المغفرة. مرة بقوله عليه الصلاة والسلام نزل فيه الملائكة قال ما منك من احد منزله من الجنة ومن النار ها احسن الله اليك. الحمد لله الذي جعلنا مقيما اما بعد فهذا في سنة اولى بمدينة وهو كتاب الشيخ محمد ابن ابي وهاب رحمه الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين في سبيل الله بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا الله رابعا واشهد ان محمد رحمه الله تعالى انه يجب على الهم تعلم اربع مسائل. فالمسألة الاولى العلم وهو شرعا ادراك الخطاب الشرعي. ومرده الى المعارف معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. والمسألة هي العمل والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع هو ظهور صورة خطاب الشرع. وظهور سورة خطاب الشرع تكون وخطاب الشرع نوعان احدهما الخطاب الشرعي الخبري وامتثاله يكون بالتصديق نفيا واثباتا. يكون بالتصديق نفيا والاخر الخطاب الشرعي الطلبي. وامتثاله يكون بفعل المأمور وترك المحظوظ. فمثلا من الخطاب الشرعي الخبري المطلوب اثباته بالتصديق قوله تعالى الله خالق كل شيء جيد وظهور صورته يكون بتصديق العبد باثبات ان الله عز وجل خالق كل شيء. ومن المنفي قوله تعالى مرظتك بظلام للعبيد. فيكون امتثاله بالتصديق بنفي ما نفاه الله سبحانه وتعالى. ومن الخطاب الشرعي الطلبي المتعلق بفعل المأمور قوله تعالى اقيموا الصلاة. فيكون امتثاله باقامة ومن الخطاب الشرعي الطلبي المتعلق بشرط المنهي المحظور عنه قوله تعالى ولا تأكلوا اذا لا تأكلوا الربا فانه نهي عن اهل الربا يقتضي تحريمهم وامتثاله ويكون بترد اهله. المسألة الثالثة الدعوة اليه. اي الى العلم والمراد بها الدعوة الى الله. لانه لا يوصل الى الله الا بعلم. فمن دعا على علم وفق المنهج النبوي فهو الداعي الى الله حقيقة. وما عاداته ليس كذلك والدعوة الى الله شرعا هي طلب الناس كافة هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة فالمسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه. والصبر شرعا حبس النفس على امر الله حبس النفس على امر الله. وامر الله نوعان. احدهما قدري والاخر شرعي والمذكور من الفضل في كلام المصنف هو الصبر على الاذى فيه. فهو متعلق بالصبر على القدر المؤلم ولما كان العلم مأمورا به ايضا فان الصبر عليه صبر شرعي فالصبر على العلم فيه الصبر على حكم الله قدري مع الصبر على حكم الله الشرعي. والدليل على وجوب هذه المسائل هو سورة العصر. لان الله سبحانه وتعالى اقسم بالعرش وهو الوقت المعروف اخر النهار ان جميع جنس الانسان في خسران. ثم استثنى الله سبحانه وتعالى من ذلك من اختصر بصفات الاربع اولها ان نذكرها في قوله تعالى ان الذين امنوا وهذا دليل العيد لان الايمان لا يكون الا بعيد. وثانيها في قوله تعالى وعملوا الصالحات وهذا دليل العمل. وذكر الصالحات يدل على ان المطلوب من العبد ليس العمل العبد بل عملا مخصوصا وهو العمل الصالح الجامع بين الاخلاص لله والاتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وثالثها في قوله تعالى وتواصوا بالحق وهذا دليل الدعوة فان التواصي تفاعل بين اثنين فاكثر بايصال بعضهم بعضا. واعظم وصية الوصية للحق. واعظم الحق الدعوة الى الله سبحانه وتعالى. فان الحق اسم لما لزم ووجب. واعظم مما واعظم ما يلزم العباد ويده وعليهم الدعوة الى الله سبحانه وتعالى. ورابعها في قوله تعالى وتواصوا بالصبر. وهذا دليل الصبر فان العبد لا مثبت له على القيام بما سبق من العلم والعمل والدعوة الصبر ولذلك قال الشافعي مبينا قدر هذه السورة قال هذه السورة لو ما انزل الله حجة خلقه الا هي نسفتهم. ومعنى قول الشافعي لكفتهم في قيام الحجة عليهم. لا انها كافية في بيان جميع احكام الديانة فان احكام الديانة متعددة الفروع متفرقة الابواب لكن مراده كفتهم في قيام الحجة عليهم. ذكر هذا المعنى ابو العباس ابن تيمية الحديد. وعبد اللطيف ابن عبد ال الشيخ وعبد العزيز بن باز رحمهم الله جميعا. والمقدم من هذه المسائل الاربع هو العلم. فهو الاصل الذي تنشأ عنه وتتفرع منه. فكلها تعود اليك فان العمل الصالح لا يمكن الا بعلم والدعوة لا تقوم الا بعلم. والصبر لا يقع من العبد الا مع العلم. واورد المصنف رحمه الله تعالى كلام البخاري في بيان تقديم العلم على هذه المسائل فذكر ان البخاري لقوله باب العلم قبل القول والعمل بقول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله ومراد البخاري رحمه الله الله تعالى في تقديم العلم الاستدلال باية سورة محمد فاعلم انه لا اله الا الله في مثل ذنبك وللمؤمنين المؤمنات فان النبي صلى الله عليه وسلم امر بالعلم قبل ان يؤمر بالقول والعمل معطف القول والعمل بعد ذلك على العلم. واستنبط هذا المعنى قبل البخاري سفيان ابن عيينة. رواه ابو نعيم في كتاب الحلية فان اذان علم روى عن سفيان ابن عيينة الهلالي استنباط هذا المعنى من الاية المذكورة وانها تدل على تقديم العلم قبل القول والعمل. ثم فوض القافطي من بعد البخاري في مسند الموطأ باب العلم قبل القول والعمل. نعم. قال رحمه الله ذكر المصنف رحمه الله ثلاث مسائل عظيمة يجب على كل مسلم ومسلمة فعلمهن والعمل بهن. فالمسألة الاولى مقصودها بيان وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يفكنا املا اي مهملين لا نؤمر ولا ننسى بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار كما قال تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى تبعون فصولا فعصى في بعون فاخذناه اخذا وبيلا اي اخذا شديدا. وتعقيم الخبر اجساد الرسول الينا. بذكر عليه الصلاة والسلام الى فرعون وعاقبة عصيانه تحذير لنا من عصيان النبي المرسل الينا الساحل بنا ويحل بنا حفاظ الله واليم عباده في الدنيا والاخرة. واما المسألة الثانية فمقصودها ابطال الشد في العبادة ووجوب توحيد الله. وان الله لا يرضى ان يترك معه احد دائما من كان لان العبادة حقه. لان العبادة حقه وما كان حقا له فان الله وتعالى لا بل كلفة فيه. والنهي عن دعوة غير الله دليل على وجوب عبادة الله سبحانه وتعالى وحده. فمعنى الاية المذكورة لا تعبدوا مع الله احدا بل اعبدوا الله وحده. واما المسلس الثالثة فالمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين. لان الطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وتوحيد الله لا تتم للعبد حتى يتبرأ من المشركين. فالمسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم للمسألتين السابقتين الاولى والثانية. فمن اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم وحد الله لا تتم له عبادته الا بالبراءة من المشركين فلا يجتمع الايمان الناس من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم مع محبة المشركين اعداء الله واعداء رسوله صلى الله عليه وسلم ومعنى قوله عز وجل من حاب الله ورسوله اي من كان في حد متميز عن الله ورسوله وهو حج الكفر. فان المؤمنين يكونون في حد وان الكفار يكونون في حد واذا تميز كل في حد فليس بينهما الا المعاداة. وهاتان المقدمتان هما من كلام المصنف رحمه الله تعالى الا انهما ليسا من ثلاثة الاصول بل عمد بعض تلاميذه اليهما فجعلاها بين يدي كتاب ثلاثة الاصول ثم هذا المجموع باسم ثلاثة الاصول وادلتها. والا فالكتاب ثلاثة الاصول هو المبدوء من قول المصنف اعلم ارشدك الله بطاعته وما تقدمه هو من كلامه لكنه ما سألتان منفصلتان ثم اشتهر مهاقين الرسالتين الى ثلاثة الاصول وشمل عنهما اسم وشملها اسم واحد لما بينها من الاشتراك في معاني مهمات الدين وتصديقها لما ذكره المصنف في ثلاثة رسل. نعم ابراهيم ومع الحنيفية للشرع لها معنيان الحنيفية في الشرع لها معنيان احدهما عامي وهو الاسلام. والاخر الخاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد. ولازمه الليل عما سواه. ومن الغلط الشائع تفسير الحنيفية بانها الميل عما سوى الله وليست كذلك بل هي الاقبال على الله ولازمه الميت وفرق بين تفسير اللفظ بما وضع له وبين تفسيره الى دينه والالفاظ انما تفسر بما وضعت له. واصل الحنف هو الاقبال. والمرء اذا اقبلت احدى الاخرى سمي حنيفا. لا لانهما ما لكا عن جانبهما بل لانهما اقبلتا الى باطنهما وكذلك دين الاسلام يسمى دينا حنيفا لما فيه من الاقبال على الله سبحانه وتعالى. والحنيفية هي دين الانبياء جميعا لكنها اضيفت الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام لان العرب تنتسب اليه وتزعم انها على ارث من دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فلما كان ابراهيم معروفا من الامور الانتساب اليه قوطبوا بالامر بالحنيفية منسوبة الى ابيهم الذي ينتسبون اليه ويزعمون انه على دينه فاجدر بهم ان يتبعوه فنساء لله غير مشركين به كحسنت الاظافة اليه دون غيره من الانبياء لاجل هذا المعنى. والا الحنيفية هي دين ابراهيم ودين موسى ودين عيسى. عليهم الصلاة والسلام ودين غيرهم من الانبياء والناس جميعا مأمورون بها ومخلوقون لاجلها. والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فالاية المذكورة دليل على ان خلق الجن والانس الا ما كان للعبادة. واذا كان خلقهم لاجل ذلك فانهم مأمورون بنا فان علة الخلق هي عبادة وما كان علة لخلقهم يستلزم امرهم بذلك والا لم يقصد المقصود من خلقهم. فالاية في طريق لفظها دالة على ان حرف الخمس لاجل عبادة الله ويدل لازم لفظها على امنهم بذلك لانها مغارة التي خلقوا لاجلها. وتفسير نصلي برحمه الله يعبدون بقوله يوحدون له وجهان. احدهما انه من تفسير لقضيت باخص افراده تعظيما له انه من تفسير اللفظ باخص واعظم افراده تعظيما له فان التوحيد اكد انواع العبادة. نعم. والاخر انه من تفسير اللفظ بما وضع له انه من تفسير اللفظ بما وضع له في الشرح. فان العبادة اذا ذكرت في الشرع فالمراد بها التوحيد ومنه قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم اي وحدوا ربكم. وكل امر بالعبادة هو امر بتوحيد الله سبحانه وتعالى نعم فاذا صلى الله عليه وسلم. مركبة من الاقبال عن الله على الله بالتوحيد والميل عما سواه وفي البراءة من الشرك عرف المصنف رحمه الله التوحيد والشيك. والتوحيد له معنيان في الشرع. احدهما عام وهو اقرار الله بحقوقه وحق الله نوعان. حق في المعرفة والاثبات في الاصل والارادة والطلب. وينشأ من هذين الحقين ان الواجب في توحيد الله عز وجل ثلاثة انواع توحيده في ربوبيته وفي الوهيته وفي اسمائه وصفاته والمعنى الاخر خاص وهو افراد الله للعبادة افراض الله في العبادة. والمعنى الثاني هو المعبود شرعا اي المراد شرعا عند ورود التوحيد في الايات والاحاديث. فالتوحيد اذا اطلق في الايات والاحاديث به توحيد العبادة. كما جاء في حديث جابر رضي الله عنهما مثلا في صحيح مسلم لاهل النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد. يعني بقوله لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك. الى اخر تلبية وتلبية صلى الله عليه وسلم متضمنة توحيد العبادة. التوحيد اذا اطلق في الخطاب الشرعي فالمقصود به افراد الله العبادة والشرك يطلق على معنيين. احدهما عام وهو جعل شيء من حقوق الله لغيره. يعني شيء من حق الله لغيرك. يعني شيء من حق الله لغيره والثاني خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله يعني شيء من سادتي لغير الله. والمعنى الثاني هو المعهود شرعا فاذا اطلق الشرك في خطاب الشرع من الايات والاحاديث فالمقصود به شرك العبادة ولما كان التوحيد المتعلق باحقاظ العبادة هو المعهود شرعا باسم التوحيد وكان يعني الحين الحمد لله لغير العبادة والمعهود شرعا فسر المصنف رحمه الله تعالى التوحيد والشرك بهذا والا فالتوحيد والشرك هي طعام على معنيين عامين. اوسع مما ذكر. لكن المعنيين الخاصين عند رجال في ظل حقيقة التوحيد والشرك وهما المعبود في الشرع في اسم التوحيد لهذا واسم الشرك ملاحظة المعنى المعهود بالشرع اختار المصنف رحمه الله تعالى تفسيرهما بما عمد شرعا وحين لا يكون تعريف المصنف التوحيد بانه افراد الله بالعبادة ولا تعرفه الشرك لانه دعوة غير الله ناقصا لانه واقع بالموافقة على المعبود في الخطاب الشرعي وما وافق الخطاب الشرعي فلا يكون ناقصا ووقع في بيان حقيقة الشرك قولنا جعل شيء والمشهور في كلام المتكلمين في الاعتقاد قولهم وصرف شيء الا ان يقظ الصرف معدول عنه الى لفظ الجعل لماذا اولا احسنت عدل عن معنى الى معنى جعلني امرين احدهما موافقة من خطاب الشرع فان الله عز وجل حين ذكر الشيك لم يذكر الصف بل فقال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وفي الصحيحين في حديث ابن مسعود اي الذنب اعظم؟ فقال صلى الله عليه وسلم ان تجعل لله ندا وهو خلقك. وموافقة الخطاب الشرعي اولى من اسباب لفظ سوى وثانيهما ان فعل الجعل فيه بيان حقيقة الاقبال والتعلق القلبي. وهذا لا يوجد في لفظ الصرف يدل على تكوين شيء عن مجراه الى وجه اخر دون ذكر ما الفوا او دون رعاية ما يتعلق بالجهة للجهة المحول اليها. فلاجل هذا قصة فعل الجعل في بيان الحقيقة الشرك في الكتاب والسنة ولم يأتي فيهما قط ذكر فعل الصرف على ارادة هذا المعنى ثم بين المصنف رحمه الله تعالى ان اعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما اله الله عز وجل عنه هو الشرك واستدل بقوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. والاعظمية مستفادة من كون هذه الجملة هي صدر اية الحقوق العشرة التي قال الله فيها واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا واليتامى والمساكين الى تمام الاية. فلما قدم الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك على بقية ما وراءه من الاوامر والنواهي دل ذلك على عظمته فان الله لا يقدر لا يقدم الا عظيما ذكر هذا المعنى ابن قاسم العاصمي في حاشيته على ثلاثة الاصول. ثم بين المصنف مسألة اخرى واجبة على ما قبل فقال فاذا قيل لكم الاصول الثلاثة الى اخره. وقد علمت فيما سلف ان الله خلقنا للعبادة ولا يمكن صيامه بالعبادة الا بمعرفة ثلاثة امور. اولها معرفة المأمون بعبادته وهو الله سبحانه وتعالى. وثانيها معرفة المبلغ عنه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم وثالثها معرفة كيفية ابادته وهي الدين وهذه هي الاصول الثلاثة معرفة العبد ربه ونبيه ودينه دين الاسلام. فالامر بها مندرج في الامر بالعبادة. فكل اية او حديث فيها الامر بالعبادة فهي امر بالاصول الثلاثة فمثلا قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم جالا على الامن بهذه الاصول الثلاثة لان العقد الاول وهو معرفة الله يتعلق بتعيين المعبود. والاصل الثاني وهو معرفة دين الاسلام يتعلق ببيان كيفية العبادة التي يعبد الله بها. والاصل الثالث وهو معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم يتعلق ببيان المبلغ عن المعبود فان الخلق لا قدرة لهم على معرفة ما يعبدون به الله الا بمبلغ عن الله عز وجل وهو الرسول صلى الله عليه وسلم وبه تعلم ان هذه الاصول الثلاثة مشيدة على اصل وثيق وهي كونها مندرجة في الامر بالعبادة. لان العبادة لا يمكن ان توجد الا بمعرفة هذه الاشياء الثلاثة ولكونها كذلك تعلق بها السؤال في القبر. فان الانسان في قبره يسأل هذه الاسئلة الثلاثة عن ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. كما قال حافظ الحكمي وان كلا مقعد مشغول. من رب ما الدين ومن رسوله؟ نعم الحمد لله رب العالمين شرعا المصنف رحمه الله يبين الاصل الاول وهو معرفة العبد ربه. فقال فاذا قيل لك من ربك قل ربي الله الذي رباني الى اخذه. ومعرفة الله على وجه الكمال لا تتأسى بالخلق لان الاحاطة بالله عز وجل متعذرة. لكن هم مطالبون بقصد من معرفة الله سبحانه تعالى وكلما زاد اقبال العبد على الله سبحانه وتعالى زادت معرفته به. ومن معرفة ربنا عز وجل قدر يتعين على كل احد من المسلمين. يرجع الى اصول اربعة. اولها معرفة وجوده معرفة وجوده. فيؤمن العبد انه موجود. وثانيا معرفة ربوبيته. فيؤمن العبد بانه رب كل شيء وثالثها معرفة الوهيته. فيؤمن العبد بانه هو الذي يعبد وحده بحق ورابعها معرفة اسمائه وصفاته. معرفة اسمائه وصفاته فيؤمن العبد بان لله اسماء حسنى وصفات علا. فهذه الاصول الاربعة القدر الواجب من معرفة الله عز وجل على كل احد من المسلمين. والدليل على وجوب هذه الاصول معرفة الله كما ذكر المصنف قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. فهذه الاية تدل على الوصول الى اربعة متقدمة. كيف تدل على هذا الاصول؟ الاصل الاول قلنا معرفة ايش؟ وجوده كيف تدل هذه الاية على معرفة وجود الله عز وجل؟ احسنت لان المعلوم لا يحمد الحمد لله رب العالمين. فيدل على انه موجود. طيب ودلالته على الاصل الثاني وهو معرفة ربوبيته احسنت. قوله فيها رب العالمين فانها منصفحة الربوبية. ودلالتها على الاصل وهو معرفة الوهيته بقوله حمد لله فاستحقاقه العم الحمد لاجل كونه هو المألوف المستحق للعبادة. ودلالتها على الاصل الرابع هو في قوله الله رب العالمين. في ذكر اسمين هما الله ورب العالمين. ويتضمنهما صفتان هي صفة الربوبية والالوهية وما صفة الربوبية وصفة الحمد ايضا صفة الربوبية وصفة الحمد وصفة الالوهية فيدل هذا على ان لله اسماء حسنى وصفات علا. ورب العالمين اسم من اسماء الله التي اما بالمضافة يعني التي لم تأتي مفردة ذكر هذا ابو العباس ابن تيمية العبيد بالفتاوى المصرية. فهذا وجه دلالة الفاتحة الفاتحة على هذه الاصول الاربعة في معرفة الله. وقول المصنف رحمه الله تفسيرا للعالمين وكل ما سوى الله عالم هي مقالة تبع فيها غيره من المتأخرين. والعرب لا تعرف اسم العالمين علما على ما سوى الله سبحانه وتعالى. بل العالمون في كلام العرب اسم افراد المتجانسة فاذا وجدت من المخلوقات افراد متجانسة سميت عالما. ومن ذلك عالم الانس وعالم الجن وعالم الملائكة يرحمك الله وغيرها من العوالم وليست كل المخلوقات افرادا متجانسة. بل يوجد من المخلوقات ما لا يندرج في الانس. مثل عرش ربنا سبحانه وتعالى وكرسيه والجنة والنار. فالمخلوقات نوعان احدهما افراد متجانسة كالانس والجن والملائكة والاخر افراد لا فلها في العرش والكرسي والجنة والنار. واسم العالمين يختص بالأفراد المتجانسة فقط. اما غير متجانسة فلا تدخل في الاسم العالمين. وهذا التفسير وقوله العالمين اسم لما سوى الله سبحانه وتعالى مأخوذ من مقدمة منطقية عقلية عند الفلاسفة فانهم قالوا الله قديم والعالم حادث فكل ما سوى الله عالم. ثم واشتهرت هذه الكلمة في العلوم الاسلامية ولا حقيقة لها في اللسان العربي. وحينئذ يكون تفسير العالمين بان العالمين الافراد المتجانسة من المخلوقات ويبقى وراءه ابواب ليست متجانسة ولا تكون هذه الاية دالة على عموم ربوبية الله بل تكون جافة على ربوبية الله المتجانسة اما الاية التي تدل على عبوبية الله عز وجل للخلق جميعا فهي قوله تعالى وهو رب كل شيء وكل شيء تمتاز بها جميع المخلوقات سواء الافراد المتجانسة ام غير الافراد المتجانسة لا قال والارض وقوله تعالى لما ذكر المصنف رحمه الله ان الله هو الرب وبين له كشف عن الدليل المرسل الى معرفة الرب عز وجل. والدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل نوعان احدهما التفكر في اياته الكونية. والاخر التدبر في ايات وهما مذكوران في قول المصنف باياته. لان ايات الله لها معنيان احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات والاخر الايات الشرعية وهي الكتب المنزلة من الله على الانبياء. فيكون قول المصنف ومخلوقاته من عقد الخاص على العام لان المخلوقات هي بعض وهي مختصة بالايات الكونية. ثم ذكر المصنف ان من ايات الله الليل والنهار والشمس والقمر وان المخلوقات السماوات السبع من فيهن فالاراضين السبعة ومن فيهن وما بينهما. والليل والنهار والشمس والقمر والسماوات والارض وما بينهما كلها تدخل في اسم الايات الكونية فتسمى مخلوقات ومع ذلك فرق المصنف بينها. فجعل الليل والنهار والشمس والقمر مخصوصة بالايات. وجعل السماوات والارض وما بينهما مخصوصة باسم المخلوقات. وموجب هذا هو موافقة غالب القرآن فان الغالب في صيام القرآن اذا ذكرت الشمس والقمر اذا ذكر الشمس والقمر والنهار ذكرنا باسم الايات. واذا ذكرت السماوات والارض ذكرنا باسم المخلوقات فموافقة للسياق القرآني جعل المصنف رحمه الله تعالى اسم الايات للشمس والقمر والليل والنهار وجعل اسم المخلوقات في السماوات والارض. وانما وقع السياق القرآني هكذا ملاحظة او مراعاة معنى اللغوي فان المعنى اللغوي للاية العلامة. والمعنى اللغوي للخلق التقدير والشمس والقمر والليل والنهار على ما لأنهن يغلن ويظهرن فالا النهار ويعقبه الليل والشمس تبلغ ويرقها القمر. فلما كنا ممن يتغير ويتجدد كتبهن اسم الاية. واما السماوات والارض فهي باقية على تقدير خلقتها لا تتغير. فالسماوات ما هي السموات في الليل والارض في النهار هي الارض في الليل فلاجل بقائها على هذه الصورة دون تغير ناسبها اسم الخلق وهذا وجه ان المصنف رحمه الله تعالى جعل اسم الاية في الشمس والقمر والليل والنهار وجعل اسم المخلوق للسموات والارض وما بينهما. ومعنى يوصي بالاية الثالثة المستدل بها يغطي ومعنى حديثا سريعا ومعنى مسخرات مدللة. نعم قال رسول الله لما بين رحمه الله الجليل الى معرفة الرب عز وجل ذكر ان الرب هو المستحق للعبادة. فمعنى قوله والرب هو المعبود اي هو المستحق العبادة وليس هذا تفسيرا لمعنى الرب فان الرب ليس بمعانيه المعبود باصحه قولي اللغة فتقدير الكلام والرب هو المستحق ان يكون معبودا. للامر بالعبادة في قوله اعبدوا ربكم مع ذكر موجبها الذي خلقكم والذين من قبلكم الاية. فالاقرار بالربوبية يستلزم الاقرار الوهية فاذا اذعن هؤلاء بان الله عز وجل هو خالقهم وخالق من قبلهم الذي جعلناهم وجعل لهم السماء بناء الى تمام الاية وجب ان يذعنوا به سبحانه وتعالى مستحقا للعبادة هذا فمقصود المصنف بيان استحقاق الله العبادة وذكر موجبها وهو الربوبية عز وجل قال رسول الله قوله تعالى عبادة الله لها معنيان بالشرع. احدهما عامي. وهو امتثال خطاب الشرع المبتدئ بالحب والخضوع امتثال خطاب الشرع المبتلي بالحب والخضوع. والثاني خاص وهو التوحيد فان العبادة تطلق ويراد بها التوحيد ومن المجتهد في كلام المتكلمين في حقيقة العبادة انهم يردونها الى الحب والذل وفيما ذكرناه ردها الى ايش؟ الحب والقبور. طيب لماذا تركنا الذل وادل عنه من الخضوع ما الجواب؟ اه مع الاقبال نعم بس لامرين احدهما اختفاء الخطاب الشرعي. لان الخضوع مما يعبد الله به بخلاف الذل فان الله لا يعبد بالذل. فالذل قدري قوي محض. واما الخضوع فمنه شرعي ومنه قدري كوني فلا يقال للعباد ذلوا لله ولكن يقال تخضعوا لله وبهذا جاءت الادلة. ففي الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا ابى الله بالامر من الشمال وضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله اي خضوعا لقوله ولم يقل لقوله وباب الملائكة باجنحتها قضا عاما هو على وجه العبادة فان افعال الملائكة الاصل كونها عبادة بانهم عباد مأمورون من الله سبحانه وتعالى. وروى البيهقي في السنن باسناد صحيح في قنوت عمر رضي الله عنه انه كان يقول ونؤمن بك ونخضع لك. ولم يأتي وفي النصوص الامر بالدنيا ولا عده مما يتقرب الى الله عز وجل به. والاخر ان الذل ينطوي على الاجلال والقهر ان الذل ينطوي على الاكبار والقهر فقلوا الدليل فارغ من طلب الاحباب على مذلين خاضع اه منكسر له بخلاف قلب خاضئ. فان قلب الخاضع محب لمن خضع له مقبل عليه. كما ان لفظ الذل يتضمن نقصا لا يناسبه معنى العبادة فان العبادة تورث صاحبها الكمال والذل فيه نقص ومن تأمل الاية القرآنية وجدها تذكره نقشا كما قال تعالى خاشعين الذل وقال ترهقهم ذلة. فالعبادة تجمع حبا والخضوع. لا الحب والذل وفي ذلك قال ملحدكم وعبادة وعبادة الرحمن غاية حبه. وعبادة الرحمن طايح في قطبه وخضوع قاصده هما فقدان. وخضوع قاصده هما قضبان. والقاصد هو المتوجه بطلب الشيء. طيب لو قال قائل فان الله سبحانه وتعالى قال واكتبوا لهما جناح الذل من الرحمة. فهذا يدل على ان الذل مطلوبا وليس منهيا عنه. فالجواب ان جناح الذل فرض ظلم فان الكلمة عند العرب يتغير معناها باعتبار ما تضاف اليه من تركيب. وهذا جاء في النصوص الا مما جاء في النصوص في القرآن والسنة ذكر له. ومنه قوله تعالى واذا اردت تجارة تلهوا لهوا واللهو بالوضع الشرعي واللغوي اسم لكل ما يحصن. سواء كان مباحا مأذونا به او كان محرما نوعا منه وجاء في النصوص ايضا لهو الحديث ولهو الحديث شيء اخر غير الله فلهو الحديث هو الغناء وبه فسره ابن مسعود رضي الله عنه فيما صح عنه الكلمة مفردة عند العرب تكون يكون لها معنى اخر اذا ركبت فالذل خير جناح الذل. ومما ايضا يشكل على هذا المعنى الذي فرضناه قوله تعالى اذلة على المؤمنين. فان هذه الاية توهم ان الذل ممدوحا وليس كذلك من وجهين احدهما ان الذل لم يظهر مده ها هنا الا لما ذكر مقابله وهو عزة على الكافرين. وثانيا ان الله عز وجل لما ذكر ذلهم لم يقل عز وجل اذلة مع المؤمنين ادلة للمؤمنين وانما قال ادلة على المؤمنين. ولفظ على يدل على بحوث استعلاء وقوة. فهم يفعلون ذلك لا ذلا لاولئك المؤمنين. بل تقربا لله عز وجل بحفظ الجناح المؤمنين ونوع العبادة كلها لله كما قال تعالى وان المساجد لله الاية فالنهي عن عبادة غير الله دليل على لان العبادة لله عز وجل وقد نهى الله عز وجل عن عبادة غيره اذ قال فلا تدعوا مع الله احدا. فان الدعاء ما اسم للعبادة كلها؟ ومنه حديث النعمان ابن بشير عند اصحاب السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة بمعنى قوله تعالى فلا تدعو مع الله احدا يعني فلا تعبدوا مع الله احدا كائنا من كان نعم لك ان تصدق رحمه الله ان من خاف شيئا من العبادات لغير الله او مشرك كافيه. واستدل باية المؤمنون ووجه الدلالة منها في تعالى انه لا يصلح الكافرون. مع قوله في اولها ومن يتلو مع الله الها اخر. فالاية دالة ان هذا الفعل من افعال الكافرين وكفرهم كفر اكبر للتوعد عليه بعدم الفلاح ونفي الفلاح في الكتاب والسنة لا يأتي الا على ارادة نهج الفوز المطلق. وهو عدم دخول الجنة. واذا نفي المطلق فان ذلك يقتضي دخول العبد النار. وتوعده بالحساب تهديد له. اذ قال الله عز وجل انما حسابه عند ربه اي على وجه الوعيد والتهديد له. جزاء سوء فعله الذي اتاه. ومعنى وبه لا برهان له به اي لا حجة ولا بينة له عليه. وكل من دعا الى الله سبحانه وتعالى فلا له على ما فعل. فذكر ذلك انما هو صفة فاشلة عن حقيقة الامر لا تفيد تقييدا. فليس هناك من الان الله من يعبد بحجة وبرهان. بل كلهم اذا عبدوا عبثوا بغير حجة ولا برهان. نعم قال رسول الله تعالى الله تعالى وقاله تعالى قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث نسمع فاستعن بالله قال الله تعالى لا شريك لك شرع المصنف رحمه الله يورد انواعا من العبادة. فذكر اربع عشرة عبادة تتقرب بها رضي الله اذ بدأها بالدعاء. وجعل الحديث في الترجمة لها. فقوله وفي الحديث الدعاء وفق العبادة ليس دليلا على بل شروع في جملة جديدة من الكلام قياسا على نظائره ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. لكن لما من دعائهم منزلة عظيمة جعل المصنف رحمه الله تعالى الحديث المذكور معبرا عنه وهو عند الترمذي باسناد ضعيف. وهو صنع مقتد بجماعة من الاكابر منهم البخاري رحمه الله فانه ربما ترجم على مفقوده بحديث ضعيف والكلام الذي شرع المصنف يذكره هو في بيان جملة من العبادات رأسها الدعاء فاولها على ما تقدم هو ودليل الدعاء قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم الاية. ودعاء الله ام له معنيان؟ احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المهترئ بالحب والخضوع امتثال الشرع المغتربة بالحب والخضوع. فيشمل جميع افراد العباد لان العبادة تطلق بهذا المعنى ويسمى دعاء العبادة والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه. او دفع ما يضره ورفعه. او دفع ما يضره ورفعه ويسمى دعاء المسألة. هذه هي العبادة الاولى. والعبادة الثانية هي الخوف وخوف الله شرعا هو خروج قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا. قروب قال للعبد من الله ذعرا وفزعا. والعبادة الثالثة هي الرجاء. ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصون المقصود امل العبد ربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل. والعبادة الرابعة هي التوكل والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عزه لله اعتماده عليه اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه. والعبادة الخامسة والسادسة والسابعة الرغبة والرهبة والخشوع. وقارن بيننا المصنف لاشتراكها بالدليل. والرغبة اللهم شرعا هي ارادة العبد مرضاة الله هي ارادة العبد الله للوصول الى المقصود. محبة ورجاء هي ارادة العبد مرضاة الله الوصول الى المقصود محبة له ورجاء. والرهبة من الله هي فروض القلب هي غموم قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه. يهوب قلب العبد ان الله ذعر مرتزعا مع عمل ما يرضيه. والخشوع لله شرعا. هو غروب للعبد الى الله ذعرا وفزعا مع الخضوع له. قروب قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا. مع والعبادة الثامنة هي الخشية. وخشية الله شرعا هي وضوء قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا مع العلم بالله وامره يخوض قلب العبد الى والله ذعرا وغدعا مع العلم بامر الله لله وبامره. والجملة المتقدمة لما تعرفك بان جملة من العبادات قد ترجع الى اصل مشترك. لكن يكون بينها فرق باعتبار تعلقها بامر زائل. فمثلا الرهبة والخضوع والخشوع والخشية كل ترجع الى عبادة الخوف التي تتضمن قروب القلب الى الله ذعرا وفزعا لكنها اذا اقترنت بمعنى اخر وقعت عبادة جديدة. فمثلا اذا اقترنت بمعنى الخضوع صار خشوعا. واذا اقترنت بالعلم بالله وبامره صار خشية وعلى هذا فقس العبادات الاخر التي ترجع الى اصل واحد لكن يقع بينها باعتبار معنى زائل والعبادة الدافعة هي الاناءة الى الله. والانابة من الله شرعا هي خضوع قلب العبد الى الله محبة وخوفا ورجاء رجوع قلب العبد الى الله محبة وخوفا ورجاء والعبادة العاشرة هي الاستعانة والاستعانة بالله شرعا هي طلب العبد الاولى من الله بالوصول الى المقصود. طلب العبد العون من الله في الوصول الى المقصود والعون هو المساعدة. والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة. والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العبد العودة من الله عند ورود المصوف طلب العبد العودة من الله عند وجود المقول والعوز هو الالتجاء. والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة والاستغاثة بالله شرعا هي طلب العبد الغوث من الله الى وجود الضرر هي طلب العبد الغوث من الله عند ورود الضرر. والغوص المساعدة في الشدة والعبادة الثالثة عشرة هي الذبح. والذبح لله شرعا هو قطع العبد الحلقوم والمنيئة من بهيمة الانعام. هي قطع العبد الحلقوم والمريئة من بهيمة الانعام. تقربا الى الله على صفة معلومة. تقربا الى الله على صفة معلومة وتفسيره بسفك الدم من تسهيل اللفظ بلازمه فانه اذا قطع الحلقوم سفك الدم اي اهرق والالفاظ تفسر بما وضعت له في اللسان العربي لا بلازم ذلك الوضع وبهيمة الانعام والبقر والغنم. وبها امتصت الذبائح الشرعية كالهدي والعقيقة والاضحية وما عداه لا يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بذبحه وانما يتقرب به صدقة او هدية او غير ذلك. فمن اراد ان يوقع عبادة الذبح لابد ان يكون مذبوحه ومن بهيمة الانعام فلو انه ذبح دجاجة او وزة او بطة فانه لا يكون اوقع عبادة الذنب وانما تقع العبادة باهدائها او بالصدقة بلحمها او بدينتها او بغير ذلك. واضحة المسألة هذه المسألة ان عبادة الذبح تتعلق ببهيمة الانعام. فلو ذبح غيرها لم تقع عبادة الذبح. وانما تقع عبادة كالصدقة في اللحم او غير ذلك. والدليل هو ان المذبوحات في الشرع جاءت في بهيمة الانعام دون غيرها فلا يجد الانسان في العقيقة والاضحية ولا غيره من العبادات الشرعية الا شيئا من بهيمة الانعام فلو ذبح الانسان غيرها لا يمكن ذلك ذبحا لله. ونظير هذا الركوع. فان الركوع ليس عبادة وانما الركوع في الصلاة هو الذي يكون عبادة لله. فلو ان انسانا قام في طرف المسجد فاراد ان يتقرب لله بان لم تعرفوا عنه فان هذا الفعل الذي فعله لا يدخل عباد سن الله لان الركوع لن يأتي مستقلا عن الصلاة بل يكون مندرجا وكذلك الذبح في الشرع لم يأتي قط بغير بهيمة الانعام فمن اراد ان يصيب عبادة الذبح فانه يصيبها بشكل دم بهيمة الانعام فاذا سفك دم غيرها فانه لا يكون متقربا بالذنب وانما يكون متقربا باللحم او ريش اذا اراد ان يهديه او يتصدق به او غير ذلك. واضحة هذه المسألة؟ اسألوه قال له مثل الانعام لغير الله. اي نعم. لو ذبح احنا كنا بنتكلم عليه. لو ذبح غير بهيمة الانعام لغير الله فهو شرك وكفر الشرك والكفر ليس في كون مذبوح وزدت او بطرا. ولكن الشرك في ارادة التقرب. الشرك الذي يقع فيه هو ارادة مثل العبادات الشرعية عندنا لو ان انسانا ركع لله بغير صلاة عبادة او غير عبادة طيب لو انه ركع لصنم عبادة ولا غير عبادة؟ عبادة لانه اراد التقرب فيكون فعله شركا كفرا وقولنا على صفة معلومة يعني وفق الشروط المبينة عند الفقهاء رحمهم الله تعالى في صفة الذبح والعبادة ما الذنب الى الان والعبادة التي تليها هي عبادة النذر نكملها بعد الاذان لانتهاء التفصيل الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله لا اله الا الله لا اله الا الله العبادة الرابعة هي النجاة. والنذر لله شرعا يقع على معنيين. احدهما عام وهو الزام العبد نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع الزام نفسه لله تعالى امتثال خطاب الشرع اي الالتزام بدين الاسلام كله والاخر خاص وهو الزام العبد نفسه لله تعالى اهلا معينا غير معلق. الزام العبد نفسه بالله تعالى نفلا معينا غير وقولنا نفلا خرج به الواجب. لانه واجب على العبد اصالة دون نذر خاص وقولنا معينا خرج به المبهم لان المبهم لا يترتب عليه فعل قربة بل فيه الكفارة كقول الانسان لله علي نذر ثم لا يبين هذا النذر ولابد ان يكون معينا وقولنا غير معلق خرج به ما كان على وجه العوض والمقابلة. كقول القائل في شفى الله مريظي فلله علي كذا وكذا فمتى كان النذر جامعا بين هذه المعاني الثلاثة واولها قومه نفلا وثانيها كونه معينا غير مبهم وتارثها كونه جار على غير العوض مقابلة يبتدئه العبد من نفسه فان النذر حينئذ يكون عبادة ويتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى اعظم ما ينبغي ان يعتنى به فيما تقدم ثلاثة امور. احدها معرفة الحقائق هذه العبادات ان من عرف حقيقة العبادة امكنه ان يأتي بها. اما مع الجهل بالحقيقة فكيف يأتي المرء بها؟ فمن جهل مثلا فمن مثلا حقيقة عبادة الذبح ربما اوقعها على غير الوجه المبين في الشرع. والثاني معرفة ان المذكورات منها ما يقع عبادة فقط. كذبتم الندم. ومنها ما يقع عبادة وعادة الخوف فانه يقع عبادة ويقع عادة والثالث معرفة ما دل على كونها عبادات ولاجل هذا قرر ان يصنف كل عبادة بقوله والدليل قوله تعالى ودليل قوم كذا وكذا ودليل الرجاء كذا وكذا فمقصوده بيان الدليل الذي عرف به كون شيء منها عبادة. لان الاصل في عبادات التوحيد اي ورود الدليل فلابد من دليل شرعي على ان شيئا ما عبادة من العبادات. ومجموع الادلة التي ذكرها المصنف ستة عشر دليلا اربع عشرة اربعة اية وحديثان. ومعنى داخل في الاية المستدل بها على الدعاء صاغرين اذلين. ومعنى حسبه في الاية السادسة المستدل بها على التوكل كافيه. ومعنى الفلق في الاية الحادية عشرة المستدل بها الاستعاذة الصبح. وحديث اذا استعنت فاستعن بالله اخرجه الترمذي من حديث ابن عباس في قصة وحديث طويل واسناده جيد. وحديث لعن الله من ذبح لغير الله. اخرجه المسلم من علي رضي الله عنه نعم لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الاول اتبعه من بيان الاصل الثاني وهو معرفة العبد دين الاسلام بالادلة والدين يطلق بالشرع على معنيين. احدهما عام وهو انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته. والاخر خاص وهو التوحيد. والاسلام الشرعي له اطلاقان. والاسلام الشرعي له اطلاقان. احدهما عامي. وهو الاستسلام لله في التوحيد. والانقياد له ضاع والبراءة والخلوص من الشرك واهله. والاخر خاص. وله معنيان ايضا وله معنيان ايضا. الاول الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين بني الاسلام على خمس فالمراد بالاسلام فيه الدين الذي بعث به النبي النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقته استسلام الباطل والظاهر لله استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. والثاني الاعمال الظاهرة الاعمال الظاهرة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان. والاسلام الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب كما ذكر المصنف الاولى مرتبة الاعمال الاولى مرتبة الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام. والثانية مرتبة الاعتقاد الباطنة وتسمى الايمان. والثالثة مرتبة اتقانهما اتقانهما وحقيقتها عبادة الله على مقام المشاهدة او المراقبة. وتسمى احسانا ومن اهم المهمات في الديانة معرفة الواجب عليك في هذه المراتب الثلاثة في اسلامك ايمانك واحسانك والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول. فالاصل الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه. والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه وجماعه اصول الايمان الستة التي ستأتي والحق من الاعتقاد ما جاء في الشرع. والحق من ما جاء بالشرع. والاصل الثاني الفعل. والاصل الثاني الفعل. والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع. امرا وحلا موافقة وفاة العبد الاختيارية باطلا وظاهرا للشرع. امرا وحلا. والحركات الاختيارية هي ما صدر من العبد عن حصد وارادة. ما صدر عن العبد عن قصد وارادة. والامر الفرض والنهي. والحل المأذون فيه. فينبغي ان تكون افعال العبد الباطنة والظاهرة دائرة بين الامر والحلال فاما ان تكون امرا مفروضا واما ان تكون امرا نفلا واما ان تكون حلالا مباحا وفعل العبد نوعان. احدهما فعله مع ربه. فعله مع ربه وجماعه شرائع الاسلام اللازمة اللازمة للعبد كالصلاة والزكاة والصيام والحج وتوابعها واختلافها شروطها واركانها. والثاني فعله مع الخلق. فعله مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة فيما يجري بينه وبينهم. والاصل الثالث الترك والاصل الثالث الترك والواجب فيه موافقة الكف والامتناع لمرضاة الله موافقة الكف والامتناع عن الفعل لمرضاة الله. وجماعه المحرمات الخمس التي اتفقت عليها الانبياء وما يرجع اليها ويتصل بها وهي الفواحش والاسم والبغي والشرك والقول على الله بغير علم. ومعنى الكف الترك والاجتنان. وتفصيل ما يجب على العبد من هذه الاصول الثلاثة الاعتقاد والقول والفعل لا يمكن ضبطه. لاختياف الناس لاسباب العلم الواجب. اذا ابن القيم في مفتاح دار السعادة. وهذه المسألة مسألة جديدة هي من اهم المهمات التي ينبغي ان تتعلمها الواجب عليك في اسلامك وايمانك واحسانك وانه مردود الى هذه الاصول الثلاثة الاعتقاد والفعل والترك والكبت. نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصلى الله على محمد كل مرتبة من مراتب الدين الثلاث لها ارقام واركان الاسلام الخمسة. هي المذكورة في حديث ابن عمر المتفق عليه الذي اورده المصلي واركان الايمان ستة وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر خيره وشره وستأتي بكلام المصنف. واركان الاسلام اثنان. احدهما ان تعبد الله وثانيهما ان يكون ايقاع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة ان يكون اضاعوا تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. نعم الاسلام الخاسرين لا اله يا غفور رحيم السماوات ان الله لما بين المصنف رحمه الله حقيقة دين الاسلام ومراتبه واركانه قال والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام اي الدليل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو الاسلام قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. والاية الاولى تعلقوا بالاسلام بمعناه العام اي الذي يندرج فيه بقية اديان الانبياء ويستدل بها على المعنى الخاص للجيران فيها. ثم سرد المصنف رحمه الله اركان الاسلام مقرونة بادلتها. والشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم من رسالة. والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الصلوات المكتوبة في اليوم والليلة وهي الصلوات الخمس والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي ايش؟ اي زكاة زكاة المال لازم طيب والفطر الفطر هيثم الفطر الرابع بس ليش يتركنا؟ الزكاة هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المعينة المفروضة في الاموال. والصيام الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صيام شهر رمضان في كل سنة. والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله احرام مرة واحدة في العمر. وبه يعلم ان ما وراء ذلك مما يتعلق بشيء من هذه المعاني فانه ان كان واجبا لا يدخل في حقيقة الركن. فمثلا من الشهادة الواجبة الشهادة بالحق الذي يعلمه الانسان فاذا استدعي الانسان الشهادة بحق يعلمه فانه يجب عليه بذل الشهادة لكن ليست هذه الشهادة حقوق في الشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام. ومثلا من الصلوات الواجبة والحج الواجب ما كان نذر فان الانسان اذا نذر ان يصلي او نذر ان يحج صار حكمه صلاته يحج ايش؟ واجب لكنه لا يدخل في في الركن الذي هو من اركان الاسلام وزكاة الفطر مثلا واجبة لكن لا تدخل في حقيقة الركن فما خرج عما ذكر مما يخلو الى اركان ليس من جملة ما يختص بالركنية ولو الى بوجوبه. واقتصر المصنف رحمه الله تعالى على بيان حقيقة الركن في الاولين بشدة الحاجة اليهما ووقوع اكثر الناس فيما يخالفهما. فبين لنا ان معنى شهادة ان لا لا اله الا الله انها افراد الله بالعبادة. وان كلمة لا اله الا الله جامعة بين النفي والاثبات. فهي تتضمن نفي العبادة عن غير الله عز وجل هو اثبات العبادة لله وحده ويبين نفيها قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقوي انني براه مما تعبدون. فهذا النهي ثم قوله الا الا الذي فطرني هذا هو اثبات العبادة لله سبحانه وتعالى وهما بقوله تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا اذا سواء بيننا وبينكم الا نعبد ان الله ولا يشرك به شيئا الاية. وقول المصنف رحمه الله في معنى الشهادة ان محمدا رسول الله والا يعبد الله الا بما شرع. الضمير المستتر فيه عائد على الاسم الاحسن. فتقدير الكلام والا يعبد الله الا بما شرعه الله. وليس معنى الكلام والا يعبد الله الا بما شرعه صلى الله عليه وسلم لان الشرع لا يكون للنبي ولا لغيره وانما الشرع هو حق الله وحده والنبي صلى الله عليه وسلم مأمور بالتبليغ فقط. واما وضع الشرط فهو الشرع فهو له سبحانه وتعالى. فلذلك لا يجوز الاطلاق باسم الشارع على غير الله عز وجل. فاذا قال الانسان قال الشارع انما الاعمال بالنيات فدخل لان الشارع هو الله سبحانه وتعالى وحده ولا يجوز الاخلاص اسم المشرع او المجلس التشريعي او غيرها من الاسماء التي تتعلق بالشرع على غير لانه الشرع هو حق الله. والدليل هو انك لن تجد في الكتاب ولا في السنة اضافة الشرع الى غير الله. بل فستجدها مضافة الى الله وحده. ولم يقع هذا في كلام الصحابة رضي الله عنهم. فان الصحابة لم يقوموا قط رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما جاء عنهم فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكروه هو اخبار عن تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم. فهو اخبر عما فرضه الله. واخبر عما سنه الله فهو مخبر عن الشر والله عز وجل قد بين رتبته فقال وما عن الرسول الا البلاء فالرسول له حق البلاء واما حق الشرع فهو ولله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له واشرت الى ذلك بقول الشرع حق الله دون رسوله بالنص اثبت لا بقول فلانة. اوما رأيت الله حين احشاده ما جاء في الايات ذكر التام. وجميع خطب محمد لم يلفظوا شرع الرسول وشاهد برهان. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى تفسير التوحيد في قوله ودليل الصلاة والزكاة التوحيد استفرادا اهتماما بمقام التوحيد والا فان الاستدلال بسياق اركان الاسلام. ومعنى عزيز عليه ما عنتم ان يعزوا عليه ويشقوا عليه عنقكم والعنق هو المشقة. ومعنى قوله تعالى وذلك دين القيمة اي دين الكتب القيمة. وهي الكتب المستقيمة المنزلة على انبياء ودين الكتب المستقيمة هو الاسلام والقيم بمعنى المستقيم. وليس القيم بمعنى ما له قيمة وقول الناس كتاب قيم يريدون ان له منزلة لحم وانما معناه كتاب مستقيم ويكون مستقيما اذا الحق ونستكمل بقية الكتاب ان شاء الله تعالى بعد صلاة العشاء والحمد لله رب العالمين والله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه يجب ان