الصلاة والسلام على عبد المبعوث رحمة للناس. وعلى اله وصحبه البررة الاكياس. اما بعد هذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الثالث من برنامج اساس العلم في سنته السادسة سبع وثلاثين واربعمئة والف بمدينته الثامنة مدينة تبوك. وهو كتاب اعتقاد اهل السنة والجماعة المعروف شهرة بالعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية النميري الرواني رحمه الله المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. وقد انتهى من البيان الى قوله رحمه الله الله فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى. نعم بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا لوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية وبين اهل التمثيل المشبهة. وهم وسط في باب افعال الله تعالى بين القدرية والجبرية وفي باب وعيد الله بين المرجئة وبين الوعيدية من القدرية وغيرهم. وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية. وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض وبين الخوارج. لما المصنف رحمه الله في اخر الجملة المتقدمة وسطية اهل السنة والجماعة بين فرق الامة كوسطية الامة بين سائر الامم زاد الامر بيانا فذكر خمسة ابواب عظيمة تجلت فيها وسطية اهل السنة والجماعة فالباب الاول باب صفات الله عز وجل فهم فيه وساط بين اهل التعطيل المنكرين لها. فهم فيه وسط بين اهل للتعطيل المنكرين لها. واهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثلها واه واهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثلها. والباب الثاني باب القدر المشار اليه في قول المصنف باب افعال الله تعالى. والباب الثاني باب القدر اشاروا اليه بقول المصنف باب افعال الله تعالى. فهم فيه وسط. بين قدرية الزاعمين ان العبد يخلق فعله فهم فيه وسط بين القدرية الزاعمين ان العبد يخلق فعله وبين الجبرية الزاعمين ان العبد مجبور لا اختيار له. وبين الجبرية الزاعمين ان العبد مجبور لا اختيار له. والباب الثالث باب الوعيد بالعذاب والعقاب باب الوعيد بالعذاب والعقاب. فهم فيه وسط بين المرجئة الزاعمين ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك. فهم فيه وسط بين المرجئة الزاعمين ان فاعلا كبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك. وبين الوعيدية وهم الذين ينفذون الوعيد فلا يتخلف ابدا. وهم الذين ينفذون الوعيد فلا تخلفوا ابدا. الزاعمين ان فاعل الكبيرة مخلد في النار. الزاعمين فاعل الكبيرة مخلد في النار والباب الرابع باب الايمان والدين فهم فيه وسط بين الحورية والمعتزلة. فهم فيه وسط بين الحرورية الزاعمين ان فاعل الكبيرة يخرج من الايمان. الزاعمين ان فاعل الكبيرة يخرج من الايمان في الدنيا فيكون عند الحرورية وهم الخوارج كافرا فيكون عند الحرورية وهم الخوارج كافران ويكون عند المعتزلة موقوفا في دائرة بين الايمان والكفر. موقوفا ويكون عند المعتزلة موقوفا في دائرة بين الايمان الكفر سموها المنزلة بين المنزلتين. سموها المنزلة بين المنزلتين فهو خارج عن دائرة الايمان لكنه لم يدخل دائرة الكفر فهو خارج عن دائرة الايمان لكن لم يدخل دائرة الكفر ثم تجتمع الطائفتان الحرورية الخوارج والمعتزلة على انه في الاخرة مخلد في النار ثم تجتمعان الطائفتان الحرورية الخوارج والمعتزلة على انه في الاخرة في النار وبين المرجئة والجهمية وبين المرجئة والجهمية. الزاعمين ان الى الكبيرة مؤمن كامل الايمان. الزاعمين ان فاعل الكبيرة مؤمن كامل الايمان والباب الخامس باب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم فيه وسط بين الرافضة الذين بالغوا في حب بعض ال النبي صلى الله عليه وسلم وغلوا فيهم وابغض جمهور الصحابة وعادوهم وبين الخوارج الذين بالغوا في بغض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسبهم بل كفروا كثيرا منهم وخص المصنف هذه الابواب الخمسة بالذكر لامرين. وخص المصنف هذه الابواب الخمسة للذكر لامرين احدهما جلالة موقعها في الدين. جلالة موقعها في الدين والاخر كثرة النزاع فيها مع المخالفين. كثرة النزاع فيها مع المخالفين والمراد بوسطية اهل السنة والجماعة في هذه الابواب وغيرها انهم عدول خيار والمراد وسطية اهل السنة والجماعة في هذه الابواب وغيرها انهم عدول خيار مستقيمون على الصراط المستقيم الذي هو دين الله. مستقيمون على الصراط المستقيم الذي هو دين الله بلا افراط ولا تفريط. بلا افراط ولا تفريط الوسطية المطلوبة شرعا تجمع اصلين احدهما الاستقامة على الدين احدهما الاستقامة على الدين والاخر السلامة من الافراط والتفريط. السلامة من الافراط والتفريط فلا غلو ولا جفاء فلا غلو ولا جفاء ومن الغلط الشائع دعوة ان الوسطية هي ملاينة الخلق في ترك الحق ومن الخطأ الشائع دعوة ان الوسطية هي ملاينة الخلق في ترك الحق فيترك شيء من الحق ويلاين تاركوه فيه. فلا يشدد عليهم في ردهم عن وهذه الوسطية ليست مما جاء في الكتاب والسنة. بل هي من زبالات اذهان الخلق وباطن الدعوة والمعنى المعتد به للوسطية في الشرع هو المتقدم ذكره وهو الجامع للاستقامة على الصراط المستقيم بلا افراط ولا تفريط. كالذي ذكره مصنف رحمه الله تعالى في هذه الابواب الخمسة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة من انه من انه سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه علي على خلقه هو سبحانه معهم اينما كانوا يعلم ما هم عاملون كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. وليس معنى قوله وهو ومعكم انه مختلط بالخلق فان هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته. وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان. وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع اليهم. الى غير ذلك من معاني ربوبيته. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة ودخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه. كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر في الكتاب والسنة من قرب ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته. وهو علي في دنوه قريب في علوه. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من الايمان بالله الايمان بعلوه ومعيته فهو سبحانه عالم فوق عرشه وهو مع خلقه اينما كانوا وقد جمع الله سبحانه وتعالى بينهما في الاية المذكورة فذكر علوه في قوله ثم استوى على العرش وذكر معيته بقوله وهو معكم فالله علي على خلقه وهو معهم سبحانه اينما كانوا والعلو والمعية من جملة الصفات الالهية التي تقدم ذكر الايات والاحاديث الدالة عليها واعاد المصنف تقرير بيانها لكثرة المخالف فيها. واعاد المصنف تقرير بيانها لكثرة المخالف فيها. من الجهمية نافين علو الله عز وجل او من الاتحادية والحلولية الزاعمين ان الله مختلط بخلقه غير دائن منهم. ثم ذكر المصنف انه لا يراد بالمعية الالهية ان الله مختلط بخلقه. فهذا لا توجبه اللغة وهو وخلاف ما فطر الله عليه الناس وخلاف ما اجمع عليه سلف الامة توهم كوني ربنا مختلط بنا يبطله ثلاثة ادلة عظيمة. فإبطال توهم لان الله مختلط بنا يبطله ثلاث ادلة ثلاثة ادلة عظيمة اولها ان هذا لا يوجبه معنى المعية في اللغة. ان هذا لا يوجبه معنى المعية في اللغة فان الشيء يكون معك وهو بائن منك منفصل عنك. فان الشيء يكون معك وهو بائن منك منفصل عنك كالقمر في السماء يكون مع المسافر اذا سرى في ليله. كالقمر في السماء يكون مع المسافر اذا سرى في فالقمر كائن معه حال سفره وهو منفصل عنه غير مختلط به وثانيها انه خلاف ما فطر الله عليه الناس فالناس اجمعون مفطورون على اعتقاد ان الله في العلو غير مختلط بالخلق ولا ممتزج بهم. فما من احد الا يجد في نفسه ضرورة تتوجه به الى علو عند رغبته ورهبته وثالثها انه خلاف ما اجمع عليه سلف الامة. فسلف الامة من الصحابة والتابعين واتباع التابعين مجمعون على اثبات المعية لله مع اعتقاد ان الله فوق عرشه دائن من خلقه. منفصل عنهم مزايل لهم غير ممتزج بهم ثم ذكر المصنف رحمه الله ان اثبات هذه المعية مع اعتقاد علو الله عز وجل ينبغي ان يصان عن الظنون الكاذبة اي عن المعاني المتوهمة كذبا وزورا. كاعتقاد ان السماء تقل الله اي تحمله او تضله اي تعلوه فيثبت لله سبحانه وتعالى العلو الكامل اللائق بجلاله. مع ما يثبت له من المعية لخلقه على المعنى الذي تقدم تقريره من كونها معية ذاك تقتضي امتزاجه سبحانه بالخلق واختلاطه بهم. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان مما يدخل في هذه الجملة الايمان بان الله قريب من خلقه وقربه ومعيته لا ينافي علوه وفوقيته فهو قريب من خلقه مع كونه سبحانه وتعالى موصوفا بالعلو وصفة القرب له سبحانه تختص بعباده المؤمنين لان حقيقة اصطفائهم دون الخلق ان يكون لهم منه سبحانه وتعالى ما ليس لغيرهم فالله عز وجل مع الخلق كلهم بمعيته واما قربه فمع المؤمنين. وهو اختيار جماعة من المحققين كابن تيمية الحفيد وابي الفرج ابن رجب رحمهما الله فيقال في المعية انها تكون عامة للخلق اجمعين وتكون خاصة للمؤمنين فتكون عامة للخلق كلهم بعلم الله واطلاعه. وتكون خاصة للمؤمنين بتأييدهم ومعونتهم وتسديدهم واما القرب فلا يقال فيه انه عام وخاص بل هو نوع واحد وهو قربه سبحانه وتعالى من المؤمنين. بمعونتهم ونصرهم وتأييدهم واللطف في بهم. وما وقع في القرآن الكريم من الايات التي يتوهم انها تدل على عموم القرب فتفسيرها المأثور عن عن السلف ان المراد بها قرب الملائكة. كقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. فالمقصود قرب الملائكة من المحتضر حال احتضاره لنزع روحه واما القرب الخاص فلا يكون الا لعباد الله المؤمنين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان بي وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزل غير مخلوق انه بدأ واليه يعود وان الله تكلم به حقيقة وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره. ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة عنه. بل اذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله حقيقة. فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من تكلم به مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من بالله وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى. منزل منه غير مخلوق منزل غير مخلوق. منه بدأ اي تكلم به حقيقة منه اي تكلم به حقيقة. واليه يعود برفعه في اخر الزمان من الصدور والسطور برفعه في اخر الزمان من الصدور والسطور. فيسرى على القرآن في ليلة في اخر الزمان فلا يبقى منه في مصحف حرف ولا في صدر شيء. كما صحت بذلك الاحاديث والاثار. وانعقد عليه الاجماع ثم ذكر ان الله تكلم به حقيقة وان وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة. اي بحروفه ومعانيه. لا كلام غيره فليس المعنى من الله ولا الحروف من غيره. كما انه ليست الحروف من الله ولا ليس المعنى من الله ولا الحروف ومن غيره بل القرآن حروفه ومعانيه كلها من الله. ثم ذكر انه لا يجوز القول بانه حكاية عن كلام الله. او عبارة عنه والحكاية والعبارة مذهبان مرذولان في كلام الله. احدهما للكلابية والاخر للاشاعية عراقي فان هاتين الطائفتين زعمتا ان القرآن معنى قائم ان القرآن وهو من كلام الله معنى قائم في نفس ربنا سبحانه وتعالى وان الحروف التي ادت هذا المعنى هي حكاية عن ذلك المعنى او عبارة عن فالطائفتان تزعمان ان المعنى من الله والحروف من غير الله ولذلك قالوا عنها هي عبارة عن كلام الله كما تقوله الكلابية هو حكاية عن كلام الله كما تقوله الكلابية او عبارة عنه كما تقوله الاشاعرة واهل السنة والجماعة يعتقدون ان القرآن كله حرفا ومعنى لفظا ومبنا ومعنا كله من الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحابا وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته ترونه سبحانه وهم في عرصات القيامة ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من الايمان بالله هو بكتبه وبرسله الايمان بان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بابصارهم. وقد ثبتت هذه اللفظة عيانا عند وهي تفيد ان الرؤية حقيقية فيرى المؤمنون ربهم سبحانه وتعالى باعينهم وذكر انهم يرونه في عرصات القيامة. اي متسعاتها بعرصات يوم القيامة اي متسعاتها. ثم يرونه في الجنة والفرق بين الرؤيتين من وجهين. والفرق بين الرؤيتين من وجهين احدهما ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة رؤية امتحان وتعريف ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة رؤية امتحان وتعريف واما الرؤية التي تكون في الجنة فرؤية انعام وتشريف واما الرؤية التي تكون في الجنة فهي رؤية انعام وتشريف والاخر ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة يشترك فيها مع المؤمنين الكافرون والمنافقون. يشترك فيها مع المؤمنين الكافرون والمنافقون في اصح الاقوال واما الرؤية التي تكون في الجنة فتختص بالمؤمنين. واما الرؤية التي تكون في الجنة تختص بالمؤمنين لانفرادهم باستحقاق النعيم في الاخرة دون غيرهم. لانفرادهم باستحقاق النعيم في الاخرة دون غيرهم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه. فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم. فيقال للرجل من ربك؟ وما دينك ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن الله ربي والاسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي اما المرتاب فيقول اه اه لا ادري. سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. فيضرب بمرزبة من حديد. فيصيح صيحة يسمع كل شيء الا الانسان ولو سمعها الانسان لصعق. ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب. الى يوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح الى الاجساد وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه المسلمون فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق. وتنصب فتوزن فيها اعمال العبادة. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال. فاخذ مو بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره كما قال تعالى وكل انسان الزمناه طائره في نوقي ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه. كما وصف ذلك في الكتاب والسنة. واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن وحسناته وسيئاته. فانه لا حسنات لهم. ولكن تعدد اعمالهم وتحصى يوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها وفي عرصة القيامة الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ماء شد بياضا من اللبن واحلى من العسل طوله شهر وعرضه شهر انيته عدد نجوم السماء فمن شرب منه شربة من لم يظمأ بعدها ابدا والصراط منصوب على متن جهنم. وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. يمر الناس عليه على قدر فمنهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف في جهنم فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه على قنطرة بين الجنة والنار. فيقتص لبعضهم من بعض. فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. واول ومن يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم. واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم وله في القيامة ثلاث شفاعات. اما الشفاعة الاولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عليهم من الله السلام. الشفاعة حتى تنتهي اليه. واما شفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة وهاتان الشفاعتان خاصتان له. واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيما استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشبع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع في لمن دخلها ان يخرج منها ويخرج الله تعالى من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضل رحمته ويبقى في الجنة فضل من دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة. واصناف ما ما تتضمن امنوه الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء والاثارة من العلم المأثور عن الانبياء. وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك يشفي ويكفي فمن ابتغى وجده؟ شرع المصنف رحمه الله يبين الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر. واليوم الاخر وفق ما ذكره هو كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت. كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه سلم مما يكون بعد الموت. وهو احسن ما قيل في حده ووصفه ابن سعدي في التنبيهات اللطيفة بانه ضابط جامع. ووصفه ابن سعدي في التنبيهات اللطيفة بانه ضابط جامع. فاليوم الاخر اسم لكل ما يكون بعد الموت اليوم الاخر اسم لكل ما يكون بعد الموت. فيؤمن اهل السنة والجماعة بفتنة وهي سؤال الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه. وهي سؤال الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه. فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت واما المغتاب فيقول اه اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. والمشهور في لفظ الحديث ها ها بهاء في وللكلمة وهاء في اخرها والمثبت هنا اه اه هو المثبت في النسخة العقيدة الواسطية المقروءة على مصنفها ابن تيمية والمثبت في العقيدة الواسطية المقروءة على مصنفها ابن تيمية. وهو موافق لرواية الرويا في مسندي وهو موافق لرواية الروياني في مسنده. ويؤمن اهل السنة والجماعة بنعيم القبر وعذابه. وهو ما يجري على العبد في قبره من نعيم او عداء. وهو ما يجري على العبد في قبره من نعيم او عذاب. ويؤمنون بيوم القيامة اذا اعيدت الارواح الى الاجساد وقام الناس لرب العالمين حفاة عراة اي غير مختونين. غلا اي غير مختونين. وحينئذ ينصب الميزان وهو واحد في اصح الاقوال ووقع جمعه بتعدد الموزون فيه وكثرته. ووقع جمعه لكثرة الموزون فيه. وتعدده فهو ميزان واحد وصف بكونه موازين لكثرة ما يوزن فيه والوزن واقع يوم القيامة في اصح الاقوال على العامل وعمله وصحيفة عمله الوزن واقع يوم القيامة في اصح الاقوال على العامل وعمله وصحيفة عمله. فيوزن العبد العامل وتوزن اعماله وتوزن الصحيفة التي اثبتت فيها اعماله وتوزن الصحيفة التي اثبتت فيها اعمالهم والى ذلك اشرت بقول الوزن في اصح قول للعمل الوزن في اصح قول للعمل. وعامل مع صحفه تلك الامل. وعامل مع صحفه الامل الوزن في اصح قول للعمل وعامل مع صحفه نلت الامل. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال سميت ديوان لماذا لماذا سميت ديوان يعني الديوان اللي فيه شي كثير ها سميت ديوانا باعتبار وقوع التدوين وهو الكتابة فيها. سميت ديوانا باعتبار وقوع التدوين وهو الكتابة فيها ومن كتب المالكية المشهورة كتاب المدونة. اي الجامع لما في احكام تتعلق بالدين مروية عن الامام مالك رحمه الله. فيأخذ المؤمن كتابه بيمينه ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره ويحاسب الله الخلق والحساب في الشرع هو ايش والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة. هو عد اعمال العبد يوم القيامة. وله نوعان احدهما الحساب اليسير. الحساب اليسير وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر عليها الحساب اليسير وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر عليها. والاخر الحساب العسير وفيه تقتص تستسقى وفيه تستقصى الاعمال على العبد. وفيه تستقصى الاعمال على العبد ويناقش فيها ويناقش فيها والكفار لا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته. والكفار لا يحاسبون محاسبة منتوزا وحسناته وسيئاته لانه لا حسنة لهم يوم القيامة لماذا لا حسنات لهم يوم القيامة هم مم لانهم يجازون بحسناتهم في الدنيا. لانهم يجازون بحسناتهم في الدنيا. فاذا قدموا يوم القيامة لم تكن لهم حسنة. والمراد بمحاسبة الكفار ايقافهم على اعمالهم السيئة والمراد بمحاسبة الكفار ايقافهم على اعمالهم السيئة. وتوبيخهم وتقريعهم عليها. وتوبيخ وتقريعهم عليها. وهذا فصل المقال في مسألة واسعة المجال. تنازع فيها وهي هل الكافر يحاسب يوم القيامة ام لا يحاسب وفصل الخلاف ان يقال ان اريد انه يحاسب محاسبة محاسبة من توزن حسناته وسيئاته فلا لانه لا حسنة له وان اريد انه يوقف على اعماله السيئة فيقرر عليها ويوبخ على فعلها. ويقرع على اتيانها فهذا صحيح ثم ذكر المصنف انه في عرفات القيامة وهي متسعاتها الحوض المورود لرسولنا صلى الله عليه وسلم ولكل نبي حوض لكن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم هو اكملها وصفا واتمها ثم ذكر ان اهل السنة والجماعة يؤمنون بالصراط وهو جسر منصوب على متن جهنم وهو جسر منصوب على متن جهنم اي على ظهرها يوصل الى الجنة. وهذا معنى قول المصنف وهو الجسر الذي بين الجنة والنار فهو بينهما باعتبار الايصال لا باعتبار الاتصال فهو بينهما باعتبار الايصال لا باعتبار الاتصال فلا تكونوا النار في جهة والجنة في جهة والجسر بينهما. فلا تكون النار في جهة والجنة في جهة والجسر بينهما بل يكون الجسر وهو الصراط منصوب العلامة جهنم. فتكون جهنم اعاذنا الله واياكم منها الصراط ويكون هذا الجسر مجيزا اي موصلا لمن سار عليه الى الجنة فهو جسر بين الجنة والنار باعتبار الايصال انه يوصل لا باعتبار الاتصال يمر عليه المؤمنون فقط على الصحيح من اقوال اهل العلم يمر عليه المؤمنون فقط على الصحيح من اقوال اهل العلم. فالاحاديث ظاهرة في اختصاص المرور على الصراط بالمؤمنين. واصلحها حديث ابي سعيد الخدري. رضي الله عنه في الصحيحين وفيه لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم نصب الصراط قال فيمر المؤمنون. فيمر المؤمن متفق عليه واللفظ المسلم. وتبيين هذا ان الله سبحانه وتعالى اذا امتحن الخلق برؤيته في متسعات يوم القيامة وكان الرؤون له القائمون امامه هم الكفار والمنافقون والمؤمنون فان الله سبحانه وتعالى اذا امتحنهم بنفسه قال ليتبع من كان يعبد غير الله معبودا فيتبع اهل الاوثان اوثانهم واهل الصليب صليبهم واهل الطواغيت طواغيتهم فتلقي بهم في نار جهنم فيذهب الكافرون ويبقى المؤمنون ومن والمنافقون فيأمرهم الله عز وجل بالسجود فاما المؤمنون فيسجدون. واما المنافقون فيكون ظهر احدهم طبقا اي لا يستطيع ان ينحني فلا يستطيعون السجود. ثم تلقى عليهم الظلمة فيجعل الله لاهل الايمان انوارا على قدر ايمانهم. واما المنافقون فلا نور لهم فيستدلون فيستدل المؤمنون على الصراط بانوارهم. فيصلون اليه ليجوزوه واما المنافقون فانهم يفوتهم النور ويتخبطون في الظلمة. وينادون المؤمنين انظرونا من نوركم ليستدلوا به على الصراط. في حال بينهم وبين الوصول الى الصراط. فالواصل يصلون الى الصراط هم المؤمنون ذوو الانوار وهم متفاوتون فيما لهم من النور على قدر ما لهم من الايمان ثم يمر المؤمنون على الصراط فمنهم من يجتازه ومنهم من تخطفه كلاليب جهنم. فيقع في نار جهنم فالمرور على الصراط مختص بالمؤمنين. من الصالحين منهم والعصاة الفاسقين كما سيأتي بيانه ويكون مرور المؤمنين على الصراط على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كابل ابل اي الابل الرواحل المتخذة للركوب ومنهم من يزحف زحفا. فمن مر على الصراط دخل الجنة ولم يسبق دخوله عذاب. ومن المؤمنين من تكون له ذنوب فتخطفه كلاليب لجهنم فيدخل النار ثم يخرج منها. والكلاليب جمع كلوب باب والكلاليب جمع كلوب وكلاب وهو حديدة معقوفة الرأس وهو حديثة معقوفة الرأس ذات شعبتين او ثلاث اشبه شيء بما يلقى في المرسى لتثبيت السفينة. او ما كان يعرف عند الناس بالة يسمونها الشنكار في بعض المناطق يستخرجون بها نحو ذبيحة يصنعونها او غير ذلك من التي يستخرجونها فهذا تسميه العرب كلابا وكلوبا. ثم يوقف الذين عبروا الصراط على قنطرة بين الجنة والنار. والقنطرة البناء المرتفع والقنطرة البناء المرتفع المنصوب على اعمدة المنصوب على اعمدة اشبه شيء مما يعرف اليوم عندنا بجسور المشاة اشبه شيء بما يعرف اليوم عندنا بجسور المشاة التي تكون منصوبة على الطرق السريعة في داخل لقطع للانتقال من هذه الجهة الى هذه الجهة فتكون بناء مرتفعا منصوبا على عمودين او اربعة يعبر عليه الناس فهذا هو الذي تسميه العرب قنطرة ثم يقتص لبعضهم من بعض فيستوفى القصاص بينهم فاذا كذبوا ونقوا مما بينهم ادخلوا الجنة. واول من يستفتح باب الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم وهو اول شافع واول مشفع. والشفاعة التي يذكرها المتكلمون الاعتقاد يريدون بها الشفاعة عند الله وحقيقة الشفاعة عند الله شرعا سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له تؤان الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له والنفع يتضمن جلب خير له او دفع شر عنه. والنفع يتضمن جلب خير له او افعى شر عنه. وللنبي صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات الشفاعة الاولى شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف ان يقضى بينهم وهي الشفاعة العظمى فيشفع النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه في حصول الفصل بين الخلائق محاسبتهم ومجازاتهم. والثانية شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة ان يدخلوها وهاتان الشفاعتان خاصتان بالنبي صلى الله عليه وسلم. والشفاعة الثالثة شفاعة صلى الله عليه وسلم في من استحق النار. شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن استحق النار. وهذه الشفاعة لا تختص به. بل هي له ولسائر الانبياء والرسل والصالحين والشهداء والملائكة وغيرهم من الشفعاء. فيشفعون فيمن استحق كما ذكر المصنف فيشفع فيمن استحق النار ان لا يدخلها. ومن دخلها ان خروج منها فهذه الشفاعة تتعلق بنوعين استحق النار فهذه الشفاعة تتعلق بنوعين حق النار احدهما قوم استحقوها فدخلوها والاخر قوم استحقوها ولم يدخلوها بعد. قوم استحقوها ولم يدخلوها بعد والصحيح ان هذه الشفاعة تختص بمن استحق النار ودخلها. والصحيح ان هذه الشفاعة تختص بمن استحق النار ودخلها. وهو اختيار ابي عبد الله ابن القيم خلافا لشيخه المصنف وهو اختيار ابي عبد الله ابن القيم خلافا لشيخه المصنف فان ظاهر الاحاديث ان الشفاعة لا تكون الا بعد دخول اهل النار النار فظاهر الاحاديث ان الشفاعة لا تكون الا بعد دخول اهل النار النار فاذا دخلوها حلت الشفاعة كما جاء في حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما في صحيح مسلم فتصير الشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن استحق النار فدخلها ان يخرج منها. شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن استحق النار فدخلها ان يخرج منها وهذه الشفاعة كما تقدم لا تختص به. فيشاركه فيها الشفعاء من الانبياء والرسل والملائكة والعلماء والشهداء والصالحين. وذكر المصنف ان الله يخرج من النار اقواما بغير شفاعة احد بل بمحض فضله ورحمته فيدخلهم الجنة. ويبقى في الجنة فضل اي زيادة ويبقى في الجنة فضل اي زيادة فينشئ الله خلقا يدخلهم الجنة واحوال الدار الاخرة متعددة متنوعة لكن هذه مهماتها وطريق معرفتها هو خبر الوحي الصادق. ولهذا فان المصنف في اول ذكر الايمان باليوم الاخر. هنا ذكر ان اليوم الاخرة هو كل ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت سواء كان مما اخبر منه في القرآن النازل عليه او مما اخبر به من كلامه صلى الله عليه وسلم. ثم اعاد تأكيد هذا ببيان ان تفاصيل يوم القيامة انما تلقى انما تتلقى من المنقول في الشرع بالكتاب والسنة. لان اليوم الاخر غيب لا يطلع عليه الا بالوحي فلا سبيل الى معرفة حقائقه وتفاصيله الا بخبر الوحي. فان عدم خبر الوحي صار العلم به ممكنا ام ممتنعا ها ممتنعا العلم بحقيقة ممتنعا مثلا لو قلت لكم صار العلم بحقيقته ممتنعة. مثل لو قلت لكم في الجنة انهار. في الجنة اشجار في الجنة اطيار الان تعرفون انتم معانيها معنى النهر ومعنى الشجر معنى الطير. صح ولا لا؟ طيب لو رسمت لكم شجرة او طير او نهر وقلت هذه انهار الجنة وطيور الجنة واشيار الجنة. صار صحيح ولا غير صحيح ليش يعني قديم ها اه لان حقائقها محجوبة عنا غيب لا يطلع عليه. ومما فتن به الناس باخرة انهم يجرون مشاهد يتلون فيها ايات من القرآن التي تشير الى اليوم الاخر. سواء من باب الوعيد او من باب وهذا لا يجوز لان هذه المشاهد التي يراد بها تقريب المعاني ليست حقيقة ما في الجنة ولا ما في النار. واضح؟ سواء كان بمقطع صور او برسم او بغير ذلك فهذا محرم لا يجوز واذا قيل هذا تقريب للمعنى على وجه المجاز فالجواب ان المجاز يمتنع في الغيبيات فالمجاز سواء في المبنى او المجاز في المعنى ومنه الصور والرسومات هذا ممتنع في الغيب لانه سبيل الى الاطلاع عليه. ويكفي في الخبر عن الجنة والنار ما اخبر به الله واخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين فالدرجة فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق. فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب. فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. جفت الاقلام وطويت الصحف كما قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. وهذا التقدير وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء. فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه. بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد. ونحو ذلك. فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديما ومنكر ومنكره اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة. وقدرته الشاملة. وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانهما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى لا يكون في ملكه ما لا يريد وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير. من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه. لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا عملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين. ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب فسادا والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة. والله خالقهم وخالق قدرتهم واراداتهم كما قال سبحانه لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية. الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات. حتى سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله واحكام حكمها ومصالحها. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة الركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر. وذكر انه يأتي على درجتين الاولى الدرجة السابقة وقوع المقدور. الدرجة السابقة وقوع المقدور. وتتضمن علم الله بالمقادير وكتابته لها. وتتضمن علم الله بالمقادير وكتابته لها والثانية الدرجة المصاحبة وقوع المقدور الدرجة الثانية الدرجة المصاحبة وقوع المقدور وتتضمن مشيئة الله للمقادير وخلقه لها. وتتضمن مشيئة الله للمقادير وخلقه لها ومراتب القدر اربع العلم والكتابة والمشيئة والخلق العلم والكتابة والمشيئة والخلق وهي منتظمة في الدرجتين السابقتين وحقيقة القدر شرعا علم الله بالوقائع علم الله بالوقائع. وكتابته لها علم الله بالوقائع وكتابته لها ومشيئته وخلقه اياها. ومشيئته وخلقه اياها وهذا الحد جامع للمراتب الاربع المذكورة في الدرجتين السابقتين ومما يندرج في هذا الباب الايمان بان الله جعل للعبد مشيئة وقدرة لكنها تابعة بمشيئة الله وقدرته غير مستغلة عنها فالعبد يشاء ويقدر وفق ما يجعله الله عز وجل له بتقديره من مشيئة وقدرة. وذكر المصنف ان الدرجة الاولى من درجتي القدر قد كان ينكرها غلاة القدرية قديما. ومنكروها اليوم قليل. واما الدرجة الثانية عامة القدرية الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله. الذين ان العبد يخلق فعله فيقدره ويشاؤه ولا يعلمه الله سبحانه وتعالى الا بعد وقوعه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ويغلو فيها قوم من مثبتة القدر ويغلو فيها قوم من مثبتة القدر وهم جبرية الذين يجعلون العبد مجبورا على فعله لا ارادة ولا قدرة ولا اختيار له. لا ارادة ولا قدرة ولا اختيار له فيجلبون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها فان العبد اذا كان مجبورا انتفت المصلحة والمنفعة والحكمة من الامر والنهي له. لانه بمنزلة الالة في لمحركها واهل السنة كما تقدم عند ذكر وسطيتهم هم وسط في باب افعال الله اي القدر بين القدرية الزاعم الى ان الله ان العبد يخلق فعله وبين الجبرية الزاعمين ان العبد مجبور على فعله. فهم يقولون ان للعبد قدرة ومشيئة واختيارا لكنه تابع لمشيئة الله واختياره. فالعبد ان اطاع وان شاء عصى وكل ذلك تابع لمشيئة الله وقدرته فلا يكون في قدر الله الا ما اراده سبحانه احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه وتعالى في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف. وقال سبحانه وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله حتى تفيء الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين. انما المؤمنون اخوة ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار. كما تقول المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الايمان في مثل قوله قوله تعالى لتحرير رقبة مؤمنة وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين وهو مؤمن ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى لاسما مطلقة ولا يسلب مطلق الاسم. لما فرغ المصنف رحمه الله من عد اركان الايمان وبيان ما يتعلق بها اجمالا شرع يبين حقيقة الايمان والايمان له في الشرع معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا. التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة. والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو المقصود اذا ذكر الايمان مع الاسلام والاحسان وهذا المعنى هو المقصود اذا ذكر الايمان مع الاسلام والاحسان. والايمان بمعناه العام منقسم على القلب واللسان والجوارح. والايمان بمعناه العام من قسم على القلب واللسان والجوارح وهذا معنى قول السلف الايمان قول وعمل وهذا معنى قول السلف الايمان قول وعمل فالقول قول القلب واللسان. فالقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب واللسان والجوارح. والعمل عمل القلب واللسان والجوارح فموارد الايمان خمسة. فموارد الايمان خمسة اولها قول القلب قول القلب وهو اعتقاده وتصديقه وهو اعتقاده وتصديقه وثانيها قول اللسان وهو نطقه بالشهادتين وثالثها عمل القلب وهو حركته وارادته وهو حركته وارادته ورابعها عمل اللسان وهو ما لا يقع من العمل الا به. وهو ما لا يقع من العمل الا به كالتسبيح والدعاء وقراءة القرآن وخامسها عمل الجوارح وهو الفعل والترك الواقع بها. وهو الفعل والترك الواقع بها وتفسير هذه الجملة ان من الجاري في كلام السلف قولهم عند ذكر حقيقة الايمان الايمان قول وعمل فهم يريدون ان الايمان اسم للدين كله. فتندرج فيه احكام الشرع وصفة اندراجها فيه كون الايمان مقسوما على القلب واللسان فيكون فيها قول وعمل وتفصيل ذلك انه يكون فيه قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح. فاما قول القلب فهو اعتقاده تصديقه فاذا اعتقد القلب وصدق بشيء سمي قولا. فمثلا ايماننا بالملائكة من اي هذه الموارد الخمسة من قول القلب فايماننا بالملائكة مثلا من قول القلب لاننا نعتقد وجود هؤلاء من خلق الله لهم وظائف مذكورة في خطاب الشرع. فهذا الاعتقاد يرجع الى قول القلب واما قول اللسان فهو نطقه بالشهادتين. فان العبد لا يثبت له دينه الا بنطقه بالشهادة لله بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة واما عمل القلب فهو ايش حركته وارادته كالذي تقدم معنا في العبادات المذكورة في ثلاثة الاصول فمثلا من العبادات التي ذكرت في ثلاثة الاصول عبادة التوكل ومحلها القلب عبادة الرجاء ومحلها القلب وعبادة الخوف ومحلها القلب. وكل عبادة من من هذه العبادات ليست بمعنى الاخرى فلها حقيقة تختص بها. هي حركة للقلب. فمثلا بالخوف كيف تكون حركة القلب فراره الى الله فزعا وذرا. فراره الى الله فزعا وذعرا. وفي التوكل مثلا تكون اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه. فهذه الحركات هي اعمال للقلب واما عمل اللسان فهو العمل الذي لا يقع الا به كالتسبيح وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار فهذه اعمال باللسان فقط فلا تكونوا بالقلب ولا تكونوا بالجوارح. واما عمل الجوارح الامر هو النهي الواقع بها ففعل الصلاة عمل للجوارح وترك الزنا عمل للجوارح المصنف ان الايمان يزيد وينقص. وزيادته تكون بالطاعة ونقصه يكون بالمعصية. وان من فعل كبيرة فهو فاسق ليس بمؤمن كامل الايمان ولا بكامل. بل هو مؤمن ناقص الايمان او هو مؤمن فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق فيقال مؤمن فلا يعطى الاسم المطلق. فيقال مؤمن ولا يسلب مطلق الاسم. فيقال كافر ولا يسلب مطلق الاسم فيقال كافر بل يبقى له اصل الايمان ويكون فاسقا بكبيرته. فاما ان يسمى مؤمنا ناقص الايمان او مؤمنا فاسقا بكبيرته. او مسلما ليس بمؤمن فهو نازل عن الرتبة العليا. في كمال الايمان لكنه لم يخرج عن الايمان فالاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي لا تزول ولا تنتفي. فاذا وقع احد من المسلمين كبيرة من كبائر الذنوب كشرب الخمر او قتل النفس او غير ذلك من الكبائر فان معصيته التي وقعت منه لا تنفي عنه الاخوة الايمانية فيبقى معدودا في المؤمنين. لكنه ليس من كمل الايمان فيهم. بل هو مؤمن ناقص الايمان ولا يقال هو كافر بتلك الكبيرة خارج عن دائرة الاسلام كما تقوله الخوارج او هو خارج عن دائرة الاسلام في منزلة بين منزلتين كما تقول المعتزلة ثم يحكمون عليه في الاخرة بانهم في النار مخلد فيها. بل اهل السنة يقولون ان اصحاب الكبائر فساق بكبائرهم مع بقاء اسم الاسلام والايمان عليهم. وهم ان ماتوا على كبائرهم فهم في الاخرة تحت مشيئة الله ان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما وصفهم الله به في قوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائلهم ومراتبهم فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق. على من انفق من بعده وقاتل. ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاث مئة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربعمائة ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وثابت ابن قيس ابن بشماس وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه غيره من ان خير هذه الامة بعد نبيها بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون رضي الله عنهم كما دلت عليه الاثار وكما اجمعت الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ايهما افضل؟ فقدم قوم عثمان او ربعوا بعلي وقدم قوم علياء وقوم توقفوا لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول التي يضلل فيها التي يضلل المخالف فيها عند جمهور اهل لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها مسألة الخلافة وكذلك يؤمنون بان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين. ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء الائمة فهو اضل من حمار اهله ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. وقد قال ايضا صلى الله عليه وسلم العباس عمه رضي الله عنه وقد شكى اليه ان بعض قريش يجفوا بني هاشم فقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ايؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابته. وقال صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويؤمنون بانهن ازواجهم في الاخرة خصوصا خديجة رضي الله عنها ام اكثر اولاده واول من امن به ليعاضده على امره وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه والتي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سعر الطعام ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل. ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المرئية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه وعامة الصحيح منه هم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره. بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم ان صدر حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون وان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم. ثم اذا كان قد صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى تمحو او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. الذين هم احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه. واذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف بالامور التي كانوا فيها مجتهدين نصبوا فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفور. ثم القدر الذي ينكأ ثم القدر الذي ينكر من فعله لبعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الايمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيل سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. ومن ومن نظر في سيرة القوم بعلم وعدل وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء عليهم السلام لا كان ولا يكون مثلهم وانهم هم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله تعالى. رحلة رحمه الله ان من اصول اهل السنة سلامة قلوبهم والسنتهم. لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقبلون ما جاء بالكتاب والسنة من فضائلهم ومراتبهم ويفضلون من انفق قبل وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعده وقاتله. ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بفضيلة اهل بدر وان الله قال لهم اعملوا ما شئتم. فقد غفرت لكم عليه من حديث علي رضي الله عنه وانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة. وهم اهل الرضوان يوم الحديبية وهم اهل بيعة الرضوان يوم الحديبية. ويشهدون بالجنة لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة كالعشرة المبشرين بالجنة وثابت ابن قيس ابن شماس العشرة المبشرون بالجنة بهذا الاسم مع كون النبي صلى الله عليه وسلم بشر كثيرا من اصحابه بالجنة لانهم ذكروا في حديث واحد بالبشارة. لانهم ذكروا في حديث واحد بالبشارة. ويعتقد ان ترتيب الخلفاء الاربعة في الفضل كترتيبهم في الخلافة. فافضلهم ابو بكر ثم عمر ثم ماله ثم علي رضي الله عنهم. وفي المفاضلة بين عثمان وعلي خلاف قديم. ثم انعقد الاجماع على ان عثمان افضل من علي رضي الله عنهما. وان كانت هذه المسألة وهي مسألة ليست مما يضلل فيه المخالف. لكن الذي يضلل فيه المخالف هو مسألة الخلافة فمن اعتقد ان عليا احق بالخلافة من عثمان فضلا عمن قبله فهو كما ذكر المصنف اضل من اهله. واما من اعتقد ان عليا له من الفضل ما يجعله في الفضل مقدما على عثمان فهذا قول بعض اهل السنة قديما. ثم انعقد اجماع اهل السنة على ان الخلفاء الاربعة قد تبون في الفضل كترتيبهم في الخلافة. ثم ذكر المصنف ان اهل السنة يحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونه. واهل بيته صلى الله عليه وسلم في اصح الاقوال هم اله الذين حرمت عليهم الصدقة هم اله الذين حرمت عليهم الصدقة. وهم ازواجه وبنو هاشم. وهم ازواجه وبنو هاشم فمن نزل من هاشم عد من ال النبي صلى الله عليه وسلم كذا ازواجه فهن معدودات مع ال النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر المصنف ازواج النبي صلى الله عليه وسلم لما لهن من مقام كريم عنده صلى الله عليه وسلم فقال ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين الى اخر ما ذكر. وذكر انهم يتبرأون من طريقة الروافض والنواصب فان الروافض يبغضون الصحابة ويسبونهم ويعظمون بعضهم من ال البيت. ويعظمون بعضهم من ال البيت. واما النواصب فانهم يسعون في اذية ال النبي صلى الله عليه وسلم بالاقوال والاعمال ويبغضون اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر المصنف انما شجر من بين الصحابة من الاختلاف وما نجم فيهم من الفتنة فطريقة اهل السنة والجماعة الامساك عنه. فلا يسعون في بثه واشاعته ولا يتدخلون فيه بشيء قد مضى ونفذ فيه قدر الله ويقولون ان الاثار المروية في مساوئ الصحابة ثلاثة اقسام. ويقولون ان الاثار المروية في مساوئ الصحابة ثلاثة اقسام. القسم الاول ما هو كذب في نفسه؟ ما هو كذب في نفسه فلا يثبت بتة والقسم الثاني ما زيد فيه ونقص وغير عن وجهه. ما زيد فيه ونقص وغير عن وجهه. والقسم الثالث صحيح عنهم. والقسم الثالث صحيح عنهم. وهم فيه معذورون. اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. فان اصابوا مع اجتهادهم فلهم كم اجر؟ اجرا. وان اخطأوا مع اجتهادهم فلهم اجر واحد. ولا يعتقد اهل السنة والجماعة ان احدا من الصحابة معصوم من الذنوب يعني محفوظا منها لا يقع فيها. فالذنوب تجوز عليهم وتقع منهم لكن لهم من موجبات المغفرة ما ليس لغيرهم. فاذا صدر عن احدهم ذنب كان له من موجبات المغفرة والحسنات الماحية ما ليس لغيره. ومن اعظم ذلك صحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر ان القدر الذي ينكر من فعل بعضهم هو قليل نزر يسير. فالافعال التي صدرت من احد منهم وكانت مما يساء قليلة في جنب ما لهم من محاسن الاقوال والاحوال والاعمال ومن نظر في وما كانوا عليه علم انه لم يأتي بعد الانبياء والرسل احد افضل من اصحاب صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء وما يجري الله على ايديهم من خوارق العادات في انواع العلوم والمكاشفات وانواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف الامم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الامة. وهي موجودة فيها الى يوم القيامة. ذكر المصنف رحمه الله ان من اصول اهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الاولياء. والكرامات جمع كرامة وهي اية عظيمة تدل على صلاح العبد. اية عظيمة تدل على صلاح العبد ولا تقترنوا بدعوى النبوة والاولياء جمع ولي. والولي كل مؤمن تقي والولي كل مؤمن تقي وخصه علماء الاعتقاد بالمؤمن التقي غير النبي وخصه علماء الاعتقاد بالمؤمن التقي غير النبي. فاسم الولي في القرآن والسنة يشمل النبي فمن دونه. فاسم الولي في القرآن والسنة يشمل النبي فمن دون كقوله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقوله تعالى في الحديث القدسي من عاد لي وليا فانه يندرج فيه النبي فمن دونه. واما في اصطلاح علماء الاعتقاد فانهم يريدون بالولي المؤمن التقي اذا لم يكن نبيا. وهو المراد عند ذكرهم كرامات الاولياء وهو المراد عند ذكرهم كرامات الاولياء. فكرامات الاولياء هي ايات عظيمة تدل على صلاح العبد ولا تقترنوا بدعوى النبوة يجريها الله عز وجل لمن كان مؤمنا تقيا غير نبي يجريها الله عز وجل لمن كان مؤمنا تقيا غير نبي. وكرامات الاولياء نوعان اشار اليه من مصنف رحمه الله. احدهما كرامة تتعلق بانواع العلوم والمكاشفات قامة تتعلق بانواع العلوم والمكاشفات والاخر كرامة تتعلق بانواع القدرة والتأثيرة. كرامة تتعلق بانواع القدرة والتأثيرات فتارة تكون الكرامة متعلقة بالعلم والمكاشفة فيحيط العبد من ذلك بما لا يحيط به غيره وتارة تكون متعلقة بالقدرة والتأثير. فيكون للعبد من والتأثير ما ليس لغيره وكل ذلك بتقدير الله كرامة لعبده. واهل السنة والجماعة يؤمن بالكرامات ويكذبون بالخرافات. واهل السنة والجماعة يؤمنون بالكرامات. ويكذبون بالخرافات ما ثبت بطريق صحيح صدقه وصحته. واما الخرافة فهو ما يدعى ولا تعلم حقيقته فهو ما يدعى ولا تعلم حقيقته. او يطلع على كذبه حقيقة. فمثل وهذا لا يأبه به اهل السنة والجماعة ويرونه زيفا وزورا يكذبون به. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله ثم من طريق اهل السنة والجماعة اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ليؤثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف الناس ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل احد. ولهذا سموا اهل الكتاب والسنة وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة. وان كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين والاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمد في العلم والدين وهم يزنون بهذه الاصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال او ظاهرة مما له تعلق بالدين والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح اذ بعدهم كثر الاختلاف انتشرت الامة ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة طريق اهل السنة الكلي في اخذ دينهم. طريق اهل السنة الكلي في اخذ دينهم وان من طريقتهم اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وظاهرة واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار. والتمسك بالسنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين ومجانبة محدثات الامور. لان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. وانهم يعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. ولاجل هذا اثر كلام الله على كلام غيره وقدموا هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي غيره. فسموا اهل الكتاب والسنة لاخذهم بهذين الاصلين فسموا اهل الكتاب والسنة لاخذهم بهذين الاصلين. وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع. وضدها الفرقة وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة فاهل السنة والجماعة اهل اجتماع والفة على الحق. والاجماع هو الاصل ثالث الذي يعتمد في العلم والدين. وحقيقته شرعا اتفاق مجتهد عصر اتفاق مجتهد عصر من عصور امة محمد صلى الله عليه وسلم من عصور امة محمد صلى الله عليه وسلم على حكم شرعي بعد موته اتفاق مجتهد عصر من عصور امة محمد صلى الله عليه وسلم على حكم شرعي بعد موته وهم يزنون بالقرآن والسنة والاجماع جميع ما عليه الناس. من اقوال واعمال فلا يزنون الخلق صور والاموال والرئاسات والمناصب بل ميزانهم في معرفة مراتب الخلق وما لهم وعليهم من حق هو الكتاب والسنة والاجماع. وذكر المصنف ان الاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة. والمراد بالسلف الصحابة والتابعون والاتباع التابعين. والمراد بالسلف والصحابة والتابعون واتباع التابعين ليس مراد المصنف نفي امكان وقوع الاجماع وليس مراد المصنف نفي امكان وقوع الاجماع بعد السلف. لكن مقصوده صعوبة ذلك لكن مقصوده صعوبة ذلك. فالاجماع ممكن الوقوع بعده الاجماع ممكن الوقوع بعده. لكن يشق الاطلاع عليه لان الامة انتشرت في الارض. وحصل بينها الافتراق فالاجماع دليل عظيم من اركان الدين ممكن الوقوع بعد السلف الصالح. لكن يعسر حكايته بخلاف ما كان عليه الامر في الصدر الاول نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامراء ابرارا كانوا او فجارا. ويحافظون على الجماعات ويدينون بالنصيحة للامة ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالحمى والسهر ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون الى الاخلاق ومحاسن الاعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا الى ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك. ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء. والبغي والاستيطان على الخلق بحق او بغير حق. ويأمرون بمعالي الاخلاق وينهون عن سفسافها. وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا او غيره فانما هم فيه متبعون للكتاب والسنة. وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم لكن لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة وفي حديث عنه صلى الله عليه وسلم انه قال هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي صار المتمسكون بالاسلام المحض خالص عن الشوب عن الشوب هم اهل السنة والجماعة. وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم اعلام الهدى ومصابيح اولو المناقب المأثورة والفضائل المذكورة. وفيهم الابدال ومنهم ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هداية ودرايتهم وهم الطائفة المنصورة التي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا وهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة. فنسأل الله العظيم ان يجعلنا منهم والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين. وصلواته على خير خلقه محمد واله وصحبه وسلم ذكر المصنف رحمه الله ان من طريقة اهل السنة والجماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفق ما توجبه الشريعة. اي بحسب ما دعيه الدليل الشرعي لا بالرأي والهوى. وانهم يرون اقامة الشعائر الظاهرة كالحج والجهاد والجمع والاعياد مع امرائهم الابرار منهم والفجار. فيشاركونه في الخير في الشر فيشاركونهم في الخير ويفارقونهم في الشر. ويحفظون الاخوة الايمانية الاسلامية للمؤمنين جميعا. ويدينون بالنصيحة لهم. ويأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء. ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال. كصلة من قطعك واعطاء والعفو عن الظالم ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار الى اخر ما ذكر رحمه الله تعالى من الاخلاق الفاضلة. وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق وغيرها من اخلاق السفه والطيش. والاستطالة على الخلق هي الترفع عليهم واحتقارهم. والاستطالة على الخلق هي الترفع عليهم واحتقارهم فيهم فان كان المستطيل استطال بحق اي بامر له اصل صحيح. فان كان مستطيل استبطال بحق اي بامر له اصل صحيح. فقد افتخر. فقد افتخر وان كان استطال غير حق فقد بغى. وكلاهما خلق مذموم. ويأمرون بمعاني الاخرين اخلاقي وينهون عن سفسافها اي رديها فاستفساف من كل شيء الرديء. وسفساف الاخلاق رديئها واهل السنة والجماعة هم في اقوالهم وافعالهم مما ذكره المصنف ومما لم يذكره متبعون في الكتاب والسنة وطريقته هي الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. لكن لما اخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه ان هذه الامة سوف تفترق ثلاثا وسبعين فرقة كان الباقون على الاسلام الخالص من الشوق هم اهل السنة والجماعة. فالدين الذي هم عليه هو الدين الذي كان عليه النبي الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم. وفي اهل السنة والجماعة بحمد الله الصديقون والشهداء والصالحون وفيهم اعلام الهدى ومصالح الدجى اولو المناقب المأثورة. والفضائل المذكورة وفيهم الابدان والمراد بالابدال القائمون بنصرة الدين. بحيث يخلق بعضهم بعضا في ذلك. القائمون بنصرة الدين بحيث يخلف بعضهم بعضا في ذلك فاذا مات احد منهم اقام الله عز وجل غيره ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهم الطائفة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة. متفق عليه من حديث معاوية رضي الله عنه وعن ابيه بنحوه ففيهم كل فضيلة وهم براء من كل رديب ومن وفقه الله عز وجل للسلوك في طريقهم والاعتقاد باعتقادهم وامتثال طريق فليلزم هذه الجادة. وليحذر من كل سبيل تؤدي به الى غيرها. فان السنة والجماعة من اعظم نعم الله عز وجل على العبد. فبهما يحفظ عليه دين الاسلام الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يحيينا جميعا على الاسلام والسنة وان يميتنا على الاسلام والسنة وهذا اخر البيان على معاني الكتاب بما يناسب المقام. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع العقيدة الواسطية لمن سمع الجميع. ومن عليه فوت يستدركه بقراءة غيره صاحبنا ويكتب اسمه تاما فتم له ذلك في مجلسين بالميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناد مذكور في رفع النبراس لاجازة طلاب الاساس والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكذبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوما الاحد الثامن عشر من شهر ايش ذي القعدة يجوز للقعدة لكن الافصح بالفتح والحجة والحجة والافصح بالكسر ذي الحجة ذي القعدة سنة سبع وثلاثين واربع مئة والف في جامع الوالدين بمدينة تبوك لقاؤنا ان شاء الله تعالى بعد ان في كتابه الرابع وهو كتاب الاربعين نووي باذن الله والحمد لله اولا واخرا