السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله جعل الدين يسرا بلا حرج والصلاة والسلام على محمد المبعوث بالحنيفية السمحة دون عوج وعلى آله وصحبه ومن على سبيلهم درج. اما بعد فلا يزال المجلس الثاني موصولا من برنامج تيسير العلم هو الكتاب المقروء فيه هو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وغفر له بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة. الثانية العمل به الثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر على الاذى فيه. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. وقال البخاري رحمه الله تعالى باب علم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك بدأ بالعلم قبل القول والعمل. ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه يجب على العبد تعلم اربع مسائل فالمسألة الاولى العين وهو شرعا ادراك خطاب الشرع ومرده الى المعارف الثلاث معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم والجار والمجرور في قوله رحمه الله تعالى ومعرفة دين الاسلام بالأدلة متعلق بآخر مذكور وهو معرفة الاسلام كما يدل عليه قول المصنف فيما يستقبل الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وهذا لا يختص به بل معرفة الاصول الثلاثة لا بد من اقترانها بالادلة فظاهر كلام المصنف في تعلق الجاب والمجرور بمعرفة دين الاسلام لا يراد به حصره فيها. ولكن ما كان اكثرها فروعا ناسب ذكر الادلة معه وتعليق الجار والمجرور به ومعنى قوله رحمه الله تعالى بالأدلة اي ادراك ان لهذه المعارف ادلة شرعية تثبت بها وهذه المعرفة هي المعرفة الاجمالية التي هي معرفة العامة وهي واجبة على كل احد فالعوام يكفيهم معرفة ان الدين الذي امنوا به ثابت بادلة. ولا يلزمهم الاتباع عليها فضلا عن الاستنباط. وبقاء وجه الفهم لها في نفوسهم. اما المعرفة التفصيلية ففرض كفاية وقدر ما يجب منها يختلف باختلاف اعيان الخلق واحوالهم فالواجب على الحاكم والقاضي والعادل والمعلم والمؤدب غير ما يجب على من سواهم من الخلق والمسألة الثانية وهي العمل به العمل هو ظهور صورة خطاب الشرع وخطاب الشرع نوعان ايش هم لا تمد رجليك خطاب الشرع نوعان ما هما نعم لا هذا بعض احدهما ها محمد قبلي وطلبي طيب وكيف يكون ظهور صورة الخبري بالتصديق وكيف يكون ظهور صورة الطدي امتثال الامر والنهي احسن. خطاب الشرع نوعان الاول خطاب الشرع الخبري وظهور صورته بامتثال التصديق والثاني خطاب الشرع الطلبي وظهور صورته بامتثال الامر والنهي فمثلا قول الله سبحانه وتعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها هذا من اي الخطابين الخبري وامتثاله التصديق بان يؤمن العبد بان الله سبحانه وتعالى يجمع الخلق في الساعة وهي يوم القيامة وقوله سبحانه وتعالى اقيموا الصلاة ولا تقربوا الزنا وقله ولا تقربوا الزنا هذان من الخطاب ايش الطلب في الامتثال في الاول بالفعل وفي الثاني ايش بالترك والاجتناب. ثم المسألة الثالثة الدعوة اليه. والمراد بها الدعوة الى الله. والدعوة الى الله شرعا هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله الجامعة للخير على بصيرة. هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله الجامعة للخير على بصيرة المسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه والصبر على والصبر شرعا ماشي احمد حبس النفس حبس النفس على حكم الله حبس النفس على حكم الله وحكم الله نوعان احدهما ايش يا عادل كوني وا ايه احدهما قدري والاخر شرعي القدري هو الكوني والشرعي هو الدين. احدهما قدري والاخر شرعي. والمذكور من الصبر هنا هو الصبر على الاذى فيه اي في العلم تعلما وعملا ودعوة واصل الاذى من القدر فيكون من الصبر على حكم الله القدري فقول المصنف الصبر على الاذى فيه راجع الى الصبر على امر الله ايش القدر او الشرعي القدر لان الاذى قدر. ولكن