الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيدة. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن ابن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات مهمات العلم. باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليجد ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه يبسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الخامس من برنامج مهمات العلم في سنته الثالثة ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب اعتقاد اهل السنة والجماعة المعروف بالعقيدة الواسطية لاحمد لشيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية النميري المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وقد فرغ القارئ من قراءة الاحاديث التي اوردها المصنف رحمه الله تعالى في باب الاسماء والصفات وذكرنا ان عدة هذه الاحاديث ستة عشر حديثا وهذه الاحاديث المذكورة في هذه العقيدة تتضمن جملة من الاسماء والصفات الالهية فمن الاسماء الالهية الواردة فيها اسم الرب لقول النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا وقوله عجب ربنا وقوله الا سيكلمه ربه ومنها اسم الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم والله اشد فرحا. وقال ايضا يضحك الله وقال ايضا ان تعلم ان الله معك وقال ايضا اللهم رب السماوات السبع فمعنى اللهم يا الله بلا خلاف نقله ابن القيم في جلاء الافهام فيكون قوله اللهم دالا على اثبات اسم الله. ومنها رب العزة. قال النبي صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة اي صاحب العزة وهي صفة الله. ومنها رب الطيبين. قال النبي صلى الله عليه وسلم ان انت رب الطيبين. والحديث الذي ورد فيه ذكر هذا الاسم حديث ضعيف. ولا يحفظ هذا الاسم في دليل ثابت. ومنها رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ورب كل شيء. ومنها فارق الحب والنوى ومنها منزل التوراة ومنزل والانجيل ومنزل الفرقان وكلها في حديث واحد اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء الى اخره وهي جميعا من الاسماء الالهية المضافة كما تقدم بيان قاعدتها ومنها اسم الاول والاخر والظاهر والباطن. وكلها في حديث واحد انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. ومنها السميع القريب قال النبي صلى الله عليه ايها الناس يرضعوا على انفسكم وقال في اخره انما تدعون سميعا قريبا. ومعنى ارضعوا على انفسكم اي ارفقوا بها ولا تجهدوا انفسكم وهو بهمزة وصل مكسورة ثم راء مهملة ساكنة فبائن موحدة مفتوحة ومن الصفات الالهية الواردة في الاحاديث المذكورة الالوهية والربوبية والعزة والفلق وهو الشق والانزال والاولية والاخرية والظهور والبطون والسمع والقرب. وهذه الصفات مستفادة على التوالي من الاسماء الالهية التي تقدمت الله والرب ورب العزة وفالق الحب والنوى الى اخر ما تقدم وفق القاعدة سالفة الذكر ان اسماء الله سبحانه وتعالى تدل على صفاته. ومن ومن الصفات الالهية الواردة في الاحاديث المذكورة ايضا صفة النزول قال صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا ومنها صفة الفرح قال صلى الله عليه وسلم فالله اشد فرحا ومنها صفة العجب والضحك والعلم وكلها في قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليكم هزلين فيظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب. وتقدم ان هذا الحديث فيه ضعف وما فيه من الصفات الالهية فهي ثابتة بادلة تقدمت عند المصنف سوى صفة العجب ويدل عليها قوله تعالى بل عجبت ويسخرون على قراءة الضم لحمزة وارتساء وخلف العاشر ففيها اثبات صفة العجب لله سبحانه وتعالى ومنها صفة القدم لقوله صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة فيها قدمه. وفي رواية عليها قدمه. ومنها صفات القول والنداء والصوت قال تعالى يقول الله عز وجل ثم قال في نادي بصوت الحديث. ومنها صفة الكلام قال صلى الله عليه وسلم ما منكم الا سيكلمه ربه ومنها صفة العلو قال صلى الله عليه وسلم الا تأمنوني وانا امين من في السماء وقال والله فوق العرش ومنها صفة المعية قال صلى الله عليه وسلم ان تعلم ان الله معك حيثما كنت. وقال صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه ومنها صفة التجلي. قال صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القوم ضليلة البدر. ورؤيا الخلق الله تكون بتجليه لهم سبحانه وتعالى ومنها نفي الصمم ونفي الغياب. قال صلى الله عليه وسلم فانكم لا تدعون اصما ولا غائبا. الى امثال هذه الاحاديث التي يؤمن بها اهل السنة والجماعة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف وهم هذا وسط بين فرق الامة كما ان الامة وسط بين الامم كافة. نعم. احسن الله اليكم رحمه الله فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية وبين اهل التمثيل المشبهة وهم وسط في باب افعال الله تعالى بين القدرية والجبرية. وفي باب وعيد الله بين المرجئة وبين الواعيدية من القدرية وغيرهم. وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض وبين لما قرر المصنف رحمه الله ان اهل السنة والجماعة وسط بين فرق الامة اوضح هذا الامر بذكر اصول كاشفة عن حقيقة وسطيتهم اولها اسماء الله وصفاته فهم وسط فيه بين اهل التعطيل المنكرين لها واهل التمثيل المبالغين في اثباتها ذكر مماثل لها وتانيها القدر المشار اليه بقول المصنف باب افعال الله فهم وسط بين القدرية الزاعمين ان العبد يخلق فعله استقلالا والجبرية الزاعمين ان العبد مجبور على فعله لاختيار له فيه وثالثها الوعيد بالعذاب والعقاب فهم وسط بين المرجئة الزاعمين ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك وعيدية الذين ينفذون الوعيد ان يمضونه على كل حال فلا يتخلف ويقولون فاعل الكبيرة مخلد في النار رابعها اسماء الايمان والدين فهم وسط بين الخوارج الذين يخرجون فاعل الكبيرة من دائرة الايمان ويقولون هو كافر ويحكمون عليه بالتخليد في النار والمعتزلة الذين يخرجون فاعل الكبيرة من الايمان ويوقفونه دون الكفر مصيرين اياه في مرتبة اخترعوها سموها المنزلة بين المنزلتين ففاعل الكبيرة عند المعتزلة خارج من الايمان لكنه واقف دون الكفر في منزلة سموها بالمنزلة بين المنزلتين وهم يوافقون الخوارج في الحكم عليه بالتخليد في نار جهنم وبين المرجئة والجهمية الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان. فاهل السنة والجماعة يقولون ان فاعل الكبيرة مسلم مستحق للوعيد وهو تحت مشيئة الله عز وجل ان شاء عفا عنه وان شاء عذبه ثم جعل مصيره الى الجنة وخامسها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم وسط بين الرافضة الذين بالغوا في حب بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اله وغلوا فيهم وبين الخوارج الناصبية الذين بالغوا في بغض بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسبهم بل كفروا من كفروا منهم نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله. الايمان بما اخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة من انه سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه علي على خلقه وهو سبحانه معهم اينما كانوا يعلم ما هم عاملون. كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض بستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو ومعكم اينما كنتم. والله بما تعملون بصير. وليس معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق. فان هذا لا موجبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع اليهم الى غير ذلك من معاني ربوبيته وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة. وقد دخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه. كما قال سبحانه وتعالى الا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو عليم في دنوه قريب في علوه من الايمان بالله فالايمان بعلوه ومعيته فهو سبحانه فوق عرشه علي على خلقه وهو معهم اينما كانوا وهما من جملة الصفات الالهية لكن المصنف افردهما عن نظائرهما لما علق بهما من معارضات اهل الابتداع ومناقضات اهل الاهواء من نفاة العلو او من الزاعمين ان الله سبحانه وتعالى مختلط بخلقه غير بائن منهم من اهل الحلول والاتحاد لجلالة ما اعترى هذه الصفة من مقالات المتكلمين من اهل الاهواء اعاد المصنف رحمه الله تعالى القول في ولا يراد بالمعية ان الله سبحانه وتعالى مختلط بالخلق فهذا شيء لا توجبه اللغة التي بها في القرآن والسنة كما انه خلاف ما كان عليه سلف الامة رحمهم الله وما فطر الله عز وجل عليه الخلق كافة وكون الله سبحانه وتعالى معنا وانه فوق عرشه حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان على الظنون يصان عن الظنون الكاذبة كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى ووقع في بعض نسخ الكتاب المتأخرة ذكر شيء من هذه الظنون الكاذبة مثل ان يظن ان ظاهر قوله في السماء ان السماء او تضله وهذا باطل باجماع اهل السنة والايمان فان الله سبحانه وتعالى قد وسع السماوات وسع كل السماوات والارض وهذه الزيادة المفسرة التي وقعت في بعض نسخ الكتاب المتأخرة هي اشبه شيء بكلام المصنف وكانها اخذت من اب اخر له والحقت في هذا الموظع وليست هي ثابتة في النسخ في النسخة المقروءة عليه ولا يوجد هذا الكلام في شيء من كتبه المطبوعة التي بايدينا. لكن كلامه هو لكن الكلام المثبت فيها هو حذو كلامه الذي ذكر معناه في مواضع مختلفة من كتبه. ودخل في ذلك اثبات انه سبحانه وتعالى قريب من خلقه وقربه ومعيته لا تنافي علوه سبحانه وتعالى. بل هو كما قال المصنف علي في دنوه قريب في علوه والقرب الذي هو صفة من صفات الله عز وجل مختص بالمؤمنين في اصح قولي اهل العلم فلا يقال ان القرب الالهي نوعان احدهما قرب عام وهو قربه بعلمه من جميع خلقه وقرب خاص وهو قربه بتأييد والنصر من المؤمنين بل الايات التي وردت في اثبات صفة القرب انما تتعلق بالمؤمنين في تأييدهم ونصرهم وما توهم من الايات انها تدل على القرب العام فلا يراد بها قرب الله سبحانه وتعالى كقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. فالمراد قرب قرب الملائكة في تفاسير السلف رحمهم الله تعالى. فالقرب صفة الهية مختصة بعباد الله المؤمنين. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان به كتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود. وان الله تكلم به وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة عنه بل اذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عنان كلام الله سبحانه وتعالى حقيقة فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من تكلم به مبتدأ لا الى من قاله اللي غموا اديا من الايمان بالله وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله. منزل غير مخلوق. منه بدأ اي تكلم واضيف اليه واليه يعود اي برفعه من الصدور والمصاحف في اخر الزمان ثبتت بذلك الاحاديث النبوية وانعقد عليه الاجماع وهو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يقال انه حكاية عن كلام الله ولا عبارة عنه والحكاية والعبارة مذهبان رديئان احدهما وهو الحكاية للكلابية والاخر وهو العبارة للاشعرية فان الطائفتين تزعمان ان كلام الله معنى قائم بذاته ان كلام الله معنى قائم بذاته وان القرآن وغيره من الكتب الالهية هي عبارة عنه هي حكاية عنه او عبارة عنه والذي حكى ذلك او عبر عنه هو جبريل عليه الصلاة والسلام او النبي المبلغ عليه الصلاة والسلام وكان مذهب الاشعرية نظير مذهب الكلابية بالمعنى الا انهم فارقوهم في اللفظ لانهم قالوا ان لفظ الحكاية يقتضي المماثلة فكأنه اذا قيل ان القرآن حكاية عن كلام الله اي متيل له فعدلوا عن لفظ الحكاية الى لفظ العبارة فالحكاية والعبارة تشتركان في المعنى وهو كونهما معبران او حاكيان عن كلام الله الذي هو وصف قائم بذاته. ويفترقان في اللفظ الذي دل به على المراد فاختارت الكلابية لفظ الحكاية واختارت الاشعرية لفظ العبارة وعلى المذهبين فالكتب المنزلة ومنها القرآن معناها من الله دون الحروف على هذين المذهبين والكتب المنزلة ومنها القرآن معناها من الله دون الحروف واهل السنة والجماعة يقولون ان القرآن حروفه هو معانيه كلها من الله عز وجل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان بكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيالا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب. وكما يرون القمر ليلة البدر لا في رؤيته يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة. ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى من الايمان بالله وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بابصارهم بلا خفاء وقد ثبتت هذه اللفظة عيانا مرفوعة في صحيح البخاري يرونه سبحانه وتعالى في عرصات القيامة اي متسعاتها ثم يرونه سبحانه وتعالى في الجنة والفرق بين الرؤيتين من وجهين احدهما ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة رؤية امتحان وتعريف ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة رؤية امتحان وتعريف والرؤية التي تكون في الجنة رؤية انعام وتشريف والرؤية التي تكون في الجنة رؤية انعام وتشريف والاخر ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة مشتركة بين المؤمنين والكافرين والمنافقين. ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة بين المؤمنين والكافرين والمنافقين. اما الرؤية التي تكون في الجنة فتختص بالمؤمنين لان الاولى رؤية امتحان فيقع الامتحان للخلق جميعا. واما الرؤية الثانية فرؤية انعام والانعام مختص المؤمنين على هذا دلت دلائل الوحيين من القرآن والسنة فالكفار يرون ربهم في الاخرة في اصح اقوال اهل السنة والجماعة فهم مختلفون فيها على ثلاثة اقوال اصحها انهم يرونه ولا يرونه كيف كيف يرونه ولا يرونه ها يرونه بما لا يسره يعني يرونهم في الامتحان يرونه امتحانا ولا يرونه انعاما. يعني يرونه امتحانا ولا يرونه انعاما نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما بعد الموت فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه. فاما فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم فيقال الرجل من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. فيقول المؤمن الله ربي والاسلام دينا ومحمد نبيي واما المرتاب فيقول اه اه لا ادري. سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيضرب مرزبة من حديد. عندك مشدد ولا مخففة؟ عندي مشددة مشددة؟ نعم لا مخفف اجلا مخففة ليست مشددة بمرزبة من حديد نعم احسن الله اليكم فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الانسان ولو سمعها الانسان ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب الى يوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح الى الاجساد وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليها المسلمون فيقوم من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق وتنصب الموازين توزن فيها اعمال العباد فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره كما قال تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه. كما وصف ذلك في الكتاب والسنة واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته. فانه لا حسنات لهم. ولكن تعدد اعمالهم وتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها. وفي عرصة القيامة الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه عليه وسلم ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل طوله شهر وعرضه شهر. انيته عدد نجوم السماء فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين والنار يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمنهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمركاب الابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم. فان الجسر عليه كلاليب الناس باعمالهم فمن مر على الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين والنار فيقتص لبعضهم من بعض. فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. الله اكبر. واول من يفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم. وله في القيامة ثلاث شفاعات اما الشفاعة الاولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عليهم من الله السلام. الشفاعة حتى تنتهي اليه. واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة. وهاتان الشفاعتان خاصتان له. واما الشفاعة الثالثة فيشفع وفي من استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار الا يدخله ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها. ويخرج الله تعالى من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضل رحمته ويبقى في الجنة فضل عمن دخل من اهل الدنيا فينشيء الله لها اقواما فيدخلهم الجنة ما تتضمنه الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار. وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب وبالمنزلة من السماء والاثارة من العلم المأثورة عن الانبياء. وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده. شرع المصنف رحمه الله يبين الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر واليوم الاخر على ما ذكره هو كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت. وما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فهو اسم لما يكون بعد الموت. اسم لما يكون بعد الموت ولا يختص الخبر عنه بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بل يعم ما في القرآن والسنة. لكن المصنف عبر وبذلك لان الذي اوحي اليه القرآن القرآن وبلغه الينا هو النبي صلى الله عليه وسلم. فاليوم الاخر اسم جامع لما يكون بعد الموت. اسم جامع لما يكون بعد الموت وهذا احسن ما قيل في حده ذكره ابن سعدي في التنبيهات اللطيفة فيؤمن اهل السنة والجماعة بفتنة القبر وهي سؤال الملكين العبد عن ربه ونبيه ودينه فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. واما المغتاب فيقول اه اه لا ادري. سمعت الناس يقولون شيئا فقلته والمشهور في لفظ الحديث ها ها ووقع في بعظ طرقه اه اه وهو المثبت في نسخة الواسطية على المصنف ويؤمنون بنعيم القبر وعذابه وهو ما يجري على العبد من نعيم او عذاب في قبره ما يجري على العبد من نعيم او عذاب في قبره ويؤمنون بيوم القيامة اذا اعيدت الارواح الى الاجساد وقام الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا اي غير مختونين وحينئذ ينصب الميزان وهو واحد في اصح الاقوال. وانما وقع جمعه في القرآن باعتبار تعدد ما يوزن فيه فلما كان الموزون متعددا ذكر الميزان بالجمع والا فهو واحد في اصح الاقوال وتوزن فيه الاعمال وصحائفها والعاملون فالوزن يقع على ثلاثة في اصح اقوال اهل العلم. العبد العامل وعمله والصحيفة التي كتب فيها عمله وتنشر الدواوين وهي وصحائف الاعمال فيأخذ المؤمن كتابه بيمينه ويأخذ الكافر كتابه بشماله من وراء ظهره ويحاسب الله الخلائق والحساب في الشرع عدوا اعمال العبد يوم القيامة عدوا اعمال العبد يوم القيامة وله درجتان احداهما الحساب اليسير احداهما الحساب اليسير وفيها تعرض اعمال العبد عليه ويقرر بها. وفيها تعرض اعمال العبد عليه ويقرر بها والثانية الحساب العسير وفيها يناقش العبد وتستقصى عليه اعماله والكفار لا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته لانهم لا حسنات لهم فقد جوزوا بها في الدنيا وانما يحاسبون بتقريرهم على اعمالهم وتبكيتهم عليها وفي عرصات يوم القيامة وهي متسعاتها الحوض المورود لرسولنا صلى الله عليه وسلم ولكل نبي حوض ولكن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم هو اعظمها وصفا واكملها حالا ويؤمن اهل السنة والجماعة بالصراط. وهو جسر منصوب على متن جهنم اي ظهرها يوصل الى الجنة وهذا معنى قول المصنف وهو الجسر الذي بين الجنة والنار فجعله بينهما مع كونه منصوبا على متن جهنم لانه يوصل الى الجنة. يمر عليه المؤمنون فقط في اصح اقوال اهل السنة فالاحاديث ظاهرة ان المرور على الصراط مختص بالمؤمنين. واصلحها حديث ابي سعيد مرفوعا في الصحيحين واللفظ لمسلم فيمر عليه المؤمنون. ولم يذكر مرور الكافرين والمنافقين لان الكافرين والمنافقين يشاركون المؤمنين في رؤية الله عز وجل اذا تجلى لهم امتحانا وتعريفا فاذا تجلى لهم سبحانه وتعالى امر من كان يعبد غير الله ان يتبع معبوده فينصرف الكفار تابعين ما كانوا يعبدون فيسقطون مع معبوداتهم في نار جهنم ويبقى المنافقون مع المؤمنين فتلقى عليهم الظلمة فيأمرهم قبل الظلمة فيأمرهم الله سبحانه وتعالى ان يسجدوا له فيسجد المؤمنون. واما المنافقون فتبقى ظهورهم طبقا لا يستطيعون ان يسجدوا. فعند ذلك تلقى عليهم الظلمة ويجعل الله للمؤمنين انوارا على قدر اعمالهم يستدلون بها على الصراط واما المنافقين فلا نور له فيجهلون معرفة طريق الصراط فيسقطون في نار جهنم ولا يصلون الى الصراط ويختص المؤمنون بالوصول الى الصراط فيمرون عليه على قدر اعمالهم منهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل يعني الابل المحملة التي تقل الناس وامتعتهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة ولم يسبق دخوله عذاب في النار. ومن المؤمنين من اذا اخذ في مروره على الصراط تخاطفته كلاليب جهنم فسقط فيها والكلاليب جمع كلاب وكلوب وهو حديدة معقوفة كالشوكة اخرها لها رأسان او ثلاثة وهي معروفة في الجزيرة الى يومنا هذا يستعملونها في رفع اللحم في الطبخ وغيره فيرفع الناس من الصراط باخذهم بكلاليب جهنم اعاذنا الله واياكم من ذلك. ثم يوقف الذين عبروا الصراط على قنطرة بين الجنة والنار ويقتص لبعضهم من بعض فاذا هذبوا ونقوا واذن لهم في دخول الجنة. واول من باب الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم. وهو اول شافع واول مشفع صلى الله عليه وسلم والشفاعة التي يذكرها المتكلمون في باب الاعتقاد معناها شرعا سؤال الشافعي سؤال الشافعي الله له حصول خير حصول نفع سؤال الشافعي الله عز وجل للمشفوع له حصول نفع. وللنبي صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات الشفاعة الاولى شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف ان يقضى بينهم وهي الشفاعة العظماء والثانية شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة ان يدخلوها. وهذه شفاعة خاصة به صلى الله عليه وسلم. والشفاعة الثالثة شفاعة شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن استحق النار وهذه الشفاعة لا تختص به بل يشفع ايضا النبيون والصديقون وغيرهم من الشفعاء وهي تتناول عند المصنف من استحق النار الا يدخلها ومن دخل النار ان يخرج منها فهي تشمل عنده كم صنف؟ صنفين تشمل صنفين صنف دخل النار اي ان يخرج منها وصنف استحق النار لم يدخلها الا يدخلها والصحيح اختصاصها بمن دخل النار ان يخرج منها. وليس في الاحاديث الصحيحة ما يدل على انها تستحق لمن لم يدخل النار الا يدخلها كما اختاره تلميذه ابن القيم مخالفا قول شيخه فالصحيح ان شفاعته الثالثة صلى الله عليه وسلم تكون فيمن استحق النار بدخولها ان يخرج منها لان الشفاعة لا تكون الا بعد دخول اهل النار النار ففي صحيح مسلم من حديث جابر لما ذكر دخول اهل النار الذين هم اهلها من الكفار ثم دخول اهل الجنة وذكر مرور من يمر من المؤمنين على الصراط ثم اخذ الكلاليب لهم قال ثم تهل الشفاعة فابتداء الشفاعة لا يكون الا بعد دخول من يدخل من الموحدين النار واضح المسألة هذي الشفاعة لا تكون الا بعد دخول الموحدين النار. فليس هناك شفاعة تكون قبل دخول احد يستحق النار ان تقولها واما ما جاء في الصحيح من دعاء الانبياء عند الصراط اللهم سلم سلم فليس هذا شفاعة وانما هو دعاء هذا نظير ما يقوله صلى الله عليه وسلم عند ورود امته على الحوض فيرد منهم من يرد فيقول ربي امتي امتي فان قوله صلى الله عليه وسلم امتي امتي دعاء لهم بان يستنقذوا من الرد. وهو نظير دعائه هو وغيره. بالسلامة عند المرور على الصراط اما الشفاعة التي تتضمن سؤال الله عز وجل اخراج من يخرج من النار فهذه لا تكون الا بعد قولي من يدخل النار فيها كما ثبت ذلك صريحا في صحيح مسلم في قوله صلى الله عليه وسلم ثم تحل الشفاعة ويشفعون فتصير الشفاعة الثالثة مختصة بمن دخل النار ان يخرج منها. ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة احد من خلقه. بل بفظله صلى الله عليه سلم ورحمته ويبقى في الجنة فضل يعني زيادة. فينشئ الله عز وجل لها اقواما يدخلهم الجنة واحوال الدار الاخرة متعددة متنوعة لكن هذه مهماتها وتفاصيلها موجودة في الكتاب والسنة من التمسها فوجدها والعظة بخبر الكتاب والسنة في احوال الجنة والنار اعظم من العظة بكلام غيرهما. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره. والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيء فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئ وما اخطأه لم يكن ليصيبه جفت الاقلام وطويت الصحف. كما قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. ان ذلك على الله يسير. وقال ما اصاب من مصيبة كان في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير. وهذا تقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا. فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء. فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد ونحو ذلك فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديما ومنكره اليوم قليل واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم كن وانه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى. لا يكون في ملكه ما لا يريد وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه انا لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعاله والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم واراداتهم كما قال لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاء الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية. الذين سماهم والنبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة الركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر. وانه يأتي على درجتين الاولى الدرجة السابقة وقوع المقدر. الدرجة السابقة وقوع المقدر. وتتضمن علم الله المقادير كتابته لها والثانية الدرجة المصاحبة وقوع المقدر. الدرجة المصاحبة وقوع المقدر. وتتضمن مشيئة الله للمقادير وخلقه لها فمراتب القدر اربع هي العلم والكتابة والمشيئة والخلق وهي منتظمة في الدرجتين اللتين ذكرتا وحقيقة القدر شرعا علم الله بالكائنات. علم الله بالكائنات وكتابتها ومشيئته وخلقه لها ومشيئته وخلقه لها والمراد بالكائنات الوقائع والحوادث جمع كائنة وهذا الحد جامع لمراتب لمراتب القدر الاربع بالدرجتين السابقتين. ومما يندرج في هذا الباب الايمان بان الله جعل للعبد وقدرة لكنها تابعة لمشيئة الله وقدرته غير مستقلة عنها والدرجة الاولى من درجتي القدر قد كان ينكرها غلاة القدرية قديما ومنكرها اليوم قليل اما الدرجة الثامنة الثانية فينكرها عامة القدرية الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله فيقدره ويشاؤه ولا يعلمه الله الا بعد وقوعه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ويغلو فيها قوم من المثبتة للقدر وهم الجبرية فيسلبون العبد قدرته ومشيئته ويجعلونه مجبورا على افعاله فيخلون بذلك احكام الله سبحانه وتعالى وافعاله من حكمها ومصالحها. لان العبد حينئذ لا له في شيء جعله الله عز وجل لحكمة ظاهرة فهو مجبور فيما يزعمون. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل. قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل اخوة ايمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباعه بالمعروف وقال وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسقوا. ان الله يحب المقسطين انما المؤمنون اخوة ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الايمان في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى اسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم. الايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا التصديق الجازم بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم التصديق الجازم بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان والايمان بمعناه العام من قسم على القلب واللسان والجوارح ولذلك والى ذلك يشير اهل السنة بقولهم الايمان قول وعمل فالقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب واللسان والجوارح فقول القلب اعتقاده وتصديقه ومعرفته فقول القلب اقراره وتصديقه ومعرفته وعمل القلب حركاته فيما يريده الله من محبوباته حركاته فيما يريده الله من محبوباته كالتوكل والمحبة وقول اللسان نطقه بالشهادتين وقول اللسان نطقه بالشهادتين وعمل اللسان ما لا يؤدى الا به كقراءة القرآن والتسبيح والتهليل وعمل الجوارح الفعل والترك الواقع بها والايمان يزيد وينقص وزيادته تكون بالطاعة ونقصه يكون بالمعصية ومن فعل كبيرة فهو فاسق ليس بمؤمن كامل الايمان ولا بكافر. بل هو مؤمن ناقص الايمان او فاسق بكبيرته. فلا يعطى الاسم المطلق فيقال مؤمن ولا يسلب مطلق الاسم فيقال كافر. بل يكون مؤمنا بما عنده من الامام فاسقا بما اصاب من ومع لحوق الكبيرة به فالاخوة الايمانية ثابتة له. لانه لم يخرج من اسم الايمان بخلاف الخوارج والمعتزلة. الذين يخرجونه من اسم الايمان في الدنيا فتكفره الخوارج وتجعله المعتزلة في منزلة بين المنزلتين ثم تتفق الطائفتان على انزاله في الاخرة التخليد في نار جهنم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم السنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما وصفهم الله به في قوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم طاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهب ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائلهم ومراتبهم. فيفضلون من انفق من الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعده وقاتل. ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاث مئة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل قد رضي عنهم ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربعمائة ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وكثابت ابن قيس ابن شماس وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي كما دلت عليه الاثار وكما اجمعت الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل؟ فقدم عثمان وسكتوا او ربعوا بعلي وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور اهل اهل السنة لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها مسألة الخلافة وكذلك يؤمنون بان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين. ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء الائمة فهو اضل من حمار اهله. ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم. اذكركم الله في اهل بيتي. اذكركم الله في اهل بيتي وقد قال ايضا للعباس عمه وقد شكى اليه ان بعض قريش يجفوا بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله لقرابتي وقال ان الله اصطفى اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم طفاني من بني هاشم ويتولون ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين. ويؤمنون بانهن ازواجهم في الاخرة خصوصا خديجة ام اكثر اولاده واول من امن به وعاضده على امره. وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق التي قال فيها النبي صلى الله الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقل وغير عن وجهه وعامة الصحيح منه هم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره. بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم ان صدر. حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون وان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم. ثم اذا كان قد صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه فاذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الامور التي كانوا فيها مجتهدين؟ ان اصابوا فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد خطأ مغفور ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الايمان الله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ومن نظر في سيرة القوم بعلم وعدل وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء. لا كان ولا يكون مثلهم وان انهم هم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله تعالى. من اصول اهل السنة والجماعة سلام قلوبهم والسنتهم لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. ممتثلين ما امرهم الله به. فيقبلون ما في الكتاب والسنة سنتي من فضائل الصحابة ومراتبهم ويفضلون من انفق قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعد قاتل ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بفضيلة اهل بدر وان الله قال لهم اعملوا ما شئتم فقد لكم متفق عليه من حديث علي وانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة وهم اهل بيعة الرضوان عام الحديبية ويشهدون بالجنة لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بها كالعشرة المبشرين وكثابت ابن قيس ابن شماس غيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ويعتقدون ان ترتيب الخلفاء الاربعة في الفضل كترتيبهم في الخلافة افضلهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم وفي المفاضلة بين عثمان وعلي رضي الله عنهما خلاف قديم ثم استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان في الفضل على علي وهذه المسألة وهي مسألة المفاضلة بين عثمان وعلي لا لا يضلل اخالف فيها وانما يضلل المخالف في مسألة الخلافة. لان تقديم عثمان على علي في الخلافة مجمع عليه بين الصحابة فمن بعدهم واما الفضل ففيه خلاف قديم ثم استقر اهل السنة على تقديم عثمان على علي رضي الله عنه في الفضل ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم. واهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في اصح الاقوال هم الذين حين حرمت عليهم الصدقة وهم بنو هاشم وازواجه صلى الله عليه وسلم فهؤلاء هم اهل بيته ولاجل ما كان ولاجل ما كان لازواج النبي صلى الله عليه وسلم من مقام خاص عنده صلى الله عليه وسلم افردهم المصنف فقال ويتولون ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين الى اخره ويتبرأون من طريقة الروافض والنواصب. وما شجر بين الصحابة من الاختلاف ما جرى في زمانهم فانهم يمسكون عنه ولا يسعون في بثه واشاعته ويقولون ان الاثار المروية في مساوئ الصحابة رضي الله عنهم ثلاثة اقسام القسم الاول ما هو كذب في نفسه. فلا يثبت البتة والثاني ما زيد فيه عن وجهه وهذان النوعان هما اكثر المذكور في كتب التاريخ والاخبار. فالغالب فيها ذكر الكذب او المحول عن وجهه. والقسم صحيح عنهم وهم فيه اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون فهم بين اجر واجرين ولا يعتقد اهل السنة والجماعة ان احدا من الصحابة معصوم من الذنوب اي محفوظ عنها بل يجوزون وقوع الذنوب عليهم لكن لهم من المقامات العلية وموجبات المغفرة ما ليس لغيرها لغيرهم. ومن نظر في اخبارهم واحوالهم علم ما عظيم شأنهم نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء وما الله على ايديهم من خوارق العادات في انواع العلوم والمكاشفات وانواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الامة وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. من اصول اهل السنة السنة والجماعة التصديق بكرامات الاولياء والكرامة جمع والكرامات جمع كرامة والكرامة لفظ اصطلاحي لم يرد في الخطاب الشرعي والمراد بها شرعا اية والمراد بها اية عظيمة تدل على صلاح العبد. اية عظيمة تدل على صلاح العبد ولا تقترن بدعوى النبوة اية عظيمة تدل على صلاح العبد ولا بدعوى النبوة اما المشهور من كونها امرا خارقا للعادة الى اخره فهذا لا يجري على اصول اهل السنة والجماعة والاولياء جمع ولي وهو شرعا كل مؤمن تقي فيشمل الانبياء وغيرهم واما اصطلاحا فهو كل مؤمن تقي غير نبي فيخرج علماء الاعتقاد في اصطلاحهم الانبياء من الاولياء. اما في الشرع فاسم الولي يطلق على النبي وغيره وكرامات الاولياء نوعان اشار اليهما المصنف الاول كرامة تتعلق بالانواع العلوم والمكاشفات والاخر كرامة تتعلق بانواع القدرة والتأثيرات واهل السنة والجماعة يثبتون للاولياء الكرامات وينزهونهم عما ينسب اليهم زورا وكذبا من الخرافات. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله ثم من طريقة اهل السنة والجماعة اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطن وظاهرا واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي. هدي محمد صلى الله عليه وسلم فيؤثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف الناس. ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل احد. ولهذا سموا واهل الكتاب والسنة وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة وان كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم مجتمعين والاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمد في العلم والدين. وهم يزنون بهذه الاصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال باطنة او ظاهرة مما له تعلق بالدين والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة. ذكر المصنف في هذه الجملة طريق اهل السنة الكلي في اخذ في اخذ دينهم. وان من اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع سبيل السابقين من المهاجرين والانصار والتمسك بالسنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين ومجانبة محدثات الامور. فسموا اهل الكتاب والسنة لانهم اخذوا بهذين الاصلين نسبوا الى الجماعة لانهم اجتمعوا عليها والاجماع اصل من الاصول التي يبنى عليها الدين. والذي يمكن ضبطه منه وما كان عليه السلف الصالح. ومراد ان امكان الاجماع فيهم اقوى بخلاف غيرهم فقد نجمت الاهواء وتفرقت الامة وليس مراده نفي بوقوع الاجماع بعد القرون الثلاثة. وانما اراد ان ينبه الى شدة نقل الاجماع عن من بعدهم. نعم. احسن اليكم قال رحمه الله ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة. ويرون اقامة الحج والجهاد الجمعة والاعياد مع الامراء ابرارا كانوا او فجارا. ويحافظون على الجماعات. ويدينون بالنصيحة للامة. ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كلبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد ابل حمى والسهر ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. ويندبون الى ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق. ويأمرون بمعالي الاخلاق وينهون عن تافهة وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا او غيره فانما هم فيه متبعون للكتاب والسنة وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم. لكن لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها ما في النار الا واحدة وهي جماعة وفي حديث عنه انه قال هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي صار المتمسكون بالاسلام المحض الخالص عن الشوب هم اهل السنة والجماعة. وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى اولو المناقب المأثورة والفضائل المذكورة. وفيهم الابدال ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهم الطائفة المنصورة التي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة. فنسأل الله العظيم ان يجعلنا منهم. والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ذهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين. وصلواته على خير خلقه محمد واله وصحبه وسلم لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من ذكر عقائد اهل السنة والجماعة اعلم ان اهل السنة يأمرون بمعالي الاخلاق وينهون عن سفسافها اي ردئها. وذكر طرفا من الاخلاق الكريمة. ثم ذكر ان اهل السنة والجماعة هم فيما هم فيه متبعون للكتاب والسنة وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. فهم المتمسكون بالاسلام ام الخالص عن الشوب؟ وفيهم بحمد الله الصديقون والشهداء والصالحون وفيهم الابدال والمراد بالابدال القائمون بنصرة الدين. القائمون بنصرة الدين بحيث يخلف بعضهم بعضا ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق ففيهم كل فضيلة وهم برآء من كل رذيلة. فقد جعل الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لهم واسماء فهم المؤمنون والمسلمون وعباد الله والجماعة والفرقة الناجية ووقعت لهم اسماء اخرى بحسب مقتضياتها. فسموا اهل السنة واهل الحديث واهل الاثر والسلفيين وغير ذلك مما وقع مناقضة لشعار المخالفين. فالسنة مقابل البدعة. والحديث مقابل الرأي والاثر مقابل النظر والسلفية مقابل الخلفية وهذا اخر شرح الكتاب على نحو مختصر يبين معانيه الكلية ومقاصده الاجمالية اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات وبالله التوفيق