السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا المجلس الاول من المنشط السابع من مناشط برنامج الحصن الامين في سنته الاولى ست وثلاثين واربعمائة والف وسبع وثلاثين واربعمائة والف وهو شرح كتاب الداعي الى خير المساعي لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. نعم الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. قلتم وفقكم الله ونفعنا بعلمكم في الدار طيب في كتابكم الداعي الى خير المساعي. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى وصحبه وسلم. اما بعد فاعلم ان اعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك. قال الله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فقد امرنا بتعلم التوحيد فقال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات وهو اول واجب على العبد ويبدأ به قبل غيره من المأمورات حتى الصلاة فان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل رضي الله عنه الى نحو اهل اليمن قال له انك تقدم على قوم من اهل الكتاب ان يكون اول ما تدعوهم الى ان يوحدوا الله تعالى. فاذا رفعوا ذلك فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلته متفق عليه من حديث عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما ويجب على العبد الخمر من الشرك فانه اخوف ما يخاف منه عند من عرف ارحموا سوء عاقبته واعتمر بدعاء الخليل وهو من هو ان يجنبه الله وبنيه عبادة الاصنام. فكيف بغيره؟ قال رحمه الله من يعملون البلاء بعد خليل الله ابراهيم حين يقول واجنبني وبني ان نعبد الاصنام رواه ابن جرير ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة ثم ثنى بالحمدلة ثم تلتا بالصلاة والسلام على محمد وعلى اله وصحبه ثم شرع يدعو الى مسعى من خير المساعي فقال فاعلم انه فاعلم ان اعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك فان المأمورات والمنهيات الشرعية تتفاوت مراتبها وتختلف درجاتها فالامر فيه فرض ونفل والنهي فيه محرم ومكروه وبين الفضل والنفل درجات وبين المحرم والمكروه درجات. والفرض نفسه هو ذو درجات. والنفل نفسه هو ذو درجات والمحرم نفسه هو ذو درجات. والمكروه نفسه هو ذو درجات. وترتيب مقادير تلك الدرجات مرده الى خطاب الشرع فان خطاب الشرع يبين مراتب الفرض في نفسه وما بينه وبين النفل من تفاضل مراتب النفل نفسه وما بينه وبين الفرض من تفاوت. وقل مثل هذا المنهيات تفاوتا واختلافا بين المحرم والمكروه وبين افراد المحرم نفسه وافراد المكروه نفسه. وقد ذكر المصنف ان اعظم ما امر الله به من الحسنات هو واعظم ما نهى عنه من السيئات هو الشرك. وذكر دليلا عليه وهو قول الله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. فان الاية تدل على اعظمية التوحيد في الامر واعظمية الشرك في النهي ودلالتها على تلك الاعظمية من وجهين احدهما في تقديم الامر بالتوحيد في تقديم الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك على ما بعدهما من المأمورات والمنهيات في الاية. على ما بعده من المأمورات والمنهيات في الاية ولا يقدم الا المقدم فتقديمهما على ما بعدهما معلن معلن بعلو مرتبتهما في الامر والنهي مما ذكر بعدهما والامر بالتوحيد هو في قوله واعبدوا الله والنهي عن الشرك هو في قوله ولا تشركوا به شيئا فصدر الاية من الامر بالعبادة هو امر بالتوحيد قال ابن عباس رضي الله عنهما كل امر في القرآن كل امر في القرآن بالعبادة هو امر بالتوحيد كل امر بالقرآن بالعبادة هو امر بالتوحيد. ذكره البغوي في تفسيره. فقول الله في الاية واعبدوا الله معناهم ايش وحدوا فهو امر بالتوحيد. والاخر في عصف ما بعدهما من المأمورات والمنهيات عليهما في عطف ما بعدهما من المأمورات والمنهيات عليهما. فباب العطف في اللسان العربي من جملة التوابع والمعطوف تابع لما عطف عليه. فالمقدم مجعول اصلا وما بعده مجعول تبعا فالامر بالتوحيد في الاية اصل في المأمورات. وما بعده من المأمورات تابع له والنهي عن الشرك في الاية اصل في في الملهيات. وما بعده من المنهيات تابع له ثم قال وقد امرنا بتعلم التوحيد. فقال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله. الاية ودلالة الاية على الامر بتعلم التوحيد في قوله فاعلم انه لا اله الا الله والخطاب فيه للنبي صلى الله عليه وسلم ومباشرته به دون غيره برهان جلالته فان الامر والنهي المساقان في القرآن بالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم اعظم من الامر والنهي الخلي من ذلك. فالايات اللواتي بوشر فيهن صلى الله عليه وسلم بالامر او النهي هن اعلى رتبة في ذلك من غيرهن كقول الله تعالى يا ايها النبي اتق الله وقوله فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل وقوله اقم الصلاة لدلوك الشمس في ايات اخرى فمتى وجدت اية مفتتحة بالامر والنهي المباشر للنبي صلى الله عليه وسلم حقيقة بقول يا ايها النبي او يا ايها الرسول او حكما بمجيء الامر بالمفرد كقول فاصبر او فاقم فاعلم ان ما في كنفها من الامر والنهي هو اعظم مما في غيرها من الايات في الامر او النهي وخص الخطاب بالافراد في مواقع من القرآن بالنبي صلى الله عليه وسلم في الامر والنهي بانه هو ينزل عليه فان القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وحده ولم يشاركه احد في هذه الفضيلة. فاذا قيل له اتق الله او فصل او فاقم كان افراده بالامر مناسبا لحقيقة انزالي في كون القرآن نازلا على النبي صلى الله عليه وسلم وحده دون غيره والامر والنهي الذي يقع في القرآن موجها للنبي صلى الله عليه وسلم يشاركه فيه سائر الناس فالاصل استواء الامر والنهي له ولنا في خطاب الشرع. ما لم يقم دليل على تخصيصه صلى الله عليه وسلم بشيء دون كائن الخلق والاية المذكورة فاعلم انه لا اله الا الله امر بالتوحيد دل على التوحيد فيها بكلمته. لا اله الا الله فهي كلمة التوحيد. فاقيمت دال مقام المدلول فالمدلول اي المعنى المراد هو التوحيد والدال عليه هو قول لا اله الا الله. فاقيم الدال مقام المدلول. فتقدير الكلام في الاية فاعلم التوحيد فتقدير الكلام في الاية فاعلم التوحيد. وهذه الاية اية مدنية ووقع فيها امر النبي صلى الله عليه وسلم بتعلم التوحيد بعد قيامه صلى الله عليه وسلم قياما عظيما في الدعوة اليه في مكة المكرمة. فلما هاجر الى المدينة وقر قراره فيها اعيد عليه الامر بتعلم التوحيد في انزال هذه الاية عليه من سورة محمد واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاد عليه الامر بتعلم التوحيد فغيره اولى بالامر في مثل هذه بتعلم التوحيد ودوام الصلة به ليتمكن من قلبه ويثبت فيه ويقوى في نفسه. واذا امنت العناية بالتوحيد تعلما وتعليما وجد اثر فقده في العمل والدعوة والاصلاح وهداية الخلق. ثم قال وهو اي التوحيد اول واجب على العبد اي اول شيء يتعلق بذمة العبد تعلقا يلزمه لزوما جازما اي اول شيء يتعلق بذمة العبد تعلقا يلزمه لزوما جازما وكون التوحيد اول واجب على العبد له نوعان احدهما كون الاولية فيه حقيقية كون الاولية فيه حقيقيتان وذلك في حق من كان كافرا فاسلم فاول واجب عليه هو توحيد الله والاخر كون الاولية فيه حكمية. كون الاولية فيه حكمية وذلك في حق من نشأ وهو يدين بدين الاسلام. وذلك بحق من نشأ وهو يدين بدينه الاسلام فالناشئون على دين الاسلام يتعلق بذممهم التوحيد وجوبا حكميا في اول ما يخاطبون به من الامر والنهي انما يؤمرون به من تعلم الوضوء والصلاة وغيرهما لا يصح منهم الا اذا كانوا موحدين لله سبحانه وتعالى. وكان السلف رحمهم الله يستحبون يستحبون ان يفتق لسان الصبي والجارية اذا نطق بتلقينهما لا اله الا الله فاذا شرع الصغير غلاما او جارية يتعتع بالكلام ويتطلب انشاءه حسن ان يكون مبتدأ ما يلقن هو كلمة توحيد لا اله الا الله فان مبادرتهم بتلقينها يورث في قلوبهم محبة هذه الكلمة ومعرفة توحيد الله عز وجل اقف للنشأة ابتداء اقوى ثبوتا من غيره. فالمصادف للنشأة ابتداء وثبوتا من غيره. فينغرس في قلوب هؤلاء الصغار معرفة هذه الكلمة ومحبتها ويترقون بعد ذلك الى مراتبها واحكامها ومقتضياتها. ثم قال يبدأ به قبل غيره من المأمورات حتى الصلاة ان يقدم الامر بالتوحيد على الامر باي مأمور به حتى الصلاة المعظمة شرعا في القرآن والسنة لان التوحيد اعظم منها. وشاهده في قوله فان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل رضي الله عنه الى نحو اهل اليمن قال له انك تقدم على قوم من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم الى ان يوحدوا الله تعالى. فاذا عرفوا ذلك فاخبرهم ان الله فرض عليهم خمس صلوات. الحديث متفق عليه من حديث عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما. واللفظ للبخاري وهو يدل على البداءة بالدعوة الى التوحيد والامن به قبل غيره من وجهين. وهو يدل على البداءة بالدعوة الى التوحيد والامن به قبل غيره من وجهين احدهما في قوله فليكن اول ما تدعوهم الى ان يوحدوا الله تعالى. فليكن اول ما تدعوهم الى ان نوحد الله تعالى فجعل اولية الدعوة تختص بالدعوة الى توحيد الله. فجعل اولية دعوة تختص بالدعوة الى توحيد الله. والاخر في تأخير امرهم بالصلاة وهي هي تعظيما في الشرع بعد دعوته من التوحيد في قوله فاذا عرفوا ذلك فاخبروهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم. فجعل دعوتهم الى الصلاة مرتبة على حصول التوحيد منهم. ثم قال ويجب على العبد الخوف من الشرك فانه اخوف ما يخاف منه على من عرف فانه اخوف ما يخاف منه عند من عرف قبحه وسوء عاقبته. فسلامة دين العبد في دوام خوفه من الوقوع في الشرك لانه اشد شيء ينبغي ان يخاف منه عند من عرف قبحه لما فيه من جعل حق الله لغيره. واذا كان الناس يستقبحون من احد ان يعمد الى حق غيره فيجعله لاخر من الناس فان استقباح هذا في حق الله اعظم. فالله عز وجل هو الذي له الملك كله وبيده الامر كله واليه المصير. فاذا منعه العبد حق وهو توحيد الله بالوقوع في الشرك. كان هذا ابشع قبحا واشد شناعة فمنشأوا شدة الخوف من الشرك امران. فمنشأ شدة الخوف من الشرك امران. احدهما قبحه في نفسه قبحه في نفسه لما فيه من الظلم. لما فيه من الظلم قال الله تعالى يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم والظلم الذي في الشرك في جعل حق الله لغيره. والظلم الذي في الشرك في جعل حق الله لغيره سوء عاقبته على العبد. سوء عاقبته عن العبد. فانه يحرم الجنة. فانه يحرم الجنة ويخلد في النار ابد الاباد ودهر الداهرين. ويخلد في النار ابد الاباد ودهر الداهرين. ثم قال قال مشفقا واعتبر بدعاء الخليل يعني ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهو من هو اي في مبلغه في تحقيق التوحيد كما قال الله تعالى في سورة النحل ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ووصفه الله عز وجل بالمقامات العالية والمراتب السامية في الاية المذكورة وما بعدها ومع بلوغه هذه المراتب العالية والمقامات السامية كان يخاف الشرك كما قال وقد دعا ربه سبحانه ان يجنبه وبنيه عبادة الاصنام. فالحال التي اعترت ابراهيم عليه الصلاة والسلام قوي في العبد الخوف من الشرك من جهتين. فالحال التي اعترت ابراهيم عليه الصلاة والسلام تقوي في العبد الخوف من الشرك من جهتين. احداهما انه دعا ربه ان يجنبه وبنيه عبادة الاصنام انه دعا ربه ان يجنبه وبنيه عبادة الاصنام والدعاء بالتجنيب يكون لما يخاف ويحذر. والدعاء بالتجنيب يكون لما يخاف ويحذر والمجانبة ايش ما معنى المجاذبة المباعدة مع ترك المواقعة. المباعدة مع ترك المواقعة. فهو لم يدعو ربه الا يقع في الشرك ولكن دعاه ان يجنبه الشرك بان لا يقع فيه ولا يقربه الى شيء منه فيحول بينه وبين مقصده ووسائله فيحول بينه وبين مقصده ووسائله. والاخرى في كون الداعي هو ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام. الذي حقق التوحيد واذا كان من بلغ هذا مبلغ في تحقيق التوحيد حتى صار خليلا لله يخاف على نفسه فادعى ان يكون غيره اشد منه خوفا قال ابراهيم التيمي وهو احد التابعين من يأمن من البلاء بعد خليل الله ابراهيم حين يقول واجنبني وبنين ان نعبد الاصنام رواه ابن جرير. اي لا احد يأمن من الابتلاء بالشرك ان يقع فيه بعدما اعلنه الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام من شدة الخوف منه. فاذا كان الخليل المؤيد بوحي الله تحقق توحيده يخاف الشرك على نفسه ويدعو ربه. فيقول واجنبني وبني ان نعبد الاصنام فنحن وغيرنا اولى بان تمتلئ قلوبنا فرقا من الوقوع في الشرك ومن الناس قوم اذا سمعوا ذكرى هذا الامر عدوه وسوسة واسراعا بالمسلمين ونسبة لهم الى عدم تحقيق التوحيد يعرف هذا من درى احواله وانقداح هذا الخاطر في قلب من ينقدح فيه من الخلق برهان على حاجته الى تعلم التوحيد وشدة الخوف من الشرك لانه اذا كان ابوه ابراهيم يخاف منه فان من شابه اباه فما ظلم ومن خرج عن مشابهة ابيه وقع في الظلم. قال تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم ابراهيم الا من سفي نفسه والخطر في حق الله اعظم من الخطأ في حق غيره. والشيطان لا يزال قاعدا للخلق يستدرجهم الى ما لا ايحبه الله ويرضاه ومن اعظمه الشرك بالله واينا يأمن نفسه التي بين جنبيه. ان تفتح عليه بابا من ابواب الشرك فالقلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن. من شاء اقامه ومن شاء ازاغه. واذا نزه العبد نفسه عن ان يكون واقعا في اعمال من الشرك كالذبح بغير الله والنذر لغير الله ودعاء غير الله فان له ان ينزه نفسه من محبة الرياء والتسميع وذكر الناس وشكرهم والاغترار بالنفس والزهو بالحال والقوة وغير ذلك من الاحوال التي تعرض لنا قال ابن مسعود رضي الله عنه الشرك بضع وسبعون بابا. رواه البزار واسناده صحيح والمراد بعدد السبعين التكفير لا الحصر فالشرك ابواب كثيرة والعاقل العارف بالتوحيد والشرك لا يأمن على نفسه ان تلج واحدا من هذه الابواب. ومن طلب نجاة نفسه عظم خوفه من الشرك متابعا سيرة ابيه ابراهيم عليه الصلاة والسلام. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله فصل واعلم ان دينك واعلم ان دين الاسلام كامل وان الله رضيه لنا فلا يقبل من احد فينا سواه. والاديان كلها صلة الا الاسلام. قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وقال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وعن ابي ابن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ان الله امرني ان اقرأ عليك فقرأ عليه لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب الفقرة فيها. ان ذات الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية من يعمل خيرا فلن يكفر. رواه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الحاكم والدين الحق هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوه وسبل الاية وعن ابي هريرة الدوسي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال نفس محمد بيده لا يسمع باحد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار رواه مسلم. وقال ابو برزة الاسلمي رضي الله عنه ان الله انقذكم في الاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم رواه البخاري ولا هو اول بدعة ليست من دينه صلى الله عليه وسلم ومن زاغ عن الهدى فهو شيطان يدعو الى الردى فعن عبدالله ابن سعود رضي الله عنه ان قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما ثم خط عن يمينه وعن ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو اليه. ثم قال وان هذا وان هذا صراط مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل روناسي في السنن الكبرى واحمد في المسند واللفظ له واسناده حسن. ومن اعظم النعم نعمة الاسلام والسنة والعافية لنا وقال مجاهد المكي رحمه الله الاسلام وعافاني من هذه الاهواء رواه الدارمي عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي. فقال اعلم واعلم ان دين الاسلام كامل اي لا نقص فيه. وان الله رضيه لنا دين الاسلام مرضي. وغيره مسكوط عليه. قال فلا يقبل من احد دينا سواه فما تعبد به احد لله عز وجل من الاديان فان الله لا يقبله منه. قال والاديان كلها باطلة الا الاسلام. قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام فاخبر الله سبحانه في الاية عن امرين يختصان بدينه. فاخبر الله سبحانه وتعالى في الاية عن امرين يختصان بدينه. احدهما انه تفضل باكماله فهو دين كامل انه تفضل باكماله. فهو دين كامل. والمكمل له هو الله سبحانه وتعالى تعالى والاخر انه رضيه لنا دينا. انه رضيه لنا دين. فلم نرضه نحن لانفسنا. فلم ارضه نحن لانفسنا ثم قال وقال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فلا التي يبتغيها الخلق سوى الاسلام ويقصدونها متعبدين بها لا يقبلها الله عز وجل منه. وهؤلاء ما هم فيه وباطن ما كانوا يعملون وهو في الاخرة من الخاسرين. فلا فوز عند الله الا بدين الاسلام نعم ثم ذكر حديث ابي ابن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ان الله امرني ان اقرأ عليك فقرأ علي سورة البينة لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب فقرأ فيها اية اي كانت منها ثم نسخت اي كانت منها ثم نسخت. ان ذات الدين عند الله الحنيفية المسلمة لليهودية ولا النصرانية من يعمل خيرا فلن يكفره فالدين المعتد به عند الله هو دين الحنيفية. وهو الاسلام. وما عداه من الاديان من يهودية او نصرانية او غيرهما فان الله عز وجل لا يعتد به ولا يقبله من العبد. قال رواه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الحاكم ثم قال والدين الحق اي اللازم الثابت الذي يجب علينا اتباعه. اي اللازم الثابت الذي يجب علينا اتباعه هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. فامرنا ان نتبع الصراط المستقيم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من ربه داعيا اليه. والصراط المستقيم الذي دعى اليه النبي صلى الله عليه وسلم هو دين الاسلام فعند احمد بسند حسن من حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث طويل صراط الاسلام ثم ذكر حديث ابي هريرة رضي الله عنه ثم ذكر حديث ابي هريرة الدوسي رضي الله عنه عند مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي يهودي ولا لا يسمع بي احد من هذه الامة اي من امة الدعوة التي بعث النبي صلى الله عليه وسلم اليها يدعوها الى الاسلام بمن فيها من يهود او نصارى او مشركين. قال لا يسمع بي احد من هذه امة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار لان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من ربه هو الدين الذي ينتهي بالعبد الى الجنة واما غيره من الاديان فان العبد اذا اتبعه انتهى به الى النار. وقوله في الحديث لا يسمع بي احد اي سماعا موافقا لما انا عليه من الدين. اي سماعا موافقا لما انا عليه من دين ثم ذكر حديث ابي برزة الاسلمي رضي الله عنه عند البخاري انه قال ان الله انقذكم بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم خبرا عما اتفق من الخير للعرب فانهم انقذوا بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم من الشرك الى التوحيد ومن الضلالة الى الهدى. ثم قال والاهواء والبدع ليست من دينه صلى الله الله عليه وسلم فان الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو ما بين لنا في القرآن والسنة. فما احدث مما ليس فيهما من البدع والاهواء فليس من دين الرسول صلى الله عليه وسلم. قال ومن زاغ عن الهدى فهو شيطان يدعو الى الردى. اي الى الهلاك فعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده اي في الارض ثم قال هذا سبيل الله مستقيما ثم خض عن يمينه وعن شماله خطوطا صغارا. ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو اليه. فكل سبيل معدول به عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم انتصر على بابه شيطان يدعو اليه وهؤلاء الشياطين منهم شياطين جنية ومنهم شياطين انسية. يميلون بالخلق عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الحق ثم قرأ وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. اي لا تتبعوا الطرق الخارجة عن السبيل الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. رواه النسائي في السنن الكبرى واحمد في المسند واسناده حسن ثم قال ومن اعظم النعم نعمة الاسلام والسنة والعافية من الاهواء. لان النعم التي يغمر بها العبد نوعان لان النعم التي يغمر بها العبد نوعان احدهما نعم ظاهرة نعم ظاهرة وهي التي يحظى بها العبد في خارجه. وهي التي يحظى بها العبد في خارجه. من صحة في بدنه وكثرة في ماله وحسن في زوجه ونجابة في ذريته وغيرها والاخر نعم باطنة وهي التي يحظى بها العبد في باطنه وقلبه وهي التي يحظى بها العبد في باطنه وقلبه. من من اسلام وسنة واتباع وعلم وذكر لله عز وجل. والنعم الباطنة اعظم من النعم الظاهرة لان النعم الظاهرة يشارك الكافر فيها المسلمة وربما حاز منها اكثر مما يحوزه المسلم في كثرة ما له وقوة من بدنه ونجابة ولده وغير ذلك من النعم الظاهرة. اما النعم الباطنة فانها تختص باهل الايمان وهي لذة روحهم وانس نفوسهم وطمأنينة قلوبهم شرح صدورهم. ومن تلك النعم نعمة توفيق الله للعبد الى الاسلام والسنة. بان يكون على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الدين الحق الذي امرنا بلزومه فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن امته انها ستختلف بعده اختلافا كثيرا وانها ستكون فرقا شتى وطرائق قددا وانه سيبقى منها من يبقى على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والباقون على دينه هم المتمسكون بسنته صلى الله عليه وسلم. المتبعون اثره والى ذلك اشار السفريني في الدرة المضية في قوله اعلم هديت انه جاء الخبر عن النبي المصطفى خير البشر بان ذي الامة سوف تفترق بضعا وسبعين اعتقادا والمحق ما كان في نهج النبي المصطفى وصحبه من غير زيغ ان اوجب وليس هذا الوصف جزما يعتبر في فرقة الا على اهل الاثر اي على الاخذين باثره صلى الله عليه وسلم المتمسكين بسنته. ولا يتهيأ للعبد ثبات قدمه على الاسلام والسنة الا مع العافية من الاهواء والاهواء جمع هوى وهو ما يبديه الناس ويقترحونه وهو ما يبديه الناس ويقترحونه من الاراء والمقولات التي لا ترجع الى الدين ما يبديه الناس ويقترحونه من الاراء والمقولات التي لا ترجع الى الدين. فهذه الاهوال وتجتنب الخلق وتلقي بهم بعيدا عن اتباع اثره صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته. ولا امنة من تلك الاهواء الا الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وتجريد النفس من حظها بان لا يكون للمرء في نفسه حظ ويكون امراؤه الاسلام والسنة على نفسه احب اليه من اتباعه هواه فان النفس فاغرة نحو هواها فاه فالنفس تتبع الهوى وتميل اليه. ولا ينزع المرء نفسه من مشقة اتباع الهوى والا بلذة اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فيثبت المرء على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ويتبع المقتدى بهم من العلماء الموثوقين وهم لا يخفون على اسف نور العلم والسنة والهدى لا يحجبه عن الخلق شيء فان الله جعل له من الثناء والبهاء القوة والظهور ما يدركه من كانت له رغبة في طلب مرظاة الله سبحانه وتعالى فان نور الشمس والقمر لا يخفى على ذي عينين لمن اراد ان يمد اليهما بصره. ما لم يحجب نفسه عنهما بحجاب واتباع القرآن والسنة واقتفاء الاثر لا يحجب عن العبد معرفته اذا كانت له رغبة في مرضات الله. فان الله يبينه له ويهديه ويسدده في الوصول اليه باخذه عن اهله الذين هم اهله. فالشأن في صدق طلب مرضاة الله عز وجل وتجريد النفس من هواها. ثم ذكر المصنف قول مجاهد المكي وهو ابن جبر صاحب ابن عباس احد التابعين الذي رواه عنه الدارمي انه قال ما ادري اي النعمتين اعظم ان هداني للاسلام او عافاني من هذه الاهواء وهاتان النعمتان نوعان احدهما نعمة تحلية نعمة تحلية بالهداية الى الاسلام والاخر نعمة تخلية نعمة تخلية بالعافية من الاهواء بالعافية من الاهواء فالنفس تخلى من تلك الاهواء وتخلص منها ثم تحلى باتباع دين الاسلام الذي في ضمنه اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله فصل واعلم انه يجب على العبد تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات والاقوال والاعمال. والاقتداء به صلى الله عليه وسلم والحذر من مخالفة امره صلى الله عليه وسلم ان يصيب العبد فتنة وعذاب النار قال الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم وقال تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وقال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة لو يصيبه عذاب اليم فمن اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم دخل الجنة ومن عصاه دخل النار لقوله صلى الله عليه وسلم يا من ابى قالوا يا رسول الله ومن يا ابى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى رواه البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه والبدع المحدثة مردودة على اهلها فتجب جانبتها والنفرة منها ويسارا فعن عائشة بنت ابي بكر رضي الله عنهما انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واجر الابتداع. قال ابن مسعود رضي الله عنه اتبع ولا تبتدعوا فقد كفيتم رواه الدارمي واسناده صحيح ومن شيعن اهل السنة اتباع اثار الصحابة لانهم صاحبون لانهم صاحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم فهو اعلم بما جاء من الدين قال احمد بن حنبل رحمه الله في رسالتنا الى عبوس السنة عندنا التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة ضلالة عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي فقال اعلم انه يجب عن العبد تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات والاقوال والاعمال. فلا يزاحم في اتباعه صلى الله عليه وسلم بغيره. ويكون اتباعه صلى الله عليه وسلم خالصا فاتباع النبي صلى الله عليه وسلم يورث محبة الله. قال الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. وكان الحسن البصري رحمه الله يسمي هذه الاية اية المهنة كان الحسن البصري رحمه الله يسمي هذه الاية اية محنة. ان الله الخلق في صدق دعواهم انهم يحبونه سبحانه. ان الله امتحن الخلق في صدق دعواهم انهم يحبونه انا باتباعهم محمدا صلى الله عليه وسلم. فمن اتبعه فهو صادق في تلك الدعوة. ومن لم يتبعه فهو كاذب في تلك الدعوة. ووقع في بعض التصانيف انه سماها اية المحبة. وهو تصحيف فان المعروف الموافق للمعنى تسميتها اية المحنة وهي محنة في المحبة قال ابن القيم رحمه الله لما كثر المدعون للمحبة طولبوا باظهار الحجة والحجة قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني الله. وقد امر الله عز وجل بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. فجعله اسوة لنا. قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. اي قدوة حسنة. وحذرنا من مخالفة امره صلى الله عليه وسلم يصيب العبد فتنة او عذاب اليم. قال الله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب فالمخالفون امر النبي صلى الله عليه وسلم متوعدون تهديدا بواحد من وعيدين متوعدون تهديدا بواحد من وعيدين احدهما اصابة الفتنة لهم اصابة الفتنة لهم. والفتنة الشرك. قال الامام احمد فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله اذا رد بعض قوله ان يزيغ فيهلك. لعله اذا رد بعض قوله ان يزيغ فيهلك رواه ابن بطة في الابادة الكبرى. رواه ابن بطة في الابانة الكبرى واين ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في اي كتاب وفي اي باب منه ذكره الامام محمد عبد الوهاب في كتاب التوحيد في باب من اطاع العلماء والامراء في تحريم تحليل ما حرم الله وتحريم ما احل الله فقد اتخذهم اربابا. والاخر العذاب الاليم عيش شديد العذاب الاليم اي الشديد. فمن خالف امر الرسول صلى الله عليه وسلم فاما ان يقع في الشرك واما ان يقع فيما دونه من مما يستحق به العذاب الاليم. ثم قال المصنف فمن اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم دخل الجنة. ومن عصاه دخل النار لقوله صلى الله عليه وسلم من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى والابون طاعته صلى الله عليه وسلم لا يدخلون الجنة. لقوله صلى الله عليه وسلم في صدر الحديث كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى. الحديث رواه البخاري. ثم قال والبدع المحدثة مردودة على اهلها فتجب جانبتها اي ايش معنى مجانبتها احسنت. اي مباعدتها مع ترك مواقعتها؟ اي مباعدتها مع ترك مواقعتها والنفرة منها هي بغضها وكراهتها. والنفرة منها هي بغضها وكراهتها وان صغرت لقباحتها في نفسها. فالبدعة وان كانت صغيرة فهي قبيحة اشد القبح لما فيها من الاحداث ونسبة الرسول صلى الله عليه وسلم الى خيانة الامانة في عدم ابلاغه الرسالة فالمبتدع يستدرك بابتداعه على النبي صلى الله عليه وسلم شيئا يعده من الدين لم يبلغه النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين من احدث في امرنا هذا اي في ديننا ما ليس منه فهو هو رد اي مردود غير مقبول. والمحدثات في الدين هي التي سمتها الشريعة ايش بدعة هي التي سمتها الشريعة بدعة. والبدعة شرعا ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التقرب. ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد الربع ثم قال وسلامة دين العبد في تحقيق الاتباع وهجر الابتداع. لان الاتباع يكون للنبي صلى الله عليه وسلم والابتداع يكون اتباعا لغيره. فسلامة دين العبد في تحقيقه الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم واما المحدثات فسلامة دين العبد في هجرها وتركها والنفرة منها ثم قال قال ابن مسعود رضي الله عنه اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. اي فيما بين لكم من دينكم. اي فيما بين لكم من دينكم فليس شيء يفتقر اليه الناس الا وفي الدين بيانه بيانا شافيا. فما من شيء يفتقر اليه الناس الا وفي الدين بيانه بيانا شافيا وهذا الاثر الرواه الدارمي واسناده صحيح. ثم قال ومن شعار اهل السنة اتباع اثار الصحابة اي مما يمتاز به اهل السنة عن غيره. اي مما يمتاز به اهل السنة عن غيرهم اتباع اثار الصحابة اي ما جاء عنهم من قول او فعل او اعتقاد. وعلله لانهم صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم. فهم اعلم بما جاء به من الدين. فلا يشاركهم احد في هذه الفضيلة وهي صحبة النبي صلى الله عليه وسلم التي اوجبت لهم انهم بدينه اعرف. وعلى هديه اوقف فمن بعدهم لا يبلغ قدرهم في معرفة الدين. ثم ذكر قول الامام احمد ابن حنبل رحمه الله اصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء به وترك البدع وكل بدعة ضلالة وتقدم قول ابن تيمية الحديث في منهاج السنة النبوية الصحابة منشأ كل علم وهدى وصلاح ورحمة في الاسلام. الصحابة منشأوا كل علم وهدى وصلاح ورحمة في الاسلام. نعم الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى فصل. واعلم ان العبد مأمور بالاستمساك بالوحي لقول الله تعالى فاستمسك بالذي يحيي اليه كأنك على صراط مستقيم لان القرآن تبيان لكل شيء وهو رحمة وبشرى للمسلمين. كما قال كما قال تعالى ونزلنا عليك الكتاب لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد تركنا على مثل البيضاء ليلها ونهارها وذل امته على خير ما علمه لهم وذرهم شر ما علمه لهم طبعا وانه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واي والله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء. رواه ابن ماجة واسناده حسن. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انه لم يكن نبيا قبل الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه له يعلمه رواه مسلم وبين ما يحتاج اليه الناس في دينهم بيانا تاما ليستغنوا ببيانه عما اعداؤوا فعلى بذر الغفاري رضي الله عنه تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يطير بجناحيه الا عندنا منه علم رواه ابن حبان واسناده فلا نتكلم بعده ما لا يعنينا فانما اهلك الذين من قبلنا كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنهما التكلف رواه البخاري. وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم فانما اهلك الذين من قبلكم كثرتها سائل واختلافهم على انبيائهم متفق عليه انه قال يا ايها الناس اتهموا رأيكم عن دينكم لقد رأيتوني يوم ابي جندل ولو استطيع ان ارد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه الله اكبر. الله اكبر الله اكبر. الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اه اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمد النظر رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا الا الله عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي وهو ان العبد مأمور بالاستمساك بالوحي وهو شدة التعلق به ولزومه. وهو شدة التعلق به ولزومه لقول الله تعالى فاستمسك بالذي ان اوحي اليهم انك على صراط مستقيم. ثم قال لان القرآن تبيان لكل شيء وهو هدى ورحمة. وبشرى للمسلمين كما قال تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. الاية ورسول الله صلى الله عليه قد تركنا على مثل البيظاء ليلها ونهارها سواء. ودل امته على خير ما علمه له حذرهم وانذرهم شر ما علمه لهم فالوحي مبثوث في خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم والسنة النبوية والعبد مأمور بان يستمسك بهما لانهما هما الوحي. قال شيخ شيوخنا حافظ للحكم في وسيلة الحصول وغيرها فسنة الرسول وحي ثاني عليهما قل اطلق الوحيان. ثم ذكر ما يصدق ما قرره من ان النبي صلى الله عليه وسلم تركنا على مثل بيضاء ودل امته على خير ما علمه لهم وانذرهم شر ما علمه لهم فذكر حديث ابي الدرداء الانصاري رضي الله عنه مرفوعا وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء. رواه ابن ماجة واسناده حسن والبيضاء وصف لموصوف محذوف يقدر بما يناسبه المحجة كالمحجة وشهر هذا في كلام اهل العلم. فانهم اذا ذكروا البيظاء جعلوها وصفا لموصوف هو المحجة فيقولون المحجة البيضاء. ولم يثبت ذكر هذه اللفظة في شيء من الاحاديث. لكن الصفة المذكورة مناسبة له ثم ذكر حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما عند مسلم وفيه انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم. وينذرهم شر ما يعلمه لهم ثم قال وبين ما يحتاج اليه الناس في دينهم بيانا تاما ليستغنوا ببيانه عما عدا. فعن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه انه قال تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من طائر يطير بجناحيه الا عندنا منه علم. رواه ابن حبان واسناده صحيح فليس شيء يحتاج الخلق الى بيانه من امر الدين او امر الدنيا الا وبينه النبي صلى الله عليه وسلم بيانا شافيا. ثم قال فلا نتكلف بعده ما لا يعنينا. فانما اهلك الذين من قبلنا كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. فالتقعر في بحث ما لا يعني العبد والتشدد فيه من في المنهي عنه فالتقعر في بحث ما لا يعني العبد والتشدد فيه من التكلف المنهي عنه والمراد بالتقعر هو الغلو. والمراد بالتقعر الغلو بان يطلب مروا الوصول الى قعر شيء لا يمكنه ادراكه. بان يطلب المرء الوصول الى فعل شيء لا يمكنه ادراكه. فيكون فعل غلوا وعند البخاري عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال نهينا عن التكلف ومثل هذا يعد من المرفوع حكما وانه مما يضاف الى النبي صلى الله عليه وسلم فهو من سنته قال العراقي في الفيته من قال قول الصحابي من السنة او نحو امرنا حكمه الرفع ولو بعد النبي قاله باعصري على الصحيح وهو قول الاكثرين. فقوله قول الصحابي من السنة او نحن امرنا مثله قول الصحابي نهينا فيكون مرفوعا حكما. فقول عمر رضي الله عنه نهينا عن التكلف اين اهان النبي صلى الله عليه وسلم عن التكلف ثم قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به نفعل منه ما استطعتم. فالعبد يؤمر في المنهيات باجتنابها كلها. اما المأمورات فيؤمر بفعل ما منها فان استطاع المأمور به كله فعله. وان عجز عن جميعه وقدر على بعضه جاء بما يقدر عليه منه على تفصيل معروف في كتب الفقه والقواعد الفقهية ثم قال صلى الله عليه وسلم فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. متفق عليه. ثم قال المصنف ولا نعمل في امر الدين بالرأي الذي لا يستند الى اصل من الشرع. فالرأي الذي لا يرجع الى الشرع ولا مقاصده لا يبالى به ولا يعول عليه. فالرأي الذي لا يرجع الى اصول الشرع ولا مقاصده لا يبال به ولا يعول عليه. وهو الذي يسمى الرأي ايش او احسن من هذي وهو الذي يسمى الرأي المذموم. فان الرأي نوعان. فان الرأي نوعان. احدهما الرأي المحمود الرأي المحمود. وهو ما قوي مأخذه ما قوي مأخذه وبال مورده من خطاب الشرع وبان مورده من خطاب الشرع والاخر الرأي المذموم. الرأي المذموم. وهو ما لا يرجع الى الاستنباط من خطاب وهو ما لا يرجع الى الاستنباط من خطاب الشرع فما كان من الرأي المذموم فلا يعمل به في الدين. متبع وصية سهل ابن حنيف رضي الله عنه انه قال يا ايها الناس اتهموا رأيكم على دينكم والرأي الذي يخالف الدين هو الرأي المذموم الذي اراده سهل. فانه قال لقد رأيتني يوم ابي دندل اي لما جاء ابو جندل الى النبي صلى الله عليه وسلم وابو جندل هو ابو جندل ابن سهيل ابن عمرو وكان مجيئه الى النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس صلح الحديبية لما عقد النبي صلى الله عليه وسلم رؤوس قريش وفيهم سهيل بن عمرو على الصلح وكان مما اتفقوا عليه انه لا يأتي احد النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين الا رده اليهم وانه لا يأتيهم منه صلى الله عليه وسلم احد الا لم يردوه اليه. فبينما في مجلس الصلح جاء ابو جندل ابن سهيل ابن عمرو فاظا يرفس في قيوده حتى صار عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه ابوه سهيل ابن عمر قال قال هذا اول من اصالحك عليه يا محمد فابتغى منه النبي صلى الله عليه وسلم المسامحة فيه وان لا يدخله في عقد المعاهدة بينهما فابى فرده النبي صلى الله عليه وسلم اليهم وقد اتاه فارا لاقيا من العذاب والمشقة العظيم فوقع في قلوب الصحابة ما وقع حتى قال سهيل اتهموا رأيكم على دينكم. لقد رأيت يوم ابي جندل ولو استطيع ان ارد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه لرددته. اي لو قويت على بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ربي ابي جندل بن سهيل بن عمرو الى المشركين لفعلت لشدة ما وقع في نفوسهم من التي تغيرت بها قلوبهم وهذا يبين شدة ما يجده العبد عند منازعة الاهواء. وان الخلاص منها يحدث للنفس مشقة وعنتا لكن من غلب هواه فغلبه وجد بعد غلبته لذة ولا ينجو العبد من الانقيادي للاهواء الا بالتسليم للشرع واتباع النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابو جعفر الطحاوي في عقيدته ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام وقال رافع بن خديج رضي الله عنه نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امر كان نافعا وطواعية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم انفع لنا. متفق عليه. نعم الله اليكم قلتم وفقكم الله فصل اعلم ان فضل العلم واهله عظيم. قال الله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو الملائكة واولو العلم قائما بالقسط. وقال تعالى ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق الى صراط العزيز الحميدا. وعن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقه في الدين متفق عليه وعن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا طرق الجنة وان الملائكة لتوضع اجنحتان ظل طالب العلم وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض. والحيتان وفي جوف الماء وان فضل العالم على العامل كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما انما ورثوا العلم. فمن اخذه اخذا اخذ اخذ بحظ واخره. رواه اصحاب السنن الا النسائية وانه يؤخذ عن اهله بالتلقي والسماع والسؤال مع طول الصحبة قال الله تعالى فاسألوا