لما كان العلم مأمورا به صار الصبر عليه ايضا شرعية فيصير الصبر على الاذى فيه. باعتبار المعنى المتبادل من اللفظ راجع الى الصبر على حكم الله ايش القدري لان الاذى من القدر وباعتبار حقيقة المأمور به وهو الصبر على العلم به والدعوة اليه يكون من الصبر على حكم الله الشرعي. والدليل على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هو سورة العصر. لان الله سبحانه وتعالى كما ان جميع جنس الانسان في خسران ثم استثنى المتصفين بصفات اربع فقال ان الذين امنوا هذا دليل العلم. اذ لا ايمان بلا علم واضح؟ هذا دليل العلم لماذا؟ لانه لا ايمان ايش بلا علم وقال وعملوا الصالحات وهذا دليل العمل ثم قال وتواصوا بالحق وهذا دليل ايش الدعوة ثم قال وتواصوا بالصبر وهذا دليل الصبر. ولذلك قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. اي في قيام الحجة عليهم في بوجوب امتثال ما امر الله به وترك ما نهى عنه كما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية والعلامة ابن باز فليس معنى كلام الشافعي انها كافية في جميع ابواب الديانة. وانما المراد كافية في اقامة الحجة على الخلق بوجوب امتثال لامر الله وترك ما نهى عنه والمقدم بين هذه المسائل هو العلم فهو اصلها الذي تتفرع عنه وتنشأ منه واورد المصنف رحمه الله تعالى تحقيق هذا كلام البخاري بمعناه حكاية لا بلفظه اذ بوب باب العلم قبل القول والعمل. واستنبطه من قوله تعالى ايش فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات فبدأ بالعلم قبل قولي والعمل واستنبطه قبله سفيان ابن عيينة كما رواه ابو نعيم الاصفهاني في الحلية ثم ذكره بعده الغافقي في مسند موطأ وبوب به نعم ما شاء الله عليك رحمك الله اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هم لا بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة دخل النار والدليل قوله تعالى وصلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا. الثانية ان الله لا يرضى وان يشرك معه احد في عبادته لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما والدليل قوله تعالى مساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. الثالثة ان من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من الله ورسوله ولو كان اقرب قريب والدليل قوله تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله. ولو كانوا ابائهم او ابناء اهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه جنات تجري من تحتها الانهار. خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه. اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا ثلاث مسائل عظيمة. يجب على كل لمسلم ومسلمة تعلمها والعمل بهن. فاما المسألة الاولى فمقصودها بيان الامر بعبادة الله وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا. اي مهملين لا نؤمر ولا منها. بل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم. ليرشدنا الى القيام بعبادة الله. فمن اطاعه باداء العبادة دخل الجنة ومن عصاه وجحد عبادة الله دخل النار. كما قال تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما اوصلنا الى وعون رسولا فعصى فرعون رسولا فاخذناه اخذا وبيلا. اي شديدا. والمسألة الثانية مقصودها الشرك في العبادة وان الله لا يرضى عن يشرك معه احد في عبادته كائنا من كان لان العبادة حقه وحقه لا يقبل الشرك فلما كان العباء كانت العبادة حقا لله لم يرضى الله سبحانه وتعالى ان يشاركه في هذا الحق احد. اما المسألة الثالثة تقودها بيان وجوب موالاة المؤمنين والبراءة من المشركين لان القيام بالعبادة والسلامة من الوقوع في الشرك وهما الامران المذكوران في المسألتين السابقتين الاولى والثانية لا تتحققان الا باقامة هذا الاصل الولاء للمؤمنين والبراءة من المشركين. وصارت المسألة الثالثة بمنزلة تابع اللازم