السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمة مات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين. في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمته ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون. وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. ليستفتح بذلك كالمبتدعون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم هذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الخامس من برنامج مهمات العلم في شرح الكتاب السادس من برنامج مهمات العلم في سنته الحادية عشرة احدى واربعين واربعمائة والف وهو كتاب اعتقاد اهل السنة والجماعة شهرة بالعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام الحراني ابن تيمية رحمه الله المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. وتلكم المقالة التي اصدر وتلكم المقالة التي نصدر بها في التذكير بالرحمة حقيق بان تكون مما تمتثلون في هذا المجلس. فينبغي ان يرحم بعضكم بعضا وان يتأدب بعضكم مع بعض وان يلين بعضكم ببعض ولا يليق ان تكون مجالس العلم محلا للضوضاء والتناحر انفس وانما يكون المشروع التنافس في الخير. واما عدا هذا فلا يليق بطلاب العلم. فينبغي ان يجمع الانسان نفسه على ما ينفعه وان يتأمل فيما نذكره في كل درس نفتتحه به من سبوغ الرحمة المأمور بها وان يلتمس احدنا وجود هذه في نفسه رجاء يرحمه الله سبحانه وتعالى. فنحن نسمع ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. فحقيق بنا ان تبل كل لحظة من احوالنا في وجود الرحمة فينا. عسى ان يرحمنا الله سبحانه وتعالى اجمعين. انتهى بنا البيان الى ذكر الاحاديث الستة عشر التي ذكرها مصنفوا هذه العقيدة. وبينا ما فيها من الاسماء وانتهى بنا القول الى ان المصنف رحمه الله ذكر احاديث تشتمل على صفات الهية زائدة عن الصفات الالهية الواردة في الاسماء التي ذكرها. اعدت تلك الصفات الالهية الواردة في غير الاسماء المتقدمة هي ثلاث وعشرون صفة. فالصفة الاولى النزول. قال النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا والثانية والثالثة والرابعة الاستجابة والاعطاء والمغفرة. قال صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الحديث حتى قال يعني الله فيقول حتى قال يعني النبي صلى الله وسلم فيقول يعني الله من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له والصفة الخامسة الفرح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا. والسادسة الضحك قال صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين. والصفة السابعة والثامنة والتاسعة عجب والنظر والعلم. العجب والنظر والعلم وكلها في قوله صلى الله عليه وسلم عجب رب هنا من قنوط عباده وقرب غيره. ينظر اليكم ازيدين قانتين فيظل ينظر اليكم يضحك الحديث وكل هذه الصفات مما تقدم فيها احاديث ثابتة مما تقدم فيها ادلة ثابتة من القرآن او من السنة. سوى صفة العجب. ودليلها في القرآن قوله تعالى بل عجبت ويسخرون بضم التاء وهي قراءة حمزة قراءة كسائي وحمزة وخلف العاشر. وقوله صلى الله عليه وسلم قد عجب ربكما من صنيعكما الليلة وفي لفظ قد الله من صانعكما الحديث متفق عليه. ففيهما اثبات صفة العجب لله عز وجل. والصفة العاشرة القدم قال صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة فيها قدمه. وفي رواية عليها قدمه والصفة الحادية عشرة الوضع. قال صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة. والصفة الثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة. القول والنداء والصوت والامر. القول والنداء والصوت والامر. قال صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل لادم عليه الصلاة والسلام يا ادم فيقول لبيك وسعديك في نادي بصوت اي ينادي الله بصوت ثم قال ان الله يأمرك. والصفة الخامسة او صفة السادسة عشرة الكلام قال صلى الله عليه وسلم ما من احد الا سيكلمه ربه. والصفة السابعة عشرة والثامنة عشرة العلو والفوقية. قال صلى الله عليه وسلم ربنا الله الذي في السماء. وقال والله فوق العرش والصفة التاسعة عشرة والعشرون الرحمة والشفاء. قال صلى الله عليه وسلم في رقية المريض كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض. وفيه انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك. وتقدم ضعفه. وسبقت ادلة لصفة الرحمة من القرآن والسنة. اما صفة الشفاء فمن ادلتها قوله تعالى واذا مرضت فهو يشفيني. وفي صحيح في رقية المريض اللهم انت الشافي. والصفة الحادية والعشرون المعية في قوله صلى الله عليه وسلم ان تعلم ان الله معك. الحديث الى غير ذلك من الاحاديث التي ذكرها. والصفة الثانية والعشرون صفة الاخذ. قال صلى الله عليه وسلم انت اخذ بناصيتها. والصفة الثالثة والعشرون صفة التجلي قال صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم. انكم سترون ربكم ورؤية الخلق له تكون تجليه سبحانه ورؤية الخلق له تكون بتجليه سبحانه. وورد التصريح بها في في الصحيح وورد التصريح بها في الصحيح في حديثه ثم يتجلى الله. وهذه الصفات المذكورة كلها صفات مثبتة. اما الصفات المنفية المذكورة في تلك الاحاديث فهي صفتان نفي الصمم ونفي الغياب. نفي الصمم ونفي الغياب. في قوله صلى الله عليه وسلم فان لا تدعون اصم ولا غائبا. فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا. ولما فرغ المصنف رحمه الله من سرد تلك الاحاديث ذكر ان غيرها من الاحاديث الصحيحة لها ما حكمها؟ فيؤمن بها اهل السنة من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية وبين اهل التمثيل المشبهة. وهم وسط في باب افعال الله تعالى لا بين القدرية والجبرية وفي باب وعيد الله بين الموجات وبين المعيدية من القدرية وغيرهم. وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض وبين الخوارج لما قرر المصنف رحمه الله ان اهل السنة والجماعة وسط بين فرق الامة في اخر الجملة المتقدمة من كلامه شرع يبين تحقيق في ابواب خمسة جامعة. اولها باب اسماء الله وصفاته. باب اسماء الله وصفاته فهم فيه وسط بين اهل التعطيل. المنكرين لها واهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثلها. المبالغين في اثباتها بذكر موبايل مماثلها وثنيها باب القدر. المشار اليه بقوله باب افعال الله. باب قدر المشار اليه بقوله باب افعال الله. فهم وسط فيه بين القدرية. الزاعمين ان العبد يخلق فعله. وان الله لم يقدره. الزاعمين ان العبد يخلق فعله. وان الله لم يقدره. والجبرية الزاعمين ان العبد مجبور على فعله. لا ارادة ولا اختيار له فيه. الزاعمين ان العبد مجبورا على فعله لا ارادة له ولا اختيار لا ارادة ولا اختيار له فيه. وثالثها باب الوعيد بالعذاب والعقاب. باب الوعيد بالعذاب والعقاب. فهم وسط فيه بين المرجئة الزاعمين ان فاعل الكبيرة لا يدخل الجنة ولا يستحق ذلك. الزاعمين ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار لا يدخل النار ولا يستحق ذلك. والوعيدية الذين الوعيد والوعيدية الذين ينفذون الوعيد اي يمضونه فلا يتخلف عندهم ابدا فلابد من وقوع اي ينفذونه فلا اي يمضونه فلا يتخلف ابدا ويقولون الكبيرة مخلد في النار. ورابعها باب اسماء الايمان والدين فهم فيه وسط بين الحرورية وهم الخوارج. والمعتزلة الذين يخرجون صاحب الكبيرة من الايمان بالكلية. الذين يخرجون صاحبا كبيرة من الايمان بالكلية. ثم يختلفون في كيفية اخراجه ثم يختلفون في كيفية اخراجه. فتجعله الخوارج كافرا. فتجعله الخوارج كافرة. وتجعله المعتزلة في منزلة بين الايمان والكفر. وتجعله المعتزلة في منزلة بين الايمان والكفر. ثم تتفق الطائفتان على انه في الاخرة مخلد في ثم تتفق الطائفتان على انه في الاخرة مخلد في النار. وبين المرجئة والجهمية الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان. الذين يجعلون فاعلا كبيرا مؤمنا كامل الايمان وخامسها باب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهم فيه وسط بين الروافض الذين بالغوا في حب بعض اصحابه صلى الله عليه وسلم من اله. وغلوا فيهم وبين الخوارج الناصبية الذين بالغوا في بغض بعظ الصحابة وسبهم وكفروا كثيرا منهم. وخص المصنف هذه الابواب الخمسة لامرين وخص المصنف هذه الابواب الخمسة بالذكر لامرين احدهما جلالة موقعها من دين جلالة موقعها من الدين. والاخر كثرة النزاع فيها بين اهل الحق والمخالفين كثرة النزاع فيها بين اهل الحق والمخالفين. والمراد بالوسطية المقررة في هذه الاصول الخمسة ان اهل السنة فيها عدول خيار. ان اهل السنة فيها عدو خيار مستقيمون على الصراط المستقيم. بلا افراط ولا تفريط. فالوسواس تجمع امرين فالوسطية تجمع امرين احدهما الاستقامة على الصراط المستقيم الذي هو الاستقامة على الصراط المستقيم الذي هو الاسلام. والاخر البراءة من الافراط والتفريط البراءة من الافراط والتفريط. فلا غلو ولا جفاء. وهذه الوسطية هي ممدوحة شرعا وهذه الوسطية هي الممدوحة شرعا. اما اطلاق الوسطية بمعنى الخلق في ترك الحق فهي مذمومة. اما اطلاق الوسطية بمعنى ملاينة الخلق في ترك الحق فهي مذمومة. فللوسطية معنيان. فللوسطية معنيان. احدهما حق وهو الاستقامة على الاسلام بلا افراط ولا تفريط. احدهما حق وهو الاستقامة على الاسلام بلا افراط ولا تفريط. والاخر باطل. وهو ملاينة الخلق في ترك الحق ملاينة الخلق في ترك الحق بان يترك شيئا من الحق رغبة فيما عند الناس ليحظى برضاهم. فيسمونه وسطيا على هذا المعنى والوسطية لا تكون الا على المعنى الاول الحق. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة. لانه سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه علي على خلقه وهو سبحانه ومعهم اينما كانوا يعلموا ما هم عاملون. كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض ما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم. والله بما تعملون بصير. وليس معنى قوله ومعكم انه مختلط بالخلق فان هذا لا تجيبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق. بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته وموضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليه مطلع الى اليهم الى غير ذلك من معاني ربوبيته. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة ودخل في ودخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وقال النبي الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر من الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فانه سبحانه ليس لك مثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من الايمان بالله الايمان بعلوه ومعيته. فهو سبحانه فوق عرشه علي على خلقه. فهو سبحانه فوق عرشه علي على خلقه وهو معهم اينما كانوا. وهاتان من جملة الصفات الالهية المتقدمة وافردهما المصنف لما احتف بهما من معارضات اهل البدع. وافردهم المصنف لما احتف بهما من معارضات اهل البدع ومناقضات اهل الباطل. كالجهمية علو الله كالجهمية النافين علو الله. او الحلولية والاتحادية. او الحلولية والاتحادية الزاعمين ان الله حال بخلقه ومتحد به. الزاعمين ان الله حال بخلقه ومتحد بهم تعالى الله عز وجل عن قول هاتين الطائفتين علوا كبيرا. ثم بين المصنف انه لا يراد بالمعية ان الله سبحانه وتعالى مختلط بخلقه. فهذا خلاف ما فطر عليه الخلق وخلاف ما كان عليه سلف الامة. وهو شيء لا توجبه اللغة توهم المذكور مردود باصول ثلاثة. فالتوهم المذكور مردود باصول ثلاثة. اولها ان هذا توجبه اللغة التي خطبنا بها في القرآن والسنة ان هذا لا توجبه اللغة التي خطبنا بها في القرآن والسنة. فمن قال لشيء انه معي لا يلزم ان يكون مختلطا به. فمن قال في شيء انه معي لا يلزم ان يكون مختلطا به. فالمسافر يقول سرينا والقمر معنا وهما غير مختلطان. المسافر يقول سرينا والقمر معنا وهما غير مختلطان وتانيها انه خلاف ما اجمع عليه سلف الامة انه وخلاف ما اجمع عليه سلف الامة. وثالثها انه خلاف ما فطر الله عز وجل عليه الخلق خلق كافة انه خلاف ما فطر الله عليه الخلق كافة. فنؤمن بان الله عز وجل فوق العرش كما ذكر المصنف وانه معنا حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف والامر ما قال ولكن يصان عن الظنون الفاسدة. ووقع تبيين شيء من تلك الظنون في بعض نسخ الكتاب المتأخرة. وكانها مأخوذة من كلام الله في موضع اخر. ثم زيدت للبيان مثل ان يظن ان ظاهر قوله في السماء ان السماء تقله او تظله. ان السماء تقله او تضله اي تحمله او تكون فوقه. ودخل في ذلك كما قال اثبات انه سبحانه قريب من خلقه. وقربه ومعيته لا ينافي علوه وفوقيته بل كما قال المصنف علي في دنوه قريب في علوه. والقرب المذكور في باب الصفات مختص بالمؤمنين. والقرب المذكور في باب الصفات مختص بالمؤمنين. في اصح قولي اهل العلم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعودوا ان الله عز وجل تكلم به حقيقة. وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره. ولا يجوز اطلاق القول بانهم حكاية عن كلام الله او عبارة عنه. بل اذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله سبحانه وتعالى حقيقة. فان انما يضاف حقيقة الى من تكلم به مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من الايمان بالله وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منه نزل آآ فان القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق منه بدأ. اي تكلم في حقيقة منه بدأ اي تكلم به حقيقة واليه يعود اي يرفع من صدور والسطور اي يرفع من الصدور والسطور. فلا تبقى منه اية في صدر احد ولا في مصحف في اخر الزمان ثبتت بذلك الاحاديث وانعقد عليه الاجماع. وهو كلام حقيقة لا كلام غيره. اي ان حروفه ومعانيه من الله. اي ان حروفه ومعانيه من الله. فلا يقال انه حكاية عن كلام الله ولا عبارة عنه. فلا قالوا انه حكاية عن كلام الله ولا عبارة عنه. بل هو كلام الله حروفه ومعانيه. والحكاية والعبارة مذهبان باطلان في صفة كلام الله عز وجل. والحكاية والعبارة مذهبان باطلان في بصفة كلام الله سبحانه وتعالى. هما للكلابية والاشاعرة هما للكلابية والاشاعرة الزاعمين ان الكلام صفة لله قائمة بذاته. ان الكلام صفة لله قائمة بذاته لا بحرف وصوت لا بحرف وصوت. وتقول الكلابية ان قرآن وغيره هو حكاية عن كلام الله. وتقول الاشاعرة ان القرآن وغيره عبارة عن كلام الله عز وجل. ومقصود الطائفتين ان القرآن معانيه من الله والفاظ من غيره ومقصود الطائفتين ان القرآن معانيه من الله والفاظه من غيره. واهل السنة يعتقدون ان القرآن لفظا ومعنى كله من الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس سحاب وكما يرون القمر ليلة الذي لا يضامون في رؤيته. يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى ذكر المصنف رحمه الله ان من الايمان به وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرون ربه يوم القيامة عيانا بابصارهم بلا خفاء. وقد ثبت هذا اللفظ عيانا في حديث الرؤية عند البخاري من حديث جرير ابن عبدالله رضي الله عنه واصله عند مسلم ايضا ومعنى عيانا اي بالابصار. ومعنى عيانا اي بالابصار. يرونه سبحانه وهم في القيامة اي متسعاتها اي متسعاتها. ثم يرونه سبحانه في الجنة فرق بين الرؤيتين من وجهين. والفرق بين الرؤيتين من وجهين. احدهما ان الرؤية التي تكون في قات يوم القيامة رؤية امتحان وتعريف. ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة رؤية امتحان والرؤية التي تكون في الجنة رؤية انعام وتشريف. والرؤية التي تكون في الجنة رؤية انعام والاخر ان الرؤية التي تكون في العرصات رؤية مشتركة بين المؤمنين والمنافقين الكافرين ان الرؤية التي تكون في العرصات رؤية مشتركة تكون بين المؤمنين والمنافقين والكافرين اما الرؤية التي تكون في الجنة فهي مختصة بالمؤمنين فقط. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله من الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه. فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن الله ربي والاسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم سلم نبي. واما المبتغى فيقول اه اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلتهم فيضرب بمجزبة من حديد فيصح صيحة يسمعها كل شيء الا الانسان ولو صعق ثم بعد هذه الفتنة اما نعيما واما عذاب الى يوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح من الاجساد. وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليها المسلمون فيقوم الناس من قبورهم رب العالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق. وتنصب الموازين فتوزن فيها العباد فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينهم فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره كما قال تعالى طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. ويحاسب الله الخلائق يخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة. واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته فانه لا حسنات لهم. ولكن تعدد اعمالهم وتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها. وفي عرصة القيامة الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد بياضا من اللبن من العسل طوله شهر وعرضه شهر انيته عدد نجوم السماء فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين والنار يمر الناس يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمنهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمروا كركاب الابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم. فان الجسر عليه كلاليب تقطف الناس باعمالهم فمن مر على الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض. فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم. وله في القيامة ثلاث شفاعات اما الاولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء وادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عليهم من الله السلام. الشفاعة حتى تنتهي اليه. واما الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة وهاتان الشفاعتان خاصتان له. واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة لهم ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها. ويخرج الله تعالى من النار اقوام من غير شفاعة بل بفضله بل بفضل رحمته و ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا فينشأ الله عز وجل لها اقواما فيدخلهم الجنة. واصناف ما تتضمنه الدار الاخرة من حساب والثواب والعقاب والجنة وتفاصيل ذلك مذكورة في كتب المنزلة من السماء والاثارة من العلم المأثور عن الانبياء في العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي ابتغاه وجده شرع المصنف رحمه الله يبين الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر واليوم الاخر على ما ذكره هو كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت انتهى كلامه فهو اسم لما يكون بعد الموت. وهذا من احسن ما قيل في حد اليوم الاخر ووصفه ابن سعدي في التنبيهات اللطيفة بانه ضابط جامع وصفه ابن سعوديين في التنبيهات اللطيفة بانه ضابط جامع. فيؤمن اهل السنة والجماعة بفتنة القبر. وهي سؤال الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه فيثبت الله الذين امنوا بالقول واما المرتاب فيقول اه اه لا ادري. سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. والمشهور في لفظ الحديث ها ها بهائين بدءا وختما ووقع في بعض رواياته اه اه وهو المثبت في نسخة العقيدة الواسطية المقروءة على مصنفها رواية مذكورة هي عند الرويان في مسنده. ويؤمنون بنعيم القبر وعذابه. وهو وهبة ويؤمنون بنعيم القبر وعذابه وهو ما يجري على العبد في قبره من نعيم او عداء وهو ما يجري على العبد في قبره من نعيم او عذاب ويؤمنون بيوم القيامة اذا اعيدت الارواح الى الاجساد وقام الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا اي غير مفتونين اي غير مختونين. وحين اذ ينصب الميزان وهو واحد على الاصح. وهو واحد على الاصح. ويجمع باعتبار تعدد الموزون فيه ويجمع باعتبار تعدد الموزون فيه. ويقع الوزن على العمل وعامله صحيفة العامل ويقع الوزن على العمل وعامله وصحيفة العامل في اصح الاقوال وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال. سميت دواوين لانه تدون فيها مال اي تكتب لانه تدون فيها الاعمال اي تكتب. فيأخذ المؤمن كتابه بيمينه ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره. ويحاسب الله الخلائق. والحساب في الشرع عد اعمال العبد يوم القيامة عدوا اعمال العبد يوم القيامة وله درجتان. الاولى الحساب اليسير وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر بها. ففيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر بها والاخرى الحساب العسير. وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويناقش ويستقص عليه في اعماله. ويناقش ويستقصى عليه في اعماله. والكفار لا يحاسبون ثبت من توزن حسناته وسيئاته. اذ لا حسنة لهم في الاخرة. اذ لا حسنة لهم في الاخرة. فان انهم يجزون بها في الدنيا. فانهم يجزون بها في الدنيا. فيقدمون الاخرة ولا حسنة لهم ولكنهم يحاسبون بتقريرهم على اعمالهم. اه لكنهم يحاسبون بتقريرهم على اعمالهم وتوبيخهم عليها وتوبيخهم عليها. اي لومهم وتعنيفهم وفي عرصات القيامة وهي متسعاتها الحوض المورود لنبينا صلى الله عليه وسلم. ولكل نبي حوض الا ان اعظم تلك الحياظ حوضا واكملها حالا هو حوضه صلى الله عليه وسلم ويؤمن اهل السنة بالصراط. وهو جسر منصوب على متن جهنم. وهو جسر منصوب على متن جهنم اي على ظهرها فتكون تحته اي على ظهرها فتكون تحته يوصل الى الجنة يوصل الى الجنة. فقول المصنف وهو الجسر الذي بين الجنة والنار اي بينهما باعتبار الايصال لا باعتبار الاتصال. اي بينهما باعتبار الايصال لا باعتبار الاتصال فليس المقصود ان الجنة في جانب والنار في جانب ويكون الصراط بينهم. بل هو بينهما باعتبار انه يوصل الى الجنة. فيكون منصوبا على متن جهنم فمن جازه وصل الجنة على الله اياكم من اهلها يمر عليه المؤمنون فقط في الصحيح من اقوال اهل العلم يمر عليه المؤمنون فقط في اصح الاقوال عند اهل العلم. والاحاديث ظاهرة في ذلك. واصلحها ابي سعيد الخدي رضي الله عنه مرفوعا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الصراط قال فيمر المؤمنون قال فيمر المؤمنون متفق عليه واللفظ لمسلم متفق عليه واللفظ لمسلم وبيان ذلك ان الناس اذا كانوا يوم القيامة في عرصاتهم وتجلى لهم الله فرأوه ورؤية امتحان وتعريف القيت عليهم الظلمة بعد ذلك. وكان مجتمعا في حشدهم المؤمنون والكافرون والمنافقون. فيؤمرون قبل القاء الظلمة بان يسجدوا لله. فيؤمر قبل القاء الظلمة بان يتبع كل احد ما كان يعبد. بان يتبع كل احد ما كان يعبد. فيتبع الكافرون معبوداتهم فتطرحهم في نار جهنم. ويبقى المؤمنون والمنافقون. فتلقى عليهم الظلمة. فتلقى عليهم فيبقى المؤمنون والمنافقون ويؤمرون بالسجود ويؤمرون بالسجود فيسجد المؤمنون واما المنافقون فلا يستطيعون السجود ثم تلقى عليهم الظلمة. فيجعل الله للمؤمنين انوارا يهتدون بها الى الصراط اما المنافقون فلا نور لهم. فيسقطون في نار جهنم. فالمارون على الصراط هم المؤمنون فقط. والذين يتخاطفهم كلاريب جهنم من فوق الصراط هم عصاة المؤمنين كما سيأتي. ويمر المؤمنون على اعمالهم فمنهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر عليه كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر الفلسطيني الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل اي الابل الرواحل التي تتخذ للركوب. اي الابل الرواحل التي تتخذوا للركوب. فمن مر على الصراط دخل الجنة ولم يسبق دخوله عذاب في النار. بخلاف عصاة المؤمنين الذين تأخذهم كلاليب جهنم. فانهم يسقطون في النار فيكونون فيها ثم يخرجون منها كما سيأتي والكلاليب جمع كلاب وكلوم. جمع كلاب وكلوب. وهو حديد معكوفة الرأس حديدة معكوفة الرأس اي مثنية الرأس اي مثنية الرأس ذات شعبتين او ثلاثة شعب ثم يوقف الذين عبروا الصراط على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض اذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. والقنطرة بناء مرتفع بين الجنة والنار. والقنطرة بناء مرتفع بين الجنة والنار بمنزلة جسور المشاة التي تضرب على الطرق الطويلة بمنزلة في جسور المشاة التي تضرب على الطرق الطويلة فصورتها كصورتها. واول من يستفتح باب الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم. وهو اول شافع واول مشفع. وللنبي صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات. شفاعة الاولى شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف ان يقضى لهم اي يفصل بينهم ان يفصل بينهم وهي الشفاعة العظمى. والشفاعة الثانية شفاعته صلى الله عليه وسلم اهل الجنة ان يدخلوها. وهاتان الشفاعتان خاصتان به صلى الله عليه وسلم. والشفاعة شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن استحق النار. وهذه الشفاعة لا تختص به بل هي له ولسائر الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وغيرهم من الشفعاء. وهي تتناول كما ذكر المصنف من استحق النار الا يدخلها ومن دخلها ان يخرج منها. فتعم طائفته فتعم طائفتين الاولى المستحقون دخول النار الا يدخلوها. المستحقون دخول النار الا يدخلوها. والثانية الداخلون في النار ان يخرجوا منها. والثانية الداخلون في النار ان يخرجوا منها. فيشفع للاولين بالا يدخلوا النار. فيشفع للاولين بالا يدخلوا النار ويشفع للاخرين ويشفع للاخرين بان يخرجوا من النار. والصحيح ان هذه الشفاعة تختص بمن دخل النار ان اخرج منها. الصحيح ان هذه الشفاعة تختص بمن دخل النار ان يخرج منها. وهو اختيار ابن في حاشيته على تهذيب السنن خلافا لشيخه. وهذا القول اسعد بالادلة وهي فيه اقوى وهذا القول اسعد بالادلة وهي فيه اقوى. فتصير الشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار ان يخرج منها. ثم ذكر المصنف ان الله يخرج من النار اقواما بغير شفاعة احد. بل بفضل رحمته ويبقى في الجنة فضل اي زيادة عن من دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله للجنة اقواما فيدخلهم الجنة ثم ختم المصنف ببيان ان احوال اليوم الاخر متنوعة كثيرة وان تفاصيل مفردات مذكورة في القرآن والسنة. في القرآن والسنة. فمن اراد ان يلتمسها رجع اليهما. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الله وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين. الدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم عاملنا بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق. فاول ما خلق الله قال من قال له فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه جفة الاقدام وطويت الصحف كما قال قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك بكتاب ان ذلك على الله يسير وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا ففي انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعد يديه ملكا فيغمر باربع كلمات من كتب رزقه واجله وعمله سعيد واحمداء وشقي او سعيد نحو ذلك فهذا القدر قد كان ينكره ولاة القدرية قديما وننكره اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ان شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى لا يكون في ملكه ما لا يريد. وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد طاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن قوم فاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. والعباد فاعلون حقيقة الله خالق افعالهم العبد والمؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم كما قال الله رب العالمين وهذه الدرجة من قدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته اختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة الركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر. فبين انه يأتي على درجتين. الاولى الدرجة سابقة وقوع المقدر. الدرجة السابقة وقوع المقدر. وتتضمن علم الله المقادير ابته له وتتضمن علم الله المقادير وكتابته لها. والثانية الدرجة المصاحبة وقوع المقدر الدرجة المصاحبة وقوع المقدر وتتضمن مشيئة الله للمقادير خلقها له وتتضمن مشيئة الله للمقادير وخلقها له. فمراتب القدر اربع الكتابة فما اراد فمراتب القدر اربع العلم والكتابة والمشيئة والخلق. العلم والكتابة والمشيئة والخلق وهي مقسومة على الدرجتين السابقتين. فكل درجة فيها ثبت ان ومما يندرج في هذا الباب الايمان بان الله جعل للعبد مشيئة وقدرة لكنها تابعة لمشيئة الله وقدرته غير مستقلة عنها. والدرجة الاولى من درجتي القدر قد كان ينكرها غلاة القدرية قديما ومنكرها اليوم قليل. فكانوا ينكرون علم الله عز وجل بالمقادير وكتابته لها. اما الدرجة الثانية فينكرها عامة القدرية. الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله. فيقدره ويشاؤه ولا يعلمه الا الله بعد ولا يعلمه الله الا بعد وقوعه تعالى الله عما يقولون. ويغلو فيها قوم من المثبتة للقدر وهم الجبرية حتى سلبوا العبد قدرته ومشيئته وجعلوه مجبورا على فعله لاختيار له ولا ارادة فيه وعطلوا افعال الله واحكامه عن حكمها ومصالحها. اذ يصير العبد ما ومنهيا بما لا حكمة ولا مصلحة فيه لانه لا اختيار له في ذلك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل. قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد طاعة وينقص بالمعصية وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة مطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بين الاخوة بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه وتعالى في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباعه بالمعروف. وقال سبحانه وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما لهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسقوا ان الله يحب ان الله يحب مقسطين انما المؤمنون اخوة ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الايمان في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها رواه مؤمن ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان ومؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا من قد اسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان اركان الايمان شرع يبين حقيقته عند اهل السنة. فالايمان له في الشرع معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة. وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان كما تقدمت والايمان بالمعنى العام مقسوم على القلب واللسان والجوارح. والايمان بالمعنى العام مقسوم على القلب واللسان والجوارح. والى ذلك يشير اهل السنة بقولهم الايمان قول و عملك. فالقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب واللسان والجوارح. فالقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب واللسان والجوارح. فموارد الايمان خمسة. فموارد الايمان خمسة. اولها قول القلب قول القلب وهو اعتقاده واقراره وتصديقه وهو اعتقاده واقراره وتصديقه كاعتقاد وجود الملائكة كاعتقاد وجود الملائكة. وثانيها عمل القلب. عمل قلب وهو حركته وارادته وهو حركته وارادته. كخوفه او توكله او رجائه. وثالثها قول اللسان وهو نطقه بالشهادتين. وهو نطقه بالشهادتين. ورابعها عمل اللسان ورابعها عمل اللسان وهو العمل الذي لا يؤدى الا به وهو العمل الذي لا يؤدي الا به كقراءة القرآن. كقراءة القرآن. وخامسها عمل الجوارح. عمل الجوارح وهو ما يقع بها من الطاعات فعلا وتركا. وهو ما يقع بها من الطاعات فعلا وتركا والجوارح اعضاء الانسان سميت جوارح لانه يجترح بها اي يكتسبها بها. سميت جوارح لانه يجترح بها اي يكتسب بها. والايمان يزيد وينقص. وزيادته بالطاعة ونقصانه بالمعصية ومن فعل كبيرة فهو فاسق. ليس بمؤمن كامل الايمان ولا بكافرين. بل هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. فلا يعطى الاسم المطلق. اي ايقال مؤمن ولا يسلب مطلق الاسم فيقال كافر. بل يكون مؤمنا بما عنده من الايمان فاسد بما اصاب من الكبيرة. والاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي. لا تزول ولا تنتفي لا كما تزعمه الخوارج ان من وقع في كبيرة فقد خرج من الايمان ولم يصر من اهل الاسلام فالفاسق المتلطخ بالكبيرة هو مع كونه فاسقا تبقى له الاخوة الايمانية نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله والذي يجاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابه فهو الذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهب ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائلهم يفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعده وقاتل. ويقدمون المهاجرين عن الانصار ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاثمائة بضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وبانه لا يدخل النار احد بائع تحت الشجرة كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. بل لقد رضي الله عنه ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربعمائة ويشهدون بالجنة لمن شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وكثابة ابن قيس ابن شماس وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقم عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر. ويثلثون بعثمان ويربعون بعنيهم كما دلت عليه الاثام وكما الصحابة على تقديم عثمان رضي الله عنه في البيعة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعليهم بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل؟ فقدم قوم عثمان وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من اصول التي المخالف فيها عند جمهور اهل السنة لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها مسألة الخلافة. وكذلك يؤمنون بان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم اجمعين ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء الائمة فهو اضل من حمار اهله. ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غديركم. اذكركم الله في اهل بيتي. اذكركم الله في اهل بيته. وقد قال ايضا ابن عباس عمه وقد شكى اليه ان بعض قريش يشكو بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابته وقال ان الله اصطفى اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا فاصطفى من قريش بني هاشم واصطفان بني هاشم ويتولون ازواج النبي صلى الله عليه وسلم وامهات المؤمنين ويؤمنون بانهن ازواجهم في الاخرة خصوصا خديجة ام اكثر اولاده واول من امن به وعضده على امنه كان لها منه منزلة عالية والصديقة بنت الصديق التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الفريد على سائر الطعام ويتبرأون من الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل. ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المرؤية في مساوئهم منها ما وكذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه وعامة الصحيح منه هم فيه معذورون. اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة. ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم ان صدر حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا لمن بعدهم لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون وان المد من احدهم اذا تصدق ان كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم. ثم اذا كان قد صدر عن احدهم ذنبه فيكون قد تاب منه واتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هما احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه. فاذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف بالامور التي كانوا فيها مجتهدين ان اصابوا فلهم اجران ان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفور. ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نذر مغمور في جمع فضائل القوم ومحاسن من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة النصرة والعلم النافع والعمل الصالح. ومن نظر في سيرة القوم بعلم وعدل وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء. لا كان ولا يكون ومثلهم وانهم هم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله تعالى. وبيان هذه الجملة بعد صلاة العشاء ان شاء الله تعالى الحمد لله رب العالمين