السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا المجلس الثاني في شرح كتاب ثلاثة الاصول وادلتها وقد انتهى من البيان الى قوله رحمه الله تعالى مرتبة ثانية الايمان؟ نعم. احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد قال المصنف رحمه الله تعالى المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله ادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله اليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. كله من الله. والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ودليل قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. الايمان في الشرع له معنيان. احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته التصديق الجازم باطنا وظاهرا بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة فانها تسمى ايمانا وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان والايمان بضع وستون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان كما ثبت ذلك في الصحيحين واختلف لفظ الصحيحين في عد شعب الايمان فوقع عند البخاري بضع وستون شعبة وعند مسلم بضع وسبعون شعبة والمحفوظ هو لفظ البخاري بضع وستون شعبة وشعب الايمان هي واجزاؤه الجامعة له ومنها قولي كقول لا اله الا الله وعملي كإماطة الاذى عن الطريق وقلبي كالحياء وقد جمعت انواع شعب الايمان في الحديث المذكور والايتان المذكورتان في كلام المصنف دالتان على اركان الايمان الستة ولم يأتي الايمان بالقدر في القرآن مقرونا بالاركان الخمسة. بل جاء مفردا تعظيما لشأنه والافراد والجمع في السياق القرآني له حكم شريفة ونكت لطيفة ومن جملتها مما يتعلق بهذا المحل ما ذكرته انفا من افراد ذكر الايمان بالقدر عن بقية الاركان ورأس ما ينبغي تعلمه مما يتعلق باركان الايمان الستة هو معرفة القدر الواجب المجزئ من الايمان بكل ركن مما هو واجب على كل عبد ابتداء لا يسعه جهله وهذه المسألة مع جلالتها قل من ينبه اليها فهناك قدر من الايمان بالله يجب ان تعلمه ليصح ايمانك به وقل مثل هذا في الايمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر والقدر. وسيأتي ذكرها بما يناسب المحل فالقدر المجزئ الواجب من الايمان بالله هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى متنزها عن العيوب والنقائص والقدر المجزئ الواجب من الايمان بالملائكة هو الايمان بانهم عباد من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء بامر الله والقدر المجزئ الواجب من الايمان بالكتب هو الايمان بان الله انزل على من شاء من رسله كتبا هي كلامه عز وجل ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه وكلها منسوخة بالقرآن والقدر المجزئ الواجب من الايمان بالرسل هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم والقدر المجزئ الواجب من الايمان باليوم الاخر هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة لمجازاة الخلق فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار والقدر المجزئ الواجب من الايمان بالقدر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر ازلا ولا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه فهذه الجملة هي عمود الاقدار المجزئة الواجبة من الايمان بكل ركن من هذه الاركان ابتداء وما زاد عنها فاما ان يكون واجبا باعتبار علم العبد بالدليل ووصوله اليه او يكون مستحبا غير واجب فلو سئل عامي عن الملائكة فقال ليس هناك شيء يسمى ملائكة فهذا كافر لانه لم يأتي بالقدر الواجب الذي يصح به ايمانه بالملائكة وفيه يتحقق الناقض العاشر من نواقض الاسلام التي عدها المصنف في رسالته المشهورة الاعراض عن دين الله لا ولا يعمل به فانه معرض عن اصل الدين الذي لا يصح دينه. ولا يكون مسلما الا به واذا قيل له هل تعرف الملائكة فقال نعم خلق من خلق الله فسئل عن جبريل هل هو منهم فقال لا ادري فانه لا يكفر لجهله فاذا ذكر له الدليل من القرآن او السنة في ذكر جبريل صار ايمانه بجبريل واجبا واذا انكره كفر لانكاره مقطوعا به من الشرع وهو كون جبريل ملكا من ملائكة الله عز وجل. واذا سئل بعد ذلك هل الملائكة يموتون ام لا يموتون ومن اخرهم موتا؟ فقال لا اعلم فانه لا يكفر بجهله بذلك فاذا ذكر له خلاف اهل العلم وادلتهم فقال هذا شيء لا ادريه ولا علم لي به فانه لا يكفر حينئذ ولا يكون حال ايمانه ناقصا لان هذه المسألة ليست واجبة على العامي ولا غيره والجهل بها لا ينقض الايمان ولا ينقصه وقل مثل هذا في كل ركن من اركان الايمان الستة المذكورة وهذه المسألة مسألة عظيمة ينبغي ان يحفظها طالب العلم وان يفهمها فهما حسنا حتى اذا بين للناس حقيقة الايمان واركانه ذكر لهم ما يجب عليهم ابتداء مما لا يصح ايمانهم الا به ثم يخبرهم ان وراء هذا قدر معلق وجوبه ببلوغ الدليل وورائهما قدر زائد ليس واجبا على احد من الخلق وانما هو من نفل العلم وفي الناس من يشتغل بفروع مسائل الايمان ويغفل عن هذه المسألة العظيمة وفي مثله يصلح قول ابي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله عجبت لمن ترك الاصول وطلب الفضول فان الاشتغال بفضول العلم والانصراف عن اصوله مما يعجب منه العاقل الدراك فان قوى العبد الباطنة والظاهرة ينبغي ان تكون مصروفة الى المهمات نعم السلام عليكم. المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله وحده كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. والدليل قوله تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى قوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه قوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم وقوله وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه ذكر المصنف رحمه الله المرتبة الثالثة من مراتب الدين وهي الاحسان والاحسان له معنيان شرعا الاول ايصال النفع ايصال النفع ومحله المخلوق دون الخالق والتاني الاتقان واجادة الشيء الاتقان واجادة الشيء ومحله الخالق والمخلوق والمراد منهما في كلام المصنف الاحسان مع الخالق وله اطلاقان الاول عام وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته اتقان الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم في مقام المشاهدة او المراقبة والثاني خاص وهو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة فانه يسمى احسانا وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاحسان بالاسلام والايمان والقدر الواجب المجزئ من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين احدهما احسان معه في حكمه القدري بالصبر عليه بلا جزع او تسخط والثاني احسان معه في حكمه الشرعي بامتثال خبره بالتصديق نفيا واثباتا وامتثال طلبه لفعل الامر واجتناب النهي وقول المصنف الاحسان ركن واحد اي شيء واحد كما نص عليه ابن قاسم العاصم في حاشية ثلاثة الاصول وهو متعين لتوجيه كلامه اذ حقيقة الركن لا تصدق عليه فان الركن يتعدد ولا يكون منفردا والمنفرد هو الشيء نفسه وقد ذكرنا فيما سبق ركني الاحسان والادلة على مرتبة الاحسان التي اوردها المصنف مصرحة بمدح من اتصف به في الايتين الاوليين في قوله تعالى وهو محسن وفي قوله تعالى والذين هم محسنون ومصرحة بمقام المراقبة في الايتين الاخيرتين وهما قوله تعالى الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين وقول او تعالى الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه ومعنى تفيضون فيه شرعتم تعملون فيه ودخلتم به اما قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه فوجه الدلالة فيها على الاحسان هو ذكر التوكل المشتمل على تفويض العبد امره على تفويض العبد امره الى الله سبحانه وتعالى وانما يفوض الامر الى الله من عبده على مقام المشاهدة او المراقبة فان لم يكن عابدا له على احد هذين المقامين فانه لا يكون مفوضا له وهذه هي حقيقة الاحسان المتصلة بالتوكل. نعم والدليل من السنة حديث جبرائيل عليه السلام المشهور عن عمر رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله الله عليه وسلم اذ اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب. شديد سواد الشعر لا لا يؤرى عليه اثر السفر. ولا يعرف منا احد فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه على ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. فقال يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيتين استطعت اليه سبيلا فقال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. قال صدقت. قال فاخبرني عن قال اخبرني عن الاحسان. قال انت اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال صدقت. قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلم من قال اخبرني عن اماراتها. قال ان تلد الامة ربتها. وان ترى الحفاة العراة العالة ادعاء الشاة يتطاولون في البنيات قال فماذا فلبثنا مليا؟ فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل؟ قلت قلنا الله ورسوله قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم امر دينكم. هذا حديث عظيم مخرج في المسند الصحيح للامام مسلم من حديث عمر رضي الله عنه ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم مراتب الدين الاسلام والايمان والاحسان ثم سماهن دينا لقوله في اخره يعلمكم دينكم ففيه بيان مراتب دين وهن الثلاث المذكورات ولفظة امر في قوله امر دينكم ليست في صحيح مسلم وانما رواها النسائي من الستة وقوله اماراتها اي علاماتها فالامارة هي العلامة وقوله رعاء جمع راع وهو الذي يقوم على ملاحظة البهائم في مراعيها وقوله مليا اي زمنا طويلا وصحح حده عند اصحاب السنن في حديث عمر نفسه بثلاث ليال فتلبث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال ثم اخبر عمر رضي الله عنه بحقيقة السائل. نعم. الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وهو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام وله من لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الثاني اتبعه ببيان الاصل التالت وهو معرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم. والنبي في الشرع يطلق على معنيين احدهما عام وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم فيندرج فيه الرسول والاخر خاص وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم موافقين فلا يندرج فيه الرسول وسبق ان عرفت ان الاصل الاول وهو معرفة الله منه قدر واجب يرجع الى اربعة اصول وان معرفة الدين منها قدر واجب يرجع الى ثلاثة اصول وكذلك معرفة النبي صلى الله عليه وسلم منها قدر واجب على كل احد لا يصح الا لا يصح الا به والواجب على كل احد في معرفة الرسول اربعة اصول الاول معرفة اسمه محمد معرفة اسمه الاول محمد دون بقية نسبه فالواجب على كل احد من المسلمين ان يعرف ان اسم الرسول الذي ارسل الينا هو محمد صلى الله عليه وسلم لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بشخصه ووصفه وحقيقة بعثه فمن لم يعرف اسمه لم يعرف كونه رسولا وكان يقوم مقام هذا في زمنه صلى الله عليه وسلم رؤيته والاشارة اليه انه الرسول المبعوث الى الناس فهما بمنزلة الاسم الدال عليه في حال حياته اما بعد موته صلى الله عليه وسلم فلا بد من معرفة اسمه واسمه الاول كاف في تحصيل الغرض وهو الموافق للقرآن فلم فلا يلزم العبد فلا يلزم العبد معرفة بقية جر نسبه من اسم ابيه واسم جده. وقد ذكر المصنف هنا نسبه مسلسلا بالاباء. الى جد ابيه هاشم ثم اقتصر على جوامعه فقال وهاشم من قريش وقريش من العرب ووقع له في رسالة الاصول الثلاثة زيادة بيان فقال وقريش من كنانة وكنانة من ولد اسماعيل ورسالة الاصول الثلاثة رسالة اخرى غير رسالة ثلاثة الاصول وادلتها. فالمصنف رحمه الله رسالتان مفترقتان احداهما صغرى تسمى بالاصول الثلاثة والاخرى كبرى تسمى اتت الاصول وادلتها والاولى موضوعة لعامة المسلمين. فهي خلية من الادلة. الا انها تشتمل على زيادات لطيفة. منها ما ذكرت لك في جر نسبه ورسالة الاصول الثلاثة مطبوعة في مجموعة التوحيد قديما واما تسمية الكتاب الذي بايديكم باسم الاصول الثلاثة فهو من غارات الصحفيين على تآليف اهل العلم. فان هذا المجموع لا يعرف عنه ولا عند من اخذ العلم مسلسلا اليه الا باسم رسالة ثلاثة الاصول وادلتها والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة وهو خاتم الانبياء والمرسلين والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق فيجب اتباعه وطاعته والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله فهذه الامور الاربعة لابد منها في معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم وجوبا على كل احد من المسلمين. نعم وله من العمر ثلاث وستون سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا. نبئ باقرأ وارسل مدثر وبلده مكة عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين سنة. قسمت شطرين فمنها اربعون قبل النبوة وعشرون نبيا رسولا ووحي البعث الذي يصطفي الله به من شاء من عباده منه وحي نبوة ومنه وحي رسالة. فلما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم صدر سورة العلق ثبت له وحي النبوة وحي البعث في اقل مراتبه وهي النبوة. ثم لما انزلت عليه سورة مدثر وفيها امره صلى الله عليه وسلم بنذارة قوم مخالفين ارتقى صلى الله عليه وسلم من مرتبة النبوة الى مرتبة الرسالة فمعنى قوله نبئ باقرأ وارسل بالمدثر اي ثبتت له النبوة بانزال فواتح سورة العلق واولها اقرأ عليه وثبتت له الرسالة بانزال سورة المدثر عليه فكان بانزال فواتح العلق عليه نبيا وصار بانزال سورة المدثر عليه رسولا. نعم. بعثه الله بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعو الى ويدعو الى التوحيد والدليل قوله تعالى يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر. ومعنى قم فانذر ينذر عن الشرك ويدعو ويدعوه الى ويدعو الى التوحيد وربك فكبر اي عظمه بالتوحيد وثيابك فطهر اي طهر اعمالك من الشرك والرز فاهجر الرز الاصنام وهجرها تركها واهلها والبراءة منها واهلها وعداوتها واهلها وفراقها اهلها المقصود من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم امران الاول النذارة عن الشرك ولفظ الانذار مشتمل على التحذير والترهيب والثاني البشارة الدعوة الى التوحيد ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب والترغيب والدليل قوله تعالى قم فانذر وربك فكبر فقوله قم فانذر دال على الاول لانه امر بالنضارة من كل ما يحذر واعظم ما يحذر منه الشرك وقوله وربك فكبر دال على الثاني لانه امر بتكبير الله وتعظيمه واعظم ما يكبر الله به هو الدعوة الى توحيده والنذارة هي بالكسر كالبشارة والعامة تفتحها وذلك لحن وتحفظها بمقابلها. فالبشارة والنذارة هما بكسر اولهما ويتقابلان في المعنى. وفسر المصنف قوله وثيابك فطهر بقوله اي طهر اعمالك من الشرك وعليه اكثر السلف كما ذكره ابو جعفر ابن جرير الطبري في تفسيره. والاية تعم الاعمال واللباس والسياق يدل على ان الاولى تفسيرها بالاعمال الملابسات لا بالثياب الملبوسات ومن القواعد النافعة رعاية السياق ولا سيما في تفسير كلام الخلاق اما بحسب السورة نفسها واما بالنظر الى القرآن كله ثم ذكر طول هجر الاصنام وهي تعم كل ما يتخذ من الالهة دون الله سبحانه وتعالى. فهجر المعبودات من دون الله من الاصنام وغيرها يقوم على اربعة اصول الاول تركها وترك اهلها والثاني فراقها وفراق اهلها وفيه زيادة على الاول لان التارك قد يكون مفارقا وقد لا يكون مفارقا والثالث البراءة منها ومن اهلها والرابع عداوتها وعداوة اهلها وفيه زيادة على سابقه لان المتبرأ قد يكون معاديا وقد لا يكون معاديا. نعم. اخذ على هذا عشر سنين يدعون الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى السماء وفررت عليه الصلوات الخمس وصلى في مكة ثلاث سنين وبعدها امر الهجرة الى المدينة لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يدعو الخلق الى التوحيد. وبعد مضي العشر عرج به الى السماء اي صعد به ورفع اليها وكان معراجه بعد الاسراء به من مكة الى بيت المقدس وفرضت عليه الصلوات الخمس في تلك الليلة فصلى بمكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة النبوية وكانت تسمى ما قبل يثرب. نعم والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام. وهي باقية الى ان تقوم الساعة والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها. فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا وقوله تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون. قال قال البغاوي رحمه الله الله تعالى سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين بمكة لم يهاجروا. ناداهم الله باسم الايمان. والدليل على الهجرة من من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة. ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها الهجرة شرعا هي ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه وهي ثلاثة انواع احدها هجرة عمل السوء بترك المعاصي والسيئات وثانيها هجرة بلد السوء بمفارقته والتحول عنه الى غيره وثالثها هجرة اصحاب السوء بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفرة والمبتدعة والفساق ومن هجرة البلد المأمور بها الهجرة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي فريضة على هذه الامة في حق من كان قادرا عليها غير متمكن من اظهار دينه فهي واجبة على من اجتمع فيه شرطان اولهما عدم القدرة على اظهار الدين وتانيهما القدرة على الخروج من بلد الكفر الى بلد الاسلام ومن لا يكون قادرا فانه يعذر لعجزه. ومن كان متمكنا من اظهار دينه فان الهجرة في حقه مستحبة واظهار الدين هو اعلان شعائره وابطال دين المشركين هو اظهار شعائره وابطال دين المشركين كما نص عليه جماعة من المحققين منهم اسحاق بن عبدالرحمن ابن حسن ال الشيخ ومحمد ابن ابراهيم ال الشيخ وعبدالرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمهم الله فالذي يسكت عن عيب دينهم غير قادر على اظهار دينه واشد منه في سلب القدرة من يسكت على مدحهم دينهم ويقرهم على ذلك فليس اظهار الدين مقصورا على اعلان الشعائر كالاذان والصلاة والصيام بل لا بد ان يكون قادرا على اظهار بطلان دينهم عائبا له وهذا بلاء عظيم شاعت البلية به في الاعصار المتأخرة وغلب على الخلق الجهل به فكن على حذر منه واعرف حقيقة اظهار الدين وانها ليست اعلان الشعائر فقط بل لا بد من اعلان الشعائر مع ابطال دين المشركين وعيبه. والايتان المذكورتان في كلام المصنف الدالتان على وجوب الهجرة اولهما قوله تعالى قالوا الم تكن ارض الله واسعة الاية دلالتها على وجوب وبالهجرة ما فيها من الانكار الاتي على صورة الاستفهام مع ما فيها من الوعيد على ترك الهجرة. واما الاية الثانية وهي قوله تعالى ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون. فدلالتها على وجوب لهجرتي هي في ذكر سعة الارظ والامر بعبادة الله بعدها. فمن لم يقدر على عبادة الله في بلد فليخرج الى غيره فان ارض الله واسعة والمعبود واحد هو الله وما ذكره المصنف عن البغوي رحمه الله في الاية الثانية هو معنى ما نقله في تفسيره عن جماعة لا نص لفظه فقال هنا بمعنى ذكر ولم يثبت قول المذكور سببا لنزول الاية الا ان يكون المراد بسبب النزول ما يجري تفسيرا. فيكون الكلام تفسير الاية يتعلق بالمسلمين الذين بمكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الايمان وهو الظاهر ثم ذكر المصنف دليلا على الهجرة من السنة وهو حديث حسن رواه ابو داوود وغيره يتضمن بقاء الامر بها وانها لم تنقطع وفيها شاهد لقوله وهي باقية الى ان تقوم الساعة لان انقطاع الهجرة معلق بانقطاع التوبة ولا تنقطع التوبة الا بطلوع الشمس من مغربها اذا قامت الساعة. نعم فلما استقر بالمدينة امر فيها ببقية شرائع الاسلام. مثل الزكاة والصوم والحج والاذان والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الاسلام. اخذ على هذا عشر سنين بعدها توفي صلوات الله وسلامه ودينه باق. وهذا دينه لا خير الا دل الامة عليه. ولا شر الا حذرها عنه. والخير الذي دل عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه. والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأبى. استقر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد هجرته اليها وامر فيها ببقية الشرائع الاسلام وكانت مدة بقائه صلى الله عليه وسلم فيها عشر عشر سنين. ثم توفي صلوات الله وسلامه عليه. وبقي دينه بعده وهو دين الاسلام. وقد بلغ صلى الله عليه وسلم الرسالة وادى الامانة ونصح للامة. فلا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها منه والخير الذي دل الامة عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه والشر الذي حذرها من الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه والتوحيد هو من جملة ما يحبه الله ويرضاه. والشرك هو من جملة ما يكرهه الله ويأبه. الا انهما افردا ابالذكر تعظيما لهما. فعطف العام عليهما للدلالة على ان الخاصة المذكورة من هذه الافراد اجل قدرا من بقية ما يندرج في تلك الحقيقة. نعم. بعثه الله الى الناس كافة. وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والدليل قوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا واكمل الله له الدين والدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ذكر المصنف رحمه الله ان الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة اي الجن والانس لان اسم الناس يشمل هؤلاء وهؤلاء فانه مأخوذ من النوص الذي هو الحركة والاضطراب. فالانس تسمى ناسا والجن تسمى ناسا. وقد بينه المصلي بقوله وافترض طاعته على جميع الثقلين الجني والانس فاسم الناس يشمل الانس والجن جميعا. واكمل الله له دين كما اخبر الله عز وجل بذلك فقال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. نعم والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون والناس اذا ماتوا يبعثون والدليل قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم مرة اخرى وقوله تعالى والله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا. وبعد البعث محاسبون ومجزيون باعمالهم والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا ما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى ومن كذب بالبعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير. لما اكمل الله الدين للنبي صلى الله عليه وسلم مات كما سبق في خبر الله له انك ميت وانهم ميتون. والناس اذا ماتوا يبعثون والبعث في الشرع هو اعادة هو قيام الخلق هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور التانية. ومن ادلته قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم وقوله تعالى والله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم قم فيها لذكر الاخراج من الارض فيهما وهو البعث كما سلف وبعد البعث يحاسب الناس ويجزون باعمالهم والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة هو عد اعمال العبد يوم القيامة. والجزاء هو الثواب بالنعيم المقيم. وداره الجنة او بالعذاب الاليم وداره النار. والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما والاية فالاية تدل بمنطوقها على الجزاء وبمفهومها على الحساب لتوقف الجزاء عليه. ومن كذب بالبعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا الا يبعثوا الاية فهو من دعاوى الكفار التي سيرتهم كفارا. نعم. وارسل وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. واولهم نوح واخرهم محمد عليه الصلاة والسلام. فهو خاتم النبيين لا نبي بعده. والدليل قوله تعالى لا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. والدليل على ان نوحا اول اول الرسل قوله تعالى ان اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. وكل امة بعث تفضل كم باقي الاذان ها؟ كم باقي يا اخوان هذا؟ عشر؟ ايه زين اعد الاخير والدليل والدليل قوله تعالى ما كان محمد احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. والدليل على ان نوحا اول الرسل قوله تعالى انا اوحينا اليك فما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان ما يتعلق ببعثة رسولنا صلى الله عليه وسلم ذكر قاعدة كلية في بعث الرسل فقال وارسل الله جميعا الرسل مبشرين ومنذرين. وقرنها بدليلها المصرح بها في كتاب الله فبعثهم يتضمن امرين احدهما البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة. البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة والاخر النذارة لمن عصاهم بالخسران في الدنيا والاخرة. ثم ذكر المصنف مسألتين الاولى ان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام والثانية ان اخرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتم النبيين لا نبي بعده ثم قدم دليل المسألة الثانية لجلالتها وهو قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم الاية ثم ذكر دليل المسألة الاولى وهو قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. ودلالته على ما ذكره من اولية نوح عليه الصلاة والسلام بالرسالة هي في تقديمه على غيره من الانبياء في ذكر ابتداء الايحاء اذ قال الله كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده فقدم نوحا عليه الصلاة والسلام على غيره لتقرير انه مقدم في مقام الايحاء اليه والايحاء الذي قدم فيه نوح عليه الصلاة والسلام على النبيين هو مقام الايحاء بالرسالة اما مقام الايحاء بالنبوة فقد تقدمه فيه ادم عليه الصلاة والسلام بلا خلاف فيكون الدليل مطابقا لما ذكر على الوجه الذي بيناه. ويتحرر منه ان اول ايحاء النبوة هو الى ادم عليه الصلاة والسلام واول ايحاء الرسالة هو الى نوح عليه الصلاة والسلام ولا يشكل عليه ذكر النبيين في الاية لان النبي يطلق في خطاب الشرع على ما يعم الرسول ايضا واصلح من هذه الاية في الدلالة على المقصود حديث انس الطويل بالشفاعة المروية في الصحيحين وفيه ان ادم يقول فاتوا نوحا اول رسول ارسله الله الى اهل الارض. نعم. وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد الصلاة والسلام يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت. والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان والايمان بالله. قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومعنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع والطواغيت كثير ورؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله. ومن عبد وهو راض. ومن ومن ادعى شيئا من علم الغيب. ومن دعا الناس الى عبادة نفسه ومن حكم بغير ما انزل الله. والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. فمن يكفر بالطاغوت يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها. والله سميع عليم. وهذا هو معنى لا اله الا الله. وفي الحديث الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. والله اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم. كل امة بعث الله اليها رسولا كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ودعوات الانبياء والرسل تجتمع في اصلين عظيمين احدهما الامر بعبادة الله وحده المتضمن للنهي عن الشرك وهذا مذكور في قوله ان اعبدوا الله والاخر النهي عن عبادة الطاغوت المتضمن للامر بالكفر به. وهذا مذكور في قوله تعالى واجتنبوا الطاغوت وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان به كما قال تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. فمن يكفر وبالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والعروة ما يتعلق ويستمسك به والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى ومعنى لا انفصام لها اي لا انقطاع لها والطاغوت له معنيان احدهما خاص وهو الشيطان فاذا اطلق الطاغوت في القرآن كان هو المراد والاخر عام وهو المراد في القرآن اذا كان فعله المذكور معه للجمع اذا كان فعله المذكور معه للجمع كقوله تعالى والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من من النور الى الظلمات يخرجونهم من من النور الى الظلمات واحسن ما قيل في حده كما صرح به عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد ما نقله المصنف عن ابن القيم في اعلام الموقعين انه ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. ولذلك قال المصنف مشيرا الى معناه الخاص وبعض افراد المعنى العام الطواغيت كثيرون ورؤسهم خمسة ابليس لعنه الله ومن عبد وهو راض ومن دعا شيئا من علم الى اخره. والمراد بالرؤوس اعظمهم شرا. واشدهم خطرا وجماع انواع الطواغيت ثلاثة اولها طاغوت عبادة وتانيها طاغوت اتباعه وثالثها طاغوت طاعة ذكره سليمان ابن سحمان رحمه الله والغيب الذي يعد مدعيه طاغوتا هو الغيب المطلق الذي لا يعلمه الا الله اما الغيب المقيد الذي يعلمه احد من الخلق دون اخر فليس هذا مقصودا بقوله ومن ادعى شيئا من علم الغيب والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله المتضمنة للنفي والاثبات كما تقدم. فنفيها هو الكفر بالطاغوت واثباتها هو الايمان بالله وشاهده في الحديث رأس الامن الاسلام فالامر هو الدين والمراد بالاسلام الاسلام بالمعنى العام المتقدم المتضمن للكفر بالطاغوت والايمان بالله والحديث المذكور قطعة من حديث معاذ ابن جبل الطويل الذي رواه الترمذي وابن ماجه باسناد فيه انقطاع وله طرق يحسن بها ومعنى ذروة سنامه اي اعلاه وارفعه وهي بكسر الذال وضمها وذكر بعض المتأخرين فتحها ايضا فهي مثلثة يقال ذروة وذروة وذروة وهي اعلى الشيء وارفعه فالجهاد ارفع الاسلام واعلاه والله اعلى واعلم وبه تم بحمد الله وتوفيقه شرح الكتاب على الوجه المناسب لمقصود بيان معانيه واستدرك بفظل الله عز وجل التأخر الذي طرأ بسبب عدم المسارعة باحضار الناقل الصوتي ونجيب بعد الاذان على الاسئلة ان شاء الله تعالى على انني انبه الى امرين احدهما ان لكم اسئلة في ذمتي وهي ما بقي من اسئلة برنامج مهمات العلم وهي محفوظة عندي ولكننا انسيناها وسنأتي بها ان شاء الله تعالى في الدرس القادم ونواصل الاجابة عليها والامر الثاني ان الدرس القادم ان شاء الله تعالى سيكون في يوم الخميس العاشر من شهر محرم الحرام من السنة القادمة فيكون بعد العصر كتاب شروط الصلاة واركانها وواجباتها وبعد المغرب القواعد الاربع ويوجد جدول منشور لدروس السنة من التمسه عند المختصين بالامر في المسجد النبوي يجده والحمد لله رب العالمين يقولون الاخوان تسع دقايق كم باقي يا اخوان كم متماسكين على عشر قبل شوي قلتوا عشر وهذي عشر طيب نجيب اجل لاحسن نستفيد من الوقت لنا ولكم لاننا على جناح سفر نقدم الاسئلة تتعلق بالدرس اتى الاسئلة يتعلق بالدرس اعطونا اسئلة يتعلق