وفيها اثبات لكن النفي المراد ذكره في الاسماء الالهية ليس في بنائها. اي في صورة الكلام وانما في معانيها. فالاسناد المقدمان مثلا السلام والقدوس يدلان على نفي النقائص والعيوب عن الله عز وجل فسلط النفي عليهما باعتبار ايش؟ باعتبار المعنى لا المبنى. فان المبنى لا يجيء في الاسماء منفيا وانما يكون النفي متعلقا بالمعنى والنفي موجود في الاسماء كوجوده في الصفات. لقول المصنف فهو قد جمع فيما وصفه سمى به نفسه بين النفي والاثبات وكذلك الصفات الالهية وكذلك الصفات الالهية باعتبار النفي والاثبات هي نوعان احدهما فالصفات المنفية كنفي النوم والظلم والثاني الصفات المثبتة كالالهية والرحمة والنفي المذكور لا يراد منه الله لا يراد منه حقيقته. فليرادوا منه اثبات مقابله من الكمال فان النفي المجرد لا يدل على كمال وانما يدل على عدم وانما يكون مقتضيا للكمال اذا تضمن اثبات مقابله. وهو المتحقق بالصفات الالهية فنفي الظلم عنه يدل سبحانه يدل على انه سبحانه هو العدل ونفي النوم عنه يدل على اثبات قيوميته سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم فقد دخل في هذه الجمعة. واضح معنى قول الشيخ وهو قد جمع فيما وصفه وثم به نفسه بين النفي والاثبات ان النفي يوجد في الاسماء كما يوجد في الصفات هذا هو لفظه وان اغفله اكثر شراح الواسطية ومعناه ما ذكرت لكم من ان النفي الموجود في الاسماء هو نفي المعاني لا نفي ايش لا نزوي المباني المقصودة في المباني انه لا يوجد اسم لله على سورة النفي في رسم الكلمة وانما في المعنى يوجد ذلك نعم احسن الله اليكم وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن حيث يقول الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وما وصف به نفسه في اعظم اية في كتابه حيث يقول الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده الا باذني اعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيهم السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم. اي لا يكره ولا يسقنه. ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح وقوله سبحانه وتوكل على الحي الذي لا يموت وقوله سبحانه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. وقوله سبحانه الثالثة وهو فهو هذه قانون وهو وقوله سبحانه وقوله العليم الخبير وقوله اعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وقوله وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم وما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وقوله وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه وقوله لتعلموا ان الله على كل شيء وقوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقوله ان الله نعم ما يعظكم به. ان الله كان سميعا بصيرا وقوله ولولا اذ دخلت جنتك كن فما شاء الله لا قوة الا بالله وقوله يا الله مقدسنا الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امنوا من كفر ولو شاء الله ما اقتسل ولكن الله يفعل ما يريد. وقوله فمن يرد الله ان يهديه اشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء وقوله احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محل الصيد وانتم حرم ان الله يحكم ما يريد وقوله واحسنوا ان الله يحب المحسنين وقوله ويقسط ان الله يحب المقسطين وقوله فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم. ان الله يحب المتقين. وقوله ان الله يحب التوابين ويحب المتقربين طهرين وقوله لسوف يأتي الله بقومه يحبهم ويحبونه وقوله ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيل صفا كأنهم بنيان مرصوص. وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. وقوله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه. وقوله رحيم وقوله ربنا وسعت كل شيء رحمة وإلا وقوله وكان بالمؤمنين رحيما وقال كتب ربكم على نفسي الرحمة وقوله وهو الغفور الرحيم وقوله فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين وقوله ومن مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ونعله. وقوله ذلك لانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم وقوله فلما انسفونا انتقمنا منهم فاغرقناهم وقوله ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقوله كبر نقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. وقوله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله وفي ظلل من الغمام والملائكة في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر. وقوله هل ينظر فانا انسأتهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها وقوله كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وقوله ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزل وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجنازة الاكرام وقوله كل شيء هالك الا وجهاه. وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقوله وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان يوافق كيف يشاء وقوله واصبر لحكم ربك فانك باعيننا وقوله وحملناه على ذات الواح ودسق تجري باعيننا جزاء لمن كان كفر. وقوله والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. وقوله انني معك ما اسمع اراد وقوله وقوله الم اعلم بان الله يرى وقوله الذي يراك حين تقوم وتقلبك بالساجدين. وقوله وقل اعملوا فسيرى الله وعملكم ورسوله والمؤمنون وقوله وهو شديد المحال وقوله ومكروا مكر الله والله خير الماكرين وقوله انهم يكيدون كيد انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. وقوله ومكنوا مكروه ومكرنا مكروه وهم لا يشعرون وقوله ان تبدوا خير الموت اخفوه او تعفو عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا وقوله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم. وقوله ولله العزة وقوله فبعزتك لاغوينهم اجمعين. وقوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. وقوله فاعبد واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا؟ وقوله ولم يكن له كفوا احد. وقوله فلا تجعلوا لله زادوا وانتم تعلمون. وقوله ومن الناس من يتخذ من ردون الله اندادا يحبونهم كحب الله اه وقوله وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من وكبره تكبيرا وقوله يسبح لله ما في السماوات وما في الارض وله الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا. وقوله ما اتخذ الله من ولد وما كان كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعن بعضهم على بعض. سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون. وقوله فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. وقوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقوله الرحمن على العرش استوى وقوله ثم استوى على العرش في ستة مواضع وقوله يا عيسى اني متوفيك رافعك الي وقوله بل الله اليه وقوله اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. وقوله الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لظنوا كاذبا وقوله انه في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تموت. اما منتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصلا فستعلمون كيف نذير. وقوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش اعلم ما يرد في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم وقوله لا تحزن ان الله معنا وقوله انني معك ما اسمع وارى وقوله اتقوا الذين هم محسنون وقوله واصبروا ان الله مع الصابرين. وقوله كم من فئة قليلة طلبت فئة كثيرة باذن الله. والله مع الصابرين. وقوله ومن اصدق من الله حديثا. وقوله ومن اصدق من الله قيلا وقوله واذ قال الله وقوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وقوله وكلم الله موسى تكليما. وقوله انهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات. وقوله جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه وقوله وناديناه من جانب الطول الايمن وقربناه نجيا وقوله واذ نادى ربك موسى ان يأتي القوم الظالمين وقوله وناداهما ربهما الم انهكما عنا تلك الشجرة وقل لكما واقول لكما ان الشيطان لكما عدو مبين. وقوله تعالى ويوم يناديهم فيقول اين شركاء الذين قوتم تزعمون وقولوا تعالى ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ وقوله وان من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. وقوله وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه. وقوله تعالى يريدون ان يبدلوا كلام الله. قلنا وتتبعونه اقوله واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته. وقوله ان هذا القرآن يقص على بني اكثر الذي هم فيه يختلفون وقوله متصدعا من خشية الله وقوله واذا بدلنا اية لكناية والله اعلم بما ينزل انما انتم بل اكثرهم لا يعلمون. قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين. ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين. وقوله وجوه يومئذ ناضرة الى ربه وكونه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. وقوله وقوله للذين احسن الحسنى وزيادة وقوله وهذا الباب في كتاب الله كثير من تدبر القرآن طالبا هدى منه تبين له طريق الحق لما قرر المصنف رحمه الله تعالى قاعدة اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات ذكر ايات واحاديث تدخل في الجملة المتقدمة وتتضمن طرفا حسنا منها وموجب اقتصاره عن الاي والحديث وما سبق ذكره من ان باب الاسماء والصفات مبني على خبر الوحي الصادق. فلا سبيل الى اثبات شيء منه الا ببرهان من القرآن او من السنة وهذا معنى قول اهل العلم باب الاسماء والصفات توقيفي اي موقوف على ورود الدليل وما ورد وما ورد من اثار الصحابة منه فهو من جملة السنة لانه يحكم بكونه له حكم الرفع اذ لا يقال من قبل الرأي فالقول الواقع من الصحابة في باب الاسماء والصفات يستبعد كونه رأيا لجلالة الباب وما كانوا عليه من تمام العلم وعظيم التقوى وعدم الجراءة على القول على الله عز وجل بغير علم فما صح عنه مما يتعلق به فهو محكوم بكونه مرفوعا حكما. وان كان موقوفا لفظا لانه لا يقال من قبل الرأي لكونه غيبا. قال العراقي في الالفية وما اتى عن صاحب بحيث يقال رايا حكمه الرفع على ما قال في المحصول نحو من اتى فالحاكم الرفع لهذا اثبتا. وما خرج عن الكتاب والسنة لا يثبت به لله عز وجل اسم ولا صفة ايا كان قائله فقد استغنى رحمه الله تعالى بسياق الايات والاحاديث اجمالا عن تفصيل ما فيها من المعاني لظهور دلالاتها اذ مقصوده الارشاد الى ما انتظم في هذه الايات من الاسماء والصفات الالهية وعدة الادلة القرآنية مئة واحد عشر دليلا وعدة الادلة الحديثية ستة عشر دليلا فمن الاسماء الالهية الواردة في الايات القرآنية المذكورة الله قال تعالى قل هو الله احد وقال تعالى الله لا اله الا هو وقال تعالى ان الله هو الرزاق في اية اخرى ومنها الاحد قال تعالى قل هو الله احد ولم يأتي معرفا في القرآن وانما صح في السنة النبوية ومنها الصمد وهو السيد الكامل المقصود في قضاء الحوائج وهو السيد الكامل المقصود في قضاء الحوائج قال الله تعالى الله الصمد ومنها الحي القيوم الحي والقيوم قال الله عز وجل الله لا اله الا هو الحي القيوم فقال وتوكل على الحي والقيوم هو القائم على نفسه القائم على غيره هو القائم على نفسه القائم على غيره ومنها العلي والعظيم. قال الله تعالى وهو العلي العظيم ومنها الاول والاخر والظاهر والباطن قال الله تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم من حديث علي رضي الله عنه مرفوعا تفسير الاول بانه الذي ليس قبله شيء وتفسير الاخر بانه الذي ليس بعده شيء وتفسير الظاهر بانه الذي ليس فوقه شيء وتعريف الباطن بانه الذي ليس دونه شيء واغنى المقال المحمدي عن غيره فلا يحتاج معه الى سواه. ومن قواعد التفسير المنصوص عليها عند ابي جرير في تفسيره ان ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسيره من القرآن الكريم لم يحتج الى كلام غيره لانه صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق به واوقفهم على مقاصده ومعانيه ومنها العليم والحكيم والخبير. قال تعالى وهو العليم الحكيم. وقال تعالى وهو الحكيم الخبير ومنها الرزاق وذو القوة اي صاحبها والمتين وهو شديد القوة قال الله تعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. فذو القوة صاحبها والمتين شديد القوة ومن قواعد معاني الاسماء والصفات انه لا يوجد في الاسماء والصفات اسمان او صفتان يتحدان في من كل وجه انه لا يوجد في شيء من الاسماء والصفات اسمان او صفتان يتحدان بالمعنى من كل وجه لماذا مبالغة في تحقيق الكمال الالهي. فان الكمال يقتضي ان تكون كل صفة متظمنة معنى اخر وان كل اسم متضمنا معنى اخر فمثلا القوي والمتين لا تفسر المتانة بالقوة وانما تفسر من شدة القوة وشدة القوة مرتبة اخرى فوق القوة وهي غيرها. فاذا اثبت لله عز وجل صفة بمعنى فان الصفة الاخرى التي تشاركها في اصلها لا بد ان تفارقها بقدر منها وسيأتي له نظائر ومنها السميع والبصير قال الله تعالى وهو السميع البصير وقال ان الله كان سميعا بصيرا. ومنها الغفور الغفور الرحيم والرحمن. قال تعالى الرحمن الرحيم وقال وهو الغفور الرحيم ومنها الرب قال تعالى ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وقال ويبقى وجه ربك وقال كتب ربكم على نفسه الرحمة ووقع ذكره في القرآن مضافا. ولم يأتي في القرآن غير مضاف الا في موضع واحد وهو قوله تعالى كلام قولا من رب رحيم فانه الموضع الواحد في القرآن الذي لم يقع فيه الرب مضافا وسائره مضاف كقوله تعالى الحمد لله رب العالمين وقوله تعالى وهو رب كل شيء طيب ما وقع اسم الرب في القرآن الا مضافا والاظافة نسبة تقليدية وفي هذه الاية من رب رحيم وقع اجي موصوفا والصفة نسبة تقييدية فلماذا اختص اسم الرب دون سائر الاسماء في القرآن بلحوق النسبة التقليدية له. اضافة او وصفا الجواب لان ظهور معنى الربوبية لا يكون الا مع النسبة الثقيلة لان ظهور معنى الربوبية لا يكون الا مع النسبة الثقيلة. فاذا قيل وهو رب العالمين علم وجه ربوبيته سبحانه وتعالى بقيامه على تربيتهم واصلاحهم واقامتهم على منافعهم في الدنيا والآخرة ومنها العفو والقدير. قال تعالى فان الله كان عفوا قديرا ومنها ارحم الراحمين. قال تعالى وهو ارحم الراحمين. ومنها خير الماكرين. قال تعالى والله خير الماكرين ومنها عالم الغيب والشهادة قال تعالى عالم الغيب والشهادة وثلاثتها الاخيرة من الاسماء الالهية المضافة. فاسماء الله عز وجل باعتبار الافراد والاظافة نوعان احدهما الاسماء الالهية المفردة مثل الله والرحمن والرحيم والثاني الاسماء الالهية المضافة مثل ارحم الراحمين ورب العالمين ومالك الملك وعالم الغيب والشهادة وممن اشار الى الاسماء المضافة ابو العباس ابن تيمية الحفيظ في الفتاوى المصرية وزاد تلميذه ابو عبدالله ابن القيم في بدائع الفوائد وشفاء العليل نوعا ثالثا من الاسماء الالهية وهي الاسماء المزدوجة وهي الاسماء المزدوجة كالقابض الباسط المانع الضار المعز المذل فان هذه الاسماء بمنزلة الكلمة الواحدة التي لا تفرق اجزاؤها الا بتفريق حروفها سيبطل معناها وهذا المثال وهذا النوع الذي ذكره ابن القيم لا يعرف له مثال صحيح الا قوله صلى الله عليه وسلم عند اصحاب السنن ان الله هو المسعر الرازق القابض الباسط فهذا الحديث يدل على اثبات اسم القابض الباسط مزدوجا متقابلا لان كماله لا يظهر بذكر احدهما فاذا ذكر القبض لم يتم المعنى واذا ذكر البسط لم يتم المعنى كمسمى من الخلق العزيز او عبدالرحمن او عبدالكريم فانه اذا قيل عبد لم يثبت له المعنى الذي سمي به. واذا قيل الكليم لم يثبت له المعنى الذي سمي به. فلا بد من اجتماع المضاف والمضاف اليه. وكذلك في الاسماء المزدوجة لا بد من اجتماع المتقابلين ليظهر الكمال الالهي وسائر الامثال المذكورة في هذا الباب كالمعز والمذل والقابض والباسط والرافع والخافض لم يثبت عدها في اسماء الله عز وجل وقعت في حديث ابي هريرة عند الترمذي وابن ماجة في عدد الاسماء الالهية الا انه ضعيف باتفاق الحفاظ ذكره ابو محمد ابن وحزم في كتابه الفصل. ومن الصفات الالهية الواردة في الايات المذكورة الالوهية والاحدية والصمدية والحياة والقيومية والعظمة والاولية والاخرية والظهور والبطون والعلم والحكم والحكمة والخبر والخبر والخبرة والرزق بفتح الراء وتكسر ايضا والقوة والمكانة والسمع والبصر والبصيرة والمغفرة والرحمة ربوبية والعفو والقدرة والتقدير وهذه الصفات الالهية مستفادة من الاسماء الالهية المتقدم ذكرها بما تقرر عند اهل السنة جماعة ان كل اسم من اسماء الله فانه دال على صفة الهية او اكثر والى هذا اشرت بقولي اسماء ربنا على الصفات من الادلتين ذي الاثبات. اسماء ربنا على الصفات من الادلة لذي الاثبات اي عند صاحب الاثبات ممن يثبت الصفات. فمثلا اسم الله متضمن صفة الالوهية واسم الرحيم متضمن صفة الرحمة. وقد يتضمن الاسم صفة او صفتين فمثلا اسم الحكيم دال على صفتين احداهما الحكم والاخر الحكمة وقد يكون دالا على تلافي صفات مثل اسم الخبير فانه يدل على الخبر والخبر والخبرة فانه يدل على الخبر والقبر والخبرة ما الفرق بينها ما الفرق بين الخبر والخبر والخبرة ما الجواب محمد قضى بالمعلومات من جهة اسم الخبير دال على خلاف صفات ترجع الى هذا الاصل. احداها الخبر ومتعلقه المعلومات من جهة ظهورها بالخبر ومتعلقه المعلومات من جهة ظهورها بالخبر والثانية الخبر والثانية الخبر ومتعلقه جلائل المعلومات ومتعلقه جلائل المعلومات والثالث الخبرة ومتعلقه بواطن المعلومات ومتعلقه بواطن المعلومات ووجود هذه الصفات اذا ترجع التي ترجع الى اصل واحد امعان في اظهار كمال الله سبحانه وتعالى وكل صفة دل عليها الاسم اثبتت بشرطين. احدهما ان يكون الوضع اللغوي مساعدا على ذلك ان يكون الوضع اللغوي مساعدا على ذلك والثاني الا يكون الدليل النقلي ابيا ذلك الا يكون الدليل النقلي ابيا ذلك فلابد ان يكون اللفظ محتملا لذلك من جهة الوضع اللغوي الذي تعرفه العرب من مواضع الكلام عندها كالذي ذكرناه في الخظر والخبر والخبرة والا يكون الدليل الشرعي مباينا بذلك والا يكون الدليل الشرعي مباينا لذلك فمثلا تسمية الله سبحانه وتعالى بالطبيب تسمية الله عز وجل بالطبيب لانه هو الذي يصح الابدان بالعافية الوضع اللغوي يساعد ام لا يساعد ساعد لكن الوضع الشرعي يأباه لكن الشرع الوضع الشرعي يأباه لانه لم يقع اسما لله عز وجل وانما وقع على جهة خبري عنه سبحانه وتعالى بذلك. فالخبر عنه عز وجل بذلك جائز. واما الاسم والصفة المثبتاتان لله فيما يتعلق بذاته لابد من طريق شرعي ثابت بين لا يتلجلج فيه ولذلك فان اقوى الاسماء والصفات ثبوتا هي الاسماء والصفات التي اجمع عليها اهل السنة والجماعة. وما وراء ذلك مما جرى فيه الخلاف بينهم فانه دونه في الرتبة فان من الاسماء والصفات الالهية عند اهل السنة والجماعة ما جرى فيه الخلاف لاختلاف دلالة الدليل عليه كتسمية الله النور فهم مختلفون فيه على قولين اصحهما ان النور ليس اسما لله وانما صفة من صفاته والاسم انما هو نور السماوات والارض مضافا كما وقع في القرآن الله نور السماوات والارض او فيثبت كما وقع في الخطاب الشرعي وهو اختيار شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى. وقد يسبق الى الاذهان اسمي من اسماء الله عز وجل لشيوعه ثم يكون الحق الحقيق عند اهل السنة عدم ثبوته ومن ذلك تسمية الله صبورا. فان الصبور لم تروى الا في حديث اتفق الحفاظ على ضعفه. وهو عد الاسماء حديث عبد الاسماء الحسنى وقد سئل شيخنا ابن باز في شرح الواسطية هل الصبور من اسماء الله؟ فقال لا ومنه تسمية الله عز وجل بالساتر فان الله لم يثبت تسميته بالستات ولا الستار بفقد الدليل. وانما ثبت تسميته بالستير او الستير. ضبطان فيه كلاهما صحيح لحديث ان الله حي حليم ستير. فالمقصود هو ان تحقيق ثبوت الاسم والصفة وما يتضمن الاسم من صفة مرده الى مجيء الخطاب الشرعي به مع موافقة الوضع اللغوي لما اشكل منه ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى في اثناء تلك الاية اية اخرى تدل على تلك الصفات المضمنة للاسماء السابقة فذكر ايات تدل على اثبات صفة العلم وايات تدل على اثبات صفة الالوهية وغيرها من الصفات ومن الصفات الالهية الواردة في الايات المذكورة سوى ما تقدم صفة الملك قال الله تعالى له الملك وله الحمد وقال له ما في السماوات وما في الارض ومنها المشيئة والارادة. قال تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. فقال ولا لكن الله يفعل ما يريد وقال فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومنها القدرة والحفظ. قال الله تعالى ولا يؤوده حفظهما. اي لا يكرثه ولا يسقطه ثبتت في هذا الاثار عن ابن عباس وتلميذه مجاهد رحمه الله تعالى فلا يعجز الله عن حفظ السماوات والارض كمال قدرته. ومنها المحبة. قال الله تعالى ان الله يحب المحسنين. وقال تعالى ان الله يحب المتقين وقال تعالى ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا ومنها الكتابة قال الله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة ومنها الرضا قال الله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه. ومنها الغضب واللعن قال الله تعالى ومن مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه ومنها السخط والرضوان. قال الله تعالى ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه والسخط والسخط ضبطان لغويان صحيحان والسخط هو شدة الغضب ومقابله الرضوان وهو بكسر الراء وتضم فيقال الرضوان والرضوان ومنها الاسف والانتقام. قال تعالى فلما اسفونا انتقمنا منهم والاسف هو شدة الغضب والادب هو شدة الغضب فاذا قال قائل تقدم ان السخط شدة الغضب. وهنا ان الاسف شدة الغضب وتقدم ان من قواعد الباب ان كل صفة من صفات الله ففيها كمال لا يوجد في الاخرى امعانا في كمال لله سبحانه وتعالى فما الجواب ايه يا عبد الله فان تدل على الصفات والفرق بين السخط والاسف ان السخط شدة غضب مقرونة بكراهية اشد ان السخط شدة غضب مقرونة بكراهية اشد. ولذلك يكون في جزاء اهل الجنة قوله تعالى لهم احل اليوم احل عليكم ايش؟ رضواني فلا اسخط عليكم ابدا. لما كان هو الاعلى كان هو الجزاء الاوفى. ومنها الكراهية والتدبير قال الله تعالى ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم والكراهة والكراهية لغتان في هذه الصفة والتثبيط الحبس والمنع ومنها المقت قال الله تعالى كبر مقتا عند الله. والمقت اشد الغضب اشد البغض والمقت اشد البغض ومنها الاتيان قال تعالى الا ان يأتيهم الله وقال او يأتي ربك ومنها المجيء قال تعالى وجاء ربك ما الفرق بين الاتيان والمجيء تهدوا والفرق بينهما ان الاتيان اقوى فالمجيء مجرد الورود اما الاتيان فورود بقوة واقبال. ان المجيء مجرد الورود واما الاتيان وورود بقوة واقبال ومنه قوله تعالى فاتى الله بنيانهم من القواعد فان المناسب للعذاب قوة الاخذ فدل عليه بالفعل اتى وقال في ابنة شعيب فجاءته احداهما تمشي على استحياء ففي مشيها تباطؤ وتثاقل يناسبه الفعل جاء يناسبه الفعل جاء. وذكر المصنف قوله تعالى ويوم تشققوا السماء بالغمام. ونزل تنزيلا في ايات الصفات مع كونها لا تتضمن شيئا منها. لكن لما كان مقدمة مجيء الله هو تشقق الاسماء تجفف السماء ونزول الملائكة ذكرت هذه الاية لانها مقدمة مجيئه سبحانه وتعالى. فتشقق السماء ومجيء الملائكة يلازمه مجيء الله سبحانه وتعالى. ومنها صفة الوجه قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. فقال كل شيء هالك الا وجهه ووصف الوجه في الاولى بالجلال والاكرام والمراد بالجلال غاية العظمة ومنها صفة الانفاق قال تعالى ينفق كيف يشاء ومنها صفة اليدين قال تعالى ان تسجد لما خلقت بيديه وقال بل يداهما مبسوطتان واقتصر المصنف رحمه الله تعالى على ذكر الاية التي وردت فيها صفة اليدين مثناة اعلاما بانها هي الاصل في الصفة وما جاء من الايات من الافراد والجمع فله وجهه فمن الافراد قوله تعالى تبارك الذي بيده الملك. ومن الجمع قوله تعالى او لم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا ووجه الافراد الدلالة على الجنس ووجه الافراد الدلالة على جنس الصفة ووجه الجمع ارادة التعظيم ووجه الجمع ارادة التعظيم ومنها صفة العينين قال الله تعالى فانك باعيننا وقال تعالى ولتصنع على عيني وهاتان الايتان دالتان على اثبات صفة العينين لله سبحانه وتعالى لكنها وقعت في القرآن مفردة ومجموعة ولم تقع مثنى وروي في السنة تثنيتها تصريحا في حديث لا يصح ولكن يدل على ذلك ما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا وان لما ذكر الدجال الا وان ربكم ليس باعور والعور في كلام العرب صفة ذي عينين احدهما معيبة. صفة ذي عينين احدهما معيبة فيدل نفي العور عنه عز وجل اثبات كمال عينيه سبحانه وتعالى. ذكر هذا ابو عبد الله احمد بن حنبل وعثمان بن سعيد الدارمي في اخرين من اهل السنة والجماعة وهذا هو الحجة من السنة في تثنية العينين وهي الاصل كالقول في اليدين واظحة فان قال قائل استفادة تثنية العينين من الحديث المذكور ان ربكم ليس باعور ان هذا من قياس الخالق على المخلوق ان هذا من قياس الخالق على المخلوق فما جوابه ليس فيه قياسا يعني احسنت ان يقال ان هذا ليس من القياس بل هو رد الصفة الى الوضع اللغوي فاننا لا نقيس خالقا بمخلوقه ولكن العرب اذا اطلق العور ارادوا يرحمك الله. ارادوا من له عينان احداهما معيبة. ولا يطلقون العور على ذي عين واحدة وانما يغلقونه في حق ذي عينين احداهما معيبة والاخرى صحيحة فلما نفي العور عن ربنا عز وجل دل على اثبات كمال العينين له عز وجل فالعينان صفة ثابتة مثناة في اليدين الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد لا اله الا الله اشهد ان لا لا اله الا الله اشهد ان محمدا اشهد ان محمدا رسول حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح اكبر اله الا الله ومن الصفة الالهية الواردة في الايات المذكورة ايضا صفة الحمل. قال الله تعالى وحملناه على ذات الواح ودسر ومنها صفة الرؤية. قال تعالى انني معكما اسمع وارى. فقال الذي يراك حين تقوم ومنها صفة المحال قال تعالى وهو شديد المحال والمحال الغلبة بمتن وكيد الغلبة بمكر وكيد ومنها صفة المكر. قال تعالى ومكروا ومكر الله وقال تعالى والله خير الماكرين ومنها صفة الكيد قال تعالى انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا وظهور كمال هذه الصفات الثلاث المحال والمكر والكيد هي في مقابل اهلها اهل المحال والمكر والكيد المستحقين للمجازاة بجنس صنيعهم ومن ثم وقعت مقيدة فلم يوصف الله سبحانه وتعالى بالمحال والمكر والكيد الا مع ذكر مقابل لذلك مستحق له وقاعدة المسألة ان الصفات الالهية تنقسم باعتبار الاطلاق والتقييد الى قسمين ان الصفات الالهية تنقسم باعتبار الاطلاق والتقييد الى قسمين احدهما صفات مطلقة صفات مطلقة وهي المتمحضة في الدلالة على كمال الله عز وجل وهي المتمحضة يعني الخالصة في الدلالة على كمال الله عز وجل كالعلم والحياة والقدرة والتاني صفات مقيدة وهي التي تكون كمالا من وجه ونقصا من وجه وهي التي تكون كمالا من وجه ونقصا من وجه ويمينك كمالها بمجازاة اهلها ويبينك شمالها بمجازاة اهلها كالمحال والمكر والكيد ولذلك اذا قيل هل يوصف الله بالمكر او بالكيد او المحال قيل نعم في حق من كان مستحقا له نعم في حق من كان مستحقا له ولذلك لا يظهر كماله الا بذكر مقابله. فيقول الله عز وجل ومكروا ومكر الله يقول سبحانه وتعالى انهم يكيدون كيدا واكيدوا كيدا. ومنها صفة العزة قال الله تعالى ولله العزة ولرسوله وقال فبعزتك لاغوينهم اجمعين ومنها صفة الجلال والاكرام. قال تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. والجلال هو غاية العظمة كما ما سبق ومنها صفة الحمد. قال الله تعالى وقل الحمد لله. وقال له الملك وله الحمد ومنها صفة الخلق قال تعالى وخلق كل شيء وقال وهو الذي خلق السماوات والارض ومنها صفة التبارك والانزال قال تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده وقال وهذا كتاب انزلناه مبارك. وقال لو انزلنا هذا القرآن على جبل والمراد بالتبارك وضع البركة وهي دوام الخير وكثرته والتبارك لا يكون الا لله عز وجل والتبارك الذي هو وضع البركة لا يكون الا لله عز وجل. فلا قدرة لاحد على اجراء البركة في شيء من الذوات او الاعيان او الصفات ابدا فلا يجوز قول تبارك علينا فلان لان معناه انه كان سببا للبركة فوضعها فيهم. وهو لا يملكها. لانها لله وحده. ذكر هذا المعنى ابو عبد الله ابن القيم في بدائع الفوائد وانما يصح ان يقال هذا من بركة فلان فان المخلوق له بركة باحتضار ما يقوم به من الصفات فالعالم والمجاهد والكبير والزاهد بهم اسباب من اسباب البركة فاذا وجد سبب من هذه الاسباب فقيل من بركة فلان جاز ذلك واما ان خلا من اسباب البركة فقيل لعاص فاسق متمرد عاك ظالم طاغ ان هذا من اسباب بركته فهذا كذب ولا يجوز لفقدان اسباب البركة من مثله. ومنها صفة التحريم. قال تعالى قل انما فحرم ربي الفواحش الاية ومنها صفة الاستواء قال الله تعالى الرحمن على العرش استوى فقال ثم استوى على العرش ومنها صفة الرفع. قال الله تعالى اني متوفيك ورافعك الي. وقال بل رفعه الله الي ومنها صفة العلو. قال تعالى اامنتم من في السماء الاية وقال ام امنتم من في السماء ومنها صفة المعية قال الله تعالى وهو معكم اينما كنتم وقال ان الله معنا وقال ان الله مع الصابرين وذكر المصنف ايات المعية بعد ايات علو الله واستوائه لابطال توهم تنافيهما وذكر المصنف صفات ايات المعية بعد ايات علو الله واستوائه على عرشه بابطال توهم تنافيهما يأتي ذكر هذا في موضعه من كلامه رحمه الله. ومنها صفة الانباء قال تعالى ثم ينبئهم الله بما قالوا ومنها صفة الصدر قال تعالى ومن اصدق من الله حديثا وقال ومن اصدق من الله قيلا ومنها صفة الحديث قال الله تعالى ومن اصدق من الله حديثا ومنها صفة القيل والقول قال الله تعالى ومن اصدق من الله قيلا وقال ومن اصدق من الله قولا ومنها صفة الكلام. قال الله تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. وقال منهم من كلم الله وقال يريدون ان يبدلوا كلام الله وقال فاجره حتى يسمع كلام الله. ومن كلام الله بل هو افضله القرآن. الذي نزل به جبريل عليه السلام مباركا وهدى وبشرى للمسلمين بلسان عربي مبين يقص على بني اسرائيل الذي كانوا فيه يختلفون كما قال وهذا كتاب انزلناه مبارك وقال ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل ومنها صفة النداء قال تعالى وناديناه من جانب الطور الايمن فقال وناداهما ربهما وقال ويوم يناديهم. ومنها صفة التقريب والمناجاة. قال وتعالى وقربناه نجيا ومنها صفة التجلي قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. وقال على الارائك ينظرون. وقال للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وجعل هذه الايات المذكورة المذكورة هنا للدلالة على اثبات رؤية المؤمنين ربهم غلط من جهتين الجهة الاولى ان الكلام في سياق صفات الخالق ورؤية المؤمنين ربهم من صفات المخلوق ان سياق الكلام في صفات الخالق ورؤية المؤمنين ربهم من صفات المخلوق. والثاني ان المصنف سيذكر هذا الاصل العظيم فيما يستقبل فالمراد من ذكر هذه الايات الاربع اثبات صفة التجلي اذ فيها ذكر رؤية المؤمنين ربهم وتقع الرؤية بتجليه سبحانه وتعالى لهم اي ظهوره عز وجل لهم. ووقع التصريح بالصفة بقوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل. وفي حديث جابر عند مسلم فيتجلى لهم. يعني الله عز عز وجل ومن الصفات المنفية عن ربنا النوم والسنة وهي النعاس. قال تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم ومنها نفي الموت. قال تعالى وهو الحي الذي لا يموت. ومنها نفي الولد. قال تعالى لم يلد ما اتخذ الله بولد. ومنها نسي الولادة قال تعالى ولم يولد ومنها نفي الكفؤ وهو المماثل. قال تعالى ولم يكن له كفوا احد ومنها نفي السمي قال تعالى هل تعلم له سم يا ومنها نفي الند قال الله تعالى فلا تجعلوا لله ولا تجعلوا لله ازادا. ونفي ونفي السمي والند والكفء ترجع الى نفي المثلية والمكافأة والمناظرة. ومنها نفي الشريك والولي قال تعالى ولم يكن له شريك في الملك. وقال تعالى ولم يكن له ولي من الذل ومنها نفي المثل. قال تعالى ليس كمثله شيء. وقال تعالى فلا تضربوا لله الامثال والمراد من نفي الصفات اثبات الكمال المقابل لها. فان النفي بنفسه لا كمالا وانما الكمال هو في اثبات مقابل النفي الذي ذكره الله عز وجل عن نفسه فمثلا قول الله سبحانه وتعالى وما ربك بظلام للعبيد وقال ولا يظلم ربك احدا نفي للظلم المقصود منه اثبات الكمال الكائن في مقابله وهو العدل واضح؟ المراد اثبات الكمال الكائن في مقابله وهو العدد طيب العدل كمال ام ليس بكمال ما الجواب كمال وهو من اعلى الكمال ومع ذلك لم يسمي الله نفسه بالعادل ولا العدل لماذا طيب ليش ما سمى نفسه العادل اذا كان حاضر عندنا في درس واحد في الرياض اخيرا وذكرناه في المدينة وذكرناه احسنت لان العرب كانت تتمدح بالظلم فلنزع التمدح به من قلوبهم قرر في الشرع نفيه لان العرب كانت تتمدح بالظلم. فلاجل نزعه من قلوبهم جاء الشرع بنفي الظلم كما قال شاعرهم ومن لا يظلم الناس يظلم فلابطاله من النفوس جعل الله عز وجل طريقه نفي الظلم عنهم. وفي ختام ايات الصفات ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من اقبل على القرآن طالبا الحق منه هداه الله عز وجل الى الحق الحقيقي فيه. وبهذا نكمل ايات الصفات ويبقى احاديث الصفات التي نستكملها ان شاء الله تعالى بعد درس العشاء ومن ما ينبغي ان نذكره في ختام هذا الدرس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لا يشكر الناس لا يشكره الله. رواه ابو داوود وغيره باسناد حسن واني لاغتبق شاكرا استاذنا ومربينا الذي كان مديرا في الثانوية واسعد بوجوده بين اظهركم وهو الاستاذ مربي الشيخ عبد العزيز الحديدي فقد كان مشرفا علينا مديرا في المرحلة الثانوية راعيا وموجها. واني فرحت بحضوره وكونه من اهل هذه البلدة اني كنت اقول للاخوان انه لا حق لكم علي ولكنه ثبت ان لهم حق علي لما رأيت الاستاذ عبد العزيز الحديفي وكان مديرا لنا في الثانوية فاسأل الله عز وجل ان يجزيه جزاء الاوفى وان يكتب له الحسنات على ما قدم من الاعمال في ذلك والحمد لله رب العالمين