للمسألتين الاوليين وهي ان من عبد الله فلم يشرك به شيئا لن تتم له عبادته الا بموالاة المؤمنين والبراءة من المشركين. وهذا الاصل الناس فيه بين غلو وجفاء. والسلامة باقامته كما توجبه منزهة عن الاهواء والاراء. وعلقنا على هذا الموضع بكلام تحسب مراجعته في التقريرات على شرح ثلاثة الاصول العلامة ابن باز رحمه الله تعالى. ومعنى قوله في الاية من حاد الله ورسوله اي كان في حد متميز عن الله ورسوله وهو حد الكفر. فان المؤمنين يكونون في حد والمشركين يكونون في حد واذا تميزوا لم يكن بينهم الا المعاداة. نعم اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين. وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومعنى يعبدون يوحدون واعظم ما امر الله الحنيفية لها في الشرع معنيان. احدهما عام وهو الاسلام والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد والميل عن كل ما سواه وهي دين الانبياء جميعا وخصت بالاضافة الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام لانه اكمل الخلق تحقيقا لها مع تقدمه بالابوة على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم المشارك له في كمال التحقيق للحنيفية والناس جميعا مأمورون بها ومخلوقون لاجلها والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فانما خلق الجن والانس انس لاجل العبادة كما في هذه الاية. واذا كانوا مخلوقين لاجلها فهم مأمورون بما خلقوا له فعلم بهذا وجه دلالة الاية على الامرين جميعا. وتفسير يعبدون يوحدون من تفسير اللفظ باخص افراده فإن التوحيد آكد العبادة او هو من تفسير اللفظ بما وضع له فان العبادة تطلق في الشرع ويراد بها التوحيد. كقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا يعني وحدوا ربكم سبحانه وتعالى وهذا المعنى وان تقدم تقريره قبل دقائق في القواعد الاربع لكن اعدناه لماذا؟ كلام ما تقدم من القائد الاربع ليش اعدناه يا محمد الرسوخ وغيره الله يسامح احسنت الاول مثل ما ذكر اخونا محمد لان هذا التكريز خاصة في هذه المسائل كما ذكر شيخ الاسلام فتقريرها يجعلها في النفس اقوى والثاني ايام بعض الاخوان قد يكون تأخروا فما حضر القواعد اربع فهي اعادتها لاجل ان يستدركوا هذا. نعم واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه الشرك شرك وهو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى صفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. فاذا قيل لك من ربك؟ لما كانت الحنيفية مركبة من الاقبال على الله بالتوحيد والميل عن كل ما سواه بالبراءة من الشرك. حرف المصنف رحمه الله التوحيد والشرك. والتوحيد له معنيان شرعا احدهما عام وهو افراد الله ايش ايش بحقوقه والثاني خاص وهو افراد الله ايش للعبادة وهذا المعنى عن الثاني هو المعهود شرعا ولاجل هذا اقتصر عليه المصنف. فقول المصنف التوحيد وهو مفراد الله بالعبادة. اقتصر عليه لانه المعهود شرعا اذا اطلق التوحيد انه يراد به توحيد الالهية المتعلق بافراد العبادة. والشرك يطلق في الشرع على معنيين احدهم عام وهو صرف قال سلطان صرف ولا ايش جعد وهو جعل شيء من حقوق الله لغيره. والثاني خاص وهو جعل شيء من ايش ايش افعال العباد ها وتقدمت المسألة هذي ما هي باول مرة قال احمد احسنت جعل شيء من افعال العباد المتقرب بها الى الله لغيره. ولا نقول افعال العباد لان افعال العبادة المطلقة يدخل فيها ها افعاله هم التي ترجع الى الربوبية من اكل وشرب وغيرها وانما تختص بالافعال التي يراد بها التقرب فيقال جعل شيء من افعال العباد المتقرب بها الى الله لغيره. وهذا هو المعنى المعهود شرعا وهذا هو المعنى المعهود شرعا ولذلك اقتصر عليه المصنف فقال واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه لان الشرك يطلق ويراد به الشرك المتعلق بالعبادة. والعبادة يعبر عن في الشرع بالدعاء فكأن قوله وهو دعوة غيره معه يعني هو عبادة غير الله. فهذا المعنى هو المعهود شرعا كما لا واذا رأيت اهل العلم رحمهم الله تعالى تصرفوا في لفظ على وجه دون المعنى العام فاعلم انهم قصدوا غاية ان ادركتها فزت وان غفلت عنها فمن السلامة لك الا تغلطها. فالتعريفان المذكوران ها هنا صحيحان باعتبار المقصود شرعا وانه اذا اطلق التوحيد والشرك في المعهود الشرعي اريد بها اريد بهما هذا المعنى المذكور. وهما يقعان الا معنى اوسع في هذا وهذا كما ذكرته لكم انفا ثم بين المصنف مسألة اخرى مركبة على ما تقدم فقال فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة؟ هذي قرأتها؟ اي نعم. فاذا قيل لك من اصول اتى الى اخرها تقدم ان الله سبحانه وتعالى خلقنا لاجل العبادة وامرنا بها ولا يمكن القيام بحق العبادة الا بمعرفة ثلاثة اصول الاول معرفة المعبود. وهو الله سبحانه وتعالى. والثاني معرفة المبلغ عن المعبود وهو الرسول صلى الله عليه وسلم. والثالث معرفة كيفية العبادة. وهي الدين فصارت هذه هي الاصول الثلاثة فالاصول الثلاثة وهي معرفة العبد ربه ونبيه ودينه مبنية على الامر بالعبادة لان العبادة لا يمكن القيام بها الا بمعرفة هذه الاصول الثلاثة التي جعل المصنف رحمه الله تعالى رسالته لاجلها. نعم. فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني وربا جميع العالمين بنعمته والدليل قوله تعالى من ذلك العالم من مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهم والارضون السبع ومن فيهن وما بينهما ذكر المصنف رحمه الله تعالى ها هنا شروعا في الاصل الاول فقال فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني الى اخره ومعرفة الرب سبحانه وتعالى لا تنتهي الى حد. بل كلما زاد ايمان العبد وعلمه ازدادت صفته بربه سبحانه وتعالى ولما كان كمال الله عز وجل مما يعجز المخلوقون عن الاحاطة به صارت معرفة الله على وجه الكمال من كل جهة متعذرة في حق المخلوق وصار من المتقرر جزما ان هناك قدر من معرفة الله سبحانه وتعالى يتعين على كل احد. وما رأى هذا القضي الزائد يتفاضل فيه الناس بحسب ما يفتح الله لهم من رحمة. واصول معرفة واصول معرفة الله المتعينة على كل احد اربعة اولها معرفة وجودة. وانه موجود والثاني معرفة ربوبيته وانه رب كل شيء والثالث معرفة الوهيته وانه الذي يعبد وحده والرابع معرفة اسمائه وصفاته فيؤمن العبد بما له من الاسماء الحسنى والصفات العلى. والدليل كما ذكر المصنف رحمه الله الله تعالى قوله تعالى الحمد لله رب العالمين فهي دالة على وجود الله لان المعدوم يحمد ولا ما يحمد ها لا يحمد فهي دالة على وجود الله لان المعدوم لا يحمد. كما انها دالة على ربوبية الله اللي فيها التصريح بقوله رب العالمين. كما انها دالة على الوهية الله واسمائه وصفاته استلزاما. فمن اومن بربوبيته لزم ان يؤمن بالوهيته وكماله باسمائه وصفاته. فهذا وجه دلالة هذه الاية على الاصول الاربعة التي انطوى عليها كلام امام الدعوة بعد ان ذكر الرب قال والدليل قوله تعالى يعني على تحقيق انه الله سبحانه وتعالى نعم فاذا قيل لك فاذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السبع ومن فيهن والارضون السبع ومن فيهن وما بينهما والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق وقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر الله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم تخرات بامره الا له الخلق والامر. تبارك الله رب العالمين. لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الله هو الرب وبين دليله كشف عن الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل. والدليل المرشد الى معرفة الرب شيئان احدهما التفكر في اياته هي الكونية والثاني التدبر لآياته الشرعية. وهما مذكوران في قول المصنف رحمه الله تعالى في آياته لان الايات شرعا لها معنيان احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات والثاني الايات الشرعية وهي ما انزله الله سبحانه وتعالى من الكتب فيكون قول المصنف بعد ذلك ومخلوقاته من عطف الخاص على على العام لان المخلوقات هي بعض الايات وهي مختصة بالايات الكونية. ثم ذكر المصنف وان من ايات الله الليل والنهار والشمس والقمر وان من مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهن وما بينهما والليل والنهار والشمس والقمر والسماوات والارض وما بينهما كلها تدخل في جملة الايات الكونية وتسمى مخلوقاته. ومع ذلك فرق المصنف رحمه الله تعالى بينهما فجعل الليل والنهار والشمس والقمر مخصوصة باسم الايات. وجعل السماوات والارض وما بينهما مخصوصة باسم المخلوقات والموجب لهذا هو موافقة غالب السياق الوارد في القرآن. فان الغالب في القرآن انه اذا ذكرت الليل والنهار والشمس والقمر وصفت للاية. وان السماوات والارض اذا ذكرت فاكثر ما يطلق عليها صفة الخلق فيكون كلام امام الدعوة غير مضطرب كما توهمه بعض الشراح بل يرجع الى متابعة سياق القرآن والسر في كون السياق القرآني غلب اسم الاية على الشمس والقمر والليل والنهار وغلب اسم الخلق على الارض والسماوات وما بينهما هو ملاحظة الوضع اللغوي. فان الاية اصدق في الدلالة على الليل والنهار والشمس والقمر لان الاية هي العلامة. والليل والنهار والشمس والقمر يتغيران فهما على ظاهرة والخلق موضوع للتقدير الذي لا يطرأ عليه تغيير. والسماوات والارض في الليل والنهار لا تتغير اسم الخلق وعبر عنها اسم المخلوقات وان كانت من جملة الايات. وهذا من رابع المهم فهمها في كلام امام الدعوة بل في السياق القرآني حتى يعرف ما السر؟ في التعبير عن هذا بالاية وعن هذا بالخلق مع كونهما جميعا ايات كونية ومخلوقات لله سبحانه وتعالى. ومعنى اغشى في الاية يغطي وحديثا سريعا ومسخرات مذللات نعم الرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء اخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة. وانواع العبادة لما بين المصنف رحمه الله تعالى الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل ذكر ان الرب هو المستحق للعبادة. فمعنى قوله والرب هو المعبود اي هو المستحق ان يكون معبودا فليس هذا تفسيرا للفظ الرب. فان لفظ الرب لا يطلق في لسان العرب على ارادة معبود في اصح قولي اهل اللغة رحمهم الله تعالى. ولكن تقدير الكلام والرب هو المستحق ان يكون معبود وذلك للامر بالعبادة في قوله تعالى اعبدوا ربكم. مع ذكر الموجب للاستحقاق وهو التفرد بالربوبية المذكور في قوله تعالى الذي خلقكم والذين من قبلكم الى اخره. فان الربوبية تستلزم الاقرار بالالوهية كما بينه ابن كثير فيما نقله المصنف عنه بمعنى كلامه في التفسير. فصار مقصود المصنف في ها هنا بيان استحقاق الله للعبادة وان موجب الاستحقاق كونه ربا. ومن كان ربا وجب ان يكون اذا نعم وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعانة والاستغاثة. والذبح والنذر وغير ذلك من انواع العبادة التي امر الله بها كلها لله تعالى والدليل قوله تعالى رحمة الله لها معنيان في الشرع احدهما اعان وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والذل والثاني خاص وهو التوحيد. وجميع انواع العبادة كلها لله عز وجل كما قال تعالى وان المساجد لله الاية فالنهي عن دعوة غير الله معه دليل على ان العبادة كلها لله وحده. فالله عز وجل قد نهى عن دعوة غيره انت لا تدعو مع الله احدا واشير الى العبادة في هذه الاية بقوله تدعو. لان الدعاء يقع اسما لجميع انواع العبادة فكأن نسق الاية فلا تعبدوا مع الله احدا. ولكن ما كان الدعاء هو عمود العبادة كما صح في حديث النعمان عند الاربعة الدعاء هو العبادة عبر كثيرا في خطاب الشرع من القرآن والسنة عن العبادة بالدعاء نعم احسن الله اليك. فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر. والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. وفي الحديث الدعاء مخ العبادة هذي نسختك انتقلت لنص ثاني ايه وقف انت هذي نهاية مقطع ذكر المصنف رحمه الله وتعالى ان من صرف شيئا من العبادات لغير الله سبحانه وتعالى فهو مشرك كافر واستدل باية المؤمنون ووجه الدلالة منها في قوله انه لا يفلح الكافرون. مع قوله في اولها ومن يدعو مع الله الها اخر. فانه يدل على ان المذكور من افعال الكافرين والمذكور ها هنا هو عبادة غير الله واشير اليها بالدعاء فكأن معنى الاية ومن يدعو مع الله الها اخر يعني ومن يعبد الها اخر فان فعله من افعال الكافرين. ولهذا قال في اخر الاية انه لا يفلح الكافرون اشارة الى ان هذا هو فعل الكافرين فصرف العبادات لغير الله شرك وكفر. نعم. وفي الحديث الدعاء مخ العبادة قوله تعالى وقال في الحديث الدعاء مخ العبادة هذي بداية بداية موضع في الكتاب لا كما يشرح بعض الصراح ويجعله دليل اخر للمسألة السابقة. لان الان امام الدعوة سيذكر عبادات واحدة واحدة وفي الحديث دعاء عبادة ودليل الخوف ودليل الرجاء ودليل التوكل فكأن التقدير ها هنا ودليل العبادة ودليل الدعاء قوله تعالى قال ربكم ادعوني لكن لما كان الدعاء بمنزلة عظيمة للعبادة عبر عنه بحديث وهذا يفعله البخاري رحمه الله تعالى انه ربما ترجم بنص من اقوال النبي صلى الله عليه وسلم. فالمقصود ان هذا شروع في ذكر مراتب وانواع العبادة. نعم وفي الحديث الدعاء مخ العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخلهم. ودليل شرع المصنف رحمه الله يذكر انواعا من انواع العبادة ابتدأها بالدعاء وعبر عنه كما ذكرنا بالحديث بمنزلة الترجمة له وكأن نسق الكلام ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. الاية ولدعاء الله شرعا معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والذل. فيشمل جميع افراد العبادة. لان العبادة تطلق بهذا المعنى والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه ودوامه او دفع ما يضره ورفعه هو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه او دفع ما يضره ورفعه ومعنى داخلين حقيرين نعم ودليل الخوف قوله تعالى خوف الله شرعا هو هروب القلب الى الله. ذعرا وفزعا نعم ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة بربه احدا. رجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل هو امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل هذا التعريف ايش ايش الرجاء لله رجاء الله شرعا ترى العبارات دقيقة. ما يجي واحد بكرة يقول صالح عرف الرجاء كذا وكذا. احنا قلنا رجاء الله شرعا ودليل التوكل ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلو ان كنتم مؤمنين وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. التوكل على الله شرعا. هو اظهار العبد عجزه واعتماده على الله ومعنى حسبه كافيه نعم دليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى وكانوا لنا خاشعين ودليل الخشية قوله تعالى ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا ثلاث عبادات فالرغبة الى الله شرعا قرابة مرضات الله في الوصول الى المقصود محبة له ورجاء. ارادة الله في الوصول الى المقصود محبة له ورجاء. والرهبة من الله شرعا هي هروب القلب الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه. هي هروب القلب الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه. فالخشوع لله شرعا هو هروب القلب الى الله ذعرا وفزعا مع تذلل وخضوع ودليل الخشية قوله تعالى الخشية لله شرعا هي هروب القلب الى زعرا وفزعا مع العلم بالله وبامره ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له الآية. الانابة الى الله رعن. هي رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك ان اعبد واياك نستعين وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله الاستعانة بالله شرعا هي طلب العون من الله في الوصول الى المقصود ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس الاستعاذة بالله شرعا هي طلب العود من الله عند ورود المخوف. هي طلب العوذ من والله عند ورود المخوف ومعنى الفلق الصبح ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم الآية فالاستغاثة بالله شرعا هي طلب الغوث عند ورود الضرر ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي وماتي لله رب العالمين لا شريك له ومن قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله الذبح لله شرعا هو سفك دم بهيمة الانعام تقربا الى الله على صفة مخصوصة. هو سفك دم بهيمة الانعام تقرب الى الله على صفة مخصوصة. وقولنا صفة مخصوصة اي بالشروط الشرعية المذكورة في كلام الفقهاء رحمهم الله ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا النذر لله شرعا يقع على معنيين. احدهما عام وهو الزام العبد نفسه لله تعالى امتثالا لخطاب الشرع الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع اي الالتزام بدين الاسلام والآخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق الزام العبد نفسه لله تعالى نفلا معينا غير معلق وقولنا نفلا خرج به ايش الواجب لانه لازم للعبد اصالة وقولنا معينا خرج به المبهم لان الابهام لا يترتب عليه فعل منذور. وانما فيه الكفارة وقولنا غير معلق خرج به ما كان على وجه العوظ والمقابلة المتعلقة بحصول المقصود كأن يقول لله علي ان شفى مريضي ان افعل كذا وكذا واذا فرغ من هذا فليعلم ان اعظم ما ينبغي ان يعتنى به فيما تقدم شيئان اثنان احدهما بيان حقائق هذه العبادات وهو الذي اقتصرنا عليه من التعاريف الشرعية لان الوقوف على حقائق الاشياء شرعا يهيئ الطريق للقيام بذلك الحق فان من لم يعرف حقيقة العبادة لا يقوم بها والثاني معرفة ما دل على كونها عبادات. فكل واحد من هذه الادلة ذكر ليدل على ان ما قرن به عبادة فقول المصنف ودليل الخوف كذا وكذا ودليل الرجاء كذا وكذا المراد به بيان الذي عرف به ان الرجاء والخوف والمحبة وغيرها عبادات عبادات لانه اذا لم يقم دليل على كون عبادة من عبادات فانه لا يتعبد لله سبحانه وتعالى به. والقاعدة الكلية ان ما ذكر ها هنا في كلام امام الدعوة من العبادات فقد اقترن به دليل من الادلة الدالة بوجه من الوجوه على كونه عبادة. فمن ذلك الامر به. كقوله في الحديث اذا استعنت فاستعن بالله. ومن ذلك اتى تعليق الايمان عليه كما قال تعالى وعلى الله توكلوا ان كنتم مؤمنين. ومنها مدح فاعله كما في قوله تعالى يوفون بالندى ومنها الوعيد على من صرفه لغير الله كما في قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله. فاهم ما ينبغي ان يتفهمه الطالب. فيما سبق من هذه العبادات ادراك شيئين اثنين احدهما حقائق هذه العبادات. والثاني معرفة كيفية دلالة دليل على ان هذا عبادة دون غيره. فمثلا قول المصنف ودليل الانابة قوله تعالى لو انيبوا الى ربكم واسلموا له. دلت الاية على ان الانابة عبادة كيف استنى للامر به. ومثلا قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوه وخافوني ان كنتم مؤمنين. كيف دلت بالامر فذلك تعليق الايمان عليه فاذا فهمت هذا فانظر الى رعاية شراح ثلاثة الاصول له. وهذا كله من الانشغال بالظواهر وعدم الاطلاع على الحقائق. فتجد هناك مجلد كبير في ذات الاصول لكن بيان مهمات ما ينبغي ادراكه من العلم هذا يغفل عنه كثير ولذلك ينبغي ان يعرف العلم ان مقصود من سبق من تأليف المتون تقريب المقاصد العظيمة للدين. وانه لا يضع شيء من الكلام دون خاصة من كمل علمه ولكن ينبغي ان يتكلف الطالب في معرفة مقاصدهم وذلك بالتلقي عن من يقنعه بمقنع اهل العلم في المآخذ والمدارك التي ذكرناها وهذا اخر التقليد على هذا المجلس ونكمله ان شاء الله تعالى بعد صلاة المغرب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين