الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس الثاني من الاملاءات المناسبة للمحل على العقيدة الطحاوية. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى والمعراج حق وقد اسري بالنبي صلى الله عليه وسلم. وعرج بشخصه في اليقظة الى السماء. ثم الى شاء الله من العلا واكرمه الله بما شاء. واوحى اليه ما اوحى ما كذب الفؤاد ما رأى. فصلى الله عليه وسلم في الاخرة والاولى والحوض الذي اكرمه الله تعالى به غياثا لامته حق. والشفاعة التي ادخرها لهم حق كما روي في الاخبار والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذرية هي من ادم وذريته قوله رحمه الله تعالى شفاعة حق كما روي في الاخبار انما اضاف رواية الشفاعة الى الى الاخبار والاحاديث لعدم مجيء التصريح بها والقرآن الكريم وانما جاء التصريح بالشفاعة في الاحاديث النبوية نعم فسر المقام المحمود في قوله تعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا بانه الشفاعة التي يعطاها النبي صلى الله عليه وسلم ولا ريب ان الشفاعة من جملة المقام الذي يحمد عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الاخرة الا ان الاية غير صريحة في لفظها وانما عرف معناها بالسنة ومن مسائل الاعتقاد العظام ما يجيء مفصلا في السنة مجملا في القرآن كالشفاعة والدجال وبقاء الطائفة المنصورة والفرقة الناجية في مسائل اخرى لم تأتي صريحة في القرآن وبينت للسنة وكأن ذلك على وجه الامتحان في صدق الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم والتصديق بما جاء به اذ خرج في الامة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم من يزعم الاكتفاء بالقرآن او لا يرى حجة في العقائد الا في المتواتر واهل السنة يثبت عندهم العقائد بما صح من الاخبار احادها ومتواترها نعم وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عددا عدد من يدخل الجنة وقد علم الله الميثاق ذكر الميثاق. نعم. والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حقا وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة وعدد من يدخل النار. قوله رحمه الله تعالى الميثاق الذي اخذه الله ان ادم وذريته حق اشارة الى قوله تعالى واذا اخذ الله من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم عست بربكم قالوا بلى شهدنا الاية قد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد عدد من يدخل الجنة وعدد من يدخل النار جملة واحدة فلا يزاد في فلا يزاد في ذلك العدد ولا ينقص منه وكذلك افعالهم فيما علم منهم ان يفعلوه. وكل ميسر لما خلق له. والاعمال بالخواتيم والسعيد من سعد بقضاء الله والشقي من شقي بقضاء الله واصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب. ولا نبي مرسل والتعمق والنظر في ذلك ذريعة ذريعة الخذلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة فان الله تعالى طوى علم القدر عن انامه ونهاهم عن مرامه كما قال تعالى في كتابه لا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. فمن سأل لم فعل فقد حكم الكتاب ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين فهذا جملة ما يحتاج اليه من هو منور قلبه من اولياءه الله تعالى. وهي درجة الراسخين في العلم لان العلم علمان علم في الخلق موجود وعلم في الخلق مفقود فانكار العلم الموجود كفر ادعاء العلم المفقود كفر. ولا يثبت الايمان الا بقبول العلم الموجود. وترك طلب العلم المفقود ونؤمن باللوح والقلم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في مهزلة بابا عظيما من ابواب الايمان وهو الايمان بالقدر الذي هو احد اصول الايمان الستة العظام وقد دل على تعظيمه بوجوه منها افراده بالذكر في القرآن الكريم ان لم يأتي قط مجموعا الى بقية اركان الايمان بل ذكرت اركان الايمان غير مرة متتابعة في نسق واحد ولم يضم اليها الايمان بالقدر بل افرد تعظيما له كما قال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وقال تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا ولم تختلف هذه الامة في شيء من اركان الايمان كما اختلفت في باب القدر المذكور عندهم باسم مسألة خلق افعال العباد وقد بين المصنف رحمه الله تعالى ان العبد في هذه الدنيا يدور بين علمين احدهما العلم الموجود وهو علم الشرع والاخر العلم المفقود وهو علم القدر الذي غيبه الله عن الخلق فانكار علم الشرع الموجود كفر وادعاء العلم المفقود ومن نور الله قلبه امن بالقدر كله خيره وشره حلوه ومره وقطع النظر عن التعمق في تضاعيف القدر مواكبة جماح نفسه عن منازعة قدر الرب سبحانه وتعالى بما لم يأذن به الله والخطأ في الشرع والقدر من اعظم الابواب التي دخل فيها الداخل على المسلمين عديما وحديثا كما بين ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية بالتدبيرية وفي رسالة الاحتجاج بالقدر وخلاصة ما ذكره فارجعوا الى اصلين اثنين احدهما ان العبد متعبد بالشرع المطهر ما بالقدر المقدر والاخر ان القدر يحتج به في المصائب دون المعائب ونؤمن باللوح والقلم وبجميع ما فيه قدركم فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه انه كائن ليجعله غير كائن لم يقدروا عليه ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه ليجعلوه كائنا. لم يقدروا عليه. كف القلم بما هو كائن الى يوم قيامة وما اخطأ العبد لم يكن ليصيبه. وما اصابه لم يكن ليخطئه وعلى العبد ان يعلم ان الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه. قد سبق علمه. قد سبق علمه في كل كائن من خلقه فقدر ذلك تقديرا محكما مبرما. ليس فيه ناقض ولا معقب ولا مزيل ولا مغير ولا ناقص ولا زائد من خلقه في سماواته وارضه وذلك من عقد الايمان واصول المعرفة والاعتراف بتوحيد الله تعالى وربوبيته. كما قال تعالى في في كتابه وخلق كل شيء فقدره تقديرا. وقال تعالى وكان امر الله قدرا مقدورا فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيما. واحضر للنظر فيه قلبا سقيما. لقد التمس بما هو لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سرا كتيما. وعاد بما قال فيه افاك النتيما والعرش والكرسي حق وهو مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه قد اعجز عن الاحاطة خلقه ونقول ان الله اتخذ ابراهيم رحمه الله تعالى والعرش هو الكرسي حق اشعر من العطف تغير ذاتيهما ردا على من زعم انهما ذات واحدة وفسر العرش بالكرسي والكرسي بالعرش والذي دلت عليه الادلة الصحاح وانعقد عليه الاجماع الصراح هو ان العرش محل علو الرب سبحانه وتعالى واستقراره وان الكرسي هو موضع القدمين ومن تفوه بغير هذا فقد اخطأ نعم ونقول ان الله اتخذ ابراهيم خليلا. وكلم الله موسى تكليما. ايمانا وتصديقا وتسميما ونؤمن بالملائكة والنبيين والكتب المنزلة على المرسلين ونشهد انهم كانوا على الحق المبين ونسمي اهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ما داموا بما جاء به النبي صلى بما داموا بما جاء به النبي ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين وله بكل ما قال واخبر مصدقين ولا نخوض في الله ولا نماري في دين الله ولا نجادل في القرآن ونشهد انه كلام رب العالمين نزل به الروح الامين فعلمه سيد المرسلين فعلمه سيد المرسلين سيد المرسلين محمدا صلى الله عليه وعلى آله اجمعين. وهو كلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوق ولا نقول بخلقه ولا نخالف جماعة المسلمين ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب ما لم يستحل يستحله ما لم يستحله ولا نقول لا يضر مع الايمان ذنب لمن عمله ونرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنه. هم ان يعفو عنهم ونرجو للمحسنين. ولا نقول ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب مما لم يستحله. قوله رحمه الله تعالى ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله اراد بالذنب ما دون الشرك والكفر فان المخثرات مخرجة للعبد عن الايمان بنفسها من غير شريطة الاستحلال وهذه الجملة عند اهل السنة ارادوا بها الرد على من كفر فاعل الكبيرة فليس المراد عندهم جنس الذنب مطلقا لان الشرك ذنب من مرادهم الكبائر فما دونها مما سوى الشرك والكفر فما كان كذلك فلا يكفر به العبد ما لم يستحله والمراد بالاستحلال اعتقاد حله لا مجرد فعله وذلك بان يفعل الكبيرة وهو يجزم بحلها ويناضل مناظرا في حرمتها فمن زنا او اكل الربا لم يكن كافرا بمجرد الفعل بل لا يكفر حتى يعتقد حله ومن ادعى ان فعله للذنب دال على استحلاله له فقد جل في معنى الاستحلال ولا فرق في ذلك بين الذنب الواحد والذنوب الكثيرة ومنه تعلم ان وجود بنوك الربا وغيرها من الموبقات الظاهرة في كثير من بلاد المسلمين برعاية من الولايات القائمة فيها مسخ وليس بكفر الا ان تعتقد انها حلال بغير شبهة ولا نقول لا يضر مع الايمان ذنب لمن عمله ونرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم. والامن واليأس ينقل نعم ملة الاسلام وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة ولا يخرج العبد من الايمان ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى من الشهادة بالجنة والنار قاعدته ان الشهادة بالعموم للمؤمنين بالجنة وللكافرين بالنار حق بلا مية اما الافراد فلا بد من التعيين فيهم بدليل مصرح بدار المآل لكون ابي بكر الصديق رضي الله عنه من اهل الجنة وكوني ابي نهب ابي لهب الاثيم من اهل النار ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه والايمان هو الاقرار. قوله رحمه الله ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه هو من جملة ما انتقد على المصنف رحمه الله فان العبد قد يخرج من الدين من غير جحوده لشيء منه بل متى جاء بمكفر كفو ولو لم يجحد لترك الصلاة مثلا بدون جحود لوجوبها هو كفر باجماع الصحابة ومثل ذلك بقية نظائره والايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجناد وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق والايمان واحد واهله في اصله سواء. والتفاضل بينهم بالخشية والتقى. ومخالفة الهوى ملازمة الاولى والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة مسألتين اثنتين كبيرتين انتقدتا عليه اولاهما قصره الايمان على قول اللسان وتصديق الجنان من غير ذكر للعمل والادلة ظاهرة بكون العمل من جملة حقيقة الايمان وثانيهما ادعائه رحمه الله ان اصل الايمان واحد واهله في ذلك سواء وهذه المسألة متولدة من الاولى اذ جعل القول والتصديق قدرا مشتركا هو ثابت في حق كل مؤمن ويلزم حينئذ كون الايمان واحدا واستواء اهله فيه وهذا القول مظاهر الضعف فليس ايمان الانبياء المرسلين والملائكة المقربين كايماني احاد المسلمين ولهذا فان اهل السنة القائلين بالتفاوت يقولون بزيادة الايمان ونقصانه بخلاف قولي من زعم ان الايمان واحد وان اهله في اصله سواء وهذه الاقوال التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى في الايمان هي من مذهب مفجئة الفقهاء الذين فارقوا اهل السنة في عد العمل من جملة الايمان وبنوا على ذلك اصولا باينوا فيها اهل السنة والجماعة والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن واكرمهم عند الله اطوعهم واتبعهم للقرآن والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وحلوه من الله تعالى ونحن نؤمن بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله ونصدقهم كلهم وعلى ما جاءوا به واهل الكبائر من امة محمد من امة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون واذا ماتوا وهم اذا ماتوا وهم موحدون وان لم يكونوا تائبين بعد ان لقوا الله عارفين مؤمنين وهم في مشيئتهم في مشيئته وحكمه ان شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله. كما ذكر عز وجل في كتابه ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وان شاء عذبهم في النار بعدله. ثم يخرجهم منها وشفاعتي الشافعين من اهل طاعته ثم يبعثهم الى جنته وذلك بان الله تعالى لا اهل معرفته ولم يجعلهم في في الدارين كاهل نكرته الذين خافوا منه اهلنا نكرته اهل نكرته الذين خابوا من هدايته ولم ينالوا ولايته اللهم يا ولي الاسلام واهله ثبتنا على الاسلام حتى نلقاك به. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا عقيدة اهل السنة في فعلت الكبيرة وانهم تحت مشيئة الله عز وجل انشاء غفر لهم وان شاء عذبهم هذا في الاخرة اما في الدنيا فهم ممن يدخل باسم مطلق الايمان دون اسم الايمان المطلق فعندهم قدر من الايمان ثبت به كونهم من اهله لكن ليس عندهم الايمان المطلق الكامل ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر خلف كل بر وفاجر من اهل القبلة وعلى من مات منهم. ولا ننزل احدا منهم جنة ولا نارا. ولا اشهدوا عليه بكفر ولا بشرك ولا بنفاق ما لم يظهر منه شيء من ذلك ونذر سرائرهم الى الله تعالى ولا نرى السيف على احد من امة محمد صلى الله عليه وسلم الا من وجب عليه السيف ولا نرى الخروج على ائمتنا وولاة امورنا وان جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدا من طاعة ونرى طاعتهم من طاعة لله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة ونتبع ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة ونحب اهل العدل والامانة ونبغض اهل الجور ونقول الله اعلم فيما اشتبه علينا علمه. ونرى المسح على الخفين في السفر والحذر. هذه الجملة التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى يشتمل على مسائل عظام مما يتعلق ب طاعة ولاة الجور والظلم ترك الخروج عليهم تفصيل هذه المسائل مما يطول لكن هذا الموضع من العقيدة الطحاوية نافع في اثبات رجوع ابي حنيفة رحمه الله تعالى عن القول بجواز الخروج على ائمة الجور اذ اثر عنه ذلك وهذه العقيدة كما صرح المصنف في صدرها هي عقيدة اهل الاسلام وما مضى عليه ائمتهم كابي حنيفة وابي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني هو من ذكر ان اهل السنة رحمهم الله اختلفوا بالخروج على ولاة الجوف فقد اخطأ اذ عد القول المهجور مشهورا وجعل الوقائع القدرية بمنزلة الادلة الشرعية فالاول فمن يذكر قول ابي حنيفة القديم والثاني فمن يحتج بفعل ابن الزبير رضي الله عنه وعفا عنه ماشي ونرى المسح على الصفحة باقي صفحة اقلب تسلم كمل كمل والله المسحة ونرى المسح على الخفين في السفر والحذر كما جاء في الاثر والحج والجهاد والحج والجهاد ماضيا مع اولي الامر من المسلمين برهم وفاجرهم الى قيام الساعة لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما. ونؤمن بالكرام الكاتبين هذه المسائل التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى بدءا من طاعة ولاة الجو ومرورا بالمسح على الخفين. وانتهاء باقامة الحج والجهاد مع كل من ولي امر المسلمين هي من جملة المسائل التي صارت من عقائد اهل السنة على وجه المخالفة والمناقضة