السلام عليكم ورحمة الله ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي موسى مولى عبد الله بن عمرو عن عبد الله ابن عمر ابن العاصي رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء كما ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم يطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الخامس من برنامج مهمات العلم في سنته الثالثة ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب اعتقاد اهل السنة والجماعة المعروف بالعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن النميري رحمه الله المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمئة نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين قال شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبد السلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. واشهد ان لا اله الا الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا. اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة. الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت. والايمان بالقدر خيره وشره. ان الحكمة من خلق الجن والانس هي عبادة الله وعبادة الله عز وجل متوقفة على خطاب الشرع وخطاب الشرع نوعان احدهما الخطاب الشرعي الخبري والآخر الخطاب الشرعي الطلبي ومتعلق الاول الاعتقادات الباطنة وجماعها اصول الايمان الستة وقد سردها المصنف رحمه الله تعالى واشار الى الركن الخامس وهو الايمان باليوم الاخر بقوله والبعث بعد الموت لانه اعظم مسائل اليوم الاخر التي انكرها المشركون واذا ذكر فرد من افراد العام ففي ذكره تنبيه على جلالته فالاشارة الى الركن الخامس وهو الايمان باليوم الاخر بذكر البعث اعلام بجلالة الايمان بالبعث وعظيم منزلته من الايمان باليوم الاخر والاعتقاد الصحيح هو الموافق للحق والمتبعون فيه هم الاخذون بما جاء في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعتقاد اهل السنة والجماعة الذي امتازوا به عن غيرهم فانهم رضوا بان يكون مقبس اعتقادهم الذي يستمدون منه هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والف اهل العلم رحمهم الله تعالى من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة تصانيف في الاعتقاد تبين الاعتقاد المستمد من المستمد من القرآن والسنة الذي كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تابعون لهم باحسان وهذه الرسالة واحدة من تلك الرسائل التي وضعها مصنفها لبيان عقيدة اهل السنة والجماعة لا احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. بل يؤمنون بان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. من الايمان بالله الايمان باسمائه وصفاته وهو مبني على اصلين ذكرهما المصنف رحمه الله فالاصل الاول النفي وحقيقته ما نفاه الله عن نفسه او نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والافات ودليله من القول الرباني قوله تعالى ليس كمثله شيء ولهذا الاصل شرطان فالشرط الاول السلامة من التحريف وهو تغيير مبنى خطاب الشرع او معناه وهو تغيير مبنى خطاب الشرع او معناه والشرط الثاني السلامة من التعطيل وهو انكار ما يجب لله من الاسماء والصفات وهو انكار ما يجب لله من الاسماء والصفات والاصل الثاني هو الاثبات وحقيقته اثبات ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات ودليله القرآني من الكلام الرباني وهو السميع البصير ولهذا الاصل شرطان فالشرط الاول السلامة من التكييف وهو تعيين كنه الصفة وهو تعيين كنه الصفة والكنهو الحقيقة والشرط الثاني السلامة من التمثيل وهو تعيين كنهي الصفة الالهية بذكر مماثل لها وهو تعيين كنهي الصفة الالهية بذكر مماثل لها وعمدة هذا الباب النقل المحض فهو مبني على ورود الدليل من خبل الوحي مما وصف الله به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم اثباتا ونفيا وجمع المصنف بين التحريف والتعطيل وبين التكييف والتمثيل للمناسبة بينها لان التحريف يفضي الى التعطيل والتمثيل والتكييف يفضي الى التمثيل لان التحريف يفضي الى التعطيل والتكييف يفضي الى التمثيل والى الاصل الاول وهو النفي يشار في كلام اهل العلم لقولهم تنزيه الله عز وجل عما لا يليق به والى الاصل الثاني يشار في كلامهم بقولهم الاثبات واصل هذا المبنى في كتاب الله اية عظيمة هي التي ذكرها المصنف وهي قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فهي جامعة بين النفي والاثبات والمعهود في خطاب الشرع تسمية النفي تسبيحا وتقديسا ويغلب عليه اطلاق التسبيح. وتسمية الاثبات تحميدا فهذان الاصلان اللذان عبر عنهما اهل العلم بالنفي والاثبات هما في كلام الله عز وجل لكن بلفظين اجل من الذين ذكرهما اهل العلم فان النفي في كتاب الله يسمى تسبيحا وتقديسا ويسمى الاثبات تحميدا وزاد شيخ شيوخنا محمد الامين الشنقيطي رحمه الله وغيره اصلا تالتا وهو قطع الطمع عن ادراك كيفية الصفات وهذا الاصل مستغنى عنه باشتراط نفي التكييف في الاصل الثاني وهو الاثبات وزاده من زاده ابلاغا في الرد على المجسمة او لان الافصاح به انفع للمتعلمين والا فهو في حقيقة الامر عائد الى الشرط المتعلق بالاصل الثاني وهو نفي التكييف في حال الاثبات فالاصول الشرعية للاسماء والصفات الالهية اثنان هما التسبيح والتحميد ويسمى التسبيح ايضا تقديسا لكن الغالب الاقتصار على ذكر التسبيح عند ارادة تنزيه الله عز وجل بالقرآن الكريم والاسم الالهي هو ما دل على ذات الله مع كمال متعلق بها هو ما دل على ذات الله معك مال متعلق بها والصفة الالهية هي ما دلت على كمال لله عز وجل هي ما دلت على كمال لله عز وجل فمثلا اسم الرحمن يدل على الذات الالهية لانه علم عليها ويدل على كمال يتعلق بتلك الذات وهو اتصافه سبحانه وتعالى بالرحمة واما صفة العلم مثلا فانها تدل على كمال متعلق بالله عز وجل وهو شمول علمه عز وجل كل شيء احسن الله اليكم قال رحمه الله فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلمات عن مواضعه ولا يلحدون في الله تعالى واياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه. لانه سبحانه وتعالى لا سمي له ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره واصدق قيل واحسن حديثا من خلقه. ثم رسله صادقون مصدقون. بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون ولهذا قال سبحانه وتعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل. وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص سوى العيب وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات. فلا عدول لاهل السنة والجماعة ما جاءت به المرسلون فانه الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين تقدم ان باب الاسماء والصفات مبني عند اهل السنة والجماعة على الاصلين السابقي الذكر ونشأ من اعمارهما ان اهل السنة لا ينفون عن الله ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله واياته والالحاد في اسماء الله واياته هو الميل بها عما يجب فيها هو الميل بها عما يجب فيها فكل عدول بها عما امر الله عز وجل به فيها يسمى الحادا ولا يكيفون صفاته بصفات خلقه ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه والعلة الموجبة لهذا عند اهل السنة والجماعة شيئان ذكرهما المصنف اولهما ان الله لا سمي له ولا كفو له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى وثانيهما ان رسله صادقون مصدقون فخبرهم صحيح وطريق الرسل الذي جاءوا به هو اثبات الاسماء والصفات مع تنزيه الله عن النقائص والافات ووفق المقبل به شرعا كما تقدم فطريقتهم تسبيح الله عز وجل وتحميده ولا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون لانه هو الصراط المستقيم والقول عندهم في باب الصفات الالهية مبني على القول في الذات الالهية فان ذات الله عز وجل يثبت وجودها بلا معرفة كيفها فعقول الخلق ومعارفهم تنقطع دون الاحاطة بكيفية ذات الله عز وجل فكما تحجب العقول عن معرفة كيفية الذات فهي محجوبة عن معرفة كيفية الصفات واشار الى هذا الاصل واشار الى هذا الاصل جماعة من اهل العلم بقولهم القول في القول في الصفات فرع عن القول بالذات يعني انه كما يثبت لله عز وجل ذاتا على وجه على وجه لا يطلع به على كيفيتها فكذلك يثبت لله عز وجل صفات صفات لا اطلاع لنا على كيفيتها وهذه القاعدة العظيمة وهي القول في الصفات تابع او فرع عن القول في الذات ذكرها جماعة من القدماء منهم حمد الخطاب وابو بكر الخطيب البغدادي رحمهما الله تعالى ثم بسطها في مواضع متعددة المصنف رحمه الله تعالى فليست هي من مبتكرات قوله بل هو مسبوق جماعة من الائمة الذين ذكروا هذه القاعدة واشار الى هذه القاعدة نظما فاحسن ابن عدود في نظم معتقد اهل السنة والجماعة فقال وما نقول في صفات قدسه فرع الذي نقوله في نفسه فإن يقل جهميهم كيف استوى؟ كيف يجيء؟ فقل له كيف هو؟ اذا سأل سائل عن كيفية الصفات الإلهية فاسأله عن كيفية ذات الله عز وجل فانه ينقطع عن القول فيها فكما انقطع عن القول في الذات يجب على العبد ان ينقطع عن القول في كيفية صفات الله سبحانه وتعالى وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى قاعدة شريفة في باب الاسماء والصفات فقال وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات فالنفي والاثبات في الاسماء والصفات يجريان فيما وصف الله وسمى به نفسه. وكذلك هما واقعان فيما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات فاسماء الله عز وجل باعتبار النفي والاثبات نوعان فاسماء الله عز وجل باعتبار النفي والاثبات نوعان. اولهما الاسماء النافية الاسماء النافية مثل القدوس والسلام والنوع الثاني الاسماء المثبتة مثل الله والرحمن والرحيم والمراد بالنفي المذكور في الاسماء هو ما يتعلق بمعانيها لا لا بمبانيها فان الاسم الالهي لا يجيء منفيا في مبناه وانما يجيء النفي في معناه كالاسمين الذين ذكرناهما وهما السلام والقدوس فان المعنى الذي ينشأ منهما نفي كل ما لا يليق بالله عنه فهما دالان على تنزيه الله عز وجل فالنفي الذي يذكر في الاسماء يراد به النفي المتعلق بمعانيها فان من الاسماء ما يكون معناها دالا على النفي واما واما الابناء فان الاسماء الالهية لا تجيء الا على وجه الاثبات وهذا معنى قول المصنف وهو قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات فجعل النفي مسلطا على الاسماء كما هو مسلط على الصفات والنفي الذي يذكر في الاسماء ليس نفيا في المبنى وانما نفيا في المعنى وكذلك الصفات الالهية هي باعتبار النفي والاثبات تنقسم الى نوعين اولهما الصفات المنفية كنفي النوم والظلم الصفات المنفية كنفي النوم والظلم والثاني الصفات المثبتة كالالهية والرحمة والفرق بين نفي الاسماء والصفات ان النفي في الاسماء يوجد في المعاني لا المباني اما النفي في الصفات فيوجد في المباني والمعاني والفرق بين النفي والاثبات في الاسماء والصفات ان النفي في الاسماء يوجد في المعاني لا المباني. اما النفي في الصفات يوجد في المباني والمعاني ما معنى هذا الكلام هذه مسألة جليلة لان كل سراح الواسطية لم يذكروها الا واحدا رحمه الله في شرحه المطبوع ثم في شرحه الاخر بعد المطبوع تردد في المسألة وهي وجود النفي في الاسماء. مع ان كلام المصنف صريح في ذلك فانه قال وهو قد جمع فيما وصفه وسمى به نفسه بين النفي والاثبات. فيكون النفي موجودا في الاسماء كما هو موجود في الاثبات. كما هو موجود في الصفات لكن الفرق بينهما ان النفي المتعلق في الاسماء بالاسماء في المعاني اما في الصفات ففي المباني والمعاني فمثلا اسم السلام كما سلف عند اهل العلم معناه ان الله عز وجل سالم من كل نقص وعيب وهذا اثبات لمعنى ام نفي لمعنى في الاصل نفي في الاصل نفي لانه نفي للنقائص والعيوب عن الله سبحانه وتعالى واما في الصفات فانه يأتي النفي في المبنى والمعنى كما قال الله سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم فنفى عن نفسه سبحانه وتعالى ان تعتريه سنة وهي النعاس او يأخذه سبحانه وتعالى نوم. فالنفي المتعلق هاتين الصفتين وقع في في المبنى يعني في اللفظ في المبنى والمعنى اما في الاسماء فان النفي يقع في المعنى دون المبنى والنفي في الاسماء والصفات لا يراد لذاته وانما يراد منه اثبات الكمال المقابل له وهذا وجه من قال من الاخوان ان السلام اثبات لان المقصود من النفي فيه هو اثبات الكمال لله عز وجل في حياته وقيوميته فكل صفة من الصفات التي وقعت في القرآن والسنة على وجه النفي فان المراد من النفي هو اثبات ايش ايش؟ الكمال المقابل لها فمثلا قوله تعالى وما ربك بظلام للعبيد. هذه الصفة هي نفي الظلم والمراد منها اثبات كمال عدل الله سبحانه وتعالى نعس احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن حيث يقول قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وما وصف به نفسه في في اعظم اية في كتابه حيث يقول الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم. اي لا يكره ولا يثقله. ولهذا هذا كان من قرأ هذه الاية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح. وقوله وتوكل على الحي الذي لا يموت. وقوله سبحانه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم وقوله سبحانه وهو العليم الحكيم وقوله العليم الخبير وقوله يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وقوله وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. وقوله وما اتحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه. وقوله لتعلموا ان الله على كل شيء قدير ان الله قد احاط بكل شيء علما. قد يقول القارئ احيانا وقوله وهي ليست عندكم. لكنها لازمة في القراءة كما هل تلزم قال حدثنا في الاسانيد حتى لا يتوهم تتابع الايات وانها في سورة واحدة. فاذا قرأ انسان ايات متفرقة من سور متعددة فلا يأتي بها في نسق واحد. بل يفرق بينها بقوله وقوله وقوله او قال وقالت تنبيها الى عدم تتابعها وما يثبت وما يترك من اثبات وقوله او وقال هكذا هو في النسخة المقروءة على المصنف. وكأنه اذا اراد الابتداء في ذكر معنى جديد اشار اليه بقوله وقوله او وقال نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقوله ان الله لعما يعظكم به. ان الله كان سميعا بصيرا. وقوله ولو لإذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله. وقوله ولو شاء الله قتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم ما كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. وقوله فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء. وقوله احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محل الصيد وانتم حرم ان الله يحكم ما يريد. وقوله واحسنوا ان الله يحب المحسنين قوله واقسقوا ان الله يحب المقسطين. وقوله فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم. ان الله الله يحب المتقين وقوله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وقوله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. وقوله ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا انه بنيان مرصوص وقال تعالى الله غفور رحيم وقوله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله بسم الله الرحمن الرحيم وقوله ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وقوله وكان بالمؤمنين رحيما وقال كتب ربكم على نفسه الرحمة وقال وهو الغفور الرحيم وقال فالله خير حافظا وارحم الراحمين. وقوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا وفيها وغضب الله عليه ولعنه وقوله ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه احبط اعمالهم وقوله فلما اسفنا انتقمنا منهم فاغرقناهم وقوله ولكن كره الله اللهم انبعاثهم فثبطهم وقوله كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون وقوله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في غل من الغمام والملائكة وقضي الامر وقوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها وقوله كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا. وقوله ويوم تشقق السماء بالغمام ونزه الى الملائكة تنزيلا. وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وقوله كل شيء هالك كن الا وجهه وقوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقوله وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا. بل يداهما بسوطتان ينفق كيف يشاء واصبر لحكم ربك فانك باعيننا. وقوله وحملناه على ذات الواح ودسر. تجري جزاء لمن كان كفر. وقوله والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني وقوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما وقوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. وقوله انني معكما وارى وقوله ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون وقوله الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين وقوله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. وقوله وهو شديد المحال وقوله ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. وقوله انهم يكيدون كيدا. واكيد كيدا وقوله ومكروا مكروا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. وقوله ان تبدوا خيرا او تخفوه او اعفو عن سوء فان الله كان عفوا قديرا وقوله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم وقوله ولله العزة ولرسوله وقوله فبعزتك لاغوينهم اجمعين. وقوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام حرام وقوله فاعبد هو لعبادته هل تعلم له سميا؟ وقوله ولم يكن له كفوا احد احد وقوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. وقوله وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. وقوله يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك الملك ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا. وقوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض. سبحان الله وهي عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون. وقوله فلا تضربوا لله ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. وقوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانه وان تقولوا على الله ما لا تعلمون اعلمون وقوله الرحمن على العرش استوى وقوله ثم استوى على العرش في ستة مواضع وقوله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي. وقوله بل رفعه الله اليه. وقوله اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقوله يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات طلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. وقوله امنتم من في السماء ان يخسر بكم الارض فاذا هي تمور ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف وقوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما تخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئه بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم وقوله لا تحزن ان الله معنا وقوله انني معكما اسمع وارى وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله واصبروا ان الله مع الصابرين. وقوله من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله. والله مع الصابرين وقوله ومن اصدق من الله حديثا وقوله ومن اصدق من الله قيلا وقوله واذ قال الله يا عيسى ابن مريم وقوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. وقوله وكلم الله موسى تكليما وقوله منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وقوله ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه وقوله وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا. وقوله واذ نادى رب موسى ان ائت القوم الظالمين وقوله وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين. وقوله تعالى قال ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون؟ وقوله تعالى ويوم يناديهم تقول ماذا اجبتم المرسلين؟ وقوله وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله وقوله وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحذفونه من بعد ما عقلوه وقوله تعالى يريدون ان يبدلو كلام الله قل لن تتبعون وقوله واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته وقوله ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه مختلفون وقوله وهذا كتاب انزلناه مبارك وقوله لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. وقوله واذا بدلنا اية ثم كان اياتي والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفترض. بل اكثرهم لا يعلمون. قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين. ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين. وقوله وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. وقوله على الارائك ينظرون. وقوله للذين الحسنى وزيادة وقوله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وهذا الباب في كتاب الله كثير من تدبر القرآن طالب الهدى منه تبين له طريق الحق لما قرر المصنف رحمه الله تعالى قاعدة اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات ذكر ايات واحاديث تدخل في الجملة المتقدمة وتتضمن طرفا حسنا منها وموجب اقتصاره على الاي والاحاديث في الاسماء والصفات وكون بابها مبنيا على النقل المحض. فلا يثبت شيء منها لله عز وجل الا ببرهان جلي بورود دليل قرآني او حديث نبوي في اثبات شيء من الاسماء والصفات او نفيها وهذا معنى قول اهل العلم رحمهم الله تعالى باب الاسماء والصفات مبني على التوقيف. اي موقوف على ورود الدليل من بل الصادق من الكتاب او السنة وما ورد من اثار الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب هو من جملة السنة لانه لا يقال فيه بالرأي فيحكم بكونه مرفوعا حكما. وما خرج عن الكتاب والسنة فلا عبرة به في اثبات الاسماء والصفات ولا نفيها وقد استغنى المصنف رحمه الله تعالى بسياق الايات والاحاديث اجمالا عن تفصيل ما فيها من المعاني لظهور دلالات على المراد وعدة الايات وعدة الادلة القرآنية التي اوردها مئة واحد عشر دليلا. وعدة الاحاديث النبوية ستة عشر حديثا تضمنت جملة مستكثرة من الاسماء والصفات الالهية فمن الاسماء الالهية في الايات القرآنية المذكورة اسم الله. قال الله تعالى قل هو الله احد وقال الله لا اله الا هو وقال لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. في اية اخرى مما ذكر المصنف ومنها الاحد قال الله تعالى قل هو الله احد ولم يأتي معرفا في القرآن وانما ورد في السنة النبوية الصحيحة فمن اسمائه سبحانه وتعالى الاحد معرفا بال ومنها الصمد وهو السيد الكامل المقصود في الحوائج وهو السيد الكامل المقصود في الحوائج. قال الله تعالى الله الصمد ومنها الحي والقيوم قال الله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم وقال وتوكل على الحي والقيوم هو القائم على نفسه والقائم على غيره هو القائم على نفسه والقائم على غيره ومنها العلي والعظيم قال الله تعالى وهو العلي العظيم ومنها الاول والاخر والظاهر والباطن. قال الله تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم من حديث علي رضي الله عنه تفسير الاول بانه الذي ليس قبله شيء وان الاخر الذي ليس بعده شيء والظاهر الذي ليس فوقه شيء. والباطن الذي ليس دونه شيء واغنى المقال النبوي عما سواه فلا يحتاج في بيان معنى هذه الاسماء الى غير ما جاء من هداه صلى الله عليه وسلم ومنها العليم والحكيم والخبير. قال الله تعالى وهو العليم الحكيم. وقال وهو بكل شيء عليم. وقال العليم الخبير ومنها الرزاق وذو القوة اي صاحبها والمتين وهو شديد القوة قال الله تعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ومنها السميع والبصير قال الله تعالى وهو السميع البصير وقال ان الله كان سميعا بصيرا ومنها الغفور والرحمن والرحيم. قال الله تعالى وهو الغفور الرحيم. وقال بسم الله الرحمن الرحيم وقال وكان بالمؤمنين رحيما ومنها الرب قال الله تعالى ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. فقال كتب ربكم على نفسه الرحمة وذكر الرب في القرآن يأتي مضافا غالبا الا في موضع واحد وهو قوله تعالى سلام قولا من رب رحيم فلم يجد الرب غير مضاف الا في هذه الاية وبقية المواضع التي يذكر فيها اسم الرب يجيء مضافا كرب العالمين. ومنها العفو والقدير. قال الله تعالى فان الله كان عفوا قديرا ومنها ارحم الراحمين. قال الله تعالى وهو ارحم الراحمين ومنها خير الماكرين قال الله تعالى والله خير الماكرين ومنها عالم الغيب والشهادة. قال الله تعالى عالم الغيب والشهادة وهذه الاسماء الثلاثة المذكورة اخرا وهي خير الماكرين وارحم الراحمين وعالم الغيب والشهادة تسمى اسماء مضافة لان الاسماء الالهية باعتبار الافراد والاضافة تنقسم الى نوعين الاسماء الالهية باعتبار الافراد والاظافة تنقسم الى نوعين احدهما الاسماء المفردة مثل الله والرحمن والرحيم والثاني الاسماء المضافة مثل رب العالمين وارحم الراحمين وخير الماكرين اشار الى هذين النوعين في الاسماء الالهية ابو العباس ابن تيمية الحفيد في الفتاوى المصرية وزاد تلميذه ابن القيم في بدائع الفوائد وفي شفاء العليل نوعا ثالثا وهو الاسماء الالهية المزدوجة المتقابلة الاسماء الالهية المزدوجة المتقابلة مثل القابض الباسط النافع الضار المانع المعطي فان هذه الاسماء بمنزلة الاسم الواحد الذي لا تقسم حروفه فكما يمتنع قسمة اسم الرحمن الى نصفين في اللفظ والحكم يمتنع قسمة هذا النوع من الاسماء الى قسمين في اللفظ والمعنى فلا يطلق اسم المانع دون الضار. ولا الباسط دون القابض. فهما بمنزلة الاسم الواحد وهذا النوع الذي ذكره ابن القيم اصله في حديث نبوي واحد رواه اصحاب السنن سوى النسائي من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله هو الرازق المسعر القابض الباسط واسناده صحيح هذا الحديث صالح للاعتماد عليه في اثبات هذا النوع الا ان ما ذكره ابن القيم وغيره من الاسماء المتقابلة كالنافع والضار وغيرها ليس فيه شيء يثبت من ادلة النقل. وانما الثابت في ادلة النقل هو اسم القابض الباسط. فيصلح ان يكون نوعا اذا تتمم به القسمة التي ذكرها شيخه ابو العباس ابن تيمية الحفيد في الفتاوى المصرية ومن الصفات الالهية المذكورة في الايات الالوهية والاحدية والصمدية والحياة والقيومية والعلو والعظمة والاولية والاخرية والظهور والبطون والعلم والحكمة والحكم والخبر والخبر والخبرة والبصر والبصر والبصيرة والقوة والمتانة وهي شدة القوة والسمع والبصر والمغفرة والرحمة والربوبية والعفو والقدرة والتقدير والرزق وهذه الصفات الالهية مستفادة من الاسماء الالهية التي سلف اثباتها بدلائلها لان من قواعد الباب ان كل اسم من اسماء الله عز وجل يتضمن صفة الهية من صفات ربنا سبحانه وتعالى او اكثر فاسم الله دال على صفة الالوهية واسم الرحمن دال على صفة الرحمة. وهلم جرا وقد يتضمن الاسم اكثر من صفة لكن لابد ان يساعد على ذلك الوضع اللغوي ولا يأباه الدليل الشرعي فاسم الحكيم مثلا دال على صفتي الحكم والحكمة فيستفاد من هذا الاسم صفتان لربنا سبحانه واسم البصير دال على ثلاث صفات فالصفة الاولى صفة البصر ومتعلقه المرئيات والصفة الثانية صفة البصر ومتعلقه جلائل المعلومات والصفة التالتة البصيرة ومتعلقها دقائق المعلومات وكما يقال في اسم البصير يقال في اسم الخبير. فانه دال على ثلاث صفات. فالصفة الاولى الخبر ومتعلقه المعلومات من جهة الخبر والصفة الثانية الكبر ومتعلقه جلائل المعلومات والصفة الثالثة الخبرة ومتعلقها دقائق المعلومات وهذا الاستمداد للصفات المذكورة يساعد عليه الوضع اللغوي ولا يأباه النقل الشرعي فان ما وضعته العرب في كلامها مما يستمد من هذا الاصل يرجع الى الصفات التي ذكرنا. وليس في النقل ما يأباها. بل ادلة النقد متكررة في الاعلام بان بان الاسماء الالهية تتضمن صفات لله عز وقد تكون الصفات المضمنة في الاسماء صفة واحدة او ثاء او او اثنتين او ثلاث وهذا الباب وهو باب اثبات الصفات وفهم معانيها فيه ضعف ظاهر قليلا وحديثا وذلك ناشئ من عدم العناية بعلوم العربية فقد تجد من الناس من هو واسع الباعي في علوم الاعتقاد لكن لا معرفة له بعلوم الاشتقاق والصرف والنحو. فيغيب عنه معرفة جملة من الصفات الالهية لاجل هذا والقدماء صنفوا في الاسماء اكثر من تصنيفهم في الصفات ولم يقم هذا الباب على سوقه. وفي ايدي الناس مصنفات متأخرة باسم الصفات الالهية اجتهد مصنفوها في ذكر جملة من الصفات الالهية. لكن تركوا وراءهم قدرا كثيرا من الصفات التي لله اي عز وجل مما يكون في اسمائه الحسنى. فمن اراد ان يقف على مدارك الصفات فليعمل قواعد العربية مع ملاحظة الخطاب الشرعي فينظر في كل اسم من اسماء الله سبحانه وتعالى وما يستمد منه من الصفات على ما وضعته العرب في لسانها مع ملاحظة معيار الشريعة وميزانها في هذا الباب ومن قواعد الباب المتعلقة بالصفات الالهية ان تعلم ان صفات ربنا سبحانه وتعالى باعتبار النفي والاثبات نوعان احدهما الصفات الثبوتية او صفات المثبتة وهي التي اثبتها الله عز وجل لنفسه او اثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم وتسمى بالصفات الثبوتية والثاني الصفات المنفية وهي الصفات التي نفاها الله عن نفسه او نفاها عنه رسوله صلى الله عليه وسلم وتسمى عند اهل العلم بالصفات ايش بالصفات السلبية بالصفات السلبية والسلب والايجاب لا يعرفان في كلام العرب على هذا المعنى. وانما هو شيء اصطلحوه وضعا دون بنائه على اصل لغوي وثيق وفي الاية صفات الهية اخرى اما مما تضمنته الاسماء السابقة او يزيد عنها اورده المصنف رحمه اوردها المصنف رحمه الله تعالى بما يدل على كونها صفات فقال في الالوهية ذاكرا قول الله عز وجل الله لا اله الا هو. وقال في صفة العلم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء فقال وهو بكل شيء عليم الى اخر ما ذكره المصنف من الايات الدالة على صفة العلم. وقال في صفة السمع سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وقال تعالى لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء وقال في صفة الرحمة ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. وقال في صفة الحكم واصبر لحكم ربك. وقال ان الله يحكم ما يريد وقال في صفة التقدير وخلق كل شيء فقدره تقديرا ومن الصفات الالهية الواردة في الايات المذكورة ايضا صفة الملك. قال سبحانه وتعالى له الملك وله الحمد ومنها المشيئة والارادة. قال تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء ومنها القدرة والحفظ. قال الله تعالى ولا يؤوده حفظهما. اي لا يكرثه ولا يثقله ثبتت بهذا الاثار عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد بن جبر وغيرهما فلا يعجز سبحانه وتعالى عن حفظ السماوات والارض لكمال قدرته ومنها صفة المحبة قال الله تعالى ان الله يحب المحسنين وقال ان الله يحب المقسطين الى اخر الاية التي ذكرها المصنف ومنها صفة الكتابة قال الله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة ومنها صفة الرضا قال الله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه ومنها صفة الغضب وصفة اللعن قال الله تعالى وغضب الله عليه ولعنه ومنها صفة السخط والرضوان. قال الله تعالى ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه والسخط والسخط لغتان صحيحتان وبهما تكون الصفة فيقال صفة السخط وصفة السخط وهو شدة الغضب ومقابلها الرضوان بكسر الراء وتضم ايضا فيقال الرضوان والرضوان والصفة بهما معا ومنها صفة الاسف والانتقام وصفة الانتقام قال الله تعالى فلما اسفونا انتقمنا منهم والاسف هو شدة الغضب والاسف هو شدة الغضب طيب ما الفرق بين السخط والاسف تقدم عندنا ان السخط شدة الغضب والاسف شدة الغضب. طيب ما الفرق بينهم لماذا بينهما فرق اولا لماذا بينهما فرض لماذا بينهما فرق اصلا لماذا بينهما فرض ليش ما نقولها؟ هو هو اليس في اللسان العربي هذا شدة الغضب وهذا شدة الغضب ها لا لماذا بينهما؟ لابد ان يكون بينهما فرض سم يا اخي عند هذا كلام حسن هذا باللغة العربية لكن نحن نقول الكمالات الالهية لان مقتضى الكمال الالهي الا تكون صفة الله عز وجل هذه بمعنى صفة الله عز وجل هذه. والا لم يكن في هذه كمال زائد على هذه فان صفات الله سبحانه وتعالى لابد ان يكون في اتصافه بهذه الصفة ما يزيد به عن اتصافه بهذه الصفة فقط. ففي اثبات الصفتين معا لله من الكمالات ما لا يكون في اثبات احدى الصفتين. فما يلزم من اثبات الكمالات لله عز وجل يقتضي ان يكون معنى كل صفة يدل على كمال ليس في الاخرى. كما ان الوضع اللغوي كما ذكر الاخ يلزم منه ان عند ان كل كلمة في لسان العرب لا تكون بمعنى الاخرى من كل وجه ابدا. لا يمكن ان تكون عند العرب بمعنى الاخرى انما يشتركان في قدر ويفترقان في قدر اخر. كما سيأتي بيانه في شرح مقدمة اصول التفسير. والفرق بين الاسف والسخط ان السخط يكون مصحوبا بكراهية اكثر ان السخط يكون مصحوب يكون مصحوبا بكراهية اكثر ولذلك فجزاء اهل الجنة قوله تعالى لهم في الحديث القدسي اليوم احل عليكم رضاي فلا اسخط عليكم ابدا فنفى عنهم اشد ما يتخوف منه من شدة غضب الله عز وجل وكراهيته ومنها صفة الكراهة وصفة التثبيط. قال تعالى ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم والكراهة والكراهية لغتان في هذه الصفة والتثبيط الحبس والمنع ومنها صفة المخ قال الله تعالى كبر مقتا عند الله والمقت هو اشد البغض ومنها الاتيان قال الله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله؟ وقال او يأتي ربك ومنها المجيء. قال الله تعالى وجاء ربك طيب هل هناك فرق بين المجيء والاتيان ما الجواب على البديهة نعم خلاص هذه قاعدة عندكم لابد تبحث دائما هذه قاعدة عند العرب لا تتخلف ولكن الشأن في ادراك مرامي العرب في كلامها وهذا هو الذي فقه اللغة فكما ان الاحكام لها فقه يطلع منه الى الفرق والجمع فيها فكذلك لسان العرب فيه فرق يطلع منه على ما تقع عليه بهذه الكلمة من المعاني وما تقع عليه هذه الكلمة من المعاني. ثم انه كما سبق كل صفة من صفات الله عز وجل فيها كمال ليس في الصفة الاخرى ولذلك بين الاتيان والمجيء فرق وهو الاتيان اشد من المجيء طيب طيب والاخ اللي هنا لماذا متأخر وايضا في ايات اتى امر الله فيما وقع الجواب ان يقال ان الاتيان دال على قوة الورود اما المجيء فدال على ورود مجرد ان الاتيان دال على قوة الورود فهو مصحوب بقوة قال الله تعالى فاتى الله بنيانهم من القواعد فاتى الله بنيانهم من القواعد. وهذا كان على وجه ايقاع العذاب بهم فيجيء على وجه قوي. وقال الله تعالى في ابنة شعيب فجاءته احداهما تمشي على استحياء فذكر ورودها على بما يدل على تباطؤها وتثاقلها فالمجيء يدل على مجرد ورود. واما الاتيان فانه يدل على ورود قوي ولما ذكرت لبعض الاخوة هذا الفرق اورد علي ما وقع في ما وقع بعضه في خاطر الاخ ان ما يكون في الاخرة جاء تارة بذكر الفعل اتى وجاء تارة بذكر الفعل جاء كقوله تعالى او يأتي ربك يعني في الاخرة. وقال تعالى وجاء ربك وهذا ايضا في الاخرة والملك صفا صفا فما الجواب الجواب ان ان الفعل جاء متعلق بابتداء الورود والفعل اتى متعلق بكمال الورود ان الفعل جاء متعلق بابتداء الورود والفعل اتى متعلق بكمال الورود يعني قد ثبت الامر واتضح وبان. ولذلك جاء في مقام التهديد او يأتي ربك ولما جاء في مقام الخبر قال وجاء ربك والملك صفا صفا وذكر المصنف قوله تعالى ويوم تشققوا السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا. وهذه الاية هي في اثبات صفة الاتيان بمنزلة اللازم. فلما كان ذلك مقدمة لاتيان الله عز وجل ذكر المصنف رحمه الله تعالى هذه الاية في ايات الصفات ومنها صفة الوجه كما قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام والجلال هو غاية العظمة ومنها صفة اليدين ومنها صفة الانفاق قال تعالى ينفق كيف يشاء. ومنها صفة اليدين قال الله تعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقال بل يداه مبسوطتان واقتصر المصنف رحمه الله تعالى على ذكر ما ورد في القرآن من اثبات اليدين مثناة لله مع مجيئها فيه ايضا مفردة كقوله تعالى تبارك الذي بيده الملك ومجيئها مجموعة في قوله تعالى مما عملت ايدينا وانما اقتصر المصنف على التثنية لانها الحقيقة في الصفة واما الافراد فيراد منه اثبات جنس الصفة واما الجمع فيراد به تعظيم الله سبحانه وتعالى ومنها صفة العينين قال الله تعالى واصبر لحكم ربك فانك باعيننا فقال ولتصنع على عيني ولايات قرآنية والاحاديث النبوية الصحيحة الصريحة ليس فيها تثنية العينين وانما استفيد ذلك من الحديث الوارد في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف المسيح الدجال انه اعور وان ربكم ليس باعوض والعور عند العرب او عند العرب صفة لذي عينين احداهما معيبة العور عند العرب صفة لذي عينين احداهما معيبة. فلما نفي العور عن الله عز وجل المعنى المستفاد من الاثبات هو ان له سبحانه وتعالى عينين استدل بهذا جماعة من الائمة منهم احمد بن حنبل وعثمان بن سعيد الدارمي ونقل الاجماع على ذلك واضح يعني العين جاءت في القرآن مفردة قال تعالى ولتصنع على عيني والمراد منها اثبات جنس الصفة صفة العين وجاءت مجموعة مثل قوله تعالى تجري بأعيننا على ارادة التعظيم ولم تجئ مثناة في اية قرآنية ولا في حديث صحيح صريح ولكن يستفاد ذلك عند اهل السنة من الحديث سابق الذكر فان قال قائل فاين قول المصنف وغيره في صدر هذه العقيدة ولا يقاس بخلقه اين هذا من اعمال القياس؟ في الحديث المتقدم ان ربكم وان ربكم ليس باعور فما الجواب واضح الاشكال الجواب ها يا مازن احسنت ان هذا ليس قياسا وانما هو الوضع اللغوي للعور فالعور في لسان العرب لا يكون وصفا لذي عين. ولا وصفا لذي اعين وانما يكون وصفا لذي عينين احداهما معيبة فلما اثبتت العينين اثبتت العينان للمسيح الدجال على وجه النقص كان معنى ذلك اثباتهما لله على وجه الكمال وليس هذا الاثبات من باب القياس وانما من باب الوضع اللغوي. وفي هذا الباب يغلق من يغلط في عدم تفريق بينما يجري بالوضع اللغوي وبين ما يجري مبنيا على القواعد التي اخترعها المتكلمون من التأويل وغيره لابد ان تعرف جليل اثر الوضع اللغوي في فهم الشريعة. وكما قال الشاطبي الشريعة عربية فلا يتمكن من فهمها الا من اوغل في علوم العربية وله كلام عظيم في كتاب الموافقات في بيان شدة افتقار فهم القرآن والسنة الى اللغة حتى انه ابلغ في ذلك فذكر ان المجتهد المطلق لا يبلغ هذا المبلغ في علوم الشريعة حتى يكون في العربية بمنزلة سيبويه والمازني واضوابهما لان فهم القرآن والسنة متوقف عن العربية. ومن رعى هذا الاصل فيما يتفهمه من كتاب الله عز وجل فسيجد من بكلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يجده من لم يوغل في معرفة العربية ولسنا نريد بالعربية فقط النحو والصرف وهما من اعظم علومها ولكن من اهم علومها ايضا بلاغة اللسان العربي مع معرفة مفردات اللغة فان هذين العلمين من اهم العلوم التي ينبغي ان يعتني بها الطالب بعد النحو والصرف. فالبلاغة ومعرفة مفردات العربية عظيمة الاثر في فهم كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الصفات التي ذكرها المصنف في الاية الواردة صفة الحمل قال الله تعالى وحملناه على ذات الواح ودسر ومنها صفة الرؤية قال الله تعالى انني معكما اسمع وارى. ومنها صفة المحال. قال الله تعالى وهو شديد المحال والمحال هو الغلبة بمكر وكيد هو الغلبة بمكر وكيد ومنها صفة المكر قال الله تعالى ومكروا ومكر الله وقال ومكروا مكرا ومكرنا مكرا ومنها صفة الكيد قال تعالى انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا وهذه الصفات الالهية الثلاث صفات تثبت لله عز وجل على وجه التقييد. لان كمالها لا يظهر الا بنزولها بمن يستحقها وصفات الله عز وجل من جهة الاطلاق والتقييد نوعان النوع الاول صفات مطلقة كالرحمة والعلم والكرم والنوع الثاني صفات مقيدة كالمحال والمكر والكي ومعنى التقييد قرنها بما يدل على وقوعها كمالا. قرنها بما يدل على وقوعها كمالا. وذلك بنزولها بمن يستحقها وذلك بنزولها بما يستحقها. فلا تجيء في القرآن الا على وجه التقييد لقوله تعالى ومكروا مكرا ومكرنا مكرا فالصفات المقيدة هي التي تجيء على وجه التقييد ومنشأ تقييدها ان الكمال فيها لا يظهر الا اذا كانت حائقة بمن يستحقها فان الكيد والمكر والمحال يكون نقصا في حال ويكون كمالا في حال فالمثبت لله اي عز وجل حال الكمال منها وهو كونها متعلقة بالمستحق لها فهذه الصفات تكون صفات لله عز وجل على وجه التقييد. ولا تكون من الصفات المطلقة والمصنفون في كتب الاعتقاد يوجد فيهم من يذكرها على وجه الاطلاق فيذكرها في ضمن الصفات المطلقة فيقول من صفات الله الرحمة والعلم والمكر والكيد والكرم والقوة والذي جاء في القرآن انما هو التقييد فقط ومن قواعد العرب ان العرب تفرق في كلامها بين التقييد والاطلاق والافراد والاضافة والقرآن عربي فكما ان هذا المأخذ في فم الكلام مرعي عند العرب فكذلك يؤخذ بالعناية في فهم كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ومنها صفة العزة قال الله تعالى ولله العزة ولرسوله ومنها صفة الجلال والاكرام قال تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. والجلال كما سبق غاية العظمة ومنها صفة الحمد قال تعالى وقل الحمد لله وقال له الملك وله الحمد ومنها صفة الخلق قال تعالى وخلق الله كل شيء. ومنها صفتا التبارك والانزال. قال تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك. وقال تبارك الذي نزل الفرقان الاية ومنها صفة التحريم قال الله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر ومنها وما بطن الاية. ومنها صفة الاستواء. قال الله تعالى الرحمن وعلى العرش استوى وقال ثم استوى على العرش في ستة مواضع ووقع تكرار هذه الصفة بنصها في ستة مواضع في القرآن بخلاف غيرها لامرين احدهما تأكيد ثبوت الصفة الالهية تأكيد ثبوت الصفة الالهية ومنع ارادة المجازي فيها تأكيد الصفة الالهية هذا الاول. تأكيد الصفة الالهية والثاني منع ارادة المجاز فيها. والثاني منع ارادة المجاز فيها ومنها صفة الرفع قال تعالى والعمل الصالح يرفعه ومنها صفة العلو قال تعالى اامنتم من في السماء ومنها صفة المعية قال الله تعالى والله مع الصابرين وقالوه ومعكم اينما كنتم في اين اخر وذكر المصنف ايات المعية بعد ايات علو الله واستوائه لابطال توهم تنافيهما ذكر صفات ذكر صفات المعية بعد صفات العلو والاستواء لنفي توهم لابطال همتنا فيهما وسيأتي للمصنف كلام مبين لهذا. ومنها صفة الانباء. قال تعالى ثم ينبئهم بما عملوا ومنها صفة الصدق. قال تعالى ومن اصدق من الله حديثا؟ فقال ومن اصدق من الله قيلا؟ ومنها صفة الحديث قال الله تعالى ومن اصدق من الله حديثا ومنها صفة القيل والقول قال الله تعالى ومن اصدق من الله قيلا وقال واذا قال الله يا عيسى ابن مريم ومنها صفة الكلام قال تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وقال وكلم الله موسى تكليما ومن كلام الله عز وجل بل هو افضله القرآن الكريم. فلذلك ذكر المصنف رحمه الله تعالى الاية المتعلقة القرآن ونزوله لانها مندرجة في اثبات صفة الكلام فالقرآن من كلام الله عز وجل. ومنها صفة النداء قال الله تعالى وناديناه من جانب الطور الايمن ومنها صفة التقريب والمناجاة قال الله تعالى وقربناه نجيا ومنها صفة التجلي قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. وقال على الارائك ينظرون فهذه الايات الاربع اللواتي ذكرهن المصنف اخرا يراد منهن اثبات صفة التجلي لله وجعل وجعل هؤلاء الايات مذكورة للدلالة على اثبات رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة غلط من جهتين الاولى ان المصنف رحمه الله تعالى ساقهن في ايات الصفات ان المصنف رحمه الله ساقهن في ايات الصفات. فالمراد من ذكرهن اثبات صفة للخالق لا اثبات صفة المخلوق وصفة الخالق فيها التجلي. وصفة المخلوق رؤيته ربه يوم القيامة والاخر ان المصنف رحمه الله تعالى سيذكر ما يتعلق برؤية المؤمنين ربهم في مقام اخر من هذه العقيدة فانما يراد في هؤلاء الايات ذكر صفة التجلي. ووقع التصريح بهذه الصفة في قوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل وفي حديث جابر عند مسلم فيتجلى لهم يضحك طيب اذا كان الله عز وجل قد صرح في الصفة لما ذكر تجليه للجبل لماذا اعرض المصنف عن الاية المصرحة الى اين؟ غير مصرحة وهي الايات الاربع التي ذكرها وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. وقوله سبحانه ولدينا مزيد وقال على الارائك ينظرون واضح الاشكال لماذا ترك الاية الصريحة وذهب الى هذه الايات نعم طيب واذا كان في الدنيا؟ هو تجلي يعني قريب انت ماخذ قريب ها لا هادي هادي ليست صفة الالهية رؤية المؤمنين هذي صفة للمخلوق لكن لا يريده صفة الصفة التي للمخلوق سيذكرها في موضع اخر الجواب ان تجلي الله للجبل اظهار للقوة والسطوة وتجليه للمؤمنين اظهار للنعمة والمنة فايهما اكمل اظهار المنة والنعمة ام اظهار السطوة والقوة اظهار المنة والنعمة فذكره اكمل لان اية تجليه للجبل فيها ذكر اظهار السطوة والقوة والايات اللواتي ذكرهن المصنفيها اظهار المنة النعمة والمنة وهذا اكمل. والامر الثاني ان رؤية الله في الدنيا خالفت فيها بعض الفرق فلم يرد المصنف ان اية توهم منها المخالفون ما ليس عليه اهل السنة والجماعة فاعرض رحمه الله تعالى عن ذكرها ومن الصفات المنفية عن ربنا الواردة في الاي نفي النوم والسنة والسنة هي النعاس. قال تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم. ومنها نفي الموت. قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت. ومنها نفي الولد قال تعالى ما اتخذ الله من ولد وقال لم يرد ومنها نفي الولادة قال الله تعالى ولم يولد ومنها نفي الكفؤ وهو ويأتي قال تعالى ولم يكن له كفوا احد. ومنها نفي السميق قال تعالى هل تعلم له سميا؟ ومنها نفي الند قال تعالى فلا تجعلوا لله اندادا ومنها نفي الشريك والولي. قال تعالى ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل والولي المنفي ايش هو الناصر المعين هو الناصر المعين الذي كان يعتقده المشركون ان لله عز وجل معينا يعينه بما ينفعه ومنها نفي المثل قال تعالى ليس كمثله شيء. وقال فلا تضربوا لله الامثال وذكر المصنف رحمه الله تعالى في جملة ايات صفات المسرودة انفا عشر ايات كلها في تقرير مسألة الصفات المنفية. اولها قوله فاعبده واصطبر لعبادته واخرها قوله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. فان الايات العشر المذكورة نسقا في هذا الموضع كلها وتدل على الصفات المنفية المسماة بالصفات السلبية والمراد من النفي كما سبق ايش؟ اثبات الكمال المقابل لها ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى تقرير الصفات المنفية بقوله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي غير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون واختار ختم تقرير الصفات المنفية بها للرد على طائفتين. قالتا في الله بغير علم اولاهما المشبهة الذين وقعوا في الشرك اذ شبهوا الرب بخلقه اولاهما المشبهة الذين وقعوا في الشرك اذ شبهوا الله بخلقه. والثانية المعطلة الذين نفوا عن الله صفات الذين نفوا عن الله صفات كماله ولما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من سياق الايات المختارة بين ان هذا الباب في كتاب الله عز وجل كثيرا. فايات الاسماء والصفات في القرآن ومن تدبر القرآن طالبا الهدى منه تبين له وجه الحق. فمن ظهر فمن نظر في اي القرآن الكريم بدا له الاثبات والنفي المذكور في الاسماء والصفات. ووقف على مسلك ذلك بينا واضحا جليا وهذا منشأ اثبات ما اثبت او نفي ما نفي من الاسماء والصفات عند اهل السنة والجماعة. فان معول اهل السنة والجماعة على القرآن والسنة ولذلك لا ينسبون عقائدهم الى احد لان عقائد اهل السنة والجماعة ليست عقيدة رجل واحد. وانما هي العقيدة التي جاءت في القرآن والسنة وكان عليها الصحابة والتابعون واتباع التابعين فلا ينسبونها الى احد. فهي ليست عقيدة مالكية ولا شافعية ولا حنبلية ولا تيمية ولا وهابية ومن تكلم من هؤلاء الائمة بما يخالف الكتاب والسنة ترك قوله مع حفظ قدره واخذ ما بما في الكتاب والسنة وتصانيفهم رحمهم الله في الاعتقاد انما هي مرقاة يوصل منها الى فهم الكتاب والسنة. فاذا فهم المقصود في الكتاب والسنة استغني عن مصنفات الرجال لان العقيدة التي تعبدها الله بها هي ما في القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه وما وصف الرسول به ربه من الاحاديث الصحاح التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول وجب الايمان بها كذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم ينزع ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم براحلته. الحديث متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم لم يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر يدخلان الجنة متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غياره ينظر اليكم ازلين قانطين. فيظل ينظر اليكم يضحك اعلم ان فرجكم قريب حديث حسن. وقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من المزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه وفي رواية عليها قدمه فينزوي بعضها الى بعض وتقول قط متفق عليه وقوله يقول الله عز وجل لادم عليه السلام يا ادم فيقول لبيك وسعديك بصوت ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار. متفق عليه وقوله ما من احد الا لا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان. وقوله في رقية المريض الذي في السماء تقدس اسمك امرك في السماء والارض كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض اغفر لنا وخطايانا انت رب الطيبين انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ. رواه وابو داوود وقوله الا تأمنونني وانا امين من في السماء؟ رواه البخاري وغيره وقوله والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما انتم عليه. رواه ابو داوود والترمذي وغيرهما. وقوله للجارية الى الله قالت في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة. رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت. حديث حسن وقوله اذا قام احد الى الصلاة فان الله قبل وجهه فلا يبصن قبل وجهه ولا عن يمينه ولكن عن يساره او تحت قدمه متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع والارض ورب العرش العظيم ربنا رب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك من شر كل دابة اخذ بناصيتها انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء كالباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين واغنني من الفقر. رواه مسلم. وقوله لما رفع اصحابه اصوات تهم بالذكر ايها الناس اجمعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته متفق عليه وقوله انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته. فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب بها فافعلوا. متفق عليه الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر فان الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما اخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل هم الوسط في فرق الامة كما ان الامة هي الوسط في الامم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ستة عشر حديثا من احاديث الصفات اوردها بعد اياته لان السنة وحي من وحي كالقرآن والاسماء والصفات مردها نفيا واثباتا الى الوحي وهو القرآن والسنة وبين المصنف رحمه الله الصلة بينهما بقوله والسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه فعلائق اتصال الكتاب والسنة اربع فعلائق اتصال الكتاب والسنة اربع الاولى تفسير السنة للقرآن تفسير السنة للقرآن والثانية تبيين السنة للقرآن تبيين السنة للقرآن والفرق بينهما ان التفسير يتعلق بالايضاح التفصيلي ان التفسير يتعلق بالايضاح التفصيلي والتبيين يتعلق بالايضاح الاجمالي والتبيين يتعلق بالايضاح الاجمالي والثالثة دلالة السنة على القرآن دلالة السنة على القرآن والرابعة تعبير السنة على القرآن والفرق بينهما ان دلالة السنة مجيئها بما بمثل ما في القرآن مجيئها بمثل ما في القرآن. وتعبيرها عنه مجيئها بنظير ما في القرآن مجيئها بنظير ما في القرآن مما يلاقيه في اصل ويفارقه في لفظ مما يلاقيه في اصل ويفارقه في لفظ وجميع الاحاديث التي ذكرها المصنف هي في الصحيحين اتفاقا وانفرادا سوى اربعة احاديث لم يروها البخاري ولا مسلم احدها قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده الحديث رواه احمد وفيه ضعف والمشهور في لفظه ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره والغير التغيير من حال الى حال الغيرة التغيير من حال الى حال ومعنى قوله في الحديث ازلين اي في ضيق وشدة اي في ضيق وشدة ويجوز فيه المد ايضا فيقال ازلين والثاني قوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض ربنا الله الذي في السماء الحديث رواه ابو داوود واسناده ضعيف والثالث قوله صلى الله عليه وسلم والعرش فوق الماء والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. رواه ابو داوود والترمذي في عزو المصنف وهو يريد حديث العباس رضي الله عنه المعروف بحديث الاوعال صرح به في مناظرة الواسطية وفي الحموية وليس هو عندهما بهذا اللفظ بل بلفظ اخر اما الحديث بلفظه الذي ذكره المصنف فهو عند ابن خزيمة والطبراني في المعجم الكبير من حديث ابن مسعود رضي الله عنه بسند صحيح موقوفا بسند حسن تاني موقوفا من كلامه وله حكم الرفع لانه خبر عن غيب لا يطلع عليه الا بوحي فوقع للمصنف انتقال ذهن وجعل هذا الحديث منسوبا بهذا اللفظ الى ابي داوود والترمذي وليس هو فيهما بهذا اللفظ. والرابع قوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان الحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير واسناده ضعيف والاحاديث الصحيحة تغني عن الضعاف واوردها المصنف لانها ثابتة لانها ثابتة عنده كما قال وما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم به ربه عز وجل من الاحاديث الصحاح التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول الى اخر قيل ما ذكر. والصحيح يندرج فيه الحسن عند جماعة من الحفاظ. كأن المصنف اراد بقوله من الاحاديث الصحاح يعني من الاحاديث المقبولة الذي يشمل معنى الصحيح والحسن معا وعزوه الى اهل المعرفة تلقي الاحاديث المذكورة بالقبول مع ضعف بعضها اتفاقا محمول على احد امرين احدهما ارادة مجموعها لا جميعها ارادة مجموعها لا جميعها فهي في الجملة مقبولة دون تفاصيلها فهي في الجملة مقبولة دون تفاصيلها فتكون حكاية القبول باعتبار الاغلب يعني ان اغلب هذه الاحاديث مقبول عند اهل المعرفة والا فيها من اتفق اهل المعرفة على ضعفه والثاني ارادة قبولها في سردها في احاديث الاسماء والصفات ارادة قبولها في سردها في احاديث الاسماء والصفات وانها تنزل منزلة التابع الذي يذكر للاعتضار لا للاعتماد وانها تنزل منزلة التابع الذي يذكر للاعتظاظ لا للاعتماد. وهذه طريقة المصنفين في هذا الباب من اهل السنة والجماعة كابن خزيمة في كتاب التوحيد وابن منده في كتاب التوحيد وفي كتاب الايمان فانهما يوردان احاديث يصرحان بضعفها وانما ذكراها لانها تجري مجرى التابع الذي يذكر في باب الاعتظاد اعتماد استقلالا بقي التنبيه الى ان لفظ ولا حاجة في حديث هكذا هو في النسخة المقروءة على المصنف وهو ثابت في رواية الكشميهني لصحيح البخاري. ففي رواية الكشميهني ولا حاجب. ورواية غيره ولا حجاب واسم الاشارة ذلك في قوله وجب الايمان بها كذلك عائد على قوله اولا من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل واعاد التصريح به في اخر الجملة من كلامه رحمه الله تعالى لكن اراد ان ينبه الى ان القول في الاحاديث هو صنو القول في الايات فالقول فيهما واحد حذو القذة بالقذة. وفي هذه الاحاديث اسماء وصفات لله سبحانه وتعالى نبينها في بقية الدرس بعد صلاة المغرب باذن الله والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين