السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل الحج مقاما للتعليم ووفق فيه من شاء من عباده الى الدين القويم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى اله وصحبه خيرة وفد الحاج. اما بعد فهذا الشرح الكتاب الثاني من برنامج تعليم الحجاج في سنته الاولى سنة ثلاث وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب القول السديد فيما يجب لله تعالى على العبيد العلامة محمد ابن عبد العزيز ابن مانع التميمي رحمه الله المتوفى سنة خمس وثمانين بعد الثلاث مئة والالف. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع بعلومه يا رب العالمين. القول السديد فيما يجب لله تعالى على العبيد العلامة محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مانع المتوفى سنة خمس وثمانين وثلاث مئة بعد الالف رحمه الله رحمة واسعة. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله واصحابه والتابعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فاعلم انه يجب على كل مسلم مكلف ان يتعلم ثلاثة اصول وهي معرفة ربه ودينه ونبيه وهذه الثلاثة وهذه الثلاثة هي التي يسأل عنها الانسان في القبر بعد الموت ذكر المصنف رحمه الله بعد استفتاحه كتابه بالبسملة والحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله واصحابه والتابعين ان من الواجبات على المسلمين ممن بلغه منهم خطاب الشرع والتكليف تعلم هذه الاصول الثلاثة والتكليف عند اهل العلم وصف جامع للعقل والبلوغ. وهو المشار اليه بقول للاصوليين والفقهاء المكلف هو العاقل البالغ وجعل التكليف وصفا للعبد فانما هو المخاطب بالامر والنهي مواضعة صلاحية اما الحقيقة الشرعية الموضوعة للمخاطب بالامر والنهي فهي اسم العبد ان العبد هو الوصف الذي انيط به الامر والنهي في الخطاب الشرعي واما التكليف فانما هو مواضعة اصطلاحية اتفق عليها جماعة من اهل العلم فنقلوا اسم التكليف من وضعه اللغوي الى هذه الحقيقة وجعل الامر والنهي مسمى بالتكليف مخالف لما جاء في القرآن والسنة من وصف الامر والنهي بانها راحة الارواح. وسبب انشراح الصدور. وفلاح الدارين في والاخرة مما حدا بجماعة من المحققين الى استبعاد الموافقة على هذه المواضعة الاصطلاحية لمناكفتها الدلالة الشرعية في كون الامر والنهي الشرعيين مثمران لما ينفع العبد في الدنيا والاخرة ومنهم ابو العباس ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابو عبدالله ابن القيم. ذلك ان التكليف عند المتواضعين اصطلاحا عليه مجعول لما فيه مشقة وليست الاحكام الشرعية ملازمة لها بل وان وجدت فيها المشقة الا ان تلك المشقة مشقة مقارنة للفعل لكنها ترجع على العبد بخير كثير. واصل منشأ هذا واصل منشأ هذا الاصطلاح من ان جماعة من الى الاسلام من فرق اهل القبلة زعموا ان الفعل الالهي خال من والتعليم وهم المشار اليهم باسم نوفات الحكمة والتعليل فانهم لما نفوا الحكمة والتعليل عن افعال الله سبحانه وتعالى ذهبوا الى القول بان الامر والنهي الشرعيان ملازمان حينئذ للمشقة دون حاجة لله سبحانه وتعالى في امر عباده او نهيهم وركبوا عليه اصلا عندهم اسمه نفي الاغراظ والحاجات يريدون به نفي الحكمة والتعليل. فلما نفي الحكمة والتعليل عن الامر والنهي الذي خطب به العبد جعل اصطلاح التكليف وصفا له. واما بحسب الوضع الشرعي فان الموضوع للدلالة على الامر بمن خوطب بالامر والنهي ويكون المخاطب بها عبدا فلا يقال تكليف ولا يقال مكلف في اصح قولي اهل العلم بما ذكرته انفا من كون هذا الاصل مبنيا على قول نفاة الحكمة والتعليل في افعال الله سبحانه وتعالى لا ومن فروع تلك المسألة عندهم وصف التكليف وما يلحقه من اسم مكلف لمن خوطب بالامر والنهي فاذا تقرر هذا فان المصنف رحمه الله تعالى ذكر ان مما يخاطب به العبد خطاب ايجاب تعلم هذه الاصول الثلاثة معرفة معرفته ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم ووجوب هذه المعارف الثلاث مبني على الامر تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم وقوله تعالى فاسجدوا لله واعبدوه. وقوله تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين. فان كل امر بالعبادة يندرج فيه الامر بهذه المعارف الثلاث وواجهوا الاندراج المذكور هو ان العبادة المأمور بها لا يتأتى امتثالها الا بشهود ثلاثة اصول احدها معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة وثانيها معرفة المبلغ عن ذلك المعبود. فان العقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله من حق فاحتاجت الى مبلغ يهديها ومرشد يرشدها. وثالثها معرفة كيفية ايقاع تلك التي تراد من العبد فلما كان امتثال العبادة متوقفا على هذه الاصول الثلاثة انتج ايجاب هذه المعارف الثلاث لان معرفة المعبود هي معرفة الله ومعرفة المبلغ عنه هي معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومعرفة كيفية العبادة هي معرفة دين الاسلام فاذا قيل لك ما الدليل على وجوب المعارف الثلاث معرفة العبد ربه ودينه ونبيه فقل كل امر في القرآن او السنة بالعبادة هو امر بهن لتوقف امتثال العبادة عليهن على الوجه المتقدم ذكره من احتياج العبد الى معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة وهذه هي معرفة الله واحتياجه الى معرفة المبلغ عن ذلك المعبود وهذه هي معرفة النبي معرفة الكيفية التي توقع بها العبادة وهذه هي معرفة دين الاسلام. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان هذه المسائل الثلاث هي التي يسأل عنها العبد في قبره كما تظاهرت بذلك الاحاديث الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم فصار من قواطع المحكمات في الاعتقاد ان العبد يسأل في قبره من ربك وما دينك وما هذا الرجل الذي بعث فيكم يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم. والى ذلك اشار شيخ شيوخ حافظ للحكمي في سلم الوصول بقوله وان كلا مقعد مسؤول ما الدين ما الرب؟ وما الرسول فهؤلاء المعارف الثلاث يقع عليهن السؤال في القبر وبهن يتعلق الثواب والعقاب. فيهن يؤمر العبد في دار الدنيا فهذه المعارف الثلاث جل قدرها وعظم شأنها من جهتين احداهما حصول المطالبة بهن في الدنيا حصول المطالبة بهن في الدنيا وتعلق الثواب والعقاب بهن. وتعلق الثواب والعقاب بهن والثانية وقوع السؤال في القبر عنهن وقوع السؤال في القبر عنهن فلما اجتمعت هاتان الجهتان جلت مقادير هذه المعارف الثلاث فهي من اولى المعارف التي ينبغي ان يفرغ فيها العبد وسعه وهي من العلم الذي لا يسع العبد جهله. فهي من اصل الدين الذي لا يكون العبد سؤال الى حقائقها في الدنيا لم يتيسر له الانتهاض بجوابهن الموافق للصواب في القبر نعم. احسن الله اليكم. الاصل الاول سؤال اذا قيل لك من ربك؟ جواب فقل الله الذي رباني بنعمته وخلقني من عدم الى وجود. والرب هو المالك المتصرف. ومعنى الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. سؤال واذا قيل لك باي شيء عرفت ربك جواب فقل باياته ومخلوقاته منها الليل والنهار والشمس والقمر وغير ذلك سؤال واذا قيل لك وما الدليل على ذلك؟ جواب فقل قوله تعالى السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. سؤال واذا قيل لك لاي شيء خلقك الله؟ جواب فقل لعبادته وحده لا شريك له وعبادته طاعته باتباع امره واجتناب نهيه ومن انواعها الدعاء وهو مخ العبادة فلا يدعى غير الله من الاموات والاشجار والاحجار الغائبين فمن دعا غير الله فهو مشرك فهو مشرك والدليل قوله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين ظلم هنا هو الشرك. قال تعالى ان الشرك لظلم الربوبية وتوحيد العظيم. سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ جواب فقل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس انس الا ليعبدون. اي يوحدون. سؤال واذا قيل لك كم اقسام؟ كم اقسام التوحيد جواب فقل ثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات فتوحيد الربوبية ان لا خالق ولا رازق الا الله. وتوحيد الالوهية وافراده تعالى بالعبادة وتوحيد الاسماء والصفات ان يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به طوله صلى الله عليه وسلم نفيا واثباتا وما امر الله به وما اعظم ما نهى عنه. جواب فقل اعظم ما امر الله به التوحيد. الذي هو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه. ودليل الامر قوله تعالى قال وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. ودليل النهي قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. سؤال واذا قيل لك ما اول ما فرض الله عليك؟ جواب فقل الايمان بالله والكفر بالطاغوت دليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا اعبدوا الله واجتنبوا وقوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى وهي لا اله الا الله. ومعنى الايمان بالله ان تعتقد انه هو الاله المعبود الذي لا يستحق عبادة احد سواه ومعنى الكفء ومعنى الكفر بالطاغوت ان تعتقد بطلان عبادة غير الله اسم لكل ما عبد من دون الله ورضي بذلك او حكم بغير ما انزل الله. والشيطان اكبر الطواغيت وكل رأس في الضلالة كالدعاة الى عبادة الاموات وانكار الصفات. لما قرر المصنف رحمه والله انه يجب على العبد تعلم ثلاثة اصول هي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه يبينها اصلا اصلا وابتدأ بيانه ببيان الاصل الاول وهو معرفة العبد ربه لجلالته قدمه فان اجل المعارف الثلاث هي معرفة العبد ربه واستفتحه رحمه الله السؤال عنه فقال اذا قيل لك من ربك؟ ثم اجاب عنه بقوله ربي الله الذي رباني بنعمة وخلقني من عدم الى وجود. فالرب عز وجل يعرف بانه المربي عباده بنعمته الخالق لهم من عدم الى وجود فان اصل الربوبية مردها الى التربية. وهي تدريج شيء ترقية درجة فدرجة في حاله المتعلقة عينه الحيواني الجثماني او بنعيمه الروحاني القلبي. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى اصل الرب فقال والرب هو المالك المتصرف وهذا بعض معناه الذي تعرفه العرب. واقتصر عليه المصنف اكتفاء باظهر اطراده. فان التي ترجع الى الربوبية متنوعة فمن اعظمها ما ذكره المصنف بقوله هو المال كله المتصرف والرب يقع في كلام العرب على ثلاثة معان ذكرها ابن الانباري وغيره احدها المالك وثانيها السيد وثالثها القائم على الشيء المصلح له وثانيها السيد وثالثها القائم على على الشيء المصلح له وما تفرع عن هذه المعاني راجع الى واحد منها فان من المتأخرين من اطال النفس في تعديد معاني الرب حتى بلغها ما يزيد عن التلاتين. وتلك التلاتين المذكورة في نظم احمد ابن احمد السجاعي الازهري هي الى هذه المعاني الثلاثة التي جعلتها العرب اصل مادة الرب. فالربوبية دائرة على هذه معاني الثلاث المذكورة انفا. ثم بين المصنف رحمه الله معنى كونه الها يعبد فقال ومعنى الله ذو الالوهية والعبودية على خلق اجمعين. وهذه الجملة تروى من كلام عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما رواه ابن جرير في تفسيره باسناد ضعيف ومعناها صحيح فان الله عز وجل هو الذي تألهه القلوب محبة وخضوعا فان قلوب الخلق معظمة لله سبحانه وتعالى ومدار ذلك راجع الى شيئين احدهما كماله الحاصل وثانيهما احسانه الواصل. احدهما كماله الحاصل وثانيهما احسانه الواصل. فبشهود القلوب لكمال الله عز وجل الذي اتصف به وما به خلقه من الاحسان اليهم الهته صاحب ابي حنيفة وتعالى فصارت معبودة له عز وجل. ثم سأل سؤالا اخر فقال واذا قيل لك باي شيء عرفت ربك طالبا الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل. ثم اجاب عنه بقوله فقل باياته ومخلوقاته وهذه الجملة قديمة تروى عن ابي يوسف القاضي صاحب ابي حنيفة اسندها عنه ان لا لكائي في شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة. فمعرفة الله سبحانه وتعالى ارشدت اليها اياته ومخلوقاته. والعطف بين الايات والمخلوقات من عطف الخاص على العام فالمخلوقات بعض الايات لان ايات الله اياته الشرعية وهي الكتب النازلة على انبيائه. واخرها القرآن الكريم والاخر اياته الكونية وهي مخلوقاته فيكون ذكر المخلوقات ذكرا للخاص تنويها بشأنه واظهارا له والا فهو مندرج في جملة العموم السابق فلأي شيء صرح بهذا ابو يوسف القاضي ثم من تبعه لماذا صرح بهذا الفرض من العام لماذا في معرفة الله؟ قيل باياته ومخلوقاته ولم يقتصر على القول باياته مع ان المخلوقات من جملة الايات ما الجواب لا لماذا نعم لا لماذا التصريح نحن نقول لماذا صرح بها؟ في مسألة ثانية لاجل ان تنتبه ايش كيف اثر الخلق قل فيقول يظهر بها اثر الربوبية صرح بالمخلوقات لان بدو اثر الربوبية بها اشد من ظهور اثر الربوبية بالايات الشرعية. فان الايات الشرعية النازلة على الانبياء من كتب الله عز وجل مما وقع فيه بين الانبياء وبين اقوامهم المجادلة والمحاككة. فنازعوهم في ذلك فلم تكن تلك الكتب طريقا للتصريح بالايمان بالربوبية اظهر من الطريق الذي نصبه الله عز وجل في في ابداء ربوبية الله سبحانه وتعالى فان المرء ولو لم يسمع اية نازلة من الله عز وجل اقر بفطرته السليمة وعقله القويم هذه المخلوقات المبثوثة في الكون تنبئ عن خالق لها ومكون كونها. كما قيل لاعرابي هل تعرف الله؟ فقال نعم. فقيل له بما عرفته فقال البعرة تدل على البعير. والاثر يدل على المسير. فسماء ذات ابراج. وبحار ذات امواج اراض ذات فجاج الا تدل على الواحد القهار؟ وصدق فان من قلب ناظريه في فلك الكون وملكوه السماء والارض اقر بربوبية الله سبحانه وتعالى. فلما كانت المخلوقات ادل في اظهار الربوبية بها من الايات الشرعية صرح اهل العلم بذكرها تلميحا الى هذا الاصل الذي ذكرناه ومن تلك المخلوقات الليل والنهار والشمس والقمر وغير ذلك. ثم اورد المصنف سؤالا اخر فقال واذا قيل لك وما الدليل على ذلك؟ اي على معرفة الله بالايات والمخلوقات ثم اجاب عنه بقوله فقل قوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. فهذه الاية مرشدة الى ربوبية الله سبحانه وتعالى بما ابدى الله سبحانه فيها من مخلوقاته. وايات الربوبية متكاثرة بينة في الخافقين. فمن قلب النظر في ملكوت الله عز وجل رأى من شواهد الربوبية ما لا يحصى ولا اخر فقال واذا قيل لك لاي شيء خلقك الله؟ اي لاي حكمة خلقك ثم اجاب بقوله قل لعبادته وحده لا شريك له وعبادته طاعته باتباع امره واجتناب نهيه. وتضمن جوابه امران وتضمن جوابه امرين احدهما بيان ان الخلق مخلوقون للعبادة كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالخلق مخلوقون لعبادة الله عز وجل ومخلوقات الله قاطبة عابدة لله بالحال او بالقال. كما قال تعالى وان من شيء الا يسبح بحمده والاخر بيان حقيقة العبادة وهو المذكور في قوله طاعته باتباع امره واجتناب نهيه وهذه بعض حقيقتها لتعلق المذكور بالخطاب الشرعي الطلبي فقط والخطاب الشرعي لا ينحصر فيه. فان الخطاب الشرعي نوعان احدهما الخطاب الشرعي الخبري والاخر الخطاب الشرعي الطلبي. وما ذكره المصنف من قوله طاعته باتباع امره واجتناب نهيه هو متعلق بالخطاب الشرعي ايش؟ الطلب فبقي ما وراءه وهو الخطاب الشرعي الخبري وتقدم ان استقراء القرآن والسنة يدل ان العبادة تطلق على وهو احدهما معنى عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والاخر معنى خاص وهو التوحيد والاخر معنى خاص وهو التوحيد فالعبادة كيفما دارت في القرآن والسنة فانها تقع على هذين المعنيين ولا ثالث لهما فتقع تارة على معنى عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع فتكون مؤلفة من شيئين للخطاب الشرعي والاخر اقتران ذلك الامتثال بالحب والخضوع وقولنا والخضوع عدول عما ذكره جماعة عوضا عنه من وصف الذل وانما عدل عن ذلك لان الذل ليس مما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى فالذل كوني قدري وليس دينيا شرعيا. بخلاف الخضوع فانه يقع كونيا قدريا ويقع شرعيا دينيا فيطالب الخلق بالخضوع لله سبحانه وتعالى. ولا يطالبون بالذل لهم لان الذل ليس مما ورد خطاب الشرع بمطالبة الخلق بجعله منزلة من منازل العبادة وفي الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله بالامر من السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله اي خضوعا لقوله. وضرب الملائكة باجنحتها فسر بذكر موجبه وهو الخضوع لله سبحانه وتعالى ولم يذكر اسم الذل. وروى البيهقي باسناد صحيح في قنوت عمر رضي الله عنه انه كان يقول ونؤمن بك ونخضع لك ولم يقل ونذل لك وليس في شيء من خطاب القرآن والسنة ذكر الذل منزلة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى بل لم ياتي الذل الا على وجه بيان كونه نقصا ينافي الكمال ومثل ذلك مما لا العبادة لان عبادة الله سبحانه وتعالى هي في اصلها كمال وفيما تثمره كمال فلا يناسبها معنى الذل وانما يناسبها الموضوع في الخطاب الشرعي وهو اسم الخضوع. فقيل حينئذ في حد العبادة في حقيقتها العامة هي امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب خضوع. واما المعنى الخاص وهو التوحيد فذلك ان العبادة تأتي في خطاب الشرع بها توحيد الله سبحانه وتعالى لجلالته وعظمته. بل ذكر البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كل امر بالعبادة في القرآن فهو امر بالعبادة في القرآن فهو امر بالتوحيد. تعظيما للمعنى الخاص للعبادة وهو توحيد الله سبحانه وتعالى ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من انواع العبادة الدعاء وقال وهو مخ عبادة اي خالصها. وروي هذا في حديث ضعيف عند الترمذي عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الدعاء مخ العبادة وبيان منزلة الدعاء من العبادة جاء في عدة احاديث على الفاظ عدة اولها الدعاء مخ العبادة وثانيها الدعاء افضل وثالثها الدعاء اشرف العبادة ورابعها الدعاء هو العبادة والمحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم اخرها فقد روي عنه هذا في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما عند اصحاب السنن باسناد صحيح واما الالفاظ الثلاثة الاول فرويت في احاديث لا تثبت اسانيدها ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان ذلك يقتضي انه لا يدعى غير الله من الاموات والاشجار جاري والغائبين ثم قال فمن دعا غير الله فهو مشرك. وذكر الدليل على ذلك وهو قوله تعالى ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين. ثم قال والظلم هنا هو الشرك فيكون معنى الاية فلا تدعو من دون الله عز وجل ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فدعوت غير الله عز وجل فقد وقعت في الشرك ودلالة الاية على تحريم دعوة غير الله سبحانه وتعالى من وجهين احدهما النهي المصرح به في صدر الاية في قوله ولا تدعوا فان الوضع اللغوي للنهي يقتضي اجتماع لا الناهية مع الفعل المضارع وهو الواقع في هذه الاية فاذا وقع الخطاب وفق الوضع اللغوي للنهي افاد التحريم في اصح قولي اهل العلم رحمهم الله تعالى. وهذا معنى قول الاصوليين الاصل في النهي التحريم والى ذلك اشار شيخ شيوخنا حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في داليته اذ قال والنهي اذ لا نص يصفه الى الكراهة هذا الحق يعتمد والاخر نسبة ذلك الى الظلم نسبة ذلك الى الظلم في قوله فانك اذا فانك اذا من الظالمين والظلم الشرك ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث الاعمش عن ابي وائل عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه هما تاني العلامتان في الاية علم ان النهي المذكور فيها مفيد تحريم دعوة غير الله سبحانه وتعالى وانه شرك لان الظلم في اصل وضعه الشرعي للشرك. ثم ما دونه ملحق به فان اصل الظلم في اصح اقوال اهل العلم هو جعل الشيء في غير موضعه. واعظم افراد ذلك جعل العبادة لغير الله سبحانه وتعالى. فان موضعها ها ان تكون لله عز وجل فاذا جعلت لغيره كان ظلما. ثم اورد المصنف سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ اي ان الله خلق الخلق لعبادته ثم اجاب عنه بقوله فقل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. اي يوحدون فهذه انتهى كلامه فهذه الاية دالة ان الحكمة من خلق الجن والانس هي عبادة الله عز وجل فهم مخلوقون لها وكونهم مخلوقون لها يقتضي امرهم بها فصريح الاية ان الخلق خلقوا لاجل العبادة ومضمن ذلك انهم مأمورون بها. فاذا كان خلقهم لاجلها تضمن ذلك امرهم بها. ثم بين مصنف رحمه الله معنى يعبدون بقوله اي يوحدون وهذا التفسير له وجهان احدهما انه من تفسير اللفظ باخص افراده انه من تفسير بما وضع له افراده تعظيما له فان التوحيد اعظم العبادة والاخر انه من تفسير اللفظ بما وضع له شرعا انه من تفسير اللفظ بما وضع له شرعا لما تقدم من ان العبادة تطلق في الشرع ويراد بها التوحيد وتقدم ما ذكرناه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كل ما ورد في القرآن من الامر بالعبادة فهو امر بالتوحيد. ذكره البغوي في تفسيره والعبادة والتوحيد اصلان عظيمان تتحقق صلتهما اجتماعا وافتراقا من وجهين احدهما ان يكون ان يكون مترادفين وذلك اذا كان المقصود ارادة التقرب وذلك اذا كان المقصود ارادة التقرب فالعبادة هي التوحيد والتوحيد هو العباد. لان التقرب الى الله عز وجل يكون بعبادته ولا تكونوا عبادته الا بتوحيده. فهما مترادفان مترادفان والاخر ان يكون من باب الخاص من افراد العام بان يكون التوحيد فردا من افراد العبادة فاذا لوحظت افراد المتقرب به فان مما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى توحيده فالله يتقرب اليه بالصلاة والصدقة والحج والصيام الا هو توحيده عز وجل. ثم ذكر سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم اقسام التوحيد ثم اجاب عنه بقوله فقل ثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات ثم بين معنى كل ولو قدم المصنف ذكر حقيقة التوحيد قبل قسمته لكان اولى لكن اهل العلم ربما قدموا شيئا واخروا غيره لما يرون من استحقاق المقدم بالتقديم. وان كان تقسيم الشيء فرع عن معرفة حقيقته فان الاحاطة بالحقائق تعبد الطريق لما وراءها من الاحكام ولاجل هذا جلت العناية بحدود الاشياء المسماة في عرف الناس اليوم بالتعاريف فان التعريف وهو نوع من انواع الحد انما قدم طلبه لانه الة للوصول الى حقيقة الشيء وما ما يتناوله ولهذا ذهب جمهور الفلاسفة والمنطقيين ان الحدود تبين حقائق الاشياء والصحيح ان الحدود تميز الاشياء بعضها عن بعض واما تحقيقها لها من كل وجه فان ذلك متعذر لمن عانى وضع الحدود وتعلقها بالحقائق سواء في الحقائق اللغوية او العرفية او الشرعية والمقصود ان تقديم حقيقة الشيء مما يعين على معرفة متعلقاته ومن جملتها تقسيمه فينبغي ان تقدم حقيقة التوحيد شرعا والتوحيد احدهما افراد الله بحقه وهو معنى عام احدهما معنى عام وهو افراد الله بحقه والاخر معنى خاص وهو افراد الله بالعبادة فان التوحيد يطلق على هذا وهذا فهو باعتبار المعنى العام افراد الله بحقه والله عز وجل له حقان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب وينشأ من هذين الحقين توحيد الربوبية والالوهية والاسماء والصفات فهذه القسمة الثلاثية ناشئة من معرفة مال الله سبحانه وتعالى من حق فاستقراء القرآن والسنة مفصح عن ان الله عز وجل له حق في معرفته واثباته وله حق في قصده وطلبه وارادته ودينك الحقين اثمر معرفة انواع التوحيد التي تنبغي لله عز وجل وهي توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات وهذه القسمة الثلاثية للتوحيد مأخوذة من استقراء دلائل القرآن والسنة وهي موجودة في كلام جماعة من القدماء كابي حاتم بن حبان في مقدمة روضة العقلاء ونزهة الفضلاء به وابن منده في كتاب التوحيد في جماعة اخرين وانما شهرت عند المتأخرين تصريحا بينا لمزيد الحاجة لمعرفة الله عز وجل فان الصدر الاول من الامة لم تكن عقائدهم قد شيبت بما يفسدها في ابواب التوحيد فلما خلطت بذلك في ابواب التوحيد كافة احتيج الى اشهار هذه القسمة مع كونها موجودة في الاوائل فمن يظن ان هذه القسمة انما هي مقالة وجدت بعد القرن الثامن او القرن الثاني عشر فهو مخطئ وخطأه بين من وجهين احدهما امتلاء القرآن بالادلة المبينة هذه القسمة الثلاثية والاخر وجود تلك القسمة الثلاثية في كلام جماعة من الاوائل ممن سمينا ثم في كلام من بعدهم ومما يؤسف له ان معرفة توحيد الله عز وجل وابواب الاعتقاد عند جم غفير من المسلمين تنتهي الى المصنفات التي دونها قوم في قرن الثامن او في القرن الثاني عشر او ما بين ذلك مع الغفلة عما يوجد في كلام الاوائل رحمهم الله تعالى من توحيد الله عز وجل واعتقاده. والجهل لذلك ولد في قلوب بعض الناس مجافاة الاعتقاد الصحيح ظنا ان هذا الاعتقاد هو اعتقاد فلان او فلان اعتقادا للائمة المعظمين من كل مذهب من المذاهب المتبوعة. فمن قول ابي عمر ابن عبد البر في كتاب التمهيد نقله الاجماع عن السلف رحمهم الله تعالى اثبات صفات الله عز وجل على الحقيقة وانها ليست من باب المجاز وهذا اجماع جليل يذكره امام متقدم في القرن الرابع من ائمة المالكية. فبمثله يعرف ان اعتقاد الصحيحة لا يختص بطائفة من المسلمين دون غيرهم. ولا هو اعتقاد الحنابلة وحدهم ولا الشافعية وحدهم ولا وحدهم ولا الحنفية وحدهم. بل اعتقاد كم للخلق من المذاهب المتبوعة المقتدين بسلف الامة رحمهم الله تعالى اعتقادهم هو ما جاء في الكتاب والسنة النبوية. والمقصود ان تعلم ان هذه القسمة الثلاثية للتوحيد هي قسمة قديمة دليلها استقراء الكتاب والسنة ثم هذه الاقسام الثلاثة وهي توحيد الربوبية والالهية والاسماء والصفات لكل واحد منها معنى يختص به شرعا فتوحيد الربوبية شرعا هو افراد الله ايش عيد الربوبية بالخلق والرز والملك والتدبير والاحياء والموت. والاماتة افراد كثيرة لا يأتي عليه الحصر ها يوسف مراد الله هو افراد الله بذاته وافعاله والاقتصار على الافعال كما قاله الصارخ غلط لانه غفلة عن افراد الذات. وهي متعلق الربوبية اصلا والافعال تابعة لها والاسماء والصفات باب اخر لا تعلق له بالذات. فان الاسماء والصفات متعلقة بالذات. والذات بابها توحيد الربوبية فتوحيد الربوبية شرعا وافراد الله في ذاته وافعاله. بان تعتقد وحدانية نية ذات الله سبحانه وتعالى وماله من افعال يدور عظمها على الخلق والملك والرزق فان هذه الافعال الثلاثة المذكورة هي اجل اصول الربوبية واصول ربوبية الله عز وجل ترجع الى الخلق والرزق والملك. فمن ذكر افراد من الربوبية كان اولى ما يقدم منها هذه الافراد الثلاثة. لانها هي الافراد الثلاثة التي اعتني في القرآن الكريم بابرازها للاعلام بربوبية الله سبحانه وتعالى. واما توحيد الالهية او الالوهية فهو شرعا افراد الله بايش ها يقول اخونا هو افراد الله بافعال العباد وهذا عليه اشكال لان من افعال العباد الاكل والشرب والنوم واليقظة ايش هذا تفسير من عندك ان تقول هو افراد الله بافعال العباد. نحن نقول لك من افعال العباد النوم واليقظة والاكل احتيج الى قيد عند من يطلق هذا بان يقال هو افراد الله بافعال العباد المتقرب بها. اي التي يفعلها العبد طلبا للقربى من الله عز وجل. كالامثلة التي نوه بها المجيب كالصلاة والحج والزكاة. ويستغنى عن تطويل ذلك بان يقال هو افراد الله بالعبادة فتوحيد الالوهية شرعا هو افراد الله بالعبادة واما توحيد الاسماء والصفات فهو شرعا افراد الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى هو أفراد الله شرعا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ومن تفاصيل جمله ما ذكره المصنف في قوله أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم نفيا واثباتا. فان هذا مذكورة ليس حدا لتوحيد الاسماء والصفات. وانما هو بيان لجملة ما ينبغي من الايمان بالاسماء والصفات بان يثبتها العبد وينفيها وفقا لما جاء في القرآن او في السنة لان آآ الخبر عن الله سبحانه وتعالى خبر عن غيب. والخبر عن الغيب مفتقر الى وحي والوحي ينحصر في خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا معنى قول اهل العلم الاسماء والصفات توقيفية اي موقوفة على ورود الدليل في اصح اقوال اهل العلم والى ذلك اشار السفاريني في الدرة بقول لكنها في الحق توقيفية لنا بذا ادلة وفية لكنها في الحق وفية ثم اورد المصنف رحمه الله سؤالا اخر يندرج في هذا الاصل فقال واذا قيل لك ما اعظم ما امر الله به وما وما نهى عنه ثم اجاب عنه بقوله فقل اعظم ما امر الله به التوحيد الذي هو افراد الله بالعبادة اعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه تبين المصنف رحمه الله تعالى في جوابه اعظم مأمور انه التوحيد واعظم منهي عنه منهي عنه انه الشرك. وتقدمت حقيقة التوحيد شرع واما الشرك فيقع في الشرع على معنيين احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره جعل شيء من حق الله والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله عز وجل وهو جعل شيء من العبادة لغير الله عز وجل فالشرك يدور في القرآن والسنة على احد هذين المعنيين في عمومه وخصوصه وفي ذكر حقيقة الشرك عاما وخاصا عبر بالجعل وعدل عما يعبر به جماعة من ذكرهم الصرف وانما دعا الى ذلك امران احدهما اقتفاء الخطاب الشرعي ففيه ذكر الجعل لا الصرف. كقوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وكقوله صلى الله عليه وسلم ان تجعل لله سأله عن اي الذنب اعظم في حديث ابن مسعود المتفق عليه فالمعبر به شرعا عن حقيقة الشرك هو الجعل واما الصرف فلم يعبر به شرعا فان قال قائل قد عبر الشرع ايضا بالاتخاذ كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا. في اية اخر فما الفرق بينهما فالجواب ان الاتخاذ باعتبار الفعل الظاهر وان الجعل باعتبار ارادة التقرب ان الاتخاذ باعتبار الفعل الظاهر وان الجعل باعتبار ارادة التقرب التي هي العبادة. فهو يتخذ ان مظهرا له كصنم او غير ذلك. ثم يتوجه اليه بالعبادة التي هي الجعل القلبي والاخر ان فعل الجعل يتضمن الاقبال والتأله القلبي بخلاف فعل الصرف ان فعل الجعل يتضمن الاقبال والتأله القلبي بخلاف فعل الصرف فان الصرف يدل في الوضع اللغوي على تحويل شيء من وجهه الى وجه اخر دون نظر الى جهة التحويل واما الجعل فانه واما واما الجعل فانه يراد به توجه القلب الى ذلك المعظم وعبادته ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى دليلا على كون التوحيد اعظم مأمور وكون النهي اعظم منهي فذكر قوله وتعالى في الاول وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين والاخر ذكر فيه قوله تعالى الله خير والاخر ذكر قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فما وجه دلالة الاية الاولى على ان التوحيد اعظم مأمور وما دلالة الاية الثانية على ان الشرك اعظم منهي ما الجواب نعم يا اخي نعم بنت ولاية الثانية بخلاف غيره من المنهية اما الاية الاولى فدلالتها على ان التوحيد اعظم مأمور به فلان الله سبحانه وتعالى حصر المأمورات التي طولب بها الخلق في قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فقدم بين تلك المأمورات توحيده وانما يقدم المقدم وانما يقدم المقدم فلما ابتدأ به دون غيره علم انه اعظم المأمورات التي امر الله سبحانه وتعالى بها واما على ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فدلالتها على كون الشيك اعظم منهي عنه فلما فيها من الخبر ان الله عز وجل لا يغفره بخلاف غيره من المنهية فكل ما نهى الله عز وجل عنه فمنتكهو فمنتهكه على رجاء مغفرة الا الشرك فان الله عز وجل لا يغفر لصاحبه ذنبه فلما اختص بهذا الوصف علم انه اعظم منهي عنه وعقل بهذا المعنى الذي اراده المصنف من ذكر الايتين للدلالة على اعظم مأمور به ومنهي عنه. وذكر المصنف رحمه الله تعالى للايتين المذكورتين عما استدل به الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب ثلاثة الاصول عنه على هذه المسألة فانه قال واعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك والدليل وقوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فعدل عنه لماذا عدل عنه لغموض وجه كون الاية المذكورة دالة على اعظمية الامر بالتوحيد واعظمية النهي عن الشرك فان المتبادر من سياق الاية انها تتظمن الامر بالتوحيد وذلك في قوله واعبدوا الله. والنهي عن الشرك وذلك في قوله ولا به شيئا الا ان المتوهم لاول وهلة عند رؤية صدر الاية هي جزء من اية الحقوق العشرة التي عظم الله عز وجل فيها عشرة حقوق ذكرها نسقا فقال فيها واعبدوا ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وذي القربى الى تمام الاية وقدم من هذه الحقوق العشرة الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك. فلما قدم علم انه اعظم مأمول به واعظم منهي عنه. فصارت الاية التي استدل بها امام الدعوة على المعنى المقصود صحيحة في الدلالة عليه كما ان ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى من الايتين صحيح في الدلالة على ما اراده رحمه الله تعالى من معنى ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما اول ما فرض الله عليك ثم عنه بقوله فقل الايمان والكفر بالطاغوت واورد الدليل الدال على ذلك وهو قوله تعالى وقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. وهاتان الايتان تفسر احداهما الاخرى فالكفر بالطاغوت يفسر بالامر باجتنابه والايمان بالله يفسر بالامر بعبادة الله سبحانه وتعالى. فقوله ان اعبدوا الله يفسره قوله ويؤمن بالله فعبادة الله تكون بالايمان به. وقوله واجتنبوا الطاغوت يفسره وقوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت فاجتناب الطاغوت وحقيقتها مباعدته هي الكفر او تفسير العروة الوثقى فقال وهي لا اله الا الله وهذا مروي عن جماعة من السلف والعروة اسم لما يتعلق به. والعروة اسم لما يتعلق ويستمسك به والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى فهي عروة قوية لمن تعلق بها ثم بين رحمه الله معنى الايمان بالله بقوله ان تعتقد انه هو الاله المعبود الذي لا يستحق قل العبادة احد سواه وهذا من اعظم الايمان بالله. ولا تنحصر حقيقة الايمان بالله فيه. فان الايمان بالله عز وجل يجمع معنى الايمان بوجوده ربا له الاسماء الحسنى والصفات العلى يجمع الايمان به ربا موجودا معبودا له الاسماء الحسنى والصفات العلى. فما ذكره المصنف رحمه الله تعالى فرد من افراده يرجع الى اعتقاد كونه سبحانه تعالى معبودا مألوها فان ذلك يتضمن انه لا يستحق العبادة احد سواه ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من جملة ما يتعلق بالكفر بالطاغوت ان تعتقد بطلان عبادة غير الله عز وجل وهذه هي حقيقة الكفر به. فان اجتنابه لا يمكن الا بالكفر به ولا يكون الكفر به الا في اعتقاد بطلان عبادته ثم اسم لكل ما عبد من دون الله ورضي بذلك او حكم بغير ما انزل الله. وهذا بعض معناه فان الطاغوت يطلق في الشرع على معنيين فان الطاغوت يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام والاخر خاص احدهما عام والاخر خاص فاما المعنى الخاص فهو الشيطان فهو الشيطان وهذا اكثر ما يذكر في القرآن ان الطاغوت هو الشيطان واما المعنى العام فاحسن ما قيل فيه ما ذكره ابن القيم في اعلام الموقعين انه ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع فان هذا احسن ما قيل في حده ذكره عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد كيف يعرف في القرآن ان هذا المعنى المراد في اية ما هو المعنى الخاص او العام كيف نميز هذا عن هذا جوابه انه اذا ذكر معه الفعل للجمع فالمراد به المعنى العام اذا ذكر معه الفعل للجمع فالمراد به المعنى العام. كقوله تعالى والذين كفروا اوليائهم الطاغوت ايش يخرجونه من النور الى الظلمات فنسب اليهم الفعل جمعا فدل بذلك على الطاغوت ثم ذكر المصنف ان الشيطان اكبر الطواغيت وكل رأس في الضلالة كالدعاة الى عبادة الاموات وانكار الصفات فالطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة هم اعظمهم شرا واكثرهم خطرا. وهذا هو المراد بكونهم رؤوسا فمعنى قول اهل العلم رؤوس الطواغيت اي اكثرهم خطرا واعظمهم شرا وهم ابليس ومن عبد وهو راض ومن دعا الناس الى عبادة نفسه ومن ادعى علم الغيب ومن حكم بغير ما انزل الله ذكره ابن القيم وغيره ورد المصنف عظمى جنايتهم الى نوعين منهم احدهما اعظم الجن غواية واغوان وهو الشيطان اعظم الجن غواية بضم الغين لا بكسرها غواية واغواء وهو الشيطان والاخر اعظم الانس غواية واغواء وهم كل رأس في الضلالة كالدعاة الى عبادة الاموات وانكار الصفات. وهذا ذكره المصنف مثلا لما كان في زمانه من دعاة الضلالة فان رؤوسهم حينئذ كانوا ممن يدعو الى عبادة الاموات او ان كان الاصطفاف ومنهم اليوم الدعاة الى سلطة القصور او سلطة الجمهور من الخالعين حكم الشريعة في سياسة ان يجعلوا للمتولي السلطة المطلقة او يجعل للشعب السلطة المطلقة فان هذا من اعظم الظلالة التي راجت بين المسلمين باخرة والحكم لله سبحانه وتعالى والمخرج من ذلك رده الى ما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فللراعي حقه وللرعية حقهم. ومن خرج عن حكم الشرع في حق الراعي او خرج عن حكم الشرع في بحق الرعية فهو اليوم من رؤوس الضلالة الداعين الى الشر وهؤلاء من شر الطواغيت الذين يفسدون دين الخلق ودنياهم. فمن يجعل لهؤلاء سلطة مطلقة فهو ظالم لنفسي وهو من رؤوس الضلال ومن يجعل لي الناس مما يسمى بالشعب السلطة المطلقة مصدر سلطات فهم ايضا من رؤوس الضلالة ودعاة الفتنة. وهذا امر يروج في امة الاسلام بين الفينة والفينة ولا يزالون يلتظون بناره عقدا بعد عقد ولا مخرج لهم منه بالصيرورة تارة الى اليمين وتارة اخرى الى اليسار فانهم كما التظوا بنار هدموا عروش اصحابها سيرتظون بنار اخرى. فان اولئك الذين سقطت عروشهم على صريخ الجماهير قامت عروشهم على صريخ الجماهير واذا لم يرجع الخلق الى حكم الله سبحانه وتعالى وما في القرآن والسنة فانهم لا يخرجون الا من حكم ظالم الى حكم الظالم وهم يخرجون من لون من الاستبداد الى لون اخر. فان من عدل عن القرآن والسنة الى غيرهما لا من سياط العذاب المعجلة له في عدوله عن الشرع ما يخفف به سياط العذاب التي تكون عليه في الاخرة. فلا ينبغي ان هذه الدعوة الضالة على طلاب العلم خاصة وعلى المسلمين عامة. بل يزداد المرء تمسكا بما في القرآن والسنة وايمانا بانه لا مخرج للناس مما هم فيه من ضيق احوالهم الا بما في القرآن والسنة. مما يتعلق بحقوق الراعي الرعية معا نعم. احسن الله اليكم. الاصل الثاني سؤال اذا قيل لك ما دينك؟ جواب فقل ديني الاسلام وهو تسليم الامر لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك. وهو ثلاث مراتب الاسلام والايمان والاحسان وكل مرتبة لها اركان. سؤال فاذا الحرام مع الاستطاعة لك كم اركان الاسلام جواب فقل خمسة الاول شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والثاني والثاني اقام الصلاة والثالث ايتاء الزكاة. والرابع صوم رمضان والخامس حج البيت الحرام مع الاستطاعة. سؤال واذا قيل لك ما الدليل على هذه الخمسة؟ جواب قل اما دليل الشهادة فقوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو الملائكة واولو العلم قائما بالقسط. لا اله الا هو العزيز الحكيم واما دليل الصلاة والزكاة فقوله تعالى واما دليل الصيام فقوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. واما دليل الحج فقوله تعالى لله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. سؤال واذا قيل لك هل يقبل الله دينا غير الاسلام. جواب فقل لا والدليل قوله تعالى. ومن يبتغي غير دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. سؤال واذا قيل لك ما معنى لا اله الا الله؟ جواب فقل لا معبود بحق الا الله. لا اله الا الله اثبات. والمعنى انها تنفي الالوهية عما سواك عما سوى الله. وتثبت العبادة لله وحده لا شريك له لا شريك له وحده ووحده تأكيد للاثبات ولا شريك له تأكيد للنفي سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ جواب فقل هو قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. الا الذي فطرني فانه سيهدين. وجعلها كلمة باقية في عقبه لعله هم يرجعون. سؤال واذا قيل لك ما اصل دين الاسلام وقاعدته؟ جواب فقل الله وحده والثاني ان نعبده بما شرع لا نعبده بالبدع. ودليل الامر الاول قوله تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم من لم انعبد الا الله الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا. ودليل الامر الثاني قوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود عليه غير مقبول سؤال واذا قيل لك ما معنى الايمان لغة وشرعا؟ جواب فقل معناه لغة التصديق وشرعا تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من ربه. سؤال واذا قيل الايمان جواب فقل ثلاثة قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان. سؤال ال واذا قيل لك كم اصول الايمان؟ جواب فقل ستة الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى. سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ جواب فقل قوله تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه به ورسله وقوله تعالى ولكن البر من امن بالله واليوم الكتاب والنبيين. ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر سؤال واذا قيل لك كم الانبياء وكم الرسل منهم؟ ومن ومن هم اولو العزم ومن اولوا الرسل جواب فقل جملتهم مائة الف واربعة وعشرون الفا والرسل منهم ثلاثمائة ثلاثة عشر واولو العزم منهم خمسة ذكرهم الشاعر بقوله محمد ابراهيم موسى كليم ونوح وعيسى هم اولو العزم فاعلم. واول الرسل واول الرسل نوح واخرهم محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. سؤال واذا قيل لك كم انزل الله من السماء جواب فقل مائة صحيفة واربعة كتب. سؤال واذا قيل لك ما هي الكتب ثواب فقل هي التوراة وانزلت على موسى والانجيل وانزل على عيسى والزبور وانزل الا داوود والقرآن انزل على محمد صلى الله صلى الله عليه وسلم. سؤال واذا قيل ما هي الصحف؟ جواب فقل هي صحف شيث وهي خمسون وصحف ادريس وهي ثلاثون وصحف ابراهيم وهي عشر وصحف موسى قبل التوراة وهي عشر. سؤال واذا قيل لك هل جاء دليل صحيح على بيان عدد الانبياء والرسل وعلى بيان عدد الكتب حديث في ذلك عن ابي درد الغفاري رضي رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على ما ذكرناه من التفصيل والله اعلم بصحته. ولهذا يجب على كل مسلم ان يؤمن والرسل والكتب والصحف ايمانا اجماليا. فقد قال تعالى ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك. وكلم الله موسى تكليما. سؤال واذا قيل لك هل يجب الايمان بما في التوراة والانجيل الذين عند اليهود والنصارى اليوم؟ جواب فقل ما في امام موافق للقرآن فهو حق يجب الايمان به. وما فيهما مخالف للقرآن فهو باطل. يجب انكاره واعتقاد بطلانه. سؤال واذا قيل لك ما الاحسان؟ جواب فقل هو ان تعبد الله كانك انك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. سؤال واذا قيل لك هل يبعث هل يبعث الناس بعد الموت جواب فقل نعم. والدليل والدليل على ذلك قوله تعالى منها خلقناكم فيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى. سؤال واذا قيل لك هل هل يكفر منكر منكر البعث جواب فقل نعم. والدليل على ذلك قوله تعالى زعم الذين كفروا لن يبعثوا قل بلا وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان ما يتعلق بالاصل الاول وهو معرفة العبد ربه اتبعه ببيان ما يتعلق بالاصل الثاني وهو معرفة العبد دينه. واستفتحه بقوله سائلا اذا قيل لك ما ديت ما دينك؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل ديني الاسلام وفسر الاسلام فقال وهو تسليم الامر لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك وهذا المعنى هو احد معنييي الاسلام فان الاسلام له معنيان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة من الشرك واهله والتعبير بالبراءة اولى من التعبير بالخلوص الذي ذكره المصنف وغيره لانه الواقع في الخطاب الشرعي فان الواقع في الخطاب الشرعي في تمايز المسلم عن الكافر ذكر البراءة لا ذكر الخلوص وهما يتحدان بالوضع اللغوي. لكنهما يفترقان بالاختيار الشرعي. فالمختار شرعا للدلالة على المذكورة ولفظ البراءة. لا لفظ الخلوص والجملتان المذكورتان بعد الاستسلام لله بالتوحيد هما من جملة المندرج في الجملة الاولى فلو قيل في بيان المعنى العام للاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد كان كافيا الاخريين بعده وهما والانقياد له بالطاعة. فالبراءة من الشرك واهله مندرجتان في حقيقة الاستسلام لله بالتوحيد وابرزتا بالذكر تنويها بمقامهما وتعريفا بشأنهما واما المعنى الثاني وهو المعنى الخاص فله موردان فله موردان احدهما الدين كله فانه يسمى اسلاما علما على ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم علما على ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فالدين الذي بعث به الينا محمد صلى الله عليه وسلم اسمه دين الاسلام والاخر الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلاما الاعمال الظاهرة فانها تسمى اسلاما. وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الاسلام بالايمان احسان وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان وذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الاسلام ثلاث مراتب. الاسلام والايمان والاحسان وهذه المراتب هي مراتب الاسلام بمعناه العام فالاسلام بمعناه العام مقسوم على هذه المراتب الثلاث. وكل مرتبة من هذه المراتب لها اركان ذكرها المصنف رحمه الله تعالى كما سيأتي واستفتح السؤال عن هذه الاركان بقوله فاذا قيل لك كم اركان الاسلام؟ اي على معنى الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم ثم اجاب بقوله فقل خمسة وعدها وفق ما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين من حديث حنظلة عن عكيمة ابن ابي خالد عن عكرمة ابن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كما قال بني الاسلام على خمس الحديث والتقييد بالاستطاعة عند ذكر الحج لم يأتي في حديث ابن عمر. ووقع في بعض كتب الحديث المتأخرة عند حديث بني الاسلام على خمس اذا عد الحج وحج بيت الله الحرام لمن استطاع اليه سبيلا. وهذا القيد ليس في في حديث ابن عمر وان في قصة جبريل المروية في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وعند مسلم وحده من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم اورد المصنف سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما الدليل على هذه الخمسة؟ يعني على هذه الاركان الخمسة تفصيلا ثم اجاب عنه بقوله اما دليل الشهادة فقوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو الاية وهذه الاية دليل على شهادة ان لا اله الا الله. وليس فيها ذكر للشهادة لمحمد صلى الله عليه مع القطع بكونها مندرجة معها في الركنية فان الركن الاول من اركان الاسلام هو شهادة ان لا اله الا الله ان محمدا رسول الله وانما اقتصر المصنف على الاية الدالة من شهد لله بالتوحيد اندرج في ذلك شهادته للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة والادلة الخاصة المفصحة عن الشهادة له صلى الله عليه وسلم بالرسالة كثيرة في القرآن. ثم ذكر رحمه الله او تعالى دليل الصلاة والزكاة وهو قوله تعالى ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة والصلاة والزكاة المذكورتان في كلام المصنف المراد منهما ما يكون ركنا والصلاة التي تكون ركنا هي الصلاة المفروضة في اليوم والليلة والزكاة التي تكون ركنا هي الزكاة المعينة في الاموال المقدرة شرعا هي الزكاة المعينة في الاموال المقدرة شرعا. ثم ذكر المصنف دليل الصيام فقال واما دين الصيام فقوله الا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام الاية وهذه الاية دالة على فرض الصوم وليس فيها تعيين المأمور به فيه. وانما ذلك في قوله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن حتى قال فمن شهد منكم الشهر فليصمه. فبين ان المكتوب على هذه الامة هو صوم شهر ثم ذكر دليل الحج فقال واما دليل الحج فقوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. والحج الذي هو ركن هو حج بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة. وحج بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة وبما تقدم علم تعيين المراد من تلك الاركان لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والمراد بالصلاة هي ايش الصلوات الخمس في اليوم والليلة والمراد بالزكاة هي الزكاة المعينة في الاموال المقدرة والمراد بالصيام وصوم شهر رمضان في كل سنة. والمراد بالحج هو حج بيت الله الحرام مرة في العمر لمن استطاع فعلم ان ما زاد عن هذه الحقائق ولو قيل بوجوبه فانه لا يكون مندرجا في جملة الركن فمثلا من الشهادة الواجبة الشهادة بالحقوق لمن افتقر الى شهادته في اقامة حق ما فان الشهادة حينئذ واجبة عليه. لكنها ليست من جملة ركن الشهادة وكذلك مثلا زكاة الفطر هي واجبة لكنها ليست من جملة الزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام وكذلك نذر الصيام او الحج هو واجب بنذر العبد لكنه ليس مندرجا في جملة الصيام او الحج الذي هو ركن من اركان اسلام ثم اورد المصنف رحمه الله سؤالا اخر يندرج في هذا الاصل فقال واذا قيل لك هل يقبل الله دينا غير الاسلام ثم اجاب عنه في قوله فقل لا وتقدير الكلام فقل لا لا يقبل الله دينا غير الاسلام وهذا التقدير مأخوذ من قاعدة يذكرها الفقهاء يقولون فيها السؤال معاد في الجواب السؤال معاد في الجواب ودينا غير الاسلام ثم اجاب عنه بقوله لا صار تقدير الجواب لا لا يقبل الله دينا غير الاسلام. واشار الى هذه القاعدة ابو بكر الاهدل في الفرائض السنية بقوله ثم السؤال عندهم معاد قل في الجواب حسبما افادوا ثم السؤال عندهم معاذ قل في الجواب حسبما افادوا. واورد المصنف دليله من الكتاب وهو قول الله تعالى قال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما معنى لا اله الا الله؟ ثم اجاب عنه بقوله لا معبود بحق الا الله. ووجهه ان لا اله نفي والا الله فالنفي يتضمن نفي الالوهية عن غير الله سبحانه وتعالى والاثبات يتضمن اثباتها لله وحده واكد هذا بقول وحده لا شريك له كما قال المصنف ووحده تأكيد للاثبات ولا شريك له تأكيد للنفي يعني ان قول القائل لا اله الا الله وحده لا شريك له هو بالجملة الثانية يؤكد الجملة الاولى فقوله وحده تؤكد الاثبات وقوله لا شريك له تؤكد النفي قال ابن حجر تأكيد بعد تأكيد اهتماما بمقام التوحيد تأكيد بعد تأكيد اهتماما بمقام التوحيد. ثم ما الدليل على ذلك؟ اي على النفي والاثبات الواقع في كلمة التوحيد ثم اجاب عنه بقوله فقل هو قوله تعالى واذا قال ابراهيم لابيه وقومه الاية فالنفي فيها في قوله تعالى انني براء مما تعبدون. فاعلن البراءة من كل ما سوى الله سبحانه وتعالى بالكفر بعبادته والاثبات فيها في قوله تعالى الا الذي فطرني. فاثبت العبادة لله وحده ثم اورد سؤالا اخرا فقال واذا قيل لك ما اصل دين الاسلام وقاعدته؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل امران احدهما ان نعبد الله وحده والثاني ان نعبده بما شرع لا نعبده بالبدع. وهذا وهذا السؤال وجوابه مأخوذان من رسالة لطيفة دعوة محمد ابن عبدالوهاب اسمها اصل الدين وقاعدته وهي رسالة في عدة اسطر وشرحها حفيده عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في شرح طبع باسم شرح رسالة اصلي الدين الاسلامي وقاعدته. فاصل الدين الاسلامي وقاعدته شيئان احدهما ان نعبد الله طه وحده والاخر ان نعبده بما شرع لا بالاهواء والبدع وهذا الاصل موجود في عدة مواضع من كلام ابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى ثم ذكر دليلهما فقال ودليل الامر الاول قوله تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله طه ولا نشرك به شيئا بوجوب افراد الله عز وجل بالعبادة وان الله عز وجل يعبد وحده لا شريك له. ثم ذكر دليل الامر الثاني وهو قوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد متفق عليه من حديث عائشة واللفظ لمسلم. وقدمه المصنف على اللفظ المشهور. وهو من احدث في امرنا هذا ما ليس منه لان هذا اللفظ اعم من اللفظ المشهور. فقوله صلى الله عليه وسلم من عمل املا ليس عليه امرنا اشمل في الدلالة على ابطال كل عمل يعمل على خلاف الشرع ويتضمن ابطال البدع المحدثات والانكار على الوقائع المنكرات المخالفة للشريعة ثم اورد سؤالا اخر بعد الفراغ من بيان ما يتعلق بالاسلام بمعناه الخاص فقال واذا قيل لك ما معنى الايمان لغة وشرعا ثم اجاب عنه بقوله فقل معناه التصديق وليس المراد بالتصديق مجرده. فان هذا لا يعرف في الوضع العربي للدلالة على الايمان وانما التصديق الذي ينبغي التصريح به عند ذكر حقيقة الايمان اللغوية هو التصديق الجازم. فالايمان في لسان هو التصديق الجازم اي المستقر في القلب. الراسخ فيه ولا يطلق الايمان على ارادة مجرد التصديق وقد افاض ابو العباس ابن تيمية في الايمان الكبير في بيان بطلان ما ذكره بعض اهل العربية من ان الايمان في يوجد كذلك وانما يريدون به تصديقا خاصا. وهو التصديق الجازم المستقر في القلب. فمن ذكر حقيقة الايمان اللغوية فلا ينبغي ان يذكرها بقوله التصديق. وانما يقول التصديق الجازم فانه الواقع في الوضع العربي حقيقة على الايمان ثم بين حقيقته الشرعية بقوله وشرعا تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من ربه وهذه بعض حقيقته الشرعية والمناسب للوضع اللغوي ان يقال الايمان شرعا هو التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله هو التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله له بالشرع المنزل تعبدا له في الشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة فهذا هو المعنى الكلي الموضوع في الشرع للايمان. وهو الذي يذكر معه ان الايمان اذا اطلق يراد به الدين دينه كلهم فانه بهذه الحقيقة يكون شاملا للدين كله سواء ما اختص باسم الايمان او ما اختص باسم الاسلام او مختص باسم الاحسان فانها تندرج جميعا في هذه الحقيقة المذكورة. ثم اورد سؤالا قال فيه فاذا قيل لك فقل ثلاثة قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان ثم اورد بعده سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم اصول الايمان؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل ستة الايمان الهي وملائكته الى اخره. وما ذكره المصنف رحمه الله تعالى من اركان الايمان واصوله موافق للوضع اللغوي في حقيقة الركن والاصل فان الركن في كلام العرب هو جزء الشيء الذي يقوم عليه هو جزء الشيء الذي يقوم عليه والاصل في كلام العرب هو القاعدة المضطردة المستمرة هو القاعدة القاعدة المطردة المستمرة وبالنظر الى هذين المعنيين ما ذكره المصنف صحيحا فما ذكره في اركان الايمان وانها ثلاثة صحيح باعتبار ان الايمان يتركب منها فان الايمان يتركب من شيء يتعلق بالقلب وشيء يتعلق باللسان وشيء يتعلق ب الجوارح والاركان وهذه الامور الثلاثة هي المذكورة في كلام السلف الايمان قول وعمل فهو قول بالقلب واللسان و عمل وقول وعمل باللسان وعمل بالجوارح والاركان فاما كون ان من الايمان ما هو قول وعمل بالقلب فذلك ان القلب يتعلق به قلبي اقراره واعتقاده فقول القلب اقراره واعتقاده وعمل القلب حركته وارادته وعمل القلب حركته وارادته وهذا معنى دقيق بالممايزة بين قول القلب وعمله فتعلم ان قول القلب اقراره واعتقاده وان عمله هو ارادته فمثلا اعتقاد العبد بان لله خلقا هم الملائكة هذا ايش؟ قول للقلب لانه اعتقاد واقرار متعلقه الملائكة في المسألة المذكورة وفرار القلب الى الله عز وجل خوفا تعظيما وخظوعا له هذا للقلب حقيقته الخوف وهو متضمن لارادة القلب وحركته وميله وتوجهه. وحركات القلب هي المسماة بالاعمال. وكل حركة لها معنى يفرق به بين افراد الاعمال فالخوف له معنى والخضوع له معنى والرهبة له لها معنى والخشوع له معنى والخشية لها معنى عناء وهلم جرا واما قول اللسان وعمله فقول اللسان هو الشهادتان اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واما عمل اللسان فهو ما لا يؤدى الا به. فهو ما لا يؤدى الا به كقراءة القرآن او وتهليله وهذا قيد مهم ذكره ابو العباس ابن تيمية وحافظ للحكمي في معارج القبول في التفريق بين قول اللسان وعمله وان قول اللسان هو النطق بالشهادتين. واما عمل اللسان فالمراد به ما لا يؤدى من الاعمال الا باللسان كقراءة القرآن وذكر الله وتسبيحه ودعائه وتهليله. واما عمل الجوارح والاركان فهو ما يقع بجوارح الانسان من الاعمال فما تقدم تفصيل للجملة المشهورة عند السلف الايمان قول وعمل فهو قول وعمل بالقلب وقول وعمل باللسان وعمل بالجوارح والاركان وهذه الامور الثلاثة كلها من حقيقة فصح ان تكون ركنا له كما عبر المصنف رحمه الله تعالى واما ما بعده مما ذكره وسماه اصول الايمان وسماه غيره اركان الايمان فهو باعتبار ما ذكره صحيح ايضا لما ذكرنا من ان الاصل هو القاعدة المستمرة ده والايمان يطرد كونه متعلقا بهذه الاصول الستة الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره ثم ذكر رحمه الله تعالى سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ يعني على اصول الايمان ثم اجاب بايراد ثلاث ايات تدل على ان الستة المتقدمة هي اصول الايمان والاية الثالثة ذكر فيها الايمان بالقدر وانما احتيج الى ذكرها لم يذكر مضموما الى بقية الاركان. فجاء في غير اية ذكر اركان الايمان الخمسة ولم يأتي قط في القرآن قرن الايمان بالقدر بهن بل جاء ذكر الايمان بالقدر مفردا وانما وقع كذلك تعظيما لقدره وتنويها بسمو رتبته ولجلالة ذلك وقع الخلق في الصدر الاول في مسألة القدر كما هو معروف في باب المقالات والفرق. ثم اورد رحمه والله سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم الانبياء الى ان اجاب عنه فقال جملتهم مئة الف واربعة وعشرون الفا والرسل منهم ثلاث مئة وثلاثة عشر وهذا العد للانبياء والرسل ورد في حديث ابي ذر الغفاري عند ابن في صحيحه واسناده ضعيف الداء بل حكم عليه بعض المحدثين بالوضع وهو اعظم ما شان به ابن حبان كتابه فمن اشد الواهيات التي اخرجها ابن حبان في صحيحه حديث ابي بذر الغفار الطويل وفيه ذكر هذه الجملة ولم يثبت في عد الانبياء شيء وانما جاء في عد الرسل حديث ابي امامة رضي الله عنه عند الطبراني في المعجم الكبير والدارمية في الرد على الجهمية واسناده صحيح رجاله رجال مسلم وعدتهم ثلاثمائة وخمسة عشر رسولا في اتقن الفاظ هذا الحديث واما اولو العزم فذكر المصنف تبعا لغيره انهم خمسة امد ابراهيم موسى كليمه ونوح وعيسى هم اولو العزم فاعلمي فهؤلاء هم المذكورون في قول الله تعالى فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل في قول جمهور اهلي العلم ولم ارى احدا ذكر دليل الجمهور ان اولي العزم هم الخمسة المذكورون وسبق ان ذكرت لكم ان دليل ذلك يستخرج من حديث في الصحيحين وهو حديث الشفاعة فان فيه عد هؤلاء الخمسة مع ابيهم ادم فان قيل لماذا لم يذكر ادم في اولي العزم وما الذي اسقطه منهم؟ جوابه طيب ها احسنت قوله تعالى ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزم فاخرج منهم بهذه الاية ويجاب عنها بان هذا المقام كان قبل تكميله عليه الصلاة والسلام وتبليغه المقام الاعلى من الكمال البشري فانتفى عنه ذلك بعد فليس في الادلة ما يمكن التعلق به من ان اولي العزم هم هؤلاء الخمسة. والصحيح ان العزم وصف لجميع الانبياء والرسل فقوله تعالى من في الاية المذكورة فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل بيانية وليست تبعيضية فليس المراد بها بعض الرسل وانما المراد بها والرسل هو ذا عزم. وهذا قول عبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم المدني من التابعين واختاره ابن مهدي الطبري من شيوخ الثعلب ذكره عنه في تفسيره المعروف باسم الكشف والبيان. وهذا اصح الاقوال في اولي العزم ان تحديد اولي العزم فيه خلف والمشهور قول الجمهور. والاظهر والله اعلم ان ذلك وصف لجميع انبياء الله ورسله ثم ذكر المصنف رحمه الله ان اول الرسل نوح واخرهم محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وقع التصريح باولية نوح في الرسالة في حديث انس في الشفاعة وهو في الصحيحين وفيه ان ادم يقول ائتوا نوحا فان انه اول رسول ارساه الله الى اهل الارض. فيكون نوح الرسل ويكون ادم هو اول ايش الانبياء ومحمد صلى الله عليه وسلم هو اخر الانبياء والرسل كما قال تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. وذكر في هذه الاية وصف الرسول والنبي لمحمد صلى الله عليه وسلم للاعلام بان الاخرية في النبوة والرسالة رجعت اليه فخلاف الاولية فان الاولية فيهما انقسمت بين ابينا ادم عليه الصلاة والسلام ونوح عليه الصلاة والسلام كما تقدم. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم انزل الله من الكتب سماوية ثم اجاب عنه فقال فقل مئة صحيفة واربعة كتب. والكتب السماوية هي الكتب التي انزلها الله سبحانه وتعالى الكتب السماوية وتسمى الكتب الالهية فتسميتها الكتب الالهية باعتبار انها مضافة الى الله سبحانه وتعالى وتسمى السماوية باعتبار انها نازلة من الله عز وجل فهو سبحانه وتعالى في السماء. فيصح هذا ويصح هذا. فيصح ان تقول عن كتب بياء التي انزلت عليهم هي كتب الهية وهي كتب سماوية واما اديان الانبياء فلا يصح ان يقال فيها الاديان السماوية لان دين الانبياء واحد وانما افترقوا في الشرائع كما في حديث ابي هريرة في الصحيحين وفيه قوله صلى الله عليه وسلم الانبياء يا اخوة لعلات دينهم واحد فالدين السماوي واحد. واما الكتب المفصحة عن الدين فهي متعددة باعتبار ما نزل على الانبياء وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى جملة مما يتعلق بالقول فيما نزل على الانبياء وذلك في قوله واذا قيل لك كم انزل اللهم من الكتب السماوية ثم قوله واذا قيل لك ما هي الكتب ثم قوله واذا قيل ما هي الصحف؟ مع الجواب عنها ثم قال واذا قيل لك هل جاء دليل صحيح على بيان عدل الانبياء والرسل على بيان عدد الكتب يعني الذي تقدم ثم اجاب عنه فقل ورد حديث في ذلك عن ابي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على ما ذكرناه من التفصيل والله اعلم بصحته واخر كلامه يوضح عدم قطعه بما ذكروا انه متردد فيه. وسلفا انه ضعيف جدا فهو من رواية ابراهيم بن هشام الغساني عن ابيه عن جده عن ابي ذر وابراهيم ابن هشام متروك الحديث بل كذبه بعضهم فلا من الايمان بعدد الانبياء والرسل والكتب والصحف وانما يصح من ذلك ما ذكرناه من حديث ابي امامة عند الطبراني وغيره في عدد الرسل ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك هل يجب الايمان بما في التوراة والانجيل الذين عند اليهود والنصارى اليوم ثم اجاب عنه بقوله فقل ما فيهما موافق للقرآن فهو حق يجب الايمان به وما فيهما مخالف للقرآن هو باطن يجب انكاره واعتقاد بطلانه. فالواجب فيما يتعلق بالايمان بالتوراة والانجيل ايمان احدنا. لان الله انزل على موسى عليه الصلاة والسلام كتابا هو التوراة وعلى عيسى عليه الصلاة والسلام كتابا هو الانجيل ان الموجودة بايدينا مما دخله التحريف والتغيير. فنؤمن بان المنزل عليهما الباقي بايدي الناس فقد دخله التغيير والتحريف. ثم اورد رحمه الله تعالى سؤالا يستكمل به بقية مراتب الدين. فقال واذا قيل لك اما الاحسان ثم اجاب عنه بقوله فقل هو ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك اكتفاء بالوارد في بيان حقيقته في حديث جبريل وهو عند الشيخين البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة وعند مسلم وحده من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ووهل المصنف رحمه الله عن بيان اركان الاحسان فلم يبينها مع قوله قبل وكل مرتبة لها اركان. واركان الاحسان اثنان. احدهما عبادة الله والاخر في قاع تلك العبادة على المراقبة ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة واضح فان قال قائل في كتاب ثلاثة الاصول الاحسان وهو ركن واحد ان تعبد الله كأنك تراه الى تمام كلامه فما الجواب عنه هذا يخالف ما ذكرنا من انه ذو ركنين نعم لماذا لماذا لابد ان يكون بمعنى شيء واحد لان لان الركن لا يقع الا متعددا الركن لا يقع الا متعددا اذا كان ركن واحد فهو الشيء نفسه. فمعنى قوله والاحسان ركن واحد يعني شيء واحد. واما الركن في وضع العرب فهو لما تعدد فتقول لهذا الشيء ركنان او ثلاثة او اربعة او خمسة هذا يصح اما اذا ذكر الركن الواحد فمعناه الشيء نفسه ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك هل يبعث الناس بعد الموت؟ ثم اجاب عنه بقوله فقلنا نعم والدليل على ذلك قوله تعالى منها خلقناكم يعني الارض وفيها نعيدكم بالوفاة والدفن ومنها نخرجكم تارة اخرى ببعثكم منها والبعث شرعا ايش ما هو البعث شرعا نعم وقيام الساعة بمجازاة العبة نعم اخراج الناس طيب وباقي الخلق ما يبعثون البعث عام للخلق جميعا فالبعث شرعا هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح للابدان بعد نفخة الصور الثانية قيام الخلق اذا اعيدت فالارواح للابدان بعد نفخة الصور التانية والخلق لا يختص بالناس بل يعم غيرهم ايضا ثم ختم هذا الاصل بقوله واذا قيل لك هل يكفر منكر البعث واجاب عنه بقوله فقل نعم. والدليل على ذلك قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا الاية ووجه دلالتها على كفر منكر البعث ان الله سبحانه وتعالى انكار البعث من مقالات الذين كفروا فهي مقالة اوجبت كفرها كما قال زعم الذين كفروا الا يبعثوا. فدل ذلك ان انكار البعث كفر. نعم فاحسن الله اليكم. الاصل الثالث سؤال واذا قيل لك من نبيك؟ جواب فقل هو محمد بن عبد ابن عبد المطلب ابن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل على نبينا وعليه افضل الصلاة واتم التسليم. سؤال واذا قيل لك كم سنه كم سن يوم وفاته جواب فقل ثلاث فقل ثلاث وستون سنة منها اربعون سنة قبل الرسالة ثلاث وعشرون نبيا باي شيء نبئ جواب فقل باقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق. سؤال واذا قيل لك باي شيء ارسل؟ جواب فقل ارسل بيا ايها المدثر قم فانذر. سؤال واذا قيل لك ما الفرق بين النبي والرسول؟ جواب فقل النبي انسان اوحي اليه بشرع وان لم يؤمر تبليغه وان امر بتبليغه فهو رسول ايضا. سؤال واذا قيل لك ما هي النسبة بين النبي والرسول جواب فقل العموم والخصوص المطلق فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول الرسول افضل من النبي اجماعا لتميزه التي هي افضل من النبوة. سؤال اذا قيل لك هل من الملائكة رسل؟ جواب فقل نعم منهم رسل وليس فيهم انبياء. فعلى هذا الاعتبار تكون النسبة بين النبي والرسول العموم والخصوص الوجهي. فيجتمعان في النبي يعانف النبي الرسول وينفرد الرسول في وينفرد الرسول في الملك الملاك الملك وينفرد الرسول في الملك والنبي في البشر سؤال واذا قيل لك هل ارسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة ام لبعضهم؟ جواب فقل ارسل للناس كافة عربا ارى بهم وعجمهم انسهم وجنهم. سؤال واذا قيل فقل قوله تعالى وما ارسلناك الا كافة للناس. وقوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ان نبينا محمدا خاتم الانبياء. جواب قوله تعالى ما كان محمد ابى احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. سؤال واذا قيل في اي مكان ولد وباي مكان توفي؟ جواب فقل ولد بمكة واول ما اوحي اليه بها وتوفي بالمدينة بعد ما هاجر اليها ودفن جسمه وبقي علمه. عبد لا ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الانبياء والمرسلين. سؤال واذا قيل كم اجداد النبي صلى الله عليه وسلم الى عدنان؟ جواب فقل هم واحد وعشرون وجمعهم بعض العلماء بقوله ابوه عبدالله عبدالمطلب وهاشم عبده مناف قد حسب. ثم قصي وكلاب مرة كعبل لؤي للكرام غرة وغالب فهر ومالك نضر كنانة خزيمة به افتخر افتخر كنانة خزيمة به افتخر. مدركة الياس ثم مضر. نزار ايضا ومعدود عدوا ذكروا. نزار ايضا ومعد ذكر ثم عدنان وعنده وقفوا. وعنده عنده وقف. وقف وقف ثم عدنان وعنده وقف متفق الاقوال عند متفق الاقوال. جزاك الله خير. متفق الاقوال متفق الاقوال. متفق الاقوال عند من سلف. سؤال واذا قيل من هم اولاد النبي صلى الله عليه وسلم؟ جواب فقل هم القاسم وعبد الله وهو الطاهر والطيب ولد له في الاسلام وبعضهم يقول المطهر والمطيب. ويجعلهم اخرين غير عبد الله وابراهيم ابن مارية القبطية وفاطمة ورقية وام كلثوم وكلهم من خديجة الا سؤال واذا قيل لك هل واذا قيل لك من هن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم جواب فقل اولهن خديجة ثم سودة ثم عائشة ثم خديجة ثم سودة اولهن خديجة ثم سودة ثم عائشة ثم حفصة ثم ام سلمة ثم جويرية بنت عارف ثم زينب بنت جحش ثم زينب بنت خزيمة ثم ريحانة بنت زيد ثم ام حبيبة بنت بنت ابي سفيان ثم صفية بنت حيي ثم ميمونة بنت الحارث رضوان الله سؤال واذا توفي صلى الله عليه وسلم عنهن. جواب فقل تسع ذكرهن بعضهم بقوله. توفي رسول الله عنه توفي رسول الله توفي رسول الله عن تسع نسوة اليهن اليهن تعزل مكرمات وتنسب فعائشة ميمونة وصفية وحفصة تتلوهن هند وزينب. جويرية مع رملة ثم سودة ثلاث وست ذكرهن مهذب. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصلين الاولين معرفة العبد ربه ودينه ختم ببيان الاصل الثالث وهو معرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم واستفتح ذلك بقوله سؤال واذا قيل من نبيك ثم اجاب عنه بقوله فقل هو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم وانهى جر نسبه في سرد اجداده الى هاشم لانه كان من ثم ذكر ان هاشما من قريش القبيلة المعروفة من قبائل العرب. ثم ذكر ان قريشا من العرب وان العرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة واتم التسليم وقوله والعرب من ذرية اسماعيل مصير منه الى ان جميع من نسل من القبائل العدنانية والقحطانية نية كلها من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام وهذا اصح قول اهل العلم لابن اسحاق المطلب والزبير بن بكار وابي عبدالله البخاري. فترجم في صحيحه باب نسبة اهل اليمن الى اسماعيل. يعني نسبة القبائل القحطانية يعني نسبة القبائل القحطانية قحطانية الى اسماعيل عليه الصلاة والسلام. وهذا هو الظاهر من الادلة الشرعية والقدرية. فجميع عربي من عدنان وقحطان كلهم يرجعون الى اسماعيل ابن ابراهيم عليه الصلاة والسلام. واشرت الى ذلك بقول في معاقد الانساب وانسب جميع العرب للذبيح عدنان او قحطان في الصحيح وانسب جميع العرب للذبيح عدنان او قحطان في الصحيح فهو ابو قحطان في علي دليله عند البخاري منجلي فهو ابو قحطان في قول علي دليله عند البخاري منجلي. وهو في الترجمة المذكورة انفا. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم سنه يوم وفاته يعني مقدار عمره ثم اجاب عنه فقال فقل ثلاث وستون دون سنة منها اربعون سنة قبل الرسالة وثلاث وعشرون نبيا رسولا. ثم اورد سؤالين يطلب به ما بيان باي شيء نبأ وباي شيء كان رسولا؟ ثم اجاب عنه بقوله في الاول فقل بي قوله اقرأ باسم ربك الذي خلق. وقال في الثاني ارسل بي يا ايها المدثر. ومعنى ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم ثبت له من وحي آآ وحي البعث له درجتان احداهما درجة النبوة. والثانية درجة الرسالة ونبينا صلى الله عليه وسلم ثبت له من وحي البعث كلا الدرجتين فهو نبي وهو رسول. وثبتت له النبوة بانزال صدر سورة العلق عليه وهو قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق. فبها ثبت كونه صلى الله عليه وسلم نبيا ثم لما انزلت عليه سورة المدثر ثبت بها كونه صلى الله عليه وسلم رسولا لانه امر بان ينذر قوما مخالفين له وهذا احسن ما قيل فيما يميز حد الرسول. فانه لما علم انه مبعوث الى مخالفين له ثبتت له رتبة الرسالة. فصار نبيا رسولا. ثم اورد اخر فقال واذا قيل لك ما الفرق بين النبي والرسول ثم اجاب عنه بقوله فقل النبي انسان اوحي اليه بشرع وان لم يؤمر بتبليغه. وان امر بتبليغه فهو رسول ايضا فجعل الفرق بين النبي والرسول هو الامر بالبلاغ فالنبي لا يؤمر بالتبليغ والرسول يؤمر بالتبليغ. والتبليغ في هذا الموضع له معنيان احدهما ايصال ما نزل عليه من الامر والنهي الى بقية الخلق ايصال ما نزل عليه من الامر والنهي الى بقية الخلق والثاني الجد في قتال المخالفين. الجد في قتال المخالفين ومن اطلق هذا الفرق فالظن بهم انهم يريدون الثاني لا الاول هم يريدون الثاني الى الاول للقطع بان المقصود من بعثة رسول او نبي هو تبليغ امر الله ونهيه الى الخلق لكنه ربما امر بقتال لمخالفيه وربما لم يؤمر. والصحيح ان النبي والرسول يفرق بينهما باعتبار من يبعثون اليه. فالنبي يبعث في قوم موافقين والرسول يبعث في قوم مخالفين النبي يبعث في قوم موافقين والرسول يبعث في قوم مخالفين اختاره ابن تيمية الحفيد في كتاب النبوات مع القطع بان النبي يطلق على معنى عام يشمل الرسول وان الرسول يطلق على معنى عام يشمل النبي لكن الشأن في من الخاص فاذا ذكر بينهما قيل ان الفرق بينهما ما ذكر اما اذا ذكر واحد من الجنسين فانه يدل على الاخر ثم ذكر سؤالا اخر يتعلق بما سبق فقال واذا قيل لك ما هي النسبة بين النبي والرسول؟ ثم اجاب بقوله فقل العموم والخصوص المطلق فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا مستفيدا هذه المسألة من السفارين في لوامع الانوار فالرسول اعم من النبي فكل الرسل انبياء. وليس كل الانبياء رسلا. ثم ذكر ان الرسول افضل من النبي اجماعا لتميزه بالرسالة التي هي افضل من النبوة. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك هل من الملائكة رسل؟ فاجاب عنهم بقوله فقل نعم منهم رسل وليس فيهم انبياء. ففي الملائكة رسل كما قال تعالى جاعل احد مثنى وسلامتنا ايش الاية ثم ذكر رحمه الله تعالى انه بهذا الاعتبار تكون النسبة بين النبي والرسول العموم والخصوص وجهي يعني يكون احدهما عاما من وجه خاصا من وجه اخر الرسول يطلق على البشر وعلى الملك. فيكون في البشر رسول وفي الملائكة رسول. واما النبي فيكون في البشر دون دون الملائكة ثم ذكر سؤالا اخر فقال واذا قيل لك هل ارسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة لبعضهم ثم اجاب عنه بقوله فقل ارسل للناس كاف عربهم عربهم وعجمهم انسهم وجنهم. فاسم الناس هؤلاء جميعا فالإنس والجن جميعا يقال لهم ناس لان اصل مادة الناس من النوس وهو الحركة والاضطراب والجن ينوسون بحركتهم واضطرابهم والانس ينوسون بحركتهم واضطرابهم فكلهم يسمون ثم اورد الدليل على ذلك وهو قوله تعالى وما ارسلناك الا كافة للناس يعني لجميع الناس. وقوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما الدليل على ان نبينا محمدا خاتم الانبياء ثم اجاب عنه بقوله قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. فالاية ريحة في ختم النبوة به صلى الله عليه وسلم. وخاتم بالفتح والفرق بينهما انها بالفتح اسم لالة بمعنى الطابع وبالكسر اسم فاعل بمعنى اخر ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل باي مكان ولد وباي مكان توفي ثم اجاب عنه بقوله فقل ولد بمكة البلد المعروف في الحجاز واول ما اوحي اليه بها وتوفي بالمدينة بعد ما هاجر اليها وكانت تسمى يثربا ثم سميت المدينة ودفن جسمه وبقي علمه. ودينه الذي بعث به وانه عبد لا يعبد ورسول لا يكذب صلى الله عليه وسلم فان هذه هي الرتبة التي رضيها لنفسه صلى الله عليه وسلم كما في حديث عمر عند البخاري انه قال فانما انا عبد الله ورسوله فقولوا عبد الله ورسوله ثم اورد سؤال اخر يتعلق بنسب النبي صلى الله عليه وسلم فقال واذا قيل كم اجداد النبي صلى الله عليه وسلم الى عدنان ثم اجاب عنه بقوله فقل هم واحد وعشرون وجمعهم بعض العلماء بقوله ابوه عبد الله عبد المطلب وهاشم عبد مناف قد حسب الى تمامه. وهذه الجملة في سرد اجداده منه الى عدنان مجمع عليها. نقل الاجماع اليها ابو الفداء ابن كثير في البداية والنهاية وابو الفضل ابن حجر في فتح الباري. وما بعده مختلف فيه. وقد روي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعد نسبه الى عدنان. ثم يقول كذبن السابون يعني فيما بعده الا انه حديث ضعيف جدا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم اورد المصنف سؤالا اخر فقال اجاب عنه ببيان ان له ثلاثة من الذكور القاسم وعبدالله وابراهيم وعبدالله يلقب بالطاهر والطيب ويسمى المطهر والمطيب وهي على الصحيح القاب لواحد هو عبد الله واما بنات النبي صلى الله عليه وسلم فهن فاطمة وزينب ورقية وام كلثوم. وكل ولده المتقدم ذكرهم هم من خديجة الا ولده ابراهيم فكان ابن مارية القبطية ثم ختم بسؤال يتعلق بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم فقال اذا قيل لك من هن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ثم اجاب عنه بقوله فقل اولهن خديجة ثم سودة ثم عائشة الى تمام والصحيح في ريحانة بنت زيد المذكورة انها كانت سرية من سراريه صلى الله عليه وسلم. ولم تكن زوجة من زوجاته واختاره ابو عبدالله ابن القيم في زاد المعاد ثم ختم بقوله واذا قيل لك كم زوجاته اللاتي توفي عنهن ثم اجاب بقوله فقل تسع ذكرهن بعضهم قوله توفي رسول الله عن تسع نسوة اليهن تعزى المكرمات وتنسب الى تمام الابيات. فمات النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء التسع المعدودات اللواتي بقين بعده رضي الله عنهن جملة منهن وهن عائشة وميمونة وصفية وتقدم من تقدم من وزوجاته وفاة واولاهن خديجة فهي اولى زوجاته اقترانا واولى زوجاته وفاة رضي الله عنها لا قد فرغنا من هذا الكتاب المانع الماتع النافع اكتبوا في طبقة السماع سمع علي جميع لمن سمع الجميع وكثيرا لمن عليه فوت القول السديد في في البياض الثاني القارئ اه يكتب بقراءته وغيره يكتب بقراءة غيره بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة معين لمعين في معين باسناد مذكور في عقود الابتهاج لاجازة وفود الحجاج الحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم الخميس السادسة عشر من ذي الحجة سنة الف واربعمائة وثلاث وثلاثين في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ختام الدرس ننوه بامرين احدهما ان كتب البرنامج يتم توزيعها عند الباب رقم اثنى عشر فمن ان اثني عشر فمن لم يأخذ نصرته فليأخذها بعد الدرس والامر الثاني اننا ان شاء الله تعالى بعد العصر نقرأ كتاب الاسلام دين كامل للعلامة محمد الامين الشنقيطي وبعدها المغرب نقرأ كتاب الحث على اجتماع كلمة المسلمين للعلامة ابن سعدي واحدهما في الجزء الاول والاخر في الجزء الثاني فلابد من اصطحاب الجزئين في دروس لرسول محمد واله وصحبه اجمعين