السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات وصيغ للعلم به اصولا ومهمة واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول اذ سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن ابن عاصي رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن اذ ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اخذ الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين. في تلقينهم احكام الدين ترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم. باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها ومعانيها الاجمالية يستفتح بذلك المبتدئون تلاقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه منتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب السادس من برنامج مهمات العلم في سنته العاشرة اربعين واربعمئة والف وهو كتاب اعتقاد اهل السنة والجماعة المعروف شهرة بالعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية النميري الحراني رحمه الله. المتوفى سنة ثمان وسبعمئة وقد انتهى بنا البيان الى ما ذكره رحمه الله من احاديث الصفات. فانه لما فرض من ذكر ايات القرآنية المشتملة على ايات الصفات اتبعها بالاحاديث النبوية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب لان السنة وحي كالقرآن. واستفتح رحمه الله بيانه بقوله ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه. فعلى اتصال القرآن بالسنة اربع. فعلائق اتصال السنة بالقرآن اربع. اولها تفسير السنة تفسير السنة للقرآن. وثانيها تبيين السنة للقرآن. تبيين السنة للقرآن وثالثها دلالة السنة على القرآن. دلالة السنة على القرآن. ورابعها تعبير السنة القرآن تعبير السنة عن القرآن. والعلاقتان الاولى والثانية من جنس واحد فهما متصلتان في معناهما. والعلاقتان الثالثة والرابعة من جنس واحد. فهما متصلان الثاني في معناهما وبين كل جنس فرق. فالفرق بين الاولى والثانية ان الاولى تتعلق بالايضاح التفصيلي. ان الاولى تتعلق بالايضاح التفصيلي. والثانية يتعلق بالايضاح الكلي. بالايضاح الكلي. فاذا قيل السنة تفسر القرآن اي وضحه تفصيلا اي توضحه تفصيلا. واذا قيل السنة تبين القرآن اي توضحه اي توضحه اجمالا على وجه كلي. والفرق بين الثالثة والرابعة ان الثالثة تتضمن مجيء السنة بنظير ما جاء به القرآن. ان السنة تتضمن مجيء السنة بنظير ما جاء به القرآن. وان الرابعة تتضمن السنة بمثل ما جاء به القرآن. تتضمن مجيء السنة بمثل ما جاء به القرآن فمن المرتبة الثالثة مجيء السنة بالنزول. مجيء مجيء السنة بالنزول وهو يشارك في الباب اصل الاتيان والمجيء الواردان في القرآن تارك اصل الورود والمجيء اصل الاتيان والمجيء الواردان في القرآن. ومن الرابع مجيء السنة باثبات اليد لله كورودها في القرآن. ومن الرابعة مجيء السنة باثبات اليد لله كمجيئها في القرآن. وتقدم ان المصنف ذكر من ادلة السنة ستة عشر حديثا وكلها في الصحيحين اتفاقا او انفرادا سوى اربعة احاديث. اولها قوله صلى الله عليه وسلم عجبوا وربنا من قنوط عباده وقرب غيره. الحديث رواه ابن ماجة من حديث ابي رزين للعقيد رضي الله عنه وفيه ضعف. والمشهور في لفظه ضحك ربه هنا ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليكم ازلين. الحديث ولم يروه احد مسندا بلفظ عجبا. ولم يروه احد مسندا بلفظ عجبا. واشار الى فقده بهذا اللفظ الالباني رحمه الله. واشار الى فقده بهذا اللفظ الالباني رحمه الله وقوله في الحديث غيره اي تغييراته من حال الى حال اي تغييراته من حال الى حال وقوله فيه ازيدين اي في ضيق وشدة. اي في ضيق وشدة. ويروى وبمد وبغير مد. ويروى بمد وبغير مد. فيقال ازلين. ويقال ازلين والثاني قوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض ربنا الله الذي في السماء. الحديث رواه ابو داوود من ابي الدرداء رضي الله عنه واسناده ضعيف. والثالث قوله صلى الله عليه وسلم والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما انتم عليه. رواه ابو داوود والترمذي في عزو المصنف وهو يريد حديث العباس رضي الله عنه صرح به في مناظرة الواسطية وفي وفي الحموية. وهو يريد العبد حديث العباس رضي الله عنه صرح به في مناظرة الواسطية وفي الحموية. وليس هو عند ابي داوود والترمذي بهذا اللفظ وليس هو عند الترمذي ابي داود والترمذي بهذا اللفظ بل هو عندهما بلفظ اخر واللفظ المذكور هو من حديث ابن مسعود عند ابن خزيمة في كتاب التوحيد والطبراني في المعجم الكبير والحديث المذكور هو عند ابن خزيمة في كتاب التوحيد والطبراني في المعجم الكبير من حديث ابن مسعود واسناده حسن ومثله لا يقال من قبل الرأي فهو موقوف من كلام ابن مسعود وله حكم الرفع وتقدم في شرح كتاب التوحيد في الباب الاخير. والرابع قوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان. الحديث رواه الطبراني في المعجم اوسط والكبير من حديث عبادة رضي الله عنه واسناده ضعيف. والاحاديث الصحيحة تغني عن عن الضعاف واورد المصنف تلك الاحاديث لانها صحيحة عنده. فانه قال قبل سوقها وما وصف الرسول به ربه من الاحاديث الصحاح التي تلقاها اهل المعرفة بالقبول. ثم ذكرها ومراده بالصحيح ما يندرج فيه الحسن ومراده بالصحيح ما يندرج فيه الحسن فان من اهل العلم من يريد بالحديث الصحيح الحديث المقبول. من يريد بالحديث الصحيح المقبول فيندرج فيه الصحيح والحسن معا. فيندرج فيه الصحيح والحسن معا. فقوله هنا فمن الاحاديث الصحاح اي الثابتة المقبولة. اي الثابتة المقبولة. فمنها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن وعزمه الى اهل المعرفة تلقي هذه الاحاديث بالقبول مع ضعف بعضها عند بعضهم محمول على امرين. وعزمه الى اهل المعرفة تلقي هذه الاحاديث بالقبول مع ضعف بعضها عند بعضهم محمود على امرين. احدهما ارادة مجموعها. لا جميعها. ارادة مجموعها لا لا جميعها فمجموع هذه الاحاديث هو في حيز القبول. ويكون فيها اشياء ضعفها من ضعف عفاف كما ذكرنا والاخر ارادة قبول سردها في احاديث الصفات. ارادة قبول سرد في احاديث الصفة بان تذكر في احاديث الصفات مع ضعفها لثبوت اصل معناها بان تذكر في احاديث الصفات مع ضعفها لثبوت اصل معناها. وهذه هي طريقة اهل السنة والحديث مصنفينا في الاعتقاد كابي بكر الاجري وابن بطة واللالكائي وابن منده في جماعة اخرين فانهم يذكرون الضعاف في الباب وقد يصرحون بضعفها لانهم يجعلونها تابعة لما صح لانهم يجعلونها تابعة لما صح. بقي التنبيه الى ان لفظ حاجب في حديث عدي رضي الله عنه ما من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاجب. انه ثابت في النسخة المقروءة على المصنف انه ثابت في النسخة المقروءة على المصنف من هذه العقيدة. وهي رواية الكشميهني لصحيح البخاري. وهي رواية الكشميهني لصحيح البخاري. فالمشهور في لفظه ليس بين وبينه حجاب. ووقع في رواية الكشميهني للبخاري ليس بينه وبينه حاجب. واسم الاشارة لذلك في قوله وجب الايمان بها كذلك عائد على قوله اولا من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. واسم الاشارة ذلك في قوله في قوله وجب الايمان بها كذلك عائد على قوله اولا من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. فيؤمن بما جاء فيها من الاسماء والصفات ايمانا كالايمان المتقدم ذكره عند مقدمة هذه العقيدة في ذكر القواعد وهذه الادلة الحديثية التي ذكرها اشتملت على اسماء وصفات الهية وعدة الاسماء الالهية الواردة في هذه الاحاديث وعدة الاسماء الالهية الواردة في هذه الاحاديث تسعة عشر اسما الاول الرب. لقوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا. وقوله عجب ربنا الى غيرها من من الاحاديث. والاسم الثاني الله. لقوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا. وقوله يضحك الله والاسم الثالث رب العزة لقوله صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة. اي صاحب العزة وهي صفة لله اي صاحب العزة وهي صفة لله. والاسم الرابع رب الطيبين. لقوله صلى الله عليه وسلم انت رب الطيبين ولا يصح في هذا الاسم دليل ثابت ولا يصح في هذا الاسم دليل ثابت. والاسم الخامس رب السماوات السبع رب السماوات السبع. والاسم السادس رب الارض والاسم السابع رب العرش العظيم رب العرش العظيم. والاسم الثامن رب كل شيء. رب كل شيء. والاسم التاسع فالق الحب فالق الحب. والاسم العاشر فالق النوى. فالق النوى. والاسم الحادي عشر التوراة منزل التوراة ويجوز تشديده فيقال منزل التوراة. ويجوز تشديده فيقال منزل التوراة. والاسم الثاني عشر انزلوا الانجيل منزل الانجيل. ويجوز تشديده ايضا. والاسم الثالث عشر منزل الفرقان منزل الفرقان ويجوز تشديده ايضا. وهذه الاسماء كلها في حديث واحد. اللهم رب السماوات في السبع ورب الارض ورب العرش العظيم الى اخر الحديث. وهي جميعا من الاسماء الالهية المضافة وهي جميعا من الاسماء الالهية المضافة. والاسم الرابع عشر الاول. والاسم الخامس عشر اخر والاسم السادس عشر الظاهر والاسم السابع عشر الباطن. واربعتها في حديث واحد وهو قوله انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء الى تمام الحديث. والاسم الثامن عشر السميع السميع والاسم التاسع عشر القريب. القريب وهما في قوله صلى الله عليه وسلم انما تدعون سميعا قريبا. انما تدعون سميعا قريبا. وهذه الاسماء الالهية التسعة عشر تتضمن احد عشر صفة الهية تتضمن احد عشر صفة الهية او احدى عشرة صفة الهية احدى عشرة صفة الهية. هي الالوهية. والربوبية والعزة والفلق وهو الشق والفلق وهو الشق والانزال والاولية اخرية والظهور والبطون والسمع والقرب والسمع والقرب. ووجه استفادتها هو من الاسماء الالهية المتقدمة كما سبق بيان قاعدته. وذكر المصنف رحمه الله احاديث تشتمل على صفات الهية زائدة عن الصفات الالهية الواردة في الاسماء. وعدة تلك الصفات الالهية الواردة في غير الاسماء المتقدمة ثلاث وعشرون صفة وعدة الصفات الالهية الواردة في غير الاسماء المتقدمة ثلاث وعشرون صفة الاولى النزول. لقوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا. والثانية والثالثة والرابعة الاستجابة والاعطاء والمغفرة. الاستجابة والاعطاء والمغفرة في قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا حتى قال فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه. من يستغفرني فاغفر له. والصفة الخامسة الفرح. الفرح لقوله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا. والصفة السادسة الضحك. قال صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين يضحك الله الى رجلين. والصفة السابعة والثامنة والتاسعة العجب والنظر والعلم. العجب والنظر والعلم. وكلها في قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا حتى قال ينظر اليكم ازيدين. ثم قال يعلم ان فرجكم قريب. وكل هذه الصفات مما تقدم انه ثابت في ايات او احاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم سوى صفة العجب سوى صفة العجب. ودليلها في القرآن قوله تعالى بل عجبت ويسخر. ودليلها قوله تعالى هذا في القرآن بل عجبت ويسخر على قراءة الضم. وهي قراءة الكساء وحمزة وهي قراءة حمزة والكساء وخلف العاشر. مع قوله صلى الله عليه وسلم قد عجب الله من صنيعكما الليلة متفق عليه. والصفة العاشرة القدم. قال صلى الله عليه وسلم حتى يوضع رب العزة فيها قدمه. وفي رواية عليها قدمه. والصفة الحادية عشرة الوضع. الوضع. قال صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة الحديث. والصفة الثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة القول والنداء والصوت القول والنداء والصوت. قال صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل لادم عليه السلام يا ادم فيقول لبيك ثم ينادي بصوتي اي ينادي الله بصوت والصفة الخامسة عشرة الكلام. قال صلى الله عليه وسلم ما من احد منكم الا سيكلمه ربه والصفة السادسة عشر والسابعة عشرة العلو والفوقية العلو والفوقية قال صلى الله عليه وسلم ربنا الله الذي في السماء ربنا الله الذي في السماء وقال والله او فوق العرش والله فوق العرش الى غير ذلك من احاديث. والصفة الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرون الامر والرحمة والشفاء. الامر والرحمة والشفاء. قال صلى الله عليه وسلم في رقية المريض امرك في السماء ايها الاب كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض. امرك في السماء والارض كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض وفيها انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك وشفاء من شفائك وهذه وهذه الصفات الثلاث ثابتة في ادلة صحيحة. والصفة الحادية والعشرون المعية. لقوله صلى الله عليه وسلم ان تعلم ان الله معك. الى غير ذلك من الاحاديث التي ذكرها. والصفة الثانية والعشرون صفة الاخذ الاخذ قال صلى الله عليه وسلم انت اخذ بناصيتها. انت اخذ بناصيتها والصفة الثالثة والعشرون صفة التجلي قال صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم ان سترون ربكم ورؤية الخلق لله تكون بتجليه لهم. ورؤية الخلق لله تكون تجليه لهم سبحانه. ووقع التصريح بها في صحيح مسلم. في قوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر رؤية المؤمنين ربهم قال فيتجلى الله لهم فيتجلى الله لهم. اما الصفات المنفية المذكورة في تلك الاحاديث فهي صفتان. اما الصفات المنفية المذكورة بتلك الاحاديث فهي صفتان. نفي ونفي الغياب نفي الصنم ونفي الغياب. قال صلى الله عليه وسلم فانكم لا تدعون اصم ولا غائب. فانكم لا تدعون اصما ولا غائبا. والمقصود من النفي كما تقدم اثبات مقابلها من الكمال. فبنفي الصمم اثبات سمع الله سبحانه وتعالى. وبنفي الغياب اثبات معية الله سبحانه وتعالى اثبات معية الله سبحانه وتعالى. ولما فرغ المصنف من سرد هذه الاحاديث ذكر ان غيرها من الاحاديث له حكمها. فيؤمن اهل السنة والجماعة به من غير تحريف ولا ولا تكييف ولا تمثيل. وتلك الطريقة التي جروا عليها هي الوسط بين فرق الامة فهم وسط بين تلك الفرق كما ان الامة وسط بين الامم. وسيأتي بيان ذلك. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمي وبين اهل التمثيل المشبهة وهم وسط في باب افعال الله تعالى بين القدرية والجبرية وفي باب وعيد الله بين وبين الواعيدية من القدرية وغيرهم. وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهم وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض وبين الخوارج. لما فرغ المصنف رحمه الله من تقرير ان اهل السنة والجماعة وسط بين فرق الامة في اخر الجملة متقدمة شرع يبين تحقيق وسطيتهم بذكر خمسة اصول جامعة. شرع يبين تحقيق بقيتهم بذكر خمسة اصول جامعة. اولها باب اسماء الله وصفاته. باب اسماء الله وصفاته فهم فيها وسط بين اهل التعطيل المنكرين لها. فهم فيها وسط بين اهل التعطيل المنكرين لها واهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثلها. واهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثلها. وثانيها باب القدر المشار اليه بقوله باب افعال الله المشار اليه بقوله باب افعال الله فهم وسط فيه بين القدرية الزاعمين ان العبد يخلق فعله وان الله لم يقدره. الزاعمين ان العبد يخلق فعله وان الله لم يقدره. والجبرية الزاعمين ان العبد مجبور على فعله لا اختيار له. وبين الجبرية الزاعمين ان العبد مجبور على فعله لا اختيار له. وثالثها باب الوعيد بالعذاب والعقاب. باب الوعيد بالعذاب والعقاب. فهم وسط فيه بين المرجئة الزاعمين ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك. بين المرجئة ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك. والوعيدية الذين ينفذون الوعيد. اي يمضوا فلا يتخلف بحال. وبين الوعيدية الذين ينفذون الوعي. اي يمضونه فلا يتخلف بحال ويقولون فاعل الكبيرة مخلد في النار. فيقولون فاعل الكبيرة مخلد في النار ورابعها باب اسماء الايمان والدين. باب اسماء الايمان والدين. فهم وسط بين الحرورية وهم الخوارج فهم وسط بين الحورورية وهم الخوارج. والمعتزلة الذين يخرجون صاحب الكبيرة من الايمان الذين يخرجون صاحبا كبيرة من الايمان. وبين المرجئة والجهمية الذين يجعلون الفاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان. وبين المرجئة والجهمية الذين يجعلون فاعلا كبيرة مؤمنا كامل الايمان. ومما ينبه اليه ان الخوارج والمرجئة وان في اخراج فاعل الكبيرة من الايمان فهم يختلفون في صفة اخراجه. ان الخوارج والمعتزلة وان اشتركوا في اخراج فاعل الكبيرة من الايمان فهم يختلفون في صفة اخراجه. فالخوارج تخرجه وبن كبيرة من الاسلام الى الكفر. فالخوارج تخرجه بالكبيرة من الاسلام الى الكفر. والمعتزلة يخرجونه من الاسلام ولا يدخلونه الكفر. يخرجونه من الاسلام ولا يدخلونه الكفر ويجعلونه في فيما سموه المنزلة بين المنزلتين. ويجعلونه فيما سموه المنزلة بين المنزلة ثم تجتمع الطائفتان على انه في الاخرة مخلد في النار. ثم تجتمع الطائفتان على انه في الاخرة مخلد في النار. وخامسها باب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهم وسط فيه بين ووافظ الذين بالغوا في حب بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اله وغلوا فيهم وبين الخوارج الناصبية الذين بالغوا في بغض بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ربهم وكفروا من كفروا منهم. وخص المصنف هذه الابواب الخمسة بالذكر لامرين. وخص المصنف هذه الابواب الخمسة بامرين. احدهما جلالة موقعها من الدين. جلالة موقعها من الدين فهي من اهم مهماته واعظم اصوله. والاخر كثرة النزاع فيها بين اهل الحق والمخالفين النزاع فيها بين اهل الحق والمخالفين. والمراد بالوسطية المقررة في هذه الاصول خمسة ان اهل السنة والجماعة عدول خيار مستقيمون على دين الاسلام. ان اهل السنة والجماعة عدول خيار مستقيمون على دين الاسلام بلا افراط ولا تفريط بلا افراط ولا تفريط فالوسطية تجمع امرين فالوسطية تجمع امرين احدهما الاستقامة على دين الاسلام اقامة على دين الاسلام والاخر البراءة من الافراط والتفريط. البراءة من الافراط والتفريط. وهذه هي الوسطية الممدوحة شرعا. وهذه هي الوسطية الممدوحة شرعا. اما اطلاق الوسطية بمعنى ملاينة الخلق في ترك الحق فهذا معنى باطل. اما اطلاق الوسطية بمعنى ملاينة الخلق في ترك الحق فهذا معنى باطل. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل فيما ذكرناه من من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. واجمع عليه الامة من انه سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه. علي على خلقه وهو سبحانه معهم اينما كانوا يعلم ما هم عاملون. كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم واينما كنتم والله بما تعملون بصير. وليس معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق فان هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافرين ما كان وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع اليهم الى غير ذلك من معاني ربوبيته. وكل هذا الكلام وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من ان فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة. ودخل في ذلك قالوا بانه قريب من خلقه كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب وتدعي اذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا فيما ذكر من علوه وفوقيته فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع وهو علي في دنوه قريب كن في علوه. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من الايمان بالله الايمان بعلوه ومعيته ان من الايمان بالله الايمان بعلوه ومعيته. فهو سبحانه فوق عرشه علي على خلقه وهو معهم اينما كان فهو سبحانه فوق عرشه. علي على خلقه وهما معهم اينما كانوا وهاتان الصفتان من جملة الصفات الالهية المتقدمة. من جملة الصفات الالهية المتقدمة افردهما المصنف اجلالا لهما. اجلالا لهما. لما احتف بهما من مخالفة اهل البدع الضالة ومناقضة اهل الاهواء العاطلة. من نفات علو الله سبحانه وتعالى كالجهمية ومن تبعهم ومن دعاة الحلول والاتحاد الزاعمين ان الله ممتزج بخلقه غير بائن منهم. تعالى الله عما يقوله الافاكون علوا كبيرا ولا يراد بالمعية ان الله عز وجل مختلط بالخلق فهذا لا توجبه اللغة التي بها في القرآن كما انه خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وما فطر الله عز وجل عليه الخلق فالتوهم المذكور مردود باصول ثلاثة. فالتوهم المذكور مردود باصول ثلاثة. اولها ان هذا لا توجبه اللغة العربية التي خطبنا بها في الشرع. ان هذا لا توجبه اللغة العربية التي خطبنا بها في الشرع. فان الانسان يقول سريت والقمر معي من غير اختلاط بينهما فان انسان يقول سريت والقمر معي اي مشيت ليلا والقمر معي. ولا يوجب ذلك اختناطا بينهما فالماشي في الارض والقمر في السماء. وثانيهما انه وثانيها انه خلاف ما اجمع عليه سلف الامة انه خلاف ما اجمع عليه سلف الامة. وثالثها انه خلاف ما فطر الله عز وجل عليه الخلق كافة. انه خلاف ما فطر الله عز وجل عليه الخلق كافة. فالخلق مفطورون على التوجه الى جهة العلو. فالخلق مفطورون على التوجه الى جهة العلو. ثم ذكر ان كون الله فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة فهو حق على ثقته بما يعرف من اللسان العربي مع الصيانة عن الظنون الكاذبة مثل ان يظن ان ظاهر قوله في السماء ان السماء تقله اي تحمله او تظله اي تغطيه وتكون فوقه فهذا باطن باجماع اهل العلم والايمان. ثم ذكر انه يدخل في ذلك اثبات انه سبحانه انه قريب من خلقه وان قربه ومعيته لا تنافي علوه وفوقيته. وان قربه ومعيته لا تنافي علو وفوقيته بل الامر كما قال المصنف علي في دنوه قريب في علوه علي في دنوه قريب في علوه اي انه وان اعتقدنا انه قريب فاننا نعتقد انه مع قربه هو سبحانه وتعالى علي. واننا اذا اعتقدنا علوه فانا نعتقد ايضا قربه والقرب المذكور في الصفات الالهية مختص بالمؤمنين. والقرب المذكور في الصفات الالهية مختص بالمؤمن بخلاف المعية. فان المعية تكون لاهل الايمان واهل الكفران. فان المعية تكون كونوا لاهل الايمان واهل الكفران. واما القرب فيختص بالمؤمنين. واما القرب فيختص بالمؤمنين فهو حقيقة اصطفائهم. فهو حقيقة اصطفائهم واستخلاصهم من دون الخلق. ان يكون لهم من الله اليس لغيرها ان يكون لهم من الله ما ليس لغيرهم. فان شاركهم الكفار في معية الله فان المؤمنين يختصون بقرب الله. فان المؤمنين يختصون بقرب الله. ذكره ابن تيمية الحفيد هو ابو الفرج ابن رجب رحمهم الله. وما وقع في القرآن من ايات يتوهم منها خلاف وهذا المعنى فان المعروف في تفسير السلف خلاف ما يتوهمه المتوهم. كقوله تعالى ونحن اليه من حبل الوريد. فان القربى المذكور في الاية هو قرب الملائكة. فبهذا فسره السلف هو قرب ملائكة فبهذا فسره السلف. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزل غير مخلوق منه بدا واليه يعود الله تكلم به حقيقة وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيري ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة عنه. بل اذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله سبحانه وتعالى حقيقة. فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من تكلم وبه مبتدأ لا الى من قاله مبلغا. لا الى من قاله مبلغا مؤديا. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من الايمان بالله وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله. الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ اي تكلم به حقيقة منه بدأ اي تكلم به حقيقة واليه يعود. اي يرفع من الصدور والسطور. اي يرفع من الصدور والسطور فلا يبقى منه اية في مصحف ولا في صدر حافظ. فلا يبقى منه اية في مصحف ولا في صدري حافظ ويكون ذلك في اخر الزمان. ثبتت به الاحاديث والاثار وانعقد عليه الاجماع والقرآن هو كلام الله حقيقة. لا كلام غيره. اي ان حروفه ومعانيه من الله. اي ان ومعانيه من الله. فلا يقال انه حكاية عن كلام الله ولا عبارة عنه. فلا يقال انه حكاية عن كلام الله ولا عبارة عنه. بل هو كلام الله حروفه ومعانيه والحكاية والكلام مذهبان باطلان في صفة كلام الله والحكاية والعبارة والحكاية والعبارة باطلان في صفة كلام الله عز وجل ومنه القرآن ومنه القرآن. فان فان الكلابية والاشعرية زعموا ان الكلام صفة قائمة بذات الله ان الكلام صفة قائمة بذات الله فلا تكون بحرف وصوت. فلا تكون بحرف وصوت وكذا غيره من الكتب الالهية. وكذا غيره من الكتب الالهية. وان تلك الكتب ومنها القرآن هي عند الكلابية حكاية عن كلام الله. حكاية عن كلام الله. وعند عبارة عن كلام الله. ومعنى هذين المذهبين ان القرآن معناه من الله دون حروفه ومعنى هذين المذهبين ان القرآن وغيره من الكتب الالهية معناه من الله. دون حروفه واهل السنة يؤمنون بان القرآن حروف حروفه ومعانيه كلها من الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه ورسله الايمان بان يرونه يوم القيامة عيالا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب. وكما يرون القمر ليلة لا يضامون في رؤيته يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من الايمان بالله وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بابصارهم اي بلا خفاء. وقد ثبت هذا اللفظ عيانا في صحيح البخاري في حديث جرير رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم سترون ربكم عيانا اي على الحقيقة بابصاركم اي على الحقيقة بابصاركم يرونه سبحانه وهم وفي عرصات القيامة اي متسعاتها ثم يرونه سبحانه في الجنة. والفرق بين الرؤيتين من وجهين بين الرؤيتين من وجهين. احدهما ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة رؤية امتحان وتعريف ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة رؤية امتحان وتعريف التي تكون في الجنة رؤية انعام وتشريف. والرؤية التي تكون في الجنة رؤية انعام وتشريف والاخر ان الرؤية الاولى مشتركة بين المؤمنين والمنافقين والكافرين ان الرؤية الاولى مشتركة بين المؤمنين والكافرين والمنافقين. اما الرؤية الثانية فتختص بالمؤمنين. اما الرؤية الثانية اختص بالمؤمنين لانفرادهم باستحقاق الانعام والتشريف في الاخرة. لانفرادهم باستحقاق الانعام في الاخرة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون وبعد الموت فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه. فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم للرجل من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن الله ربي والاسلام ديني النبيين واما المرتاب فيقول اه اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيضرب بمرزبة من فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الانسان. ولو سمعها الانسان لصعق. ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب الى يوم القيامة الكبرى. فتعاد الارواح الى الاجساد. وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليها المسلمون فيقول الناس من قبورهم لرب حفاة عراة غرلا وتدنو منه الشمس ويلجمهم العرق. وتنصب الموازين فتوزن فيها اعمال العباد فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينهم فأولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخذ كتابهم بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره كما قال تعالى في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك عليك حسيبا. ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك بالكتاب سنة واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته. فانه لا حسنات لهم ولكن تعدد اعمالهم وتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها. وفي عرصة القيامة المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل طوله شهر وعرضه انيته وعدد نجوم السماء. فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. والصراط منصور على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. يمر الناس عليه على قدر اعمالهم. فمنهم من يمر عليه البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر بكابر الابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا. ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة. فاذا عبروا عليه وقفوا على بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض. فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم. واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم وله في القيامة ثلاث شفاعات. اما الشفاعة الاولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عليهم من الله السلام. الشفاعة حتى تنتهي اليه اما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة يدخل الجنة وهاتان الشفاعتان خاصتان له. واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها اي يخرج منها. ويخرج الله تعالى من النار اقوام وامن بغير شفاعة بل بفضل رحمته. ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا. فينشئ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة. واصناف ما تتضمنه الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار تفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء والاثارة من العلم المأثور عن الانبياء وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن ابتغاه وجده. شرع المصنف رحمه الله في هذه الجملة يبين الركن الخامس من اركان الايمان. وهو الايمان باليوم الاخر. واليوم اخر على ما ذكره هو كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت. هو كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فهو اسم لما يكون بعد الموت. فهو اسم ما يكون بعد الموت. وعده ابن سعدي في التنبيهات اللطيفة ضابطا جامعا. وعده ابن سعدي في التنبيهات اللطيفة ضابطا جامعا. فيؤمن اهل السنة والجماعة بفتنة وهي سؤال الملكين العبد وهي سؤال الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. واما المرتاب فيقول اه اه سمعت الناس يقولون شيئا فقلته والمشهور في لفظ الحديث ها ها ووقع في رواية الروياني في مسنده اه اه وقع في رواية الروياني في مسنده اه اه وهي المثبتة في النسخة المقروءة من هذه عقيدة على مصنفيها وهي المثبتة في النسخة التي قرأت على المصنف من هذه العقيدة ويؤمنون بنعيم القبر وعذابه. وهو ما يجري على العبد من نعيم او عذاب في قبره. ما يجري على العبد من نعيم او عذاب في قبره. ويؤمنون بيوم القيامة اذا اعيدت الارواح الى الاجساد الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا اي غير مختونين. اي غير مختونين وحينئذ ينصب الميزان. وهو واحد في اصح الاقوال. وجمع في مواضع القرآن باعتبار تعدد ما يوزن فيه. وجمع في مواضع من القرآن باعتبار تعدد ما يوزن فيه فتوزن فيه الاعمال وصحائفها وعمالها. فتوزن فيه الاعمال وصحائفها عمالها وهذا احسن الاقوال فيما يقع فيه الوزن واليه اشرت بقول الوزن في اصح قول للعمل وعامل مع صحفه نلت الامل. الوزن في اصح قول للعمل. وعامل مع صحفه نلت الامل. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال. سميت دواوين لانه تدون فيها الاعمال سميت دواوين لانه تدون فيها الاعمال اي تكتب. فيأخذ المؤمن كتاب اباه بيمينه ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره. ويحاسب الله الخلائق والحساب في الشرع عدوا اعمال العبد يوم القيامة والحساب في الشرع عد اعمال العبد يوم القيامة. وله درجتان احداهما يسير احداهما الحساب اليسير. وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر بها. وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر بها. والاخرى الحساب العسير. الحساب العسير. وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويناقش فيها وتستقصى عليه. وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويناقش فيها وتستقصى عليه والكفار لا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته. اذ لا حسنة لهم في الاخرة اذ لا حسنة لهم في الاخرة فانهم يأتون يوم القيامة وقد جوزوا بحسناتهم في الدنيا فانهم يأتون يوم القيامة وقد جوزوا بحسناتهم في الدنيا ولكنهم يحاسبون بالتقرير على اعمالهم والتوبيخ عليهم ولكنهم يحاسبون بالتقرير على اعمالهم والتوبيخ عليها. وفي عرصات القيامة وهي متسعاتها الحوض المورود لرسولنا صلى الله عليه وسلم. ولكل نبي حوض ولكن حوض محمد صلى الله عليه وسلم هو اعظمها وصفا واكملها حالا. ويؤمن اهل السنة بالصراط. وهو جسر منصوب على جهنم وهو جز منصوب على متن جهنم اي على ظهرها. اي على ظهرها. يوصل الى الجنة يوصل الى الجنة. وهذا معنى قول المصنف وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. اي هما باعتبار الايصال لا باعتبار الاتصال. اي بينهما باعتبار الايصال لا باعتبار الاتصال فان الجنة لا تكون في حيز وتكون النار في حيز ويكون الجسر في حيز بينهم وانما يكون الجسر منصوبا على متن جهنم. ثم من مر عليه ينتقل بعد ذلك الى الجنة فقوله وهو الجسر الذي بين الجنة والنار اي باعتبار كونه موصلا الى الجنة لا باعتبار انه طرفي الجنة والنار. يمر عليه المؤمنون فقط على الصحيح من اقوال اهل السنة. يمر عليه المؤمنون فقط في اصح على اصح اقوال اهل السنة لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من احاديث لما ذكر الصراط فقال فيمر عليه المؤمنون. متفق عليه من حديث ابي سعيد الخدري واللفظ لمسلم. فيمر عليه المؤمنون على قدر اعمالهم. فمنهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر عليه كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الدواد ومنهم من يمر كركاب الابل اي الابل الرواحل التي اتخذوا للركوب اي الابل الرواحل التي تتخذ للركوب. فمن مر على الصراط دخل الجنة. بخلاف من اخذته كلاليب النار من عصاة المؤمنين. فانهم يدخلون النار ثم يخرجون منها. والكلاليب كلاب وكلوب والكلاليب جمع كلاب وكلوب. وهو حديدة معوجة الرأس ذات شعب وهي حديدة معوجة الرأس ذات شعب. اي حديدة يكون رأسها مقسما قسمين او ثلاث. يكون رأسها مقسما قسمين او ثلاثة. ثم يوقف الذين عبروا الصراط على قنطرة بين الجنة والنار. فيقتص لبعضهم من بعض فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. والقنطرة بناء مرتفع بين الجنة والنار. بناء مرتفع بين الجنة والنار بمنزلة جسور المشاة التي تضرب على طرفي الطرق الطويلة بمنزلة جسور التي تضرب على طرفي الطرق الطويلة. واول من يستفتح باب الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم وهو اول قول شافع واول مشفع. وللنبي صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات. الشفاعة الاولى شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف ان يقضى بينهم. وهي الشفاعة العظمى. والشفاعة الثانية شفاعته صلى الله عليه سلم لاهل الجنة ان يدخلوها. وهاتان الشفاعتان الخاصتان به. والشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن استحق النار وهذه الشفاعة لا تختص به بل هي له ولسائر النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وغيرهم فيشفعون فيمن استحق النار اي الا يدخلها ومن دخلها ان يخرج منها. فهي ام طائفتين فهي تعم طائفتين الاولى المستحقون دخول النار الا يدخلوها. المستحقون دخول النار الا يدخلوها والثانية الداخلون في النار ان يخرجوا منها. الداخلون للنار ان يخرجوا منها والاظهر ان هذه الشفاعة تختص بمن دخل النار ان يخرج منها. والاظهر ان هذه الشفاعة تختص بمن دخل النار ان يخرج منها وهو اختيار ابي عبد الله ابن القيم خلافا لشيخه. وهو اختيار ابي عبد الله ابن القيم خلافا فتصير هذه الشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم هو وغيره. فيمن دخل النار ان يخرج منها ثم ذكر ان الله يخرج من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضل رحمته ويبقى في الجنة فظل اي زيادة عن من دخلها من اهل الدنيا فينشئ فينشئ الله للجنة اقواما فيدخلهم الجنة. ثم ختم المصنف ببيان ان احوال اليوم الاخر متنوعة كثيرة وان تصانيفها معروفة في القرآن والسنة فمن اراد ان يلتمسها طلبها من القرآن والسنة لانها خبر غيب لا يعلم الا بطريق الوحي. احسن الله اليكم قال رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجئة اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره. والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين. فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا. وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ وقادير الخلائق. فاول ما خلق الله القليل قال له اكتب فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم كل مصيبة مجفت الاقلام وطويت الصحف كما قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. ان ذلك على الله يسير. وقال ما اصاب من مصيبة الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير هذا التقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او ونحو ذلك فهذا القدر قد فهذا القدر قد كان ينكره فهذا القدر فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديما وانكره اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى لا يكون في ملكه ما لا يريد. وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين. ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم كما قال لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها وبيان هذه الجملة بعد الصلاة ان شاء الله تعالى والحمد لله