السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا المجلس الثاني. من المنشط السابع من مناشط برنامج الحصن الامين. في السنة الى ست وثلاثين واربعمائة والف وسبع وثلاثين واربعمائة والف. وهو شرح كتاب الداعي الى خير لمصنفه صالح ابن عبد الله ابن حمد العصيمي. وقد انتهى بنا البيان الى قوله فصل واعلم ان الله امر يوم الجماعة نعم وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. قلتم وفقكم الله تعالى فصل واعلم ان الله امر بنزوم الجماعة ونهى عن التفرق فقال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا والاجتماع من دين المسلمين كما قال تعالى ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا كل حزب بما لديهم فرحون. وقد توعد الله من اتبع غير سبيل المؤمنين في قوله ومن يشاقق الرسول ومن يشقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين وليه ما تولى ونصره جهنم خيرا وخير الدنيا والآخرة في نجوم الجماعة فعن عمر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالجماعة واياكم والفرقة فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعاد. من اراد بحب من اراد الجنة فليلزم الجماعة رواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب وصححه ابن حبان والحاكم رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم ابدا. اخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الامر والهجوم والجماعة فان دعوة تحيط من ورائهم. رواه ابن ماجة واحمد وصححه ابن حبان. قال الترمذي تفسير والجماعة عند اهل العلم هم اهل الفقه والعلم والحديث. ومن فارق الجماعة فمات فميتته جاهلية فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من خرج من الطاعات وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية علمية يومه لعصبة او يدعو الى عصبة او ينصرها عصبة فقتل فقتلة جائلية ومن خرج على امتي يضرب برها وفاجرها ولا من مؤمنها ولا يفل ذي عهد عهد فليس مني ولست منه رواه مسلم وسوء عاقبة فرقة مع حصوله. قال ابن مسعود رضي الله عنه يلزم هذه الطاعة والجماعة. فانه حبل الله الذي امر به وانما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة رواه ابي شيبة وصححه الحاكم. وقال ابن عباس رضي الله عنهما قضم الملح في الجماعة احب الي من اكل فالوذ فلوذج في الفرقة رواه الاصباني في حلية الاولياء. عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى منسعا اخر من خير المساعي وهو ان الله امرنا بلزوم الجماعة ونهانا عن التفرق وقال اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. ثم علله بقوله لان التفرق من دين المشركين. والاجتماع من دين المسلمين. فالله قال في وصف المشركين ولا تكونوا من المشركين. من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. ثم قال وقد توعد الله من اتبع غير سبيل المؤمنين في قوله. ومن يشاق للرسول من بعده بما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا فمن عدل عن عن سبيل المؤمنين وخرج عنه الى غيره فله الوعيد الشديد المذكور في ان يوليه الله ما تولى. ويصديه جهنم وساءت مصيرا. ثم قال وخير الدنيا والاخرة في لزوم الجماعة اي ما يناله الخلق من الخير في الدنيا والاخرة مرهون بلزومهم الجماعة فعن عمر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالجماعة واياكم والفرقة فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد من اراد بحبوحة الجنة. اي خيارها ووسطها واوسعها فليلزم الجماعة. رواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب وصححه ابن حبان والحاكم خير الاخرة في المصير الى سعة الجنة وخيارها يكون بلزوم الجماعة. وخير الدنيا يكون وبذلك ايضا فالخير الذي يناله العبد في الاخرة مرده الى لزوم الجماعة وكذلك الخير الذي يناله في الدنيا مرده الى نزول الجماعة كما في حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث خصال لا يغل قلب مسلم ابدا. ومعنى لا يغل عليهن اي لا يبقى في قلب العبد غل. اي لا يبقى في قلب العبد غل مع وجودهن فسلامة قلب العبد من الغل توابعه من الحسد والغش والنفاق تكون بامور من جملتها لزوم الجماعة. ثم ذكر تفسير الترمذي للجماعة نقلا عن اهل العلم فقال قال الترمذي تفسير الجماعة عند اهل العلم هم اهل الفقه والعلم والحديث. اي المقتدى بهم في الدين اي المقتدى بهم في الدين. المشار اليهم بالامامة فيه المشاري اليهم بالامامة فيه فهؤلاء هم الجماعة الذين يؤمر ملتمس الحق باتباعه وهؤلاء هم احرى الخلق باسم اهل الحل والعقد فاهل الحل والعقد هم الذين اليهم تدبير الناس فاهل الحل والعقد هم الذين اليهم تدبير الناس. وهم رؤوسهم. والاصل في رئاسة الناس بالاسلام هو العلم الاصل في رئاسة الناس في العلم ويلتحق اهل العلم من عظم مقامه وارتفعت رتبته عند الناس. من الكبراء والرؤساء الخلق في بلدانهم او قبائلهم او اعمالهم فان هؤلاء ينضمون جميعا في اسم اهل الحل والعقد اي الذين يوكل اليهم حل امر قائم اي فكوا او عقد امر يراد قيامه. ثم قال وانفرط الجماعة فمات فميتته جاهلية اي ميتته توافق حال موت اهل الجاهلية فان اهل الجاهلية كانوا يأنفون من الاجتماع ومن دينهم التفرق كما تقدم في الاية. فاذا مات العبد وهو مفارق الجماعة وافقهم في ميتتهم لقوله صلى الله عليه وسلم من فارق من خرج من الطاعة اي من السمع لولي الامر من خرج من الطاعة اي من السمع لولي الامر. ففارق الجماعة فمات ميتة جاهلية نسبتها الى الجاهلية يدل على قبحها وسوء اثرها على العبد. ثم قال المصنف وامرنا بلزوم جماعة لحمد عاقبة لزومها مع فقد العبد محبوبه فيها وسوء عاقبة الفرقة مع حصوله. فالعبد مأمور بان يلزم الجماعة بان عاقبة بقائه فيها محمودة. ولو فقد فيها محبوبة واما فعاقبتها سيئة ولو حصل فيها محبوبا. فلو قدر ان احدا له حق في شيء ولم يقدر على اخذه مع لزوم الجماعة فليتيقن انه لو قدر له اخذه في زمن الفرقة فان اخذه له لا يفرح به. فان شرط شر الفرقة يذهب بفرحه بمطلوبه وتأمل هذا فيما صار في حال كثير من الناس من بلدان المسلمين الذين كانوا على امر جامع مع فقد محبوبات كثيرة لهم فيما ويأملونه من امر الدين او الدنيا. فلما انفرط العقد وانقطع الحبل واختل الامن وهاج الناس وماجوا لم يتمكنوا من ادراك مطلوباتهم في تلك الفرقة. وجرت عليهم تلك الفرقة شرا عظيما وبلاء وخيما. ومن قدر له ان انه ادرك شيئا مما يريد. لم يفرح به لشدة ما يجدون من ضراء ذلك البلاء رفع الله عز وجل عن بلاد المسلمين البلاء. ثم قال قال ابن مسعود رضي الله عنه الزموا هذه الطاعة والجماعة فانه حبل الله الذي امر به. وانما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون الفرقة لحسن حال لزوم الجماعة مع فقد المحبوب. لحسن حال الجماعة مع المحبوب وسوء حال الفرقة مع وجوده وسوء حال الفرقة مع وجوده ثم قال وقال ابن عباس رضي الله عنهما قضم الملح اي ما يجده المرء اي ما يجده المرء من ومرارة اذا قظم الملح وهو في الجماعة احب الي من اكل الفالوذج وهو نوع من الحلوى نوع من الحلوى يصنع من الدقيق والسمن والعسل. لان الملح مع الجماعة وان كره طعمه فان العبد يأنس به واما الفالوذج مع الفرقة فان شر الفرقة. والمها وغصتها يذهب بحلاوته فهو يأكله ولا يجد له لذة في نفسه اذ النفس ذهلت عن تلك اللذة بما فيها من غصص الالم. اذ النفس ذهلت عن تلك اللذة بما فيها من غصص وفي الفرقة قصص متنوعة. فيها غصة فقد الامن. وفيها غصة ضيق الرزق فيها غصة افتراق الاحباب وفيها غصة تسلط الاعداء في غصص يزيد ذكرها الما الما لكن العبد يتوقى ورود هذه الغصص عليه في نفسه وفي المسلمين بتحذيرهم من شر الفرقة وامرهم الجماعة وان ما يوجد من نقص في الامر مع بقاء الجماعة خير مما لهم من كماله عند فقد الجماعة وحدوث الفرقة. فانه لا تبقى تلك الاماني المطلوبة ولا تنال ولا اليها. ومن قرأ تاريخ الخلق قديما وحديثا عرف صدق هذا. لكن البلاء هو ان كثيرا من الناس يتكلمون ولا يدركون حقائق الكتاب والسنة ولا حقائق تجارب الدول والامم فيقعون بما يضرون به انفسهم ويضرون به المسلمين. فيكون شرهم على انفسهم وعلى المسلمين عظيما ومن يعرف الله سبحانه وتعالى ويعظمه ويعظم دينه لا يتجرأ على شيء من ذلك ويتروى فيه كما كانت عليه حال الصحابة رضي الله عنهم من ردهم الفتوى التي ترد عليهم واحدا الى واحد حتى تعود الى اولهم وكان عمر رضي الله عنه اذا كربه امر جمع رؤوس الناس من اهل بدر وغيرهم فكيف للمرء ان يتجرأ على مثل هذه الامور العظام وهو يفقد حال البدريين في نفسه وفي الناس من حوله مما يوجب عليه مزيدا الحذر من الجراءة على هذه الامور لئلا يتقحم واديا عظيما من اودية النار. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله فصل على من الواجب شرعا طاعته اولي الامر لقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فعلى المسلم السمع والطاعة لاولي الامر منا في المنشط والمكره والعسر واليسر والآثار وان يأكل بالحق اينما كان لا يخاف في الله لومة لائم ففي الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه انه قال دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما قضى علينا فجعل على السمع في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا واثرتنا علينا والا ننازع الامر اهله الا ان ترهم كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان زاد في رواية لغو واللغو لمسلم وعلى ان نقول بالحق اينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم. فمن تأمر وجب له السمع والطاعة كائنا ما كان لقوله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا وان استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبا البخاري حديث انس بن مالك رضي الله عنه وهي فرض في المعروف فلا سمع ولا طاعة في معصية الله واذا رأى منه ما يكره كره عمله اولا وكره ما لم يمر بمعصية فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة متفق عليه. وعن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال خيار ائمتكم اين تحبون ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ويلعنونكم قيل يا رسول الله افلا ننابذهم بالسيف فقال لنا ما اقاموا فيكم الصلاة واذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرمونه فكروا عملا ولا تنزعوا يدا من طاعة رواه مسلم فقد امرنا بالصبر على ما يكره منه وان نؤدي اليهم حقا ونسأل الله حقنا ونسأل الله حقنا فلا ننازع الامر اهله الا ان نرى فعن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم سترون قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال ادوا اليهم حقهم واسألوا الله حقكم متفق عليه واللفظ للبخاري رضي الله عنه نهانا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تسبوا امرائكم ولا تعيقوهم واتقوا الله واصبروا فان الامر قريب. رواه ابن ابي عاصم في السنة وابو نعيم الاصلاني في تاريخ اصبان واللفظ له اسناده حسن فقال ابو الدرداء رضي الله عنه اياكم اذا رأينا مما لا نحب قال اصبروا فان الله اذا رأى ذلك منهم حبسوا عنكم بالموت. رواه ابن ابي عاصم في السنة والرجال ومن اذل سلطان الله في ارضه اذله الله. قال حذيفة ابن اليمان رضي الله عنهما ما مشى قوم الى سلطان الله في الارض ليذلوه الا اذلهم الله قبل ان يموتوا. رواه معمر في الجامع عقد المصنف وفقه الله خصلا اخر يدعو فيه الى مثلا اخر من خير المساعي. مبينا ان من الواجب شرعا طاعة اولي الامر امتثالا لقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وطاعة اولي الامر هي من الاوامر الشرعية الدينية. وليست من الاملاءات الواقعية السياسية ثم قال المصنف فعلى المسلم السمع والطاعة لاولي الامر منا في المنشط والمكره والعسر واليسر والاثرة وان يكون من الحق اينما كان لا يخاف في الله دومة لائم. فيسمع المسلم ويطيع لمن ولاه الله سبحانه وتعالى امره والسمع هو ايش والطاعة والسمع هو القبول والطاعة هي الانقياد فيقبل منهم وينقاد لهم في المنشط اي في نشاط اي في نشاطه وموافقته محبوبه. والمكره اي فيما يكره من حاله ومما يبلغ. من حاله ومما يطلب. والعسر اي الشدة واليسر اي السهولة والاثرة اي ما يختصون به دون الناس. اي ما يختصون به دون الناس يسمع لهم ويطيع وان فعلوا ما فعلوا من اختصاصاتهم التي يجعلونها لانفسهم دون الخلق وان يقول بالحق اينما كان كان لا يخاف في الله لومة لائم. فمن حقه فمن حقهم علينا ان نصحوا لهم وان نقوم بالحق بين ايديهم لا يخاف احدنا في الحق لومة لائم لان الله الذي امرنا بطاعتهم امرنا بان نكون لهم ناصحين لا غششة. ويسلك في القيام بالحق بين ايديهم. الطريقة الشرعية المرعية ليجمع العبد بين القيام بحق الله وحق عباده. وذكر المصنف حديث عبادة ابن صامت رضي الله عنه وفيه انهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة بمنشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا واثرة علينا. ثم زاد في رواية لهما واللفظ لمسلم وعلى ان نقول بالحق اينما كنا لا نخاف بالله لومة لائم والقول بالحق يكون بالحق والقول بالحق يكون بالحق فمن اراد ان يقول حقا طلب البصيرة في الاحكام الشرعية في كيفية قول الحق حتى يقع موقعه الذي يحبه الله سبحانه وتعالى. ولا يخاف في الله لومة لائم اي لا يتخوف قدور تعنيف من احد من الخلق اذا سلك الطريقة الشرعية. فالعبد لا يلام ولا تلحقه سريرة سوء لا عند الله ولا عند خلقه. اذا قام بالشريعة وفق الشريعة. فانه يكون كامل ديانة وافر العقل بريء الذمة. فاذا سلك بها غير الطريقة الشرعية فانه يلحق ذمته المطالبة عند الله وعند خلقه. قال فمن تأمر منهم وجب له السمع والطاعة كائنا من كان لقوله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا وان استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة. رواه البخاري من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه اي ولو كان المتأمل مما يأنف الاحرار حال الاختيار من الانقياد له. اي ولو كان المتأمل ممن يأنف الاحرار حال الاختيار من الانقياد له. ثم قال وهي اي طاعتهم فرض في المعروف فلا سمع ولا طاعة في معصية الله. فاذا دعي العبد الى معصية الله لم يطعهم. لان طاعة الله مقدمة على طاعة خلقه قال واذا رأى منه ما يكره كره عمله ولم ينزع يدا من طاعة. فعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال السمع والطاعة على المرء المسلم فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية. فاذا امر بمعصية معصية فلا سمع ولا طاعة متفق عليه اي لا سمع ولا طاعة في تلك المعصية اي لا سمع ولا طاعة في تلك المعصية مع بقاء اصل السمع والطاعة العام لهم. ثم ذكر حديث عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ثم ذكر شرارهم وان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له يا رسول الله افلا ننابذهم بالسن؟ فقال لا ما اقاموا فيكم الصلاة. اي ما بقي عليهم اسم الاسلام. اي ما بقي اسم الاسلام. ومن اعظم ما يبقى به اسم الاسلام الصلاة. ومن اعظم ما يبقى به اسم الاسلام الصلاة قال واذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة. رواه مسلم قال وقد امرنا بالصبر على ما يكره منهم وان نؤدي اليهم حقهم ونسأل الله حقنا فلا ننازع الامر اهله الا ان نرى كفرا بواحا عندنا من الله فيه برهان. فالعبد مأمور ان يصبر على ما يكرهه من هؤلاء وان يؤدي اليهم حقهم. وان يسأل الله سبحانه وتعالى حقه فان الانسان مسئول عند الله سبحانه وتعالى وهؤلاء سؤالهم عند الله عظيم. فان الله يسألهم عن انفسهم ويسألهم عن الخلق. فابتلاء العبد بهذا مما يعظم حسابه ويوقفه موقفا عظيما لا يقفه غيره فان من تقللت ذمته من الخلق الذين يتبعونه خف حسابه ومن كثر الخلق الذين يتبعونه ممن يتولى امرهم عظم حسابه وقد اثر عمر رضي الله عنه انه قال لو عثرت بغلة في العراق لخفت ان يسألني الله عنها. وذكر ابن رجب في بعض تآليفه عن ان عمر رضي الله عنه الرؤيا بعد موته بتسع سنين. فقيل ما فعل الله بك؟ فقال الان فرغت من الحساب فاذا كان هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في زمنه. فباي ولاية يفرح العاقل اذا علم ان الحساب عليها شديد ودلائل ذلك في القرآن والسنة كثيرة. قال فلا ننازع الامر اهله اي لا ندخل معهم في منازعة ومشاحنة في تدبير بامر السلطنة والحكم الا في حال نرى كفرا بواحا عندنا من الله فيه برهان. الا ان نرى بواحا عندنا من الله فيه برهان. وذكر حديث ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم سترون بعدي يعني استئثارا بالدنيا وامورا تنكرونها اي اشياء ترون فيها النكرة قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال ادوا اليهم حقهم واسألوا الله حقكم. متفق عليه واللفظ للبخاري. فهذا هو الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم من معاملته. وهو صلى الله عليه وسلم اصدق الخلق في نصح الخلق. واشجع الخلق في نصح الخلق واهدى الخلق في هداية الخلق. فطريقته صلى الله عليه وسلم هي خير هدي وطريقة. فمن سار عليه برأت ذمته ونفع الله به البلاد والعباد. ومن عدل عنها الى غيرها جر الشرور الى نفسه والى المسلمين ولابي العباس ابن تيمية وصاحبه ابن القيم كلام كثير في بيان سوء ما الت اليه مناز ولاة الامر في تاريخ الدول الاسلامية شأنهم. فولد من الشرور ما لا يمكن رفعه ودفعه عن المسلمين حينئذ قال ونهينا عن سب الامراء وعيبهم ولعنهم. وموجب هذا النهي سوء العاقبة. فان العاقبة الذي تتولد من هذا لا تحمد. قال انس رضي الله عنه نهانا خبراؤنا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تسبوا امرائكم ولا تعيبوهم واتقوا الله واصبروا فان الامر قريب. رواه ابن ابي عاصم في السنة وابو نعيم الاصبهاني في تاريخ الاصبهان واسناده حسن فالعبد منهي عن سب الامراء وعيبهم لان الامر قريب ومأمور بان يتقي الله وان يصبر فانك اما ان تموت فتسلم من شروره. واما ان يموتوا فيسلم المسلمون من شرورهم. وهذا الذي يفعل من سب الامراء وعيبهم لا يرجع بمنفعة لا في الدنيا ولا في الاخرة. ثم قال قال ابو الدرداء رضي الله عنه اياكم ولعن فان لعنهم الحالقة وبغضهم العاقرة. وقوله لعنهم الحالقة اي المهلكة المهلكة وقوله وبغضهم العاقرة اي المستأصلة للناس. اي المستأصلة للناس. فالبغض اشد اثرا من اللعن. فرواج اللعن ينشأ منه فتنة وهلاك للخلق واما بشوف البغض ونشره بين الناس فهذا يستأصل المسلمين استئصالا شديدا ما يقع بينهم من القتال والخصومات. فالحالقة تذهب بما يكون من الخير. ويرجى ان يكون بعده خيرا. واما العاقرة فهي تذهب بما يكون من الخير ولا يرجى بعده خير. فالعاقرة هي التي لا ترد من النساء. فلا يرجى شيء يستقبل بعدها. ثم قال قيل يا ابا الدرداء فكيف نصنع اذا منهم ما لا نحب. قال اصبروا فان الله اذا رأى ذلك منهم حبسه عنكم بالموت. رواه ابن ابي عاصم في ورجاله ثقات. ثم قال ومن اذل سلطان الله في ارضه اذله الله. قال حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه ما مشى قوم اي ما سعى اناس الى سلطان الله في الارض ليذلوه. اي الى المتولي الحكم من المسلمين ليذلوه الا اذلهم الله قبل ان يموتوا. رواه معمر وهو ابن راشد الصنعاني في جامعي لان الله سبحانه وتعالى البسه حق السلطنة والحكم. وجعل له اين حقا؟ فمن قام لله بحقه اعزه الله. لانه يعبد الله. ومن عصى الله في حقه اذله الله. ومن اذلال الله سبحانه وتعالى له ان يسلط عليه ذلك المتولي او من يقوم بعده فيصومه سوء العذاب اشد مما كان قبله. وسلطان الله اسم للمتولي امر المسلمين في الحكم والسلطان. وسلطان الله اسم للمتولي حكم المسلمين امر المسلمين في الحكم والسلطان والاضافة هنا اضافة تشريف. والاضافة هنا اضافة تشريف نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله واعلم ان نجاة العبد في هذا الامر هي في الاستقامة ورد الامر الى اهله من العلماء والامراء والاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم الجماعة وصحبة من يوثق به فانها من الفتن. قال الله تعالى فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير. ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من الله من اولياء ثم لا تنصرون. وقال تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو الى الرسول والى اولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليل وعن زيد ابن القب رضي الله عنه انه قال اقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بمن يدعى خما بين مكة والمدينة حمد الله واثنى عليه واعظ وذكر ثم قال اما بعد بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فاجيب اتارك فيكم ثقلي اولم كتاب الله. فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال واهل بيتي اذكركم الله في ال بيتي اذكركم الله في ال بيتي اذكركم الله في ال بيت رواه مسلم وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالف رواه ابو داوود والترمذي وقال حسن غريب وصححه الحاكم. وقال حذيفة رضي الله عنه كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خيري وكنت اسأل عن الشر مخافة يدركني فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجائنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم. قلت وهل بعد بعد ذلك شري من خير؟ قال نعم. قلت وما دخن؟ قال قوم يهدون بغير ابي تعرف منهم ما تنكر الخير من شر قال نعم دعاة على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوا فيها. قلت يا رسول الله يصفوننا فقال هم من جلدة ويتكلمون بالسنتنا. قلت فما تأمرني ان ادرك لذلك قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم. قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها. ولو ان تعظم شجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك ايها اللفظ لمسلم. ومن الممدوح شرعني الفرار بالدين من الفتن والاكثار من عبادة فيها فعند البخاري عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال فعند البخاري عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير ما للمسلم غنم يدفع بها شعف الجبال ومواقع القطر. يفر بدينه من الفتن وعن معقل ابن يسار رضي الله عنه رده الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عن عبادة في الهرج كهجرة الي رواه مسلم وللامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد فضله في انجاء المؤمنين مثل قائم على حدود الله والوقع فيها كمثل قوم اسلام على سفينة فاصاب بعضهم على هواء بعضهم اسفلا. فكان الذين في اسفلها استقام مما يمر على من فوقهم فقالوا لو انا خالطنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذي من فانقلا جميعا وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا رواه البخاري. وعن معاوية رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناواهم الى يوم القيامة متفق عليه. وفي احياء العلم وبثي ثبات الدين والدنيا. قال ابو شهاب الزهري رحمه الله كان من مضى لعلمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا فانعش العلم ثبات الدين والدنيا وفي ذهاب العلم ذلك كله رواه الدارمي واسناده صحيح. وحسن خاتمة الموتى للاسلام والسنة ابن عمر رضي الله عنهما وهو على الصفا يدعو ويقول اللهم انك قلت ادعوني استجب لكم وانك لا تخلف الميعاد. اسألك كما هديت للاسلام الا تنزعوا مني حتى تتوفاني رواه مالك واسناده صحيح ايضا. وقال الخضير ابن عياض رحمه الله طوبى لمن مات على الاسلام والسنة ثم بكى على زمانيته تظهر فيه بدعة قال فإذا كان كذلك فليكثر من قول ما شاء الله رواه رواه البيهقي في شعب الايمان. وقال ابو بكر الروذي رحمه الله في كتاب الورع قلت لابي عبدالله يعني احمد ابن حنبل رحمه الله من مات على الاسلام والسنة مات على خير. فقال ليسكت من مات على الاسلام والسنة مات على الخير كله لمن نظر فيها سلف من بيانه فيما سلف من بيانه وهي وصيته لنفسه واخوانه يا ايها الركب الميمم سيره لله دونك نجدة المعوال في امورك راشدا متوثقا بالشرع واحذر قعدة الشيطان. واتبع كتاب الله والسنن التي صحت عن المختار منها التعصب قبح الثوبان واضرب لقلبك هجرتين هما هما في كفة الميزان راجحتان. لله اخلص واتبعن رسوله فهما سبيل السلم والاحسان واصطاد بامر الله في احكامه واصبر وجاهد عصبة الطغيان. واحذر شرور النفس فالنفس ان تطواف للخذلان والله ناصر بي. والله ناصر دينه فتيقنوا من وعده الصدق للرحمن ثمة وصية صالح اللهم ناصر دينه والله ناصر دينه فتيقنوا من وعده فالصدق للرحمن وصية صالح ولنفسه والصابئة والفضل للمنان. تم بحمد الله ليلة الاثنين الثامن عشر يا سنة ست وثلاثين واربعمائة والف ختم المصنف وفقه الله بفصل جامع يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي. وهو وبيان ما تكون به نجاة العبد. فذكر ان نجاة العبد في هذا الامر اي في حال الدنيا. وهي الدار التي القي فيها ابتلاء واختبارا هي في الاستقامة. ورب الامر الى اهله من العلماء والامراء. والاعتصام قام بالكتاب والسنة ولزوم الجماعة وصحبة من يوثق بدينه. فانها امان من الفتن هؤلاء الخمس امان للعبد من الفتن. وذكر في اولهن في اولها قوله تعالى فاستقم ما امرت ومن تاب معك وهو امر بلزوم الاستقامة التي هي اقامة النفس على الصراط المستقيم التي هي اقامة النفس على الصراط المستقيم. ثم ذكر في الثاني وهو رد الامر الى اهله من العلماء والامراء قوله تعالى واذا امر من الامن او الخوف اذاعوا به اي اشاعوه ونشروه ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منه. واولو الامر يعني اصحابه الذين ازمتهم بيده والامر الجامع في الاسلام نوعان. والامر الجامع في الاسلام نوعان احدهما امر الفتيا والعلم. امر الفتيا والعلم. وهذا الى العلماء. والاخر امر السلطان والحكم امر السلطان والحكم وهذا الى الامراء فيجب رد هذا الى يرد هذا وهذا الى اهله منهم. واذا اجتمع في واحد فهو اجدر الخلق برد اليه كما اتفق في النبي صلى الله عليه وسلم وفي الخلفاء الراشدين الاربعة وفي جماعة من ملوك الاسلام كمعاوية رضي الله عنه وعمر ابن عبد العزيز رحمه الله في اخرين ثم ذكر في الثالث وهو الاعتصام بالكتاب والسنة حديث زيد ابن رضي الله عنه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم وانا تارك فيكم دقلين. والثقل الامر العظيم. واولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله. ومما في كتاب الله الامر اتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر في الرابع وهو صحبة من يوثق بدينه حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله ان يكونوا على الدين الذي يكون عليه خله الذي يصحبه قال فلينظر احدكم من يخالل. رواه ابو داوود والترمذي وقال حسن غريب. وصححه الحاكم. ثم ذكر بالامر الخامس وهو لزوم الجماعة حديث حذيفة رضي الله عنه في الفتن وفيه قوله رضي الله عنه فما تأمرني ان ادركني ذلك؟ قال تلزم المسلمين وامامهم. قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها. ولو ان تعض باصل شجرة اي ولو ان تشد باسنانك على جذع شجر. اي ولو ان تشد باسنانك على جذع شجرة. حتى يملكك الموت وانت على ذلك ثم ذكر ان من الممدوح شرعا الفرار بالدين من الفتن والاكثار من العبادة فيها. فان الفتن اذا تواردت اكثار العبادة مدح الفرار منها تجنبا لها فالسعيد من جنب الفتن. قال صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير ما للمسلم ان يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعث الجبال. اي رؤوس الجبال ومسالكها الوعرة ومواقع القطر. يعني منازل المطر. يفر بدينه من الفتن. وعن ما رضي الله عنه رده الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال العبادة في الهرج. اي في الحال التي تختلط فيها الامور. اي في الحال التي تختلط فيها الامور فالهرج اسم لاختلاط الامور وعدم تمييزها. فالهرج اسم لاختلاط وعدم تمييزها. ووقع من النبي صلى الله عليه وسلم انه فسر الهرج بقوله القتل لان اعظم ما ينتجه اختلاط الامور هو القتل. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه فسر الهرج لان اعظم اختلاط الامور يؤول بالناس الى القتل قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معقل العبادة في الهرج كهجرة الي اي بمنزلة الهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم في ثواب ثم قال وللامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد فضل في انجاء المؤمنين. فحال السوء التي تعرض للمسلمين في بلدانهم وازمانهم تندفع بالاخذ باسباب النجاة. ومن جملتها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله. وذكر في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما. وفيه قوله صلى الله عليه وسلم مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ثم ذكر حال الناس في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال فان يتركوهم ما ارادوا اي من فعل السوء هلكوا جميعا وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا. فالذين يأخذون على ايدي الناس بامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر هم يحفظون نجاة انفسهم اولا ثم يحفظون نجاة اولئك ثانيا. فان مما يهلك به الناس كثرة الخبث فيهم وتقدم حديث زينب بن جحش رضي الله عنها انها قالت النبي صلى الله عليه وسلم انهلك وفينا الصالحون؟ فقال صلى الله عليه وسلم ايش؟ نعم اذا كثر الخبث ومما يدفع به الخبث الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فان لم يكن امر بمعروف ولا نهي عن منكر كثر الخبث فجاء الهلاك. وذكر حديث معاوية رضي الله عنه في الجهاد وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ولا لا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون عن الحق ظاهرين على من ناوأهم الى يوم القيامة متفق عليه. فالجهاد من شعار المسلمين. والممدوح المحمود منه هو الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله يقاتلون على الحق والمحمود الممدوح منه هو ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله يقاتلون على الحق اي على الامر البين الثابت اي على الامر البين الثابت في الكتاب والسنة. والمتأهلون لمعرفته. هم العلماء الناصحون والحكام الصادقون والمتأهلون لمعرفته هم العلماء الصادقون والحكام الناصحون. ومن كان في حكم من اهل الحل والعقد فهم الذين اين يترشحون لمعرفة كون هذا الجهاد محلا للحق او مقاما للباطل ومن قصر عن رتبتهم فان مهما بلغت به حماسته وعظمت غيرته واشتدت في الخير محبته فانه ربما من الخير شرا وفتح على الناس طريقا الى هلاك عظيم يتساقط فيه كثير من كالواقع في هذه الازمان المتأخرة. فالواجب الحذر من دعوات الجهاد المشبوه. والواجب على العلماء الصادقين والحكام الناصحين ان يقوموا بما اوجب الله سبحانه وتعالى عليهم من الجهاد في نصرة المستضعفين من المسلمين والسير في ذلك بما يتهيأ له من الاسباب التي ييسرها الله عز وجل. ثم قال وفي احياء العلم وبثه ثبات الدين والدنيا فمما يبقى به الدين في الناس وتحفظ به دنياهم ان يبت العلم بينهم. اي ينشر العلم بينهم ويتخذ في ذلك كل سبيل ويسلك كل طريق ويفتح كل باب بكل وسيلة الى بث العلم ونشره في الناس. ويتوجه به الى جميعهم صغارا وكبارا ذكورا واناثا متعذبين وغير متعلمين. فان هذا مما يبقى به الدين في الناس به الدنيا. وذكر في ذلك قولها ابن شهاب الزهري واسمه محمد ابن مسلم ابن شهاب الزهري انه قال كان من مضى من علمائنا يعني من الصحابة وكبار التابعين فانه ادرك من ادرك من الصحابة يقولون الاعتصام بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا. فنعش العلم يعني بقاؤه وقوته وبهجته نشره ثبات الدين والدنيا اي به بقاء الدين والدنيا. وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله. اي اي اذا طوي العلم ذهب امر الدين والدنيا معا. رواه الدارمي واسناده صحيح ثم قال وحسن خاتمة العبد هي بالموت على الاسلام والسنة. اي احسن الحال اي احسن حال يختم بها للعبد ان يميته الله على الاسلام والسنة اماتنا الله واياكم عن الاسلام والسنة. ثم ذكر عن نافع انه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو على الصفا يدعو ويقول اللهم انك قلت ادعوني استجب لكم وانك لا تخلف الميعاد. وهذا الاثر اصل قول الناس اللهم انك قلت ادعوني استجب لكم فاذا دعا الداعي فقال هذا فلا بأس به. قال وانك لا تخلف الميعاد. اسألك كما هديتني للاسلام الا لا تنزعه مني حتى تتوفاني وانا مسلم. رواه مالك في الموطأ واسناده صحيح. والاسلام الذي هدي اليه ابن ابن عمر رضي الله عنه هو الاسلام الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. ففيه السنة المحضة الخالصة من كل شوق ثم ذكر عن الفضيل ابن عياض انه قال طوبى لمن مات على الاسلام والسنة. وطوبى فعلة من الطيب. وطوبى فعلى اي الحال الطيبة هي لمن مات عن الاسلام والسنة ثم بكى على زمان يأتي ان يكون بعده تظهر فيه البدعة. قال فاذا كان كذلك فليكثر من قول ما شاء الله. رواه البيهقي في شعب الايمان. فاذا ظهرت بدع فليكثر العبد من قول ما شاء الله كيف يعني ما شاء الله ها يعني ما شاء الله ان شاء الله من قوله امتعزموا السنة اي ما شاء الله فعل اي ما شاء الله فعل فهو تسليم لقدر الله سبحانه وتعالى. واقرار به. ثم ذكر ان ابا بكر بكر المروري صاحب كتاب الورع من اصحاب الامام احمد قال قلت لابي عبدالله يعني احمد بن حنبل من مات عن الاسلام والسنة مات على خير فقال لي اسكت من مات على الاسلام والسنة مات على الخير كله. لان من مات على الاسلام والسنة مات على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ومن مات على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو احق الناس بالجنة. قال ابو عمرو للداري في الطويلة ايا ربي لك المنة. على الاسلام والسنة هما برهان ان ندخل الجنة فهما برهانان صادقان ان العبد اذا مات عليهما فانه يدخل الجنة. جعلنا الله واياكم من اهلها ثم قال المصنف ونجدة المعوال اي ما ينجد به المصنف اخوانه معينا لهم لمن نظر فيما سلف من بيانه وهي وصيته لنفسه واخوانه. هذه القصيدة التي قال فيها يا ايها الركب الميمم سيره لله دونك نجدة المعوال. سر في امورك راشدا متوثقا. بالشرع واحذر قعدة الشيطان اي رصد الشيطان. فان الشيطان يرصد لاحدنا ليضله يخرجه من الاسلام الى الكفر او من السنة الى البدعة. او من الهدى الى الضلالة او من الطاعة الى المعصية قال واتبع كتاب الله والسنن التي صحت عن المختار من عدنان. يعني محمدا صلى الله عليه وسلم فهو اخوة ولد عدنان من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم عليهما وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. قال واخلع رداء الجهل واطرح صنوه لبس التعصب قبح الثوب. اي احذر من ثوبين يكتنفان الناس. احدهما ثوب الجهل والاخر ثوب التعصب. وعقد بينهما الاخوة بقوله واطرح صنمهم. فالصنو هو واكثر ما يكون الثوب الاول وهو الجهل فيمن يسلب العلم. واكثر ما يكون الثوب الاول وهو الجهل في من يسلب العلم واكثر ما يكون الثوب الثاني وهو التعصب في من ينتسب الى العلم فمن الخلق من يلبس لباس الجهل ومنهم من يلبس لباس التعصب. وقوله قبح الثوبان اي كانا بشر مكان من القبح. ثم قال واطلب لقلبك هجرتين هما هما في كفة الميزان راجحتان لله اخلص واتبعن رسوله فهما سبيل السلم احسان وهاتان الهجرتان هما هجرة القلب. فان هجرة العبد نوعان وهاتان الهجرتان هما هجرة القلب فان هجرة العبد نوعان احدهما هجرة الابدان والاخر هجرة القلب والجنان. والاخر هجرة القلب والجنان. وهجرة القلب والجنان تكون الى الله بالاخلاص وهجرة القلب والجنان تكون الى الله بالاخلاص. والى محمد صلى الله عليه وسلم بالاتباع والى محمد صلى الله عليه وسلم بالاتباع ذكره ابن القيم في الشافية الكافية وفي الرسالة التوكية وغيرهما ثم قال فهما سبيل السلم والاحسان. اي السبيل التي يحرز بها العبد رتبة الاسلام والاحسان. اي السبيل التي يحرز بها العبد رتبة الاسلام والاحسان. المذكورة في قوله تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. فقوله اسلم ووجهه لله هذا الاسلام. وهو المقصود بقوله السن قوله وهو محسن هذا الاتباع ثم قال واصنع بامر الله في احكامه واصبر وجاهد عصبة الطغيان. اي بين للناس امر الله عز وجل في الاحكام الشرعية. واصبر على هذا البيان جاهد كل من يطغى عن امر الشرع. ثم قال واحذر شرور النفس ان جاهدتهم فالنفس ان تطغى فللخذلان فاذا كنت مجاهدا في رد الناس من الشرك الى التوحيد ومن البدعة الى السنة ومن الضلال الى الهدى ومن المعصية الى الطاعة ومن الفرقة الى الجماعة فاحذر شرور النفس ان جاه الدوم. فانه يتخوف على القائم بالجهاد في الحجة والبيان او في السيف ان ينظر الى حظ نفسه فيغلبه حظ نفسه فيقع في الطغيان يخرجه ذلك عما يحبه الله ويرضاه الى ما يكرهه الله سبحانه وتعالى وياباه في ظلم الخلق والاعتداء عليهم وغيبتهم واستلاب حقوقهم بهم رتبهم واساءة الظن بهم. وتسليط الفجار والمنافقين والاعداء عليهم فيكون قد اراد خيرا لكنه استسلم لما تدعوه اليه نفسه من للنهوض بحقها في طلب رتبة تنسب الى الجهاد في نصرة الاسلام والسنة فيوقعه ذلك في شر عمله وما اسرع ان ترى حبائل المظلومين تلتف حوله لتلقيه في هوة بعيدة في ظلم ويعتدى عليه ويهان ويتجاوز في حقه فيما ينبغي ان يردع ويتسلط عليه الدهماء والطغام والاغنام لانه لم يرقب حق الله في الناس ومن جر ذيول الناس جر الناس ذيله. ومن اجتنب العقلاء دفع شره سلط الله عليه نكالا به السفهاء. فتسلطوا عليه بشرورهم. وقوله الخذلان هو بالكسر ولا يقال الخذلان. ثم قال والله ناصر دينه فتيقنوا من وعده فالصدق للرحمن اي ان الله عز وجل متكفل بنصر دينه. وهو سبحانه صادق في وعده. قال الله تعالى ومن اصدق من الله قيلا قال تعالى ومن اصدق من الله حديثا وقال في وعده ولينصرن الله من ينصره. وقال تعالى والعاقبة للمتقين ووعد الله سبحانه وتعالى لا يتخلف لكن العبد يبتلى ويختبر هل يكون صادقا في قيامه بنصر الله عز وجل خالصا لوجه الله عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم او هو يطلب حظا لنفسه. فيبتلى ويختبر حتى يتميز الحق من الباطل قال ابن القيم رحمه الله والحق منصور وممتحن. فلا تجزع فهذه سنة الرحمن. ثم قال ختما تمت وصية صالح ولنفسه وصى بها والفضل للمنان. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا جميعا شكره نعمته ويوفقنا للعمل بدينه والدعوة اليه وان يثبتنا واياكم على الاسلام والسنة وان يميتنا على الاسلام والسنة وان يجعلنا هداة مهتدين وان يتوفانا على خير حال والحمد لله رب العالمين. بهذا نكون قد فرغنا من هذا الكتاب وبقيت فضلة من الوقت لا نعمرها بما يقول بل نعمرها بشيء يسير يقرأ فيها اشياء مما ننتفع بها جميعا ونبدأ ذلك بالبطاقات الارشادية الخمس طبقات السمع موجود في طبقات السماع اكتبوا سمع علي علي جميعا الداعي الى خير المساعي بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان اكتب اسمه من تتم له ذلك في كم مجلس مجلسي بميعاد في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة بمعين بمعين بمعين الحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه قال ابن عبد الله ابن حمد ابن عصيم ليلة السبت. كم التاريخ الثاني ولا الثالث الثاني والعشرين من شهر غدا يعني كم الثالث والعشرين اذا غربت الشمس خلاص غدا الثالث والعشرين من شهر رجب سنة سبع وثلاثين واربع مئة والف في مسجد مصعب بن عمير بمدينة رضي الله عنه بمدينة الرياض