السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين يسرا بلا حرج والصلاة والسلام على محمد المبعوث بالحنيفية حددون عوج وعلى اله وصحبه ومن على سبيلهم درج. اما بعد فهذا شرح الكتاب التاسع عشر يا رب. من المرحلة الاولى من برنامج تيسير العلم. وهو كتاب نظم الحمية الصغير للشيخ رضوان بن محمد السبهان وهو الكتاب التاسع عشر في التعداد العام لكتب البرنامج. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم قال الناظم حفظه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ادب الطالب في نفسه يا طالب يا من العلا طلبا لله درك حز العز والحسد. اضحية تجمع الاداب منظرها ابهى عليك من الذي ثقب قوله يا طالب العلم في العلم عهدية والمراد به علم الشريعة. والعلم شرعا هو ادراك خطاب الشرع والمراد بالادراك معناه في لسان العرب وهو البلوغ. ومنه قولهم ادركت الثمرة اذا نضجت وادرك الغلام اذا بلغ فيكون المعنى بلوغ خطاب الشرع ومعنى لله درك اي عملك وقوله خذ حلية الحلية ما يتزين به والتحلي بالاداب حلية الباطن. والزينة الباطنة رتبة من الزينة الظاهرة وهذه الحلية تجمع طرفا من الاداب اللازمة لطالب العلم والاداب جمع ادب. وهو يعرف باعتبارين. احدهما باعتبار افراده والثاني باعتبار كونه صفة للعبد. فاما باعتباره فهو اسم لكل ما يحمد من الاقوال والافعال شرعا وعرف ذكره ابو الفضل ابن حجر في فتح الباري واما باعتبار كونه صفة للعبد فهو اجتماع وخصال الخير في العبد. حفظك الله. فهو اجتماع خصال الخير بالعبد ذكره ابو عبد الله ابو عبد الله ابن القيم في مدارج السالكين والاداب منها واجب ومنها نفي وباب الاداب لا يختص بالنوافل. لكن جمهوره واكثره ومنها قدر واجب لا يسع العبد الجهل به فيما يجري بينه وبين غيره من الخلق من المعاملة. والاداب المذكورة في هذه المنزومة منها ما هو ادب مختص بطالب العلم ومنها ما يشاركه فيه غيره. نعم السلام عليكم. ادب الطالب في نفسه هذه الترجمة بعد البيتين الاولين. انتم عندكم قبل بسم الله الرحمن الرحيم لا بعد البيتين هذه الترجمة. احسن الله اليك. هذا ابو طالب في نفسه؟ هذا الفصل مفتاح اداب طالب فان زكاة النفس وسلامتها من افاتها وعللها تشمر سلوك الادب واداب الطالب ترجع الى خمسة اصول. الاول ادبه في نفسه والثاني ادبه مع شيخه والثالث ادبه مع زميله. والرابع مع درسه والخامس ادبه في حياته العلمية نعم. احسن الله اليكم الاصول هو الاخلاص فاجتهدا. تكميل ادب النفس الى غصنين الاول التحلي بالاداب الفاضلة والثاني التخلي عن علل النفس وافاتها. وفي سياق النظم جمل منهما آآ فمن مهماته تحلية النفس بالاخلاص لله. فهو فهو اساس اداب الطلب. ما الاساس اعمال؟ الخلق كلها والاخلاص في الشرع هو تصفية العبد قلبه من ارادة غير الله والى ذلك اشار منشدكم بقوله اخلاصنا تصفية للقلب من ارادة غير الله فاحذر يا فطن. ومن اعظم ما يعين على الاخلاص في العلم فهم النية فيه. ونية العلم تنحصر في اربعة اصول اولها رفع الجهل عن النفس بتعريفها بما عليها من العبودية ايقافها على مقاصد الامر والنهي. والثاني رفع الجهل عن الخلق بتعليمهم وارشادهم الى ما فيه وصالحوا دنياهم واخرتهم. والثالث العمل به والرابع احياؤه وحفظوه من الضياع. وهذا متأكد في حق من انس من نفسه القدرة على التعلم لقوة حفظه وحسن فهمه واستقامة سيدي وقد اشار الى هذه الاصول منشدكم بقوله ايش اه احسنت. واليها اشار منشدكم بقوله ونية للعلم رفع الجهل عن عن نفسه فغيره من النسم والثالث الا وبعده التحصين ها؟ والثالث التحصين للعلوم من ضياعها وعمل به زكن. والثالث او بعده وبعده التحصين في العلوم من ضياعها وعمل به زكن. ومعنى عم والنسم جمع نسمة وهي النفس ومعنى التحصين الحفظ. وزكن اي ثبت. فالبيتان لمقاصد نية العلم اي ما ينبغي ان ينطوي عليه قلب ملتمس العلم اذا ابتغاه نعم. احسن الله اليكم. وعالج النفس واحللها وان كرهت وابذل لمقامات العلا سببا. من جملة اداب النفس. معالجتها وهي دوام مجاهدة. وحقيقة مجاهدة النفس حمل على ما تكره من المقامات الايمانية فان النفس تركن بطبعها الى ضده. اذ طبعت على الظلم والجهل كما قال تعالى في وصف الانسان انه كان ظلوما جهولا فما يخرج به من الظلم والجهل تنازع فيه النفس باعتبار طبعها الذي خلقت عليه فتتذمر منه كما قال على كتب عليكم القتال وهو كره لكم. اي تبغضه نفوس طبعا لا شرعا فان النفس تكره ان تقتحم ما فازت الموت ومهلكته. وهذا ديدانها عند طلاب المقامات الايمانية الموصلة الى الله سبحانه وتعالى. ولاجل هذا عظم قدر القائم بجهادها فوعده الله عز بالهداية في السبيل. كما قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ومفتاح الجهاد فيه هو جهاد العبد نفسه. نعم السلام عليكم. لازم مراقبة المولى وخشيته ارجع لربك واستعصم به هربا من جملة اداب النفس المتعلقة بطالب العلم بل الخلق جميعا لزوم مراقبة الله في السر والعلن واستحضار اطلاعه عليك وقربه منك فلا تخفى عليه خافية. ومن زين باطنه مراقبة الله رزق خشيته. فالمراقبة مرقاة الخشية التي توصل اليها والخشية علم مقترن بخوف. ولاجل هذا خصت بالعلماء كما قال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. وان انما يراد العلم لانه يوصل الى الخشية. قال ابن مسعود رضي الله عنه كفى بخشية الله من ومن خشي الله رجع اليه واناب. واستعصم به هربا مما سواه. قال بعض السلف من خاف شيئا هرب منه ومن خاف الله هرب اليه واصله قوله تعالى ففروا الى الله فان الفرار الى الله امن منه سبحانه وتعالى. نعم السلام عليكم. واخم جناحك ممن كل داعية للكبرياء والزم نفسك الادب. هذا ايضا من قلة ادب النفس وهو خفظ الجناح بالتواضع للخلق والحق. وترك التكبر ودليل التواضع في النفوس هو قبول الحق واعظام الخلق خلافه دفع الحق واحتقار الخلق. كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الكبر بطر الحق وغمض الناس. رواه مسلم. ومعنى بطر الحق دفعه. وغمط الناس احتقارهم. فمن عرف حقهم واعظم الحق فقبله فانه بريء من الكبر. بل ذلك علامة تواضعه نعم. من الاداب يجبر التحلي بها الحلم. وهو لزوم السكينة. في مقابلة ما كثير الغضب وهي وهو لزوم السكينة في مقابلة ما يثير الغضب والاناة لزومها دون القيد المذكور فالسكينة اخص من الاناة. فالحلم اخص من الاناة. لان الحلم حقيقته ان يتحقق العبد بالسكينة عند ورود ما يغضبه ومن الاداب النفسية ايضا الصبر. وهو حبس النفس على حكم الله سواء حكمه الشرعي الديني ام القدري الكوني ومن جملة الاداب النفسية المذكورة هنا حسن الوقار اي السمت والمراد بالسمت الطريقة وحسنها يكون بملازمة الشريعة والمروءة التي هي عدم مخالفة العرف المستقيم. فكمال الوقار رعاية الشريعة والمروءة في كل حال بما يناسبها السلام عليكم. ولتحذر العجب من ادنى دقائقه حتى من المشي ان ترمي به طربا مما ينبغي الفرار منه والتجافي عنه واخلاء النفس من داعيه من الاخلاق التي تنفى عنها العجب وحقيقة العجب ان ترى ان عندك شيئا ليس عند الناس على جهة الاختيال به فمتى وجدت في نفسك؟ شيئا تختال به وتزهو لا تراه عند غيرك من الناس فقد وقعت في بلية العجب. نعم. ولتحبس النفس عن حب الظهور فمن اصابه ذاك حاز الخزي والتعب. المذكور في هذا البيت من جنس ما تقدمه. فهو خلق ذميم ينبغي ان يدفع عن النفس فحب الظهور من علل النفوس التي متى قويت فيها اعاقتها عن ما فيه قوتها وصلاحها وكما قيل حب الظهور يكسر الظهور. والمراد بكسر الظهور انه يجري بسببه على العبد بلاء كبير في الدنيا والاخرة. فالعبد مأمور بهضم نفسه. والا ولها حقا فانه متى رأى لها حقا اخرجه ذلك الى الاخلاق الذميمة فان حطم نفسه ومنعها من ذلك امكنه ان يسوسها. قال ابو العباس ابن تيمية فيما نقله عنه تلميذه ابن القيم في مدارج السالكين العارف لا يطالب ولا يعاتب ولا يغالب. انتهى كلامه. ومعناه ان من عرف الله لم يرى لنفسه حقا على احد فلا طالب به ولا عاتب عليه ولا غلب فيه نعم. والزهد فالزمه فالزهاد رايتهم خير البيارق ان كل لها نصبا. من جملة الاداب النفسية ورفيعها ملازمة الزهد واحسن ما قيل في الزهد انه ترك ما لا ينفع في الاخرة. كما قاله ابو العباس ابن تيمية الحفيد واستحسنه تلميذه ابو عبد الله ابن القيم في مدارج السالكين وما لا ينفع في الاخرة جماعه اربعة اشياء اولها المحرمات وثانيها المكروهات وثالثها مشتبهات لمن لا يتبينها. ورابعها فضول المباحات فلا يراد بالزهد ترك الاستمتاع بالمباحات بل هو ترك ما ليس له منفعة في الاخرة مما يرجع الى الاصول المذكورة نعم واترك مطاردة الدينار وعجبا لمن يتابع ما يرضيه وعجبا من ادب النفس خصوصا وعموما الاعراض عن الدنيا. بالاعتدال في المعاش تحصينا لما يصون به المرء نفسه ومن يعول. من غير اشتغال بما يشين فمن زاد فما زاد عن هذا القدر فهو اقبال على الدنيا ومضرته ممنفعته فالحقيق بالاخذ من الدنيا ما يحصل به المرء خيانة نفسه ومن يعول. فاذا حصل لك ذلك فهو المقصود من وما زاد عن هذا المقصود فضرره اكبر من نفعه ولا تؤمن على العبد فتنة فيه نعم. احسن الله اليكم. وكن على سمج اهل العلم مهتديا بهديهم واترك واللعب مما فيه صلاح للنفس الاستقامة على سمت اهل العلم وطريقتهم. والاهتداء بهدي والاخذ بدلهم والاقتداء بهم. فملاحظة هذا الباب مفتاح اداب الطلب كلها فان الاسترشاد بالفعل اعظم من الاسترشاد بالقول. واحوال الاشياخ دلائل الاداب فمما يقصد في صحبة الشيخ التحلي بالاداب الكاملة والاخلاق الفاضلة. وقد ذكر المروذي ان مجلس ابي عبد الله احمد بن حنبل كان يحضره خمسة الاف لا يكتبون الحديث بل ينظرون الى هديه وسمته ودله رحمه الله لا احسن الله اليك. لا تدمنن مزاح فهو منقصة فكم من الشر والاحزان قد جلب ختم الناظم ادب الطالب في نفسه بالزجر عن علة من علل النفوس ينشأ منها شر كثير وتعود على صاحبها بالحزن والالم وهي ادمان المزاح والادمان كثرة الشيء واتصاله. واصل المزاح مشروع الا انه يجتنب فيه افتان. احداهما ادمانه داروا منه والاخرى فحشه وسخافته اتوب فلا ينبغي ان يكون طالب العلم دائم الميزان او متهاونا في استعمال ساقطه وسخيفه بل ينبغي له ان يتحفظ منه لئلا يذهب هيبته او يوقعه او يوقعه فيما نهاه الله سبحانه وتعالى عنه. والمزاح للارواح كالملح للطعام ان قل افسده وان كثر افسده فنفسك ان خلت من المزاح فكنت منقبضا للخلق اضر ذلك في خلقها. وان كنت ممهد السبيل فيه لنفسك متسعا بالقول فيه اضر ذلك بها ايضا احسن الله اليكم. كيفية الطلب والتلقي؟ اشار الناظم في هذا الفصل الى طريق العلم لان من قصد الى شيء اجتهد في معرفة الطريق الموصلة اليه. ومما آآ يبطئ تحصيل العلوم وادراك المنطوق منها والمفهوم الجهل بالطريق التي توقف العبد عليها فان الجهل بالطريق مما يضيع المقصود كما ذكره ابن القيم في الفوائد نعم خذ بالاصول فاتقنها فان ثبتت فقد ضربت باطراف العلا المراد بالاصول اساسات العلوم وعمدها فمما يؤمر به طالب العلم في التماسه وتلقيه ان يبتدأ باتقان الاصول وضبطها. فهي للطالب كالاساس للبناء. متى قويت قوي البناء ومتى ضعفت ضعف البناء. وقوله طلبا بضم اوله وثانيه ويسكن الثاني ايضا فيقال طلب هو حبل الخيمة الذي تشد به نعم. وابدأ تصل واحفظه معتنيا بضبطه عند شيخ في العنارة من الاخذ بالاصول المرشد اليه انفا البداءة بالمختصرات في العلم. لان قليل العلم يوصل الى كثيره والمراد بالمختصر ما قل مبنى وجل معنى ومنفعة المختصر تحصل للطالب بامرين احدهما حفظه عن ظهر قلب. والاخر ضبطه على شيخ متقن بما يجمع ضبط مبانيه ومعانيه وهو ارفع من الامر الاول. فمن رام ان ينتفع بالعلم فليبتدأه باخذ مختصراته. وليكن اخذه لها تبا على هذين الامرين. فيحفظها عن ظهر قلب ويتلقاها درسا بالفهم والايضاح عن شيخ متقن فمتى حوى قلبه اللفظ حفظا؟ والفهم معنى حوى العلم النافعة لا تشتغل بتفارق مطولة وانت لم تتقن فان الذي وجب مما يحذر منه في ابتداء الطلب الاشتغال بالمطولات. وتفريق المصنفات في فنون العلم. قبل اتقان اصولها اللازمة وضرر ذلك يرجع الى شيئين. احدهما قلة الانتفاع بها لعدم وجود تصور سابق في الذهن لمقاصد الفن والاخر الغلط في فهم ما قرر فيها وتصوره على خلاف ما ينبغي وهاتان ابدتان عظيمتان توجبان ان لا يشتغل العبد بالنظر في المطولات في ابتداء طلبه لان ضررها عليه اكبر من انتفاعه بها. فاذا اليها بعد ادراكه مقاصد العلوم والفنون بحفظ المختصرات واستشراحها انتفع بها. نعم. لا تنتقل دون ما يدعو لا تنتقم دون ما يدعو لمختصر من بعد اخر لن تكسب سوى نصب. اي الفوائد ينبغي ان يرعاه طالب العلم ترك الانتقال من مختصر الى اخر في حفظه وفهمه دون داع معتد به يدعو الى التحول فهذا من محاذير طلب التي يؤمر الطالب بتوقيها. لانه يعود عليه بالملل والضجر من العلم فاذا ابتدأ الطالب في مختصر فلا ينزع عنه حتى يحوي بغيته منه حفظا وفهما. وانما يوقع الطلبة في هذا عدم بصيرتهم في طريق الطلب. فتجد احدهم يسمع من يشيد بعلم عربية وان المرء مفتقر اليه في العلوم كلها يعمد الى الفية ابن مالك يتحفظ ابياتها يتحفظ ابياتها ثم يمل منها لطولها فلا يجاوز مبادئها. فيتركها ويعمد الى متن اخر في النحو. فيأخذ فيه شيئا ثم يتركه فيضر ذلك به ولو انه استرشد عارفا من شيوخ بما ينبغي ان يحفظ ويتفهم في النحو لارشده بما يناسبه من المختصر اولا ثم يترقى بعدها الى المطولات من متون اهل العلم فوائد اهل العلم اهل العلم مقتنصا وبالضوابط لما كلما صوم على طريقة اهل العلم فاعني بها فهي الصراط بباغي العلم قد ضرب من كمال الطلب والتلقي وتمامه الحرص على تقييد فوائد اهل العلم واقتناصها كما الصيد فان صيد العلم خير من صيد الطير كما قاله ابن سعدي رحمه الله في قصة ومنه الاعتداء بالضوابط وضعا وحفظا. والمراد بالضابط ما تجمع به المسألة. سواء كان كلمة او جملة او بيتا من الشعر. فيعمدوا طالب العلم الى العناية بالموجود منها فيحفظه. فان لم يوجد حسن ان يتخذ ضابطا يميز به المسألة التي يريد ان يحفظها كما ذكرت لكم ان كلمة مكة تجمع الحروف الاولى من اسماء الصحابة الثلاثة الذين خلفوا رضي الله عنهم. فالميم لمن لمرارة ابن الربيع رضي الله عنه والكاف لكعب ابن مالك رضي الله عنه والهاء لهلال ابن امية رضي الله عنه ضوابط عظيمة النفع ولا يكمل حفظ العلم الا بها. وسبكها شعرا اجل نفعا. فان المنظومة يسهل استحضاره ويطول بقائه. مثل ايش؟ ظابط منظوم كم كررنا في مجلس اليوم؟ لا فايز ايوه وموصل الحديث من الرواة تابع وضعف مثل الضابط اللي ذكرناه لكم في المرسل ومرسل الحديث ما قد رفع من الرواة تابع وضعف هذا ضابط للمرسل في حقيقته وحكمه. ومثل ما ذكرناه هذا الصباح الاخلاص كنا اخلاصنا تصفية للقلب من ارادة غير الله فاحذر يا فطن. فانك اذا حفظت هذا الضابط فاتيت الى بيان حد الاخلاص شرعا قلت والاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله. وهو المذكور في المنشد اخلاصنا تصفية للقلب من ارادة غير الله فاحذر يا فطن. ثم يفيض الانسان في بيان هذه الحقيقة نعم. فقد تدرج اهل العلم في كتب فخذوه هناك كتاب الشيخ عبد السلام رحمه الله نافع جدا اسمه الابيات الحاصرة في مجلد جمع شيئا كثيرا من هذه الابيات وترك للمتعقب وراءه كثيرا. نعم. فقد تدرج اهل والعلم في كتب لو ان احدا يريد ان يعتني بهذا يرتبها على حروف المعجم بحسب بالمقاصد فمثلا البيت الذي ذكرناه اخيرا تصفية القلب يتعلق بايش؟ باخلاص فيضعه في حرف الالف الالف مثلا البيت الذي ذكرناه في المرسل يضعه في حرف الميم ومثلا البيت الذي ذكرناه في نية العلم يضعه في حرف النون النية ومنها نية العلم ويذكر الضابط لان هذا يسهل رجوعه اليها اذا ارادها. نعم. احسن الله اليكم وسوء انعم بها كتبا والاصل في ذاك ان تأخذ على رجل يفي بحنكته الشيء الذي صعب ما عندك بيت بينها؟ لا. هكذا تصبح الاوقات عامرة. قبل بعده ما في مخطوط. ايه. طيب اكتبوه بعد فقد تدرج اهل العلم في كتب فخذ بما درسوا وانعم بها كتبا وهكذا تصبح الاوقات عامرة هكذا تصبح الاوقات عامرة بالعلم تسدر في ادراكه الكتب هكذا تصبح الاوقات عامرة بالعلم تصبر في ادراكه الكتب من اداب التلقي لزوم التدرج وسبيل التدرج رعاية البداءة بالمقتصرات المناسبة للمبتدئ ثم الارتفاع الى ما وراءها. وهذا امر يختلف من بلد الى بلد لكن يذكر هنا برعاية المختصرات التي عظم الانتفاع بها قديما وحديثا. كثلاثة في الاصول وادلتها وكتاب التوحيد والاربعين النووية. والعقيدة الوسطية والاجرامية والورقات ونخبة الفكر ونظائرها مما شاع اقراءه في كثير من البلدان الاسلامية على تباعدها واختلافها. والاخذ بالجادة امن من الزلل والخروج عنها ربما قطع الانسان عن مبتغاه. فمن اراد ان يغنم في العلم فليلزم جادة اهله وليحذر من الولع بالغريب. فان مالكا رحمه الله تعالى قال خير العلم الظاهر وشر العلم الغريب. فالعلم الظاهر المنشور الذي الفه الناس وعرفوه ينفع للانسان من غيره وتكرار المختصرات المتداولة اعظم نفعا للانسان من الدخول في كتب غريبة لم يتناولها اهل العلم بالشرح والايضاح. فلا ينبغي ان تكون شغوفا بما خرج عما عرفه اهل العلم ولا ملولا مما تتابعوا عليه فان هذه المدونات الحمد لله ذكر الله فان هذه المدونات التي تقاطر اهل العلم على العناية بها هي الشاملة لمقاصد العلم الحاوية لاصول سائله فمن حواها حوى العلم ومن اهملها ضيع العلم. وصبر الكتب هو مطالعتها وتفتيشها. نعم. ادب الطالب مع شيخه. هو الاصل الهداية والاصل في ذاك ان تأكل والاصل في ذاك ان تأخذ على رجل يثري بحنكته الشيء الذي علم هذه الامة يأخذه الخالق عن السالف. فمن رام العلوم فليأخذها عن الرجال. وليتخير منهم اهل الدراية والفهم الذين يفخرون يشقون بقوة وكمال عقولهم مشكلاتها. ويذللون صعابها والحنكة بضم الحاء المهملة وسكون النون هي الدراية نعم. عدم الطالب مع شيخه الادب مع الشيخ اصل جليل ضعفت رعايته عند كثير من طلبة العلم. مع ان الشيخ المعلم ابو الروح والاب الوالد ابو الجسد كما ذكرنا وهو ابو العباس ابن تيمية الحفيد فيما نقله تلميذه ابن القيم ومن تلطف من الطلبة بشيخه استدر اطفئوا عليه واستمطر علمه بالاحسان اليه. فمن اراد ان ينتفع بشيخه فليحسن ادبه معه. نعم من الادب مع الشيخ رعايته بالتقدير والاكرام والاقبال عليه بالانصات اليه. جامعا بين استنباط العلم منه استعمال الادب معه. نعم. ما لا تقاطعه في درس فتقطعه مراد وكل للغو مجتنبا. مما يستعمل مع الشيخ من الادب ترك مقاطعته في الدرس لانها فتقطعه عن المقصود وتمنعه من بلوغ المراد. فيشوش المقاطع ذهن الشيخ بمقاطعته وينشأ من ذلك تشوش خاطره على قاطعه ولا سيما مع ادامة المقاطعة وكونها عادة. ومن جملة فيما اجتنبوا في مجلس الشيخ اللغو وهو كل ما لا يعتد به ولا ينتفع منه واحد من الاقوال والاعمال. كل ما لا يعتد به ولا ينتفع به احد من الاقوال والاعمال نعم. لا لا تقل يا فلان فهي منقصة وقل ايا شيخنا ان منتدما من الادب المستعمل مع الشيخ ترك مناداته باسمه المجرد وتوقيره يوجب ترك مناداته بما ينادى به غيره. فلا باسمه المجرد ولا ينادى بما ينادى به غيره. ومنه ايضا ترك مناداته بلقب يدل على كونه اجنبيا من الم تعلم كقوله يا شيخ فلان فينزله منزلة اجنبي عنه ويترك اضافة نفسه اليه. والذي يستعمل في نداء الشيخ ما ذكره الناظم فتقول يا شيخي او يا شيخنا. ومما يلحق بهذا الادب تركه الشيخ بتاء المخاطب المفرد فاياك ان تقول قلت وذكرت ولتجتنب مناداته من بعد من غير ضرورة ملجئة ومن العادات الحسنة الجارية بين طلاب العلم في قطرنا تقديم الدعاء للشيخ عند قصد نداءه او سؤاله في قولهم احسن الله اليكم او رفع الله قدركم ونظائر هذا. نعم. الله اليكم. وان بدا لك شيء فانصحنا له لا تظهر الحقد عند النصح والغضب. من بدا له من شيخه خطأ ورغب في فليتحقق اولا من كونه خطأ. ثم اذا تحقق فليترفق في عوضه عليه واورده كاشكال يوجه نظره اليه. وليتوقع حال النصح خمول الحقد في قلبه. فان من تلطخ باطنه بهذه النجاسة حرم العلم ولا فالعلم جوهر لطيف لا يصلح الا للقلب النظيف. واحذر ثورة الغضب وهي هجمته عند ابداء النصح فان الغضب وصول الشر. ومن وصايا النبوية قوله لرجل كما في الصحيح لا تغضب. نعم فلتستزد منه ولتطلب فوائده فالشيخ يخرج در العلم ان طلب. درا. احسن الله اليكم فالشيخ يخرج در العلم ان طلب مما ينبغي ان يلازمه الطالب اظهار رغبته في استزادة من علم الشيخ وطلب فوائده وتحريراته فانه يستخرج بما صنع درر العلم وجواهره من شيخه ومن وجد فيه الاشياخ عناية بالتماس فوائد العلوم ومعارفها امدوه بها. نعم. ولتكتب الدرس ولتعلمه في فربما احتجت يوما للذي كتب مما يستعمل من الادب مع الشيخ اعلامه انك ستكتب عنه سماعك منه حال الدرس لان لكل مقام مقالة وقد يجري في مجلس الخاصة من مباحثات العلم ما يقال مذاكرة لتحقيق مشكله ولا يراد به تقرير المسألة. ومن شرط بالتزام هذا الادب الاخبار بان المنقول عنه من مسموع الدرس او مسموع المذاكرة. فيقول الناقل شيخي يقول في اثناء تقرير درسه كذا وكذا او يقول قال لنا شيخنا مذاكرة ليحفظ وحرمة الشيخ برعاية مقام السماع لان مقام الدرس او المذاكرة ربما فات النفس فيه شيء من بيان العلم على الوجه الاتم. فيحفظ حق الشيخ ومقامه في العلم بالاشارة الى محل سماع العلم منه ومما يشبه هذا استئذانه عند ارادة اعارة المسموع منه او رغبة احد في نقله وكتابته. فقد يكون مشتملا على تحرير او اشكال لا يرغب في عرضه على الملأ من باب يحدث الناس بما يعرفون. فمن خل بهذا ربما اضر بشيخه من حيث لم يرد ذلك. نعم احذر مجالسة الشخص الذي انحرفت به الطرائق عن درب الهدى نكبا. لا يؤخذ العلم عن اهل فاذا جانبتهم كنت من اهل الهدى الغرباء. مما يحذره الطالب مجالسة لمنحرف عن درب الهدى بشهوة او شبهة فان صحبة المعتل بهما توقع فيهما واعظم ذلك حذره في حال السعة والاختيار من الاخذ عن المبتدعة الضلال فان من اعتقاد اهل السنة والجماعة هجرانهم ومصاربتهم والفرار عن مقاعدهم لان صحبة الاجرب تجرب. فان الجي اليه فليتوقى نجاسته واشد من توقيه نجاسة البول وليتحصن من ذلك بجنة السنة وصحة اعتقاد فاجني الثمار والقي الخشبة في النار. نعم. وان اردت انتقالا عن مجالس فكن هديت لابن الشيخ مصطحبا فانه ناصح يعطيك خبرته من نصحه تقطف الرمان مما يستعمل من الادب مع الشيخ استئذانه عند فارادة الانتقال من مجالسه الى غيره من اهل العلم. ولذلك فائدتان الاولى انه ادعى لحفظ حرمته الشيخ. وتوقيره واملك لقلبه في العطف على الم تعلم وتوجيهه والثانية الظفر بنصحه وارشاده. فانك فاذا عرضت له هذا فزت بنصحه وارشاده. وكما ينبغي استئذانه عند التحول فانه الاستئذانه عند ارادة التخلف عن الدرس. فان لم يتهيأ له قبل اعتذر اليه بعد فان الباب واحد وهذه حقيقة الانتساب الى الشيخ فان الانتساب الى الشيخ المعلم ليست مجرد حضور البدن لاخذ المعلومة ولكنه انتساب روحاني في الاخذ والتلقي. نعم احسن الله اليكم. عدم الزمانة. اتخاذ الزميل ضرورة لازمة في نفوس الخلق لان الانسان مجبول على الانس بغيره من ابناء جنسه. وهذا معنى قولهم الانسان مدني بالطبع والزمالة في العلم ان سلبت من الغوائل نافعة في الوصول الى المقصود منه السلام عليكم. احذر معاشرة النفع واجتنبا من يبتغي لذة ان كنت مصطحبا وذا الفضيلة صاحب اذ بصحبته تلقى المكارم والاخلاق والدأب. الاصدقاء كما ذكر شيخ شيوخ سيدنا محمد الخضر بن حسين التونسي رحمه الله ثلاثة. صديق منفعة وصديق وصديق فضيلة فالصديقان الاولان يحلان عقد الصداقة بانقطاع موجبها. فاذا زالت المنفعة وذهبت اللذة قطعا حبل الوصال والوداد واما الصديق الثالث فانه لا يزال على العهد ما بقيت الفضيلة. وثمرة صحبته الظفر مكارم والاخلاق والدأب اي الجد والعناية. فانتخب صديق الفضيلة زبيلا ومن الاخرين فرارك من الاسد. نعم. احسن الله اليكم. عدم الطالب في حياته العلمية من الادب اللازم لطالب العلم لزوم الجادة في اخذه له. بالاستمساك بطريقة اهله في تلقيه والسير على نهجهم في الترقي فيه. والمذكور من هذه الاداب في النظم تبعا للاصل منه ما يرجع الى ادب النفس ومنه ما يرجع الى الادب مع الشيخ لكنه ضم الى هذا الموضع لكمال المناسبة. نعم في مجال هدى داهمة طمحت نحو العلا اجتازت الافاق والسحوب. مما لا بد ان يتأدبا به طالب العلم ليصل الى مراده منه علو الهمة. فان الهمة تهون على صاحبها الشداد وتقرب اليه البعاد وتحمله على التوسع والازدياد. فمن كان عاليا الهمة وفق لبلوغ مراده ان كانت له بصيرة تهديه اليه. والهمة كما قال ابن القيم في من الهم. وهو مبدأ الارادة. ولكن خصوها نهايتها اي بنهاية الارادة. فالهم مبدأها والهمة نهايتها ورحا لتأخذ عن شيخ تلازمه فانما ابرك الاعمال ما طلب العلم مبثوث في هذه الامة مع تباين البلدان. فهو كما قال الذهبي بحر لا ساحل له مفرق في الامة من التمسه وجده. ولكن قضي نهمة طالبه الا بالاشراف على كثير من بلاد الاسلام فقد يوجد في بلد ما لا يوجد في اخر. والرحلة في طلب العلم اصل من اصول تحصيل بعلم الشريعة من العهد النبوي حتى يرث الله الارض ومن عليها وللخطيب البغدادي تقييد نافع ماتع فيها اسمه الرحلة في الحديث. والراحل في العلم مرحل اليه. ومن لا يكن كذلك فلا يرحل اليك ما قيل من لم يكن رحلتا فلن يكون رحلة. اي من لم ان يرحل في طلب العلم وابتغائه فلن يرحل اليه. فالغالب على من لم يرحل نقص علمه وضعف تأهله وعدم احتياج الخلق الى الارتحال اليه. نعم. واجعل لنفسك كناشا وتذكرة وكتابك مما يجلب العطب. انما يدرك العلم بالحفظ. وهذا يكون تارة بالسطر وتارة بالصدر. والاول هو المقصود هنا فان تقييد العلم كتابة مما يستعان به على حفظه وبدائع الفوائد اذا لم تقيد بقيد القلم ذهبت مع الايام. والاحظ بهذه الرعاية ما سيق في غير مولده او ذكر فيما عدا مظنته من الدرر المنثورة المستكنة في خبايا الزوايا فينبغي ان يجعل الانسان له كناشا اي يجمع فيه الفوائد التي تمر به كي يكون تذكرة له وما من عالم الا وله تذكرة كما كان يسميها القدامى كتذكرة ابن منده وهي موجودة الى اليوم. وفي اولها نقص ولم تطبع او له سفينة كما يسميها المتأخرون. فان السفينة عندهم اسم الكناش الذي يقيد فيه العالم ما يمر فيه ما يمر به من فوائد العلم فلا ينبغي ان يكون الانسان غفلا من هذا الاصل. بل يجعل له مدونا يجمعه وفيه الفوائد حتى اذا ارادها قدر على الوصول اليها او جعل هذا الكتاب الذي جمعه انيسا له ينظر فيه مرة بعد مرة حتى يحفظ والفوائد التي انتقاها فان الانسان قد تمر به درة ان لم يقيدها ضاعت عليه في تكون مختبية بين ثنايا السطور. فمثلا قال الحافظ ابن حجر في كتاب العلم بفتح الباري ومن تكلم في غير فنه اتى بالعجائب فان فان هذه من ملح العلم ولطائف جمله. فينبغي الا تذهب عنك. بل حتى تنتفع بها في محلها. وقد هيأ الله سبحانه وتعالى اليوم طرائق تعين على حفظ الفوائد التي تمر بك ومن اكملها البطاقات التي يمكنك ان تقيد فيها الفوائد على وجه الانفراد. فتتخذ من هذه البطاقات مقيدات للفوائد فاذا مرت بك فائدة قيدتها في بطاقة اما بنصها او بالاحالة اليها فاذا كثرت تلك البطاقات فلتعتني بتصنيفها فتجعل لك فيها اما بان تضم فوائد العلوم بعضها الى بعض فتجعل عندك محلا لحفظ فوائد الفقه ومحلا لحفظ فوائد التفسير ومحلا لحفظ فوائد النحو من هذه البطاقات او بحفظها على ما يكون جامعا لها فمثلا اذا مرت بك فائدة في حصر معنى من المعاني تكن من جنس الابيات فانك تجعل لك محلا من هذه الظروف المعروفة اليوم تكتب عليه الابيات الحاصرة. فتكتب البيت وتضعه في هذا الوعاء مع الايام والليالي ستجد انك جمعت شيئا كثيرا من الفوائد التي تتعلق بالابيات الحاصرة والافضل في ما يتعلق بفوائد القرآن والسنة ان تتخذ اصلا كبيرا في التفسير واصلا كبيرا في الحديث. تقيد عليه ما يمر بك من الفوائد المتعلقة بالاي والحديث واحسنها بالنسبة التفسير كتاب الدر المبثور للسيوطي. وبالنسبة للحديث كنز العمال للمتقي الهندي فاذا جعلت هذا اصلا للتفسير فمر بك تفسير اية في كلام للشاطبي في الموافقات او كلام لابن القيم في مدارج السالكين او غير ذلك فانك تقيد عند هذه الاية موضعه من ابي من وجدت فيه الفائدة فتكتب على بجانب هذه الاية انظر ايضا الموافقات للشاطبي او انظر ايضا بدائع الفوائد لابن القيم ويعلم به ان ما كان في كتب التفاسير لا ينقل الى هذا الموضع. لان تفسير الاية اذا اردته في كتب التفاسير وجدته. فلو انك اردت تفسير قوله تعالى قل هو الله احد عرفت انك تجده عند ابن كثير والبغوي والقرطبي وغيرهم عند اول اية من سورة الاخلاص لكن الشأن فيما يوجد من التفاسير في غير مظنته وفيها فوائد كثيرة وقد لا توجد في كتب التفسير نفسه فتحيل عليها في قرر هذا الكتاب ومثله في الحديث النبوي فاذا مرت بك فائدة تتعلق بالرواية او الدراية فاجعلها على موضع الحديث من كنز العمال وكنز العمال له تهرس المرتب على الحروف ويسهل الوصول اليه. فاذا وجدت فائدة عن الامام احمد في معنى حديث ما فانك تنقل هذا المعنى الى موضعه والمقصود فيما كان غير مظنته كان تجد نقله في كتب الحنابلة فمثلا نقل جماعة من الحنابلة منهم ابن القيم في بدائع الفوائد والسنفارين في غذاء الالباب كلام الامام احمد في حديث ان الله احتجز التوبة عن صاحب عن كل صاحب بدعة قال احمد ايش؟ لا يوفق للتوبة فتثبت على موضع هذا الحديث من كنز العمال كلام الامام احمد في بدائل الفوائد وغذاء الالباب لانك آآ لو التمسته في شروح الحديث ما وجدته. فشراح الحديث لم يذكروه لكن الحنابلة ذكروه في بعض كتبه فانت اذا مرت بك الفائدة اثناء قراءتك بدائع الفوائد عمدت الى الاشارة عمدت الى الاشارة اليها على كنز العمال ثم اذا قرأت غذاء الالباب عمدت الى الاشارة اليها في كتاب غذاء الالباب نعم احسن الله اليك. نحفظ من العلم شيئا تستدل به فانما العلم طلبا. تعهد من وقت لاخر ان بعض المسائل ان احملته ذهبا. من خصائص علم الشريعة انه لا يحصل بحفظ فمن اهمل حفظه لم ينظم في سلك اهله وان بلغ في الفهم مرتبة الاذكياء. ومن ظن من المتعلمين انه ينال العلم بلا حفظ فلا يتعن. ومن اشتغل بالحفظ فان منفعة حفظه لا تكمن له الا تعاهده فالنسيان طبع الانسان. ويحتاج طالب العلم الى تعاهد محفوظه والا ذهب ومن احسن ما يؤخذ به التعاهد ان يجعل الطالب صبيحة الجمعة وقتا لاعادة محفوظه في هذا الاسبوع ويجعل الجمعة القادمة وقتا لاعادة محفوظه في الاسبوعين معا والجمعة الثالثة وقتا لاعادة محفوظه في ثلاثة اسابيع والجمعة الرابعة وقتا لاعادة محفوظه في اربعة اسابيع ثم اذا ابتدأ شهر جديد اسقط الجمعة الاولى من الشهر الماضي وجعل هذه الجمعة محلا لمراجعة محفوظه في في الاسابيع الثلاثة الاخيرة من الشهر الماضي جمعة الاولى من هذا الشهر وهكذا فيزيد محفوظ جمعة وينقص محفوظ جمعة حتى اذا انتهى به الامر الى الاجازات المعتادة ومنها اجازة المدارس اهتبل ذلك فرصة يغتنم فيها مراجعة محفوظه كله حتى يستوفيه. فاذا فعل ذلك واراد عليه في اثناء الاجازة فله ذلك. ولو انه تأخر في مراجعة محفوظه ولو لم يزدد شيئا جديدا في اجازته فان ذلك انفع له. فان حفظ رأس المال على الربح فحفظ رأس مالك من محفوظك اولى من ربحك شيئا جديدا وفي التحمل والابلاغ فاصطحبا امانة العلم تعلم الصدق قبل العلم تطلبه فصاحب الكذب عليه ملاح دم. مما هو من حية طالب العلم الكاشفة عن مبلغ رعايته له اصطحاب امانة العلم في التحمل والاداء. فلا يدعي تحمل ما لم يتحمل فيعظم خرج الرواية بالكذب ولا يؤدي الا ما تحمل على الوجه الذي تحمل فيجمع امانة العلم في طرفيه تحملا واداء ومن خان امانة العلم فانه لا يجني الا على نفسه ولن يضر العلم شيئا. فينبغي ان يلزم طالب العلم الصدق. وقد ذكر بقية ابن الوليد انه كان عند الاوزاعي فجاءه شاب فقال يا ابا عمرو هي ثلاثون حديثا يعني حدثني بهذه الاحاديث الثلاثين من حديثه. قال فجعل الاوزاعي يحدثه ويعدها فلما جاز الثلاثين قال له يا ابن اخي تعلم الصدق قبل ان تعلم الحديث نعم. ونصف علمك لا ادري فان فقدت فانت نحو هلاك تسحب انا من اداب طالب العلم في حياته العلمية التجافي عن دعوى الاحاطة بالعلوم بكسر النفس بسلطان لا ادري. فانها جنة يتقى بها من علل النفس. ومن لم تجن بها اصيبت مقاتله. وقد سئل بعض الحكماء من يعرف كل العلوم فقال كل الناس ومراده ان العلم بمجموعه مفرق بين الناس بمجموعهم. نعم حافظ على الوقت للتحصين والقطع والهدم عند اساطيه دركبا. عمر العبد وقته واولى الناس بحفظ الزمن هم الساعون الى تحصيل كمالات العبودية المفتتحة بطلب العلم اذا لم يعتلي طالب العلم بحفظ وقته وعمارته بتحصيل العلوم حفظا ودرسا مع الانقطاع عن الصوارف والشواغل فانه لا ينال من العلم مقصوده وغايته. والاساطيل جمع اسطوانة. وهي السارية ويقال للعلماء اساطيل على التشبيه. نعم. وخذ لنفسك وقتا من اللطائف شيئا يطرد التعب. من رفق بنفسه وقت الكلل والمشقة وعالجها بطرائف حكمة ورياض القلوب عادت نشيطة راغبة. فينبغي ان يجعل طالب العلم لنفسه وقتا يستجم به من عناء الطلب وليس للاستجمام حد يرجع اليه. لكن احسن ما يقال فيه ان ضابط ذلك هو الحاجة مع مراعاة النشاط. فاذا احتاج اجم نفسه واراحها. واذا كان نشيط النفس رغب بها عن الاجمام. فمتى وجدت في نفسك حاجة الى اراحتها؟ فارحها. بما يحصل به الترويح عليها من رياضة مباحة او فسحة ماتعة او ولذلك واذا وجدت نفسك نشيطة فاهتبل نشاطها. فان اغتنام ابالي النفس من علامات العقل. فالنفس تقبل وتدبر. فاذا اقبلت فاحملها على المعاني واذا ادبرت فافطمها عن مألوفاتها وصنها عن الاخلال بعادتها. نعم وان سألت فسل من غير معنة فان اجابك فالزم عنده الادب. لا لا تقل ان ذاك الشيخ خالفك وكن لاخلاق اهل العلم منتسبا. من ادب السؤال ان تسأل شيخك سؤال تفقه لا سؤالك تعنت فاياك وارادة العنت بشيخك فانك لا تفلح. واذا اجابك الشيخ فالزم الادب معه واياك والتشغيب عليه بقولك ان الشيخ فلانا خالفكم فيما تقولون. بل قل ما حجة من يقول كذا وكذا ليلتفت الشيخ الى المراد وهو اطلاعه على القول الاخر بعض ما عنده من العلم في ابطال حجة القائلين به. واذا كنت تعرف الحجة وترغب في الجواب عنها فقل فما جواب من يقول كذا وكذا؟ ولتدعو للشيخ في كل تقييبا لنفسه متخلقا بادب اهل العلم بحسن السؤال. فان حسن السؤال نصف العلم. نعم وترى واترك مجادلة يهتفها لغط اهل السفاهة جروا وسطها ذنبا الى الحق من يبغيه مجتهدا. وانصحه باللطحكم اذا كان محتسبا. من الادب اللازم لطالب العلم التباعد عن المجادلة المحفوفة باللغط فانها من صلائع السفهاء والغلط تحت اللغط وش معنى الغلط وتحت اللغط ايه نعم. يعني ان الدخول في اللغط يوصل الى الغلط ويفضي بالعبد اليه. اما المناظرة التي يقصد منها الوصول الى الحق فلا بأس بها مع التحلي بها وقد يكون مأمورا بها في بعض الاحوال قال ابو العباس ابن تيمية في كلام الله مجادلة المحمودة انما هي ابداء المدارك. ابداء التي هي مستند الاقوال والاعمال. واما اظهار غير ذلك فنوع من النفاق في العلم والعمل انتهى كلامه احسن الله اليكم. اكثر مذاكرة عند الجلوس الى اهل البصائر ممن ادمنوا الكتب ففي المطارحة استحضار ذاكرة اذا تجنبتم الاسفاف والشغب مسائل العلم تكون في القلب وماء حياتها ادامة المذاكرة. فمن ذاكر بالعلم وتعاهده نبتت في قلبه واين اعتمرها؟ ومن غفل عن ذلك خرج العلم من قلبه. والمراد المذاكرة ايش؟ وش المقصود بالمذاكرة ايش؟ نعم. مباحثة العلم مع اخر مباحثة العلم مع اخر. اما الذي لوحده لا يسمى هذا المذاكرة. هذا يسمى تحفظا اما المذاكرة فالمقصود ان تكون مفاعلة من الذكر بين اثنين ولا ينبغي ان يذاكر الانسان الا اهل العلم والعقل فان الانتفاع بمذاكرتهم مأمول. واياك ومذاكرة من قل علمه وضعف ذهنه فانك اذا ابديت وجها حسنا لم تسبق اليه لم تسلم من تجهيله وتسفيهه وان انما يفهم الطالب على قدر نيته وعقله. نعم. احسن الله اليك. التحلي بالعمل. نعم العلم يهتف بالاعمال فالتزما ما يقتضي العلم نهيا كان او طلبا. لا ينفع العلم صاحبه الا الا باجابته لداعيه. فالعلم يهتف بالعمل وصدق الاجابة امتثال خطاب الداعي في الامر باتباعه وفي النهي باجتنابه. وانما يراد العلم للعمل فمن لم يرزق عملا بعلمه فعلمه وبال عليه فالعمل غاية والعمل والعلم وسيلة موصلة اليه. قال ابراهيم بن اسماعيل كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به. نعم. احسن الله اليكم ادي الزكاة ببذل العلم تزكية لا تكتم الحق واصدع بالذي وجب. من زكاة العلم بدله للخلق ونشره بينهم صدعا بالحق واقامة للملة ونصرا للدين على ما توجبه الشريعة فينبغي ان يكون بث العلم ونشره منسوجا على ما يوافق الشرع من اصابة نفع الناس. نعم. صن عزة النفس واحم العلم من سفه فان من من جمال العلم التحلي بعزة النفس والاتقاء بها من امال الطامعين في كسر العلم واضعاف اهله. ومن صان العلم صانه العلم. ومن اعز العلم اعزه العلم ومن اذل نفسه فتلاعب به عبيد الدرهم والدينار فعلى نفسها جلت براقش واحذر مسالك لم يحموا الولاية ان يغشوا بها الرياء. من صيانة العلم حفظ حرمته اذا رفع صاحبه الى ولاية بالتعليم او الفتيا او القضاء. ومن حمى ولايته بغشيان ذهبت تلك الولاية ولابد وبقيت سيرته السيئة في النفوس الريب جمع ريبة والريبة مؤنث الريب وهو قلق سوى اضطرابها كما نص عليه جماعة من المحققين منهم ابو العباس ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابن رجب رحمهم الله نعم. واحذر مداهنة ترجو بها عرضا قل ما بدانك لا تستعمل الكذب مما ينبغي ان يحذره طالب العلم الوقوع في المداهنة وحقيقة التخلق بما يسلم الدين لاقامة العشرة التخلق بما الدين لاقامة العشرة. والخلق اللائق باهل العلم البراءة من المداهنة. والتقدم الى قول الحق الذي يبدو لصاحب العلم وفق الشريعة دون استعمال الكذب. وليس الاخذ بالتلطف في حمل الناس من هذا الباب بل ما كان كذلك فهو مداراة. فالمداراة هي التلطف في حمل الناس على الحق والمداواة بالاخلاق العقلاء والمداهنة من اخلاق السفهاء. فبين آآ المداهنة والمداراة فرق على ما ذكره جماعة منهم ابن وابن حجر رحمهما الله نعم احسن الله اليكم ولتجمع الكتب والاخطر احاسنها لا لا تطع في شراء مما يتوصل به الى العلم ادمان النظر في الكتب. قال عبد ابن المبارك من احب ان يستفيد فلينظر الى كتبه. فيحتاج طالب العلم الى جمع الكتب لتكون فانيسه وجليسه ومن حسن الجمع اختيار اصولها المقدمة التي عظم الانتفاع بها في القديم حديث نعم. خذ من رسائل اهل العلم ما نسجت على التعمق فيما واص واحتجب من اصول التصانيف النافعة التي ينبغي السعي في جمعها مقيدات اهل العلم الموضوعة وعلى نهج الاستنباط من خزائن الوحيين وكشف مدارك الاحكام وتفهم عللها والغوص في مكنونات المسائل وهتك حجبها حجبها الحائلة دون الوقوف على درر العلم وجواهره واحض التصاريف بهذا النعت هي كتب السلف المتقدمين. فانفع الكتب العلم كتب الاوائل. كما اشار الى ذلك الشاطبي في الموافقات. ومما يلتحق بهذا الرسم المحققين المعتنين بتحرير المسائل احل مشكلاتها وفك مغلقاتها ابي العباس ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابن القيم وابن رجب من الحنابلة والنووي وابن حجر وابن الملقن من الشافعية. وابن عبد البر ومحمد الامين الشنقيطي من الحنفية. وابن والعين من الحنفية. وابن حزم. من الظاهرية وكتب ائمة الدعوة النجدية المجموعة في الدرر السنية او في مجموع الرسائل والفتاوى النجدية. نعم. اذا اشتريت كتابا فلتطوف عجنا على الذي ولتستقبل الكتب مما يعجل فائدة الانتفاع بالكتب المشتراه حديثا المرور عليها على عجل قبل درجها في خزانة الكتب وحقيقة المرور العاجل هي القراءة ايش السردية السريعة القراءة السردية السريعة. ولا يقال الجردية. فان الجرد في هذا المحل لا يناسب معناه لان تجديد الشيء تخليته مما هو فيه ومنه ارض جرداء لا نبت فيها وانما يقال سرد. ولهذه القراءة اصول خمسة. احدها القاء على طرة الكتاب اي غلافه. ليقف على اسمه واسم مصنفه ودار نشره وسنته والثاني قراءة المقدمة. فانها مفتاح الكتاب وقد تشتمل على بيان اصطلاحات تختص به لابد من معرفتها. والثالث الاطلاع على الفهرس وانتخاب المواضع المستحسنة للقراءة لوضع علامة دالة عليها دون مسارعة الى قراءتها. والرابع تصفح الكتاب تصفحا سريعا. يوقف على ابوابه ومسائله وان انست رغبة في قراءة شيء منه فافعل. والخامس العود الى الفهرس للاطلاع على المواضع المنتخبة قبل. فان اصبت قراءتها حالة تصفح كفاك ذلك. وان لم تفعل الان فيحصل بمراعاة هذه الاصول معرفة خبر الكتاب. هذه قاعدة نافعة جدا لان الكتب كثيرة والعمر قصير ولن تقرأ كل ما تشتريه من كتب ولكن لا تخفي نفسك من الاخذ عليها بلزوم هذه الجادة. فاذا اشتريت كتابا فانظر الى غلافه لتعرف اسمه واسم مؤلفه ودار نفسه وسنة نشره. ثم اقرأ مقدمة الكتاب. ثم يقرأ فيه رسا الكتاب وضع علامة عندما استهواك اي استهوتك قراءته واحببت ان تقرأه ولا تقرأه بل ضع العلامة فقط. ثم تصفح الكتابة تصفح سريعا. تطلع به على ابوابه فاذا اعجبك شيء منه فاقرأه. فاذا فرغت من هذا التصفح السريع ارجع الى المجلس فما وجدت منه مما قد قرأته استغنيت عن اعادته. وان لم تقرأه فاقرأه. فان وجدت بعد ذلك فسحة في قراءة كله قرأته وان لم تجد وجعلت هذا الكتاب مرجعا فتكون قد مررت على فصوله وانتفعت بفوائده التي قيدتها حلى مرورك على الكتاب ومن اتخذ هذا اصلا وغلب عليه حب الكتب امكنه ان يمر على جميع مكتبته مهما كان عدها. وقد لقيت رجلا من المشائخ القدامى في مصر يقول انه لما طبع تفسير الطبري اشتريته بمبلغ غالي جدا لكن لاجل الفرح به. يقول فلم النم تلك الليلة حتى صفحته من اوله الى اخره صفحة صفحة يفتحه وينظر فان اعجبت قرأ فيقول فلم يعني يأتي الفجر الا وانا قد مرظت والعين كله. نعم. احسن الله اليك. وان كتبت اعجلناك معتديا باللقط والشكل واضبط كل ما صعب. مما يحفظ به العلم كما تقدم تقييده مكتوب ومن ادب الكتابة اعجابها والمراد به ازالة عجبتها. وحصول ذلك بخمسة امور احدها تبيين الخط والحذر من تدقيقه والثاني تقييده على قواعد الرسم المشتهرة باسم الاملاء والثالث النقد للمعجم والاهمال للمهمل لئلا يقع اشتباه في الحروف. فلا يمر بحرف منك الخاء والضاد والغين الا نقطه. ولا حرفا مهملا كالحاء والصاد والعين الا اغفله. ويحسن التنبيه في بمواضع الاشكال الى الضبط بالحرف بان يقال بالخاء المعجمة او بالحاء المهملة. والرابع ضبط الكلمات المشكلة بالحركات لتتميز فلا يقع الغلط فيها والخامس العناية بوضع علامات الترقيم المعروفة في علم البحث العلمي كالاقواس والفواصل والنقط واشباهها. نعم هذا واسأل ربي بعد ما ختمت بان يقينا الهوى والمقت والغضب. ختم الناظم بسؤال الله ان يقيه الهوى والمقت والغضب. فهؤلاء الثلاث للعلل النفوس الموردة للهلكة وللشيطان فيها جلبة. وبهذا ينتهي شرع شرح الكتاب على نحو مختصر يفتح موصده ويبين مقاصده اللهم انا نسألك علما في يسر ويسرا في علمنوا بالله التوفيق