السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله جعل الدين يسرا بلا حرج. والصلاة والسلام على محمد المبعوث بالحنيفية السمحة دون عوج وعلى اله وصحبه ومن على سبيلهم درج اما بعد فهذا شرح الكتاب العاشر. في المرحلة الاولى من برنامج تيسير العلم في سنته الاولى هو كتاب العقيدة الطحاوية. للحافظ ابي جعفر احمد ابن محمد الطحاوي رحمه الله وهو الكتاب العاشر في التعداد العام لكتب البرنامج. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ذكر بيان عقيدة اهل السنة والجماعة على مذهب على مذهب فقهاء الملة ابي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي وابي يوسف يعقوب بن ابراهيم الانصاري وابي عبدالله محمد بن الحسن الشيباني رضوان الله عليهم اجمعين. وما يعتقدون من اصول الدين من اصول الدين ويدينون به رب العالمين. نقيا رحمه الله ان الاتي ذكره ان الاتي ذكره اشار اليه باسم الاشارة هذا يتضمن بيان عقيدة اهل السنة والجماعة وهي ما يعتقدون من اصول الدين. ويدينون به رب العالمين كما ذكر في اخر قوله المتقدم وتسمية مسائل العقيدة اصول الدين حق اذا كان المراد انها المسائل القطعية التي لا تقبل الاجتهاد. ووجود طرف من مسائلها متخلفا عن هذه الكلية مما جرى فيه الخلف الدليل لا يقدح في كون الاصل العام فيها هو القطع ومنع الاجتهاد وان اريد بتسميتها اصول الدين انها تختص بمسائل الخبر العلميات في مقابل كون الفروع هي مسائل هي مسائل الطلب العمليات لم يصح هذا. فهذا اصطلاح احدثته المعتزلة. وسرى القول به الى غيرهم ولا يسلم من اعتراض ونقض. والعقيدة التي ذكرها المصنف رحمه الله منسوبة الى اهل السنة والجماعة هي على مذهب فقهاء الملة ابي حنيفة النعمان ابن ثابت الكوفي وابي يوسف يعقوب ابن ابراهيم الانصاري وابي عبد الله محمد ابن الحسن الشيباني رضوان الله عليهم اجمعين. اي ما ذهبوا اليه ونقل عنهم في مسائلها. فالمذهب هنا لوحظ فيه المعنى اللغوي. لا الاصطلاحي. لان عقيدة اهل السنة والجماعة لا يختص وظعها لواحد من المذاهب الاربعة ولا غيرها. بل هي عقيدة الصحابة. ومن اقتدى بهم من التابعين واتباع التابعين ممن تظم في القرآن والسنة من مسائلها وخصها المصنف رحمه الله بالاضافة اليهم لان مرجع علومه الدينية هو الى هؤلاء الثلاثة فهو من فقهاء الحنابلة. فهو من فقهاء الحنفية هم ائمة مذهبه. وهي فيما يدينون اي يتعبدون به رب العالمين متقربين اليه. والاعتقادات الباطنة من اجل العبادات لانها تتضمن قول القلب وعمله. وجنس اعمال القلوب اعظم من جنس اعمال الجوارح. نعم. احسن الله اليكم. نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله فواحد لا شريك له ولا شيء مثله ولا شيء يعجزه مسألة مسألة مسألة. نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله واحد لا شريك له ولا شيء من طوت هذه الجملة على اثبات وحدانية الله ونفي الشركة عنه. وهي راجعة الى ثلاثة اصول اولها اثبات وحدانيته في ربوبيته منفي الشركة فيها. ثانيها اثبات وحدانيته في الوهيته. ونفي الشركة فيها. وثالثها اثبات وحدانيته في اسمائه وصفاته ونفي الشركة فيها نعم ولا شيء مثله. ولا شيء يعجزه ولا اله غيره. قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء. لا يفنى ولا يبيد ولا يكون الا ما يريد لا تبلغه الاوهام ولا تدركه الافهام. ولا يشبهه الانام. حي لا يموت قيوم لا ينام. خالق بلا حاجة. رازق بلا مؤنة. مميت بلا مخافة باعث بلا مشقة. ذكر المصنف رحمه الله هنا جملة من في عن الله والمثبت له مما يتعلق بالاعتقاد. فالمنفي عنه تسعة امور. او اولها نفي المثل عنه. والمثل المنفي عنه يشمل شيئين اثنين احدهما الشيء القائم في الوجود والاخر الشيء وتصوروا في الوجود لان الله لا ند له ولا كفؤ له ولا سمي له. وثانيها نفي عجزه فانه سبحانه وتعالى لا يثقله شيء. لكمال قوته وقدرته وقهره خلقه. وثالثها نفي الهية غيره اي لا معبود حق غيره. وهذا هو معنى شهادة ان لا اله الا الله. ورابعها نفي فنائه وخامسها نفي بيده ومقصوده بهذين نفي الزوال والعدم عنه سبحانه. لا بنقص قارئ عليه في نفسه ولا بحادث فارق له من غيره. لا بنقص طارئ ان عليه في نفسه ولا بحادث طارق له من غيره. فالفناء يغلب اطلاقه على العدم الذاتي. فالفناء يغلب اطلاقه على العدم الذاتي والبيد يغلب اطلاقه على العدم الخارجي. والبيد يغلب اطلاقه على العدم الخارجي. وبهذا تكونون فهمتم لا يفنى ولا يبيت. او لا؟ جزاكم الله خير. ما تذكرون اللي سألناكم قولوا له ايش معنى يا فلان الفناء الغالب اطلاقه على سبب انطار من الذات يقال شيخ ثان ولا بايد؟ ثان. والبيت يطلق في الغالب على ما كان المحدث للزوال سبب خارجي. ولذلك قال اباد خضراءهم يعني قضى عليهم. وارض ايش؟ بيداء. محكوم عليها من خارجها. فهذا هو الفرق بين البيت والفناء وهذه المسألة مثل ما ذكرت لكم الشروح التي على الطحاوية لم يذكر فيها هذا الفرق وسادسها نفي كون شيء لا يريده. نفي كون شيء لا يريده اي وقوعه في شرعه او في قدره. وارادة الله نوعان احدهما الارادة الكونية القدرية والاخر الارادة الدينية الشرعية. والفرق بينهما من وجهين احدهما ان الارادة الكونية القدرية تعلقوا بجميع مفعولات الله عز وجل. اما ارادة الدينية الشرعية فتختص بمحبوباته من المفعولات. فتختص في محبوباتهم من المفعولات. والاخر ان الارادة الكونية القدرية يتحقق وقوعها فلا تتخلفوا ابدا. والارادة الدينية الشرعية تقبل التخلف فقد تقع وقد لا تقع. سابعها نفي بلوغ الاوهام له نفي بلوغ الاوهام له. والاوهام جمع وهم. وهو ما يفرضه الذهن. وهو ما يفرضه الذهن. ثامنها نفي ادراك الافهام له. والافهام جمع فهم وهو ما يتصوره الذهن وهذان النفيان يشملان نفي الاحاطة بالله عز وجل فرظا او تصورا بالذهن. لعظمة الخالق وعجز المخلوق. تاسعها نفي مشابهة الانام له والانام له معنيان. احدهما خاص وهم الناس فيكون تخصيصهم بالنفي على هذا المعنى لانهم محل الخطاب الشرعي واذا انتفت مشابهة الله للمكرمين بتعلق الخطاب فنفيها عن غيرهم ممن هو دونهم من باب اولى. والاخر عام وهم الخلق كافة والنفي في الصفات الالهية غير مقصود لذاته بل لاثبات مقابله من الكمال فنفي المثل يراد به اثبات توحيده. ونفي العدل يراد به اثبات قدرته. وعلى هذا فقس. اما المثبت له سبحانه وتعالى فثمانية امور اولها اثبات قدمه بلا ابتداء. اثبات قدمه بلا ابتداء. فليس مقصود صنف مجرد اثبات تقدم الله مع امكان تقدم غيره عليه كما يدل عليه لفظ قديم بل يريد اثبات التقدم المطلق. لانه كدة بقوله بلا ابتداء. فقدمه حقيقي لا اضافي وهو بمعنى اسمه تعالى الاول. ففرق بين مجرد الخبر عنه بالقديم والخبر عنه بالقديم بلا ابتداء وباب الخبر واسع وهو في بنائه الثاني اي مع الاضافة سالم من الخلل ولم يثبت كون القديم اسما من اسماء الله تعالى بل عده في حديث الاسماء الحسنى الطويل ضعيف واراد به المصنف اثبات الازلية لله عز وجل اي هو الاول فليس قبله شيء. وثانيها اثبات دوامه بلا انتهاء واراد به المصنف اثبات الابدية لله عز وجل اي الاخرية فليس بعده شيء. وثالثها اثبات حياته عز الا فلا يموت ورابعها اثبات قيوميته فلا ينام. وخامسها اثبات خلقه خلق بلا حاجة. ونفي الحاجة في هذا المحل يراد به ماؤه عز وجل عن خلقه فلا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية معصية العاصين. وللحاجة معنى اصطلاحي في باب الاعتقاد يراد به عند النفي نفي الحكمة والتعليل عن افعال الله فقد يطلق عند قوم اطلاق نفي حاجة كما يعبر عنه في تأليف الاشاعرة بقولهم باب نفي الحاجات والاغراض عن الله. وهم يريدون به نفي من الحكمة والتعليل عن افعال الله عز وجل. وهذا مذهب باطل. وحمل كلام ابي جعفر الطحاوي عليه والله اعلم متعذر اذ لا يعرف هذا القول عن الائمة الذين نسب اليهم هذه العقيدة. بل هو قول حدث من غيرهم. وسادسها اثبات رزقه اياهم بلا مؤنة اي كلفة انا سابعها اثبات اماتته اياهم بلا مخافة والمخافة المنفية ها هنا تشمل نفي الخوف عنه. سبحانه بامتداد اعمالهم ونفي الخوف عنهم بقضائه اجالهم. والثاني اليق. لقوله تعالى ولا عقباها فلا يخاف عقبى اماتة احد من خلقه. ثامنها اثبات اتوا بعثه لهم بلا مشقة. نعم احسن الله اليكم. ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته نعم. وكما كان بصفاته ازليا كذلك لا يزال عليها ابديا ليس بعد ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق. ولا باحداثه البرية استفاد اسم الباري. له معنى الربوبية له معنى الربوبية ولا مربوب. ومعنى الخالق ولا مخلوق. وكما ان محيي الموتى بعدما احيا استحقها الاسم قبل احيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل انشائهم. ذلك بانه على كل شيء قدير. وكل شيء فقير وكل امر عليه يسير لا يحتاج الى شيء. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هذه الجملة متعلقة باثبات الصفات الالهية. وقاعدة اثباتها عند اهل السنة والجماعة تشمل الصفات الذاتية الملازمة لله عز وجل. كالعلم الحياة والصفات الاختيارية المتعلق بمشيئة الله واختياره الغضب والرضا والمحبة والبغض. فيكون معنى قوله رحمه الله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه اي ان الله موصوف بصفات الكمال ازلا قبل خلق الخلق. فلم يحدث له الفعل بعد ان لم يكن. اذ افعاله من صفاته. وهو موصوف بها ازلا وقوله رحمه الله لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته يتضمن في حدوث زيادة في صفات الله. بعد كون الخلق. وهذا النفي مجمل تطرقوا اليه احتمالان. احدهما ان الله سبحانه وتعالى على كل شيء وانه لم تحدث له صفة زائدة من جهة اصلها لان الصفات ازلية وهذا احتمال صحيح. والاخر ان صفة الفعل لا اثر لها في ذاته سبحانه وتعالى. فلا اتتجدد بحدوث احادها. وطروء متعلقاتها. وهذا مال غير صحيح. وثبوت الصفات في الازل الماضي يلزم منه دوام ثبوتها في الابد للباقي لتحقق كمال الله عز وجل وانتفاء قروء النقص عليه هو معنى قول المصنف رحمه الله وكما كان بصفاته ازليا كذلك لا يزال عليها ابديا وهذه الازلية هي المرادة في قوله ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا باحداث البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالق ولا مخلوق. انتهى كلامه فهو سبحانه وتعالى موصوف بصفات كماله ولم يكن شيء معه لانه الاول فليس قبله شيء وصفاته ليست ناشئة عن مفعولاته. فله معنى الربوبية ولا اي له اسم الرب وصفته قبل وجود المربوب. وله معنى طالق ولا مخلوق اي له اسم الخالق وصفته قبل وجود المخلوق. ومقالته رحمه الله تحتمل ايضا معنى اخر وهو اثبات حدوث الفعل الالهي بعد ان لم يكن وهذا قول باطل. ثم قال المصنف رحمه الله تعالى وكما انه الموتى بعدما احيا استحق استحق هذا الاسم قبل احيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل انشائه اي ان الله سبحانه وتعالى لم يزل مسمى بهذه الاسماء التي سمى بها نفسه. متصفا بصفاتها وما تعلق بها من افعال. فالاسماء والصفات ازلية ثمنوا مقالته رحمه الله في هذه الجملة ايضا اثبات ازلية اسمي فقط. وان حقائق اسمع من الصفات والافعال حدثت بعد ان لم تكن وهذا مذهب باطن. ثم اشار رحمه الله الى العلة الموجبة لما حكم به فقال ذلك بان الله على كل شيء قدير. وكل شيء اليه فقير وكل امر عليه يسير لا يحتاج الى شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فقدرته سبحانه وتعالى تتعلق بكل شيء. فهو قادر على ما شاء وعلى ما لم يشأ وكل مخلوق مفتقر اليه. وكل امر هين عليه. فلكمال قدرته وقوته وتحقق استغنائه سبحانه وتعالى وفقر غيره اليه فلا يحتاج الى شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نعم. احسن الله اليكم خلق الخلق بعلمه وقدر لهم اقدارا وضرب لهم اجالا ولم يخفى عليه شيء قبل ان خلقهم وعلم ما هم عاملون قبل ان يخلقهم. من مآخذ الاعتقاد ومسائله العظام التي نثر المصنف رحمه الله تعالى فصولها في جمل متفرقة الايمان القدر فانه فرقه بين جمل المعتقد شيئا منه ثم يدخل بعده غيره ثم يرجع اليه مرة ثانية ثم يدخل بعده غيره ثم يرجع اليه مرة ثالثة. فاكثر المسائل تفرقا في هذا المعتقد هي مسائل الايمان بالقدر. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا من معاقد القدر الايمان بعموم علم الله عز وجل. فان ان الله عز وجل خلق الخلق بعلمه فعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وقدر لهم اقدارا يتقلبون فيها وضرب لهم اجالا ينتهون اليها ولم يخفى عليه شيء قبل ان يخلقه. بل هو سبحانه وتعالى عالم بهم وعلم ما هم عاملون قبل ان يخلقهم. فعلمه سبحانه وتعالى متقدم على ظهور الكائنات والوقائع. فان الله سبحانه وتعالى علم الكائنات وكتبها. ثم ابرزها بخلقه ومشيئته اياها فالقدر دائر على هذه الاصول الاربعة علم الله بالكائنات وكتابته لها وخلقه ومشيئته اياها. نعم احسن الله اليكم وامرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من مهمات المسائل المتصلة بمقام القدر تحقيق اجتماعه مع مقام الشرع. فان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق بعلمه. وامره بطاعته بما امرهم به. ونهاهم عن معصيته بما نهاهم عنه ولا يصح ان يكون معارضا لشيء مما قدره الله سبحانه وتعالى عليهم بل مقام الشرع ومقام القدر مجتمعان في الايمان وهو من الاصول العظيمة التي وقع فيها الانحراف قديما وحديثا. فالعبد جار على قدر الله ومتعبد بامر الله. نعم. احسن الله اليكم وكل شيء يجري بتقديره مشيئتك ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد الا ما شاء لهم فما شاء لهم كانوا وما لم يشأ لم يكن تقدم ان من اصول القدر مشيئة الله سبحانه وتعالى للكائنات وهذا هو المراد هنا. فان كل شيء من الوقائع والكائنات درج في عموم مشيئة الله عز وجل له. فكل ما شاءه الله كان وما لم يشأه لم يكن. والخلق جميعا يجرون بتقديره ومشيئته ومشيئته نافذة فيهم لا تتخلف. ولا مشيئة للعباد الا ما شاء الله له وقد جعل الله سبحانه وتعالى لهم مشيئة واختيارا. الا ان ما وهبوا اياه من المشيئة والاختيار غير مستقل بل هو محكوم بمشيئة الله سبحانه وتعالى واختياره. نعم. احسن الله اليكم. يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا يضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا. وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله. لما بين المصنف رحمه الله تعالى في الجمل الماضية قدر الله عز وجل ونفوذه في الخلق قرر ها هنا ان قدره عز وجل جار وفق ما تقتضيه حكمته. فان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق بعلمه وقدر له مقدارا وضرب لهم اجالا ويسر لهم اعمالا كل ذلك حكمته فيهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضله. ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا وكل الخلق متقلبون في مشيئة الله بين الفضل المبنيين على حكمة تامة ارادها الله سبحانه وتعالى وسيأتي فيما يستقبل من نبذ هذه العقيدة بيان ان الاطلاع على كنه حقائق قدر وخفيات مسائله ومن جملتها حكم تصريف الوقائع ان هذا امر تقف العقول دونه وتنتهي الافهام عنده. فمن ولج فيه ولج في لجة عميقة ربما ادخلت في قلبه حيرة وشكا بل ربما جرته الى الكفر نعم احسن الله اليكم وهو متعال عن الاضداد والانداد لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لامره امنا بذلك كله وايقنا ان وايقنا ان كلا من عنده. ما تقل ما تقدم من كلام المصنف رحمه الله تعالى في القدر يناسبه بيان صفته الموجبة لنفوذ قدره. وهي كمال ملكه وقدرته وقهره المشار اليه بقول المصنف رحمه الله تعالى وهو متعال عن الاضداد والانداد. فعلو الله سبحانه وتعالى يندرج فيه علو ذاته. ويندرج فيه ايضا علو صفاته ومعنى علو الدات اثبات فوقيته على خلقه. ومعنى علو الصفات بلوغه سبحانه وتعالى الكمال من الصفات الكاملة ولما كان بهذه المنزلة متعاليا عن مشاركة غيره فيها كما قال المصنف وهو متعال عن الاضداد والانداد اقتضى ذلك ان يكون حكمه ماضيا وقدره نافذا. والضد والند يتقاربان في المعنى. ويرجعان الى اجتماع شيئين اثنين في من يوصف بهذا. اولهما الشبه مماثلة وثانيهما الضد والمخالفة. فاذا جمع في وصف شيء قيل قيل له ضد الولد. وهذا العلو عن الارداد والانداد كما سلف اقتضى نفوذ قدر الله سبحانه وتعالى. واليه اشار المصنف بقوله لا راد لقضائه. ولا معقب لحكمه. ولا غالب لامره فنفوذ القدر وفق ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى هنا يندرج فيه ثلاثة اشياء. احدها انه لا رد لقضاء الله. اي لا منع له. وثانيها انه لا معقب لحكمه. وتعقيب الحكم الهي يشمل معنيين اثنين. احدهما نفي تعقيب حكمه ابتداء فلا قدرة لاحد على تأخيره. والاخر نفي تعقيب حكمه انتهاء. فلا قدرة لاحد بعد وقوع المقدر في التتبع. لقدر الله والمنازعة والمعارضة له اما الثالث فلا غالب لامره اي لا قدرة لاحد على منازعة قدره سبحانه وتعالى وذلكم يقتضي كما على الايمان ورسوخ الايقان. كما قال المصنف امنا بذلك كله وايقنا ان كلا من عنده نعم احسن الله اليكم وان محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى وانه خاتم الانبياء وامام الاتقياء وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين نعم. وكل دعوة النبوة بعده فغي وهواء وهو المبعوث الى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى بالنور والضياء. يعني يا اخوان واحد منكم اللي هنا يتطوع يفتح الشبابيك هذي. واحد يفتح الشبابيك هذي ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا من جمل مسائل المعتقد ما يتعلق بالجناب النبوي والمقام المحمدي. فوصف النبي صلى الله عليه وسلم بسلة من الاوصاف. اولها ثلاثة تجتمع في معنى واحد وهي قوله وان محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى. فان هذه الاوصاف ثلاثة يجمعها سمت حاوي لها وهو كونه صلى الله عليه وسلم ثار فان الاصطفاء واجتباء والارتظاء تدل على الاختيار. وقد كان صلى الله عليه وسلم خيارا من خيار. واولى هذه الالقاب بالتقديم ما ارتضى لنفسه الرسول صلى الله عليه وسلم فقد روى احمد في مسنده بسند صحيح من حديث عوف بن مالك في سياق طويل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا النبي المصطفى ثم اتبع المصنف رحمه الله تعالى هذه الاوصاف الثلاثة باربعة اوصاف اخرى اه احدها انه خاتم الانبياء. فلا نبي بعده. وثانيها ان امام الاتقياء. اي القدوة التي يأتم بها اهل التقوى. وثالثها وانه سيد المرسلين اي افضل الرسل وهذه الصفة هي خصوصا من عموم الصفة السابقة لها. فان الموصلين من جملة المتقين. ولكن تخصيصه صلى الله عليه وسلم بسيادتهم يدل على وصفه بصفة اكمل من سابقتها فان المرسلين هم صفوة الاتقياء وهو صلى الله عليه وسلم سيدهم. ورابعها حبيب رب العالمين. وهذه الصفة لا تختص بالنبي صلى الله عليه وسلم بل كل مؤمن له حظ من محبة الله له. كما قال الله تعالى فسوف يأتي الله قوم يحبهم ويحبونه. في اية اخر كلها تدل على هذا المعنى. لكن له صلى الله عليه سلم مقام من المحبة فوق مشاركة سائر الخلق له. اختص بها صلوات الله وسلامه عليه مع ابراهيم وهي مرتبة الخلة. فكان اللائق بالمقام الارفع بوصفه صلى الله عليه وسلم ان يقول المصنف وخليل رب العالمين. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من المسائل المتعلقة بالنبوة ان كل دعوى النبوة بعده فغي وهوى اي ضلال وميل عن الحق. لانه صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء ثم اتبعها ببيان شمول بعثته وكمال دعوته صلى الله عليه الجن والانس فقال رحمه الله تعالى وهو المبعوث الى عامة الجن وكافة الورى من حق والهدى وبالنور والضياء. نعم. احسن الله اليكم. وان القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولا وانزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وحيا. فصدقه المؤمنون على ذلك كالطاء وايقنوا انه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية. فمن سمعه فزعم انه كلام البشر فقد كفر وقد ذمه الله وعابه واوعده بسقر. حيث قال تعالى ساصليه سقر. فلما اوعد الله بسقر لمن قال ان هذا الا قول البشر علمنا وايقنا انه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. فمن ابصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر. وعلم انه صفاته ليس كالبشر. ذكر المصنف رحمه الله تعالى جملة اخرى من مسائل المعتقد علقوا بالقرآن فبين ان القرآن كلام الله منه بدأ اي تكلم به حقيقة بلا كيفية قولا. واراد رحمه الله تعالى بقوله الى كيفية قول ابطال مذهبين اثنين. اولهما ابطال اعتقاد وجود كيفية معقولة كما جرى عليه اهل التمثيل والتكييف والثاني ابطال دعوى من زعم ان القرآن جعل في نفس جبريل عليه السلام فبلغه جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فالاول مبطل بقوله بلا كيفية والثاني مبطل بقوله قولا. وهذا الكتاب انزله الله عز وجل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وحيا اوحاه اليه. نزل به جبريل الامين على قلبه صلى الله عليه وسلم وصدقه المؤمنون على ذلك حقا. وايقنوا انه كلام الله تعالى بالحقيقة. وزيادة هذه اللفظة بالحقيقة يراد بها نفي دعوى كونه عبارة عن كلام الله او حكاية عنه. فمقصوده ان القرآن كلام الله حروفه ومعانيه. ليس الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف. ثم ذكر مما يتعلق بالمعتقد السني في القرآن انه ليس بمخلوق ككلام البرية لان القرآن من كلام الله وكلام الله صفته. وصفات الله ليست مخلوقة واذا كانت صفات الله ليست مخلوقة فكلامه ليس بمخلوق. والقرآن من فليس القرآن بمخلوق. فمن سمعه فزعم انه مخلوق وانه وكلام البشر فقد كفر. وقد ذمه الله وعابه واوعده بسقر. وهي النار حيث قال تعالى سقم فلما اوعد الله بسقم لمن قال ان هذا الا قول البشر علمنا وايقنا انه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر. لان الوعيد بالنار انما يكون على مبطل محرم. فما جرى في هذه الاية من وعيد يقتضي كون اعتقادي كلام الله مخلوقا انه معتقد باطل مردود بل هو معتقد يوجب كفر من انتحله لان القرآن من كلام الله وكلام الله صفة من صفاته. فمن جعل شيئا من صفات الله عز وجل مخلوقة فقد كفر ولمناسبة هذا الاصل بتقرير قاعدة كفر اهل التشبيه قال المصنف ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. فمن ابصر هذا اعتبر وعن متن قول الكفار انزجر وعلم انه بصفاته ليس كالبشر. نعم. احسن الله والرؤية حق لاهل الجنة بغير احاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا وجوه يومئذ الى ربها ناظرة وتفسيره على ما اراده الله تعالى وعلمه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا من جملة المعتقد اثبات رؤية المؤمنين ربهم في الجنة فقال والرؤية حق اي ليست مجازا. لاهل الجنة فهي هنا رؤية الاكرام والتنعيم. وهي مختصة بهم ثم وصف رحمه الله تعالى هذه الرؤية بوصفين اثنين فقال بغير احاطة ولا كيفية. فالوصف الاول وهو نفي الاحاطة يراد به نفي الادراك لله سبحانه وتعالى بالابصار كما قال تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار. والوصف الثاني وهو نفي الكيفية يراد به نفي كوني كيفية رؤية الله يراد به نفي المرئي سبحانه وتعالى كغيره من المرئيات. ولو عدل المصنف عن هذا الاجمالي لكان اولى. لان كيفية الرؤية بينت بتشبيه الرؤية بالرؤية لا بتشبيه المرئي بالمرئي كما في حديث جرير ابن عبد الله في الصحيحين انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر والتشبيه هنا يراد به تشبيه الرؤية بالرؤية للمرئي بالمرء. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى دليل ذلك وهو من المقامات القليلة التي اورد فيها دلائل المعتقد فقال كما به كتاب ربنا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. ودلالة الايتين على المقصود في قوله تعالى الى ربها ناظرة. لان ذكر النظر معدا بالاء يدل على ان المراد بذلك النظر بالعين الباصرة. وقول المصنف رحمه الله تعالى كما نطق به كتاب ربنا وصف لبيان ورودي الحكم بهذا في القرآن. وليس وصفا لله عز وجل. فليس معنى قوله كما نطق به كتاب ربنا اي كما نطق ربنا بل المراد بيان كونه محكوما به في القرآن الكريم كما قال تعالى هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق وقال ولدينا كتاب ينطق بالحق ثم بين المصنف رحمه الله تعالى ما ينبغي في بيان تفسيره فقال وتفسيره على ما اراد الله تعالى وعلمه وهذا التفسير الذي وكل المصنف رحمه الله تعالى العلم فيه الى الله شيئين اثنين احدهما تفسير المعنى والثاني تفسير الكيفية وظاهر قوله فيما يستقبل ومعناه على ما اراد انه وكل الى الله سبحانه وتعالى تفسير المعنى وهذا احد المذاهب المنقولة في هذه الابواب من الاخبار عن الله سبحانه وتعالى وعن حقائق الاخرة والصحيح ان وكل العلم فيها هو وكل علم حقيقتها وكيفيتها الى الله. اما العلم بمعناها فانه مقطوع به. اذ خطاب الشرع عربي انزل على قوم عرب ولا يمكن ان يخاطبوا بما لا يفهمونه. لان ذلك لغو ينزه عنه الرب ولا يليق بكمل الخلق. ومن نسب هذا المذهب الى اهل السنة والحديث فانه غلق لقصر نظره في حقائق الشريعة وعدم عقله لما ورد من الاحاديث النبوية المتكاثرة والاثار السلفية المتتابعة في الاشارة الى الصفات. فان ما اثر في الاحاديث والاثار من الاشارة الى الصفات كحديث ابي هريرة الذي رواه ابو داوود بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا تاليا قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا ان الله يأمركم ان تودوا الامانات الى اهلها الاية واخرها ان الله كان سميعا بصيرا واشار صلى الله عليه وسلم بسبابته وابهامه. الى بصره وسمعه. فان هذه الاشارة لا تحتمل الا ارادة واحد من ثلاثة اشياء. احدها ان يكون ذلك لغوا لا يراد به شيء. وثانيها ان يكون المراد هو الاشارة الى كيفية الصفة وثالثها ان يكون المراد هو الاشارة الى معناها. والقول لانها لغو سوء ادب مع الجناب المحمدي. وادعاء انها اشارة الى الصفة افتراء على القرآن والسنة لما تقرر فيهما من تنزيه الله سبحانه تعالى عن مشابهة خلقه فمحال ان تكون على ارادة ان كيفية صفة الله كالمشار اليه. ولم الا القطع بان النبي صلى الله عليه وسلم اراد في هذا ولا ضائله. وكذلك الصحابة من بعده ما ارادوا تقريب المعنى. ومثل هذه الدلائل يبعد معها القول بان هذا هو مذهب السلف كما ان المتكلمين في هذا الباب من اهل العصر اشتبهت عليهم كلمات لابي العباس ابن تيمية وابي الفرج ابن رجب في جماعة من الحنابلة ارادوا بها التفريق بين اصل وما يشكل منه فان اصل الباب هو الاثبات. اما ما يشكل منه فانه يسع فيه وكله الى عالمه سبحانه وتعالى. فليس كل الخلق لهم من كمال الادراك وقوة الفهم ما يتهيأ لهم به فهم هذا الباب كله بل قد يخفى على افرادهم شيء من افراده. اما ان يكون الاصل المضطرد المتعبد فيه في هذا الباب هو ارادة تفويض المعنى فهذا شيء لا يمكن الاخذ به لا نقلا ولا عقلا نعم احسن الله اليكم. وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كما قال. ومعناه على ما اراد لا ندخل في ذلك متأوين بارائنا ولا ولا متوهمين باهوائنا. فانه ما سلم في ودينه الا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم. ورد علم ما اشتبه عليه الى عالمه ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام. فمن رام علم ما حظر عنه علمه ولم يقنع ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الايمان. فيتذبذب بين الكفر والايمان والتصديق والتكذيب والاقرار والانكار. موسوسا تائها شاكا زائغا. لا مؤمنا مصدقا ولا مكذبا بعد ان بين المصنف رحمه الله تعالى ان رؤية الله حق لاهل الجنة ذكر ان كل ما جاء في عزل ذلك وتأييده من الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو كما قال الا انه رحمه الله قال عقب ذلك ومعناه على ما اراد. وهو يخالف ما سبق من ان علم المعنى مقطوع به لكن المتخلف عن علمنا هو علمنا بكيفية صفة الله عز وجل والاسلم دينا ان كل ما صح في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم مما علمنا معناه امنا به ووكلنا كيفيته الى الله سبحانه وتعالى وهذا هو الذي يقتضي الا ندخل في ذلك متأونين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا فالممنوع دخول التأويل فيه بالرأي والوهم فيه بالهوى هو والقول في كيفية ذلك. ثم بين رحمه الله تعالى الاصل الحامل على ذلك فقال فانهما لما في دينه الا من سلم لله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم. ورد علم ما اشتبه اليه الى عالمه ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام. وهذا اصل عظيم فان مبنى العبودية كلها على اخلاص القلب لله سبحانه وتعالى وسلامته من كل معارضة ومعاندة ومغالبة لامره ثم بين رحمه الله تعالى ضرر الخروج عن هذا الاصل فقال فمن رام علم حظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الايمان. اي من اراد بلوغ العلم الذي الذي حظر عنه اي منعه. ولم يرظى فهمه بالتسليم ان مآل ذلك ان يحجبه قصده الذي تشمه خالص التوحيد اي كامله وصافي المعرفة من كمال الاقبال على الله عز وجل وصحيح الايمان المتضمن للسلامة من كل شك. ويؤول حاله بعد ذلك الى ما ذكره بقوله فيتذبذب بين الكفر والايمان والتصديق والتكذيب والاقرار والانكار. موسوسا تائها شاكا زائغا لا من المصدقا ولا جاحدا مكذبا. لان العقول لا تستقل بمعرفة الله واذا هجمت على طلب معرفته دون الاقتباس من من نور الوحي فانها تعتل وتمرض وعلتها شك مزري او هوى مردي وربما تسارع المرض بصاحبه اخرجه من الايمان الى الكفر. ومن رفع العقل فوق هذا المقام لحقه البلاء. ولاجل هذا قرر في الشرع التسليم بما لا تدركه العقول. لعجزها عنه. فان نزعت فيه اعقبت عجزها هلاكا. نعم. احسن الله اليكم. ولا يصح الايمان بالرؤية لاهل دار السلام لمن اعتبرها امنهم بوهم او تأولها بفهم. اذ كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف الى الربوبية بترك التأويل ولزوم وعليه دين المسلمين. بعد ان بين المصنف رحمه الله تعالى ثبوت رؤية المؤمنين ربهم في الجنة بين انه لا يصح الايمان بالرؤية عند المثبتة لها ممن خرج بها عن مقتضى اللسان العربي. فاعتبرها بوهم اي شيء يفرضه الذهن او تأولها بفهم اي شيء يتصوره الذهن فخرج عن القانون الصحيح فيها وهو الايمان بالمعنى المعروف في لسان العرب لها. فمن امن بالرؤية على هذا الوجه صح ايمانه. ومن تطلب فيها غير هذا لم يصح ايمانه بالرؤية ثم بين ما ينبغي ان يكون عليه المعنى المعتد به في اثبات الرؤية فقال اذ كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف الى الربو الى الربوبية بترك التأويل ولزوم التسليم وعليه دين المسلمين. والمراد بتأويل رؤية وتأويل كل معنى يضاف الى الربوبية ان يكون بترك التأويل. المنسوب الى دين المسلمين هو معرفة ما تؤول اليه في حقيقتها وكيفيتها. فهذا هو الذي عليه دين المسلمين. واما ان كان المراد بالتأويل المعنى فليس هذا دين المسلمين اتفاقا منه. فانهم متنازعون في هذا. فهم فيه على طرائق عدة اسلمها الايمان بما دلت عليه هذه الحقائق بالمعاني التي يعرفها العرب في لسانها مع تسبيح الله وتقديسه ونفي الاحاطة نعم احسن الله اليكم. ومن لم يتوق النفي او التشبيه زل ولم يصب التنزيه. فان ربنا جل وعلا موصوف بالصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس في معناه احد من البرية. وتعالى عن الحدود والغايات والاركان والاعضاء والادوات لا تحويل جهات الست كسائر المبتدعات. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا جملة اخرى من جمل المعتقد تتعلق بتنزيه الله سبحانه وتعالى استفتحها بقوله ومن لم يتوق النفي والتشبيه بالنفي نفي خاص. وليس مطلق النفي. فان الله سبحانه وتعالى نفى عن نفسه ما لا يليق به من النقائص والعيوب. وانما يراد هنا نفي ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم. فمن لم يتوقى نفي ما اثبته الله ورسوله صلى الله عليه وسلم زل ولم يصب التنزيه كذلك من لم يتوق التشبيه فشبه الله بخلقه على ارادة تنزيه الله فانه موصوف بالزلل ايضا. وعلل ذلك بقوله فان ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية. الى اخر ما ذكر وهذه الجملة التعليلية لما سبق مركبة من شيئين اثنين احدهما اثبات الكمالات وذلك في قوله فان ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية والثاني نفي ان قائص المعيبات وذلك في قوله ليس في معناه احد من البرية وتعالى عن الحدود والغايات كان والاعضاء والادوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات. وما رامه رحمه الله تعالى من النفي لحقه نقص من جهتين. احدهما انه ساق هي مفصلة وطريقة الخطاب الشرعي الاجمال في النفي والتفصيل في الاثبات. والاخر انه دل على مقصوده بالنفي باستعمال الفاظ حادثة لا توجد منفية في الكتاب والسنة. فالسلامة في هذا الباب في كل باب من ابواب العلم والعمل متابعة سنن الخطاب الشرعي في معانيه الكلية وفي الفاظه المفردة. فاي سيق في الكتاب والسنة على سنن ما فان السلامة ملازمة هذا السنن واي لفظ اختير دون غيره من الالفاظ لبيان شيء من مرادات العلم والعمل فان الاسلم انتخاب هذا اللفظ دون غيره. نعم. احسن الله اليكم والمعراج حق وقد اسري بالنبي صلى الله عليه وسلم. اعرج بشخصه في اليقظة الى السماء ثم الى حيث شاء الله من واكرمه الله بما شاء واوحى اليهما اوحى. كذب الفؤاد ما رأى فصلى الله عليه وسلم في الاخرة والاولى ذكر المصنف رحمه الله تعالى من جمل المعتقد الايمان بالمعراج. فقال راجوا حق والمراد به صعوده صلى الله عليه وسلم الى السماء فان النبي صلى الله عليه وسلم اسري به اي سير به ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ثم عرج بشخصه اي بروحه وجسده حال اليقظة الى السماء ثم الى حيث شاء الله من العلا فان النبي صلى الله عليه وسلم عرج به فوق السماء السابعة الى ما شاء الله سبحانه وتعالى من علاه مما حجب عنا علمه. واكرمه الله سبحانه وتعالى بما شاء. واوحى اليهما اوحى ما كذب الفؤاد ما رأى. وصلى الله عليه وسلم في الاخرة والاولى. نعم. احسن الله اليكم الذي اكرمه الله تعالى به غياثا لامته حق. والشفاعة التي ادخرها لهم حق كما روي في الاخبار ذكر المصنف رحمه الله تعالى من جمل المعتقد المتعلقة بالايمان باليوم الاخر مسألتين اثنتين احداهما الايمان بالحوض الذي جعله الله كرامة لمحمد صلى الله عليه وسلم غياثا لامته في عرصات القيامة والاخرى الايمان بالشفاعة. التي دخرها لهم صلى الله عليه وسلم فلم يعجلها في الدنيا بل ارجأها الى الاخرة كما صحت بذلك الاخبار وشفاعته صلى الله عليه وسلم في الاخرة ثلاثة انواع احدها شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف وهي الشفاعة العظمى ان يفصل الله بينهم. وثانيها شفاعته لاهل الجنة ان يدخلوها. وهاتان الشفاعتان خاصتان به صلى الله عليه وسلم. وثالثها شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار ان يخرج منها. وهذه الشفاعة لا تختص به بل يشاركه فيها غيره من الشفعاء كالملائكة والعلماء وغيرهم. نعم. احسن الله اليكم. والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حق المصنف رحمه الله تعالى من جمل المعتقد الايمان بالميثاق والميثاق المراد هنا هو استخراج الله الخلق من البشر من ظهر ادم عليه الصلاة والسلام صور الذر واخذ العهد عليهم ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وليس هو المذكور في قوله تعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على الست بربكم ايش واشهدهم على انفسهم الست بربكم من سورة الاعراف فان العهد في هذه الاية هو الفطرة واما المراد هنا فالذي ثبتت به الاحاديث والاخبار هو ما ذكرت ولك من استخراج الله لذرية ادم من ظهره في صور الذر واخذ العهد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. فهذا هو القدر الذي ثبتت به الاحاديث والاثار. اما واشهادهم على انفسهم فلم يأت من وجه يثبت في في هذا العهد وانما تعلق منه ما ذكر في عهد الفطرة فشرك بينهما عند جماعة من اهل العلم والمختار التفريق بينهما كما بين نعم. احسن الله اليكم. وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة عدد من يدخل النار جملة واحدة فلا يزداد في ذلك العدد ولا ينقص منه. وكذلك افعالهم فيما علم منهم ان يفعلوه وكل ميسر لما خلق له. والاعمال بالخواتيم والسعيد من سعد بقضاء الله. والشقي من شقي بقضاء الله هذه جملة من جمل المعتقد المتعلقة بالايمان بالقدر كما مضى. فهو قد رجع الى الايمان بالقدر فذكر ان من قدر الله سبحانه وتعالى حكمه على الخلق في الاخرة فان الله سبحانه وتعالى جعل من خلقه اهل الجنة واهل النار. وعلم من اهل الجنة فعلم من اهل الجنة ومن اهل النار. فلا يزداد في ذلك العدد ولا ينقص منه. لكمال علم الله سبحانه وتعالى بهم فلا يتجدد في علمه باحادهم ما لم يكن من سابق علمه. وهذا معنى قول جملة واحدة. اي لا يتجدد فيه علم يتعلق بدرج الافراد في اهل الجنة او النار. ثم ذكر من علم الله سبحانه وتعالى علمه افعال العباد فقد علم افعالهم من طاعة وبر من طاعة وبر ومعصية وكفر. وكل ميسر لما خلق له فاهل السعادة ييسرون للسعادة واهل الشقاوة تكتب لهم الشقاوة. واعمال الخلق بالخواتيم. اي بما يختم لهم ويموتون عليه. فمن كان كافرا فاسلم كان عمله بحسب اسلامه. ومن كان مسلما فكفر كان عمله بحسب كفره والسعيد من سعد بقضاء الله والشقي من شقي بقضائه. نعم. احسن الله اليكم. واصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل. والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان. فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة. فان الله تعالى طوى القدر عن انامه ونهاهم عن مرامه. كما قال تعالى في كتابه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. فمن سأل لما فقد رد حكم الكتاب ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين. فهذا جملة ما يحتاج ما ما يحتاج اليه لمن هو منور قلبه من اولياء الله تعالى وهي درجة الراسخين في العلم. لان العلم علمان علم في الخلق موجود وعلم في خلقي مفقود فانكار العلم الموجود كفر. وادعاء العلم المفقود كفر. ولا يثبت الايمان الا بقبول العلم الموجود وترك طلب العلم المفقود من الجمل المذكورة في هذا المعتقد المتعلقة بالايمان بالقدر ما ذكره المصنف هنا وانتظم فيه بيان ان اصل القدر سر الله تعالى في خلقه. اي غيب كامل لا يظهرون عليه. فمراده بالسر ما خفي فلم يطلع عليه واستعمال هذا اللفظ. في بيان الاحكام الشرعية سواء الخبرية او الطلبية حادث لم يؤلف في كلام الله ولا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولا كلام الصحابة ولا كلام التابعين ولا كلام اتباع التابعين. وما عنهم من ذلك لا يثبت. لكن معناه حق في هذا المقام اذ اراد به الغيب واما في غيره فانه قد حدثت بعدهم اقوام يستعملون كلمة السر للدلالة على معان غير معتد بها في الشرع. ولكون القدر غيبا فان الله لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا. واذا كان كذلك فلا بد ان يكون العبد في حصن يقيه من الولوج في متاهته وهي التي اشار وهو الذي اشار اليه المصنف بقوله والتعمق والنظر في ذلك ذريعة خلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان. فبين ان من اعظم المتاهات المفضية من الضرر في باب القدر شيئان اثنان. احدهما التعمق وهو التكلف فيه ومن التكلف فيه مخاصمة الله سبحانه وتعالى في قدره كما سيأتي في قول المصنف فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيما. والثاني النظر والمراد بالنظر ها هنا نظرا خاصا وهو النظر فيه بشك واشتباه فهذا هو الممنوع منه. كما قال المصنف فيما يستقبل واحضر للنظر فيه قلبا سقيما ولا يراد مطلق النظر. لان ادراك معاني هذا الباب واحكامه فروع مسائله بالدلائل المعروفة في الكتاب والسنة امر مقرر في جملة ما يندرج في الايمان بالقدر. فالمراد هنا شيء خاص من النظر هو الذي ذكرت لك. وما قالوا هاتين البليتين الافضاء بالعبد الى والحرمان والطغيان كما قال والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخلان اي وسيلة الخذلان وهو عدم التوفيق. وسلم الحرمان اي المعراج الموصل الى الحرمان وهو منع فضل الله عز وجل. ودرجة الطغيان اي وهو مجاوزة الحد المأذون فيه. وما دام الامر كذلك اصلا واثرا وجب النأي بالنفس عنه وهذا هو الذي قصده المصنف فقال فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة فان الله تعالى طواعيم القدر عن انامه اي خلقه ونهاهم عن مرامه اي طلبه كما قال تعالى في كتابه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فمن سأل لما فعل فقد رد حكم الكتاب ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان ما سبق هو القدر المحتاج اليه فيما يتعلق بالقدر فقال فهذا جملة ما يحتاج اليه من هو منور قلبه من اولياء الله تعالى وهي درجة الراسخين في العلم اي بكمال التسليم للقدر ورد علمه الى الله سبحانه وتعالى ثم علل ذلك بقوله لان علمان علم في الخلق موجود. وهو العلم بشرع الله وعلم في الخلق مفقود وهو العلم بقدر الله. فانكار العلم الموجود كفر. لان انكار الشرع كفر العلم المفقود كفر وهو ادعاء العلم بالقدر المغيب كفر ولا يثبت الايمان الا بقبول العلم الموجود وهو علم الشرع وترك طلب العلم المفقود وهو القدر المغيب. نعم. احسن الله اليكم ونؤمن باللوح والقلم وبجميع ما فيه قد رقم. ولو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه انه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه. ولو اجتمعوا كلهم ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه ليجعلوه او كائنا لم يقدروا عليه جف القلم بما هو كائن الى يوم القيامة. وما اخطأ العبد لم يكن ليصيبه وما اصابه لم يكن ليخطئه وعلى العبد ان يعلم ان الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه فقدر ذلك تقديرا محكما مبرما ليس فيه ناقض ولا معقب ولا مزيل ولا مغير ولا ناقص. ولا زائد من خلقه في سماواته وارضه وذلك من عقد الايمان واصول المعرفة والاعتراف بتوحيد الله تعالى وربوبيته كما قال تعالى في كتابه. وخلق كل شيء فقدره تقديرا وقال تعالى وكان امر الله قدرا مقدورا. او نعم لمن صاد لله تعالى في القدر خصيما واحضر للنظر فيه قلبا سقيما. لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سرا وعاد بما قال فيه افاكا اثيما. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من مسائل الايمان بالقدر ها هنا اربع مسائل اولها الايمان باللوح وهو والذكر الذي كتبت فيه المقادير. وثانيها القلم الذي جرى به التقدير. وثالثها كل ما كتب في اللوح من لا ورابعها شمول علم الله سبحانه وتعالى كل الكائنات والايمان بالقدر السابق يزع قلب العبد عن طلب الخلق في تحصيل مراده. ويخرج من قلبه خوفهم في منعه مطلوبة لان الامر كله لله وهذا معنى قوله فلو اجتمع الخلق كلهم على كتبه الله تعالى فيه انه كائن الى قوله وما اصابه لم يكن ليخطئه. ثم ما بين اثر الايمان بشمول علم الله عز وجل للكائنات انفاذها وعدم تخلفها فقال فقدر ذلك تقديرا محكما مبرما اي وثيقا قويا بريئا من النقض والتعقيب والازالة والتغيير النقص والزيادة. ثم ذكر ان هذا كله من عقد الايمان. اي من عقائد الايمانية واصول المعرفة الربانية والاعتراف بتوحيد الله تعالى وربوبيته. فلا ايمان للعبد الا مع الايمان بقدره كما قال تعالى في تحقيق نفوذ قدره وخلق كل شيء فقدره تقديرا وقال وكل وكان امر الله قدرا مقدورا ثم بين غبة الخروج مغبة الخروج فيه عما ينبغي مما سبق نظيه. نعم. احسن الله اليكم. والعرش والكرسي حق وهو مستغني عن العرش وما دونه. محيط بكل شيء فوقه وقد اعجز عن الاحاطة خلقه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من المسائل من العقائد الايمانية مسألتان اثنتان احداهما الايمان بالعرش وهو مخلوق يستوي عليه الرحمن استواء يليق بجلاله. والثاني وهو موضع القدمين كما فسره بذلك ابن عباس وابو سعيد الخدري رضي الله عنهما وانعقد عليه الاجماع وهو سبحانه وتعالى مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه وقد اعجز عن الاحاطة به خلقه. نعم. احسن الله اليكم ونقول ان الله اتخذ ابراهيم خليلا وكلم الله موسى تكليما ايمانا وتصديقا وتسليما. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا اثبات الصفات لان المراد بقوله ان الله اتخذ ابراهيم خليلا اثبات كون ابراهيم خليلا لله. فالله سبحانه وتعالى احب عبده ابراهيم محبة عظيمة حتى انزله مرتبة الخلة. وكلم موسى تكليم وفي ذلك اثبات صفة الكلام له نؤمن بذلك ونصدق ونسلم تسليما. نعم احسن الله اليكم ونؤمن بالملائكة والنبيين والكتب المنزلة على المرسلين ونشهد انهم كانوا على الحق المبين. اشتملت هذه الجملة على اثبات طرف من اصول الايمان واركانه العظام هي الايمان بالملائكة والايمان بالنبيين والايمان بالكتب المنزلة على المرسلين. واندرج في الايمان بالنبيين انهم كانوا على الحق المبين. نعم. احسن الله اليكم. ونسمي اهل قبلتنا ونسمي اهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين وله بكل ما قال واخبر مصدقين. ذكر رحمه الله تعالى ان من عقائد الايمان تسمية اهل القبلة مسلمين مؤمنين ما داموا بما يرجعوا الى اصل الايمان ملتزمين وهذا معنى قوله ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين وله بكل ما قال واخبر مصدقين اي مما يتعلق باصل الدين اما ما فوق كذلك فان اهل القبلة يتفاضلون فيه. نعم. احسن الله اليكم. ولا نخوض في ولا نماري في دين الله ولا نجادل في القرآن. ونشهد انه كلام رب العالمين نزل به الروح الامين فعلمه سيد المرسلين محمد وصلى الله عليه وسلم وهو كلام الله تعالى لا يساوي شيء من كلام المخلوقين. ولا نقول بخلقه ولا نخالف جماعة المسلمين من جملة مسائل المعتقد ايضا ترك الخوض في الله. اي الكلام بجهل فيما يتعلق بربنا سبحانه وتعالى. وترك في المماراة في دين الله. والمراد بالمراء المغالبة مع ملاحظة حق النفس. ولا نجادل في القرآن. اي لا نستدل عليه والمجادلة المضافة الى القرآن نوعان اثنان. احدهما المجادلة بالقرآن وهي الاستدلال به. والاخر المجادلة في القرآن وهي الاستدلال عليه. فالاولى مطلوبة محمودة مطلوبة فالاول محمود مطلوب والثاني مرزول مغلوب. ثم الشهادة بان القرآن كلام رب العالمين نزل به الروح الامين وهو جبريل فعلمه سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وهو كلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين ولا نقول بخلقه ولا نخالف جماعة المسلمين القائلين بانه صفة من صفات رب العالمين وتقدم بيان هذا. نعم. احسن الله اليكم. ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب ما لم يستحلك ذكر المصنف رحمه الله تعالى من العقائد الايمانية ترك تكفير احد من اهل اي المسلمين بالدنوب ما لم تستحل فاذا استحل الذنب كان مكفرا. والمراد بالاستحلال اعتقاد كونه حلالا. فهو امر باطن قلبي. وهذا من المعنى صحيح لا مرية فيه. فان الذنوب التي هي محرمات من الكبائر فما دونها لا يكفر العبد بها الا بالاستحلال والاستحلال هو اعتقاد حلها. وهو امر باطن قلبي. ووراء ذلك معنى يتطرق الى هذه الجملة وهو اعتقاد وقف التكفير على مجرد على مجرد استحلال الذنوب. وكان اللائق بالمصنف رحمه الله تعالى ان ينسج على منوال غيره. الذين قالوا فاحسنوا ولا نكفر احدا من اهل قبلتي بكل ذنب. يريدون بذلك ان الذنوب متفاوتة الدرجات. فمنها ذنوب مكفرة ينتقض بها الاسلام هي المشار اليها بنواقض الايمان وفيها اقوال وافعال وعقائد وشكوك. ودونها ذنوب لا تكفروا بمجرد فعلها هي الكبائر وهي المرادة عندهم قم بالرد فهذه الجملة في كلام المصنف اراد بها الرد على الخوارج المكفرة بالكبائر لكنه اجمل فيما لم يحسن فيه الاجمال. نعم. ولا نقول لا يضر مع ايمان ذنب لمن عمله. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا من المقالات المدجافات. في باب الايمان ترك دعوة من يقول لا يضر مع الايمان ذنب لمن عمله. وهذه مما خلص المرجئة الذين جعلوا اصل الايمان هو التصديق فقط فما دام الاصل موجود لا تكون الذنوب مضرة بمن اقترفها وهذا مذهب باطل لما سيأتي في بيان حقيقة الايمان. نعم. احسن الله اليكم. ونرجو للمحسنين من المؤمنين ان ان يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا ان المؤمنين ينقسمون الى فريقين اثنين الاول المحسنون فيرجى لهم عفو الله ودخولهم الجنة برحمته دون امن العقوبة عليهم ومع ترك الشهادة لهم بالجنة. والثاني المسيئون فنستغفر لهم ونخاف عليهم العقوبة ولا نقنطهم من رحمة الله السلام عليكم والامن والاياس ينقلان عن ملة الاسلام وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة. وذكر رحمه الله تعالى من مسائل المعتقد في هذه الجملة حكما يستكن في لفظين اثنين احدهما الامن والمراد به الامن من مكر الله. وهو الاقامة على المحرم والغفلة عن عقوبته. والاخر اليأس. وهو اليأس من رحمة الله. وهو استبعاد رحمته بسبب في معصيته والحكم المرتب عليهما عند وجود الخروج عن ملة الاسلام. وهذا النقل لا يتحقق الا مع زوال اصلهما فاذا زال الخوف من الله من قلب العبد بالكلية او زال رجاؤه ربه من قلبه بالكلية كان هذا موجبا لكفره. ودون ذلك درجات من الامن والاياس لا يكفر بها صاحبها. نعم. احسن الله اليكم ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من مسائل المعتقد ان العبد لا يخرج من الايمان الا بجهد ما ادخله فيه. والذي يدخل العبد في الايمان هو اصل الدين. وهو الشهادتان لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وهذه الجملة ان خرجت مخرج ارادة الحصر لم تكن صحيحة فان العبد يكفر بغير الجحود وان خرجت لا على ارادة الحصر وانما التنبيه الى اعظم انواع الكفر وهو الجحود كان ذلك صحيحا. فان العبد يكفر بالجحد وبغيره ويكون المصنف اراد الاقتصار على الاعظم. وهذا الثاني هو الذي يظهر من تصرفه لانه تقدم في كلامه التكفير بالاستحلال. فيبعد حينئذ ان يحمل كلامه على ارادة الحصر. نعم. احسن الله اليكم. والايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان ذكر المصنف رحمه الله تعالى من مسائل المعتقد العظام بيان حقيقة الايمان. فبين ان الايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان. ولم يدخل رحمه الله تعالى العمل في حقيقة الايمان بل اخرجه منها. والذي دلت عليه دلائل للقرآن والسنة ان الايمان منقسم على القلب واللسان والجوارح. واخراج فرد من هذه الافراد عن حقيقة الايمان نقص في تحصيل حقيقته الشرعية المبينة في الكتاب والسنة. وهو وافق رحمه الله تعالى في ذلك مرجئة الفقهاء الذين يخرجون العمل عن حقيقة الايمان. نعم. احسن الله عليكم وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق. ذكر من قواعد المعتقد العظيمة الايمان بان جميع ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق. ادركته عقولنا او قعدت عن ادراكه. نعم. احسن الله اليكم. الايمان واحد واهله في اصله سواء والتفاضل بينهم بالخشية تقاوم مخالفة الهوى وملازمة الاولى. رجع المصنف رحمه الله تعالى مرة ثانية الى بيان ما يتعلق بحقيقة الايمان فقال والايمان واحد. اي شيء واحد. مرده التصديق وما اتصل به من عمل القلب. ثم قال واهله في اصله سواء اي لا يقبل الزيادة والنقص. ثم قال والتفاضل بينهم بالخشية والتقى او مخالفة الهوى وملازمة الاولى اي ان التفاضل واقع بين اهل الايمان باعتبار الامور الظاهرة. وهذه الجملة منسوجة على ما تقدم عنه من حقيقة الايمان. واما على ما يعتقده اهل السنة ان الايمان ينتظم فيه القول والعمل. قول القلب واللسان القلب واللسان. وليس اهله في اصله سواء. بل هم متفاضلون في اصل التصديق وما اتصل به من اعمال القلوب ويتفاضلون في حظهم من الايمان بل يزيد ايمان احدهم وينقص باعتبار ما يعتليه من الطاعة او ويعتريه من المعصية فان الزيادة اثر الطاعة والنقص اثر المعصية. نعم. احسن الله اليكم والمؤمنون كلهم هم اولياء الرحمن واكرمهم عند الله اطوعهم واتبعهم للقرآن. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا اثبات ولاية الله سبحانه وتعالى للمؤمنين جميعا فقال والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن اي باعتبار ثبوت مطلق الايمان فيهم جميعا. اي باعتبار ثبوت مطلق الايمان فيهم جميعا. اما باعتبار الايمان المطلق الكامل فهم يتفاوتون فمن الاول قول الله تعالى الله ولي الذين امنوا. فانه ولي الذين امنوا باعتبار ثبوت مطلق الايمان فيهم جميعا. ومن الثاني قوله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. فان سبحانه وتعالى لهم هنا معنى من الاختصاص ليس في الاول. فولاية الرحمن للمؤمنين مطلق الايمان والايمان المطلق. واكرم المؤمنين عند الله اطوعهم اي اشدهم قياما بطاعته واتبعهم للقرآن ومن طاعة الله اتباع كتابه احسن الله اليكم والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وحلوه ومره به من الله تعالى ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله ونصدقهم كلهم على ما جاء عد المصنف رحمه الله تعالى هنا اصول الايمان واركانه الستة مجموعة ثم اخبر عن اعتقاد المؤمنين فيها فقال ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به. نعم السلام عليكم واهل الكبائر من امة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون اذا ماتوا وهم موحدون وان لم يكونوا تائبين بعد تألقوا الله عارفين مؤمنين وهم في مشيئته وحكمه ان شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله كما ذكر عز وجل في كتابه ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وان شاء عذبهم في النار بعدله ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من اهل طاعته ثم يبعثهم الى جنته وذلك بان الله تعالى تولى اهل معرفته ولم يجعلهم في الدارين كاهل نكرته الذين خابوا من ولم ينالوا من ولايته. اللهم يا ولي الاسلام واهله ثبتنا على الاسلام حتى نلقاك به. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة احكام اهل الكبائر والمراد باهل الكبائر بالذنوب العظيمة وتقدم ان الكبيرة هي ما نهي عنه على وجه التعظيم وانتظم فيما ذكره رحمه الله تعالى من احكام اهل الكبائر ثلاثة مسائل عظام اولها ان اهل الكبائر من المؤمنين لا في النار. اذا ماتوا على التوحيد وثانيها انهم تحت مشيئة الله عز وجل. ان شاء عذبهم بعدله. وان شاء عفا عنهم بفضله وثالثها انهم يخرجون من النار برحمة الله وشفاعة الشافعين من اهل طاعته. ثم يكون مآلهم الاستقرار في الجنة. وقوله رحمه الله وشفاعة الشافعين عطفا على قوله ثم يخرجهم منها برحمته. من باب عطف الخاص على العام. فان شفاعة هي من رحمة الله التي تفضل بها على هؤلاء. لكن لما كانت الشفاعة سبب اصولها افردها بالذكر. والمقتضي لهذه الاحكام هي ان الله سبحانه على لا يسوي بين المسلمين والكافرين فالمسلمون من اهل معرفته لا يجعلون كالكافرين من اهل نكرته الذين لم يعرفوه ثم اشهد المصنف رحمه الله تعالى قلبه هذا الحال هذه الحال فتضرع اليه بالدعاء قائلا اللهم يا ولي الاسلام واهله اي يا ناصر الاسلام واهله ثبتنا على الاسلام حتى نلقاك وانا نتضرع اليه سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يثبتنا على الاسلام حتى نلقاه. نعم. احسن الله اليكم. ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من اهل القبلة وعلى من مات منهم ذكر رحمه الله تعالى من احكام اهل القبلة ايضا مسألتين اثنتين اولاهما الصلاة خلف كل بر وفاجر من اهل القبلة. والائتمام به. والثانية الصلاة على كل بر وفاجر من اهل القبلة اذا مات نعم احسن الله اليكم. ولا ننزل احدا منهم جنة ولا نارا ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق ما لم يظهر منهم شيء من ذلك ونذروا سرائرهم الى الله تعالى. هذا حكم اخر من احكام اهل القبلة. وهو الامتناع عن الحكم على احد منهم باحكام الاخرة. واحكام الاخرة تؤول الى الحكم عليهم بجنة او نار. وكما يمتنع الحكم وكما يمتنع الحكم عليهم في الاخرة بالجنة والنار. يمتنع عليهم الحكم في الدنيا بالكفر. والشرك والنفاق. وهذا الامتناع في هاتين المسألتين مبني على خفاء الدليل. فاذا لم يقم دليل على انزال احد منهم جنة ولا نارا لم نتجرأ بانزاله في احداهما وان بانت دليل بخبل صادق من الوحي ان احدا منهم من اهل الجنة او النار شهدنا له بذلك. وكذلكم اذا خفي الدليل والتبس في الحكم على احد في الدنيا بكفر او شرك او نفاق لم نجترئ في الحكم عليه بشيء منها. وان بان الدليل وهو المشار اليه بقول المصنف ما لم يظهر منهم شيء من ذلك فاذا بان الدليل واتضح لاتيان العبد بمكفر او بمقتضي للحكم عليه بالشرك او النفاق فانه يحكم عليه بذلك. ولا يتطلب كشف سرائره التي يسرونها بل السرائر بينهم وبين الله تعالى. والذي يتعلق به حكمنا هو الظاهر دون السرائر. وهذه الشهادة على الحكم الدنيوي او الاخروي كما سبق معلقة ببيان الدليل والحكم الاخروي دليله في القرآن والسنة. فاذا وجد خبر فيهما عن احد بانه من اهل الجنة والنار حكم عليه بذلك واما الحكم الدنيوي على احد بالكفر او الشرك او النفاق فان دليله نوعان اثنان احد دليل خاص وهو ما نص على كفره او نفاقه او شركه في الكتاب والسنة. كابي جهل وعبدالله بن ابي وغيرهما والثاني عام وهو المبني على ادلة كتاب والسنة. واقامة الادلة بانزالها على الاعيان مردها الى احكام قاف. وليس الى علماء العقائد. فان العارفين بالعقائد يتكلمون في تقرير الاصول الكلية واما الحكم على احد معين بانه كافر او مشرك او قاض فان هذا مرده الى القاضي الذي يحكم بذلك. فان الردة من ابواب الحدود والحدود مأخذها القضاء. والمبين لها القاضي. والحاكم فيها ولي الامر. فلا تقتضي قوة العقيدة وصحة الايمان. ان يتكلم العارف بها في كل ساقط ولاقط. من المتلطخين بالشرك والنفاق والكفر. بل يجب عليه بذل النصيحة في ذلك الى من بيده الامر. نعم. احسن الله اليكم ولا نرى السيف على احد من امة محمد صلى الله عليه وسلم الا من وجب عليه السيف. قوله ولا نرى السيف اي القتل. على احد احد من امة محمد صلى الله عليه وسلم كلهم الا من وجب عليه بما بينته الادلة الشرعية. واهل العلم رحمهم الله تعالى يريدون بقولهم لا نرى السيف ترك الخروج على ولاة الامر وان جاروا. خلافا لمن شهره عليهم. ولهذا سيذكر المسألة الملتحقة بها فيما يتلوها نعم احسن الله اليكم ولا نرى الخروج على ائمتنا وولاة امورنا وان جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة. ما لم يأمروا بمعصية وندعو لهم بالصلاح والمعافاة من من عقائد اهل السنة والجماعة التي جاءت بها دلائل الشريعة ترك الخروج على الائمة وهم حكام المسلمين وولاة الامر وان كانوا ظلمة جائرين. وترك الدعاء عليهم. وعدم نزع اليد من طاعتهم. بل يرى اهل السنة ان طاعتهم من طاعة الله عز وجل وانها فرض للأدلة الواردة في ذلك ما لم يأمر بمعصية لأن طاعتهم اصلا لم يقع استقلاله بل هي تابعة لطاعة الله. فاذا خرجوا هم عن طاعة الله فارادوا ان نطيع في معصية فلا طاعة لهم وانما الطاعة في المعروف. ومما يندرج فيما سلف الدعاء لهم بالصلاح والمعافاة لعظيم ما ينشأ عن ذلك اذا تحقق من التي تستقيم بها مصالح الخلق. وهذا الاصل العظيم المقرر عند اهل السنة والجماعة ليس اصلا املاه الفقه السياسي. كما يزعمون ولا ملاحظة حكم من الخلق في زمن من الازمان. بل اوجبته طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد كان العرب مطبوعين على منازعة حكامهم وترك تأليف القلوب عليهم. لما جبل عليه العربي من الاباء كان من مقتضى عبودية الله عز وجل اخراج القلوب من هذه الظلمة بالزامه بطاعة من من ولاه الله سبحانه وتعالى عليهم. حتى بلغت النصوص مبلغ في طاعة من تستبعد طاعته ممن كانت العرب تأنف من مجرد مؤاخاته وصحبته فقيل ولو كان عبدا حبشيا كأن رأسه زبيبة فبلغ من شدة طلب الشرع لافراغ القلوب من هذه الظلمة ان يؤمروا بطاعة من كان هذا حاله ممن كانت العرب تستنكف عن مؤاخاته ومقارنته. نعم. احسن الله اليكم اتبعوا السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة. نعم. ونحب اهل العدل والامانة ونبغض اهل والخيانة ونقول الله اعلم فيما اشتبه علينا علمه. ونرى المسعى على الخفين في السفر كما جاء في الاثر. والحج والجهاد ماضيان مع اولي الامر من المسلمين برهم وفاجرهم الى قيام الساعة. لا يبطل شيء ولا ينقضهما. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة طرفا من مسائل اخرى من مسائل المعتقد وهي ان اهل السنة يتبعون السنة والجماعة. والمراد بالسنة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والجماعة جماعة الدين المقيمين جماعة الدين المقيمون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه واذا كان لهم ولي امر جامع كان ذلك اكدوا كان ذلك اكد في وصف الجماعة وهم يجتنبون الشذوذ اي الانفراد والخلاف اي المشاقة فرقة اي التفرق. ويحبون اهل العدل والامانة ويبغضون اهل الجور والخيانة. ويريد بذلك انهم يحبون اهل الطاعة ويبغضون اهل المعصية. واختار للدلالة على ذلك هاتين الصفتين لقربهما مما قرره في طاعة ولاة الجور. فهاتان الصفتان وان كانتا مبغوضتان مردولتان مبغوض اهلهما لكن لا يعني بغض اهلهما اخراجهم بالكلية من دائرة الايمان. بل لهم قدر من الموالاة بقدر ما عندهم من الايمان ويبغضون بحسب ما عندهم ما عندهم مما يخالفه. ثم ذكر من عقائد اهل السنة القول الله اعلم فيما اشتبه علينا علمه. وخفيت علينا الاحاطة به بكمال علم الله ونقص علمنا. ثم ذكر مسألة من مسائل الطلب وهي المسح على الخفين في السفر والحظر كما جاء في الاثر. وانما ادخلها في المعتقد لانها من المسائل اي التي صارت شعارا لاهل السنة باعتبار المخالف. فان المخالف فيها من اهل البدع ومسائل الاعتقاد نوعان اثنان. الاول مسائل اصلية دلت عليها الادلة المرضية. والثاني مسائل تابعة ادخلت في كتب الاعتقاد على وجه جعلها شعارا لاهل السنة مناقضة لمن اشتهر اشتهر لمن اشتهر بها من اهل البدع. فهم يذكرون حب ابي هريرة والمسح على الخفين مناقضة لاهل البدع المخالفين في هاتين المسألتين ومن جملة المسائل المدرجة تبعا لهذا الاصل قول المصنف والحج والجهاد ماضيان مع اولي من المسلمين برهم وفاجرهم الى قيام الساعة لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما. ردا على من جعل الحج والجهاد مع ولي الامر مختصا بالعدل منهم. نعم. احسن الله اليكم. ونؤمن بالكرام الكاتبين فان الله قد جعلهم علينا حافظين ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض ارواح العالمين. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا من مسائل الايمان ما يتعلق بالايمان بالملائكة فذكر ان اهل السنة يؤمنون بالكرام الكاتبين وهم الملائكة الموكلون بكتابة اعمال العباد الذين جعلهم الله حفظة علينا. ويؤمنون ايضا بملك الموت. الذي وكل اليه قبض ارواح العالمين نعم. احسن الله اليكم وبعذاب القبر لمن كان له اهلا وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه على ما جاءت الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم. والقبر روضة من رياض الجنة ام حفرة من من حفر النيران ونؤمن بالبعث وجزاء الاعمال يوم القيامة والعرض والحساب وقراءة الكتاب والثواب والعقاب والصراط والميزان ذكر نعم والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ابدا ولا تبيدان فان الله تعالى خلق الجنة ابن الخلق وخلق لهما اهلا فمن شاء منهم الى الجنة فضلا منه. ومن شاء منهم الى النار عدلا منه وكل يعمل لما قد فرغ له وصائر الى ما خلق له. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا من جمل الاعتقاد طرفا من مسائل الاخرة ابتدأها بذكر الايمان بعذاب القبر لمن كان له اهلا وهو ما يجري في القبر على العبد من العقوبة. ومنه ايضا سؤال ونكير في القبر. عن الله عن الرب والدين والنبي وهي المسألة المسماة بفتنة القبر. فان الناس يفتنون بهذه الاسئلة الثلاثة على ما جاءت به الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم. والقبر روضة من رياض الجنة. او من حفر النيران فهو روضة لاهل الايمان وحفرة لاهل الكفران ومن كان من اهل الذنوب وعذب في قبره فان تعذيبه ينتهي الى امد ولا يكون حاله في قبره كحال اهل الكفر. ثم ذكر من عقائد الايمان الايمان بالبعث والمراد بالبعث قيام الخلق بعد رد الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية وجزاء الاعمال يوم القيامة والعرض والحساب وقراءة الكتاب. والمراد به كتاب العمل الذي عمله الانسان فان العبادة تنشر له صحائف اعمالهم في الاخرة ومن جملة ذلك الثواب والعقاب والصراط والميزان. ثم بين ان مآل الخلق في دار القرار الى جنة او نار بين من حكمه مما ذكره في قوله والجنة والنار مخلوقتان اي قد خلقهم الله عز وجل فهما موجودتان لا تفليان ابدا ولا تبيدان اي لا يلحقهما نقص بسبب طارئ منهما ولا نقص من امر خارج عنه كما تقدم بيان نظير والله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق وخلق لهما اهلا فمن شاء منهم الى الجنة فضلا منه ومن شاء منهم الى النار عدلا منه وكل يعمل لما قد فرغ له وصائر الى ما خلق له وتقدم نظير هذا في ابواب القدر الاولى. نعم. احسن الله اليكم والخير والشر مقدران على العباد والاستطاعة التي يجب بها الفعل من من نحو التوفيق الذي لا يجوز ان يوصف المخلوق به فهي مع الفعل. واما الاستطاعة من جهة اما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الالات فهي قبل الفعل. وبها يتعلق الخطاب وهو كما قال تعالى لا يكلف الله الا وسعها وافعال العباد خلق الله وكسب من العباد ولم يكلفهم الله تعالى الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفه وهو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله. نقول لا حيلة لاحد ولا حركة لاحد ولا تحول لاحد عن معصية الله الا بمعونة الله. ولا قوة لاحد على اقامة طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله. وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره غلبت مشيئته المشيئة غلبت مشيئته المشيئات كلها. وغلب قضاءه الحيل كلها يفعل ما يشاء وهو غير ظالم ابدا تقدس عن كل سوء عن عن كل سوء وحين. وتنزه عن عن كل سوء وحين. وتنزه عن كل عيب وشين لا يسئ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. رجع المصنف رحمه الله تعالى مرة اخرى الى باب الايمان قدر فذكر ان الخير والشر مقدران على العباد. ثم بين ما بمسألة استطاعة العباد. على الافعال فقال والاستطاعة التي يجب بها الفعل الى اخر ما ذكر. والمراد بالاستطاعة القدرة. وقدرة العباد على افعال واستطاعتهم نوعان اثنان. الاول استطاعة قبل الفعل هي مناط الامر والنهي. وهو ما يتعلق بالصحة والوسع والتمكن وسلامة الات والثاني استطاعة مع الفعل. هي باعث الامتثال انما ينالها من وفقه الله سبحانه وتعالى. اما من خذل فانه يمنعها كما قال الله عز وجل وكانوا لا يستطيعون سمعا فان المنفي هنا الاستطاعة التي مع الفعل ثم ذكر حكم افعال العباد وانها مخلوقة لله. واذا اضيفت الى العباد فباعتبار انها كسب لهم. والكسب ها هنا يراد به المعنى اللغوي. اي هو فعلهم الذي فعلوه فاضيف اليهم. وليس مراده ما تريده الاشاعرة من هذا اللفظ فان الاشاعرة جعلوا للدلالة على صلة افعال العباد بالقدر معنى اخترعوه ودلوا عليه بلفظ الكسب وهو مخالف لدلائل الكتاب والسنة فالكسب عندهم على اقوال بينهم فيها اختلاف كثير هو عندهم اقتران قدرة الخالق مع قدرة المخلوق. ثم ذكر ان الله سبحانه وتعالى لم يكلف الخلق الا ما يطيقون اي ما في وسعهم. وهذا حق ثم بقوله ولا يطيقون الا ما كلفهم. ومعناه ان العباد لا يستطيعون الا ما كلفهم فلا قدرة لهم على ما فوقهم. وتعقب شراح هذه العقيدة هذه اللفظة ببيان ان قدرة العباد هي فوق ما كلفهم الله عز وجل انهم فانه فرض عليهم خمس صلوات وهم يقدرون على اداء اكثر منها عليهم صيام شهر وهم يقدرون على صيام اكثر منه ويلوح معنى صحيح يمكن حمل كلام المصنف عليه بان يكون قوله ولا يطيقون الا ما اي باعتبار ما انتهى اليه الحكم الشرعي. فما انتهى اليه الحكم الشرعي من توقيت الصلوات بخمس الصيام بشهر لوحظ فيه طاقة العباد وليس مراده ما انتهى اليه الحكم القدري. فان لهم باعتبار الحكم القدري فوق ما امروا عليه شرعا. فكأن معنى قوله ولا يطيقون الا ما كلفهم على المعنى الصحيح الاول اي ان كمال طاقتهم هو فيما انتهى اليه ما امرهم الله سبحانه وتعالى به او نهاهم عنه. ثم ذكر مرجع القدرة والاستطاعة على الفعل الى توفيق الله فقال وهو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله فلا حيلة لاحد ولا حركة لاحد ولا تحول لاحد عن معصية الله الا بمعونة الله ولا قوة لاحد على اقامة طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله ثم رجع مرة ثانية الى تكرار جملة سبق غير مرة وهي مشتملة على بيان شمول مشيئة الله سبحانه وتعالى وعلمه جميع كائنات فمشيئته غالبة لمشيئة غيره يفعل ما يشاء وهو غير ظالم ابدا تقدس عن كل سوء وحين يعني هلاك وتنزه عن كل عيب وشيب. نعم. احسن الله اليكم. وفي دعاء الاحياء وصدقات فيه منفعة للاموات والله تعالى يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات. ويملك كل شيء ولا يملكه شيء ولا غنى عن الله عن الله تعالى طرفة عين ومن استغنى عن الله طرفة عين فقد كفر وصار من اهل الحيض. والله يغضب ويرضى لا كاحد من الورى ذكر المصنف رحمه الله تعالى من جمل مسائل اعتقال بيان ان دعاء الاحياء وصدقاتهم يصل نفعه الى الاموات. وهذه المسألة من المسائل التابعة التي ادرجت لوجود المخالفة فيها شعار لاهل البدع ثم ذكر ان الله تعالى يستجيب دعاء الداعين ويقضي حوائج المحتاجين لكمال ملكه واستغنائه عن خلقه. والخلق مفتقرون اليه. ومن ظن انه غني عنه فقد كفر وصار من اهل الهلاك. ثم ذكر من صفات المشيئة والاختيار لله الغضب والرضا فقال والله يغضب ويرضى لا كاحد من الورى. فالله عز جل يغضب ويرضى وغضبه ورضاه متعلق باختياره ومشيئته وذلكم الجاري منه في غضبه ورضاه لا يشبه فيه احدا من خلقه. نعم ونحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا نفرط في حب احد منهم ولا نتبرأ من احد منهم ونبغض من يبغضهم. وبغير بغير الخير يذكرهم ولا ولا نذكرهم الا بخير وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان نعم. ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اولا لابي بكر الصديق رضي الله عنه تفضيلا له تقديما على جميع الامة ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم لعثمان رضي الله عنه ثم لعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه وهم الخلفاء الراشدون والائمة المهديون وان العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة نشهد لهم بالجنة على ما شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله الحق وهم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبدالرحمن بن عوف وابو عبيدة بن الجراح وهو امين هذه الامة رضي الله عنهم اجمعين. ومن احسن القول باصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وازواجه الطائرات من كل من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق. وعلماء السلف من السابقين ومن بعده من التابعين. اهل الخير والاثر واهل الفقه والنظر لا يذكرون الا بالجميل. ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل. ولا نفضل احدا من الاولياء على احد من الانبياء عليهم السلام ونقول نبي واحد افضل من جميع الاولياء. ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح من الثقات من روايات لما كانت جمل هذا الاعتقاد انما بلغت الينا بنقل الصحابة رضوان الله عنهم تابع المصنفون فيه على ذكر عقيدة اهل السنة في الصحابة. ومن جملة ذلك ما ذكره ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى هنا فذكر ان من عقيدة اهل السنة محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دون افراط في حب احد منهم ولا البراءة منهم ونبغض من من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم الا بخير وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان. ثم ذكر ومن المسائل المتعلقة بحق الصحابة مسألة الخلافة فذكر ان اهل السنة يثبتون الخلافة مرتبة بعد رسول الله صلى الله عليه ابي بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن ابي طالب رضي الله عنهم وهؤلاء الاربعة هم افضل الصحابة وترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة. ويعقبهم في الفضل بعدهم تتمة العشرة المبشرين بالجنة فان النبي صلى الله عليه وسلم بشر عشرة من صحابة في حديث واحد بالجنة ومجيئهم في نسق واحد في خبر واحد خصهم بهذا الاسم العشرة المبشرون بحيث اذا اطلق كانوا هم المراء دين. وليس المراد قصر البشارة بالجنة لهم دون الصحابة وانما لاجل استماعهم خصوا بهذا الاسم وهم الخلفاء الاربعة وطلحة بن عبيد لا هو الزبير بن العوام وسعد بن ابي وقاص هو سعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وابو عبيدة بن الجراح. ثم ذكر مما بالقول في الصحابة ان من احسن القول فيهم وفي ازواج النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات من كل دنس والذريات اي المطهرين المنزهين من كل رجز فقد برئ من النفاق. لان حبهم ايمان ودين واحسانك ما تقدم وبغضهم كفر وشرك ونفاق. ولما كان العاقبون للصحابة في طبقات الامة هم العلماء بين حقهم فقال وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين اهل الخير والاثر واهل الفقه والنظر لا يذكرون الا بالجميل اي بالطيب. ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل. والى هذا الاصل اشار ابن سعدي رحمه الله تعالى في عقيدته المفردة لما ترى عقائد اهل السنة والجماعة فقال ويحترمون العلماء والمراد بالاحترام توفير حرمتهم وحفظ جنابهم على الوجه الذي جاءت به الشريعة. فما جاءت به الشريعة كان الامر هو القيام به وما كان مخالفا لما جاءت به الشريعة كان الواجب اطراحه ثم ذكر بعد ذلك مسألة الاولياء تبعا لتعلقها بالحكم على الاعيان فذكر ان من عقيدة اهل السنة والجماعة ان لا يعتقدون فضل احد من الاولياء على احد من الانبياء ولي في اصطلاح علماء العقيدة هو كل مؤمن تقي غير نبي وهم يعتقدون ان النبي الواحد افضل من جميع الاولياء. ومما يتعلق بايمانهم بالاولياء ايمانهم بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات صح عن الثقات من رواياتهم والمراد بالكرامة الامر الخالق للعبادة الجاري على يد نبي وخرق العادة كما ذكرنا وباعتبار اهل زمانهم لا باعتبار اصلها نعم احسن الله اليكم ونؤمن باشراط الساعة من خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها وخروج دابة الارض من موضعها ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا من جمل الايمان الايمان باشراط الساعة اي علامات فيها وعدد بعض هذه العلامات كخروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم من السماء وطلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة دابة الارض من موضعها. نعم. احسن الله اليكم ولا نصدق كاهنا ولا عرافا ولا من يدعي ان يخالفوا الكتاب والسنة واجماع الامة. لما قرر المصنف رحمه الله تعالى فيما سلف صفات المتبعين من الانبياء والعلماء والاولياء بين ما جاء الشرع بالمنع من جاء الشرع بالمنع تصديقه بذكر جنس منه فقال ولا نصدق كاهنا ولا عرافا. والكاهن هو المخبر عن المغيبات بالاخذ عن مفترق السمع. والعراف هو المخبر عن المغيبات بامور ظاهرة معروفة يستدل بها. وممن لا يصدق من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة واجماع الامة فمن ادعى شيئا خالف فيه الكتاب والسنة واجماع الامة فانه لا يصدق كائنا من كان. نعم. احسن الله اليكم. وانا الجماعة حقا وصوابا والفرقة زيغا وعذابا. ودين الله في الارض والسماء واحد وهو دين الاسلام قال الله تعالى ان الدين عند الله وقال تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا. وهو بين الغلو والتقصير وبين التشبيه والتعطيل وبين الجبر والقدر وبين الامن والاياس فهذا ديننا وذكر المصنف رحمه الله تعالى من جمل اصول معتقد اهل السنة ها هنا انهم يرون الاجتماع في الدين حقا وصوابا ويرون ان الافتراق في الدين زيغا وعذابا جماعة العظمى المقصود وجودها هو الاجتماع في الدين. والفرقة العظمى المقصود ازهاقها هي الفرقة في الدين ثم ذكر ان دين الله في الارض والسماء واحد وهو دين الاسلام ومراده بمعناه العام الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. فدين مبني على التسليم والاستسلام له. ثم عدد رحمه الله تعالى اصول اربعة يريد بها تحقيق وسطية اهل السنة والاجماع فيها. اولها اصل الاتباع وهم فيه بين الغلو والتقصير اي الجفاء والثاني اصل الصفات. فهم فيه وسط بين اهل التشبيه مجسمة واهل التعطيل النفاة. والثالث اصل افعال العباد. فهم وسط فيه بين القائلين ان العبد مجبور على فعله لاختيار له. وبين القدرية القائلين بان العبد يخلق فعله ولا يعلمه الله عز وجل الا بعد وقوعه. والرابع اصل الرجاء والخوف فهم فيه بين الامنين من مكر الله سبحانه وتعالى والايسين من رحمته نعم احسن الله اليكم فهذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا ونحن برءاء الى الله تعالى من كل من خالف الذي ذكرناه وبينا اه ونسأل الله تعالى ان يثبتنا على الايمان ويختم لنا به ويعصمنا من الاهواء المختلفة والاراء المتفرقة والمذاهب الردية مثل المشبهة والمعتزلة والجهمية والجبرية والقدرية وغيرهم من الذين خالفوا السنة والجماعة وخالفوا الضلالة ونحن منهم براء وهم عندنا ضلال وارضياء وبالله العصمة والتوفيق. بعد ان بين المصنف رحمه الله تعالى ما سبق وابتدأه باسم الاشارة في قوله هذا ذكر بيان في مطلع عقيدته ختمه باعادة الاشارة اليه. فقال فهذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا ووصف الظاهر والباطن هنا يراد باعتبار موضع العمل فالعمل منه باطن وظاهر. والدين منه باطن وظاهر. فالظاهر الاعمال الظاهرة والباطن الاعتقادات الباطنة. فيكون العطف في قوله واعتقادنا من عطف الخاص على العام اما اطلاق الظاهر والباطن باعتبار الحكم الشرعي ان يكون الشرع مقسوما الى شريعة ظاهرة وحقيقة باطنة فهذا ليس مرادا للمصنف ولا هو هو من عقائد اهل السنة والجماعة. ثم ذكر البراءة من الله تعالى من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه. وان كان المراد بهذا البراءة من كل من خالف جميع ما تقدم فهذا حق صواح. وان كان مراده البراءة ممن خالف في فرد من الافراد فليس صحيحا. لان البراءة تختص بما علم القول قطع بحكمه فما علم القطع بحكمه شرعا تبرع المؤمن الى الله سبحانه تعالى من فاعله. اما ما لا يقطع به من المسائل المتنازع فيها. فلا يتبرأ الى الله عز وجل من اهلها من المؤمنين. ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى هذا المعتقد بدعاء وخبر. فاما فانه سأل الله ثلاثا اولها الثبات على الايمان. اي الدوام عليه في اصله وكماله. وثانيها الدعاء ان يختم الله عز وجل له به اي يجعل خاتمة موته عليه. والتالي الدعاء بالعصمة من الاهواء المختلفة. والاراء متفرقة والمذاهب الردية. والمراد بالعصمة المنع منها ثم ذكر من جملة الفرق الخارجة عن الجماعة المشبهة والمعتزلة والجهمية والجبرية والقدرية وغيرهم. وهذه الفرق جمعت ثلاثة امور. اشار اليها احدها مخالفة السنة. وثانيها مخالفة الجماعة. وثالثها الضلالة وحكمهم عند اهل السنة بينه المصنف وانه يشتمل على امور ثلاثة اولها البراءة منهم ما قال ونحن منهم براء والثاني الجزم بضلالهم والثالث الجزم برداءة مذهبهم وهذه الثلاث وهذه الامور الثلاثة في قوله ونحن منهم براء وهم عندنا ضلال وادياء واما الخبر ففي قوله وبالله العصمة والتوفيق اي الى الله سبحانه وتعالى مرجع التوفيق الى مرجع الرد الى اسباب العصمة اي المنع من كل ما يخالف امره والتوفيق الى موافقة امره بطاعته. وبهذا ينتهي شرح وهذا الكتاب على نحو مختصر يفتح موصده ويبين مقاصده اللهم انا نسألك علما في يسر ويسرا في علم وبالله التوفيق