اهل الذكر تعلمون وعن ابن عباس رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم رواه ابو داوود واسناده صحيح. وقال مالك رحمه الله كان الرجل يختلف الى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه رواه ابو نعيم الاصباني في حلية الاولياء. ومن ليسوا من اهله فلا يؤخذ عنهم. قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انظروا ممن تأخذون هذا العلم فانما هو الدين. رواه معني في الكامل وصح نحو عن جماعة من السلف. وقال ابن مسعود رضي الله عنه لا يزال الناس متماسكين مع اتاهم العلم من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. ومن اكابرهم فاذا اتوا من اصاغرهم هلكوا رواه الطبراني واسناده صحيح. وشر اولياء رؤوس الجهال والذين يتبعون المتشابه. قال عقبة ابن عمرو رضي الله عنه تعلموا الفرائض قبل قبل الضالين. رواه ابن ابي في مسند باسناد صحيح البخاري وقال يعني الذين اتكلمون وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت محكمات هن ام الكتاب وفروا متشابهات. فما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء وابتغاء قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلماء فعن ابن عمرو رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله لا يقبض العلم انتزاع ينتزع العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبقي عاد من اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضل واضلوا متفق عليه فلتحرص على المبادرة لتلقيه عنهم. عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر ادعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي. مبينا ان فظل العلم واهله عظيم. داعيا بذكر فضله وفضل اهله الى الحرص على طلبه. وذكر من الايات والاحاديث ما يبين فضيلته. فذكر قول الله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة. الاية. ففي الاية شرف اهل العلم استشهاد الله سبحانه وتعالى لهم على وحدانيته وهذه الاية تدل على فضل العلم وشرف اهله من وجوه عشرة يضيق المقام عن سردها وعمودها استشهاد الله عز وجل باهل العلم على وحدانيته. استشهاد باهل العلم على وحدانيته. فجعلهم شهودا على امر عظيم فجعل العظيم هؤلاء شهودا على امر عظيم يبين انهم هم عظماء فلا يصلح لهذا الا قم ثم ذكر قوله تعالى ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق. ويهدي الى صراط العزيز الحميد فالدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من العلم هو الحق الثالث وبه تحصل الهداية الى صراطه وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه مرفوعا من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فمن علامة ارادة الله العبد بالخير ان يفقهه في الدين. والفقه في الدين جامع بين العلم والعمل فانه لا يكون احد فقيها حتى يجمع مع العلم العمل. فقد نقل ابن القيم في مفتاح دار السعادة اجماع السلف ان اسم الفقه لا يكون الا مع العلم والعمل. اجماع السلف على ان اسم الفقه لا يكون الا مع العلم والعمل. وهو قدر زائد عن العلم فان العلم هو ادراك خطاب الشرع فقط. فان العلم هو ادراك خطاب الشرع فقط. واما الفقه فهو ادراك الشرع مع العلم به. ثم ذكر حديث ابي الدرداء رضي الله عنه عند اصحاب السنن الا النسائي واسناده حسن وهو واعظم حديث في شرف العلم وفضل اهله. وهو اعظم حديث في شرف العلم وفضل اهله. ففي خمس فضائل له فالفضيلة الاولى ان الذي يسلك طريقا يطلب فيه علما يسلك الله به طريقا الى الجنة. ان الذي يسلك طريقا يطلب به علما يسلك الله به طريقا الى الجنة. والفضيلة الثانية ان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم بضم ما يصنع. والفضيلة الثالثة ان العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في جوف الماء حتى الحيتان في جوف الماء. والفظيلة الرابعة ان فظل العالم على العابد كفظل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. ان فظل العالم على العابد كفضل القمر او البدر على اه كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. والفضيلة الخامسة ان العلماء هم ورثة الانبياء. وميراث هم الذي حازوه هو العلم. ولابي الفرج ابن رجب رحمه الله كتاب حافل في شرح هذا الحديث. لا يستغني ملتبس العلم عن قراءته مرات ليتغرغر قلبه بحلاوة ما في هذا الحديث من الحقائق الدينية ايمانية في فضل العلم وشرف اهله وان من تبوأ ديوان العلم ونظم في اهله لم يأنس بغيره فان العلم انس للنفس وغنية عن الخلق. ثم قال المصنف انه يعني العلم يؤخذ يؤخذ عن اهله بالتلقي والسماع والسؤال مع طول الصحبة. فمن اراد العلم فليسلك هذه المسالك المنعوتة. وذكر في السؤال قول الله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فالسؤال الذي ينتفع به في العلم هو سؤال اهله لا سؤال غيرهم وهم الذين سماهم الله اهل الذكر. اي الذين يذكرون حكم الشرع فيعرفونه ولهم قدرة على بيانه. وذكر في السماء في التلقي والسماع حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند ابي داود واسناده صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم. فالعلم يؤخذ بالتلقي والسماع. لا بالقراءة من الصحف التصانيف والمؤلفات. وذكر في طول الصحبة قول مالك رحمه الله كان الرجل يختلف الى الرجل ذاتنا سنة يتعلموا منه فهو يديم صحبته هذه المدة ليتعلم منه العلم ولا يقتصر هذا التعلم على مجرد المعلومات فانها ربما لا تبلغ مع احد هذه المدة لكن يراد منه ما هو اعظم وهو تعلم كيفية عبادة الله بالعلم. فليس العلم فقط ايصال المعلومة بل العلم يتعلق به امر الفتيا والهداية والارشاد ومعاملة ومعرفة ما يتكلم به وما لا يتكلم به وما يتكلم فيه من زمان ومكان وما لا يتكلم به في زمان كان بداعي الشرع واتباع النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا يتفق في مدة يسيرة يلازم فيها الاخذ عن الشيوخ احدا منهم ثم يريد ان يظفر بهذا بل يحتاج الى مدة مديدة كالتي قدرها ما لك بن انس رحمه الله ثم قال ومن ليسوا من اهله فلا يؤخذ عنهم اي من لم يكن من اهل العلم فلا يؤخذ العلم عنهم فالعلم يدرك باخذه عن اهله. وذكر قول علي رضي الله عنه انظروا ممن تأخذون هذا العلم فانما هو الدين رواه ابن عديم في الكامل وصح نحوه عن جماعة من السلف رحمهم الله كلهم يقول ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. فلا يقوم دين العبد قياما صحيحا الا بحسن لاخذ العلم عن اهله. فاذا عدل الى اخذه عن غير اهله وقع العبد في المهلكات. كالذي يأخذ دينه عن ميراث الاباء والاجداد او ما عليه اهل بلده او ما وجده في الكتاب الفلاني من الكتب التي لا يعود عليها ولا يعبأ بها او ما تلقاه عمن ليس معدودا في اهل العلم فهذا يضر عبدي ويفسد عليه دينه. ثم ذكر اثرا نافعا عن ابن مسعود رضي الله عنه عند الطبراني في المعجم الكبير انه قال لا يزال الناس صالحين متماسكين ما اتاهم العلم من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من اكابرهم ومن فاذا اتاهم من اصاغرهم هلكوا واسناده صحيح. فسلامة الناس في اخذهم العلم تكون بامرين فسلامة الناس في اخذهم العلم تكون في اخذهم العلم تكون بامرين. احدهما اخذهم العلم عن اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. اخذهم العلم عن اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. بتلقيه عنهم في حياتهم بتلقيه عنهم في حياتهم. وتلقيه عن اثارهم بعد مماتهم. وتلقيه عن اثارهم بعد مماتهم انهم اذا فقدت نصوص شخوصهم بقيت نصوصهم. فانهم اذا فقدت شخوصهم بقيت والاخر اخذه عن اكابرهم. وهم المشار اليهم بالتقدم في العلم ورسوخ القدم فيه مع كبر السن. فان رسوخ العلم وثبوته يكون فيمن تقدم في غالبا فهؤلاء احرى بالرسوخ لما قارن علمهم من طول التجربة. ثم حذر من اخذ العلم عن الاصاغر لانه مهلكة للناس ان مهلكة فقال فاذا اتاهم من اصاغرهم هلكوه. والاصاغر هنا نوعان. احدهم الاصاغر في الدين وهم اهل البدع فاذا اخذ العبد العلم عنهم هلك وفسد دينه. والاخر صغار السن من اهل السنة اذا دخلوا فيما ليس لهم صغار السن من اهل السنة اذا دخلوا فيما ليس لهم فان العلم مراتب ودرجات وكل مرتبة لها ما يناسبها من عمر المتكلم فيها. فاذا تطاول المنسوب الى السنة ممن يكون صغير السن الى مرتبة ليست له. اضر بنفسه وبالناس. فالاخذ عن هؤلاء ينتفع به في الارشاد العام وتلقي انواع العلوم كالحديث والفقه والاعتقاد والتفسير وما يحسنونه من في ابواب الدين. اما ما تعلق بالشأن العام وتنازعت فيه الافهام وزلت فيه الاقدام. فهذا موكول الى العلماء الراسخين ولا زال بحمد الله في اهل السنة ولا سيما في هذه البلاد من العلماء الراسخين الذين يؤتمنون على الشأن العام ما يغني عن دخول غيرهم معهم. واستشراف طغار واستشراف صغار السن ممن لهم علم للظهور ومزاحمة هؤلاء الاكابر يرجع بالضرر وربما رجع ايضا على الناس بالضرر. ومن القيام بحق الاكابر ترك مزاحمتهم في هذا فان من السنة تقديم الكبير ففي الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم كبر كبر ومن مظاهر هذا وكل الشأن العام الى من هم اهله من كبار العلم من كبار اهل العلم الذين يجمعون العلم وكبر السن وعدم مزاحمتهم في ذلك. ومن رأى احوال بعظ من ينتسب الى العلم والسنة فظلا عن غيره من صغار السن الذين يزاحمون الاكابر ثم ما يؤولون اليه من سوء الحال يعظم خوفه على نفسه ويبكي بكاء شديدا مخافة ان هذه الفتن وان تؤويه وان تضله فان طغيانا لا يسلم منه الا من حطم نفسه وادبها بطول المحاسبة وانزلها منزلة ورد الامر الى اهله واقعد نفسه في مقامه. حتى اذا ابتلي بنظر الناس اليه وامتداد اعناقهم نحوه ورغبتهم في البيان منه بما لا يقدر عليه غيره فحين اذ يبتغي في ذلك السلامة بما يقدر عليه مما ييسر الله عز وجل له سبيله. واذا سلك ذلك فانه او يهدى اليه ومن صدق الله صدقة ومن توكل على الله كفاه. ومن كان مع الله لم يحتج الى احد من الخلق ثم قال بعد وشر هؤلاء الرؤوس الجهال والذين يتبعون المتشابه فانهم شر الاصاغر الذين ينهى عن اخذ العلم عنه. قال عقبة ابن عامر رضي الله عنه تعلموا الفرائظ. اي الاحكام قبل الظالين رواه ابن وهب في مسنده باسناد صحيح. وعلقه البخاري وقال يعني الذين يتكلمون بالظن واسم الفرائض له معنيان. واسم الفرائض له معنيان. احدهما معنى عام وهو الدين كله معنى عام وهو الدين كله. والاخر معنى خاص وهو المواريث. والاخر معنى خاص وهو المواريث. والمراد منهما في هذا الحديث هو الاول. والمراد منهما في هذا الحديث هو الاول. وهذا الحديث علقه البخاري ولم يقف ابن حجر على من وصله وهو عند ابن وهب في مسنده باسناد صحيح. وانتهى كلامه الى قوله قبل الظانين ثم فسر البخاري الظانين بقوله يعني الذين يتكلمون بالظن ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنه واذا اردت ان تعرف هؤلاء الضانين فانظر كم يقول مرة في كلامه اظن اليوم تسمع الان بعض الناس يسأل في مسألة تقول اظن انه ليس احد من الناس ينكر ذلك واظن ان الناس يقبلون هذا واظن الناس لا يخفى عليهم هذا واظن الناس تجد ان باب الظن عنده باب واسع. وبيان الشرع حكم ودليل. هذا بيان الشرع. اما الظن فان انه لا يغني من الحق شيئا ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها وعن ابيها في تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الذين يتبعون المتشابه فقال فاذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. والمتشابه اسم لما خفي في دلالته ولم يتبين معناه اسم لما خفي في دلالته ولم يتبين معناه او علم معناه ولم تدرى حقيقته. او علم معناه ولم تدرى حقيقته. وسبق بيانه في مقام اخر على وجه التفصيل فالذين يتبعون المتشابهات ويتركون المحكمات ينبغي ان يحذرهم العبد حذرا عظيما والحذر منهم نوعان. والحذر منهم نوعان. احدهما الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون والاخر الحذر من اقوالهم وافعالهم فلا يتبعون. الحذر من اقوالهم وافعالهم فلا لا يتبعون ومن لطيف الموافقات ان النبي صلى الله عليه وسلم بادر بالامر هنا امرأة لان طبيعة النساء تضعف عن صون النفس عن والد الشبهات. فبالغ النبي صلى الله عليه وسلم في حفظهن بجعل هذا الحديث مسوقا الى واحدة منهن وهي عائشة رضي الله عنها وقال لها فاذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. فالحذر منهم واجب على كل احد من الرجال والنساء. ويتأكد في حق النساء اكثر واكثر مما جبلنا عليه ثم ذكر ان العلم يقبض بقبض العلماء اي بموتهم. وذكر حديث عبد الله ابن عمر في الصحيحين ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد. ولكن يقبض العلم بقبض العلماء اي بانقضاء اجالهم واذا كان العلم يطوى بقبضهم كان حقيقة بمريد النجاة ان يحرص على على المبادرة الى تلقيه عنه ليبقى العلم ليبقى العلم حيا في النفوس ومنشورا بين المسلمين. فاذا هيأ الله عز وجل المرء فسحة في عمره ادرك بها جماعة من العلماء فانه ينبغي ان يحمل بخيره ورجله على نفسه في اخذ العلم عن اكابرهم علما وسنا لان لا يفوتوا. فان من دونهم لا يفوت. ولو قدر فوته وموته ان الاخذ عن غيره يغني باذن الله عز وجل. فان الله تكفل لنا بحفظ دينه. والشأن في قيامنا صلاح انفسنا وحفظها بالعلم النافع والعمل الصالح وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد الصلاة باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين