السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل مهمات الديانة في جمل والصلاة والسلام على محمد المبعوث قدوة العلم والعمل وعلى اله وصحبه ومن دينه حمل اما بعد فهذا شرح الكتاب الخامس من برنامج جمل العلم في سنته الثالثة سبع وثلاثين واربع مئة وقال بدولته الثالثة دولة البحرين وهو كتاب القول السديد فيما يجب لله تعالى على العبيد لعلامة محمد بن عبدالعزيز بن مانع رحمه الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولجميع المسلمين قال المصنف وهو محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن مانع رحمه الله تعالى المتوفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة والف في كتابه القول السديد فيما يجب لله تعالى على العبيد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين. وعلى اله واصحابه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فاعلم انه يجب على كل مسلم مكلف ان ثلاثة اصول وهي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه. وهذه الثلاثة هي التي يسأل عنها وفي القبر بعد الموت ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة ثم تنى بالحمدلة ثم سلف بالصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله واصحابه والتابعين ومن اتبعهم باحسان الى يوم الدين ثم ذكر رحمه الله واجبا من الواجبات المعظمة التي يطالب بها الخلق فقال اعلم انه يجب فالمذكور بعده حكمه الايجاب والايجاب المذكور متعلق بالموصوفين بقوله على كل مسلم مكلف ومطالبة الخلق بالواجب المذكور بعد هي في حق من جمع وصفين احدهما الاسلام والاخر التكليف والمراد به وجود العقل والبلوغ فاذا وجد وصف الاسلام والتكبيه في حق احد فان المذكور هنا يكون واجبا عليه والواجب اشار اليه بقوله ان يتعلم ثلاثة اصول وهي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه ومنشأ وجوب تعلم هذه الاصول الثلاثة هو التوقف تحقيق العبادة المأمور بها عليها وتوقف تحقيق العبادة المأمور بها عليها فان العبد مأمور بعبادة الله قال الله تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين وقال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربك قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فهذه الآيات وما كان في معناها من اي القرآن واحاديث السنة النبوية تفيد وجوب عبادة الله علينا وتحقيق هذا الواجب موقوف على ثلاثة امور احدها معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة وثانيها معرفة المبلغ عنه معرفة المبلغ عنه المبين عبادته سبحانه. المبين عبادته سبحانه وثالثها معرفة صفة عبادته معرفة صفة عبادته فالامر الاول تتعلق به معرفة الله انه هو المعبود الامر الاول تتعلق به معرفة الله لانه هو المعبود والامر الثاني تتعلق به معرفة النبي صلى الله عليه وسلم لانه هو المبلغ لنا حق الله في العبادة والامر الثالث تتعلق به معرفة الدين لان صفة العبادة لا تقع الا بدين يشرعه الله سبحانه وتعالى فعلم وجوب هذه الاصول الثلاثة ومعرفة العبد ربه ودينهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم تبعا لوجوب العبادة تبعا لوجوب العبادة اذ لا يمكن التحقق بالقيام بها الا بان تعرف المعبود وتلك معرفة الله اولا ثم تعرف المبلغ عنه المبين كان عبادته وهي معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم ثانيا ثم ان تعرف بعد صفة تلك العبادة اي ما يجعل دينا لله عز وجل يتعبد به العبد ربه سبحانه وتعالى ثم عظم شأن هذه الاصول الثلاثة بقوله وهذه الثلاثة هي التي يسأل عنها الانسان في القبر بعد الموت كما ثبت في حديث البراء ابن عازب بان العبد يقعد في قبره فيسأل من ربك وما دينك؟ وما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ وانعقد عليه الاجماع قال شيخ شيوخنا حافظ للحكم في السنة لم الوصول وان كل مقعد مسؤول من رب؟ ومن رسول فالعبد يقعد في قبره ثم يسأل هذه المسائل الثلاثة ووقوع السؤال عنها بتعلق الجزاء بها فان العبد يثاب ويعاقب بما كان منه في الدنيا باعتبار حظه من هذه المعارف الثلاث ويتلخص مما ذكره المصنف رحمه الله ان معرفة هذه الاصول الثلاثة متأكدة في حق الخلق من جهات ثلاث معرفة هذه الاصول الثلاثة متأكدة بحلق في حق الخلق من جهات الجهة الاولى مطالبة الخلق بها مطالبة الخلق بها فهي واجبة عليهم والجهة الثانية تعلق الثواب والعقاب بالافراد الراجعة اليه تعلق الثواب والعقاب بالافراد الراجعة اليها وثالثها وقوع السؤال عنها في القبر وقوع السؤال عنها بالقبر الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى الاصل الاول سؤال اذا قيل لك من ربك؟ جواب فقل ربي الله الذي رباني بنعمته وخلقني من عدم الى وجود. والرب هو المالك المتصرف. ومعنى الله دوء معنى الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين سؤال واذا قيل لك باي شيء عرفت ربك؟ جواب فقل باياته ومخلوقاته. منها الليل والنهار سوى القمر وغير ذلك سؤال واذا قيل لك وما الدليل على ذلك؟ جواب فقل قوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش سؤال واذا قيل لك لاي شيء خلقك الله؟ جواب فقل لعبادته وحده لا شريك له وعبادته طاعته باتباع امره واجتناب نهيه ومن انواعها الدعاء وهو مخ العبادة. فلا يدعى غير الله من الاموات والاشجار والاحجار والغائبين من دعا غير الله فهو مشرك والدليل قوله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين. وظلم هنا هو الشرك. قال تعالى عظيم سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ جواب فقل قوله تعالى وما خلقت الجن ان والانس الا ليعبدون. اي يوحدون. سؤال واذا قيل لك كم اقسام التوحيد؟ جواب فقل ثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات. توحيد الربوبية الا خالق ولا رازق الا الله. وتوحيد الالوهية هو افراده تعالى بالعبادة. وتوحيد الاسماء والصفات ان يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه. وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم نفيا واثباتا سؤال واذا قيل لك ما اعظم ما امر الله به؟ وما اعظم ما نهى عنه؟ جواب فقل اعظم ما امر الله به التوحيد الذي هو افراد الله بالعبادة. واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه دليل الامر قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. ودليل النهي قوله تعالى الا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. سؤال واذا قيل لك ما اول ما فرض الله عليك؟ جواب فقل الايمان بالله والكفر بالطاغوت ودليل وقوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقوله الا فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. وهي لا اله الا الله ومعنى الايمان بالله ان تعتقد انه هو الاله المعبود الذي لا يستحق العبادة احد سواه ومعنى الكفر بالطاغوت ان تعتقد بطلان عبادة غير الله. والطاغوت اسم لكل ما عبد من دون لله ورضي بذلك او حكم بغير ما انزل الله. والشيطان اكبر الطواغيت. وكل رأس في الضلالة كالدعاة الى عبادة الاموات وانكار الصفات لما قرر المصنف رحمه الله انه يجب على كل مسلم عاقل بالغ تعلم ثلاثة هي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم ترعى يبين تلك الاصول واحدا واحدا وابتدأ بمقدمها فهو اعلاها فقام وهو معرفة العبد ربه سبحانه وتعالى واختار رحمه الله بيان ما يتعلق بهذه الاصول الثلاثة وفق سورة السؤال والجواب لانها من طرائق التعليم النافعة وهي من الهدي النبوي في تعليم الناس فان اقدم مناهج التعليم المرسومة في ايصال العلم للخلق هي ما تمثلت في هديه صلى الله عليه وسلم بطرائق التعليم التي سلكها ومن جملتها ايراد السؤال والجواب ترجم البخاري في كتاب العلم باب القاء السؤال لينظر ما عند اصحابه من العلم او كلاما معناه فكان من هديه صلى الله عليه وسلم ايراد سؤال كأن يقول ما شجرة كالمسلم في حديث النخلة المعروف حديث ابن عمر في الصحيحين فوقع الناس في شجر البوادي ثم اخبرهم صلى الله عليه وسلم بانها النخلة في احاديث اخرى من هذا الجنس فمن طرائق التعليم ايصاله بالسؤال والجواب هو الذي اختاره المصنف بما فيه من يسر وسهولة على عموم الخلق. فجمهور الخلق مما يتقرر في نفوسهم العلم باي سر سبيل وفق هذا بان يورد سؤال فجواب ثم سؤال فجواب فيحقق كل سؤال مع جوابه معرفة تتعلق بالامر المراد بيانه كالواقع هنا فانه جعل مضامين ما يتعلق بمعرفة الله اولا ثم معرفتي دينه ثم معرفة نبيه صلى الله عليه وسلم مسلوكا بنهج سؤال هو جواب يتحقق باجتماع هذه السؤالات مع اجوبتها مجموع معاني تلك المعرفة ويتقرر في النفوس وفق منهج بين واضح وابتدأ سؤالاته المتعلقة بمعرفة الله عز وجل بقوله سؤال اذا قيل لك من ربك ثم اجاب بقوله فقل ربي الله الذي رباني وبنعمته وخلقني من عدم الى وجود تبين ان حقيقة الربوبية تتجلى بما يحصل للعبد من تربية اقترنت بخلق الله سبحانه وتعالى له من عدم الى وجود فاصل الربوبية تربية الله خلقه واصل الربوبية تربية الله خلقه اي ترقيتهم شيئا فشيئا في كمالات الحال تربيتهم شيئا فشيئا في كمالات الحال حسا ومعنى حسا ومعنى وهم باعتبار الصورة الظاهرة يخلقون في بطون امهاتهم متشكلين في اطوال اربعة وكل طور يقول فيه من الزيادة عن الاول شيء ثم اذا استتم خلقه فخرج من بطن امه لم يزل يترقى بارتفاع سنه وامتداد عمره وكذلك هو فيما يتعلق باعتبار المعاني يخرج من الجهل الى ايش العلم ب اشباه ذلك من المعاني التي كانت مفقودة منه اولا ثم وجدت فيه ثانية فتلك الاحوال من الترقي تتمثل تربية بها كانت الربوبية لله سبحانه وتعالى وافراد الربوبية لا تنحصر المصنف رحمه الله على كون تلك الرؤية حاصلة في التربية بالنعم والخلق من العدم لانها من اجل مظاهرها ثم ذكر ان الرب هو المالك المتصرف وتقدم ان ابن الانباري وغيره ردوا معاني الرب في كلام العربية الى ثلاثة معان احدها المالك وثانيها جيد وثالثها المصلح للشيء القائم اعليه وفروع هذه المعاني كثيرة وكلها ترجع اليها واقتصر المصنف على واحد منها بانه اظهرها اتصل المصنف على واحد منها لانه اظهرها فان ظهور الربوبية بكمال الملك بين في الناس وهم يرون انهم لا يملكون وان الملك لله سبحانه وتعالى فبه تجلت ربوبيته عز وجل ولاجل هذا كان مشهد الملك من اكثر المشاهد المتعلقة بالربوبية المذكورة في القرآن فان مشاهد ربوبية كما تقدم كثيرا لكن عمادها اربعة كثر تكرارها في القرآن احدها مشهد الخلق قال الله تعالى الله خالق شيء وقال تعالى والله خلقكم وما تعملون في اين اخرى وثانيها مشهد الملك مشهد الملك. قال تعالى تبارك الذي بيده الملك وثالثها مشهد الرزق مشهد الرزق قال تعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين قال وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ورابعها مشهد تدبير الامر مشهد تدبير الامر وهو تصريف الاحوال فهذه المشاهد الاربعة هي اكثر مشاهد الربوبية ذكرا في القرآن لوضوحها في الخلق وظهورها فيهم واقتصر المصنف على واحد منها وهو الملك لانه اظهر من غيره فملك الله عز وجل لا يخفى على احد من الخلق ثم بين معنى الله فقال ومعنى الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين اي الذي يألهه الخلق معظمين له بالحب والخضوع اي الذي يألهه الخلق معظمين له بالحب والخضوع فمدار عبادتهم اياه حبهم وخضوعهم له فبها كان الله سبحانه وتعالى معبودا وصار من الاسماء الدالة عليه اسمه الله لان الخلق يتدينون بالجعل تأليف قلوبهم هو له سبحانه وتعالى ثم ذكر سؤالا اخر فقال واذا قيل لك باي شيء عرفت ربك واجاب عنه بقوله فقل باياته ومخلوقاته فذكر ان الدليل المرشد الى معرفة الله سبحانه وتعالى هو اياته ومخلوقاته وجماع الادلة المرشدة الى الله نوعان احدهما التفكر في اياته الكونية والاخر التدبر في اياته الشرعية فمن سلك هذا الطريق وذاك حصلت له معرفة الله عز وجل واقتصر المصنف على الطريق الاول وهو التفكر في ايات الله الكونية لامرين احدهما انها تتعلق بالخلق اجمعين مؤمنهم وكافرهم انها تتعلق بالخلق اجمعين مؤمنهم وكافرهم بخلاف الآيات الشرعية فان الانتفاع بها يختص بالمؤمنين بخلاف الايات الشرعية فان الانتفاع بها يختص بالمؤمنين والاخر ان الايات الكونية اقوى في حصول المعرفة لظهورها ان الايات الكونية اقوى في حصول المعرفة لظهورها فهي لا تخفى على احد لبروزها للعياء. كما قال المصنف منها الليل والنهار والشمس والقمر وغير ذلك فهي غير مفتقرة الى ادمان نظر وازالة فكر في الحصول عليها والوصول اليها قيل لاعرابي لاعرابي تعرف الله؟ فقال نعم فقال بما عرفت؟ فقيل بما عرفته فقال البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير كأرض ذات فجاج وبحار ذات امواج وسماء ذات ابراج الا تدل على الواحد القهار قال ابن المعتز وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد يا عجبا كيف يعصى الاله ام كيف يجحده الجاحد وقال الاخر تأمل في نبات الأرض وانظر الى اثار ما صنع الملك عيون من لجين شاخصات في احداق هي الذهب السبيك. على كتب الزبرجد شاهدات بان الله ليس له شريك فحصول تلك المعرفة بالتفكر في الايات الكونية اظهروا واجلى وقول المصنف باياته ومخلوقاته من عطف الخاص على العام المخلوقات اثم يختص بالايات الكونية المخلوقات اسم يختص بالايات الكونية فجنس الايات اعم فايات الله نوعان احدهما ايات شرعية وهي ما انزله الله على انبيائه في كتبه احدهما ايات شرعية وهي ما انزله الله على انبيائه في كتبه والاخر ايات كونية وهي المخلوقات ثم ذكر سؤالا اخر فقال واذا قيل لك وما الدليل على ذلك اي على كون تلك الايات معرفة بالله ثم اجاب بقوله فقل قوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام الاية فالمذكور في الاية هو من جملة الايات الكونية الدالة على معرفة الله فذكر خلق السماوات وخلق الارض علامة على معرفة الله بهما فان هذا البصر النافذ والبصيرة الماضية اذا رأى ارتفاع السماء بلا عمد وهبوط الارض وامتدادها بالامد يقطع بان تدبير هذه الصورة الكونية لم تقع عبثا فان احدنا اذا رام كيئا انفق من قوته وقدرته في صنعه فلو اراد احد ان يتناول قهوة لا يقول عاقل انه يقول قهوة فاذا هي بين يديه وانما يحتاج الى صنعها بنفسه او ان يأمر احدا فيصنعها له فتلك المخلوقات البديعة التي بثها الله عز وجل في افاق السماء والارض تقضي بان هذا الكون المبدع له رب مبدع وهو الله سبحانه وتعالى ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك باي شيء خلقك الله واجاب عنه بقوله فقل بعبادته وحده لا شريك له فالخلق مخلوقون ليقوموا بعبادة الله عز وجل فهم لم يخلقوا يجب تسمين ابدانهم او تزيين اشكالهم او تكفير اموالهم وانما خلقهم الله عز وجل ليأمرهم بعبادته سبحانه وتعالى ابتلاء وامتحانا لهم ثم قال وعبادته طاعته باتباع امره واجتناب نهيه وهذا المعنى من افد افراد العبادة ولا ينحصر بها فمما يدل على كون احد عبدا لله عز وجل قائما بحقه في العبادة طاعته سبحانه في اتباع امره واجتناب نهيه لكن وراء هذا ما يتعلق بغير خطاب الاحكام من الامر والنهي كخطاب الخبر فخطاب الخبر يتعلق به التصديق كقول الله عز وجل الله خالق كل شيء وقوله ان الساعة لآتية فالمذكور في هاتين الايتين هو خبر يصدق على العبد كونه عبدا لله فيهما بتصديقه خبر الله عز وجل فلا يتعلق به هنا طاعة امر والاجتناب لهين لخلوه النص المذكور منهما وعبادة الله عز وجل لها معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرعي المقترن بالحب والخضوع والمراد بالامتثال الاتباع المراد بالامتثال الاتباع والاخر خاص وهو التوحيد فانه يسمى عبادة فانه يسمى عبادتان قال ابن عباس كل ما في القرآن من ذكر العبادة فهو توحيد الله. كل ما في القرآن من ذكر العبادة فهو فهو توحيد الله. ذكره البغوي في تفسيره ثم قال ومن انواعها الدعاء اي من انواع ما يعبد به الله سبحانه وتعالى دعاؤه وهو مخ العبادة اي لبها واصلها فان حقيقة الدعاء الاقبال على المعبود التعلق به فان حقيقة الدعاء الاقبال على المعبود بشدة التعلق به فاصل الدعاء في كلام العرب النداء اصل الدعاء في نداء في كلام العرب النداء وعبادة الله نداؤه حقيقة او حكما اذا قال المرء اللهم اغفر لي فهو ينادي ربه عز وجل مستجديا مغفرته وكذلك اذا قام بين يديه مصليا فهو ينادي ربه حكما بامتثاله هذه العبادة التي امره سبحانه وتعالى بها قال فلا يدعى غير الله من الاموات والاشجار والاحجار والغائبين لان الدعاء عبادة والعبادة حق الله والله لا يقبل الشركة في حقه ولله المثل الاعلى فان احدنا اذا اكتسب مالا لم يرضى بان يشركه احد فيه الا باذنه هو كأن يبذل منه عطية او قرضا او غير ذلك والعبادة حق الله عز وجل والله عز وجل لا يرضى ان يجعل من هذا الحق شيء لغيره فمن جعل منه شيئا لغيره فقد اشرك فمن دعا غير الله عز وجل وقع بالشرك كما قال فمن دعا غير الله فهو مشرك قال والدليل قوله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك الاية فهذه الاية تدل على تحريم دعاء غير الله وانه شرك من وجهين لا تحريم دعاء غير الله وانه شرك من وجهين احدهما في قوله ولا تدعوا من دون الله ما في قوله ولا تدعوا من دون الله فانه نهي والنهي للتحريم والاخر في قوله فان فعلت فانك اذا من الظالمين فالظلم هنا هو الشرك. قال الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم فمن دعا غير الله عز وجل فقد وقع في الشرك به سبحانه وتعالى ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك ثم اجاب عنه بقوله فقل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اي يوحدون. فالآية المذكورة تبين الحكمة من خلق الجن والانس التي ذكرها في قوله لاي شيء خلقك الله ثم قال فقل لعبادته وحده لا شريك له. الآية المذكورة من سورة الذاريات تدل على ان الحكمة من خلق الله سبحانه وتعالى الجن الانس هو امرهم بعبادته عز وجل وحده ثم قال سؤال واذا قيل لك كم اقسام التوحيد ثم اجاب عنه بقوله فقل ثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات ومتعلق ذكري التوحيد هنا كون العبادة لا تكون عبادة الا مع تعلقوا ذكر التوحيد هنا وكون العبادة لا تكون عبادة الا مع التوحيد فلا يكون احدنا عبدا لله حتى يكون موحدا لا الحكمة التي خلقنا الله لها وهي عبادته سبحانه لا تتحقق فينا الا بتوحيده عز وجل وذكر المصنف ان توحيد الله هو ثلاثة انواع دل عليها استقراء خطاب الشرع من القرآن والسنة فاحدها توحيد الربوبية وتانيها توحيد الالوهية وثالثها توحيد الاسماء والصفات ثم فسر تلك الانواع بما يبينها. فقال فتوحيد الربوبية ان لا خالق ولا رازق الا الله وتقدم ان هذين من جملة مشاهد الربوبية والا فمشاهد الربوبية اكثروا من هذا ولذلك يقال في حد جامع ان توحيد الربوبية هي هو افراد الله في ذاته وافعاله افراد الله في ذاته وافعاله ثم قال مبينا توحيد الالوهية هو افراد الله تعالى بالعبادة اي بافعال الخلق التي يفعلونها تقربا اي بافعال الخلق التي يفعلونها تقربا اي طلبا للقرب فهي تكون لله عز وجل وحده. فحقيقة توحيد الالوهية افراد الله بالعبادة ثم قال مبينا توحيد الاسماء والصفات ان يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم نفيا واثباتا والوصف في كلامه هو باعتبار الوضع اللغوي تندرج فيه الاسماء الحسنى الوصف في كلامه وباعتبار الوضع اللغوي تندرج فيه الاسماء الحسنى الوصف لا يختص بالصفات الالهية فالاسماء الالهية هي من جملة وصف الله سبحانه وتعالى اي الخبر عنه سبحانه وتعالى. فحقيقة توحيد الاسماء والصفات هو هي افراد الله حقيقة توحيد الاسماء والصفات هو افراد الله باسماءه الحسنى وصفاته العلا ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما اعظم ما امر الله به وما اعظم ما نهى عنه ثم اجاب عنه بقوله فقل اعظم ما امر الله به التوحيد الذي هو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه فالجواب المذكور تضمن بيان اعظم مأمول واعظم منهي ثم ذكر ثم ذكرت حقيقة كل واحد منهما فأعظم المأمورات توحيد الله واعظم المنهيات عنه الشرك بالله وحقيقة توحيد الله كما قال افراد الله بالعباد وحقيقة الشرك كما قال دعوة غيرهما اي دعوة غير الله معه وهذان المعنيان للتوحيد والشرك هما باعتبار المعهود في خطاب الشرع هما باعتبار المعهود في خطاب الشرع فاذا اطلق اسم التوحيد في خطاب الشرع اريد به افراد الله بالعباد. واذا اطلق اسم الشرك بخطاب الشرع فالمراد به عبادة غير الله التي هي دعوة غيره سبحانه وتعالى وان كان كل واحد منهما يقع على معنى اوسع فاصل التوحيد هو افراد الله بحقه ده اصل التوحيد هو افراد الله بحقه واكد حقه عبادته واصل الشرك هو جعل حق جعل شيء من حق الله لغيره جعلوا شيء من حق الله لغيره ومن اشنعه دعوة غير الله سبحانه وتعالى معه ثم ذكر دليل الامر بالاول والنهي عن الثاني فقال ودليل الامر قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين فالذي امرنا به هو توحيده عز وجل فذكر دليل النهي وهو قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فذكر عدم مغفرة الله تلك للعبد يدل على كونه منهيا عنه ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما اول ما فرض الله عليك؟ ثم اجاب عنه فقال فقل الايمان بالله والكفر بالطاغوت لانهما اصل العبادة التي امرنا بها. لانهما اصل العبادة التي امرنا بها فالعبادة التي هي حكمة الله من خلقنا وبها امرنا ترجع الى ايمان العبد بالله وكفره بغيره وذكر الدليل وهو قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوسطى. فالآيتان المذكورتان نوه فيهما بالايمان بالله والكفر بالطاغوت لانها حقيقة العبادة متظمنة هذين الامرين ثم قال في تفسير العروة الوثقى وهي لا اله الا الله فاصل العروة ما يتعلق به اصل العروة ما يتعلق به والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى واعظم عروة يتعلق بها العبد في النجاة هي كلمة التوحيد لا اله الا الله واعظم عروة يتعلق بها العبد في النجاة هي كلمة التوحيد لا اله الا الله ثم بين معنى الايمان بالله والكفر بالطاغوت فقال ومعنى الايمان بالله ان تعتقد انه هو الله هو الاله المعبود الذي لا يستحق العبادة احد سواه وهذا هو اكد معاني الايمان بالله فحقيقة الايمان بالله ترجع الى التصديق الجازم ارجعوا الى التصديق الجازم بكونه ربا معبودا له الاسماء الحسنى والصفات العلى لكونه ربا معبودا له الاسماء الحسنى والصفات العلا فالمعاني المندرجة المعاني المندرجة في الايمان بالله لا تقتصر على كون العبادة له فقط بل يندرج فيها ايضا اعتقاد كونه ربا اي له الربوبية وانه ايضا له الاسماء الحسنى والصفات العلى لكنه اقتصر على اكدها واعظمها وهو اعتقاد العبد ان عبادته كلها تكون لله وحده لا شريك له. ثم ذكر معنى الكفر بالطاغوت فقال ان تعتقد بطلان عبادة غير الله وهذا اكد معاني ما يندرج في الكفر بالطاغوت والا فافراد فذلك كثيرة على ما ذكره من معنى الطاغوت فكل ما يرجع الى معنى الطاغوت يتعلق بالكفر به وبين معنى الطاغوت بقوله اسم لكل ما عبد من دون الله ورضي بذلك او حكم بغير ما انزل الله وهذه الانواع مما يبين حقيقة الطاغوت بردها الى الاصل الجامع لها فان تعداد الافراد يكون مقربا للفهم من جهة التصور لكنه يؤدي الى حقيقة جامعة فالطاغوت له معنيان والطاعوت له معنيان احدهما خاص وهو الشيطان احدهما خاص وهو الشيطان قال تعالى والذين كفروا يقاتلون في سبيلي ايش والاخر معنى عام وهو ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع ذكره ابن القيم في اعلام الموقعين قال تعالى والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمة والطاغوت هنا جنس يرجع الى هذا المعنى وهو تجاوز الحد فالأفراد التي ذكرها المصنف في قوله ما عبد من دون الله ورضي بذلك او حكم بغير ما انزل الله فارجعوا الى اصل معنى الطاغوتية. وهي تجاوز الحد الذي جعل للعبد بما يتعلق بمعبود او متبوع او مطاعم ثم ذكر ان الشيطان اكبر الطواغيت فالاصل في اطلاق الطاغوت في خطاب الشرع ارادة الشيطان لان منشأ التجاوز وجد في الخلق بوسوسته لان منشأ التجاوز وجد في الخلق بوسوسته فهو الذي زين للخلق تجاوز ما جعل الله لهم من حد في معبود او متبوع او مطاع ثم عدد من افراد الطواغيت كل رأس في الضلالة فرؤوس الضلال الداعين الى الشرور والفجور هم من الطواغيت قال كالدعاة الى عبادة الاموات وانكار الصفات فهؤلاء وهؤلاء كلاهما من جنس الطواغيت لانهم يدعون الخلق الى ما يقع به مجاوزة خطاب الشرع. تارة في دعاء غير الله عز وجل كالذين يدعون الى دعاء الاموات. وتارة في انكار ما يجب لله من حق كانكار صفاته سبحانه وتعالى الله اليكم قال رحمه الله تعالى الاصل الثاني تقال اذا قيل لك ما دينك؟ جواب فقل ديني الاسلام وهو تسليم الامر لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك. وهو ثلاث مراتب. الاسلام والايمان والاحسان. وكل مرتبة لها ما اركان؟ سؤال فاذا قيل لك كم اركان الاسلام؟ جواب فقل خمسة. الاول شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. والثاني اقام الصلاة. والثالث ايتاء الزكاة. والرابع صوم رمضان والخامس حج البيت الحرام مع الاستطاعة سؤال واذا قيل لك ما الدليل على هذه الخمسة؟ جواب فقل اما دليل الشهادة فقوله تعالى انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط اله الا هو العزيز الحكيم. واما دليل الصلاة والزكاة فقوله تعالى. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. واما دليل الصيام فقوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. واما دليل الحج فقوله تعالى على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. سؤال واذا قيل لك هل يقبل الله دينا طير الاسلام جواب فقل لا والدليل قوله تعالى ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن اقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين سؤال واذا قيل لك ما معنى لا اله الا الله؟ جواب فقل لا معبود بحق الا الله اله نفي الا الله اثبات. والمعنى انها تنفي الالوهية عما سوى الله. وتثبت العبادة لله وحده لا شريك له ووحده تأكيد للاثبات ولا شريك له تأكيد للنفي. سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ جواب فقل هو قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الذي فطرني فانه سيهدين. وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون سؤال واذا قيل لك ما اصل دين الاسلام وقاعدته؟ جواب فقل امران احدهما ان نعبد الله وحده والثاني ان نعبده بما شرع لا نعبده بالبدع. ودليل الامر الاول قوله تعالى الا كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله الا نشرك به شيئا. ودليل الامر الثاني قوله صلى الله عليه وسلم. من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود عليه غير مقبول. سؤال واذا قيل لك ما معنى الايمان لغة جواب فقل معناه لغة التصديق وشرعا تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ابه من ربه سؤال واذا قيل لك كم اركان الايمان؟ جواب فقل ثلاثة قول باللسان واعتقاد ان جلال وعمل بالأركان. سؤال واذا قيل لك كم اصول الإيمان؟ جواب فقل ستة الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. والايمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى. سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ جواب فقل قوله تعالى آمن الرسول بما ما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه وقوله تعالى والكتاب والنبيين. ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر سؤال واذا قيل لك كم الانبياء؟ وكم الرسل منهم؟ ومن هم اولو العزم ومن اول الرسل؟ جواب فقل جملتهم مائة الف واربعة وعشرون الفا. والرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر. واولو العزم منهم خمسة ذكرهم الشاعر بقوله محمد ابراهيم موسى كليمه ونوح وعيسى هم اولو العزم فاعلم واول رسل نوح واخرهم محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. سؤال واذا قيل لك كم الله من الكتب السماوية جواب فقل مائة صحيفة واربعة كتب. سؤال واذا قيل لك ما هي كتب جواب فقل هي التوراة وانزلت على موسى. والانجيل وانزل على عيسى. والزبور وانزل على داوود والقرآن انزل على محمد صلى الله عليه وسلم سؤال واذا قيل ما هي الصحف؟ جواب فقل هي صحف شيث وهي خمسون وصحف ادريس وهي ثلاثون وصحف وصحف ابراهيم وهي عشر وصحف موسى قبل التوراة وهي عشر سؤال واذا قيل لك هل جاء دليل صحيح على بيان عدد الانبياء والرسل وعلى بيان عدد الكتب؟ جواب فقل ورد حديث في ذلك عن ابي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على ما ذكرناه من التفصيل والله اعلم بصحته. ولهذا يجب على كل مسلم ان يؤمن بالانبياء والرسل والكتب والصحف ايمانا اجماليا. فقد الله فقد قال تعالى ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك. وكلم الله موسى تكليما سؤال واذا قيل لك هل يجب الايمان بما في التوراة والانجيل الذين عند اليهود والنصارى اليوم؟ جواب فقل ما فيهما موافق للقرآن فهو حق يجب الإيمان به. وما فيهما مخالف للقرآن فهو باطل يجب انكاره واعتقاد بطلانه. سؤال واذا قيل لك ما الاحسان؟ جواب فقل هو ان تعبد الله كأنك انك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. سؤال واذا قيل لك هل يبعث الناس بعد الموت؟ جواب فقل نعم والدليل على ذلك قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى. سؤال واذا قيل لك هل يكفر منكر البعض؟ جواب فقل نعم. والدليل على ذلك قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبأ لئن بما عملتم وذلك على الله يسير لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان ما يتعلق بالاصل الاول وهو معرفة العبد ربه شرع يبين ما يتعلق بالاصل الثاني وهو معرفة العبد دينه واستفتحه بقوله سائلا اذا قيل لك ما دينك؟ ثم اجاب بقوله فقل ديني الاسلام وفسر الاسلام بقوله وهو تسليم الامر لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك فاصل الاسلام والاستسلام وله معنيان في الشرع احدهما عام احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله والاخر طاف وله مولدان قاص وله موردان فالمورد الاول الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فانه يسمى اسلاما والمورد الثاني الاعمال الظاهرة كالصلاة والزكاة والحج فانها تسمى اسلاما وهذا المورد هو المراد اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان. وهذا المورد هو المراد اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان. فاذا قيل الدين اسلام وايمان واحسان فالاسلام هنا يراد به الاعمال الظاهرة من شعائر الاسلام كالتي ذكرنا ثم ذكر المصنف رحمه الله ان الاسلام له ثلاث مراتب هي الاسلام والايمان والاحسان وهي مراتب للاسلام بمعناه العام هي مراتب للاسلام بمعناه العام الذي هو الاستسلام لله الذي هو الاستسلام لله فتندرج فيه هذه المراتب الثلاث وكل مرتبة من هذه المراتب لها اركان واستفتح السؤال عن اركانها بقوله فاذا قيل لك كم اركان الاسلام اي على معنى الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم انه يسمى كما تقدم اسلاما فهو يستفهم عن هذا الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم المسمى دين الاسلام كم اركانه؟ ثم اجاب عنه فقال فقل خمسة وعدها وفق المذكور في حديث عبد الله ابن عمر في الصحيحين مرفوعا بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة. وصوم رمضان وحج بيت الحرام مع الاستطاعة والتقييد بالاستطاعة لم يقع في لفظ حديث ابن عمر المتقدم لكنه وقع في حديث ابيه عمر رضي الله عنه في قصة تؤالي جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فانه لما سأله عن الاسلام فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله حتى قال وتحج البيت الحرام ان استطعت اليه سبيل تبيد ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما الدليل على هذه الخمسة ثم اجاب عنه بذكر ادلتها. فقال اما دليل الشهادة فقوله تعالى شهد الله انه لا اله الا اه الاية وهي دليل على الشهادة لله انه لا اله الا هو ولم يدخل المصنف دليلا مفردا في الشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة اكتفاء باندراجها في الشهادة لله بالتوحيد فمن شهد لله بالتوحيد لزمه ان يشهد لعبد الله محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة لان من توحيد الله تصديقه باتباع هذا الرسول الذي بعثه الله عز وجل فكل دليل على الشهادة لله بالوحدانية هو دليل على الشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة لاندراجها في الشهادة لله في الوحدانية فمن لم يشهد له صلى الله عليه وسلم في الرسالة فهو غير صادق في شهادته لله عز وجل بالوحدانية اذ لو كان صادقا لاتبع هذا الرسول الذي بعثه الله سبحانه وتعالى ثم ذكر المصنف دليل الصلاة والزكاة فقال واما دليل الصلاة والزكاة فقوله تعالى ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ثم ذكر المصنف رحمه الله دليل الصيام وهو قوله وهو قوله واما دليل الصيام فقوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام الاية والاية المذكورة تدل على فرض جنس الصيام لكنها لا تعينه والمعين شرعا بفرض الصيام هو ايش شهر رمضان هو شهر رمضان الذي انقضى تقبل الله منا ومنكم فيه الاعمال الصالحة فهذا الشهر وقع تعيينه بقوله تعالى فمن شهد منكم الشهر فليصمه فهذه الاية مفسرة لاجمال فرض الصيام المذكور قبلها في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام الاية ثم دليل الحج فقال واما دليل الحج فقوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه تبيلا ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك هل يقبل الله دينا غير دين الاسلام؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل لا اي لا يقبل الله دينا غير دين الاسلام ثم ذكر دليله قال والدليل قوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين فقوله تعالى فمن يقبل منه يدل على كونه مردودا باطلا فلا يقبل الله سبحانه وتعالى دينا غير دين الاسلام ومن انتحل سواه فانه في الاخرة من الخاسرين ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما معنى لا اله الا الله؟ ثم اجاب عنه بقوله لا معبود بحق الا الله فهذه الكلمة الطيبة وهي لا اله الا الله معناها لا معبود حق الا الله لانها تنضم على نفي واثبات هما ركناها فقولنا لا اله الا الله نفي وقولنا الا الله اثبات فالنفي في قولنا لا اله فيه ابطال عبادة غير الله عز وجل وان احدا سواه لا يستحق العبادة وقولنا الا الله فيه اثبات العبادة لله وحده فحقيقة ما في هذه الكلمة من النفي والاثبات ان يكون معناها لا معبود حق الا الله ولا يصح اطلاق القول بان معناها لا معبود الا الله لان المعبودات التي تدعى عند الناس هي اكثر من ذلك فمن الناس من يعبد الله ومن الناس من يعبد الشجر ومن الناس من يعبد الحجر لكن الفرق بين هذا وذاك وفي قوله تعالى ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه الباطل فالمدعو الحق معبودا هو الله سبحانه وتعالى وما سواه فهو معبود باطل فمعنى قولنا لا اله الا الله اي لا معبود حق الا الله ثم قال المصنف ووحده تأكيد للاثبات ولا شريك له تأكيد للنفي يعني في قول القائل لا اله الا الله وحده لا شريك له فقوله وحده يؤكد الاثبات الذي فيها وقوله لا شريك له يؤكد النفي الذي فيها. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك اي على النفي والاثبات في كلمة التوحيد ثم قال فقل هو قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه الاية فالاية المذكورة فيها نفي واثبات فالنفي فيها في قوله تعالى ايش انني براء مما تعبدون والاثبات فيها في قوله الا الذي فطرني فهو نفى عبادة غير الله سبحانه وتعالى وتبرأ منها مباعدا لها مبغضا اياها منافرا اهلها ثم اثبت العبادة لله وحده فقال الا الذي فطرني اي خلقني واوجدني فجعل العبادة لله وحده وهذا النفي والاثبات في هذه الاية هو تفسير للنفي والاثبات في كلمة التوحيد لا اله الا الله ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما اصل دين الاسلام وقاعدته ثم اجاب عنه بقوله فقل امران احدهما ان نعبد الله وحده والثاني ان نعبده بما شرع لا نعبده بالبدع فمدار دين الاسلام واصله الزخار الذي يرجع اليه هو تحقيق هذين الامرين فاحدهما ان نعبد الله وحده فالمنتسب الى دين الاسلام ليس له معبود سوى الله ومهما بلغ في قلبه حب احد من الخلق وتعظيمه واجلاله فانه لا يجعل له قدر قلامة الظفر شيئا من العبادة فاحب الخلق الى اهل الاسلام هو محمد صلى الله عليه وسلم لكنهم يعلمون ان محمدا صلى الله عليه وسلم انما جاءهم بالتوحيد وكان يصيح في توقي للمجازي وغيره من اسواق اهل الجاهلية ويقول يا ايها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا فاحب الخلق الينا وهو محمد صلى الله عليه وسلم دعانا الى ان نبذل حق العبادة لله وحده فلا نجعل منه شيئا بغيره سبحانه وتعالى والاخر ان نعبده عز وجل بما شرع لا بالاهواء والبدع فان مريد عبادة الله لا يجتذب صفة العبادة من هواه اي من ميله او مما اوجده الناس من اشياء افترعوها واوجدوها لانه يعلم ان العبادة حق لله وان الله عز وجل ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم يبين صفة عبادته فان العقول مهما بلغ ذكاؤها والنفوس مهما بلغ زكاؤها لا تصلوا الى معرفة صفة الله الا بمبلغ عنه عز وجل وهو محمد صلى الله عليه وسلم فلو قدر ان احدا لاح في هواه انه يعبد الله على هذه الصفة او وافق ذلك شيئا في هواه او رأى اناسا يفعلون ذلك فانه ليس له حق بان يتبع ما لاح وظهر وبان في العيال الا ببرهان بين انه مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لان مقصود بعث محمد صلى الله عليه وسلم الينا هو ان يعرفنا بطريق عبوديتنا الله عز وجل فعرفنا صلى الله عليه وسلم اننا نعبد الله بالصلاة واننا نعبد الله بالصيام واننا نعبد الله بالزكاة واننا نعبد الله في الحج واننا نعبد الله ببر ابائنا واننا نعبد الله بصلة ارحامنا واننا نعبد الله بالاحسان الى جيراننا ولو افرغ العبد وسعه في عبادة الله بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم لضاق زمانه عن امتثاله لكن الشيطان لا يفتأ يزين للناس ابوابا من الشروط التي يغريهم بها انها من عبادة الله عز وجل فيظنون ان هذه الابواب توصل الى الله وهي ابواب موصدة كما قال الله ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم فهذا الذي وقع في النصارى هو واقع في هذه الامة ثم ذكر دليلهما فقال ودليل الامر الاول قوله تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء الاية وفيها قوله تعالى الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا اي نعبده وحده ولا نجعل العبادة لاحد سواه ثم قال ودليل الامر الثاني قوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو هو رد اي من عمل عملا يتقرب به الى الله عز وجل فان عبادته مردودة. واذا كانت مردودة عليه فهي باطلة فلا يتحقق بها قصد العبادة ومن اعظم الخلق خذلانا من يبتدع البدع مريدا التقرب بها الى الله فتكون سببا لبعده عن الله فان المتقرب الى الله لا يرضى بان يكون باب معرفته ربه عز وجل الا الباب الذي فتحه النبي صلى الله عليه وسلم بهديه ودينه وارشاده ولا احد من الخلق احرصوا في هدايتهم وايصالهم الى الله منه صلى الله عليه وسلم. فانه قام وقعد وابدى واعاد في نعت ما يبين خلقا لربهم سبحانه وتعالى فكل شيء لم يأتي به النبي صلى الله عليه وسلم هو مبعد الخلق عن ربهم وان توهموا انه يقربهم اليه سبحانه وتعالى. ومن توفيق الله للعبد ان يهديه الى ملازمة الشرع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. ومن صدق محبته صلى الله عليه وسلم ان لا يكون لاحدنا عبادة يتعبد بها الله الا بما جاء به خير الخلق وارحم الخلق بالخلق. واصدق الخلق بلاغا عن الله. وانصح الخلق للخلق وهو محمد صلى الله عليه وسلم. ومن اشرق نور هذا الحق على قلبه لم يجد في شيء من البدع لذة في عبادة الله بل اذا رأى بدعة نفر منها اذ لو كانت خيرا لك انت من هديه صلى الله عليه وسلم وهو بما افترعه واخترعه واقع في الازراء بالجناب النبوي كما قال الامام مالك من ابتدع في الاسلام بدعة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة من ابتدع في الاسلام بدعة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لان حقيقة ادائه الامانة صلى الله عليه وسلم ان يكون بلغنا كل ما نتقرب به الى ربنا سبحانه وتعالى. فاذا ابتدع عبد شيئا لم يأتي به النبي صلى الله عليه وسلم نسبه الى الدين. وانه مما يحصد به القرب الى الله فان حقيقة امره انه ينسب محمدا صلى الله عليه وسلم الى تركه بيان الرسالة على الوجه الكامل الذي يكون هذا معدودا من جملة بلاغه صلى الله عليه وسلم وحاشاه صلى الله عليه وسلم عن تلك الحال المدعاة ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما معنى الايمان ما معنى الايمان لغة وشرعا؟ ثم اجاب عنه بقوله فقال فقل معناه التصديق والمراد بالتصديق هنا جنس خاص منه وهو التصديق الجازم فمجرد التصديق لا يسمى ايمانا وانما يتحقق الايمان في التصديق الجازم فالتصديق الذي لا يكون مصحوبا بالجزم وهو القطع لا يسمى ايمانا فلا بد من قرنه باسم الجزم ثم بين حقيقته شرعا فقال وشرعا تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من ربه وهذا من جملة ما يندرج بالايمان ولا تقتصر حقيقة الايمان عليه بل حقيقة الايمان اوسع من ذلك فان حقيقة الايمان في الشرع التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله تعبدا له بالشرع المنزل تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة على مقام المشاهدة او المراقبة ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم اركان الايمان واجاب عنه بقوله فقل ثلاثة قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان والجلال هو القلب والاركان هي الاعضاء ويعبر قوم بقولهم والعمل بالجوارح وكلاهما بمعنى واحد لكن تسمية الاركان ترجع الى الحقائق العقلية وتسمية الجوارح ترجع الى الحقائق اللغوية ان تسمية الاركان ترجع الى الحقائق العقلية وتسمية الجوارح ترجع الى الحقائق اللغوية فسميت اعضاء البدن اركانا باعتبار كون الانسان مركبا منها باعتبار كون الانسان مركبا منها وسميت جوارح باعتبار ان الانسان يجترح بها اي يكتسب باعتبار ان الانسان يجترح بها ان يكتسب ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم اصول الايمان؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل ستة الايمان بالله ملائكتي وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى وهذه الستة التي سماها اصول الايمان سماها غيره اركان الايمان وكلاهما صحيح الا انه اختار ان اركان الايمان اي ما تتركب منه حقيقة الايمان يرجع الى الثلاثة المذكورة اولا وهي القول باللسان والاعتقاد بالجنان والعمل الاركان واما اصوله التي يدور عليها فهي الايمان بالله وملائكته وكتبه الى اخر ما ذكر وهذا اعتبار صحيح فان ما يتركب منه الشيء يسمى ركنا فانما يتركب منه الشيء يسمى ركنا والايمان مركب من القول والاعتقاد والعمل والايمان مركب من القول والاعتقاد والعمل. فتسميتها اركانا صحيح تنميتها اركانا صحيح واذا جعلت هذه اركانه ناسب ان تجعل تلك الستة اصولا له والمراد بالاصول هنا قواعده الكلية الجامعة له. قواعده الكلية الجامعة له واذا سميت هذه الستة اركانا كان مأخذا صحيحا ايضا فيصوغ هذا الاطلاق وذاك وهذه العبارات واشباهها مما وضعه اهل العلم في تقريب الحقائق فانك لا تجد في خطاب الشرع عد اركان الاسلام مثلا انها كذا وكذا ولا عد اركان الايمان انها كذا وكذا وكذلك قل في مثل شروط الصلاة او شروط الوضوء او غيرهما فان اهل العلم ارادوا تقريبه بعد تقريره في خطاب الشرع فكان من طرائقهم في تقريبه ان يبينوا جوامعه برده الى اصول جامعة تتمثل تارة في الاركان او في الواجبات او في الشروط او في غير ذلك. ثم ذكر سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ يعني على اصول الايمان واجاب عنه بايراد ثلاث ايات تدل على الاصول الستة المتقدمة انها اصول الايمان ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كمن الانبياء وكم الرسل منهم؟ ومنهم اولو العزم ومن اول الرسل ثم اجاب عنه بقوله فقل تهم مئة الف واربعة وعشرون الفا. والرسل منهم ثلاثمئة وثلاثة عشر وهذا العد للانبياء والرسل روي في حديث ابي ذر الغفاري الذي اشار اليه عند ابن حبان واسناده ضعيف جدا ولم يثبت في عد الانبياء شيء وصح في عد الرسل حديث ابي امامة وصحفي عد الرسل حديث ابي امامة عند الطبراني في المعجم الكبير وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم عدهم ثلاث مئة وخمسة عشر عدهم ثلاث مئة وخمسة عشر ورسولا فهذه عدة الرسل واما اولو العزم فذكر المصنف انهم خمسة محمد ابراهيم موسى كريمه نوح وعيسى هم اولو العزم فاعلمي وهذا اشهر الاقوال فيهم والمراد بهم المشار اليهم بقوله تعالى فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل واحسن الاقوال في هذه المسألة ان اولي العزم من الرسل هم جميعهم وهو قول عبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم من اتباع التابعين واختاره علي بن مهدي باخرين فقوله تعالى من الرسل هي بيانية فتجعل هذا الوصف ثابتا في جميع رسل الله انهم من اولي الارادة الجازمة الماضية في تبليغ وحي الله سبحانه وتعالى الى الخلق ثم ذكر المصنف رحمه الله ان اول الرسل نوح واخرهم هو محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين واوليته نوح ثبتت في حديث انس في الصحيحين في حديث الشفاعة وفيه ان ادم عليه الصلاة والسلام يقول نوحا اول رسول بعثه الله فاول الرسل الذين بعثهم الله هو نوح عليه الصلاة والسلام واخرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم. ولكن رسول الله وخاتم فمن النبيين اي اخر النبيين فاذا قيل فعلى هذا الذي تقرر اين اولية ادم واخرية عيسى ابن مريم اين اولية ادم هل كان اول نوح ام ادم في الوجود هذا طيب ماذا كان فاولية ادم تتعلق باولية النبوة لا باولية الرسالة فاول الانبياء ادم واول الرسل نوح عليهما الصلاة والسلام واما اخرية هذا الجنس وذاك فقد جمعت لمحمد صلى الله عليه وسلم تعظيما لمقامه فآخر الأنبياء وآخر الرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم فاذا قيل اين اخرية عيسى ابن مريم اذ ثبت في الاحاديث تصريحا وفي القرآن تلويحا ان عيسى ابن مريم ينزل في اخر الزمان فاين اخريته ما قلنا ما وجد نتكلم عن الاخرية اللي هو عيسى يعني في عندك طيب هو اخر ونفيت هذه الاخرية عنه وان تأخرت وفاته لانه حين ينزل يكون متبعا دين محمد صلى الله عليه وسلم فهو لا يحكم في الناس بالدين الذي اوحي اليه وانما يحكم في الناس بالدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فتكون الاخرية في تبليغ الدين نبوة ورسالة هي لمحمد صلى الله عليه وسلم. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم انزل الله من الكتب السماوية اي المنسوبة الى الله سبحانه وتعالى فهي تسمى كتبا سماوية باعتبار نزولها من الله لانه عز وجل في السماء. ثم اجاب عنه بقوله فقل مئة صحيحة واربعة كتب. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما هي الكتب؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل هي التوراة وانزلت على موسى الى اخر ما قال ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل ما هي الصحف؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل هي الصحف كيت وهي خمسون الى اخر جوابه. ثم قال واذا قيل لك هل جاء دليل صحيح على بيان عدد الانبياء والرسل وعلى بيان عدد الكتب اي اي وما يتبعها من الصحف ثم اجاب عنه بقوله فقل ورد حديث في ذلك عن ابي ذر من غفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على ما ذكرناه من التفصيل والله اعلم بصحتي وهذا الحديث كما تقدم حديث ضعيف جدا وهو حديث مشهور فيه تفصيل عدد الانبياء والرسل وتفصيل عدد الكتب والصحف التي انزلت على الانبياء الا انه حديث ضعيف. ولذلك قال المصنف والله اعلم بصحته ثم قال تقريرا لاصل جامع ولهذا يجب على كل مسلم ان يؤمن بالانبياء والرسل والكتب والصحف ايمانا اجماليا لانه يتعذر الاطلاع على تفصيل ذلك. فتفصيل عددهم فيما سوى عدد الرسل يتعذر فنحن لا نعلم عدد الانبياء ولا نعلم عدد الكتب ولا نعلم عدد الصحف لكن نؤمن بان الله ارسل انبياء وانه سبحانه وتعالى انزل كتبا وانه عز وجل انزل صحفا فنحن نؤمن بذلك ايمانا اجماليا كما قال تعالى ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك والصحف والكتب تتبع هؤلاء الرسل فانها تكون نازلة معهم ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك هل يجب الايمان بما في التوراة والانجيل الذين عند اليهود والنصارى اليوم ثم اجاب عنه فقال فقل ما فيهما موافق للقرآن فهو حق وما فيهما مخالف للقرآن فهو باطل يجب انكاره واعتقاد بطلانه. فالواجب علينا ان نؤمن بان الله انزل على موسى كتابا هو التوراة. وانزل على عيسى كتابا هو الانجيل. واما مضامين ما يوجد اليوم في التوراة والانجيل فنحن نرده الى القرآن الكريم. فما وجدناه موافقا له فهو حق وما وجدناه مخالفا له فهو باطل وما لم نعرف موافقته او مخالفته فاننا لا نصدقه ولا نكذبه لما اعترى هذين الكتابين من التحريف والتبديل والتغيير على ايدي احبار اهل الكتاب. ثم اورد سؤالا اخر يستكمل به مراتب الدين فقال واذا قيل لك ما الاحسان؟ فقل هو ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك اكتفاء بالوارد في بيان حقيقته بقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل ما الاحسان؟ فقال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك هل يبعث هل يبعث الناس بعد الموت ثم اجاب عنه بقوله فقل نعم والدليل على ذلك قوله تعالى منها خلقناكم يعني الارض وفيها نعيدكم بالوفاة والدفن ومنها نخرجكم تارة اخرى اي ببعثكم منها وحقيقة البعث شرعا قيام الخلق اذا اعيذت الارواح الى الابدان قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصورة الثانية بعد نفخك السور الثانية ثم ختم هذا الاصل بقوله واذا قيل لك هل يكفر منكر البعث واجاب عنه بقوله فقل نعم والدليل على ذلك قوله تعالى زعم الذين كفروا الا يبعثوا. الاية فان الله نسب هذه المقالة الى الكافرين فان الله نسب هذه المقالة الى الكافرين. فمن قول الكفر دعوة ان الله لا يبعث الخلق. فمن قول الكفر دعوى ان الله لا يبعث الخلق واحتاج المصنف الى افراد ذكر البعث دون غيره من متعلقات الايمان لكثرة ما يوجد في الناس قديما وحديثا من انكار بعثهم وردهم الى الله سبحانه وتعالى فكثير من الخلق يظنون ان حياتهم هي الحياة الدنيا ولا يظنون ان للخلق حياة اخرى بعد موتهم وهذا الامر للجهل به سرى بالناس حتى صار في في الخلق من ينتسب الى دين الاسلام وهو ينكر البعث وهذا وان فقد في بلد او زمن فانه يوجد في بلد وزمن اخر ممن يكون منتسبا للاسلام ثم لا يظن ان وراء هذه الحياة بعثا يبعث فيه الناس ويحاسبون ويجازون ولاجل ذلك فان مما يحفظ به الدين في الخلق التنويه بهذه الاصول الجامعة فان الشرع كما تقدم يسر ان هذا الدين يسر ومن يسره ان له اصولا وكلياته ينبغي ان يحرص عليها ولا يعاب كثرة التكرار لها لانها هي الدين الذي يراد منا. قال مالك العلم الظاهر يعني العلم النافع الذي يحتاج اليه هو الظاهر والخلق محتاجون الى التذكير به فما من احد منا الا وهو يعلم قدرا بدون دين حتى في حق الكافرين ان من حق والديه ان يحسن اليهما لكن النفوس تغفل فهي تحتاج الى واعظ يذكرها وزاجر يزجرها عن تقصيرها في حق الوالدين فيحتاج الناس الى ان يذكروا بين الفينة والفينة ببر ابائهم وامهاتهم. وقل مثل هذا فيما هو اعظم منه حق الله في توحيده او في فرائضه في صلواته الخمس او في الصيام او في الزكاة فهذه الاصول واشباهها ومن جملتها اثبات البعث مما يحتاج الناس لتكراره ومن قواعد الشرع ان المعظم يكرر ولذلك لما كانت الفاتحة اعظم القرآن كانت هي اكثر ما نقرأ في اليوم والليلة منه فنحن في كل صلاة يقرأ الانسان سورة الفاتحة ولا يعاب التكرار ان التكرار هنا المراد به تقرير هذا المعظم في قلوبنا فتقرير هذه الاصول مما ذكره المصنف وغيره من حقائق الشرع واصوله وقواعده مما ينبغي ان يعيدها كل واحد منا فالاب مع ابنائه يستدعي احدهم ويقول عد لي اركان الاسلام او اركان الايمان او اركان الاحسان والامام في مسجده يعلم جماعته هذا والخطيب في خطبته فتقرير هذه المعاني يبقي الاسلام فينا قويا ظاهرة وتركها وهجرها يجعل اهل الاسلام يتكلمون اليوم بما كان احد لا يظنه ان اهل الاسلام يتكلمون بمثل هذا فقد صار يكتب في بلاد المسلمين ان اليهود والنصارى اهل دين صحيح وانهم من اهل الجنة وكيف يمكن ان يكون هذا الا بسبب الجهل المطبق في اهمال الاصول الدينية الشرعية فصار الخطيب لا يخطب بهذا. والاب لا ينوه بهذا وصار الابناء يرحلون الى بلاد اولئك لاجل التعليم او لاجل التجارة فتتقرر هذه المعاني في النفوس ويكون فيها ما هو تكذيب لكلام الله سبحانه وتعالى؟ فالله عز وجل في قصار السور سورة البينة قال لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب وقال في السورة نفسها ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها. فهذه السورة وهي من السور تقرر هذا المعنى. لكن ترك تقرير هذه الاصول في نفوس الناس هو الذي اوجد هذه المعاني فينا اهل الاسلام ولذلك اذا اراد احد ان يقوى دين الاسلام في نفسه وبلده فعليه بنشر العلم قال الزهري كان من مضى من علمائنا يقولون كان مضى من علمائنا يقولون الاعتصام او بالسنة نجاة ونعش العلم بقاء الدين والدنيا وذهاب العلم ذهاب ذلك كله والزهري من التابعين فهو يحدث عن طبقة الصحابة انه كان يقررون هذا المعنى ان نعش العلم يعني احياء العلم به بقاء الدين والدنيا في نفوس الناس فان الله اذا حفظوا لله دينه حفظ الله عز وجل لهم دنياهم واذا ذهب العلم من الناس ذهب الدين والدنيا معه فالدين يصير طقوسا وكهنوتا لا يدرك منه الناس حقائقه. فيترسمون انواعا من البدع لجهلهم يظنون انهم يدينون لله بها ويتعبدونها ويتعبدونه بفعلها والدنيا يعاقب الخلق بزوالها عنهم لان من ضيع حق الله في عبادته عوقب بتضييع نصيبه من دنياه. واذا قوي الدين في قلوب الناس قوى الله عز وجل دينهم ودنياهم ومن اعظم الة تقوية الدين نعش العلم ولا تجد ولدا من بلاد الاسلام الا وكان العلم فيه حيا غض النظرا فلا يمكن القول بان بلدا من البلدان لا لم يكن فيه علماء فهذا وما من بلد الا وكان فيه علماء لكن جهل الناس بتاريخ ابائهم ترى من يقول مثلا البحرين لم يكن فيها علم لكن العارف ولو لم يكن من اهل البحرين من في تاريخ البحرين يجد انه انه كان فيها رؤوسا ممن يذكر من اهل العلم ممن كان لهم اثر في الصلاح والاصلاح حتى بلغ اثر اصلاحهم وصلاحهم خارج هذه البلاد فان علامة عنيزة ذكر علامة اي بن سعدي ذكر علامة البحرين ابن مهزع رحمه الله مثالا للعالم الذي حفظ دين الناس بمنافرة دعوة النصارى ودعوة اهل البدع فكان بقاؤه في البحرين خيرا من هجرته منها وتركها بلا عالم يهدي الناس ويرشدها فلا يمكن ان تطلق ان بلدا من البلدان لم يكن فيه عالم حفظ به دين الناس لكن نشأة الناس باخر بالركون الى الدنيا والالتهاء بها ضيع تاريخ ابائهم ومن حفظهم تاريخ ابائهم ان يحرصوا بالاقتداء بهم وان يعلموا ان تلك البلد حفظ فيها الدين وكانت من مصادر التعليم في هذه المنطقة لما كان فيها من العلماء من حرص على حفظ دين الناس بهدايتهم وارشادهم. فمن حسن الاقتداء بهم امتثال طريقهم. وان يسير الانسان بسيره. وان يحرص على نعش العلم في اهله وبلده وان يعرفهم بما كانوا عليه وانهم اهل له وان من بركة هذا العلم ان يحفظ ان يحفظ الله سبحانه وتعالى فبه عليهم الدين والدنيا. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ علينا اجمعين ديننا ودنيانا الله اليكم وبارك فيكم قال المصنف رحمه الله تعالى الاصل الثالث. سؤال واذا قيل لك من نبيك؟ جواب فقل هو محمد بن عبد ابن ابن عبد المطلب ابن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب. والعرب من ذرية اسماعيل اسماعيل ابن ابراهيم الخليل على نبينا وعليه افضل الصلاة واتم التسليم سؤال واذا قيل لك كم سنه يوم وفاته؟ جواب فقل ثلاث وستون سنة منها اربعون سنة قبل الرسالة ثلاث وعشرون نبيا رسولا سؤال واذا قيل لك باي شيء نبئ؟ جواب فقل اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق من علاقة. سؤال واذا قيل لك بأي شيء ارسل؟ جواب فقل ارسل بي ايها المدثر. قم فانت سؤال واذا قيل لك ما الفرق بين النبي والرسول؟ جواب فقل النبي انسان اوحي اليه بشر وان لم يؤمر بتبليغه واذ امر بتبليغه فهو رسول ايضا سؤال واذا قيل لك ما هي النسبة بين النبي والرسول؟ جواب فقل العموم والخصوص المطلق. فكل رسول للنبي وليس كل نبي رسولا. والرسول افضل من النبي اجماعا. لتميزه بالرسالة التي هي من النبوة. سؤال واذا قيل لك هل من الملائكة رسل؟ جواب فقل نعم. منهم رسل وليس فيهم انبياء فعلى هذا فعلى هذا الاعتبار تكون النسبة بين النبي والرسول العموم والخصوص الوجه. فيجتمعان النبي الرسول وينفرد الرسول في الملك والنبي في البشر سؤال واذا قيلاك هل ارسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة ام لبعضهم جواب فقل ارسل للناس كافة عربهم وعجمهم انسيهم وجنهم. سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك جواب فقل قوله تعالى وقوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ان نبينا محمدا خاتم الانبياء؟ جواب قوله تعالى ان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين سؤال واذا قيل باي مكان ولد وباي مكان توفي؟ جواب فقل ولد بمكة واول ما اوحي اليه فيها وتوفي بالمدينة بعد ما هاجر اليها ودفن ودفن جسمه وبقي علمه. عبد لا ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الانبياء والمرسلين سؤال واذا قيل كم اجداد النبي صلى الله عليه وسلم الى عدنان؟ جواب فقلهم واحد وعشرون وجمعهم بعض العلماء بقوله ابوه عبد الله عبد المطلب وهاشم عبد مناف قد حسب ثم قصي وغالب فهر ومالك نضر كنانة خزيمة به افتخر تنقل الياس ثم مضر. نزار ايضا ومعد ذكر. ثم عجنان وعنده وقف. متفق الاقوال عند فمن سالف؟ سؤال واذا قيل لك من هم اولاد النبي صلى الله عليه وسلم؟ جواب فقل هم القاسم وعبد الله وهو الطاهر والطيب ولد له في الاسلام. وبعضهم يقول المطهر والمطيب. ويجعلهم اخرين غير غير عباد الله وابراهيم ابن مارية القبطية. وفاطمة وزينب ورقية وام كلثوم. وكلهم من الا ابراهيم. سؤال واذا قيل لك من هن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؟ جواب فقل اولهن ثم سودة ثم عائشة ثم حفصة ثم ام سلمة ثم جويرية بنت الحارث ثم زينب بنت جحش ثم زينب بنت خزيمة ثم ريحانة بنت زيد ثم ام حبيبة بنت ابي سفيان. ثم صفية بنت كي ثم ميمونة بنت الحارث رضوان الله تعالى عليهم. سؤال واذا قيل لك كم زوجاته التي توفيت صلى الله عليه وسلم عنهن. جواب فقل تسع ذكرهن بعضهم بقوله توفي رسول الله عن تسع نسوة اليهن تعزل المكرمات وتنسب. فعائشة ميمونة وحصة تتلوهن هند وزينب. جويرية مع رملة ثم سوداء. ثلاث وست ذكر هن مهذب لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصلين الاولين ختم ببيان الاصل الثالث وهو معرفة العبد رسوله صلى الله عليه وسلم وهو النبي الذي بعث اليه وابتدأه بقوله تؤال واذا قيل لك من نبيك ثم اجاب عنه بقوله فقل هو محمد هو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم مكتفيا في سرد نسبه باربعة اسماء وهذا اقل ما يتميز به العبد عن غيره. فكانت العرب اذا عد احدهم اسمه ذكر اربعة لانه قد يشاركه غيره في اسمه الاول وقد يشاركه غيره في السنين الثانية ثم اذا وصل الثالثة كان اقل في المشاركة فاذا وصل الرابع كان انفى للمشاركة يتميز بالعد اربعة عن غيره وهذا هو الذي يسمى بالعرف بالاسم الرباعي دعائه باسم الرباعي. ومن القواعد النافعة في العلم والادراك ان كثيرا مما يوجد عند الناس من الامور التي الفوها اصلها عند العرب لكنهم لا يعرفون هذا فمثلا الجاري في عاداتهم في الجامعات او المعاهد او المدارس ان الفائقين يعدون كم عشرة طيب ليش ما يحطون باحدعش او اثنعش لان العرب كانت تعد في حلبة الخيل سبقا عشرة فما بعد العشرة لا يعد سابقا ويسمون العاشر السكين اي الذي ينقطع عنده عد الفائزين. وبقي هذا في الناس بعد العشرة او الفائقين في الاختبارات في الكليات والمدارس ونحوها. ثم ذكر جوامع نسبه صلى الله عليه وسلم فقال وهاشم اي جد النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عبد مناف من قريشين من قبيلة قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل على نبينا وعليه افضل الصلاة واتم التسليم ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم انه صلى الله عليه وسلم يوم وفاته ثم اجاب بقوله فقل ثلاث وستون سنة وتلك السنين مقسومة قسمين القسم الاول اربعون سنة قبل الرسالة. والقسم الثاني ثلاث وعشرون سنة نبيا رسولا. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك باي شيء نبئ اي بأي شيء ثبتت له مرتبة النبوة؟ اي بأي شيء ثبتت له مرتبة النبوة ثم قال جواب فقل باقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق ووجه ثبوت النبوة له بانزال هذه الايات عليه ان هذه الايات هي اول ما انزل من الوحي ان هذه الايات اول ما انزل من الوحي فلما ثبت كونه صلى الله عليه وسلم ممن يوحى اليه نسب الى اقل مرتبة من مراتب الوحي وهي مرتبة النبوة فثبت كونه نبيا. قال موردا سؤالا اخر واذا قيل لك باي شيء ارسل ثم اجاب عنه بقوله فقل ارسل بي يا ايها المدثر قم فانذر اي ثبتت له الرسالة بانزال هذه الايات عليه من سورة المدثر لانه بعد ثبوت المرتبة الاقل من الوحي وهي النبوة ارتفع فصار رسولا لما اخبر بانه يبعث الى قوم مخالفين. فقيل له يا ايها مدثر اي المتغطي بذلك الرداء والثوب قم فانذر اي قم في الناس فانذرهم. فعلم انه مرسل اليهم مع كونهم مخالفين لما يدعوهم اليه. فثبت كونه صلى الله عليه وسلم نبيا رسولا ثم قال سؤال واذا قيل لك ما الفرق بين النبي والرسول؟ تمييزا للمرتبتين اللتين تقدمتا. ثم اجاب عنه فقال النبي انسان اوحي اليه بشرع وان لم يؤمر بتبليغه وان امر بتبليغه فهو رسول ايضا فالفرق بين النبي والرسول يرجع الى ايش امر تبليغه فاذا امر بالتبليغ صار رسولا واذا لم يؤمر بالتبليغ صار نبيا الله عز وجل يقول كان الناس امة واحدة فبعث الله من النبيين مبشرين ومنذرين وش معنى مبشرين المنذرين يبلغون ولا ما يبلغون بلغوه ها ايش الاية نحن دعنا من شيء في ذهنه هذه الاية ما معناه يعني يؤمرون بالتبليغ ام لا يؤمرون تؤمر طيب كيف يقول احد من اهل العلم والاصل فيهم ان اهل العلم يعرفون القرآن كيف يقول لا هو يقول لك النبي اوحي اليه ولم بالتبليغ يعني ابدا ما امر انا من هذا من امر بالتبليغ ولا ما امر مين الان اللي تذكره؟ في بلاغ ولا ما في بلاغ بلى المقصود بكلام اهل العلم ولم يؤمر بالتبليغ اي على وجه الالزام بالمقاتلة عليه اي على وجه الالزام بالمقاتلة عليه. فليس المراد بقولهم ولم يؤمر بالتبليغ اي لم يؤمر ببيان ما اوحي اليه وانما لم يؤمر بالالزام بما اوحي اليه اي لم يؤمر بالالزام بما اوحي اليه ولذلك الله ذكر عن اهل الكتاب في سورة البقرة عن اليهود انهم طلبوا ايش ها لا اللي يتعلق بهالمسألة هذه تألوه ان يبعث لهم ملكا بامر هذا الرسول يقاتلون به. فالرسول لم يؤمر بالقتال لم يؤمر بالقتال وانما سألوه ملكا ان يجعل لهم ملكا يقاتلون به اولئك لان اصل القتال يرجع الى تدمير تدمير الامر واصل تدبير الامر يرجع الى الملك والسلطنة لا الى العلم النبوة فهذا مورد اهل العلم في قولهم وان لم يؤمر بتبليغه اي بالمقاتلة عليه الزاما للخلق به. لا بايصال امانة البلاغ الى الخلق فهذا مأخذ هذا القول واصح من هذا ان الرسول يبعث بشرع جديد ان الرسول يبعث بشرع جديد. واما النبي فانه يكون قائما على حفظ دين رسول تقدم. واما النبي فانه يكون قائما على حفظ رسول تقدم ولذلك في حديث ابي هريرة صحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت الانبياء تسوس بني اسرائيل اذا مات نبي قام نبي كانت الانبياء تسوس بني اسرائيل اذا مات نبي قام نبيك وكل هؤلاء الانبياء هم تبع للدين الذي جاء به موسى عليه الصلاة والسلام ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما هي النسبة بين النبي والرسول؟ فقل العموم والخصوص المطلقة. فكل رسول نبي اي من ثبت كونه رسولا ثبت كونه نبيك بلا عكس ولذلك قال وليس كل نبي رسولا. فمثلا تقدم ان نوحا رسول فيكون نبيا وتقدم ان ادم نبي فلا يلزم ان يكون رسولا ولذلك ادم نفسه عليه الصلاة والسلام لما ذكر نوحا قال اول رسول ارسله الله الى الارض فهذا الحديث اصل في التفريق بين النبي والرسول وانهما ليسا بمعنى واحد طيب اذا قال انسان طيب ادم كيف نبي انت تقول له الان النبي يأتي مكمل لما قبله فادم كان على ماذا كان على الفطرة ادم كان على الفطرة وكانت ذريته على الفطرة فهم مخلوقون على توحيد الله سبحانه وتعالى. ثم حدث التغيير بعد ذلك في ذريته. ثم قال والرسول افضل من النبي جماعا لتميزه بالرسالة التي هي افضل من النبوة ثم اورد سؤالا اخر فقاله واذا قيل لك هل من الملائكة رسل؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل نعم منهم رسل وليس فيهم انبياء فيضاف فتضاف الرسالة الى الملك لكن لا يضاف لا تضاف اليه النبوة. فيقال جبريل رسول ولا يقال جبريل نبي قال فعلى هذا الاعتبار تكون النسبة بين النبي والرسول العموم والخصوص الوجه اي باعتبار معنى مخصوص لا على وجه الاطلاق فيجتمعان بالرسول النبي من البشر فيجتمعان بالرسول النبي من البشر كمحمد صلى الله عليه وسلم فانه يدعى رسولا ويدعى نبيا ويختص الملك بكونه رسولا فليس في الانبياء نبي وتفقد الرسالة في البشر الذي يكون نبيا فقط كانبياء بني اسرائيل فان النبوة تكون في البشر لكن قد تتخلف عنها الرسالة فيكون نبيا فقط ولا يكون رسولا ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك هل ارسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة ام لبعضهم؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل ارسل للناس كافة عرضهم وعجمهم انسهم وجنهم ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل قوله تعالى وما ارسلناك الا كافة للناس وقوله قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. فهاتان الايتان تدلان على عموم بعثته صلى الله عليه وسلم الى الجن والانس والعرب والعجمي ثم اوردوا سؤالا اخرا فقال واذا قيل لك ما الدليل على ان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء ثم اجاب عنه بقوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. فاثبت الله له ختم النبوة ثم قال سؤال واذا قيل باي مكان ولد او باي مكان توفي ثم اجاب عنه بقوله فقل ولد بمكة واول ما اوحي اليه بها وتوفي بالمدينة بعدما هاجر اليها ودفن جسمه وبقي علمه صلى الله عليه وسلم. فمكان ولادته مكة ومكان وفاته صلى الله عليه وسلم المدينة ثم بين حق النبي صلى الله عليه وسلم ومقامه فقال عبد لا يعبد. ورسول لا يكذب بل يطاع صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الانبياء والمرسلين. فالله عز وجل جعل له مقاما عليا بكونه صلى الله عليه وسلم عبدا رسولا ثم جعل من حقه اذ كان عبدا انه لا يعبد لان العبادة تكون لاله والاله الحق عند اهل الاسلام هو الله وحده فالعبادة تكون له وحده ولا تكون لاحد غيره. ولما كان صلى الله عليه وسلم رسولا كان من حقه ان يصدق فلا يكذب فيطاع صلى الله عليه وسلم ويتبع ولذلك فان من صدق محبته صلى الله عليه وسلم كمال اتباعه فالصادقون في دعوى المحبة هم الممتثلون اتباعه ولذلك امتحن الله الخلق في دعواهم محبته عز وجل بصدق اتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم قال ابن القيم فاحسن لما كثر المدعون للمحبة طوربوا باظهار الحجة والحجة في قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فالصادقون في محبة الله هم المتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم. فصدق المحبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ان يكون العبد متبعا له. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى. قالوا ومن يأبى يا رسول الله؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى فمن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم واطاعه فقد بشره النبي صلى الله عليه وسلم بانه يكون معه في الجنة وان من عصى النبي صلى الله عليه وسلم فاطاع نفسه او هواه او دين ابائه او دين طائفته او اهل محلته ولم يكن على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فان هذا يتخوف عليه بانه لا يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم لانه لا يكون معه الا من صدق في محبته صلى الله عليه وسلم باتباعه ثم قال واذا قيل كم اجداد النبي صلى الله عليه وسلم الى عدنان وهو احد ابائه العالين في عمود نسبه ثم اجاب عنه بقوله فقل هم واحد وعشرون فجمعهم بعض العلماء بقوله ابوه عبد الله فهذا اول ابائه وهو الاب المباشر قال ابوه عبد الله عبد المطلب فهو الاب الثاني وهو المعدود جدا ثم بعده ثم بعده عبد مناف ثم بعده قصي ثم بعده كلاب ثم بعده مرة ثم بعده كعب الى اخر في نسبه منتهيا الى جد اسمه عدنان. وهو الذي ينتهي اليه العد المجزوم به كما قال ثم وعنده وقت متفق الاقوال عند من سلف فاهل العلم مجمعون على عد نسبه الى عدنان. نقل اتفاقهم ابن القيم هو ابن حجر وابن كثير في اخرين ان عد العمود النبوي في نسبه صلى الله عليه وسلم متفق عليه الى عدنان. واما ما بعد ذلك فهم مختلف فيه مع الجزم بان عدنان من ولد اسماعيل ابن ابراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. ثم قال واذا قيل لك من هم اولاد النبي صلى الله عليه وسلم ثم اجاب عنه بقوله فهم فقل هم القاسم عبد الله وهو الطاهر والطيب قال ولد له في الاسلام وبعضهم يقول المطهر والمطير ويجعلهم اخرين غير عبد الله. والصحيح ان الطاهر والطيب والمطهر مطيب هي القاب لعبد الله فهو واحد غير متعدد. قال وابراهيم ابن مارية القبطية ثم قال وفاطمة وزينب ورقية وام وكلهم من خديجة الا ابراهيم. فالنبي صلى الله عليه وسلم له من الذكور ثلاثة ابناء وله من الاناث اربع بنات ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك من هن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ثم اجاب عنه بعدهن فقال فقل اولهن خديجة ثم سودة ثم عائشة ثم حفصة حتى انتهى الى قوله ثم ميمونة بنت الحارث رضوان الله تعالى عليهن فهؤلاء المعدودات هن ازواج النبي صلى الله عليه وسلم واختلف في عد ريحانة بنت زيد هل هي زوجة له ام كانت مملوكة يطؤها بملك اليمين. واصح القولين انها كانت مملوكة له صلى الله عليه وسلم. اطؤها بملك يمينه وهو اختيار ابي عبد الله ابن القيم. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم زوجاته اللاتي توفيا صلى الله عليه وسلم عنهن اي اللواتي بقينا بعد موته صلى الله عليه وسلم فاجاب بقوله فقل تسع فيكون في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من تقدمت وفاتها على وفاته صلى الله عليه وسلم. قال ذكرهن بعضهم بقوله توفي قول الله عن تسع نسوة اليهن تعزى المكرمات وتنسب فعائشة ميمونة وصفية وحفصة تتلوهن هند وزينب جويرية مع رملة ثم سودة ثلاث وست ذكرهن مهذب فمات النبي صلى الله عليه وسلم عن تسع نسوة بقينا بعده صلى الله عليه وسلم وبهذا تم بحمد الله تقرير معاني هذا الكتاب بما يوافق المقام اكتبوا طبقة السماع هذا الكتب كان من الكتب الدرسية في المدرسة الاثرية التيمية وهي احدى المدارس التي كانت في الخليج نشأت اولا بالامارات ثم كان لها فرع يوجد فيه في البحرين فكان من الكتب الدرسية فيها كتاب القول السديد وادركت رجل رحمه الله ممن قرأها في الدوحة على مصنفها اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع القول السديد بقراءة غيره في البياض الثاني صاحبنا يكتب اسمه كاملا فتم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت لمحله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة معين لمعين معين باسناد مذكور في بوارق الامل لاجازة طلاب الجمل والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه الصالح ابن عبد الله ابن حمد العصيمي يوم الجمعة العاشر من شهر شوال سنة سبع وثلاثين واربع مئة والف في مسجد حمد علي كان رحمه الله بمدينة المحرم وهذا اخر هذا المجلس لقاؤنا بعد العصر باذن الله تعالى وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله اولا واخرا