السلام عليكم ورحمة الله الذي جعل العلم للخير اساس والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث رحمة للناس وعلى اله وصحبه البررة الاكياس اما بعد فهذا المجلس الثاني بشرح الكتاب الثالث من برنامج اساس العلم في سنته الخامسة خمس وثلاثين واربعمائة والف وست وثلاثين واربع مئة والف بمدينته الخامسة مدينة حائل وهو كتاب اعتقاد اهل السنة والجماعة المعروف بالعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم ابن تيمية النميري رحمه الله المتوفى سنة ثمان متوفى سنة ثمان وعشرين وسبع مئة وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله فهم وسط في باب صفات الله نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية وبين اهل التمثيل المشبهة وهم وسط في باب افعال الله تعالى بين القدرية والجبرية وفي باب وعيد الله بين المرجئة وبين الوعيدية من القدرية وغيرهم وفي باب بالايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية. وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض وبين الخوارج لما قرر المصنف رحمه الله في خاتمة ما سلف من بيان ما تعلق بالايمان بصفات الله ان اهل السنة وسط في تقرير ذلكم الباب بين فرق الامة بسط البيان في تحقيق وسطيتهم في خمسة ابواب من اصول الاعتقاد فقال فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى الى قوله وبين الخوارج فالمذكور هنا خمسة اصول اعتقادية تبين وسطية اهل السنة فاولها باب اسماء الله وصفاته فهم وسط فيه بين اهل التعطيل المنكرين لها واهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثلها اذ تقدم ان التعطيل هو انكار ما يجب لله من الاسماء والصفات وان التمثيل هو تعيين كنه الصفة الالهية بذكر مماثل لها وطريقة اهل السنة في باب الاسماء والصفات جادة سوية بين الطرفين وثانيها باب القدر المشار اليه بقول المصنف باب افعال الله فهم وسط فيه بين القدرية الزاعمين ان العبد يخلق فعله استقلالا وبين الجبرية الجاعلين العبد مجبورا لا اختيار له فالاولون وهبوا العبد كامل الاختيار كمالا لا يبقى معه لله شيء والاخرون جلبوا العبد اختياره كلبا لا يبقى له منه شيء حتى جعلوه بمنزلة الالة في يد مستعملها وهدى الله اهل السنة فاثبتوا لله مشيئة واختيارا. واثبتوا للعبد مشيئة واختيارا وجعلوا مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله واختياره فكانوا وسطا بين الفريقين وثالثها باب الوعيد بالعذاب والعقاب فهم وسط فيه بين المرجئة الزاعمين ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك وبين الوعيدية من القدرية الزاعمين انفاذ القدر الزاعمين انفاذ العقاب والعذاب من الوعيد فلا يتخلف ابدا فكل ذي كبيرة عندهم مخلد بالنار وهدى الله اهل السنة بين هؤلاء وهؤلاء فجعلوا اهل الكبائر تحت مشيئة الله ان شاء غفر لهم وان شاء عذبهم فينفذ وعيد الله فيمن شاء منه ويتخلف وعيد الله فيمن شاء منهم ورابعها باب اسماء الايمان والدين فهم وسط فيه بين الحرورية وهم الخوارج تم حرورية نسبة الى بلدة حرور التي انحازوا اليها من بلدان العراق والمعتزلة الذين يخرجون طاحن الكبيرة من الايمان بالكلية فصاحب الكبيرة خارج دائرة الايمان عند هؤلاء وهؤلاء لكنهم مختلفون فيما يصير اليه بعد خروجه من الايمان فالخوارج اخرجوه من الايمان وادخلوه الكفر والمعتزلة اخرجوه من الايمان ولم يدخلوه الكفر بل جعلوا له رتبة بين الفسطاطين سموها بالمنزلة بين المنزلتين فالقدر الذي يشتركون فيه في حكمهم على صاحب الكبيرة هو اخراجهم له من دائرة الايمان ثم يفترقون فيما يخرج اليه فالخوارج يجعلونه كافرا والمعتزلة لا يجعلونه كافرا ولا مؤمنا بل هو في منزلة بين المنزلتين ثم تثق الطائفتان بجعله في الاخرة مخلدا بالنار كفاعل الكبيرة عندهم مستحق للنار وقابلهم المرجئة والجهمية الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان وقابلهم الجهمية والمرجئة الذين يجعلون فاعل الكبيرة كامل الايمان وهدى الله اهل السنة فجعلوا فعل الكبيرة ناقص الايمان غير كامله لكنه غير خارج من دائرته فالكبيرة عندهم تفظي الى النقص ولا تفضي الى النقب فبها ينقص ايمان العبد ولا ينقض وخامسها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم باب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم فيه وسط بين الرافضة الذين بالغوا في حب بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اله وغيرهم وبين الخوارج الناصبية الذين بالغوا في بغض بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسبهم بل كفروا كثيرا منهم فهدى الله اهل السنة الى معرفة منزلة الصحابة اللائقة بهم وفق ما سيأتي بيانه في اصل مستقبل مفصل من كلام المصنف رحمه الله تعالى والمراد بالوسطية المنسوبة الى اهل السنة انهم عدول خيار ثابتون على الصراط المستقيم والدين القويم انهم عدول خيار ثابتون على الصراط المستقيم بلا افراط ولا تفريط فالوسطية المراد تحقيقها شرعا تجمع وصفين فالوسطية المرادة شرعا المراد تحقيقها شرعا تجمع وصفين احدهما الاستقامة على الصراط المستقيم وهو الاسلام والاخر البراءة من طرفي النقيض افراطا وتفريطا البراءة بين طرفي النقيض افراطا وتفريطا هذه هي الوسطية المراد تحقيقها شرعا ومن فروعها عند اهل السنة المذكور هنا في هذه الابواب فليست الوسطية هي كون العبد في نقطة بين رأيين او بدعتين او هوين كلا بل المراد بها اقامة النفس على الصراط المستقيم بلا افراط ولا تفريط ثم تجدد للناس من معناها ما خالفوا فيه الطريقة الشرعية والسبيل السوية فصار كثير ممن يشيد بالوسطية اليوم يقصد بها ملاينة الخلق في تذويب الحق الوسيطية عنده ان تكون ملاينا للناس فيما يتركون من الحق وليس هذا هو المراد بمدح هذه الامة في قوله تعالى في سورة البقرة لا يهتكون وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا فالمراد كوننا عدولا خيارا على امر الله فمثلا من يبدي الوسطية بامر محرم بين طريقين طريق منهمك فيه مستكثر منه وفريق يأخذ منه نزرا يسيرا فيزعم ان الوسطية بين هذا وذاك ليست الكثرة ولا القلة بل تمتيع النفس بما يستحسن من هذا دون مجافاة للباطل الذي عليه الناس فيجعل الوسطية وفق هذا المعنى في باب السياسة او الاقتصاد او الثقافة او العلم او الاعلام او الاخلاق او السلوك واذا اريد الوقوف على الوسطية في شيء من ابواب الحياة بحكمها شرعا نظر الى دلالة الكتاب والسنة فما دل عليه الكتاب والسنة فهو الوسطية وان سماه قوم تشددا وسماه اخرون تهاونا فان اخذ الشريعة يجتمع فيه الناس بين طرفين بين غلو وجفاوى وافراط وتفريط فالهدى بين ضلالتين والحق بين باطلين والحسنة بين سيئتين فيكون المراد من احدنا اذا رام الزام نفسه بهذه الجادة هو دورانه مع خطاب الشرع لا دورانه مع مطالب الخلق فان مطالب الخلق لا تنتهي واذا ذهبت نفسك وراء رغباتهم ومطالبهم ضيعت دينك واذا اوقفت نفسك على مراد الشرع حفظت دينك نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ علينا جميعا ديننا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الايمان بما اخبر الله به في كتابه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة من انه سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه علي على خلقه هو سبحانه معه اينما كانوا يعلم ما هم عاملون. كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. وليس معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق. فان هذا اتوجبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان وهو سبحانه وفوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع اليهم الى غير ذلك من معاني ربوبيته. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته ايحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة؟ ودخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعية لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته. وهو علي في دنوه قريب في علوه ذكر المصنف رحمه الله من الايمان بالله الايمان بعلوه ومعيته فهو سبحانه فوق عرشه علي على خلقه وهو معهم اينما كانوا وهاتان الصفتان العلو والمعية هما من جملة الصفات الالهية التي تقدم ذكر ادلتها فيما تلف من كلامه واعاد رحمه الله تعالى القول فيها افرادا لما احتف بهما من معارضات اهل الاهواء الباطلة ومناقضات اهل الاراء العاطلة من الجهمية النافين علو الله او من القائلين بحلول الله سبحانه وتعالى واتحاده بخلقه فابلاغا بالرد على تينك الطائفتين افرد المصنف القول في هاتين الصفتين فقال ومن الايمان بالله الى تمام هذا الفصل من كلامه وبين رحمه الله انه لا يراد بالمعية انه سبحانه مختلط بالخلق فهذا لا توجبه اللغة فالعربي الفصيح لا يفهم من ذكر معية شيء لشيء انه مختلط به كمعية القمر المسافرة فان القمر يكون مع المسافر وهو منفصل عنه بائن منه غير مختلط به فلا توجبه لغة العرب ولا قال به احد من سلف الامة فهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله سبحانه وتعالى عليه الخلق وذكر ان الله وذكر ان كون الله فوق عرشه وانه معنا حق على حقيقته اي ثابت المعنى بما تعرفه العرب فيجتمع في وصفه سبحانه وتعالى وصفه عز وجل بالمعية ووصفه سبحانه وتعالى بالعلو مع صون ذلك عن التحريف وتنزيهه عن الظنون الكاذبة التي لا تصدقها اللغة ولا تشهد بها الفطرة ولا يوافقها المنقول عن سلف الامة ووقع في بعض نسخ الواسطية بيان شيء من تلك الظنون الكاذبة والكلى ومنها نسخة ابن قاسم في مجموع الفتاوى والكلام المذكور هناك هو شبيه كلام المصنف فهو يخرج من مشكاة قوله لكن نسخ الواسطية العتيقة ومنها نسخة مقروءة على مصنفها ليست فيها هذه الجملة وكانها اخذت من كلام له اخر ثم جعلت في هذا الموضع ابلاغا في البيان والكلام المنقول فيها هو شبيه بكلام ابي العباس ابن تيمية لكنه مفقود من الكتب التي بايدينا له ومما ينبه اليه انه يوجد له رحمه الله كلام كثير نافع لا يوجد في كتبه التي انتهت الينا ككلام له ينقله اصحابه كابن مفلح صاحب الفروع والاداب او ابي عبدالله ابن القيم صاحب زاد المعادي وغيره وربما وجد في هذا الكلام شيء فصل جزل لا تجده في الكتب التي بايدينا لابن تيمية ككلام له نقله تلميذه ابن مفلح في كتاب الاداب الشرعية عن الشهادة للمعين من الكافرين بالنار فانه مع شدة الحاجة اليه وكمال بيانه له بما قرره من دلائله من الكتاب والسنة غير موجود في كلامه رحمه الله في الكتب التي انتهت الينا. والمقصود بيان وجهي ما وقع في بعض النسخ الواسطية من عد بعد بعض تلك الظنون ودخل كما ذكر المصنف في اثبات انه سبحانه قريب من خلقه انه سبحانه وتعالى له العلو مع معية خلقه مع معيته خلقه انه عز وجل قريب في علوه ففيه اثبات قربه سبحانه وتعالى مع علوه. فالامر كما قال علي في قريب في علوه والقرب الالهي المذكور بالصفات الالهية مختص بالمؤمنين في اصح قولي اهل العلم فالقرب مفيد النصر والتأييد والتمكين والعزم والرضا والمحبة وهذا ليس لكل احد من الخلق بل يختص بالمؤمنين فمن الفروق بين المعية والقرب ان المعية تكون عامة وخاصة. فتكون عامة للخلق اجمعين بالعلم وخاصة للمؤمنين بالتوفيق والنصر والعزم واما القرب فلا يصح فيه اطلاق ان منه عام ومنه خاص بل القرب كله خاص وهو الذي تدل عليه ادلة القرآن والسنة والايات التي فيها اطلاق القرب مما يتوهم انه لله لقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد هي في تفسير السلف قرب الملائكة فالقرب العام اذا وقع ذكره في خطاب الشرع يكون لغير الله كالملائكة واما اذا جعل قربا من الله يذكر لاحد من الخلق فانه قرب خاص يكون مع المؤمنين فقط نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وان الله تكلم به حقيقة. وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام والله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة عنه. بل اذا قرأه الناس او كتبوه في لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله سبحانه وتعالى حقيقة فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من تكلم به مبتدأ لا اله من قاله مبلغا مؤديا لما فرغ المصنف من ذكر جمل من القول المتعلقة بالايمان بالله شرع يذكر جملا اخرى تتعلق بغيره من اركان الايمان فقال ومن الايمان به اي بالله وبكتبه فهو امر يقترن فيه الايمان بالله بركن اخر من الايمان وهو الايمان بكتب الله وهو المذكور في قوله الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزل غير مخلوق منه بدأ اي تكلم به واضيف اليه واليه يعود اي يرفع في اخر الزمان من المصاحف والصدور ثبتت بذلك الادلة وانعقد عليه الاجماع والقرآن كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يقال فيه انه حكاية عن كلام الله ولا عبارة له والحكاية والعبارة مذهبان رديئان للكلابية والاشاعرة في بيان كلام الله عز وجل فان الطائفتين اجتمعتا على ان كلام الله معنى قائم بذاته ان كلام الله معنى قائم بذاته فليس بحرف ولا صوت ثم افترقت الطائفتان فانتحلت الكلابية القول بان القرآن حكاية عن كلام الله فهو ليس كلام الله لكنه حكاية عنه وانتحلت الاشاعرة القول بان القرآن عبارة عن كلام الله فليس هو كلام الله لكنه عبارة عنه فالقرآن الذي بايدينا ليس هو عين كلام الله على المذهبين. وانما هو حكاية او عبارة حكاها او عبر عنها جبريل او محمد صلى الله عليه وسلم على اقوال عندهم في ذلك وامتنعت الاشعرية وهي فرخ الكلابية عن القول بالحكاية لزعمهم ان الحكاية تقتضي المماثلة فاذا قيل حاكيت الشيء فالمقصود ماثلته واختاروا لفظ العبارة وكلا المذهبين مذهب مرزول مردود عليه بما جاء في القرآن والسنة وانعقد عليه الاجماع ان القرآن كلام الله وان الله تكلم به وان جبريل سمعه من الله سبحانه وتعالى ثم بلغه محمدا صلى الله عليه وسلم فسمعه محمد صلى الله عليه وسلم من جبريل وعرضه عليه والكلام انما يضاف الى من قاله مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا فاذا اضيف الى غير الله عز وجل كقوله تعالى وانه لقول رسول كريم فليس المراد ان الرسول هو المتكلم به حقيقة بل المتكلم به حقيقة هو الله والرسول الملكي مبلغ له وهذه المسألة لها اثارها الكثيرة في علوم عديدة خاصة علوم اصول الفهم المعروفة اصول الفقه ومصطلح الحديث والعربية فان هذا الاعتقاد الخفي دب فيها حتى حول جملة من مسائلها عن وجهها فهي حقيقة بما وصفه بها علامة الاصول محمد الامين الشنقيطي في قوله انها من المسائل التي يقال فيها ان النار تحت الرماد بل بلغ الامر دخولها علم التجويد والقراءات وادنى ما دخلت فيه منه ان تجد ان بعضنا يحمل اسنادا في قراءة القرآن اخره عن محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن اللوح المحفوظ عن الله عز وجل هذا اسناد باطل هو على مذهب هؤلاء القوم على اختلافهم وسواء السبيل الذي دل عليه الدليل ان اسناده عن محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عز وجل وكفى اهل السنة فخرا انهم موصولون بالله سبحانه وتعالى في سماع كلامه وكفى اولئك خزيا انهم مقطوعون عن سماع كلام الله سبحانه وتعالى منه بواسطة جبريل وان محمدا الله عليه وسلم سمعه من جبريل فجعلوا جبريل اخذا له من اللوح معبرا عنه بهذه الالفاظ التي بين يدينا فغاية قولنا ان القرآن من الله مبنى ومعنى. وغاية قولهم ان القرآن من الله معنى ايش؟ لا مبنى ان القرآن من الله مبنى معنى لا مبنى ولذلك الان اخذ القرآن فيه ترك كثير مما كان عليه السلف في اخذ القرآن وهذي تحتاج الى كلام واسع لكن اول ما ينبغي ان يلقن الاخذون للقرآن من ابنائنا باب القرآن كلام الله هذا اول ما يلقنون اذا اردت ان يحفظ ابنك او اردت ان تقوم على احد من الطلبة يحفظ القرآن فليكن اول ما تجعله في قلبه ان يعلم ان القرآن كلام الله فان هذا مما يقوي اخذه القرآن وقديما قالوا كلام الملوك ملوك الكلام كلام الملوك ملوك الكلام فكيف بكلام ملك الملوك سبحانه وتعالى ومما يؤسف عليه انتهاء حالنا الى وقوف اكثرنا مع الاعتقاد الفاظا لا حقائق فتجده يدرك مذهب اهل السنة في القرآن وفي كلام الله فاذا اردت اثاره في علمه وتعليمه وهدايته وارشاده وجدته ضعيفا. واعتبر هذا في الباب الذي ذكرته باب القرآن كلام الله هل نجده في انفسنا تلقينا وتعليما وتعريفا للناس وحضا لهم على العناية بالقرآن لانه كلام الله واذا كان الناس يتطلعون الى صدور الاوامر الملكية بلهفة فان العارفين بالله يتطلعون الى كلامه سبحانه وتعالى بلفة لا تعدلها لهفة ولما سئل شيخ شيوخنا عبد الرحمن الدوسري رحمه الله تعالى عن الالة التي يكون بها طالب العلم مفسرا قال اولها الفرح بالقرآن اولها الفرح بالقرآن يفرح بالقرآن حتى يرى ذلك الفرح على محياه ويعرف من حاله فتجد رغبته في القرآن مقدمة على رغبته في غيره وكان ببعض نواحي نجد رجل يقال له هميجان ابن مذيور رحمه الله توفي قريبا عن نحو مئة وسبع سنوات وذكر لي انه لما بلغ اربعين وكان ابتدأ طلب العلم على الشيخ عبدالعزيز ابو حبيب الشتري وشرع يحفظ القرآن ضعف نور عينيه فخاف ان يعمى ولم يحفظ القرآن فترك كل علم سوى القرآن الكريم حتى حفظ القرآن الكريم فحفظ الله سبحانه وتعالى عليه عينيه حتى مات رحمه الله تعالى كان يجلس كل فجر الى ان تطلع الشمس يقرأ القرآن وكان يختم رحمه الله كل ثلاث بقي على هذا النشاط مع كبر سنه لشدة فرحه بالقرآن الكريم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته يرونه سبحانه وهم في صلاة القيامة ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى. ذكر المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخرا من فصول الايماني ادرج فيه ركنين اخرين هما الايمان بالكتب والرسل فقال ودخل وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان بكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين الى اخر كلامه ومنشأ ذكر الايمان بالكتب والرسل هنا هو ان المذكور بعد من الايمان برؤية المؤمنين ربهم مما نزلت به الكتب واخبرت به الرسل مما نزلت به الكتب واخبرت به الرسل. فالايمان به ايمان بمن اخبر عنه من ملائكة الله من كتب الله ورسله فيؤمنون اهل السنة والجماعة بان المؤمنين يرون الله سبحانه وتعالى يوم القيامة عيانا بابصارهم بلا خفاء وهذه اللفظة عيانا وقعت عند البخاري من حديث جرير ابن عبد الله انكم سترون ربكم عيانا وفيها التصريح ان الرؤية تكون بالعين يرونه سبحانه في عرصات القيامة اي في متسعاتها ثم يرونه سبحانه في الجنة والفرق بين الرؤيتين من وجهين والفرق بين الرؤيتين من وجهين احدهما ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة هي رؤية امتحان وتعريف ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة هي رؤية امتحان وتعريف والرؤية التي تكون في الجنة هي رؤية انعام وتشريف هي رؤية انعام وتشريف والاخر ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة مشتركة بين المؤمنين وغيرهم في اصح اقوال اهل العلم ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة مشتركة بين المؤمنين وغيرهم في اصح اقوال اهل العلم لانها للامتحان والتعريف وهذا يشمل الخلق جميعا واما الرؤية التي تكون في الجنة فهي مختصة بالمؤمنين لانفرادهم باستحقاق الانعام ولا نعمة لله عليهم اعظم من رؤيتهم لله سبحانه وتعالى في الجنة نسأل الله عز وجل ان يرزقنا ذلك فانهم لا يؤتون نعمة في الجنة اعظم منها كما ثبت في حديث صهيب في صحيح مسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيؤمنون فتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه. فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن الله ربي والاسلام ديني ومحمد نبيين. واما المرتاب فيقول اه اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيضرب بمجزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا ولو سمعها الانسان لصائق ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب الى يوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح الى الاجساد وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليها المسلمون فيقوم الناس من قبورهم رب العالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق وتنصب الموازين فتوزن فيها اعمال العباد فمن موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشمال يوم وراء ظهره كما قال تعالى كل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك فكفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن. فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته فانه لا حسنات لهم ولكن تعدد اعمالهم وتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها. وفي عرصة القيامة الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد من اللبن واحلى من العسل طوله شهر وعرضه شهر انيته عدد نجوم السماء فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابد والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمنهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم هم من يادوا عدوى ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم. فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة. فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتل لبعضهم من بعض فاذا هدبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم وله في القيامة ثلاث شفاعات اما الشفاعة الاولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عليهم من الله السلام الشفاعة حتى تنتهي اليه واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة وهاتان الشفاعتان خاصتان له واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها ويخرج الله تعالى من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضل بل بفضل بل بفضل رحمته ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا فينشأ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة واصناف ما تتضمنه الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتاب المنزلة من والاثارة من العلم المأثور عن الانبياء. وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجد شرع المصنف رحمه الله يبين هنا الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر واستفتح بيانه بذكر ان اليوم الاخر هو كل ما اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت وهذا احسن ما قيل في حده ذكره عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله في التنبيهات اللطيفة والمراد بخبر النبي صلى الله عليه وسلم اي فيما جاء به من الوحي من القرآن والسنة فيكون اليوم الاخر اسما جامعا لكل ما يكون بعد الموت فما يكون بعد الموت مندرج في حقيقة اليوم الاخر وذكر المصنف رحمه الله تعالى نبذا من القول في متعلقات الايمان باليوم الاخر. فبين ان اهل السنة والجماعة يؤمنون بفتنة القبر وهي سؤال الملكين العبد عن الله والدين والرسول صلى الله عليه وسلم فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. ثبتنا الله واياكم بذلك واما المرتاب فيقول اه اه سمعت الناس يقولون شيئا فقلته والمشهور في لفظ الحديث ها ها واللفظ المذكور هو ثابت في النسخة المقروءة على المصنف رحمه الله ووقعت كذلك في بعض المسانيد ويؤمن اهل السنة والجماعة ايضا بنعيم القبر وعذابه وهو ما يجريه الله فيه على العبد من نعيم او عذاب وهو ما يجريه الله على العبد فيه اي في قبره من نعيم او عذاب ويؤمنون بيوم القيامة اذا اعيدت الارواح الى الاجساد وقام الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا اي غير مختونين وحينئذ ينصب الميزان وهو واحد في اصح الاقوال وجمع باعتبار تعدد الموزون فيه فتجدد الموزونات وتكاثرها ضحى به وفق اللسان العربي ان يذكر بالجمع فيقال الموازين واما باعتبار الحقيقة فهو واحد. فتوزن فيه الاعمال وصحائفها وعمالها في اصح الاقوال فتوزن فيه الاعمال وصحائفها وعمالها في اصح الاقوال فالوزن يوم القيامة كائن على ثلاثة فالوزن يوم القيامة كائن على ثلاثة الاول العامل والثاني عمله والثالث صحيفة عمله والثالث صحيفة عمله والى ذلك اشرت بقول الوزن في اصح قول للعمل الوزن في اصح قول للعمل وعامل مع صحفه تلك الامل وعامل مع صحفه نلت الامل وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال وتنشر الدواوين وهي وصحائف الاعمال فيأخذ المؤمن كتابه بيمينه ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره ويحاسب الله الخلائق يوم القيامة والحساب شرعا هو عد اعمال العبد يوم القيامة عدوا اعمال العبد يوم القيامة وله درجتان احداهما الحساب اليسير وفيه يعرض على العبد عمله ويقرر عليه يعرض على العبد عمله ويقرر عليه والاخرى الحساب العسير وفيه يناقش العبد وتستقصى عليه اعماله وفيه يناقش العبد وتستقصى عليه اعماله وذكر المصنف ان الكفار لا يحاسبون محاسبة من توزن وحسناته وسيئاته اذ لا حسنة لهم يوم القيامة فانهم يقدمون يوم القيامة ولا حسنة لهم لانهم جوزوا بتلك الحسنات في الدنيا والمراد بحسابهم تبكيتهم على اعمالهم وتوبيخهم وتقريعهم عليها تبكيتهم على اعمالهم وتوبيخهم وتقريرهم عليها وهذا هو الفصل في مسألة طويلة الذرع هل يحاسب الكافر ام لا والصحيح ان الكافر لا يحاسب ويحاسب فهو لا يحاسب حساب من توزن حسناته وسيئاته لكن يحاسب حساب من يوبخ ويعنف ويلام على اعماله التي عمل ثم ذكر المصنف انه في عرصات القيامة والعرصات هي المتسعات الحوض المورود لنبينا صلى الله عليه وسلم ولكل نبي حوض ولكن حوض محمد صلى الله عليه وسلم هو اعظمها وصفا واكملها حالا ويؤمن اهل السنة بالصراط وهو جسر منصوب على متن جهنم اي على ظهر جهنم يوصل الى الجنة وهذا معنى قول المصنف وهو الجسر الذي بين الجنة والنار فليس المراد بقوله بين وقوعه كذلك بين الجهتين ولكن وقوعه بالايصال من احداهما الى الاخرى فلا يكون شيئا منحازا تكون جهنم منه في طرف والجنة منه في طرف كحال الجسور التي نراها اليوم لكنه يكون جسرا فوق جهنم يوصل الى الجنة فقوله بين اي باعتبار الايصال فبه ينتقل العبد من مروره على صلي جهنم وحميمها الى انتهائه الى الجنة يمر عليه المؤمنون فقط على الصحيح من اقوال اهل السنة والاحاديث ظاهرة في اختصاص المرور عليه بالمؤمنين واصلحها حديث ابي سعيد الخدري ثم يمر المؤمنون على الصراط متفق عليه واللفظ لمسلم واما الكفار والمنافقون فلا يمرون عليه اذ يحال بينهم وبينه فان الله سبحانه وتعالى اذا تبدى للخلق فرأوه وامتحنهم وعرفهم بنفسه امرهم ان من كان يعبد غير الله فليتبعه فيقوم الكافرون فيتبعون الهتهم رجاء تنصرهم في ذلك اليوم فتأخذ بهم الى نار جهنم فيلقون فيها ويبقى المؤمنون ومعهم المنافقون فيمتحنهم الله سبحانه وتعالى بالسجود له فيسجد المؤمنون ولا يطيق المنافقين السجود وتكون ظهرهم وتكون ظهورهم طبقا لان من سجد لله سبحانه وتعالى زورا في الدنيا مع اضمار باطنه الكفر بالله لا يقدر على السجود بين يدي الله سبحانه وتعالى اذا رآه والذي يسجد لله سبحانه وتعالى طاعة وعبادة ومحبة فان الله لا يخذل الساجدين له ولذلك فان الساجدين وان ادخل منهم من ادخل النار يبقى السجود معهم فيعرفون بسجودهم فيخرجون من النار لانهم من الساجدين ثم يلقي الله سبحانه وتعالى الظلمة على المؤمنين والمنافقين ويجعل الله عز وجل للمؤمنين انوارا بقدر اعمالهم يهتدون بها الى الصراط المستقيم واما المنافقون فلا نور لهم فيطمعون في ان يستدلوا بنور المؤمنين فيقولون انظرونا نقتبس من نوركم فيحول الله عز وجل بينهم وبين نور المؤمنين ويسقطون في نار جهنم ويهتدي المؤمنون الى الصراط المستقيم فيختص المرور بهم نسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدينا الى صراطه المستقيم في الدنيا والاخرة ثم ذكر المصنف رحمه الله ان المؤمنين المارين على الصراط المستقيم يتفاوتون في سرعة مرورهم بقدر اعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل وهي الابل المعدة كوب من الرواحل ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من تخطفه كلاليب جهنم فيلتقط من فوق الصراط ويقع مكدوسا في جهنم والكلاليب جمع كلوم وهو حديدة معوجة الرأس ذات طرفين او ثلاثة وهي التي معروفة في بعض البلاد النجدية الى يومنا هذا تستخدم الة لاخراج المطبوخ من الغنم وغيرها وعزله عن القدر الذي طبخت فيه فانهم يخرجونه بحديدة على هذه الصفة فهذا هو الذي تسميه العرب كلوبا ثم يوقف الله سبحانه وتعالى الذين عبروا الصراط اي كازوه على قنطرة بين الجنة والنار. والقنطرة الجسم الصغير ويقتص لبعضهم من بعض فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة واول من يستفتح باب الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم وهو اول شافع واول مشفع والشفاعة التي يذكرها المتكلمون في ابواب الاعتقاد يريدون بها الشفاعة عند الله وتعريفها شرعا سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له تؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له والنفع يتضمن جلب خير له او دفع شر او دفع ضر عنه وللنبي صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات الشفاعة الاولى شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف اي المحشر ان يقضى بينهم وهي الشفاعة العظمى والثانية شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة ان يدخلوها والثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن استحق النار والشفاعتان الاوليان خاصتان به صلى الله عليه وسلم واما الشفاعة الثالثة فلا تختص به فهي له ولسائل الشفعاء من المؤمنين من الصديقين والشهداء والصالحين والملائكة وهي تتناول كما ذكر المصنف من استحق النار الا يدخلها ومن دخلها ان يخرج منها فالشفاعة الثالثة وهي الشفاعة فيمن استحق النار يندرج فيها نوعان احدهما شفاعة فيمن استحق النار اي صار حقيقا بها الا يدخلها والاخر شفاعة فيمن دخلهم في من دخلها منهم ان يخرج منها والصحيح ان هذا النوع من الشفاعة مختص بمن دخل النار ان يخرج منها مختص بمن دخل النار ان يخرج منها وليس في الادلة ما يدل على انه يشفع في من استحق النار ان الا يدخلها وهذا اختيار ابي عبد الله ابن القيم خلافا لما قرره شيخه هنا مع جماعة اخرين كالقاظي عياظ والنووي وابي الفضل ابن حجر وما نحى اليه ابن القيم رحمه الله تعالى اظهر والله اعلم ويقوي هذا ان الشفاعة لا تكون الا بعد المرور على الصراط كما ثبت هذا في حديث جابر في صحيح مسلم وفيه انه لما انتهى الناس من المرور على الصراط وكان فيهم من القي في جهنم قال صلى الله عليه وسلم ثم تحل الشفاعة ويشفعون يعني يؤذن بالشفاعة فتكون الشفاعة حينئذ ومما ينبه اليه ان بعض الاخوان اذا سمعوا مثل هذه الاقوال يظنون ان من تكلم بها من المحققين كابن القيم لا يفهم ما يفهمونه ما يعرفونه هم من الادلة ويظنونه دليلا فيأتي احدهم ويقول ان الانبياء كما ثبت في الصحيح دعائهم اللهم سلم سلم وابن القيم لا يجهل هذا لكنه هو وغيره لا يرون هذا نصا بالشفاعة وهذه المسائل التي هي معتركات انظار واضطرابات بحار ليس الدخول فيها سهلا كما يظنه اكثر الناس فان المتكلم فيها بشيء لا يتكلم حتى يحقق النظر. ثم اذا امعن وحقق النظر و مد يده في استخراج الادلة يرزق غالبا من قال بها ممن قبله ولكن اكثر الناس لا يعلمون يعني مثل مسألة المرور على الصراط يعني انها خاصة بالمؤمنين جاءني واحد وقال لي هذا القول من قالبه فقلت له مباشرة يعني بايسر سبيل حتى يعني نقطعه. قلت له هذا قول الشيخ ابن باز وشيخنا ابن حميم واحد قولي الشيخ ابن عثيمين قال يقولون هذا المشكلة ان الانتساب الى طلب العلم عريظ لكن تحقيق العلم كما ينبغي قليل. فدائما اذا وقع لك كلام ابن او ابن تيمية او ابن فضل ابن حجر او غيره من قبلهم من الاعلام لا تقل هذا الكلام ليس بصحيح خلاف الادلة حتى اجترأ الناس يأتون الى كلام الامام احمد يقولون هذا بدعة قل له الامام احمد يقول قال وان كان العبرة بالدليل ما شاء الله عليك اعذروني انها تنزل العبرات من شدة الجرح او يقال لابي عبدالله احمد ابن حنبل انه يقول بالبدعة ولا يعرف الدليل ما تخاف الله هذي مشكلة يا اخوان ما عاد في خوف من الله ظعف عند طلاب العلم تفوته الصلوات وليس له حظ من قيام الليل. وليس له صيام تطوع. ثم يمد عنقه يرد على الامام احمد هذا اللي يقولون فيها العوام ما تستحي يعني ما تعاتب نفسك بنفسه في زكاة روحه وطهارتها. العلم ما هو بمسائل وكتب العلم طهارة قلب العلم صلاح مع الله سبحانه وتعالى الامام احمد رحمه الله تعالى جاءه رجل ممن يطلب الحديث فجعل له الامام احمد رحمه الله تعالى ماء عنده لما نام. فلما اصبح لم يجد الماء قد تغير فقال له او لم تصلي من الليل فقال اني رجل مسافر قال لا يطلب العلم احد لا يقوم الليل ما يطلب العلم احد ما يقوم الليل لو يا اخي يعني اقل الوتر ركعة ثلاث ركعات خمس ركعات فاجتهد على نفسك كلما زدت في العمل عرفت قدرك كل ما زدت في العمل عرفت قدرك وفتح الله عز وجل عليك من العلم بما تصدق به كلمة سهل ابن عبد الله التستري لما قال لا يعرف الجهل الا العلماء لا يعرف الجهل الا العلماء العالم هو يعرف ان هذا هو الجهل واما المدعي زورا انه من اهل العلم هذا سرعان ما يغره علمه فيعجبه ويرأس ويربع ويتكلم في مسائل العلم باهون مما يكون ولا يقوم في قلبه مشهد اجلال اولئك الاوائل السابقون من الائمة ولا تذهب بعيدا هؤلاء القريبون اذا حاذيت حالك بحالهم وجدت البون الشاسع بين حالك وحاله كما قال الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله تعالى في رسالة له واذا كان هؤلاء ينكرون ما نحن عليه من العبادة وينسبوننا بذلك الى التشدد فكيف لو ادركوا اناسا ادركناهم على احوال كانت لهم من العبادة كيف انتهى كلامه؟ كيف لو ادرك اناس الى وقت قريب تجد له من العبادة والصلاح والزكاة ما يظن ان الانسان به خيال الان تقول لبعض الاخوان ان الشيخ فلان كان يختم القرآن كل يوم مرتين قل هذي خيالات يا اخي هذي عواطف لا تحكمون انفسكم هذا يعني قريب ناس اناس قريب فيقول هذا خيال نعم خيال عند اولئك الجامدون الذين لم تتلطف قلوبهم بمعرفة الله ومحبة كلامه سبحانه وتعالى. هذا خيال لكن الذي يحب الله سبحانه وتعالى يحب كلامه يفعل مثل مثل هذا فطالب العلم لا يقطع عن الله بمثل هذه المقالات بل يستكثر مما يقربه الى الله عز وجل ثم اذا نظر في المسائل اياك وبدعة ما يقال رأي الباحث لا استحضر حالك بين يدي الله عز وجل وحال هؤلاء. الان هذه رأي الباحث يأتي الانسان طالب في العقيدة ولا في الحديث ولا في الفقه ولا في التفسير ثم يقول عن اقوال الكبار هذا قول ضعيف هذا قول باطل بكلام بارد ولا يستحضر ابدا انا اسأل بصدق كل من كتب رسالة علمية عندما كان يناقش الاقوال هل كان يشهد منزلة هؤلاء في العلم والدين هل كان يعرف ما لهؤلاء من الصلة بالله عز وجل والقرب من الله عز وجل الذي يقع به التسديد والهداية ومع التسديد والهداية مو بكثرة الكتب يجيك واحد يقول انا في رسالتي الف وثلاث مئة كتاب راجع فكان ماذا لذلك لما قيل عند الامام احمد كان معروف يعني الكرخي قليل العلم قال مه كان معه اصل العلم خشيته كان معه اصل العلم خشية الله والمقصود ان تعلم ان النظر في هذه المسائل ليحتاجوا الى شهود حال كاملة مع احسان الظن بمن تكلم بها من السابقين رحمهم الله. فتصير الشفاعة هي شفاعته صلى الله عليه وسلم وغيره فيمن استحق النار ودخلها ان يخرج منها. ثم ذكر المصنف ان الله يخرج من النار اقواما بغير شفاعة احد من خلقه بل بفضله ورحمته ويبقى في الجنة فضل يعني زيادة عن من دخلها فينشئ الله للجنة اقواما يدخلهم الجنة واحوال الدار الاخرة متعددة متنوعة لكن هذه مهماتها ومن اراد تفصيلها فعليه بالايات القرآنية والاحاديث النبوية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق. فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخاه لم يكن ليصيبه فتنة اقلام وطويت الصحف كما قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب من ان ذلك على الله يسير. وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا قد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعد فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملك فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد ونحو ذلك. فهذا فهذا القدر قد كان ينكره غلام القدرية قديما ومنكره اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة. وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى لا في ملكه ما لا يريد وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض ان الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عما ناصيته وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضان الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا ارضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرتنا على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق واراداتهم كما قال العالمين وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة ويغلو فيها من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة الركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر. وانه يأتي على درجتين الاولى الدرجة السابقة وقوع المقدور الدرجة السابقة وقوع المقدور وتتضمن علم الله بالوقائع وكتابته لها وتتضمن علم الله بالوقائع وكتابته لها والثانية الدرجة المصاحبة وقوع المقدور الدرجة المصاحبة وقوع المقدور وتتضمن مشيئة الله للوقائع وخلقه له وتتضمن مشيئة الله للوقائع وخلقه لها ومراتب القدر اربع هي العلم والكتابة والمشيئة والخلق هي العلم والكتابة والمشيئة والخلق وهي منتظمة في الدرجتين اللتين ذكرنا فالعلم والكتابة في اي درجة بالدرجة الاولى والخلق والمشيئة في الدرجة الثانية وحقيقة القدر شرعا علم الله بالوقائع وكتابته لها علم الله بالوقائع وكتابته لها ومشيئته وخلقه اياها ومشيئته وخلقه اياها وهذا الحد جامع مراتب القدر الاربع بدرجتيه السابقتين ومما يندرج في هذا الباب من الايمان بالقدر الايمان بان للعبد بان الله جعل للعبد مشيئة وقدرة لكنها تابعة قدرة الله غير مستقلة عنها فالعبد يشاء ويقدر لكن مشيئته وقدرته تابعة اي تحت فعل الله سبحانه وتعالى غير خارجة عنه والدرجة الاولى من درجتي القدر قد كان ينكرها غلاة القدرية قديما ومنكروها اليوم قليل قال لي واحد يعني هذا منكرها اليوم قليل لكن هذا كلام ابن تيمية ما في احد الان لا الجواب فيه من ينكرها الان هناك من من ينكرها من بعض ممن ينتحل مذهب وحدة الوجود في حلب وغيرها وفيه من المثقفين والمفكرين الان من ينكره فهذه الضلالات والبدع يبقى لها وراث في كل قرن من قرون الامة بعض الناس يقول يا اخي ما في حاجة لعلوم الاعتقاد الناس كلهم مسلمين على عقيدة طيبة طيب هل هم خير من محمد صلى الله عليه وسلم الذي قيل له في المدينة بعد مكة فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات هذه الاية اية مدنية فيها الامر له صلى الله عليه وسلم بالعلم بتوحيد الله عز وجل فاذا كان محمد صلى الله عليه وسلم يؤكد عليه الامر بالعلم بالتوحيد فان غيره اولى بان يؤكد عليه والمعارف النافعة للقلوب اذا لم تكرر فرت منها وادل شيء طريقة الشرع فان طريقة الشرع التكرار واما ما يسمى بطريقة التجديد هذه طريقة حادثة وهي من اثار الحياة الغربية التي وصلت الينا صارت في كل شيء يقول غير جدد غير وجدد على ايش لابد اعرف ما يغير وما يجدد وما لا يقبل ابدا ان اغيره اعتبر هذا في قاعدة الشرع في امور كثيرة لو استقرأتم احكام الصلاة وجدتم ان مبناها على التكرار في مواضع كثيرة تكرار في ركعاتها تكرار فيما يقرأ منها تكرار في اذكارها بل بلغ التكرار فيها انه صلى الله عليه وسلم لما اجتمع العيد والجمعة قرأ فيهما ليش تنبح والغاشي قرأ في العيد ثم اعادها في الجمعة. الان لو تأتي واحد من الائمة يقرأها في الاولى ولا يقرأها في الثانية؟ يقول يا اخي ما يصير كيف نقراها مرتين؟ نغير على الناس طالب العلم يا اخوان يحتاج الى فهم العلماء الذين استطاعوا كما يقال بعبارة تقرب للافهام المراد استطاعوا ان يتأقلموا مع الاوضاع المتجددة للخلق وابرزهم العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي يكون عنده فهم لا ينجرف ولا ينحرف فالان ورود دعوى التغيير التي هي من اثار الحياة الغربية فيها اشياء حسنة فيها اشياء سيئة فلا تصلح ان تكون اصلا كليا والذي يجعلها اصلا كليا يضر بنفسه فيترك ما ينتفع به ومن جملته ما ذكرناه هنا من احتياج العبد الى تكرار هذه المعاني مرة بعد مرة حسن الفهم لها. ثم ذكر ان الدرجة الثانية ينكرها عامة القدرية الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله فيقدره ويشاؤه ولا يعلمه الا بعد ولا يعلمه الله الا بعد وقوعه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ثم ذكر رحمه الله انه يغلو فيها قوم من المثبتة للقدر وهم الجبرية الذين سلبوا العبد قدرته واختياره وجعلوه مجبورا على افعاله لا قدرة له وعطلوا احكام الله وافعاله عن حكمها ومصالحها لماذا عطلوها ما معنى التعطيل؟ يعني اخلاؤها منها لماذا اخلوها لان العبد عندهم مجبور مجبور لان العبد عندهم مجبور يعني لماذا يؤمر ولماذا ينهى هو مجبور ولذلك لما ورد عليهم لماذا يؤمر ولماذا ينهى وهو مجبور نشأ عندهم مقالات في باب الامر والنهي في الاعتقاد وفي علم اصول الفقه خلاف طريقة اهل السنة والجماعة مثل ما يسمى عند الاصوليين بباب التكليف فهذا الباب ليس مبنيا على اصول اهل السنة والجماعة. صرح به ابو عبد الله صرح به ابو العباس ابن تيمية وابن القيم فان التكليف حقيقته ما فيه مشقة وامر الله ونهيه. راحة الارواح وجنة القلوب ليس تكليف ومشقة لكن الغلط في باب فهم امر الله ونهيه وتجريد العبد من وصفه هو الذي انشأ مثل هذه المقالات عند هؤلاء ثم سرت الى غيرهم من اهل السنة والجماعة ولذلك لا تجدها في علوم الاوائل الا على معنى لغوي ليس هو المعنى الاصطلاحي مثل بعض الاخوان يقول الله يقول لا يكلف الله نفسا الا وسعها قل هذا دليل التكليف الجواب في قاعدة نافعة ذكرها ابن تيمية وغيره لا يفسر القرآن بالمصطلح الحادث لا يفسر القرآن بمصطلح اذا رجعت الى كلام العرب وجدت ان التكليف ما يعلق بالعبد ومنه سمي ما يعلق بالوجه ايش تلفا فقوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها اي لا يعلق بها الا ما يكون في قدرتها وليس مقصود التكليف الزامها بما فيه مشقة كما يقول هؤلاء وغيرهم ومن فتح الله له باب الفهم في القرآن والسنة وامتلأ قلبه بعلوم السلف من الصحابة والتابعين واتباعهم وجد خطأ كثيرا عند المتأخرين لكن ليست طريقة اصلاح هذا الخطأ ابطال العلوم يأتي انسان حتى النحاة ترى بعظ اقوالهم مبنية على اقوال لاهل البدع واهل اللغة مبنية بعضها على بعض اقوال اهل البدع وفي التفسير وفي الحديث وفي الاصول وفي المصطلح لا يكاد يخلو علم من ذلك فيأتي بعض الاخوان يزيف هذه العلوم يقول يا اخي ما في حاجة للنحو يقول ما في حاجة للنحو تشددون على الناس ادرس النحو الامر الكتاب والسنة واضح الحمد لله حنا عربنا في الكتاب والسنة هكذا يقولون حتى يعني بعضهم يستدل عليك يعني ببعض حال المشايخ يقول طيب المشايخ هؤلاء درسوا النحو ودرسوه حتى ولو لم يدرسوه في درسوها ليسوا حجة الحجة فيما امر به الشرع وما كان عليه السلف كان ابن عمر وجماعة بل كان ابوه عمر ثم ابنه عبد الله وجماعة يضربون على اللحن يعني اذا اخطأ في اللسان العربي ظربوا عليه ليش يظربونه لانه اذا فسد لسانه فسد فهمه فسد فهمه يفسد اللسان خلاص يفسد الفهم فلا بد من اصلاح اللسان ولهذا ذكر ابن تيمية والشاطبي في اخرين ان من اسباب حصول البدع العجبة والمقصود بالعجمة عدم فهم العربية وان كان هو عربي ما يفهم العربية فيقع في الغلط على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والانسان ما يستدل باحوال المشايخ هذا اذا صحح حال المشايخ اللي يقوله اذا صح ما يستدل به يعني بعض الاخوان يعني اورد على ينقل لي اشكال عن بعظ الاخوان يقول انه يعني كثرة التكرير على علم العربية وعلم العربية وعلم العربية هذا اشغال للناس عن الكتاب والسنة. يقول هذا ابن باز رحمه الله كان عالم يفتي وما كان يعني يدرس العربية فقلت له ابن باز من قال له اللي ما درس العربية لحق خمسطعش سنة عشر سنوات خمس سنين من حياة ابن باز وجد اشرطة وقال ابن باز مدرسة عربية لقد ادركت رجلا وهو الشيخ عثمان بن هين رحمه الله قرأ على الشيخ ابن باز الاجرامية وقطر الندى والالفية حفظا بمدينة الدم فدائما الاستدلال بهذه الاشياء هو ليس دليلا في نفسه لكن يقع على الغلط. ما يمكن انسان يكون برز في الافتاء وهداية القلب وما بنى اصول علمه على طريقة من سبق. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح ان الايمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعصية وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه وتعالى في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف وقال سبحانه وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب انما المؤمنون اخوة ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الايمان في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله الا انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ويقولون هو مؤمن ناقص ايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى ما المطلق ولا يسلب مطلق الاسم لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان اركان الايمان شرع في ذكر اصول كلية تتعلق بتلك الاركان ولهذا كان يقول فيما قبل ومن الايمان بالله وقالوا ومن الايمان به وبكتبه وقال ومن الايمان بكتبه ورسله قال ومن الايمان باليوم الاخر قال ومن الايمان بالقدر ثم الان انتقل فيما يستقبل يستعمل كلمة اصول ما الفرق بينهما ان تلك هي اركان الايمان وهذا شروع في ذكر اصول كلية للاعتقاد قررها اهل السنة والجماعة تتصل بما سبق من جملتها ما ذكره في قوله ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل الى اخره والايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى ايمانا وحقيقته شرعا التصديق الجازم باطنا وظاهرا التصديق الجازم باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل تعبدا له الشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة وهذا هو الذي يقال فيه اذا اطلق الايمان اندرج فيه الاسلام والاحسان والاخر معنى خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان والايمان بمعناه العام من قسم على القلب واللسان والجوارح والى ذلك يشير اهل السنة بقولهم الايمان قول وعمل فالقول قول بالقلب واللسان والعمل عمل بالقلب واللسان والجوارح فموارد الايمان خمسة فموارد الايمان خمسة اولها قول القلب وهو اعتقاده وتصديقه وهو اعتقاده وتصديقه وتانيها قول اللسان وهو نطقه بالشهادتين نطقه بالشهادتين وثالثها عمل القلب وهي ايراداته وحركاته وهي ايراداته وحركاته فيما يريده الله من محبوباته بما يريده الله من محبوباته ورابعها عمل اللسان وهو ما لا يؤدى من العمل الا به ما لا يؤدى من العمل الا به كالتسبيح وقراءة القرآن وخامسها عمل الجوارح وهو الفعل والترك الواقع بها وهو الفعل والترك الواقع بها فموارد الايمان هي هذه الخمسة المفسرة للاجمال الواقع في قولهم الايمان قول وعمل فيكون قولا بالقلب واللسان ويكون عملا بالقلب واللسان والجوارح فقول القلب اقراره وتصديقه وعمل القلب ارادته وحركاته فمثلا ايمانك بالملائكة هذا قول للقلب ام عمل للقلب قول للقلب فتصدق وتقر وتعتقد وجود الملائكة وانهم خلق من خلق الله الى اخر ما تقدم لكن توكلك وخشيتك وخوفك ورجائك. هذا قول القلب ام عمل؟ عمل للقلب لذلك فهم الاعمال القلبية من اجل العلم من اجل العلم واكثر المنتحرين صنعة العلم يفرطون فيه فتجد احدهم لا يفرق بين الخشية والخشوع والخضوع. كيف يعبد الله بها كيف تعبد الله بخشيته رهبته وخوفه والخضوع هي معاني متقاربة لابد ان تفهمها حتى توقع هذه العبادات كما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه وقول اللسان هو نطقه بالشهادتين وعمل اللسان هو العمل الذي لا يؤدى الا به كقراءة القرآن والتسبيح فهذا يسمى عملا للسان لانه يؤدى به لا يؤدى الا الا بهذا وعمل الجوارح هو الفعل والترك الذي يكون بها. هذا معنى هذه الجملة عند اهل السنة والجماعة. ثم ذكر المصنف ان من فعل كبيرة فهو فاسق ليس بمؤمن كامل الايمان ولا بكافر بل هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق اي لا يقال المؤمن ولا يسلب مطلق مطلق الاسم فليس له الايمان الكامل لكن له حظ من الايمان والاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي لا تزول ولا تحول المواقع المعصية كبيرة هو من اخواننا لا يخرج بفعله الكبيرة من دائرة الايمان لا كما تزعمه الخوارج من انه كافر في الدنيا مخلد في النار في الاخرة ولا كما تزعمه المعتزلة انه في الدنيا في منزلة بين الايمان والكفر وفي الاخرة مخلد في النار نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا سبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. ويقبلون ما جاء بهم والسنة والاجماع من فضائلهم ومراتبهم فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعده وقاتل ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاث وكانوا ثلاث مئة وبظعة عشر ما شئتم فقد غفرت لكم وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل لقد رضي الله الله عنهم ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربعمائة. ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم. كالعشرة وكثابت ابن ابن قيس ابن شماس وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من ان ترى هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر رضي الله عنهما ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي كما دلت عليه الاثار وكما اجمعت الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ايهما افضل؟ فقدم قوم عثمان وسكتوا او ربعوا بعلي وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور اهل السنة لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها مسألة الخلافة وكذلك يؤمنون بان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثمانين رضي الله عنهما اجمعين. ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء الائمة فهو اضل من حمار اهله ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدر خم اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي وقد قال ايضا للعباس عمه وقد اشتكى اليه ان بعض قريش يجفوا بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي وقال ان الله اصطفى اسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم اصطفاني من بني هاشم ويتولون ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويؤمنون بانهن ازواجه في الاخرة خصوصا خديجة ام اكثر اولاده واول من امن به وعاضده على امره وكان لها منه المنزلة العالية وصديقة بنت الصديق التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل ويمسكون عما بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه وعامة الصحيح منه هم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون وهم وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره. بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما منهم ان صدر حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انه خير القرون وان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهب ممن بعدهم ثم اذا كان قد صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه. فاذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف بالامور التي كانوا فيها مجتهدين ان اصابوا فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفور ثم القدر الذي ينكر ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل النذر. مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الايمان الله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. ومن نظر في سيرة القوم بعلم وعدل وبصيرة امن الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم وانهم هم الصفوة من من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله تعالى. ذكر المصنف رحمه الله من اصول اهل السنة والجماعة ايضا قلوبهم والسنتهم لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ممتثلين ما امرهم به الله في كتابه وما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في سنته من فضائل الصحابة ومراتبهم واقدارهم فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعد وما تبعا لما جاء في القرآن والسنة. ويقدمون المهاجرين على الانصار. ويؤمنون بفضيلة لاهل بدر وان الله عز وجل جعل لهم مزية اختصهم بها عن غيرهم فغفر الله سبحانه وتعالى لهم وقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم كما في حديث علي في الصحيحين وانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة وهم الصحابة الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ويشهدون بالجنة لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بها كالعشرة المبشرين بالجنة وغيرهم وخص العشرة باسم العشرة المبشرين بالجنة. وان كان المبشرون من الصحابة نصا هم اكثر من ذلك لورود هؤلاء العشرة جميعا في حديث واحد فسموا العشرة المبشرين بالجنة لاختصاصهم بالذكر جميعا في حديث واحد انهم من اهل الجنة. ويعتقد اهل السنة لان ترتيب الخلفاء الاربعة في الفضل كترتيبهم في الخلافة. فافضلهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم وفي المفاضلة بين عثمان وعلي خلاف قديم بين اهل السنة ثم استقر وامرهم على تفضيل عثمان على علي رضي الله عنهما والمفاضلة بينهما ليست من المسائل التي يضلل المخالف فيها لكن الذي يضلل فيه المخالف هو عدم اعتقاد صحة ترتيبهم في الخلافة بان يعتقد ان عليا او اولى بالخلافة من عثمان رضي الله عنه او ممن قبله كابي بكر وعمر رضي الله عنهما ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء الاربعة فهو اضل من حمار اهله. كما قال المصنف وكونه اضل من حمار اهله لمجافاته الادلة الشرعية وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من طريقة سوية فهذا الذي كان في انعقاد الخلافة باوضاعه واحواله هو مما جاء به الدليل الشرعي ووقع من الصحابة رضي الله عنهم عمله وفعله. فالمبادرة بالقول في شيء منه خطر عظيم لان المتكلم فيه ينازع دليل الشرع تارة او ينازع ويطعن في فعل الصحابة رضي الله عنهم فيما انتظم من امر الخلافة وذكر المصنف ان اهل السنة يحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتولونه واهل بيته في اصح الاقوال هم الذين تحرم عليهم الزكاة وهم بنو هاشم وزوجاتهم هم الذين تحرم عليهم الزكاة وهم بنو هاشم اي المجتمعون مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده هاشم ومثلهم زوجاته رظي الله عنهن ولاجل ما كان للازواج من مقام كريم عنده صلى الله عليه وسلم افردهن المصنف بالذكر فقال ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين الى اخر كلامه ثم ذكر انهم يتبرأون من طريقة الروافض والنواصب فان الروافض يبغضون الصحابة ويسبونهم ويعظمون بعض اهل البيت وبعض الصحابة ويقابلهم النواصب من الخوارج فانهم يؤذون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقول تارة وبالفعل تارة يسبون جمهور اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل يكفرونهم ثم ذكر المصنف ان ما شجر من بين الصحابة رضي الله عنهم من الاختلاف وما وقع بينهم من الفتنة فانه يمسك عنه عند اهل السنة والجماعة ولا يسعى في نفث بثه ونشره والسعي في ذلك ساع في ضلالة. وان البسها ما شاء من ثوب فان صاحب الباطل لا يتمكن من ترويج باطله الا بثوب الحق. فنفوس المؤمنين مطبوعة على الا تقبل الباطل المحض عادة فيسلل اليها الباطل بالباسه ثوب حق. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في اغاثة الله فان كل صاحب باطل لا يتمكن من ترويج باطله الا في قالب حق انتهى كلامه وما اكثر الاثواب التي البسها القول في الصحابة اليوم باسمي تصحيح المرحلة الاولى ونقضي الرعيد الاول وميزان العدل بين قرون الامة والنقد التاريخي الى اخر هذه الشنشنة التي تدل على رقة دين كثير من الناس فالمؤمن بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم يكفيه ما جاء في القرآن والسنة من فضائل الصحابة ويمنعه ذلك عنان يلج بلسانه بالقول في شيء منها ومن اجترأ على اصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم بالسلب اجترأ على الله وعلى دينه بالتلب وهذا شيء مشاهد قديما وحديثا يبادر اولا بالطعن في الصحابة ثم بعد ذلك يبادر بالطعن في المنقول من الدين حتى قال بعض من سبق من منتحل البدع وذكر له حديث باسناده قال لو سمعت الاعمش لما صدقت. ولم سمعت ابا وائل لما صدقته. ولو سمعت ابن مسعود لما صدقته ولو سمعت النبي صلى الله عليه وسلم لعلمت انه لم يرد هذا الذي تقصدون يعني هي في النهاية ايش لا يصدق وهذا مآل هذه الاقوال نهايتها ان ينتحل الطعن في دين الله سبحانه وتعالى لكن لما كان اهل الفسق والزندقة لا يتوصلون الى ما يريدون من مطالبهم التي يريدون تحقيقها الا بان يدسوا السم في الدسم صاروا يفعلون هذا ولا تستغربني يا اخوان رجل ممن له اشرطة يتكلم في الصحابة باسم النقد التاريخي سئل امام مجلس العموم البريطاني وهو يريد عرض اطروحاته في الفكر والسياسة والثقافة سئل فقيل له يراد احراجه قيل له انك اسلامي فهل يمكن ان تسمحوا حال توليكم الحكم لامرأة ان تخرج على سواحل بلدكم بلباس كذا وكذا وسموا لباس عري من تعرى قلبه من تعظيم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرى قلبه من تعظيم دين الله فقال مريدا ان يرضيهم اذا كنا نكفل لاي واحد من ابناء بلدنا ارادة الكفر او الاسلام فاننا اولى ان نكفل له الحرية التي هي دون ذلك. لان الله يقول من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ويقولها بفهمه ويوظفها حتى يرضي هؤلاء ولذلك العاقل ما يستغرب يقول كيف يقول هذا؟ لا الذي تجرأ على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجرأ على دين الله عز وجل ولذلك صيان الدين الانسان يكون بهذه الاصول وعدم التساهل فيها. ما يتساهل فيها الانسان ابدا هذي اصول دينك نسمع كثيرا في الخطاب المعاصر ما يسمى بالثوابت. لكن عندما نتلمسها لا نجدها عند كثيرين تسمع الثواب لكن الثوابت هذي ما هي؟ هي في الحقيقة عند كثيرين ثوابت متحركة كرقعة الشطرنج يحركها الانسان متى شاء. هذا ليس دين الدين واحد وحقيقة المؤمن بدين الله ان لا يتلون ولا يتبدل ولا يتحير ولذلك اذا قست كلام هذا ثم رأيت مشهد ربعي بن عامر رضي الله عنه بين يدي رستم عرفت من هو صاحب الاسلام الصحيح؟ ومن هو صاحب اسلام الانبطاح لما قال له جئتم لتخرجوننا من بلادنا بخيركم الهزيلة ورماحكم المثلمة قال جئنا لنخرج الناس من عبودية الناس الى عبودية رب الناس ومن ذل الاديان الى عز الاسلام ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة هذا اهل الايمان ما يتغيرون ولا يتحيرون ولذلك انا انصحكم دائما يا اخوان اذا اردتوا ان تثبتوا على دينكم انظر كيف عالج العلماء ظواهر الانحراف والتغيرات المعاصرة انظر اول فريق ذهب الى الغرب في حوار فيما يسمى بحوار الاديان وكانوا جماعة من العلماء منهم الشيخ محمد بن ابراهيم ابن جبير منهم الشيخ صالح ابن خنين راشد بن صالح بن خنين انظروا كيف كان حوارهم وكيف حوار من بعدهم حتى يعرف كيف طريقة الثابت على الدين وكيف طريقة من لا يعرف الثبات على الدين هو ليس بالضرورة ان يكون سيء يوجد سيئون ويوجد اناس يجهلون الدين ولذلك منفعة العلم انه يعلمك كيف تثبت على الدين وكيف يمكن ان يبقى الاسلام الدين الذي رضيه الله سبحانه وتعالى للناس في كل زمان ومكان. ان سعة الاسلام لا تعجز عن اصلاح احوال الناس في كل شيء لكن الشأن على فهمنا نحن للاسلام. اذا فهمنا الاسلام فهما صحيحا امكننا حينئذ ان نبين للناس كيف يمكن ان يكون الاسلام قادر على ايجاد حلول لمشاكل الناس في جميع ميادين ميادين الحياة ولهذا العلم الشرعي اذا اقترن بالعقل الواسع وجد الحل الناشع الناجع والنافع لامور الناس. ثم ذكر المصنف ان اهل السنة يقولون ان الاثار المروية في مساوئ الصحابة رضي الله عنهم ثلاثة اقسام ثلاثة اقسام. القسم الاول ما هو كذب في نفسه القسم الاول ما هو كذب في نفسه والقسم الثاني ما زيد فيه ونقص وغير عن وجهه. ما زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والقسم الثالث صحيح عنهم اي صحيح عن الصحابة وهم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون فهم بين الاجر والاجر طيب ولا يعتقد اهل السنة ان الصحابة معصومين من الذنوب بل تجوز عليهم الذنوب وتقع منهم لكن لهم من المناقب العظيمة والفظائل الجليلة اما ليس لغيرهم مما يكون محاء لذنوبهم ولو لم يكن لهم الا صحبة محمد صلى الله عليه وسلم لكفاهم ذلك فضلا وشرفا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ومن اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء وما يجري الله على ايديهم من خوارق العادات في انواع العلوم مكاشفات وانواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين وسائر الامة وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. ذكر المصنف رحمه الله ان من اصول اهل السنة والجماعة التصديق بكرامات اولياء والكرامات جمع كرامة وهي اية عظيمة تدل على صلاح العبد ولا تقترن بدعوى النبوة اية عظيمة تدل على صلاح العبد ولا بدعوى النبوة والاولياء جمع ولي وهو شرعا كل مؤمن تقي ثم خصص اصطلاحا بغير الانبياء الولي له معنيان احدهما شرعي وهو كل مؤمن تقي فيندرج فيه النبي وما دونه والاخر اصطلاحي وهو كل مؤمن تقي غير نبي. كل مؤمن تقي بغير نبي فيختص بغير الانبياء. وكرامات الاولياء نوعان اشار اليهما المصنف الاول كرامة تتعلق بانواع العلوم والمكاشفات كرامة تتعلق بانواع العلوم والمكاشفات والثاني كرامة تتعلق بانواع القدرة والتأثيرات كرامة تتعلق بانواع القدرة والتأثيرات واهل السنة يثبتون للاولياء الكرامات وينزهونهم عما ينسب اليهم زورا من الخرافات. فالكرامة شيء الخرافات شيء واذا عقلت الكرامة وانها تقع في العلوم ايقنت صحة ما ينقل بالاسانيد الصحيحة عن فلان او فلان او فلان من انه كان يصلي كذا او يقرأ كذا او يعرف كذا لانها مواهب اكرمهم الله سبحانه وتعالى بها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ثم من طريق اهل السنة اتباع واثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطلا وظاهرا. واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار واتباع وصية الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم محدثات الامور فان كل بدعة ضلالة ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. فيؤثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف الناس ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل احد ولهذا سموا اهل الكتاب والسنة وسموا واهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة وان كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين والاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمد في العلم والدين وهم يزنون بهذه الاصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال باطنة او ظاهرة مما له تعلم بالدين والاجماع الذي ينضبطه وما كان عليه السلف الصالح اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة طريق اهل السنة الكلي في اخذهم الدين وان من طريقتهم اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع سبيل السابقين من المهاجرين والانصار تمسكوا بالسنة النبوية والحذر من محدثات الامور ومجانبتها وانهم يعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ولاجل هذا اثروا كلام الله على كلام غيره وقدموا هدي النبي صلى الله عليه وسلم على هدي غيره فسموا اهل الكتاب والسنة لاخذ بهم بهما واجتمعوا عليهما فسموا الجماعة خلاف غيرهم ممن تفرق عنها وفارقها من اهل طرقة ثم ذكر المصنف ان من الاصول التي يعتمد عليها في الدين الاجماع وحقيقته شرعا اتفاق مجتهد عصر من عصور امة محمد اتفاق مجتهد عصر من عصور امة محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته على حكم شرعي بعد وفاته على حكم شرعي وهم يزنون بالقرآن والسنة والاجماع جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال فلا يزنون الخلق بالصور والاموال والبلدان. وانما يزنون الخلق بالكتاب والسنة والاجماع فيقدم من يقدم عندهم لاخذه بالكتاب والسنة والاجماع وان كان بعيد الدار عنه ويترك من يترك ممن هو قريب الدار منهم اذا كان تاركا للقرآن والسنة والاجماع. ثم ذكر المصنف ان الاجماع الذي ينضبط اي يمكن ضبطه هو ما كان عليه السلف الصالح. اذ كثر الاختلاف وانتشرت الامة والسلف الصالح المراد بهم الصحابة والتابعون واتباعهم الصحابة والتابعون واتباعهم وليس مراد المصنف نفي وقوع الاجماع بعده وليس مراد المصنف نفي وقوع الاجماع بعده لكن المقصود هو تبعيد امكانه فيقع لكن يكون ظبطه اشق من ظبط من تقدم فالاجماع القديم يمكن ضبطه واما الاجماع الذي بعدهم يحتاج الى جهد اكبر لضبطه ونقده نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامراء ابرارا كانوا او فجارا ويحافظون على الجماعات ويدينون بالنصيحة للامة ويعتقدون معنى قوله الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم مثل في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء. ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال. ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا ويندبون الى ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عن من ظلمك. ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق ويأمرون بمعاني الاخلاق وينهون عن سفسافها وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا او غيره فانما هم فيه متبعون للكتاب السنة وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. لكن لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة. وفي حديث عنه انه قال هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي صار متمسكون بالاسلام المحض الخالص ان الشوب هم اهل السنة والجماعة وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى اولو مناقب المأثورة والفضائل المذكورة وفيهم الابدان ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم. وهم الطائفة المنصورة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة فنسأل الله العظيم ان يجعلنا منهم والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب والحمد لله رب وصلواته على خير خلقه محمد واله وصحبه وسلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من طريقة اهل السنة والجماعة واخلاقهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة اي بحسب الامر الديني لا بحسب الهوى والرأي. فهم يأمرون وينهون حكم الله لا وفق اهوائهم وارائهم. ويرون اقامة الشعائر الظاهرة كالحج والجهاد والجمع والاعياد مع امرائهم الابرار منهم والفجار فيشاركونهم في الخير ويفارقونهم في الشر وهم قائمون بحفظ الاخوة الايمانية والحمية الاسلامية للمؤمنين جميعا ويدينون بالنصيحة لهم ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال. ويحذرون من مساوئ الاخلاق وقبائفها فينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق وغيرها من اخلاق الطيش والسفه والاستطالة على الخلق هي الترفع عليه والاستطالة على الخلق هي الترفع عليهم واحتقارهم. والوقيعة فيهم فان كان المستطيل استطال بحق فقد افتخر وان استطال بغير حق فقد بغى وكلاهما خلق محرم فالمستطيل بين فخر وبغي. ويأمرون بمعاني الاخلاق وينهون عن سفسافها اي ردئها واهل السنة والجماعة في اقوالهم وافعالهم مما ذكره المصنف وما لم يذكره هم متبعون للكتاب والسنة. وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. لكن لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الامة ستفترق كان الباقون على الدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم هم اهل السنة والجماعة فهم مقيمون على الحق الذي به النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون وفيهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى واولو المناقب المأثورة والفظائل المذكورة طيب اذا عرفنا هذا ان فيهم هؤلاء ما المقصود المصنف ذكرها ليش قال فيهم كذا لطلب الاقتداء طلب الاقتداء فاقتداؤك بهم خير من اقتدائك بغيرهم ايا كان ان يقتدي الانسان باقوالهم وافعالهم قارن هذا الان وولع الناس بالنقل عن اقوال الفلاسفة القدامى والمحدثين وذكر احوالهم وما كانوا عليه. تجد من هو حقيقة يدرك اعتقاد اهل السنة والجماعة ومن يعرفه اسما فقط ومنهم الابدان والمراد بالابدال القائمون بنصرة الدين بحيث يخلف بعضهم بعضا القائمون بنصرة الدين بحيث يخلف بعضهم بعضا. فاذا مات احد منهم اقام الله اخر. وهذا هو المعنى حقق للابدال فالابدال رويوا روي ذكرهم في احاديث فيها ضعف لكن صحت في ذلك اثار عن الصحابة فمن بعدهم والمراد بالابدال هنا هم الذين يقيمهم الله لحفظ الدين والله لا يضيع دينه فاذا مات احد قائم بحفظ الله سبحانه وتعالى فان الله سبحانه وتعالى يقيم بعده من يحفظ الدين ولذلك ليس الخوف هو على الدين لكن الخوف على دينك انت ان يذهب واما دين الله فالله تكفل بحفظه. وفيهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم وجرايتهم وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق الحديث متفق عليه من حديث معاوية بنحوه لاهل السنة كل فضيلة وهم برءاء من كل رذيلة ومن عرف اعتقادهم وكانوا عليه حقيق بهم ان يجتهد في الاقتداء بهم ولهذا بين المصنف اعتقادهم اركانا واصولا ثم بين طريق اخذهم الدين ثم بين اخلاقهم وسلوكهم للاعلام بان هذا مما يمتاز به اهل السنة والجماعة. لا يمتاز اهل السنة والجماعة فقط باركان الايمان واصول الاعتقاد. لا هم يمتازون بطريق اخذ الدين لا يأخذون الدين الا بما في الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح رحمهم الله تعالى وهم ايضا يعاملون الخلق بالاخلاق الرفيعة هذا هو صاحب السنة صاحب السنة يعامل الخلق بما يريد الله. لا بما يغلبه هواه وهذا امر يحتاج الى جهاد عظيم كما قال بعض اهل العلم رحمه الله اننا نجد اليوم كثيرين يحملون عقيدة السلف لكننا نفتقد في اكثرهم اخلاق السلف فكما تحمل عقيدة السلف احرص على ان تكون على اخلاق السلف ودين السلف. لذلك اعجبني احد المشايخ ينصح احد الاخوان قال له يا ولدي ترى السلفية ما هي بسهلة مهيب سهلة تبي صلاة وتبي صيام قيام ليل قراءة قرآن وذكر لله عز وجل وقرب من الله عز وجل وصبر على الناس واحسان للظن هذي الامور ما هي بسهلة الدعاوى سهلة لكن الحقائق صعبة. فيحتاج الانسان الى دوام مجاهدة. يديم مجاهدة نفسه في اقامة نفسه على الحق ويصبر على ذلك ويدعو الله عز وجل يدعو الله ان يقيمه ويهديه الى الحق ولا يلتفت في هذا الى الناس يجعل نفسه مع الله سبحانه وتعالى اجعل نفسك مع الله. الناس فقراء ضعفاء مساكين قال الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والغنى بيد الله فلا تصرف نظرك وبصيرة قلبك الى الناس واجعلها مع الله سبحانه وتعالى فانك اذا جعلتها مع الله سبحانه وتعالى وفقت ونفع الله بك قد نحتاج احيانا نذكر بعض الاشياء لما فيها من النفع والا هي تحتاج تفصيل طويل انتم ترون هذا الشيخ ابن سعدي رحمه الله الذي ترون ذكره الحسن الطيب هذا الرجل ابتلي في دينه حتى قال لي احد اصحابه وهو الشيخ محمد ابن حنطي رحمه الله تعالى قال اني لما كنت في الرياظ كنت اسمع عن الشيخ ابن سعدي واسمع بعض الناس يقعون فيه يقول فزرت اهلي في شقرا وشغل قريبا من عنيزة يقول فقلت في نفسي اذهب الى هذا الرجل انظر ما عنده وارد عليه فذهب هو يسمع كلام الطلبة ما يسمع كلام العلماء والمحققين اسمع كلام الطلبة والطلبة يقولون المشايخ يقولون كذا والمشايخ براء من هذا كهذه الحال المعروفة عند اهل نجد في قصة ابن سعدي وغيره لكن الشاهد ان هذا الشيخ رحمه الله يقول فجئت الى عنيزة يقول ووافقت درسه وكان في شرح العقيدة استفاد نية يقول فمما في قلبي لم اجلس في الحلقة وجلست وراها يقول فسمعت الرجل يتكلم في تحقيق اعتقاد السلف بكلام بارع اخذ بقلبي يقول فكانت هذه الاولى يقول فلما قام قمت معه فسألته مسائل في الاعتقاد يقول فكان يجيب فيها كالسهم وينقل فيها كلام ابن ابن تيمية وابن القيم يقول فعلمت ان الرجل محسود فرجعت الى الرياض واخذت متاعي واقمت عنده حتى مات هذا الرجل ابن سعدي يوجد بايدي الناس كتاب قال فيه صاحبه ولا زال هذا الرجل حي قال فيه صاحبه سنة الف واربع مئة وثلاثة قال وكتب ابن سعدي لا نفع فيها ولا اقبال للناس عليها مع انها توزع بالمجان كتاب بن سعد التفسير الان طبع اكثر من مليون نسخة لذلك لو ان ابن سعدي وقف مع الناس دون رب الناس ما صابه هذا الذي ترونه الان من الذكر الحسن وانتفاع الناس به لكن هو جرد نفسه من هذا وفي قصة واخبار عنه رحمه الله تعالى واحوال تدل على ذلك رحمه الله. فهذه هي طريقة السلف التي كان عليها بن سعدي واضرابه رحمهم الله هي الطريقة التي ينبغي ان يحرص عليها الانسان. وابن سعدي خاصة ممن ينتفع الانسان طالب العلم الذي رسخ ينتفع له في تمتين فهمه لمستجدات الحياة وما ينبغي ان يكون عليه صاحب الاعتقاد السني في معاملة الخلق في ابواب السياسة او الاقتصاد او الثقافة او غير ذلك ولذلك هو اختص بمعالجات مشاكل المجتمع ابن سعدي حارب الالحاد ابن سعدي حارب المخدرات ابن سعدي حارب التدخين ابن سعدي الفصام الاجتماعي ابن سعدي حارب المشاكل النفسية. ولا اريد ان نستطيل لكن المقصود ان تعلموا ان هؤلاء الذين انتفعوا ونفعوا او وصار الناس يقرأون كتبهم هم الذي ينبغي ان تحرص على الاقتداء بهم وان تصبر على ذلك. نسأل الله عز وجل ان ينفعنا جميعا بما قلنا. اكتب طبقة السماع سمع علي جميعا لمن سمع الجميع العقيدة الواسطية بقراءة غيره والقارئ يكتب بقراءته بقراءة غيره. صاحبنا فلان بن فلان بن فلان الفلاني. فتم له ذلك في مجلسين بالميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة لمعين ومعين في معين باسناد مذكور في رفع النبراس لاجازة طلاب الاساس الحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي يوم الاحد الرابع والعشرين من شهر شوال سنة ست وثلاثين واربع مئة والف في جامع الملك فهد رحمه الله بمدينة حائل اختم بفائدة عن ابن سعدي رحمه الله ما تجدونها في الكتب تتعلق بالعقيدة الوسطية لانها تتعلق بالعقيدة الواسطية. تعرفون ابن سعدي شرح الواسطية نعم شرحا اسم ايش تنبيهات اللطيفة بما توت عليه العقيدة الوسطية من المباحث المنيقة. قال لي شيخنا علي بن حمد الصالحي العنيزي رحمه الله تعالى قال عهد الي شيخنا ابن سعدي ان ادرس مبتدئي الطلبة مع رجل اخر سماه ووكل الي شرح العقيدة الواسطية لهم فاعتذرت اليه واردت التملص منه بانه لا قدرة لي على شرحها اذ لا يوجد لها شرح فقال لي انك قد حصلت من العلم ما تستطيع ان تشرح به هذه العقيدة تنفع اخوانك وامره بالجلوس لهؤلاء المبتدئين في شرح عقيدة الواسطية قال فعمدت الى دفتر اشتريته ثم كتبت عليه هذا شرح العقيدة الواسطية للشيخ عبد الرحمن ابن ناصر ابن سعدي يقول ثم عمدت الى باب من ابواب بيت ابن سعدي وهذا الباب له قصص كان لا يدخل معه الا هو ولا يخرج معه الا هو. من ناحية المسجد فادخلته من تحتك يقول وبعد ايام جاء الي الشيخ رحمه الله تعالى بشرحه على العقيدة الواسطية وقال لي يا علي هذي الظيافة ضيفك قال له هذي ظيافة ظيفك يعني كتب لانه طلب له وبطلب حسن قال هذا الضيف اللي ارسلته الينا جاء جاءت هذه ظيافته وكتب رحمه الله على هذه العقيدة ثم طبعها تلميذه علي الحمد الصالحي وتلميذه الاخر السعيد في المؤسسة السعيدية ثم طبعت بعد ذلك طبعات كثيرة وفق الله الجميع لما يحب الارض والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين